عن مشاركة الحزبين الكبيرين في الحكومة... صلاح الباشا...

10-01-2011, 09:38 AM

أبو الحُسين

شباب الميرغني

عن مشاركة الحزبين الكبيرين في الحكومة... صلاح الباشا...

أنا : أبو الحُسين

سجل معنا لتتمتع بهذه الخاصية

مداخلة من إعلام الإتحادي الأصل لصحيفة الأهرام اليوم

الأستاذ الهندي عزالدين ... رئيس التحرير الموقر

السلام عليكم
لعلها تكون المداخلة الثانية التي إستدعي الأمر في أن نكتب حول عمودكم المقروء دوما بعدد الأربعاء الماضية حول مشاركة الحزبين الكبيرين في التشكيل الحكومي القادم . ومع تأكدي التام من خوفكم علي ما يهدد إستقرار الحكم في بلادنا ، وإستصحابكم لأراء بعض القيادات السياسية من أن تحدث فوضي ربما تكون مفتعلة لنسف ما تبقي من جمال الموروثات الإجتماعية بنسيجها الخالد في وطننا ، فإن الأمر بات يدعو فعلاً علي القلق بسبب توافر تقاطعات مظلمة تأتي من غرب الأطلنطي ، وربما تتم الطبخة علي نيران هادئة تحمل الكثير والكثير .
لكن في تقديرنا الشخصي ، أن المؤتمر الوطني الذي بات قابضاً علي كل شيء في بلادنا ، لن يدع مجالاً يقود إلي التطور الدستوري المنشود أو إعادة هيكلة الدولة كلها التي يطغي علي إداراتها القابضة في كافة مرافقها وحتي النظامية منها منسوبو المؤتمر الوطني ، بل يعرض الحزب الحاكم الإستجابة لكل ذلك بعد أن يتم الإنتهاء من التشكيل الوزاري بدخول الحزبين الكبيرين .
والسؤال الذي يجب أن نطرحه بقوة هو ، هل لمشاركة الحزبين الكبيرين في تشكيلات الحقائب التنفيذية سواء في المركز أو الولايات ، ستحدث نقلة تنموية في مجال المشروعات الكبيرة ، وبخاصة المشروعات المتوقفة الإستراتيجية التي تنطلق من البعد الزراعي المروي صناعياً ؟ وهل هناك رؤية حكومية يعرضها المؤتمر الوطني لإنتشال العديد من الصناعات المتوقفة التي ستقيل عثرة الإقتصاد الوطني ، وهل هناك دراسة بحثية مهنية متجردة للمخاطر التي أحدثتها سياسات التحرير الإقتصادي ، وبخاصة للسلع الحياتية التي يشتريها الغني والمتواضع الحال بذات السعر المحرر !! دعك عن الملفات الكبيرة التي تثير القلق كدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وشكل العلاقة الإستراتيجية ذات المصالح المشتركة مع الجنوب المنفصل والتي يسخر منها البعض بلاوعي وفهم إستراتيجي ، أي بالإعتماد علي ثقافة التحديات المهلكة .
يا سيدي الهندي ... إننا والله نقدر جدا جهدكم التنويري الدؤوب والمتجرد والذي لم ينقطع يوماً من صفحات الصحف سابقا وحالياً ... غير أن عدم مراجعة الحزب الحاكم لأداء كوادره عبر السنوات الطويلة والمريرة جداً تجعل الفوضي تضرب بأطنابها حتي لأدوات الحكم القادم برغم الدعوة للمشاركة العريضة ، غير أن الأمر يحتاج لمراجعة الذات ، ولمحاسبة النفس ، وذلك بإبعاد كل من تحوم حولهم شبهات الثراء الفاحش ، والتحدي المتواصل للدولة وقوانينها .. ولعمري لم أجد حتي الآن تقديم مسؤول واحد من السلطة للتحري في كل ماجري من قرارات خاطئة ، دعك عن عدم إعتقال أي كادرمن الوطني طوال تاريخ الإنقاذ بواسطة الأجهزة وقصر الأمر فقط علي كوادر الأحزاب منذ 30/6/1989م وحتي وقت قريب ، فلايمكن أن يكون المعارضون شياطين ، وكوادر السلطة الحاكمة ملائكة ، ذلك أنهم كلهم ( أولاد تسعة ) !!!
يا صديقي الأستاذ الهندي ... لن تستطيع الأحزاب مجتمعة أن تباعد بين بلادنا والشرور التي تُرسم لها ، إلا بشرط واحد ، ألا وهو أن يتوافق أهل السودان علي توافر الحلول التي تبدأ من عملية الإصلاح القومي حتي وأن أضيرت عناصر عديدة في الساحة السياسية أو في ( الأسواق ) خاصة وأن بلادنا قد إشتهرت بإهدار الفرص الضائعة كمبادرة السلام السودانية الموقعة في العاصمة الأثيويبة بتاريخ 16/11/1988م ، ما أدي إلي دخول الوطن كله في جحر الضب الحالي.
فهل هناك إمكانية لعدم إهدار فرصة الوفاق الوطني الخلاق ، أم أن شباب المؤتمر الوطني الضاغط علي قياداته هذه الأيام و المتحفز للتوظيف الكبير لايرغب في ذلك ، حتي لا تضيع عليهم فرص عُمرهم .. فالطموحات نحو السلطة ليس لها حدود ، خاصة من الذين إبتهجوا وصفقوا ، بل صفروا داخل مؤتمرهم الشبابي العام بولاية الخرطوم مؤخراً حين أذاعوا لهم خبر رحيل العندليب زيدان ، وهو مؤشر خطير للإستخفاف بالوجدان السوداني المحب للفنون الراقية ولجهد العندليب في هذا المجال ، بل هناك إرهاصات في الأوساط السودانية تقول بأن تنظيم القاعدة قد أنشأ خلاياه وسط شباب الحركة الإسلامية السودانية ، ما ينبيء بظهور طالبان سودانية في الوقت المناسب من خلف قيادات السلطة الحاكمة ، ونخشي أن نغني لبادنا ( كان إسمها السودان .. كان إسمها البقعة .... وبس ) ولله الأمر من قبل ومن بعد .
· صلاح الباشا – إعلام الإتحادي الأصل

عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

عن مشاركة الحزبين الكبيرين في الحكومة... صلاح الباشا...

المنبر الاتحادي