القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-28-2012, 06:07 PM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم


أنا : حسن الخليفه احمد




فصل :. فى خصائص ال البيت رضى الله عنهم

وانطلاقا من كل ما تقدم من شواهد من الكتاب والسنة فلقد اتفق علماء المسلمين على أن الله تعالى ، المنعم الكريم ، قد تفضل ، سبحانه وتعالى على أهل بيت نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بخصائص اختصهم بها ، وبنعم أنعمها عليهم ( 1 ) ، إكراما لنبيه وحبيبه سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، لعل من أهمها :
1 - الصلاة على أهل البيت
كان من كرامة أهل البيت عند الله تعالى ، أن جعل الصلاة عليهم مقرونة بالصلاة على جدهم العظيم ، سيد الأولين والآخرين ، وأفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم في كل صلاة ، وفي كل تشهد ، وقد اشرفا من قبل إلى أن الصحابي
( 1 ) روى الطاهر بن عبد السلام أن الزمخشري قال : إن أهل البيت النبي يساوونه في سبعة أشياء : في السلام في قوله السلام عليك أيها النبي في التشهد وفي قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) وفي ختم التشهد بالصلاة عليه وعليهم وفي قوله تعالى : ( لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي المحبة في قوله تعالى : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) وفي قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) وفي تحريم الصدقة ، والتشريك في الخمس وفي قوله تعالى : ( وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) غير أن رواية ابن حجر الهيثمي عن الفخر الرازي أنهم يساوونه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء في الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي السلام وفي الطهارة وفي تحريم الصدقة وفي المحبة ( * )
-
الجليل بشير بن سعد الأنصاري بعد نزول الآية الكريمة ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) سأل قائلا : يا رسول الله أمرنا أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك ، فقال صلى الله عليه وسلم قولوا : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) .
وروى البخاري عند تفسير آية الأحزاب ( 56 ) ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) عن كعب ابن عجرة قال : قيل يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة قال : قولوا : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) .
وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قلنا : يا رسول الله هذا السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ، قال : قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ) .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد ، أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) ( أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ) .
ومن هنا ذهب الإمام الشافعي ، كما يقول ابن كثير في تفسيره ، إلى أنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير ، فإن تركه لم تصح صلاته . وهكذا بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر الله تعالى إلى الأمة بالصلاة عليه ، إنما يشمل


الأمر كذلك بالصلاة على أهل بيته في كل تشهد ، وفي كل صلاة ، وكفى بهذا تعظيما وتشريفا ، وتوفيرا ذلك لان هذا يعني أن الله قد قضي بأن مقام أهل البيت إنما هو من مقام جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وان شرفهم من شرفه ، ومن ثم فقد اقامهم النبي صلى الله عليه وسلم مقام نفسه في التعظيم والتكريم والتشريف ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراده بالصلاة عليه ، دون أهل بيته .
فقد روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه أنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تصلوا علي الصلاة ، البتراء ، قالوا : وما الصلاة البتراء قال : تقولون : ( اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ).
وروى الشافعي في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، انك حميد مجيد ) هذا وتأكيدا لمقام أهل البيت عند الله رسوله فلقد بين النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد بيته ، اللهم صل على محمد وآله )
وفي هذا المعنى يقول أبو سليمان الداراني رضي الله عنه ، كما جاء في صواعق ابن حجر ، من أراد أن يسأل الله حاجة ، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما ) .
ويرى ابن قيم الجوزية : أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حق له ولا له دون سائر الأمة ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره ، ومن لا يوجبها فلا ريب أنه يستحبها عليه وعلى آله ، ويكرهها لسائر المؤمنين ، أو لا يجوزها على غير النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأما من قال إن آل النبي في الصلاة هم كالأمة فقد أبعد غاية الأبعاد ( عن الصواب ) ، هذا إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم شرع في التشهد السلام والصلاة فشرع السلام من المصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم أولا وعلى نفسه ثانيا ، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثا .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( فإذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في الأرض والسماء وأما الصلاة فلم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم إلا على نفسه وعلى آله فقط ، فدل ذلك على أن آله هم أهله وأقاربه ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه


قال : قولوا ( اللهم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فالصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم هي من تمام الصلاة عليه وتوابعها لان ذلك مما تقربه عين النبي صلى الله عليه وسلم ويزيده الله به شرفا وعلوا صلى الله عليه وعلى آل وسلم تسليما .
وروى ابن حجر الهيثمي عن الإمام الشافعي أنه قال : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له هذا وقد أجمع المسلمون على أن الحسن والحسين وذريتهما ( أولاد السيدة فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب ) هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة والبركة ، لأن أحدا من بناته لم يعقب غير الزهراء ، عليها سلام ، فمن انتسب تالي النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته ( إن ابني هذا سيد ) فسماه ابنه .
ولما نزل قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وخرج للمباهلة .
وهكذا انحصرت ذرية النبي صلى الله عليه وسلم في أبناء الزهراء وحدهم ، وفي ذرية الحسن والحسين بوجه خاص ، ومن هذه الذرية تستمر ذرية النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) ، أي سببه ونسبه من الإمام الحسن والإمام الحسين ، علهما السلام وذريتهما الطاهرة المباركة هذا ونظرا لانحصار سببه ونسبه صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين وذرتيهما ، فقد جرى العرف بأن تعبير ( أهل البيت ) انما هو صفة لكل من يتصل نسبه بسيدنا الحسن وسيدنا الحسين ، وذريتهما إلى يوم القيامة .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-28-2012, 06:11 PM   #2
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم


أنا : حسن الخليفه احمد




محبتهم رضى الله عنهم

أمر الله سبحانه وتعالى وأوصى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بحب أهل البيت ، لأنهم غصون هذه الدوحة المباركة ، التي أصلها في الأرض ، وفرعها في السماء ، والتي اصطفاها الله تعالى من بين خلقه ، واصطنعها على عينه ، فبلغت أوج الكمال في الروح والجسد ، وفي السر والعلن ، وذلك لأنها بضعة اشرف الخلق ، وأكرم الأنبياء الذي يقول متحدثا بنعمة الله عليه ، وإحسانه إليه فيما رواه مسلم في صحيحه والترمذي في الجامع الصحيح عن واثلة بن الاسقع ، ( ان الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) .
ثم لان مقام أهل البيت من مقام الرسول صلى الله عليه وسلم فهم في كل عصر وزمان خير الناس وخيرهم بيوتا ، لان الله اختار نبيه من خير البيوت وأشرفها ، هذا فضلا عن ان حكمة الله في خلقه ، ورحمته بعباده ، اقتضت ان تستمر بأهل البيت ذرية سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين ، تشع بضيائها على العالمين وترشد بهدايتها الضالين ، ومن ثم فان التاريخ لم يعرف أهل بيت أحبهم الناس من قوميات ومذاهب شتي كال البيت ، احبوهم إحياء وأموات.
فألف العلماء الكتب في منزلتهم عند الله والناس ، ونظم الشعراء الدواوين والقصائد في مديحهم ، وردد الخطباء فضائلهم على المنابر وفي المحافل ، وما ومن مسلم في شرق الأرض أو غربها يصلي لله ، الا وبذكر رسول الله وآله بالصلاة والتسليم ناهيك بهذه الأسماء الشائعة بين الناس : محمد وعلى وفاطمة وحسن وحسين فإن الباعث على التسمية بها لم يكن إلا للتبرك والتيمن بأسماء آل البيت الكرام ، الذين أحبهم الناس من كل جنس ولون ، ومن كل الطبقات ، في كل زمان ومكان ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .
وقد روى الترمذي والحاكم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ) .
وروى الإمام احمد والترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم احذ بيد الحسن والحسين وقال ( من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) .
واخرج الديلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب آل بيته وعلى قراءة القرآن )
واخرج ابن عدي والديلمي عن علي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أثبتكم على الصراط ، أشدكم حبا لأهل بيتي وأصحابي ، وفي نفس الوقت


فلقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من بغض أهل البيت فقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا ادخله الله النار ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ، لو ان رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لآل محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار ) .
هذا وتمثلي وكتب السيرة الشريفة بالأمثلة التي لا تعد ولا تحصى على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البيت وبدهي ان نفس النبي الزكية التي وسعت الرحمة للقريب والبعيد ، إنما كانت أكثر رحمة وعطفا على أهل بيته واعز الناس عليه ، وخاصة فاطمة البتول ، البقية الباقية من أبنائه وبنائه .
فلقد روى ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا ، فاخر بيت يخرج منه بيت فاطمة وإذا رجع من سفره فأول بيت يدخله بيتها يجلس فيه ويضع الحسن على فخذه الأيمن ، والحسين على فخذه الأيسر ، يقبل هذه مرة ، وذاك مرد ويجلس عليا وفاطمة بين يديه ، كما كان من عادته صلى الله عليه وسلم ان بيت عندهم حينا بعد حين ، ويتولى خدمة الأطفال بنفسه وأبواهما قاعدان .
وقد روى ان الحسين قد ركب على ظهر جده النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في الصلاة فرفعه النبي صلى الله عليه وسلم رفعا خفيفا ، ولما فرغ من الصلاة وضعه في حجره ، فكان يدخل أصابعه في لحيته والنبي صلى الله عليه وسلم يضمه ويقبله ويقول : ( اللهم إني أحبه فأحبه ) ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم مرة وهو يحمل الحسين ، فقابله رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ونعم الراكب هو ) وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من بيت عائشة قمر ببيت فاطمة فسمع الحسين يبكي فمس بكاؤه شفاف قلبه صلى الله عليه وسلم فهرع إلى فاطمة وقال لها : الم تعلمني ان بكاءه يؤذيني وفي ذات يوم بينما كان البني صلى الله عليه وسلم يخطب ويعظ المسلمين في مسجده الشريف ، جاء الحسن والحسين إلى جدهما ، وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فلم يتمالك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، وترك الوعظ ونزل إليهما فأخذهما وعاد إلى المنبر ، وهو يضمهما ويشمهما ثم وضعهما في حجره ، وقال صدق الله العظيم : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ ) .
وهكذا كان من البدهي ان يكون حب أهل البيت كما يقول الأستاذ حسين يوسف ، جزاء لا يتجزأ من الحب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الحب لله تعالى ولا


