القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
![]() |
![]() ( وما يكفر بها إلا الفاسقون ) الذين قالوا لك ما جئتنا بشئ نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك ( أو كلما عاهدوا ) الله ( عهدا ) في تصديقك وعدم المناصرة عليك وقرئ عوهدوا وعهدوا ( نبذه ) نقضه و رماه ( فريق منهم ) جماعة منهم ( بل أكثرهم لا يؤمنون ) وإن أظهر البعض ذلك فهم مبطنون النفاق ( ولما جاءهم رسول ) وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( من عند الله ) يدعو إليه ( مصدق ) موافق ( لما معهم ) للتوراة المحتوية على وصفه (نبذ ) طرح ورمى ( فريق من الذين أوتوا الكتاب ) التوراة ( كتاب الله ) هي أيضا لأن تركهم للعمل بما فيها من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم هو نبذها كلها ( كتاب الله ) هي أيضا لأن تركهم للعمل بما فيها من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم هو نبذها كلها ( وراء ظهورهم ) وأعرضوا عنها ( كأنها لا يعلمون ) وما ذاك إلا حسدا وعنادا وبغضا للنبي صلى الله عليه وسلم ( واتبعوا ) علماء اليهود ( ما تتلوا الشياطين ) من السحر ( على ملك سليمان ) أي على زمان ملكه أنهم كانوا يسترقون السمع فيضمون إلي ما سمعوه أكاذيب ويلقونها إلي الكهنة فيدونونها و للناس يعلمونها وشاع أن الجن تعلم الغيب وأن ملك سليمان تم بهذا العلم وأنه بمثل هذه الأسحار كان ملكه ( وما كفر سليمان ) بزعمهم الفاسد أنه كان ساحرا وإنما هو نبي من خاصة الله ورسله ( ولكن ) وقرئ مخففا (الشياطين ) المضلين عن الطريق الملك المبين ( كفروا ) بإضلالهم من تبعهم ( يعلمون الناس السحر ) فضلوا وأضلوا وفي غضب الله حلوا ( وما أنزل على الملكين ) أي ويعلمونهم ما أنزل على الملكين وقرئ على الملكين بكسر اللام ( ببابل ) بلد من سواد العراق ( هاروت وماروت ) وهما ملكان أنزلا لتعليم السحر وقرئ هاروت و ماروت بالرفع ( وما يعلمان ) الملكان ( من أحد ) السحر ( حتى يقولا ) له وينصحاه نهيا عن تعلمه ( إنما نحن فتنة ) ابتلاء و اختبار من الله ( فلا تكفر ) فإنه لا يجتمع علمه و العمل به مع الإيمان ( فيتعلمون ) السابق لهم الخذلان ( منهما ) من هاروت وماروت ( ما يفرقون به ) الضمير للسحر ( بين المرء وزوجه ) بأن يفعلوا لهما شيئا يوقع بينهما البغض و الكره ( وما هم ) فاعلوا السحر ( بضارين به ) أي بالسحر ( من أحد ) من العباد ( الا بإذن الله ) فاعلم أنه لا يضر و لا ينفع الا الله ( ويتعلمون ) السحر ( ما يضرهم ) في آخرتهم ( ولا ينفعهم ) في دنياهم ( ولقد علموا ) اليهود ( لمن اشتراه ) الضمير للسحر أي استبدله بكتاب الله ) ماله في الآخرة ) لدى الله ( من خلاق ) نصيب وحظ ( ولبئس ما ) بئس شيئا ( شروا به أنفسهم ) وهو بيعها بما يوجب عذاب الله ( لو كانوا يعلمون ) أن تعلمه موجب للخسار ودخول النار ( ولو أنهم ) أي اليهود ( آمنوا ) بالله ورسوله وكتابه ( واتقوا ) خافوا عقاب الله فلم ينبذوا كتابه ولم يعلموا بالسحر ( لمثوبة ) أي لأثيبوا مثوبة ( من عند الله ) ومن خذائن رحمته ( خير ) لهم مما شروا به أنفسهم ( لو كانوا يعلمون ) أن ما عند الله من الثواب وحسن المآب خير لمن أقبل عليه وترك سواه و امتثل أوامره وسعى في رضاه (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ) لنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ( راعنا ) فإنكم لما قلتم ذلك وقصدكم به المراعاة والتأني فيما يقوله لكم حتى تفهموا قال اليهود ذلك اللفظ وقصدوا به سبا قاتلهم الله فإذا اجتنبتم ذلك فهم يجتنبوه وقرئ راعونا ( قالوا انظرنا ) بدل راعنا ( واسمعوا ) لما قلناه لكم وسدوا على اليهود باب مكايدهم ( وللكافرين عذاب أليم ) المتجرئين على الرسول العظيم ( ما يود ) يحب ويتمنى ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) لعداوتهم لكم وبغضكم ( ولا المشركين ) من العرب ( أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) من الوحي الدال لكم إلي سبيل السعادة الموصلة لنعيم الجنة المحسوسة وزيادة ( والله يختص برحمته ) و نبوته وحكمته ( من يشاء ) ‘دخاله في ديوان خاصته ( والله ذو الفضل العظيم ) الذي لا يتناهى و لايحيط به مخلوق ( ما ننسخ من آية ) نزلها إما لفظها مع حكمها أو حكمها فقط وقرئ ننسخ بضم النون ( أو ننسها ) نؤخرها ونرفع تلاوتها وقرئ ننسها وتنسها على البناء للمفعول وننسكها بإظهار المفعولين ( نأت بخير منها ) في المنفعة للعباد و الثواب في المعاد ( أو مثلها ) أي أو نأت بمثلها ثوابا وتكليفا ( ألم تعلم ) أيها النبي صاحب القدر الكبير ( أن الله على كل شئ قدير ) من النسخ والإتيان بالمثل وغير ذلك ونزلت الآية حين قال اليهود يأمر محمد أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ما هو أي القرآن إلا كلام محمد ( ألم تعلم ) أيها المصطفى ( أن الله له ملك السموات و الأرض ) يتصرف فيهما كما يختار ( وما لكم ) أمة النبي محمد أنتم ونبيكم ( من دون الله ) من غيره ( من ولى ) يتولى تأييدكم ( ولا نصير ) من الأذية يمنعكم ونزلت الآية حين طلب أهل مكة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسعها وأن يجعل الصفا ذهبا ( أم ) بل ( أتريدون ) معشر المكذبين ( أن تسألوا رسولكم ) وتقترحوا عليه بالسؤال ( كما سئل موسى ) أي سأله اليهود ( من قبل ) فقالوا أرنا الله جهرة وقلتم لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ( ومن يتبدل ) يتعوض و يأخذ ( الكفر بالإيمان ) ويترك الأخذ بالآيات البينات ( فقد ضل سواء ) وسط ( السبيل ) وحاد عن طريق الحق ( ود) أحب ( كثير من أهل الكتاب ) علماء اليهود و النصارى ( لو يردونكم ) ويصدونكم ( من بعد إيمانكم ) من بعد أن تحليتم بالإيمان ( كفارا ) مرتدين ( حسدا ) وذلك منهم حسدا لكم ( من عند أنفسهم ) الخبيثة المعرضة عن الله ( من بعد ما تبين ) وظهر (لهم ) لليهود ( الحق ) بصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم (فاعفوا ) عن عقوبتهم واتركوهم ( واصفحوا ) أعرضوا عن مجازاتهم ( حتى يأتي الله ) لكم ( بأمره ) بالقتال فقاتلوهم ( إن الله على كل شئ قدير ) من الانتقام منهم و غيره ( وأقيموا الصلاة ) وأدوا أركانها بقلوب حاضرة متوجهة صادقة وإقامتها أن تصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي الحديث صلوا كما رأيتموني أصلي وكان صلى الله عليه وسلم إذا كبر لا فتتاح الصلاة يرفع مرة يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ومرة أرفع من ذلك ومرة كما في رواية أبي دواد لو كنت قدام النبي صلى الله عليه وسلم لرأيت إبطيه و أما القبض ففي مسلم وضع يده اليمنى على اليسرى وعند الترمذي مرفوعا كان يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه وعند النسائي قبض يمينه على شماله وعند رزين عن على السنة وضع الكف على الكف في الصلاة ويضعهما تحت السرة وفي كشف الغمة كان صلى الله عليه وسلم إذا كبر للإحرام وضع يده اليمنى على اليسرى والرسغ والساعد تحت السرة وعند الطبراني في الكبير مرفوعا ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الفطور وتأخير السحور ووضع اليمنى على الشمال في الصلاة قال المناوي بأن يجعلهما تحت صدره فوق سرته وأما الرفع فعند أبي داود مرفوعا إلي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا كبر وإذا رفع رأسه من الركوع فيبلغ بهما أذنيه وعند النسائي مثله وزاد وإذا سجد وإذا رفع رأسه من سجوده وكان يسكت سكتتين سكته إذا كبر وسكتة بعد قوله ولا الضالين كذا في كشف الغمة وكان استفتاحه في السكتة الأولى مرة بما رواه أبو داود و الترمذي وغيرهما بقولهم كان إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وأكثر مدامته على ذلك وتارة يستفتح بقوله اللهم باعد بيني وبين خطاي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم نقني من خطاي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج و الماء والبرد وتارة يقولؤ مستفتحا وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ومرة يستفتح بقوله اللهم أنت الملك لا إله إلا انت أنت ربي وأنا عبدك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا انت و اهدني لأحسن الاخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا انت لبيك وسعديك و الخير كله في يديك و الشر ليس ^إليك أنابك و إليك تباركت و تعاليت أستغفرك وأتوب إليك وكان صلى الله عليه و سلم بعد ذلك يستعيذ فمرة يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و أخرى يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه فأما البسملة ففي كتابنا رحمة الأحد معزيا للترمذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم وفي كشف الغمة قال لجابر كيف تفتتح الصلاة يا جابر فقلت بالحمد لله رب العالمين فقال صلى الله عليه و سلم قل بسم الله الرحمن الرحيم و أما الفاتحة فلازم عليها سواء كنت إماما أو مأموما أو فذا وفي البخاري وغيره عنه صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقيل لأبي هريرة في حديث لمسلم إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك الحديث مطولا منه وعند الطبراني في الكبير من صلى خلف إمام فليقرأ بفاتحة الكتاب و أما التأمين ففي أبي داود مرفوعا كان ‘ذا قرأ و لا الضالين قال آمين ورفع بها صوته وفي كشف الغمة مرفوعا إذا قال و لا الضالين يقول عقبها سرا اللهم اغفر لي و للمسلمين ثم يقول آمين مادا بها صوته فيسمع من يليه من الصف الأول ويرتج المسجد وذلك كأن يجهر بها المأمون فإن كانت الصلاة سرية أسمع بها نفسه صلى الله عليه وسلم وأما السورة ففي كشف الغمة مرفوعا من صلى صلاة مكتوبة أو تطوعا فليقرأ فيها بأم القرآن و سورة معها وفي رواية وآيتين معها وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم رجلا الصلاة يقول له إذا كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع وأما الركوع و السجود فعند أبي داود وكان إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا و إذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا وفي كشف الغمة كان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت و الملكوت و الكبرياء و العظمة وكان مرة يقول سبوح قدوس رب الملائكة و الروح وكان مرة كما في الصحيحين مرفوعا يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وعند البيهقي في سننه مرفوعا يسبح ثلاث تسبيحات ركوعا وثلاث تسبيحات سجودا وكان يقول هذه الأذكار في ركوعه مرة خمسا ومرة سبعا ومرة عشرا وكيفية الركوع ما رواه ابن ماجة مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع يساوي ظهره حتى لو صب عليه الماء لا ستقر وأما الرفع بعده فكان صلى الله عليه وسلم يقول سمع الله لمن حمده فإذا انتصب قال ربنا لك الحمد ومرة يزيد اللهم ربنا ولك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء و المجد لا مانع لما أعطيت و لامعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك وأما السجود فمرة ذكر سبحان ربي الأعلى ثلاثا ومرة كان يقولها خمسا وأخرى سبعا ومرة يقول اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره رواه مسلم و أخرى يقول في سجوده رب أعط نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت و ليها و مولاها ومرة يقول اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا واجعل لي نورا ومرة سبحان ذي الجبروت كما تقدم في الركوع وأخرى سبوح قدوس كما مر فيه ومرة سجد لك سوادي وآمن بك فؤادي وأخرى يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب اصرف قلبي عن معصيتك ومرة رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ومرة يقول كما في مسلم سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت وفي رواية مرفوعة اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيننننت على نفسك ، وأما فعله بأصابعه في الركوع و السجود فعند الحاكم مرفوعا اذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه وفي البخاري مرفوعا كان إذا سجد يجنح حتى يرى وضح بياض إبطيه وفي الصحيحين وغيرهما أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة واليدين و الركبتين وأطراف القدمين ولا نكف الثياب ولا الشعر وكان صلى الله عليه وسلم يطمئن بين السجدتين فمرة يخفف وأخرى يطول ويقول لمن يعلمه الصلاة ثم ارفع يعني من السجود حتى تطمئن جالسا وكان يقول في جلوسه ذلك مرة رب اغفر لي يكررها مرار ومرة اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني وأما القنوت ففي الترمذي وأبي داود عن الحسن ابن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت وعن أنس ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت بعد الركوع إلا قليلا ومازال يقنت في الأخيرة من الصبح حتى فارق الدنيا وكيفية القنوت الأخرى اللهم إنا نستعينك ونستهديك الخ وأما الجلوس فعند النسائي وإذا جلس في الركعتين جمع اليسرى ونصب اليمنى ووضع يده اليمنى على فخذه ونصب أصبعه للدعاء ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وعقد ثنتين الوسطى والإبهام وأشار وفي كشف الغمة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعة الأخيرة يفرش رجله اليسرى وينصب الأخرى ويقعد على مقعدته وفيه أيضا مرفوعا تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان وفي رواية التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و للترمذي نحو ذلك وقال سلام عليك سلام علينا بغير أل وكيفية أبي داود مرفوعة التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله و بركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ثم قال ليختر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به وفي رواية للنسائي مرفوعة التحيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ور سوله وللنسائي أيضا رواية أخرى مرفوعة وهي باسم الله و بالله التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار وأما الصلاة بعد التشهد فعند الدارقنطي مرفوعا إذا جلست في صلاتك فلا تتركن الصلاة علي فإنها زكاة الصلاة ولها كيفيات منها ما في الصحيحين وغيرهما اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وفي رواية كما صليت على إبراهيم كما باركت على إبراهيم بإسقاط لفظ آل وروي مرفوعا اللهم صل على محمد وعلى ازواجه وذريته إلي آخرها و أما إيراهيم بإسقاط لفظ آل وروي مرفوعا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته إلي آخرها و أما الدعاء بعد التشهد فمنه ما رويناه في كتابنا رحمة الأحد معزيا إلي بعض أهل السنن مرفوعا اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلي النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا و أبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذريتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم و اجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابلين لها وأتمها علينا وفي مسلم قال صلةى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخير فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا و الممات ومن شر المسيح الدجال ومرة يزيد على ذلك اللهم أعوذ بك من المأثم و المغرم وأخرى يقول اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وكثيرا يقول اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري و بارك لي فيما رزقتني وكثيرا أيضا ما يقول اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزميمة على الرشد و أسألك نعمتك وحسن عبادتك و أسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد وأسألك نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسان صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم و أستغفرك لما تعلم وكثيرا أيضا ما يقول اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك وعند مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘ذا قام إلي الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد و التسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا انت وكان إذا سلم من الصلاة قال عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وكان يحذف السلام ولا يمده مدا وعند الحاكم وغيره مرفوعا حذف السلام سنة وأما القراءة في الصلاة فكان لا يترك في صبح الجمعة الم السجدة وهل أتى على الإنسان وفي غير الجمعة كان كثيرا ما يقرأ فيها بنحو ( ق ) وتبارك ((الملك )) ونحوهما ومرة بالتكوير والزلزلة وأخرى بالكافرون والإخلاص و تارة بالمعوذتين لكن في السفر ومرة بالروم يفرقها في الركعتين وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر في الركعتين الأولتين بأم القرآن و سورتين وفي الركعتين الأخرتين بأم القرآن و يسمعنا الآية أحيانا ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية وهكذا في العصر وهكذا في الصبح كذا في الصحيحين وغيرهما وعند أبي داود وغيره كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى وعنده وعند غيره كان يقرأ في الظهر و العصر بالسماء ذات البروج و السماء و الطارق ونحوهاما من السور النسائي بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية في الظهر وعنده أيضا عن بعضهم مرفوعا كنا نسمع الآيات من لقمان وللذاريات وفي العصر كان يصلي في الركعتين الأولين منها بنحو الخمس عشرة آية وفي الأخرتين نصفها (1) وتقدم بعض ما كان يصلي به فيها و أما المغرب فعند النسائي أنه صلى الله عليه وسلم بالمرسلات ومرة بحم الدخان ومرة بقوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا إلي قوله الوهاب و أخرى بالكافرون في الأولى والإخلاص في الثانية وأما العشاء فكان كثيرا يقرأ بالتين و الزيتون ونحوهما في كل ركعة من الأولين كذا في كشف الغمة وعند الترمذي وغيره كان يقرأ في العشاء يالشمس وصحاها ونحوها ثم ليقل العبد بعد الصلاة ثلاثا أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه و قد أطلت الكلام هنا لكون الصلاة هي رأس الدين و بها قوامه وذكرت كثيرا من الكيفيات لأن الله جل شأنه يتجلى في الدار الآخرة للنبي صلى الله عليه و سلم بتجليات لكل كيفية تجل فمن عمل بتلك الكيفيات نال من ذلك التجلي حظا ومن لا فلا فينبغي للعبد أن يحافظ على الكل لينال كثيرا من التجليات الواردة للحضرة المحمدية ( وآتوا الزكاة ) بطيب نفس إن أردتم الخير و إلا فتؤخذ منكم باليد ثم ذكرنا بعض أحكامها هنا وفي الحديث مرفوعا قال صلى الله عليه وسلم قد عفوت عن الخيل و الرقيق فهاتوا صدقة الورق من كل أربعين درهما و ليس في تسعين ومائة شئ فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة ن ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم تكن الا تسعا وثلاثين فليس عليك فيها شئ وفي البقر في كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ وفي خمس وعشرين من الإبل (2) خمسة من الغنم فإن زادت واحدة ففيها ابنة مخاض فإن لم تكن له بنت مخاض فابن لبون ذكر إلي الخمس والثلاثين فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلي خمس وأربعين فإن زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين (3) فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتنان الجمل إلي عشرين ومائة وأما إن كان من الابل أكثر من ذلك ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق خشية الصدقة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار و لا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر وما سقى بالغرب ففيه نصف العشر رواه أحمد و أبو داود وهذا الحديث قد جمع كثيرا من أحكام الزكاة (1) قوله وفي الأخيرتين نصفها هكذا في الأصل الذي بيدنا وليحرر لفظ الحديث ا ه مصححة. (2) (2) قوله وفي خمس وعشرين من الإبل الخ هذه رواية منقولة عن علي كرم الله وجهه قال الزيعلي و لا تكاد تصح اه كتبه مصححه (3) قوله ففيها حقة طروقة الجمل إلي تسعين هكذا في الأصل الذي بيدنا وبينهما نصابان تركهما وترك بعد قوله فيما يأتي إلي عشرين ومائة نصابا وهو مائة واحدى وعشرون كما يعلم من كتب الفقه ا ه مصححه. (وما تقدموا ) وقرئ تقدموا من أقدم ( لأنفسكم من خير ) وتحسنوا به إليها من جميع الأعمال الصالحة ( تجدوه ) في صحائفكم ( عند الله ) فيجازيكم عليه ( إن الله بما تعملون بصير ) فيعطي كل عبد على حسب إخلاصه و لإحسانه للعمل وقرئ بالياء ( وقالوا ) أحبار اليهود و النصارى ( لمن يدخل الجنة ) دار النعيم و النظر إلي وجه الكريم ( إلا من كان هودا ) وذلك أن اليهود قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا ( أو نصارى ) كذلك قالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان منهم ( تلك ) المقالة ( أمانيهم ) الكاذبة و شهواتهم الفاسدة ( قل ) أيها النبي لهم ( هاتوا ) على ما ذكرتم ( برهانكم ) وحجتكم ( إن كنتم صادقين ) فيما ادعيتموه (بلى ) يدخلها ( من أسلم وجهه لله ) وانقاد لحكمه و اتبع أمره من كل العباد ( وهو محسن ) أعماله ( فله أجره ) على ما عمل ( عند ربه ) لديه في الجنان ( و لاخوف عليهم ) من عقاب ( ولا هم يحزنون ) على شئ فاتهم فنعم المآب ( وقالت اليهود ) وذلك حين قدم و فد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليست النصارى على شئ ) أي على دين صحيح ( وقالت النصارى ) لليهود ( ليست اليهود على شئ ) أي على دين صحيح معتد به ( وهم ) الجميع ( يتلون الكتاب ) المنزل على نبيهم فكذب قوم كل نبي منهم النبي الآخر (كذلك قال ) من هذه الأمة ( الذين لا يعلمون ) وهم المشركون ( مثل ) قولهم ) أي قول اليهود و النصارى فالكل في التعنت و العناد وطلب ما لايليق سواء ( فالله يحكم بينهم ) بين المختلفين ( يوم القيامة ) يوم العرض عليه ( فيما كانوا ) في الدنيا ( فيه يختلفون ) فيدخل المؤمنين الجنة و الكافرين النار ( ومن أظلم ) لا أحد أظلم ( ممن منع ) الطالب ( مساجد الله أن يذكر فيه اسمه ) ويعبد فيها و الآية نزلت في المشركين ( وسعى في خرابها ) من تعطيل إقامة الدين فيها وهدمها ( أولئك ) المانعون ( ما كان لهم أن يدخلوها ) ما كان ينبغي لهم أن يدخلوها ( إلا خائفين ) ولله خاشعين ( لهم في الدنيا ) جزاء على سوء فعلهم (خزى) من القتل للحربى و الجزية للذمى ( ولهم في الآخرة ) بكفرهم و تعديهم حدود الله ( عذاب عظيم ) وهو النار وبئس المصير ( ولله المشرق و المغرب ) أي الأرض كلها له والإشارة لصلاة النافلة على الراحلة في السفر لكونها لا يتعين فيها استقبال القبلة ( فأينما تولوا ) في الصلاة وجوهكم بأمر من الله (فثم وجه الله ) فالأمر للشارع و الحكم حيثما وجه ( إن الله واسع عليم ) فسبحانه ما أعظم شأنه الكريم ( وقالوا ) الكفار ( اتخذ الله ولدا ) تعالى الله عما قالوا فقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال مشركو العرب الملائكة بنات الله (سبحانه ) تنزه عما قالوا ( بل له ما في السموات و الأرض ) عبيدا وخلقا ( كل له قانتون ) مطيعون (بديع السموات و الأرض ) مبدعهما على أحسن صنع ( وإذا قضى ) أراد (أمرا ) يوجده ( فإنما يقول له ) عند تكوينه ( كن فيكون ) وقرئ فيكون بالنصب ( وق4ال الذين لا يعلمون ) الجهلة من المشركين ( لولا ) هلا ( يكلمنا الله ) فيقول لنا محمد أرسلته ( أو تأتينا آية ) وذلك قولهم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا الأرض ينبوعا إلي قوله كتابا نقرؤه ( كذلك ) كما قالوا ( قال الذين من قبلهم ) من كفار الأمم الماضية ( مثل قولهم ) كقولهم أرنا الله جهرة وغير ذلك ( تشابهت ) وقرئ بتشديد الشين ( قلوبهم ) في العناد والإعراض عن الله ( قد بينا الآيات ) الواضحات ( لقوم يوقنون ) يؤمنون لا يتعنتون ( إنا أرسلناك ) تدعو الناس إلينا ( بالحق ) و سبيله المستقيم ( بشيرا ) للمؤمنين ( ونذيرا ) للكافرين ( و لاتسئل عن أصحاب الجحيم ) لم لم يؤمنوا وقرئ تسأل على أنه نهى له صلى الله عليه وسلم عن السؤال ( ولن ترضى عند اليهود ) لفساد عقولهم ( و لا النصارى ) أيضا ( حتى تتبع ملتهم ) أي دينهم ( قل ) لهم ( إن هدى الله ) الذي هو الإسلام ( هو الهدى ) طريق الحق المستقيم وما عداه فباطل ( ولئن اتبعت أهواءهم ) آراءهم الفاسدة ( بعد الذي جاءك من العلم ) بأنك على الحق ( مالك من الله ولي ) يتولى إعانتك ( و لا نصير ) يدفع عنك فاقتك وقد حفظناك من ذلك بولايتنا ونصرناك عليهم بحمايتنا ( الذين آتيناهم الكتاب ) أي مؤمنو أهله (يتلونه ) يقرءونه ( حق تلاوته ) فيتقونه و يعملون بما فيه ( أولئك يؤمنون به ) فليسوا كالحرفين ( ومن يكفر به ) وهم المحرفون له (فأولئك هم الخاسرون ) حيث غيروا أحكام الله لأهوائهم (يا بني إسرائيل ) أولاد يعقوب ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) من إخراجكم من التيه و تظليلكم بالغمام و إدراككم زمن نبي محمد ( وأنى فضلتكم على العالمين ) وجعلت منكم الأنبياء و المرسلين ( واتقوا ) واخشوا (يوما ) يوم القيامة ( لا تجزى ) لا تغنى ( نفس عن نفس شيأ ) قل أو كثر ( و لايقبل منها عدل ) فداء ( و لاتنفعها شفاعة ) فإن الشفاعة في الكافر ليس لها محل ( و لاهم ينصرون ) من عذاب الله ويمنعون ( و إذ ابتلى ) اختبر ( إبرهيم ) وقرئ إبراهام ( ربه بكلمات ) أوامر ونواهي مناسك الحج وغيرها وقرئ إبراهيم بالرفع وربه بالنصب أي دعاه بكلمات مثل رب أرني كيف تجي الموتى ( فأتمهن ) فاداهن بتمام ( قال ) الله سبحانه و تعالى له (إني جاعلك للناس إماما ) يقتدون بك ( قال ) إبراهيم ( ومن ذريتي ) أي ومن أولادي أجعل أئمة يقتدى بهم ( قال ) الله سبحانه و تعالى ( لا ينال عهدي ) و إما متي وقرئ بفتح الياء ( الظالمين ) المتعدين حدودي بالكفر وقرئ الظالمون ( وإذ جعلنا البيت ) الكعبة المشرفة ( مثابة ) مرجعا ( للناس ) يثوبون إليه من كل جهة (وأمنا ) مأمنا لهم من الخوف وقد كان الرجل يلاقي قاتل أبيه في الحرم فلا يتجرأ عليه ( و اتخذوا ) عباد الله المؤنين ( من مقام إبراهيم مصلى ) ولما فرغ صلى الله عليه و سلم من طوافه عمد إلي مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فبين المقصود من الآية للعباد وقرئ واتخذوا بلفظ الماضي ومقام إبراهيم هو الحجر الذي كان يقف عليه حين يبني البيت ( وعهدنا إلي إبراهيم و ‘سماعيل ) بأن أمرناهما وأوصينا إليهما ( أن طهرا بيتي ) وقرئ بسكون الياء من الأوثان و الأنجاس وسائر الأدناس (للطائفين ) به ( و العاكفين ) فيه أي المقيمين عنده ( و الركع السجود ) أي المصلين ثم ( و إذ قال إبراهيم ) سائلا مولاه ( رب ذاجعل هذا ) البلد ( بلدا آمنا ) أي ذا أمن فاستجاب الله له ما سأل و في الحديث ان إبراهيم حرم مكة فلا يسفك فيها دم إنسان و لا يصاد صيده و لايقطع شجره إلا الإذخر و لا بظلم فيه أحد ( وارزق أهله ) لأنى أسكنتهم في محل ليس فيه معاش (من الثمرات) أي أنواع ما تحمل الأشجار (من آمن منهم ) من سكان البلد ( بالله و اليوم الآخر ) وعمل له (قال ومن كفر ) منهم (فأمتعه ) بالرزق في دنياه وقرئ فأمتعه من أمتع (قليلا ) مدة إقامته في الدنيا ( ثم أضطره ) ألجئه ( إلي عذاب النار ) في الآخرة وقرئ فمتعه ثم اضطره بلفظ الأمر وقرئ فنمتعه ثم نضطره ( وبئس المصير ) النار لمن كفر بالملك الكبير (واذ يرفع ) لله وفي الله (إبراهيم) الخليل (القواعد) أصول الأساس (من البيت) الكعبة الشريفة (و إسماعيل) معه يناوله الحجارة يقولان (ربنا تقبل) عملنا وفرئ يقولان ربنا (منا إنك أنت السميع ) لدعائنا لك (العليم) بتضرعنا إليك (ربنا واجعلنا) بعنايتك بنا (مسلمين لك ) وقرئ مسلمين بالجمع ( ومن ذريتنا) أولادنا (أمة) جماعة (مسلمة لك ) منقادة مطيعة (وأرنا) أبصرنا وقرئ أرنا بسكون الراء (مناسكنا) كيفية معاملتنا لك في الحج (وتب علينا) من النظر لسواك (إنك أنت التواب) على من بكليته أتاك ( الرحيم) به تبارك علاك(ربنا وابعث) للدعوة إليك(فيهم) أي في سكان الحرم (رسولا منهم) فبعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم واستجاب الدعوة وفي الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا دعوة إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم (ويتلو عليهم آياتك) قرآنك العزيز فيجلو بصائرهم وينور أفئدتهم ( ويعلمهم الكتاب) الذي هو القرآن المتلو عليهم فيعلمون أسراره ويدرون حكمه وأخباره (و الحكمة) التي يعبرون بها عن حقائق الكمالات وينطقون فيها بأنواع الأسرار الخبآت (ويزكيهم) من درن المعاصي والسيئات (إنك أنت العزيز) الذي لا يغلبه شئ(الحكيم) المربي بحكمته كل حي (ومن يرغب) يعرض من العباد(عن ملمة إبراهيم) الطاهرة الطيبة (إلا من سفه) جهل (نفسه) أنها مخلوقة للحق وحقها العبادة و الطاعة لله(ولقد اصطفيناه) اخترناه بالخلة الكاملة (في الدنيا) و المقامات العلية(وإنه في الآخرة) في نهاية درجات القرب (لمن الصالحين) بالأهلية لها(إذ قال له ربه) يدعوه لكمال الإخلاص(أسلم) أخلص دينك لله ومعاملته (قال) إبراهيم لما تحقق بذلك (أسلمت لرب العالمين) أخلصت وتوجهت بكلتي إليه (ووصى بها) باتباع الملة وقرئ أوصى بها ( إبراهيم بنيه) أولاده (ويعقوب) وصى كذلك بنيه وقرئ بالنصب (يابني) أي قال يابني (إن الله اصطفى) اختار (لكم الدين) صفوة أديانه الإسلام (فلا تموتن) أي فاثبتوا على الاإسلام فلا يأتيكم الموت ( إلا وأنتم مسلمون ) أي إلا وأنتم متحققون بالإسلام ومقاماته وكمالاته قل لليهود (أم كنتم شهداء) حضورا (إذ حضر يعقوب الموت) ونزلت حين قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم أوصى يعقوب بنيه باليهودية حين مات (إذ قال) يعقوب حين حضره الموت (لبنيه ما تعبدون من بعدي) هذا الذي قال لهم (قالوا) بنوه (نعبد إلهك) المستحق أن يعبد ( وإله آبائك) وقرئ وإله أبيك (إبراهيم وإسماعيل وإسحق) وهو الله سبحانه وعد إسماعيل لأنه عم و العم كألاب (إلها واحدا) إله الكل (ونحن له مسلمون) وبه مؤمنون وله منقادون (تلك أمة) إبراهيم و يعقوب وما بينهما (قد خلت) مضت (لها ما كسبت) جزاء ما عملت (ولكم ما كسبتم) جزاء أعمالكم (ولا تسئلون) أنتم (عما كانوا يعملون) وهم كذلك لا يسألون عن أعمالكم (وقالوا كونوا هودا) هذا قول اليهود (أو نصارى) وهذا قول النصارى ( تهتدوا) إن تهودتم أو تنصرتم يقولونه للمسلمين (قل) لهم أيها النبي ومن معك من المؤمنين (بل) نتبع (ملة إبراهيم) الخليل (حنيفا) مائلا إلي الحق عن الباطل ( وما كان المشركين) فنحن وهو دينا الإسلام و التوحيد وأنتم في ضلالكم (قولوا) معشر المؤمنين (آمنا بالله)(1) واعتقدنا أنه هو الإله الحقيقي المستحق أن يعبد ( وما أنزل إلينا) أي القرآن أمنا به ( وما أنزل إلي إبراهيم) من الصحف (وإسماعيل وإسحق ويعقوب و الأسباط) بالكل آمنا ( وما أوتي موسى أي آمنا بالتوراة التي أوتيها موسى (وعيسى) أي و الأنجيل الذي أوتيه عيسى ( وما أوتي النبيون) كلهم ( من ربهم) من كتب وآيات(لانفرق بين أحد منهم) كما فعلتم فنؤمن ببعض ونكفر ببعض (ونحن له) أي لله (مسلمون فإن آمنوا) اليهود و النصارى (بمثل ما آمنتم به) مععشر المؤمنين من أمة محمد (فقد اهتدوا) إلي سبيل النجاة عند الله و صدقوا بالكل واتبعوا نبينا محمدا الذي هو أشرف أحباب الله (وإن تولوا) عن الإيمان (فإنما هم في شقاق) خلاف لما أمرهم الله به ولا موافقة بينكم(2) ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،، (1) (قوله عزل وجل آمنا بالله الخ) لما نزلت هذه الآية قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليهود و النصارى وقال إن الله أمرني بهذا فلما سمعت اليهود بذكر عيسى أنكروا وكفروا وقالوا لن نؤمن بعيسى وقالت النصارى عيسى ليس بمنزلة الأنبياء ولكنه ابن الله فأنزل الله قوله تعالى فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به الآية اه. (2) (قوله فسيكفيكهم الله) فكفاه الله شرهم بالقتل والسبي في قريظة و الجلاء والنفي في بني النضير والجزية والذلة في نصارى نجران ا ه. (فسيكفيكهم الله) ويصرف أيها النبي الكريم مناوأتهم لك ومعادتهم (وهو السميع) لما تقولونه (العليم) بما تكونونه (صبغة الله) (1) أي صبغنا الله صبغة وهي فطرته (ومن أحسن من الله صبغة) لا أحسن من صبغة الله(ونحن له عابدون) ولحكمه منقادون (قل أتحاجوننا) تجادلوننا(2) (في الله) أن اختار نبيا من العرب ونزلت حين قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء كلهم منا فلو كنت نبيا لكنت منا (وهو ربنا وربكم) فله أن يختص برسالته من يشاء منا ومنكم (ولنا أعمالنا) فنجازي عليها(ولكم أعمالكم) تجازون عليها(ونحن له مخلصون) (3) ولطاعته منقادون (أم تقولون) وقرئ بالياء ( إن إبراهيم) الخليل (وإسماعيل) الذبيح (وإسحاق ويعقوب منقادون (أم تقولون) وقرئ بالياء (إن إبراهيم) الخليل (وإشسماعيل) الذبيح (وإسحاق ويعقوب و الأسباط) أبناء يعقوب (كانوا هودا أو نصارى) بزعمكم الفاسد (قل ءأنتم أعلم أم الله) هو أعلم وقد قال تعالى ((ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا)) و هم تبعا (4) له معه(ومن أظلم) لا أحد أظلم .................................................. . (1) قوله (صبغة) أي دين الله لأن دين الإسلام يؤثر في المتدين به من الطهر و الصلاة و الوقار وسائر شعائر الإسلام كالصبغ الذي يكون في الثوب و لاشئ في الأديان أحسن من دين الإسلام ا ه بغوى. (2) قوله (تجادلوننا) من ذلك أن اليهود كانوا يقولون نحن أهل الكتاب الأول و العلم القديم وكانوا يقولون هم و النصارى نحن أبناء الله وأحباؤه فأمر الله نبيه بهذه الآية 1 ه. (3) قوله (مخلصون) أي موحدون قال صلى الله عليه وسلم ما بلغ عبد حقيقة الاخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شئ من عمله لله وقال الفضيل ترك العمل لأجل الناس رياء و العمل لأجل الناس شرك والاخلاص أن يعافيك الله منهما ا ه. (4) قوله (وهم تبعا الخ) كذا في الأصل وعبارة الجلال و المذكرون معه تبع له ا ه مصححه. (ممن كتم) وأخفى (شهادة عنده) ثابتة (من الله) وهو ما عرفوه في التوراة من حنيفية إبراهيم وصدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وما الله بغافل) يامعشر الخاسرين(عما تعملون) من الجراءة عليه وكتمان ما تعملون وقرئ بالياء (تلك أمة) الأنباء المذكورون ومن معهم (قد خلت) سلفت (لها ما كسبت) من الخيرات عند الله ( ولكم ما كسبتم) من السيئات (ولا تسئلون عما كانوا يعملون) فكل أحد مؤاخذ بعلمه (سيقول السفهاء) (1) الجهال(من الناس) من المشركين و اليهود والمنافقين (وما ولاهم) ما الذي صرفهم (عن قبلتهم) النبي عليه الصلاة و السلام و المؤمنين (التي كانوا عليها) وهي استقبال بيت المقدس (قل لله المشرق و المغرب) يوجه عباده في التوجه حيث شاء (يهدى من يشاء) هدايته (إلي صراط) سبيل (مستقيم) يرتضيه جل شأنه .......................................... (1) قوله (سيقول السفهاء الخ) نزلت في اليهود ومشركي مكة ومنافقي المدينة طعنوا في تحويل القبلة وقال مشركو مكة قد تردد على محمد أمره و اشتاق إلي معشر مولده و مولد آبائه وقد توجه نحو قبلتكم وهو راجع إلي دينكم عاجلا فأنزل الله تعالى قل لله المشرق و المغرب الآية أي المشرق و المغرب لله ملكا وخلقا والخلق عبيده يحولهم كيف يشاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى بمكة إلي الكعبة وربما كان يجعل الكعبة بينه وبيت المقدس فلما هاجر إلي المدينة أمر أن يصلى إلي بيت المقدس لئلا يكذبه اليهود لأن نعته في التوراة أن يكون صاحب القبلتين يصلي إلي بيت المقدس نحوا من سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر ثم يأمره الله بالتحول إلي الكعبة ليمتحن أهل الإسلام ا ه خازن. (كذلك) كما هديناكم الصراط المستقيم (جعلناكم) يا أتباع هذا النبي الكريم ( أمة وسطا) خيارا عدولا مزكين(لتكونوا شهداء)لله يوم العرض عليه (على الناس) أمم الأنبياء السابقين حين ينكرون تبليغ الرسل إليهم (ويكون الرسول) محمد سيد المرسلين(عليكم شهيدا) فيزكيكم في شهادتكم (وما جعلنا) صيرنا(القبلة) المشرفة(التي كنت عليها) وذلك أنه كان يصلي إليها بمكة ثم لما هاجر أمر تألفا لليهود باستقبال الصخرة(إلا لنعلم) لنرى(من يتبع الرسول) بالرجوع إلي القبلة(ممن ينقلب على عقبيه) أي يرتد ويظن أن محمدا في حيرة(وإن كانت) التوالية إلي الكعبة(لكبيرة) عظيمة شديدة مشقة وقرئ لكبيرة بالرفع(إلا على الذين هدى الله) وقواهم على أنفسهم فخالفوها واتبعوا الحق ولما قالت اليهود للمؤمنين من مات منكم قبل التحويل إلي القبلة مات على الضلال في مقام الجدال قال الله (وما كان الله ليضيع) معشر المؤمنين (إيمانكم) (1) أي تصديقكم بالقبلة الأولى ليضيع أجركم (إن الله) العالم بحقائق العباد (بالناس) المؤمنين (لرؤف) شديد الرأفة بهم (رحيم) فلا يضيع أجرهم ولما كان التوجه إلي الكعبة أحب إليه صلى الله عليه وسلم وأقرب لدخول قومه في الإسلام قال لجريل وددت لو أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلي غيرها قال له جبريل إنما أنا عبد مثلك و أنت كريم على ربك فاسأله ثم ارتفع جبريل وجعل يديم النظر إلي السماء النبي الجميل راجيا أن يأتيه بما طلب الأمين جبريل فأنزل الملك الجليل ................................................ (1) قوله (إيمانكم) أي صلاتكم إلي بيت المقدس وذلك أن حي بن أخطب و أصحابه من اليهود قالوا للمسلمين أخبرونا عن صلاتكم إل بيت المقدس أكانت هدى أم ضلالة فإن كانت هدى فقد تحولتم عنها وإن كانت ضلالة فقد دنتم الله بها فإن من مات منكم عليها مات على الضلال فانطلق عشائرهم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك وقالوا ان الله حولك إلي قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلي بيت المقدس فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم الآية ا ه. (قد نرى تقلب وجهك في السماء) أي في النظر إليها (فلنولينك) فلنوجهنك(قبلة ترضاها) تريدها و تهواها (فول) وجه واصرف(وجهك) في الصلاة(شطر) نحو(المسجد الحرام) الذي أحببت التوجه إليه وهو أشرف الأرض بلاكلام (وحيثما كنتم) (1) معشر هذه الأمة (فولوا وجوهكم) في الصلاة (شطره) نحوه(وإن الذين أوتوا الكتاب) اليهود(ليعلمون) علم يقين (أنه) توجهكم إلي الكعبة (الحق) الذي لا شك فيه(من ربهم) لما وجدوه في كتبهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يتحول إليه (وما الله بغافل) لعباده(عما يعملون) وقرئ بالتاء (ولئن أتيت) (2) أيها النبي الكريم(الذين أتوا الكتاب) اليهود و النصارى(بكل آية) حجة وبرهان على صدق تحولك إلي الكعبة (ما تبعوا قبلتك) لتصميمهم على التكذيب كفرا وعنادا (وما أنت بتابع قبلتهم) فلا يطعموا فيك ولييأسوا (وما بعضهم) بعض الفريقين(بتابع قبلة بعض) لأن اليهود تستقبل الصخرة و النصارى مطلع الشمس فلا يتفقون على جهة واحدة ........................................... (1) قوله عز وجل (وحيثما كنتم) أي ببر أو بحر أو سهل أو جبل أو شرق أو غرب فولوا وجوهكم شطره فحولت القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين نزلت الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من