القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2010, 05:00 PM   #1
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




بسم الله الرحمن الرحيم
1/6/2010م
****
الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
__________
اللجنة العليا للإنتخابات
____________
بيان إلي جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
_______________


بما أن حزبنا قد سبق له المشاركة الكاملة في منافسة الإنتخابات العامة التي جرت في ابريل 2010م الماضي ، ونظراً للتداعيات التي سبق لقيادة الحزب أن أعلنتها من قبل ، فإن لجنة الإنتخابات بالحزب وبالتشاور مع الهيئة القيادية ، قد قررت عدم مشاركة مرشحي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في إنتخابات الإعادة بالدوائر المختلفة ، والمزمع إجراؤها في الفترة القادمة.
وبالله التوفيق ،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 07:26 PM   #2
أزهري محمد سليمان
رئيس الحزب الإتحادي الكويت

الصورة الرمزية أزهري محمد سليمان



أزهري محمد سليمان is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر ICQ إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر AIM إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر MSN إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أزهري محمد سليمان
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أزهري محمد سليمان




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحُسين [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم

1/6/2010م
****
الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
__________
اللجنة العليا للإنتخابات
____________
بيان إلي جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
_______________


بما أن حزبنا قد سبق له المشاركة الكاملة في منافسة الإنتخابات العامة التي جرت في ابريل 2010م الماضي ، ونظراً للتداعيات التي سبق لقيادة الحزب أن أعلنتها من قبل ، فإن لجنة الإنتخابات بالحزب وبالتشاور مع الهيئة القيادية ، قد قررت عدم مشاركة مرشحي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في إنتخابات الإعادة بالدوائر المختلفة ، والمزمع إجراؤها في الفترة القادمة.
وبالله التوفيق ،،،،،


قرار حكيم جدا جدا

أزهري محمد سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:48 PM   #3
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




نكسة حزيران/يونية1967م بعد مضي 43 عاماً ...

خفايا وأسرار وأسباب الهزيمة.
كيف ضمدت حكمة قادة السودان جراحات العرب في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة .
______________________

مذكرات توثيقية يكتبها : صلاح الباشا


مقدمة :

لاتزال أجيال عربية عديدة تهتم بالشأن القومي العربي وبالأمن الإستراتيجي العربي تتذكر تلك النكسة التي ضربت العرب وبقيادة مصر وقتذاك في مقتل ، إثر إنتهاء ما تسمي بحرب الأيام الست التي تمكنت فيها إسرائيل من إحداث هزيمة قاسية وقاضية ، إبتداءً من تاريخ 31 آيار / مايو 1967م وحتي صبيحة الخامس من حزيران / يونيو 1967م . بعد أن طلبت القيادة المصرية بزعامة رئيسها جمال عبدالناصر من الأمين العام للأمم المتحدة وقد كان يشغل المنصب وقتها ( المستر أوثانت ) وهو بورمي الجنسية من تلك الدولة المنسية – بورما - في جنوب شرق آسيا ، طلب أن تقوم الأمم المتحدة بسحب مراقبيها المتواجدين في مضائق ( تيران ) علي البحر الأحمر منذ حرب العدوان الثلاثي علي مصر في العام 1956م والذي قادته كل من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا ، بسبب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس حيث كانت القناة تتشكل من شراكة بين فرنسا وبريطانيا ومصر منذ أن تم حفرها بواسطة المهندسين الفرنسيين في العام 1868م إبان حكم الخديوي ابراهيم باشا في مصر ، وذلك لتسهيل الملاحة البحرية والربط بين البحر المتوسط والأحمر ، بعد أن كانت السفن التجارية تبحر لشهور عديدة مابين اوربا وآسيا عن طريق رأس الرجاء الصالح ( كيب تاون ) في جنوب أفريقيا .
وبعد رحيل قوات الأمم المتحدة من مضايق تيران في الثلاثين من مايو 1967م والتي كانت تحفظ السلام وتراقب الملاحة والحدود علي البحر الأحمر بين مصر وإسرائيل ، قامت مصر بشن هجومها العسكري منطلقة من صحراء سيناء المصرية برا تجاه إسرائيل عبر ميناء رفح ثم عبر قطاع غزة الذي كان مصريا فلسطينيا صرفا ... وبعدها بأيام حدثت الكارثة .
لقد قال المحللون والخبراء السياسيون والعسكريون وقتها ، أن مصر لم تكن جاهزة لمثل تلك الحرب ضد إسرائيل ، وذلك يعود لعدة أسباب يأتي من أهمها تورط مصر في حرب اليمن الأهلية والتي أخذت منها الكثير ، والتي سميت وقتذاك بالثورة اليمنية ( 23 سبتمبر 1963م ) ضد حكم الإمام البدر في اليمن الشمالي ، علما بأن اليمن اليمن الجنوبي – وعاصمته عدن - كان لايزال وقتذاك تحت الإحتلال الإنجليزي في جنوب جزيرة العرب .
وما يجدر ذكره ، أن هنالك العديد من العناصر السياسية اليمنية التي كانت تناهض حكم الإمام في اليمن ، تعيش في القاهرة ، إما للدراسة ، أو للدراسة والنضال معاً ، أو لتأسيس جبهة نضال تنطلق من القاهرة لإنهاء حكم الإمامية ، والذي كان عقبة تقف في طريق التنمية وإنتشار التعليم في اليمن في ذلك الزمان، آملين دعم ورعاية الثورة المصرية في مساعدتهم .
ومن العناصر اليمنية التي كانت ناشطة بالقاهرة يأتي إسم الدكتور عبدالرحمن البيضاني ، ومحسن العيني ، وأبناء مكي ، والقاضي الإيرياني ، وآخرون كثر ، مثلما كان فيها ثوار اليمن الجنوبي مثل قحطان الشعبي وعبدالقوي مكاوي ، حيث كان الرئيس الراحل أنور السادات والذي كان وقتها يترأس ما يسمي بالمؤتمر الآفريقي الآسيوي في زمان حكم عبداللناصر ، فضلا علي ترأس السادات لمجلس الأمة المصري ( البرلمان ) ، فكان السادات يمسك بملف اليمن ، بل ويحض الرئيس عبدالناصر علي أهمية التدخل العسكري في اليمن لمساندة الثورة اليمنية الوليدة ، وهذا ما خلق صراعا سياسياً بين مصر عبدالناصر ، و دول عربية عديدة كانت تري أن في ذلك تدخلا في شأن داخلي لتلك الشعوب ، فقد كان عبدالناصر يري في المناضل ( آرنستوتشي جيفارا) نموذجا ، لأن جيفارا كان من بوليفيا بامريكا اللاتينية وهو أصلا طبيب ، لكنه رحل إلي جزيرة كوبا لمساندة ثورتها بقيادة فيديل كاسترو لتحرير كوبا من حكم الديكتاتور ( باتيستا ) في العام 1962 ، لكن جيفارا بعد تحرير كوبا وقد أكرمه رفيق نضاله كاسترو بمنصب وزير الصحة ، إلا أن جيفارا غفل راجعا لتحرير بلاده بوليفيا من قبضة عملاء الأمريكان ، غير أنه قد تم إغتياله هناك داخل غابة مع خمسة عشر ثائرا مسلحا من رفقائه بعد أن نصبت لهم حكومة وطنهم بوليفيا كمينا بتتبع تام من المخابرات الأجنبية.

أما عن تورط مصر في حرب اليمن ، فقد تمثل في إرسال مئات آلاف من ضباط وجنود القوات المسلحة إليها عبر البحر الأحمر ، بما في ذلك إستخدام أطقم سلاح الطيران الحربي في ضرب مواقع قوات الإمام البدر اليمنية التي لجأت إلي حرب عصابات طويلة المدي ، وقد أرهق ذلك القوات المصرية كثيرا لدخولها في حرب لا تعرف معها تضاريس ذلك البلد الذي تكسوه الجبال والمرتفعات وتتخلله الوديان ، فضلا علي العمق الديني العقائدي الذي كان يغلب طابعه علي معظم شعب اليمن تجاه دعم حكم الإمام .
فالدول العربية جزيرة العرب وغيرها ، كانت تعتقد بأن دخول مصر لإنهاء حكم الإمام في اليمن يعتبر بمثابة تدخل مصري في شؤون دولة عربية أخري كما ذكرنا ، حيث كان عبدالناصر وهو في فورة شبابه يري جازماً بأن ثورة 23 يوليو 1952 م والتي نجحت في إنهاء حكم الملك فاروق بن فؤاد الأول في مصر ، سوف تتمدد بموجبها فكرة ثقافة القومية العربية ، والتي تحولت لاحقا إلي الناصرية ( نسبة إلي جمال عبدالناصر ) .
لكن ... مالم تضعه القيادة المصرية المتحسمة وقتذاك بزعامة عبدالناصر في بالها ، خاصة وقد أقصي عبدالناصر في العام 1954م رئيسه في الحكم اللواء محمد نجيب بما سميت بأزمة مارس 1954م في مصر ، وقد جلب اللواء نجيب الدعم والتعاطف الشعبي المصري للثورة الوليدة ، فتمدد صداها إلي كافة الدول العربية التي كانت تحت الإحتلال الإستعماري الغربي ، مثل السودان والجزائر والمغرب ، ما لم تضعه القيادة المصرية وهي تمدد نفوذها العسكري في اليمن ، هو الإرهاق المادي الذي سوف يصيب الإقتصاد المصري المحدود الموارد في مقتل بسبب الكلفة العالية للجيش المصري في اليمن ، بالإضافة إلي بعد المسافة بين مصر واليمن ، فضلا علي الخسائر العديدة التي تكبدتها القوات المسلحة المصرية في ذلك البلد البعيد الذي يقع في أقصي جنوب جزيرة العرب ، خاصة وأن قوات الإمام البدر الشعبية كانت شديدة المراس وقوية الثبات في بلاد تعرف هي طبيعتها الجغرافية وتجد الدعم اللوجستي والمادي من العديد من الدول وقتذاك وبلا تحفظ .
وفي ذات الوقت يقوم عبدالناصر بفتح جبهة حرب واسعة المدي ضد إسرائيل ، فكان لابد له من الإنسحاب من اليمن لدعم خطوط القتال الجديدة ضد إسرائيل . وهنا فقد عادت القوات المصرية من اليمن بالسفن وهي تعاني الإرهاق وإنعدام التدريب والتأهيل ، لتجد نفسها تدخل في حرب اخري غير معروفة نهاياتها . وكل ذلك وما كان يصاحبه من توتر نفساني لدي الضباط والجنود المصريين ساعد علي تراكم العديد من الأخطاء العسكرية التي صاحبت حرب مصر ضد إسرائيل في ذلك الزمان من العام 1967م.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:52 PM   #4
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




كنا نحن في السودان وفي فورة شبابنا بالمرحلة الثانوية في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي ، وأيضا كل الطلاب بالمرحلة الجامعية ، ندعم معنويا وتظاهريا وثقافيا خطوة شن مصر لحرب ضد إسرائيل وتحرير فلسطين المحتلة ، حيث كانت فلسطين تشكل الوجدان العربي تماماً ، فضلا علي ما كانت تحدثه الثورة المصرية الوليدة من آمال عظام في نفوس الشعوب العربية وحتي الإسلامية منها بفضل إعلامها القوي الذي كان يتمثل في إذاعة ( صوت العرب ) وصحف الأهرام والأخبار واخباراليوم والجمهورية ومطبوعات دار الهلال وهي : آخر ساعة والمصور وحتي حواء النسائية ، فضلا علي روز اليوسف وصباح الخير ، تلك الصحف والمجلات قد نشرت الفكري العربي التحرري داخل أفئدة الأمة العربية حيث كانت تخاطب الوجدان العربي بأن هذه الثورة المصرية واعدة وصادقة وعالية الوطنية والعمق العربي التحرري ، بإعتبارها واحدة من حركات التحرر الوطني التي أنهت حكم الإحتلال الإنجليزي لمصر وإنهاء حكم الخديوية فيها بعد أن كان الإنجليز مسيطرين تماماُ علي الملك فاروق ملك مصر والسودان في ذلك الزمان .
ولكن ، ومن جانب آخر ، وفي أيام الحرب في حزيران/ يونيو 1967م ،كان القائد العام للقوات المسلحة المصرية ، وهو في ذات الوقت كان نائبا للرئيس جمال عبدالناصر ، ومقربا منه أكثر ، وهو المشير عبدالحكيم عامر ، برغم بعض الخلافات التي كانت تطفو علي السطح من وقت لآخر بينهما ، لم ينفذ المشير عامر ما إقترحه عليه عبدالناصر إبان الأيام الأولي للحرب في بداية يونيو 1967م حسب توصية كبار الضباط في الجيش المصري لعبدالناصر ... والمقترح هو أن يقوم المشير بتحريك معظم طاقم الطائرات الحربية المصرية من كافة مواقعها بالمطارات الحربية في مصر ، ونقلها إلي السودان ، تحسبا لأي هجمات جوية إسرائيلية عليها ، ذلك أن عبدالناصر كان يعرف قوة وحجم الطيران الإسرائيلي الذي شيدته ورعته الولايات المتحدة بما يحتويه من مقاتلات متقدمة من طراز فانتوم وإسكاي هوك ، فضلا علي الصواريخ المضادة للطائرات .
غير أن المشير لم يعر للأمر إهتماماُ مطلقا ، ما جعل العديد من الخبراء والمحللين العرب والعالميين تغلب عليهم الدهشة من عدم تنفيذ هذا الطلب الإستراتيجي البديهي في معركة سيغلب عليها الطابع الجوي في القتال ، جنبا إلي جنب مع الطابع البري وربما البحري أيضا . فالطيران الجوي المصري هو الذي يعمل علي تغطية القوات البرية المتمددة في صحراء سيناء صوب إسرائيل ، فضلا علي إستخدام الطيران في الهجمات الجوية علي مواقع العدو العسكرية حسب ماهو معروف في الحروب الحديثة ، وقد تمثلت فوائد إستخدام الحرب جويا في مصر لاحقا عند قيامها بحرب العبور في 6 أكتور 1973م حيث دكت القوات الجوية المصرية حصون القوات الإسرائيلية المرابطة في خط بارليف الترابي علي الضفة الشرقية لقناة السويس حين كان قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973م هو الفريق طيار محمد حسني مبارك ، الذي أصبح لاحقا رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إغتيال الرئيس محمد أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة بتاريخ 6 أكتوبر 1981م إبان إحتفالات الجيش بذكري حرب العبور .
كما أن هناك جانبا آخر ، ادي إلي سرعة أنهاء المعركة لصالح إسرائيل في حزيران/ يونيو 1967م ، وهو أنه حين توغلت القوات المصرية بحجمها الكبير داخل سيناء وقد إقتربت من حدود إسرائيل القديمة ، كان لابد من القيادة المصرية من توظيف سلاح الطيران ليأخذ زمام المبادرة ويبدأ ضرباته الجوية في العمق الإسرائيلي ، خاصة وأن مساحة إسرائيل كانت ضئيلة وقد كانت تحيط بها في شكل طوق كل من سوريا ولبنان والأردن وسيناء المصرية وقطاع غزة الفلسطيني السكان والبحر الأبيض المتوسط ، ومن السهولة إحداث خسائر فيها بحيث لا تستطيع درء مخاطرها .
وهنا ... حدثت الخدعة الكبري من الصديق الكبير لمصر وقتذاك ، وهو الإتحاد السوفيتي ، فقد كان الرئيس الأمريكي ( ليندون جونسون ) من الحزب الديمقراطي والذي خلف الرئيس جون فيستجيرالد كينيدي الذي إغتيل في مدينة دالاس داخل سيارته المكشوفة وهو يحي الجماهير في شوارع المدينة في العام 1963م وبجانبه زوجته جاكلين والتي تزوجت من الملياردير اليوناني أوناسيس فيما بعد ، كان الرئيس ليندون جونسون تصله التقارير من القيادة الإسرائيلية إبان تلك الظروف وقد كانت رئاسة الوزارة الإسرائيلية في يد السياسية العريقة والماكرة( قولدا مائير ) من حزب العمل ، وكان يساعدها وزراء متمكنون وذوو خبرة رفيعة ، مثل وزير الخارجية ( أبا إيبان ) ووزير دفاعها( موشيه دايان ) ، فإتصل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بالزعيم السوفيتي ( ليونيد برجينيف ) مستخدما ذكاء ماكرا لصالح إسرائيل ، قائلا له بأن الولايات المتحدة سوف تدعو مجلس الأمن للتدخل لوقف أي حرب محتملة بين مصر وإسرائيل ، وفي ذات الوقت سوف تضغط علي إسرائيل للدخول في مباحثات سلام جادة مع مصر ومع كل العرب لتحفظ لكل الأطراف حقوقها ، بما في ذلك إيجاد وطن للفلسطينين يكون مستقرا لهم كدولة بدلا عن هذا اللجوء المكثف للفلسطينيين بالدول العربية ، وقد إشترط الرئيس جونسون علي بريجنيف إخطار عبدالناصر اليوم قبل الغد بعدم إستخدام مصر لأي ضربة جوية ضد إسرائيل ، أي ألا تبدأ مصر بالهجوم مطلقا حتي لا تعطي مبررا للطيران الإسرائيلي المتطور من الهجوم جوا علي كل مصر ، خاصة وأن عبدالاناصر هو الذي طلب من الأمم المتحدة سحب قوات السلام الدولية التي كانت تتواجد في الحدود بين البلدين ، خاصة في مضائي تيران مثلما ذكرنا سابقاً .
وعلي الفور وفي ذات الليل ، قام برجنيف بإستدعاء كل من رئيس وزرائه ( إليكس كوسيجين) ووزير خارجيته السياسي العريق ( أندريه جروميكو ) ولم ينس إستدعاء وزير دفاعه العجوز المارشال ( جريشكو ) ، وقد شرح لهم الحالة في مصر وفي الشرق الأوسط تماماً ، وطلب من وزير الخارجية جروميكو الإتصال بالسفير السوفيتي بالقاهرة وإيقاظه من النوم فورا للذهاب إلي الرئيس جمال عبدالناصر في بيته فوراً ، وإخطاره بما تم الإتفاق عليه بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي في ذات الليلة ، وهو ألا تبدأ مصر بالهجوم الجوي علي إسرائيل مطلقا ً ...
وهنا فقد إنطلت الحيلة الذكية علي السوفييت وعلي عبدالناصر نظرا لمايربط الطرفين من تحالف إستراتيجي ضد القوي الإمبريالية بالمنطقة حسب حالة الحرب الباردة السائدة وقتذاك . وبالتالي فقد أكد عبدالناصر للسفير السوفييتي وقد كان الوقت في الساعة الثالثة من صباح الإثنين الخامس من يونيو / حزيران 1967م ، موافقته علي المقترح ، فرجع السفير وإتصل بجروميكو والذي بدوره إتصل بالرئيس برجينيف ، فقام الأخير بتأكيد الأمر للرئيس ليندون جونسون عن طريق الخط الهاتفي الساخن والذي كان يطلق عليه ( الخط الأحمر ) بين قصر الكرملين في موسكو والبيت الأبيض في واشنطن .. ثم وصل الخبر من واشنطن إلي تل أبيب بالطبع بنجاح الخطة الجهنمية.
وهنا ... يصحو عبدالناصر من نومه في السادسة من صباح ذات اليوم الخامس من حزيران/ يونيو حيث أيقظه مدير المخابرات الحربية اللواء ( صلاح نصر ) ليبلغه الخبر الأليم بالغدر الإسرائيلي الناتج من الخدعة الأمريكية الكبري ، وهو أن الطيران الحربي الإسرائيلي قد قضي علي جميع المطارات الحربية في مصر محطما معظم أسطول الطيران الحربي ( من طراز ميج السوفيتية ) في ساعة واحدة ، في الخامسة فجرا بتاريخ الخامس من حزيران/يونيو 1967م . ما أدي إلي دخول عبدالناصر وكل القيادة المصرية والشعب المصري والسوداني والعربي في حالة إحباط وإرتباك لا حدود لها ، خاصة وأن عبدالناصر نام ليلتها وقد كان يعتقد أن المشير عبدالحكيم عامر قد قام بإجلاء ثلثي الطيران المصري علي الأقل إلي الخرطوم حسب الخطة والطلب ، وهذا بالطبع لم يحدث ، ولم يعرف سبب تصرف المشير ذاك حتي اللحظة ، ولذلك أمر المشير كل القوات المصرية البرية بإلإنسحاب الفوري من الصحراء إلي غرب القناة حيث إنعدم الغطاء الجوي لها بسبب ضرب الطيران الحربي المصري بواسطة القوات الجوية الإسرائلية ، فتم الإنسحاب عشوائياً ، و لكن الطيران الإسرائيلي كان هنا أسرع حيث تمكن من ضرب كافة الأسلحة والمدرعات والآليات التابعة للجيش المصري في سيناء ، ما دعا القوات المصرية إلي تركها خلفه في صحراء سيناء التي سيطرت عليها إسرائيل تماماً ولم تنسحب منها إلا بعد تطبيق إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد بأمريكا في زمان الرئيس السادات وبيجين في العام 1978م ، فتم إنسحاب إسرائيل من سيناء في أبريل 1983م حسب نصوص الإتفاقية .وهنا فقد قدم الجيش المصري الشجاع تضحيات كبيرة وعظيمة وتاريخية تتطلب توثيقا أكبر وأعرض، فقد كان جيشا يمثل الجسارة والتضحية في أبهي معانيها ، حيث قدم الجيش والشعب المصري زهرات شبابهم من أجح قضية العرب المحورية وهي تحرير فلسطين.
وبعد تلك الهزيمة الخدعة شعرت القيادة السوفيتية كلها بالحرج البالغ بسبب قبولها مقترح ليندون جونسون الذي خدعها تماماً ، فقام رئيس وزراء السوفييت إليكس كوسيجين ووزير خارجيته إندريه جرومكيو وبرفقتهما وزير الدفاع جريشكو ، بزيارة القاهرة ، وقد إلتزم السوفييت للقيادة المصرية بتعويض السلاح المصري بالكامل ، وببناء وإعادة تأهيل وتدريب القوات المسلحة ، وإقامة حائط لصواريخ سام 6 المتطورة في عدة مواقع علي طول الضفة لغربية لقناة السويس .
وما يجدر ذكره أن الجيش الأردني كان قد إستبسل جدا داخل الضفة الغربية لنهر الأردن والتي كانت تحت الإدارة الأردنية منذ حرب 1948م ويسكنها الفلسطينيون منذ ذللك الزمان وقد 1كر عبدالناصر في خطابه الشهير بأنه يشعر بالألم حين يتذكر جيش الأردن وإستبساله ، فإحتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الدرن بالكامل ولم تخرج منها حتي اللحظة ، بمثلما إحتلت أيضا مرتفعات الجولان السورية منذ حزيران وحتي اللحظة ايضا ، ثم جنوب لبنان الذي خرجت إسرائيل منه قبل عدة أعوام بعد نضالات قوات حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي في جنوب لبنان .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:54 PM   #5
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




وبعد الهزيمة الكبيرة المباغتة ، إستقال الرئيس جمال عبدالناصر بخطاب أذيع علي الهواء من داخل مجلس الأمة الذي كان يرأسه ( أنور السادات ) وكان ذلك في مساء التاسع من حزيران / يونيو 1967م ، وقد أوصي بإختيار زكريا محي الدين الذي كان واحدا من ضباط ثورة 23 يوليو وتولي رئاسة الوزراء من قبل ، ليكون رئيسا للجمهورية بدلا عنه ،وسيعود عبالناصر إلي صفوف الجماهير يقود النضال معهم لتحرير الأرض العربية ، ولكن المفاجأة هي أن الشعب المصري قد خرج في شوارع القاهرة وباقي المدن وإعتصم لمدة يومين حتي العاشر من يونيو يرفض إستقالة عبدالناصر ، وقد خرجت التظاهرات العفوية بالخرطوم منطلقة من ميدان أبو جنزير حتي السفارة المصرية تطلب من عبدالناصر مواصلة المسيرة . فإستجب عبدالناصر وعاد إلي الحكم تارة أخري ، غير أنه كان حزيناً جدا لماجري ، ذاكرا بأنه يتحمل مسؤولية كل ماجري لمصر في تلك النكسة .
وفي ذلك الزمان كان التضامن العربي مفككاً ، وكانت العلاقات بين مصر وبعض دول المنطقة في أسوأ حالاتها بسبب حرب اليمن آنفة الذكر ، وهنا كان لابد للجامعة العربية أن تنعقد حيث كان أمينها العام وقتذاك هو ( عبدالخالق حسونه ) والذي خلفه لاحقا محمود رياض الذي كان وزيرا لخارجية مصر إبان سنوات النكسة ، فقررت الجامعة عقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب في العاصمة العراقية بغداد وبدعوة من رئيسها وقتذاك ( عبد الرحمن عارف ) الذي خلف شقيقه في الحكم عبدالسلام عارف الذي كان قد مات قبل عام وقتها .
وفي بغداد ، حدثت عدة مقترحات متضاربة بمؤتمر وزراء الخارجية الذي إنعقد في بداية اغسطس1967م أي بعد الهزيمة بشهرين ، حيث كان هناك خلافا بائنا بين قيادة حزب البعث في العراق وقيادة البعث في سوريا التي كان يراسها نور الدين الأتاسي ، كما كانت كل من الجزائر بقيادة الرئيس العقيد هواري بومدين ، والجمهورية السورية ، تريان أهمية الإعتماد علي العمل في الكفاح المسلح بإبتكار حرب شعبية ، علي غرار حرب التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي التي أستشهد فيها مليون شهيد ، كانت دماؤهم وأرواحهم مهرا لإستقلال الجزائر في العام 1962م.. وهناك دول عربية أخري كانت تري في ذلك المؤتمر بما في ذلك مصر. كانوا يرون بأنه لابد من الدول العربية المنتجة للنفط من أن توقف تصدير النفط للدول الغربية المساندة لإسرائيل وهي الولايات المتحدة ودول أوربا الغربية واليابان والتي كانت مجتمعة تشتري في حدود 90% من البترول العربي . علما بأن الدول العربية المنتجة له كانت في ذلك الزمان هي المملكة العربية السعودية ، والكويت ، والعراق ، وليبيا التي كان يتولي الحكم فيها الملك إدريس السنوسي ، قبل أن يقوم العقيد القذافي بقلب نظام الحكم فيها وإنهاء حكم السنوسي في الفاتح من سبتمبر في العام 1969م ، أي بعد إنقلاب العقيد جعفر محمد نميري في الخرطوم في 25 مايو 1969م بأربعة أشهر فقط . ولم يكن هناك وجودا لدول الخليج الأخري الموجودة الحالية حيث كانت حينذاك تحت الإنتداب البريطاني مثل البحرين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية ، فقد كانت كلها تحت إدارة الإستعمار البريطاني وقتذاك ...
ولكن .... وحسب شهادة الكاتب والمحلل السياسي المصري ( محمد حسنين هيكل ) والذي كان يرأس صحيفة الأهرام ويكتب فيها تحليله الشهير ( بصراحة ) في صباح كل جمعة ، ذكر في حديثه التوثيقي المستمر مساء كل خميس لقناة الجزيرة ، ذكر هيكل ذات مرة بأن الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير خارجية الكويت في ذلك الزمان ، وأميرها الحالي ، أنه قال في مؤتمر الخارجية العرب ببغداد في اغسطس 1967م أي بعد النكسة بشهرين بأن مسألة إيقاف تصدير النفط لأمريكا والغرب يأتي إقتصاديةعديدة ، ومن أهم اضرار المباشرة هي توقف مشروعات التنمية الطموحة في الدول العربية النفطية وما ينعكس من ذلك في إلغاء حوالي 250 ألف وظيفة ظل يشغلها المواطنون العرب في دول النفط ، والسبب الثاني هو أن عائدات النفط في حالة تصديره سوف تجعل الدول النفطية قادرة علي مساعدة الدول العربية غير النفطية ، فكان الإقتراح الكويتي الأهم هو أن تقوم الدول النفطية بالعمل علي توفير ميزانيات لإعادة بناء القوات المسلحة لمصر ولدول المواجهة الأخري حتي تتمكن من إستعادة قدراتها تارة أخري للخوض في حرب تحرير للأراضي العربية المحتلة بواسطة إسرائيل بدلا عن إيقاف بيع النفط للولايات المتحدة وللدول التي تساند إسرائيل .
وقد كان السودان وقتذاك يترأسه مجلس السيادة السوداني ( رأس الدولة ) برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري ، كما كان يترأس الحكومة رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب حيث كان نظام الحكم إئتلافيا بين الحزبين الإتحادي والأمة ، وقد كانت لهما الغلبة في البرلمان وقتذاك ، حيث كان الإقتراح السوداني يتمثل في دعوة الزعماء العرب جميعهم لمؤتمر قمة يعقد بالخرطوم قبل نهاية أغسطس 1967م وفق خطة كانت ترمي إلي خلق تضامن عربي حقيقي وإنهاء كافة الخلافات ، كمدخل لإيجاد حلول لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي إحتلتها إثر تلك الحرب الخاطفة في حزيران 1967م ، ولمساندة الشقيقة مصر ورئيسها بقوة جماهيرية بائنة ، وهو ماحدث لاحقا عند وصول عبدالناصر لمطار الخرطوم لحضور مؤتمر القمة العربي .
وهنا فقد أرسلت القيادة السودانية الدعوات لكل لقادة العرب ، وقد قبل معظمهم الدعوة ، ماعدا ما رشح وقتها بأن السعودية لن تحضر المؤتمر بسبب خلافها مع عبدالناصر بسبب تدخله في الشأن اليمني ، وما وغر في الصدور من هجوم إعلامي بين الطرفين طوال السنوات التي سبقت حرب حزيران. وهنا فقد طلب الأزهري من السيد علي الميرغني الإتصال بالملك فيصل حاثا له بأهمية الحضور ، لأن حضوره لقمة الخرطوم العربية سيمثل قوة دفع عالية لإيجاد الحلول للقضية العربية ، لما للملك شخصيا وللمملكة من أدوار ووزن عربي وإسلامي وثقل دولي لا تخطئها العين مطلقا ، فضلا علي قوة الوزن الإقتصادي السعودي . وهنا أرسل السيد علي الميرغني نجله السيد أحمد الميرغني ( رئيس الدولة لاحقا في ابريل 1986م ) والذي إنتقل إلي الرفيق الأعلي في نوفمبر 2008م ، حيث حمله والده الميرغني الكبير رسالة خطية للملك فيصل بهذا الشأن ، وعلي إثرها أكد الملك فيصل حضوره للقمة العربية إستجابة لطلب السيد علي الميرغني ، وهبطت طائرة الفيصل بمدرج مطار الخرطوم بعد دقائق قليلة من وصول الرئيس جمال عبدالناصر في صباح يوم 28 أغسطس 1967م .
وفي ذلك اليوم ، وصل الزعماء العرب إلي مطار الخرطوم ، ولم ينقض النهار إلا وتصل جميع الوفود العربية ، وقد تمت إستضافتها بالفندق الكبير وبفندق السودان ، حيث لم يكن هناك وجودا للفنادق الأجنبية بالخرطوم كالهيلتون والمريديان ، لكن هناك زعماء قد أوفدوا من ينوبون عنهم ، فالرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لم يحضر لأنه كان له رأي مسبق أطلقه منذ العام 1965م بأهمية الإعتراف بإسرائيل بشرط أن توافق إسرائيل علي قيام الدولة الفسطينية وفق التقسيم الذي تم في العام 1947م بواسطة الأمم المتحدة ، فهاجمه معظم القادة العرب وقتذاك ، فإنتدب للمؤتمر رئيس وزرائه الباهي الأدغم ، كما أن الملك الليبي إدريس السنوسي إنتدب إبنه الأمير محمد ، كما حضر الأمير الحسن بديلا عن والده الملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية ، وكذلك تغيب الرئيس الجزائري العقيد هواري بومدين ، حيث أوفد وزير خارجيته وقتذاك عبدالعزيز بوتفليقة وهو الرئيس للجزائر لاحقاً . وقد حضر كل من الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل والشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت ، والرئيس العراقي عبدالرحمن عارف ، واللبناني شارل الحلو ، والسوري نور الدين الأتاسي ، واليمني المشير عبدالله السلال ، والملك حسين بن طلال ملك الأردن ، وقد مثل منظمة التحرير الفلسطينية رئيسها الراحل احمد الشقيري .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:56 PM   #6
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




وهنا فقد بدأت الجلسة الإفتتاحية الإجرائية في تمام الساعة السادسة مساء يوم 28 اغسطس في مكبني البرلمان القديم بالخرطوم بكلمة ترحيبية من رئيس مجلس السيادة السوداني إسماعيل الأزهري ( رأس الدولة ) ، ثم بدأت الجلسات طوال أيام 29 و30 و31 أغسطس ، حيث شرح عبدالناصر الموقف المصري بالضبط كما تحدث ايضا الملك حسين ، غير أن هناك جهودا خارج الكواليس كانت تتم بين المحجوب والملك فيصل من جانب ، ومع عبدالناصر من جانب آخر ، حيث كانت الخرطوم تتبني فكرة مقترح الكويت الذي طرحه وزير خارجيتها بمؤتمر بغداد والقاضي بتدبير دعم مالي فوري لمصر والأردن وسورية لبناء قدراتها العسكرية مرة أخري ، وقد تهيأ عبدالناصر للمقترح تماماً ، فقام المحجوب بجمعه مع الملك فيصل في داره بالخرطوم 2 لإنهاء الخلافات بينهما ونجح في ذلك تماما ، وإنتشر الخبر عبر وكالات الأنباء التي كانت مرابطة حتي المساء المتأخر بدار المحجوب ، وقد أزف الخبر للوكالات والصحف وزير الإعلام وقتها الأستاذ عبدالماجد أبو حسبو المحامي ، وبالتالي قد تم وضع حلول لمسالة سحب القوات المصرية من اليمن ، يتبناها المحجوب رئيس وزراء السودان شخصيا.
وهنا فقد كانت أكبر نتيجة إيجابية لمؤتمر الخرطوم هو أنهاء الخلاف التاريخي بين الدولتين الشقيقتين ( مصر والسعودية ) وقد إرتفع إسم الملك فيصل عر بيا وإسلاميا في تلك القمة .
وحسب حديث هيكل لقناة الجزيرة ذات مرة ، فإن المحجوب كان قد سأل الفيصل قبل بداية جلسة الدعم بمؤتمر الخرطوم عن مقدار الدعم المالي الذي سوف تقرره السعودية لمصر والأردن داخل الجلسة ، غير أن الفيصل ذكر له بأنه سوف يفصح عن الرقم من داخل جلسة المؤتمر ، وهنا وعند إنعقاد المؤتمر في جلسته الأخيرة ، وقد بدأت بريطانيا وقتذاك بإطلاق مبادرة بوساطة وزير خارجيتها اللورد كارادون بأن تنسحب إسرائيل إلي حدود ماقبل يونيو1967م مقابل إعتراف العرب بها والدخول في مباحثات معها تحت رعاية الأمم المتحدة وهو ماسمي بالقرار رقم 242 ، ما دعا المؤتمرين بالخرطوم بإطلاق اللاءات الثلاثة التي عرف بها المؤتمر حتي لا ينخدع العرب مرة أخري وهي(لا تفاوض ولا صلح ولا إعتراف بإسرائيل ) إلا بعد أن تنسحب من الأراضي التي إحتلتها في الخامس من حزيران/يونيو 1967م. فسمي مؤتمر الخرطوم عربيا وعالميا بمؤتمر اللاءات الثلاثة.
أما عن الدعم المالي لدول المواجهة ، فقد قررت السعودية دفع خمسين مليون جنيه إسترليني سنويا ، وتبعتها الكويت التي قررت ثلاثين مليوناً ، فالعراق أربعين مليوناً ، وتبقت الدولة النفطية الأخيرة وهي ( ليبيا) حيث إعتذر موفدها محمد بن إدريس السنوسي بسبب عدم مشورة والده الملك في الأمر ، وهنا فقد أخذه المحجوب للتو إلي مكتب رئيس الجمعية التأسيسية في مقر برلمان الخرطوم الحالي بشارع الجمهورية ، حيث كان مؤتمر القمة يعقد جلساته فيها وقد كانت تسمي بالجمعية التأسيسية ، قبل بناء مجلس قاعة الشب في زمان الرئيس جعفر نميري وهو ذات مبني المجلس الوطني حاليا في أم ردمان ، وقام المحجوب بالإتصال هاتفيا بمكتب الملك السنوسي في طرابلس ، حاثاً إبنه الأمير محمد بأخذ موافقة والده الملك إدريس السنوسي بمقررات القمة ، فحدثت إستجابة فورية من الملك السنوسي بدفع ثلاثين مليوناً إسترلينيا ، وبالتالي وصل مجموع الدعم العربي من الدول النفطية الأربعة إلي مائة وخمسين مليون جنيه إسترليني سنويا وهو مبلغ كبير بموازين وظروف إقتصاديات ذلك الزمان .
وهنا .. حسب ماذكر المحجوب في كتابه ( الديمقراطية في الميزان ) الصادر في بيروت باللغتين في العام 1973م إبان السنوات الأولي لحكم الرئيس نميري ، أن الملك فيصل قد أسر للمحجوب تقديرا لدور السودان في هذا المؤتمر الناجح ، بأنهم سوف يقررون دعما آخراً للسودان بسبب مصاعبه الإقتصادية ، والتي سوف تتعقد أكثر بسبب إغلاق مصر لقناة السويس للملاحة البحرية حيث تتجه السفن التجارية مرة أخري للإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح في الجنوب الأفريقي ( كيب تاون ) ، وما يترتب علي ذلك من إرتفاع في أجور شحن البضائع التجارية( النولون البحري ) .. ولكن هنا جاء رد محمد احمد محجوب قاطعا وبكل لطف حيث شكر الملك فيصل علي البادرة الطيبة في مساعدة السودان مادياً ، لكنه رفض أن يستلم السودان أي دعم مالي حتي لا يقال أن السودان يبيع مواقفه العربية بالجهد الذي بذله في هذا التضامن العربي الفريد في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة ، بعد أن راهن الغرب علي تشتت العرب بعد الهزيمة النكراء المباغتة في حزيران/يونية 1967م ، وهنا فقد أدمعت عينا الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي قدر جداً عزة نفس أهل السودان وكبرياء قيادته الجميل في مثل هذه المواقف الحرجة .
وإنتهت تلك القمة التاريخية ، ودخلت مصر في إعادة بناء جيشها مرة أخري حيث تفرغ الرئيس عبدالناصر تماما لهذا البناء بعد ان أزاح كل القيادات السابقة من الحكم كالمشير عبدالحكيم عامر ، ووزير الحربية شمس بدران ومعظم قادة الجيش ، فضلا علي إعفاء مدير المخابرات الحديدي اللواء صلاح نصر ، بل وتقديمهم جميعا إلي محاكمات عسكرية بسبب التراخي في تلك الحرب ، غير أن المشير عبدالحكيم عامر كان قد سبق الأمر فقام بإلإنتحار بتناوله لحبوب ذات سموم عالية وهو في مقر إقامته الأجبارية بمنزله بالهرم .
ثم جاءات حرب الإستنزاف بواسطة القوات المسلحة المصرية التي ضربت أروع أمثلة الصمود لتقهر وتتعب العدو الإسرائيلي لمدة سبع سنوات متصلة حتي جاء النصر المبين في حرب العبور في 6 أكتوبر ، العاشر من رمضان بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، علما بأن الرئيس جمال عبدالناصر قد فارق الدنيا في 28 سبتمبر1970 بعد أن قام بتوديع أمير الكويت صباح السالم الصباح حيث كان ذلك في آخر يوم لجلسات مؤتمر القمة العربي الخاص بإحتواء الأزمة الأردنية الفلسطينية ، أو ما سميت بأيلول الأسود حين إندلعت إحتكاكات مسلحة بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متواجدة بكاملها في الممللكة الأردنية . مسية 28 سبتمبرسsسبسب
ومن جانب آخر ، فقد كلفت الدول العربية في قمة الخرطوم علي إطلاقها السيد محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان بالتحدث نيابة عن المجموعة العربية بجلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول المشكلة العربية الإسرائيلية ، وقد أجاد طرح القضية بلغته الإنجليزية الراقية
وختاما نقول ... رحم الله جميع القادة العرب الذين فارقوا الدنيا فيما بعد ، وبقي التضامن العربي صامدا حتي اللحظة برغم ما إعتراه من خدوش ومخاشنة إعلامية عنيفة ومقاطعة عربية لمصر بعد زيارة السادات للقدس في نوفمبر 1997م ، ثم توقيع السلام مع اسرائيل في منتجع كامب ديفيد الأمريكي والذي يطلق عليها الرئيس القذافي متهكماً إتفاقية ( إسطبل داؤود) تحت رعاية الرئيس الأسبق جيمي كارتر في العام 1978م . وبعد بعد كامب ديفيد بسنوات طويلة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي تم توقيع إتفاقيات سلام عربية أخري مع إسرائيل مثل وادي عر بة مع الأردن ، وإتفاقية أوسلو في العاصمة النرويجية مع منظمة التحرير الفلسطينية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلنتون بين الراحلين ياسر عرفات وإسحق رابين ، ثم ساد التضامن العربي تارة أخري كما ظللنا نراه في زماننا الحالي برغم مايشوبه من حركة شد وجذب ، إلا أنه أصبح الأكثر قوة في تاريخ العرب الحديث مقارنة بما مضي ..
وإلي اللقاء ،،،،،،
_______________________

من جمال أبريدة تعظيم سلام أخي المرجع صلاح الباشا وجه مُشرق للختمية والإتحاديين...

صادق دعواتي لك ربنا يحفظك ويزيدك من فضلوا ياااااارب...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أبو الحُسين مشاركات 41 المشاهدات 23809  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه