القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() تمر الايام والسنون وها نحن نقترب من ذكرى اتفاقية السلام السودانية التي لو تمت لكان السودان غير ما نراه ... ولكن هي الغيرة والحسد التى ليس لها اي خطوط حمراء
وفي البدء نبشر بأن صحيفة الأتحادي الديمقراطي الأصل ستصدر عدد خاص يوم غد بهذه المناسبة ![]() |
|
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 11-14-2012 الساعة 10:51 AM.
![]() |
![]() |
#2 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() تمر الأعوام سريعا ويبقى التاريخ شاهدا على كل ما حدث فيها إن خيرا دون ذلك وإن شرا كذلك رغم أن التأريخ نفسه صار يكتب بأياد متسخة تخطه حسب أهوائها ومصالحها نسترجع اليوم التأريخ ونستنطق الماضى لنستصحبه فى حاضرنا عسى أن نستفيد من الدروس ونستلهم العبر و(نصحح الأخطاء) كما يقول مدربو كرة القدم، الآن 24 عاما مرت على إتفاقية الميرغنى قرنق وهانحن نحتفى ونقف على أطلال الإتفاقية التى حولها البعض إلى رسم دارس رغم أن التأريخ سيخلدها كأروع وأعدل واجمل إتفاقية والتأريخ ذاته سيظل يلعن من وأدوها فى مهدها! (هذا جزء من مقال بعدد جريدة الحزب ستشاهدونه وغير غد بأذن الله) |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() حققت االسلام يا خليفة أبو الوطنية بي حكمة وتأني وبي شراكة خفية البيك إقتدي مخلص وصادق النية يصبح في سلام وأمان وعيشة هنية |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() (أجرينا حوارًا بناءً وإنني أشعر بأنني أسعد رجل في العالم)- العقيد جون قرنق دي مبيور، عقب لقائه بزعيم الاتحادي الديمقراطي: مولانا السيد محمد عثمان الميرغني؛ نوفمبر 1988. ****************************************** (ثقتنا في وطنيتكم و ولائكم لتراب السودان لا حدود لها، وذلك لأن هذه الثقة تأسست أثناء النضال الوطني ضد الاستعمار وتوثقت بين الزعيمين الراحلين مولانا السيد علي الميرغني والسيد اسماعيل الأزهري من ناحية وبين القيادات الوطنية الجنوبية من ناحية أخرى في ذلك التاريخ). السيد محمد عثمان الميرغني، 16 نوفمبر 1988. |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() عمر الترابي اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دارك دار السلام، بهذا الدعاء الطيب المبارك الخيّر وفي جوٍ من البهجة والتباشير بدأ صاحب السيادة العظمى مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي خطابه الذي أعقب اللقاء التاريخي الذي جمعه بالزعيم الراحل الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وقائد جيشها الأعلى في أديس أبابا في ثمانينات القرن المنصرم، ذلك اللقاء الذي أقنع الراحل قرنق أن يقول بملء فيه أنه يشعر بأنه أسعد إنسان على وجه البسيطة، وقطعاً فإن تلك السعادة التي غمرته لم تأتي من فراغ ولم تأتي اعتباطاً بل إنما جاءت فرحاً بمنتوج ذلك اللقاء الميمون، فذلك الإجتماع المبارك نتج عنه اتفاقية (الميرغني-قرنق) التي رسمت خارطة سلام دقيقة تُخرِج البلاد من حالة الحرب والإحتقان إلى السلم والأمان، تلك الإتفاقية التي أخذت من وقت وجهد و فكر الحزب الإتحادي الديمقراطي الكثير الغزير، والكل يعلم أن الحزب قد بادر إليها في ذلك الزمان عن طيب نية وحُسن قصد وتحمل في سبيل مبادرته تلك ما تحمل، و تكبد رئيسه صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني المشاق و المصاعب وتخطى العقبات و تسامى على كل الجراح، إعلاءً لقيم الوطن و السلام ورعايةً لمصالح الأمة، في ذلك الحين واجه مولانا الميرغني كل المخاطر الجسيمة وجل العقبات الكأداء و دحر كل المحاولات التي حاولت أن تُحيده عن الوصول لتلك الإتفاقية وأرادت أن تقف بينه وبينها، واجه صاحب السيادة كل ذلك بصلابة وإباء و شموخٍ يُحسد عليه و حقاً إنه لا يُتأتى إلا لمن ملأ الله قلبه حكمة وعلماً وإيمان ولا يطيقه إلا ذو حظ عظيم، فكان بعون الله ثابتاً كالطود لا يلتفت عن مقصوده ولا يشغله عن مطلوبه شئ فما زاغ عن السلام ولا طغى، كيف لا وهو قد نذر نفسه لهذه الأمة واسترخص في سبيلها كل نفيس وتشرّب مبادئ الوطنية والشجاعة والإباء من أبيه الأسد الحال بحلة خوجلي الزعيم الأكبر مولانا السيد علي الميرغني قدس الله روحه الطاهرة، و أخذ عن الشهيد اسماعيل الأزهري معاني التسامي من أجل الوطن و الثبات على الحق، فلم يلتفت إلى كل المُهددات التي لازمته قبل الذهاب إلى أديس أبابا بل أمعن في التحدي وبالغ في التصدي معبراً عن بطولة تاريخية فأعلنها مدويةً واضحة لكل من أراد أن يمنعه عن الوصول إلى أديس (سأذهب إلى أديس أبابا ولو كان الضرب في المليان)، ذهب زعيم الإتحاديين يومها بتلك الإرادة السياسية الواعية والإدراك العالي لأهمية السلام في دفع عجلة التنمية وذهب وهو يتملكه الإيمان الراسخ بأحقية المواطن السوداني في أن ينعم بالأمن والأمان سعياً نحو الرفاهية والعيش الرغيد، فجعل جُل فكره ومقدراته في وضع كيفية يضع بها أوزار تلكم الحرب البغيضة و يفدي الوطن من غم عظيم وهم ثقيل ويقيه شر حرب أخذت خيرة رجاله وعظيم جهده، فقدّر الله لذلك الجهد الصادق أن ينجح ويُبَارك، وإن شاءت الأقدار أن تتعطل خطوات تنفيذه لظروف يعلمها الجميع إلا أنه يبقى عظةً لنا وللأجيال من بعدنا أن لا نجاح لملتقى إلا إذا اتخذت جميع الأطراف من الصدق سبيلاً و من الوضوح طريقاً، فعلى الجميع حمل هم هذا الشعب وأمله في سودان واحد واعد معافىً يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات وتحكمه قيم المواطنة. توالت محطات العمل الوطنى حسب تطورات الاوضاع فى بلادنا فجاءت محطة أسمرا وكانت القضايا المصيرية فى يونيو 1995م بمثابة استمرار وتعزيز للثقة بين الحزب الاتحادى والحركة الشعبية التى ارسى دعاماتها الاساسية الراحل المقيم الدكتور جون قرنق مع الزعيم الميرغنى وتواصل العمل المشترك المخلص لوجه المواطن و الوطن والخالى من الغرض والمرض والمبرأ من العيوب والمطامع الى ان رست سفينة الوطن على بر السلام فوقعه قرنق فى نيفاشا وأيده الميرغنى وسخر وقتها البعض من تأييد الميرغنى لنيفاشا ووصفوه بانه اعطى شيكاً على بياض للحركة وما دروا بأن عيون الميرغنى مفتوحة لتأمين وحدة البلد وغير مشغولة بالثروة والسلطة وقد اتت الايام لتثبت صحة موقف الميرغنى ومراهنته على قرنق والعلاقة مع الحركة الشعبية التى تبارت وتسابقت للالتحاق بها قوى سياسية واخرى اجتماعية لتكتشف بعد عودة قرنق للسودان ما اكتشفه الميرغنى منذ عقود من الزمان ودفع بسببه ثمناً باهظاً سجون واعتقالات ومصادرات ومنافى فما ضعف وما وهن ولا استكان أبداً وواصل العلاقة مع الحركة فى عهدها الجديد بقيادة سلفاكير. هذا الحديث عاليه لم يكن لإستدرار المشاعر ولا لكرّ التاريخ فجميعه معلومٌ للقارئ الكريم بالمعايشة أو المذاكرة أو بهما معاً، ولم يكن حتى لتمجيد شخص أو حزب أو كيان فالشخص والكيان والخزب في غنىً عن ذلك فالأصيل أصيل بطبعه، ولكنه جاء للذكرى فالذكرى تنفع المؤمنين و لعلها تُذَّكِر من نسيَ أو تناسى، وأوردناها هنا للإشارة إلى أن الذي صبر و صابر وجاهد و تحمل الأذى فذهب في ذلك الزمان والتاريخ الدقيق كاسراً للحواجز التي صنعها الواقع السياسي والفكري المتأزم حينها ولم يلفته عن هدفه السامي أي شئ ولم يحل دونه و حلم السلام أي مانع وما صده صاد، لا ينبغي أن نبخسه حقه ونُغَشي عيون الناس عن أيدلوجيته ومنطلقاته الوطنية الصادقة أبداً، إن النظر إلى هذه المواقف بتجرد يجعلنا نقول إن ما يُمثله موقف الحزب الإتحادي الديمقراطي إنما هو موقفٌ يُتخذ وفق رؤية وطنية واضحة و تحت شعارٍ بيّن ناصع لا يأتيه الباطلُ –بإذن الله- من قِبَلٍ أبداً، وإن ما يفعلَه هذا الحزب لا يُمليه عليه إلا ضمير هذا الشعب الواعي، وإن قرارته في أي زمان إنما هي بنتُ مبادئه الراسخة في القدم، المستلهمة من تراثٍ عظيم أثرته المجاهدات وصاغته المواقف و صقلته التجارب، إن المبادئ لا تتجزأ وإن المواقف لا تأتي اعتباطاً، فإن الذي أملى على الحزب الإتحادي أن يُبادر بالذهاب إلى أديس أبابا هو ذاته الذي أملى على الحزب الإتحادي أن يتخذ ما اتخذه من موقف اليوم، وقد أثبت التاريخ قيمة موقف الحزب في ذهابه إلى أديس أبابا وندم غالب من وقف في وجه تلك الإتفاقية، فبذات الثقة نقول أن موقف الحزب اليوم الذي يتلخص بالإعتذار عن الحضور لأسباب قيلت لأهل الشأن و تقبلوها موقف منطقي له مبررارته التي صيغت في حينها موقف أُتخذ لأسباب موضوعية وهو خيار منطقي بني على أسس وطنية ولإعتبارات تتوافق مع سياسات الحزب العليا فلم نظلم ملتقى الأحزاب ونهجمه بعداء ولم نشاركهم لأسباب نراها منطقية. تبنى الحزب الإتحادي منطق الوفاق واتخذ أسبابه وسُبله وطرح مبادرة الميرغني التي مازال العمل عليها جارياً، و جعلَها مستوعبةً لكل المشكل السوداني و واعيةً لكل جوانبه، و اتخذها أملاً للوصول إلى حدٍ أدنى حد من الإجماع السياسي الذي يُمهد لممارسة سياسية مسؤولة تقي البلاد شر الشقاق والإختلاف و التشرذم البغيض، و استنهض الهمم لدرء المخاطر التي تُحيط بالوطن و البلايا والرزايا التي تتكالب عليه، فإن البلاد اليوم تمر بأخطر مرحلة في تاريخها السياسي الحديث وهي في امتحان يجب على كل القوى أن ترتقي فيه إلى المسؤولية الوطنية وتجافي تكرار أخطاء الماضي، فانطلاقاً من هذا المقام قال الحزب على لسان رئيسه أن لا للعداء، ولا للعداء فلسفة واضحة جلية تدعوا الناس إلى الإحتكام إلى مصلحة الوطن حين اتخاذ القرارات، فإن العقل لا يقبل –في وضعنا الراهن- أن تكون تصرفاتنا مبنية على منطق العداء لحزب أو فئة أو جماعة أياً كان التباين السياسي معها وأياً كان مسماها، فلا معنى من اتخاذ الموقف لنسمى ضديين لفلان أو علان فحسب! ومن هذا المنطلق ومن منطلقات أخرى شرح الحزب للإخوة في الحركة الشعبية لتحرير السودان موقفه حيال مؤتمر جوبا الأخير وأوضح بجلاء أنه لا يُقاطع الملتقى لأن المقاطعة تعني بالضرورة العداء بل انه مضى إلى أبعد من ذلك وشرح أنه سيدعم ما سيرشح عنه الملتقى إذاما وافق المصلحة الوطنية، وتفهم الإخوة في الحركة الشعبية مبررات الحزب الإتحادي التي شرحها لهم، والتي على ضوئها قرر القطاع السياسي للحزب برئاسة السيد ميرغني عبدالرحمن عدم المشاركة في المؤتمر المعني. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العلاقة التاريخية التي تربط الحركة الشعبية بالإتحادي الديمقراطي هي أسمى من أن تكدرها مكايدات الآخرين السياسية أو مزايداتهم على مواقف الحزب الإتحادي! فهي علاقة بُنيت على السعي نحو حلم الوحدة والسلام وستمضي إليه لا يردها عن ذلك راد ولا تفصم أنواطها الأكيدة شئ بإذن الله أبداً، لذلك ما زال الحزب الإتحادي يُشير دوماً إلى أنه ما زال متمسكاً وثابتاً على ما أمضاه في أديس أبابا، ولا زال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بصفته رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي يصر على أن تبقى العلاقة مع الحركة الشعبية علاقة استثنائية، والسيد الميرغني حينما يصر هذا الإصرار فإنه يعلم أهمية دور الحركة الشعبية في جعل الوحدة خياراً جاذباً ودفع عجلة التنمية في السودان في شماله وجنوبه، و هو بذلك يؤدي دوره التاريخي كصاحب أعلى (عددية) أصوات في آخر انتخابات ديمقراطية متوزعة على كل أنحاء السودان شماله وجنوبه. أملي -وأحسبه - أمل كل أهل السودان أن يترفع قادة ومنسوبي الفعاليات السياسية عن صغائر الأمور و سواقط الأشياء ويُنحوا الضغائن السياسية جانباً و يتطهروا من آفة المكايدات، ومتفاؤلٌ أنا بهم فإن التجربة وحسن طبيعتهم تؤهلهم لأن يكون بقامة الوطن وبقدر التحديات، فإن ما يتهدد الوطن اليوم يجعلنا أمام تحدي للإرادة السياسية الصادقة، فأملي أن تعلوا بهم هممهم ليكونوا بقدر التحدي وبقدر الأمل، فأن الوطن والمواطن ينتظر الكثير الذي سيوفر له حياة آمنة وطيبة. وحُق لي في هذا المقام أن أذكر وأردد مع السيد رأس الدولة الأسبق صاحب السيادة مولانا السيد أحمد الميرغني -طيب الله ثراه- ، وهو يردد صادقاً لا لنقطة دم سودانية واحدة لا للخراب لا للدمار، نعم للتنمية نعم للديمقراطية نعم للعمار، فلنعمل جميعاً بعيداً عن منطق العداء وقريباً من جو الوفاق ولنقف على خير هذا الوطن، فما زال الطريق طويلاً ويتطلب كثيراً من الصدق لنصل لسودان واحد معافىً من كل سؤ . |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() أضاع الكيد وضيق الأفق والحسد السياسي أكبر مكاسب شعبنا
كان إفشال مبادرة السلام عمداً من أكبر خطايا السياسة السودانية صلاح الباشا- الخرطوم بحري salahelbasha@hotmail.com حين تعود الذاكرة إلي الفرص الضائعة والأكبر ضخامة من بين أيادي جماهير شعبنا عبر تاريخه الحديث ، فإن حادثة الإغتيال عمداً ومع سبق الإصرار والترصد لمبادرة السلام السودانية التي تم مهرها بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بتاريخ 16/11/1988م بين الحزب الإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة كل من السيد محمد عثمان الميرغني والراحل المقيم الدكتور جون قرنق ديميبيور ، تطل ذكراها في خواطر شعبنا بكل الحسرة التي تلازمها، حزناً دفيناً علي ضياعها وعلي ضياع واقع جميل كان ينتظره شعبنا ، حتي أصبح شعبنا لابواكي له ، وقد أصبح ملطشة بين شعوب المنطقة والعالم أجمع مهما كان حجم التظاهر الهتافي. تلك الإتفاقية التي كادت أن تؤدي إلي إيقاف الحرب الأهلية اللعينة التي نشبت بسبب المكر الإستعماري اللئيم بين أبناء الوطن الواحد منذ عام 1955م ، وقد رعاها ذلك المستعمر وقام بمدها بالسلاح والعتاد ، وأدخل بذلك شعب الجنوب في محرقة فقد خلالها الأنفس والثمرات وقام بتدمير البنية التحتية لذلك الجزء الهام من البلاد ، بحيث تصعب عملية البناء فيما بعد ، بمثلما كان الفقدج اكبر في شمال بلادنا ، فتعثرت المشاريع وغابت التنمية ، ورحل شعار السودان سلة غذاء العالم. لكل تلك الأسباب ، ومن خلال عصر الإستقطاب والحرب الباردة بين القطبين( الأمريكان والسوفيت ) وقتذاك والتي كانت تسود كوكب الأرض ، تمددت المصالح وتعددت الأسباب لتستمر الحرب وتحرق كل الوطن بمثلما تحرق (حشا الأمهات) في الجنوب والشمال علي السواء ، غير أن الدول الراشدة بالمنطقة قد فهمت الإشارة وعلمت بحسها الإستراتيجي أن تلك الحرب يجب أن تتوقف وبأقصي السرعة الممكنة ، حيث أن المبررات التي قامت من أجلها تصبح من الضحالة بمكان بحيث لا يستدعي الأمر تمددها بمثل هذا العنف والحجم الكبير من الدمار لدولة فقيرة شعبا وإقتصاداً ، وقد كان من الممكن إحتواؤها ببذل الجهد السياسي السلمي ، الذي حدث فيما بعد .. ثم تعثر بفعل فاعل كما سنري. وبناءً علي مبادرة عزيزة وعالية المقام من قيادة الحزب الإتحادي الديمقراطي ، قام السيد محمد عثمان الميرغني ببذل جهود مقدرة مع بعض دول الجوار ذات الصلات الطيبة مع الحركة الشعبية ومع قائدها لإقناعهم بالجلوس للتفاوض مع الجانب السوداني المتمثل في الحزب الإتحادي بعد أن جربت الحركة التفاوض مع كافة الحكومات والمنظمات للوصول إلي صيغة سلام عادل لإيقاف الحرب ، وقد أبدت قيادة الحركة إستعدادها للخوض في هذا الشأن بسبب ثقتها في الزعيم المرغني ومصداقيته التي لا تعرف اللف والدوران في الشأن الوطني ، وذلك نتاجا للتربية والبيئة التي تسند إلي المصداقية النابعة من الموروث الصوفي الخلاق في الطريقة الختمية القومية المنهج وقد كانت رئيس الحكومة السودانية المنتخبة ديمقراطياً وقتذاك قد أضاءت الضوء الأخضر للحليف الحاكم – الإتحادي - بالولوج والإستمرار في هذا الأمر . وهنا ، فقد أعد الحزب الإتحادي الديمقراطي عدته للسفر وقام بتشكيل وفده الذي كان يتكون من كفاءات عرفت بالتفاني والحكمة ، وفوق ذلك بالإيمان بعدالة قضية أهل الجنوب ، وعلي رأسهم الدكتور حسين سليمان أبوصالح والدكتور مامون سنادة والأستاذ سيد أحمد الحسين ، والراحل المقيم الفريق يوسف أحمد يوسف وآخرون من قادة الحزب في ذلك الزمان من منتصف العام 1988م ، فسافروا إلي أديس أبابا تصحبهم دعوات شعبنا بالتوفيق لتحقيق السلام ، حين كانت رحلة البدء للتعارف ولخلق قنوات الثقة أولا ، ثم في الدخول المباشر في مفاوضات كانت مضنية جداً ومرهقة لأبعد الحدود ، لكنها خلقت ثقة عالية ونادرة الحدوث بين قادة الحزب الإتحادي وقادة الحركة الشعبية كان الزعيم الميرغني يتابع الأمر من الخرطوم ويوجه ويساند ، يقبل هذا ويرفض ذاك ، ثم يعود الوفد إلي الخرطوم لمزيد من التشاور ، ويغفل راجعاً إلي أديس أبابا ، ورئيس الوراء وقتذاك يراقب ايضا ، فكم من عقبات كادت أن تنسف المحاولة ، وكم من تصميم وطني ومسؤول ظل يجهض تلك المحاولات الدولية البائسة علماً بأن دولة إسرائيل والمخابرات الكبري ظلت تتابع الأمر وتضغط وتضغط لتحقيق الفشل ، غير أن قيادات الحركة بزعامة وتوجيهات قائدها الراحل الدكتور جون قرنق كانت أيضاً لا ترمي بالاً لتلك الدسائس ، وتلك كانت محمدة لقادة الحركة سيحفظها لهم شعب السودان حين تأتي أجيال أخري في زمان قادم لتسطر المحطات المضيئة في مسيرة تاريخ السودان الحديث بكل تجرد وبكل حيادية حين تنقشع سحائب التغييب الداكنة يوماً ما وأيضا لتسجل ذات الأجيال كل المحطات البائسة الكئيبة في مسيرة الشعب السوداني . كانت معضلة قوانين سبتمبر 1983م والتي وضعها الرئيس الأسبق جعفر نميري تمثل عقبة في تحقيق السلام ، والتي عرفت وقتها بقوانين الشريعة ، برغم أن نظام نميري نفسه لم يطبق منها غير بند العقوبات بالمحاكم وبكل قسوة وتشفي ورعب وإرهاب للضعفاء ، وترك النظام أمر عدالة الإسلام تقبع تحت الوسادة بكل إطمئنان .. حيث ظلت عدالة هذا الإسلام المبرأ تماماً من الشوائب وطهارة الأداء تواصل بياتها تحت الوسائد ... وهي وسائد عديدة بلا شك ، إلي غادر الرئيس الراحل جعفر نميري بواسطة الخلع الجماهيري بقوته الضاربة في مارس/ ابريل 1985م. وحين شارفت المفاوضات في أديس ابابا علي الإنتهاء وتوقفت عند عقبة القوانين الشرعية ، كان لابد من زعيم الحزب وحكيم الوطن كله أن يسافر إلي أديس أبابا لوضع الحلول واللمسات النهائية التي توقفت عند حد معين ، وقد إستبشر شعبنا وقتذاك خيراً بسفر السيد الميرغني ، فتحدد تاريخ السفر ، برغم أن قوي الظلام والتآمر والعنف قد تعدت علي منزل سيادته بالخرطوم (2) ذات مساء وقبل يومين من سفره وظلت تطلق زخات الرصاص علي المنزل من سيارة كانت مسرعة ، ولعل تلك القوي قد هداها تفكيرها المغلق دوماً من أنها سوف تثير الرعب في نفس السيد الميرغني وتتمكن من إثنائه عن فكرة السفر لإنجاز السلام الوطني المشرق ، ناسية بأن سيادته من الموحدين بالله دوماً . ومنذ ذلك الحين ، بدأت بلادنا في الدخول إلي مسلسل العنف الذي إمتدت ظلاله حتي وقت قريب ، وربما تواصل إمتداد ذات العنف لسنوات طويلة قادمة بسبب أننا نري الآن كميات السلاح المهولة تدخل إلي الوطن من شتي مشارب الأرض وتتدفق وتتوزع علي أيادي يلقي دروس التحولات الديمقراطية علي الشعوب ويعلمها كيف تكتسب الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي . سافر الميرغني إلي أديس ، وبدأ فوراً في مواصلة التفاوض ، وهنا نذكر حكمة وموقف عظيم للراحل الدكتور جون قرنق ، وذلك حين أصر وفده أن يكتبوا في الإتفاقية أهمية إلغاء الشريعة من دستور البلاد كلها ، وقد كان جون قرنق يعلم تماماً – وهو غير ساذج بالطبع - بأنه لن يستطيع نزع خاصية الأشواق الدينية والخاصية الإيمانية من أفئدة شعب السودان المسلم في غالبيته ، فالرجل قد عاش ردحاً من الزمان وسط هذا الشعب ضابطا بالجيش السوداني منذ توقيع إتفاقية السلام الأولي بين النمرير وجويزف لاقو وإمتدت لإحدي عشر عاماً (1972 – 1983 م ) حيث كان الراحل قرنق قد تم ضمه للجيش السوداني مع رفاقه القادمين بعد الإتفاقية ، وكان يسكن في أكثر الأحياء حيوية وشعبية في أوساط المسلمين بالحاج يوسف بشرق النيل ، ويعرف مدي القيمة الإيمانية والصلوات والمآذن تصدح بإقامة الصلاة ، وصوم رمضان والعيد والفرحة بأداء الحج وخاصية مفاصل أفراح وأتراح وتوادد وتراحم وترابط ومحبة هذا الشعب فيما بينهم . ووقتها كان السيد الميرغني قد رفض مسودة الإتفاق التي تقضي بإلغاء مبدأ الحكم بشرع الله تعالي ، وقد تكهرب جو المفاوضات حينذاك ، فأتي الراحل دكتور جون قرنق إلي قاعة التفاوض وحمل الأوراق ووضعها أمام وفد الحركة المفاوض ، قائلاً لهم وبالحرف الواحد إنتم فاكرين مولانا حيقبل الكلام الفارغ بتاعكم ده ؟؟ ) . وفوراً تم تعديل النص في مسودة الإتفاق لتفضي إلي إحالة قوانين الشريعة إلي المؤتمر الدستوري الذي سيناقش بنود المبادرة ، وقد كانت قوانين سبتمبر وقتذاك قد تم تجميدها منذ عهد الحكومة الإنتقالية برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الدهب عقب إنتفاضة 6 ابريل 1985م حيث ظل السودان يعمل بالدستور الإنتقالي عيق الإنتفاضة والمسمي بدستور السودان لعام 1964م المعدل في 1985م . ولكن كان من أهم بنود إتفاقية الميرغني – قرنق هي وقف إطلاق النار ، وهو مطلب يمثل عين الحكمة والدربة والخيال المتسع من الطرفين ، لأن إزهاق الأرواح كان أكثر ما يؤرق بال شعب السودان بشطريه الشمال والجنوب ، فتلك الأرواح التي كان يتم وأدها داخل محرقة الحرب بدون مبرر وبلا فائدة تُرتجي ، قد أفقدت أهل السودان العديد من الأبناء الشباب من الجانبين وكان معظمهم من أبناء العمال والمزارعين البسطاء الذين كتب عليهم الفقر والموت في أحراش الجنوب في قضية كان من السهولة حلها بعد الإعتراف بتعقيداتها ، خاصةوأن التاريخ كان يذكر للدكتور حسن الترابي مناداته في ندوة 21 أكتوبر بجامعة الخرطوم بضرورة توافر الحل السلمي الديمقراطي لمشكلة الجنوب ، فلاندري حتي اللحظة لماذ غير الشيخ رأيه بعد خمس وعشرين عاما علي ثورة أكتوبر تلك فإتخذ مبدأ تأجيج الحرب بذلك العنف الطويل الذي دمر إقتصاد الوطن كله وبخاصة مشروع الجزيرة الذي ذهبت عائدات مبيعات إنتاجه من القطن لتمويل الحرب المستمرة إلي أن مات المشروع تماماً مثلما بسبب عدم تواصل زراعة الرقعة الزراعية بحجدمها الكبير الذي كان يتعدي الستمائة ألف فدان في كل موسم مثلما نلحظه الآن وبرغم غلاء أعساء سلعة القطن عالميا عاما إثر عام . ذلك أن العبرة دائما بالخواتيم وليس بخطاب المكابرة المغشوش الذي ظل ينطق به رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة المسطح ووزير الزراعة الإتحادي الحالي الكثرلا تسطيحاً ، حيث لم يقتنع بإفادتهم شعب السودان الذي يعلم تماما ما أنجزه قطن الجزيرة في خلق الدولة السودانية الحديثة وفي بنائه لشعب السودان المؤهل وعلي مدي سبعبن عاما خلت . وعند ذاك .. وفي إديس أبابا ، وفي 16/11/1988م قام الزعيمان ( الميرغني – قرنق ) بالتوقيع علي مبادرة السلام السودانية وسط زخم إعلامي إقليمي ودولي كبيرين ، وقد رافق ذلك إبتهاج عجيب داخل البلاد من نمولي وحتي حلفا ، فإستعدت جماهير شعبنا بالخرطوم لإستقبال وفد التفاوض . وحين هبوط السيد الميرغني من الطائر الميمون إلي مدرج المطار ، كانت الجماهير تزحف نحو سلم الطائرة ، وتعذر هبوط الزعيم ، بل وقامت الجهات الأمنية بحجزه خوفاً من تدافع الجماهير، ولكن برغم ذلك أصر الزعيم ووفده علي النزول من سلم الطائرة ، شاقين طريقهم وسط الجماهير حتي صالة كبار الزوار ، ومنها إلي جنينة السيد علي الميرغني بشارع النيل بالخرطوم ، وقد أخرجت الخرطوم في ذلك المساء البارد كل ما في جوفها من أمواج الجماهير من أبناء الشمال والجنوب علي السواء و كانت كلها ترقص طرباً في شوارع العاصمة من الكلاكلات وحتي الحاج يوسف ، إبتهاجاً بقرب نهاية الحرب الطويلة المرهقة التي شردت أبناء الجنوب في كافة نواحي الوطن ، وفي كافة حدود دول الجوار المتاخمة للجنوب ، وقد كانوا يحلمون بلم شملهم بعد طول فراق لعقود عديدة ماضية ، حيث شهدت تلك الأمسية بجنينة السيد علي بالخرطوم أكبر إحتفال سياسي ووطني تشهده بلادنا طوال تاريخها الحديث ، ولم يعادله حشد جماهيري مهيب إلا عند مشهد تشييع جثمان طيب الذكر السيد أحمد الميرغني المقرونة بعودة مولانا السيد محمد عثمان إلي أرض الوطن . ولكن ، وبعد قليل بالخرطوم ، لم تدم هذه النعمة النادرة الحدوث طويلاً ، نعمة مبادرة السلام الخلاقة ، فقد حيكت الدسائس وبسرعة البرق ، وأطلت المكايدات وطغي الحسد الواضح الملامح علي تفكير العديد من الساسة القابضين علي رقاب شعوب أحزابهم ، بسبب السلام الذي إقتربت خطواته وقتذاك ، ففضلوا عليه ثقافة الحرب والدمار وزهق الأرواح العزيزة حتي يضمنوا الكسب السياسي المؤقت ، فاُسقطت وأغتيلت ( غيلة ) تلك المبادرة الباهرة داخل دهاليز البرلمان وفي ذات المبني الحالي المطل علي النيل بأ مدرمان في يناير 1989م ، ومنذ ذلك الوقت كاد جريان هذا النيل العظيم أن يتوقف بسبب سحائب الحزن التي غطت علي جميع أرجاء البلاد ، وربما حتي اللحظة ، وربما لزمان طويل قادم أيضاً ، فمن منا لم يفقد عزيزاً بالجنوب فيما بعد من خلال سنوات محرقة الحرب اللعينة ؟؟ مما يؤكد المقولة التي تقول أن شعب السودان فعلاً غير محظوظ مطلقاً حيث كانت تتحكم في مكوناته السياسية مثل أولئك القادة السياسيين من ضيقي الأفق والخبرة الخلاقة ، لأنك هناك خبرات عريضة ، غير أنها كانت غير خلاقة ، فأتت بهذا الدمار الحالي وربما المستقبلي أيضا ، فلا تزال الرؤية السياسية السودانية القادمة غشباء الملامح. المهم ... سقطت حينذاك في يناير 1989م حكومة الوفاق الوطني الثلاثي وفقدت رشدها السياسي وقد خرج الحزب الإتحادي إلي المعارضة بعد رفض الشريكين الآخرين لمبادرة السلام السلام . لكن وبرغم ذلك كان هنالك بصيص امل ، فعند الإستفاقة من الغيبوبة السياسية في وقت لاحق من العام 1989م بعد مذكرة الجيش الشهيرة في فبراير 1989م ، قد إستعاد السياسيون وعيهم للدخول في إعادة الحياة لمبادرة السلام مرة أخري ، فبدأ الإتصال بالحركة الشعبية ، ووقتها كان الآخرون من الجانب الآخر ، قد أعدوا العدة لحرمان شعبنا من نعمة السلام القادم عمداً ومع سبق الإصرار والترصد ، وهم من الذين سبق لهم أن أطلقوا الرصاص علي منزل الزعيم بالخرطوم (2) ، ولكنهم في هذه المرة قد تلبسوا بزي جيشنا العظيم فتحركوا بليل حسب تخطيط الشيخ الذي لايزال هو وأنصاره يفاخرون بذلك عند حواراتهم مع الصحف في ذكري الإنقلاب من كل عام ، فماتت الحريات وتيتمت الديمقراطية وترملت ثقافة شعبنا المحب للسلام. ومنذ ذلك الوقت إنطلق الرصاص في كافة أقاليم الجنوب ، داخل غاباته ووديانه وسهوله وأنهاره التي غمرتها الدماء الطاهرة بلاسبب جنتها ، غطتها وبكل كثافة ، وظلت الحرب الهوجاء تحصد الأرواح الشباب من الجنوب والشمال علي السواء و بكل رعونة وعدم وعي وإدراك وإزدراء تام كان يلازم ذلك . وبعدها دخلت البلاد بكل إرثها الجميل داخل النفق المظلم ، وفقدت بلادنا في عقد واحد فقط من الزمان مليونين من الأنفس وملايين من الثمرات ورؤس الماشية ، وكان نتاج كل ذلك ظهور الملايين أيضاً من حرائرنا (العوانس) بالشمال والجنوب علي السواء حتي اللحظة ، فضاعت الثروات ، وتشتت العائلات ، بل ومات الإقتصاد إكلينيكاً ، ولم يفق بعد ، وإنتحرت المشاريع الزراعية الواحدة تلو الأخير في بلد غير مؤهل إلا بالزراعة ، كالجزيرة ومؤسسة السوكي والرهد ومؤسسة حلفا وغيرها ، حتي بيعت تلك المؤسسات الزراعية مؤخراً لمؤسسة سكر كنانة التي لا تعرف مثل هذا النوع من النشاط الزراعي ، تماماً مثلما بيعت بنوك شعب السودان لمستثمرين عرب ، ظلوا الآن موقوفين قانونيا للتحقيق في بلادهم بحسب ما ورد في صحف الخليج غير مرة بسبب التجاوزات المالية في مسائل توظيف أموال مواطنيهم هناك.... فتأمل !!!! كما توقفت ماكينات صناعة النسيج في كل الأرجاء وتشردت العمالة بمئات الألوف بسبب إشتداد الحرب التي نتجت كتداعيات لإسقاط مبادرة الميرغني قرنق .. وذهبت الخدمة المدنية الراقية مع الريح وإلي غير رجعة ، وهاجرت الكفاءات من بلادنا بالملايين وإلي غير رجعة أيضاً. أليست هي الحرب اللعينة التي إشتعلت منذ تغييب الديمقراطية حين أخذت هذا الشباب كله في غمضة عين وعلي حين غرة ؟؟؟ فمن المسؤول يا تري عن هذا الفقد الجلل ... سؤال يظل مطروحاً في سجلات التاريخ وغير مطلوب الإجابة عليه الآن !!!! علما بأن صحافتنا لن تستطيع ولاترغب في سرد هذه الحقائق للجيل الجديد من أبناء شعبنا ، وهي بذلك تسبب أضرارا للسلطة الحاكمة وليس العكس ، فالسلطة الآن تراجع الكثير وتتمني علي عجل عودة الديمقراطية كاملة الدسم وبأسرع ما يمكن بعد أن فشلت أدبيات الحكم الشمولي في كل العالم بسبب إنتشار ثقافة حقوق الإنسان في كل مكان ، غير أن معظم صحفنا لاتزال تتردد وتتخوف من القول الفصل في الأشياء برغم أن السلطة ترغب في إنتشار ثقافة الشفافية الصحافية ، وبرغم دخول كل المنظومات الدولية إلي عالم الحريات الكاملة والديمقراطية الخلاقة التي تحفظ للجميع حقوقهم وتحفظ لموارد الدول موكناتها ، وإكساب المناعة لها من الفساد السياسي بسبب إنعدام الشفافية الناتج من عدم الرقابة المالية للمال العام وخوف الصحف من تناولها للأشياء حتي باتت لاتعرف غير التطبيل الأجوف ، والسلطة ترفض هذا النوع من الكتابة لأن السلطة أكثر ذكاءً من فهم الصحافة الحالي للأمور بكثير ، فالشعوب الآن تعيش وتنمو تحت ظلال الحريات الخلاقة ايضا . وقريبا جدا ستغادر كل هذه الأقلام المطبلة هذه الساحة ذات الثقافة الجديدة القادمة بقوة وبواسطة السلطة السودانية نفسها وبقناعات تامة من معظم قياداتها وليس كلهم ، حسب ماجري قبل أسابيع معدودة من حراك ديمقراطي واضح الملامح علي مستوي الإنتخابات الداخلية في مكاتب قيادات الحزب الحاكم وبكامل الشفافية ، وذلك قد أحدث نقلة قوية المبني والمعني في هياكل الحزب الحاكم. ونحن حين نرقب و بكل الشوق إستكمال خطوات البناء الديمقراطي الجديد ، فإن الأمل يظل يحدونا بأن تتوازن الأمور مجدداً لتضع كل القوي الوطنية أمر البلاد وأمر شعبها الصابر في حدقات عيونهم ليثمر السلام الإجتماعي خيرا وبركة ورداً للحقوق .. برغم عثرات وعقبات ومتاريس التعويق التي ترتجف من دخول رياح الحريات الكاملة والعادلة ، حيث تبقي النوافذ مشرعة ، وحيث تتفتح ملايين الزهور في بلادنا عبر فتحات صناديق الإنتخابات القادمة ، وتوديع طريقة مسلسل البيعة البائس الذي كان سائداً ردحاً من الزمان بمافيه من تغييب لإرادة الجماهير السودانية الراقية والمتفهمة لكل شيء . فحين يتحقق التحول الديمقراطي كامل الدسم قريباً عبر الإنتخابات الحرة النزيهة ، ستغادر بلادنا وإلي غير رجعة ثقافة الكبت والعنف والهمز واللمز والوقيعة ، ذلك أن معظم الحاكمين الآن باتوا يؤمنون وبقناعات تامة بأهمية توافر سلطة القانون العادل في كل شيء جنبا إلي جنب مع تعميق وترسيخ الفهم الديمقراطي تارة أخري ، ومادون ذلك سوف تذروه الرياح ، ونأمل أيضاً أن تتسع رئات الأحزاب للتحول الديمقراطي بداخلها ، بإبعادها لجيوش الكسالي والطامعين والبائعين لقضاياهم أيضا ، فتلك طبيعة الأشياء ونواميس الكون ، فإردة الله فوق الجميع ، وهو رحيمُ ُ بشعب السودان .... وكل عام وشعبنا بخير ،،،،، |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() ندر أن تَجدَ كاتباً يكتب عن السودان دون أن يذكر مقدار التنوع الذي يحفل به هذا البلد، فأرضه سجلت حضوراً لكل أنواع المناخات الطبيعية، و أوت أكثر من 600 جماعة عرقية - وإن تَكوَّن العديد منها من أفراد قليلين-، و عاشت تلك الجماعات في تلك الأرض تاريخاً مليئاً: بالأحداث والسكون؛ الاقتتال و المصالحة؛ الحروب والهُدَن.
