القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() عند لقاء الموت يصل الإنسان إلى قمة المواجهة والصدق مع النفس، لا وقت للخداع ولا مجال للأوهام.. إنها لحظات المحاسبة والمراجعة والوصية أو قل إن شئت هى اللحظات التى يكتب فيها كل إنسان التقرير الختامى لرحلته فى تلك الحياة.
وهذا هو بيت القصيد بالنسبة لتلك السطور.. لقد أردت أن أزور هؤلاء الأعلام وهم على الجسر الواصل بين الدنيا والآخرة فى ساعات الاحتضار لأرى كيف استقبلوا الموت؟ وكيف كان شعورهم؟ وماذا قالوا فى كلماتهم الأخيرة؟ وعلى ماذا ندموا؟ وبم اعترفوا؟ فكلماتهم الأخيرة وحدها هى المرشد الأدق لتفسير كثير من أعمالهم التى قد نختلف فى قراءتها والنظر إليها والحكم عليها وعليهم.. من مشاهد النهاية هذه ومن كلمات الختام تلك يصل القارئ النابه والمتأمل إلى الحقيقة القاطعة للأحداث المهمة والمصيرية فى حياة هؤلاء الرجال، دون تدخل من وصاية واصٍ أو تبرير مبرر أو حتى شفاعة الشافعين. وفى تلك السطور نلتقى مع مشاهد النهاية لأربعة من رجال تاريخنا الإسلامى، الذين اختلفت فيهم الآراء والرؤى بسبب تصرفاتهم التى أثارت كثيرا من الجدل، فهاجمه البعض بشدة واستمات آخرون فى الدفاع عنها وتبريرها، بل وإضفاء المشروعية عليها، فكانوا بحق «ملكيين أكثر من الملك»، وأكبر دليل على ذلك كلمات الأسف والندم التى صدرت على ألسنة هؤلاء الرجال فى لحظات لا تعرف إلا الشفافية والصدق والمصارحة. عمرو بن العاص فاتح مصر وواليها فى خلافة عمرو بن الخطاب، وعزل عنها فى عهد عثمان بن عفان.. لكن معاوية أعاده إليها حين استتبت له الأمور وصفت له الخلافة. ولا شك أن لعمرو فضلا غير منكور فى توطيد الأمر لمعاوية، بداية من خلافه مع الإمام علىٍّ وفى أثناء القتال الدائر بينهما فى «صفين» وبخاصة فى قضية التحكيم،والعلاقة الخاصة والقوية بين معاوية وعمرو تجعل من النادر أن يُذكر أحدهما دون أن يذكر الآخر، علاقة كانت محكومة بوحدة الفكر والهدف والمصير. وكما ذكرنا فى حديثنا على معاوية أن كلا الرجلين كانا من دهاة العرب، وأن معاوية كان للرؤية أما عمرو فكان للبديهة.. وفى كتاب «رجال حول الرسول» يقول الأستاذ خالد محمد خالد: («ويا ليت عمرو بن العاص كان قد قاوم فى نفسه حب الإمارة.. إذن لكان قد تفوق كثيرًا على بعض المواقف التى ورطه فيها هذا الحب.. على أن حب عمرو للإمارة كان إلى حد ما تعبيرًا تلقائيا عن طبيعته الجياشة بالمواهب، بل إن شكله الخارجى وطريقته فى المشى والحديث كانت تومئ إلى أنه خُلق للإمارة! حتى لقد روى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رآه ذات يوم مقبلا، فابتسم لمشيته وقال: «ما ينبغى لأبى عبد الله أن يمشى على الأرض إلا أميرا»). وفى العام 43 ه أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليًا عليها وراح يستعرض شريط حياته فى لحظات الرحيل وقال وأبناؤه من حوله: (كنت أول أمرى كافرًا وكنت أشد الناس على رسول الله، فلو مت يومئذ لوجبت لى النار.. ثم بايعت رسول الله فما كان فى الناس أحد أحب إلىَّ منه ولا أجل فى عينى منه، ولو سُئلت أنا أنعته ما استطعت لأنى لم أكن أقدر أن أملأ عينى منه إجلالا له فلو مت يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة. ثم بليت بعد ذلك بالسلطان وبأشياء لا أدرى أهى لى أم على.. واتجه عمرو إلى بنيه ببصره وقال: ما تغنون عنى من أمر الله شيئا ثم رفع بصره إلى السماء فى ضراعة مناديا ربه الغفور الرحيم قائلا: «اللهم لا قوىٌّ فأنتصر ولا برىءٌ فأعتذر ولا مستكبرٌ، بل مستغفر وإلا تدركنى رحمتك أكن من الهالكين». وكانت آخر كلماته «لا إله إلا الله». |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | ود محجوب | مشاركات | 14 | المشاهدات | 11160 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|