رد: أعظم نعمة - نعمة المحبة والصحبة
( قوم كرام السجايا حيث ما جلسوا يبقى المكان على آثارهم عطرا )
( يهدي التصوف من أخلاقهم طرفا حسن التألف منهم راقني نظرا )
( هم أهل ودي وأحبابي الذين هموا ممن يجر ذيول العز مفتخرا )
( لا زال شملي بهم في الله مجتمعا وذنبنا فيه مغفورا ومغتفرا )
( ثم الصلاة على المختار سيدنا محمد خير من أوفى ومن نذرا )
أي قوم سجاياهم كريمة وهمتهم عظيمة ، حيثما جلسوا تبقى آثار نفحات عطرهم في المكان ظاهرة ، وأينما توجهوا سطع شمس معارفهم فتشرق القلوب ، وتصلح بهم الدنيا والآخرة ، يهدي التصوف للسالك المشتاق من أخلاقهم طرقا مجيدة تدل على الطريق ويسير في سلوكه سيرة حميدة ، فلذلك جمعوا أحسن تأليف ، حتى راق كل ناظر وجَدُّوا في أكمل معنى لطيف ، حتى اكتحلت بكحل إثمدهم أنوار البصائر .
الفوز والسعادة بالتعلق بأولياء الله تعالى
« من السعادة التعلّق بأولياء الله وأصفيائه ، ومن القبول التشبث بخواص الله وصلحائه ، والميل لحضرة أرباب المقامات والأحوال ، والركون لأهل الدرجات و المراتب العوال ، فلقد فاز من لاذ بهم في سائر الأزمان ، وظفر بالرشد من تشبث بأذيال هولاء السادات الأعيان ، خائضا لديهم في بحور السر والعرفان ، غائصا على أصداف الدر ومعادن المرجان ، كاسياً بحلل حبهم القلب و الجنان ، معطرا بعنبر ذكرهم النطق واللسان ، جاعلا قلبه بنور الاعتقاد معرا وملان ».
|