القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#41 | |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() غياب عن الميعاد!! خارج النص - يوسف عبد المنان الاثنين, 20 فبراير 2012 08:27 غسلت الخرطوم أحزانها ومواجعها وفواجعها بالدموع والأحزان وليل طويل هبت عواصفه الشتائية منذ النهار.. واتكأت الخرطوم على وسادات الأمل وعيونها في الدمعات وحيلة لتودع الهرم والإنسان والمعلم والفنان الأول بعد معاناة مع المرض.. فانطفأت الشمعة التي أضاءت سماء بلادنا عام 1957.. حيث ميلاد وردي الفنان بعد ميلاد وردي الإنسان بنحو 25 عاماً من الزمان.. من غير ميعاد قال وردي إنه سيرحل لبلاد أخرى إلى جوار إسماعيل حسن.. وغرب حارة عمر الدوش.. وجنوب صاحبه الذي باع العمر كله وباقي العمر عليه دين.. وإلى شمال عثمان حسين. وفي رحيل وردي وغيابه بدون ميعاد وهو يبحث عن التاريخ وعن الظل الوقف ما زاد.. وبهمسة جروف النيل مع الموجة الصباحية.. وفي أكتوبر الأخضر يهمس وردي لعشاقه دي الإرادة وهو عاجز في صمته عن مجابهة المستحيل.. ومستلقٍ على ذراعه وأياديه فشلت في (مطاوعة) الليالي والدموع النازلة من أهل الطرب والفن والغلابة والصبابا في الحارات الحزينة.. وفي الأعياد وقد توقف الظل بالأمس وما زاد.. غنى وردي قبل أيام في رأس السنة ولوح بمناديل معطرة برائحة تراب الوطن.. في الليلة الأخيرة التي غنى فيها وردي تسلل قيادات الدولة والمجتمع.. دبلوماسيون وضباط في القوات النظامية.. أخفوا اللحي بالعمامات البيضاء.. ووزراء (تنكروا) في ملابس مزركشة ونظارات سوداء من أجل الإصغاء لغناء نظيف عفيف شريف يدغدغ الأحاسيس النبيلة ويغسل القلوب من الكدر والحزن وينقي القلوب مما علق بها من (أدران) وأحزان وعلل.. صمت في ليلة السبت مزمار محمدية عن اللحن الشجي.. وجفت ينابيع الحنان في أشعار إسحق ود (الحلنقة).. وماتت حروف اللقيا عند ود المكي وقطار غرب السودان.. ألف وردي بين شعراء الشرق والغرب وموسيقى الوسط والجنوب.. وأسس لحزب العاشقين ببطاقات مجانية لوطن محنك عميق الدروس.. مجيد المهابة.. مديد القوام. (اتفقنا) والصادق الرزيقي والسفير إدريس محمد علي وضباط الجيش (....) والقاضي (....) والتاجر ورجل الأعمال آدم عبد الرحمن على قضاء ليلة رأس السنة في خيمة وردي.. والصادق الرزيقي (بحسه) إن شاء الله ما آخر غنا.. لكن طفلتي مودة أصدرت حكمها لصالح مطرب مغمور جداً لا أذكر اسمه حتى اللحظة.. ولكنه مشهور عند جيل مودة.. وحينما أصبح الصبح هاتفني الأصدقاء (غنى وردي لعصافير الخريف وغنى لكجراي ولمحجوب شريف وكأنه لم يغنِ من قبل). وفي انتظار وردي.. أن يغني مرة أخرى ناح الأحباء و(المريدون) وأعضاء حزب الطرب الجميل برحيل الهرم وفنان أفريقيا الذي يتأبط فتى (الأمبررو) في الغابات (الراديو) للإصغاء لوردي.. و(أمبررو) حالة استثنائية.. إنهم قوم بلا جنسية أو وطن.. ولوردي يذوب قلب حامل السلاح في الغابات.. والنهاب في العماري.. وعامل البناء في مارنجان الكمبو.. وتقف لوردي في مهابة وخضوع حسناوات بورتسودان.. وشايقيات القدير.. و(أعاجم) صواردة.. وبقارة تلودي.. وزغاوة أميرو.. وللجعليين نصيب من النهر الإبداعي الذي لا ينضب.. والطبعة الفنية الأخيرة التي نفدت الآن من الأسواق وتركت دموعنا (هوامى) كالمزن