القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() لم يكن ميلاد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني أمرا عاديا فقد كان حدثا مهما طالما تطلع إليه أبناء السودان من الساسة ورجال الطرق الصوفية بصفه عامه حيث أن السيد علي كان محور الحركة الدينية والسياسية في البلاد وخلفاء الطريقة الختميه بصفه خاصة إذ أنهم أكثر الناس معرفه واطلاعا علي أدبيات الطريقة وقصائد شعراء السادة المراغنة ومن بينهم الخليفة ابوبكر المتعارض الذي سجل في قصيدته ( سارية الإطلاق ) مدحا للسيد علي الميرغني قبل ميلاده بعد أن بشرهم به جده السيد الحسن ( ابو جلابية ) الذي كان كثيرا ما يقول بان ابنه السيد علي قد آن أوان ظهوره .. وعن مكانته الدينية وفطنته وانقياد الناس له حيث سطر ابن المتعارض كل ذلك في القصيدة المشار اليها والتي جاء فيها : وقال ابني علي لاح بارقه عن ختم ختم سما في ذروة القلل ابو ابيه وجد الكل ملجؤنا غياثنا من جميع السوء والمحل رأي سعادة كل الخلق منه بدت حتى هو الاعظم السامي علي زحل من جاء من سيدي عثمان مكتحلا بإثمد النفس فرج العين بالكحل من يوم بشرنا الاستاذ نحن به في بهجة وسرور غاية الجزل وفي أثناء كتابته للقصيدة لاح له بارق السيد محمد عثمان الميرغني فقام بتبيين ذلك في البيت التالي : بالشفع والوتر والإطلاق منك يكن محمدا سيدي عثمان ذا الدول وقد ظل الختميه يرددون هذه القصيدة ويستشرفون ميلاد السيد محمد عثمان وما أن ذاع خبر ولادته وتسميته السيد محمد عثمان حتي نحرت الذبائح في معظم أنحاء السودان علي يد خلفاء الطريقة ورجالات الطرق الصوفية وبعض المحبين لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ابتهاجا بهذه المناسبة وجاء الشريف يوسف الهندي شيخ الطريقة الهندية مهنئا السيد علي وانشد قصيده في مدح السيد محمد عثمان وهو بعد – في المهد صبيا – جاء فيها : يا ميرغني الحرمين يا للبلاد سلطان مولود ولينا تسود قبل الفطامة زمان من يوسف الهندي تُهدي لك الأوزان ينجابا في الدارين وجمله الخلان وهل كان الشريف الهندي وهو من هو ؟ يمدح مولودا في يومه السابع ان لم يكن لهذا المولود خطر وشأن عظيم ؟ وكما اهتز ديوان كسري بميلاد جده المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد اهتز بميلاده قلب ممثل المملكة البريطانية في السودان ( الحاكم العام ) المستر دوغلس حيث ذكر في اللقاء الذي أجرته معه الفضائية السودانية بمناسبة أعياد الاستقلال في العام 2000م فقد قال الرجل نصا ( يوم ولد الميرغني شعرت بالخوف الشديد وظننت أن المهدية قد عادت لما سمعته من تدافع الناس ودوي الرصاص ابتهاجا من ميلاده ) ( ولد بحلة حمد المقابلة لقصر الحاكم العام من الناحية الشرقية للنيل الأزرق ) هذا وقد وردت للسيد علي آلاف البرقيات من مريديه وعارفي فضله من شتي إنحاء العالم مهنئين له بمقدم ابنه السيد محمد عثمان مما حدا به لطباعه كروت لشكر كل من أرسل ببرقية تهنئه له وجاء في رده ( نشكركم علي تهنئتكم لنا بميلاد السيد محمد عثمان الذي ارج وان يكون بارا بأُمته قبل أسرته | علي ميرغني | الأول من محرم عام 1355 ه الموافق عام 1936م ) وقد استجاب الله لدعوته بان يكون ابنه بارا بأمته قبل أسرته مع ان غاية كل والد أن يكون ابنه ( من أبناء الوطن العاملين ) فأنظر إلي همه السيد علي العالية والذي تقاصرت دونها همم الرجال فها هو مولانا الميرغني يحمل هموم الوطن والمواطن ويدعو للتوحد ونبذ الخلافات وان في الوطن متسعا للجميع كما اثبت لكل أهل السودان انه يسمو فوق الصغائر والمرارات التي لا يزال آخرون يجترون الذكريات الأليمة . ومولانا الميرغني يسير علي نهج آباءه الكرام وأجداده الفخام الذين أوتوا الحكمة وجوامع الكلم فقد تنبأ بالثورات العربية في الكلمة التي ألقاها بجامع والده السيد علي بمناسبة الذكري السنوية لرحيله في نوفمبر 2010م عندما تحدث عن الإمام يحي الذي كان يحكم اليمن من مدينه تعز وكان الثوار يعملون علي إسقاط نظام حكمه فدبروا له محاولة اغتيال نجا منها فأمر جنوده باستباحة صنعاء وفعلوا بأهلها ما فعلوا وعندما تمكن الثوار من دخول تعز وإسقاط نظام الحكم استباحوها أيضا وردد الميرغني قوله ( العاقل من اتعظ بغيره ) وقد ظل مولانا الميرغني يؤكد بان والده السيد علي قد أوصاهم بالنظر في الاتجاهات الستة وليس النظر في مواضع الإقدام والي الأمام فقط وهذه لعمري تؤكد حصافة السيد علي وحرصه علي الإلمام بكل صغيرة وكبيرة ومن ثم اتخاذ القرار وهذا ما يفتقر إليه صانعو القرار في العالمين العربي والإسلامي وهي دعوة الاستماع للآخر وإعلاء قيم الحوار والشورى بين مكونات المجتمع . وقعت الحكومة عام 2005م ( اتفاقيه نيفاشا ) وحدث ولا حرج ( تمت الناقصة ) وانفصل الجنوب لتصبح الاتفاقية اكبر مهدد للأمن القومي ولم يعد أمامنا سوي أن نردد مع صاحب اتفاقية السلام السودانيه (الميرغني-قرنق) الميرغني ( إذا لم يكن عون من الله للفتي فأول ما يجني عليه اجتهاده ) . ولعل من نافلة القول إن اذكر أن صحيفة الحياة قد نشرت لي مقالا في أوائل عام 2004م أي قبل بضعة أشهر من توقيع اتفاقية نيفاشا بعنوان ( الميرغني اكبر من أن يكون رئيسا لحزب أو لدولة .... وهو لكل أهل السودان )أوضحت فيه أن مولانا الميرغني ذكر في لقاء عقده بفندق القصر الأخضر بمناسبة عيد الفطر 1995م بالمدينة المنورة مع بعض السودانيين قوله ( سجلوا عني لو تركنا لهم هذا الأمر لانفصل الجنوب عن الشمال ) وقوله ( سجلوا عني ) بأنه علي قناعه تامة بان المفاوضات سوف تفضي إلي مالا يحمد عقباه . إن الشواهد علي أن مولانا الميرغني قد ورث عن أبائه الحكمة وجوامع الكلم كثيرة فقد جاءني ذات يوم ( في أواخر التسعينات ) الأخ الشاعر محمد خضر ( الختمي ) كما لقبه بذلك الأستاذ والصحفي المخضرم محجوب فضل بدري وكان عائدا لتوه من احدي دول الخليج واخبرني انه قرأ في احدي صحف الخليجية حوارا صحفيا مع مولانا الميرغني سئل فيه عن رأيه في المتشككين في عصمه النبي وكان رد الميرغني دون أن يذكر اسم اي من المتشككين كالآتي ( إن التشكيك في عصمه النبي يعني أن كل ما جاء به قابل للرفض أو القبول وهذا هدم للدين من أساسه ) وطلب مني الذهاب معه إلي الشيخ علي زين العابدين لمعرفه تعليقه علي هذا الرد وبالفعل ذهبنا لمنزل الشيخ علي زين العابدين ( بأم ضريوة ) قبل منتصف الليل علي أمل أن يكون سامر تلاميذه قد انفض لنجد الوقت الكافي للحديث معه وبعد التحية والمجاملة اخبره محمد خضر بما قاله مولانا الميرغني وطلب من محمد خضر تكرار ما قاله مولانا وظل الشيخ علي ينصت باهتمام شديد وقال معلقا ( لو فتح الله علينا بهذه العبارة لأغنتنا عن تصانيف الكتب والبحث في المراجع ثم أردف قائلا ( يا ابني هولاء ورثوا عن جدهم المصطفي صلي الله عليه وسلم الحكمة وجوامع الكلم ) .. وللعلم فإن الشيخ علي زين العابدين هو العالم الفقيه الختمي تخرج من الأزهر الشريف ولا يتحدث إلا بالعربية الفصحى ولا يتحدث ( الدارجة ) إلا لماما وقد ختم ذلك الحديث بقوله ( إن السادة المراغنه لا تعرف البغضاء والشحناء إلي قلوبهم سبيلا ) وما قاله هذا الشيخ قبل حوالي ( 15 ) سنه نراه الآن حقيقة فقد شارك مولانا الميرغني في هذه الحكومة تأكيدا للمبادئ التاريخية والأخلاقية للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل رغم المرارات التي لم تجد إلي قلبه سبيلا . إن هذه العبارة التي وردت علي لسان مولانا الميرغني تصلح لان تكون ديباجة يحفظها كل مسلم عن ظهر قلب لتحميه وتحصنه وتقيه من أدعياء ( الفكر الاسلاموي ) الزائف وهي نظرية علميه متكاملة استوفت كل شروط البحث العلمي كما تصلح لان تكون موضوعا لرسالة دكتوراه يقدمها احد شباب الطريقة الختميه أو الحزب لتكون اللبنة التي توضع علي ( جحر الضب ) فتغلقه نهائيا حتى لا يخرج منه متشككون جدد يفعلون بهذه الامة أكثر مما فعلته بها ( الإسرائيليات ) وكما قال الشيخ علي زين العابدين فقد أوتي السادة المراغنه الحكمة وجوامع الكلم ورثوا كل ذلك عن جدهم المصطفي صلي الله عليه وسلم وقد اثبت عالمان بريطانيان قبل عده سنوات أن الصفات الخلقية والخلقية ( بضم الخاء ) تورث وان جينات معينه مسئولة عن ذلك التوريث ونستطيع أن نثبت ذلك بما قاله الأستاذ علي نايل من انه يخشي أن يشارك الميرغني في الحكومة لأنه يتمتع بحس وطني عال وبعاطفة جياشة تجاه شعبه ومواطنيه وكذلك ما قاله الشيخ علي زين العابدين من أن البغضاء والشحناء لا تعرف لقلوب الساده المراغنة سبيلا فالمعارضون يصرون علي إسقاط النظام لأنهم يحملون في قلوبهم الشعور بضرورة الانتقام ويريدون أن يروا رموز النظام في السجون وخلف القضبان ولكن ذلك سيكلف السودانيون كثيرا من الدماء بينا مولانا الميرغني يعمل بحديث جده المصطفي صلي الله عليه وسلم ( الإنسان بنيان الله ملعون ملعون من هدمه) ونحن كختميه واتحاديين ننحاز إلي تعاليم الدين وأحاديث رسولنا الكريم التي ينبغي علينا ترجمتها إلي بيان بالعمل فنعطي من حرمنا ونصل من قطعنا ونعفو عمن ظلمنا ( وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وكما قال مولانا الميرغني ( العاقل من اتعظ بغيره ) فإذا لم يتعظ الحكام الذين لا يمانعون من سفك الدماء لتثبيت أركان حكمهم فمن باب أولي أن يتعظ المحكومون للدخول في أروقة الحكم للتأثير وحمل النظام علي الرضوخ لمطالب الشعب من الحرية والعدالة . وختاما نؤكد ان مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في الحكومة هي نتيجة طبيعيه لتسارع الأحداث وانسياق البلاد نحو الهاوية ... فالوطن تتقطع أوصاله ويكاد المواطن أن يفقد عقله وصوابه ومافيا الثراء الحرام تنهش في جيوبه وأسباب معاشه فقد اشتد الكرب وعم البلاء ولأن الأعمال بالنيات فقد تداعي الحزب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فان أصاب فذاك المرتجي وان لم ينفذ البرنامج المتفق عليه فسوف ينسحب الحزب ويكون قد سجل موقفا أخلاقيا يحسب له والله من وراء القصد . الكاتب : احمد خصيم فضيل ملحوظة : نشر هذا المقال في صحيفة الاتحادي الأصل في يوم 2 يناير 2011م |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | الخصيم | مشاركات | 1 | المشاهدات | 7302 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|