القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الباقي بلا زوال مغير الأحوال من حال إلي حال والصلاة والسلام التامين الأدومين علي سيد المرسلين وحبيب رب العالمين قويم الأقوال والأفعال الذي بفقده يهون الفقد وبموته يهون الموت وبمصيبته تهون المصائب إذ أعظم المصائب علينا وفاته فالحكم للمنان . أرأيتَ كيف الشامخاتُ تزولُ والنيراتُ الزهر كيف تحولُ أرأيت َ أمسَ الشعب حول سريره موجاً علته رنةٌ وعويلُ أرأيتَ ميراث النبِّوة نعشهُ فوقَ الأكَّف كأنهُ التنزيلُ لو أن ميتاً لايموتُ لعزةِ في قومهِ ما ماتَ قبلُ رسولُ أو كانَ فيضُ الدمعِ يُحيي ميتاً لبكي بذاخرهِ عليكَ النيلُ نعم هكذا الأيام كما شاهدتها دول فلا يغر بطيب العيش إنسان فمهما طال عمرك فإن مآلك الي زوال ولا بد لك من الإنتقال من هذه الدار ، ولو دامت لأحد أو صفت لشخص لكان ذلك لحضرة الحبيب صلاة ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي ، ولم تقع مصيبة من المصائب علي أحد كوقعها عليه صلي الله عليه وسلم فقد مات أبوه وهو في بطن أمه علي أصح الروايات وماتت أمه وهو ابن ست سنين ومات جده عبد المطلب وهو في سن الصبا وماتت زوجته السيدة خديجة الكبرى وعمه أبا طالب وهو في قمة الدعوة الي الله عز وجل ثم بعد ذلك استنفذ جميع أبنائه الذكور وكان آخرهم ابراهيم عليه السلام مات في طفولته فحزن عليه النبي عليه الصلاة والسلام وبكي فقال له أحد الصحابة أوأنت يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام إنها رحمة وإنه من لا يرحم لا يرحم أو كما قال صلي الله عليه وسلم ، إذن فلم يترك النبي عليه الصلاة والسلام عذرا لمن بعده للإقتداء والصبر علي المصائب حتي لا يأتي أحد فيقال له اصبر كما صبر النبي عليه الصلاة والسلام فيقول النبي لم يبتل كما أبتليت ، ولم يبتلى أحد من هذه الأمة كما أبتليت البتول فاطمة الزهراء عليها السلام حين موت النبي عليه الصلاة والسلام فحينما عاد الصحابة من دفنه عليه الصلاة والسلام تلقتهم السيدة فاطمة وقالت يا أنس أهان عليكم رسول الله حتي أهلتم عليه التراب فبكت وأبكت فقال سيدنا أنس ( يا فاطمة والله ما ندري ما صنعنا ولو قلت مقالتك هذه قبل أن ندفنه ما دفناه ) فدخلت السيدة فاطمة الي الحجرة الشريفة وأخذت قبضة من تراب القبر وشمتها وقالت ماذا علي من شم تربة أحمد ألا يشم مدي الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها صبت علي الأيام صرنا لياليا فكان حزن الصحابة رضوان الله عليهم شديدا فمنهم من أخرص ومنهم من أقعد ومنهم من سأل الله أن يقبض روحه فقبض في الحال ومنهم من قال اللهم خذ بصري حتي لا أري أحدا بعد رسول الله فكان ذلك لأنهم كانو مستجابي الدعوة ولكن هل توقفت الدعوة بعد ذلك وذهب كل منهم الي حال سبيله أبدا والله بل نهضوا يدعون الي الله علي بصيرة من أمرهم حتي أوصلوا هذه الدعوة الي حدود الصين وما كان ذلك الا بتأسيهم بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام . وليست وفاة السيد علي الميرغني منا ببعيد فقد كان هو الأب الحنون لكل أبناء السودان بكل طوائفهم وكان هو ذلك الربان العظيم الذي أبحر بسفينة السودان حتي رست علي شواطئ الأمان والإستقرار وما انتقل إلا بعد أن أدي رسالته علي أكمل الوجوه وحينما انتقل مولانا السيد علي الميرغني بكت عليه الأشجار والأحجار والإنس والجن ولم يبق أحد الا وبكي عليه وجاءت الوفود حزينة معزية لنفسها ولمولانا السيد محمد عثمان الميرغني فما ان وصلت حتي وجدت عزاءها فيه ووجدته ثابتا كالطود الأشم وحمل ذلك الجثمان وشيع تشييعا لم يري له العالم مثيلا ولا نظيراً الا بعد وفاة مولانا السيد أحمد الملك طيب الله ثراه ونفعنا به دنيا وأخري ، وبعد أن قبر بذلك المقام الطيب وأقيمت له المآتم نهض مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ليعلن بعد ذلك بداية النضال ورفع تلك الراية التي قال أنها لن تنخفض ، وقد كان الذي قال فقام بأعباء الطريقة والحزب وقادهما بأحسن القيادة رغم معاداة المعادين من داخل وخارج الحزب يعاونه في ذلك خلفاءه الأجلاء والصدق من أهل حزبه العتيد وعلى رأسهم حضرة السيد الفقد الكبير مولانا السيد أحمد الأمجد ، ولما كانت سنة الموت ماضية في عباد الله الي أن يرث الله الأرض ومن عليها كان نصيبنا منها يوم الخميس وفي أخر يوم من شهر ربيع الأنور الموافق الثالث من مارس الماضي كبيرا فقد تلقت أسماعنا نبأ وفاة والدنا الخليفة جعفر الأمين عمر خليفة الخلفاء بمدينة شندي وضواحيها وخليفة مولانا السيد علي الميرغني الذي شيع جثمانه في مشهد مهيب وفي لوحة زاهية رسمت بيد الخليفة جعفر الأمين قبل وفاته وأخفاها عن ألناس فما شاهدوها كاملة الا بعد وفاته فسار خلف ذاك الجثمان الطاهر كل أهل شندي علي اختلاف سحناتهم وطوائفهم وأديانهم ومشوا خلف سريره في ما يشبه المارشال العسكري علي نغمات التوسلات التي أكسبت التشييع وشبعته بجو من الروحانيات قلما توجد في هذا الزمن وتحركت تلك الحشود يتقدمها مولانا السيد تاج السر بن السيد محمد سر الختم وعدد كبير من خلفاء المركز بقيادة الخليفة صلاح سر الختم والخليفة نزار محمد الحسن وغيرهم كثير وما لبثت الحشود أن تحركت حتي تعالت أصوات الذكر والتهليل والتكبير والصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ورفع الخلفاء التوسلات بصوت قوي إختلط بالنحيب والبكاء وحين وصول الجثمان الي مثواه الأخير تقدم السيد تاج السر الميرغني ليصلي بالناس إماما صلاة الجنازة فيا له من إكرام وهنا تجلت مقولة الإمام أحمد بن حنبل صادقة حينما تكلم مع أهل البدع فقال لهم بيننا وبينكم الجنائز وبعد ان صلي السيد تاج السر علي الجثمان حمل الجثمان الي تربته الطاهرة وهنالك ألقي الخليفة صلاح الدين سر الختم خطبة عصماء عدد فيها مآثر الفقيد وقال أن الكلمات أقل من أن تعبر عن مناقب الخليفة جعفر الأمين وتلقاها الجميع بقلوبهم ولاقت استحسانا شديدا من الحاضرين فتعالت الأصوات ... صدقت صدقت ... ولم يستطع أن يكمل وخنقته العبرة وبكي وأبكي وخبر بأن الخليفة وصى بأن لا يدفن حتي يعفوا عنه كل الحاضرين ودفن جسد الخليفة جعفر الأمين ولكن بقيت روحه حية فينا بقيت سيرته الخالدة تتلي لتتعلم منها الأجيال معاني العفة والشجاعة والكرم والنزاهة والرحمة والرأفة وقبل هذا وذاك تلك المحبة الصادقة لله ولرسوله وآل بيته الكرام . فعندما أدلهمت المصائب وظهر الفساد في البر والبحر وأوكل الأمر الي غير أهله وظلمت الرعية وكثرت الشكية وتبدل الناس وفسدت أحوالهم تجلت ههنا شخصية والدنا الخليفة جعفر الأمين وظهر ثباته الذي حير الجبال نعم فقد وصل الأذي من المعادين اليه وإلى أسرته ولكنه كان ذلك الذهب الأبريز الخالص الذي كلما تعرض لحرارة النار الشديدة زاد تألقه وجماله وتجلت فيه مقولة النبي عليه الصلاة والسلام ( أشد بلاءا الأنبياء فالأمثل فالأمثل ) فكان نصيبه من هذه الوراثة وافراً فأحبه الله وابتلاه بالأسقام ولكنه ما استكان لها حتى في شدة المرض تجده كأشد الناس شكيمة وعزيمة وكم عدناه مرات ومرات وهو في قمة الأمراض فيقوم ليكرمنا بنفسه حيث لا تنفع توسلاتنا لنثنيه عن عزمه كيف وهو الذي فاق حاتم الطائي في كرمه ولو عاش الطاءي ومعن بن زائدة في هذا الزمن لما ذكروا مع الخليفة جعفر الأمين عمر ، وقد كان الخليفة مع هذا وذاك يمتلك شخصية قوية وكاريزما عجيبة فخلق نوعا من التوازنات في مدينة شندي بين الختمية وغيرها فعامل كل الناس ليس لذواتهم ولكنه عامل فيهم حضرة المولي جل جلاله فلن تجد في مدينة شندي أحد لا يعرفه فقد جالت سيرته الآفاق فتجد كل الناس يحفظون له تلك المواقف العجيبة من الكرم الفياض والشخصية الثابتة والتي لا تتزحزح عن مبدأها قيد أنملة مع بذل المعروف للجميع فتجد في ديوانه سائر الملل والنحل والطوائف والأجناس من غير اخلال أو تفريط في ختميته الفذة التي حافظ عليها حتي تجسدت فيه فما ذكرت الا ذكر وما ذكر الا ذكرت رضي الله عنه ، وفي ختام هذا الحديث عن هذا الرجل المنهج فما شئت أن تقول فيه من الصفات الحسنة فقل فلن يعترض عليك أحد مهما بالغت في الثناء والمدح ونحن اذ نذكر هذا الكلام لا نزكيه علي الله عز وجل ولا نستكثره عليه ولكن عملا بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم ( أذكروا محاسن موتاكم ) وقول سيدنا اباهيم الخليل عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام ( واجعل لي لسان صدق في الأخرين ) قال العلماء رحمهم الله هو الذكر والثناء الحسن ألا رحم الله الخليفة جعفر الأمين فقد ترك فينا ذكرا وثناءا حسناً لا تمحوه الأيام والليالي ولا يسعنا في هذا المقام الا نتقدم بوافر الشكر لكل من قام بزيارة الخليفة حال مرضه في شندي أو في الخرطوم وكل من جاء معزيا ومشيعا وعلي رأسهم السادة المراغنة وحضرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني المرشد العام للطريقة الختمية وزعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي هاتفنا معزيا من مقر اقامته بالحرمين الشريفين وأرسل ابنه السيد عبدالله الميرغني يرافقه حضرة الخليف أبوزر وجمع كريم من الخلفاء لهم منا كل التقدير والإحترام كما لا يفوتنا نتقدم بوافر الشكر للسيد تاج السر الميرغني الذي تكبد مشاق السفر والتعب ليحضر مصليا علي جثمان الفقيد والشكر أجزله لمولانا الشيخ الخليفة محمد علي أحمودة حضرة العقيد أحمد سر الختم والأستاذ الخليفة الطيب رئيس مكتب طلاب الختمية بالجامعات والمعاهد العليا . في الختام نتقدم بوافر الشكر لأهل مدينة شندي علي تشييعهم وتعزيتهم ووقوفهم حتي نهاية العزاء وعلي رأسهم السادة الأقباط الذين هرعوا الي تشييع الجثمان وتعزية الأسرة وجاء القديس في يوم حضور مولانا السيد عبدالله معزيا للسيد فجزاهم الله كل خير وكل من سقط اسمه سهوا له العتبي وكل ذلك نيابة عن الأسرة الكريمة والتي نحن جزء منها من ناحية الدين ومن ناحية الطين . كل التعازي القلبية الصادقة نيابة عن الأسرة الكريمة وأهل مدينة شندي نبعثها لحضرة الأستاذ السيد محمد عثمان الميرغني في مقر اقامته أعاده الله الي البلاد ونصر به العباد وأزال به الفساد وحفظه الله في الحل والترحال والسفر إنه ولي ذلك والقادر عليه ..... وإنا لله وإنا إليه راجعون ......... |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة عمر بن عبد العزيز السقادي ; 03-06-2011 الساعة 03:23 PM. ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | عمر بن عبد العزيز السقادي | مشاركات | 15 | المشاهدات | 13904 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|