القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
ركن الصحافة مقتطفات من صحافتنا السودانية والعربية والعالمية... |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#20 |
شباب الميرغني
![]() ![]() |
![]() لا للحرب: ولوكان ذلك يعني لا للاستفتاء عمر الترابي الاتكاء على التاريخ في فاتحة المقالات، يمنح الكاتب راحة نفسية تجعل بينه وبين القارئ رصيد مشترك، وأرضية فكرية يستطيع عبرها استخلاص العبر والعظات من تجربة تاريخية مُنتقاة تناسب نازلة من نوازل الوطن أو الأمة، لذلك أركن إليها ما استطعت، وأحبذها عند قراءتي للمقالات، ولكن هذه الاتكاءة تعتبر مضيعةً للوقت كلما اقتربنا من مواعيد التحديات العظيمة، والمواقف التي ينبغي أن تستغرق حاضرنا و ندرس مستقبلها وما له من تداعيات، حينها لا مكان للمقدمات التاريخية إلا على سبيل المحاججة، ولا مجال إلا لاستشراف المستقبل. لا أعرف تحديًا في حاضر السودان أعظم من تحدي استفتاء جنوبه المزمع قيامه في التاسع من يناير 2011 لتقرير مصير الجنوب، الاستفتاء هو تحد يتجاوز الحاضر و التاريخ ليضرب بقوة مؤثرة في تشكيل المستقبل؛ مستقبل السودان وشعبه؛ مستقبل افريقيا؛ مستقبل العرب، فبعد قرون الوحدة الاجتماعية والسياسية والجغرافية؛ وأجيال من التعايش المضطرب أو المطمئن؛ وسنين من المشروع السوداني الممازج للقيم والعادات التقاليد، يأتي استفتاء يُفترض أن يُخاطب رغبات العنصر المسمى جغرافيًا بالجنوبي، في جو مشحون بالعصبية والتطرف والعداء، هذه المخاطبة التي تؤسس –بحسب اعتقاد البعض- بشكل فاضح لخيار الانفصال حسبما يدعي أنصار وحدة السودان، و هم (أنصار الوحدة) يعتقدون أنهم بسبب ممارسات شريكا الحكم (الغير مسؤولة) لم يعد أمامهم الكثير ليقدموه، ويدعون بأنه لا يوجد من يريد الاستماع لطرح خيار الوحدة. في الحقيقة لا يوجد الآن في الساحة السياسية شئ غير التفاعل مع الجو المشحون الذي دخلته منذ شهور، ولا يوجد من يريد أن يسمع غير صوته أو صداه على أبعد تقدير. هذا الصمم لا يعني أن نسكت أو نترك القول والتحذير، بل يعني أن نرفع لافتةً كبيرة ليقرأها الجميع: الخطر قادم، وليس رفعنا لهذه اللافتة مبني على تخوف اقتصادي (فخيرات السودان كثيرة لا تنضب)، وإنما مبني على تخوف أمني وإنساني بالدرجة الأولى، فالخيارات المطروحة الآن ليست بين الوحدة والانفصال فحسب، بل إنها بين الحرب والسلام، وينبغي أن يكون معلومًا، أن الوحدة لا تطلب لذاتها، و الانفصال أيضًا لا يطلب لذاته ؛ وإنما يطلبان لتحقيق السلام والرخاء، واجتناب الحرب. فما الذي سيجلب الحرب، إنه الانفصال الخشن غير السلس الذي سيستورد التطرف من جديد، وقبل الخوض في هذه النقطة، من الحتمي التصريح بثقة المكون السوداني كله بأهل الجنوب وقدرتهم على بناء جسم دستوري صحيح سواء ضمن الدولة السودانية بشكلها الحالي، أو في إطار الدولة الجديدة، وتخوفنا لا ينطلق منهم في الحالتين –بل هم الأمل في السلام-، وإنما تنطلق التخوفات من حالة الاحتقان التي تُمارس الآن وتصَّاعد، سواء مُورست من بعض الأفارقة الذين بدأوا يروجون إلى أن بقاء شعب الجنوب رغمًا عنه في إطار الدولة السودانية الواحدة سيكون مدعاةً للحرب، وينظرون إليها بوصفها مأساة. أو مُورست على مستوى المتطرفين في التنظيمات التي تتبنى العنف الإسلاموي؛ فإنها تعتبر الانفصال الذي يُساق إليه السودان مرغمًا عنه، مدعاةً لخوض حرب مقدسة من أجل استعادة هذا الجزء!ّ، خاصةً وأن التنظيمات الأخيرة أضحت تحتاج إلى قضية حية تستمد منها قوتها، و يبدو –بحسب بعض المراكز البحثية- أن الانفصال الخشن الذي يُصور الأمر (انفصال الجنوب عبر الاستفتاء) على أنه "ضياع جزء من بلد مسلم" (بعون من الغرب و ال.....، واسرائيل...، إلى ما هنالك من نظرية المؤامرة)، هذا يبدو كقضية دسمة تعطي أكبر المنظمات العالمية المؤدلجة للعنف امتدادًا مخيفًا وحقًا ظنيًا في الدخول إلى السودان!. هذه التحديات الحقيقية، التي ستمزق مستقبل السودان شمالًا وجنوبًا لو صدقت، تنضاف إلى تحديات قتلت بحثًا، و انتقادات لوكت مرارًا، وكان الصمم عنها برغم عظمه مقبول في إطار تفهمنا لأجواء التشاحن والتشاكس والمناورة، أما الآن وقد صرنا أمام مأزق قد يوردنا التهلكة، فلا ضير أن نرفع اللافتة ليقرأها شريكا الحكم : "الخطر قادم"، لتداركه أجلوا الاستفتاء، الغوه، افعلوا ما شئتم ولكن جنبونا ضيوف التطرف والإرهاب، فما سنقابله في كل الحالات (وحدة، انفصال) كبير يتضمن تأسيس مفاهيم لسياسة الدولة وتعريفها و مراجعات تُغنينا عن تجارب الماضي، وليتم ذلك لا بد من السلام. لذلك فإن الطريق الثالث الذي يخفف من صدمة "الانفصال الخشن"، يتعاظم ليصبح خيارًا ضروريًا، أيًا كان تفاصيل هذا الطريق، لابج أن يتبلور ويُرعى، وهناك مبادرات جيدة وجادة من قيادات وطنية و دول صديقة، تفتح أضواءً لهذا الباب، فإلى أن تُهيأ الأجواء لقيام السودان الواحد المتحد بعافية كاملة، لا ضير في تبني أي خيار، يُجنب الأمة مستنقع التطرف الذي ينتظرها في حال انفض السامر بانفصال خشن، أو وحدة كاذبة. إن اختيار أهلنا في الجنوب الذهاب أو البقاء لا مانع أن يُحسب بلغة المصالح و يؤخذ فيه ويعطى، و لكن اختيارنا الحزن عليه إن ذهب، فلا ضير من ختم الحديث بأبي الطيب: أتترُكُني وعَينُ الشَمسِ نَعلي *** فتَقطَعَ مَشْيَتِي فيها الشِّرَاكا أرَى أسَفي وَما سِرنا شَدِيداً *** فَكَيفَ إذا غَدا السَيرُ ابْتِراكا وهذا الشَوقُ قَبلَ البَيْن سَيفٌ ***وَها أَنا ما ضُربتُ وقد أحاكا إِذا التَوديعُ أعرَضَ قالَ قَلبي ***عَلَيك الصَمْتَ لا صاحَبْتَ فاكا ولَولا أنَّ أَكثَرَ ما تَمَنَّى*** مُعاودَةٌ لَقُلتُ : وَلا مُناكا إذا آستشْفَيتَ من داءٍ بِداءٍ *** فأقتَلُ ما أعَلَّكَ ما شَفاكا فأستُرُ مِنكَ نجْوانا وأخفِي ***ُموماً قد أطَلْتُ لَها العِراكا إذا عاصَيتُها كانَتْ شِداداً***وإنْ طاوَعتُها كانَتْ رِكاكا وكم دُونَ الثَوِيةِ من حَزِينٍ***يَقُولُ لَهُ قُدومي ذا بِذاكا نسأل الله أن يُرى أهل الشمال أن الجنوب أكبر من الحركة الشعبية (على مالها)، و يُرى أهل الجنوب أن الشمال أكبر من المؤتمر الوطني (على ماله)، لعل القلب ينبض بالمودة من جديد، ويتجاوز سيئات التجربة، ويرى محاسنها، وإن لم يجدوا محاسنًا وفاليعلموا أن السياسة تفنى ويبقى ما في القلوب.
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | أبو الحُسين | مشاركات | 44 | المشاهدات | 44954 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|