يعقل ان يرغم زاعم انه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت لا يكن لأهل البيت الشريف الذين هم منه صلى الله عليه وسلم منهم نفس الحب ونفس الإجلال والتقدير والتعظيم ، ولهذا فقد كان حب أهل البيت دلالة على سلامة العقيدة وصدق الإيمان بالله ورسوله ، كما ان كراهية أهل البيت دلالة قاطعة على فساد العقيدة ومرض القلب ، والبعد عن الله ورسوله ويؤكد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني بقوله الشريف .
فيما يروى ابن عساكر من حديث ابن عمر : لا يحب أهل البيت إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ) ، وليس من شك في ان من هذا الحديث الشريف بشرى من سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وشهادة منه صلى الله عليه وسلم بالإيمان لمحبي أهل البيت ، وفيه في نفس الوقت حكم قاطع بالنفاق على مبغضيهم ، فهم المحجوبون بظلمات بعضها فوق بعض ، المحرمون من هداية الله ونوره ( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) وقد كتب الله عليهم الشقاوة ، وجعلهم من أصحاب الجحيم .
فلقد روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يبغضنا أهل البيت احد ، إلا ادخله الله النار ) .
ويزيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياتا ووضوحا ، فقال ، محذرا من إيذاء أهل البيت أو ظلمهم أو الاستخفاف بحقهم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى احد من ولد عبد المطلب ، ولم يجازه عليها ، فانا أجازيه عليها غدا ، لقيني يوم القيامة ) .
ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا قاطعا صلة الإيمان بحب أهل البيت الطاهرين المطهرين فيقول كما جاء في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ، ( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ) ، فضلا عن ان حب أهل البيت انما هو السبيل لرعاية الله تعالى لصاحبه ، والكفيل بحفظه في الدين والدنيا ، وثباته يوم الدين على الصراط ، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه ، ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا ، حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي وقال صلى الله عليه وسلم : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي ) .
-
وهكذا أكثر السلف الصالح من محبة أهل البيت وتوفيرهم ، ففي البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ، والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من قرابتي ) .
وروي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر الصديق انه قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي ان أصل من قرابتي ) .
وهكذا كان لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الخليفة الأول من التعظيم والإكبار ما لم يكن لأحد غيرهم ، فالصديق يقسم بالله ، وهو صادق ، ان قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من قرابته ، وان يحب ان يصلهم أكثر مما يصل قرابته .
وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤثرهم على جميع المسلمين ، بل على أقربائه الاذنين ومن أقواله في قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة واخرج الدار قطني عن ابن الخطاب انه قال : تجبوا إلي الأشراف وتوددوا ، واتقوا على أعراضكم من السفلة ، واعملوا انه لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب ) .
وفي رواية : ( أيها الناس ان الفضل والشرف والمنزلة ، الولاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل )
وروى الحاكم في المستدرك عن عمر رضي الله عنه انه دخل على فاطمة ، رضي الله عنها ، فقال : ( يا فاطمة ، والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، والله ما كان احد من الناس بعد أبيك صل الله عليه وسلم أحب إلي منك ) .
وفي فتح مكة ، وقد أتي العباس - عم النبي صلى الله عليه وسلم - بابي سفيان بن حرب ، ليسلم قبل ان تدخل جيوش الإسلام مكة ، فما ان رآه الفاروق عمر حتى قال : أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم أسرع العباس بابي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحق بهما الفاروق فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعني اضرب عنقه ، فقال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته ، فلما أكثر عمر في شأنه ، قال العباس مهلا يا عمر ، فوالله ان لو كان من رجال بني عدي ( رهط عمر ) ما قلت هذا ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف ، فقال عمر : مهلا يا عباس ، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو اسلم وما بي إلا إني قد عرفت أن


إسلامك كان أحب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .
وكان الفاروق يجل الإمام علي كل الإجلال ، ويستشيره في كثير من المشاكل والقضايا الفقيهة ومن كلماته المأثورة في الإمام علي قوله المشهور ( لولا علي لهلك عمر ) ( وأعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ) .
ويقدم لنا الفاروق صورة جلية لحبه وتعظيمه وتوقيره لأهل البيت ، ورغبته الصادقة في ان يرتبط بهم بنسب ومصاهرة ، يروى الأئمة احمد وابن سعد والبيهقي والحاكم والطبراني والدار قطني وابن راهويه وابن حجر الهيثمي وأبو نعيم بسند من أكابر أهل البت وغيرهم ، ان عمر بن الخطاب تقدم إلى على كرم الله وجهه طالبا الزواج من ابنته أم كلثوم ، بنت فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أجابه علي بأنه حبس بناته لولد أخيه جعفر ، قال له عمر إنه والله ما على وجه الأرض من يرصد من حسن صحبتها ما ارصد فوافق علي ، بعد ان استثار الحسن والحسين ، وقد بلغ الفرح بعمر رضي الله عنه انه أتي المهاجرين والأنصار فقال : الا تهنئوني فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ، فقال بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة ، إلا ما كان من سببي ونسبي ) فأحببت ان يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب .
وفي رواية أخرى للإمام احمد : ان عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاعتل علي بصغرها ، فقال : إني لم أرد الباه ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وعصبتهم ) ، وقد تم الزواج ورزق الفاروق من حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم بولد دعاه زيدا عاش حتى صار رجلا ومات .
وقد اخرج الدارقطني عن أبي حنيفة انه قال : سمعت أبا جعفر محمد الباقر يذكر تزويج علي ابنته من عمر ويقول : ( لو لم يكن لها أهلا لما زوجه إياها ) ، هذا وقد روى انه قيل لعمر بن الخطاب : إنك تصنع بعلي شيئا ( يعني من التعظيم ) لا تصنعه لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : انه مولاي ( 1 ) .
( 1 ) لعل الفاروق يقصد حديث غدير خم وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) فلقيه عمر فقال : ( هنيا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ) . ( * ) .
-
هذا وكان الفاروق عمر ، لا يساوي أحدا بأهل البيت .
روى البلاذري في فتوح البلدان عدة روايات عن العطاء في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، منها ما رواه ابن سعد عن الواقدي بسنده عن جيبر بن الحويرث بن نقيذ أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : استثار المسلمين في تدوين الديوان ، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه : تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ، ولا تمسك منه شيئا ، وقال عثمان رضي الله عنه : أرى مالا كثيرا يسع الناس وإن لم يحصوا حتى يعرف من اخذ ممن لم يأخذ حسبت ، ان بنشر الأمر ، فقال الوليد بن هشام بن المغيرة : قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا ، وجندوا جندا ، فدون ديوانا وجند جندا ، فاخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم ، وكانوا من لسان قريش فقال : اكتبوا الناس على منازلهم ، فبدئوا ببني هاشم ( رهط النبي صلى الله عليه وسلم ) أتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على الخلافة ، فلما نظر إليه عمر قال : وودت والله انه هكذا ، ولكن ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى . . . . فجاءت بنو عدي ( رهط عمر ) فقالوا : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة أبي بكر ، وأبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم الذين كتبوا ، قال : بخ بخ بني عدي أردتم الأكل على ظهري ، وان أهب حسناتي لكم ، لا والله حتى تأتيكم الدعوة وان يطيق عليكم الدفتر ، يعني ولو تكتبوا آخر الناس ان لي صاحبين سلكا طريقا فان خالفتهما خولف أبي ، والله ما أدركنا الفضل في الدنيا وما نرجو الثواب على عملنا إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو شرفنا ، وقومه اشرف العرب ، ثم الأقرب فالأقرب . . . ) .
ومنها ما روي عن الشعبي قال : لما هم عمر بن الخطاب في سنة عشرين بتدوين الدواوين ، دعا بمخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم ، فأمرهما ان يكتبا الناس على منازلهم ، فكتبوا بني هاشم ثم اتبعوهم أبا بكر وقومه ، ثم عمر وقومه ، فلما
-
نظر عمر في الكتاب قال : وددت اني في القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ابدؤوا بالأقرب فالأقرب ، ثم ضعوا عمر بحيث وضعه الله تعالى ، فشكره العباس بن عبد المطلب على ذلك ، وقال : وصلتك رحم ) .
وروى عن محمد بن عجلان قال : لما دون عمر الدواوين ، قالوا : بمن نبدأ : بنفسك ، قال : ( لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامنا ، فبرهطه نبدأ ، ثم بالأقرب والأقرب ) .
وروي عن سفيان الثوري عن جعفر الصادق عن أبيه قال : لما وضع عمر الديوان استثار الناس بمن يبدأ ، فقالوا : ابدأ بنفسك ، قال : لا ، ولكن ابدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدا بهم ) .
ومنها ما روي عن ابن سعد عن الواقدي بسنده عن الزهري عن سعيد عن قومن آخرين قالوا : لما اجمع عمر علي تدوين الديوان وذلك في المحرم سنة عشرين ، بدا يبني هاشم ، ثم الأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان القوم إذا استووا في القرابة قدم أهل السابقة ، ثم انتهى إلى الأنصار فقالوا : بمن نبدأ فقال : ابدؤوا برهط سعد بن معاذ من الأوس ثم الأقرب فالأقرب لسعد ، وفرض عمر لأهل الديوان ، فقدم أهل السوابق والمشاهد من الفرائض وكان أبو بكر قد سوى بين الناس في القسم فقيل لعمر في ذلك فقال : لا اجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ، فبدا بمن شهد بدرا من المهاجرين والأنصار ، وفرض لكل رجل منهم خمسة آلاف درهم في كل سنة حليفهم ومولاهم معهم بالسواء وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر ومن مهاجرة الحبشة ممن شهدوا احد أربعة آلاف درهم ، وفرض لأبناء البدريين ألفين ألفين إلا الحسن والحسين فإنه ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف وفرض للعباس خمسة آلاف لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يكن للخليفة الثالث ، عثمان بن عفان رضي لله عنه ، بأقل حبا لآل البيت من صاحبيه ، فهو من بني عبد مناف ، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه ومن ثم فقد سمى بذي النورين غير أن الأحداث سرعان ما باعدت بينه وبين علي ، بسبب وشايا بطانته من بني امة ، وإن ظل الحب والاحترام متبادلا
-
بين عثمان وآل البيت وآية ذلك ان الإمام علي أرسل ولديه الحسن والحسين ، للدفاع عن عثمان وقد اصب الحسن بسهم فخضبه الدم ، وشج قنبر مولى علي ، وعلي أي حال فحين انتقل الحكم من الخلفاء الراشدين إلى الأمويين ، أعداء آل النبي صلى الله عليه وسلم قلبوا لهم ظهر المجن ، وفعلوا بعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يقبله خلق أو دين ، وما لا يرضاه مسلم بل ما لا يرضاه إنسان ، أي إنسان ، من أية ملة كان ، والي أي جنس ينتمي وبأي مذهب سياسي يدين ، وكانت كارثة الكوارث مذبحة كربلاء ، الأمر الذي سنناقشه في كتابنا عن مولانا الإمام الحسينعليه السلام .
ومع ذلك فقد كان من بني أمية هؤلاء الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ، الذي اشتهر بحب آل البيت ، والذي قال لعبد الله بن الحسن المثنى ، حفيد الإمام علي ، ( والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم ولأنتم أحب إلي من أهل بيتي ) ، وحين ذكر الزهاد عنده قال : ( أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب ) ، ثم سرعان ما أبطل تلك الفعلة الدنيئة التي جرى عليها الأمويون مند أيام معاوية ، من سب الإمام علي ، كرم الله وجهه ورضي الله عنه ، على منابر المسلمين ولعنه ، والعياذ بالله ، وجعل مكانها الآية 10 من الحشر ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) .
وقيل بل جعل مكانها الآية 9 من النحل ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، وقيل بل جعلهما جميعا فاستعمل الناس ذلك في الخطبة إلى يومنا هذا ، هذا ويروى ان عبد الله ابن الحسن ذهب إلى عمر بن عبد العزيز في حاجة له ، فلما قضى حاجته قال له : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي احضر ، أو اكتب لي ورقة فاني استحي من الله ان يراك على بابي )
وروى أبو الفرج الاصبهاني الأموي عن سعيد بن أبان القرشي ان عبد الله بن الحسن دخل على عمر بن عبد العزيز ، وهو حديث السن له وفرة ، فرفع مجلسه واقبل عليه وقضى حوائجه ثم اخذ عكنة من عكنه فغمزها حتى أوجه ، وقال اذكره عندك للشفاعة ، فلما خرج لامه قومه وقالوا فعلت هذا بغلام حدث فقال ان الثقة حدثني حتى كأني اسمعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها ) ، وأنا اعلم ان فاطمة لو كانت حية لسرها ما


فعلت بابنها قالوا : فما معنى غمزك بطنة ، وقولك ما قلت ، قال : ( إنه ليس احد من بني هاشم إلا وله شفاعة ، فرجوت ان أكون في شفاعة هذا ) .
وقيل انه كتب بعد ذلك إلى عامله بالمدينة ان اقسم في ولد علي من فاطمة ، رضوان الله عليهم ، عشرة الاف دينار ، فطالما تخطتهم حقوقهم ) .
وهناك غير عمر بن عبد العزيز ، نفر قليل جدا من الأمويين كانوا يحبون آل البيت فهناك أبو الفرج الاصفهاني صاحب كتاب ( مقاتل الطالبين ) وكان أمويا محبا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهناك الشاعر عبد الله أبو عدي المعروف بالعبلي ، وكان يكره ما يجري عليه بنو أمية من سبب الإمام علي ، ويظهر الإنكار فشرده الأمويون .
وهناك معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وقد نقل عنه الدميري ( في حياة الحيوان ) انه لما بويع بالخلافة ، بعد أبيه يزيد ، صعد المنبر فخطب خطبة طويلة جاء فيها ( ان جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من كان أولى به منه ومن غيره ، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم فضله وسابقته ، أعظم المهاجرين قدرا ، وأشجعهم قلبا وأكثرهم علما ، وأولهم إيمانا ، وأشرفهم منزلة وأقدمهم صحبة ، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه ، وصهره وزوج ابنته ، وأبو سبطية الحسن والحسين ، سيدي شباب أهل الجنة ، وأفضل الأمة من الشجرة الطيبة الزكية ، فركب جدي معاوية معه ما تعلمون ، وركبتهم معه ما لا تجهلون ، ثم انتقلت الخلافة إلى أبي يزيد ، فتقلد أمركم لهوى أبيه ، وكان غير خليق بالخلاقة على امة محمد صلى الله عليه وسلم فركب هواه ، وتجرا على الله بما استحل من حرمة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت مدته وانقطع أثره ، وضاجع عمله ، وصار حليف حفرته رهين خطيئته ثم قال : فشانكم أمركم فخذوه ومن رضيتم فولوه ، فلقد خلعت بيعتي من أعناقكم ، والسلام ) ، ولما نزل من على المنبر وبخه أقار به ، وقالت له أمه : ليتك كنت حيضته ولم اسمع بخبرك ، فقال : وددت والله ذلك ) .
وقال الأمويون لمعلمه ومودبه ( عمر المقصوص أنت علمته حب علي وأولاده ، وأخذوه فدفنوه حيا ، ثم دسوا السم لمعاوية فمات . وانتقل الحكم إلى العباسيين الذين فاقوا الأمويين تنكيلا بأهل البيت وشيعتهم ، وإن كان بعضهم أخف عليهم من بعض ، بينهما هناك من كان في

جانب آل البيت ، وقليل ما هم ، غير أن المسلمين لم يكونوا على دين ملوكهم في بغض العترة الطاهرة ، وإنما كانوا ، والحمد لله ، على دين نبيهم في حب آل البيت وتقديسهم ، حتى الذين قاتلوا الإمام الحسين في كربلاء ، كانت قلوبهم معه وسيوفهم عليه ، بل حتى الولاة والموظفون عند الخليفة كانوا يؤمنون في قرارة أنفسهم بحق أبناء الزهراء البتول ويتشيعون لهم ، ومن أمثلة ذلك أن الطاهرين في خراسان كانوا يحكمون باسم الخليفة المأمون وقلوبهم مع آل البيت
ومنها أن الخليفة المتوكل كان قد كلف ( ابن السكيت ) بتأديب ولده المعتز بالله وكان ابن السكيت يكتم تشيعه لان المتوكل معروف بإغراقه في العداوة للإمام على وأولاده ، وفي ذات يوم قال له المتوكل : أيهما أحب إليك ، ابناي هذان ( المعتز والمؤيد ) أم الحسن والحسين فلم يتمالك ابن السكيت نفسه ان قال له ( والله ابن قنبر خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك ، فأمر المتوكل ان يخرجوا لسانه من قفاه ، ففعلوا ومات .
وكان أئمة المذاهب الأربعة من أكثر الناس حبا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقد اشتهر الإمام أبو حنيفة النعمان بحب آل البيت وبذل الأموال الطائلة لهم ، حتى نقل أنه بعث إلى بعض المستترين منه اثني عشر ألف درهم دفعة واحدة ، وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم واقتضاء آثارهم والاقتداء بأنوارهم وكان الإمام مالك من محبي آل البيت ، وقيل إنه أفتى بخلع المنصور لان القوم بايعوه كرها ولا بيعة لمكره ( 1 ) هذا وقد كان الإمامان أبو حنيفة ومالك من تلامذة الإمام جعفر الصادق ، فيما يرى الكثيرون من أمثال ابن حجر الهيثمي في الصواعق وأبو نعيم في حلية الأولياء ، وابن الصباغ في الفصول ، والشبلنجي في
( 1 ) يرى ابن مغنية في كتابه ( أهل البيت ) أن أبا حنيفة أفتى بنصرة زيد بن علي زين العابدين ، وحمل الأموال إليه كما أفتى بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله الحسن لحرب المنصور ، فضرب بالسياط وحبس وعذب وأخيرا سقاه المنصور السم فمات ويذهب إلى ان ضرب أبي حنيفة بسبب رفضه تولى منصب القضاء قول غير مقبول ، ذلك لان طلبهم إياه للقضاء يدل على التعظيم ، وضربه بالسياط يدل على التحقير ، فكيف يمكن التوفيق بينهما ، وربما عرض الخلفاء عليه القضاء ليسكت وينصرف عن حب آل البيت فلما ابي نكلوا به فالتنكيل إذن لغاية سياسية وهي صرفه عن حب آل البيت الذين كانوا يمثلون الحزب المعارض وليس من أجل امتناعه عن القضاء .
نور الأبصار والشيخ سليمان في الينابيع وغيرهم ، وأما الإمام الشافعي فحبه لأهل البيت أشهر من أن يذكر ، وقد أغرق في هذا الحب حتى نسبه الخوارج إلى الرفض ، ومن شعره في آل البيت الطاهرين :
1 - قال : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم من لا يصلي عليكم لا صلاة له
2 - وقال : يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض
ان كان رفضا حب آل محمد فلشهد الثقلان إني رافضي
3 - وقال : قالوا ترفضت قلت كلا ما الرفض ديني ولا اعتمادي
لكن توليت غير شك حب إمام وخير هادي
إذ كان حب الولي رفضا فانبي ارفض العباد
4 - وقال : إذ في مجلس ذكروا عليا وشبيله وفاطمة الزكية
يقال تجاوزوا يا قوم هذا فهذا من حديث الرافضية
هربت إلى المهيمن من أناس يرون الفرض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربي ولعنته لتلك الجاهلية
وسئل الشافعي عن الإمام علي فقال : ماذا أقوال في رجل ، اسر أولياؤه مناقبه خوفا ، وكتمها أعداؤه حنقا ، ومع ذلك شاع منها ما ملا الخافقين .
وأما الإمام احمد بن حنبل ، فكتابه ( مسند احمد ) مشحون بفضائل علي ، أما كتابه ( فضائل الصحابة ) فلا شك ان فضائل أهل البيت تمثل الجزء الأكثر

منه ، وخاصة فضائل الإمام التي تشغل مائتي صفحة ( 528 - 728 ) تنضمن 565 حديثا ( من رقم 878 إلى 1247 في طبعة جامعة أم القرى عام 1983 م ) إلى جانب ما يقرب من مائة وعشرين صفحة عن السيدة فاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين وجدتهما خديجة الكبرى والعباس وولده عبد الله رضي الله عنهم .
ويقال انه ألف كتابا كبيرا في فضائل أهل البيت ، وان نسخة منه كانت في خزانة مشهد الإمام بالنجف ، ونقل انه تتلمذ على يد الإمام موسى الكاظم ، وقد ورد عن الإمام احمد انه قال : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي ) .
هذا وقد ألف الإمام الحافظ النسائي كتابا سماه ( خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) .
وخلاصه الأمر ان حب آل البيت عند المسلمين ومنزلتهم تأتي بعد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فاصل ، وقد يتغاضى المسلم عمن يشتم أباه وأمه ، أما إذا مس مقام الرسول أو احد أهل بيته ، فانه يثور ويضحي بالنفس والنفيس ، وإذا التمسنا تفسيرا لذلك لوجدنا ه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، شرف الانتساب إليه فحسب ، وإنما ورثوا علومه وشمائله ، وأحب الخلق عند المسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم من أحبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو حفظ شيئا من علومه أو عمل بأوامره أو اتصف ببعض صفاته ، فكيف بأقرب الناس إليه ، وأحبهم لديه ، بل بضعته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ووارثي علومه وأخلاقه ، وأمنائه على دينه وشريعته
ومن ثم فقد قال القرطبي ، ان الأحاديث الشريفة انما تقضى بوجوب احترام آل النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفرائض التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ، وقد صرح الأئمة البيهقي والبغوي والشافعي ان محبة آل البيت من فرائض الدين .
وهكذا كان من حق أهل البيت على المسلمين ان يحبوهم ، ولو كانوا على غير قدم الاستقامة ، لأنهم بيقين يحبون الله ورسوله ، ومن أحب الله ورسوله لا يجوز بغضه ، والى هذا المعنى ذهب العلامة الشعراني في ( المنن الكبرى ) ، واستدل عليه بان ( نعيما ) تكررت إقامة الحد عليه كلما شرب الخمر ، فصار بعض الناس يلعنه ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنوا نعيما ، فانه يحب الله ورسوله ) ، فعلم من ذلك انه لا يلزم من إقامة الحد على احد الأشرف ان

