القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2014, 11:03 AM   #1
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Exclamation جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : أبو الحُسين




الطيب مصطفى الظاهرة الكونية الجديدة (1)
بقلم : عبد الباسط سبدرات
اليوم التالي: 30 أبريل 2014م

مقدمة
لا بد وأنا ابتدر هذه المقالات أن أعتذر مسبقاً للقارئ الكريم عن تنازلي عن الصمت ولسنوات عن ما يكتب الطيب مصطفى الذي اضطرني الآن لأكتب، علماً بأني أعرف أن مخاطبتي للسيد الطيب قد يرى فيها البعض أنها غير مناسبة وغير متكافئة.. ولكن أكل الميتة أو لحم الخنزير يحل لم اضطر، رغم أن اللسان لا يكاد يسيغها!! ولهذا أكتب مضطراً.
وأعتذر ثانية أن أشغل وقت القارئ الكريم بالحديث عن أو أن أدير معركة بين شخصين، والوطن يحتاج لكل قلم يضيء للناس طريقاً للسلام والتنمية والاستقرار، غير أني أرى أن الوطن أحياناً لابد أن يشغل بظاهرة كونية تتمدد في عالم الإعلام فتحدث كسوفاً في الرؤية أو خسوفاً في تغييب الوعي بالعبارات الإطاحية التي لا كوابح لها من منطق أو قيم أو أخلاق!! وعندها لابد من قرع جرس الانتباه.. حتى لا يعتاد الناس هذه الوجبات الضارة بصحة الحوار وموضوعية التناول..
وأعتذر ثالثاً - قد سبق هذا الاعتذار اعتذاران – أن الشخص الذي أكتب عنه يملك أداة إعلامية تتيح له وتبيح له (مجاناً) أن يكتب مجاناً ما يشاء وعموده (الزفرة) لا يقبل حزفاً ولا يعتريه النقصان- فأنا لا أملك مثله هذا الامتياز. لهذا أكتب رغم أني أصارع شخصاً ليس عادياً بل شخصاً خارقاً لدرجة أنه يمكن أن ينشئ صحيفة في بحر شهر، ويستقطب لها الكوادر بسخي المال ويملأ جدران العاصمة بعشرات اللوحات المضيئة، التي تكلف ربما جنيهاً واحداً! على أقل الأحوال!!
أعتقد أنكم قبلتم عذري ولهذا أشرع في الحديث..
وأبدأ بسؤال واحد.. هل يشكل الطيب مصطفى ظاهرة كونية جديدة؟ وحين أضفي عليه صفة الكونية.. أقصد أن كل نواميس الكون تسير وفق منهج علمي سبق الحق فيه العلم وخاطب به العباد (سنريكم آياتنا في الآفاق وفي أنفسكم.. أفلا يعقلون)، أما ظاهرة هذا الرجل، فقد جاءت مخلقة كاملة قادرة على أن تتحدث بالزفرات وهي لغة الصدور الضيقة للحوار.. ولهذا فهي تخرج مع كل كلمة شعلة ملتهبة من (الزفرات)، ويكون المقال الذي يكتب مليئاً بالسباب ونابي الألفاظ.. (وكل إناء بما فيه يزفر).. ورغم أني أعرف أني أحاور فكرياً رجلاً يملك قاموساً واسعاً ومتفرداً من الكلمات العارية من الوقار، فهو لا (يتقيأ بقلمه) وإنما (...) به..
والقلم سيفاً بتار إذ حملت مقبضه كف مبصرة وأصابع تمرنت على المصافحة لا الكلم.
والقلم في يد هذا الطيب سيف أعمى وكف الطيب كف عمياء، ولهذا فقول ذلك الصوفي هو الحق كل الحق، حين يقول: إن السيف إذا حملت مقبضه كف عمياء أصبح موتاً أعمى.. من لي بالكف المبصر؟
ثم إذا امتلك صاحب الكلف العمياء صحيفة.. ورسالتها الوحيدة (الصياح) فهي (الصيحة)، وهي صيحة، وليتها كانت (صحوة)، إذن لتبدلت نواميس السياسة وأصبح هبنقة رئيساً لجمهورية السودان (هبنقة) شخصية أسطورية من فقه كتب المطالعة، وما رأيت الطيب إلا وتذكرت هذه الشخصية الكركتورية، وللذين لا يعرفون قصة (هبنقة) فقد كان شخصاً (عويراً)، وكان عنده حصان، فسأله الناس ما اسم الحصان فاحتار (هبنقة) وأخرج سكيناً وفقأ عين الحصان، وقال لم يكن له اسم واسمه الآن (الاعور)، والحصان الأعور لا صلح لقيادة (الكارو) حتى.
الأخ الطيب غارق في وهم أنه الوحيد المنتبه وكل السودان غافل! وهو الوحيد القادر على صنع السلام عبر منبر هو جمعيته العمومية وغيره من الناس يوقدون نيران الحرب.. وهو سيكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية ورصيده (الانتباهة) سابقاً وأخيراً (الصيحة)، وربما شيء آخر ينطلق منه أو يستند عليه.. لا أقول الآن وربما أبوح به (نجوى) والطيب مصطفى يفخر ودون خجل أنه كان المعول الرئيس في هدم جدار الوحدة وتحقيق انفصال السودان، ليس لأمر استراتيجي يرفع قدر الشمال، وإنما منطلقاً من شعوبية (منتنة)، ناسياً ابنه الشهيد العظيم، وقد صعد شهيداً مكرماً في معركة (جبل ملح)!!..
بل إن السيد الطيب وهو مسكين يعاني من ضيق في مخارج الحروف بسبب لسان تعلم (الزفرات) بدلاً من الجمل المفيدة، وربما ذلك الضيق في الفكين ما جعل اللسان لا يحسن نطقاً وغير مبين، ولكن الأمر أكبر من ذلك، فهو أيضاً لا يحسن الكتابة لأن رصيده من الثقافة هو (دليل التلفون)، ولهذا تجده يحلف.. ويكثر من عبارة (بربكم هل..) (بربكم أرأيتم..) ثم يكون متن المقال كيلاً من السباب والاتهام!
والسؤال مع من يقف الطيب مصطفى؟ ومن أين يستمد هذه القدرة في أن (يلكم) يميناً ويساراً.. ويملأ الساحات بالزفرات (الحرى) (صدقوني أن الطيب أدهشني جداً حين استخدم كلمة الحرى، وهي كلمة شاذة في قاموسه الوحشي)، ولكن لماذا لك زفراته حارة ومشتعلة وغاضبة؟ هل للجينات أثر أم أن العمل في الاتصالات ثم مغادرتها بسبب هذا التليف في مفرداته وجعلته يزفر ولا يحسن خطاباً.
إذن شخص بهذه الخواص لا بد من أن يشكل ظاهرة غير طبيعية، فالرجل فجأة أصبح تحت الأضواء.. بل أصبح يملك القدرة على تسليط الضوء في بؤبؤ أي عين حتى يعميها عن الأبصار.. وتبقى صورته تملأ كل الساحات.. هناك سر وسر كبير سأحاول أن أكشف بعض خفاياه في متن هذه المجموعة من المقالات.
غير أني أواصل في هذه الحلقة محاولة تشخيص هذه الظاهرة ليس بحديث مرسل ولا يسنده شاهد، وإنما بأسانيد وتجارب ووقائع وأحداث.
صحيح أني أتحرج حرجاً شديداً أن أكشف عن أسرار الدولة لأني أمتلكت هذه الأسرار من خلال مسؤوليتي الوظيفية، وسأحرص حرصا ً تاماً على عدم البوح بها، ولكني لن أتحرج مطلقاً أن أقص وقائع وقعت بيني وبين هذا الرجل الظاهرة..
الغريب وأنا أكتب تذكرت أبياتاً للشاعر صلاح أحمد ابراهيم.. وصلاح يملك كفاً مبصرة وقلماً شديد الإبصار.. وحين يهجو صلاح، فقل إن (الرهيفة انقدت)..
قال صلاح في أحد الرفاق..
سبحان الله أخونا (....)
أصبح جليساً للوزراء..
وتتخطفه الأضواء..
ويهش له ركن الأنباء
ويداه كساقي (....)
تمتد لكل الأشياء..
هذه الأبيات استراحة لنواصل الحديث!
تساءلت لماذا تصبح مهنة الطيب مصطفى هي السباب وكيل الاتهامات وإلصاق التهم بالناس؟
لماذا لم يردعه عن ذلك خلق أو دين أو حتى مجرد الحياء - والحياء أول شعب الإيمان- فهو لا يفتأ يذكر كل مسؤول بغليظ القول.. ولم يمنعه أحد من أن يتناول مسؤولين كبار بقول غليظ ويحملهم مسؤولية توقيع اتفاقية السلام، وتناولهم فرداً فرداً، ويملأ صحيفته الانتباهة بفاحش القول فيهم ولا من يشير إليه باصبع (أن اتقي الله في الناس)!! عودوا لأرشيف الانتباهة وستجدون منكراً من القول وزوراً..
ولكن للطيب سر باتع وركن شديد، وإلا فكيف لشخص أن يشكل مثل هذه الظاهرة الباهرة والقادرة على تحويل كل إنسان من شخص سوي إلى شيطان رجيم..
أنا أعرف هذا السر وأعرف الكثير عن هذا الرجل الذي تحول من أصل مهنته إلى قائد لحزب عريض وواسع الانتشار اسمه منبر السلام، قصدت أن أسقط من الاسم كلمة العادل، فهي كلمة لا تتناسب مع فقه الرجل ومكنون سريرته!
وحين نَعّت الحزب بالعريض وواسع الانتشار لأنه يمل شخص الطيب الذي انتفخ فملأ الآفاق بالوهم بأنه سيحكم السودان في قادم الأيام.. وهو يقين يراه الطيب عياناً بياناً.. ولأن حدث ذلك فباطن الأرض يبقى الملاذ.. ويصبح (هبنقة) الوحيد الذي يمشي على قدمين في البساط الأحمر عند باحة القصر الجديد.
لم أدخل بعد فيما أريد أن أقول في هذه المقالات، وقد قصدت أن أجعل الحلقة الأولى مقدمة تطول، لأني سألقي بقول ثقيل العيار، لأن السكون أصبح لا يجدي بل (طمَّع) فينا الغربان، وحسبوا الصمت خوراً وإيثاراً للسلامة، وربما حسبوه ضعفاً أمام كيد عريض النوايا وشديد البأس.. ولكن... واهم أنت، فنحن حين صمتنا كنا نحسب أن هناك من ينصحك، ويقول لك كفى.. وسكتنا إرضاءً لعين وأقصد عيون وقامات وأهل وأصدقاء.. ولكنهم صمتوا وسكتوا ولم يراعوا مطلقاً لنا خاطراً أو مكانة أو معرفة..
وأصبحت الآن معركة (كسر عظم) ولن يوقفني بعد الآن عن الكتابة فيك وعنك أحد، ولن أقبل وساطة، وأعلن أن الأمر قد قُضي، وسأدخل هذه المعركة حتى أسقط أمام انتصار الباطل الذي لن ينتصر على الحق ولو طال الزمان..
ساكتب في مقالاتي:
*متى التقيت الطيب علماً أننا لم نلتق في مرحلة دراسية أو جامعة لأنني لم أزامل الطيب في جامعة، فهو كما لا يعلم الجميع خريج.. وسأوضح ذلك في حينه.
*من الذي جاء من دولة الإمارات محتجاً على تعيين سبدرات وزيراً للتربية والتعليم في عام 1991م؟.
*الطيب والفقه الطالباني في ستر أرجل الممثلات في المسلسلات بملاية إبان أن كان مديراً للتلفزيون.
*الطيب وقصة الفضائية والقمر انترسات (والوسام).
*الطيب وفتوى وزير العدل وإعلان قرار يلغي فتوى وزير العدل علي محمد عثمان ياسين في حضرة رئيس الجمهورية.
*الطيب وكيف حلف بالطلاق على السيد الرئيس.
*الطيب وأعلى مرتب في جمهورية السودان.
*كم يتقاضى الطيب من السفر في مهمات رسمية ولقاءات عربسات؟
*ثم لماذا يكره الطيب سبدرات؟
*توضأ واعتدل، فالمعركة قائمة الآن.. فأحسن الوقوف والاعتدال، ربما تكون صلاة مودع..
*نلتقي ونواصل...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 11:07 AM   #2
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : أبو الحُسين




