نتابع أقوال الامام على كرم الله وجهه :
(2) من كلامه رضى الله عنه لأبنه محمد بن الحنفية : " يا بنى انى أخاف عليك من الفقر , فاستعذ بالله منه, فان الفقر منقصة للدين , مدهشة للعقل , داعية للمغت , اذا اشتدّ! الفقر , ربما يحمل على الخيانة , أو الكذب , أو احتمال الذل , أو القعود عن نصرة الحق , وكلها : " نقص فى الدين "
(3) الشر : وقال له أيضا :
" كن فى الفتنة كابن اللبون : لا ظهر فيركب , ولا ضرع فيحلب . "
" البخل عار , والجبن منقصة , والفقر يخرص الفطن عن حجته , والمقل غريب فى بلدته , والعجز آفة , والصبر شجاعة , والزهد ثروة , والورع جنّة ( أى وقاية ) .
اذا أقبلت الدنيا على أحد , أعارته محاسن غيره , واذا أدبرت عنه , سلبته محاسن نفسه . "
" الزهد كله فى كلمتين من القرآن : (( لكى لا تأسو ا على ما فاتكم , ولا تفرحوا بما آتاكم . )) صدق الله العظيم .
وفيه يقول : " من لم يتأسى على الماضى , ولم يفرح بالآتى , فقد أخذ الزهد بطرفيه . "
* " العشق مرض ليس فيه أجر , ولا عوض "
* " العمر أقصر من أن تعلم فيه كل ما يحسن بك علمه , فتعلم الأهم , فالأهم . "
* أربعة القليل منها كثير :
(1) النار (2) العداوة (3) المرض (4) الفقر .
(1) جار السوء (2) ولد السوء (3) امرأة السوء (4) المنزل الضيق .
(1) كتمان المصيبة (2) الصدق (3) بر الوالدين (4) الاكثار من : لا الاه الاّ الله .
* الفرق بين الظلم والخوف :
" الخوف مجاهدة الأمر المخوف قبل وقوعه , والظلم ما يلحق الانسان من وقوعه . "
* الرجال ثلاثة : " رجل كالغذاء لا تستغنى عنه , ورجل كالدواء لا يحتاج اليه الاّ حين بعد حين , ورجل كالداء , يضر ولا ينفع . "
" من أصلح سريرته أصلح الله علانيته , ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه , ومن أحسن فيما بينه وبين الله , كفاه الله ما بينه وبين الناس . "
" أعلم الناس بالله تعالى , أشدّهم حبا , وتعظيما , لأهل لا الاه الاّ الله . "
(11) من أقواله كرم الله وجهه :
ما للفتى حسب الاّ اذا كملت * أخلاقه وحوى الآداب والحسب
فأطلب فديتك علما واكتسب أدبا * تظفر يداك به واستعجل الطلبا
قضى الله أن البغى يصرع أهله * وأن على الباغى تدور الدوائر
(1) " ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة فى الدنيا من البغى , وما حسنة أحرى أن يعجل لصاحبها الثواب من صلة الرحم . "
(2) " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , قلت يا رسول الله : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟؟؟ قال " تمنعه من الظلم , فذاك نصرك ايّاه . "
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى , الاّ كان له من أمته حواريون , وأصحاب , يأخذون بسنته , ويقتدون بأمره , ثم أنها تخلف من بعدهم , خلوف , يقولون ما لا يفعلون , ويفعلون ما لا يؤمرون , فن جاهدهم بيده , فهو مؤمن , ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن , ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن , وليس وراء ذلك من الايمان , حبّة خردلة . "
" لتتبعن سنن الذين من قبلكم , شبرا , شبرا , وذراعا بذراع , حتى لو دخلوا فى جحر ضب , لاتبعتموهم , قالوا يا رسول الله , اليهود , والنصارى ؟؟؟ قال : فمن ؟؟؟؟؟ "
وفى رواية : " لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم , وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته فى الطريق لفعلتموه . "
(( يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين . )) صدق الله العظيم
حول هذه الآية نقرأ فى : " الظلال " :
" ان طاعة أهل الكتاب والتلقى عنهم , واقتباس مناهجهم , وأوضاعهم , تحمل ابتداءا , معنى الهذيمة الداخلية , والتخلى عن دور القيادة الذى من أجله أنشأت الأمة الاسلامية , كما تحمل معنى الشك فى كفاية منهج الله لقيادة الحياة , وهذا بداية : " دبيب الكفر فى النفس " هذا من جانب المسلمين ,
فأما من الجانب الآخر , فأهل الكتاب , لا يحرصون على شىء , حرصهم على ضلال هذه الأمة عن عقيدتها , فهذه العقيدة هى صخرة النجاة , وخط الدفاع , وأهل الكتاب يعرفون هذا قديما , ويعرفونه حديثا , ويبذلون فى سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما فى وسعهم , من مكر , وحيلة , ومن قوة كذلك , وحين يعييهم أن يحاربوها بأنفسهم , يجدون من المنافقين المتظاهرين بالاسلام , أو ممن ينتسبون الى الاسلام جنودا , مجتّدة , لتنخر لهم فى جسم هذه العقيدة , من داخل الدار , لصدّ الناس عنها , ولتزين لهم مناهج غير منهجها , فحين يجد أهل الكتاب من بعض المسلمين , طواعين , وأشياعا لهم , فهم لا شك سيستخدمون هذا كله فى سبيل الغاية التى تؤرقهم , وسيقودهم , ويقودون الجماعة كلها من ورائهم الى الكفر والضلال , والمسلم يفزع أن يرى نفسه منتسبا الى الكفر بعد الايمان . "
وعن الاستخلاف فى الأرض يقول :
" ان المسلم يزاول هذه الحياة , وهو يشعر أنه أكبر منها وأعلى , فهو يستمتع بطيباتها , أو يزهو فيها , ويجاهد لترقية هذه الحياة , أو تسخير طاقاتها , وقواها , وهو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها , وأنه يعلم من دينه , أن الدنيا مزرعة الآخرة , وأنه ليس هناك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا , وأن الحياة صغيرة , زهيدة , ولكنّها من نعمة الله التى نجتاز منها الى نعمة الله الكبرى , لذلك فهم يعيشون فى عالم الايمان , الذى لا نفاق فيه , عالم يعرف الرجولة الحقيقية , والحق عنده له وجه واحد , واستخلاف الله لهم فى الأرض , يحمل معانى نبيلة , لأن حقيقة الاستخلاف فى الأرض ليست لمجرد : " الملك , والقهر , الغلبة , والحكم " ..... انّما الاستخلاف فى الأرض : " قدرة على العمارة , والاصلاح , لا على الهدم , والفساد , وقدرة على تحقيق : العدل , والطمأنينة , لا على الظلم والقهر , وقدرة على الارتفاع بالنفس البشرية , والنظام البشرى , لا على الانحدار بالفرد , والجماعة , الى مدارج الحيوان . "
............... يتبع :