القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنبر الاتحادي خاص بشأن الحزب الإتحادي الديمقراطي |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() في شأن تقرير المصير: هل ينجح السودان؟ بدأت الساحة الوطنية في التراص على نحو يبشر بأنها تجاوزت مرحلة الخلافات المستعرة التي تسببت بها المرحلة التنافسية ومتراكمات الأخطاء الماضية، ويبدو واضحاً انها تنحو صوب الوحدة الوطنية وتمتين مقوماتها، وذلك أن المصائب يجمعن المصابينا، ففي الوقت الذي يقترب فيه أوان استحقاق تقرير المصير يزداد الوعي الوطني بحتمية تجاوز الخلافات استمطاراً لرحمات الإئتلاف التي ربما تعيذ الوطن من ويلات الإنفصال وتبعاته، و لكننا للأسف نقف أمام تحدي زمني كبير وامتحان عسير، فهل ينجح السودان ؟ نجاح السودان هو الخروج من مأزقه الآني موحداً على أسس واضحة تضمن استمراره على نحو يسع الجميع، وأي حل في عدا ذلك لا يعدو كونه تأجيل للمشكل، من الحميد أن بدأ شريكا الحكم خطواتهما اهتداءً لخلق التفاهمات وارتضاءً لمنهج جديد باحث عن حلول للقضايا المصيرية، و إن كان المراقب الحصيف يتمنى أن توسع الدائرة إذ أن أمر السودان يجب أن يشرك فيه الجميع حتى يؤدي كل فرد دوره في تأمين الوطن ورعايته، و هنا نشيد بإبداء أحزاب المعارضة رغبتها في الإسهام في حل هذه القضايا متناسية بذلك كل ما يعيق خطوات الإصلاح، وبدأنا نقرأ ونسمع على الإعلام اقتراحات بناءة ودعوات لحل الإشكاليات في مشهد ينبغي أن نسجل الإشادة به ونخص فارس الإتحادي الأستاذ حاتم السر الذي أعلن أن حزبه يمد يده لكل من يريد العمل من أجل الوحدة. إذاً بدأ الجميع الإعداد للحوار ولضيق الوقت ينبغي أن تُعد محاوره بعناية فائقة وعقل يقدّر أنه أتى متأخراً وينبغي أن يطوي أميال الخلافات ليصل إلى الحديث عن الترتيبات الحقيقية فالخيارات الآن أصبحت صعبة، ولم يعد أمام السودان الوحدة أو الإنفصال فحسب بل هو أمام الحرب و السلام مترادفين مع خياري الوحدة والإنفصال إذا ساء التقدير وتخبط، أضف إلى ذلك احتشاد أدوات الضغط التي قد لا يصلح معها القدوم بهذا التأخير. تقوم أمام تقرير المصير تحديات عدة وعقبات مختلفة لا تقتصر على جانب دون الآخر، لكنها تجعل كثيرين يعتقدون أن قيام الإستفتاء في موعده المضروب أمر صعب، فالعديد من النقاط التي تؤهل لقيامه لا تزال محل شك، والقضايا الممبني عليها لا تزال محل خلاف، وقيامه دون تسويتها يعني التوقيع على وثيقة حرب جديدة، لذلك فقد لا يبدو خيار التأجيل المنضبط مستبعداً، خاصةً وأن العالم اليوم أصبح ينظر إلى الإستفتاء نظرة يبني على نتيجتها أفعاله ويرسم على أساسها مستقبل قراءته للواقع السوداني والمستقبل معاً، هذه النظرة ربما تقنع أهل القرار بأنهم يُقدِمُون على خطوة تاريخية لا خير في الدخول فيها بدون الإستعداد التام لكافة عقباتها،فالأمر يستحق التريث ، خاصةً وأن هناك عدم استقرار في دارفور وبعض مناطق الجنوب الأمر الذي ربما يستوجب مراعاته. الأمر الأهم أن اتفاقية السلام الشامل (2005) أشارت بوضوح إلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية و تضميد الجراح في جميع أنحاء البلاد، فالمصالحة الوطنية في الجنوب توازي أهمية المصالحة الوطنية في الشمال. وهما معاً يضمنان أرضية مناسبة لممارسة حق تقرير المصير بأي شكل من أشكاله أو أي آلية من آلياته؛ سواء بالإستفتاء أو بغيره؛ وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإستفتاء ماهو إلا شكل واحد و معقد من أشكال تقرير المصير العديدة، وهو أقسى الأشكال تراتيباً وأعقدها شروطاً. بالأمس عبّر أعضاء مجلس الأمن ال15 عن الحاجة إلى "التخطيط لوجود المجلس في سودان ما بعد اتفاقية السلام الشامل"،. وشدّد سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا في مجلس الأمن على ضرورة البدء في التخطيط لاستفتاء 2011 في جنوب السودان ومنطقة أبياي الغنية بالنفط. وهنل نشير إلى نقطتين من الأهمية بمكان، فأولاً هناك مؤتمرات علمية عقدت في كثير من بقاع الأرض طلباً للتخطيط؛ فلنعتن به ولنخطط لكل السيناريوهات فإنه بغير التخطيط سندخل إلى مجاهل تهدد مستقبل الأمة، الأمر الآخر وهو دخول الثروة النفطية كطرف في تفاصيل القضية وهو أمر خاطئ من حيث المبدأ إذا تناولنا القضية من منحى قيم وأخلاق ومثل، وخاطئ أيضاً إذا تناولناها من منحى استراتيجي وحقوق طويلة الأمد، فالنفط طاقة فانية ناضبة ولهذا لا نتحدث عنها حديث المستقبل البعيد بل إننا نتحدث على نطاق عشرات السنين فحسب، إذ أن بلاد كثيرة ومنها ما هو قريب من محيطنا الجغرافي ينضب مخزونه الاحتياطي في عام 2017!، نعم هي ليست كذلك بالنسبة إلى السودان، ولكن الثروة النفطية لا تستحق الدخول في تقرير مصير أمة عمرها يعد بالقرون!. أمامنا هم كبير وتحدي عظيم، وقد لا يبدو وحيداً في ظل تصاعد التحديات وتفاقم الأزمات التي تغشانا اليوم وتردنا، ولكن الثابت أنه ينبغي أن نواجه تحدي تقرير المصير أولاً حتى نحافظ على السودان الذي نختلف في كيفية حل مشاكله وإلا فإن مصابنا سيكون عظيماً، فاليوم نحن أمام قرار لن يقف أمده وظله علينا فحسب بل سيمضي إلى أجيالٍ قادمة ولقرون تطول، فإما شكرونا أن حافظنا على السودان واحداً قوياً متوحداً ، وإما أن قالوا لقد قسّموا السودان، فهل ندرك المسؤولية التاريخية؟ . و السؤال كما قلنا في فاتحة المقال، هل ينجح السودان؟ هل يتجاوز هذه المحنة؟ الجواب على السؤال بدون معطيات واضحة سيكون تخرصاً للغيب، ولكن الذي تقوله حقائق التاريخ : مالم يجلس أهل السودان على صعيد واحد، ومالم يتصالحوا و يتفاهموا فإن احتمالات الفشل كبيرة، ولكن حسبنا أن نتفاءل بنسائم الوفاق وبالتحركات الإيجابية الأخيرة، لعلها تكون باكورة جهد يتوج بإنقاذ الوطن، كلنا مسؤول ...فلنكن أكثر حرصاً على التعاطي مع الأمر بالمسؤولية المطلوبة، حتى يحق لنا أن نقول: نعم نجح السودان ، وبالله العون باديةً وختاماً. نشر بصحيفة الصحافة : التاريخ: 17-يوليو-2010 العدد:6111 |
|
![]() |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | النحلان | مشاركات | 7 | المشاهدات | 1707 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|