القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم مشاهد انتخابات دولة النسيان ذهبت الانتخابات في بلادنا بما لها وما عليها ، وتركت ظلالاً من الأحداث والروايات التي سترتبط بذاكرة الشعب السوداني الضعيفة ، ولا نستطيع أن نقول أن ذاكرة شعبنا مصابة بمرض الزهايمر أو (الشيخوخة) لأن دولة السودان الحديث في حساب عُمر الشعوب تعتبر شابة فتية . لذلك مجازاً نطلق عليها دولة النسيان ، نسبة لكثرة نسيان أهلها وعدم اهتمامهم (مثقفين أو مؤرخين) أو حكومات متعددة برصد وتضمين وتأريخ الأحداث الكبيرة التي مرت على هذه البلاد ، وأكبر دليل على ذلك المناهج التعليمية المرتبطة بتاريخ السودان بمختلف تدرجاتها من الأساس إلى أعلى مستوي . إلا أنه مع ذلك سيتبقى القليل من هذه الظلال في حافة الذاكرة عند قدوم الانتخابات القادمة. ونود هنا أن نورد بعضاً من أحداث المرحلة الأخيرة للانتخابات المعروفة بالاقتراع ، وتعليقات حول التداعيات والتصريحات اللاحقه لها ، وننتناول المرحلة بشئ من الإسلوب المسرحي في مشاهد متقطعة لسببين مهمين أولهما : أن إلقاء الضوء على هذه الأحداث بزوايا وألوان متعددة يريح النفس ولا ينفر القارئ ، ويؤدي إلى كشف ما اعترى الانتخابات من تفاوت بإسلوب سهل ، وثانيهما : إن مواطني دولة النسيان يحتاجون لإسلوب السرد القصصي لمساعدتهم في ترسيخ هذه الأحداث وتثبيتها في عمق الذاكرة وليس في حافتها . وننتقل في عجالة لهذه المشاهد قبل أن تنمحى من ذاكرتي ، خاصة وأنني أحد مواطني دولة النسيان هذه : المشهد الأول : مقدمة : في أم درمان العاصمة الوطنية كما كان يطلق عليها (زمان) .. وفي خضم انتخابات الدائرة العريقة التي لم تترشح فيها الشجرة ! وإنما اكتفت بإعلان وقوفها مع القبة في حوش واحد .. أعنى في تحالف واحد ، من هذه الدائرة نورد المشهد التالي : أحد ( أصحاب الزي الموحًّد ) دخل مركز الاقتراع ، وعندما أتى عليه الدور في الاقتراع دخل إلى إحدى اللجان وأكمل إجراء التأكد من الشخصية وصبغة الحبر ، واستلم بطاقتي رئاسة الجمهورية والوالي ، ووقف في منتصف لجنة الاقتراع متحدثاً مع نفسه بصوت عالي يُسمعْ الحضور ، وبدأ في تدليل الشجرة ، ثم أخذ القلم وقام بتصحيح رمز الشجرة قائلاً : أها يا ريس أديناك ، ثم أتبعها بشجرة بطاقة الوالي . وأتى الدور إلى بطاقات المجلس الوطني الثلاث ، وعند استلامها نظر فيها بتمعن ثم تحول التمعن إلى استغراب ، وأخذ يصرخ قائلاً يا جماعه الشجرة وينه .. هنا ما في شجرة .. أعمل شنو ؟ وبحكم القانون لا يستطيع الحاضرين الرد عليه أو تنويره بتحالف الشجرة مع القبة .. فنظر مرة أخرى للبطاقة وبدأ يقرأ بصوت عالٍ أسماء المرشحين .. فلان الفلاني ما بعرفوا .. وفلان ده جابو من وين .. فلان ما من أم درمان .. ياخي قبة شنو .. ده خليك منو .. خلاص الشيخ أبو(عصا) ده راجل تمام ومعروف حأصوت ليه . ثم أنتقل إلى البطاقتين الأخريين فوجد الشجرة مثمرة فصرخ قائلاً : أيوه كده هنا الشجرة موجوده مافي مشكلة .. وظبطه ليك تمام !! هل يا تُرى لو تُرك منتسبو الزي الموحًّد من دون تعليمات صارمة ومشدَّده .. كانوا حيصوتوا ليه منو ؟ المشهد الثاني : المرأة في الانتخابات كانت هي الكفة الراجحة ، واتفق المراقبون بأن ما لا يقل عن 60% من نسبة التصويت كانت من المرأة بمختلف شرائحها ومسمياتها ، والبقية كانت بجهد أو تأثير من المرأة أيضاً . لكننا هنا نود أن نشير لدور الأمهات ربات البيوت ، فقد كان لهم التأثير الأكبر في الانتخابات . إحدى الأمهات يعرف عنها محبتها الصادقة والتزامها بمنهج إحدى الطرق الصوفية التي تعتبر الداعم الجماهيري الرئيسي للحزب الكبير ، واشتهرت بين جيرانها بقصائدها الشعرية التي تمجِّد وتمدح بها شيخ طريقتها . التقت بها إحدى مرشحات الحزب الكبير في قائمة المرأة وسألتها بأريحية عن الانتخابات ؟ وماذا فعلت فيها ؟ وبحرج وأسى شديدين أخذت تحكي هذه الأم الرؤوم قائلة : شُفتي جارتنا فلانه ، ما رسَّلوها لي ، وقالت : أي واحده ما بتصوِّت للشجرة ناس اللجنة ما بسلموها بطاقة التأمين الصحي لا ليها ولا لي أولاده ، وطبعاً أنا فهمت الحكاية . وتاني يوم جابو لينا العربية ، ورِكْبَنْ نسوان الحله القاعدات في البيوت ، ومَشَنْ أدَّنْ الشجره ، يا ختي كُلُّ شئ ولا مرض الوليدات ده نودِّيهم وين ؟ أنحنا هينينْ والله كريم علينا . ( ترهيييب) !! المشهد الثالث : صديقنا العزيز ضاقت به الحياة في شمال السودان ، وطول البحث عن عمل جعله يرحل إلى (بقعة) الجنوب مدينة جوبا للعمل بها ، لا يَهُمّه المكان بقدر ما يهتمُّ بتقديم المساعدة لأسرته التي رحل عنها والده ، وترك عدد من الشباب لا يعانون من قِلَّة الهِمَّة في البحث عن عمل ، ولكن يعانون من قلة الحيلة في امتلاك الواسطة . فالولاء والمحسوبية أصبحت تلعب الدور الأساسي في دولة النسيان للحصول على الوظيفة . الأم الأرملة تحمل هموم الدنيا وهموم أبناءها . صديقي العزيز عاد إلى الخرطوم في إجازة ، وجلس مع (الحاجَّه) ، وفي ود ومحبة قال لها : أها يا حاجه صوَّتي ليه منو ؟ يا ولد انته ما كلموك أخوانك ؟ فردَّ عليها : لا والله . فقالت يا ولدي مافي ناس وعدوني إنو يشغلوا ليَّ أخوانك ديل إلا ناس الشجرة ، وحاتك ما كضَّبته إشتغلته معاهم ، ومَرَقته ليهم شويه من نسوان الحلَّه كمان . المهم يشغِّلوا أخوانك العطالة ديل ! طيب يا أمي (جدي) رحمة الله عليه ما كان بوصيكي كثير عليه ناس (البقعة) ديل كيف تخليهم بعد العمر ده ؟ قالت : يا ولدي الله عالم المعايش بقت صعبه كيف . ونحن نقول ( ترغييييب) !! المشهد الرابع : الحي العريق بمدينة الخرطوم بحري ، والذي يحتوي بين جنباته (المرأة المثالية ) وهي (هدية) من الله لأهالي الحي العريق . هذه الأم الصادقة يَحكي عنها رواة الحي العريق أنها خرجت من مقر إقامتها ذاهبة لمركز اقتراع الحي ، وأتت إلى خيمة الشجرة ، ووقفت بكل رباطة جأش في مواجهة منسوبيها ووكلائها المسرورين بحضورها قائلة لهم : ليعلم الجميع أنني حضرت عشان أصوِّت ليه ولدي (الريِّس) أولاً ، وعشان أصوِّت ليه أخوي (اللواء) رئيس نادي الحي . صمت الجميع ( يا جماعه اللواء ده مرشح العصايه ) هكذا وسوست النفوس . لكنها المرأة التي تملك إرادتها ولهذا فهي تملك قرارها ، وخيارها لم يتأثر بالمؤثرات ترغيباً وترهيباً . ولنا أن نتساءل كيف يكون قرار الأمهات اللاتي لا يملكن إرادتهن إذا امتلكنها . التحية لكل أمهاتنا المثاليات (تصفيييق) !! المشهد الخامس : حضر إلى مركز الاقتراع عدد مقدَّر من أصحاب الزي الموحَّد محمولين على متون العربات الجديدة التي تم شرائها (خصيصاً) للانتخابات . وحسب التعليمات دخل الجميع إلى لجان الاقتراع ونفَّذوا ما جاءوا إليه بسرعةٍ واتقان في ظلال الشجرة الوريفة التي تحتضنهم في رعاية بالغة . وصدف أن أحد هؤلاء عند مراجعته لكشف المسجلين لم يجد اسمه (سقط) يعني ! فدخل منزعجاً إلى رئيس إحدى اللجان وصرخ في وجهه قائلاً : ما لقيت إسمي أعمل شنو ؟ فقال له رئيس اللجنة : يمكن إسمك يكون في مركز تاني . فرد عليه قائلاً : ما بعرف مركز تاني ، أنا جايي من سوبا عشان أصوِّت هنا .. وأنحنا سجلنا في نادي الحله دي أيام التسجيل ( لاحظ أنه لا يعلم أسم الحله ولا ناديها ). فقال له رئيس اللجنة : لو إسمك سقط ما في حاجه أعمله ليك . فصاح قائلاً : يا أخي أنا لو ما صوَّت ما بصرُف مرتبي . فنظر إليه رئيس اللجنة باستغراب . حينها قال له بابتسامة صفراء : طيب خليني أدخِّل أصبعي في علبة الحبر وأمشي بدون تصويت .. بس عشان أقنع الجماعه إني صوتَّه . ضحك رئيس اللجنة ومدَّ له علبة الحبر .. صاحبنا غطَّس أصبعه وخرج مسرعاً يحمد الله الخارجه من الورطه دي !! (عجييييب) المشهد السادس : مصطلح (الإسناد الخفي) مصطلح صوفي يطلقه السادة الصوفية ، للدلالة على أن صدق المنهج واستقامة المسير إلى الله تستجلب الدعم والسند الرباني للأعمال الصالحة في الدين والدنيا ، سواءاً كان دعماً حسياً أو روحياً ، مما يؤدي لتقوية ودفع همَّة السالك الصوفي . إلا أنه في انتخابات 2010م تبدَّل مفهوم هذا المصطلح الصوفي ، وأصبح (الإسناد) يتم عبر (غرفة عمليات) ويستجلب دعم الناخبين (مسجلين ووووومسجلين .. ألخ ) يأتون بهم مباشرة إلى مراكز الاقتراع كيفما اقتضت الحاجه ، وبذلك صار (الإسناد) من دعم (رباني) بمفهوم صوفي إلى دعم (عملياتي) بمفهوم من كانت السبب في إخراج أبوينا من نعيم الجنة ، والآن .. أخرجت لنا مولوداً مشوهاً خَلْقاً وخُلُقاً من رحم الانتخابات . والشاهد أن أحد المسنودين تحدث إلى وكيل حزب بمركز الاقتراع وهما يحتسيان كوباً مشتركاً من الشاي فهما صديقان منذ الصغر . فقال له : أنتم تحرثون البحر وتتعبون أنفسكم . فقال له الوكيل : كيف ذلك ؟ فأشار له صديقه المسنود إلى جهاز الهاتف الذي يحمله وقال له : نحن لدينا شبكة خاصة للانتخابات بها رقمان ، الأول للإسناد والثاني لغرفة العمليات ، ولكي أؤكد لك صدق ما أقول أنظر لما سأفعله ، وقام بالاتصال برقم الاسناد ، وقال لمن خاطبه : عاوزين (10) ، وأقفل الخط . ثم نظر لصديقه وقال له : أنظر ماذا سيحدث . مرَّت نصف الساعة فقط من المكالمة ، أتت عربة تحمل (10) أشخاص يلبسون لباساً موحَّداً دخلوا إلى المركز وأدلوا بأصواتهم . فنظر الصديقان إلى بعضهما وضحكا . وما بين الاسناد والاتصالات (عروة ) وثقي !! إن (غفلة التبديل) جعلت هذا العمل المسنود يخرج من إطاره ، وحدث ذلك إثر تدخل عملياتي من قوات التدخل السريع ، كانت سبباً مباشراً في ضرب مراكز الاقتراع وإحداث شروخ بداخلها ، وجعلت مركز القيادة يحس بحالة من (الذهول) أصابته بالخجل من نتائج الانتخابات . يبدو أن مقتبس المصطلح الصوفي (الإسناد الخفي) لم يعلم أن أهل التصوف وأكابر الصالحين فيه يتعوذون في أورادهم المتواترة من ( موت الغفلة والذهول ) لأنه بلا شك يؤدي إلى الخجل والحسرة أمام مالك الملك يوم لا ينفع مال ولا بنون . المشهد السابع : كل من شاهد التسجيل المتداول عن تزوير الانتخابات في البحر الأحمر أعتقد أنه أصيب بحالة من الإحباط أن يصل بنا تردي الأخلاق إلى هذه الدرجة .. ونحن الشعب السوداني البطل .. صاحب الخبرة في الانتخابات .. والمشهور بخصال الشهامة والأمانة .. ولكنني عندما شاهدت الشريط تذكرت أيامي الخوالي في جمهورية مصر الشقيقة بإحدى جامعاتها .. هنالك الفلاحون المصريون من عاداتهم تربية طيور البط في منازلهم .. لكنهم لا ينتظرون من هذه الطيور أن تُطعم نفسها بنفسها حَبَّه حبَّه .. وهو الشئ الطبيعي والمعروف عن الطيور عموماً تأكل حبَّه حبَّه .. إلا أن الفلاحات المصريات يأتين بالبذور والحبوب ويمسكن هذه الطيور الغلبانه ويحشين فمها بالطعام حشواً تكاد تختنق من قسوته وسرعته .. وهذا يماثل مشهد حشو الصناديق الذي رأيناها تختنق ليس من شدة الحشو فقط , وإنما من البطاقات .. فهي الطعام الفاسد المتعفن الذي سكن في أحشاءها ، ولو كان لها أن تتقيأ لفعلت . علماً بأن المصريين يذبحون طيور البط بعد أن تسمن جرَّاء هذا الحشو المقنن الذي يسمونه (الزِغَّيط) للفائدة التجارية . ولكننا نذبح خيارات شعبنا وآماله في ديمقراطية حقيقة جرَّاء حشو الصناديق . والحقيقة التاريخية عن (التزغيط) أن مصر توارثته منذ أيام (الفراعنة) فهم أوَّل من (زغَّط) الطيور.. ومنها انتشر إلى بقاع الأرض .(تزغيييط فرعوني) !!المشهد الثامن : في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم .. غادر زعيم الحزب الكبير غاضباً قبل إعلان النتائج .. وعندما سأله أحد الصحفيين قبل ركوب الطائرة عن الانتخابات .. رد عليه قائلاً : الانتخابات دي أمرها عجيب .. جماهير الحزب في كسلا ابتلعها القاش ؟ بالرغم من أن القاش وصل إلى كسلا الأسبوع الماضي قبل مواعيد موسمه حسب ما ورد في أخبار الصحف ، وربما حضر مبكراً لينفي تهمة الابتلاع التي وجهت له ، إذ أنه لم يكن يُعلم حتى إعلان النتائج أن قاش الانتخابات في كسلا الذي أشار إليه الزعيم الكبير كان قاش العساكر ؟ . يبدو أن القاش العظيم لا يود أن يكتفي بابتلاع أصوات الحزب العريق فقط .. بل يطمع في شراب المواقف الوطنية للحزب الكبير وتحويلها إلى هاضم لما ابتلعه !! بعدما أصاب الجميع سوء الهضم .. وسوء الفهم للنتائج العجيبه .. تصريحات نجل الزعيم السياسي والديني الأخيرة تحمل معني المثل (تلقوها عند الغافل) . ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين !!المشهد التاسع : تعلمون (البوش) .. فهو طعام غالبية شباب دول النسيان خاصة طلابها .. الدعوة للمشاركة في الحكومة القادمة أو حكومة (البرنامج) شبيهة بمشهد أحد الطلاب جلس مع زملاءه يتحلقون حول صحن (البوش) استعداداً للهجوم والانقضاض والالتهام السريع ، فقد اعتادوا أن يجعلوا من لحظات (البوش) ساحة منافسة ممتعة ، وفي هذا الاطار قام أحدهم بخطف صحن (البوش) وهرول بعيداً ، متوقعاً أن يلحق به زملاءه ، لكنهم لم يعيروه انتباهاً وجلسوا في مكانهم ينظرون إليه وينتظرون ماذا سيفعل بهذا الصحن الكبير لوحده . صاحبنا جلس بعيداً منتظراً قدومهم .. وأخيراً نظر إلى نفسه ونظرة أخرى إلى الطعام الكثير داخل صحن البوش .. علم أنه لن يستطع التهامه وحده .. وأيقن أنه لا متعة إلا في مشاركة زملاءه معه في تناول البوش المصلَّح .. فرجع إليهم ووضع (البوش) أمامهم .. قائلاً اتفضلوا يا جماعة .. فضحكوا جميعاً لأنه بيعزمهم في بوشهم بعد أن خطفه وادعى ملكيته. وما بين خاطف (البوش) وأهل (بوش) يوجد غرايشن .. وشيئاً من (قووووش).المشهد العاشر : خبير الدبلوماسية في العالم العربي وسفير حسن النوايا الدكتور المعروف ، أطلق تصريحاً بعد إعلان النتائج وفوز الرئيس ( المنتخب ) ، بأن الدعوة لحكومة ذات قاعدة عريضة كان الهدف منها إبداء حسن النية والمجاملة للأحزاب التي خاضت الانتخابات بعد أن تلقت (هزيمة) ساحقة وماحقة ! دولة النسيان تذكر أن خبير الدبلوماسية العربية قد فشل فشلاً ذريعاً في مهمته التي كُلف بها من قبل الأمين العام للجامعة العربية كسفير للنوايا الحسنة لحل الأزمة في لبنان . ورغم الهالة الإعلامية التي صنعت له ، إلا أنه أهال التراب في فم الجامعة العربية وخيب ظنونها الحسنة . وتحوَّل الآن الخبير إلى سفير للمجاملات وحسن النوايا داخل الوطن . ومن جرَّب المجرب حلَّت عليه الندامة . علماً بأن الأحزاب السودانية العريقة لها باع طويل في التعامل مع نتائج الانتخابات إن كانت فوزاً أوهزيمة أو تعادل ، وذلك بحكم خبرتها وتاريخها (غير المضمن) في تاريخ دولة النسيان . لكن ما رأي الخبير ورأيكم في (الهزيمة) التي حلَّت على التحول الديمقراطي ، و(الهزيمة) أو المصيبة التي ستحل على وحدة الوطن ، و(الهزيمة الساحقة والماحقه) التي منيت بها الأخلاق والقيم والمُثل في العمل السياسي بالسودان ، ولعلها النتيجة الأبرز في نتائج انتخابات 2010م ؟ (هزييييمه)المشهد الحادي عشر : في الحملات الانتخابية وجدت (الشجرة) الكثير من الدلال والنجومية .. ولذلك حظيت بالتعليقات المختلفة دون أخواتها من الرموز . وأطلق عليها أصحابها (شجرة الخلد ومُلكٍ لا يَبلى ) .. كما أطلق عليها آخرون ( شجرة الزقوم ) . إلا أنني عندما نظرت إلى هذه الشجرة الخضراء وجذورها .. جال في خاطري أنني رأيتها من قبل .. بس وين ما كنت عارف ؟ لكن بعد كثير من المشاهدة للشجرة في كل مكان .. تذكرت وصحت قائلاً : وجدتها . ولأننا من مواطني دولة النسيان .. لابد لنا أن نسترجع شريط ذاكرتنا الخربه ونذكر أوصاف هذه الشجرة وسبل انتشارها ومن ثم نسرد بعض التاريخ عن هذه الشجرة .. فنقول : أوصافها كالآتي : شجرة خضراء كخضراء الدِمن ( المرأة الحسناء في منبت السوء ) ، وهي غير مثمرة ، وبها شوك كثيف ، وتنتشر عبر ( رياح الهوى ) أو ( روث البهائم ) .. وتاريخياً يا جماعة الشجرة دي جلبوها الأمريكان لمكافحة التصحر في دولتنا الفتية .. وقاموا بنشر بذورها بالطائرات في مناطق الجفاف والزحف الصحراوي .. ونمت هذه الشجرة وانتشرت .. لكن الخازوق ظهر بعد ذلك .. وخوازيق البلد زادت .. تم اكتشاف أنها شجرة طفيلية تبث جذورها تحت الأرض ، وتمتص المياه بكميات كبيرة وتقتل كل ما يجاورها من نبات .. وبسرعة غير متوقعه انتشرت هذه الشجرة في المدن والأرياف والمزارع والحقول والمشاريع .. والبتلم فيه كلو تنشف ريقو .. وتزدان هي خضرة ونضارة .. وما حواليها أصبح قاعاً صفصفا .. يباب وخراب .. وهجمت على البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً ووسطاً ما عدا الجنوب ما ظهرت فيه ؟ ما قلته ليكم وجدتها .. ما عرفتوها يا مواطني دولة النسيان .. يا أخوانا دي (شجرة المسكيييت) .قبل إسدال الستار على هذه (المشاهد) أو هذه المسرحية التاريخية (الانتخابات) ، لابد أن نشير إلى أنها اعتمدت على عناصر أساسية في بناءها القصصي (الأدبي) كما اعتمدت مسرحية الانتخابات على البناء التنظيمي (المسكيتي) للخروج بالنتائج النهائية لعملية الديمقراطية المزغَّطه ، وهي كما وضح تأتي على النحو التالي ( الترغيب – الترهيب – الحشو – الإسناد – الغفلة والتبديل – والذهول ) . أما (الهزيمة) فقد شعر بها مواطنو دولة النسيان جميعاً ، لأنها قدحت في أهم صفة يشتهرون بها وهي (الأخلاق الحميدة ) من أمانة وصدق ووالخ .. ولهذا نترك لهم أمر تقييم هذه المسرحية وإعطاءها صفة ( الهزلية ) أو (الواقعية). وكل انتخابات وأنتم بخير . آملين أن نلتقى في المسرحية أو الانتخابات القادمة ويكون الحضور الشعبي في المسرح مكتملاً ، ودولة النسيان لم تفقد أحد أطرافها !! قال الأديب جبران خليل جبران ( النسيان شكلٌ من أشكال الحرية ) ... بقلم : بكري أحمد الخليفة مكي |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة بكري الخليفة أحمد مكي ; 05-28-2010 الساعة 11:45 PM. ![]() |
![]() |
#2 | |
المُشرف العام
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة الهاشمي ; 05-27-2010 الساعة 12:47 AM. ![]() |
![]() |
#4 |
هيئة الختمية للدعوة والإرشاد
![]() ![]() ![]() |
![]() (المعاناة تولد الإبداع) عزيزي بكري الخليفة عرفناك ختمياً مخلصاً00 وعرفناك إتحادياً صادقاً 00وعرفناك ثورياً مناضلاً !!! واليوم عرفناك أديباً متميزاً00ويا حبيبي الجمرة بتحرق الواطيها0 دمت بخير رمزاً لجيل التغيير القادم بإذن الله تعالى 0 |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |
لجنة شئون الأعضاء
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() (المعاناة تولد الإبداع) عزيزي بكري الخليفة عرفناك ختمياً مخلصاً00 وعرفناك إتحادياً صادقاً 00وعرفناك ثورياً مناضلاً !!! واليوم عرفناك أديباً متميزاً00ويا حبيبي الجمرة بتحرق الواطيها0 دمت بخير رمزاً لجيل التغيير القادم بإذن الله تعالى 0 |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
رئيس الحزب الإتحادي الكويت
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() [QUOTE=بكري الخليفة أحمد مكي;10613] بسم الله الرحمن الرحيم مشاهد انتخابات دولة النسيان ذهبت الانتخابات في بلادنا بما لها وما عليها ، وتركت ظلالاً من الأحداث والروايات التي سترتبط بذاكرة الشعب السوداني الضعيفة ، ولا نستطيع أن نقول أن ذاكرة شعبنا مصابة بمرض الزهايمر أو (الشيخوخة) لأن دولة السودان الحديث في حساب عُمر الشعوب تعتبر شابة فتية . لذلك مجازاً نطلق عليها دولة النسيان ، نسبة لكثرة نسيان أهلها وعدم اهتمامهم (مثقفين أو مؤرخين) أو حكومات متعددة برصد وتضمين وتأريخ الأحداث الكبيرة التي مرت على هذه البلاد ، وأكبر دليل على ذلك المناهج التعليمية المرتبطة بتاريخ السودان بمختلف تدرجاتها من الأساس إلى أعلى مستوي . إلا أنه مع ذلك سيتبقى القليل من هذه الظلال في حافة الذاكرة عند قدوم الانتخابات القادمة. ونود هنا أن نورد بعضاً من أحداث المرحلة الأخيرة للانتخابات المعروفة بالاقتراع ، وتعليقات حول التداعيات والتصريحات اللاحقه لها ، وننتناول المرحلة بشئ من الإسلوب المسرحي في مشاهد متقطعة لسببين مهمين أولهما : أن إلقاء الضوء على هذه الأحداث بزوايا وألوان متعددة يريح النفس ولا ينفر القارئ ، ويؤدي إلى كشف ما اعترى الانتخابات من تفاوت بإسلوب سهل ، وثانيهما : إن مواطني دولة النسيان يحتاجون لإسلوب السرد القصصي لمساعدتهم في ترسيخ هذه الأحداث وتثبيتها في عمق الذاكرة وليس في حافتها . وننتقل في عجالة لهذه المشاهد قبل أن تنمحى من ذاكرتي ، خاصة وأنني أحد مواطني دولة النسيان هذه : المشهد الأول : مقدمة : في أم درمان العاصمة الوطنية كما كان يطلق عليها (زمان) .. وفي خضم انتخابات الدائرة العريقة التي لم تترشح فيها الشجرة ! وإنما اكتفت بإعلان وقوفها مع القبة في حوش واحد .. أعنى في تحالف واحد ، من هذه الدائرة نورد المشهد التالي : أحد ( أصحاب الزي الموحًّد ) دخل مركز الاقتراع ، وعندما أتى عليه الدور في الاقتراع دخل إلى إحدى اللجان وأكمل إجراء التأكد من الشخصية وصبغة الحبر ، واستلم بطاقتي رئاسة الجمهورية والوالي ، ووقف في منتصف لجنة الاقتراع متحدثاً مع نفسه بصوت عالي يُسمعْ الحضور ، وبدأ في تدليل الشجرة ، ثم أخذ القلم وقام بتصحيح رمز الشجرة قائلاً : أها يا ريس أديناك ، ثم أتبعها بشجرة بطاقة الوالي . وأتى الدور إلى بطاقات المجلس الوطني الثلاث ، وعند استلامها نظر فيها بتمعن ثم تحول التمعن إلى استغراب ، وأخذ يصرخ قائلاً يا جماعه الشجرة وينه .. هنا ما في شجرة .. أعمل شنو ؟ وبحكم القانون لا يستطيع الحاضرين الرد عليه أو تنويره بتحالف الشجرة مع القبة .. فنظر مرة أخرى للبطاقة وبدأ يقرأ بصوت عالٍ أسماء المرشحين .. فلان الفلاني ما بعرفوا .. وفلان ده جابو من وين .. فلان ما من أم درمان .. ياخي قبة شنو .. ده خليك منو .. خلاص الشيخ أبو(عصا) ده راجل تمام ومعروف حأصوت ليه . ثم أنتقل إلى البطاقتين الأخريين فوجد الشجرة مثمرة فصرخ قائلاً : أيوه كده هنا الشجرة موجوده مافي مشكلة .. وظبطه ليك تمام !! هل يا تُرى لو تُرك منتسبو الزي الموحًّد من دون تعليمات صارمة ومشدَّده .. كانوا حيصوتوا ليه منو ؟ المشهد الثاني : المرأة في الانتخابات كانت هي الكفة الراجحة ، واتفق المراقبون بأن ما لا يقل عن 60% من نسبة التصويت كانت من المرأة بمختلف شرائحها ومسمياتها ، والبقية كانت بجهد أو تأثير من المرأة أيضاً . لكننا هنا نود أن نشير لدور الأمهات ربات البيوت ، فقد كان لهم التأثير الأكبر في الانتخابات . إحدى الأمهات يعرف عنها محبتها الصادقة والتزامها بمنهج إحدى الطرق الصوفية التي تعتبر الداعم الجماهيري الرئيسي للحزب الكبير ، واشتهرت بين جيرانها بقصائدها الشعرية التي تمجِّد وتمدح بها شيخ طريقتها . التقت بها إحدى مرشحات الحزب الكبير في قائمة المرأة وسألتها بأريحية عن الانتخابات ؟ وماذا فعلت فيها ؟ وبحرج وأسى شديدين أخذت تحكي هذه الأم الرؤوم قائلة : شُفتي جارتنا فلانه ، ما رسَّلوها لي ، وقالت : أي واحده ما بتصوِّت للشجرة ناس اللجنة ما بسلموها بطاقة التأمين الصحي لا ليها ولا لي أولاده ، وطبعاً أنا فهمت الحكاية . وتاني يوم جابو لينا العربية ، ورِكْبَنْ نسوان الحله القاعدات في البيوت ، ومَشَنْ أدَّنْ الشجره ، يا ختي كُلُّ شئ ولا مرض الوليدات ده نودِّيهم وين ؟ أنحنا هينينْ والله كريم علينا . ( ترهيييب) !! المشهد الثالث : صديقنا العزيز ضاقت به الحياة في شمال السودان ، وطول البحث عن عمل جعله يرحل إلى (بقعة) الجنوب مدينة جوبا للعمل بها ، لا يَهُمّه المكان بقدر ما يهتمُّ بتقديم المساعدة لأسرته التي رحل عنها والده ، وترك عدد من الشباب لا يعانون من قِلَّة الهِمَّة في البحث عن عمل ، ولكن يعانون من قلة الحيلة في امتلاك الواسطة . فالولاء والمحسوبية أصبحت تلعب الدور الأساسي في دولة النسيان للحصول على الوظيفة . الأم الأرملة تحمل هموم الدنيا وهموم أبناءها . صديقي العزيز عاد إلى الخرطوم في إجازة ، وجلس مع (الحاجَّه) ، وفي ود ومحبة قال لها : أها يا حاجه صوَّتي ليه منو ؟ يا ولد انته ما كلموك أخوانك ؟ فردَّ عليها : لا والله . فقالت يا ولدي مافي ناس وعدوني إنو يشغلوا ليَّ أخوانك ديل إلا ناس الشجرة ، وحاتك ما كضَّبته إشتغلته معاهم ، ومَرَقته ليهم شويه من نسوان الحلَّه كمان . المهم يشغِّلوا أخوانك العطالة ديل ! طيب يا أمي (جدي) رحمة الله عليه ما كان بوصيكي كثير عليه ناس (البقعة) ديل كيف تخليهم بعد العمر ده ؟ قالت : يا ولدي الله عالم المعايش بقت صعبه كيف . ونحن نقول ( ترغييييب) !! المشهد الرابع : الحي العريق بمدينة الخرطوم بحري ، والذي يحتوي بين جنباته (المرأة المثالية ) وهي (هدية) من الله لأهالي الحي العريق . هذه الأم الصادقة يَحكي عنها رواة الحي العريق أنها خرجت من مقر إقامتها ذاهبة لمركز اقتراع الحي ، وأتت إلى خيمة الشجرة ، ووقفت بكل رباطة جأش في مواجهة منسوبيها ووكلائها المسرورين بحضورها قائلة لهم : ليعلم الجميع أنني حضرت عشان أصوِّت ليه ولدي (الريِّس) أولاً ، وعشان أصوِّت ليه أخوي (اللواء) رئيس نادي الحي . صمت الجميع ( يا جماعه اللواء ده مرشح العصايه ) هكذا وسوست النفوس . لكنها المرأة التي تملك إرادتها ولهذا فهي تملك قرارها ، وخيارها لم يتأثر بالمؤثرات ترغيباً وترهيباً . ولنا أن نتساءل كيف يكون قرار الأمهات اللاتي لا يملكن إرادتهن إذا امتلكنها . التحية لكل أمهاتنا المثاليات (تصفيييق) !! المشهد الخامس : حضر إلى مركز الاقتراع عدد مقدَّر من أصحاب الزي الموحَّد محمولين على متون العربات الجديدة التي تم شرائها (خصيصاً) للانتخابات . وحسب التعليمات دخل الجميع إلى لجان الاقتراع ونفَّذوا ما جاءوا إليه بسرعةٍ واتقان في ظلال الشجرة الوريفة التي تحتضنهم في رعاية بالغة . وصدف أن أحد هؤلاء عند مراجعته لكشف المسجلين لم يجد اسمه (سقط) يعني ! فدخل منزعجاً إلى رئيس إحدى اللجان وصرخ في وجهه قائلاً : ما لقيت إسمي أعمل شنو ؟ فقال له رئيس اللجنة : يمكن إسمك يكون في مركز تاني . فرد عليه قائلاً : ما بعرف مركز تاني ، أنا جايي من سوبا عشان أصوِّت هنا .. وأنحنا سجلنا في نادي الحله دي أيام التسجيل ( لاحظ أنه لا يعلم أسم الحله ولا ناديها ). فقال له رئيس اللجنة : لو إسمك سقط ما في حاجه أعمله ليك . فصاح قائلاً : يا أخي أنا لو ما صوَّت ما بصرُف مرتبي . فنظر إليه رئيس اللجنة باستغراب . حينها قال له بابتسامة صفراء : طيب خليني أدخِّل أصبعي في علبة الحبر وأمشي بدون تصويت .. بس عشان أقنع الجماعه إني صوتَّه . ضحك رئيس اللجنة ومدَّ له علبة الحبر .. صاحبنا غطَّس أصبعه وخرج مسرعاً يحمد الله الخارجه من الورطه دي !! (عجييييب) المشهد السادس : مصطلح (الإسناد الخفي) مصطلح صوفي يطلقه السادة الصوفية ، للدلالة إلى أن صدق المنهج واستقامة المسير إلى الله تستجلب الدعم والسند الرباني للأعمال الصالحة في الدين والدنيا ، سواءاً كان دعماً حسياً أو روحياً ، مما يؤدي لتقوية ودفع همَّة السالك الصوفي . إلا أنه في انتخابات 2010م تبدَّل مفهوم هذا المصطلح الصوفي ، وأصبح (الإسناد) يتم عبر (غرفة عمليات) ويستجلب دعم الناخبين (مسجلين ووووومسجلين .. ألخ ) يأتون بهم مباشرة إلى مراكز الاقتراع كيفما اقتضت الحاجه ، وبذلك صار (الإسناد) من دعم (رباني) بمفهوم صوفي إلى دعم (عملياتي) بمفهوم من كانت السبب في إخراج أبوينا من نعيم الجنة ، والآن .. أخرجت لنا مولوداً مشوهاً خَلْقاً وخُلُقاً من رحم الانتخابات . والشاهد أن أحد المسنودين تحدث إلى وكيل حزب بمركز الاقتراع وهما يحتسيان كوباً مشتركاً من الشاي فهما صديقان منذ الصغر . فقال له : أنتم تحرسون البحر وتتعبون أنفسكم . فقال له الوكيل : كيف ذلك ؟ فأشار له صديقه المسنود إلى جهاز الهاتف الذي يحمله وقال له : نحن لدينا شبكة خاصة للانتخابات بها رقمان ، الأول للإسناد والثاني لغرفة العمليات ، ولكي أؤكد لك صدق ما أقول أنظر لما سأفعله ، وقام بالاتصال برقم الاسناد ، وقال لمن خاطبه : عاوزين (10) ، وأقفل الخط . ثم نظر لصديقه وقال له : أنظر ماذا سيحدث . مرَّت نصف الساعة فقط من المكالمة ، أتت عربة تحمل (10) أشخاص يلبسون لباساً موحَّداً دخلوا إلى المركز وأدلوا بأصواتهم . فنظر الصديقان إلى بعضهما وضحكا . وما بين الاسناد والاتصالات (عروة ) وثقي !! إن (غفلة التبديل) جعلت هذا العمل المسنود يخرج من إطاره ، وحدث ذلك إثر تدخل عملياتي من قوات التدخل السريع ، كانت سبباً مباشراً في ضرب مركز القيادة وإحداث شروخ بداخله ، جعلته يحس بحالة من (الذهول) أصابته بالخجل من نتائج الانتخابات . يبدو أن مقتبس المصطلح الصوفي (الإسناد الخفي) لم يعلم أن أهل التصوف وأكابر الصالحين فيه يتعوذون في أورادهم المتواترة من ( موت الغفلة والذهول ) لأنه بلا شك يؤدي إلى الخجل والحسرة أمام مالك الملك يوم لا ينفع مال ولا بنون . المشهد السابع : كل من شاهد التسجيل المتداول عن تزوير الانتخابات في البحر الأحمر أعتقد أنه أصيب بحالة من الإحباط أن يصل بنا تردي الأخلاق إلى هذه الدرجة .. ونحن الشعب السوداني البطل .. صاحب الخبرة في الانتخابات .. والمشهور بخصال الشهامة والأمانة .. ولكنني عندما شاهدت الشريط تذكرت أيامي الخوالي في جمهورية مصر الشقيقة بإحدى جامعاتها .. هنالك الفلاحون المصريون من عاداتهم تربية طيور البط في منازلهم .. لكنهم لا ينتظرون من هذه الطيور أن تُطعم نفسها بنفسها حَبَّه حبَّه .. وهو الشئ الطبيعي والمعروف عن الطيور عموماً تأكل حبَّه حبَّه .. إلا أن الفلاحات المصريات يأتين بالبذور والحبوب ويمسكن هذه الطيور الغلبانه ويحشين فمها بالطعام حشواً تكاد تختنق من قسوته وسرعته .. وهذا يماثل مشهد حشو الصناديق الذي رأيناها تختنق ليس من شدة الحشو فقط , وإنما من البطاقات .. فهي الطعام الفاسد المتعفن الذي سكن في أحشاءها ، ولو كان لها أن تتقيأ لفعلت . علماً بأن المصريين يذبحون طيور البط بعد أن تسمن جرَّاء هذا الحشو المقنن الذي يسمونه (الزِغَّيط) للفائدة التجارية . ولكننا نذبح خيارات شعبنا وآماله في ديمقراطية حقيقة جرَّاء حشو الصناديق . والحقيقة التاريخية عن (التزغيط) أن مصر توارثته منذ أيام (الفراعنة) فهم أوَّل من (زغَّط) الطيور.. ومنها انتشر إلى بقاع الأرض .(تزغيييط فرعوني) !! المشهد الثامن : في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم .. غادر زعيم الحزب الكبير غاضباً قبل إعلان النتائج .. وعندما سأله أحد الصحفيين قبل ركوب الطائرة عن الانتخابات .. رد عليه قائلاً : الانتخابات دي أمرها عجيب .. جماهير الحزب في كسلا ابتلعها القاش ؟ بالرغم من أن القاش وصل إلى كسلا الأسبوع الماضي قبل مواعيد موسمه حسب ما ورد في أخبار الصحف ، وربما حضر مبكراً لينفي تهمة الابتلاع التي وجهت له ، إذ أنه لم يكن يُعلم حتى إعلان النتائج أن قاش الانتخابات في كسلا الذي أشار إليه الزعيم الكبير كان قاش العساكر ؟ . يبدو أن القاش العظيم لا يود أن يكتفي بابتلاع أصوات الحزب العريق فقط .. بل يطمع في شراب المواقف الوطنية للحزب الكبير وتحويلها إلى هاضم لما ابتلعه !! بعدما أصاب الجميع سوء الهضم .. وسوء الفهم للنتائج العجيبه .. تصريحات نجل الزعيم السياسي والديني الأخيرة تحمل معني المثل (تلقوها عند الغافل) . ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين !! المشهد التاسع : تعلمون (البوش) .. فهو طعام غالبية شباب دول النسيان خاصة طلابها .. الدعوة للمشاركة في الحكومة القادمة أو حكومة (البرنامج) شبيهة بمشهد أحد الطلاب جلس مع زملاءه يتحلقون حول صحن (البوش) استعداداً للهجوم والانقضاض والالتهام السريع ، فقد اعتادوا أن يجعلوا من لحظات (البوش) ساحة منافسة ممتعة ، وفي هذا الاطار قام أحدهم بخطف صحن (البوش) وهرول بعيداً ، متوقعاً أن يلحق به زملاءه ، لكنهم لم يعيروه انتباهاً وجلسوا في مكانهم ينظرون إليه وينتظرون ماذا سيفعل بهذا الصحن الكبير لوحده . صاحبنا جلس بعيداً منتظراً قدومهم .. وأخيراً نظر إلى نفسه ونظرة أخرى إلى الطعام الكثير داخل صحن البوش .. علم أنه لن يستطع التهامه وحده .. وأيقن أنه لا متعة إلا في مشاركة زملاءه معه في تناول البوش المصلَّح .. فرجع إليهم ووضع (البوش) أمامهم .. قائلاً اتفضلوا يا جماعة .. فضحكوا جميعاً لأنه بيعزمهم في بوشهم بعد أن خطفه وادعى ملكيته. وما بين خاطف (البوش) وأهل (بوش) يوجد غرايشن .. وشيئاً من (قووووش). المشهد العاشر : خبير الدبلوماسية في العالم العربي وسفير حسن النوايا الدكتور المعروف ، أطلق