و لم يكن للحرب فيها اتجاه واحد، و لم تكن الحروب ضريبة لللاختلاف بقدرما كانت ضريبة للطبيعة والجغرافيا، فالكل (الغازي، والموالي و المقيم) يبحث عن منابع النيل والكل ينشد أرض كوش المقدسة، التي فيها ذهب مقدس وثمين! وفي سبيل ذلك تحاك المكائد ويقتتل الناس، وتُفَصَّل التحالفات و التقسيمات. كان استقلال السودان هو الحدث الأبرز في تاريخ هذه الرقعة- التي تشكل 2% من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية-، وبعد الاستقلال كانت سجالات تمرد (نضال) المناطق التي عُرفت بالمهمشة وعلى رأسها جنوب السودان، عُد هذا السجال التحدي الأبرز من بين التحديات التي أعقبت رفع العلم، تباينت محاولات الحل، فقامت مقترحات و سقطت لضعف فيها أو في أساسها أو لحداثة التجربة، و وقعت اتفاقيات وانهارت هي الأخرى لأسباب سياسية واقتصادية ودينية، وظلت شعارات الحرب هي الأقوى؛ و كان لتأخر الحل ضريبة كبرى تمثلت في انعدام الثقة بين أبناء الوطن في الجنوب وفي الحكومة المركزية، و ضريب أخرى هي تلبيس المبررات الآنية ثياب القواعد والمبادئ. كانت القيادة السياسية على ما تبذله من جهد، رهينة للمخاوف، و شديدة التردد (الحذر) في اتخاذ الحل، إلى أن انقطعت هذه الضبابية و شع ضياء السلام وحلم الأمان، من أديس أبابا (نوفمبر 1988)؛ بعد حوار مضنٍ، خرج أحد أعظم زعماء جنوب السودان وأكثرهم إيماناً بقيمة السودان وقضية إنسانه وآماله، خرج و تبدو على محياه السعادة ظاهرة ليقول بثقة واضحة، إنه «أسعد رجل في العالم»، فما الذي جعل السعادة تدخل إلى قلب يحمل هم وحلم ملايين من شعبه المحاصر والمحارب والمهمش والجائع!، كيف للسعادة أن تملأه بمجرد حوار مع زعيم تصنفه الجهات ظلماً بأنه «زعيم شمالي»؟! كيف لقرنق أن يكون سعيدا وهوالذي يصر على تحرير السودان بجيشه!، وما الذي يجعل الزعيم «الشمالي»، يخرق كل الأسوار ليصل إلى الحوار! وهو الذي كان الشارع يهتف له هتاف الفارس (حررت الكرمك يا عثمان)، كل ذلك كان قبل أشهر معلومات!، فما الذي أحيا السلام وأمات غيره، ما مبعث السعادة؟، وما مصدر اليقين؟. كانت سعادة (سعادة) العقيد د. جون قرنق -يومها- تفيض من يقينه بأنه وجد «الصدق»، وضَمِنَ نية محاوره وعزمه على تعويض ما فات، و ثقة السيد محمد عثمان الميرغني يومها كان مبعثها يقينه بولاء الدكتور جون قرنق لقضية عادلة تحتاج إلى حوار مفتوح بقلب صادق ينتهي بإقرار جماهيري، هذا الولاء حتماً سيقود إلى الحل لأنه نابع من الوطن ويعود إلى الوطن بالخير، هذه السعادة و ذلك اليقين وهذا الإهاب من الوطنية كان كفيلاً بأن يسجله التاريخ بوصفه؛ عودة الثقة الضائعة بين الشمال والجنوب، وبداية السلام الحقيقي أو على الأقل مشروع، ويوازي ذلك من حيث الأهمية إعلان المبادئ الذي جاء ليؤسس لمؤتمر دستوري يمنح الديمقراطية معناها ويرد القرار إلى الشور الشعبي والتداول الفكري العميق. كان سلام (الميرغني-قرنق)، عظيماً، لأنه ضمن وحدة السودان، وعرف أن ثمنها، هو استيعاب التعدد وتمتين الديمقراطية، ولأن الميرغني يقدم ما يملك من خير ويقول وابتسامته لا تفارقه (الوطن ملك للجميع بالشيوع)، ويؤكد على ضرورة مشاورة الجميع وطرح الأمر على الناس، ولأن د.قرنق استطاع أن يضمن تأييد شعبه له ويروي بيقينه وتضحيته شجرة الأمل، ولأنهما أمنا للسودان عمقا جديداً يربط الأمن القومي السوداني (بالسودان) بالمرتبة الأولى، ويوليه الأولوية التي تعرّف هوية السودان على أساس سوداني جميل. يروي التاريخ أن كل من عارض الاتفاقية (ندم) على ذلك، ولو استدبروا من الأمر ما استقبلوا لما استنكفوا أن يقفوا في استقبال طائرة السلام ويهتفوا باسم من فيها مع الهاتفين، حباً في السلام، وإيماناً بأن العبقرية؛ هي أن تعي ما تقول وتؤمن به وتكسر حاجز الخوف بجرأة الحق، وتمضي للسلام بقلب أسد. يقول الحاضر؛ إن صوت خرير الذكرى وسيلان مياهه الظافرة، يجب أن يأتي خطاباً لحاضر السودان وإلا فإنها مضيعة للزمن؛ فالبعض لا يقبل البكاء على اللبن المسكوب، ولكن هل اتفاقية السلام السودانية (1988) لبن مسكوب؟ أم أنها وثيقة قانوينة حيّة، يجب بحث تدابير إعادتها للحياة السياسية كمقدمة للمؤتمر الدستوري، لقد قامت على أساس تلك الاتفاقية الثقة المتجددة بين الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية، وما تلتها من تجربة فريدة ضمت الحركة وأحزاب السودان في التجمع الوطني الديمقراطي، أيّاً يكن من أمر، فالأمل المعقود اليوم على اتفاقية الميرغني قرنق كبير، وهو أمل فيها لتبعث روح الوحدة من بين هذا التشاؤم الذي ينذر بالإنفصال، الأمل أن تظل (الميرغني-قرنق) نواة للوحدة حتى ولو حدث ما نكره، فهي نبهت - وكأنها تقرأ المستقبل- ونصت على وحدة السودان (أرضاً وشعباً). يتمسك الاتحادي بالإنجاز ورمزيته، ويتقيد بمعناه إلى اليوم؛ ففي خطاب مولانا الميرغني الأخير قال : «خطنا المعلن أننا مع وحدة الوطن تراباً وشعباً، ووقعنا اتفاقية السلام السودانية ( الميرغني - قرنق ) مع الراحل دكتور جون قرنق في 16 نوفمبر1988، و ديباجتها تنص على ذلك، ولازلنا عند هذا الموقف والذي ننادي به بالصوت الجهير دون مواربة أو تستر، لإيماننا الراسخ بأن الوحدة هي صمام أمان السودان، وهي درعه الواقي ضد أي استهداف لأراضيه ومواطنيه وثرواته، وإن أي تفريط فيها معناه التفريط في سلامة الوطن وأمنه واستقراره .إننا لسنا دعاة تسلط أو قهر حينما نتمسك بوحدة البلاد، بل دعوتنا أن نجعل هذه الوحدة هي محل إجماع لابناء شعبنا، جنوباً وشمالاً .. غرباً وشرقاً، ببسط الحريات وكفالة الحقوق، ومراعاة التعدد الاثني والديني والثقافي، من غير تحيز ولا تمييز.» أ.ه إن الدرس المستفاد من هذه الاتفاقية؛ ينص على وجوب نُصرة أية مبادرة للسلام، ما دامت تتمسك بالخيار الديمقراطي وتحث على سلامة ووحدة السودان؛ والذي سيعارض ويعاند هو أكثر من سيخسر في المستقبل - بعد الشعب فهو الخاسر الأكبر بامتياز-؛ ودرسٌ آخر يتمثل في خرق الأسوار و تحدي العقبات (أين ومتى وكيف ومتى)؛ والجلوس المباشر بدون أية شروط، وهي رسالة إلى الجالسين في دوحة العرب وضيافة أهلها، إن النوايا والهمة والإرادة السياسية الحقيقية هي من يحشد النجاح، لقضية الشعب. بين هذه الذكريات وتلك الدروس يبقى الحال في السودان مُعلقاً ويبقى النزيف متصاعداً، و نحن في تحديات بعضها فوق بعض تراكماً يصل عنان السماء، فالأيام تمضي نحو الاستفتاء وتحدي الانفصال، والأيام تنادي بتهيئة المناخ الديمقراطي وتأسيس الوفاق الوطني، والأيام تمضي والعالم كله يتطور، يجود التعليم و يوفر الصحة و يستغل الخيرات، ونحن نواجه تحدي التنمية، مؤشرات التنمية البشرية ترتعش ومؤشرات الاقتصاد تقتل، وكل ذلك لا يلام فلماذا لا ترتعش و آمال السلام في السودان مرتعشة!، ما زالت المفاهيم الأساسية تعيش أزمتها الكبرى، أبجديات السياسة من حزبية وديمقراطية ومجتمع مدني كلها مفاهيم تحتاج إلى إعادة تحريرها، وأشياء أخرى دون ذلك وفوقه، بل وأبجديات السلام لا تزال في أزمة؛ فأي سلام ذلك الذي تتحكم فيه خرائط البترول! حتى بمنطق الثروة!. مات العقيد جون قرنق فهل ماتت سعادته معه؟ وهل انتهى حلم أبناء الجنوب في اخوتنا، بقى مولانا الميرغني - يحفظهه الله- وبقي يقينه الراسخ في وحدة السودان، وبقي حلم الجماهير وأملها بالسلام، وإن لم يتنبه القادة اليوم إلى صوت الضمير الذي يحتم إنقاذ وحدة السودان حتى لا يصبح مستنقعاً للعنف، فإن الوضع سيكون محزنا، وإذا لم يرتب (أهل الشمال) وضعهم و يصنعوا رؤاهم ويقدموا خططهم، إما لجعل الوحدة جاذبة أو جعل الشمال صالحاً للحياة فذلك نذير شؤم، إن لم يحدث الوفاق الحقيقي فإن (مصيبتنا يلاقو فيها). والله المسؤول أن يعزز وحدة السودان ويعين القائم على دعمها والراعي لركبها، فالله وحده يعلم إلى أين سيصير هذا البلد لو انهارت وحدته، أملنا في عقلاء السودان، في الخطاب الرزين، في رجال المواقف، من كل التيارات، فإن حكماء السودان اليوم وقياداته السياسية - في غالب التيارات والأحزاب-، لها من الخبرة ما يجعلنا نظن أن بيدها إخراج السودان من المأزق ****** النحلان |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() نفحات من ذكرى أتفاقية الميرغني - قرنق خواطر أمل ....... حواشي التغيير ما أحب لنفسي أن أعود لملامسة القلم كرة أخرى عزيزي القارئ ، وما أسوأ أن تكتب فتسرد فتطيل و تستطيل في هذا و ذاك وماذا و لماذا ، فلا تحمل في حواشي و طيات و متون و فروع كلماتك شيئا مفيدا جديدا يذكر !!!؟ . عموما أني قنعت و رضيت لنفسي منذ أن بدأت الكتابة للصحافة و للرأي العام أن أكون من ثلة كتبة أو كتاب رأي عام مقترين في أنتاجهم مهطعين رؤوسهم لكسب الآخرين متأرجحين مابين بحث مضنن في عوالم الشبكة العنكبوتية تارة ، والخلود و السكون لرفاف مكتبتي الحبيبة أمني الروح وأزكيها بكتاب جديد يستلذ به الذهن و يهنأ به الخاطر ويطرب له الفؤاد تارات أخر !!!؟ لذلك تجدني أسلي النفس كثيرا كلما كففت عن الكتابة في الهم الوطني وأنزحت عنه للقراءة والأطلاع برد لزميلتي طبيبة الأسنان د.يسرا حينما نصحتها بالنحو والكف عن قراءة كتابات الروائية أحلام مستغنامي بنهم هذه الأيام والجنوح نحو فروض الهم السياسي و الوطني بقراءة الأصدارة الجديدة للكاتب المبدع فتحي الضو ( الخندق ..... أسرار الفساد و الأستبداد في السودان )، فكان جوابها لي أما بضاعتكم فسوف يكون لها معنا باع و زمن للأطلاع رغم أن صداها لن يجدي نفعا مع أولى الأمر ، وأما الفساد و الأستبداد في السودان فهل مازالت له أسرار لتحكى و تذكر .... !!؟ لذلك لن أدعي أبدا أنني أحمل اليوم جديدا نافعا يذكر عزيزي القارئ سوى أنني أود الأستئذان منك أن أقف مع أخوة آخرين من الأشقاء في جريدة ( الأتحادي الأصل ) في ذكرى عطرة لها خصوصية لنا نحن معشر الأتحاديين ألا وهي أتفاقية السلام السودانية 1988م أو ماأصطلح وأعتاد الناس تسميتها بأتفاقية ( الميرغني - قرنق ) لكي نبث عبرها شيئا من آهاتنا و بعضا من رسائلنا لأولي الأمر فينا لما نعايشه اليوم من تجليات وطن مكلوم يحمل وصف ( الدولة الفاشلة ) بدرجة قف تأمل ...... !!!؟ * * * وحيث أن المقام في هذه المقالة هي لأسترجاع ذكرى أتفاقية السلام السودانية التي أسس فيها الحزب سندانا متينا لحل كافة القضايا الوطنية بين فرقاء السياسة السودانية ، فلا ضير أن أن نذكر أنفسنا وأياكم بالعبر و الدروس السياسية لهذه الأتفاقية الحميدة الذكر خصوصا أن وضع الحزب يومها كان في علياء لاتخفى عن نظر أي مراقب عام للأحداث وهو يقود مصير شعبه بدراية و حكمة نحو تحقيق الحل السلمي و الشامل لمعضلتي الحرب الأهلية بالجنوب والحكم في السودان ، وبين حال آخر آني لايغيب أيضا عن وعي و أدراك أي أتحادي غيور على هذا الكيان بعد أن بات الحزب يتأرجح تارة في وضع المتفرج و تارة أخرى في خانة اللاعب الرديف !!؟ الأتفاقية حققت الوفاق الوطني الشامل بين مختلف الطوائف و الأحزاب السياسية - ثم أنها مهدت لوقف نزيف الحرب الأهلية التي أمتدت منذ أو قبل أستقلال البلاد - وقف الحرب عبر الأتفاقية منح السودان حقنا لدماء أبناءه و حفظا لأعراضهم وحقق لهم بداية و شيئا من الرفاه والتنمية والأستقرار حينما يعم الأمن و تخصص أموال الحرب نحو الأقتصاد - الأتفاقية جعلت الحزب في مركز القيادة والمبادرة وحفظت له أدواره الوطنية التي مافتئ يقدمها للشعب السوداني منذ أيام مؤتمر الخريجين - الأتفاقية قضت على العنصرية الأثنية والتفرقة العقائدية ورسخت مفهوم المواطنة بشكل عملي و تلقائي - الأتفاقية أعملت الذهن لكافة فرقاء السياسة السودانية للأشتراك في بناء الوطن و حل كافة قضاياه الوطنية الشائكة عبر الدعوة الشاملة للمؤتمر الجامع - * * * كيف نجدد العهد بنا كحزب قيادي كما كنا أبان الأستقلال وفي عهد الديمقراطية الثالثة وأنجازنا لأتفاقية عظيمة كأتفاقية ( الميرغني - قرنق ) .... !!؟ يستعد الأتحاديون في الأتحادي الأصل هذه الأيام لأستقبال عامهم القادم وقد خلصوا نجيا لتدشينه بالمؤتمر العام للحزب وهي البداية الجيدة و الحقيقية نحو حركة تصحيحية شاملة نتمنى و ننشدها أن تنتظم الحزب أبتداءا من قيادته المركزية مرورا بكوادره الوسيطة ثم أنتهاءا بجموع قواعده في مختلف عموم السودان ..... !!!؟ هذا وفي ظني ومن حيث المبدأ أن المؤتمر العام هو الخطوة الرشيدة و الحميدة التي تحسب لقيادة الحزب لا عليها ، خصوصا أننا بتنا نسمع يوما بعد يوم أصوات معارضة لها من هنا أو هناك كلما أقترب تاريخ المؤتمر . وهنا وأن تحرينا الأمانة نجد أن حال الحزب السيء اليوم والذي لا يسر رفيق درب أو صديق أو حتى عدو لن ينصلح ألا بهذه الخطوة الطيبة أن أعتبرنا أن المؤتمر العام في ذاته منهج و وسيلة لبداية التصحيح والعودة بالحزب لمنصات قيادة الأمة و ليست خاتمة مطاف نتجمل بها كأحتفائية عابرة ثم تغط من بعدها القطاعات في سبات عميق ( وكأنك يا زيد ماغزيت )...... !!!؟ ، فكثير من الأوراق والمواقف والتحالفات الحزبية قد أختلط حابلها بنابلها ولم يعد بأمكان أي عضو منتسب بالكيان معرفة أين ترسو سفينة الحزب اليوم أو توقع الى أي أتجاه تسير عليه هذه السفينة !!؟ هنالك ثلاث قضايا محورية تلخيصا و أختزالا لحديثي يجب أن يحسمها الحزب في هذا المؤتمرالعام حتى تؤتي هذه الحركة التصحيحة أكلها مرتين - مرة في أجر الأجتهاد وأخرى في أجر السير في طريق تصحيح هذه الأوضاع الملتوية التي غبشت شكل و دور الحزب بالساحة السياسية السودانية وأقعدته في مدرجات المتفرجين .... !!؟ أولا : - بناء مؤسسة حزبية عصرية منتخبة - ثانيا :- حسم علاقة الحزب بالسلطة القائمة وتشكيل تصور جلي و واضح لشكل تحالفاته السياسية في الفترة القادمة لأنجاز أدواره الوطنية ثالثا وأخيرا : - صياغة محاور فكرية جديدة للحزب يبين فيها رؤيته لحل كافة القضايا السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية والثقافية التي تهم الوطن و المواطن ...... !!!؟ * * * المحور الأول بناء مؤسسة حزبية عصرية منتخبة ( أ ) الحزب في حوجة ماسة لتنشيط كافة قطاعاته ونخص بالذكر قطاعات الشباب و الطلاب والمرأة والمهنيين ، هذه الفئات لاقت أهمالا ذريعا يدمي القلوب ويتأسف لرجعتها البائنة في دعم القيادة و الدفاع عن كل قراراتها السياسية . فالطلاب لايجدون أشراف مركزي من قيادة الحزب على نشاطهم الطلابي وكثير ما يتم أستقطابهم سلبيا للدخول في الخلافات ( الأتحادية - الأتحادية ) مستفيدين من حالة عدم النضج السياسي و الحماس و الأنفعال التي تميز العضو الحزبي في هذه المرحلة العمرية ......... وهذا وضع شائن يجب أن يجد طريقه للحل سريعا عبر أستيعاب هؤلاء في مؤسسات الحزب وأما الشباب و المرأة فلايخفى على الجميع ضعف أو عدم تمثيلهم في الهيئة القيادية للحزب الأمر الذي أنعكس على غياب مشاركتهم الفاعلة في صنع القرار الحزبي و رفد الهيئة القيادية بالأفكار و المقترحات الفاعلة التي تنسجم مع روح العصر الذي هم رجاله وممثليه ...... وماذكرناه في الطلاب من مناشدة ينطبق على هاتين الفئتين لذلك نتمنى أن نجد تمثيلا حقيقيا لهذه الفئات في الهيئة القيادية للحزب المنبثقة من المؤتمر القادم حتى نجسر الهوة الكبيرة والتي بدأت تتسع يوما بعد يوم بين شيوخ الحزب ومرجعياته وقياداته التاريخية وجيل الشباب الحالي المندفع بكلياته نحو التجديد و التغيير من نمط و آليات الفكر و العمل القديم والتقليدي كذلك نتمنى أن تحدد فئات عمرية لشاغلي المناصب الدستورية وأن لا يجدد تمثيل أي عضو حزبي في عمل عام لأكثر من مرة حتى تتاح المشاركة الفاعلة لكافة عضوية الحزب لتمثيل الكيان ، دون أن ننسى التذكير بقاعدة تقديم القوي الأمين التي تضم في طياتها الكفاءة والخبرة والنزاهة و الألتزام الحزبي والتاريخ المشرف للعضو ونشاطه الذي يؤهله لتقدم الآخرين ثم التقيد بكل مقررات و أسترتيجيات و خطط القيادة ومرجعيتها في أسس التمثيل الحزبي في أي وظيفة عامة * * * المحور الثاني حسم علاقة الحزب بالسلطة القائمة كثيرون ممتعضون من لغة التقارب مع الحزب الحاكم وشخصي الضعيف منهم ، ولا أدعى هزرا أن قلت أن السواد الأعظم من القواعد يرفض كلية هذه الشراكة المذلة و الهزيلة التي رمت بالحزب في زاوية المتفرج الخامل التأثير في المشهد السياسي . مشاركة سيئة ومن دون تضخيم للوصف أراها كثيرا من وجهة نظري المتواضعة قد ذهبت و قضت على الأخضر و اليابس من تاريخ الحزب النضالي ويجب التحلل منها بأسرع فرصة ممكنة . عموما لا نود العك مرة خامسة بعد المئة في هذا المخاض لأن المعلوم والمطلوب من المؤتمر القادم لحل هذه المعضلة جلي كجلاء الشمس في وضح النهار ، غير أنني آمل كثيرا أن يصحح الحزب الكثير من مسار التخبط و الهرجلة والجحود والأستكار الذي لازم كثيرا من قراراته السياسية الأخيرة فيما يخص شكل تحالفاته السياسية وذلك من خانة المحب الملتزم بخط الحزب برئاسة حكيم الأمة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولمعظم رجالات الحزب وقياداته التي مازالت قابضة على جمر المبادئ النيرة للكيان ........ !!!؟ * * * المحور الثالث صياغة محاور فكرية جديدة للحزب يبين فيها رؤيته لحل كافة القضايا السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية والثقافية التي تهم الوطن و المواطن ...... !!!؟ المحور الأخير يتلخص في تقديم أوراق عمل و وثيقة تتضمن كل المخاض الذي أشرنا له أعلاه حتى نجدد للحزب أدواره الوطنية في قيادة الوطن نحو تصحيح كل الأوضاع الشائنة التي أفرزتها حكومة الأنقاذ خلال العقدين الأخيرين من حكم البلاد ، ويقيني أن بالحزب كفاءات علمية مقدرة في كل المجالات أرجو أن يستفاد منها في صياغة و تقديم هذه الأوراق حتى نحقق نقلة عملية منهجية منظورة من خلال هذا المؤتمر تمثل لنا أساس متين نبني عليه الجهود القادمة لرفعة هذا الحزب
ختاما لا يسعني وأنا أتذكر ذكرى أتفاقية ( الميرغني - قرنق ) المجيدة والتي كان لنا فيها قدم السبق على كل الأحزاب الأخرى في قيادة الشعب السوداني نحو تحقيق الأستقرار و الرفاه و السلم و الأمن السياسي المتين تحت مظلة وطن واحد ( حدادي مدادي ) يشترك فيه الجميع زمرة واحدة لوضع لبنات وطن أنهكته تخبطات ساسته و مزقته نزواتهم و أدمانهم للفشل ، غير أن أتمنى بكل صدق أن تكلل مساعي الجميع وتتضافر الجهود المخلصة نحو أنجاح المؤتمر العام القادم أملا أن نبدأ عبره التصحيح ونعيد لحزبنا سيرته الأولى .......... وعاش الحزب الأتحادي الديمقراطي الأصل كيانا للخير و بوتقة للأمان و دربا نحو تحقيق الديمقراطية و السلام و الأستقرار في ربوع ماتبقى من البلاد ********** عبدالله البخيت الجيلي |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() افادات تنشر لأول مرة
الأمير أحمد سعد عمر: وحدة السودان أرضاً وشعباً من أهم نقاط الاتفاق. الصادق المهدي التزم بقبول ما جاء في الاتفاقية أمام السفير الاثيوبي ولكن ..!! { عدم تنفيذ الاتفاق شكل نكسة وخسارة كبيرة للسودان والجيش كان في أوج قوته وجلسنا للتفاوض بعد تسليح الجيش وإعادة (الكرمك) الأمير أحمد سعد عمر أحد أعضاء وفد التفاوض في اتفاقية الميرغي قرنق ١٩٨٨م،ماذا يقول عن تفاصيل الاتفاق والجهود التي بذلت لانجازها :- { كيف تمت الترتيبات الأولية القبيلة التي سبقت التفاوض؟ الترتيبات تمت منذ فترة طويلة والاتصالات بدأت منذ العام 1987م برسال من مولانا الميرغني عبر وسطاء من بينهم أحمد ابراهيم دريج وبونا ملوال وآخرين وأنا كنت أحد الوسطاء بحكم علاقاتي الشخصية مع الدكتور والتي ترجع إلى العام 1983م عندا انشئت حركة تحرير السودان وكنت أول شمالي يدخل معسكرات الحركة وحضور أول تخريج دفعة من المعسكر حيث قمت بمخاطبتها بحضور قرنق، وكاربينو، ورياك مشار ثم تطور الاتصال بحضور تخريج الدفعة الثانية للمقاتلين التابعين لحركة الجبهة الوطنية بمشاركة الدكتور جون قرنق وتواصلت الاتصالات وتبلور الرأي وابتعث مولانا وفد للتفاوض برئاسة نائب الأمين العام للحزب الأستاذ سيد أحمد الحسين ومحمد توفيق والفريق يوسف أحمد يوسف ولاحقاً دكتور حسين أبو صالح وشخصي. { هل تحركتم من تلقاء ذاتكم أم كان للحكومة الاثيوبية دور في ذلك التحرك؟ تواصلت لقاءاتنا وكانت بعلم الحكومة الاثيوبية التي كانت تشجع الحركة الشعبية بالوصول إلى اتفاق مع الحزب الاتحادي احتراماً وتقديراً وثقة في مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وقيادات الحزب الاتحادي وتاريخه.. { ومتى ذهب مولانا الميرغني إلى أديس أبابا؟ عندما اكتملت مراسم الاتفاق على مشروع الاتفاق حدد يوماً لذهاب مولانا الميرغني ولعله يوم الأحد لحضور اللمسات الأخيرة للاتفاق وعلى الفور بدأ مولانا في التحضير واطلاع المكتب السياسي والهيئة البرلمانية بمقترح الاتفاق. { وما هو دور رئيس مجلس الوزراء حينها الصادق المهدي؟ تم اللقاء بالصادق المهدي وقد أبدى بعض الملاحظات وكلفت شخصياً بتدوين تلك الملاحظات على أساس أن يتم تضمينها في الاتفاق وللأمانة فإن مولانا السيد محمد عثمان قد أبدى اهتماماً بالغاً بتلك الملاحظات وكان طيلة اقامته في أديس أبابا يتابع مع شخصي ما تم تضمينه من ملاحظات المهدي وما لم يتم بشكل يومي. { وموقف رأس الدولة ورئيس مجلس السيادة السيد أحمد الميرغني؟ التقى مولانا الميرغني بالسيد أحمد الميرغني باعتباره رئيس مجلس السيادة وأعضاء المجلس الذين باركوا الخطوات المبذولة من أجل احلال السلام في جنوب السودان وايقاف الحرب وقاموا بتجهيز طائرة رئاسية لمولانا والوفد المرافق { يقال إن مولانا الميرغني كان خارج مقر اقامته في الخرطوم (2) عندما قامت مجموعة من المجهولين والذين يرفضون الاتفاق مع الحركة الشعبية بإطلاق النار على منزله؟ للمصادفة فإن مولانا الميرغني كان على رأس المشيعين لجثمان والدتي التي انتقلت عشية مغادرة الوفد إلى أديس أبابا وفي نفس اللحظات التي كان يحضر فيها مولانا الميرغني مراسم الدفن بمقابر أحمد شرفي. وكان رد مولانا الميرغني لهؤلاء أن امتطى الطائرة وغادر إلى أديس ابابا بكل عزم وإصرار على مواصلة التفاوض والتوقيع على الاتفاق. { كيف كان استقبال وفد الاتحادي في اثيوبيا؟ كان استقبالاً على مستوى عالي من قبل قيادة الحكومة الاثيوبية وبوفد كبير على رأسه عضو هيئة قايدة الثورة الاثيوبية وعدد من الوزراء على رأسهم الوزير الأول في الحكومة وهو المسؤول عن التنسيق ما بين الحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية وتمت استضافة مولانا في القصر الرئاسي وفي لحظة وصولنا أشرت إلى مولانا بضرورة مقابلة رئيس الدولة السيد (منقستو) أولاً وقبل الدخول في التفاوض فوافق وأجريت عدد من الاتصالات اللازمة في ترتيب ذلك رغم أن اليوم يعتبر (يوم راحة) بالنسبة للسيد الرئيس ومع الإصرار تمت المقابلة في القصر وكان بداية لتسهيل عمليات التفاوض وتذليل العقبات واذكر أن مولانا قال للرئيس الاثيوبي اذا تم الاتفاق فستكون أنت الراعي والمسؤول الأول عن متابعة تنفيذه على أرض الواقع. { ما هي العقبات التي واجهت عمليات التفاوض فيما بينكم كفرقاء سودانيين؟ العقبة الوحيدة التي كانت تقف حجر عثرة أمام تقدم المفاوضات هي (قوانين سبتمبر) التي وردت في الدستور الانتقالي وبعد أن تم لقاء الرئيس منقستو بمولانا منفرداً تم الاتفاق على تجميد قوانين سبتمبر بينما كان موقف الحركة الشعبية حذف المادة (4) من الدستور والتي تتحدث عن تلك القوانين والفرق كبير بين التجميد والحذف حيث تم الاتفاق على التجميد مؤقتاً إلى حين الفراغ من وضع دستور دائم للبلاد. { هل كانت هنالك أي متابعات من الحكومة السودانية في الخرطوم على ما تم من اجراء في شأن تلك القوانين؟ أذكر أن الوفد المفاوض هناك قد أوفدني إلى الخرطوم مباشرة بعد الفراغ من هذه الجزئية وقمت بمقابلة رئيس الوزراء الصادق المهدي والذي أبدى موافقته المبدئية على ذلك الاتفاق إلى حين عودة مولانا من أديس أبابا. ثم رجعت في اليوم الثاني إلى أديس وتم التوقيع على الاتفاق يوم 16/ نوفمبر بعدها قام مولانا الميرغني بزيارات لدار القضاء الاثيوبي ثم أدى صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بأديس أبابا وختم زياراته بالمجمع الاسلامي. { باعتباركم فرقاء سودانيين أنتم في الحكومة حينها وقرنق يحمل السلاح متمرداً علكيم في أحراش الجنوب كيف تم الوصول إلى اتفاق بهذه السهولة؟ للتاريخ فإن الروح التي كانت سائدة بين وفود التفاوض من الجانبين تجسد معنى الأخوة الصادقة وتؤكد أن السودانيين مهما اختلفوا فإن ودهم وحبهم مع بعضهم البعض يظل باقي وشهدنا الاحترام المتبادل بين قيادات الفريقين مولانا الميرغني والدكتور قرنق من جهة ومن بين السودانيين من جهة والحكومة الاثيوبية كوسيط من الجهة الأخرى لذاتها فكان من الطبيعي جداً تجاوز كل المرارات والوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ويقر السلام . { عودة وفدكم إلى الخرطوم كان علامة تاريخية فارقة في السودان تحدثت عنه كل اجهزة الاعلام بأشكاله المختلفة في تلك الحقبة؟ حالة الاستقبال التي وجدها الوفد القادم من أديس أبابا لم تشهد مثله البلاد حتى الآن استقبال أي قائد من قوادها ولا يمكن أن أصف لك شعور الشعب السوداني وجماهيره التي تلاحمت وتلاقت وتدفقت على امتداد الشارع الرابط ما بين المطار وجنينة مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم. وبالنسبة للاستقبال الرسمي كان في استقبالنا دكتور علي حسن تاج الدين نيابة عن حزب الأمة وغادر الصادق المهدي إلى الجزيرة . { يقال إن عودتكم باتفاق سلام كانت فرصة تاريخية للم الشمل الاتحادي؟ نعم رجع حينها أحمد السيد حمد وحل حزبه الشعب الديمقراطي وعلي محمود حسنين وحل حزبه الوطني الاتحادي وكانا حضوراً لأول اجتماع بعد العودة الذي حضره القيادات العليا في الحزب من بينهم محمد الحسن عبدالله يسين وحمد كمبال وابراهيم حمد وأحمد حسين الرفاعي بمنزل مولانا بالخرطوم (2) . { وماذا تم في ذلك الاجتماع؟ تم التفاكر حول كيفية تنفيذ الاتفاق وكانت أولى خطواته أن عرضنا مسودة الاتفاق على رئيس مجلس سيادة الدولة وقيادات الأحزاب السياسية كما تم لقاء مع رئيس الوزراء الصادق المهدي بوفد عالي المستوى قاده الأستاذ سيد أحمد الحسين نائب الأمين العام ومحمد توفيق وحسين أبو صالح وأحمد سعد الفريق يوسف أحمد يوسف وللأسف كانت ملاحظاته حول الاتفاق غير مشجعة. وفي الجانب الآخر قاده مولانا الميرغني وفداً لعرض مسودة الاتفاق على مجلس سيادة الدولة ووجد من أعضاءه الموافقة الفورية ثم كلف بعض أعضاء الوفد بمقابلة دكتور الترابي رئيس الجهبة الاسلامية القومية وأحزاب التجمع الجنوبي بقيادة البابا جيمس سرور والحزب القومي بقيادة الأب فيليب غبوش والحزب الشيوعي وجدت الوفود ترحيبا كبيرا للاستعداد للمساهمة في تنفيذ الاتفاق. { بما فيهم الجبهة الاسلامية القومية؟ أنا من ضمن الوفد الذي قابل دكتور الترابي ولما عرضنا عليهم المسودة أعابوا علينا أننا لم نشركهم في الخطوات الأولى للاتفاق واعتبروا الأمر تهميشاً لحزبهم. { ذكرت أن الصادق المهدي غادر إلى الجزيرة عقب عودتكم إلى الخرطوم هذا يعني أنكم لم تعرضوا عليه الاتفاق؟ لا بالطبع تم عرضه عليه لكن حكومته تلكأت في تنفيذ بنود الاتفاق الشيء الذي دفع وزراء الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى تقديم استقالاتهم احتجاجا ًعلى هذا الموقف رغم المحاولات التي جرت مع الحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية ودعوة الصادق المهدي إلى أديس ابابا والتوقيع كرئيس للجهاز التنفيذي على الاتفاق إلا أن رئيس الوزراء اعتذر وكان يعتبرأن هناك قضايا مشتركة يجب حلها بين الحكومتين والغريب في الأمر أن الصادق المهدي قال للسفير الاثيوبي في الخرطوم أنا موافق على كل ما جاء به الميرغني. { برر البعض معارضته للاتفاق باعتبار أنكم فاوضتم الحركة الشعبية في الوقت الذي أوشكت فيه قوات الجيش الشعبي الدخول إلى مدينة كوستي؟ تعلمون جيداً أن مولانا الميرغني كان قد قام بتسليح الجيش السوداني ومداه بأحدث الأسلحة التي استجلبها من العراق وساعد ذلك في استرداد مدينة الكرمك وعدد من المناطق في الجنوب وتحرريها فالجيش الشعبي لم يصل في تلك الفترة إلى مدينة ملكال ناهيك عن كوستي والقوات المسلحة كانت في أوج قوتها رغم مذكرة الجيش التي كانت مقدمة للانقلاب والانقلاب في حد ذاته كان جزء من التنافس السياسي ولم يكن من أجل انصاف القوات المسلحة فالجيش الشعبي لم يحتل غير مدينة الكرمك ولما قام الجيش بتحرير الكرمك وبعض المناطق قمنا مباشرة بالتفاوض مع الحركة الشعبية وأنا اعتبر عدم تنفيذ الاتفاق شكل نكسة وخسارة كبيرة للبلاد وعطل مسيرة التنمية وما صرف على الحرب لاحقاً كان يمكن أن يصرف على التنمية بالرغم من أن الاتفاقية لم تنص على حق تقرير المصير إلا أن الحزب الاتحادي متهم بأنه أقر حق تقرير مصير شعب جنوب السودان في مقررات أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م لو رجعت لبندوه التجمع الوطني الديمقراطي عام 1994م لوجدت أن الموقع عليها باسم الحزب حينها أحمد السيد حمد قد تحفظ على بند تقرير المصير الوارد في المسودة فنحن موقفنا مبدئي من وحدة السودان أرضاً وشعباً ومتمسكون بما وقعناهو مع الحركة الشعبية من اتفاق كان من أهم بنوده اقرار الوحدة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() كتب الاستاذ ابراهيم عبد القيوم (رئيس تحرير صحيفة الاتحادي الديمقراطي الأصل)
اتفاقية السلام السودانية كنت شاهداً على توقيع اتفاقية السلام السودانية. وما حدث قبلها بساعات، أي عند وصول طائرة السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، مرشد الختمية إلى مطار أديس ابابا في ذلك الوقت علمنا أن ممثل الرئيس (منقستو هايلي ماريام) قد أبلغ السيد محمد عثمان أن الرئيس مشغول الآن، لأن مؤتمر حزبه على وشك الانعقاد، وانه سيستقبله بعد ثلاثة أيام، وعقب السيد محمد عثمان على كلام المندوب متحدثاً عن العلاقات التاريخية بين السودان واثيوبيا، وما يجب أن يتم الآن لدعم هذه العلاقات، لينفذا من ذلك إلى مستقبل تتحقق فيه تطلعات الشعبين الشقيقين.وشهادة من العقيد جون قرنق أبلغ المندوب الرئيس منقستو بما سمع – وكان أن تمت المقابلة بين السيد محمد عثمان الميرغني بعد ساعتين من وصوله إلى أديس ابابا وقبل المقابلة زحف عدد كبير من السودانيين إلى القصر الجمهوري، بأديس أبابا، وكان بينهم عدد من الاثيوبيين وجاء الرئيس منقستو لتحيتهم، ووقف ينظر إليهم، ثم قال لمن معه "كيف أميز بينهم، وأعرف من هو السوداني، ومن هو الاثيوبي؟ وارتسمت على شفتيه ابتسامة خاطفة وانصرف. لقد كانت الثقة تامة، بأن السيد محمد عثمان الميرغني سيعود إلى أرض الوطن، وفي يده وثيقة الاتفاقية لأن وفد المقدمة الذي كان يضم عددا ًمن قادة الحزب قد وضع أمام السيد محمد عثمان حقيقة ما سمع من الأخوة الجنوبيين، وبدأت المفاوضات كان الفريق يوسف أحمد يوسف ينقل رأي السيد محمد عثمان الميرغني إلى المتفاوضين – وبعد فترة يأتي الدكتور منصور خالد وهو يحمل اليه ملاحظات الجنوبيين ويعود برأيه في الملاحظات. خلال المفاوضات كان الوفدان الاعلاميان اللذان رافقا السيد محمد عثمان الميرغني يلتقيان في القاعة القريبة من قاعة المفاوضات , ويتحاوران ويتبادلان النكات، وينفجران ضاحكين، لاحظ هذا أحد الصحفيين الأوروبيين ودنا من أحد الصحفيين الشماليين، وسأله قائلاً: هل تكره من كان يحدث معك؟ رد عليه الصحفي الشمالي بسؤال هو: وهل لاحظت أن هناك ما يدل على الكراهية بيننا؟ وعاد الصحفي الأوربي يسأل : اذا كنتم لا تكرهون بعضكما البعض اذن لماذا تتقاتلون؟ ورد الصحفي الشمالي : أسباب الحرب ليست بسببنا نحن ولا بسببهم هم، وانما هي بسبب ألغام وضعها أعداء وطننا في طريقنا فانفجرت وسببت الحرب ولقد وعينا هذا، والتقينا هنا، لنقضي على كل الأسباب التي جعلتنا نحارب، ونسير معاً على طريق السلام ، ونؤكد للعالم كله أننا قد تجاوزنا ما حدث، ووعينا أن قوتنا في وحدتنا وأننا دعاة سلام .. واننا بالسلام سوف نقضي على مؤامرة تستهدفنا ، نظر الصحفي الأوربي إلى محدثه، وقال : وهل تستطيعون فعل ذلك ورد عليه الصحفي السوداني : انتظر .. لتعرف نتيجة هذا اللقاء.. نعود إلى المفاوضات. انتهت المفاوضات بين المتفاوضين وجاءت اللحظة التي يلتقي فيها السيد محمد عثمان الميرغني، والعقيد جون قرنق، ليوقعا الاتفاقية. وفي السادس عشر من نوفمبر عام 1988م وفي لحظة تاريخية مشهودة، أعد لرئيس المتفاوضين مقعدان خاصان في القاعة التي شهدت توقيع الاتفاقية، وتحدث السيد محمد عثمان طويلاً للعقيد جون قرنق، ولاحظ الحاضرون أن العقيد جون قرنق يستمع ولا يتحدث. وجاء وقت الاتفاق، وأخذ كل منهما موقعه ووقع السيد محمد عثمان، وتلاه العقيد جون قرنق وسجل التاريخ مشهدا ًوطنياً نادراً وتناقلت ابعاده وتفاصيله وكالات الأنباء العالمية. وجاءت بعد ذلك شهادة العقيد جون قرنق والتي جاء فيها : انه كان محتاراً قبل أن يلتقي السيد محمد عثمان وكان يسأل نفسه : كيف يتفاوض مع رجل دين، وبأية لغة، وبأي أسلوب؟ كان يفكر في هذا حتى عندما جلس أمامه. قال :وكان علي أن استمع إليه جيداً حتى أعرف أبعاد فكره السياسي، ومنطلقاته الوطنية، لكن ما أثار انتباهي، هو أن الرجل ما أن أخذ يتحدث عن الواقع السوداني، تاريخياً وآنياً ومستقبلياً، حتى أحسست بأني أمام قائد مثقف وسياسي كبير، والزمت نفسي بأن اسمع ولا أتكلم، أن اصغي ولا أقطع عليه حبل تفكيره بحديث مني، لقد تمنيت أن يواصل حديثه ولا يسكت. وفي الوقت نفسه شعرت بأنه صديق لي منذ زمن طويل، وأن علي أن أحتفظ بهذه الصداقة. تلك كانت شهادة العقيد جون قرنق أما ما جرى بعد توقيع الاتفاقية فاسألوا عنه الأستاذ عبد الله محمد أحمد وزير الثقافة والاعلام في ذلك الوقت. والسياسيين الذين ينفذ آراءهم |
![]() |
![]() |
![]() |
#11 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() صحيفة صوت الشارع
السبت : 19/11/1988م – العدد167 لقطات من استقبال الزعيم الميرغني: عندما أطل الميرغني امتزجت جموع النساء بصرخات الرجال وصمتت طبول الحرب وارتفعت أعلام السلام أحمد السيد يشبه توقيع اتفاقية السلام بتوقيع اتفاقية الاستقلال قال السيد محمد عثمان الميرغني في خطابه أمام الجماهير المحتشدة بجنينة السيد علي إنه وجه الدعوة لرئيس المجلس الأعلى لمسلمي اثيوبيا واثنين من أقطابهم لزيارة البلاد وذكر أن مسلمي اثيوبيا البالغ عددهم 20 مليونا لا يعانون من أي اضطهاد وأن أحوالهم في اطراد مستمر أكثر من ذي قبل. عندما كانت طائرة الميرغني والوفد المرافق له تحلق فوق سماء مطار الخرطوم لدى عودتهم أمس الأول من أديس ابابا كان عدد مستقبليه يقارب المليون .. وقطعت الطائرة المسافة من أديس ابابا للخرطوم في ساعة بينما أخذ الميرغني مدة ساعتين منذ خروجه من الطائرة إلى جموع المستقبلين. وصف أحد المواطنين استقبال الميرغني بأنه لحظة توحدت فيها الأمة واجناسها. وتعانق الهلال والصليب واختلطت دموع النساء مع صرخات الرجال في دقائق تحطمت كل الحواجز الوهمية وصمتت طبول الحرب مفسحة الساحة لاعلام السلام. الدكتور أحمد السيد حمد قطب (الاتحادي وصف توقيع الاتفاق بأنه يشبه إلى حد كبير يوم توقيع وثيقة استقلال البلاد من نواب حزب الأمة حضر الاستقبال مهدي داؤود الخليفة وعقيل أحمد عقيل . وقد أبدى الأول تأييده للمبادرة بينما تحفظ الثاني فيما يتعلق بقضايا الحدود. اندهش سيد أحمد الحسين عند خروجه من الطائرة لكثرة جموع المستقبلين فقال له أحد الاتحاديين إن اثنين مليون آخرين ينتظرون بالخارج. أحد مريدي الميرغني من الختمية سبب ازعاجاً لرجال الأمن عندما كان الميرغني يخطب في الجنينة. فكلما تقدم الصفوف أعادوه للوراء فيعود مخترقاً الصفوف. ولم يتركه رجال الأمن إلا بعد أن رجاهم قائلاً أريد أن أمتع النظر في المطار كان نائب الجبهة المنشق آدم عبد الجبار محط حفاوة الاتحاديين. الرجل الذي قدم الميرغني ليلقى خطابه التاريخي ردد بيت الشعر المعروف (زعم الفرزدق إن سيقتل مربعاً .. ابشر بطول سلامة يا مربع) == كان يوم أمس الأول يوماً مشهوداً في تاريخ الحزب الاتحادي والحركة السياسية السودانية حيث خرجت جماهير الشعب ممثلة في الأحزاب والنقابات والاتحادات والأفراد لاستقبال رسول السلام الزعيم الميرغني وقد ضاقت الطرقات وساحات المطار بجموع المستقبلين الذين احتشدوا لإعلان تأييدهم ومباركتهم للمبادرة ورفضهم للحرب والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد وعبرت الجماهير عن التفافها حول السلام ودعمه وتجلى ذلك في الشعارات والهتافات التي ظلت ترددها مما يعتبر استفتاء من أجل السلام. ومن المطار توجه المستقبلون في موكب حافل نحو جنينة السيد علي الميرغني حيث أقيمت ليلة سياسية كبرى خاطبها أعضاء الوفد الاتحادي سيد أحمد الحسين ومامون سنادة وحسين أبو صالح وكان مسك الختام الكلمة المعبرة التي ارتجلها الزعيم الميرغني وعبر فيها عن سعادته باللقاء الذي جمع مختلف قطاعات الشعب وقال إن الاستقبال الذي وجده يعد استفتاء من أجل السلام.. وقال إن البعض أرادوا بالساقط من القول والتخويف بالرصاص أن يعيقوا المسيرة ناسين اننا أحفاد كربلاء.. وقال إنهم يسيرون في الطريق الذي يحقق مصلحة الشعب وليس هناك ما هو أهم من السلام .. مؤكداً أن اعلاء كلمة الله يتم بالسلام وقدم الميرغني شرحاً لمراحل المباحثات التي انتهت بتوقيع الاتفاقية ووصف الحركة الشعبية بأنها تنظر بمنظور مختلف وتركت رواسب الماضي. ودعا الميرغني كافة الأحزاب والفعاليات السياسية للانخراط في المبادرة من أجل انجاح المؤتمر القومي الدستوري. |
![]() |
![]() |
![]() |
#12 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() صحيفة السياسية
الجمعة : 18/11/1988م- العدد 835 مئات الآلاف من الموطنين يستقبلون الميرغني العائد من أديس ابابا باتفاقية سلام الميرغني للسياسة: كلمة السلام في ظل الاسلام تعني الحق السودان يدخل مرحلة جديدة بالمؤتمر الدستوري نهاية الشهر القادم سيد أحمد الحسين: ما تم التوصل إليه من اتفاق تم في اطار قومي حسين ابو صالح لقاء الميرغني ومنقستو تناول العلاقات الثنائية. كتب : معتصم وعادل كرار شهدت الخرطوم مساء أمس أضخم استقبال لزعيم سياسي في تاريخها الحديث. فقد خفت مئات الآلاف من المواطنين لمطار الخرطوم لاستقبال سماحة مولانا محمد عثمان الميرغني وأعضاء وفده عقب نجاحهم في انتزاع السلام بالتوقيع على "مبادرة السلام السودانية" بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية. وكان د. علي حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة والأمين العام لحزب الأمة على رأس مستقبلي الزعيم الاتحادي بجانب زعماء كافة الأحزاب السودانية وممثلي النقابات وسفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة. وقد أوضح سماحة السيد محمد عثمان الميرغني في ردود له على اسئلة (السياسة) إن الاتفاق تم بعون الله ومشيئته لأجل استقرار هذا البلد ووقف نزيف الدم به، وقال إنه وقع الاتفاق باسم الله لأن كلمة السلام في ظل الاسلام تعني الحق. |
![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() ///////////////////////// صحيفة صوت الشارع السبت : 19/11/1988م – العدد (167)
الميرغني يشق طريقه بشجاعة وسط الجماهير حاول السيد محمد عثمان الميرغني النزول من الطائرة مرتين ولم يستطع نسبة لإحاطة الجماهير الغفيرة بالطائرة وعندما طلب منه رجال الامن الانتظار في المرة الثالثة رفض وشق طريقه بكل شجاعة وسط الجموع الغفيرة حتى الصالة الداخلية للمطار. من أجل عيون الميرغني الرئيس الاثيوبي كسر البرتوكول الخاص بالرؤساء واستقبل وفد الاتحادي بمكتبه بدون سابق موعد الشئ الذي لم يحدث من قبل في تاريخ النظام الاثيوبي. |
![]() |
![]() |
![]() |
#14 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() صحيفة السياسة / الجمعة 18/11/1988م – العدد 835
يومياتي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (بوب) بداية العمل للسلام جاء في مقدمة اتفاق اديس أبابا أن الحركة الشعبية في هذه المرحلة وانطلاقاً من حرصها على قيام المؤتمر القومي الدستوري تتفق مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وإلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري على تجميد مواد الحدود وكافة المواد ذات الصلة بقوانين سبتمبر وألا تصدر أية جهة قوانين تحتوي على المواد لحين انعقاد المؤتمر القومي الدستوري والفصل النهائي في مسألة القوانين هذا النص الواضح يتضمن التزاماً قاطعاً بتنقيح قوانين عديدة لاستبعاد الحدود وكل المواد ذات الصلة بقوانين سبتمبر فمن الذي سيقوم بهذا التنقيح؟ إنه ليس بالنائب العام لأن للنائب العام وجهة نظر ترفض كلية هذا النص في اتفاقية اديس أبابا؟ اذا ارتضت الحكومة اتفاق أديس ابابا ولا أظنها ترفضه يعني ابعاد السيد الدكتور حسن الترابي من منصب النائب العام واختيار نائب عام يقبل اتفاقية أديس أبابا وينفذ ما جاء فيها تنفيذاً واعياً مخلصا. واذهب إلى أبعد من ذلك وأطلب ابعاد السيد : عبد الله محمد أحمد من وزارة الثقافة والاعلام فلهذا الرجل من المواقف ما يثبت أنه مع الحرب وضد السلام الأهلي وهو قد أسفر عن معارضته لاتفاق أديس ابابا باسقاط الاشارة إليه في اعلامه الرسمي. ان لوزارة الثقافة والاعلام دوراً مهماً في الدعوة للسلام وتنفيذ اتفاقية اديس أبابا ومن الخير للسودان ولقضية السلم أن يعين في وزارة الثقافة والاعلام الوزير الذي يؤمن بالسلام ويدافع عن قضية السلام. دور السيد / رئيس الوزراء أدى السيد / محمد عثمان الميرغني في اديس أبابا رسالته الوطنية كأحسن ما يكون الأداء ووضع السودان على عتبة السلام والوحدة وبالتوقيع على الاتفاق التاريخي يبدأ دور السيد رئيس الوزراء في تنفيذ الاتفاق وهذه هي المهمة العاجلة الخطيرة التي ستقرر مستقبل السودان سلماً أو حرباً. وللسيد الصادق المهدي من الوعي والخبرة ما يغنينا عن نصح أو ارشاد ولكن الواجب الأول على السيد رئيس الوزراء أن يضع حوله من الرجال من يؤمنون بالسلم الأهلي وينفذون بإخلاص اتفاقية أديس أبابا. وداعاً للسلاح وأهلاً للسلام بعد حرب وحشية دامت قرابة الخمس سنوات عقد الحزب الاتحادي الديمقراطي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في أديس ابابا اتفاقاً تاريخياً يضع حداً لهذه الحرب الأهلية ويفتح أمام السودان أبواب الأمن والوحدة والرخاء. حاربت القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان حرباً مريرة شرسة باستماتة وشجاعة وذكاء وغداً تشن القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي معركة السلام وبناء السودان الجديد بذات الشجاعة والاستماتة والذكاء التي تشن بها الحرب الأهلية. يوم 16 نوفمبر من الأيام الخالدة في تاريخ السودان نسجد لله شكراً وعرفاناً أن يوفق ابناء الوطن الواحد إلى سبيل السلم والوحدة والاستقرار وجزى الله خير الجزاء سيد قومه وزعيم حزبه السيد / محمد عثمان الميرغني الذي خدم الاسلام والوطن خدمة لن ينساها له التاريخ وليس ذلك بمستغرب من أهل البيت الذين احسنوا لدينهم وأوطانهم وكانوا دائماً كالنجوم نهتدي بها في حياتنا. الوفاق الذي جب كل وفاق الوفاق الذي تحقق في أديس ابابا هو الوفاق الذي جب كل وفاق سبقه . الحكومة الراهنة المسماة بحكومة الوفاق جاوزها اتفاق أديس أبابا وهز قوائمها فوفاق أديس ابابا لم يكن وفاق أحزاب ولكنه الوفاق القومي الذي وحد السودان. وليذهب إلى مزبلة التاريخ كل وفاق يتعارض مع اتفاقية أديس ابابا. |
![]() |
![]() |
![]() |
#15 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() هل تصدق: الاتحادي الديمقراطي دفع قيمة نداء التلفزيون لاستقبال السيد محمد عثمان الميرغني عندما فشل الحزب الاتحادي الديمقراطي في اقناع المسؤولين بالاذاعة والتلفزيون بتكثيف النداءات لاستقبال الزعيم السيد محمد عثمان الميرغني لدى عودته من اثيوبيا .. إضطر المسؤولون بالحزب لدفع قيمة النداء الذي بثه التلفزيون مساء الأربعاء لجماهير الحزب ومحبي السلام للقاء بطل السلام. |
![]() |
![]() |
![]() |
#16 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() مبادرة سلام السودان