الظهر فحولت في الصلاة فاستقبل الميزاب فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين فلما حولت إلي الكعبة قالت اليهود يا محمد ما أمرت بهذا أو ما هذا الا شئ ابتدعته من نفسك فتارة تصلى إلي قبلتنا بيت المقدس وتارة إلي الكعبة فلو ثبت إلي قبلتنا لكنا نرجو أن تكون صاحبنا الذي كنا ننتظره فأنزل الله وإن الذين أتوا الكتاب الآية. (2) قوله (وليئن أتيت الخ) يعني قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بآية كما أتي بها الأنبياء قبلك فأنزل الله ولئن أتيت الآية ا ه. (ولئن اتبعت أهواءهم) الفاسدة في استقبال قبلتهم(من بعد ما جاءك من) الله من (العلم) بأن القبلة هي الكعبة (إنك إذا لمن الظالمين) وقد عصمك الله من مخالفته واتباع القوم الخاسرين(الذين آتيناهم) أعطيناهم (الكتاب) التوراة(يعرفونه) أي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بنعته المنعوت فيها(كما يعرفون أبناءهم)بل أشد قال ابن سلام أنا أعلم به منى بابني قالوا ولم قال لأني لست أشك في محمد أنه نبي وأما ولدي فلعل والدته خانت(وإن فريقا منهم) من اليهود وهم المنكرون له صلى الله عليه وسلم (ليكتمون الحق) الثابت عندهم (وهم يعلمون) أن هذا النبي الصادق ونبوته حق (الحق من ربك) أي هذا الحق من ربك وقرئ الحق بالنصب على البدلية مما قبله(فلا تكونن) في تحقيق ذلك ( من الممترين) الشاكين(ولكل) من الأمم (وجهة) قبلة (هو موليها) مستقبلها بوجهه وقرئ مولاها (فاستبقوا) بهمة قوية (الخيرات) واعلموها من أمر القبلة وغيرها(أينما تكونوا) أي فيأي موضع تكونوا (يأت بكم الله جميعا) يجمعكم يوم القيامة ويثبت طائعكم ويعاقب عاصيكم ( إن الله على كل شئ قدير) من الإحياء والإماتة وغيرهما الملك الكبير(ومن حيث خرجت) لسفر (فول وجهك) إذا صليت (شطر) نحو (المسجد الحرام) الكعبة (وإنه) أي التوجه إليها (للحق) الثابت (من ربك) سبحانه (وما الله بغافل عما تعملون) بل محفوظ لديه وقرئ بالياء (ومن حيث خرجت) أي من أي موضع خرجت(فول وجهك شطر المسجد الحرام) وقد أكدنا عليك ولأتباعك ذلك فلا كلام(وحيثما كنتم) من الجهات (فولوا) وجهوا(وجوهكم) في صلاتكم(شطره) نحوه(لئلا يكون) في التولي إلي غير الكعبة(للناس عليكم حجة) مجادلة فلا تبالوا قول اليهود تجحدون ديننا وتتبعون قبلتنا وقول المشركين تدعى ملة إبراهيم وتخالف قبلته(إلا الذين ظلموا) أنفسهم (منهم) بالعناد حتى أدخلوها في طرق الفساد(فلاتخشوهم) تخافوهم وتبالوا بحاججتهم(واخشوني) خافوني واجتهدوا فيما أمرتكم به(ولأتم نعمتي عليكم) بالتأييد عليهم( ولعلكم تهتدون) إلي سبيل الحق فتنصروا(كما) أنعمت عليكم بالاهتداء إلي القبلة(أرسلنا فيكم) سيد المرسلين جملة (رسولا منكم) محمدا صلى الله عليه وسلم(يتلو عليكم) لهدايتكم(آياتنا) القرآن(ويزكيكم) ويطهركم من الآثام(ويعلمكم الكتاب) ومافيه من الأحكام(و الحكمة) الأسرار الإلهية (ويعلمكم ما لم تكونوا) من قبل (تعلمون) من أنواع القربات إلي و الى الهبات(فاذكروني) (1) بأنواع الأذكار (أذكركم) في حضرتي وأجازكم بما ليس له انحصار وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملء ذكرته في ملء خير منهم (واشكروا لي) على ما أوليتكم ( و لا تكفرون) فتجحدوا نعمتي ......................................... (1) (قوله فاذكروني) أي اذكروني بلا غفلة أذكركم بلا مهلة اذكروني بالندم أذكركم بالكرم اذكروني بالمعذرة أذكركم بالمغفرة اذكروني بالإخلاص أذكركم بالاختصاص اذكروني بالقلوب أذكركم بكشف الكروب اذكروني بلا نسيان أذكركم بالأمان اذكروني ذكرا فانيا أذكركم ذكرا ياقيا اذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البر اذكروني بالصفو أذكركم بالعفو اذكروني بالتعظيم أذكركم بالتكريم اذكروني بالمناجاة أذكركم بالنجاة اذكروني بترك الجفاء أذكركم بحفظ الوفاء اذكروني بالجهد في الخدمة أذكركم بالنعمة ولذكر الله أكبر ا ه. (يا أيها الذين آمنوا) السالكين سبيل الإيمان (استعينوا) على إدراك الدرجات العلى(بالصبر) على المصيبة وعلى الطاعة وعن المعصية وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر على المعصية (1) فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلي منتهى العرش مرتين (و الصلاة) التي هي رأس الدين ( ‘ن الله مع الصابرين) بالنصر و الظفر المبين(و لا تقولوا لمن يقتل) (2) يقتله الكفار (في سبيل الله) وطلب ‘علاء كلمته (أموات) ليسوا كذلك (بل أحياء) قال صلى الله عليه وسلم إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمر الجنة (ولكن لا تشعرون) بحياتهم وما هم فيه من النعيم (ولنبلونكم) نعاملكم معاملة المختبر(بشئ من الخوف) من أعدائكم (والجوع) بالقحط(ونقص من الأموال) في البر و البحر (والأنفس) قتلا وموتا ( والثمرات) بالحوائج فإذا فعلنا بكم ذلك ننظر أتصبرون أم لا ( وبشر الصابرين) من العباد على ذلك الابتلاء .................................................. . (1) قوله (على المعصية) أي عنها ا ه تقرير ختم. (2) قوله (تعالى و لا تقولوا الخ) نزلت في قتلى بدر من المسلمين وكانوا أربعة عشر رجلا ، وكان الكفار يقولون للشهداء على طريق الطعن إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقتلون أنفسهم في الحرب بغير سبب ثم يموتون فيذهبون فنهى المسلمون أن يقولوا مثل هذا القول ا ه. (الذين إذا أصابتهم مصيبة) من المصائب المذكورة (قالوا) مسلمين لله (إنا لله) وما أصابنا منه رضينا (وإنا إليه راجعون) ومرتجون للثواب على ذلك منه(أولئك) القائلون (عليهم صلوات) تطهرهم (من ربهم ورحمة) تغمرهم(وأولئك هم المهتدون) إلي سبيل الحق وعند الله مقبلون (إن الصفا) هو جبل بمكة(والمروة) جبل بها أيضا(من شعائر الله) متعبداته (فمن حج البيت) الحرام (أو اعتمر) قصد للزيارة(فلا جناح عليه) لا إثم عليه(أن يطوف بهما) أي بينهما و السعي ركن في الحج لقوله عليه الصلاة و السلام اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ولما حج صلى الله عليه وسلم وقف على الصفا وبدأ بها وقال نبدأ بما بدأ الله به ( ومن تطوع خيرا) فعل طاعة وغير واجبة عليه من أنواع العبادات وقرئ يطوع وقرئ بخير( فإن الله شاكر) لعمله بجزائه بالثواب عليه(عليم) به (إن الذين يكتمون) وهم علماء اليهود (ما أنزلنا) لهداية الناس(من البينات) أي الآيات الواضحات من الحدود و الرجم المذكورة في التوراة(والهدى) من نعت النبي صلى الله عليه وسلم فيها(من بعد ما بيناه) على أكمل الوجوه (للناس في الكتاب) أي في التوراة (أولئك) الفاعلون ذلك (يلعنهم الله) يطردهم من رحمته (ويلعنهم الاعنون) من الملائكة و النبيين(إلا الذين تابوا) عن الكتم (وأصلحوا) المعاملة مع الله (وبينوا) ما في كتبهم من الأحكام (فأولئك أتوب عليهم) أمن عليهم بالتوبة وأقبلها منهم (وأنا التواب) لمن تاب (الرحيم) بمن أناب (إن الذين كفروا) وأشركوا مع الله إلها آخر (وماتوا وهم كفار) ولم يرجعوا (أولئك عليهم) لكفرهم (لعنة الله) البعد عن رحمته (والملائكة) تلعنهم(والناس أجمعين) وقرئ و الملائكة و الناس أجمعون (خالدين) الكفار (فيها) في اللعنة التي هي غضب الحق وموضع نقمته النار(لا يخفف عنهم) عن الكفار (العذاب) في النار(ولا هم ينظرون) يمهلون ليعتذروا(وإلهكم) معشر العباد كفارا و مسلمين (إله و احد) لا شريك له في الإلوهية (لا إله إلا هو) لا معبود بحق سواه(الرحمن الرحيم) ومن رحمته أن أبقى الكفار مع كفرهم في الدنيا(إن في خلق السموات) المتقن بنيانها(و الأرض) العجيب دحيها (واختلاف الليل و النهار) تعاقبهما (و الفلك) السفن (التي تجري في البحر) بإذن الله (بما ينفع الناس) من حملها لهم من بلد آخر وحمل تجارتهم ( وما أنزل الله) لمنفعة عباده (من السماء من ماء) مطر (فأحيا به الأرض) بأنواع النبات (بعد موتها) ويبسها (وبث) نشر (فيها) الضمير للأرض (من كل دابة) لنموهم عن الخصب الذي بها (وتصريف) تقليب (الرياح) جنوبا وشمالا وباردة وحارة وقرئ الريح بالإفراد (و السحاب المسخر) بتيسير الله ( بين السماء و الأرض) بلا ماسك له (لآيات) تدل على أن الله هو الواحد (لقوم يعقلون) عن الله ما أودع من الآيات في مكنوناته وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها أي لم يتأمل فيها ونزلت الآية هذه لما قال الكفار حين قال النبي صلى الله عليه وسلم إن إلهكم لواحد إن كنت صادقا فأتنا بآية تدل على صدقك (ومن الناس) بني آدم (من يتخذ) لفساد عقله وخبث نيته(من دون الله) غيره (أندادا) أوثانا وأصناما بعضها أنداد بعض (يحبونهم) عبادهم (كحب الله) أي كحب المؤمنين لله ربهم(و الذين آمنوا) بالله (أشد حبا لله) فلا يعرضون عنه لا في الشدة ولا في الرخاء كما يعرض الكفار عن أندادهم في الشدة ( ولو ترى) أيها النبي الكريم وقرئ بالياء (الذين ظلموا) كفروا بالله (إذ يرون) وقرئ بالبناء للمفعول ( العذاب) يوم الحساب لرأيت شيئا مهولا (أن القوة) التي لا ترد (لله جميعا) جل شأنه ( وأن الله شديد العذاب) على من كفر به وقرئ بكسر همزة إن في الموضعين (‘ذ تبرأ الذين اتبعوا) أي المتبعون (من الذين اتبعوا) من الأتباع وقرئ بالعكس على أن المتبرئين هم الأتباع(و) قد (رأوا العذاب) وشاهدوا غضب رب الأرباب (وتقطعت) وقرئ بالبناء للمفعول لمشاهدة ذلك و هوله ( بهم) عنهم وبينهم (الأسباب) فلم تبق مواصلة و لا مودة بل العداوة و الشدة (وقال الذين اتبعوا) أي الأتباع (لو أن لنا كرة ) رجعة إلي دنيانا(فنتبرأ منهم) من المتبوعين(كما تبرءوا منا) الآن (كذلك) كتبرؤ بعضهم من بعض (يريهم الله) الذي خالفوا أمره (أعمالهم) التي اقترفوها (حسرات) ندامات كائنة(عليهم وما هم) الكل (بخارجين من النار) بعد دخولهم فيها بل خلود واستقرار (يا أيها الناس كلوا) ياعباد الله (مما في الأرض) أوجده الله لكم (حلالا) مباحا(طيبا) مباركاو الآية نزلت فيمن حرموا أكل السوائب و الوصائل و البحائر (و لاتتبعوا خطوات) وقرئ بسكون الطاء وقرئ بفتحتين سبل (الشيطان) وما يحسنه لكم(إنه) الضمير للشيطان(لكم) معشر الناس (عدو مبين) فلا تتبعوه وأنزلوه في منزل العداوة كما قال تعالى ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)) (إنما يأمركم) لعداوته لكم(بالسوء) بمخالفة الحق (و الفحشاء) العمل القبيح (وأن تقولوا على الله) تفتروا عليه اجتراء (ما لا تعملون) فتحرموا ما أحل ونحو ذلك (وإذا قيل) قال المؤمنون (لهم) للمجرمين ما أحل الله (اتبعوا) وامتثلوا ( ما أنزل الله) من التحليل و التحريم (قالوا) لسبق شقاوتهم (بل نتبع) ونمتثل (ما ألفينا) وجدنا (عليه ءآباءنا) من تحريم الحلال وسلوك مجاري الضلال قال الله ردا عليهم (أولوا كان آباؤهم) الذين سلكوا سبيل الضلال وتركوا طريق الحق (لا يعقلون شيئا) مما ينفعهم و لايضرهم (و لا يهتدون) إلي ما فيه نجاتهم ثم ضرب الله مثلا للكفار في عدم استماعهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ودعايته الصريحة (و مثل الذين كفروا) أي نعتهم وحالهم مع من يدعوهم إلي الله (كمثل) الراعي (الذي ينعق) يصيح بالغنم وهي لا تعقل وذلك قوله (بما لا يسمع دعاء و نداء) أي فلا يسمعون وعظه وحسن دعايته بتدبير حتى يعقلوا من ذلك شيئا بل هم كالبهائم التي تسمع صوت راعيها و لاتعقل شيئا من ذلك (صم) عن سماع ما ينفعهم لدى الله (بكم) عن النطق بما يخلصهم عند الله (عمي) عن النظر فيما يدلهم على الله (فهم لا يعقلون) شيئا من ذلك لعدم عملهم به (يا أيها الذين آمنوا) بالله و رسوله (كلوا) مستعينين بأكلكم على طاعة الله (من طيبات ما رزقناكم) أي من الحلال الذي مننا عليكم به وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم ‘ن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا و أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وعملوا صالحا)) وقال تعالى ((يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) (واشكروا لله) على ما أولاكم من جميل نعمه وأحله لكم بجوده وكرمه (إن كنتم إياه تعبدون) وفي التوجه إليه مخلصون وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى إني و الجن والإنس في نبأ عظيم أخلق و يعبد غيري وأرزق ويشكر غيري (إنما حرم) ربكم (عليكم) معشر المؤمنين ( الميتة) وهو ما فارقته الروح بغير ذكاة مما يذبح (و الدم) المسفوح كما قال تعالى أو دما مسفوحا إلا ما جاء تخصيصه عنه صلى الله عليه وسلم في قوله أحل لنا ميتتان ودمان فالميتتان السمك و الجراد وأما الدمان فالكبد و الطحال (ولحم الخنزير) بجميع أجزائه معه في التحريم (وما أهل به) من المذبوح (لغير الله) ولم يذكر اسم الله عليه كما قال تعالى ((ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)) (فمن اضطر) احتاج حاجة فاقة فله أكله (غير باغ) أي مالم يكن خارجا عن المسلمين مخالفا لهم (و لاعاد) بأن تعدى عليهم بقطعه الطريق ونحوه من خروج لمكس وخروج آبق (فلا إثم عليه) لإذا أكل |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | عثمان بشاره | مشاركات | 9 | المشاهدات | 7625 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|