تصريحاً بعد إعلان النتائج وفوز الرئيس ( المنتخب ) ، بأن الدعوة لحكومة ذات قاعدة عريضة كان الهدف منها إبداء حسن النية والمجاملة للأحزاب التي خاضت الانتخابات بعد أن تلقت (هزيمة) ساحقة وماحقة ! دولة النسيان تذكر أن خبير الدبلوماسية العربية قد فشل فشلاً ذريعاً في مهمته التي كُلف بها من قبل الأمين العام للجامعة العربية كسفير للنوايا الحسنة لحل الأزمة في لبنان . ورغم الهالة الإعلامية التي صنعت له ، إلا أنه أهال التراب في فم الجامعة العربية وخيب ظنونها الحسنة . وتحوَّل الآن الخبير إلى سفير للمجاملات وحسن النوايا داخل الوطن . ومن جرَّب المجرب حلَّت عليه الندامة . علماً بأن الأحزاب السودانية العريقة لها باع طويل في التعامل مع نتائج الانتخابات إن كانت فوزاً أوهزيمة أو تعادل ، وذلك بحكم خبرتها وتاريخها (غير المضمن) في تاريخ دولة النسيان . لكن ما رأي الخبير ورأيكم في (الهزيمة) التي حلَّت على التحول الديمقراطي ، و(الهزيمة) أو المصيبة التي ستحل على وحدة الوطن ، و(الهزيمة الساحقة والماحقه) التي منيت بها الأخلاق والقيم والمُثل في العمل السياسي بالسودان ، ولعلها النتيجة الأبرز في نتائج انتخابات 2010م ؟ (هزييييمه) المشهد الحادي عشر : في الحملات الانتخابية وجدت (الشجرة) الكثير من الدلال والنجومية .. ولذلك حظيت بالتعليقات المختلفة دون أخواتها من الرموز . وأطلق عليها أصحابها (شجرة الخلد ومُلكٍ لا يَبلى ) .. كما أطلق عليها آخرون ( شجرة الزقوم ) . إلا أنني عندما نظرت إلى هذه الشجرة الخضراء وجذورها .. جال في خاطري أنني رأيتها من قبل .. بس وين ما كنت عارف ؟ لكن بعد كثير من المشاهدة للشجرة في كل مكان .. تذكرت وصحت قائلاً : وجدتها . ولأننا من مواطني دولة النسيان .. لابد لنا أن نسترجع شريط ذاكرتنا الخربه ونذكر أوصاف هذه الشجرة وسبل انتشارها ومن ثم نسرد بعض التاريخ عن هذه الشجرة .. فنقول : أوصافها كالآتي : شجرة خضراء كخضراء الدِمن ( المرأة الحسناء في منبت السوء ) ، وهي غير مثمرة ، وبها شوك كثيف ، وتنتشر عبر ( رياح الهوى ) أو ( روث البهائم ) .. وتاريخياً يا جماعة الشجرة دي جلبوها الأمريكان لمكافحة التصحر في دولتنا الفتية .. وقاموا بنشر بذورها بالطائرات في مناطق الجفاف والزحف الصحراوي .. ونمت هذه الشجرة وانتشرت .. لكن الخازوق ظهر بعد ذلك .. وخوازيق البلد زادت .. تم اكتشاف أنها شجرة طفيلية تبث جذورها تحت الأرض ، وتمتص المياه بكميات كبيرة وتقتل كل ما يجاورها من نبات .. وبسرعة غير متوقعه انتشرت هذه الشجرة في المدن والأرياف والمزارع والحقول والمشاريع .. والبتلم فيه كلو تنشف ريقو .. وتزدان هي خضرة ونضارة .. وما حواليها أصبح قاعاً صفصفا .. يباب وخراب .. وهجمت على البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً ووسطاً ما عدا الجنوب ما ظهرت فيه ؟ ما قلته ليكم وجدتها .. ما عرفتوها يا مواطني دولة النسيان .. يا أخوانا دي (شجرة المسكيييت) . قبل إسدال الستار على هذه (المشاهد) أو هذه المسرحية التاريخية (الانتخابات) ، لابد أن نشير إلى أنها اعتمدت على عناصر أساسية في بناءها القصصي (الأدبي) كما اعتمدت مسرحية الانتخابات على البناء التنظيمي (المسكيتي) للخروج بالنتائج النهائية لعملية الديمقراطية المزغَّطه ، وهي كما وضح تأتي على النحو التالي ( الترغيب – الترهيب – الحشو – الإسناد – الغفلة والتبديل – والذهول ) . أما (الهزيمة) فقد شعر بها مواطنو دولة النسيان جميعاً ، لأنها قدحت في أهم صفة يشتهرون بها وهي (الأخلاق الحميدة ) من أمانة وصدق ووالخ .. ولهذا نترك لهم أمر تقييم هذه المسرحية وإعطاءه صفة ( الهزلية ) أو (الواقعية). وكل انتخابات وأنتم بخير . آملين أن نلتقى في المسرحية أو الانتخابات القادمة ويكون الحضور الشعبي في المسرح مكتملاً ، ودولة النسيان لم تفقد أحد أطرافها !! قال الأديب جبران خليل جبران ( النسيان شكلٌ من أشكال الحرية ) ... بقلم : بكري أحمد الخليفة مكي[/QUOTE] ************************************************ ![]() |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أزهري محمد سليمان ; 05-27-2010 الساعة 02:40 PM. ![]() |
![]() |
#7 |
رئيس الحزب الإتحادي الكويت
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الا شقاء والشقيقات اقراوا هذا البوست جيدا من الاخ بكرى الخليفه شوفوا الملاحظة جيدا |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | بكري الخليفة أحمد مكي | مشاركات | 6 | المشاهدات | 8468 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|