القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#18 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() -التحذير من مغبة سب الصحابة رضي الله عنهم: إن الصحابة رضي الله عنهم هم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين، "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "([169">). وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- " مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"([170">). فعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنه قال: " لا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً"([171">). قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه، ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم، ومحاسنهم من الإيمان بالله، ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله "([172">). عن سيدنا عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وأله وسلم- :"الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه"([173">). قال الإمام المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم، ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي"([174">). وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "([175">). وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "([176">). وقال العلامة الفقيه المالكي ابن أبي زيد القيرواني -رحمه الله- في مقدمة رسالته المشهورة: "وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب". وقال العلامة هشام بن عمار :" سمعت مالكا يقول : من سب أبا بكر وعمر، قتل، ومن سب عائشة رضي الله عنها، قتل، لأن الله تعالى يقول فيها : { يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين } فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل "([177">) . وقال العلامة الخرشي رحمه الله :" من رمى عائشة بما برأها الله منه . . . أو أنكر صحبة أبي بكر، أو إسلام العشرة، أو إسلام جميع الصحابة، أو كفر الأربعة، أو واحدا منهم، كفر" ([178">). وقال العلامة بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين "([179">). وقال العلامة أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة "([180">). وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله :" قال إبراهيم النخعي: كان يقال: شتم أبي بكر وعمر من الكبائر، وكذلك قال أبو إسحاق السبيعي: شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال الله تعالى فيها: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه }. وإذا كان شتمهم بهذه المثابة، فأقل ما فيه التعزير، لأنه مشروع في كل معصية ليس فيها حد أو كفارة. وهذا مما لا نعلم فيه خلافا بين أهل الفقه والعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بإحسان، وسائر أهل السنة والجماعة، فإنهم مجمعون على أن الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم . . . وعقوبة من أساء فيهم القول "-([181">) . وقال الفقيه الأصولي السرخسي _رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب "([182">). قال الشيخ الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم، وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان "([183">). قال الفقيه العلامة ابن قدامة –رحمه الله- في لمعة الاعتقاد:"ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم". وقال الفقيه الإمام ابن حزم رحمه الله: "وكلهم عدول فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم وأن نستغفر لهم ونحبهم وتمرة تصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا بما يملك، الجلسة الواحدة منهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عبادة أحدنا دهره كله"([184">). قال العلامة القاضي عياض رحمه الله في الشفا:"ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير أصحابه وبرهم ومعرفة حقهم والاقتداء بهم والثناء عليهم والاستغفار لهم والإمساك عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين والقادحة في أحد منهم". -النموذج الخالد رضي الله عنهم: سئل الإمام الحسن البصري رحمه الله عن صفة أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى وقال: "ظهرت منهم علامات الخير في السيما والسمت والهدى والصدق، وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، وظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم، واستخفوا المخلوقين رضا للخالق، لم يُفرّطوا في غضب، ولم يحيفوا في جور، ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، وبذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم"([185">). هكذا استكمل الصحابة رضي الله عنهم إيمانهم لأنهم أحبوا لله وأبغضوا لله، وأعطوا لله ومنعوا لله، طهروا قلوبهم وأخلصوا وجهتهم لله تعالى نية وعملا، ذبحوا كبرياء أنفسهم وأنانيتهم فأصبحوا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، أوذوا وأخرجوا من ديارهم، وأنفقوا كل ما يملكون من أجل هذا الدين وفي سبيل محبتهم الشديدة لرسول الحق صفوته ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فدوه بآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم رضي الله عنهم وأرضاهم. ابتلي الصحابة رضي الله عنهم وزلزلوا زلزالا شديدا، بلغت منهم القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، ومع ذلك لن يثني ذلك من عزمهم وصدقهم ومحبتهم صبروا على كل ذك، لأن المحبة لأغلى مما يعيق، فصدقوا حقا في محبتهم، أذكر من هذه المنارات الساطعة بأنوارها على تاريخ الأمة المحمدية سيدنا أبو بكر الصديق الأكبر رضي الله عنه والإمام علي كرم الله وجهه والأرقم بن الأرقم وزيد بن حارثة وبلال بن رباح وعمران بن حصين وحذيفة بن اليمان وحنظلة وخباب وآل ياسر وغيرهم كثير... أوذوا وقتلوا فما نقص ذلك منهم شيئا بل كانوا كالجبال الشامخات لا تزلزلها العواصف .. فالسعادة التي ملئت قلوبهم بحب الله تعالى وحب حبيبه صلى الله عليه وسلم وشوقهم إلى اللقاء أنستهم كل ألم ومشقة ومعاناة وابتلاء، وجدوا السعادة الكبرى والمنة العظمى في هذه المحبة، إنها السر الأعظم الذي جعلهم يفوزون بخير الدنيا والآخرة، هذه المحبة التي طهرت قلوبهم من كل وصف يبعدهم هن الله تعالى، وجمعت أرواحهم على الله تعالى، فقربت البعيد ولينت الحديد وجعلت المستحيل ممكنا وماء البحر عذبا زللا. وبالمثال يتضح المقال، أذكر بعض النماذج الخالدة التي جمعتها المحبة رغم اختلاف ألوانها وألسنتها وقبائلها: منهم أبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وأبو موشى الأشعري وصهيب الرومي وأيوب الأنصاري وغيرهم كثير جمعتهم المحبة فأنستهم كل جرح وكدر وتعصب... أصبحوا إخوانا وعلى دين الله أعوانا... فما كنوا صحابة إلا لأنهم أحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتفانوا في حبه وقدموا مهجهم في سبيله، فرضي الله عنهم وأرضهم وجعلنا من السائرين على نهجهم آمين. أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع وما الضعف والهزال الذي أصاب أمتنا اليوم، إلا بسبب ذبول زهرة هذه المحبة في قلوب أبنائها الذين أقبلت عليهم الفتن من كل حدب وصوب فأصبحوا في أمر مريج. وصدق ربنا تبارك وتعالى القائل:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". فلن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا، أن يتحول البغض والحقد الذي ملأ قلوب الناس إلى المحبة والشقاق إلى الأخوة والتشكيك على التصديق وحب الدنيا إلى حب رب الدنيا والآخرة...هكذا نغير ما بأنفسنا بهذه المحبة حتى نستحق النصر كما استحقه من سبقنا بالإيمان، فإذا أخللنا في هذا فلا ننتظر نصرا من الله، فلن تجد لسنة الله تحويلا ولا تبديلا. إذًا فلا بد لمريدي النجاة والعزة والكرامة أن يركبوا سفينة المحبة لينجوا من الغرق في بحر الفتن ما ظهر منها وما بطن. فاز وأفلح من صحب وأحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن من صحب ومن أحب من أحب ومن رأى من رأى الحبيب صلى الله عليه وسلم سلسلة لا ينمحي لها أثر ولا ينقطع لها خبر متصلة الحلقات إلى يوم القامة. وفي الختام لا نقول في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا كما قال ربنا تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )([186">). مسك الختام: إن أمر المحبة عظيم، وبحرها طويل عميق، وطريقها شاق عسير، وعقباتها كئودة، لا تنال إلا بذبح النفوس، وترك الفلوس، ولله در القائل: إن تُردْ وصلنا فموتك شرطٌ *** لا ينال الوصالَ من فيه فُضله. إن المحبة هي أعلى مقامات الولاية، وهي الغاية من الطاعات، وذروة سنام الدرجات، فما بعد إدراكها مقام... تم الكتاب تكاملت *** أيدي السرور لصاحبه وعفا الإله بفضله *** عن قارئيه وكاتبه. اللهم اجعل لأمة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم فَرَجًا ومَخْرَجًا من كل أمورها، وافتح قلوب أبنائها لِلْمَحَبَةِ والصَّفَاءِ يا رب العالمين آمين. ختم الله لنا بالسعادة التي ختم بها لأوليائه وأحبابه وأصفيائه، نفع الله تعالى بهذا الكتاب الأمة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وجعله خالصا لوجهه الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | حسن الخليفه احمد | مشاركات | 17 | المشاهدات | 20136 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|