نبغهم ، بل إقامة الحد عليه انما هو محبة وتطهير له ، وانطلاقا من كل هذا ، وعلى مر السنين ومر الأعوام ، نرى إجماعا من أهل الحق والإيمان على توقير أهل البيت واستشعار محبتهم وإعلان فضيلتهم ، لا يشذ عن ذلك إلا جاهل أو محروم ، ولا يجادل في ذلك إلا شقي أثيم .
يقول العلامة الشعراني في ( المنن الكبرى ) : سمعت سيدي عليا رضي الله عنه يقول : من حق الشريف علينا ان نفديه بأرواحنا لسريان لحم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمه الكريمين فيه بضعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبعض في الإجلال والتعظيم والتوقير ما للكل ، وحرمة جزئه صلى الله عليه وسلم كحرمة جزئه حيا على حد سواء ) .
ويقول الإمام ابن تيمية في ( العقيدة الواسطية ) : ومن أصول أهل السنة والجماعة إنهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم ( غدير خم ) : اذكر كم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ( رواه مسلم )
وقال صلى الله عليه وسلم للعباس عمه - وقد اشتكى إليه ان بعض قريش يجفو بني هاشم - ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( ان الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ) .
وقال ابن تيمية في الفتاوى - وهم في الوصية الكبرى - ما نصه ( آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يحبب رعايتها ، فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفئ ، وأمر بالصلاة عليهم ، مع الصلاة على رسول الله فقال لنا : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد ) - وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، هكذا قال الشافعي واحمد بن حنبل وغيرها من العلماء رحمهم الله ، فان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) ، وقد قال الله في كتابه ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس .
وفي المسانيد والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس - لما شكا إليه جفوة قوم لهم - ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من اجلي .

وأورد ابن تيمية في ( درجات اليقين ) قوله صلى الله عليه وسلم ( احبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، واحبوني لحب الله ، واحبوا أهل بيتي لحبي ) .
وقال في اقتضاء الصراط : ان الحجة قائمة بالحديث ، ثم قال : وانظرو إلى عمر ابن الخطاب حين وضع الديوان ، فبدا بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال في رسالة ( رأس الحسين ) ، عقب حديث : ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ، فإذا كانوا أفضل الخلق ، فلا ريب ان أعمالهم أفضل الأعمال ، وقال في رسالة ( فضل أهل البيت وحقوقهم ) في الحث عن الأخذ عن العالم العادل الذي يقول الحق ، ولا يتبع إلا إياه : ( ولهذا من يتبع النقول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه ، وأئمة أهل بيته ، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، قرة عين الإسلام ، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، شيخ علماء الأمة ) ، إلي غير ذلك من أقوال حكيمة تدل بوضوح على حب الإمام ابن تيمية لأهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم وإجلالهم .
ويقول ابن كثير في التفسير : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، من اشرف بيت وجد على وجه الأرض ، فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة ، كما كان عليهم سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذر يته ، رضي الله عنهم أجمعين ( وانظر : شرف بيت النبوة في جلاء الإفهام لابن قيم الجوزية ، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، للمحب الطبري ) .
بقيت الإشارة إلى الجدل الذي يثيره بعض أهل العلم حول ( توقير أهل البيت ) ، وقد انقسموا إلى فرق ثلاث ففرقة : تحب أهل البيت بلا جدال ، وتعتقد ان هذا الحب حق لهم على غيرهم ، ولا يكمل إيمان المسلم إلا به ، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتكم مني ) ، وهذه الفرقة هي الفرقة الموفقة ، وقليل ما هم ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والأئمة المجتهدون ، وقد قال الإمام الشافعي في أهل البيت معربا ومعبرا عن حبه لهم ( انا

من شيعة أهل البيت حتى قيل كيت وكيت ) .
وأما الفرقة الثانية فهي التي ادعت لنفسها النسب الشريف ، ووضعت نفسها بين أهله ، وتخلصت من عبء الحب لأهله ، فهي لا ترى لأحدهم فضلا يزيد على فضلها ، وشرفا زائدا على شر فها .
والفرقة الثالثة : هم المتنصلون المتأولون الذين أولوا الآيات والأحاديث الواردة في حق أهل البيت ، فمثلا آية ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، يرون انه لا شاهد فيها على حب أهل البيت ومودتهم ، ولو كان ذلك كذلك ، لكان من جنس الأجر على الرسالة ، وكان آخر الآية يناقض أولها ، فانتقت بذلك دلالتها على حبهم ومودتهم وموالا تهم ، كما أولوا الأحاديث الواردة في حب آل النبي بأحد أمرين : الواحد ، ان يتهم الحديث بأنه من خلفيات الشيعة ، وهذا النوع محكوم عليه بالوضع وبالتالي لا يدخل فيما يسمى بالحديث ، وفي معناه الحديث الضعيف عندهم ، ومن ثم لا تقوم به حجة ، وبالتالي فلا يلزمهم اعتباره والعمل بمقتضاه ، علما بان العلماء ذهبوا إلى ان الحديث الضعيف يعمل بمقتضاه في المناقب وفضائل الأعمال بشروط خمسة ، منها ان يعتقد صدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ان يكون له أصل يعضده بان يكون مندرجا تحت أصل عام ، ومنها الا يشتد ضعفه حتى يلحق بالموضوعات ومها لا يعارضه حديث خاص ، ومنها ان يعمل به في المناقب وفضائل الأعمال ، ولا ريب في ان حب أهل البيت منقبة عظيمة ، والحديث الضعيف صالح للدلالة عليها .
وأما الأمر الثاني : إذا ورد عليهم حديث صحيح مسلم ، قالوا خبر الآحاد ولا يلزم العمل به ، والحديث الذي تقوم به الحجة هو المتواتر ، وهكذا يتنصلون بهذه التأويلات من موالاة أهل البيت ، وبالتالي يسلبون أنفسهم حلاوة الإيمان ، ويصبحون في تأويلاتهم أشبه بعلماء بني إسرائيل ) .
هذا وقد ذهب العلماء المجتهدون إلى ان حب أهل البيت من فضائل الإيمان ، بل يتجاوزها إلى حدود الواجب كما يدل على ذلك صريح كثير من الأحاديث الشريفة ، التي سبقت الإشارة إليها ، وأما غلاة المتنصلين فيذهبون إلى انه ان كان حب أهل البيت أمرا مشروعا ، فهذه عبادة لهم ، أشبه بالعبادة الوثنية ، وقد حرم القرآن عبادة غير الله ، فلا يستحق احد منهم ، فيما يزعمون ، حقا على

غيره ، ويجعلون الحي والميت من أهل البيت في ذلك سواء ، سيما وهم يشددون النكير على الأولياء الأموات من أهل البيت وغيرهم ، ويصورون ذلك للسذج من النعامة من ان زيارة القبور كعبادة الوثنية ، ملبسين عليهم وغير مفرقين في ذلك بين الزيارة الشرعية والبدعية ، وحجتهم في ذلك يقيمونها لهم من أنفسهم هي إنهم يقاطعون زيارة كل ولي ، مع التنفير من زيارته ، ومن عجب ان بعضهم اعتمد على ابن تيمية في رأيهم هذا .
مع ان ابن تيمية يقول في كتابه ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) ما خلاصته : ان زيارة قبور المسلمين على وجهين شرعية وبدعية ، والشرعية ما قصد منها الدعاء للميت ، لما يقصد بالصلاة على جنازة الدعاء له ، فالقيام على قبره من جنس الصلاة عليه ، وكان النبي صل الله عليه وسلم يصلي على جنائز المسلمين ويقف على قبورهم ، ومن ثم كان الصلاة على الموتى والقيام على قبورهم في السنة المتواترة تشريعا منه صلى الله عليه وسلم لامته ، كما كان صلى الله عليه وسلم إذا دفن الرجل من أمته يقف على قبره ويقول : سلوا له التثبت فانه الان يسال ) .
هذا فضلا عن زياراته لأهل البقيع بالمدينة وشهداء احد ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا ان شاء الله بكم لا حقوق ) .
وهكذا يبدو واضحا ان كلام ابن تيمية لم يقل بمقاطعة زيارة أولياء الله من المسلمين والدعاء لهم ، وإنما أولئك الغلاة الذين يشدون النكير على من يزور أولياء الله من غير ان يبينوا لهم الوجه المشروع من غيره في زيارة أولياء الله وغيرهم من المسلمين ، بل لبسوا عليهم وكر هوا لهم كل من يتردد إلى زيارة قبور المسلمين وصوروهم لهم بأنهم عبدة أوثان وحرموهم من اجر سنة صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-28-2012, 06:18 PM   #3
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم


أنا : حسن الخليفه احمد




خاتمة
الى هنا انتهى احبتى الكرام
سردنا عن بعض مانقلنا عن هذا التعريف المتواضع لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبصرة وتذكرة
اللهم ارزقنا محبتهم وزدنا تعلقا بحضرتهم وامدنا بامداداتهم وانفعنا ببركاتهم ياكريم
وصلى الله على سيدنا محمد النبى الامى وعلى اله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-28-2012, 08:21 PM   #4
أنس مصطفى الجعفري

الصورة الرمزية أنس مصطفى الجعفري



أنس مصطفى الجعفري is on a distinguished road

افتراضي Re: تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم


أنا : أنس مصطفى الجعفري




شكراً حسن على النقل القيم

مودتي

أنس

أنس مصطفى الجعفري غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-29-2012, 08:09 PM   #5
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: تعريف بال البيت الكرام رضى الله عنهم


أنا : حسن الخليفه احمد




لك الشكر اجزله اخينا انس بارك الله فيك تسلم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 9 المشاهدات 11376  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه