عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2014, 05:26 PM   #53
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد [ مشاهدة المشاركة ]



بسم الله الرحمن الرحيم





الباب الخامس





في فضل إتمام الصلاة والخشوع فيها



عن سلمان الفارسي رضي الله عنهقال : الصلاة مكيال فمن َوفى وُفي له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين ، وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي يسرق من صلاته ، قالوا : وكيف يسرق من صلاته ، قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، وروي أن يعقوب القارئ كان في الصلاة فجاء سارق فاختلس رداءه فذهب به إلى رفقته فعرفوه وقالوا هذا رداء الرجل الصالح يعقوب ، رده لئلا يدعوا علينا ، فجاء ووضعه على كتفه واعتذر من صنيعته ، فلما فرق من صلاته أخبر بذلك فقال : لم أشعر بمن أخذه ولا بمن وضعه ، وقيل أن رابعة العدوية كانت في الصلاة فسجدت على البواري (نوع من الحصير) فدخلت قصبة في عينها فلم تشعر بها حتى فرقت من الصلاة .
وقيل كان الحسن بن علي رضي الله عنه إذا أراد أن يتوضأ تغير لونه فسئل عن ذلك فقال : إني أريد القيام بين يدي الملك الجبار ، وكان إذا أتى المسجد رفع رأسه نحو السماء ، وقال : إلهي عبدك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء ، وقد أمرت المحسن منا أن يتجاوز عن المسيء ، فأنت المحسن وأنا المسيء ، يا متجاوزاً عن المسيء ، تجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم ، ثم يدخل المسجد .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاًيعبث بلحيته في الصلاةفقال : لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، وقيل كان علي رضي الله عنه إذا جاء تغير لونه وارتعدت فرائصه فسئل عن ذلك فقال : جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحلنها وأشفقن منها فحملها الإنسانولا أدري هل أحسن إذا ما حملت أم لا ، وروي أيضاً هذا عن علي بن الحسين رضي الله عنه . وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كنا عند ابن عباس في المسجد فصعد المؤذن وقال الله أكبر الله أكبر ، فبكى ابن عباس حتى بل رداءه فقيل له : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا البكاء ونحن نسمع الآذان ولا نبكي فقال : لو علم الناس ما يقول المؤذن ما استراحوا ولا ناموا ، فيقل له : أخبرنا ما يقول قال : إذا قال المؤذن الله اكبر الله أكبر أكبر معناه أن يقول يا مشاقيل تفرقوا للآذان وأريحوا الأبدان وتقدموا إلى خير أعمالكم ، وإذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله يقول : أشهد جميع من في السموات ومن في الأرض من الخلائق ليشهدوا لي عند الله يوم القيامة أني قد دعوتكم ، وإذا قال أشهد أن محمداً رسول الله معناها أنه يقول : يشهد الأنبياء لي يوم القيامة كلهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أني قد أخبرتكم بذلك خمس مرات في اليوم ، وإذا قال حي على الصلاة معناها أن الله قام لكم هذا الدين فأقيموه ، وإذا قال حي على الفلاح : معناها : خوضوا في الرحمةوخذوا سهمكم من الهدى ، وإذا قال الله أكبر الله أكبر معناها حرمت عليكم الأعمال قبل الصلاة ، وإذا قال لا إله إلا الله معناها أمانه سبع سموات وسبع أرضين وضعت على أعناقكم فإن شئتم فتقدموا وإن شئتم فأدبروا .
وروي أن حاتم الزاهد رض الله عنه دخل على عاصم بن يوسف فقال له عاصم : يا حاتم هل تحسن أن تصلي ؟ فقال : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إذا تقارب وقت الصلاة أسبقت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه ، حتى يستقر كل عضو مني فأجعل الكعبة بين حاجبي والمقام بحيال صدري ، والله تعالى يعلم ما في قلبي وكان قدمي على الصراط والجنة عن يميني والنار على يساري وملك الموت خلفي ، ثم أظن أنه آخر صلاة أصليها من عمري ثم أكبر تكبيرة بإخباتٍ ، وأقرأ بتفكر وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتضرع ، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف ، وأسلم على السنة ثم أسلمها بإخلاص ثم أقوم فيها بين الخوف والرجاء وأتعاهدها على الصبر ، فقال عاصم : يا حاتم هكذا صلاتك ؟ قال : نعم هكذا صلاتي منذ ثلاثين سنة ، فبكى عاصم وقال : والله ما صليت من صلواتي قط مثل هذه الصلاة ..


الحضور فى الصلاة للسعداء من اهل حضرة الله تأليف السيد/محمد عثمان الميرغنى

بسم الله الرحمن الرحيم
به الاعانة بدءاً وختماً وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً وأسماً

