عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2018, 11:59 AM   #85
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته


42 - أدلة زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – وهو الحى فى قبره صلى الله عليه وآله وسلّم – لا تحتاج إلى دليل ، ولو قلت لأى متفلسف : ما دليلك على أنه يجب أن تثق بالله فلن يستطيع أن يأتى بنص فيه قول من قرآن أو سنة بلفظ : لا بد أن تثق بالله، ثقوا بالله ، وهكذا ..
ولكن لمن لم يصابوا بفيروس الحرمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو من أصيب ويسأل الله أن يبرأ، نقدم البراهين الدالة ( من القرآن والسنة والإجماع ) على زيارة قبر - من زار قبر نبى الله موسى عليه السلام فى الإسراء والمعراج وهو على البراق ( زيارة بشد رحل ، إن شئت قلت : الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو أمين الله جبريل ، أو كلاهما شد الرحال بأطهر دابة فى أشرف وقت ) .

أولاً : القرآن الكريم
أما الدليل من القرآن الكريم قوله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
(النساء 64)
وأما الاستدلال بهذه الآية ، فإنه لم يأت قبل ابن تيمية عالم مسلم قال أنها محدودة ومقيدة بحياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنها تسقط بعد وفاته ، بل إنه من الصحابة والتابعين وعلماء القرون الثلاثة الأولى حتى الآن من صرح تصريحاً واضحاً بأن إتيان المسلمين إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وطلب الاستغفار منه - استدلالاً بهذه الآية - أمر مشروع ، حتى جاء ابن تيمية وأتى بما لم يقله عالم من قبله ، وبلا دليل ، وبلا نقل لقول صحابى أو تابعى أو سلفى - ولو قول عالم واحد من علماء المسلمين - فيه أن هذه الآية لا يصح العمل بها بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى .


وها نحن ننقل أقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمة :
1- الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود .
فقد أخرج سعيد بن منصور والحاكم والطبرانى وغيرهم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : إن فى سورة النساء لخمس آيات ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها -
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
(النساء 40)
وقوله تعالى:
(إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا)
(النساء 31) وقوله تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ)
(النساء 116) وقوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقوله تعالى :
( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
(النساء 110)
قال عبد الله : ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها
قلت :
ووجه الدلالة واضح وخاصة فى جملة - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها - وفى رواية من طريق آخر رواه البيهقى فى شعب الإيمان ( 2 / 376 ) عن ابن مسعود قال : إنى لأرجو أن لا يقرأ أحدهم الآيات
( ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
(النساء 110) إلا غفر الله له
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) و
(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ)
(النساء 110) و
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)
(آل عمران 135)
ونص كلامه يدل على أنه جعلها آية عامة للأمة ولم يقصرها على الصحابة وحدهم.
2- سعيد بن جبير رضى الله عنه أحد سادات التابعين .
عن سعيد بن جبير قال : الاستغفار على نحوين : أحدهما فى القول والآخر فى العمل .
فأما استغفار القول فإن الله يقول :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )
(النساء 64) وأما استغفار العمل فإن الله يقول:
( وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
( الأنفال 33) فعنى بذلك أن يعملوا عمل الغفران، ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بألسنتهم ممن يدعى بالإسلام ومن سائر الملل

قلت :
فها هو أحد سادات السلف سعيد بن جبير يستدل بالآية أنها أحد نوعى الاستغفار فاعقل ذلك .
وها نحن نورد المصادر التى ذكر فيها علماء الأمة الاحتجاج بالآية الكريمة - على سبيل الإجمال - ثم سنفصل ذلك قريباً إن شاء الله .


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس