القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أمرنا الله بإجتناب نواهيه وتوّعد مَنْ يعصيه باصناف شتى من العذاب . هل فكرت أخى المسلم يوماً فى النار ؟ ما عدد أبوابها ؟ وعذابها؟ ومَنْ هم الداخلون إليها؟ هل تأملت فى أفعالك وأقوالك إلى أين تُؤدى بك؟ . هل تأرقت ليلاً وتعذبت نهاراً وأنت تخشى أن تقع فيما يُدخلك النار؟ هل تُحاسب نفسك وسائر جوارحك؟ هل تُراقب تصرفاتك؟ إن كنت لا تفعل فتمعن فى السطور التالية وبإذن الله ستجدا فيها لأجابات الوافية من الكتاب والسُنَّة والفقهاء. ولنحاول يا إخوتى تجنبها ولو بشق تمرة. اللهم إنى أعوذ برحمتك التى سبقت عذابك أن لا تجعلنى من أهل النار ، وباعد بينى وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب. وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا احد |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ربنا اتنا في الدنيا حسنا وفي الاخرة حسنا
وقنا عذاب النار |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وقال الرسول صلي الله علية وسلم اتقو النار ولو بشق تمرة
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ربنا اتنا في الدنيا حسنا وفي الاخرة حسنا وقنا عذاب النار آااامييييين يا رب العالمين
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() صور من عذاب النار أعاذنا الله منها إنضاج الجلود إن نار الجبار سبحانه وتعالى تحرق جلود أهل النار ، والجلد موضع الإحساس بألم الاحتراق ، ولذلك فإن الله يبدل لهم جلودا أخرى غير تلك التي احترقت ، لتحترق من جديد ، وهكذا دواليك ، ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )ا الصهر من ألوان العذاب صب الحميم فوق رؤوسهم ، والحميم هو ذلك الماء الذي انتهى حره، فلشدة حره تذوب أمعاؤهم وما حوته بطونهم ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود )ا وأخرج الترمذي من حدبث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الحميم ، ليصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه ، حتى يمرق من قدميه ، وهو الصهر ، ثم يعود كما كان )، وقال : حسن غريب صحيح اللفح أكرم ما في الإنسان وجهه ، ولذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه ، ومن إهانة الله لأهل النار ، أنهم يحشرون يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) ، ويلقون في النار على وجوههم ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون )، ثم إن النار تلفح وجوههم وتغشاها أبدا لا يجدون حائلا يحول بينهم وبينها ( لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون )، وقال ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) ، وقال ( سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ) ، وقال ( افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة )، وقال ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) ، أرأيت كيف يقلب اللحم على النار ، والسمك في المقلى ، كذلك تقلب وجوههم في النار ، نعوذ بالله من عذاب أهل النار السحب ومن أنواع العذاب الأليم سحب الكفار على وجوههم في النار ( إن المجرمين في ضلال وسعر ، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر )، ويزيد من آلامهم حال سحبهم في النار أنهم مقيدون بالقيود والأغلال والسلاسل ( فسوف يعلمون ، إذا الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون، في الحميم ثم في النار يسجرون ) ، قال قتادة : يسحبون مرة في النار ومرة في الحميم تسويد الوجوه يسود الله في الدار الآخرة وجوه أهل النار (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) ، وهو سواد شديد ، كأنما حلت ظلمة الليل في وجوههم ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )ا إحاطة النار بالكفار أهل النار هم الكفار الذين أحاطت بهم ذنوبهم ومعاصيهم فلم تبق لهم حسنة ، كما قال تعلى في الرد على اليهود الذين قالوا : لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )، ولا يكون المرء كذلك إلا إذا كان كافرا مشركا، يقول صديق خان : ( المراد بالسيئة هنا الجنس ، ولا بد أن يكون سببها محيطا به من جميع جوانبه ، فلا تبقي له حسنة ، وسدت عليه مسالك النجاة ، والخلود في النار هو للكفار المشركين ، فيتعين تفسير السيئة والخطيئة في هذه الآية بالكفر والشرك ، وبهذا يبطل تشبث المعتزلة والخوارج لما ثبت في السنة متواترا من خروج عصاة الموحدين من النار )ا ولما كانت الخطايا والذنوب تحيط بالكافر من كل جهه ، كما قال تعالى : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ) ، والمهاد ما يكون من تحتهم ، والغواش جمع غاشية ، وهي التي تغشاهم من فوقهم ، والمراد أن النيران تحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم ، كما قال تعالى ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) وقال في موضع آخر ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ) ، وقد صرح بالإحاطة في موضع آخر ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) وقد فسر بعض السلف المهاد بالفرش ، والغواش باللحف وتأتي الإحاطة من ناحية أخرى ذلك أن للنار سورا يحيط بالكافرين ، فلا يستطيع الكفار مغادرتها أو الخروج منها ، كما قال تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا )، وسرادق النار هو سورها وحائطها الذي يحيط بها اطلاع النار على الأفئدة بالإضافة إلى أن أهل النار يضخم خلقهم في النار شيئا عظيما ، فإنه مع ذلك تدخل النار في أجسادهم حتى تصل إلى أعمق شيء فيهم ( سأصليه سقر ، وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر ) ، قال بعض أهل السلف في قوله ( لا تبقي ولا تذر ) ، قال : تأكل العظم واللحم والمخ ولا تذره على ذلك ) وقال تبارك وتعالى ( كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة ، نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة )، قال محمد بن كعب القرظي : " تأكله النار على فؤاده ، فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه، وعن ثابت البناني أنه قرأ هذه الاية ، ثم قال : تحرقهم النار إلى الأفئدة وهم أحياء لقد بلغ منهم العذاب ، ثم يبكي "ا اندلاق الأمعاء في النار في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتابه في النار ، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه ، فيقولون : أي فلان ، ما شأنك ، أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) ثم هو يدور ويسعى حولها كما يدور الحمار برحاه ومن الذين يجرون أمعاءهم في النار عمرو بن لحي ، وهو أول من غير دين العرب ، وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يجر قصبة في النار ، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار ، وكان أول من سيب السوائب ) قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم ومطارقهم أعد الله لأهل النار سلاسلا وأغلالا وقيودا ومطارق ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا ) ، وقال ( إنا لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) ، والأغلال توضع في الأعناق ( وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون )، وقال ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ) ا والأنكال : القيود ، سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها ، ( إنا لدينا أنكالا ) ، والسلاسل نوع آخر من ألوان العذاب التي يقيد بها المجرمون كما يقيد المجرمون في الدنيا ، وانظر إلى هذه الصورة في كتاب الله ( خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه )ا وأعد الله لهؤلاء مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين وهم يحاولون الخروج من النار ، فإذا بها تطيح بهم مرة أخرى إلى سواء الجحيم قال تعالى ( ولهم مقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )ا قرن معبوداتهم وشياطينهم بهم في النار كان الكفار والمشركون يعظمون الآلهة التي يعبدونها من دون الله ويدافعون عنها ويبذلون في سبيل ذلك النفس والمال ، وفي يوم القيامة يدخل الحق تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله النار إهانة لعابديها وإذلالا لهم ، ليعلموا أنهم كانوا ضالين، قال تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ) يقول ابن رجب ( فإن الإنسان إذا قرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد فيألمه وحسرته )ا ومن أجل ذلك يقذف في يوم القيامة بالشمس والقمر ليكونا مما توقد به النار ، يقول القرطبي ( وإنما يجمعان لأنهما قد عبدا من دون الله ، لا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل بهما ذلك زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم ، هكذا قال بعض أهل العلم )ا حسرتهم وندمهم ودعاؤهم عندما يرى الكفار النار يندمون أشد الندم، ولات ساعة مندم ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) وعندما يطلع الكافر على صحيفة أعماله ، فيرى كفره وشركه الذي يؤهله للخلود في النار ، فإنه يدعو بالثبور والهلاك ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعو ثبورا ، ويصلى سعيرا ) ويتكرر دعاؤهم بالويل والهلاك عندما يلقون في النار ، ويصلون حرها ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ، لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا )، وهناك يعلو صراخهم ويشتد عويلهم ويدعون ربهم آملين أن يخرجهم من النار ( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )، وهم