01-11-2015, 01:27 PM
|
#1
|
|
رد: (...رسائل دعوية...)
غاب القرآن عني.. أو غبت عنه، تاهت روح الانتظام على تلاوته مني.. أو تهت عنها، المهم
أن مظاهر الفتور عن القرآن والنَّواتج السَّلبيَّة، وما ينتج عنه من اهتزاز في العلاقة بالله قد اعتلتني .. تحجر قلبي ، وأصبح وكأن هناك سياج مانع له من الخشوع لله تعالى، حابس لدمع العين من الخشية لله، حائل دون قشعريرة الجلد وليونته ذلاً لله تعالى، فلا يعرف القلب بعد هذا معروفًا، ولا ينكر منكرًا، فقد جفَّت يَنَابيع الحبِّ فيه، وأقفرت رياض الرحمة لديه، واصفرت خضرة المشاعر فيه، يقول الله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة الزُّمَر- من الآية 22].
وصلت قسوة قلبي إلى درجة تتضاءل أمامها صلابة الأحجار والصُّخور.. ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سورة البقرة- الآية 74] ،
وترافق مع ذلك مشكلاتٌ أخرى من مَوت المشاعر الدِّينيَّة، وعدم الغضب من أجل الله تعالى؛ وعدم الشكر في السَّراء، وعدم الصَّبر في الضَّراء، ونقص في الإيمان، وفتنٍ كثيرةٍ، وامتحاناتٍ متتاليةٍ.
أين أنا من قلب كان حياً نابضاً بالقرآن، مُتدفقا بحيوية الإيمان، مالئا جسدي بعبير الحياة التي تعرف الحق وتنكر الباطل، في انسجام واضح بين القلب وحركة الحياة، حتى صدق فيّ قوله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [سورة الزُّمَر- الآية 23] ؟
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|