في الهملان!! |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#42 |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() أسفاي.. رحل المعلِّم وانهارت رافعة الفن الجميل! إضاءات - طه النعمان الاثنين, 20 فبراير 2012 09:35 كانت ليلة كئيبة نشر عليها الحزن النبيل أجنحته.. وكان صباحاً أغبر تقاطرت فيه الجموع إلى حيث المرقد الأخير في مقابر فاروق.. كانت سحابات الدموع تعبئ العيون فتحجب الرؤية إلا قليلاً، ثم تنهمر تُبلل العبرات المختنقة، كل يعزي نفسه ويعزي من هم حوله، تساوى الناس في الإحساس بالمصيبة «مصيبة الموت» -كما وصفها الرحمن- التي حلّت بهم جميعاً بواحد من أعز ما يملكون وما يدخرون.. دُخري زمانهم محمد وردي. لم يكن وردي واحداً من المغنين، بل كان هو الغناء يمشي على قدمين، كان رافعة الفن الجميل والأناشيد السماويات التي عبأت أفق الوطن، وعلمت الشعب عشق الوطن ومعنى التضحية والشهادة والاعتزاز بأرضه وتاريخه المجيد في مقاومة الاستعمار. غنى للحرية والاستقلال، غنى لأكتوبر وأبريل، وغنى للأسود الضارية في كرري، مثلما غنى لنور العين ولعصافير الخريف ولأحلام الشباب وللفرح الراقص «فرحي خلق الله واتني»، وللطير المهاجر في أصقاع الدنيا المحلق فوق نيل بلاده يهدي السلام للوطن وللحبيبة «البتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد». غنى وردي لكل الشعراء العظام في وطنه، شعراء الحب والعاطفة الدفاقة وشعراء الكفاح الوطني وا لثورة المدافعين عن حق الشعب في الحرية والتقدم والكرامة والعدالة، غنى للفقير «المرمي تحت الشمس»، ولعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ.. غنى لصلاح أحمد إبراهيم ومحمد المكي إبراهيم ومحجوب شريف ولعمر الطيب الدوش وعلي عبد القيوم ومبارك بشير وكجراي، مثلما غنى لإسماعيل حسن وإسحق الحلنقي ومحمد علي أبوقطاطي، وغنى شعره الذي كان يكتبه باللغة النوبية «لغة المحس»، وكان في كل ذلك قمة لا تدانيها القمم، و عطاء غير مقطوع ولا ممنوع، يصدر عن روح مترعة بالمواهب والإبداع غنية بالتنوع، وبصوت شجي متفرد يصعد بك إلى عوالم الفرح والحماسة الطاغية، ويهبط بك إلى عوالم الحزن والجزع والبكائيات الموجعة. كان محمد وردي الإنسان رجلاً نسيج وحده، شكلاً ومضموناً، كان مديد القامة متمدد الأطراف، ذا أصابع طويلة كأنما خلقها الله للضرب على الأوتار والآلات الموسيقية، وذا أذنين عريضتين ربما أراد الله أن يجعلهما أشبه بسماعتين كبيرتين «للساوند سيستم» تلتقطان حفيف الريح بين العشب والأشجار وزقزقة العصافير وهدير الرعود ليصبغه ويمزجه ويصنع من ذلك كله موسيقى تطرب السامعين وتخترق وجدانهم بلا مقومات.. إنه الفنان في أبدع صوره، أو هو صورة الفنان في أبهى وأرقى أحوال تشكلها. عرفت محمد وردي، كما عرفه كثيرون غيري من معاصريه ومجايليه، فهو كان كما «ليلى» كل يدعي وصلاً بها، وكان قلبه الكبير وروحه المرحة يمنحان مساحة كافية لكل محب أو معجب أو طالب وصل، وكنا ثلاثة على علاقة وثيقة به، يمنحنا من وقته العزيز قدراً لا بأس به من الاهتمام، وكنا ثلاثتنا صحافيين نعمل في مؤسسة واحدة هي وكالة السودان للأنباء أوائل سبعينات القرن الماضي، الراحل محمود محمد مدني وصديق محيسي رد الله غربته وشخصي. كنا نستمتع بموانسته ولا نطلب منه الغناء، فأنس محمد وردي ليس أقل روعة من غنائه، فهو ذو صوت نحاسي مجلجل في الحديث، ومخارج ذات وقع نوبي على فصاحتها، وكانت الطرفة والنكتة والسخرية على طرف لسانه.. كان مزيجاً من الحدة والانفعال والتهور والرقة والإلفه واستيعاب الآخر في الوقت ذاته، فتحتار وأنت تخالطه وتعامله وتحاوره إلى أي الضفتين تركن أو ترسو مراكبك، الغضب أم الرضاء، حتى يعمك دفق حبه وكرم خصاله فيغسل ما علق بنفسك وتعود المياه إلى مجاريها.. حينها تتذكر أنه «الفنان».. وهكذا خلقه الله - نسيج وحده- فتلتمس له العذر. هذا التفرد، الذي طبع شخصية محمد وردي، عاد على أهل الفن ومسيرة الفن في بلادنا بفائدة عظيمة، فلوردي يعود الفضل في الارتقاء بمكانة الفنان في عيون جمهور المتلقين والمستمعين السودانيين، كان الفنان قبل محمد وردي، وقد سبقه فنانون عظام، لا يحظى بالتقدير الواجب والمعاملة التي تؤكد هذا التقدير، خصوصاً في ما يتصل بحقوق الفنان، وكان محمد من أوائل، إن لم يكن الأول، الذي واجه مثل هذه المعاملة التي لا تليق بقدر الفنان بشجاعة وصرامة جلبت عليه بعض السخط ممن لا يقدرون الفنان حق قدره، ذلك لأنه كان يشترط على أصحاب الحفلات والمناسبات الخاصة دفع ما عليهم من التزامات مالية تجاه الفنان مقدماً إن لم يكن يعرفهم ويثق في التزامهم، وكان كثيرون غيره من زملائه يتساهلون في مثل هذه الالتزامات ويتركونها لتقدير أصحاب الحفل أو المناسبة، وقد ينتهي الأمر إلى إهدار حقوقهم و «مرمطتهم» وضياع هيبتهم، وهذا ما لم يكن يرضاه «المعلم» وردي. فهو يرى في «الفن» عملاً يستحق التقدير المادي، لما بذل فيه من وقت وجهد ومعاناة حتى صار لحناً وغناء يطرب السامعين، وعلى من يستمتع بهذا«المُنتج» المكلف التكفل بدفع الثمن. وعندما يصبح هذا العائد- عائد فنه وجهده بين يديه- تجد ذات الرجل، الذي كان يصر على انتزاع حقه، جواداً كريماً متلافاً للمال يبدده في لحظات على الأصحاب والأقارب، فتصيبك الدهشة ويأخذ بك العجب أي مأخذ! وردي الآن بين يدي مليك مقتدر، ونسأل الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يلطف به وينزله مكاناً علياً في جنان الخلد بأكثر مما قدم لشعبه ولشعوب القارة، وأن يجعل كل زخة طرب ولحظة فرح نالها مستمعوه ومحبوه برداً وسلاماً على روحه وتميمة غفران على جيده ودعوة عتق من النار.. آمين |
![]() |
![]() |
![]() |
#43 |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() محمد وردي (يوليو 1932 – فبراير 2012) حاطب ليل - د.عبد اللطيف البوني الاثنين, 20 فبراير 2012 13:25 ماذا سوف تضيف إذا كتبت اليوم عن وردي؟ كل دنيا السودان ومنذ عاشرة مساء السبت الى لحظة الناس هذه ليس لها الا الحديث عن وردي؟ ولكن ماذا سوف تكتب اذا تجاوزت وردي؟ فوردي يملأ عليك أقطار نفسك منذ عاشرة السبت إياه. لم يبارح مخيلتك. ألحانه تمور في دواخلك, صوته يتمدد في حلقك. ألحانه تتراقص في أذنيك, هل تركوا لك ما تقوله عن وردي, الإذاعات الفضائيات مجالس الناس وعناوين الصحف كلها تجتر في سيرة وردي؟ إنه رجع الصدى الذي تفرضه قوانين الطبيعة لابد من أن يظهر ف(الحكاية لا وعلى كيفك, تكتب تكتب). محمد وردي وبحمد الله وتوفيقه ترك مشروعا فنيا متكاملا, محمد وردي محظوظ, لأنه شهد مشروعه الفني يمشي على رجليه متمطيا على مد بصره. غنى للوطن وغنى للحبيبة وغنى لهما معا في لحن واحد غنى على إيقاع الدلوكة وعلى إيقاع السمبا. رقص السامعون العرضة والرقبة والحلفاوي غنى للرمزية (بتمشي معاي وتروحي وتمشي معاي وسط روحي لا البلقاه بيعرفني ولابعرف معاك روحي) وغنى للمباشرين (وديت ليهو مرسال والمرسال مشى وما جاء). محمد وردي تمدد افقيا ورأسيا. أما أفقيا فقد عرفت فنه كل بلاد السودان التي تحزم افريقيا من وسطها بين خطى عرض 10 و14 من نواكشوط الى جيبوتي مرورا باثيوبيا وارتيريا والسودان(القديم) وتشاد (19 سنة) وشمال الكميرون وشمال نيجيريا ومالي والنيجر. ثم خرج من بلاد السودان الى جنوب السودان القديم. قال أستاذ اللغة العربية إنه عندما شاهد الناس في أحد أندية جوبا يغنون ويشيلون مع وردي (يا بلدي ياحبوب) أيقن أن وردي قام بما لم تقم به وزارة التربية والتعليم. أما رأسيا فوردي غنى للأميين وغنى للذين يفكون الخط (حرمت الحب والريدة) و(جربت هواهم وقليبي انكوى) وغنى للمثقفاتية (من ضواحي الدنيا جيت وعلي رحالي لمدائن في عيونك يامحالي) غنى للأغنياء (سمحة والله ومقدرة) وغنى للفقراء (انتي ما بدوك لزول مسكين الا واحدا نخله مقرون في البساتين صوت سواقيه يصحي الكانو نائمين ياحليك يام ضمير يابدر دورين) غنى للرجال غنى للنساء وغنى للاطفال غنى للربوع (ياسماري الليلة ياسمرة) وغنى حقيبة (قسم بي محيك البدري). محظوظ وردي لأنه فتح عينيه على سودان مساحته مليون ميل مربع وغنى له بما لم يفعله مغنٍّ غيره وعندما انتقصت مساحة السودان غادره راضيا مرضيا في كل مساحة المليون ميل مربع. إن كان ثمة وقفة متعمقة يجب أن تكون في محاولة لمعرفة سر عبقرية وردي هل توجد في موسيقاه أم في صوته أم في اختياره للكلمات؟ أم الثلاثة معا. ماسر القبول الذي حبى الله به وردي؟ في هذا فليتنافس المتنافسون. فوردي قد رحل ولكن مشروعه الفني باقٍ ما بقيت الأرض. |
![]() |
![]() |
![]() |
#44 |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() في حضرة فنه يطيب الجلوس - كلام الناس - نورالدين مدني الاثنين, 20 فبراير 2012 13:03 التقيت به لاول مرة وهو في طريقه للخرطوم مودعا عالم الطباشير لينتقل الى رحاب العود والنغم الجميل، استمعت اليه اول مرة ايضا عندما كان يغني على سلم القطار للناس البسطاء الذين كانوا يستقبلون القطارات في محطاتهم ليتفرجوا على ناس المدن وهم يعرضون عليهم بعض انتاجهم للبيع وكان في ذات القطار الموسيقار الكبير محمدية قادما من بورتسودان الى الخرطوم وكأنهما على موعد للقاء في دنيا الفن والابداع *من اوائل الاغاني التي استمعنا لها في تلك الفترة(يا سلام منك انا اه) و(اسمري اللونا) التي كان يؤديها باللغة النوبية طربنا لها دون ان نشعر بانها من تراث مختلف فقد كنا نطرب لكل ماهو جميل بغض النظر عن هويته التراثية وظللنا نطرب لكل اغنياته سواء كانت للمحبوبة ام للوطن او الشعب *طربنا ل(صدفه) و (نور العين) و(القمر بوبا) و(اشوف في شخصك احلامي) و(امير الحسن) و(الناس القيافة) و(وسط الدايرة) و(الطير المهاجر) و(الود) التي ابدع في اعادة توزيع موسيقاها الفنان العالمي اندريا رايدر ،كما طربنا لاغانيه الوطنية الخالدة (راية الاستقلال) و(اكتوبرالاخضر) و(يا شعبا لهبك ثوريتك)، وطربنا لاغانيه النوبية دون احساس بما اصبح يردد هذه الايام من كلام عن التهميش والهيمنة الثقافية فقد كان الراحل المقيم يغني لكل اهل السودان التليد، كنا نحبه بكل ما يمثل من ثقافة تجسد التنوع الثر دون ان نصنفه سياسيا او جهويا او قبليا، كان يطيب لنا الجلوس والاستماع لعظمة فنه كما كان يطيب له الجلوس للشعب وجمهوره تقديرا واحتراما وعرفانا *عندما عاد من الغربة الاضطرارية استقبلناه بكل مشاعر الحب وحرصنا على حضور اللقاءات والليالي الغنائية التي مهدت لعودته النهائية الى اهله وشعبه سواء في منزل رجل الاعمال الكبير اسامة داوود ام في ارض المعارض ببري او في النادي العائلي، وكنا نحرص على التعبير عن مشاعرنا تجاه عطائه الفني الثر كما حدث في احدى حفلاته بارض المعارض *كنا نتابع اخباره قبل اجراء عملية نقل الكلى له وبعدها وذهبنا اليه في منزله بصحبة صديقه الصحفي الكبير شيخ المراسلين السودانيين محمد الفاتح سيد احمد احد بناة وكالة السودان للانباء ان لم نقل احد مؤسسيها في عهدها الذهبي بقيادة ربانها الراحل المقيم الاعلامي الكبير مصطفى امين *احببنا وردي لانه كان يعبر عن مشاعرنا ويغذي وجداننا بعظمة فنه، نعلم ان لكل بداية نهاية لان الموت حق وانه سبيل الاولين والاخرين، لذلك فاننا نودعه بذات الحب الذي خلده بيننا، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يتقبله قبولا حسنا وان يلهم اسرته و آله وذويه ومحبيه وعشاق فنه الصبر وحسن العزاء *انا لله وانا اليه راجعون |
![]() |
![]() |
![]() |
#45 |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() وردي.. وداعاً يا أغلى الرجال.. شمس المشارق - مؤمن الغالى الاثنين, 20 فبراير 2012 09:40 يا حبيب الشعب.. هل أبكي أم أغني.. والشجن أكبر مني.. والأسى أعمق من صوتي ولحني.. كيف أبكي وأغني.. سأغني.. سأغني.. سأغني.. أغني رغم أن الكلمات مالحة في فمي.. حزين حد النواح والفجيعة.. وأنا أكتب بالدموع وداعاً حزيناً دامعاً لك يا أغلى الرجال.. يا مصباحاً انطفأ وكان ينير دياجير المسالك والمعابر والدروب.. يا قوساً انكسر وكان يبعث في أرواحنا النشوة والمتعة والدهشة.. يا حنجرة كم صدحت للوطن.. ثم للشعب.. ثم للأحبة رابحين وخاسرين.. سأغني.. لأن الموت.. لم يأخذ معه.. شجى الألحان.. وفاتن الغناء وبهيج النشيد.. ولكن ماذا أقول.. هل أكتب مثل حروفنا لكل الذين يغادروننا خلسة.. أو بعد وداع.. أو في مر فراق.. لأقول كنت فناناً صاخباً.. صادحاً صامداً.. صافياً كما فضة على الجدول يترقرق.. هل أقول كنت فارساً ومبدعاً.. ورصيناً.. وبديعاً.. أرفض فهذه بعض نوافلك يا وردي.. فقد كنت السهل والجبل.. كنت الولاء والوفاء.. كنت الأرض والعرض.. كنت الشمس والحقول والأطفال والمطر.. كنت الرائد والحادي.. كنت الهتاف الهادر الراعد.. كنت الهمس المنساب الصاخب.. وما أفقر الكلمات يا وردي.. وما أقل الحروف وهي تجهد نقاطها وأشكالها لترسم نذراً يسيراً من فيوض إبداعك وأمطار إعجازك.. وبحار إمتاعك.. كيف نستطيع أن نسطر ما سطرته أناملك الموهوبة.. وألحانك الشجية.. وحضورك الباهي الوسيم.. وقلبك الذي يمتليء ويفيض ويتدفق بحب وطن.. وشعب.. ظللت على الدوام تهبه من روحك العبقرية.. وهل نقف في محطة عرس السودان وفدى لعيني طفلة غازلت