الحمد لله جاعل الحضور فى الاعمال هو الذى عليه مدار ثوابها بلا إمهال
والصلاة والسلام على رسوله كامل الحضور واله وصحبه اهل النور
وبعد : فيقول بواب الغنى السيد محمد عثمان الميرغنى ابا محمد وزينب المكى
كان له الحنان : هذه رسالة سميتها :
الحضور فى الصلاة لمن أراد ان يكون من اهل حضرة الله
اعلموا ايها الاخوان جعلنا واياكم من اهل حضرة من اسمه
الرحمن الرحيم انه ورد ان النبى صلى الله عليه وسلم قال:
( لايقبل الله من عبدٍ عمل عملاً حتى يشهد بقلبه مع بدنه )
وجاء ( الصلاة لايقبل منها الامايثاب عليه)
فينبغى لكل مؤمن اذا جاء للصلاة ان يفرغ قلبه من شغل الدنيا
فاذا كبر للاستفتاح يستحضر ان عظمة الله اكبر من كل شىء
فيشتغل به سبحانه وتعالى واذا قرأ الاستفتاح يستحضر تنزيه الله
ويحمده على ذلك التوفيق وكذلك التنزيه ويستحضر لامعبود الا الله
فاذا قال : (بسم الله الرحمن الرحيم ) يستحضر رحمة الله له بالايمان
والاسلام وجواب الحق بقوله : ذكرنى عبدى واذا قال : ( الحمد لله رب العالمين)
يستحضر تربية الله للعالم. وهو من جملتهم وامداده له بالسمع والبصر
والقوة وغير ذلك وقول الله: حمدنى عبدى واذا قال : ( الرحمن الرحيم )
يستحضر رحمة الله له بالتوفيق للصلاة والحضور فيها وقول الله:اثنى على عبدى
واذ قال (مالك يوم الدين ) يستحضر وقوفه يوم القيامة بين يدى الله ويسأله
عن تلك الصلاة هل احسنتها وحفظتها ام ضيعتها ؟ وقول الله : مجدنى عبدى
واذا قال (اياك نعبد وإياك نستعين ) يستحضر انه اعانه الله على الاعمال والقيام
فى صلاته هذه وحضوره فيها بالله وقول الله : هؤلاء بينى وبين عبدى
واذا قال : ( اهدنا الصراط المستقيم ) يستحضر الدين القويم والاقامة على الحق
واذا قال : (صراط الذين انعمت عليهم ) يستحضر طريق الرسل والاولياء
ويطلب من الله الوقوف معه ويستحضر قول الله : هؤلاء لعبدى ولعبدى ماسأل
واذا قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فيستحضر فى الصورة مثل معانيها
وخضوعة للحق وطلبه القبول والمغفرة ...


وإذا ركع يقول : سبحان ربى العظيم (ثلاثاً) ويقول بعد الثالثة :
عدد خلقة ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ويستحضر تعظيم
الحق عن كل مايخطر بباله وان الاشتغال بما للحق اولى ويقول
مع الرفع بعد ربنا ولك الحمد : ملء السموات وملء الارض وملء ماشئت
من شىء بعد ويستحضر الحمد والثناء على الله بما أنعم عليه من انواع النعم التى لاتحصى
من مأكله ومشربه وملبسه وذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده وتكبيره وغير ذلك
ثم يسجد ويقول فى سجوده : سبحان ربى الاعلى (ثلاثاً) ويقول بعد الثالثة :عدد خلقه ورضا
نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته ويستحضر ان الحق اعلى من كل شىء وانه ينبغى
ان يطلب رضاه واتباع اوامره واجتناب نواهيه ثم اذا قعد بين السجدتين يقول:
رب اغفر لى (ثلاثاً) أو الدعاء الآخر ويستحضر طلب المغفرة والستر والجبر من الحق
ثم اذا قعد يتشهد يستحضر ان الاعمال الطيبة الزكية الصالحة لله وانما هى التى
تقبل عنده سبحانه وتعالى واذا قال : السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته
يستحضر انه حاضر بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم وان شيخه هو الواسطة
بينه وبين جواب النبى صلى الله عليه وسلم ويطرق رأسه ويتأدب .
ثم اذا قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين يستحضر انه سلم على كل عبد صالح
فى السماء والارض وردهم له .


واذا قال : أشهد أن لااله الاالله وحده لاشريك له واشهد ان محمداً
عبده ورسوله يستحضر اتباعه لاوامرهما واجتنابه لنواهيهما واذا قام للصلاة يستحضر
طلب الرحمة للنبى صلى الله عليه واله وسلم زيادة فى شرفه وعلو درجته
واذا قرأ الدعاء يذكر عذاب القبر ومامعه من الدعاء ويطلب الاعاذة من ذلك ويكون آخر
تشهده غالباً:
اللهم أغفر لى ماقدمت وما أخرت وماأسررت وما أعلنت انت المقدم والمؤخر لا اله الاانت
ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم ، لانها كان يختم بها النبى صلى الله عليه وسلم صلاته
ويستحضر طلب المغفرة لذنوبه المتقدمة والمتأخرة ثم يسلم على يمينه ويساره
ويقصد بسلامه الامام ومن على جانبه وجميع المخلوقات ويستحضر تأمينهم من شره وخديعته
ثم يقول : استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه (ثلاثاً) لان النبى صلى الله
عليه واله وسلم كان يقولها بعد الصلاة ويقول : من قالها ثلاثاً غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد
البحرويستحضر عند الاولى منهما استغفاره من صلاته ومانقص وفرط وغفل فيها وعند الثانية
استغفاره اى عدم اهليته وقيامه باركان الاستغفار .
ثم يقرأ آية الكرسى لما ورد ان من قرأها بعد الصلاة تولى الله قبض روحه بيده وياتى بالباقيات
الصالحات ويقرأ اساسه والجميع بحضور قلب ويتخيل شيخه واذا ترقى يشهد اعلى
من ذلك بحسب فتحه.
وقد انتهت هذه الرسالة فى مقدار نحو ساعة ضحى يوم الثلاثاء احد وعشرين من شهر ذى الحجة
سنة 1239 ببندر حرقيقو وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه .





د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة د. سلوى الدابي ; 07-03-2014 الساعة 05:44 PM.
رد مع اقتباس