كانت مبادرة السلام السودانية كما قال صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رجل السلام إعلاءاً لكلمة الله واحقاقاً للحق وحقناً للدماء لأجل وحدة السودان تراباً وشعباً، كانت خالصة لوجه الله تعالى ولأجل تراب هذا الوطن لذلك كتب الله لها التوفيق في المساعي وكلل خطواتها بالنجاح الذي لم تكن تحتاج إلى تدخل أجنبي أو وسيط غربي في تقريب وجهات النظر أو دفع الأموال لاخراس الألسن وتمرير المخططات وتقليب أوجه المساومات، وكانت نقية واضحة جلية كصاحب المبادرة سليل الدوحة النبوية الذي يبدو نقاوة حتى في خطاباته التي ألقاها في مطار أديس أبابا ولقاءاته على هامش المفاوضات،كان حديثه سهلاً واضحاً سلساً غير غاض ولم يكن يتدثر خلف العبارات الغامضة وحمالة الأوجه – مما آثار حقد الحاقدين وتربص المتربصين وفعلوا ما فعلوا لأجل عدم تمرير هذه الاتفاقية التي بتحقيقها سوف لا يكون لهم وجود في الشارع السياسي لأنهم يستمدون مقومات بقائهم من بقاء الحركة الشعبية وتجار الحرب وتبعئة الناس ودغدغة العواطف بسم الدين وأنهم عنه يعيدون وترتب عن رفض هذه الاتفاقية من تردي الأوضاع المعيشية والتظاهرات التعبوئية وانقلاب ذات ليل على الديمقراطية كان هو أكبر دليل وشاهد على نوايا هؤلاء القوم الذين هم أبعد ما يكونوا عن الدين وسماحة الاسلام. لقاء الوفدين تم أول لقاء بين وفدي الاتحادي والحركة في مساء نفس يوم الأحد 13 نوفمبر 1988م بعد لقاء السيد الميرغني وقرنق وتميز اللقاء بينهم بالسلاسة والسهولة والبساطة. وقد طلب الأستاذ سيد أحمد الحسين من د. لام أكول رئاسة الاجتماع ورد عليه لام أكول إن ترأسه رئاسة الاجتماع ورد عليه لام أكول أن ترأسه انت ولكنه قال ما في رئاسة وبدا الحوار مفتوحاً بدون تكلف. قال اجانب الحركة: إن النقاط الهامة متفق عليها في اجتماعات سابقة ونحن متفقون على كل ما ورد في الاتفاق الذي توصلنا إليه وملتزمون به لذلك نرى طرح تعديلات لا تمس جوهر الاتفاق ووافق الجانب الاتحادي على مناقشة أي تعديلات أو اضافة لا تمس جوهر الاتفاق. وقال جانب الحركة إنه في اجتماعات اغسطس18 -21 أغسطس 1988م التي اشترك فيها لام أكول وأجاوين دينق لوركوال وادورلينو ومرحوم دود- ومن جانب الاتحادي سيد أحمد الحسين ومحمد توفيق والفريق أحمد يوسف وعبد الحكم طيفور وحددت النقاط والمسائل أهمها موضوع المؤتمر الدستوري في نهاية العام إذ لابد من تحضيرات ضرورية وواسعة وأنهم يرون تمديد الموعد إلى نهاية أبريل 1989م. وأشاروا أيضا إلى تجميد القوانين وارتباطها بالمؤتمر القومي الدستوري. وجاء رد الجانب الاتحادي بالموافقة ولابد من التحلي بالعزيمة والاصرار لتحقيق السلام وأن موضوع تأجيل موعد المؤتمر يمثل وجهة نظر جميلة وأنهم يشاركون في عدة أشهر قد مضت وأن نهاية العام قد أوشك على الاقتراب ولكنهم ينظرون إلى الأمر من جانب آخر وهو المحافظة على العزم والتصميم على الموعد المتفق عليه تأكيد على المصداقية والحرص المشترك إلى جانب الأخذ في الاعتبار أن ما يعنيه يوم 31 ديسمبر يمثل أمسية احتفالات عيد الاستقلال الذي تحقق بفقد الاجماع الوطني وأيضاً مطلع العام الجديد الذي يتطلعون فيه إلى السلام والوئام ويتزامن أيضاً مع احتفالات عيد الميلاد، جميع هذه المناسبات تخلق مناخ ملائم للوفاق الوطني وتهيئة النفوس بفيض من التفاؤل لقيام كل جانب بدوره والمشاركة في تحقيق الأماني القومي. لم تقتصر براعة ووطنية صاحب السيادة ملانا السيد محمد عثمان الميرغني ووفده المفاوض في المرونة والتحاور مع اعضاء الحركة ورئيسها فقط وانما استطاعوا من خلال الاقناع المشترك جعل المؤتمر الدستوري القومي يأخذ الاسبقية كهدف بالاصرار على تحديد موعده 31 ديسمبر وجعل الوسائل الموصلة إليه كهدف في رفع حالة الطواريء وقوانين سبتمبر، ولم تلغى قوانين سبتمبر إنما اتفقا على تجميد مواد معينة لحين انعقاد المؤتمر الدستوري ووقف اطلاق النار ولذلك تبدو صورة الاتفاق مغايرة تماماً لاتفاق كوكادام الذي أبرم بين القوى السياسية الحركة باستثناء الحزب الاتحادي الديمقراطي وكان خلاصة الاتفاق على أن المؤتمر الدستوري القومي وسيلة للحل الجذري ويمهد له بالتالي. أ – أن تعلن كل القوى السياسية والحكومة الالتزام بمشكلة السودان. ب- رفع حالة الطوارئ. ج- تجميد قوانين سبتمبر د. إلغاء الاتفاقيات العسكرية التي تمس سيادة السودان. ه وقف اطلاق النار. اضافة إلى ما تم تحقيقه تم التوصل إلى قيام لجنة قومية لوضع أجندة المؤتمر ومكانه وتحرك سيد احمد الحسين ومامون سنادة وحسين أبو صالح إلى مقر الضيافة الرسمي لابلاغ رئيس الوفد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني كما تم التوصل إليه عن سير المفاوضات، كان رأي صاحب السيادة وجوب التوقف عند كل بند وعدم السماح لأي ثغرة ووجوب التدقيق بحيث أن لا يكون هنالك ليس أو غموض ووجوب استشعار المصلحة الوطنية والمسؤولية الجسيمة واذا تم التوقيع النهائي يجب أن يتم على عمل كامل متكامل بالقدر الممكن فإذا كانت الحرب مرهقة ومكلفة بشرياً ومادياً فإن السلام بدوره مكلف ومرهق ويستحق أقصى جهد فكراً وطاقة وصبر للوصول إليه وتحقيقه. |
![]() |
![]() |
![]() |
#17 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 11-22-2012 الساعة 11:56 AM. ![]() |
![]() |
#18 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 11-22-2012 الساعة 12:11 PM. ![]() |
![]() |
#19 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ان السيد محمد عثمان هو حكيم السودان دون منازع لما يتمتع به من صفات القائد وليتنا نفهم ذلك لكنا جنبنا البلاد ما هى فيه الآن عمل بجد واخلاص ولكن اخواننا الاتحاديين هم آخر من يعلم لديهم قائد ذو شخصية يتفق حولها كل من له سديد رأى ولكنى دوما استغرب لماذا هم او قل كثير منهم كذلك؟ ليتنى اجد اجابة شافية ولسيدىوحبيبى السيد محمد عثمان كل الأمنيات الصادقة بدوام الصحة والعافية فهو امل السودان المرتجى وكنزه المخفى والمعلن. |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة الأمين حسين بخيت ; 11-22-2012 الساعة 12:07 PM. ![]() |
![]() |
#20 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#21 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#22 |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() لماذا يا اذاعة ؟
قام الوفد الاذاعي المرافق للسيد محمد عثمان الميرغني بارسال خمس رسائل صوتية اثناء وجوده بالعاصمة الاثيوبية لم تقم الاذاعة إلا ببث ثلاث منها فقط ونحن نشجب أسلوب تعتيم الحقائق الذي فرض على الشعب السوداني في ظل وزير الثقافة الحالي . == هل تصدق: الاتحادي الديمقراطي دفع قيمة نداء التلفزيون لاستقبال الميرغني عندما فشل الحزب الاتحادي الديمقراطي في اقناع المسؤولين بالاذاعة والتلفزيون بتكثيف النداءات لاستقبال الزعيم محمد عثمان الميرغني لدى عودته من اثيوبيا .. إضطر المسؤولون بالحزب لدفع قيمة النداء الذي بثه التلفزيون مساء الأربعاء لجماهير الحزب ومحبي السلام للقاء بطل السلام. |
![]() |
![]() |
![]() |
#23 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ماهو المطلوب الان ونحن مقبلون على الموتمر العام للحزب نرجو ان ترفع كل الاراء والمقترحات الهادفة والبناء لرفعة مكانة الحزب الى مكانها الطبيعى حتى يتمكن باغلبيته المعروفة من تطبيق ما نريده لشعبنا الطيب من حرية وعيش كريم وعدل اجتماعى |
![]() |
![]() |
![]() |
#24 | |
شباب الميرغني
![]() ![]() |
![]() في المشهد الراهن!!
خارج الصورة: عبد العظيم صالح آخر لحظة: الإثنين 10 يونيو 2013م تاجر إسبيرات السيارات في «المثلث» المشهور بالبراري أعطاني أمس أرقاماً فلكية لبعض قطع الغيار!!.. قلت له هذا السعر مبالغ فيه!!.. واستنجدت بالمعلم «عوض» الذي ضحك بما يشبه «الواسطة» للأستاذ!!.. التاجر قال لي: «أنا جاملتك كثيراً وما تنسى الحكومة قامت بإغلاق أنبوب نفط الجنوب»!!.. لم نضحك وأدرنا «ورشة» نقاش بدون «توصيات» داخل «الورشة». كان هناك اتفاق بأن الشعب تعب كثيراً ومل الوعود في انتظار «جودو» الذي يبدو أنه لن يصل!! سألوني عن تطورات الأوضاع و«القادم».. قلت العلم عند الله ومع ذلك فالصورة قاتمة وهي الحرب ولا شيء سواها!! الشارع يعرف أن هذه الخطوة متوقعة وليست مفاجئة.. فمنذ نيفاشا «المشؤومة» لم تعد هناك «سناً تضحك»!! لقد انطلت الخدعة وبدلاً أن يعم السلام أرجاء الوطن ويتحقق ويعيش الناس في وئام.. امتدت الحرب وانتقلت من الغابات الاستوائية وبسرعة شديدة إلى سهول كردفان والتي كان يقترن اسمها «بالخير».. كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره!! ناس الإنقاذ ذهبوا إلى نيفاشا «وحدهم» ولم يشاوروا أحداً معهم.. بل دسوا «المحافير» والحقيقة عن عامة الشعب!!.. كانت الطائرات تحملهم للمنتجع السياحي في نيفاشا «وحدهم» حتى علماء الدين ذهبوا بانتقائية معروفة.. وكذلك الممثلين للمجتمع المدني.. ومع ذلك باركت الجموع هذه الاتفاقية والتي لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بالاتفاقية التي وقعها مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مع د. جون قرنق والتي كانت وحدوية وأجابت على «أغلب» أسباب الصراع بين الشمال والجنوب.. ومنذ الانفصال مرت العلاقة بين الدولتين «الأم» والوليدة بتطورات طابعها الشد والجذب وسيل من الاتهامات المتبادلة وصلت مرحلة المواجهات العسكرية على النحو الذي نعيشه الآن!! الآن ليس هذه أيام التباكي على كوب اللبن المسكوب ومع ذلك فإن الحاجة أكبر بعد اتخاذ الحكومة لهذه الخطوة والتي لا يمكن التقليل من آثارها السلبية على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بالبلاد.. فلا أحد يرضى أن تقوم حكومة الجنوب والتي قال البشير إنها تسلمت دولة كاملة السيادة.. بزعزعة الأمن والاستقرار وانتقال الحرب إلى الشمال خصوصاً وأن الحكومة تقول إنها تمتلك أدلة دامغة والقصة واضحة ولا تحتاج لأدلة. نعم سيجد هذا الخط المعلن الآن سنداً وعضداً.. فالوطن خطوط حمراء لا يرضى أحد أن يتجاوزها ومع ذلك مطلوب من أهل الحكم تقدير مواقف السند والدعم التي يجدونها في أكثر من مرة «ولو لمرة واحدة»..!! في أكثر من منعطف تقف الأغلبية الصامتة بلا منٍ ولا أذى وبلا قيد ولا شرط بصورة أقرب لمقولة وردي «هب الشعب من غفوته»!! إغلاق أنبوب النفط ينظر إليه الكثيرون بأنه قرار حرب ومع ذلك يبقى موقفاً سياسياً اتخذته الحكومة والمواقف السياسية قابلة للتفاوض وهذا ما سيحدث اليوم أو غداً. وحتى يحدث ذلك فالمطلوب تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المخاطر القادمة ومخاطبة الجنوب ومن يقفون معه والمجتمع الدولي بصوت واحد مفاده أن السودان لن يقبل بأي حال من الأحوال أن يعيش إلى ما لا نهاية في حالة حرب!! |
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | علي الشريف احمد | مشاركات | 23 | المشاهدات | 8203 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|