في ذلك الوقت يعترفون بضلالهم وكفرهم ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ) ، ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) ، ولكن طلبهم يرفض بشدة ، ويجابون بما تستحق أن تجاب به الأنعام ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون )ا ويتوجه أهل النار بعد ذلك بالنداء إلى خزنة النار ، يطلبون منهم أن يشفعوا لهم كي يخفف الله عنهم العذاب ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ، قال أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) ، وعند ذلك يسألون الشفاعة كي يهلكهم ربهم ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )ن ويقال لهم آن ذلك ( فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون ) ا هناك يشتد نحيبهم وتفيض دموعهم ، ويطول بكاؤهم ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جراء بما كانوا يكسبون ) ، إنهم يبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم يبكون دما ، وتؤثر دموعهم في وجوههم كما يؤثر السيل في الصخر ، ففي مستدرك الحاكم عن عبدالله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أهل النار ليبكون ، حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت ، وإنهم ليبكون الدم – يعني – مكان الدمع ) ا لقد خسر هؤلاء الظالمون أنفسهم وأهليهم عندما استحبوا الكفر على الإيمان ، واستمع إلى عويلهم وهم يرددون حال العذاب ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) وتأمل قوله تعالى يصف حالهم ، ونعوذ بالله من حالهم ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك )ا قال الزجاج : الزفير من شدة الأنين وهو المرتفع جدا . وقيل الزفير : ترديد النفس في الصدر من شدة الخوف حتى تنتفخ منه الأضلاع ، والشهيق النفس الطويل الممتد ، أو رد النفس إلى الصدر ، والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أمة الختم ; 04-22-2010 الساعة 03:16 AM. ![]() |
![]() |
#7 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الخوف من عذاب النار
بسم الله الرحمن الرحيم وروى أن سلمان الفارسي لما سمع قوله تعالى ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) ، فر ثلاثة أيام هاربا من الخوف لا يعقل ، فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أنزلت هذه الآية ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) ، فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي : فأنزل الله تعالى ( إن المتقين في ظلال وعيون ) ، ذكره الثعالبي وروي عن وهب بن منبه أنه قال : إن أهل النار الذين هم أهلها ، هم في النار ، لا يهتدون ولا ينامون ، ولا يموتون ، يمشون على النار ، ويجلسون على النار ، ويشربون من صديد أهل النار ويأكلون من زقوم أهل النار ، لحفهم نار ، وفرشهم نار ، وقمصهم نار وقطران ، وتغشى وجوههم النار، وجميع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافهايجذبونهم مقبلين ومدبرين، فيسيل صديدهم إلى حفير في النار فذلك شرابهم ثم بكى وهب حتى سقط مغشيا عليه قال ابن المبارك: أخبرنا محمد بن مطرف: عن الثقة ، أن فتى من الأنصار داخلته من النار خشية ، فكان يبكي عند ذكر النار ، حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في البيت ، فلما دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتنقه الفتى وخر ميتا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جهزوا صاحبكم ، فإن الخوف من النار فلذ كبده ) وقال القرطبي : وروى أن عيسى بن مريم عليه السلام مر بأربعة آلاف امرأة متغيرات الألوان ، وعليهن مدارع الشعر والصوف ، فقال عيسى : ما الذي غير ألوانكن معاشر النسوة ؟ قلن : ذكر النار غير ألواننا يا ابن مريم ، إن من دخل النار لا يذوق فيها بردا ولا شرابا |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() البكاء من خشية النار ينجي منها وأن التعوذ بالله من النار يوجب الإعاذة منها قد تكاثرت النصوص في أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة منها والبكاء خوف من نار جهنم هو البكاء من خشية الله لأنه بكاء من خشية عقاب الله وسخطه والبعد عنه وعن رحمته وجواره ودار كرامته روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع" خرجه النسائي والترمذي وقال صحيح وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله عز وجل" خرجه الترمذي وقال حسن وعن أبي ريحانة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "حرمت النار على عين دمعت أو بكت في جوف الليل من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله وذكر عينا ثالثة" خرجه الامام أحمد وهذا لفظه والنسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد وخرجه الجوزجاني ولفظه "حرمت النار على عين سهرت بكتاب الله وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو فقئت في سبيل الله" وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع ولو كانت مثل رأس الذباب من خشية الله ثم تصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على النار" خرجه ابن ماجه وقد روي موقوفا على من دون ابن مسعود وفي الباب أحاديث أخر في المعنى مسندة ومرسلة وفيه أيضا عن معاذ بن جبل وابن عباس من قولهما غير مرفوع وخرج ابن أبي الدنيا من طريق نفيع أبي داود عن زيد بن أرقم أن رجلا قال يا رسول الله بما اتقي به النار قال "بدموع عينيك فإن عيناً بكت من خشية الله لا تمسها النار أبدا" ونفيع سبق أنه ضعيف ومن طريق النضر بن سعيد رفعه قال "ما اغرورقت عينا عبد بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار فان فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ولو أن عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله عز وجل ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار وما من عمل إلا وله وزن أو ثواب إلا الدمعة فإنها تطفئ بحورا من النار" وقد روي هذا المعنى أو بعضه موقوفا من كلام الحسن وأبي عمران الجوني وخالد بن معدان وغيرهم وعن زاذان أبي عمر قال بلغنا أنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها ومن بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله إياها وكان عبدالواحد بن زيد يقول يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله عز وجل ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه يا إخوتاه ألا تبكوه خوفا من النار ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها وعن فرقد السبخي قال قرأت في بعض الكتب أن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة إلى ربها فتقول يا رب أدخله الجنة كما بكى علي وإن النار لتستجير له من ربها فتقول يا رب أجره من النار كما استجار مني وبكى خوفا من دخولي وفي حديث عبدالرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال "رأيت الليلة رؤيا" فذكر الحديث بطوله وفيه قال "رأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي يهوي في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله عز وجل فاستخرجته من النار" وروى أيمن حدثنا سهل بن حماد حدثنا المبارك بن فضالة حدثنا ثابت عن أنس قال تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية "ناراً وقودها الناس والحجارة" التحريم "وبين يديه رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل جبريل عليه السلام فقال من هذا الباكي بين يديك قال "رجل من الحبشة وأثنى عليه معروفا" قال فإن الله عز وجل يقول وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في الدنيا من خشيتي إلا كثرت ضحكه في الجنة . فصل في التعوذ من النار قال الله تعالى "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" إلى قوله "فاستجاب لهم ربهم" آل عمران وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذكر الملائكة الذين يلتمسون مجالس الذكر "وفيه إن الله عز وجل يسألهم وهو أعلم بهم فيقول مم يتعوذون فيقولون من النار فيقول وهل رأوها قالوا لا والله ما رأوها فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد منها مخافة قال فيقول إني أشهدكم أني قد غفرت لهم" وخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاثا قالت النار اللهم أجره من النار" وخرج البزار وأبو يعلى الموصلي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار يا رب إن عبدك فلانا استجار مني فأجره ولا سأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة" وروي صالح المري عن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يقول الله عز وجل انظروا في ديوان عبدي فمن رأيتموه سألني الجنة أعطيته ومن استعاذ بي من النار أعذته" واسناده ضعيف وروى أبو صالح عبدالله بن صالح حدثنا يحيى بن أيوب عن عبدالله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أو عن ابن أبي حجيرة الأكبر عن أبي هريرة أو أحدهما حدثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إذا كان يوم حار فإذا قال الرجل لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم قال الله لجهنم إن عبدا من عبيدي استجارني من حرك وأنا أشهدك أني قد أجرته وإذا كان يوم شديد البرد فقال العبد لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم إن عبدا من عبادي استجارني من زمهريرك وأنا أشهدك أني قد أجرته" قالوا وما زمهرير جهنم قال "بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده" وقال أبو يحيى القتات عن مجاهد يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فتنزوي فيقول ما شأنك فتقول إنه قد كان يستجير مني فيقول خلوا سبيله وقال سفيان عن مسعر عن عبد الأعلى الجنة والنار ألقيتا السمع من ابن آدم فإذا قال الرجل أعوذ بالله من النار قالت النار اللهم أعذه وإذا قال اسأل الله الجنة قالت الجنة اللهم بلغه وقال عثمان ابن أبي العاتكة قال أبو مسلم الخولاني ما عرضت لي دعوة إلا ذكرت جهنم فصرفتها إلى الاستعاذة منها وقال أبو سنان عيسى بن سنان عن عطاء الخراساني قال من استجار بالله من جهنم سبع مرات قالت جهنم لا حاجة لي فيك . |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() صفات أهل النار وأصنافهم وأقسامهم قد سبق قول ابن مسعود أنه لا يترك في النار سوى الأربعة وليس فيهم خير وأخذه من قوله تعالى "قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين" المدثر وفي الصحيحين عن حارثة بن وهب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" والعتل قال مجاهد وعكرمة هو القوي وقال أبو رزين هو الصحيح وقال عطاء بن يسار عن وهب الذماري قال تبكي السماء والأرض من رجل أتم الله خلقه وأرحب جوفه وأعطاه معظما من الدنيا ثم يكون ظلوما غشوما للناس فذلك العتل الزنيم وقال ابراهيم النخعي العتل الفاجر والزنيم اللئيم في أخلاق الناس وروى شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم" فقال رجل من المسلمين ما الجواظ الجعظري والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "الجواظ الذي جمع ومنع وأما الجعظري فالفظ الغليظ قال الله تعالى "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" آل عمران وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح أكول شروب واجد للطعام ظلوم للأنام" وروى معاوية بن صالح عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن العتل الزنيم قال "هو الفاحش اللئيم" وقال معاوية وحدثني عياض بن عبدالله الفهري عن موسى بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك خرجه كله ابن أبي حاتم وأما المستكبر فهو الذي يتعاطى الكبر على الناس والتعاظم عليهم وقد قال الله تعالى "أليس في جهنم مثوى للمتكبرين" الزمر وقد ذكرنا فيما سبق حديث "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يساقون إلى سجن في النار يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يغشاهم الذل من كل مكان" فإن عقوبة التكبر الهوان والذل كما قال الله تعالى "فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق" الأحقاف وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته بناري" يعني ألقيته في جهنم وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله عز وجل للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها وأما النار فلا تمتلئ حتى يضع عليها رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا" وفي رواية خرجها ابن أبي حتم "فقالت النار مالي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون والأشراف وأصحاب الأموال" وخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف وقالت الجنة أي رب يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين" ذكر الحديث بمعنى ما تقدم وسبب هذا أن الله عز وجل حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات كما قال تعالى "فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" النازعات وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "حجبت الجنة بالمكاره وحجبت النار بالشهوات" وخرجه مسلم ولفظه حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات وخرجه أيضا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها فنظر إليها وإلى ما أعد لأهلها قال ارجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما اعددت لأهلها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت ألا يدخلها أحد قال فاذهب إلى النار فانظر إلى ما أعددت لأهلها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فخفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحد إلا دخلها" فتبين بهذا أن صحة الجسد وقوته وكثرة المال والتنعم بشهوات الدنيا والتكبر والتعاظم على الخلق وهي صفات أهل النار التي ذكرت في حديث حارثة بن وهب هي جماع الطغيان والبغي كما قال تعالى "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" العلق والطغيان وإيثار الحياة الدنيا وشهواتها من موجبات النار كما قال تعالى "فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى" النازعات وأما الضعيف في البدن والاستضعاف في الدنيا من قلة المال والسلطان مع الإيمان فهو جماع كل خير ولهذا يقال من العصمة أن لا تجد فهذه صفة أهل الجنة التي ذكرت في حديث حارثة وقد روي نحو حديث حارثة من وجوه متعددة وفي بعضها زيادات خرج له الإمام أحمد من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ألا أنبئكم بأهل الجنة" قالوا بلى يا رسول الله قال "الضعفاء المغلوبون ألا أنبئكم بأهل النار" قالوا بلى يا رسول الله قال "كل شديد جعظري هم الذين لا يألمون رؤوسهم" ومن حديث سراقة بن مالك بن جعشم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له "يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار" قال بلى يا رسول الله قال "أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون" ومن حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "أهل النار كل جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون" ومن حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ألا أخبركم بأهل الجنة وأهل النار أما أهل الجنة فكل ضعيف متضعف أشعث ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره وأما أهل النار فكل جعظري جواظ جماع مناع ذي تبع" وقد سبق تفسير الجعظري بالفظ الغليظ الجافي وخرج الطبراني من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ألا أخبركم بصفة أهل الجنة" قلنا بلى يا رسول الله قال "كل ضعيف متضاعف ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره ألا انبئكم بأهل النار" قلنا بلى يا رسول الله قال "كل جظ جعظر مستكبر" قال فسألته ما الجظ قال "الضخم" وما الجعظر قال "العظيم في نفسه" وروى عثمان بن أبي العاتكة عن أبي جعفر الحنفي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ألا أنبئكم بأهل النار" قالوا بلى قال "كل سمين ليس طيب الريح" وروى سليم بن عامر عن فرات البهراني عن أبي عامر الأشعري أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل النار فقال "لقد سألت عن عظيم كل شديد قعبري" فقال وما القعبري يا رسول الله قال "الشديد على العشيرة الشديد على الأهل الشديد على الصاحب" قال فمن أهل الجنة يا رسول الله فقال "سبحان الله لقد سألت عن عظيم كل ضعيف مزهد" وفي المعنى أحاديث أخر وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته "وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم عفيف متعفف ذو عيال وأهل النار خمسة الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يسمي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك" وذكر البخل والكذب والشنظير الفاحش ففي هذا الحديث جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل الجنة ثلاثة أصناف أحدهما ذو السلطان المقسط المتصدق وهو من كان له سلطان على الناس فسار في سلطانه بالعدل ثم ارتقى درجة الفضل والثاني الرحيم الرقيق القلب الذي لا يخص برحمته قرابته بل يرحم المسلمين عموما فتبين أن القسمين أهل الفضل والإحسان والثالث العفيف المتعفف ذو العيال وهو من يحتاج إلى ما عند الناس فيتعفف عنهم وهذا أحد نوعي الجود أعني العفة عما في أيدي الناس لا سيما مع الحاجة وقد وصف الله في كتابه أهل الجنة ببذل الندى وكف الأذى ولو كان الأذى بحق فقال "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" آل عمران فهذا حال معاملتهم للخلق ثم وصف قيامهم بحق الحق فقال "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين" آل عمران فوصفهم الله عند الذنوب بالاستغفار وعدم الإصرار وهو حقيقة التوبة النصوح وقريب من هذه الآية قوله تعالى "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة" البلد والعقبة قد فسرها ابن عباس بالنار وفسرها ابن عمر بعقبة في النار كما تقدم فأخبر سبحانه أن اقتحامها وهو قطعها ومجاوزتها يحصل بالإحسان إلى الخلق إما بعتق الرقبة وإما بالإطعام في المجاعة والمطعم إما يتيم من ذوي القربى أو مسكين قد لصق بالتراب فلم يبق له شيء ولا بد مع هذا الإحسان أن يكون من أهل الإيمان والآمر لغيره بالعدل والإحسان وهو التواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة وأخبر سبحانه أن هذه الأوصاف أوصاف أصحاب الميمنة وأما أهل النار فقد قسمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث خمسة أصناف الصنف الأول الضعيف الذي لا زبر له ويعنى بالزبر القوة والحرص على ما ينتفع به صاحبه في الآخرة من التقوى والعمل الصالح وخرج العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعا "إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له" قال بعض رواة الحديث يعني الشدة في الحق ولما حدث مطرف بن عبدالله بحديث عياض بن حمار هذا وبلغ قوله "الضعيف الذي لا زبر له" فقيل له أو يكون هذا قال نعم والله لقد أدركتهم في الجاهلية وإن الرجل ليرعى على الحي ماله إلا وليدتهم يطؤها وقال ابن شوذب يقال إن عامة أهل النار كل ضعيف لا زبر له الذين هم فيكم اليوم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا خرجه عبدالله بن الإمام أحمد في الزهد وهذا القسم شر أقسام الناس ونفوسهم ساقطة لأنهم ليس لهم همم في طلب الدنيا ولا الآخرة وإنما همة أحدهم شهوة بطنه وفرجه كيف اتفق له وهو تبع للناس خادم لهم أو طواف عليهم سائل لهم والصنف الثاني الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه أي يعني لا يقدر على خيانة ولو كانت حقيرة يسيرة إلا بادر إليها واغتنمها ويدخل في ذلك التطفيف في المكيال والميزان وكذلك الخيانة في الأمانات القليلة كالودائع وأموال اليتامى وغير ذلك وهو خصلة من خصال النفاق وربما يدخل الخيانة من خان الله ورسوله في ارتكاب المحارم سرا مع إظهار اجتنابها قال بعض السلف كنا نتحدث أن صاحب النار من لا تمنعه خشية الله من شيء خفي له الصنف الثالث المخادع الذي دأبه صباحا ومساء مخادعة الناس على أهليهم وأموالهم والخداع من أوصاف المنافقين كما وصفهم الله تعالى بذلك والخداع معناه إظهار الخير واضمار الشر لقصد التوصل إلى أموال الناس وأهاليهم والانتفاع بذلك وهو من جملة المكر والحيل المحرمة وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "من غشنا فليس منا" والمكر والخداع في النار الصنف الرابع الكذب والبخل ولم يحفظ الراوي ما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا حفظا جيدا والكذب والبخل خصلتان وفي مسند الامام أحمد في هذا الحديث الكذب أو البخل بالشك وقد قيل إنه عدهما واحدا كذا قاله مطر الوراق وهو أحد رواة هذا الحديث والكذب والبخل كلاهما ينشأ عن الشح كما جاء ذلك في الأحاديث والشح هو شدة حرص الإنسان على ما ليس له من الوجوه المحرمة وينشأ عنه البخل وهو إمساك الإنسان ما في يده والامتناع من إخراجه في وجوهه التي أمر بها فالمخادع الذي سبق ذكره هو الشحيح وهذا الصنف هو البخيل فالشحيح أخذ المال بغير حقه والبخيل منعه من حقه كذلك روى تفسير الشح والبخل عن ابن مسعود وطاووس وغيرهما من السلف وفي الأثر إن الشطان قال مهما غلبني ابن آدم فلن يغلبني بثلاث يأخذ المال من غير حله أو ينفقه في غير وجهه أو يمنعه من حقه وينشأ عن الشح أيضا الكذب والمخادعة والتحيل على ما لا يستحقه الإنسان بالطرق الباطلة المحرمة وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار" وفي المسند عن عبدالله بن عمرو قال سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما عمل أهل النار قال "الكذب إذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر دخل النار" الصنف الخامس الشنظير وقد فسر بالسيء الخلق والفحاش هو الفاحش المتفحش وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه" وفي الترمذي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إن الله يبغض الفاحش البذيء" والبذيء الذي يجري لسانه بالسفه ونحوه من لغو الكلام وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "بحسب امرئ من الشر أن يكون فاحشا بذيئا بخيلا جبانا" فالفاحش هو الذي يفحش في منطقه ويستقبل الرجال بقبيح الكلام من السب ونحوه ويأتي في كلامه بالسخف وما يفحش ذكره . فصل في ذكر أول من يدخل النار من عصاة الموحدين خرج الإمام أحمد من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك لا يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه وفقير متعفف ذو عيال وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير متسلط وذو ثروة من مال يمنع حق الله في ماله وفقير فخور" وخرج الترمذي أوله وقال حديث حسن فهؤلاء الأصناف الثلاثة من أهل النار وضد الأصناف الثلاثة من أهل الجنة المذكورين في حديث عياض بن حمار فإن السلطان المسلط ضد العادل المحسن والغني الذي يمنع حق الله ضد الرحيم الرقيق القلب بذي القربى وكل مسلم والفقير الفخور ضد المتعفف الصابر على شدة الفقر وضره وأوصاف هؤلاء الثلاثة هي الظلم والبخل والكبر والثلاثة ترجع إلى الظلم لأن الملك يظلم الناس بيده والبخيل يظلم الفقراء بمنع حقوقهم الواجبة والفقير الفخور يظلم الناس بفخره عليهم بقوله وأذاه لهم بلسانه وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل ذكر فيه المقاتل والقارئ والمتصدق الذين يراؤون بأعمالهم وقال "أولئك أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة يا أبا هريرة" وقد يجمع بين هذا الحديث والذي قبله بأن هؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار وأولئك الثلاثة أول من يدخل النار وتسعير النار أخص من دخولها فإن تسعيرها يقتضي تلهبها وايقادها وهذا قدر زائد على مجرد الدخول وإنما زاد عذاب أهل الرياء على سائر العصاة لأن الرياء هو الشرك الأصغر والذنوب المتعلقة بالشرك أعظم من المتعلقة بغيره وقد ورد أن فسقة القراء يبدأ بهم قبل المشركين فروى عبدالملك بن ابراهيم الجدي حدثنا عبدالله بن عبدالعزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "الزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من علم كمن لا يعلم" خرجه الطبراني وأبو نعيم وقال غريب من حديث أبي طوالة تفرد به عنه العمري انتهى والعمري هذا هو أبو عبدالرحمن الزاهد رحمه الله وقد ذكرنا في الباب الخامس والعشرين أحاديث متعددة في خروج عنق من النار يوم القيامة تتكلم وأنها تلتقط من صفوف الخلق المشركين والمتكبرين وأصحاب التصاوير وفي رواية ومن قتل نفسا بغير نفس فينطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام وروي عن ابن عباس وغيره من السلف أن ذلك يكون قبل نشر الدواوين ونصب الموازين وجاء في حديث مرفوع "أن ذلك يكون قبل حساب سائر الناس" والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين . |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
مُشرف النور البرَّاق
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() كيف يتقي الإنسان نار الله ؟ وقد فصلت النصوص هذا الموضوع فبينت الأعمال التي تقي النار فمن ذلك محبة الله ، ففي مستدرك الحاكم ومسند أحمد عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والله لا يلقي الله حبيبه في النار ". (1) والصيام جنة من النار ، ففي مسند أحمد ، والبيهقي في شعب الإيمان بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قال الله تعالى : الصيام جنة يستجن بها من النار ". (2) وعند البيهقي في الشعب من حديث عثمان بن أبي العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الصوم جنة من عذاب الله " ورواه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن خزمية وإسناده صحيح . (3) أما إذا كان الصوم في حال جهاد الأعداء فذاك الفوز العظيم، فعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صام يوماً في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ". رواه أحمد ، والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي. (4) ومما ينجي من النار مخافة الله ، والجهاد في سبيل الله ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) [ الرحمن:46]، وروى الترمذي والنسائي في سننهما عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ". (5) وفي صحيح البخاري عن ابن عبس وهو عبد الرحمن بن جبر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله ، فتمسه النار " (6) ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً " . (7) ومما يقي العبد من النار استجارة العبد بالله من النار، ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً* إنها ساءت مستقراً ومقاماً ) [ الفرقان:65-66] ، وفي مسند أحمد وسنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما سأل أحد الله الجنة ثلاثاً، إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ، ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثاً، إلا قالت النار: اللهم أجره مني". (8) وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذكر الملائكة الذين يلتمسون مجالس الذكر وفيه : " أن الله عز وجل يسألهم وهو أعلم بهم ، فيقول: " فمم يتعوذون؟ فيقولون: من النار ، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً ،وأشد مخافة ، فأشهدكم أني قد غفرت لهم ". (9) ------------- (1) حديث صحيح ، انظر صحيح الجامع (6/104)،ورقم الحديث ![]() (2) صحيح الجامع ![]() (3) صحيح الجامع: (3/264). (4) صحيح الجامع: (5/310).وفي صحيح البخاري:2840.وصحيح مسلم: 1153. (5) مشكاة المصابيح: (2/356)، حديث رقم: 3828،وقال المحقق في إسناده: صحيح . انظره في سنن الترمذي: 1633 ، 2311. وقال الترمذي فيه: هذا حديث حسن صحيح. (6) مشكاة المصابيح : (2/349)، ورقمه:3794.وهو في صحيح البخاري برقم : 2811. (7) مشكاة المصابيح: (2/349)، ورقمه: 3795. وهو في صحيح مسلم برقم : 1891. (8) صحيح الجامع : (5/145)، ورقمه: 5506. (9) صحيح الجامع ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#11 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمدالحسن محجوب;[color=#ff00ff
[/color]اللهم إنى أعوذ برحمتك التى سبقت عذابك أن لا تجعلنى من أهل النار ، وباعد بينى وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب. وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا احد جمعا يااخي احمد |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#12 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | احمد محمدالحسن محجوب | مشاركات | 11 | المشاهدات | 10315 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|