حديقة في الخيال.. أم نزور محطة هيام النهر.. ذاك الذي يستلهم حسناً.. أم صوتك المجلجل في فضاء الكون.. نحن في الشدة بأس يتجلى.. أم نستريح تحت ظلال شجرتك الوارفة وأنت ترسم للوطن الطريق.. ولنا تغزل من صفق الورود.. تعريشة الأمل.. وكيف هي أشواقك وأشواقنا شاهقة لوطن عاتي.. وطن خيّر ديمقراطي.. وبالله عليك يا وردي.. هل كانت أماني ريانة.. وأحلاماً بطول وعرض الوطن أكثر من تلك الأحلام والتي حتماً وصدقاً وحقاً وقسماً ستتحقق.. ومكان السجن مستشفى.. مكان الأسرى وردية.. مكان الحسرة أغنية.. ومكان الطلقة عصفورة تحلق فوق نافورة.. تمازح شفّع الروضة.. من أي جهة أخوض في محيط إبداعك.. أيها البهي الفخيم.. وهل احترامك لذاتك.. أم احترامك لفنك.. وأنت تنقل الفنان.. إلى لسان عالي التهذيب.. سامي المكان.. سامق الوفاء للوطن.. للشعب.. للأحبة.. لا لم تنقل الفنان فحسب.. بل نقلت حتى الفن ليتربع على قمة هرم الإنسان والأوطان.. وهل أقف عند مشرع ذاك الدلال.. بل «الدلع» الذي وهبته لنا.. وأنت تساهر الليالي.. وتنفق من عصبك وروحك.. وسهرك.. وعرقك.. لتقدم لنا روائع الأغاني وحلو الأطباق.. وهل ننسى أنك أبدعت في صياغة رائعة الدوش ألحاناً «الود».. ثم إمعاناً في تدليل جمهورك.. حملتها إلى القاهرة.. ليعيد توزيعها اندريه رايدر.. لتليق بشعب أحببته.. وقاسيت مرارة السجون.. وضيق الزنازين.. فداءً له.. وتكريماً له.. هل أتحدث عن ذلك.. أم غنائك السعيد.. للرابحين حبهم.. وأنت تزفهم إلى أكواخ السعادة.. تجتاز بهم المسالك الوعرة.. تعبر بهم الدروب الصعبة حتى يرسو زورق أحلامهم على الضفاف العشبية المزهرة.. ثم تهبهم أنشودة الفرح.. قالوا بتحبو قلت ليهم مالو.. إيدي على إيدو الهنا مشينالو وهل أتحدث عنك منديلاً رطيباً يجفف دموع الخاسرين عشقهم.. تسامرهم وهم يسامرون النجوم.. بل يساررون النجم في الظلم.. تهدهدهم يا وردي.. حتى تغمض عيونهم من رهق السهر.. ونسيت ضوء القمر في أجمل ليالي.. وشعاع النجوم يبهر كاللآليء.. أقول هذا.. أم أذهب إلى حدائق المناجاة الحالمة.. وخرير الجداول.. وإبهار ضياء القمر.. وحفيف صفق الشجر وعطر الورود.. ويا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك.. يا لروعتك وأنت حتى عندما تفزعنا.. نحسب أن الضوء قد انسحب من الكون.. عندما تشدو.. خوفي منك خوفي تنساني وتنساها الليالي. أيها الحبيب.. لن أقول وداعاً.. أنت مركوز في آخر بوصة من أفئدتنا.. لن نذكرك لحظة واحدة.. لأننا لن ننساك لمحة عابرة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#46 |
مُراسل منتديات الختمية
![]() ![]() ![]() |
![]() آه يا أعز الناس كل الحقيقة - عابد سيد أحمد الاثنين, 20 فبراير 2012 بكت الناس رحيل الموسيقار محمد وردي لانه لم يكن فناناً عادياً وانما كان هرماً شامخاً فى ساحة العطاء الفنى زان بالدرر جيد الفن ودخل قلوب الناس بلا استئذان ،،، فالفنان المؤسسة وردي مثله تلتقي عنده الاجيال،،، الشيء الذي جعله فناناً لكل الاجيال مما جعل شموخه وجماهيريته تتصل وتتزايد مع مرور الاعوام ولا تتناقص وهى حالة لا تتوفر إلا للقامات السامقه واصحاب سحر الاسطورة ,,,, ووردي للذين يعرفونه عن قرب فنان ملتزم فى فنه وفى سلوكه انطلاقاً من مهنته كمعلم فى بداياته والتى شكلت فيه وردي الفنان المثقف والعارف بدوره ورسالته وقد ظل يمارس هذا الالتزام فى فنه الذي قلما نجد من بين اغنياته اغنيه يمكن ان توصف بالهابطة كلمة ولحناً مما جعله فناناً قمة فى كل شيء واذكر عندما كنت اقدم برنامج (من بلدنا) بقناة النيل الازرق انه قد اعطانا درساً فى احترام المواعيد ,,, فقد حددنا له ان ناتيه للتسجيل معه فى الرابعة عصراً ولكننا بجرجره اغلب السودانيين اتينا له فى منزله فى الخامسة والنصف فاستقبلنا بحفاوة جعلتنا ننصب الكاميرات استعداداً للحوار معه لكنه سارع بتوجيه اسرته بالاسراع فى اعداد طعام الغداء لنا وظل طوال ساعات الطعام يحثنا على الاكل وكان يحكي لنا خلاله الطرف ويضحك معنا فى روح جعلتنا نظن ان الحلقة التى سنقوم بتسجيلها عقب وجبه الغداء الدسمه ستكون بروعة الوجبة ولكنا تفاجأنا بعد الشاي باعتذار لطيف من الموسيقار بان التسجيل لن يكون اليوم ولا بد من ميقات جديد ناتي فيه دون تاخر حتى لدقيقة واحدة ،،، فحاولنا ان نقنعه بان الطريق هو سبب التاخير ولكنه اصر على ان لا يتم شيء إلا فى الموعد المحدد المتفق عليه واردف بان فناناً مثله يجب الا يسمح بعدم احترام الوقت فلم نجد بدَاً من (لملمة) اجهزتنا والعودة والاتفاق معه على موعد جديد التزمنا فيه بالحضور فعلاً دون ان نتاخر اية دقيقة وفى ذلك اللقاء او تلك الحلقة جلس معنا وردي فى حديقته التى اقامها امام منزله والتى يستقبل فيها ضيوفه ليلاً بعد ان احضر الربابة الآلة التى قال انه قد جاء بها من قرية صوارده النوبية واصر يومها ان يغني بها فارتباط وردي بالريف البعيد وبيئته لم تغيره العاصمة او بريق الشهرة والنجوميه فقد كان يتحدث معنا بالعربية ثم يتجاذب الحديث مع بعض ضيوفه النوبيين بالنوبية وفى ذلك اللقاء سالته عن سر اصرار وردي على انتقاد الاخرين بصراحة شديدة تفتقد الدبلوماسية فقال لي نحن النوبيين لنا وجه واحد لا نقول كلاماً امام احد وناتي لنقول غيره من خلفه لذلك نقول عن الابيض ابيض والاسود اسود دون ان نحتاج لتلوين الاشياء وهكذا ظل وردي صادقاً مع نفسه ومع الاخرين وفى ذلك الحوار الذي بثته قناة النيل الازرق حدثني وردي عن البيئة التى شكلت شخصيته وعن اناس كانوا وراء سمات الشموخ التى تميز بها وعن تعلقه باهله وبالوطن الكبير فالفنان وردي اتسم بالصدق فهو عندما غني لمايو حارسنا وفارسنا واكتشف بعد حين خطأ تقييمه لما اختاره ليغني به عاد وغني لا حارسنا ولا فارسنا ودخل السجن حبيساً على موقفه الجديد وعندما جاءت الانقاذ اختلف معها فى الاول لكنه عاد فى الاخر ووقف مع وحدة الصف الوطنى وملأ مسارح الخرطوم بعطائه الجميل بعد سنوات طويله من البقاء فى المهاجر. اخيراً لا يختلف اثنان فى ان الحديث عن سمات ومزايا الراحل الفنان محمد وردي بحاجة الى مساحات ومساحات بل الى مجلدات،،، انه مؤسسة كاملة شاعر وملحن ومغنى واداري ونقابي ومثقف جميل فى كل شيء ،،، لك الرحمة اخي وردي بقدر عطائك الجزيل. |
![]() |
![]() |
![]() |
#47 |
![]() ![]() |
![]() الا رحم الله الموسيقار وردي ابن النوبة ابن السودان بقدر ما اعطى لهذا الشعب والوطن |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | محمد عبده | مشاركات | 46 | المشاهدات | 24255 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|