أعذروني أحبتي الكرام...
بالرغم من أن هذا فخاراً يكسِّر بعضه... وأن حالتهم الآن هي (المَرَج)...
لكن ستجدوني مستمتعاً جداً من فضح هذا الرجل... لما نالنا قلمه القبيح من سيئ القول وفاحشه!!!

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 04:43 PM   #3
الأمين حسين بخيت


الصورة الرمزية الأمين حسين بخيت



الأمين حسين بخيت is on a distinguished road

افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : الأمين حسين بخيت




الطيب مصطفى وعبد الباسط سبدرات اسوأ من يمشي على ظهر هذه الأرض بلا اخلاق او وازع كل همهم ان تمتلئ جيوبهم وكروشهم وسبدرات شعب كل حكومة لا يعمل ادنى حساب لشرف المهنة والطيب كالكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث فيالبؤسهما

الأمين حسين بخيت غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 05-04-2014, 05:14 PM   #4
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : العوضابي




" وأشغل أعداي بأنفسهو * وأبليهم ربى بالمرج "
يا أخى أبو الحسين من أين أتيت بهذا , , ان هذا من عجائب الدنيا , أن ينقلب الانقاذيون على أنفسهم , , يخرجوا عن طورهم , ويكشفوا المستور , ويعروا بعضهم بعض دون خشية , فماذا نقول فى ذلك , انها ارادة الرب , أراد الله سبحانه وتعالى أن يفضحهم شر فضية , ويكشف حقيقتهم للناس كل الناس , بواسطة من ؟؟؟ بواسطتهم أنفسهم , لأنهم مكروا بنا , خدعونا بالاسلا و , وهذا مكر (( ولا يحيق المكر السىء الاّ ىبأهله )) صدق الله العظيم
يا أخ واصل كمل الحكاية وورينا المصدر ,

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2014, 04:17 PM   #5
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : ود محجوب






الاخ ابو الحسين اعتقد ان سبدرات بعد ان وضع عناوين
لردوده على الطيب مصطفى فالواضح انه لن يواصل فى ردوده ربما مقال مقالين
وربما لا . سيعتذر بتدخل وساطه او اناس لا يرد لهم طلب


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2014, 05:00 PM   #6
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمين حسين بخيت [ مشاهدة المشاركة ]
الطيب مصطفى وعبد الباسط سبدرات اسوأ من يمشي على ظهر هذه الأرض بلا اخلاق او وازع كل همهم ان تمتلئ جيوبهم وكروشهم وسبدرات شعب كل حكومة لا يعمل ادنى حساب لشرف المهنة

والحمد لله ربنا سلط عليه من لا يرحمه... فليفضحه الله بقدر ما أثار الفتن هنا وهناك...
.
.
.
.
.
.
أنجز "منبر السلام العادل" برنامجه ومهمّته المتمثلة في فصل الجنوب.. ثمّ ماذا بعد؟
الخرطوم- عبد الجليل سليمان- حيدر عبد الحفيظ
صحيفة اليوم التالي: 5 مايو 2014م
وأنت تجيل البصر على صفحة المنبر بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الموسومة ب(معاً نحو منبر السلام العادل) تجد ديباجته تتكون من جزئين (شعار وصورة)، الصورة لرئيسه الطيب مصطفى، والشعار عبارة سكها مؤسسه الذي هو رئيسه أيضاً وظل يرددها ما كل منها ولا ملت منه (إن منبر السلام العادل يرى أن الانفصال هو الحل الوحيد لحل مشاكل السودان، فلا داعي لوحدة الدماء والدموع بين الشمال والجنوب). حسناً؛ إنجاز مهمة جرد حساب حزب سياسي ك(منبر السلام العادل)، مهمة يبدو دونها خرط القتاد، ليس من جهة أنه كيان يطرح برنامجاً سياسياً بالغ الأهمية والتعقيد، أو لأنه أتى ببديل جديد لم تأت به الأوائل، لكن من جهة تداخله الكثيف بين حزبي الحركة الإسلامية الكبيرين (الوطني والشعبي) من ناحية، والحركة السلفية الجهادية، ربّما حتى (اللادنيّة)، إن جاز التعبير.
"لحمة برنامج الحزب وسداه فصل الجنوب"
بالتأكيد. والاستتباع التاريخي يدلنا على أنّه في أبريل من العام 2004، أصدرت مجموعة من الناشطين الإسلاميين الشماليين، فيما عرف لاحقاً بالخلية الأولى لمنبر السلام العادل بياناً. المجموعة الخارجة لتوها من المؤتمر الوطني (الحاكم) بحجة رفضها لاتفاقية السلام الشامل، ضمت بعض عمد القبائل، قادة عسكريين (متقاعدين)، وأعضاء من منظومة ما كان يعرف ب(كيان الشمال)، لكنه اتضح فيما بعد أن أهم رجل فيها هو الطيب مصطفى، إن لم يكن (برنجيها) الوحيد. لاحقاً وبينما الناس أجهدهم البحث عن البرنامج السياسي للمنبر، ظلوا يُلاحقون كتابات زعيمه في صحيفة الحزب ولسان حاله (الانتباهة) التي اختارت عبارة (صوت الأغلبية الصامتة) شعاراً لها، علهم يجدون مؤشرات للبرنامج الغائب، فكانت عبارات كتبها الطيب مصطفى ولا زال يرددها مثل: "إن الحزب اختار أن يأتي يوم تأسيسه مُتزامناً مع ذكرى اندلاع أول تمرد للجنوبيين في توريت بالجنوب في العام 1955"، كافية للتوصل إلى أن برنامج المنبر قائم على الدفع ب(انفصال الجنوب)، نحو التحقق، فكان أن تأتّى لهم ذلك في العام 2011، بعد أن تطابق حلمهم مع رغبة الجنوبيين أنفسهم.
"ظهور منبر السلام العادل جاء في ظروف استثنائية"
بالطبع. إذ تزامن ظهوره مع إحلال السلام، وحلّ أزمة الجنوب بالتفاوض. قبيل توقيع اتفاقية السلام الشامل بعام واحد، خرج منبر السلام العادل إلى الدنيا بين "فرث ودم" ليملأها صخباً وضجيجاً ويقيمها ولا يقعدها. المنبريون يدفعون حججهم بأنهم وضعوا للشعب الحقائق كما هي، دونما مواربة على (بلاطة بيضاء) وأنهم يقتفون في ذلك المثل الشعبي الشائع (آخر العلاج الكي) لذلك كله يدعمون الانفصال جهاراً ولا يسرون به إسراراً، لا يمنعهم عن ذلك أن تدركهم (نيفاشا) التي التأمت في العام 2005، ومنح بموجبها الجنوبيون حق تقرير المصير، فالجنوب والشمال باعتقادهم خطين متوازيين.
"غاب البرنامج فأصبح الهتاف سيّداً للمشهد الحزبي في منبر السلام"
إلى حدّ كبير. إذ أن المنبر، كما يصفه الكثير من مناوئيه، وكبديل استراتيجي لغياب برنامجه السياسي، قرر أن يفجر ضجة يشغل بها الرأي العام عن السؤال الجوهري؛ ما هو البرنامج؟ وما هي أوجه الاختلاف بينه وبين الحركة الإسلامية، أو حتى بينه وبين السلفية الجهادية؟ فكان (لسان حاله) نارياً كبرج القوس. ****************
"دعامة المنبر لترويج فكرته آلة إعلامية قوية تغلغل من خلالها في كل الأوساط"
قطعاً وبلا شك. إذ مثلت صحيفة (الانتباهة) التي أسسها المنبر في العام 2006، أي بعد عامين من إعلانه حزباً سياسياً، حجر الزاوية والركن الركين، في ظل غياب برنامج سياسي واضح، ضخت الصحيفة رسالة إعلامية قوية ومؤثرة، فكانت يمثابة (كرسي) المنبر الحديدي، إذ استغلها للترويج لخريطته (الجديدة) واستثمر فيها لتصفية ما تبقى من أمل عقده البعض على نواصي صافنات خيل اتفاقية نيفاشا قبل ركوضها صوب الانفصال، ظانين أن ذلك ربما يسفر في مآلاته عن وحدة مرتجاة بالنسبة لهم على الأقل. الرسائل الإعلامية اخترقت العقل الجمعي لقراء (الانتباهة)، الذين بلغوا زهاء ال( 100) ألف في بعض الأحايين، ممن اخترقت بعضهم (الرصاصة السحرية) كما يقول علماء الاتصال، في توقيت بدا وكأنه أُختير بدقة وترتيب مسبقين. حيث نشرت الصحيفة في 19/8/2009 مقالاً للطيب مصطفى رئيس المنبر متزامناً مع عقد أول مؤتمر له، قال فيه "إنه لا مجال إلا لحل ناجع يستأصل المشكلة من جذورها بدلاً من علاج السرطان بالبندول والمسكِّنات"، ثم أطنب واستطرد وأسهب في المقال شارحاً رسالته، فكان العلاج لاحقاً هو استئصال الجزء المريض من الجسد، من وجهة نظر المنبر على الأقل.
"عبّر المنبر عن فكرة خالجت عقول البعض ثم عمل كجماعة ضغط لتمريرها"
لا أحد يُنكر. فقادة المنبر هم مجموعة من السياسيين المحسوبين على الحزب الحاكم ممن كانوا نافذين في مفاصل الدولة، ابتغاء مناهضة اتفاقية وقع عليها حزبهم نفسه، ما يشي عند البعض -بفبركة ما- تسمح بتمرير بعض ما لا يمكن الجهر به في المسرح السياسي.
"المعارضة الناعمة والمساحات المفتوحة أغرت المنبر للذهاب بعيداً والتحليق في أفق أعلى"
ربّما. فالملاحظ أنّ الحزب دأب على الجهر بالمناداة بسودان العروبة والشريعة الإسلامية؛ السودان الشمالي المحض. مساحة منبر السلام للتحرك في دهاليز السياسة، جعلته يمضي في دروبها بعبوّات النسف، وفي حدود إحداثيات، بدت وكأنها مرسومة بحذر. غير أن اللافت في تحركات الحزب أنه ظل في أحيان يتخطى بعض الخطوط الحمراء الأخرى، مثل الجهر بإطاحة النظام القائم، أو حتى تناول بعض القضايا التي تصنفها الحكومة بأنها (حساسة)، وهذا ما يعضد اتجاه بعض المراقبين أن منبر السلام العادل شأنه شأن جماعات وأحزاب تمارس معارضة (ناعمة) قلّ ما تتجاوز مساحات المناورة واللعبة السياسية المرسومة. العملية من وجهة نظر مراقبين أغرت المنبر للمضيّ بعيداً، فحلّق بأجنحته عالياً بحثاً عن مقام سياسي أكبر، فلم يكن من الغرابة أن يتطلع لحكم البلاد.
"جاهدت الحكومة للفتّ من عضد المنبر بعدما استبانت نواجزه"
إلى حدّ كبير. فوفقاً للهادي محمد الأمين المحلل السياسي والصحفي بالزميلة (السوداني) فإن منبر السلام ينشط في التحرك في مناطق النظام (المُظلمة) كالدعوة لإسقاط الحكومة بالقوة، أو التحالف مع قوى مشاكسة أو نيته لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي ربما يكون مصيره كمصير حزب الوسط (الكودة) الذي توارى عن الأنظار بعد توقيعه في كمبالا على برنامج أحد أطرافه الجبهة الثورية، الهادي يدلل على رأيه بقوله: تعرض الطيب مصطفى ومنبره لضغوط هائلة في الآونة الأخيرة، مثل إثارة موضوع ملكية (الانتباهة) وإرهاقه بالانشقاقات، وربما هذا هو السيناريو الذي سيُجهز به على المنبر بالضربة القاضية في نهاية المطاف إذا ما تمادى في مشاكسة الحكومة.
"للمنبر كسبه النضالي ضد النظام ومسافته نقدية من الحزب الحاكم"
قد يكون. فحتى إن خرج من عباءة المؤتمر الوطني، فإنّ مشاركته الحذرة وبطريقته الخاصة في الاحتجاجات الأخيرة على رفع الدعم عن المحروقات، جعلت الخطوط تنفصل تماماً بينه والمؤتمر الوطني، لدرجة أن السلطات اعتقلت بعض قياداته. لاحقاً وقع رئيس المنبر الطيب مصطفى، بمعية رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني مذكرة (تحالف القوى الإسلامية والوطنية) بصحبة (15 حزباً) في خطوة قيل إنها تحالف للسعي لتغيير النظام وقالوا في بيانهم بالحرف الواحد "لم تبق أي مسوغات أخلاقية لبقاء الإنقاذ".
"طموح الحزب محدود وأفقه السياسي لا يتجاوز عمل اللوبيهات"
لا. فبحسب ما تقول به الوقائع السياسية إنّه حينما رفعت صحيفة (الانتباهة) من أسهم المنبر في السنوات الماضية خالج قادته اعتقاد أن الوقت أضحى مناسباً لتسويق أنفسهم لورثة الوطني، وزعامة تيارات الإسلام السياسي في السودان خاصة بعد انزواء الدكتور حسن الترابي، قبل أن يظهر مجدداً في خضم التقارب الأخير، فابتدر المنبر نشاطاً سياسياً عبر التنظيمات الطلابية وقدم محاضرات وعقد مؤتمرات قاعدية ومنابر إعلامية وندوات مختلفة، فضلاً عن النشاط الاجتماعي والخيري الذي ظل يضطلع به بين الفينة والأخرى، من أجل تلميع صورة الطيب مصطفى توطئة للدفع به في انتخابات الرئاسة القادمة، متى كان ذلك متاحاً.
"لم يتخيّل المنبريّون في أسوأ كوابيسهم أن تتناوشهم رياح التشظّي"
أبداً.. البتّة. استغلال منبر السلام العادل للوسائل الإعلامية المختلفة، ومنابره على وجه الخصوص طيلة العقد المنصرم، أوصله إلى ما كان يصبو إليه، من هدف الإنفصال. تحقيق النتائج بالطبع جعل من العسير على منتسبيه تقبل فكرة الانشقاقات وهم في قمة مجدهم السياسي. على كلّ تعرض الحزب لهزات وزلزالات، مثل الخروج الجماعي لبعض القيادات، ومعارك طاحنة حول ملكية (الانتباهة).
"فصل المنبر الجنوب"
ليس تماماً. فهي تهمة لا ينكرها المنبر، بل دعمها وساندها بشدّة، لكن للمسألة لها جذورها التاريخيّة. وفقاً لدكتور مكي محمد مكي أستاذ الصحافة وعلوم الاتصال بجامعة وادي النيل فإن الرسالة عبر آلة المنبر الإعلامية طيلة فترة ما قبل الانفصال ليست هي المؤثر الذي أفضى إلى ذهاب الجنوب، لأن مشكلة الجنوب ليست جديدة حتى يفلح المنبر في فصله بهذه السرعة عبر رسالته الصارخة كما يظن البعض، وأضاف: إذا نظرنا لقضية الجنوب فإنها تتداخل فيها عوامل كثيرة، سياسية، اقتصادية وأمنية، فضلاً عن إذكاء المستعمر لها، وشحن أذهان الجنوبيين بكثير من الأفكار عن الشماليين حتى صوتوا للانفصال، واستطرد: "القول إن المنبر ساهم في فصل الجنوب" فيه تطفيف وتضليل لجهة أن مشكلة الشمال والجنوب فيها الكثير من التراكمات التي أثرت على مسار القضية نفسها.
"انتفى مبرر وجود المنبر.. كانت له أغراض واستنفدت"
ربّما. والتشكيك لا يقول به دكتور عمر حمد حاوي، المحلل السياسي والأستاذ بجامعة بحري، إذ أنّ الأخير يثبّت ويؤكّد على أن منبر السلام العادل وبعد انفصال الجنوب في العام 2011، استنفد أغراضه فكل تصوراته ورؤاه كانت مبنية على ذلك، وبعد الانفصال انتفى مبرر وجوده في الساحة، وأضاف حاوي: ليس للحزب ما يؤهله للعب أدوار جديدة في المرحلة القادمة؛ إلا إذا طوّر من أيدولوجيته ورؤيته في العمل السياسي في المرحلة المقبلة، واستدرك بالقول: "لكن الآن المنبر لا يعد من الأحزاب الفاعلة بإطروحاته القديمة التي تجاوزتها الساحة والزمن معاً".
"بعد انجلاء الغبار وذهاب الجنوب انكشف ظهر المنبر"
بظنّ الكثيرين. إذ سيكون الترويج للانفصال بعد حدوثه ضرباً من الجنون واللوثة، لا شك في ذلك، لذلك فإن صفحة المنبر في (فيسبوك) غيرت منهجها وفقاً لمقتضيات الحال، ونقرأ (منبر السلام العادل يدعو إلى الجمهورية الثانية التي تركز على محاربة الفساد والتطبيق الكامل للشريعة الإسلامية). صحيح أن منبر السلام شبّ عن الطوق في وقتٍ وجيز، لكن بعد انقضاء مرجعيته واستنفاد أغراضه أو غرضه الوحيد (ملف الجنوب)، لم تعد رسالة المنبر كما كانت محل متابعة واهتمام عموم السودانيين والسودانيين الجنوبيين، على اختلاف مشاربهم ومآربهم.
"الصراعات خطر ساحق وماحق يتهدد وجود ومستقبل المنبر"
بلا جدال. تماماً مثلما أنها خطر يتهدد وجود كل الأحزاب، فاعتماداً على ما يعيشه المنبر من صراعات حول القيادة، تشغله في نفسه، وتلهيه عن غيره، يبدو أن مستقبل الحزب يتهدّده الكثير، وما معركة (الانتباهة) التي آلت مجدداً وبعد صراع عنيف وطويل شهدته سوح القضاء وصفحات الصحائف، إلا شاهداً على مما أشرنا إليه. وعطفاً على (ما أكثر الأصحاب حين تعدهم.. ولكنهم عند الشدائد قلة) تبقى اتهامات قياديي المنبر المفصولين أمثال حمودة شطة، والأمين السابق البشرى محمد عثمان، للطيب مصطفى بأنه ينفرد بصناعة قرارات ومواقف الحزب السياسية والتنظيمية، ويتجاهل المؤسسات ويسيئ استخدام السلطات الأصيلة والمخولة كالطرد والفصل والتنكيل لمن يخالفونه في الرأي وخاصة الذين يجهرون بآرائهم في مواجهات، تبقى هذه الاتهامات ومثيلاتها –ربّما- هي القشة التي ستقصم ظهر البعير!



أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2014, 05:08 PM   #7
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: Re: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العوضابي [ مشاهدة المشاركة ]
" وأشغل أعداي بأنفسهو * وأبليهم ربى بالمرج "
يا أخى أبو الحسين من أين أتيت بهذا , , ان هذا من عجائب الدنيا , أن ينقلب الانقاذيون على أنفسهم , , يخرجوا عن طورهم , ويكشفوا المستور , ويعروا بعضهم بعض دون خشية , فماذا نقول فى ذلك , انها ارادة الرب , أراد الله سبحانه وتعالى أن يفضحهم شر فضية , ويكشف حقيقتهم للناس كل الناس , بواسطة من ؟؟؟ بواسطتهم أنفسهم , لأنهم مكروا بنا , خدعونا بالاسلا و , وهذا مكر (( ولا يحيق المكر السىء الاّ ىبأهله )) صدق الله العظيم
يا أخ واصل كمل الحكاية وورينا المصدر ,

هلا بي عمنا العوضابي...
أتينا به من سلسلة مقالات بصحيفة اليوم التالي لفضح صاحب القلم الزِفِرْ على قول أهلنا المصريين...
وإليكم الحلقة الثانية...
.
.
.
.
.
.
.
الطيب مصطفى الظاهرة الكونية الجديدة (2)...
عبدالباسط سبدرات
صحيفة اليوم التالي: 3 مايو 2014م
أبدأ مرة ثانية بالاعتذار للأصدقاء الذين يريدون أن أكتب بلغة حريرية الحروف، فهم لم يعتادوا مني الجمل (حديدية الحروف)، لكن أقول لهم: معذرة فالمقام يقتضي أن نقابل اللؤم – خاصة لؤم بعضهم - بنفس القدر من الاستحقاق، وإلا فإن إكرام اللئيم يعد إهانة لمنطق الكرم والمروءة. ولهذا معذرة.
أبدأ: لماذا يكره الطيب مصطفى شخصي؟ ولماذا ظل متربصاً بي لأعوام خلت؟.. فهو لم يجد سانحة إلا ورمى بقصف كثيف مستخدماً مخزونه الرديء من الألفاظ والسباب، والأمر يعود لشيء في نفس صاحب الحصان الأعور!! هل تذكرون صاحب الحصان؟ الرجل ظل يؤمن ورسخ في فؤاده أنه هو، وهو وحده الذي إن يرض عن شخص فما يحق لشخص آخر أن يرفض ما قرر.. تماماً كفرعون (ما أريكم إلا ما أرى) وخاصة في أمور الدين، فهو الذي يقبل من العباد التوبة والأوبة ويوصد في وجوه الناس باب رحمة الله التي وسعت كل شيء.. لا أقول ذلك افتئاتاً وإنما لهذا السلوك في نفس هذا الرجل غير اللوامة رسوخ ومستقر.
لم تجمعني بالسيد الطيب مصطفى دراسة ولا زمالة ولم أتشرف بمعرفته مطلقاً قبل الإنقاذ.. بل لم أسمع به قط؛ فالرجل لم يكن يوماً ما ناشطاً في المجتمع؛ على الأقل في حقل الإعلام أو الثقافة، ولهذا لم أسمع به.
ولكن الرجل سمع بي من بعض أقربائه الذين ربما يكون واحد منهم قد زاملني في الجامعة ونقل له أن سبدرات كان أحد قادة الجبهة الديمقراطية في الجامعة ويكتب كلاماً يصفه البعض بأنه شعر، والآخرون يرون أنها هرطقة شباب.. ولا ضير في ما يرى كل واحد منهم.
لكن مجرد ذكر أن فلانا (يساري.. جبهة ديمقراطية.. شيوعي) أمر (يفقع مرارة) الطيب.
وتعبير (فقع مرارتي) لم آت به هنا من عندي، لأنه تعبير يدمنه الطيب مصطفى بل يشكو يومياً أن أمراً ما قد (فقع مرارته). ولا أعرف تحديداً سر هذه المرارة التي (تفقع يومياً) ولا تنتهي بالاستئصال..
وتعبير (فقع المرارة) تعبير من صنع نساء السودان وسببه أنهن يومياً يطعِّمْن (المرارة) بالمادة الصفراء ليسهل هضم المرارة المعروفة فهن (يفقعْنها) يومياً.. وهو عمل شاق (يفقع المرارة)؛ ولأن الطيب اعتاد على تقبل السهل من الألفاظ، امتهن هذا التعبير حتى (فَقَع مرارة) التعبير نفسه ثم أدمنه وحاز شهادة الآيزو في براءة استعماله ونال لقب (المُفقع) الأعظم (للمرارات) دون تطعيمها حتى.
ومقالاتي التي تتتابع لن (تفقع مرارة الطيب) فقط وإنما أخاف أن يصيبها زهايمر المرارة.
أعود لمتن الحديث...
إن مجرد ذكر اسم (سبدرات) والطيب مصطفى له صفات الثور الإسباني الذي تتم تربيته على أن يصارع اللون الأحمر، قد شب وشاب على أن يصيبه هذا الهياج عند ذكر اسم سبدرات، لأنه مقتنع أن سبدرات الذي كان شيوعياً في الجامعة لابد من أن يلقى ربه شيوعياً، ولن يصدق أن سبدرات يمكن أن يتخلى عن ذلك مطلقاً، وعليه فإن دخوله في الإنقاذ يعد كبيرة ترقى إلى مصاف جريمة الحرابة.. وأنا لم أنكر ذلك الانتماء، ولا أنكر أنني اخترته واعياً وتركته واعياً وبالحسنى احتراماً لنفسي وللزملاء الذين كنت معهم، وأقسم، إن أقلهم قامة إن وجد فهو أعلى هامة من الطيب مصطفى (المفقوع) دوماً.
حين تم اختياري لوزارة التربية والتعليم عام 1991م اشتعل الغضب في شخصين؛ أحدهما هذا الطيب مصطفى.. وجاء رجل يسعى من دولة الإمارات وعلى عجل في مهمة مقدسة وخطيرة وعاجلة.. وذهب من المطار إلى منزل الدكتور عوض الجاز وهو يشتعل غضباً: كيف يتم تعيين سبدرات وزيراً للتربية والتعليم؟ وأرغى وأزبد ثم أتم تلك العمرة المجازية وحلق وقصر وعاد إلى الإمارات وفي نفسه الكثير من (حتى)..
ربما الرجل على حق في ما يعتقد.. لكنهما راهَنَا معاً على استمرار الكفاح لإسقاط المشروع الخطير!! وكسر عظم هذا الشخص.
ثم أتى على الإنقاذ حين من الدهر أن تم تعيين السيد الطيب مصطفى مديراً للتلفزيون وتم تعييني وزيراً للثقافة والإعلام.. وهذه هي المرة الوحيدة التي تشرفت فيها برؤية (هلال) الاختلاف مع الطيب مصطفى.. ما كنت أعرف أن السيد الطيب مصطفى في مدرسة الانغلاق والتكميم؛ فهو يرى فقط (أن أرجل المرأة هي أم العورات جميعاً)، دعني أوضح أن وزارة الثقافة والإعلام كانت قد جرت هيكلتها لعدة هيئات مستقلة كل هيئة لها مجلس إدارة ومدير عام.. مستقلة تماماً في إدارة كل الشؤون بمعزل عن الوزير.. الوزير فقط يشرف إشرافاً شكلياً على تلك الهيئات يعني (عمدة بلا أطيان)، ولم يكن فهمي أن الأمر مثلما حكيت..
وفي مساء ما، كنت أشاهد التلفاز بمنزلي وشاهدت جزءاً من مسلسل كان يبثه التلفزيون فإذا بي أشاهد أن هناك (ستارة) في شكل مربعات مفتوحة تغطي أرجل الممثلات ولأول رة أعرف (حجاب القدمين) وهو حجاب يتحلل منه الصدر والوجه والشعر.. لكنه يبدأ من المكان الذي كشفت فيه (ملكة سبأ) قبل أن تدخل في دين سليمان عن ساقيها.
- أظن أن السيد الطيب جاء بنظرية (حجاب الساقين) من تلك الحادثة - أدهشني هذا الاختراع المتخلف والممعن في التحجر وقررت أن أذهب صباحاً في زيارة للتلفزيون.. وذهبت وقابلني السيد الطيب وهو صاحب وجه المغامر المحترف (poker face) وجه جامد تكاد تقسم أنه لا توجد فيه خلية واحدة حية!!!
أثرت موضوع هذا الحجاب العجيب.. كان معنا واحد من الإعلاميين المحترمين الذين يعملون بالتلفزيون.. وعلا الصوت فوق الصوت.. وأصر السيد مدير التلفزيون بأنه مدير معين بقرار جمهوري مثلما أنا الوزير معين بقرار رئاسي، وأنه لن يتنازل عن الحدود وأحكام الشرع.. شرع الطيب غير الحنيف.
ولأول مرة أتساءل: أي إبليس هذا الذي ابتدع حجاب الساقين؟ - ليس لبس جورب أو اللبس الساتر حتى وجه القدم؛ لأن الممثلة لا يستطيع الطيب أن يلبسها جورباً لأن المسلسل تم تصويره مسبقاً.. لكنه اهتدى لستارة تحجب الساقين!!
تساءلت: لماذا يحدق الطيب في هذه المنطقة من الجسم؟ لم أجد جواباً، فكل جسد الممثلة حر من غير حجاب.. ولماذا أصلاً يصر على عرض المسلسل دون سيقان؟ ذهبت وقابلت (الشيخ) فأفتى بخطل شرع الطيب وضرورة خلع هذه الستارة.. وتم تحرير الرهائن..
نسيت أن أقول إنني قلت للسيد المدير إذا كان الأمر كذلك، فالغِ بث المسلسل بدلاً من هذه المعالجة العرجاء.. ولما كان أمر (الشيخ) أمراً مقضياً فقد عاد الرجل عن شريعته الخاصة واختراعه المعيب!!!
لماذا أقص هذه القصة؟ هل لأنني لا أريد الحجاب أم لأن استمرار هذه الممارسة كان يضحك فينا الناس؟.. لأن أبسطهم فكراً قال لي: (ولماذا تحدقون في أرجل النساء..) قصدت أن أبين للناس كيف يفكر هذا الرجل وهل يمكن أن يكون مثل هذا الشخص مديراً للتلفزيون يعرض المشروع الحضاري يومها؟..
ثم كيف سيتعامل مع الفن والموسيقى والمسرح والمبدعين جميعاً؟ وكانت هذه أولى المعارك..
لم يستطع الرجل أن ينسى كيف تم الرضوخ وتنازل عن (ملاية الساقين).. وأضمر شراً ومكراً كباراً..
وساقتني هذه الحادثة لأن أصدر قراراً أصبحت بموجبه رئيساً لكل هيئة في الوزارة حتى أستطيع ممارسة عملي كوزير وليس مشرفاً شرفياً..
ومن طرائف الفقه الطالباني الذي أسس مدرسته السيد الطيب مصطفى وهو مدير التلفزيون فتواه في أمر المسرح والتمثيليات التلفزيونية؛ إذ جمع المسرحيين الذين يقدمون دراما التلفزيون وقال لهم: "أنا أعجب كيف تقدمون عملاً درامياً تحدث فيه واقعة أن يتزوج ممثل ممثلة في المسرحية دون عقد زواج شرعي!!"
وَجَمَ الممثلون لفترة من الزمن وسأله أحدهم: "طيب يا السيد المدير إنت عايزنا نجيب معانا (مأذون) في كل حلقة وفعلاً يتم زواج شرعي؟ طيب ماذا لو كانت الممثلة متزوجة فعلاً؟ هل يمكن أن يقع زواج تاني شرعي؟"
فبهت الذي كفر..
هذه الواقعة تؤكد وتشير إلى كيف يكون مثل هذا الشخص مديراً للتلفزيون!! إن طالبان بريئة تماماً من (الملا) الطيب مصطفى..
أما في شأن الغناء فإنه يعاني مشكلة كبيرة فهو خصيم له، أما لماذا؟ فالسر عنده وحده!!!
وهو من أوقف بث كل الأغاني المشتبه بأن فيها ما يشير إلى (الخمر) أقول (ما) و(يشير) وليس ما يوقع في حد الخمر.. فمثلاً حين يقول العقاد في أغنية شذى زهر..
(وبي سكر تملكني..
وأعجب كيف بي سكر
رددت الخمر عن شفتي
لعل جمالك الخمر..)
هنا يقيم الطيب مصطفى حد شرب الخمر على العقاد والكابلي معاً بالإضافة إلى كل مستمع أو مشاهد أطربه اللحن.
هو لا يعرف المجاز ولا الصريح...
وإذا ما قال الشاعر إنه نظر إلى وجه حبيبته ورأه قمراً.. تساءل (المُلا): كم مرة نظر هذا الشاعر؟ لأنه يسمح في الأغنية بنظرة واحدة فقط لا غير..
وأدخل (المُلا) كل الأغاني (إسطبلاً) وليس مكتب الأرشيف!!
وبموجب فرمان منه، وبفهم بعبر عن الفقه الحجري (للمُلا) السيد الطيب حرم الناس من سماع أغنيات مثل (همسات) التي يقول فيها الشاعر (سكر السمار والخمار في حان الغرام.. وأنا الصاحي أرى في النور أشباح الظلام) وبالتفسير الحرفي السطحي فإنني أظن أن (الملا) بعد قراره بمنع بث مثل هذه الأغنيات التي تفوح عنده منها رائحة الخمر طفق يبحث في المدينة عن مكان (حانة الغرام) لإغلاقها، وربما أشار إليه أحدهم زراية به أنها بالمحطة الوسطى!!..
تصوروا أن هناك مؤتمرا لمديري التلفزيون العرب وبين تلك الهامات هذا (المُلا) وتكلم الطيب آسف (المُلا) عن الفن والغناء والدراما.. سيقع (تسونامي) على رأس كل مدير، وسيعرفون كيف هو مستوى الفن في السودان.
جاءني السيد مدير التلفزيون ومعه مجموعة من المهندسين وعلى رأسهم المهندس المقتدر والعالم حسن عبد الرحمن، وأشهد أن الرجل من أكثر المهندسين كفاءة ووفاءً ومقدرة، وظل مرابطاً في التلفزيون.. لم يطلب ترقية أو حتى إجازة مرضية.. وكان هو صاحب المقترح الذي جاء الوفد لعرضه عليْ.. تم الاجتماع الذي كان قصيراً لأن الأمر كان واضحاً وأساسياً ونحتاجه حاجة ماسة.. كان المشروع المعروض أن ننشئ محطة فضائية خارجية نطل منها على العالم، لأننا حتى ذلك اليوم عام 1993م كان بثنا داخلياً.. والمشروع يعني أن ننقل بثنا الداخلي عبر القمر إنترسات للخارج حتى يرى أبناء السودان في الخارج ما يجري داخلياً من أحداث.. وتم عرض المشروع وتولى المهندسُ الشرح، واقتضى الأمر أن نشرع في حملة لنجمع التكلفة المالية.. وبوصفي وزيرا عرضت الأمر على السيد الرئيس الذي رحب بالمشروع ثم أجيز في مجلس الوزراء، وبدأت حملة استقطاب المال، وكنا يومها نعاني من شح شديد في العملات العصية والصعبة وحتى السهلة.. ولأن الفضائة ستخدم قطاع المغتربين أساساً فقد اتجهنا وبجد لاستقطاب جهدهم المالي وكانوا كما عهدنا فيهم أهل الالتزام والتنفيذ..
وكنا اتفقنا أن يدفع كل مغترب مبلغ عشرة دولارات عند تجديد الجواز أو أي إجراء في السفارة، فضلاً عن فتح باب التبرعات..
وجاء يوم (الزينة) افتتاح المشروع، ونصب صيوان كبير واحتشد الناس ضحى والسيد الرئيس قمر الصباح واللواء عبد الرحيم محمد حسين وزير رئاسة الجمهورية وأعضاء مجلس الثورة وكل قبيلة الإعلام وكنت المضيف وبدأ الحفل..
قرأ اللواء عبد الرحيم محمد حسين قرار السيد رئيس الجمهورية بمنح الطيب مصطفى وسام الإنجاز بناء على توصية السيد وزير الإعلام..
ثم جاء السيد الطيب يحمل مصلاة.. فرشها.. استقبل القبلة وصلى ركعتين شكراً لله.. ثم تقلد الوسام وألقى كلمة لم يذكر الوزير فيها بشيء ثم تم تقديمي لأقول كلمة الوزير..
المسافة بين المنصة ومكان الجلوس أقل من مترين.. قطعتهما متعثراً وكأن أرجلي من صلب الحديد.. صعدت.. نظرت حولي.. رأيت الميكرفون وقلت: "حين يكرم (مدير التلفزيون) فقد تم تكريم الوزير والوزارة.. شكراً" ونزلت، إلا أنهم لحقوا بي وقالوا: قدم للسيد الرئيس..
وقدمت السيد الرئيس وتحدث وأحسن الحديث..
ثم انفض السامر..
كان واضحاً أنني في حالة غضب شديد، ولاحظ اللواء عبد الرحيم محمد حسين ذلك في وجهي.. ووجهي لا يخفي مما في الصدر شيئاً.. ثم دار حديث عريض..
نواصل..



أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2014, 07:03 AM   #8
عيدابي


الصورة الرمزية عيدابي



عيدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : عيدابي




الطيب مصطفى عنصر اساسي في ازكاء نار الكراهية والعنصرية
بين الشمال والجنوب وفي مواقف كثيرة جدا تعلل المتحدث الجنوبي
بما يصدر عن الطيب مصطفى من تصريحات تدعو للكراهية
بيننا واخوننا في الجنوب قلم مسموم وعقيم لا يعرف غير الشتايم
وورود مهابي الشر
نقول له اتقي الله في نفسك ان لنفسك عليك حق
وحق الاخرين لن تفلت من عقابه دنيا واخرى
واصل في الرصد والنشر اخي ابو الحسين سبدرات لسع ما دخل في الغريق
وسبدرات زاتو شن نفرو

عيدابي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة عيدابي ; 05-08-2014 الساعة 04:23 AM.
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2014, 02:08 PM   #9
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: جاك المُوت يا الطيب مصطفى!!!


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود محجوب [ مشاهدة المشاركة ]


الاخ ابو الحسين اعتقد ان سبدرات بعد ان وضع عناوين
لردوده على الطيب مصطفى فالواضح انه لن يواصل فى ردوده ربما مقال مقالين
وربما لا . سيعتذر بتدخل وساطه او اناس لا يرد لهم طلب



سلامات يا دكتور عمر... عندي نفس إحساسك والمقال رقم (3) دا ربما الأخير...
.
.
.
.
.
.
الطيب مصطفى.. الظاهرة الكونية الجديدة (3)

عبد الباسط سبدرات
صحيفة اليوم التالي: 5 مايو 2014م

توقفت في مقالي الفائت عند الحديث العريض الذي دار بيني وبين سعادة اللواء عبد الرحيم محمد حسين، وكنت غاضباً جداً، وكان الأخ عبد الرحيم صبوراً جداً وسمحاً.. سبب غضبي هو ديباجة القرار الجمهوري الذي جعل وزير الثقافة والإعلام- كان ذلك اسم الوزارة- يمنح الوسام للطيب مصطفى وليس لهيئة التلفزيون محل الغضب والاحتجاج، وكنت قد أوصيت بأن يتسلم الوسام السيد المهندس حسن عبد الرحمن لأنه صاحب الفكرة والتنفيذ والمتابعة!! ولكن كان تقدير القيادة غير تقديري وابتلعت غضبي.. ولم ينس الطيب لي ولن ينسى.. لأن فؤاد الطيب فيه شيء من طباع البعير..!!
لكن مرور الأيام وتقلب المواقع أبعداني عن وزارة الإعلام، وباعدا بيني وبين الطيب مصطفى، وحمدنا معاً (أن صار طويل السلام اختصاراً)..
ولكن السيد الزهاوي إبراهيم مالك- وهو صديق عزيز- استقال من وزارة الإعلام والاتصالات، وكنت يومها وزيراً للشؤون البرلمانية، وكلفني السيد الرئيس أن أباشر إلى جانب وزارة الشؤون البرلمانية مهام وزارة الإعلام والاتصالات.. وتسلمت مهام الوزارة.. غير أن القدر كان يخبئ لي مفاجأة..!!
المفاجأة هي أن السيد الطيب مصطفى كان رئيس هيئة الاتصالات، وتتبع إشرافاً لوزارة الاتصالات، وهذا سر تسميتها وزارة الإعلام والاتصالات.. هي تقاسم الوزارة نصف اسمها..
والتقينا في اجتماعات مجلس الوزير، وفي كثير من الاجتماعات كان يحفظ للآخر مساحة من الصمت، وقدراً من المؤانسة الجادة والبعيدة عن العمق..
ما كنت أعرف ما يدور من داخل شركة (سوداني) وشركة (موباتل) وهي شريكة معها في عمل الاتصالات من خلاف حول أيلولة خط الموبايل، أيهما أحق بملكيته؟.. علماً بأن الخط يشكل ثروة ضخمة بحساب ملياري مهول.. وما كنت أعرف وبسبب بعدي عن الوزارة لأكثر من عشر سنوات أن هناك لجاناً قد تكونت بوزارة العدل للفصل في ذاك النزاع.. كان وزير العدل يومها علي محمد عثمان ياسين – وهو رجل خلوق وصاحب قدرات كبيرة-
وفجأة جاءني مكتوب من السيد وزير العدل، موضوعه فتوى ملزمة بين (سوداتل وموباتل)، وقد قضت الفتوى أن خط الموبايل هو حق خالص لشركة (سوداتل).. وبما أن فتوى وزير العدل هي فتوى ملزمة لا ينقضها أحد إلا رئيس الجمهورية بتسبيب بين..!!
أرسلت الفتوى بخطاب لهيئة الاتصالات للعمل بمقتضى الفتوى!! ولم أتابع الأمر لأني كنت واثقاً من أن السيد رئيس هيئة الاتصالات سينفذ وبحزم الفتوى ما دامت صادرة من وزير العدل، ونسيت الموضوع.
كانت شركة (أريبا) الآن (mtn) قد أتمت إنشاء خط الموبايل، وتم تحديد ميقات لتدشين ذلك الحدث الكبير وأُعد احتفال فخيم.. وتمت دعوة السيد لرئيس الجمهورية لافتتاح هذا المشروع، وبصفتي وزير الإعلام والاتصالات كنت مضيفاً لهذا الاحتفال..
جاءني مندوب المراسم بورقة البرنامج.. وجدت ضمن القائمة الطيب مصطفى متحدثاً!! قلت ببراءة: دعوه يتكلم.. فهو رئيس وأمين لهيئة الاتصالات.. وهذا يوم زينة..
بدأ الاحتفال، وتحدث المتحدث الأول، ثم تم تقديم المتحدث السيد الأمين العام لهيئة الاتصالات وفي حضور السيد رئيس الجمهورية.. حيا الحضور، ثم قال: (أعلن لكم في هذا الاحتفال أني قد منحت شركة "موباتل" حق ملكية خط الهاتف السيار بدلاً عن "سوداتل"!!).
صاعقة وقعت على رأسي.. من أين لهذا الرجل أن يفعل هذا الشيء بهذه الجرأة التي لم نعهدها على أحد، (ويدوس) بقدمه فتوى السيد وزير العدل كما يفعل المدخنون وهم يدوسون على أعقاب السيجارة..؟ فبعد أن كانت في فمهم وبين أصابعهم، اختاروا لها أن تكون تحت نعلهم.. وهكذا فعل الرجل بفتوى وزارة العدل التي داس عليها دون وازع أو رادع.!!
لماذا اختار الطيب هذا المكان.. وهذا الزمان، وفي حضور السيد الرئيس أن يصدر قراراً معيباً وبلا حق..؟
الرجل نظر.. وقبلها عبس وبسر.. ثم فكر.. ثم قدر.. قدر أن السيد الرئيس سيتحدث في نهاية الحفل، وبما أن السيد الرئيس لا يعرف ولا يحق له أن يعرف مثل هذه المسائل الإدارية الصغيرة.. وبما أن الطيب مصطفى هو الأمين العام لهيئة الاتصالات، والرئيس يثق أنه لن يصدر قراراً إلا إذا كان على حق وعدل.. فقد ظن الطيب أن السيد الرئيس سيقول في خاتمة خطابه: (نؤمن على قرار السيد رئيس هيئة الاتصالات بمنح الخط السيار لشركة "موباتل") وبذلك يقفل الباب..
لكن خيبة الوليد ابن المغيرة.. لاحقت السيد الطيب مصطفى.. فقد كنت قمت من مكاني- كنت جالساً يمين السيد الرئيس.. وحين أعلن السيد الطيب مصطفى ذلك القرار، قمت وقوفاً وقلت للسيد رئيس الجمهورية: (هذا القرار يتعارض مع فتوى وزير العدل، وسألغيه فور وصولي لمكتبي...).
في ذلك الوقت تم استدعائي للحديث..
نهضت مثقلاً بطعنة نجلاء، وسَرَت في جسمي حمى الغضب اللاهب، ولحسن حظي، أكتب خطاباتي في المناسبات احتراماً للناس وضماناً من زلة اللسان.. وصلت المنصة مريضاً.. غضباناً أسفاً.. وسمع الحضور أني أكثر من الصلاة على النبي لتبرد الحمى ويهدأ الغضب.. وقرأت خطابي وكأني لم أسمع قرار السيد الأمين!! وقدمت السيد الرئيس للحديث، فتحدث ولم يشر لشيء..!!
عدت لمكاني، ووجدت الطيب يجلس إلى يساري، وقلت له: (حال وصولي المكتب سألغي قرارك الشخصي هذا.).
(رد علي، إذن سأستقيل)..
رددت عليه: (سألغي القرار مهما كان قرارك)..
بعد انتهاء الحفل ذهبت لوزارة الثقافة والإعلام والاتصالات، وكتبت قراراً بإلغاء قرار السيد الأمين، وأرسلته له..
قدم السيد الطيب مصطفى استقالته مباشرة للسيد رئيس الجمهورية، ولم يرسلها عبر الوزير المختص!! أما لماذا هذا؟ فالطيب ليس موظفا ًعادياً وإنما بدرجة (إمبراطور)..
ومنذ ذلك اليوم، بدأ سيل السباب وذلك القلم الذي (...) لا أريد أن تبقى هذه العبارة مستخدمة حتى لا يسميه الناس (ال...) وملأ الصحف بالإساءة إلي حتى اليوم..
(ولكن الدبيب لم ينس قطع ذنبه)..
استقال الطيب مصطفى لأني ألغيت قراره ظناً منه أن الواجب يحتم علي أن أقول سمعاً وطاعة.. رغم أن قراره يخالف فتوى السيد وزير العدل..
ولكن السؤال الأهم هو.. لماذا يصر السيد الطيب أن يخالف فتوى السيد وزير العدل وهو عالم بها ويعطي حقاً لغير صاحبه؟.. لماذا يعطي (موباتل) حق (سوداتل)؟.. لربما لأنهم (أغراب) وواجب الطيب إكرام الضيف!! ربما يرى السيد الطيب أن وزير العدل ليس عادلاً في الفتوى!! والطيب صاحب باع طويل في القانون!! وربما تكون هناك أسباب إنسانية، فهو مشهود له بعلاقاته الإنسانية وطيبة القلب..
ليُجِب السيد والطيب على السؤال الآتي:
لماذا خالفت فتوى وزير العدل، وأعطيت حق سوداتل لموباتل لماذا؟.. ونريد إجابة واضحة وجلية.. وإلا فأن مئة أنة سنقولها!! غادر السيد الطيب هيئة الاتصالات وهي مغادرة درامية.. لأن السيد رئيس الجمهورية قد قبل الاستقالة.. وأشهد بالحق أن السيد الرئيس لم يناقشني مطلقاً حول هذا الموضوع وقبل الاستقالة بقناعة..
لكن السيد الطيب وبقلمه وفي عموده ب(الانتباهة) قال: (أنا حلفت على السيد الرئيس بالطلاق ليقبل استقالتي!!) أي ارجعوا للأرشيف.. بل قالها لأكثر من مرة..
أي تطاول هذا الذي يأتيه هذا الرجل؟.. مَن غير الطيب رجل يقول إنه (حلف على السيد الرئيس بالطلاق) وأقول: الرجل افترى على السيد الرئيس وعلى الناس لحاجة في نفس الطيب..
غادر الطيب الهيئة وهي منجم ذهب، وهي تتيح امتيازات طيبة في الحوافز والمرتبات والأجر..
وقال الطيب- لا سكنت زفراته الحرى- إنه كان يتقاضى أعلى مرتب في السودان!! ارجعوا لأرشيف (الانتباهة)..
والسؤال.. كم هذا المرتب؟.. ولماذا هذا المرتب الأعلى في جمهورية السودان حسب قوله.. هل بسبب المؤهل؟.. نرجو أن نجد إجابة..!؟؟
وهيئة الاتصالات مرتبطة بعدة منظمات وهيئات، وهي دائماً حضوراً في المؤتمرات، وكذلك هي في مجالس إدارات مؤسسات ضخمة مثل عربسات وغيرها..
والسفر فيه سبع فوائد.. ولكن السفر لعربسات فيه وحده تسع فوائد..!!
إذن هل ينسى (الدبيب) أن سبدرات قد قطع ذنبه!!؟ وليس متعمداً، فالدبيب دخل (جحراً) مفخخاً ونجا منه بقطع الذنب فقط..
(لكن الذنب ظل يذكر بالواقعة، وهي فعلاً واقعة واجعة.. فالطيب يكثر من حديث الزهد ولعاعة الدنيا).. وهذه اللعاعة كانت أكبر مرتب في جمهورية السودان.!!
ثم أني لأتسأل الآن.. من يمول الطيب حتى ينشىء صحيفة في بحر شهرين..؟ الأمير طلال يحتاج لأسبوع.. ربما السيد صالح الكامل لشهر.. ولكن الطيب لأربعين يوماً..(عدة النفاس).!!
الطيب يلومني أني تحدثت عن السيد وزير العدل الذي أجله واحترمه، ولكني اختلفت معه حين ذبحني في قبة البرلمان..
ولكن لماذا يحترم الطيب قرار السيد وزير العدل الحالي والذي أيضاً أحترمه وأجله، ويطأ بقدميه على فتوى ملزمة وواجبة النفاذ، ويعطي حقاً لغير صاحب الحق..؟
إن في جعبتي الكثير الذي أمسك عنه مراعاةً لإخوان أعزاء.. ومراعاة أن لا أكشف مستوراً ستره الله..
وأنا ما اضطررت للكتابة إلا بعد ما طفح كيل الإساءة، وتكشفت مرامي الحملة.. أصبحت وحدي- ولله الحمد- الوجبة الدائمة في أعمدة كُتاب كنت أحسبهم إخوة وأصدقاء.. وعرفت صمت بعض.. وما وهنت ولا استكنت.. ولن أستكين.. وأقول لست مدركاً..
(كلا فإني معي ربي سيهدين)..
وللطيب أقول: إن عدتم عدنا، وبكيل غير يسير.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أبو الحُسين مشاركات 8 المشاهدات 9148  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه