القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-30-2012, 09:46 AM   #281
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الخليج: لماذا يتغير المثقف تجاه «الإخوان»؟

عبد الله بن بجاد العتيبى



ليس في جدل الثقافة حقائق بل مقاربات، وليس في مواقف السياسة ثوابت بل مصالح، وتدخل المعرفة والتاريخ كمكتسبات، والتحليل والتركيب كأدوات، والانحيازات الآيديولوجية كمؤثرات في تكوين الوعي وصناعة الرؤية تجاه الأحداث قديمها وحديثها.
يشكل المثقف (أيا كان التيار الذي ينتمي إليه أو الرؤية التي يختارها) موقفه من الأحداث بناء على مخزونه المعرفي والتاريخي وقدراته الذاتية، كما تدخل في ذلك أحلامه، بل وأوهامه حين لا يتحرز لفكره ورؤيته من تأثير عواطفه، أو يعجز عن التخلص من انتماءاته الضيقة.
حين بدأ ما يسمى بالربيع العربي، أخذ بعض المثقفين الأقل خبرة وتخصصا في جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، يطرحون أن خطر هذه الجماعات مجرد فزاعة كانت تضخمها الأنظمة، وقد ثبت أنهم مخطئون في ذلك؛ فها هي الجماعات الإسلامية تتسلم السلطة في تونس ومصر، وتنتظر في اليمن، وتنشر الفوضى في ليبيا.
عاد هؤلاء المثقفون للمجادلة بأن الشباب الثائر ومليونياته التي أسقطت أنظمة عتيدة ستصنع الفرق وستغير مسار التاريخ وستلغي كل القوى القديمة من حكم ومعارضة، وقد أخطأوا ثانية؛ فحين جاءت نتائج الصناديق تبين أن هذا الشباب بلا وزن ولا تأثير.
يتميز المثقف حين يكون قادرا على اكتناز مخزونه الثقافي في التعامل مع ضخامة المتغيرات، وأن يكون قادرا باستمرار على التطوير والتغيير ضمن الأطر التي ارتضاها والرؤية التي يمتلئ بها، مع قدرته على الموازنة بين التراكم والمراجعة، حتى لا يتغير بلا سبب.
انتشى الإسلاميون في الخليج بفوز الرئيس محمد مرسي أيما انتشاء، وهذا مفهوم؛ فراوبط الآيديولوجيا وأماني انتقال الحالة لبلدانهم تملأ عقولهم قبل عواطفهم، وانحاز بعض اليساريين لطبيعتهم الثائرة على كل شيء، وسخطهم المعهود، وبقيت شريحة من المثقفين والإعلاميين والمشاهير يتجهون شيئا فشيئا نحو الركوب على الموجة الحاضرة ومجاملة التوجه الشعبي.
بعض المثقفين ألقى تاريخه القديم وراء ظهره بحثا عن الشعبوية، وبعض الإعلاميين إما عاوده الشوق الإخواني القديم، أو أنه خضع لسلطة الجماهير وأسلم قياده لها، والمبررات حاضرة؛ فحجم الشعارات المرفوعة اليوم تمكن كثيرا منهم من الاختباء تحتها للتعبير عما يُنيل مزيدا من الشعبوية، أو يبحث عن مكان تحت شمس «الإخوان» الجديدة.
يجهل بعض هؤلاء التاريخ، ولا يعرفون أن «الإخوان» قد أكرمهم الملك عبد العزيز، وقدمهم، ووفر لهم الحماية، ثم لم يلبثوا أن انقلبوا عليه مع ثورة اليمن، وأن الملك سعود قد بذل جهده لحمايتهم زمن الناصرية، وزار مصر متوسطا لهم، وفيصل ودول الخليج فيما بعد فعلوا الأمر ذاته، ثم خانهم «الإخوان» بإنشائهم لتنظيماتهم السرية داخل هذه الدول، وأنهم انقلبوا على كل من تحالف معهم من المغرب إلى الجزائر إلى دول الخليج، وأنهم حين غزا صدام الكويت، وكان ينوي ضرب دول الخليج، انحازوا إليه ضدها، وفي صراع دول الاعتدال العربي مع دول الممانعة، انحاز «الإخوان» مع إيران ضد دول الخليج، وغيرها من حقائق التاريخ. حين تواجه هؤلاء بهذه الحقائق يكون ردهم إما أن التاريخ قديم وقيمته محدودة، وإما أن يتكئوا على أن المتغيرات أكبر من التاريخ في العالم، كما في المنطقة، كما في جماعة الإخوان، وأن الحاضر أهم من التاريخ. حسنا، ولكننا حين نجيء للحاضر، فإن «الإخوان» في مصر تحديدا لم يفوا أبدا بالتزام معلن خلال عام ونيف، من المشاركة في الثورة إلى الانتخابات البرلمانية إلى لجنة صياغة الدستور إلى انتخابات الرئاسة، والشواهد لم تزل تتكرر، وإذا كان التاريخ والحاضر يشهدان بوجوب الحذر من وعود «الإخوان» وطموحاتهم ولهاثهم خلف الهيمنة المطلقة وإمكانية انقلابهم في أي لحظة، فإن بعض مثقفي الخليج المنحازين ل«الإخوان» بوعي أو من دونه يأرزون للواقع كملجأ أخير، ويطرحون أن فوز «الإخوان» برئاسة مصر يوجب تغيير كل شيء.
أفهم أن الدول ستتعامل مع فوز مرسي بقواعد السياسة والدبلوماسية، وهذا أمر طبيعي؛ فهذا شأن الدول، ولكن المثقف ليس كذلك، فهو حر في رأيه ورؤيته، ثم إن غالب الديمقراطيات العريقة يعبر المثقفون فيها عن توجهاتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية التي يتبناها لاحقا هذا الحزب السياسي أو ذاك، ولكن أحدا لا يطلب منهم تغيير رؤاهم وقناعتهم لمجرد فوز الحزب المخالف لأفكارهم، بل إنهم يستمرون في تدعيم رؤيتهم ومناقشتها ومحاولة إثباتها وتعزيزها.
أمر آخر يحبذون طرحه، وهو أن صناديق الانتخاب التي جاءت ب«الإخوان» قادرة على الذهاب بهم، ويتناسون أنه في كثير من الدول المعاصرة، فضلا عن التاريخ الحديث، فإن هذه الصناديق قد تجيء بمن لا يذهب، وروسيا المرجيحة بوتين - ميدفيديف خير مثال، هذا بالطبع مع عدم نسيان التفريق الضروري بين الديمقراطية كمفهوم وتطبيق.
عدم تجريب «الإخوان» سياسيا مغالطة كبرى يطرحونها، والصحيح أنه قد تم تجريب وصولهم للسلطة عبر طريقين: عبر صندوق الاقتراع وعبر الانقلاب العسكري؛ الأول في غزة، والثاني في السودان، في غزة لم يتوانوا حين آنسوا من أنفسهم قوة أن استحوذوا على السلطة بالقوة، ونسوا صندوق الاقتراع بكل سهولة، وفي السودان لم يزالوا منذ الانقلاب الذي تحول لانتخابات يسومون البلاد والعباد سوء العذاب، وقد ذهب ثلث السودان هباء تحت راياتهم، ومن المفارقات أن «الإخوان» الذين يمتطون الثورة في مصر هم نفسهم من يقمعونها في السودان.
لست أدري كيف تغير طرح بعض هؤلاء إلى النقيض من طروحاتهم السابقة تجاه الإخوان المسلمين والإسلام السياسي؟ هل في هذا الانتقال غير المبرر ما يدل على أن مواقفهم السابقة لم تكن مؤسسة على رؤية متكاملة بل كانت مجرد مجاملات للسلطة أو تجمل ثقافي؟
مغالطة أخرى يطرحونها وهي أن دول الخليج إن لم تسعف «إخوان مصر» بشيك على بياض، فإنهم قد يتجهون لإيران، وينسون أن دول الخليج خاضت صراعا طويلا مع الناصرية بمصر والنتيجة معلومة، مع استحضار ما يوجب زيادة الحذر الخليجي، ذلك أن التنظيمات السرية المؤيدة للناصرية بدأت بعد نجاح العسكر، أما «الإخوان» فتنظيماتهم السرية متفشية في الخليج منذ عقود.
ليس ثمة اختلاف في خطاب «الإخوان» وآيديولوجيتهم بين اليوم والأمس، فلم يزل ذلك الخطاب يجمع «معالم في الطريق» مع «دعاة لا قضاة» ولم يؤسسوا بعد لخطاب جديد يمكن من خلاله إعادة قراءة الموقف تجاههم، أما التطبيق، فيكفي فيه الشواهد أعلاه .
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12268


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2012, 09:36 AM   #282
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






مرسي رئيسا لمصر في انتظار دستور الثورة

أحمد عثمان

رغم انخفاض شعبية جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد النجاح الكبير الذي حققته في انتخابات البرلمان، نجح محمد مرسي، رئيس حزبها، في الوصول إلى مقعد رئاسة الجمهورية بأغلبية عن منافسه أحمد شفيق، لا تزيد على 882 ألف و751 صوتا. وحتى مع هذه الأغلبية البسيطة فلا بد لمرسي أن يشكر شباب الثورة وأنصارها من المثقفين لمساعدته على تحقيق هذا النجاح، حيث أيدت «6 أبريل» مرشح «الإخوان» وتعفف أنصار حمدين صباحي عن التصويت لشفيق. وهكذا تعاون الليبراليون مع السلفيين لإيصال مرشح «الإخوان» إلى قصر الرئاسة.
ومع هذا فلا يبدو أن وصول مرسي إلى كرسي الرئاسة سوف يضع حدا للانفلات الأمني والتصدع الاقتصادي الذي ساد مصر منذ قيام الثورة قبل عام ونصف العام، ويبدو أن البلاد صارت معرضة لصراع تكسير عظام على السلطة في الأيام القادمة. فقد أعلنت جماعة الإخوان، التي ينتمي إليها مرسي، وحزب الحرية والعدالة، الذي يترأسه، عن إصرارهما على تحقيق أربعة مطالب رئيسية قبل إنهاء الاعتصام في ميدان التحرير، تتعارض في ثلاثة منها مع مطالب الثوار وقرارات المجلس العسكري:
- إلغاء قرار حل مجلس الشعب «الإخواني».
- إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري.
- عدم تغيير اللجنة التأسيسية للدستور التي شكلها «برلمان الإخوان» قبل حله.
- إلغاء قرار وزير العدل الخاص بمنح سلطة الضبطية القضائية للشرطة العسكرية والمخابرات، بهدف حماية مرافق الدولة والأمن العام.
فرغم صورة الحمل الوديع التي ظهر بها مرسي في الانتخابات، وادعائه بحماية الثورة من فلول النظام السابق، فلا يزال «الإخوان» متمسكين ببرنامجهم السياسي كاملا، ومصممين على فرض سيطرتهم على جميع مرافق الدولة المصرية، فهم يريدون عودة مجلس الشعب المنحل وإلغاء الإعلان الدستوري، حتى تصبح لديهم سلطة التشريع إلى جانب سلطة التنفيذ، فلا يستطيع أحد الاعتراض على قراراتهم أو وقف تنفيذها. وهم يريدون استمرار اللجنة التأسيسية للدستور التي اختاروها حتى يصبح في استطاعتهم إلغاء النظام المدني وإقامة نظام ديني مكانه. فبعد إلغاء المحكمة الإدارية العليا للجنة التأسيسية التي اختارها مجلس الشعب المنحل لعدم صحة تكوينها، وبعد اتفاق القوى السياسية على ضرورة مشاركة جميع طوائف الأمة - بشكل متوازن - في صياغة دستور الثورة، لا يزال «الإخوان» يصرون على الاستئثار بكتابة الدستور عن طريق حصولهم على عدد كاف من الأعضاء يتيح لهم الأغلبية عند التصويت.
ولما كان الدستور هو الناتج الرئيسي لأي ثورة في العالم، فقد رفض «الإخوان» كل المحاولات لوضع دستور يعبر عن أهدف ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وأصروا على الانفراد بوضعه على أساس دولة دينية. وإذا ما تمكن «الإخوان» من وضع دستور للبلاد يمثل أهداف الجماعة – وليس أهداف الوطن – فإن هذا يعني انقلاب جماعة الإخوان على ثورة جماهير الشعب المصري التي قامت في 25 يناير، وإنشاء نظام يتعارض مع أهداف هذه الثورة.
أما سبب رفض «الإخوان» لمنح الشرطة العسكرية والمخابرات سلطة الضبطية القضائية، فهو يتعلق بحرصهم على إمكانية التحرك في البلاد دون خوف من تصدي رجال الأمن لنشاطاتهم. وبينما يعتقد أفراد الشعب العاديون أن قوات الأمن هي التي تحميهم وتحقق لهم الأمان، فإن الأمن كما يراه «الإخوان» يتحقق عن طريق مجموعاتهم المسلحة وكتائب القسام التي تأتي من غزة للمساعدة في تنفيذ خطتهم في مصر. فلم يتمكن «الإخوان» من النزول إلى ميدان التحرير إلا بعد انهيار جهاز الشرطة عقب ثورة 25 يناير واختفاء رجال الأمن تماما من الشارع المصري، حيث تمكنوا من كسر أسوار السجون وحرق أقسام الشرطة والإفراج عن رجالهم هناك، وكان الرئيس محمد مرسي واحدا منهم.
ويعلن «الإخوان» عن ضرورة القضاء على بقايا النظام السابق ووضع حد لاستمرار النظام القديم في بعض مناحي الإدارة المصرية، فهم يتناسون أنهم هم الذين تسببوا في هذا الوضع، عن طريق تأخير كتابة الدستور. فلكي يتم بناء نظام جديد يجب أن تتم كتابة دستور جديد يحدد معالم هذا النظام، فالدستور هو الذي يحدد نظام الحكم ويضع الإطار العام لتغيير القوانين واللوائح التي تحكم أعمال السلطة التنفيذية وعلاقاتها بالقضاء والبرلمان. لكن «الإخوان» - كما بدا واضحا من سلوكهم - لا يهدفون إلى إسقاط النظام السابق فحسب، بل يريدون إسقاط الدولة المصرية ذاتها، كي يتمكنوا من بناء دولتهم الدينية على أنقاضها. ومن يتتبع قرارات برلمان «الإخوان» المنحل يجد أنها تستهدف سلطة القضاء والأزهر والشرطة والإعلام والجيش، أي جميع الأركان الرئيسية التي تقوم عليها الدولة.
وبينما يصر أنصار مرسي الذين تجمعوا في ميدان التحرير على عدم إنهاء اعتصامهم إلا بعد إلغاء الإعلان الدستوري، وإعادة «برلمان الإخوان» الذي تم حله بحكم من المحكمة الدستورية، فقد قال بعض الثوار إنهم سيراقبون أعمال مرسي للتأكد من تنفيذه للوعود التي قطعها على نفسه أثناء الانتخابات، مؤكدين أنهم سيعودون إلى الميدان لو أخلف تحقيقها. فهل يستطيع مرسي كبح جماح «الإخوان» ومحاولة بناء مصر الجديدة التي قامت الثورة من أجلها، أم سيستمر الرئيس الجديد في محاولة فرض برنامج «الإخوان» على شعب مصر

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12269


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 09:45 AM   #283
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






هل هذا زمن «الإسلاميين»؟

عبد الرحمن الراشد


شعور تلمسه في بعض الخليج، وكذلك في معظم الدول العربية، حيث يتطلع فيها الحركيون الإسلاميون إلى دور سياسي أكبر.. يشعرون بأنه عصرهم؛ زمن الإسلام السياسي. ولا بد من التذكير بأن «الإسلام» هنا كلمة لا تعني الدين ولا المسلمين، بل هي جماعات سياسية تستخدم الإسلام اسما، كما يسمي البعض أحزابهم ب«الوطنية» أو «الأحرار» التي لا تعني أن الآخرين كفار أو خونة أو عبيد، إنما شعار جذاب أهدافه الشعبية والشرعية والحصانة والسلطة.
المشكلة ليست في حق الإسلاميين في الرئاسة إن فازوا بها في الانتخابات، كما حدث في مصر، وقبلها في تونس، بل المشكلة في تفسير التاريخ الذي يصنع حاليا. عندما فاز محمد مرسي برئاسة مصر، وأقسم اليمين أمام المحكمة الدستورية المصرية، تردد صداه في أنحاء منطقتنا، ليس لأنه فاز في انتخابات، بل على اعتبار أنه أخذ الحكم! لقد اختلط على البعض معنى هذه اللحظة، البعض من الإسلاميين، وكذلك خصومهم، اعتبروها بداية حكم كحكم العسكر سينام عليه مرسي ورفاقه ستين سنة أخرى حتى يقوم أحد باقتلاعه منه بالقوة. الإسلاميون اعتبروه تاريخهم وحدهم، وأعلن الإخواني صفوت حجازي بفرح أنه بدأ موعد الولايات المتحدة الإسلامية.
البعض يفهم الانتقال الجديد بطريقة النظام القديم؛ الحكم غنيمة. وهذا أيضا رأي الغاضبين من فوز الإسلاميين الذين يرفضون حقهم في الحكم.
ولي رأي، ليس بالجديد، أن الإسلاميين العصرانيين مهمون في تطوير مفهوم الدولة.. يستطيعون أن يشاركوا في بناء منظومة حكم تحقق الاستقرار والتطور. سبب فشل مصر أن ثورة الخمسينات، التي أتت بنظام عسكري، ألغت القوى الأخرى، بما فيها حزب الوفد الوطني والإسلاميون. ولأن بعض الإسلاميين مفهومهم للدولة مبني على صراعهم مع نظام مبارك ومن سبقه، فهم يعجزون عن استيعاب مفهوم الدولة المدنية، بأنه ليس دينيا ولا عسكريا، إن احترمته الجماعة سيكون حظها في الحكم أفضل من منافسيها، كما فاز به مرسي عبر الصناديق، لكنها إن قامت بتكسيره - كما فعلت «حماس» - فستفقد كل مكاسبها وتدخل مصر في صراع طاحن لا نهاية له.
ولا أتخيل أن الذين رغبوا في التخلص من حكم عسكري شمولي سيقبلون بتسليم رقابهم لحكم ديني يفرض عليهم خيارا واحدا. وليس صحيحا أن الناس ترضى بكل من رفع شعار الإسلام وتنحني له بقدسية.. فقد استخدمه تنظيم القاعدة وفشل، ونظام السودان وفشل، وإيران أكبر نموذج فاشل ماثل للعيان، يحمل صفة الإسلامية لكن فيه كل عيوب مبارك والقذافي وصالح مجتمعين، من فساد وبطش وفشل إداري.
ثم لا ننسى أن الذي يحدث في مصر تغيير ليبرالي ديمقراطي وليس نظام خلافة إسلامية. إسلاميو مصر، بعد تجارب طويلة، سموا أنفسهم حزب الحرية والعدالة، وهذا مسمى ليبرالي، يعبر عن فهم الإسلاميين الذكي للثقافة السياسية الجديدة، ويعبر أيضا عن وعيهم بأن الذين بادروا وخاطروا ورموا بمبارك من النافذة معظمهم طلاب من الجامعة الأميركية وجامعة القاهرة وليسوا من الأزهر، والذين صوتوا في الانتخابات الأخيرة ضد مرسي، صحيح خسروا لكنهم قطاع كبير من الشعب المصري أقل بقليل من نصف الناخبين. النظام في تونس ليبرالي، وفي مصر كذلك، وإن كان الحكام إسلاميين.

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12272


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 10:13 AM   #284
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الصعود الإخواني والمكارثية الليبرالية!

يوسف الدينى

مما لا شك فيه أن الصعود الإخواني في مصر، والذي توج بعد الاكتساح لكل الاستحقاقات السياسية بكرسي الرئاسة، هو أقصى ثمرة للإسلام السياسي من «الثورات»، صحيح جدا أن ثمة من ما زال يتحرج جدا من تسمية الأشياء بمسمياتها خوفا من سطوة وسلطة اللاعبين الجدد في السياسة الإقليمية للمنطقة؛ إلا أن «الإخوان» أنفسهم ويمكن اقتناص ذلك من إشارات رمزية كثيرة في الاحتفال بالحدث يشعرون بالفخر واستراحة المحارب الثمانيني الذي حقق الظفر في نهاية معركة شرسة جربت فيها كل أنواع الأسلحة فكان السلمي منها الأكثر نفعا، وكان سيف الديمقراطية الغربية هو الحاسم في الفرق بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل، ليس كما يصور أتباع «الإخوان» في كل المعمورة؛ بل كما هو حال الشريحة الأبرز من التيارات الإسلاموية وهي مشاعر متفهمة ومبررة وحتى وضعها في سياق الحق والباطل نتيجة طبيعية لأدوات الشحن والتعبئة، وبالتالي لا يمكن محاسبتها وفق منطق «مدني» وضمن شروط اللعبة الديمقراطية التي في كثير من الأحيان تحمل المنتصر أعباء ثقيلة تجعله خاسرا بالمعنى الحقيقي عطفا على التركة الثقيلة التي خلفها له النظام السابق.
إشكالية قراءة الفوز «الإخواني» المستحق ليست في رد فعل الإسلاميين، لأنها طبيعية تماما، لكنها في الضفة الأخرى من التيارات السياسية التي بدت مناوئة على مدى عقود وربما بشراسة للإسلام السياسي تحت غطاء العلمانية أو الليبرالية أو حتى اليسار والقومية، وحتى التنوير الإسلامي، الذي كان يرى أن أحد أهم شروط الدخول في «المدنية» هو الخروج من بوتقة الأحزاب الدينية في المجال السياسي، لأن تسييس الإسلام من وجهة نظرهم تقزيم له، في حين أن قيمه الحقيقة لا تتعارض مع القيم الإنسانية العامة كالحرية والعدالة... إلخ.
وإذا كنا ما زلنا نشهد إلى الآن السجال الطويل غير المجدي - من وجهة نظري - حول فوارق الفوز والأغلبية الصامتة، والاستحقاقات السياسية والوعود التي يبذلها «الإخوان» بسخاء تجاه حلفائهم؛ فإن مكارثية ثقافية جديدة بدأت تولد في مواقع الإعلام الجديد وبعض الصحف حول أي نقد يمس «الإخوان» أو مخاوف تجاه أداء الرئيس الجديد، ويمكن إرجاع حجج المكارثيين «الإخوان» إلى 3 تصورات: فالليبراليون - المتلبرلون يرون أن التسليم بنتائج صناديق الانتخابات مقدس لا يجب المساس به، وأن الليبرالية الحقيقية هي في الإيمان بالعملية الديمقراطية ذاتها بغض النظر عما تفرزه من نتائج، والإسلاميون يرون أن ما حدث هو نتيجة طبيعة لأمة ثارت على الطغيان وعادت إلى رشدها، وأعداء «الإخوان» يستندون إلى أن ثمة ما يدور في الخفاء بين العسكر و«الإخوان» أو بين الاثنين والولايات المتحدة على اعتبار أنها تهيئ «الإخوان» الفصيل الإسلامي الأكثر اعتدالا لمواجهة التمدد الإيراني من جهة (هذه القراءة الإسلاموية للعلاقة بين الإخوان وأميركا)، أو لمواجهة الأنظمة المستبدة بعد قناعة بأنها قد انعزلت تماما عن مجتمعاتها المؤسلمة، وهذه هي القراءة القومية للمشهد رغم أنها تختلف في تقييم الوضع بحسب الموقف من الإسلام السياسي.
من بين كل هذه القراءات تبدو القراءة الليبرالية - المتلبرلة هي الأكثر غرابة ولا واقعية، ذلك أنها تنظر بنظارات براغماتية لا ترى في «الإخوان» سوى حاكمين جدد يجب التعامل معهم كواقع، في حين أن الإشكالية هي في فصل «الإخوان» عن حالة أزمة الهوية بسبب تردي الحالة السياسية في العالم العربي والعودة إلى الجذور وبالتالي الالتصاق بالتعبيرات الإسلامية عن الهوية التي تجلت في الحركة الإسلامية، وأعتقد أن للسلفية منها نصيب الأسد، بينما «الإخوان» لا يشكلون سوى أقلية تملك ماكينة إعلامية قومية، وتنظيما هرميا عابرا للقارات، كما أن انفتاحها السلوكي والفقهي شكل عامل إغراء في جاذبيتها للنافرين من التشدد الديني والأصولية الاجتماعية، وأزعم ثانية وهذا ما يؤكده الواقع أن تطور الخطاب السلفي بتجلياته المتعددة من أقصى العائدين من التطرف المسلح كالجماعة الإسلامية بمصر إلى المتحولين من السلفية إلى التنوير أكثر عمقا من الناحية السياسية من «الإخوان» النص المغلق سياسيا.
القراءة الليبرالية - المتلبرلة لا ترى في «الإخوان» سوى بديل للتشدد، ولا ترى في معيار الاعتدال أبعد من تطمينات على مستوى المعاهدات الدولية ووضعية السياحة والأمن الإقليمي وضمان استمرار الأداء السياسي بطريقة تعددية ولو شكليا.
والحق أن أداء «الإخوان» سياسيا سيكون عكس كل التوقعات، فسيكون حذرا جدا وغير مستفز بسبب حرص الجماعة على البقاء الطويل شبه الأبدي كلاعب رئيسي في معترك السياسة، لكن هذا لا يعكس خروج «الإخوان» من «الشمولية» التي ستصبغ أداءهم الاجتماعي بإيقاعه البطيء والمتغلغل في عمق المجتمعات، بحيث يحدث تحولات عميقة وغائرة في الثقافة السائدة للمجتمعات، وبالتالي يعزز التحول الاجتماعي الإخواني البقاء السياسي المضمون بأكثرية شعبوية تلهمها الخطب الحماسية واللعب على وتر الشعارات، وهو ما يعيد للأذهان ميكانيزمات الخطاب الناصري الذي يأتي الآن في قالب أكثر عمقا بسبب استناده إلى استغلاله لعامل الدين.
الاعتدال السياسي وسيلة الأحزاب الشمولية لإلغاء فروقات المجتمع وإذابة الأمة في بوتقة فكرية واحدة، فهي بتعبير بسيط «إذابة الأفراد والمؤسسات والجماعات في كل اجتماعي واحد حيث الشعب والدولة والمجتمع المتجانس» وهو ما يعني أن توجهات الحزب سيكون لها كلمة الفصل في التوجه العام للدولة والمجتمع.
الشمولية تختلف جذريا عن الاستبداد وإن كانت أسوأ منه؛ فالحزب الشمولي يمكن أن يسوغ سلطته عبر شرعية صناديق الانتخابات، والديمقراطية لدى الأحزاب الشمولية أداة سحرية للدمج بين إرادة الشعب والحزب، كما أن ماكينة الإعلام واستغلال وسائل الاتصال من شأنهما إحكام القبضة على مصادر التلقي لدى الناس، وبالتالي فإن من السهل تصوير المعارضين لإرادة الأمة - الحزب كمارقين وأعداء الحرية والديمقراطية، وبحسب حنة أردنت الفيلسوفة الألمانية التي ساجلت الثورة والشمولية الكليانية بعمق متفرد في كتابيها «في الثورة» و«أصول التوتاليتارية»؛ فإن قوة الدعاية السياسية للدولة الشمولية تكمن في قدرتها الهائلة على قطع الصلة بين الجماهير والعالم الواقعي عبر إقامة عوالم متوهمة متسقة العناصر تنسجم مع عقائد الحزب.
الضمانة الوحيدة لعدم إعادة إنتاج «الديكتاتور الفرد» عبر «الديكتاتور الحزب» هو في فتح المجال للمساءلة والنقد مهما كان قاسيا متى ما كان في حدود اللياقة ذوقا وقانونا، كذلك الخروج من دوامة التعددية السياسية والضمانات إلى الحفاظ على التنوع الهائل والثري الذي تحظى به المجتمعات ومنها المجتمع المصري على مستوى الثقافة والفنون إضافة إلى رعاية المكونات الاجتماعية والإثنية المختلفة بما تحمله من ثقافات وهويات صغيرة.
يجب أن يكف ليبراليونا الأعزاء عن استخدام الديمقراطية كفزاعة في وجه من يشعر بالقلق على هوية المجتمعات وتنوعها من الصعود للأحزاب الشمولية، فالثقافة الديمقراطية تعني حق الجميع في النقد، وأن التعددية السياسية ليس بأكثر أهمية من التعددية الثقافية والاجتماعية.
أعتقد أن مرحلة العهد المكي كما هو التعبير الشائع في أدبيات الحركات الإسلامية قد انتهت، نحن الآن في مرحلة جديدة تقتضي إعادة تفكير حقيقي في مفاهيم الحرية والديمقراطية والتعددية، كما أنها ستعيد النظر في تصنيفات لطالما شنفت آذاننا برنينها كالليبرالية والتقدمية والتنوير، بينما يشعر القلقون من الصعود الإخواني الآن بأنهم أمام محرقة سياسية بسبب مواقفهم النقدية التي تفسر وكأنها ردة عن الإيمان بالديمقراطية، بينما هو نقد في سياسات الجماعة لابتلاع المجتمع عبر الشمولية التي بحسب آرندت ثانية التي ترى في أن عنف الشمولية الحقيقي «يتجسد في تجنيد أتباع لها، بطريقة مرعبة، أكثر مما يتجسد في تصفية جسدية لخصومها».
حين أستمع لخطاب مدعي الليبرالية ممن كانت جل خصومتهم مع التطرف الديني، وحماستهم منقطعة النظير لخطاب الرئيس مرسي الذي أراه شعبويا بامتياز أهمس بابتسامة «عزيزي المتلبرل أخرج الإخواني الذي بداخلك».


http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12272


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-24-2012, 10:32 AM   #285
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




ثورة «الخليفة» الإخواني
مشارى الذايدى

لا جديد ولا مفاجأة، في خطبة «الشيخ» إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، من فوق المنبر، في صلاة الجمعة الماضية، عن أن وصول الإخوان للسلطة في مصر وتونس، هو بداية «الخلافة الإسلامية».
هنية في خطبته هذه اعتبر أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وكلاهما من تربية الإخوان، ومدرسة حسن البنا، نتج عن الربيع العربي الذي «سيفتح صفحات الخلافة».
قبل هنية، كان حمادي الجبالي في تونس، وتحديدا في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 وفي خطبة حماسية في مهرجان احتفالي لحركة النهضة في مدينة سوسة، بشر الجبالي الجميع ببداية الخلافة الراشدة السادسة.
أما الشيخ عبد المجيد الزنداني، أحد رموز الحركة الإسلامية المسيّسة في اليمن، فكان أكثر شاعرية وهو يقول للحشود المتظاهرة في صنعاء ضد نظام علي عبد الله صالح، إنه يرى صباح الخلافة الإسلامية يطل من كل مكان في العالم الإسلامي، وكرر هذا الكلام في حوار سابق مع صحيفة «الرأي» الكويتية، حيث قال إن فوز محمد مرسي في مصر هو مبشر ببداية الخلافة الإسلامية.
وسار على الدرب نفسه رموز أقل أهمية في سياق الحركات الإسلامية، مثل المثقف الإخواني «الدولي» كمال الهلباوي، الذي كرر في الأسابيع الأخيرة، ولأكثر من مرة، الدعوة لتحالف دول الربيع العربي التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون، تحديدا تونس ومصر، وكان يراهن في ما أظن على ليبيا أيضا قبل نتائج الانتخابات الأخيرة، ودعا إلى قيام الخلافة الإسلامية، وإن كان قدم لها تفسيرا بها مسحة عصرية للتطمين، على غرار الاتحاد الأوروبي واللاتيني، كما راق له التشبيه - مع أنه بالفعل هناك منظمة التعاون الإسلامي موجودة! وهو لا يخفي أن إيران ستكون ضلعا رئيسيا في هذا الاتحاد الإخواني، بل وعاتب الإخوان في مصر على عدم «الهرولة» الثورية تجاه حليف الأمس القريب، خامنئي.
إذن نحن أمام حالة تتجاوز الثورة المدنية أو الديمقراطية ضد الاستبداد والفساد والتوريث، وأننا أمام تيار مدني تنموي «فقط»، لا نحن أمام حركة وتيار ينطوي على أحلام تاريخية وملحمية خطيرة، وخطورتها هي في غموضها، واستثارتها للعواطف التاريخية والدينية من أجل البقاء في الحكم، فمن يجرؤ على نبذ بيعة «الخليفة» أو مناهضة مشروع الخلافة، حيث يكون مرسي، كما قال مريده صفوت حجازي، في مهرجان سابق، هو في موقع رئيس الولايات المتحدة الإسلامية التي ستكون عاصمتها القدس، وليس القاهرة. خطير هذا التفكير «الأممي» الإخواني الكافر بالحدود القائمة كما هي، المتعامل معها فقط على سبيل الاضطرار، كما قال الهلباوي أيضا في حوار سابق مع قناة «الجزيرة مباشر» إن مصر مجرد ولاية فرعية في دولة الولاية العظمى، أي الخلافة. صحيح أنه قال هذا الكلام في سياق تسويغ تولي المرأة في مصر لبعض المناصب، وأن الولاية الممنوعة منها شرعا هي في ما يخص الولاية العظمى، لكن هذا التبرير أفدح في النتيجة والأثر، من الموقف «الطري» فقهيا الذي قاله حول ولاية المرأة في مصر، وليتنا سلمنا من هذه الهدية الفقهية الملغومة!
وهكذا، فإن حلم قيام الخلافة الإسلامية، حلم ممزوج بدماء حركة الإخوان منذ البداية، وهو «الرمح المقدس» الذي رفعوه في وجه خصومهم، واستجلبوا به الأنصار، ممن تحركهم مثل هذه الأحلام الإمبراطورية، مثلما حركت جماهير هتلر الألمانية أحلام «الرايخ الثالث»، أو الأحلام الرومانية للدوتشي موسوليني في إيطاليا.
حركة الإخوان انطلقت في الإسماعيلية بمصر عام 1928، أي بعد أربع سنوات من الإعلان الرسمي في تركيا عن سقوط الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية عام 1924، الأمر الذي ما زال أثره النفسي والفقهي والفكري والسياسي يعيش معنا إلى الآن، إن جزءا من شظايا ذلك الحدث الكبير، هو حركة الإخوان المسلمين، وحزب التحرير، وغير ذلك كثير.
من الأسباب الجوهرية لقيام حركة حسن البنا، استعادة هذه الخلافة «المقدسة» في تصورهم، واستعادة «الأستاذية» على العالم، من خلال تسنم الإخوان للسلطة وترويج فكرة حسن البنا عن العالم والدولة والمجتمع، وفي وقت سابق من العام الماضي، عام الفورة الثورية، تحدث الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في واحدة من رسائله الأسبوعية قائلا: «إن الجماعة أصبحت قريبة من تحقيق غايتها العظمى والتي حددها حسن البنا، مؤسس الجماعة، وهي أستاذية العالم».
نحن أمام «تيار» انقلابي ملحمي مسكون بأوهام التاريخ، على الأقل هذا هو الخطاب الآيديولوجي الذي برر بقاءهم طيلة هذه السنين، وهو الغاية الجوهرية من وجود هذه الجماعة، فليترفق بنا بعض الطيبين من الهاتفين ببراءة عن الديمقراطية والمدنية، وجماعة: «نعطيهم فرصة ونشوف»! القصة أخطر وأبعد غورا من هذا الفهم الآني.
في ذلك التاريخ 1924 الذي رافق يقظة الأحلام السياسية الانتهازية لوراثة عرش بني عثمان، كان هناك رجال من العقلاء والمستنيرين في مصر وغيرها، وضعوا الأمور في نصابها وكشفوا الأطماع المتخفية بغطاء الدين والأوهام.
لم يكن المعاصرون لدولة بني عثمان، أو لدولة العباسيين، أو الأمويين، وكل السلطنات الإسلامية، يرون فيها ذلك الألق، والإشعاع الإلهي، والرمز الرومانسي، كما يحاول كتاب التاريخ الجدد من وعاظ التلفزيون و«الحكواتية» أن يروجوه عن التاريخ.
لقد رأى فيها معاصروها سلطة زمانية لا روحية، يحق لهم أن يختلفوا معها، أو حتى يثوروا عليها، والمفارقة أن أكثرهم حينما يثور عليها يفعل ذلك باسم الله والشرعية، على الأقل ظاهريا، ثم حينما يتولى مقاليد الأمر، ويذوق حلاوة السلطة، ويدخل في شرطها، يصبح هو نفسه عرضة للنقد الديني بحجة عدم استكمال المشروعية أو فقدانها.. وهكذا دواليك، هذه هي «حدوتتنا» التي لا تنتهي!
ممن حاول أن يكسر هذا القيد العقلي، ويشك بالونة الوهم بدبوس السؤال، الشيخ الأزهري التنويري الشجاع علي عبد الرازق (1966)، وكتب كتابه المهم «الإسلام وأصول الحكم»، الذي أصبح هدفا للهجوم القاسي من الجميع، بداية من الأزهر الذي رد عليه وسحب منه شهادته العالية، ثم من حلفاء الملك المصري الذي كان يطمح إلى أن يرث لقب الخلافة بعد أفول شمس بني عثمان، ومن دراويش وهم الخلافة ومؤسطريها، لكن إلى الآن لم يتم الجواب عن أسئلة الشيخ الذي قال ببساطة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه الله رحمة للناس، وهو رسول هداية ونعمة أهداها الله للبشر كلهم، وليس ملكا مشغولا بتأسيس دولة. واستشهد بنصوص من السنة والتاريخ.
قال في كتابه الفارق هذا: «أنت تعلم أن الرسالة غير الملك، وأنه ليس بينهما شيء من التلازم بوجه من الوجوه، وأن الرسالة مقام والملك مقام آخر، فكم من ملك ليس نبيا ولا رسولا، وكم لله جل شأنه من رسل لم يكونوا ملوكا، بل إن أكثر من عرفنا من الرسل إنما كانوا رسلا فحسب».
لكن أطماع السياسة تجد دوما لها من يحميها ويغرف لها من معين المقدس ومشاعر الناس النقية. وهذا بالضبط ما يفعله الآن خطباء ووعاظ وكتاب الإخوان ومن لفّ لهم، في هروب إلى الامام من سؤال الدنيا إلى شعار الدين. لا جديد تحت الشمس!




http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12292










ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-28-2012, 11:14 AM   #286
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الزعفراني ل «الشرق الأوسط»: «الإخوان» في مرحلة قطف الثمار «الخطرة»










قيادي منشق عنها: الجماعة ستضطر لتغيير مواقفها رغما عنها.. وأدعو مرسي لاقتناص سلطته من «العسكري»


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالدكتور إبراهيم الزعفراني أحد قيادات «الإخوان» المنشق عن الجماعة
مي إبراهيم
كشف الدكتور إبراهيم الزعفراني، أحد قيادات «الإخوان المسلمين» في الإسكندرية المنشقة عن الجماعة، عن أن حزب الحرية والعدالة الإخواني لا يأخذ قراراته من داخله، وإنما القرارات يقررها مكتب إرشاد الجماعة.
وقال الزعفراني، أحد رموز العمل الإسلامي في السبعينات، في حواره مع «الشرق الأوسط» إن «الجماعة في مرحلة قطف الثمار الخطرة، وإن انخراطها الشديد في السياسة أدى إلى تفريغ العمل الدعوى داخلها وجعل الدعوة السلفية تسيطر على المشهد في المساجد خاصة مع شل الدولة لمؤسسة الأزهر».
وأوضح الزعفراني، وهو عضو سابق بمجلس شورى الجماعة، قدم استقالته منه في أبريل (نيسان) عام 2011، ونائب رئيس حزب الإصلاح والنهضة (الإسلامي الوسطي) حاليا، أن هناك رفضا داخل الجماعة من تقنين وضعها القانوني الذي وعد به الرئيس محمد مرسي، مؤكدا أن مصر لا يمكن أن تصبح مثل إيران وسيطرة رجال الدين عليها لن تحدث.
وكشف القيادي المنشق عن «الإخوان» عن أنه ليس هناك إيمان كامل لدى الطبقة التي تقود الجماعة بدور المرأة القيادي وعضويتها في الجماعة ناقصة، متوقعا أن تتغير جماعة الإخوان رغما عنها، لأن دخولها عالم السياسة وعملها مع آخرين يحتاج إلى مراجعة كما فعل السلفيون، داعيا مرسي لاقتناص سلطته من المجلس العسكري.. وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* ذكرت أن حزب الحرية والعدالة غير مستقل عن «الإخوان».. فكيف ترى ذلك؟
- حتى الآن لا توجد أي دلائل على أن حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) يأخذ قراره من داخله، وإنما القرارات تقررها الجماعة ومكتب الإرشاد، وهي بالطبع مشكلة كبرى لأنه حزب كبير ويضم كوادر كثيرة، واستقلاله سيكون لمصلحة الحزب والجماعة معا، لأن الحزب يجب أن ينافس على المستوى السياسي وليس الدعوى، والعمل السياسي يحتاج إلى مواءمات وتوافقات قد لا تتفق مع العمل الدعوى الذي يعتمد على المبادئ الإسلامية دون تنازلات، فالانفصال بين الحزب و«الإخوان» سيجنب أن يقال إن الجماعة تنازلت في مواقف أو كانت عبئا على الحزب في حرمانه من بعض التوافقات مع القوى الأخرى.
* عندما استقلت من «الإخوان» قلت إنك اخترت هذا التوقيت والجماعة في قوتها ولا يوجد أحد من أفرادها في السجون حتى لا يتفرق الصف.. فهل ترى أن الوقوف أمام سطوة نظام مبارك هو ما كان يجمع أعضاء الجماعة، وأنه مع وجود تيارات مختلفة داخلها الآن يمكن أن تنهار؟
- الظلم والإحساس بالاضطهاد يجعل أي مجموعة تتكاتف وتتآلف وتنغلق على نفسها، والآن زال نظام مبارك؛ ولكن الخطر لا يزال موجودا، وإذا تفرقنا يمكن مثلا أن ينقض المجلس العسكري على الرئاسة، فالآن الجماعة في مرحلة قطف الثمار، والثمار لا تزال في خطر، وسوف تنتقل هذه الفكرة إلى الناس وتتضخم.
* بعدما أمضيت نحو 45 عاما مع «الإخوان».. ما الذي دفعك للانفصال عنها؟
- أسباب متعددة أهمها عدم فصل الجانب الدعوى عن السياسي، فالأصل أنها جماعة دعوية تربي الإنسان على القيم، ثم تتركه ليواجه حياته، سواء في العمل العام أو في الانضمام لحزب سياسي. والانخراط الشديد في السياسة أدى إلى تفريغ العمل الدعوي داخل الجماعة وجعل الدعوة السلفية تسيطر على المشهد الديني في المساجد، خاصة مع قيام الدولة ب«شل» حركة الأزهر الشريف، وهناك أسباب لائحية أخرى، مثل رقابة الأجهزة المنتخبة على التنفيذية، فرقابة مجلس شورى الجماعة على مكتب الإرشاد لم يكن لها أي صلاحية أو محاسبة، وكذلك منظومة العدل داخل الجماعة كانت غير متوازنة، فلا توجد لوائح محددة بالجزاءات، بالإضافة إلى وجود رفض داخل الجماعة من تقنين وضعها القانوني.
* يتردد أن «الإخوان» تسعى لتطبيق النموذج التركي أو الإيراني في مصر.. ما تعليقك؟
- مصر متقدمة عن النموذج التركي، فأردوغان كان يشق طريقة في دولة شديدة العلمانية لكنها ديمقراطية، والوضع في مصر مختلف، فلدينا رصيد ديني شعبي كبير، والدين هو مكون أساسي في حياة المصريين، مسلمين ومسيحيين، ومصر لا يمكن أن تصبح مثل إيران، فسيطرة رجال الدين على الدولة لن تحدث، وإنما مصر ستخلق نموذجها الإسلامي الخاص بها.
* كيف ترى المخرج من مخاوف التيارات السياسية والمسيحيين والمرأة من «الإخوان»؟
- المسيحيون مخاوفهم غير مبررة، ف«الإخوان» أو غيرهم لن يستطيعوا أن ينتقصوا أي شيء منهم؛ بل على العكس أتوقع أن يكون وضعهم أفضل في المستقبل من النظام السابق الذي عمل على افتعال مشكلات طائفية، أما موضوع المرأة فقد يكون به بعض المشكلات، فليس هناك إيمان كامل لدى الطبقة التي تقود الجماعة بدور المرأة القيادي، بدليل أن عضوية المرأة في الجماعة ناقصة، وليس لها حق التصويت أو المناصب القيادية أو العضوية في مكتب الشورى أو الإرشاد، وتبرير قيادات الجماعة أن تجنيبها هذا حتى لا تتعرض للمخاطر في نظام مبارك، أراه غير منطقي الآن، فالمرأة محصنة ومحمية من المجتمع الذي لن يتقبل الاعتداء عليها بأي شكل.
* ما نظام الدولة الذي تفضله لمصر في الدستور.. وكيف يمكن تحقيق التوافق في الفريق المصاحب للرئيس؟
- أرى أن يكون النظام مختلطا، لا يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات كاملة، لأن وضعنا لا يسمح بنظام برلماني لعدم وجود أحزاب قوية، فوجود حكومة من الأغلبية ورئيس وزراء يملك صلاحيات كاملة هو أمر يصعب الآن، والتوافق سيحدث عندما يختار الرئيس الأكفأ ولا يخضع لأي ابتزاز، فتشكيل الحكومة يجب أن يكون متجانسا ومواليا للثورة ومؤمنا بأهداف برنامج الرئيس حتى يستطيع أن يعمل على تحقيقها.
* كنت من جيل السبعينات الذي أعاد تأسيس جماعة الإخوان.. فهل ترى أن الأفكار التي بنيت عليها هذه المرحلة تصلح للتطبيق الآن مثل مبدأ السمع والطاعة.. أم أن الجماعة بحاجة إلى تطوير نفسها من الداخل؟
- داخل العمل الحزبي هذه الأفكار لا تصلح، ويمكن أن يكون لها بعض النصيب في العمل الدعوى، وأتوقع أن تتغير جماعة الإخوان رغما عنها، لأن دخولها عالم السياسة وعملها مع آخرين يحتاج إلى مراجعة في بعض الأمور كما فعل السلفيون، وأتمنى أن يحدث هذا في الوقت المناسب.
* باعتبارك قياديا سابقا في «الإخوان».. كيف تقيم أداء الجماعة منذ الثورة وحتى الآن؟
- بالطبع لهم إيجابيات وسلبيات، فهم جماعة كبيرة وقوية ومنظمة ومنتشرة في ربوع البلاد، وكانت الوحيدة الجاهزة بالفعل للعمل، ومنذ أيام الثورة الأولى كان لها دور لا يمكن إنكاره، وخصوصا في مواقف محددة مثل «موقعة الجمل»، ولكن كان هناك قرارات خاطئة مثل التخلي عن الثوار وقت أحداث شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء (وسط القاهرة) وشق الصف الوطني العام والانقسامات بين التيار الإسلامي، في حين أن الجماعة كان عليها استيعاب الجميع في هذه اللحظة باعتبارها الكيان الأكبر.
* وهل تتوقع حدوث صدام بين الرئيس والمجلس العسكري في المستقبل؟
- أتمنى أن يحدث هذا الصدام وأن يتخذ الدكتور محمد مرسى قرارات ثورية ويقتنص صلاحياته، فيلغي الإعلان المكمل ويستفتي الشعب على ذلك، ويواجه الموقف مواجهة قوية، والشعب سيكون مع الرئيس لأنه يدرك جيدا أن صلاحياته منقوصة، والبديل عن ذلك هو الفشل.
* انضممت لحزب الإصلاح والنهضة (الوسطي).. ما الاختلاف بينه وبين الأحزاب ذات التوجه الإسلامي مثل حزب الوسط؟
- لا يوجد خلاف كبير بين أفكار الأحزاب الإسلامية ذات التوجه الوسطى؛ لكن التعدد يخلق حالة من التنافس تثري الحياة السياسية التي تم تجريفها لعقود طويلة، كما أنه يمكن أن يكون هناك تعاون أو تحالفات استراتيجية بينها.

http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=12296

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2012, 12:58 PM   #287
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




























































مسؤول «إخوان الغرب» السابق ل«الشرق الأوسط»: نحن في زمن الإخوان بمصر وغيرها اليوم
د. كمال الهلباوي: مشروع النهضة «إخواني» ومن ثم ينبغي أن يطرح على كل القوى الوطنية للاطلاع عليه وتعديله

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد الشافعي
الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم «إخوان أوروبا»،


والتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب، ينتقد الإخوان علانية في الداخل والخارج، وينتقد الهلباوي، الإخوان الذين يسعون إلى «التكويش» والسيطرة على كل شيء في مصر، ولما لم يجد آذانا صاغية من مكتب الإرشاد برئاسة المرشد العام للجماعة، أعلن استقالته على الهواء مباشرة، وفي حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أكد أنه لا عودة عن الاستقالة، بل باتت أمرا مقضيا، بل إنه يسعى في القاهرة اليوم إلى تشكيل جماعة دعوية مع المنشقين عن «الجماعة» تكون موازية للإخوان، مهمتها نشر المنهج الوسطي للإسلام الحنيف، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا».
والدكتور الهلباوي مؤسس «الرابطة الإسلامية» في بريطانيا وأمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في أوروبا، ومستشار «جبهة إنقاذ مصر» التي حلت نفسها عقب ثورة يناير، يمثل رقما صعبا بين الإسلاميين في الغرب وفي مصر اليوم، فلم يبق له سوى قول الحق فقد انتقد جماعة الإخوان التي تربي في كنفها وبات واحدا من قياداتها ورموزها واستقال من تبوء المناصب القيادية في عام 1997 ثم استقال من عضوية الجماعة مطلع عام 2012 على أثر مواقف الإخوان المتناقضة، وأصبح من المغضوب عليهم في نظر البعض، لكنه خرج من عباءة التنظيم أقوى، فقد وجد فضاء الله أوسع وأرحم به من عباءة المرشد، وصدور البشر تتسع لما لا يتسع له التنظيم، وآثر الدكتور كمال الهلباوي أن يسير على الأشواك، كما الدعاة في سبيل الله، عملا بقوله تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، وبعد أن شاهد الهلباوي القادم من عاصمة الضباب إلى القاهرة بعد غياب 23 عاما، بسبب وجود اسمه على قوائم الترقب والوصول لأمن الدولة في عهد الرئيس السابق مبارك، الصفقات التي لا تتناسب مع ما دفع من دماء شباب الثورة قرر أن يترك الجمل بما حمل ويتفرغ للدعوة لدين الله ونهضة الوطن. وجاء الحوار معه على النحو التالي:
* هل عرفتم الدكتور محمد مرسي من قبل عن قرب؟ وما انطباعكم الشخصي عنه؟ ولماذا تصفونه «بالثوري».. وكيف تقيمون الصعاب التي سيواجهها خلال ال100 يوم الأولى من حكمه؟
- الدكتور محمد مرسي معروف لجميع الإخوان ولكثير من السياسيين والبرلمانيين في مصر وخصوصا أنه كان أحسن برلماني مصري، وله انتقادات واسعة للنظام السابق تحت قبة البرلمان، وهو شخص طيب ومحترم نال من التربية في دوائر الإخوان المسلمين ما يؤهله لأن يكون شخصية متوازنة محبة للخير، فضلا عن تأهيله العلمي الدقيق مما يضعه في مقدمة الحكام المتعلمين، ومعرفته بالغرب كبيرة من خلال الدراسة والمتابعة. يوصف بأنه ثوري الهوى لوقوفه ومساندته لثورة 25 يناير، ولأدائه اليمين شعبيا أيضا أمام مليونية في ميدان التحرير، قبل أن يتوجه في اليوم التالي إلى المحكمة الدستورية العليا لأداء اليمين رسميا. ويواجه الرئيس مرسي مجموعة كبيرة من الصعاب والتحديات وخصوصا في ضوء التعهدات التي تعهد بها وعلى الأخص، عندما حدد علاج مجموعة من التحديات في المائة يوم الأولى من حكمه وهي الأمن، والنظافة، والوقود، والخبز، والمرور فضلا عن التعهدات الكثيرة الأخرى، وخصوصا تشكيل مؤسسة الرئاسة والحكومة من كل القوى الوطنية.
* ما تعليقكم على التضارب الذي أثاره قرار الدكتور مرسي في عودة البرلمان المنحل ثم تعليق العمل بهذا القرار بقرار من المحكمة الدستورية.. هل يقلل هذا النوع من القرارات شعبية الإخوان في الشارع المصري؟
- أثار قرار الدكتور مرسي لانعقاد البرلمان المنحل تضاربا بين القضاة والمستشارين والمحاكم في مصر وبين دوائر ومختلف فئات الشعب، مما يوضح مجموعة من الأمور والقضايا تشير إلى أن فهم مؤسسات القضاء للقوانين والوقائع يتفاوت من محكمة لأخرى ومن مستشار إلى آخر. ولكن استجابة الدكتور مرسي وهو في كرسي الرئاسة لقرار المحكمة الدستورية وتعليق العمل لقراره شخصيا، يوضح أن الرئيس يقبل الرجوع إلى الحق والصواب، وأنه يحترم القانون. وإن وجد الحق أو الصواب في غير قراره فإنه يعود إلى الحق. هذه القرارات لا أظن أنها أثرت على شعبية الإخوان في الشارع المصري بل يمكن أن تكون قد زادت في شعبية الإخوان في الشارع، لأن الشعب لا يثق في القضاء ثقة عمياء. ويرى أن القضاء قد تخبط في بعض القرارات والأحكام بعد الثورة ومنها إبطال البرلمان وقانون العزل. وهناك أيضا قضاة ممن شاركوا في إصدار أحكام جائرة على السياسيين وخصوصا الإسلاميين أيام مبارك، ولا يزالون في مناصبهم.
* هل زيارة الدكتور مرسي إلى السعودية كأول محطة خارجية جاءت في وقتها ومعبرة عن مراحل تطور العلاقات المصرية السعودية على مر التاريخ؟ وما الدلالات التي تحملها تلك الزيارة.. وما تعليقاتكم على تصريحاته قبل وصوله بأن أمن الخليج خط أحمر؟
- جاءت زيارة الرئيس الدكتور مرسي إلى السعودية في أول محطة خارجية له، للقاء المسؤولين ولأداء العمرة التي أعلن عنها أثناء جولاته الانتخابية كأول شيء يعمله بعد توليه الرئاسة لما للعمرة من أثر روحي ومعنوي في الأداء لمن يعتبر. وكانت الزيارة قد لقيت ترحيبا من بعض الجهات المصرية الإعلامية وغيرها أملا في أن تحل هذه الزيارة أهم المشكلات القائمة ومنها الاستثمارات، وتحسين العلاقات وخصوصا بعد أزمة استدعاء السفير السعودي أحمد قطان وعودته إلى السعودية بناء على طلب من السلطات السعودية. وهناك من انتقد الزيارة باعتبار أنها لن تحل المشكلات القائمة ومنها مشكلة المحامي الجيزاوي والمعتقلين المصريين في السعودية. أما تصريحات الدكتور مرسي بأن أمن الخليج خط أحمر فهو يذكر جزءا واحدا من حقيقة أن أمن الخليج وجميع الدول العربية والإسلامية يجب أن يكون خطا أحمر لنا جميعا وليس أمن الخليج فقط، بحيث يمنع العدوان على الأمة ولا تستخدم أراضيها للعدوان على الآخرين. وبهذه الزيارة يمكن أن يتم تفعيل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وتعميق التعاون والتفاهم حتى نحمي أمن الأمة جميعا، والسعي لعودة العلاقات العربية والإسلامية إلى مجراها الطبيعي.
* هل الزيارة في حد ذاتها تعني أن مصر تقدم علاقاتها مع السعودية والخليج على علاقاتها مع إيران خصوصا أن إيران بلد غارق في المشكلات ويحتاج إلى من يساعده ولن يقدم لمصر شيئا؟
- جاءت قراءة الزيارة إلى المملكة العربية السعودية أولا، بما يدل على أن تحسين علاقات مصر مع السعودية والخليج واستمرار التعاون بعد الثورة والتنحي ومحاكمة الرئيس الفاسد كانا ضمن الأولويات الكبرى ولن يؤثر ذلك على الموقف من بقية الدول الإسلامية ومنها إيران واستعادة العلاقات مع إيران. إن إيران على الرغم من مشكلاتها الداخلية والهيمنة الأميركية والحصار عليها، إلا أنها استطاعت أن تتقدم علميا وتقنيا حتى أصبح لها برنامج نووي يخشاه الغرب ويتمنى زواله. وتقف إيران موقفا عظيما من الكيان الصهيوني وللأسف الشديد لا تقف موقفا إيجابيا من الثورة الشعبية في سوريا.
* ما نصيحتكم إلى الدكتور مرسي اليوم.. وما الذي يحتاجه رئيس مصر خلال الشهور المقبلة من وجهة نظركم؟
- نصيحتي إلى الدكتور مرسي اليوم تتضمن 6 نقاط هي، أولا: العمل من أجل تحويل هدف الشراكة الوطنية إلى حقيقة مؤكدة من خلال تجديد الالتزام بحماية الثورة وأهدافها والتصدي للثورة المضادة، وكل محاولاتها للالتفاف على الثورة سعيا لإسقاطها.
ثانيا: التصدي لحالة ازدواجية السلطة واستمرار الدور السياسي السيادي للمجلس العسكري، من خلال السعي لإسقاط الإعلان الدستوري المكمل، والدفع باتجاه إصدار إعلان دستوري بديل ينهي هذه الازدواجية الخطيرة في القرار السياسي الوطني.
ثالثا: التحفظ على منهجية تشكيل الحكومية الجديدة التي تجاوزت كل ما اتفق عليه بخصوص آلية تشكيل هذه الحكومة من خلال حوار وطني موسع، يستوعب كل الطاقات الوطنية الداعمة للثورة، والالتزام بأن يكون رئيس الحكومة شخصية وطنية مستقلة مشهود لها بدورها الوطني وقادرة على تحقيق الوفاق الوطني، وأن يكون تشكيل الحكومة من شخصيات تعبر عن القدرة والكفاءة المهنية المشهودة من ناحية وأن تعكس من ناحية أخرى التعددية السياسية الوطنية.
رابعا: الدفع باتجاه تكوين الفريق الرئاسي من قيادات وطنية تعبر عن المعنى الحقيقي للشراكة الوطنية وتحقيق اختصاصات واضحة ومؤكدة لكل من نواب الرئيس.
خامسا: الإسراع بمراجعة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور حتى تصبح متوازنة في تكوينها ومعبرة عن كل القوى الوطنية، والتصدي لأي محاولات لإلغائها.
سادسا: أهمية تشكيل مجموعة إدارة الأزمات كما اتفق عليه سابقا من شخصيات وطنية تكون مهمتها المشاركة في صنع القرار الوطني بالكفاءة والسرعة اللازمة لدقة الأحداث الحالية تفاديا لما يحدث من ارتباك في الإدارة السياسية وعجز في مواجهة الأزمات.
وأنا أضيف إلى ذلك وضع خطة استراتيجية جديدة للحفاظ على أمن مصر الأمني والاقتصادي والتقدم العلمي والتقني ومواجهة الضغوط الخارجية التي تأتي إقليميا أو عالميا، والعمل على استعادة دور مصر الريادي الحضاري بالتعاون مع الأمة جميعا.
* من وجهة نظركم من رئيس الحكومة المؤهل لقيادة المرحلة المقبلة؟ هل كان من الأفضل أن يكون منتميا للإخوان؟ وما نسبة الإخوان في الحكومة المقبلة؟
- تم بالفعل اختيار الرئيس الجديد للحكومة وهو الدكتور هشام قنديل بعد استقالة حكومة الجنزوري ورئيس الوزراء الجديد بصدد تشكيل الحكومة. وقد تتم هذه المهمة قبل نشر هذا المقال. وقد انقسمت النخبة والتيار الوطني انقساما ملموسا حول تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، بل إن بعضهم يرى أن رئيس الحكومة الجديد ليس هو الاختيار الأفضل، ولا يتفق مع التعهدات التي قطعها الرئيس على نفسه من اختيار شخصية وطنية مستقلة لها دورها الوطني المشهود، تستطيع تحقيق الوفاق الوطني التام والمساعدة في تحقيق التعهدات التي قطعها الرئيس على نفسه قبل انتخابات الإعادة.
* إن كان الرئيس المقبل من غير الإخوان فكيف سينفذ مشروع النهضة الذي روج له الإخوان كثيرا بأنه سيكون فاتحة خير ونهضة حقيقة للبلاد؟
- مشروع النهضة مشروع عظيم ولكنه مشروع الإخوان المسلمين وحزب «الحرية والعدالة»، ولو كنا في دولة مستقرة ديمقراطيا استقرارا تاما لتحمل الرئيس وحكومته مسؤولية تنفيذ برنامج النهضة هذا ثم يحاسبه الشعب من خلال البرلمان، ولكن مصر لا تزال في مرحلة انتقالية بعد الثورة الشعبية العظيمة، ومن ثم ينبغي أن يطرح مشروع النهضة على كل القوى الوطنية للاطلاع عليه وتعديله، إذا لزم الأمر أو إضافة ما يلزم إضافته حتى يتحول إلى مشروع نهضة للوطن. وبعد أن يكون موضع موافقة من القوى السياسية والوطنية والثورية جميعا، ومن ثم يتحمل الجميع مسؤولية إنجازه.
* وصول الدكتور مرسي إلى سدة الرئاسة في مصر هل سيكون دافعا ومددا في انتشار التنظيم العالمي في الغرب؟
- الحريات المتاحة في مصر حاليا فضلا عن وجود د. مرسي على كرسي الرئاسة، هي التي ستتيح فرصة قيام وانتشار التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وكذلك قيام ثورة تونس والثورة في ليبيا واليمن. وننتظر نجاح ثورة سوريا ليساعد نجاحها في انتشار الدعوة الإسلامية الوسطية ومشروع التنظيم العالمي، كل ذلك يساعد على قيام وانتشار تنظيم الإخوان المسلمين، إذ إن التنظيم كمشروع هو مشروع عظيم جدا، ولكنه لم ينجح بالكامل في الفترة السابقة نظرا للتضييق الأمني، والمنع من السفر، ووضع الإسلاميين في السجون والمعتقلات، والمطاردات للإسلاميين في الخارج والتضييق عليهم، وعلى تنقلاتهم، وتعاون كل وزراء داخلية الوطن العربي ضد هذا المشروع العظيم، ولذلك كان التنظيم الدولي سابقا - في ظني - جهاز تنسيق أكثر من تنظيم عالمي حقيقي فاعل.
* استقالتكم المثيرة من الإخوان على الهواء هل ستعودون عنها أم باتت أمرا مقضيا؟
- أنا لن أعود عن استقالتي من تنظيم الإخوان المسلمين بعد أن تغيرت الأوضاع السياسية، وأصبح رئيس الدولة في مصر إخوانيا، أو لأننا نمر عبر زمن الإخوان حاليا في مصر وغيرها من البلاد المجاورة. أنا لست من هذا النوع ولا أرضاه لنفسي ولا لغيري، والحمد لله تعالى لم أطمع يوما ما في ثمرة من ثمار الدعوة. الأسباب التي أدت إلى استقالتي لا تزال قائمة ومنها تردد قيادة الإخوان المسلمين في أدق اللحظات عن اتخاذ قرارات حاسمة في أسرع وقت ممكن. وبعض هذه الأسباب أصبح جزءا من التاريخ لا يستطيع الإخوان تصويبه أو تصحيح صورته حتى لو حكموا العالم، والمثال على ذلك يتمثل في الموقف من الثورة واللقاءات السرية مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية نائب رئيس الجمهورية الراحل، وقد أحدثت هذه اللقاءات ثورة وصدمة في شباب ومحيط الإخوان لأنها جرت دون علم مكتب الإرشاد، وجرت خلال أحداث الثورة المباركة، وملايين الشباب ينادون في ميدان التحرير بسقوط الرئيس السابق حسني مبارك، وأحد هذه اللقاءات لم يعلن على الإطلاق، وشارك فيه الدكتور سعد الكتاتني قيادي الإخوان رئيس مجلس الشعب لاحقا، وآخرون من قيادات الإخوان، وثار عدد من قيادات مكتب الإرشاد عندما علموا بأمر اللقاءات السرية مع عمر سليمان، ومن ضمن الذين غضبوا بشدة المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، الذي فصل من مكتب الإرشاد للجماعة ومن الإخوان نتيجة ترشحه الرئاسي، وسبب غضبة أبو الفتوح وكثيرين غيره، أنه كان في وسط ميدان التحرير مع شباب الثورة ينادون بأعلى صوتهم «الشعب يريد إسقاط النظام»، وعلى الطرف الآخر بعض قيادات الإخوان، تتفاوض مع عمر سليمان.
والحمد لله تعالى أنني سعيت بكل قوة وبكل ما أستطيع إلى أداء واجبي الدعوي والتربوي والنصح عندما كنت في التنظيم عضوا أو مسؤولا، وكنت أسمع وأطيع عن بصيرة وفهم وإدراك. ولن ينصلح حال الإخوان المسلمين بشكل كامل وأوضاع القيادة المتنفذة على هذا الوضع من التردد والهيمنة والاستقواء بالتنظيم أكثر من المشروع الدعوي العظيم الذي وضع أسسه ومعالمه الإمام البنا وشارك في تطويره الكثيرون. وهذا الأمر أراه واضحا ويعرفه الكثيرون وقد أضيف إلى ذلك سبب جديد يتمثل في إنكار بعض القيادات المتنفذة المترددة في تنظيم الإخوان حاليا لدوري في الإخوان أو حتى عضويتي، عندما استقلت في 31 مارس (آذار) 2012. فكيف أعود عن قراري للعمل مع مثل هؤلاء. ولكنني لن أترك الدعوة ولا المشروع الإسلامي الوسطي يوما ما، وأدعو الله تعالى أن يعينني في ذلك. وأسعى حاليا مع آخرين لتأسيس جمعية جديدة للدعوة تساعد في ملء الفراغ القائم، حيث إن الإخوان لا يملأون الفراغ القائم كله. وهناك تشدد وتسيب يحتاج إلى تقويم وتصحيح في المجتمع. مجال الدعوة كبير وواسع في المجتمع.
* من وجهة نظركم هل كان هناك صراع بين العسكري والإخوان بعد ثورة يناير؟
- لم يحدث أي صراع عميق بين الإخوان والمجلس العسكري منذ الثورة حتى اليوم، ولكن هناك تفاهم وحوار ونقاش وغضب وزعل وشد وجذب، واستخدام السلطات أحيانا في غير موضعها. لم يصل ولن يصل الوضع القائم إلى حد الصراع، إذ إن الطرفين يحرصان على شيوع السلام والهدوء وبعض الإصلاح وليس التغيير كما طلبت الثورة. وللأسف الشديد تحملت الثورة وتحمل الوطن نتيجة ذلك. خذ مثالا واحدا على ذلك تهريب الأميركيين الذين اتهموا في قضية التمويل الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني ولم يضغط الإخوان في هذا الأمر. وصدر قرار الإفراج عن الأميركيين والسماح لهم بالسفر مما يشير إلى تواطؤ واضح بين السلطة القائمة وبين القضاء كذلك، وحتى البرلمان الإسلامي برئاسة الكتاتني لم يهتم بهذه القضية ولم تتحرك القوى السياسية بما فيهم الإخوان وحزب الحرية والعدالة، تحركا مقبولا في هذا الصدد. ولا يمكن علاج هذا الأمر إذ إنه صار تاريخا اليوم.
* تعهد الرئيس مرسي في ميدان التحرير بإطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن.. هل كان متسرعا خصوصا أن الإدارة الأميركية على مستويات متعددة في وقت لاحق استهجنت الأمر باعتباره تدخلا في شؤون القضاء؟
- أرى أن تعهد الرئيس مرسي في ميدان التحرير بإطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن لم يكن متسرعا، بل كان معبرا عن رغبة أكيدة لاسترداد كرامة الوطن بما في ذلك جميع المواطنين وخصوصا أنه يعلم أن قضية الشيخ عمر عبد الرحمن قضية ملفقة مثل الكثير من القضايا التي تكون الأجهزة الأمنية الأميركية وراءها. وقد صدق الدكتور مرسي حتى اليوم على الرغم من قصر المدة التي قضاها في الرئاسة، في بعض تعهداته بإطلاق سراح كثير من السجناء والمعتقلين في مصر سواء من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد أو ممن تم اعتقالهم أثناء الثورة أو بعدها. ولا يزال هناك مسجونون ومعتقلون مطلوب الإفراج عنهم منذ أيام مبارك، حيث إن بعضهم قضى 25 سنة في سجن العقرب ولا يزال في السجن فضلا عن أنهم جميعا مظلومون من أيام المخلوع وقضائه العجيب. كما نجح الدكتور مرسي في إطلاق الصحافية شيماء عادل التي كانت في معتقلات حكومة السودان واصطحبها معه عند عودته من أديس أبابا بعد مؤتمر القمة الأفريقية، كما أصدر مرسي قرارا بالعفو عن المتهمين ظلما في قضية التنظيم العالمي وهم الشيخ وجدي غنيم وإبراهيم منير ويوسف ندا وغالب همت وإبراهيم الزيات والشيخ فتحي الخولي رحمه الله تعالى، وكلهم اتهموا ظلما وعدوانا أيام الرئيس المتنحي مبارك. ويأمل المصريون من الرئيس مرسي السعي للإفراج عن كل المسجونين السياسيين في الداخل والخارج الآن، لأن هذا القرار يدخل في إطار إحقاق الحق والكرامة الإنسانية التي طالبت بها الثورة.

















ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 02:59 AM   #288
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




بعد نفى عاكف لقاء الجماعة سرًا بعمر سليمان

قيادى إخوانى منشق لمهدى عاكف: أنت كذاب


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




اتهم المهندس هيثم أبوخليل، القيادى الإخوانى المنشق عن الجماعة، مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، بالكذب بعد نفيه عقد لقاء سري بين الإخوان واللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق أثناء الثورة، مشددًا على عقد ذلك اللقاء.
ووصف أبو خليل الحالة التى بدا عليها عاكف خلال حلقة برنامج "زمن الإخوان" على فضائية "القاهرة والناس" بأنه يكذب بدم بارد.
ورد أبو خليل على اتهام عاكف له بالكذب فيما يخص عقد ذلك اللقاء، بقوله: "أقسم بالله أنت الكذاب وأنا مهول من رجل مثلك تخطي الثمانين يكذب".
وقال القيادي الإخوانى المنشق عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": "الدكتور محمد بديع المرشد الحالى للجماعة حي يرزق أسألوه من الكذاب.. الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق حي يرزق أسألوه من الكذاب.
وتابع، “هيثم” أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي تشاجر معهم في آخر اجتماع لمجلس شوري الجماعة عندما عرف بالاجتماع الفضيحة اسألوه من الكذاب.
واستطرد أبوخليل: الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي حضر الاجتماع ومعه الدكتور الكتاتني اسألوه من الكذاب.
ووجه أبوخليل حديثه لمهدى عاكف قائلا له: عيب يا أستاذ مهدي، لو كنت قلت لا أعرف أو أعلم فتلك مصيبة لكن أن تكذب فتلك مصيبة كبري، ناهيا رسالته لعاكف قائلا:"غداً سيعلم الجميع من الكذاب الأشر".
كان المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف، قد رد فى حلقة "زمن الإخوان" على الاتهامات الموجهة للإخوان بأنهم سرقوا الثورة، مؤكدا أن الإخوان هم أصل الثورة، وبدونهم لم تكن لتنجح لأنهم كغيرهم من فصائل الشعب المصري التي أدت لنجاح الثورة.
وتابع أن سبعة من أعضاء مكتب الإرشاد كانوا في الميدان يوم 25 يناير وتم القبض عليهم، لكن السياسة العامة للجماعة رفضت إعلان النزول ورفضت أن يكون لهم طيف في الميدان وأرادت أن يكون الشعب المصري نسيجا واحدا دون أي طيف مسيطر يعكر الصفو الوطني.



الوفد الاليكترونية ا

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 03:19 AM   #289
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




زهران لعاكف: امتى هتبطل تقول "طظ" لمصر



الجمعة, 10 أغسطس 2012 22:23
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جمال زهران ومهدي عاكف

كتب : أحمد عاصم
لم يتعجب الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة من الكلام الذي ردده الدكتور مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين من قول كلمة " طظ"، قائلًا: "إنه يقول هذه الكلمة منذ زمن، ونحن لن نقابل الطظ بالطظ".
زهران طالب عاكف بأن يحترم القوى السياسية الأخرى وأن يتعامل مع الشعب بطريقة أفضل، وألا يجب أن يقول أنه لا يحترم كل من أعطى صوته لشفيق، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم الذين قبلوا أن ينافسوه.
أستاذ العلوم السياسية أكد في تصريح خاص لموقع الدستور الإلكتروني إلى أن الإخوان آخر من اشترك في الثورة وأول من انسحبوا، ووجه رسالته للإخوان قائلًا : "إنهم من لم يكتبوا التاريخ، فالتاريخ لا يكتب بقهر السلطة".



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-25-2012, 04:17 PM   #290
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






«الإخوان» وسيناء والتجربة الإيرانية


لم يدم زواج شاه إيران محمد رضا بهلوي من الأميرة المصرية فوزية، أخت الملك فاروق، سوى عام واحد وطلقها في عام 1949، وهكذا كان حال العلاقة بين القاهرة وطهران في مائة عام متذبذبا بشدة بين حب وعداء، وهناك من يرى أن الحب الطويل بين «الإخوان المسلمين» في مصر والثورة الإيرانية موجود، ولم يثمر بعد عن علاقة سياسية، لكنه سينجب علاقة خاصة بين البلدين بتسلم الدكتور محمد مرسي الحكم.
ولا أحد من المهتمين يجهل العلاقة الخاصة بين «الإخوان المسلمين» عامة، وحركة «الإخوان» المصرية تحديدا، والنظام الإيراني. ومن مطالعات أدبيات «الإخوان» تظهر التجربة الإسلامية الإيرانية مثار إعجاب، وأخشى أن تكون الهادي لهم في تجربة الحكم الجديدة في مصر، لأنها ستقودهم إلى منحدر شديد، في حين أن خير تجربة لحزب إسلامي سياسي يريد النجاح والاسترشاد بها هي التجربة الإسلامية التركية، كونها الأكثر نجاحا وانسجاما مع تطلعات الثورة المصرية الجديدة، من حرية وتعددية.
ومن المبكر معرفة المشروع الإخواني في حكم مصر، إن كان هناك مشروع حقا، لكنهم بالتأكيد فازوا في الانتخابات شرعيا وبات من حقهم إدارة مصر في الطريق الذي يرونه مناسبا. أيضا، من الخطأ تبسيط الفوارق بين مصر وإيران، وبين «الإخوان» والخمينية. ولعل أهم ما حدث منذ انتخاب مرسي رئيسا، نجاحه حتى الآن في إلغاء المجلس العسكري الحاكم وتهميش قوى ميدان التحرير، وهذا يبدو مماثلا لما حدث في إيران بعد ثورة الخميني التي قامت بمناصرة قوى وطنية مختلفة، وبقبول من القيادة العسكرية القوية. استطاع آية الله الخميني إلغاء حلفائه، وانفراده بالحكم، تحت مسميات انتخابية لا ديمقراطية، واستطاع القضاء على المؤسسة العسكرية من خلال الحرب مع العراق، واختراع مؤسسات عسكرية وأمنية بديلة بناها على مدى سنوات الحرب الثماني.
هل نرى تشابها في انقضاض «الإخوان» على المؤسسة العسكرية المصرية العريقة حيث أرسل الرئيس مرسي المشير طنطاوي، الحاكم العسكري، إلى بيته وفي رقبته قلادة النيل!
طبعا، كلنا شاهدنا الأداء الهزيل للمشير طنطاوي وفريق المجلس العسكري في سنة كاملة من خلافتهم للمخلوع مبارك. كان واضحا أنهم بلا مشروع سياسي وفشلوا في قيادة القاطرة السياسية بعد الثورة.
ونحن الآن نرى الكثير من التهويل في قضية سيناء التي صورت على أنها تقصير عسكري مصري، في حين أنها في الحقيقة تجاوزات من جماعات دينية متطرفة، وبدل أن يدفع ثمنها «الإخوان» دفع الثمن الضحية، وهم العسكر، حيث إن جماعة دينية متطرفة هي التي باغتت وقتلت 16 عسكريا وليس العكس، وكادت أن تتسبب في مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل.
وقرع الطبول في سيناء يعيد صدى قرع طبول الحرب ضد العراق من قبل النظام الخميني في بداية ثورته، واستخدامه الحرب لتعزيز سلطاته على مناحي الدولة باسم الدفاع عن الوطن لثماني سنوات، وبعد رضوخ الخميني لوقف الحرب كانت إيران كلها تحكم من قبل فريق توتاليتاري ديني واحد، وهذا الأمر، أي استخدام الفزاعة الإسرائيلية، يفيد «الإخوان» في تثبيت حكمهم داخليا، كما الفزاعة الإخوانية تناسب اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو أيضا، وتعطيه المزيد من السلطات والمزيد من الدعم الأميركي.
وإذا كان دليل التجربة الخمينية هو دليل «الإخوان»، فهذا يعني أنهم لا يرون ما نراه فيها من فشل مزمن في كل أهدافها المعلنة، من تصدير الثورة إلى التحول لقوة إقليمية ورقم سياسي صعب. التجربة الإسلامية الإيرانية تصلح نموذجا للفشل، ودرسا لكل القوى المتطلعة للحكم لتتحاشى استنساخه، وليس العكس. إيران تشبه أكثر كوريا الشمالية، ناجحة في الشق العسكري باقترابها من إنتاج سلاح نووي، لكنها فاشلة في كل مناحي الحكم الأخرى، وفوق هذا محكوم عليها بالسقوط. ثم إن مصر لا تشبه إيران، وثورة 2011 المصرية لا تشبه 1979 الإيرانية، عدا عن الفوارق الواسعة بين «الإخوانية» و«الخمينية»، حيث كان للثانية شعبية كبيرة في إيران مستمدة من جذورها الشيعية، التي تشبه الكاثوليكية في المسيحية، بمرجعية البابا وقدسيته، بخلاف الجذور السنية المصرية التي لا تؤمن بالمرجعية الواحدة، ولا بقداسة مرشد الإخوان، الذي لا قيمة له في حياة الإنسان المصري الدينية أو المدنية.
alrashed@asharqalawsat.com

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...article=691955


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-26-2012, 10:15 AM   #291
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




المنصف.. والأخونة!

طارق الحميد

تأمل حولك، وتحديدا بدول الربيع العربي، فستجد أن الشكوى ترتفع اليوم ليس من المتضررين من التغيير، بل ممن ساهموا في حدوثه، وممن تحمسوا له، وشنعوا بكل من خالفهم الرأي، أو الرؤية، والصورة الأكثر وضوحا لذلك اليوم هي بتونس، حيث انطلقت شرارة الربيع العربي، وفي مصر كذلك، التي تمثل الحالة الأبرز نظرا لحجم مصر وتأثيرها.
ففي تونس ها هو الرئيس المنصف المرزوقي يتهم حركة النهضة الإسلامية الإخوانية التي تقود الائتلاف الحاكم بالسعي إلى «السيطرة على مفاصل الدولة» ومنتقدا «إصرارها» على اعتماد نظام سياسي برلماني بدلا من نظام معدل، مضيفا أن ما تفعله حركة النهضة الآن هو «ممارسات تذكر بالعهد البائد» أي فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وليس وحده المنصف المرزوقي من يتهم حركة النهضة بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة، بل حتى المثقفون التونسيون، وتحديدا الإعلاميون الذين يتهمون الحركة بمحاولة فرض سيطرتها على الإعلام. والأمر نفسه ينطبق اليوم على مصر، والفارق الوحيد أن من يشكو من الأخونة بمصر، وفرض سيطرة الإخوان هناك على جميع مفاصل البلاد الحيوية، تشريعيا، وتنفيذيا، وبالطبع إعلاميا، هم حلفاء الإخوان في الثورة المصرية الأخيرة، من مثقفين، وإعلاميين، وقوى سياسية مختلفة، ولذا شهدنا مظاهرات بمصر ضد أخونة البلاد، واصطدامات مع أنصار الرئيس المصري.
واللافت في كل من مصر وتونس هو السباق المحموم هناك من قبل القوى السياسية المسيطرة على البلاد اليوم، وباسم الشعب، وتحت غطاء الثورة، من أجل السيطرة على وسائل الإعلام، ومعاقبة كل من ينتقد الرئيس، في الحالة المصرية، وحركة النهضة في الحالة التونسية، بينما لا حديث عمن يكفّرون منتقدي الإخوان، مصريا وتونسيا، أو قياداتهم، ونقول لافت لأن ما حدث بمصر وتونس من ثورة، وحراك، كان يفترض أن يهدف إلى ترسية دولة المؤسسات، وكذلك ضمان استقلالية فصل السلطات، لا أن يكون الوضع مشابها لما كان عليه قبل الثورة، سواء بمصر، أو في تونس.
كل ذلك يقول لنا إن ما حدث بالعالم العربي، وتحديدا في مصر وتونس، ليس كما كان، ولا يزال، البعض يصوره بأنه ثورة ديمقراطية، هدفها تعزيز دولة المؤسسات، وهكذا، بل نحن أمام نزول قوى من السلطة، وصعود أخرى، وبنفس الشروط للأسف، من إقصاء للآخر، وسيطرة مطلقة، وهو أمر متوقع، وأشرنا إليه، مثلما أشار إليه قلة هنا، وتحديدا بهذه الصحيفة، لكن اللافت للنظر هو استمرار البعض، وتحديدا من المثقفين، في ترويج الوهم حول الربيع العربي، وأكثر الواهمين بما حدث بتونس ومصر هم بعض مثقفي دول الخليج، بحسن نية، أو خلافه، حيث من الواضح أنهم لم يتنبهوا إلى أن أكثر منتقدي الربيع العربي اليوم هم من أسهموا فيه، وكانت خطيئتهم تكمن بتبسيط الأمور، وتسطيحها بشكل مريب، قافزين على الحقائق والوقائع، تاريخيا، وسياسيا، واقتصاديا، وبالطبع فكريا، خصوصا في فهم أدبيات الإخوان، ومفهومهم الحقيقي للديمقراطية، وتداول السلطة. ويكفي تأمل موقف كل من مصر وتونس اليوم مما يحدث للسوريين العزل بسوريا!
بالطبع ليس المقصود الحيلولة دون التغيير، فهذا مستحيل، لكن المراد هو أن لا يكون التغيير للأسوأ!


http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=692380&issueno=12325


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2012, 03:48 PM   #292
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




بقلم : خالد المشوح
التاريخ: : الجمعة, 7 سبتمبر, 2012
0
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة طباعة

الحركية الإسلامية بين مصر وتونس

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالرئيس المصري محمد مرسي “إخواني” يستقبل مساعديه وبينهم (الأول في يسار الصورة) عماد عبد الغفور رئيس حزب النور ومساعد رئيس الجمهورية “سلفي”

حدثني الباحث المميز الزميل حسام تمام ذات مرة عن ظاهرة غزو الفكر السلفي لحركة الاخوان المسلمين. اصدر بعدها (رحمه الله) كتاب (تسلف الاخوان) كانت قراءته دقيقة وان لم تكن ظاهرة في الواقع، اما اليوم فالصورة في مصر باتت اكثر وضوحا من غيرها، فالتناغم الكبير بين السلفية الحركية والاخوان المسلمين واضح على المشهد السياسي المصري بعد الثورة.
لكن هل الموضوع عبارة عن تكتيك سياسي ام انه عمق فكري لدى الاخوان المصريين تحديدا؟
لا أشك ان الحركة الاخوانية في العالم العربي شهدت اختلافا عما كانت عليه في بدايتها حينما كانت افكار محمد رشيد رضا رغم محدودية تأثيرها تجد لها صدى في الجماعة على الرغم من مقولة البنا الشهيرة (الإخوان دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة إقتصادية وفكرة إجتماعية)، الا ان تأثير رضا لم يكن كبيرا من حيث تغلغل الفكرة السلفية.
ساهمت الهجرة الكبيرة شرقا، بعد قمع جمال عبدالناصر للحركة، نحو الخليج، والاحتكاك الكبير لكوادر الحركة الاخوانية مع التيارات الفكرية، في نوع من التأثر والوئام الفكري مع الفكر السلفي احينا والانبهار والايمان في احيان اخرى، وقد ظهر ذلك جليا من خلال تنظيم الاخوان في الخليج الذي كان في البداية يساير الفكر السلفي الى أن اصبح أسيرا له!
هذا الالتصاق بالفكرة السلفية احدث نوعا من الانقسام في صفوف الاخوان العاملين في الخليج ما تسبب لاحقا في انشقاقات انتجت هجينا جديدا على الحركة الاسلامية وهو ما عرف بعد ذلك بالسرورية.
وبالعودة الى موضوع الاخوان المصريين نجد ان هذا الانشقاق اثر في الرؤية والتعامل مع معتنقي السلفية فخفت حدة التنكر لها والتشنيع على معتنقيها.
ومع مرور الوقت وعودة العاملين في الخليج محملين بالولاء للجماعة والكثير من الافكار السلفية، لاسيما اولئك الذين كان لهم اهتمامات شرعية، وجد البعض في المنهج السلفي ملاذا لتساؤلات كبيرة لديه، كل ذلك انعكس على آلية تعاطي الحركة الاخوانية مع الافكار السلفية لا سيما عندما تولت تلك القيادات الشابة بعد عودتها قيادة دفة الحركة.
كما ان ثمة اتفاقا منهجيا بين الاخوان والسلفية تمثل في كراهية المادية الغربية التي اطلقها سيد قطب واستشربها الفكر السلفي، بالاضافة الى القوة العلمية الشرعية التي يحتاجها الاخوان في تمددهم الديني.
كما أن قوة السلفية في التسعينات وما بعدها من خلال منافذها الاعلامية في الانترنت والفضائيات جعل الاخوان يرون فيها مكونا هاما ادى الى اقبال بعض قياداتها على مسائل لم تكن تعني الاخوان سابقا في التدين الظاهر والمتمثل في الحجاب واللحية.. مظاهر لم تكن تشغل الاخوان في بدايتهم لكنها اصبحت منذ الثمانينات قضايا هامة يدافع عنها الاخوان.
كما ان هناك سببا اخر اثر في تقارب الاخوان بالسلفية وهي مرحلة الجهاد الافغاني وظهور الحركات الجهادية المصرية التي اثرت بشكل واضح، ربما كان تسلف الاخوان مقلقا لبعض القيادات الاخوانية في الثمانينات لكنه اليوم يشكل قوة يستند عليها الاخوان المصريون في العملية السياسية التي يقودونها.
الرئيس محمد مرسي حاول منذ البداية كسب قيادات السلفية التي رأت فيه اخوانياً محافظا من خلال اختياره لوزير الاوقاف طلعت عفيفي القريب من المدرسة السلفية.
يبقى ان تسلف الاخوان او أخونة السلفية في مصر ادى الى الاستقرار الحادث على الساحة المصرية بعد تولي الاخوان الحكم فيها، خلاف الواقع في تونس وذلك من خلال مشاهدة حال السلفية التونسية التي ليست على وفاق مع حركة النهضة بسبب التباعد الفكري بين الجماعتين وهو ما جعل من المواجهات والصدامات مادة دسمة للإعلام بين الفصائل الاسلامية التونسية التي لها حالتها الخاصة.

http://www.majalla.com/arb/2012/09/article55238276




ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-16-2012, 10:13 PM   #293
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




رمزية



أسامة الغزالي حرب القفشة الأمريكية للإخوان المسلمين علي موقع تويتر قد تبدو مجرد ملاحظة طريفة‏,‏ ولكن دلالتها السياسية الهامة لاتخفي‏!‏ فالأمريكيون‏-‏ الذين يبدون اليوم بمثابة الأخ الأكبر للإخوان‏.

يفهمون و يدركون تماما حقيقة المهارة السياسية للإخوان, والإزدواجية أو حتي التعددية في مواقفهم, باعتبارها إحدي الآليات البدهية للعمل و الحركة السياسية, ولذلك فقد نبهوهم-بلطف- ألا يمارسوا معهم تلك الألعاب! لذلك, فحين أعرب الإخوان في موقعهم باللغة الإنجليزية- بلسان خيرت الشاطر, عن تعازيهم في قتل الدبلوماسيين بالسفارة الأمريكية في ليبيا, وقال إن انتهاك السفارةالأمريكية بالقاهرة عمل غير قانوني طبقا للعرف الدولي, وأن فشل الشرطة في حماية السفارة يجب أن يتم التحقيق فيه, رد الأمريكيون بالشكر, لكنهم ذكروا الشاطر بأنهم اطلعوا أيضا علي خطاب الإخوان علي موقعهم باللغة العربية, الذي يشنون فيه هجوما حادا علي الولايات المتحدة, وعلي صناع الفيلم إياه, ووصفوا الإحتجاجات غير القانونية! بأنها انتفاضة لنصرة النبي أمام السفارة!

الواقع أن تلك الإزدواجية, أو التعددية, أو عدم الوضوح في المواقف أحيانا, من جانب الإخوان تجاه القضايا السياسية, تساعدهم علي اللعب بمهارة مع كل الأطراف. أقول هذا لأنني أردت التعرف بالضبط علي موقف الإخوان من المظاهرات التي تمت الدعوة لتنظيمها في ميدان التحرير في يوم الجمعة الماضي, تحت اسم جمعة نصرة الرسول, فأصبت بحيرة شديدة! فالدعوة نسبت في البداية, وبشكل غامض, للإخوان, وقوي سياسية أخري, بعد أن أخذت أنباء الفيلم تحدث أثرها, خاصة في شكل المظاهرات الغاضبة التي انطلقت يومي10 و11سبتمبر.

غيرأن قيادات الجماعة و الحزب مالبثت أن أخذت تؤكد علي أن دعوتها للتظاهر لاتتعلق بالتحرير, وإنما بتظاهرات ووقفات احتجاجية رمزية, أمام المساجد, في كافة أنحاء مصر, وشددعلي ذلك كل من الأمين العام للحزب د.محمود حسين, وكذلك د.محمد البلتاجي, الذي كان واضحا في الرفض القاطع لفكرة التظاهر بالتحرير, ورفض المظاهرات غير المسئولة, وتلويث يد الدولة بدماء جديدة.

هكذا يبدو أن الاخوان مايزالون قادرين علي تحقيق ذلك التوازن الدقيق بين الحفاظ علي صورتهم كأصحاب رسالة وعقيدة ترتبط بالدفاع عن الإسلام, وبين الحفاظ علي علاقتهم الوثيقة بالقوة الأكبر في عالم اليوم, بمهارة وبكفاءة, علي الأقل حتي الآن!


* نقلاً عن "الأهرام" المصرية







نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2012, 08:10 PM   #294
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




حقول الألغام.. بين «الإخوان» وواشنطن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القاهرة: محمد حسن شعبان
في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة المصرية القاهرة، التقى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عددا محدودا من الشخصيات العامة المصرية، مطلع العام الحالي، في لقاء ودي وصريح. كان صخب معركة الانتخابات البرلمانية يصم الآذان حينها، وقد حاول الليبراليون الذين حضروا اللقاء أن يرفعوا أصواتهم لتصل إلى البيت الأبيض، عبر إقناع كارتر بالخطر المحتمل لوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في البلاد، إلا أن إجابة كارتر كانت واضحة وقاطعة بحسب مصادر حضرت اللقاء تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، حيث قال الرئيس الأميركي الأسبق «لقد توصلوا (الإخوان والبيت الأبيض) إلى تفاهمات». لكن الهجمات التي تعرضت لها السفارات الأميركية في العالم الإسلامي، وانطلقت من القاهرة احتجاجا على فيلم يسيء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، منتصف الشهر الحالي، أعادت التساؤلات بشأن «هشاشة» التفاهمات بين واشنطن والقاهرة، التي تولى السلطة فيها نهاية يونيو (حزيران) الماضي الرئيس محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.
ومثلت تصريحات تلفزيونية للرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل أيام، مفاجأة مثيرة للدهشة لدى بعض المراقبين والساسة، وكانت مدعاة للقلق لدى آخرين، حيث قال أوباما إن إدارته لا تعتبر الحكومة المصرية حليفا كما أنها لا تعتبرها عدوا. وتعزز القلق بعد تصريحات مماثلة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيها إن «شعوب مصر وليبيا واليمن لم تستبدل بطغيان ديكتاتور طغيان الغوغاء».
وسعت جماعة الإخوان عقب تصريحات أوباما وكلينتون إلى تبريد الأجواء في القاهرة، فتراجعت عن حشد أنصارها في الاحتجاجات التي دعت إليها، وفضلت أن تشارك بشكل رمزي وبعيدا عن محيط السفارة الأميركية. ودفعت السلطات بقوات الأمن المركزي لفض المظاهرات الاحتجاجية واستعادة السيطرة على ميدان التحرير، رمز الثورة المصرية، الذي ظل خلال عام كامل خاليا تماما من رجال الشرطة.
نبرة التبريد هذه لمح إليها الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، معربا عن اعتقاده أن الأداء السياسي لحزبه كان متوازنا خلال أزمة الفيلم المسيء، وقال ل«الشرق الأوسط» إن حزبه تلقى اتصالات من البيت الأبيض للإعراب عن شكر الإدارة الأميركية على الطريقة التي تعاطى بها الحزب مع تلك الأزمة.
ورغم محاولة البيت الأبيض التخفيف من حدة تصريح أوباما فإن حديثا هامشيا بين نائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر، ومسؤول في السفارة الأميركية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كشف جانبا من طبيعة الأزمة بين البلدين، حيث قال الشاطر على حسابه باللغة الإنجليزية «نأمل أن تستمر العلاقات المصرية الأميركية بمعزل عن أحداث الثلاثاء (في إشارة لواقعة محاولة متظاهرين غاضبين اقتحام السفارة وإنزال العلم الأميركي)»، الأمر الذي دفع مسؤول حساب السفارة الأميركية على «تويتر» للتعليق ساخرا «شكرا.. بالمناسبة، راجعوا كتاباتكم باللغة العربية.. نتمنى أن تعرفوا أننا نقرأ بالعربية أيضا».
ولم تكتف الإدارة الأميركية بقراءة تعليقات قادة «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية في يوليو (تموز) من العام الماضي أنها بدأت حوارا مع جماعة الإخوان المسلمين، وقد حرصت كلينتون على التأكيد أن الولايات المتحدة لا تنتهج في ذلك سياسة جديدة لكنها تستأنف حوارا كانت قد بدأته قبل سنوات من سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في يناير (كانون الثاني) من العام المنصرم.
تحفظت جماعة الإخوان على كلمة «تستأنف»، واعتبرها أحد قيادييها في ذلك الحين بمثابة «لغم صغير» بحسب وصفه، فالجماعة التي ناصبت العداء في العلن للسياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لم ترغب في أن تظهر كمن يفتح خطوط اتصال سرية مع الولايات المتحدة، لكن الكثير من المراقبين في مصر يقولون إن الاتصالات كانت قائمة، وإن الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي لعب دورا أساسيا فيها.
لم ينكر إبراهيم تلك المزاعم، لكنه وضعها في سياق مختلف، وأوضح ل«الشرق الأوسط»: «نحن لدينا دائما في العالم العربي ميل للتركيز غير المفهوم على الولايات المتحدة فقط، أنا سعيت لانفتاح جماعة الإخوان على الغرب بشكل عام، لأن همي كعالم اجتماع وناشط سياسي كان أن تصبح جماعة الإخوان، باعتبارها جزءا من الحركة الوطنية الحية، مشاركة في المشهد السياسي حينذاك». ويتابع إبراهيم «كان هناك ترحيب أوروبي بالحوار مع جماعة الإخوان، لكن الدبلوماسيين الأميركيين رغم رغبتهم في ذلك لم يحصلوا على ضوء أخضر من البيت الأبيض بسبب ما حدث في 11 سبتمبر (أيلول) - في إشارة للهجمات التي شنها إسلاميون متشددون في عام 2001 على الأراضي الأميركية واعترف تنظيم القاعدة بمسؤوليته عنها. كانت إدارة بوش منشغلة بالحرب على الإرهاب، ولم ترغب في الانفتاح على قوى الإسلام السياسي حتى المعتدلة منها».
وأشار إبراهيم إلى أن غياب الأميركان عن تلك اللقاءات لم يكن يعني أنها كانت بعيدة عنهم، حيث يقول «الدبلوماسيون الأميركيون كانوا حريصين على معرفة ما كان يدور في هذه الاجتماعات التي جرت في القاهرة مطلع الألفية الجديدة وشاركت فيها قيادات إخوانية أصبحت الآن من قيادات الصف الأول».





يتبع

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2012, 08:11 PM   #295
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الأسماء التي أفصح عنها إبراهيم ل«الشرق الأوسط» رفضت التعليق، واعتبرت أن ما يقوله «مجرد ادعاءات» لتسويق توجهه الآيديولوجي، لكن جماعة الإخوان لم تنكر اللقاءات التي تمت بعد عام 2005، حين تمكنت من حصد 20 في المائة من مقاعد البرلمان، وهو ما يتفق مع رواية إبراهيم الذي قال إن «الأمور تحسنت بعد عام 2005، وبدأت اللقاءات بين الجماعة (الإخوان) والمسؤولين الأميركيين».
وتصر جماعة الإخوان على التأكيد على أن اللقاءات التي جمعت مارغريت سكوبي، السفيرة الأميركية في القاهرة حينها، بقيادات إخوانية، كانت ضمن وفود برلمانية، وبصفتهم نوابا عن الشعب وليس ممثلين عن جماعة الإخوان.
ومنذ وصول جماعة الإخوان إلى السلطة في البلاد، اجتهد المراقبون في البحث عن نموذج محتمل للنظام المصري في زمن «الإخوان»، وكانت الخيارات الثلاثة المطروحة هي إيران، وباكستان، وتركيا.. وانتظر الجميع أن تتكشف لعبة الإشارات والتحولات في العلاقة بين «الإخوان» وواشنطن.
وفي أعقاب نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بنظام مبارك، باتت الأوضاع السياسية جد مختلفة، وبدا للولايات المتحدة التي ترددت في حسم موقفها من الرئيس السابق أن الدخول في حوار مباشر مع «الإخوان» أصبح ضرورة، حينها علق المتحدث الرسمي باسم «الإخوان» الدكتور محمود غزلان قائلا ل«الشرق الأوسط»: «لسنا متهافتين للاتصال بالأميركان.. قد يكونون صادقين في رغبتهم، وربما تكون بالون اختبار.. نرحب بالحوار ونتمنى أن تكون الولايات المتحدة قد تعلمت من دروس الثورات العربية، وأن تكف عن دعم الأنظمة الديكتاتورية وتعيد النظر في موقفها من الحركات الإسلامية».
الإشارة للكف عن دعم النظم الديكتاتورية وإعادة النظر في الموقف من الحركات الإسلامية، توصيات سبق للإدارة الأميركية أن سمعتها كثيرا، لكن وكالة «رويترز» كشفت أخيرا عن ورقة كتبها عام 2005، الرجل الثاني في القيادة العسكرية المصرية الجديدة الفريق صدقي صبحي، رئيس أركان القوات المسلحة، الذي جاء إلى منصبه بعد أن أطاح الرئيس مرسي بقيادات القوات المسلحة بصورة مفاجئة الشهر الماضي.. ويعتقد مراقبون أن الولايات المتحدة كانت على علم بذلك.
وقال الفريق صبحي في التوصيات الختامية للورقة التي تضمنت 16 ألفا و600 كلمة إن القوات الأميركية يجب أن يتم سحبها من منطقة الشرق الأوسط، وإن أي عملية لنشر الديمقراطية بالمنطقة يجب أن تنبع من الداخل وأن تكون لها شرعية دينية. وأضاف صبحي، الذي كان في ذلك الوقت يحمل رتبة عميد حين كان يدرس في الولايات المتحدة، أن وجود القوات الأميركية في المنطقة جرى استغلاله من جانب الإسلاميين الراديكاليين كتبرير للكفاح المسلح.
وقال صبحي (56 عاما) في الورقة التي كتبها قبل أن يسعى أوباما إلى تغيير في السياسة الخارجية الأميركية من خلال مد يده إلى العالم العربي والإسلامي بخطابه المهم في القاهرة عام 2009، إن «هناك نقصا كبيرا في التفاهم والاتصال» بين صناع السياسة الخارجية في الإدارات الأميركية والحكومات في المنطقة، بحسب «رويترز»، مشيرا إلى أن من بين أسباب ذلك أن صناع السياسة الأميركية يعملون في نظام ديمقراطي علماني صارم.. «لكن الدين الإسلامي مرتبط بشدة بدرجات مختلفة بأداء معظم الحكومات العربية ومجتمعاتها».
واعتمدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على وثيقة صبحي للتدليل على أن التغييرات التي أحدثها الرئيس مرسي على قيادات الجيش ستمثل تحديا للرئيس الأميركي الجديد، وستجعل علاقة مصر بالولايات المتحدة قائمة على الشراكة.
وبينما كان الجدل محتدما في الولايات المتحدة بشأن قرار إدارة أوباما التخلي عن حليفها مبارك، وسط تحذيرات من خطورة ما وصفه ساسة أميركان «بالقفز إلى المجهول»، كانت الدبلوماسية الأميركية قد فتحت بالفعل خط اتصال مع قيادات «الإخوان».
وأشار الدكتور إبراهيم، الذي قال ل«الشرق الأوسط» إنه رتب وحضر جانبا من اللقاءات الأولى ل«الإخوان» بمسؤولين أميركيين في أعقاب الثورة، إلى أن الملفات الرئيسية التي طرحت للنقاش هي وبترتيب الأولويات: أولا معاهدة السلام التي وقعتها القاهرة مع تل أبيب في عام 1979، وقد أكدت قيادات الجماعة التزامها بكل المعاهدات الدولية التي وقعتها مصر.
والملف الثاني كان الموقف من إيران التي يخشى المجتمع الدولي من نواياها بشأن تطوير برنامجها النووي لإنتاج أسلحة دمار شامل، فيما تصر طهران على أن برنامجها موجه للاستخدامات السلمية. ورغم أن الرئيس مرسي خطى خطوة كبيرة باتجاه إيران، بزيارته طهران في افتتاح أعمال قمة دول عدم الانحياز نهاية الشهر الماضي، وهي الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ عقود، فإن خطابه في طهران حظي بتقدير غربي، خاصة في ما يتعلق بموقفه الواضح والمؤيد للانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد المتحالف مع إيران.
وقال إبراهيم إن الملف الثالث كان متعلقا بنوايا «الإخوان» من تطبيق الشريعة الإسلامية، ومعاملة الأقليات.. «تصور كان هذا الملف في الترتيب الثالث». لكن هذا لم يمنع الولايات المتحدة من مواصلة التواصل مع «الإخوان» بشأن هذا الملف، وقد التقى بيتر شي، سكرتير أول السفارة الأميركية في القاهرة، بالدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، في مقر الجماعة مطلع الشهر الحالي لبحث هذا الأمر.
وفي هذا اللقاء الذي قدم البر تقريرا عنه، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال بيتر «لعلك لاحظت في الفترة الماضية أن الولايات المتحدة تحاول أن تكون شريكا جيدا ومتساويا مع مصر، وتحاول أن تقدم المساعدة التي تقدر عليها، والمساعدة في حفظ الاستقرار وقضايا الاقتصاد والتجارة، ولعلك لاحظت أن الولايات المتحدة في الفترة الماضية كانت هادئة، فلا تعليق على الدستور، ولا تعليق على كثير من القضايا التي تحدث في مصر، حافظنا على هذا الهدوء لأنها قضايا مصرية بالأساس، تحل ويتعامل معها من الداخل».

يتبع

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2012, 08:15 PM   #296
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





وقد علق البر قائلا «الشيء الطبيعي أن الشعب المصري في حالة تحرر، وعلاقاته الدولية أيضا في حالة تحرر، وأعتقد أنها تتجه نحو التطور الطبيعي والسليم، ولا بد أن تعلم الإدارة الأميركية أن هناك حالة ريبة في نفوس كثير من المصريين تجاه الولايات المتحدة الأميركية بشكل عام (...) ولا بد أن تكون العلاقة (بين مصر وأميركا) علاقة شراكة، وليست علاقة توجيه أو تسلط أو استغلال الحاجة الاقتصادية للدولة في إملاء شيء معين. وبطبيعة الإنسان الشرقي عموما والمصري بشكل خاص فهو يرفض تماما فكرة أن يوجهه أحد، بل يرفض أن تكون التوجيهات للحريات والحقوق من الخارج، وهو في الوقت نفسه يسعى إلى اقتناص حقوق كثيرة جدا (...) ولذلك فإن صانع القرار الأميركي لا بد أن يأخذ هذا التطور في الاعتبار».
وعقب بيتر على كلام البر قائلا «ربما تكون فهمت من كلامي أننا نتجاهل موضوع الحقوق والحريات، لكن ما قصدته أننا كشركاء كنا حذرين في الفترة الماضية من إطلاق أي تصريحات؛ لأننا نحترم العملية القائمة لوضع الدستور، لأن مثل هذه التصريحات لن تساعد، وليس من الذكاء الإدلاء بها، وإننا نرى حقوق الإنسان العالمية ضرورة أخلاقية».
كان الملف الرابع الذي طرح خلال لقاءات «الإخوان» بمسؤولين أميركيين، والتي كان بعضها محاطا بالسرية، هو تقديم تسهيلات مصرية للقوات الأميركية، وقال إبراهيم إن «الحوار بين (الإخوان) والإدارة الأميركية تطرق إلى إنشاء قاعدة عسكرية أميركية على ساحل البحر الأحمر في بني ياس». وأضاف «على أي حال نفى الجانبان المصري والأميركي هذا الأمر، لكنني أقول ما أعرف».
واستبعد مراقبون إقدام الرئيس مرسي على خطوة كهذه، لكنهم أشاروا إلى الدور الأميركي في تهدئة المخاوف الإسرائيلية بشأن العمليات التي تشنها السلطات المصرية ضد متشددين إسلاميين في شبه جزيرة سيناء، منذ نحو شهر، بعد مقتل 16 جنديا على يد من يعتقد أنهم متشددون إسلاميون، في هجوم استهدف عناصر الجيش. ويرى مراقبون أنه من المحتمل أن تكون الإدارة الأميركية قد مارست ضغوطا على القاهرة لسحب الآليات الثقيلة من المنطقة «ج» التي تم تعريفها في ملحق أمني باتفاقية السلام باعتبارها منطقة يحظر على الجيش المصري الوجود فيها.
المصالح الاقتصادية جاءت في الترتيب الأخير للملفات التي طرحت خلال لقاءات «الإخوان» بالمسؤولين الأميركيين، وإن كان الملف الاقتصادي دقيقا وشديد الأهمية بالنسبة للقيادات الإخوانية التي تأمل أن يشعر المواطن المصري بتحسن في أوضاعه الاقتصادية والمعيشية قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، لكي لا يؤثر الإخفاق الاقتصادي على مرشحيهم في البرلمان.
ويرى مراقبون أن الاقتصاد المصري يمر في الوقت الراهن بأزمة لا تسمح له بتحمل عواقب معاداة الإدارة الأميركية أو دول غربية أخرى من المتوقع أن تدعم اقتصاد البلاد المتردي. وتقدم الحكومة الأميركية مساعدات لمصر كل عام بقيمة 1.55 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية. وتعهدت الولايات المتحدة بمساعدة مصر اقتصاديا من عدة أوجه، وصرح مسؤول بالحكومة الأميركية في وقت سابق بأن بلاده ستتدخل لمحاولة إسقاط ديون خارجية لمصر بنحو سبعة مليارات دولار، كما أن نفوذ أميركا لدى صندوق النقد الدولي سيسهم في مساعدة مصر للحصول على قرض من الصندوق بقيمة 4.8 مليار دولار.
لكن لا يبدو أن الدعم الاقتصادي الأميركي لمصر سيمر ببساطة، وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة التي بدأت في القاهرة وانتشرت إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي، بسبب الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، أوقفت مفاوضات تزويد مصر بمساعدات اقتصادية أميركية مهمة.
وتابعت الصحيفة، نقلا عن أكثر من مسؤول أميركي قالت إنهم تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم نظرا لعدم حصولهم على تصريح بالتحدث لوسائل الإعلام، أن «الرد المصري الأولي غير الملائم على المظاهرات العنيفة التي طالت السفارة الأميركية في القاهرة أوقف بشكل مؤقت المحادثات بشأن تخفيف مقترح للديون تبلغ قيمته مليار دولار وكيفية تسريع مساعدات أخرى بالملايين لمصر». وأضافت أنه بحسب المسؤولين فإنه على الأرجح لن تتم الموافقة على مساعدات جديدة لمصر إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية، بالإضافة إلى تعليق المحادثات التي تهدف إلى كسر الجمود بشأن إنفاق الأموال التي تمت الموافقة عليها بالفعل.
ويعتقد مراقبون أن الإدارة الأميركية لا تزال تراقب الأوضاع في مصر عن كثب في انتظار انتهاء المرحلة الانتقالية بإقرار الدستور الجديد للبلاد، وانتخاب المجلس التشريعي، قبل نهاية العام الحالي، وحتى ذلك الحين ربما يظل النشطاء الشباب في مصر يسخرون من علاقة جماعة الإخوان بالإدارة الأميركية، وقد كان آخر ذلك في أعقاب أزمة الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث قالوا إن الرئيس مرسي اقتحم غرفة أبنائه للاحتجاج على الفيلم المسيء (في إشارة للجنسية الأميركية التي يحملها اثنان من أبناء الرئيس المصري).




http://www.aawsat.com/details.asp?se...157&state=true



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2012, 10:02 AM   #297
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





الربيع «السلفي» في الشرق الأوسط
عبد المنعم سعيد
منذ عام مضى كانت «عملة» الربيع العربي لا تزال رائجة، ولها مبرراتها، فحتى جماعة الإخوان المسلمين كانت تتحدث عن الدولة المدنية، وجميع القوى وجدت في الديمقراطية هدفا لها. كان الحديث عن الدساتير يسير في اتجاه الخلاص من ملامح الاستبداد، وكان الكل يشمر عن ساعده استعدادا لفترة من البناء والتعمير، على أسس جديدة هذه المرة كما قيل، حيث لا زواج بين المال والسلطة، ولا سيطرة لعسكر، وإنما لقوى ديمقراطية يانعة، وشباب جديد تربى في رحاب «فيس بوك» و«الإنترنت» أو آخر ما أنتجته الحضارة المعاصرة من علم وعولمة.
قبل أن يمر عامان على نشوب الثورة التونسية حيث كانت بداية الربيع، تغيرت الصورة تماما، وحتى الجدل الذي كان ذائعا بين الإخوان المسلمين والقوى الليبرالية في المنطقة في الصحف والشاشات التلفزيونية أخذ في الشحوب وظهرت على السطح جيوش جديدة من «السلفيين» لهم هيئة مختلفة؛ فهناك دائرة خاصة على الجباه، وهناك انتشار للجلباب القصير، واللحية ممتدة إلى أقصى مدى، تمثل من ناحية طاعة دينية، ولكن الأهم كما يبدو فهو إعلان سياسي. هذا الإعلان أخذ في كثير من الصراحة يقدم نوعا من الازدواجية التي تقوم من ناحية على الاستفادة من كل أشكال «الديمقراطية» من حرية التعبير والانتخابات والمجالس الشعبية؛ ومن ناحية أخرى إعلان أن لذلك طبيعة مرحلية. وربما كانت جماعة حازم أبو إسماعيل السلفية هي الأكثر فجاجة من الجميع عندما أعلنت خروج الليبراليين واليساريين عن الدين الإسلامي ومن ثم فإن العلاقة معهم ليست المنافسة في ساحة انتخابية، وإنما حرب بين الإسلام ومنكريه.
تدريجيا اختفى «شباب الثورة» والربيع، وحتى من بقي منهم مثل «الألتراس» «الأهلاوي» في مصر فقد أصبح الأقرب إلى جماعة فاشية تريد فرض رأيها على المجتمع بغض النظر عن سيادة القانون. ولكن هؤلاء ضمن الصورة العامة لا يمثلون الكثير، ولم يكن أحد في أكثر كوابيسه جنونا يتصور أن يحل محل استبداد زين العابدين بن علي جماعات تسير في الشوارع تقتحم الأفراح، وتتدخل في سلوكيات البشر في المحلات العامة. أصبحت الجماعات السلفية منتشرة في شوارع مدن الربيع العربي الذي بعد أن كان يعبر عن ثورة «الياسمين» و«اللوتس» أصبح سائدا فيه لون أسود لسيدات منتقبات، ومعهن رجال تسود وجوههم الجهامة والغضب الشديد، والإحساس الكامل أنهم بسبيلهم للسيطرة على الكون.
ولكن حتى هؤلاء السلفيون فيهم قدر من الرحمة، فحتى الآن يقسمون اتجاههم إلى السيطرة إلى مرحلتين، واحدة منهما على الأقل سوف يقبلون المنافسة مع فرق أخرى، وبعد فوزهم الكاسح المنتظر فلن تكون هناك فرق أخرى بعد أن قال الشعب كلمته. بل إن هناك من يريد أن يختصر المرحلتين؛ فأعلن السيد حازم صلاح أبو إسماعيل في القاهرة أنه يريد انتخاب جمعية تأسيسية للدستور، وعندما يتم اكتساحها من قبل جماعته والجماعات المشابهة يكون الأمر قد حسم منذ البداية. ولكن ذلك أمر وارتباط السلفية بالسلاح أمر آخر، فقد قطعت السلفية العربية طريقا طويلا من طاعة ولي الأمر إلى حمل السلاح ليس ضده فقط ولكن ضد المجتمع المسلم نفسه حتى يسير على الصراط الذي حدده فقهاء السلفية التي تجمدت رؤيتها عند صورة مجتمع بدائي لا يعترف بالآخر، ولا يقر أن الدنيا قد تغيرت بحيث لا تسمح بزيجات البنات في سن التاسعة لأن مسؤوليات الأسرة والعلاقات الإنتاجية والاجتماعية لا تسمح للأطفال بتحمل هذه المسؤولية.
ومع ذلك فإن المحاجاة مع من حمل السلاح صارت من المستحيلات التي لا رجاء فيها. وخلال الشهور التي سبقت ظهر أن الجماعات السلفية المسلحة قد باتت حقيقة زاحفة على المجتمعات العربية. صحيح أن بعضا منها كان موجودا قبل «إشراق» الربيع العربي مثل تنظيم الشباب في الصومال الذي لم يعجبه كثيرا حكم جماعة الإخوان ممثلة في حركة المحاكم الشرعية. وكانت هناك أسماء ترددت عن جماعات سلفية جهادية في العراق، والشام، والجزيرة العربية، ولكن هذه ظلت محكومة بتوازن للقوى مختل في غير صالحها على الإطلاق ولصالح السلطات الحاكمة. ولكن الحال الآن ليس كذلك فقد تغيرت الصورة تماما.
لقد أتاح «الربيع العربي» وثوراته «السلمية» في مصر وتونس، والعنيفة في اليمن وليبيا وسوريا، حالة ثرية من الحركة للسلفيين، خرجوا فيها من سباتهم في الجمعيات الشرعية وأنصار السنة المحمدية التي تقوم بالعمل الاجتماعي ويحتمي فيها الناس من إغراءات الدنيا وشكوكها. ومع وجود هؤلاء في الشارع وفي قلب المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، أصبحت هناك شعرة رفيعة من سلفية من نوع آخر، جهادية هذه المرة، وحاملة للسلاح الذي كان هائلا في المخازن الليبية، وبقايا الحرب الأهلية في السودان، والمتوافر من كل نوع مع الحرب الأهلية في الصومال واليمن والعراق.
وهكذا تحركت البنادق والمدافع والقواذف والصواريخ كما يحدث في الأواني المستطرقة، وبرزت السلفية المسلحة في جماعة الطوارق في شمال مالي، ومنها جرت الامتدادات التي تدعم جماعة «القاعدة» في المغرب «الإسلامي» الممتدة أفريقيًا حتى جماعة بوكو حرام في نيجيريا. ولكن ليبيا كانت هي التي باتت جنة السلفيين المقدسة حيث السلاح والفوضى وأفراد جاءوا من سجون غوانتانامو وعلى استعداد لقيادة جماعات أنصار الشريعة والتي كان من بينها من هاجم القنصلية الأميركية وقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز ومعه اثنان من عناصر المخابرات الأميركية واثنان من حراس «المارينز». أصبحت الصلة بين جماعة أنصار الشريعة في بنغازي، ومثيلاتها في درنة وتونس وبقية المغرب الإسلامي تمثل شبكة واسعة تعتدي على المساجد الصوفية، وتصفي قتلا المسؤولين الأمنيين في الأنظمة السابقة دون محاكمة، وتقوم بمقام جماعات لضبط الأخلاق العامة كما تتصورها. وفي حادثة جرت في السويس قامت واحدة من هذه الجماعات بقتل شاب لأنه لم يثبت لهم أن الفتاة التي تسير معه هي خطيبته. ولكن التماس بين الجماعات السلفية والعنف في مصر وصل إلى أقصاه في سيناء حيث بدأت جماعة الجهاد والتوحيد وأنصار بيت المقدس حربهم الخاصة ضد إسرائيل، ولما اعترضت قوات الأمن المصرية والقوات المسلحة تم قصف مقر الأمن في محافظة شمال سيناء، وجرى الاعتداء على مواقع للجيش المصري. وتم ذلك بالتوازي مع شن هجمات على إسرائيل بغرض فرض الصراع والحرب على الثورة المصرية التي لا تزال تعيش آمال الربيع الذي تقوم فيه بالتنمية وبناء البلاد وإسعاد العباد.
التحول جوهري ويجري بمرونة شديدة، فإذا كانت السلطة قوية خلقت السلفية قواعدها بغطاء من الدين والتقوى. وإذا ضعفت السلطة ووهنت بفعل لفحات الربيع خرجت في شكل أحزاب تسعى إلى الهيمنة من خلال الديمقراطية لمرة واحدة، وإذا هانت السلطة تماما، كانت الحرب المسلحة على الدولة والمجتمع. الصورة بائسة، ولكن الأكثر بؤسا أن لا أحد يراها، أو يفعل شيئا بشأنها.
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12363


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 02:31 PM   #298
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الإخوان ..ما دخلوا حزبًا إلا أفسدوه !!



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كتب: أحمد السكرى

دخلت جماعة الإخوان المسلمون فى تاريخها ومنذ نشأتها فى 1928 فى عدة تحالفات سياسية، ولم تتوان قيد أنملة فى التحالف مع أى فصيل سياسى طالما سيصب ذلك فى مصلحتها ويعود عليها بالنفع .
والناظر للتاريخ يدرك تماما أن الجماعة التى كانت محظورة وصارت "محظوظة" تحالفت مع كل صاحب سلطة ومع كل من اقترب للسلطة، "السرايا .. الضباط الأحرار.. الاشتراكيين .. حزب الأحرار.. حزب العمل ..حزب الوفد...الجمعية الوطنية للتغيير".
أول تحالف كان إبان فترة حكم الملك فاروق أيدوه وناصروه ضد زعيم الوفد مصطفى النحاس بل وراهنوا على حكومة إسماعيل صدقى، وهتفوا له فى مؤتمراته "أن إسماعيل كان صادق الوعد وكان نبياً" .
الإخوان وعبد الناصر.. غرام وانتقام
وفى أعقاب قيام حركة الجيش فى يوليو 1952 تحالفوا مع الضباط الأحرار فى مهدهم، ويستمر ذلك التحالف إلى ما بعد نجاح الثورة ولكن نظام عبد الناصر، تحالف معهم واصطدم بهم مبكرا عام 1954 من أجل الصراع علي السلطة.
وقد تحالف الضباط الأحرار مع تنظيم الاخوان المسلمين، وكان خمسة علي الأقل ممن عرفوا بالضباط الاحرار أعضاءً في تنظيم الاخوان المسلمين وهم:عبد المنعم عبد الرءوف، ورشاد مهنا، وكمال الدين حسين، وحسين الشافعي.

وانقلبت الجماعة سريعا على نظام عبد الناصر حينما تفاوض معهم لترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة للمشاركة في الحكم، ورشح المرشد وقتها منير الدالة وحسن عشماوي ومحمد أبو السعود، وتحمس عبد الناصر كذلك للشيخ أحمد حسن الباقوري، ولكن الإخوان رفضت في النهاية لأنها رأت أن ثلاث حقائب وزارية فقط هو تهميش لدور الجماعة وفصلت "الباقوري" عندما قبل المنصب، وصعدت الجماعة احتجاجاتها ضد النظام واصطدمت بالسلطة في مظاهرات الطلبة في 13 يناير 1954 مما حدا بمجلس قيادة الثورة إصدار قرار بحل الجماعة في 14 يناير 1954.
وفي 26 اكتوبر 1954 كانت محاولة اغتيال عبد الناصر المعروفة بحادث "المنشية" للخلاص من عبد الناصر الذى كما يقول بعضهم أنه تنكر لدورهم فى نجاح ثورة يوليو وانقلب عليهم ليستأثر بالحكم دونهم.




ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 02:32 PM   #299
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





الإخوان والسادات.. انقلاب السحر على الساحر تقلد الرئيس أنور السادات الحكم عقب وفاة "عبد الناصر" فى 1971 وبدأ حكمه بثورة التصحيح، وتعاهد مع مرشدهم آنذاك "عمر التلمسانى" على دحض تنامى التيار الشيوعى فى مصر والذى كان لا يتفق مع هوى "السادات" ذى التوجهات البرجوازية والمتطلعة للمعسكر الغربى.
وقال السادات وقتها "إنه يواجه نفس المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".
وأبر السادات بوعده لهم وسهل لهم ممارسة الحياة السياسية، وأفرج عن المعتقلين من الجماعة، وما بين الشد والجذب والتحالف تارة والانقلاب على بعضهم البعض تارة سارت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات حتى قام السادات بتشجيع نشاطات الإخوان لمواجهة المد الشيوعى فى المجتمع المصرى، مما أعطاهم الكثير من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية والنشاطات النقابية، حتى باتت جماعة الإخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات، خاصة بعد توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، التى كانت الفاصل القاسم النهائى فى علاقة الإخوان ب"السادات"، فانقلب عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام، وشجعوا القوى المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة لاتفاقية السلام، من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل، فكان اغتيال السادات هو الرد في حادث المنصة في 6 أكتوبر 1981 على يد جماعة الجهاد التى نمت وترعرعت فى حضن الإخوان المسلمين، ذلك المارد الذى أخرجه بيديه من القمقم.



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 02:34 PM   #300
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





الإخوان والسادات.. انقلاب السحر على الساحر

تقلد الرئيس أنور السادات الحكم عقب وفاة "عبد الناصر" فى 1971 وبدأ حكمه بثورة التصحيح، وتعاهد مع مرشدهم آنذاك "عمر التلمسانى" على دحض تنامى التيار الشيوعى فى مصر والذى كان لا يتفق مع هوى "السادات" ذى التوجهات البرجوازية والمتطلعة للمعسكر الغربى.
وقال السادات وقتها "إنه يواجه نفس المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".
وأبر السادات بوعده لهم وسهل لهم ممارسة الحياة السياسية، وأفرج عن المعتقلين من الجماعة، وما بين الشد والجذب والتحالف تارة والانقلاب على بعضهم البعض تارة سارت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات حتى قام السادات بتشجيع نشاطات الإخوان لمواجهة المد الشيوعى فى المجتمع المصرى، مما أعطاهم الكثير من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية والنشاطات النقابية، حتى باتت جماعة الإخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات، خاصة بعد توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، التى كانت الفاصل القاسم النهائى فى علاقة الإخوان ب"السادات"، فانقلب عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام، وشجعوا القوى المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة لاتفاقية السلام، من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل، فكان اغتيال السادات هو الرد في حادث المنصة في 6 أكتوبر 1981 على يد جماعة الجهاد التى نمت وترعرعت فى حضن الإخوان المسلمين، ذلك المارد الذى أخرجه بيديه من القمقم.



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 02:35 PM   #301
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الإخوان والوفد.. شهر العسل الذى لم يدم طويلاً


لعله التحالف الأنجح والأشهر فى تاريخ الجماعة فى عام 1984 قيبل انتخابات مجلس الشعب تحالفوا مع حزب الوفد فى الانتخابات النيابية وحصدوا مجتمعين 59 مقعدا في مجلس الشعب من مجموع 448 عضوا أي حوالي 15% من نسبة المقاعد، رغم أن الجماعة قبلها لم تحصد سوى مقعدين فى برلمان 78، إلا أن محاولة الاخوان فى الدخول والسيطرة على حزب الوفد لم تنجح وأجبرهم الراحل فؤاد باشا سراج الدين على الانصياع للوفد والخضوع للقائد الشرعى للمعركة.
ثم تحالفت مع حزب العمل عام 1987 بعدما تسللوا رويدارويدا داخل تنظيمات الحزب ونجحوا في الهيمنة والسيطرة الكاملة على كل مدخلات ومخرجات النشاط العام والخاص داخل الحزب حتى تم إيقاف نشاط الحزب عن المشاركة السياسية فى مصر وتمت مصادرة جريدته واعتقال العديد من أعضائه والتى كانت تعد انتقاما من المهندس إبراهيم شكرى وأحمد حسين ونجحوا فى تدمير الحزب، بعد أن حصدوا بالتحالف بين مسمى حزب العمل وحزب الأحرار 60 مقعدا عام 1987 من إجمالي 448 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب.




ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 02:37 PM   #302
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





الإخوان والأقباط.. وأسلمة الحوار

بدأت محاولات من جانب جماعة الاخوان المسلمين فى التقرب للأقباط عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم ثلاثاء، وكان يمثل الجانب القبطي الدكتور ميلاد حنا، امين فخري عبد النور، وليم سليمان قلادة، انطون سيدهم ، فيليب جلاب، وماجد عطية، وكان يمثل الإخوان حامد ابو النصر المرشد العام ، مأمون الهضيبي نائب المرشد، محمد عمارة، سيف الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود.
وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولي نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد الجلسة الثانية قائلا "الحوار مع الإخوان مثل الحرث في البحر وبعد ثلاثة شهور لم يصل المجتمعون إلي نقطة اتفاق واحدة".
بينما كانت المحاولة الثانية كانت عام 2007 بين يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلي الحوار الشخصي مع المهندس يوسف سيدهم والذى أرادوا منه استخدام جريدة وطنى فى تقديم صورة مختلفة عنهم للأقباط .
الإخوان والبرادعى .. قبلة الحياة أم رصاصة الرحمة؟
رحبت جماعة الاخوان المسلمون بمجيء الدكتور محمد البرادعى الوكيل السابق لهيئة الطاقة الذرية ، ورأت أن تحالفهم معه ومع الجمعية الوطنية للتغيير يصب فى مصلحتهم باستغلالهم للشعبية التى حققها الرجل الأول سابقا فى هيئة الطاقة، وخمن البعض وقتها أن التحالف يعطى الجماعة قبلة الحياة والتى باتت محظورة رسميا .
ودشنوا معا حملة جمع التوقيعات على المطالب السبعة للتغيير ورغم تنكر الجماعة لتلك المطالب بعد وصولهم لسدة الحكم، الا ان التحالف لم يستمر طويلاً وقامت ثورة يناير والتى غيرت تركيبة الخريطة السياسية فى البلاد، وانتقلت بهم من السجن ألى القصر، او بمعنى أدق من البورش إلى العرش.
بوابة الوفد الالكترونية

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2012, 04:20 PM   #303
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




زرقاء اليمامة.. المحجبة!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




مشاري الذايدي

يوم الثلاثاء الماضي قرأت مقالة مفيدة وممتعة، كالعادة، للكاتب الأستاذ محمد الرميحي، في هذه الجريدة، بعنوان: «الإخوان والحرية».

الكاتب تحدث عن كتابين طالعهما للقيادي الإخواني المصري المنشق عنهم، ثروت الخرباوي، آخرهما بعنوان: أسرار المعبد، وأولهما، قبل ما سمي بالربيع العربي، الذي آل إلى ربيع إخواني قبل أكثر من عام، والكتاب بعنوان: في قلب الإخوان.


ما استوقفني هو تعليق الأستاذ الرميحي عن الفرق بين انطباعه الأول عن الكتاب الذي ألفه الخرباوي قبل وقوع الواقعة، أعني هيمنة الإخوان على السلطة في مصر باسم الربيع العربي والأحلام الثورية (الآن يتصارع مع الإخوان غيرهم على أحقية الانتماء للثورة). ثم عن انطباعه، أعني الرميحي، عن الكتاب الثاني للخرباوي الذي ألفه مؤخرا، بعد صعود الإخوان وتبيان النهم للسلطة عندهم. وهو كتاب أسرار المعبد.


يقول الأستاذ الرميحي: «وقع في يدي كتاب في منتصف عام 2010 شدني عنوانه وكان (في قلب الإخوان)، والكتاب هو لثروت الخرباوي، قرأت الكتاب وقتذاك، كما تعودت أن أتابع تلك الحركة السياسية التي تقدم خلطة (دينية سياسية) تميل إلى الإقناع بالخروج من المأزق الحضاري العربي. وقتها أي 2010 كان كل ما عرف بعد ذلك بالربيع العربي في علم الغيب، لم يكن هناك حتى إشارات للزلزال الذي أتى بعد ذلك وبدأ بأواخر عام 2010 في تونس».


ثم يضيف الأستاذ الرميحي: «ذلك الكتاب قرأته بتحفظ، ورسم صورة في ذهني للكاتب الذي وجدت أنه جرح في الوقت الذي كان مؤمنا ونشطا كأفضل ما يكون (الإخواني المنظم) و(المنضبط). بقيت أفكار من ذلك الكتاب في خاطري، وكان نشره في وقت لم يكن أي من أهل البصيرة قد توقع وصولهم إلى الحكم».


أتفهم كلام الأستاذ حول مفاجأة الغيب فيما سمي بالربيع العربي، كما أتفهم أيضا حجم الاندهاش من مخبوء الإخوان السياسي الذي كان مطمورا تحت أكسية الشعارات الثورية الدينية وأغشية العبارات المدنية الغامضة.


نفى أن يكون «أي من أهل البصيرة» قد توقع وصولهم للحكم، ويؤرخ لهذا النفي بعام 2010، أعتقد أنه نفي يحتاج إلى تأمل.


أنشأ حسن البنا جماعته عام 1928، حسب أشهر التواريخ، والبعض مثل الباحث حلمي النمنم في كتابه (حسن البنا الذي لا يعرفه أحد) يطرح روايات أخرى حول التاريخ الحقيقي لنشأة الجماعة، وشركاء البنا في إنشائها.


منذ تلك الأيام والجماعة مغموسة في السياسة والسياسة مغموسة فيها، وهي تخطط للحكم منذ تلك السنين. كما أشرنا في مقالة سابقة إلى رسالة المرشد الحالي للجماعة محمد بديع في 29 ديسمبر (كانون الثاني) 2011، بعنوان: (وضوح الهدف والإصرار عليه.. طريق النهضة)، تحدث فيها عن غاية الإخوان النهائية في الحياة السياسية وأحلام السلطة الكبرى، مشيرا إلى أن ما قاله حسن البنا في (رسالة المؤتمر السادس) التي حدد فيها أهداف الجماعة، وهي حسب المرشد الحالي محمد بديع:


يتبع


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2012, 04:24 PM   #304
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





«لقد حدد الإمام البنا لتلك الغاية العظمى أهدافا مرحلية ووسائل تفصيلية.. تبدأ بإصلاح الفرد ثم بناء الأسرة ثم إقامة المجتمع ثم الحكومة، فالخلافة الراشدة فأستاذية العالم». وهي عبارة غاية في الوضوح لمن له بصيرة، عن أطماع السلطة الإخوانية الكبرى.

وهو، أي الانغماس في السياسة وأطماع السلطة، كان عيبا بنيويا في الجماعة منذ تأسيسها، وكان هذا النهم على ألاعيب السلطة والسياسة ممزوجا بنفس ودم البنا وأساسات العصب الإخواني، وكان هذا الانغماس من أسباب النزاع الشهير بين الشيخ أحمد السكري، وهو زميل البنا في التأسيس، وأكبر منه عدة سنوات، وقد زامل البنا طيلة ثلاثة عقود، ثم فصله المرشد الأول حسن البنا، فرد عليه السكري بهذا الخطاب الشهير والموجع، وفيه يذكر السكري مسوغات اعتراضه على البنا ونهج قيادته للجماعة «الدعوية» كما يفترض، فيقول: «سر ما وصلنا إليه من تدهور واضطراب لا يخفيه هذا الطبل الأجوف والدعايات الفارغة التي تمتلئ بها الجريدة كل يوم - يعني جريدة (الإخوان)».


ويتابع السكري: «أما هذان الأمران فهما: 1 - دخول بعض العناصر الانتهازية المأجورة في صفوفنا بإيعاز من رجال السياسة، وتدخل سادتهم في شؤوننا، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة في سبيل رضاهم».


2 - «الإغراق في السياسة الحزبية تبعا لذلك إغراقا تاما، وتقلبك في هذه السياسة وتناسي أهدافنا السامية، مما جعلنا موضع مساومة الجميع».


بل إن هذا النقد للسلوك البراغماتي للشيخ البنا، إذا شئنا الرقة في العبارة، هو أمر ذائع شائع عنه ووسم به ثقافة الجماعة السياسية التربوية، ومن يقرأ رد جماعة (شباب محمد) عليه، في حياته، بخصوص تصرفه بمالية الجماعة واستثمار اسم فلسطين سياسيا ودعائيا يدرك ذلك البعد السياسي الخفي القاسي في طبع الجماعة.


بمناسبة ذكر فلسطين، أحب التذكير - مرة أخرى - بشاهد مهم وقديم لأحد كبار الكتاب والعلماء من سوريا، من القرن الماضي، وهو علامة الشام محمد كرد علي، المناضل الوطني المعروف، ومؤسس ورئيس المجمع العلمي بدمشق الذي أسسه سنة 1919، وهو أكبر في السن حتى من حسن البنا نفسه، مؤسس الجماعة 1928، يقول العلامة محمد كرد علي (توفي 1953)، نقلا، على سبيل التأييد، عن الصحافي المعروف سعيد التلاوي صاحب جريدة «الفيحاء» التي أسسها 1947، متحدثا عن جماعة الإخوان المسلمين، وبالتحديد استخدامهم الدعائي لقضية فلسطين: «أما الإخوان المسلمون فإنهم لم يفعلوا شيئا لأجل فلسطين غير جمع نفر من جماعتهم وسوقهم لدمشق لعرضهم على الناس في الشوارع إرضاء لشهوات النفوس».


ويضيف التلاوي متحدثا بحرارة نقدية مبكرة للجيل المؤسس منهم: «الإخوان المسلمون جماعة طغت عليهم الأنانية وفتنتهم الدنيا وغرتهم الحياة فطفقوا يعملون على بلوغ الشهرة والجاه والسلطان من أقرب الطرق؛ وهو طريق الدين الحنيف والشريعة السمحاء». (مذكرات محمد كرد علي، ج 2، ص531 و532، دار أضواء السلف).


نعم هذا ليس هجاء ولا مجرد تحامل على الجماعة بل «موقف» نقدي مبني على معطيات تاريخ وأدبيات الجماعة نفسها، وما تفرع عنها من تيارات وجماعات.


البعض كان يتحاشى أن يختلف مع الإخوان سابقا، حتى لا يصنف مع السلطة الحاكمة، ولاحقا بعد الربيع العربي خشية من مدفعية الإخوان الإعلامية والاجتماعية والتكفيرية والتخوينية، مصر ونزاعات الدستور حاليا مجرد مثال على آلة الإخوان التشويهية للخصوم.


لكن، ودوما يقال، لا مناص من الاشتباك النقدي العميق مع فكر التيارات الأصولية السياسية، وهو اشتباك تأخر كثيرا إما بسبب الخطأ في تصور طبيعة مشكلة المجتمعات العربية والمسلمة، مثلما يفعل الإخوان وما تفرع عنهم بتصوير المشكلة بأنها مجرد البعد عن النموذج الإسلامي، وهم طبعا القوامون على هذا النموذج والحماة له، وإما بسبب سطحية وحدة التيارات اليسارية والقومية في تصوير المشكلة في البعد الخارجي الأجنبي. وقليل من هؤلاء أو هؤلاء وجه مشارط النقد للعلة الداخلية لثقافتنا الحاكمة.


وصول الإخوان للسلطة الآن وانغماسهم في وحلها قد يكون هو المدخل الصحيح للنقاش الكبير في العالم العربي، وهو نقاش الذات ونقد الذات للذات.. أخيرا.


أما بشأن التحذير من أن هذه الجماعة تعد العدة للحكم والسلطة تحت شعارات متباينة ومضللة و«مؤقتة»، فهذا ما قيل قبل 2010 كثيرا، ومن أكثر من طرف، يحضرني منه الآن ما وسمه صاحب هذه المقالة في 5 أغسطس (آب) 2008 بعنوان: «الإخوان والرماح المقدسة»، بالإحالة إلى حيلة أصحاب معاوية ضد علي ورفع المصاحف فوق الرماح، للاستعانة بسلطة المقدس (المصحف) من أجل غاية دنيوية (كسب الحرب والسلطة)، وهو بالضبط ما يفعله الإخوان ومن لف لفهم هذه الأيام في عالم السياسة.


التحذير قيل، منذ نشأة الجماعة إلى أول يوم من الربيع العربي.. وحفز القوم ضد شجر «التبع» الوهمي كما فعلت زرقاء اليمامة، صار، ولكن لا صدى للصوت ولا مغيث.


*نقلاً عن "الشرق الأوسط" السعودية

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2012, 11:01 AM   #305
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الإخوان» والدستور.. معركة خاسرة

عثمان ميرغنى

معركة مشروع الدستور المصري الجديد خاسرة بكل المعايير والمقاييس، وبغض النظر عن نتائج الاستفتاء، فالدستور دفع مصر نحو انقسام حاد، وغذى أجواء الاحتقان والاستقطاب بما يجعل الأيام المقبلة عرضة لمواجهات ومصادمات قد تكون أشد من تلك التي شهدناها في الأيام والأسابيع الماضية. وفي مثل هذه الأجواء يصعب فهم إصرار الرئيس، ومن خلفه جماعة الإخوان وحلفاؤهم من الحركات والجماعات الإسلامية الأخرى، على المضي في مشروع الدستور والاستفتاء عليه. وقد كان لافتا أنه في هذه الفترة ظهر متحدثو «الإخوان» وقادتهم أكثر مما ظهر الرئيس مرسي الذي توارى عن الأنظار حتى انطلقت شائعات في الإنترنت عن «اختطافه»، وهي شائعات شارك فيها حتى بعض عناصر «الإخوان»، مثل قول أحدهم إن البرادعي وعمرو موسى وضاحي خلفان (قائد شرطة دبي) خططوا لاختطاف مرسي وتهريبه إلى خارج مصر! كلام لا يعقل ولا يصدق، لكنه يتردد في مثل هذه الأجواء التي يختلط فيها المضحك بالمبكي.
غياب مرسي والظهور الكثيف لقادة «الإخوان» كان مدعاة لتساؤلات كثيرة، لا سيما أن متحدثي الجماعة بمن فيهم المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر كانوا يتكلمون وكأنهم الجهة صاحبة القرار، فيعلنون الإصرار على المضي قدما في الاستفتاء، ويتهمون الأطراف الأخرى بالضلوع في مؤامرة ضد الشرعية، ويقولون إنهم لن يسمحوا بالانقضاض مرة أخرى على الثورة. بل إن الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادي في حركة الإخوان قال إنه حتى لو سقط مشروع الدستور في الاستفتاء فإن ذلك لن يغير شيئا؛ لأن الجمعية التأسيسية المقبلة التي ستتولى إعداده ستكون نفس الجمعية الحالية، وهو كلام يؤكد إصرار «الإخوان» على فرض رأيهم في موضوع الدستور وعدم رغبتهم في الاستماع لصوت الشارع المعارض، أو في حوار جدي مع الأطراف الأخرى؛ من أجل أن يكون الدستور تعبيرا عن التوافق بين مختلف مكونات المجتمع حتى يحقق للبلد الاستقرار ويضع أسسا للحكم تكون هي الضامن للحقوق والحريات والمنظم لعمل دولة المؤسسات بغض النظر عن تغير الحكومات والأشخاص.
لقد أسقط «الإخوان» الأقنعة والحجج التي كانوا يتسترون خلفها بالقول إنهم لا يتدخلون في عمل الرئيس ولا في قراراته؛ ففي كل مرة أصدر فيها مرسي إعلانا دستوريا أو اتخذ قرارا كبيرا مثيرا للجدل، كان «الإخوان» يتصرفون وكأنهم على علم مسبق بالأمر، فيدلون بالتصريحات ويحشدون أنصارهم للتظاهر حتى قبل أن يعلن الرئيس خطواته. وفي موضوع الدستور تولى «الإخوان» دفة الأمور بالكامل متجاوزين الرئيس وحزب الحرية والعدالة، فكان قادة الجماعة يصرحون ويتحدثون وكأن الدستور وثيقتهم ومعركتهم الخاصة، وينظمون المظاهرات محددين شعاراتها وأماكن تجمعاتها، ويعقدون المؤتمرات الصحافية للدفاع عن مشروع الدستور ومهاجمة معارضيه والترويج لأحاديث المؤامرة ومحاولات الانقلاب على الشرعية التي استخدموها كمبرر لإرسال أنصارهم لمواجهة المعتصمين والمحتجين ضد الدستور وقرارات مرسي الأخيرة، مما أدى لوقوع عدد من القتلى وكثير من الجرحى.
في ظل هذا الظهور المكثف لقادة «الإخوان» وغياب مرسي عن المشهد تقريبا، ظهر أيضا الشيخ يوسف القرضاوي ليدعو المصريين للتصويت ب«نعم» على مشروع الدستور حتى لا تضيع عليهم 20 مليار دولار وعدت قطر باستثمارها في مصر، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن العلاقة بين الأموال القطرية والاستفتاء على الدستور المصري وحكم «الإخوان»، وينتقدون الشيخ القرضاوي الذي أطلقوا عليه اسم «الشيخ القطراوي» لاستخدامه الأموال القطرية في محاولة التأثير على استفتاء الدستور. من بين المنتقدين كان هناك من تساءل: ماذا لو أن هناك دولة أخرى وعدت باستثمار 30 مليار دولار مثلا وهي معارضة لمشروع الدستور، فهل كان الشيخ القرضاوي سيدعو المصريين للتصويت ب«لا» في الاستفتاء حتى لا يخسروا هذا المبلغ؟
لقد خسر «الإخوان» الكثير من طريقة تصرفهم في مشروع الدستور، مثلما أن الرئيس مرسي أجج المشاعر في الشارع بإعلانه الدستوري الذي تجاوز به صلاحياته المحددة في إعلان مارس 2011 الذي أجازه الشعب في استفتاء فاقت نسبة المشاركة فيه الاستفتاء الحالي؛ ففي ذلك الاستفتاء بلغت نسبة المشاركة 77 في المائة من الناخبين المسجلين، في حين أن نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من الاستفتاء الحالي على مشروع الدستور لم تتعد 31 في المائة وفقا لما نشرته وسائل إعلام مصرية وأيدته جمعيات حقوقية. وحتى ضمن هذه النسبة المتدنية من المشاركين فإن نحو 56 في المائة أيدوا الدستور، بينما عارضه نحو 43 في المائة، وفقا لما أعلنه حزب الحرية والعدالة. وإذا أخذنا بهذه الأرقام فإن ذلك يعني أن مشروع الدستور لم يصوت لصالحه إلا ربع المجمع الانتخابي في مصر، بينما قاطعته أو عارضته النسبة الباقية، فأي شرعية هذه لدستور يفترض أن يمثل توافق أهل البلد ويحصل على تأييد الغالبية الساحقة إن لم يحظ بالإجماع؟
لقد وثقت المنظمات الحقوقية وقوى المعارضة والكثير من الناشطين لخروقات كثيرة خلال المرحلة الأولى من عملية الاستفتاء، ونشرت الكثير من الصور وأشرطة الفيديو على الإنترنت لتوثيق هذه الخروقات مثل وجود عدد من المشرفين على اللجان تبين أنهم ليسوا قضاة وأن بعضهم انتحل هذه الصفة وهرب عندما واجهه الناس، أو المحاولات التي حدثت لعرقلة التصويت، خصوصا في المراكز التي تزداد فيها نسبة المعارضين والأقباط، وتوزيع أموال على ناخبين لكي يقولوا «نعم»، ومنع آخرين من التصويت. كما أظهرت بعض الأشرطة بطاقات معدة وجاهزة بتوقيعاتها وأختامها للتصويت ب«موافق». هذه التجاوزات وغيرها أغضبت القضاة الذين شاركوا في المرحلة الأولى وجعلتهم يقررون الانسحاب من الإشراف على المرحلة الثانية، مما سيرفع من حجم الشكوك إزاء الاستفتاء.
في مثل هذه الأجواء لا يمكن الاحتفاء بنتائج الاستفتاء أو القول إنه سينقل البلد نحو الاستقرار المنشود وحكم دولة المؤسسات. فالواقع أن مشروع الدستور دفع البلد نحو المزيد من الاحتقان، وهيأ المشهد لمواجهات جديدة، ربما تنتهي إلى نتائج لم يحسبها حتى «الإخوان» الذين رفعوا السقف في المعركة بتوجيههم السهام نحو القضاء والإعلام، وهما ساحة المواجهة المقبلة كما يبدو.




http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=709440&issueno=12440


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2012, 11:20 PM   #306
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




عد الدين إبراهيم: وثائق «ويكليكس» ستفضح الإخوان والأمريكان السبت 22 ديسمبر 2012 - م مصر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سعد الدين إبراهيم
قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، أن إعلان موقع ويكيليكس عن كشف وثائق مهمة عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالإدارة الأمريكية سوف يكشف كذب الجماعة، ويوضح الوعود التي حصلوا عليها والضمانات التي قدموها للأمريكان نظير دعم الإدارة الأمريكية لهم خلال الانتخابات الرئاسية والمرحلة التي تليها.

وأكد ابراهيم أنه من المؤكد أن تلك الوثائق ستكشف أيضًا تفاصيل زيارة 30 قياديًا من قيادات الجماعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية للانتخابات الرئاسية والتي وعدوا الإدارة الأمريكية خلالها ثلاثة وعود وهي ” القاعدة الجوية في البحر الأحمر والمرور الأمني في الأراضي المصرية وعدم المساس بمعاهدة السلام ” لضمان مساندة الولايات المتحدة للدكتور محمد مرسى خلال جولة الإعادة من الانتخابات وهو ماحدث بالفعل.

وانتقد ابراهيم نفي جماعة الإخوان وجود أى تعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الأيام تثبت لنا عكس ذلك، وتؤكد وجود تعامل بينهم كل هذا يدل على أنهم مثلهم مثل نظام مبارك لذلك فقد انتابتهم حالة من الخوف عقب الإعلان عن كشف تلك الوثائق.

وحول علاقتهم باللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات الأسبق، قال “ابراهيم” إن عمر سليمان كان يعلم كل كبيرة وصغيرة داخل الجماعة وعقب اندلاع ثورة 25 يناير شعروا بمدى خطورة عمر سليمان عليهم فجلسوا معه أكثر من مرة حتى يكون هناك تنسيق بينهم.

http://www.dostorasly.com/news/view....6-f647d51faba3

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2013, 09:44 AM   #307
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب








مأزق يتحدى الإسلاميين؟!



ميشيل كيلو


سيدرس الباحثون السياسيون من الآن فصاعدا ما يبدو جليا من تهالك سريع يحل بالإسلام الإخواني، الذي بدأ صعوده في نهاية عشرينات القرن الماضي، وصمد أمام محن وتحديات كثيرة وصعبة استمرت ثلاثة أرباع القرن ونيفا، لم تفلح في كسر شوكته أو قهر إرادته، بينما ظل بمنأى عن الفشل الذي حل أثناء هذه الفترة بالمدارس السياسية الكبرى من قومية وشيوعية وليبرالية، وغدا بديلا مرجحا للأمر القائم، وزاد من صدقيته وعود قطعها على نفسه بالتكيف مع متطلبات الديمقراطية كبديل تطلعت إليه شعوب قهرها الاستبداد وعطل تقدمها وأهان كرامتها، وحين هبت لإسقاط حكامها قدم الإسلام الإخواني نفسه كخيار شعبي لم يتلوث بأوساخ سياسات ذاق العرب منها الأمرين خلال نصف قرن ونيف، تعرضوا خلالها لضروب شتى من الويلات، مع أنها ما أن خرجت من حقبة استعمارية مديدة حتى سقطت بين أيدي طغاة داخليين حكموها بأساليب لا تختلف كثيرا عن أساليب الاستعمار، إن لم تكن أشد سوءا منها، في أحوال وبلدان كثيرة.
رغم ذلك، فإن من يراقب ما يجري في مصر وليبيا وتونس يستغرب سرعة اندفاع الإسلام السياسي نحو مآزق متنوعة أهمها قاطبة علاقته بالديمقراطية، أي بروح عصر جديد ومختلف تريد بلوغه كشعوب تريد مبارحة زمن الاستبداد ومصائبه، وما يترتب على نظامها من علاقة بين الحكام والبشر العاديين، الذين أثبتوا في ليبيا ومصر أنهم ليسوا مجرد آلات آيديولوجية تسيرها كلمات أو شعارات براقة يطلقها الإسلاميون نحوها فتذهب طائعة إلى حيث يبغون، وها هم مواطنو تونس يطلقون حركة احتجاجات تضع الإسلاميين في مواجهة الحاجة إلى برنامج اجتماعي شامل يفتقرون إليه، ليبتعدوا في البلدان الثلاثة عن الحراك الشعبي، الذي توهموا أن الشعب أطلقه ليمكنهم من حكمه جماعة وأشخاصا، ولم يقدم تضحياته من أجل نيل الحرية، التي سيضع التلاعب بها كتلته الكبرى في مواجهة من ينتهكونها أو يسعون إلى إقصائها عن الحياة العامة، كما يظهر من احتجاجات مصر الواسعة ضد وثيقة الرئيس مرسي الدستورية، الذي نسي واقعة أنه نجح في الوصول إلى سدة الرئاسة بأصوات هؤلاء الذين نزلوا ضده إلى الشارع، وإلا لكان هزم أمام «مرشح الفلول» الفريق أحمد شفيق، فهو لم يكن خيارهم الحقيقي بل أفضل حل سيئ، ولو كان هناك أي مرشح آخر غير شفيق لكانوا أسقطوا مرسي.
واجه الإسلاميون مشكلات لم يحسبوا لها حسابا، لأنها لا تدخل في منظومتهم الآيديولوجية والسياسية، فقد تبنوا لغة أوحت أنهم مع خيار الديمقراطية، لكنهم ما لبثوا أن تخلوا عنها بمجرد أن سقط مبارك، حين أعلنوا الشريعة مرجعية لدولتهم المدنية، مؤكدين بذلك أنهم لم يغيروا شيئا من خياراتهم، ويضعون الديمقراطية في خدمة هدف آيديولوجي حزبي خاص وضيق، بدل أن يخضعوا آيديولوجيتهم للديمقراطية ويعيدوا إنتاجها بدلالتها وانطلاقا منها. بما أن الشعب ثار في غالبيته العظمى من أجل الحرية والديمقراطية، فإن خطوة الإسلاميين جوبهت برفض قطاعات كبيرة منه، بما في ذلك فقراء مواطنيه، مثلما يفهم من أحاديث المصريين الذين كانوا قد أعطوا أصواتهم للجماعة وحزبها في انتخابات مجلس الشعب، لكنهم انقلبوا عليها وانتقدوها عقب انتخابات الرئاسة بعبارات لا تختلف عن تلك التي كانت قد استخدمت قبل أشهر قليلة ضد نظام مبارك، فالإخوان محبون للسلطة، ولا يفكرون بغير مصالحهم الضيقة، وليسوا ديمقراطيين أو أنصارا للحرية، ومن الضروري إدانتهم لأنهم تخلوا عن وعودهم البراقة، التي تبين أنها كاذبة من ألفها إلى يائها، وعديمة الصلة بالزمن الجديد، ما بعد الحزبي والفئوي، زمن المجتمعية المفتوحة على خيارات لا ينتمي أي منها إلى المنظومة الآيديولوجية أو السياسية، التي يتبناها الإخوان.
هذه الهوة بين الإسلاميين والجمهور تبدو بأوضح صورها في بعض نصوص الوثيقة الدستورية، التي تحول رئيس جمهورية منتخب من الشعب إلى مرشد معصوم يضع نفسه فوق الدولة والبشر، لا يحق لجهة الاعتراض على قراراته ومواقفه، كما تبدو في الطريقة التي رد بها الإخوانيون على الحراك الشعبي ضد خطوة مرسي، التي استنسخت طريقة نظام مبارك وأي نظام مخابراتي آخر، فالذين احتجوا متآمرين قبضوا أموالا من الخارج، وتورطوا في أعمال معادية لمصر مجافية لمصالحها، وهم حثالة لا شأن ولا قيمة لها، استخدموا العنف ضد السلطات والمواطنين وقتلوا الأبرياء، إلى آخر هذه الأسطوانة المشروخة التي مل العرب سماعها في مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن.
الغريب أن هذا الابتعاد عن الإسلاميين تم بسرعة لم تكن تخطر ببال أحد، فقد حدث خلال أقل من عام، ورغم أنهم وصلوا إلى السلطة في بلدين مهمين من بلدان الربيع العربي هما تونس ومصر، ولم يتعرضوا لأي عزل أو أي ملاحقات واضطهادات، وسيطروا على جزء لا بأس به من أجهزة الدولة ووسائل الإعلام والمساجد. في هذه المدة القصيرة، أثبت الإسلاميون أنهم، رغم خبرتهم القديمة وكثرة زعاماتهم، يفتقرون إلى رجال دولة بالمعنى الحقيقي، يعرفون ما الذي سيحل محل الدولة القائمة، إن تمت صبغها بصبغة إسلامية، ويدركون أن ما يريدونه هو ضرب من الاستحالة، لأن إدارتهم للدولة لا يجعل منها دولة إسلامية، وأن من يريد جعلها كذلك يلغيها دون أن يضع مكانها بديلا غير الفوضى، التي تنتشر مقدماتها اليوم في أرض الكنانة، حيث يخبط الإسلاميون خبط عشواء، في تأكيد يومي لعجزهم عن التعامل مع الدولة كأداة فائقة الخصوصية والحساسية، تفقد طابعها كمؤسسة عامة وشاملة ومجردة إن احتلها حزب، أو خضعت لقلة.
استمرت التجربة القومية قرابة نصف قرن، قبل أن تفشل وتسقط بسبب عدائها للديمقراطية. وفقدت الليبرالية فرصتها كمدرسة سياسية بسبب اعتقاد أغلبية العرب بأنها أتت إليهم على جناح الاستعمار. وسقطت الشيوعية في بلداننا بسقوطها في الاتحاد السوفياتي، الذي نجم أساسا عن طابعها اللاديمقراطي. وكان بديل الإسلام الإسلامي وعدا جديا بكل معنى الكلمة، بعد فشل جميع ما مررنا به من تجارب ومدارس سياسية، لكن ارتطامه بالوعد الديمقراطي وتعارضه معه يهدد بجعل إفلاسه السريع حتميا، وبوضع نهاية لدور تاريخي طويل كان يمكن أن يقوم به، ليكون أول مدرسة سياسية عربية تفشل في الاحتفاظ بالسلطة، وينقسم المجتمع حولها بعمق وقوة، بعد قليل من وصولها إليها.
لن ينجو الإسلام السياسي إذا لم يكن ديمقراطيا. ولن يكون ديمقراطيا إذا لم ينزع عنه هويته كجهة مذهبية وفئوية تعمل في شأن عام لا يقبل المذهبية والفئوية، وما لم يتخلص بإرادته مما تفرضه عليه من هيكليات وأبنية. هل الإسلام السياسي مؤهل لذلك وقادر عليه، أم أنه سيقبل تحوله إلى جزء من مأزق العرب التاريخي، وسيكتفي من الأدوار بالتعايش معه، وإدارة أزمته في حاضنته؟ هذا هو السؤال الذي لا بد أن يجيب عليه في البلدان التي وصل إلى الحكم فيها، وفي تلك التي يرشح نفسه للاستيلاء على حكمها، فهل يستطيع؟


http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12454





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 12:09 AM   #308
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




احمد طه النقر

لماذا يكذب الإخوان؟!!

الخميس، 3 يناير 2013 - 21:06



منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين على يد المؤسس حسن البنا فى عام 1928، ظل نشاطها الحقيقى، وكل ما يتعلق بالتنظيم ومصادر التمويل واوجه الإنفاق، سراً مطوياً لا يعرفه إلا رأس الجماعة (المُرشد) وبعض المقربين إليه وذوو الحظوة من أعضاء مكتب الإرشاد.. وبقى هذا السر الدفين حتى اليوم بمثابة قدس الأقداس الذى يحرق كل من يحاول الاقتراب منه أو يدفعه الفضول إلى مجرد طرح الأسئلة بشأنه، لأن فى ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وخروجا على مبدأ السمع والطاعة.. وفى العمل السرى تباح كل المحظورات والرذائل والجرائم، ابتداءً من الكذب وحتى قتل النفس دون وجه حق، على قاعدة أن "الضرورات تبيح المحظورات".. وقد تورط النظام الخاص الذى أنشأه البنا فى عمليات اغتيال طالت سياسيين ووزراء وقضاة، ولم تستثن عناصر من الجماعة شقت عصا الطاعة واعتبرت خطراً على التنظيم..

أما الكذب فكان ولايزال طقسا يوميا يُمارس كنوع من التقية (حيث يُضطر المرء لإظهار خلاف ما يبطن إذا استشعر خطراً يتهدد حياته أو عرضه أو ماله).. ولكن الكذب تحول إلى عادة وسياسة ثابتة بعد أن تمكنت الجماعة من القفز إلى سدة حكم البلاد عقب نجاحها فى ركوب الثورة واختطافها بمساعدة المجلس العسكرى، ورعاية الأمريكيين وبعض الأنظمة النفطية.. هنا سقطت كل الأقنعة التى كان يتخفى وراءها قادة الجماعة وكوادرها، وكشفت عن وجه قبيح مراوغ طالما أخفته تحت شعارات المشاركة والتعايش والتوافق والحوار الوطنى وقبول الآخر المختلف فى الفكر والعقيدة.. ولم يكتفوا بالكذب بل أضافوا إليه نقض الوعد وخيانة العهد.. أعلنوا أنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسى، ثم تقدموا باثنين أحدهما رئيسى والآخر احتياطى.. وطرح المرشح الاحتياطى برنامجا للنهضة لم يتحقق منه شىء، كما قطع على نفسه وعودا للمائة يوم الأولى وفشل فى إنجاز أى منها.. أما ثالثة الأثافى فكانت التعهدات التى التزم بها أمام ما سمى بالجبهة الوطنية التى ساندته قبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية، إذ تعهد لهم بستة التزامات مكتوبة لم يُنفذ منها شيئا، وخاصة تعهده بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية المخولة بوضع مشروع الدستور الجديد، بحيث تضم مختلف مكونات وأطياف المجتمع المصرى، وهو الالتزام الذى كان تنفيذه كفيلا بإنقاذ البلاد من المأزق الذى حُشرت فيه، ناهيك عن حمامات الدم وخطر التقسيم الذى بات أقرب إلينا من أى وقت مضى!!..

وكنتُ أظن، وبعض الظن إثم وغرور، أننى صاحب عبارة "يكذب كما يتنفس"، وكنتُ أُطلقها على بعض الصحفيين والسياسيين وخاصة من قيادات الإخوان، ولكننى اكتشفتُ مؤخراً أن قياديا إخوانيا قديما ردد هذه العبارة فى وصف الإخوان المسلمين.. ففى كتاب "سر المعبد" للقيادى الإخوانى السابق المحامى البارز ثروت الخرباوى، يقول إن محمد المأمون المحرزى، وهو من قيادات محافظة قنا، اتصل به من الكويت، حيث يقيم منذ سنوات طويلة، ليقول له: "أنا يا ابنى عشت عمرى كله مع الإخوان، آمنتُ بدعوتهم ونافحت عنهم وتوليت العديد من المهام الخطيرة فى التنظيم.. ولكن عندما فرض الحاج مصطفى مشهور سيطرته على الجماعة تغيرت وانقلبت إلى وجه آخر، وجه قبيح لا نعرفه، الجماعة الموجودة الآن ليست هى جماعة الإخوان المسلمين.. والحقيقة يا أستاذ ثروت أنا لا أعرف كيف يصبر الإخوان على الإدارة الحالية التى تديرهم.. إنها إدارة كاذبة مخادعة فاشلة تكفيرية، أضاعت الإخوان يوم أن ولغت فى السياسة، جريمة أن تستمر هذه الإدارة فى مكانها، لقد رأيتهم وهم يتحدثون فى التليفزيون فرأيتُ الكذب يقفز منهم قفزاً، إى وربى إنهم يكذبون كما يتنفسون، والمأساة يا أخى أنهم يعرفون إننا نعرف كذبهم ولكنهم لا يأبهون، هذه الإدارة تشكل فيما بينها جماعة (الإخوان الكاذبون)"!!..

وفى هذه الشهادة الكاشفة لواحد من جيل الرواد فى الجماعة إشارة واضحة إلى الانقلاب القطبى (نسبة إلى سيد قطب) على أفكار المؤسس حسن البنا والذى نفذه فريق مصطفى مشهور.. وكان أبرز أعضاء هذا الفريق محمود عزت وخيرت الشاطر والدكتور محمد مرسى (الرئيس الحالى؟!!)..

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2013, 12:11 AM   #309
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






فرض مصطفى مشهور أفكاره ورجاله على التنظيم حتى دانت لهم الأمور تماما.. ولم يُخف هذا الرجل أبداً تبنيه لأفكار سيد قطب التى تكفر المجتمع المسلم وهى الأفكار التى وصفها العلامة الكبير الشيخ يوسف القرضاوى بأنها "خروج عن أهل السنة والجماعة"، مؤكدا أن سيد قطب تأثر بأفكار الشيخ أبو الأعلى المودودى إلى حد كبير وأخذ عنه فكرة الحاكمية والجاهلية، ولكن قطب خرج فى النهاية بنتائج عن تكفير المجتمع وجاهليته تختلف تماما عما قاله المودودي".. وهنا قامت قيامة القطبيين على الشيخ القرضاوى حتى إن الدكتور محمد مرسى اتهمه بالجهل باللغة العربية إذ قال نصا فى حديث تليفزيونى: "... ويجب لمن يقرأ لسيد قطب أن يتعلم اللغة العربية أولاً، قلبى على القرضاوى الذى لا يعرف العربية ولا يُتقن غير التركستمانية، فإذا عرف العربية سيعرف أن ما يقوله سيد قطب هو الإسلام"!!..(وسأترك للقراء التعليق على هذا التطاول على الشيخ القرضاوى من رجل لحن فى القرآن الكريم عندما قرأ الآية الشهيرة إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء فرفع اسم الجلاله بدلاً من نصبه!!).. ولكى نتعرف أكثر على أفكار تيار القطبيين الجدد الذين يحكمون مصر الآن، سأنقل لكم حرفيا رأى زعيمهم مصطفى مشهور وموقفه من المسيحيين المصريين، إذ قال للمحامى البارز الأستاذ مختار نوح فى حضور الخرباوى شخصيا إن "النصارى يجب أن يدفعوا الجزية، ولا يجوز إدخالهم الجيش، فكيف يدخلون الجيش ويدافعون عن مشروعنا الإسلامى وهم لا يؤمنون بالإسلام، الجزية رحمة بهم، وهذا هو تشريع الله، هل نغير من تشريع الله؟!".. بل أضاف: "لا يجوز أن نقول عنهم مسيحيون فالله لم يقل عنهم هذا، نصارى أو أقباط أو صليبيون.. هؤلاء الأقباط ليسوا من أهل الكتاب بل هم من المشركين، ولا يجوز الزواج منهم ولا أكل طعامهم.. ولا يجوز أن نُلقى عليهم السلام ونقول لهم تحية الإسلام.. السلام عليكم"!!.. الغريب أن نفس هذا الرجل يعتبر اليهود أهل كتاب، إذ حكى لى صديقى الكاتب الصحفى الكبير سعد هجرس أنه كان معتقلا مع الإخوان وأنه بعد نكسة 67 سمحت ظروف المعتقل ببعض الترفيه وذهب مع بعض المعتقلين اليساريين إلى مصطفى مشهور ليعرضوا عليه إقامة مباراة كرة قدم بين فريق من اليساريين وآخر من الإخوان فرفض الزعيم الإخوانى اللعب معهم باعتبارهم ملحدين، فما كان منهم إلا اللعب مع فريق من المعتقلين اليهود المصريين.. ولكن المفاجأة المدوية كانت قرار المعتقلين الإخوان بتشجيع الفريق اليهودى بحماس منقطع النظير.. وفى نهاية المباراة توجه سعد إلى مشهور ليسأله مستغربا عن سر تشجيع اليهود وليس اليساريين فقال له مشهور "أليسوا أهل كتاب"؟!!.. وفهم سعد أنه يقصد أن أهل الكتاب أحق بالتشجيع على أى حال من مُلحدين كفرة من اليساريين والشيوعيين!!..

أما آخر الشهادات التى أود إيداعها هذا المقال، لوجه الله والتاريخ، فهى شهادة المهندس أبو العلا ماضى الذى انفصل عن الجماعة وقال للخرباوى إن "جماعة الإخوان مثل القطار الذى كان متجها إلى مدينة ما فقام بعض الاشرار باختطاف القطار وتغيير مساره".. وأضاف موضحا: "تنظيم سيد قطب بدأ فى السيطرة على الجماعة، وهم ليسوا أبناء الفكرة الأصلية للإخوان، ولكن لديهم رؤى خاصة بهم"!!.. وأختم بشهادة الأستاذ عصام سلطان، وهو عضو سابق بالجماعة، والذى قال، فيما نقله عنه الخرباوى أيضا إن "جماعة الإخوان يقودها الآن مجموعة من الأغبياء الذين لا يفهمون، ولو فهموا لماتوا"، مضيفاً أن "الجماعة انتهت بوفاة الأستاذ عمر التلمسانى، ومن يدير الجماعة الآن هم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع"!!...


http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=896968


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2013, 10:17 AM   #310
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب







هل وصل حلم «الإخوان» إلى طريق مسدود؟

احمد عثمان



يواجه الإخوان المسلمون في 2013 أخطر مرحلة في تاريخهم الطويل، وسوف تكون فاصلة في تحديد مستقبلهم السياسي؛ فمنذ نجاحهم في الوصول إلى سدة الحكم في مصر وهم يتصرفون بطريقة ارتجالية دون تفكير أو تدبير، أو كما يقول المثل العامي في مصر يبدو أن «السكينة سرقاهم».
وبدلا من محاولة كسب حب الجماهير التي أوصلتهم إلى السلطة والعمل على رضاهم، فهم يتحدون الناس ويستكبرون من منبر السلطة، مصرّين على استبعاد كل من يقف في الطريق الذي رسموه لأنفسهم. إلا أن هذا الأسلوب لن يوصل «الإخوان» إلى دولة الخلافة التي يحلمون بها، بل سوف يقودهم حتما إلى خارج التاريخ.
فالجميع متفقون على أن الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها مصر الآن، والتي قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد المصري وزيادة معاناة الجماهير من الفقر والبطالة، نتجت عن حالة عدم الاستقرار التي سادت الموقف السياسي مؤخرا.. فبعد إلغاء المحكمة الإدارية العليا اللجنة التأسيسية التي اختارها مجلس الشعب المنحل لعدم صحة تكوينها، وبعد اتفاق القوى السياسية على ضرورة مشاركة جميع طوائف الأمة، بشكل متوازن، في صياغة دستور الثورة، أصر الإخوان على الاستئثار بكتابة الدستور.
وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فاجأ الرئيس محمد مرسي شعبه بإصدار إعلان دستوري يمنع القضاء من حل جمعية الدستور، ويحصن قراراته هو أمام القانون، كما قرر عزل النائب العام في مخالفة صريحة لأحكام القانون المصري. وضمّن مرسي إعلانه بندا يسمح له باستخدام أجهزة الدولة لقمع معارضيه الذين اعتبرهم خطرا يهدد البلاد والوحدة الوطنية. وبينما فرحت جماعات الإسلام السياسي بقرارات مرسي، انزعجت غالبية أبناء شعب مصر من سيطرة الرئيس على جميع سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهو ما لم يتمكن حسني مبارك من فعله خلال ثلاثين عاما.
نتيجة لهذه التصرفات التي قامت بها حكومة «الإخوان»، نزلت الجماهير إلى الشارع، وعاد شباب الثورة إلى الاعتصام في ميدان التحرير من جديد، ودخلت البلاد مرحلة من عدم الاستقرار.
وفي استطاعة الرئيس المصري وجماعة «الإخوان» إنهاء الأزمة واستعادة ثقة شعب مصر والمستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري. وبالتالي، فإن إعادة الاستقرار هي الوسيلة الوحيدة لعودة الثقة في الاقتصاد المصري وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية. ومع إدراك «الإخوان» أن في استطاعتهم إنهاء معاناة الشعب المصري وإعادة الأمل إلى ملايين الفقراء الذين منحوهم أصواتهم في الانتخابات؛ لو أنهم تراجعوا عن الدستور الذي انفردوا بكتابته، فإنهم يفضلون المغامرة باقتصاد البلاد بدلا من هذا التراجع. فقد دخلت مصر من جديد في معادلة «البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة»، أو بمعنى آخر؛ من يستطيع أن يصمد أمام الأزمة أكثر من الآخر: «الإخوان» أم التيار المدني؟ وبدلا من أن يتخذ الرئيس مرسي الخطوات الضرورية لإعادة الاستقرار السياسي في مصر، فهو يطالب المصريين بالتوقف عن معارضة قراراته لإعطاء الاقتصاد فرصة للتعافي.
ما يحدث في مصر الآن هو الذي سوف يحدد مصير حلم جماعة الإخوان المسلمين في جميع البلدان العربية.. فلو نجحت الجماعة - بقيادة محمد بديع المرشد العام - في إقامة الجمهورية الإسلامية في مصر، فسوف تستكمل مسيرة «الإخوان» في غزة والسودان وليبيا وتونس، وتحاول القفز على دول الخليج من الكويت شمالا، لتكوين دولة الخلافة التي بشر بها حسن البنا منذ 85 عاما. وعلى الجانب الآخر، لو فشل مشروع «الإخوان» في مصر، فسوف يؤدي هذا الفشل إلى نهاية حلم الجماعة التي خططت من أجله لنحو قرن من الزمان.
ولا يبدو أن «الإخوان» أصبحوا قادرين على رؤية المشهد بعين موضوعية، فهم ما زالوا يعتقدون أن الناس يصدونهم مهما قالوا. وقد تحدث الرئيس مرسي أمام مجلس الشورى متفائلا عن النمو الاقتصادي الذي تم في عصره، والرخاء الذي ينتظر البلاد لو أنها استسلمت لقراراته. ومع هذا، فبعد ساعات قليلة من خطابه، أكد البنك المركزي المصري أن احتياطي النقد الأجنبي لديه وصل إلى الحد الأدنى الذي يبدأ معه الخطر، كما اعترف هشام قنديل رئيس الوزراء بأن الوضع الاقتصادي أصبح «صعبا ودقيقا». وبدلا من أزمة الدستور التي يواجهونها الان مع النخبة , سيجد الأخوان انفسهم امام ملايين الفقراء الذين اتوا بهم الى السلطة ,بسبب ازمة الخبز .
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12458

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2013, 11:21 AM   #311
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب







اعترافات حماس.. رسالة للإسلاميين

عثمان ميرغنى

في حديثه أمام مؤتمر الإسلاميين ونظام الحكم الديمقراطي قبل أشهر قليلة اعترف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن هناك فرقا بين موقع المعارضة والحكم، بين التخيل والمعايشة، وفرقا بين الناقد والممارس، وخلص إلى أن «على الإسلاميين أن يعترفوا أن الحكم أعقد مما كانوا يتصورون، وهذا ينطبق على حماس».
وقبل يومين نقلت «الشرق الأوسط» عن شخصية قيادية أخرى في حماس اعترافا بأن الحركة فشلت في إقناع الشارع بصدقها، بينما نجحت فتح على الرغم من ما وصفه بانقسام قيادتها. ودعا الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحماس في المجلس التشريعي في تصريحاته المنشورة قيادة الحركة إلى استخلاص العبر من حجم الحضور الجماهيري الكبير في احتفال حركة فتح بذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين قبل أيام في غزة، مما يستدعي وقفة مع الذات من حماس لمراجعة الفجوة بين البناء القاعدي للحركة وجماهير الشعب الفلسطيني، على حد تعبيره.
هذا الكلام ليس الوحيد من نوعه الذي يعترف فيه قادة من حماس بصعوبة تجربة الحكم أو بالأخطاء التي ارتكبتها الحركة، فقد تحدث عن ذلك آخرون بعد أن جربت حماس الحكم لمدة سنة عبر صناديق الاقتراع، ثم لخمس سنوات أخرى أو أزيد قليلا بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية وطردها لها من غزة. يومها أصبحت حماس ثاني حركة إسلامية تنفرد بالحكم عن طريق الانقلاب المسلح بعد الجبهة الإسلامية في السودان التي اختارت الانقلاب العسكري على الديمقراطية منذ أزيد من ثلاثة وعشرين عاما وما تزال تحكم بالأمن والقمع وتراكم جبالا من الأخطاء والخطايا. صحيح أن حماس حاولت التبرير لانقلابها بالقول إنها «اضطرت» إلى ذلك، وهو ما عبر عنه عدد من قادتها في مناسبات عدة من بينهم مشعل الذي لخص الأمر هكذا: «تجربة الحركة في القطاع هي تجربة إجبارية اضطرارية وليست حالة طبيعية، فنحن دفعنا بشكل قسري إلى حالة الانقسام ولم نخترها، ولا يصح أن تكون هناك سلطة في الضفة وسلطة في غزة، وحكومة في الضفة وحكومة في غزة، بل يجب أن تكون هناك سلطة واحدة وحكومة واحدة». لكن الواقع أن حماس لم تستطع التكيف مع ضغوط الحكم ومتطلباته لا سيما في ظل «التزامات أوسلو» فقررت الهروب إلى الأمام بتدبير الانقلاب على السلطة والانفراد بحكم غزة. وكما بات معروفا فإن «الانقلاب» لم يحل المشكلة بل فاقمها، فزادت الضغوط على حماس وساءت الأوضاع بالنسبة لغزة وأهلها، وعانت القضية الفلسطينية بسبب حالة الانقسام والتشرذم.
اليوم وبعد وصول حركات إسلامية أخرى إلى الحكم عبر الانتخابات وعلى ظهر ثورات «الربيع العربي»، فإن تجربتي السودان وحماس تصلحان لاجترار الكثير من الدروس والعبر سواء للإسلاميين المتلهفين للحكم، أو لخصومهم الذين يتخوفون منهم ويشككون في مدى التزامهم بالديمقراطية وبقواعدها. ففي الحالتين اختارت حركتان إسلاميتان أسلوب الانقلاب على الديمقراطية والشرعية، وأرادتا لحسابات ربما تكون مختلفة، الانفراد بالحكم وفرض نهجهما ورؤيتهما من دون الخضوع للمساءلة أو للمرونة والتنازلات الداخلية التي تتطلبها الديمقراطية، ومن دون الاضطرار للامتثال إلى التناوب السلمي عبر صناديق الانتخاب إذا أراد الناخبون تغييرا في الوجوه أو في الأسلوب والأفكار. «الاضطرار» كان هو التبرير الذي لجأ إليه إخوان السودان وحماس لتبرير عدم قدرتهما على التكيف مع الديمقراطية، مثلما أصبحت «الضغوط» هي المشجب الذي يعلقان عليه أي فشل يواجهانه.
اللافت أنه بينما سعى قادة من حماس إلى اعتبار أن حكم الإسلاميين في غزة «حالة خاصة» لا يمكن القياس عليها أو اعتبارها نموذجا بعد الربيع العربي، فإن حكام السودان الحاليين قالوا إن حكمهم يعتبر «مثالا يحتذى»، بل وحاولوا إيهام أنفسهم بأنهم ألهموا الربيع العربي وسبقوه في تفجير الثورات. الواقع أن التجربتين لا يمكن اعتبارهما نموذجا، بل ورطة للإسلاميين الذين يحاولون إقناع الناس في دول الربيع العربي بأنهم «ديمقراطيون»، بينما ينظر إليهم خصومهم بالكثير من الشك والتوجس، ويحذر آخرون من أنهم لا يلتزمون بالتداول السلمي الديمقراطي على السلطة، ولا يحترمون الرأي الآخر أو يقبلون خلافا في الرأي.
من ينظر إلى الأوضاع في دول الربيع العربي لا سيما في مصر سيلمس مدى جدية المخاوف التي تنتاب الكثيرين في ظل الصراع الدائر على السلطة وحالة الانقسام والتشتت، ومدى أهمية أن يستفيد الناس من تجربتي إخوان السودان وحماس لأخذ الدروس والعبر منهما حتى لا تتكرر الأخطاء. فالإخوان في مصر وحلفاؤهم من الحركات الإسلامية الأخرى يتصرفون وكأنهم لم يتعلموا شيئا لا من تجربتهم ولا من تجارب الآخرين، ولذلك فقدوا في ظرف أشهر معدودة رصيدهم الانتخابي وخسروا تعاطفا مكنهم من الفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأظهروا وجها برر للكثيرين مخاوفهم. فهم لم يلتزموا بالوعود التي قطعوها للناس بأنهم لا يريدون الهيمنة، وناوروا وحايلوا لتمرير رؤيتهم في الدستور، وأبدوا ضيقا شديدا من الرأي الآخر فشنوا هجوما عنيفا على الإعلام وعلى القضاء، ومارسوا أساليب الترهيب ضد المحتجين والمعارضين، ولجأوا إلى استخدام شماعة الضغوط وأحاديث المؤامرات لتبرير تصرفاتهم. وفي كل ذلك رسخ الإخوان الانطباع بأن الإسلاميين - ربما بحكم تربيتهم التنظيمية القائمة على مفهوم السمع والطاعة - لا يستطيعون التعايش مع قواعد الديمقراطية ومفاهيم التعددية واحترام الرأي الآخر.
الإخوان وهم يمسكون بزمام الحكم لا يستطيعون التشبث بذرائع الاضطرار أو مشجب الضغوط، فحماس يمكنها إنهاء حالة الانقسام وقبول المصالحة والعودة إلى شرعية صناديق الانتخابات والتداول السلمي الديمقراطي على الحكم لو شاءت، وإسلاميو نظام «الإنقاذ» في السودان في مقدورهم وقف القمع وإنهاء الاستبداد والقبول بإعادة البلد إلى الحكم الديمقراطي لو أرادوا. أما إخوان مصر وهم التنظيم الأم فهم في حاجة إلى التفكر في كلام مشعل عن أن الحكم أعقد مما يتصورون.
ما أكثر العبر، وما أقل الاعتبار. لو نتذكر ذلك لما كنا نعاني مما تشهده الكثير من دول المنطقة من أزمات ومشكلات، ولما سالت كل هذه الدماء في الصراع على السلطة، أو من أجل التشبث بكرسي زائل لا محالة.

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12461


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2013, 11:10 AM   #312
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب







ما سر التقارب بين الإخوان وإيران؟
احمد عثمان


بدعوة من وزير خارجية مصر إلى وزير الخارجية الإيراني، وصل علي أكبر صالحي إلى القاهرة حاملا رسالة خاصة للرئيس مرسي من محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية، تشير إلى مدى التقارب السريع الذي حدث بين البلدين منذ وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم في مصر. وتعتبر زيارة صالحي إلى القاهرة لثلاثة أيام هي أول زيارة رسمية لمسؤول إيراني رفيع المستوى إلى دولة عربية منذ تنحي الرئيس مبارك عن الرئاسة في فبراير (شباط) 2011. وفي الوقت الذي تواجه فيه دول الخليج العربي تهديدات إيرانية وتدخلا في شؤونها الداخلية، وبينما تقصف صواريخ إيران مواقع الثوار في سوريا دفاعا عن الأسد ونظامه، يجري التفاهم بين مصر وإيران حول تطوير العلاقات الثنائية والعمل المشترك في الشرق الأوسط، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «نعتقد أن الدول العظيمة ذات النفوذ، مثل إيران ومصر، لها دور مهم في تحقيق السلام والاستقرار» في المنطقة («طهران تايمز» 9 /1 / 2013). فما سر هذا التقارب بين دولة تهدف إلى إعادة سيطرة الإمبراطورية الفارسية على بلدان العرب، وجماعة تريد إعادة الخلافة للسيطرة على نفس هذه البلدان؟
قبل أيام من وصول صالحي إلى القاهرة، وحسب ما جاء في بعض وسائل الإعلام، وصل مدير المخابرات الإيراني بدعوة من «الإخوان» للقاء سري مع أعضاء الجماعة، لمساعدتهم في السيطرة على أجهزة الأمن المصرية. وتحدثت جريدة «التايمز» البريطانية عن زيارة قام بها قاسم سليماني إلى القاهرة لمدة يومين بعد أعياد الميلاد: «طلبت الحكومة الإسلامية في مصر سرا المساعدة من إيران لتعزيز قبضتها على السلطة... فقد علمت (التايمز) بزيارة قاسم سليماني للعاصمة المصرية لمدة يومين بعد أعياد الميلاد مباشرة، للتباحث مع مسؤولين كبار قريبين من الرئيس مرسي. جاء سليماني الذي يشرف على الميليشيات الإيرانية السرية في المنطقة - بما في ذلك حزب الله وحماس - بناء على دعوة من حكومة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي تدعمه. والتقى مدير المخابرات الإيراني بعصام حداد مستشار الرئيس مرسي» (8 / 1 / 2013).
ورغم إنكار ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئيس مرسي عقد هذا اللقاء، نشرت جريدة «المصري اليوم» تقريرا عن مصدر أمني رفيع يفيد بأن اللقاء قد تم بالفعل بين عصام حداد وقاسم سليماني، وهو الذي تسبب في رحيل وزير الداخلية المصري اللواء أحمد جمال الدين في التعديل الوزاري الأخير. وقالت الصحيفة (في 9 / 1 / 2013) إن جمال الدين اعترض على لقاء الحداد بالمسؤول الإيراني للتعرف على كيفية سيطرة حكومته على الأجهزة الأمنية بهدف تطبيقها في مصر.
كما اعتبر بعض المعلقين أن زيارة سليماني إلى مصر تفصح على نية جماعة الإخوان المسلمين في تشكيل قوات «الحرس الثوري» على الطريقة الإيرانية، حيث بينت الأحداث الماضية عدم رغبة جهاز الشرطة في الخروج على تقاليد المؤسسة الأمنية القائمة على المساواة بين المواطنين، وعدم الصدام مع المعارضين السلميين. وتبين عدم رغبة الجيش في التصدي للجماهير دفاعا عن حكم الإخوان، ورغبته في تحقيق توافق وطني بين جميع التيارات السياسية. فقد دعا قائد الجيش ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ممثلي القوي الشعبية إلى الحوار للخروج من الأزمة السياسية في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن الرئيس مرسي عاد فألغى هذه الدعوة عندما رفضتها جماعة الإخوان.
ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تتبع خطى الثورة الإسلامية في إيران، حيث قام الخميني بتأسيس حرس الثورة الإسلامية بعد سقوط نظام الشاه رضا بهلوي في إيران. ففي سنة 1979 تمكن تحالف ثوري من الليبراليين والجماعات الدينية من إسقاط النظام، ثم قام الخميني بإعلان إيران جمهورية إسلامية بعد أقل من شهرين من سقوط النظام. وقام الخميني بتشكيل الحرس الثوري ليكون قوة مسلحة خاضعة للنظام الإسلامي، وتولى الحرس الثوري تصفية جميع التنظيمات اليسارية والليبرالية - التي تحالف معها أثناء الثورة - باعتبارهم أعداء الله، وفرض الإسلاميون سيطرة كاملة على كل مؤسسات الدولة. كما تم استبعاد الجيش النظامي الذي تقرر اقتصار عمله على الدفاع عن حدود الدولة الإيرانية، بينما يتولى الحرس الثوري حماية الثورة الإسلامية في الداخل.
كانت طهران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة بعد سيطرة الخميني على الحكم بسبب توقيع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل، لكن الرئيس محمد مرسي جاء ليعيد التواصل مع إيران عندما حضر مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية، بعد أيام قليلة من توليه الرئاسة في أغسطس (آب) الماضي. ويبدو أن القيادة الإسلامية في إيران والقيادة الإخوانية في مصر تسعيان إلى التحالف المرحلي، حتى تستسلم الفريسة وبعدها تتصارعان على تقسيم الغنيمة. فهذا هو ذات الأسلوب الذي سارت عليه تنظيمات الإرهاب مع إيران، عندما تحالفت «القاعدة» وحماس مع الجمهورية الإسلامية، رغم الخلاف الآيديولوجي الكبير بينهما.

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12466

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-17-2013, 01:37 PM   #313
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






الخرباوي: الإخوان بدأوا تحويل استثماراتهم من الإمارات لقطر

أكد أن احتياطي جماعة الإخوان المسلمين من المال يقدر بنحو 40 مليار دولار



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثروت الخرباوي، المحامي والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين








العربية.نت أكد ثروت الخرباوي، المحامي والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين بمصر أن "جزءاً من أموال الإخوان يستثمر في هونغ كونغ وفي تركيا، وهي أكبر الاستثمارات، وكذلك في دبي، لكن الإخوان بدأوا يحولون استثماراتهم من الإمارات إلى قطر، بسبب تضييق السلطات الإماراتية الخناق عليهم منذ ثوره 25 يناير".

وأضاف الخرباوي أن "جماعة الإخوان المسلمين دخلها السنوي تقريباً مليار و200 مليون جنيه مصري، من اشتراكات الأعضاء داخل مصر. وتعتمد الجماعة في المقام الأول على الدخل الخاص بها من أعضائها بمصر، وفي وقت الأزمات يتم تمويلها من الدول الأخرى التي فيها نشاط للإخوان"، حسب ما جاء في "بوابة الأهرام".

وأكد أن صرف الأموال يكون عادة في وقت الانتخابات، مضيفاً: "لكن الصرف الأكبر يكون في بدلات التفرغ، فمثلاً يحصل الدكتور محمد بديع، المرشد العام على مبلغ 50 ألف جنيه شهرياً، بالإضافة إلى سيارة خاصة وفيلا مبنية خصيصاً له من تبرعات الأعضاء، كما يحصل أعضاء مكتب الإرشاد على مبالغ تحت مسمى بدل تفرغ".

وأضاف الخرباوي أن الاحتياطي النقدي للإخوان المسلمين يقدر "بعد إضافة ناتج الاستثمارات بالخارج والأصول وما إلى ذلك بما لا يقل عن 40 مليار دولار احتياطي مدخر للإخوان المسلمين، أي أكبر من الاحتياطي النقدي للحكومة المصرية حالياً".

تصريحات العريان "بالونة اختبار"


وبسؤاله عما إذا كان ذلك الاحتياطي النقدي الكبير يعد تفسيراً لثقة الدكتور مرسي، عندما صرح خلال حملته الانتخابية للرئاسة بأن هناك 200 مليار جنيه جاهزة للاستثمار في مصر، أجاب الخرباوي: "الرئيس مرسي كان يداعب مشاعر الناس، وكان يتكلم عن أمر آخر يبدو أنه كان مخططاً له وهو عودة اليهود للاستثمار في مصر، فالشركات التي قالوا إنها تم الاتفاق معها هي مملوكة في أغلبها لليهود".

وأكد على وجود ارتباط بين تصريحات الدكتور عصام العريان، الخاصة بدعوة اليهود للعودة لمصر، وتصريحات الرئيس مرسي، بالرغم من أن الرئاسة وحزب "الحرية والعدالة" أكدا أنه يعبر عن وجهة نظره فقط.

وقال الخرباوي إن تصريحات العريان دائماً ما تكون "بالونة اختبار"، وهو يستخدم دائماً لهذا الأمر، حسب قوله. وأضاف: "العريان ينفذ تعليمات مرسي وقيادات الإخوان المسلمين"، وقد نفذ العريان ما طُلب منه. وأشار إلى أن العريان أطلق تصريحاته هذه بعد زيارته لواشنطن، حيث التقى شخصيات أمريكية ودار بينهم حوار حول أحقية اليهود في العودة إلى مصر.


أمريكا أوصلت مرسي للرئاسة


وفي سياق متصل، كشف الخرباوي سر العلاقة بين "الإخوان" وأمريكا، مؤكداً أن الطرفين تجمعهما "علاقة مصلحة"، شارحاً أن "الأمريكان يتعاملوا بعقلية الشركة المساهمة، عقلية الصفقات وترتيب التحالفات والتشاركات، والإخوان جماعة برغماتية نفعية تبحث عن مصلحتها، لذا فهما يلتقيان".

وأوضح أن "العلاقة بينهما بدأت منذ عام 2003 تقريباً، وكان الواسطة بينهما هو الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي صرح بذلك مباشرة في حوار له بعد خروجه من السجن بسنوات، وهيلاري كلينتون فضحت هذا الأمر في تصريحاتها ضمن لقاء لها في بودابست في المجر، إذ صرحت بأن أمريكا على علاقة مع "الإخوان المسلمين" قبل سنوات من الثورة.

وأضاف الخرباوي متحدثاً عن هذه العلاقات: "أما إلى ماذا وصلت فقد وصلت إلى الحالة التي نحن عليها الآن، فالأمريكان هم الذين ساعدوا مرسي للوصول إلى الحكم، وهم رعاة بقائهم".


حماس وسيط بين الإخوان وإيران


وحول علاقة الجماعة بحماس، قال الخرباوي: "حماس كان لها دور كبير كوسيط بين الإخوان وإيران، والزيارة الأخيرة التي تمت مع المسؤول الإيراني كانت بوساطة خالد مشعل، وهو لقاء خطير، لأنه كان يتضمن أن تنشئ الرئاسة جهازاً أمنياً خاصاً بها، وأن يتدرب على أعلى مستوى ويتكون من أعضاء الإخوان وشبابها".

وشدد على أن "الزيارة كانت للاتفاق الأمني، الإخوان يريدون إنشاء مؤسسة أمنية تساعدهم على السيطرة على الأمور، وتعتبر خطوة من خطوات تعميق العلاقة بين الطرفين".

وأضاف الخرباوي أن "سيناء كانت هي الجائزة الكبرى لحماس. كل الدلائل تشير إلى أن هناك فكرة لجعل سيناء إمارة إسلامية، ومن أجل ذلك أصدر وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، قراره بمنع التملك في مناطق معينة من سيناء، ومنع التملك لغير المصريين في أماكن أخرى، وذلك خوفاً من أن تكون هناك محاولات توطين للفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية المصرية من أصول فلسطينية في مناطق سيناء".




يتبع


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-17-2013, 01:38 PM   #314
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب







الشاطر صاحب الكلمة العليا


وبسؤاله مباشرة عن أيهما أولى ومقدم بالنسبة للإخوان "أمن الجماعة أو أمن مصر"، أجاب القيادي السابق بالجماعة أن "الجماعة بكل تفصيلاتها مقدمة على مصر كلها (...) فجماعة الإخوان ليس لها وطن".

وفي سياق آخر، أكد الخرباوي أن الذي يختار الأفراد للمواقع المهمة في الدولة هو جماعة الإخوان وليس الرئيس مرسي، لأنها مهتمة بتقوية نفسها لذا تقوم باختيار أفراد من الجماعة في مواقع مهمة بالنسبة لها.

وتطرق في حديثه عن المهندس خيرت الشاطر، ووصفه بأنه صاحب القرار الأقوى في مكتب الإرشاد، وأضاف: "ففي يد خيرت الشاطر المال، وفي يد محمود عزت الرجال، وبالمال والرجال تتم السيطرة على القرار".

وقال إن الشاطر هو الذي أدار معركة المرشد فجعل مهدي عاكف، مرشداً ثم محمد بديع. كما وصف الدكتور محمود عزت بأنه رئيس جهاز المخابرات الإخواني ويشبه عمر سليمان يختفي ولا أحد يراه.


الإمام حسن البنا فقيه من الدرجة الثالثة


وبسؤاله عن تقييمه لمرشدي الإخوان، قال الخرباوي: "الإمام حسن البنا هو داعية من الطراز الأول وفقيه من الدرجة الثالثة، رجل "داهية"، مؤثر في الجماهير ولديه طاقة كبيرة، أما حسن الهضيبي فهو رجل متعجرف ضيق الصدر، سريع الانفعال وسريع الغضب".

وتابع قائلاً: "عمر التلمساني هو شخصية استثنائية مرت على جماعة الإخوان المسلمين وهو أعظم مرشد مر عليها. وحامد أبو النصر فقد تولي موقع المرشد بعد أن أصبح كهلاً ولم يترك بصمة بها. ومصطفى مشهور هو رجل النظام الخاص، عقليته سطحية جداً ومحدود الثقافة للغاية، لكن عقليته العسكرية والتنظيمية من الطراز الأول".

وختم قائلاً إن "المستشار مأمون الهضيبي هو كوالده رجل متعجرف متعالٍ مغرور ضيق الصدر، ومهدي عاكف هو رجل ضعيف للغاية ويخفي ضعفه بالصوت العالي، وأخيراً فإن الدكتور محمد بديع "عقله تكفيري وقلبه قلب صوفي".

http://www.alarabiya.net/articles/20...16/260828.html





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-30-2013, 09:39 AM   #315
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب








أوباما والربيع الإخواني: سياسة «التجريب»!

يوسف الدينى


راهن الكثير على أن ولاية أوباما الثانية ستشهد تغييرات واسعة في سياسته الخارجية التي كانت محل انتقاد، لا سيما أنها لم تكن على وتيرة واحدة، بمعنى آخر لا يستطيع المراقب السياسي أن يضعها في إطار رؤية محددة، فهي تفتقد «الحسم» في سوريا، لكنها حاسمة جدا في مساندة ودعم الحلفاء الجدد «الإسلام السياسي» ومنحهم المزيد من الفرص رغم الأخطاء الكبرى التي ستنعكس بالدرجة الأولى على أميركا نفسها في حال تفاقم الأوضاع في المنطقة، والسؤال ما الذي يحدث في العقل الأوبامي وداخل أروقة البيت الأبيض؟
يمكن القول: إن الولايات المتحدة منذ أن اتخذت قرار استبدال الأنظمة السلطوية التي لا تحظى بتأييد شعوبها بالإسلام السياسي على اعتبار أنه يمثل قوة ضاربة في الشارع، وهي تمارس سياسة «التجريب» فيما يخص العلاقات الخارجية، فالمصالح الأميركية قائمة كما نعلم على مبدأ صياغة التوازنات الدولية طمعا في تعزيز دور الولايات المتحدة ومكانتها في العالم.
سياسة «التجريب» قد تؤدي إلى فتوحات اقتصادية أو تحولات فيما يخص الفرص الممنوحة لدول كانت تصنف على أنها دول معادية، والأصل أن التجريب بمعناه العلمي هو تكرار التجربة للوصول إلى نتائج مغايرة باستخدام أدوات وعوامل جديدة، لكنه بهذا المعنى في عالم السياسة «خطر» جدا إذا لم تدرس العواقب بشكل جيد، وهو الخطأ الذي تحاول الولايات المتحدة المضي فيه قدما، وعذرها في ذلك مع أوباما هو أن قدومه لسدة الرئاسة بتلك الطريقة الدرامية كقصة نجاح شخص عصامي أوقعته في مأزق الانسلاخ من الإدارة السابقة والوقوع في فخ «التجريب»، ورغم كل ما يقال عن الإدارات السابقة التي ترأسها جمهوريون من نقد وتجريم لاستخدامها القوة العسكرية كسلاح وحيد في حفظ المصالح؛ فإن استبدالها بالقوة الناعمة وبشكل حصري أيضا غير طريقة تلقي الموقف الأميركي سواء من قبل حلفائها الجدد (الإسلاميين) أو خصومها السابقين كإيران وسوريا وكل دول وحركات وميليشيات الممانعة.
وإذا كانت معززات النفوذ الأميركي في المنطقة ليست عسكرية فحسب، فالتفوق العلمي والاكتساح الثقافي المدعوم باقتصاد متين صنعا الصورة الأميركية الأسطورية لكن التفوق العسكري كان يجعلها متقدمة بمسافة كبيرة على منافسيها الصين وروسيا وباقي الدول الأوروبية، ومن المهم التذكير هنا بأن أميركا ما زالت تستحوذ على أكثر من نصف الإنفاق العالمي على التسليح.
سياسة «أوباما» التجريبية وخصوصا مع الإسلام السياسي كانت مبنية على نجاح التجربة التركية، وهو ما حفز الأميركيين على تكرار التجربة دون التنبه إلى اختلاف المناخ والعوامل المؤثرة، تراجع علمانية تركيا سياسيا وصعود القوى الجديدة التي كانت تمثل الطبقة الوسطى وتحالف التجار لم يتأسس على أنقاض العلمانية، وإنما على تطويرها بحيث تستوعب أطيافا أخرى تتفق معها في خطوطها العريضة لكنها تستند إلى هوية إسلامية كان الحزب حريصا على تحييدها في صعوده السياسي، كما أن طموح تركيا بقيادة العالم الإسلامي عبر تحالفها مع الإسلام السياسي في دول ما بعد الربيع العربي وإن حظي بمباركة أميركية، إلا أنه تم رفضه بشدة من قبل كوادر الإسلام السياسي وحلفائها السلفيين فهو في نظرهم إسلام معلمن لا يمكن أن يكون بديلا لأطروحات الحاكمية وتطبيق الشريعة وكل الشعارات المستندة إلى «هوية» طاردة لأي اختلاف أو تنوع داخل المنظومة الفكرية للإسلام السياسي وعلى رأسهم «الإخوان».
التجريب الأوبامي في رهانه على «الإخوان» في طريقه للفشل كما تدل كل المؤشرات، حيث صورة «الإخوان» في أدنى مستوياتها وتنحدر بشكل سحيق، فلا يمكن للجماعة أن تدعي تسيد المشهد المصري أمام كل هذه المظاهرات التي تجتاح المدن الكبرى وتسقط العشرات من الأبرياء، وربما مع استمرار الوضع ستتجاوز أرقام الضحايا «ثورتها الأولى» في ظل ارتباك الرئيس محمد مرسي المشدود لأهله وعشيرته، كما أن تحالف الجماعة مع المجلس العسكري بعد سقوط مبارك لن يفيد الآن بعد أن تخلى «الإخوان» عن وعودهم ليس للعسكر بل للشعب وباقي القوى السياسية وقاموا بالسيطرة على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وصولا إلى تحقيق حكم المرشد حيث يعتلي الرئيس العرش بصلاحيات مفتوحة وغير مسبوقة.
مأزق الحالة المصرية و«الإخوان» فيها يمارسون التجريب لكن ليس بطريقة سياسية وإنما «أمنية» ضاغطة وهو ما سيفقدهم شرعيتهم لكن ذلك أيضا مرهون بعوامل أخرى يدرك «الإخوان» أنها لم تتخلق بعد، وأهمها وجود كيان معارض يحظى بقبول الشارع ويستطيع أن يتفق على أهداف محددة وليس مجرد عداء «الإخوان» كما هو الحال في جبهة الإنقاذ التي لا تتفق على شيء سوى مضادة منطق الجماعة فحسب، لكن الخطر القادم من المناطق خارج القاهرة يبدو أنه سيخلق كيانات جديدة تفيق معها هويات صغيرة جهوية ومناطقية تنذر باشتباكات عنيفة ومع سقوط الضحايا يصبح خط الرجعة صعبا للغاية مع حالة التردي الاقتصادي وغياب أي مشاريع تنموية جادة لانتشال الوضع من القاع.
في مقالة هامة للغاية كتبها حسين آغا في «ذي نيويورك ريفيو» على جزأين بعنوان هذه ليست ثورة أشار إلى لقطة هامة وهي أن ما يحدث هو جزء من لعبة الكراسي الموسيقية في مصر، يلعب السلفيون اليوم الدور الذي لعبه الإخوان المسلمون من قبل، والإخوان المسلمون يلعبون الدور الذي لعبه من قبل نظام مبارك. وفي فلسطين، الجهاد الإسلامي هو حماس الجديدة التي تطلق الصواريخ إحراجا لحكام غزة، وحماس هي فتح الجديدة التي تزعم أنها حركة مقاومة في حين تحكم الخناق على من يجرأون على المقاومة، وفتح محض نسخة من الأوتوقراطيات العربية القديمة التي كانت تنتقدها فيما مضى. ترى - ويتساءل - كم نبتعد بالضبط عن اليوم الذي سوف يقدم فيه السلفيون أنفسهم للعالم بوصفهم البديل الأفضل من الجهاديين؟
إشكالية التجريب الأوبامي أنها اطمأنت إلى تصورات الإسلام السياسي حول المصالح الغربية ومصالح إسرائيل وهو ما دافع «الإخوان» عنه بشراسة كصفقة سياسية في مقابل رفع اليد عن أدائهم السياسي الداخلي حتى لو بلغ سحق كل المعارضين والاستيلاء الكامل على السلطة على طريقة «الخلافة» وهو الأمر الذي أراح الأتباع والكوادر التي تعمل في الجماعة ومع حلفائها، فهي لا تكف عبر رسائلها في ال«يوتيوب» والإنترنت عن ضرورة عدم السماح لأي أحد بالاقتراب من السلطة بعد أن من الله بها على أهل الحق.
إنه كما يقول حسين آغا مجددا «سباق أولمبي للجري على الحبل. إن قوة الإسلام السياسي تأتي أساسا من عدم ممارسته. ونجاحه مؤخرا قد لا يكون إلا مؤشرا على قرب سقوطه. كم كانت الحياة أبسط على الجانب الآخر».
y.aldayni@asharqalawsat.com
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...2#.UQixA_I27co

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 10:06 AM   #316
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب





إخوان مصر وحصاد الخسائر الفادحة








هاشم عبدالعزيز


التذاكي قمة الغباء، هذا ما ينطبق تماماً على جماعة الإخوان المسمين في مصر التي جمعت في لحظة ما بين صعود صاروخي إلى قمة وواجهة السلطة وانحدار إلى مشارف حافة هاوية سحيقة .

في البدء هم فوجئوا باندلاع ثورة يناير، وبتذاكيهم جمعوا بين أن يكونوا الشريك غير المؤكد للنظام والشريك غير المؤكد للقوى الوطنية، وجاء غيابهم في فترات حاسمة للثورة العام 2011 ليثير علامات استفهام حول موقفهم، وفي أبرز ما يشير إليه متابعون أنها تراوحت بين تواطؤ القيادات مع نظام مبارك والانخراط العفوي التلقائي لقطاعات من قواعدها في مجرى الثورة الشعبية، وبين هذا وذاك كان الوقوف على “الحياد” بدافع الحذر وما يُوصف بال”براغماتية” التي تمارسها الجماعة انتظاراً لما يسفر عنه ميزان القوى، وهذا ما حدث في ما بات معروفاً ب “الطبخة”، التي أنجزوها مع العسكر برعاية أمريكية لتبدأ رحلة استئثارهم بالسلطة .

ومع أن هذه اللحظة كانت قصيرة لكنها قدمت حقائق عدة، وفي الأبرز منها أن ثورة يناير من أجل الحرية والعدالة والكرامة في ذكراها الثانية جددت التأكيد على قدرة الشعب المصري ليس النهوض وحسب، بل استمرار عملية التغير وبناء مصر جديدة .

لقد وضع الإخوان أنفسهم في موقف القوة غير الجديرة للنظام المراد تغييره، فقد تجاهلوا الأطراف السياسية الوطنية والفعاليات الثورية الشبابية، وبدأوا مشوار تسلطهم بالهروب من قضايا الناس الحياتية والحقوقية، وفي الواقع العملي باتوا شركاء في النظام الذي لم يسقط بعد رغم تنحي رئيسه وخروج العديد من أركانه، والمسألة هنا في السياسات غير الاجتماعية داخلياً وتجديد البقاء بالدوامة التبعية ذاتها التي رهن من خلالها مبارك مصر بمكانتها وإمكاناتها وما يفترض من خياراتها وسياساتها الخارجية، للإدارة الأمريكية .

ما هو جدير بالإشارة في هذا الشأن، أن الجماعة تحاول رمي ما آلت إليه أمورها من انحدار على أطراف سياسية أخرى، إلى درجة أنها تبدو في شكواها وبكائها أنها غدت ليست وحيدة، بل ويتيمة، مع أن الحقائق مجافية لهذه الادعاءات، إذ للإخوان داعمون كثر وبإمكانات هائلة، ومن بين أبرز هؤلاء الأمريكيون الذين تقاطر وصول خبرائهم ومخبريهم الأمنيين إلى مصر بأعداد كبيرة للوقوف على ما يجري .

وما لم يعترف به الإخوان، وهم جميعاً يفعلون ذلك، أنهم بأعمالهم قبل أقوالهم يذهبون إلى حصاد خسائر كبيرة وعبر مريرة، وهاكم بعضاً من أوجه هذه الحقيقة:

الوجه الأول الاستسهال: إذ بدا الإخوان كما لو أن لديهم المفاتيح السحرية لمواجهة قضايا مصر وما زاد من ثقتهم تلك الخريطة الطويلة للداعمين والراضين عنهم في الخارج ووقوعهم في ركون القدرة على مضاعفة الاحتشاد الشعبي بالاعتماد على حملاتهم الدعائية وأنشطتهم السياسية بأوجه خيرية في الأوساط الشعبية الفقيرة، وقد وقعوا تحت تأثير التسويقات الدعائية الخادعة من أن هذا الزمان “زمنهم” من دون وعي لمعضلات مصر، ومن دون إدراك أن أحداً غير قادر على امتلاك الزمن الذي يمضي بأفق إنساني .

الوجه الثاني هو الاستئثار: والمسألة هنا لا تقوم على تغييب الشراكة التي تفرضها متطلبات إعادة البناء ومواجهة التحديات الماثلة والقادمة وحسب، بل الضيق من الآخر بوجوده فكيف الأمر بالنسبة لحقوقه؟ والمثل الأبرز هنا أن الرئيس مرسي سجل رقماً قياسياً في ملاحقات الصحافيين والإعلاميين بتهمة “إهانة الرئيس” .

وحسب الشبكة العربية للمعلومات فإن بلاغات الرئيس مرسي ضد الإعلاميين بلغت في ستة أشهر فقط أربعة أضعاف ما شهدته في الأعوام الثلاثين من حكم مبارك، وأربعة وعشرين ضعفاً لعدد القضايا المشابهة التي شهدتها فترة تولي الرئيس الأسبق أنور السادات، وأكثر من كل حكام مصر منذ بدء العمل بالمادة التي تجرم إهانة رأس الدولة قبل أكثر من 100 عام .

الوجه الثالث الافتقاد إلى القدوة الإدارية: وهذا لا يعود إلى غياب الكفاءات والخبرات؛ فالجماعة لديها أعداد غير قليلة من هذه القيادات والكوادر، ولكن هذه الكفاءات تبقى أسيرة البابوية الاقطاعية للمرشد العام بالنسبة للجماعة بكاملها، ولمن يمسكون بمفاصلها الهرمية الذين حولوا القيادات الإدارية إلى واجهات لتوجيهاتهم لا إلى كفاءات تنفذ السياسات .

الوجه الرابع، ويتمثل بما يمكن تسميتها “عقدة المعاناة”، إذ من المعلوم أن هذه الجماعة نالت نصيب الأسد من الاعتقالات والملاحقات، وحرمت من حقها السياسي .

إن ما يحدث الآن من قبل جماعة الإخوان تجاه المواطنين في تظاهراتهم يطرح أمرين، إما أن الجماعة في وهم استملاك مصر لمجرد إمساكها بمقاليد السلطة وعلى الآخرين الخيار إما الانصياع أو المغادرة، وإما أنها باتت القوة التي تناهض التغيير في هذا البلد . .

نعم،تخوض جماعة الإخوان المسلمين في مصر معركة شرسة ومندفعة للحفاظ على مغانم السلطة، هي وحدها من أشعلها بخداعها الأطراف السياسية ولرفضها التوافق على الدستور ولعقدها صفقات التفافية على الثورة بأهدافها وطلائعها الشابة، كما يبدو لم يعد بمقدور الجماعة مجرد إيقاف تداعيات خسائرها الفادحة، وباتت في حال انتحار ومواجهة مع الجماهير الثائرة .

* نقلا عن "الخليج" الإماراتية



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 02:57 PM   #317
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب






الخرباوى: الإخوان استعانت بكافر لتصل للحكم



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ثروت الخرباوى

كتبت – منة الله جمال: السبت , 09 فبراير 2013

أكد "ثروت الخرباوى" -المحامى والقيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين- أن علاقة الإخوان بالأمريكان بدأت في السبعينيات من خلال عدة لقاءات تعارف بين السفير الأمريكى وقتها والتيارات السياسية.
وأوضح أن الخرباوى خلال برنامج الذاكرة السياسية علي فضائية العربية أنه خلال برلمان 2005 والذي حصل فيه الاخوان على 88 مقعدا وقع تحت يده خطاب مرسل من إخوانى يقيم في أمريكا إلي الإخوان فى مصر يتحدث عن دوره في الوساطة بين الإخوان وأمريكا.
وأضاف أن مرسل هذا الخطاب أسمى نفسه في الخطاب "H" ووصل له من قيادة كبيرة في الإخوان رفضت هذا السلوك، مؤكداً أن الإخوان لم يستطيعوا تكذيب الخطاب وفحواه عندما نشرته مجلة مصرية في عام 2006.
وأشار الي أن الخطاب تضمن أن أمريكا لا تمانع في وصول الإخوان للحكم، فضلاً عن اهتمامها بتداول السلطة واحترام الديمقراطية والحفاظ علي حقوق الأقليات وابتهاجها من تصريحات الإخوان تجاه إسرائيل لو وصلوا للحكم أنهم سيحافظون علي اتفاقية كامب ديفيد.
ولفت الخرباوى إلي أن الإخوان اتفقت مع أمريكا وتمت عدة مقابلات عديدة بين هيلارى كلينتون وسعد الكتاتنى، واعتبر هذه المقابلات بأنها جريمة وكان يجب على الإخوان الاتفاق مع الشعب المصرى، قائلا: "هم يرفعون علم أمريكا في السر ويحرقونه في العلن".
وقال الخرباوى: "الإخوان في داخلهم يقولون إن أمريكا الشيطان الأكبر في العالم لكنهم يستعينون بها من خلال الاستعانة بكافر ليصل به إلي الحكم".

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بوابة الوفد الاليكترونية


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 10:40 AM   #318
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب




الإخوان و"الحقيقة العارية"




فيصل عباس




منذ وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، حبس المراقبون أنفاسهم منتظرين أن تتجلى الصورة وتتضح النوايا، وازدادت الأسئلة عقب اتضاح وجود مساعٍ لتجميع السلطة في يد الرئيس محمد مرسي منذ فوزه كمرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الديمقراطية التي جرت بعد الإطاحة بنظام الرئيس المصري حسني مبارك في عام 2011.
لكن كل تلك التساؤلات تبددت خلال هذا الأسبوع عندما انتشر مقطع فيديو عن عنف الشرطة المصرية، قيل إنه تم تسجيله يوم الجمعة الماضي. ويظهر التسجيل عناصر الشرطة وهم يجردون شاباً - اسمه حمادة صابر - من ثيابه، ويبرحونه ضرباً من دون شفقة أمام القصر الرئاسي.

لا سبب للاحتفال

وكان المصريون عادوا إلى الشوارع منذ 25 كانون الثاني/يناير، لمناسبة مرور سنتين على انطلاق الثورة التي أنهت 30 سنة من حكم حسني مبارك، لكن سرعان ما تبين أن التجمهر لم يكن للاحتفال، بل لقيادة حركة احتجاجية جديدة، فالاقتصاد تدهور، والظروف المعيشية ساءت، وحال الطوارئ عادت تتحكم بحركة المواطنين، والحكم لا يبدو مهتماً إلا بخدمة الحزب الحاكم (وإن تغير اسمه اليوم ليصبح الإخوان المسلمين)، أو بمعنى آخر فقد عاد الوضع إلى المربع الأول في مسيرة استعادة الوطن.

بعد انقضاء ثمانية أشهر في الحكم، لا يمكن للإخوان المسلمين أن يتباهوا بإنجازاتهم (إذا استثنينا افتتاح أول مقهى "حلال"، يمنع فيه الاختلاط بين الرجال والنساء، كما تمنع فيه الموسيقى).
لكن، والحق يقال، الإخوان نجحوا فيما كان قد يكون مستحيلاً لمعظم الناس، فالأمر يتطلب قدرات فذة في مجال هدر الفرص وتضييعها كي يتمكن أي أحد من عدم الاستفادة من استعداد العالم لدعم نهضة مصر الجديدة وازدهارها.
ومن غير المفاجئ أن العديد من اللاعبين الدوليين باتوا مترددين في تقديم أية قروض مالية تحتاج إليها مصر بشدة حتى تتمكن من الوقوف على قدميها. صحيح أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عرض تقديم قروض مالية لمصر، لكن ذلك سيكون بمثابة "قبلة الموت"، حيث إن كل "مساعدة" تقدمها إيران لأي دولة تعني أمراً واحداً، وهو أن تلك الدولة باتت معزولة، ولم يعد لها من ينقذها من عزلتها.

موقف موحد

هذا لا يعني أن المصريين كانوا على خطأ في اختيارهم المسار الديمقراطي، ولا يمكن أن يعني أنه علينا أن نرفض حق المصريين في اختيار ممثليهم الذين اختاروهم نتيجة انتخابات ديمقراطية، ومع ذلك، فإنه لا يجوز أن نتغاضى عن الحقيقة وننسى أن ثورة 2011 لم يبدأها الإخوان ولا هم قادوها، لكن، وفي غياب كيان معارض واضح للاستفادة من انتصار هذه الثورة، لم يجد الإخوان من ينافسهم على قطف ثمارها.
كما أنه، وبسبب التجاذبات السياسية الداخلية، عندما حان موعد الانتخابات في عام 2012، وجد المصريون أنفسهم بين المطرقة والسندان، ولم يبق أمامهم سوى أن يختاروا بين مرشحين: واحد من الإخوان المسلمين، وآخر مرتبط بالنظام السابق.
بينما يمكن قول الكثير في انتقاد الإخوان المسلمين، لا بد من إبداء الإعجاب بحسن تنظيمهم، حتى إنه بدا واضحاً منذ بداية الثورة أن الإخوان المسلمين هم الأكثر استعداداً للاستفادة من انتصار الثورة المصرية.

يبقى على المعارضة الليبرالية أن تتحد خلف سياسي محنك وقوي، ويجب أن يتم ذلك اليوم قبل الغد، فإنه من دون قيام معارضة معافاة وقوية ومتماسكة، لن يتوقف المشهد المصري عند صورة معارض واحد يتم جره عارياً في الشارع، بل يمكن أن يمتد إلى البلد كله.


http://www.alarabiya.net/views/2013/02/10/265544.html



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013, 09:48 AM   #319
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب








سر المعبد أو الأسرار الخفية لجماعة الإخوان

عبد المنعم سعيد


عنوان المقال مشتق من عنوان كتاب الأستاذ ثروت الخرباوي «سر المعبد: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» الذي طبع منه اثنتي عشرة طبعة أصدرتها «دار نهضة مصر»، وفاز بجائزة معرض القاهرة للكتاب لأكثر الكتب مبيعا.
الكتاب لم يكن هو الأول من الكاتب عن الجماعة التي هجرها، وإنما هو الثاني بعد كتاب «قلب الإخوان» الذي صدر في عام 2002، والحقيقة أنه لا توجد نية هنا لإعادة عرض الكتاب، فقد قام كتاب عدة بعرضه والتعليق عليه، كما أن المؤلف نفسه لم يقصر، ولم تقصر معه محطات تلفزيونية كثيرة، في عرض ما جاء في الكتاب والاستطراد من منطلقاته، إلى التعليق على الأحداث الجارية، التي أغلبها منذ شيوع «الربيع العربي»، لا بد أن يكون الإخوان طرفا فيها، بعد أن دان لهم الحكم في أكثر من بلد عربي ساد الظن فيها أن الربيع لكي تظهر أزهاره الديمقراطية والليبرالية والمدنية لا بد أن تكون القيادة فيه لجماعات بعيدة عن «الإسلام السياسي» بعد السماء السابعة.
ولكن ذلك لم يحدث، وبدا الأمر أن الثورات أو الهبات أو الانتفاضات التي جرت في بلدان عربية عدة، جاءت لغرض واحد، وهو أن ينتهي أمر السلطة فيها إلى حكم الإخوان المسلمين. ولذلك فإن «سر المعبد» الذي شاع لم يكن فيه من الأسرار الكثير، حيث إن قصته هي القصة التقليدية الشائعة في العلوم السياسية تحت اسم الأحزاب أو التنظيمات «الكفاحية»، أي تلك التي تترابط داخليا من خلال آيديولوجيا «كفاحية»، غالبا ما تدفع أعضاءها إلى التضحية بالذات ودخول السجون، وأحيانا الموت في سبيل الدفاع عن فكرة من نوع ما، قد تكون قومية محلية، وقد تكون ذات توجه عالمي.
ولم تختلف حركة الإخوان المسلمين من حيث آلياتها وممارستها عن التنظيمات الشمولية التي شاعت خلال القرن العشرين، وحاولت الوصول إلى السلطة في أكثر من دولة، وفي الأغلب كان لها تنظيم عالمي. وربما تميزت حركة الإخوان على هؤلاء أنها لم تنتقل فقط من القرن العشرين إلى القرن الواحد وعشرين بسلاسة، وإنما استمرت ممثلة في أكثر من 80 دولة من دول العالم، وفي كل الأحوال فإنها تكيفت مع ظروف متغيرة جعلتها في تونس تختلف عنها في المغرب، وعنها في مصر، وتلك في تركيا، وإندونيسيا، وهكذا دول، حتى إن اجتهاداتها في الغرب، أو حيث يعيش المسلمون كأقلية في بلدان العالم المختلفة، كان فيها تميز واضح.
«سر المعبد» إذن لا يزال غائبا، فما سرد علينا من أسرار لا يزيد أو يقل كثيرا عما هو شائع، وربما ضروري، في التنظيمات ذات الطبيعة الكفاحية، بل إن قصة الخروج عليها والتمرد على أحكامها شائعة كثيرا في أدب التنظيمات المماثلة، ولكنها في أغلب الأحوال لا تترك أكثر من ندبات دعائية، ونادرا ما نجد في داخل هذه التنظيمات ما يدعوها - نتيجة ما نشر عنها - للمراجعة أو الانفتاح أو التطوير فيما عرفته من تقاليد وأساليب في العمل.
المسألة إذن، وطالما أن الإخوان المسلمين سوف يكونون معنا في السياسة العربية والإسلامية لسنوات مقبلة، فربما آن الأوان لأخذهم بالجدية التي يستحقونها، والتي لا تعني بالضرورة الاعتقاد فيما يعتقدون فيه، أو تبني مواقفهم السياسية، وإنما فهم المساحة الهائلة من المرونة العملية التي يتحركون من خلالها وفيها. وما علينا إلا ملاحظة مواقف الإخوان في تركيا، حيث الرغبة الشديدة في اللحاق بالاتحاد الأوروبي، مع الحفاظ على الروابط الوثيقة مع حلف الأطلنطي والولايات المتحدة في الخارج، والمبادئ «العلمانية» الصريحة في الداخل؛ ومواقف التنظيمات الإخوانية المختلفة في مصر والمغرب وتونس وفلسطين وأفغانستان والسودان، حيث تتباين المواقف وتتعدد، بل تختلف وتتناقض في أحيان كثيرة.
وربما لا تبدو المسألة صعبة الحساب فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، حيث ضرورات التفوق الغربي والاعتماد على الدول الغربية يجعل الضرورات تبيح المحظورات، وإنما هي أكثر صعوبة في التعامل مع توجهات «الإسلام السياسي» الأخرى، سواء كانت «سلفية» أو «جهادية» أو حتى تقليدية، أو تركيبات مختلفة من كل ذلك.
هنا فإن مواقف الإخوان تتراوح ما بين محاولات الاستيعاب أو الاحتواء، وأحيانا التردد فيما يتعلق بالحركات الأصولية الشيعية التي تحظى بالإعجاب الإخواني في لحظات، والرفض في لحظات أخرى، وكلاهما (الإعجاب والرفض) يتمان وفق درجات مختلفة من الحدة والكثافة. ولا يوجد لغز في السياسات الإخوانية أكثر من ذلك المتعلق بالعلاقات مع إيران وحزب الله، حيث يبدوان أحيانا في طليعة المجاهدين، وأحيانا أخرى من لديهم نية الاختراق غير المحمود لأهل السنة والجماعة.
«سر المعبد» ليس كامنا في العلاقات الداخلية للجماعة، أو بينها وبين أعضائها، ولكنه يظل مكتوما وغائبا فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يبدو أن الإخوان لم يعطوها الاهتمام الذي تستحقه، سواء في أيام السجن أو في ساعات الحرية. ورغم أن أعضاء في جماعة الإخوان دخلوا في زمرة من يسمون برجال الأعمال، كما أن تواجدهم الكثيف في دول الخليج العربية وبعض الدول الأوروبية جعلهم يطلعون على عالم البنوك والاقتصاد العالمي بدرجات متنوعة، فإن كل ذلك لم يكن كافيا لاستيعاب التطورات التي جرت في العالم خلال الأعوام الأخيرة، ربما لأن العالم لم يعد كما كان، وتوالت عليه أزمات اقتصادية متعددة خلال الأعوام الخمس الماضية، وربما أن «العولمة» قد باتت من التعقيد والتركيب بحيث تستعصي على دول العالم المتقدمة والمنظمات المالية في الدنيا كلها، فكيف يكون الحال مع الجماعة التي عاشت تحت ظروف المطاردة والسجن؟ الحيرة الإخوانية ظهرت بوضوح حينما وصلوا إلى السلطة، فإذا بنا نواجه باضطراب بالغ، وحكى لي مسؤول خليجي بارز أنه خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة من حكم زين العابدين بن علي رئيسا لتونس لم يحدث أن طلبت تونس معونات أو مساعدات اقتصادية من دول الخليج، ولكنها بعد الثورة ووصول حزب النهضة إلى الحكم إذا بها لا يمر أسبوع إلا ويمر مسؤول تونسي يطلب العون.
لم تختلف الحالة كثيرا في دول «الربيع» الأخرى، حيث بدت الحالة الاقتصادية أبعد ما تكون عن الربيع، وظهر أن الحكمة الاقتصادية فيها من الأسرار ما يستعصي على المعابد.
لم ينفض السر إذن؛ لأن البحث جرى على جانب النميمة أكثر مما كان في لب القضية .

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...6#.URsn4_I27co

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-16-2013, 09:46 AM   #320
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من الهلال الشيعي إلى الهلال الإخواني!


أنا : ود محجوب







مرشد إيران يطالب الرئيس المصري بتبني تعاليم الخميني في بناء الدولة
مصادر أمنية ل«الشرق الأوسط»: خلافات في القاهرة بشأن رسائل طهران






نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةصورة من خطاب خامئني إلى الرئيس مرسي على موقع «فارس» الإيراني
لندن: أمير طاهري القاهرة: عبد الستار حتيتة
طالب «المرشد الأعلى» الإيراني علي خامنئي الرئيس المصري محمد مرسي بتبني «النموذج الإيراني» والانضمام إلى طهران في «بناء الحضارة الإسلامية الجديدة»، استنادا إلى تعاليم الإمام الراحل آية الله الخميني، إلا أن مصادر أمنية رفيعة في القاهرة قالت ل«الشرق الأوسط» أمس إن الرئاسة المصرية تلقت عدة رسائل من جهات إيرانية رسمية وأخرى محسوبة على النظام في طهران، من أجل حث مصر على قبول التعاون معها في أربعة مجالات؛ اقتصادية وسياسية وأمنية وتقنية، لكن المصادر نفسها تحدثت عن وجود خلافات داخل مؤسسات الدولة الرسمية بشأن الموافقة على الطلبات الإيرانية.
وتأتي دعوة خامنئي للرئيس المصري في شكل خطاب مكون من 1200 كلمة، وتم التوقيع عليه بالنيابة عن الخميني من قبل مستشاريه المقربين البالغ عددهم 17، بمن في ذلك «مستشار شؤون السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية» علي أكبر ولايتي.
ويبدأ الخطاب بتوجيه التهنئة لمرسي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية ل«الثورة المصرية» وانتخابه رئيسا للبلاد. ويقول الخطاب إن إيران قد أصبحت «تحت ولاية الفقيه» «واحدة من أكثر دول العالم تقدما» في مجموعة من المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية.
ويشير الخطاب إلى أن «الحق في حكم المجتمعات البشرية يعود إلى الله ورسوله وأهل البيت»، كما يؤكد على أن «أفضل مسار في الحياة هو الذي يكون مستوحى من ولاية الفقيه».
ويضيف الخطاب أن الخميني كان فيلسوفا عظيما وعالما ذا مكانة بارزة في التاريخ الإسلامي، ولذا فإنه يتعين على المسلمين في كل مكان اتباع تعاليمه، ولا سيما فيما يتعلق ب«الحرب بلا هوادة ضد الصهيونية والغطرسة العالمية». ويشير الخطاب إلى أن الغرب نفسه يحاول الآن العودة إلى طريق الإيمان، مؤكدا أن «السبب في العودة إلى الإيمان هو المأزق الناجم عن النمو والتربية من دون الدين».
ويعد الخطاب بأن «المفكرين الإسلاميين الإيرانيين على استعداد لتقديم قدراتهم العلمية المتاحة للحكومة المصرية النبيلة وشعب مصر العظيم». ويوجه الخطاب حديثه إلى مرسي قائلا: «نظرا لأنك تتمتع بقدر كبير وعميق من الإيمان والفلسفة والفكر، ولأنك على رأس دولة قد ورثت الحضارة الإسلامية، فإننا نحثكم على أن تقيموا حكومتكم بناء على الإسلام فقط، ويتعين عليكم أن تتجاهلوا الضغوط الدولية وتأثير ما يسمى بالمثقفين الذين يبحثون عن فصل الدين عن السياسة».
ويضيف الخطاب أن «مصر الجديدة» يجب أن تبنى وفقا لتعاليم الإسلام كما وردت في النموذج الإيراني للتنمية، مشيرا إلى أن كافة الصراعات الدولية يمكن حلها عن طريق التعاليم الدينية، ولا سيما الإسلامية منها. ويضيف الخطاب: «لا يمكن للمواقف الإنسانية أن تقدم حلولا كاملة للاحتياجات الروحية والمادية للبشر».
ويرى محللون سياسيون أن هذا الخطاب يعكس سعي إيران الحثيث لإيجاد موطئ قدم لها في مصر. ودائما ما تزعم وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن «الربيع العربي» كان، في الواقع، بمثابة «الصحوة الإسلامية» المستوحاة من تعاليم الخميني وقيادة خامنئي. ومع ذلك، تكمن المشكلة في أن جميع بلدان «الربيع العربي» ليس لها علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.
ووفقا للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فإن محتوى هذا الخطاب قد نوقش في جميع لقاءاته في مصر، بما في ذلك اللقاء الذي حضره في الأزهر. وتحدث نجاد في طهران قائلا إن بعض خطابات خامنئي باللغة العربية قد «أسيء فهمها» في مصر، وإنه حاول «توضيح الأمور». ويريد أحمدي نجاد أن يقوم خامنئي بتخفيف حدة ادعائه بأنه يقود العالم الإسلامي برمته، وأن يرضى بمكانة أكثر تواضعا ك«مرشد أعلى».
وعلى هذا الأساس، قد يكون هذا الخطاب الموجه إلى مرسي بمثابة هجوم مضاد من قبل خامنئي الذي يشعر بالانزعاج من الانتقاد الضمني الموجه إليه من قبل أحمدي نجاد. ويمكن أيضا أن ينظر إلى هذا الخطاب، الذي أثار ضجة كبيرة في طهران، على أنه محاولة لمواجهة كل الأحاديث المثارة حول تأثير «النموذج التركي» على البلدان التي اجتاحها ما يسمى ب«الربيع العربي».
ومن جانبها قالت مصادر أمنية في القاهرة أمس إن الخلافات المصرية بشأن التعاون مع إيران يرجع لعدة أسباب؛ على رأسها مخاوف من تأثير أي تعاون رسمي بين البلدين على علاقات الرئاسة المصرية مع حلفائها في الداخل، خاصة من جانب التيار السلفي الذي يدعم الرئيس محمد مرسي منذ انتخابه للرئاسة الصيف الماضي، ومن جانب مؤسسة الأزهر التي تحظى باحترام واسع بين المصريين، وهاجمت الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشدة عند زيارته لها مطلع هذا الشهر.
وأضافت المصادر قائلة إنه، على الصعيد الخارجي، توجد نقطتان خلافيتان أخريان فيما يتعلق بعودة العلاقات بين القاهرة وطهران المقطوعة منذ عام 1979، وهما تعارض العلاقة بين البلدين مع التزامات مصر تجاه أمن الخليج واتفاقية السلام مع إسرائيل كدولة لا تعترف بها إيران، والتزام مصر تجاه «علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية».
وقالت المصادر إن النظام الرسمي الإيراني يضغط على مصر بوسائل عدة، من بينها دعوة ناشطين مصريين لزيارة طهران، وحث ناشطين إيرانيين موالين للنظام على التقارب مع النظام الرسمي في مصر، مشيرا إلى أن رسالة الأساتذة الإيرانيين التي بعثوا بها للرئيس مرسي بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تعتبر من وسائل الضغط لتحقيق التقارب مع القاهرة.
وزار الرئيس الإيراني القاهرة في الأسبوع الثاني من هذا الشهر. وقالت المصادر إن نجاد استقبل بحفاوة من جانب الرئيس محمد مرسي ومن جانب عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وإنه بحث مع الجانب المصري فتح سفارتي البلدين في كل من القاهرة وطهران، وتقديم مساعدات مالية لمصر، وإلغاء التأشيرة الإيرانية أمام الزوار المصريين لإيران، إلا أن «مؤسسات مسؤولة في الدولة أخطرت مرسي عبر تقارير أنه من السابق لأوانه عودة العلاقات بين البلدين في الظروف الحالية، محليا وإقليميا ودوليا».
وأضافت المصادر الأمنية أنه تم رفع تقارير للرئاسة عن أن «مضار التقارب مع إيران في الوقت الحالي أكثر من نفعها»، مشيرة إلى أن التقارير تضمنت أيضا «اقتراب تأزم علاقة طهران مع المجتمع الدولي بسبب تطوير مشروعها النووي»، و«احتمال خسارتها للنظام السوري، آخر حلفائها على البحر المتوسط».
يشار إلى أن إيران عضو في «اللجنة الرباعية» التي اقترحها الرئيس مرسي لحل الأزمة السورية التي تضم كلا من مصر والسعودية وتركيا وإيران، إلا أن مواقف طهران تتعارض مع الدول الثلاث الأخرى بشأن النظام السوري الذي يحظى بمساندة من طهران.

http://www.aawsat.com/details.asp?se...9#.UR8cdfI27co


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع ود محجوب مشاركات 335 المشاهدات 67177  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه