القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() التاسع من يوليو 2011 (السبت الحزين) تاريخ يجسد فشل النخب السياسية السودانية في المحافظة على وحدة السودان أرضاً وشعباً
ما قصدت بهذا المقال زرف الدموع على الوطن المضاع ، ولكن قصدت أن أعبر عن مدى الحزن الكئيب الذي ألم بي ، و أنا أشاهد من خلال الفضائيات مراسم ولادة الدولة الجديدة لجنوب السودان من رحم الدولة الام جمهورية السودان ، ولادة قيصرية بعد حمل من زواج جبري دام ستة سنوات (مدة الفترة الانتقالية لإتفاقية نيفاشا) ذلك الزواج الذي لم تؤخذ فيه مشورة الاهل ، كما تقتضي العادات والتقاليد الديمقراطية في أي زواج سياسي بل إتخذ القرار كيانان سياسيان وهما عالمين بالنتيجة الحتمية لهذه الزيجة ، المسمى نيفاشا (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ) هي ولادة الدولة الجديدة والتفريق بين أبناء الوطن الواحد أرضاً وشعباً جبراًر ودون إرادة كل أهل السودان ، و أنا أشاهد تلك المراسم وخاصةً لحظة إنزال علم السودان وطيه برفق وتسليمه ، شرد ذهني الحزين في تلك اللحظة إلى ذلك التاريخ الناصع من أيام السودان البيضاء ، الاول من يناير 1956م تاريخ إستقلال السودان حينما وقف الزعيم الازهري في شموخ و عزة ، لينزل العلمين المصري والبريطاني ويسلمهما لمندوبي دولتي الحكم الثنائي و ليرفع علم الاستقلال بألوانه الزاهية ( الازرق والاصفر والاخضر ) ليرفر في شموخ وكبرياء على سراي الحاكم العام في ذلك الوقت ، معلناً عن حقبة جديده في تاريخ السودان ومعبراً عن المبادئ الراسخة للأمة السودانية في تحديد هويتها ( الافريقية العربية ) وعن تقرير مصيرها (السودان الوطن الواحد ) و عن نظام الحكم (دولة مدنية ديمقراطية بنظام برلماني بنكهة سودانية خالصة ) كان ذاك اليوم يوم الفرحة الكبرى التي عمت كل أرجاء الوطن حيث كانت أهازيج أهل السودان جميعاً وهتافاتهم (حررت الناس ... يا إسماعيل ... الكانوا عبيد ... يا إسماعيل ... والكل بقي سيد ... يا إسماعيل .. اعلامنا ترفرف ... يا إسماعيل ... في الجو خفاقة ... يا إسماعيل ) حيث ظل هذا الهتاف ديدنهم في أول كل يناير من كل عام على مدى الحقب والازمان ، وفاء لذاك الزعيم الاكبر (الازهري) محرر السودان وموحد أمته ورافع علم إستقلاله ، جاشت بي هذه الذكرى و أنا أشاهد مراسم ولادة دولة جنوب السودان فإختلطت علي المشاعر بين ذكريات ماضي زاهية مفرحة و وقائع حاضر محزنة مبكية و إستشراقات مستقبل مظلمة قاتمه لوطن تركه الآباء والاجداد .. حداي مدادي (مليون ميل مربع ) ( واحد أوحد موحد ) نختلف فيه كما نشاء ... نحترب حول موارده ونتصالح إخواناً متراضين ، و نغني ونمدح سوياً (ما في جنوب بدون شمال ... مافي شمال بدون جنوب ( ماهنت ياسوداننا أبداً علينا ) وطناً تغنى بوحدته جميع شعرائه بالعامية والفصحى يمجدون شعبه و وحدة ترابه ( أنا إبن الشمال سكنتو قلبي ... على إبن الجنوب ضميت ضلوعي ... أنا أمدرمان ) ( من مريدي السمحة لوحة ومن رهيد البردي نفحة ) كل ذلك يحدث بين أبناء الوطن الواحد ولكن في إطار السودان الموحد دون أن يفكر أي من أبنائه في تقسيمه و بيعه في سوق النخاسه كما يفعل حكام هذا الزمن الغابر لهم الخزي والعار و لعنة الشعب السوداني بأكمله . تلك حقبة قد مضت ولكنها جدست رؤى و مفاهيم ومبادئ لقادة سياسيين لم يكن لهم هم سوى وحدة هذا الوطن ترابه وشعبه ولكن حيث الزمن السيئ الذي لا يسود فيه إلا السيئ و في غفلة من الشعب الذي انهكته دورة مثلث الشر ( ديمقراطية ... إنقلاب ... فترة إنتقالية ) والتي شغلت أهل السودان بأحكام متنوعة خلال الخمسين عاماً الماضية بعد الاستقلال ، تخللها دورات حكم ديمقراطية عرفت تاريخياً (بالديمقراطية الاولى والثانية والثالثة ) لم تزيد في مجملها على التسعة سنوات حيث لم تكمل أي حكمومة منها دورتها قبل أن يجهز عليها أحد أبناء القوات المسلحة (بإسم الشعب وقواته المسلحة ) ليعلن ما سموه زوراً وبهتاناً (ثورة ) حتى وصلنا أخيراً في 30/يونيو/1989م المشؤم حيث سطى حزب الجبهة الاسلامية على سلطة الشعب بظهر ليل و إنقلب على الديمقراطية وليذيق الشعب السوداني الامرين خلال (22) عاماً عجاف ختمها رئيسه المشير البشير بحضور ه إحتفائية أو (بكائية ) تقسيم السودان دون أن يندى جبينه خجلاً ناسياً أو متناسياً ما أزاعه في بيانه الاول بأنه جاء لأجل وحدة السودان وسوف يتعهد بصون وحدة البلاد تراباً وشعباً ولكنه فشل فشلاً زريعاً فيما تعهد به أليس هذا كافياً بأن يجعله يتنحى ويترك الامر لشعب السودان (الفضل) أن يختار من يحكمه . إن المخاض العسير الذي عاشه شعب السودان جنوبه وشماله في تاريخ التاسع من يوليو/2011م يجسد تراكم الفشل لكل النخب السياسية السودانية التي تعاقبت على حكم البلاد في الفترة الماضية و هو تاريخ أسود سيظل وصمة عار في جبين كل مسؤل وكل مثقف من النخب السياسية تقاعس في أن يدرأ حد الانفصال الذي وقعهة جبابرة المؤتمر الوطني حيث إستطاعوا بسياساتهم الخرقاء والغير ناضجه خلال (22) سنة أن يقيموا حد التقسيم على الوطن الواحد دون ذنب إرتكبه هذا الوطن سوى أنه أتاح لهم مجانية التعليم ومجانية العلاج والتعليم الجامعي داخلياً وخارجياً على نفقات الدولة ليعودوا هؤلاء نخباً سياسية ليتولوا أمر العباد والبلاد دون رضاهم ورغبتهم ومن ثم يفشلون في المحافظة على البلد الذي إستلموه موحداً . ولنعدد بعض مظاهر الفشل لهذه النخب والتي تجسدت في تاريخ التاسع من يوليو /2011 (السبت الحزين ) ونقول فشلت النخب السياسية في المحافظة على وحدة السودان عندما فشلت في المحافظة على النظام الديمقراطي الذي أتى به الشعب السوداني بعد ثورته المجيده في أبريل 1985 و فشلت هذه النخب عندما تقاعست عمداً وبسبب الغيرة السياسية في تنفيذ إتفاقية الميرغني – قرنق الموقعة في 16/نوفمبر/1988م تلك الاتفاقية التي عالجت مشكلة الجنوب دون أن يكون من بين أجندتها تقرير مصير ، فشلت هذه النخب عندما أضاعت أكبر كيان لقوى المعارضه السودانيه ضد نظام الانقاذ( التجمع الوطني الديمقراطي ) عندما قذفت بخلافاتها السياسية القديمة داخل جسم هذا الكيان حتى تصدع و إنهارت قواه ، فشلت هذه النخب عندما قبلت التفاوض الثنائي مع نظام الانقاذ لترضى في نهاية المطاف بمشاركة ديكوريه مع نظام الانقاذ أدت بدل إسقاطه إلى إطالة عمره حتى الآن ، فشلت هذه النخب عندما إنطلى عليها كذب أهل الانقاذ وغشهم لهم في إتاحة الفرصه لقيام إنتخابات حره ونزيه فخاضت هذه النخب الانتخابات لتقع في مصيدة المؤتمر الوطني ليحدد لها وزنها الذي أرده لها حكام الانقاذ ، فشلت هذه النخب عندما خلى خطابها السياسي في المرحلة الفائته من تلبية تطلعات شباب اليوم ، فشلت هذه النخب عندما لم تستطيع تحريك الشارع السوداني لإسقاط نظام الانقاذ ، فشلت هذه النخب عندما رضيت بموقف المتفرج عندما إلتقى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في ضاحية نيفاشا لمناقشة أجندة الاتفاق الذي صاغ بنوده اللوبي الامريكي ، تراكم فشل هذه النخب حتى وصلوا مرحلة إستجداء حقوقهم السياسية إستجداءاً من حكام الانقاذ لتصل بهم مرحلة الهوان السياسي أن يجلسوا في كراسي المتفرجين في إحتفائية تقسيم الوطن ليكونوا شهداء بأنفسهم على تاريخ فشلهم المتراكم . إن الانفصال الذي حدث و أعلنت مراسمه في يوم السبت الحزين سيظل تاريخ أسود في جبين قادة المؤتمر الوطني الذين سوف تلاحقهم لعنة التاريخ والناس أجمعين على ما إقترفوه في حق الوطن والمواطن وسوف تأتي الاجيال القادمة في الشمال وفي الجنوب لتقرأ تاريخ هذا الوطن و من ثم لتقيم المحاكم لتحاكم هذه الحقبة السوداء في تاريخ السودان . وقبل الختام لابد أن ألفت أنظار الجميع لما يحدث الآن في أجزاء الوطن الملتهبة في دارفور وجنوب كردفان و جنوب النيل الازرق لتضافر كل الجهود لإيجاد حلول و إذا تركنا الامر لعصابة المؤتمر الوطني سوف تذهب هذه الاجزاء من الوطن ما ذهب إليه أهل الجنوب وسوف نجد أنفسنا في دولة مثلث حمدي (دنقلا – سنار – الابيض ) وحكامنا هم نفس القلة المتسلطة لذلك لابد من حل ولا بد من التضحية للمحافظة على ما تبقى من الوطن عباس عمر علي – المحامي Email :abbas_omer33@hotmail.com جوال /0590797500 الدمام /10/7/2011م |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | عباس عمر المحامي | مشاركات | 6 | المشاهدات | 6301 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|