القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 | |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() (3) يا ليت ابن تيمية الذى أساء إلى مذهب الإمام أحمد - والذى يزعم أصحابه أنه يعلم نقول وأقوال الإمام أحمد أكثر من أصحاب الإمام أحمد - يا ليته تأدب مع قول الإمام أحمد - فيما نقله الخلال فى السنة (2/432) - عندما سأله عبد الملك بن عبد الحميد الميمونى قال" قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " كل صهر ونسب ينقطع إلا صهرى ونسبى" قال: بلى، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب. قال وسمعت ابن حنبل يقول:" ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية ". اه قلت : فإذا كان معاوية له صهر، وقال فيه الإمام أحمد : ما لهم ولمعاوية وسأل الله العافية من قلة أدب من لم يتأدب مع صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فما بالكم بالسيدة فاطمة والسيدة خديجة والسيدة عائشة وبقية أزواج النبى والحسن والحسين وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وبقية أهل بيته رضى الله عنهم أجمعين . (4) ماذا يفعل ابن تيمية واتباعه فيما ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببى ونسبى " . عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " وأنه ينقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبى وسببى " وهذا نص قطعى لا يحتمل التأويل تجاهله ابن تيمية تماماً، ولم يذكره فيما يقرب من أربعين ألف صفحة من كتبه . (5) أطفال المدارس يعلمون ما رواه الإمام مسلم (1/195، 196) وغيره أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلى منهما دماغه - وقال - وجدته فى غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح " وسبحان الله ! ، وكأن الإمام مسلما خاف أن يدعى أحد الزنادقة أن سبب التخفيف هو العمل، فأعقب الحديثين السابقين بقوله: باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل... ثم أورد عن عائشة قولها قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه، قال " لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين " وقد ورد ما يفيد التخفيف عن أبى لهب كل يوم اثنين بعتقه ثويبة فرحاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقد أخرج البخارى (5/1961) من قول عروة، وكذلك أخرج عبد الرزاق (9/62) عن عروة عن زينب بنت أبى سلمة: أن ثويبة مولاة لأبى لهب كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له: ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق أنى سقيت فى هذه بعتاقتى ثويبة . وانظر إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " فأخرجته إلى ضحضاح " وتأمله جيداً عسى الله أن يكشف عنك ما يعميك . 6) أخرج الإمام أحمد بإسناده عن العباس أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ودر عرق بين عينيه ثم قال " والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتى " (7) عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " يا بنى عبد المطلب إنى سألت الله لكم ثلاثاً، أن يثبت قائمكم، وأن يهدى ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء، فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار" . فهل قيل ذلك إلا فى أهل البيت ؟ وهل أفادت بركة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أم لم تفد ؟. (8) عن عبد الرحمن بن أبى رافع أن أم هانئ بنت أبى طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها، فقال لها عمر بن الخطاب رضى الله عنه: اعملى فإن محمداً لا يغنى عنك شيئاً، فجاءت الى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتى لا تنال أهل بيتي، وأن شفاعتى تنال حا وحكم" حا وحكم قبيلتان . وفى رواية أخرى عن ابن عمر وعن أبى هريرة وعن عمار بن ياسر قالوا قدمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقى، فقال لها نسوة جالسين إليها من بنى زريق: أنت بنت أبى لهب الذى قال الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(2) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (المسد 1-2) ما يغنى عنك مهاجرك، فأتت درة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فشكت إليه ما قلن لها، فسكنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقال : " اجلسى" ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة وقال:" أيها الناس مالى أوذى فى أهلى، فوالله إن شفاعتى لتنال حى حا وحكم وصدا وسلهب يوم القيامة". |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() (9) انظر إلى فقه الصحابة وأدبهم وعلمهم حتى تعلم مقدار ما عند ابن تيمية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته من سوء أدب وضغينة كما قال التقى الحصنى. فعن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن على فى منزله فقيل لى ذهب يأتى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه وقال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهلى " قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال " وأنت من أهلى " قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجى . وهذا الحديث صححه ابن حبان (15/432) وحسنه الذهبى فى السير (3/385) وقال: " هذا حديث حسن غريب"، ورواه الطبرانى فى الكبير (22/66) . (10) أما ما ورد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادى ألا إنى جعلت نسباً وجعلتم نسباً، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبى وأضع نسبكم أين المتقون " فهو حديث باطل. قال الهيثمى فى المجمع (8/84) " رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك ". اه (11) أما حديث " يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلّم أنقذى نفسك من النار فإنى لا أملك لك ضراً ولا نفعا " فلا أدرى لماذا استدل ابن تيمية به فهذا الحديث له مناسبة وهى نزول آية قوله تعالى : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء 214) فقد كان هذا فى أول الدعوة ولم تكن الشفاعة إلا فى المدينة . قال ابن حبان بعد أن روى هذا الحديث فى صحيحه (2/412) " هذا منسوخ، فيه أنه لا يشفع لأحد ، واختيار الشفاعة كانت بالمدينة بعده ". اه وقال بعض الأئمة فى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " فإنى لا أملك لك ضرا ولا نفعا " يعنى إلا بإذن الله، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما نفعنى مال قط ما نفعنى مال أبى بكر " . |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() 17 - خطورة أفكار ابن تيمية فى الفصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم ابن تيمية ينفى أن يكون إيمان السيدة خديجة رضى الله عنها كاملاً قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 303-304 ) ( وهؤلاء يقولون قوله لخديجة " ما أبدلنى الله بخير منها " إن صح معناه ما أبدلنى بخير لى منها ، لأن خديجة نفعته فى أول الإسلام نفعاً لم يقم غيرها فيه مقامها فكانت خيراً له من هذا الوجه لكونها نفعته وقت الحاجة ، لكن عائشة صحبته فى آخر النبوة وكمال الدين ، (1) فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول زمن النبوة . (2) فكانت أفضل بهذه الزيادة ، فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها ، وبلغت من العلم والسنة ما لم يبلغه غيرها . (3) فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً ، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة . (4) ولا كان الدين قد كمل حتى تعلمه ويحصل لها من كمال الإيمان به ما حصل لمن علمه وآمن به بعد كماله . (5) ومعلوم أن من اجتمع همه على شيء واحد كان أبلغ فيه ممن تفرق همه فى أعمال متنوعة، فخديجة رضى الله تعالى عنها خير له من هذا الوجه، ولكن أنواع البر لم تنحصر فى ذلك، ألا ترى أن من كان من الصحابة أعظم إيماناً وأكثر جهاداً بنفسه وماله كحمزة وعلى وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وغيرهم، هم أفضل ممن كان يخدم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وينفعه فى نفسه أكثر منهم كأبى رافع وأنس بن مالك وغيرهما ) انتهى بحروفه . قلت : بغض النظر عن أن موضوع خصائص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته أمسى وأصبح هم وشغل نفسية ابن تيمية وأتباعه فإنا لا نتناول الآن مسألة التفضيل بين أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فكلهن أزواجه وهن معه فى الجنة . ولكن نتناول المسألة من منطلق تنقيص ابن تيمية للسيدة خديجة رضى الله عنها وللأسف تقليل قدر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى صدر ابن تيمية وبث ابن تيمية ذلك فى الأمة . مشكلة ابن تيمية أنه لا يدرى من هو النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وما منزلته عند ربه ، أو لا يريد أن يعطيه قدره ، أو لا يدرى أن محبة النبى وتوقيره ليست شركاً . وابن تيمية يعلم ما رواه الإمام مسلم (1/154) عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى ليلة الإسراء " فأتيت بإنائين فى أحدهما لبن وفى الآخر خمر، فقيل لى خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقال: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " ففعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد أََثَّر فى هداية الأمة كلها. وانظر أيضاً إلى حادثة تحديد عدد الصلوات بخمس من خمسين ففى آخرها لما قال له موسى " ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقلت: قد رجعت إلى ربى حتى استحييت منه " فبفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصبحت خمس صلوات ، وكان من الممكن بفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن تكون أربعا أو ثلاثا. المقصود أن فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أََثَّر ويؤثر فى الأمة كلها، وقد أشار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ذلك بقوله لعلى رضى الله عنه حينما أمره ومن قبله أبا بكر وعمر رضى الله عنهما بقتل أحد الخوارج " أقتلته " قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لو قتل ما اختلف رجلان من أمتى حتى يخرج الدجال " ففعل فرد قد يؤثر فى أمة (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل 120) ولا تنس قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى يوم بدر " اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض " فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . إذا علمت هذا ووعيته تبينت فساد وبطلان منطق ومنطلق ابن تيمية بقوله (فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة) . اه، وكذلك منطقه فى تفضيل ليلة القدر على ليلة الإسراء، فليلة القدر عنده أهم للأمة، أما ليلة الإسراء فهى أهم عنده بالنسبة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبذلك فصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم . ففى ليلة الإسراء كانت الأمة كلها ستغوى لو شرب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من الخمر ، والأمة كلها كانت ستفتن لو شرب الماء . فأيهما أفيد للأمة ليلة الإسراء أم ليلة القدر؟ ثم أين شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من فضل ليلة القدر .. فإن الله خير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن يدخل نصف أمته الجنة أو الشفاعة فاختار الشفاعة .. فنحن تبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولسنا تبعا لأعمالنا، جعلنا الله ممن لا يشرك بأعماله . ثم هل جعل ابن تيمية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى طريق، وأمته فى طريق آخر ؟ اعلم أنه ما كان فيه خيرية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ففيه خيرية لأمته تبعاً له.. فخير ليلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هى خير ليلة لأمته، ولا نعلم أنه حدث أو سيحدث استفتاء عن خير ليلة.. فمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وتابعاً له فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن فصل نفسه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وجعله فى جانب وأمته فى جانب، فقد خسر خسراناً مبيناً . ________________ |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() وعوداً إلى مناقشة ما يبثه ابن تيمية فى الأمة وتفريقها وجدانياً عن رسولها العظيم صلى الله عليه وآله وسلّم ، نقول : إن محور كلام ابن تيمية يدور حول نقطتين . النقطة الأولى : أن السيدة خديجة رضى الله عنها والتى كانت فى لحظة نصف الأمة أو ثلثها أو ربعها، وتحملت عبء دعوة لم يكن فى الأرض منذ زمن نبى الله عيسى صلى الله عليه وآله وسلّم من يحملها أصبح خيرها عند ابن تيمية مقصوراً على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقط وكأنها أخطأت، ولم تستفد الأمة منها على زعمه . _________________ النقطة الثانية : أن السيدة خديجة رضى الله عنها توفيت إلى رحمة الله، وعلمها وإيمانها غير كامل.. هكذا كلامه وظنه والعياذ بالله . نرد عليه فى النقطة الأولى بما سبق أن بيناه وبأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو الأمة كلها ولولاه ما كانت أمة، فالسيدة خديجة أفادت الأمة كلها من خلال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . فقد أخرج الإمام أحمد (6/117) والطبرانى فى الكبير (23/13) - وقال الهيثمى فى المجمع (9/224): " رواه أحمد وإسناده حسن " - عن السيدة عائشة حينما قالت له: قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال " ما أبدلنى الله عز وجل خيراً منها، قد آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء ". أما الرد على النقطة الثانية: فنقول لابن تيمية وأتباعه: العلم هو العلم بالله ، والفقيه من فقه عن ربه - كما قال السلف الصالح - وشتان بين العلم بالله وتوحيده ، وبين العلم بحد السرقة والقتل وغير ذلك من الأحكام . والسيدة خديجة هى سيدة نساء عالمها كما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهذا نص قطعى لا خلاف فيه. أخرج البخارى (3/1265) ومسلم (4/1886) عن على قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ". وأخرج الإمام أحمد وأبو يعلى والطبرانى - وقال الهيثمى (9/223) : " رجاله رجال الصحيح ". اه - عن ابن عباس قال " خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الأرض أربعة خطوط فقال " أتدرون ما هذا " فقالوا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومريم ابنة عمران ، وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون " ) . اه فهل يا أتباع ابن تيمية كمال إيمان أفضل نساء أهل الجنة ناقص .. أرجو أن توضحوا لنا معنى الزندقة . وهنا ملحوظة مهمة وهى : أنه من كان يريد أن يفاضل بين السيدة خديجة والسيدة عائشة رضى الله عنهما كان ينبغى أن يذكر أفضل المحاسن للسيدتين الجليلتين، أما ابن تيمية فتعمد التنقيص كما قرأت بنفسك . هناك نقطة أخرى نحب التنبيه عليها وهى : إثبات أن كثيراً من علماء الأمة ممن ذموا ابن تيمية فى أشياء ومدحوه فى أشياء أخرى لم يطلعوا على كل ما كتبه ابن تيمية ولا حتى على عشره، ودليل ذلك قول ابن حجر فى فتح البارى (7/109): " وقال ابن تيمية : ( جهات الفضل بين خديجة وعائشة متقاربة ) ، وكأنه رأى التوقف " . اه وهذا دليل على ما قلناه فهذا ابن حجر لم يطلع على ما أطلعنا عليه فى منهج ابن تيمية العجيب فى نفى خصائص السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد صاحبة أول بيت فى الإسلام، وذلك لفنائها فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهو ما لا يروق لابن تيمية . والعجيب وبالرغم من تفضيل ابن تيمية للسيدة عائشة على السيدة خديجة رضى الله عنها إلا أنه - والعياذ بالله - قد اتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالشك فيها!! |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() 18 - ابن تيمية يقدم خدمة جليلة للزنادقة والمستشرقين وأعداء الدين باتهامه للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه ارتاب فى السيدة عائشة رضى الله عنها ادعى ابن تيمية - والعياذ بالله - أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة رضى الله عنها ، مع علم ابن تيمية أنه لم يرتب ولن يرتاب فى السيدة عائشة رضى الله عنها أحد إلا الذين ذمهم الله عز وجل فى كتابه الحكيم وقال فيهم : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور 14) وقال تعالى (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (النور 15-16) و قال تعالى (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) (النور 12) . قال ابن تيمية فى منهاجه (7/80، 81) ( و فى الصحيحين أنه قال لعائشة رضى الله عنها فى قصة الإفك قبل أن يعلم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم براءتها وكان قد ارتاب فى أمرها فقال : يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب.. تاب الله عليه ). أه بحروفه قلت: جعل ابن تيمية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كأنه لا يدرى من أمر أهل بيته شيئا، وإذا كان ابن تيمية يقول إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة، فماذا يقول المستشرقون وأعداء الدين ؟! ومن العجيب والغريب أن ابن تيمية نفسه كان يدعى فى بعض الأحايين أنه يكشف له ما فى اللوح المحفوظ فقد ذكر ذلك عنه تلميذه ابن القيم فى مدارج السالكين (2/489، 490) قال : ( أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً، فيقال له: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقاً. وسمعته يقول ذلك. قال: فلما أكثروا على قلت: لا تكثروا، كتب الله تعالى فى اللوح المحفوظ أنهم مهزومون فى هذه الكرة، وأن النصر لجيوش الإسلام ) . اه وذكر أيضاً ابن القيم: أن ابن تيمية كان يقول ( يدخل على أصحابى وغيرهم فأرى فى وجوههم وأعينهم أموراً لا أذكرها لهم، فقلت له أو غيرى: لو أخبرتهم ، فقال: أتريدون أن أكون معرفاً كمعرف الولاة. وقلت له يوماً لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح، فقال: لا تصبرون معى على ذلك جمعة أو قال شهراً، وأخبرنى غير مرة بأمور باطنة تختص بى مما عزمت عليه ولم ينطق به لسانى، وأخبرنى ببعض حوادث كبار تجرى فى المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها، وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته ) .اه قلت : سبحان الله العلى العظيم .. ابن تيمية ينسب إليه العلم بالمغيبات والكشف، ويتكلم على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ و آله و سلم وكأنه شخص عادى مرة يقول إنه لا يعلم المنافقين إلا قليلاً - كما فى منهاجه (4/290) - . ومرة ينفى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يميز بين أهل الحق وأهل الباطل ويقول لايقدر على ذلك نبى ولا غيره. هكذا بمنتهى الجرأة والعياذ بالله. ومرة يدعى أنه صلى الله عليه وآله وسلّم لا يدرى شيئاً فى تبرئة أو إثبات ما يقوله زعيم المنافقين عبد الله بن أبى بن سلول على السيدة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها . _________________ ومن العجيب أن ابن تيمية وابن القيم ذكرا لفظ كلمة عائشة (2112 مرة) لم يقل ابن تيمية - فى كل كتبه - ولا مرة واحدة السيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قال ( السيدة مريم ) ثلاث مرات . وسأله سائل - كما فى مجموع الفتاوى (27/490) - عن السيدة نفيسة - هكذا بلفظ ( السيدة نفيسة )- فقال فى الإجابة: ( من قال ميتاً من الموتى نفيسة أو غيرها ) إلى أخر كلامه وحذف كلمة السيدة . فانتبه إلى طريقته فى تنقيص أهل البيت والأئمة والعلماء، وانتبه إلى تعظيم أصحابه له كما سبق وكما سيأتى إن شاء الله . ولم يقل ابن تيمية ولا مرة واحدة كلمة (صديقة) أو (الصديقة) على السيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قالها فى السيدة مريم ( 34 ) مرة، سواء من كلامه أو مستشهدا بالقرآن الكريم . وأيضاً لم يذكر ابن تيمية ولا مرة واحدة ( الطاهرة ) على السيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قال على السيدة مريم ( الطاهرة ) ( سبع مرات ) مع أن الله عز وجل كما برأ السيدة مريم عليها السلام فى القرآن الكريم برأ أيضاً السيدة عائشة رضى الله عنها فى القرآن الكريم، ويزيد فى حق السيدة عائشة رضى الله عنها دخولها فى قول الله عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب 33) تحذير هام نعوذ بالله ممن يريد تبرئة ابن تيمية فيقع فى عرض النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فإن جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أهم من جناب ابن تيمية إلا عند الزنادقة . _________________ |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() وعوداً على أصل المسألة نرد على ابن تيمية وأتباعه بالآتى : 1- من أين أتى ابن تيمية بجملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فالقارئ قد يظن أنها فى الصحيحين البخارى ومسلم، والجملة موضوعة كأنها فى الصحيحين وليس كذلك . وللعلم فقد روى حادثة الإفك وأخرجها الإمام أحمد (6/196) والبخارى (4/1521، 1729، 1777) ومسلم (4/2135) والنسائى (5/298 ، 6/367) والطبرى فى تفسيره (18/92) وعبد الرزاق (5/417) وأبو يعلى (8/330،345) وإسحاق بن راهويه (2/522) وابن حبان (10/19) و (16/18) وابن حبان أيضاً فى الثقات (1/293) والطبرانى فى الكبير(23/ 54، 59، 64، 68 ،73، 77، 82، 86، 91، 100) والحاكم فى المستدرك (4/271) والبيهقى فى السنن الكبرى (10/153) و شعب الإيمان (5/384) ولا توجد جملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فى أى رواية من كتب الأحاديث الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم وغير ذلك من كتب الأحاديث، أو فى أى كتاب . 2- كيف يفهم من قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : " فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفرى الله وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه " أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد ارتاب فى أمرها . ألم يعلم أنه صلى الله عليه وآله وسلّم نبى قبل أن يكن زوجاً وأنه مسؤول عن أمة، وأنه لابد من اتخاذ إجراءات وخطوات – كما يقول القضاة : إجراءات التحقيق الواجب اتخاذها الغير استثنائية – وذلك تعليماً للأمة، كما قال الله عز وجل : (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ) (المائدة 116) وعيسى عليه السلام لم يقل ذلك . كذلك قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " والسيدة فاطمة رضى الله عنها بضعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وسيدة نساء أهل الجنة، وإحدى الكمل الأربعة من النساء لا يمكن التخيل أنها تسرق، ولكن ضرب بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم المثل لعدم الشفاعة فى الحدود . 3-ألم يقرأ ابن تيمية فى نص هذا الحديث قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " من يعذرنى من رجل بلغنى أذاه فى أهلى، فوالله ما علمت على أهلى إلا خيراً " والغريب أنه ناقض نفسه وساق فى كتابه دقائق التفسير (2/457) الرواية التى فى البخارى ومسلم والتى فيها " والله ما علمت على أهل بيتى إلا خيراً " . فكلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واضح وصريح، ونظر إليه ابن تيمية ونقله، فما الذى نخسه فقال ما قال . وكذلك أورد ابن القيم – وهو التلميذ النجيب والمقرب لابن تيمية – هذه الرواية فى زاد المعاد (3/263) ( ولم يظن بها سوءاً قط وحاشاه ،وحاشاها، ولذلك لما استعذر من أهل الإفك قال " من يعذرنى فى رجل بلغنى أذاه فى أهلى، والله ما علمت على أهلى إلا خيراً " ) . اه _________________ 4-ألم يقرأ ابن تيمية فى كتب التفاسير التى كتبها علماء المسلمين أنه لم يذكر أحدهم قط أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة رضى الله عنها لا فى كتب التفاسير قبل ابن تيمية – فى المائة الثامنة من الهجرة – ولا بعد ابن تيمية؟! وانظر – هدانا الله وإياكم – إلى أدب الإمام القرطبى حيث قال فى تفسيره (12/202) : " قوله تعالى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا) (النور 12) هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين فى ظنهم، حين قال أصحاب الإفك ما قالوا. قال ابن زيد: ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه. قال المهدوى : ولولا بمعنى هلا. وقيل المعنى: أنه كان ينبغى أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم فإن كان ذلك يبعد فيهم فذلك فى عائشة وصفوان أبعد. وروى أن هذا النظر السديد وقع من أبى أيوب الأنصارى وامرأته، وذلك أنه دخل عليها فقالت له: يا أبا أيوب أسمعت ما قيل، فقال: نعم، وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب تفعلين ذلك؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله أفضل منك، قالت أم أيوب: نعم. فهذا الفعل ونحوه هو الذى عاتب الله تعالى عليه المؤمنين، إذ لم يفعله جميعهم الثامنة : قوله تعالى : ( بِأَنفُسِهِمْ) (النور 12) قال النحاس : معنى بأنفسهم بإخوانهم فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلاً يقذف أحداً ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويكذبوه، وتواعد من ترك ذلك ومن نقله ". اه وقال الإمام القرطبى أيضاً (12/205–206) : " قال تعالى (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور 16-18) عتاب لجميع المؤمنين أى كان ينبغى عليكم أن تنكروه ولا يتعاطاه بعضكم من بعض على جهة الحكاية والنقل، وأن تنزهوا الله تعالى عن أن يقع هذا من زوج نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان، وحقيقة البهتان أن يقال فى الإنسان ما ليس فيه والغيبة أن يقال فى الإنسان ما فيه، وهذا المعنى قد جاء فى صحيح الحديث عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم وعظهم الله تعالى فى العودة إلى مثل هذه الحالة، و أن مفعول من أجله بتقدير كراهية أن ونحوه ". اه الخامسة عشرة : قوله تعالى : ( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (النور 17) توقيف وتوكيد كما تقول : ينبغى لك أن تفعل كذا وكذا إن كنت رجلاً . السادسة عشرة : قوله تعالى : (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا) (النور 17) يعنى فى عائشة لأن مثله لا يكون له إلا نظير القول فى المقول بعينه أو فيمن كان فى مرتبة من أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لما كان فى ذلك من إذاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله . السابعة عشرة : قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر أدب. ومن سب عائشة قتل؛ لأن الله تعالى يقول: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (النور 17) فمن سب عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل. قال ابن العربى قال أصحاب الشافعى : " من سب عائشة رضى الله عنها أدب كما فى سائر المؤمنين وليس قوله تعالى : ( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (النور 17) فى عائشة لأن ذلك كفر، وإنما هو كما قال عليه السلام " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " ولو كان سلب الإيمان فى سب من سب عائشة حقيقة لكان سلبه فى قوله " لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن " حقيقة. قلنا: ليس كما زعمتم فإن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله تعالى، فكل من سبها بما برأها الله منه مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك وهى سبيل لائحة لأهل البصائر، ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب " . اه كلام الإمام القرطبى قلت : فانظر - رحمك الله - كيف ذم الله عز وجل أقواماً بإساءتهم الظن بأم المؤمنين وقال فيهم : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور14)..و قال تعالى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (النور15،16).و قال تعالى ( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) (النور 12). فكيف يظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه وقع فيما وقع فيه من ذمهم الله وتوعدهم. وإذا قرأت أى تفسير للقرآن الكريم فلن تجد فيه ما ادعاه ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وللاستزادة فى ذلك راجع : تفسير الطبرى (18/99) وأحكام القرآن للجصاص (5/163) تفسير القرطبى (12/202–206) وزاد المسير لابن الجوزى (6/20) تفسير ابن كثير (3/274-275) الدر المنثور للسيوطى (6/153، 160، 161) والإتقان (1/102) فتح القدير للشوكانى (4/14) تفسير النسفى (3/137، 139) وغيرهم . وللاستفادة أيضاً انظر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (8/475، 476) – حيث رد على بعض ضعيفى الإيمان والمتشككين والذين لا يفهمون المقصود من كلام السيدة عائشة رضى الله عنها حينما قالت لأبيها: أجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيما قال رضى الله عنها قال: والله ما أدرى ما أقول - قال ابن حجر فى ذلك: " قيل إنما قالت عائشة لأبيها ذلك مع أن السؤال إنما وقع عما فى باطن الأمر وهو لا اطلاع له على ذلك، لكن قالته إشارة إلى أنها لم يقع منها شيء فى الباطن يخالف الظاهر الذى هو يطلع عليه، فكأنها قالت له برئنى بما شئت، وأنت على ثقة من الصدق فيما تقول، وإنما أجابها أبو بكر بقوله: لا أدرى، لأنه كان كثير الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فأجاب بما يطابق السؤال فى المعنى، ولأنه وإن كان يتحقق براءتها لكنه كره أن يزكى ولده، وكذا الجواب عن قول أمها: لا أدرى ووقع فى رواية هشام بن عروة الآتية فقال: ماذا أقول. وفى رواية أبى أويس: فقلت لأبى أجب، فقال: لا أفعل، هو رسول الله والوحى " . اه _________________ 5- ألم يعلم ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال فيما رواه الإمام البخارى (3/1415) ومسلم (4/1889) وغيرهما للسيدة عائشة " أريتك فى المنام ثلاث ليال جاءنى بك الملك فى سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هى ، فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه ". وهذا الملك هو جبريل كما قال الحافظ ابن حجر فى مقدمة فتح البارى (1/322) وبالقطع هذه الرؤية كانت قبل زواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذكرها العلماء وأصحاب الحديث فى باب مناقب وفضائل السيدة عائشة . تنبيه : ومن زلات و تلبيسات ابن القيم التلميذ النجيب لابن تيمية وتطاوله على جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى التوحيد - والله أعلم بتوحيده ، فإن التوحيد لا يقتضى انتقاص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما يفعل أكثر الخوارج والفئات الضالة الذين لا هم لهم إلا تنقيص جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى حفظ جناب التوحيد – . أقول: ادعى ابن القيم أن عبودية الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لا تتم إلا بيأسها من نصرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو حصول الفرج بواسطته مع انقطاع رجائها منه صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإلا فلن يبرئها الله. فقال فيما ادعاه أنه المستفاد من حادثة الإفك فى كتابه زاد المعاد ( 3 / 262 ) ( ولتتم العبودية المرادة من الصديقة وأبويها، وتتم نعمة الله عليهم ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها، والافتقار إلى الله والذل له، وحسن الظن به، والرجاء له ولينقطع رجاؤها من المخلوقين - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم انظر دليله بعد الجملة القادمة - وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . وانظر دليله فى الجملة القادمة - ولهذا وفت هذا المقام حقه لما قال لها أبواها قومى إليه - صلى الله عليه وآله وسلّم - وقد أنزل الله عليه براءتها فقالت: والله لا أقوم إليه -صلى الله عليه وآله وسلّم ولا أحمد إلا الله، هو الذى أنزل براءتى ) .اه بحروفه . |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() قلت : كانت السيدة عائشة رضى الله عنها تقسم بالله بقولها ورب محمد، فإذا غضبت قالت: لا ورب إبراهيم، فقولها: والله لا أقوم إليه -صلى الله عليه وآله وسلّم - ولا أحمد إلا الله هو الذى أنزل براءتى. من هذا الباب . وليس الموضوع الكلام العريض الذى قاله ابن القيم، وإلا كانت السيدة عائشة أكمل من الصديق رضى الله عنه .. وهذا لم يقله أحد . ثم إن السيدة عائشة رضى الله عنها تعلم الآيات التى فيها كلمة " الله ورسوله" وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ) (النساء 150) وتعلم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "من لم يشكر الناس لم يشكر الله"، قال أبو هريرة سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " لا يشكر الله من لا يشكر الناس" عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أشكركم لله عز وجل أشكركم للناس ". عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ فى الثناء " فلماذا يدخل ابن القيم الأمور فى بعضها، ولماذا هذه التخيلات التى إن دلت فإنما تدل على أن ابن القيم قد تأثر كثيراً بأفكار ابن تيمية السيئة تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | ود محجوب | مشاركات | 157 | المشاهدات | 25133 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|