القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنبر الاتحادي خاص بشأن الحزب الإتحادي الديمقراطي |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() سادتي و إخوتي الكرام، يعزُ علي أن أُحرم من لطيف رأيكم وسليم تقويكم، فأجدني أضع منتوجي بين أيديكم، بُغية نقده وترقيته. فكروا بعقول الآخرين لتؤمنوا بالحوار عمر الترابيalnahlan.new@hotmail.com
اعتدت أن أمر كل صباح وأنا في طريقي إلى مقر عملي على شرطيّ مرور، أراه بوقفته الواحدة التي لا يغيرها؛ مستنداً على ساقه اليمنى واضعاً يده على خاصرته كثير التلفت، يرتدي زيه الرسمي و يقف عند الرصيف ذاته، في نفس المربع لا يغيره، مستظلاً بمشروع ظل شجرة عند بداية الشارع، في كل يوم عند الساعة السادسة و عشرة دقائق لا تزيد ولا تنقص!، في كل صباح أمرُ بجانبه وأجده يقف ذات الوقفة. له ابتسامة موحدة أظنه يقصدني بها، كلما مررت عليه أبدي لنفسي انفعالي بمأسآته، وفي كل مرة كنت ابتسم له باذلاً التحسر عليه و الشفقة، فهو يقوم بروتين قاتل!، كنت أحدث نفسي بآلام هذا المسكين المتخيله، ومدى ضجره (الذي أتخيله) من روتين حياته، وكانت الأجوبة جاهزة، والنظريات حاضرة، والتفاسير تتوارد، فكم هو مؤلم أن يتحول الإنسان لآلة، وتِرس يؤدي وظيفةً ميكانيكية بهذا التكرار الممل (الساذج)، كنت استقطع من وقتي –العزيز- لأفكر بهذا المسكين!. و في غمرة انفعالي العاطفي في قراءة الآخر، انتبهت إلى أنني لم أنتبه إلى أنه -هو الآخر- يراني بنفس الحالة، يراني كل صباح في ذات التوقيت في ذات المكان، في ذات المركبة وبذات الابتسامة!، يراني تماماً مثلما أراه أنا، فما أنا إلا نسخة منه في هذا الترس، وصعقت يومها إذ دوى الجواب، إن ابتسامته هو هي رأيه في روتيني و تعاطفه معي، تمامًا كما أن ابتسامتي هي رأيي في روتينه وتعاطفي معه، نظرنا إلى بعضنا من زاوية حادة بمجهر ضبابي أحادي، وعززنا نظرتينا بمشاعر النبل!. يُقال : إننا ننظر إلى الحياة والأشياء والوجود من وجهة واحدة، نوَّلدها من تجربتنا الفردية (التي نعتبرها مثالية)، و بقدرما نستغرق فيها نرى : إبداعنا وتفوقنا وسعة مداركنا، وبقدرما حاول العلماء و المثقفون والمفكرون تبصيرنا بأن الوجود يتعدى إدراكه (نظرتنا الذاتية): تنتصر جبلتنا وتضاعف الأثقال؛ فلا تنعتق من النظرة النمطية الوحيدة، التي تُكرس مشاعرنا وأحاسينسا لتضخيمها، لتبدو وكأنها هي الوحيدة الحقيقة بالصواب، وذات الحظ الأوفر من المجد والعز والفخار، و لا رؤية سواها تستحق النظر!، هذه النظرة التي سيطرت على "طائفة من الرؤى التي تُطرح في السودان"، لذلك هي ظاهرة جديرة بالوقوف عندها. نُصر على طرح نوع واحد من الرؤى، ونبني نظرتنا عليها بأحادية غريبة، وتقييماتنا لا تخرج من تلك الرؤية التي تجعلنا المحور الأساسي، هي نظرة مهما اتسعت: فإنها لا يمكن أن تعبر إلا عن جوانيتنا! أو ذاتيتنا!، نظرة تنهمك في تحليل (الآخر) و توليد الرؤى والنظريات حوله اعتبارًا من:رؤيتنا له، ونهمل نظرته لنا، أو لذاته! أو للفكرة. هذا الخطأ –إن كان كذلك- مقبولٌ لو كان على أساس فردي، أي على مستوى أفراد لا يشكلون فئة أو منظومة أو طائفة، فهو (الخطأ) بذلك لا يوّلد ضرراً أمميًا (للأمة)، ولكن حينما يتخطى الأفراد والمنظومات ليصبح أصيلًا في وعي دولة أو أمة! فإنها كارثة، كارثةٌ تؤدلج الإقصاء وتمهد لسلوكياته، وتعطي الشرعية الكاملة لمُمَارسه. يضرب البعض لذلك مثالًا من الواقع السياسي الراهن، فيُقال بأن السودان ولمدى ستة أشهر يتحدث عن أطروحات حل معضلة الاستفتاء، بأنواعها المتعدد أطروحات الحل البديلة والأصيلة، الرسمية و الشعبية، من الحكومة و من المعارضة، كل فئة لديها مرتكزات للحل، ولكننا لم نسمع عن حوار بين تلك الرؤى ولم نقرأ عن اجتماع تشاوري عريض -غير ذلك الذي يؤجل كل حين- . كل فريق يرى أن له الحق الكلي، و برغم ثراء الأفكار إلا أننا لا نجد أي حوار حولها، فلا يوجد أصلاً إيمان بنظرة الآخر لتنهض برغبة الحوار حولها، وبذلك تموت الأفكار النيرة لا لفساد فيها، ولكن لأن كل فرد لا يود أن يسمع سوى صوته ولا يؤمن سوى بنظرته، ولا يريد أن يُمَكن لأساسيات تقبل الآخر!، ولا شئ يعدو أن يكون حوارًا للطرشان!. هذا مثال محزن ومؤسف، ولكن لا ينفي إبداؤنا للحزن القول بإننا في حاجة حقيقية لإنتاج عقل سوداني يفكر بسودانية، أي يفكر بلا تحيز لانتماءات تتجاوز الإطار السوداني، عقل سوداني يستطيع أن يستوعب التعدد الذي نحن به، عثل بقدرما يبتهج لرؤية ثقافة تمثل السودان (يستطيع) استدعاء ابتهاج الآخر لرؤيته ثقافته (أي ثقافة الآخر) تمثل السودان!. وفق قيم تؤمن (بوعي) أن قدرنا أن نعايش التعدد، و مصيرنا محكوم بإيماننا بهذا التعايش وإمكانيته. فازرعوا الإيمان بالآخر وحقه في المفاكرة، ولنحاول توليد رؤى تنطلق من رؤى الآخر، ولو على سبيل المحاولة، لنؤمن بأن (بعض رأيك عند أخيك). نواصل، نشر بالصحافة: عدد الجمعة 3 ديسمبر 2010. |
|
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة النحلان ; 12-05-2010 الساعة 09:42 AM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | النحلان | مشاركات | 6 | المشاهدات | 1615 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|