القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

كتاب الشفاء للقاض عياض رضى الله عنه

المنتدى العام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-18-2012, 11:03 AM   #33
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب الشفاء للقاض عياض رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




فصل
في حكم زيارة قبره صلى الله عليه و سلم ، و فضيلة من زاره و سلم عليه
و زيارة قبره صلى الله عليه و سلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها ، و فضيلة مرغب فيها : روى عن ابن عمر رضي الله عنه .
حدثنا القاضي أبو علي ، قال : حدثنا أبو الفضل بن خيرون ، قال : حدثنا الحسن بن جعفر ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، قال : حدثنا القاضي المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرزاق ، قال : حدثنا موسى بن هلال ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه قال : قال : النبي صلى الله عليه و سلم من زار قبري و جبت له شفاعتي .
و عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من زارني في المدينة محتسباً كان في جواري ، و كنت له شفيعاً يوم القيامة
و في حديث آخر : من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي .
و كره مالك أن يقال : زرنا قبر النبي صلى الله عليه و سلم .
و قد اختلف في معنى ذلك ، فقيل : كرامة الاسم ، لما ورد من قوله صلى الله عليه و سلم : لعن الله زوارات القبور .
و هذا يرده قوله : نهيتم عن زيارة القبور فزوروها .
و قوله : من زار قبري ، فقد أطلق اسم الزيارة .
و قيل لأن ذلك لما قيل أن أفضل من المزور .
و هذا أيضاً ليس بشيء، إذ ليس كل زائر بهذه الصفة ، و ليس عموماً ، و قد ورد في حديث أهل الجنة : زيارتهم لربهم ، و لم يمنع هذا اللفظ في حقه تعالى .
و قال أبو عمران رحمه الله : إنما كره مالك أن يقال : طواف الزيارة ، و زرنا قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، لاستعمال الناس ذلك بينهم بعضهم لبعض ، فكرة تسوية النبي صلى الله عليه و سلم مع الناس بهذا اللفظ ، و أحب أن يخص بأن يقال : سلمنا على النبي صلى الله عليه و سلم .
و أيضاً فإن الزيارة مباحة بين الناس ، و واجب شد الرحال إلى قبره ، يريد بالوجوب هنا ندب و ترغيب و تأكيد ، لا وجوب فرض .
و الأولى عندي أن منعه و كراهة مالك له لإضافته إلى قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، و أنه لو قال : زرت النبي لم يكرهه ، لقوله صلى الله عليه و سلم : اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد بعدي ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر ، و التشبه بفعل أولئك ، قطعاً للذريعة و حسماً للباب و الله أعلم .
قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه : و مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة ، و القصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التبرك برؤية روضته و منبره و قبره ، و مجلسه ، و ملامس يديه ، و مواطئ قدميه ، و العمود الذي كان يستند إليه ، و ينزل جبريل بالوحي فيه عليه ، و بمن عمره و قصده من الصحابة و أئمة المسلمين ، و الاعتبار بذلك كله .
[ 174 ] و قال ابن أبي فديك : سمعت بعض من أدركت يقول : بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فتلا هذه الآية : إن الله وملائكته يصلون على النبي قال : صلى الله عليك يا محمد من يقولها سبعين مرة ناداه ملك : صلى الله عليك يا فلان ، و لم تسقط له حاجة .
و عن يزيد بن أبي سعيد المهري : قدمت على عمر بن عبد العزيز ، فلما ودعته قال لي : إليك حاجة ، إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، فأقره مني السلام .
و قال غيره : و كان يبرد إليه البريد من الشام .
قال بعضهم : رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة ، فسلم على النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم انصرف .
و قال مالك في رواية ابن وه ب : إذا سلم النبي صلى الله عليه و سلم ، و دعا ، يقف و وجهه إلى القبر الشريف لا إللى القبلة ، و يدنو ، و يسلم ، و لا يمس القبر بيده .
و قال في المبسوط : لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو ، و لكن يسلم و يمضي .
قال ابن أبي مليكة : من أحب أن يقوم وجاه النبي صلى الله عليه و سلم فليجعل القنديل الذي عند القبر على رأسه .
و قال نافع : كان ابن عمر يسلم على القبر ، رأيته مائة مرة و أكثر يجيء إلى القبر فيقول : السلام على النبي صلى الله عليه و سلم ، السلام على أبي بكر ، السلام على أبي ، ثم ينصرف .
[ و رئي ابن عمر واضعاً يده على مقعد النبي صلى الله عليه و سلم من المنبر ، ثم وضعها على وجهه .
و عن ابن قسيط و العتبي : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ، ثم استقبلوا القبلة يدعون ] .
و في الموطأ من رواية [ 176 ] يحيى بن يحيى الليثي أنه كان يقف على قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيصلي على النبي ، و على أبي بكر ، و عمر .
و عن ابن القاسم و القعنبي : و يدعو لأبي بكر ، و عمر .
قال مالك في رواي ة ابن وهب : يقول المسلم : السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته .
قال في المبسوط : و يسلم على أبي بكر ، و عمر .
قال القاضي أبو الوليد الباجي : و عندي أنه يدعو للنبي صلى الله عليه و سلم بلفظ الصلاة ، و لأبي بكر ، و عمر ، كما في حديث ابن عمر من الخلاف .
و قال ابن حبيب : و يقول إذا دخل مسجد الرسول : بسم الله ، و سلام على رسول الله عليه السلام ، السلام علينا من ربنا ، و صلى الله و ملائكته على محمد .
اللهم اغفر لي ذنوبي ، و افتح لي أبواب رحمتك و جنتك ، و احفظني من الشيطان الرجيم ، ثم اقصد إلى الروضة ، و هي ما بين القبر و المنبر فاركع فيها ركعتين قبل وقوفك بالقبر تحمد الله فيهما و تسأله تمام ما خرجت إليه و العون عليه .
و إن كانت ركعتاك في غير الروضة أجزأتاك ، و في الروضة أفضل .
و قد قال صلى الله عليه و سلم : ما بين منبري و قبري روضة من رياض الجنة ، و منبري على ترعة من ترع الجنة .
ثم تقف متواضعاً متوقراً ، فتصلي عليه و تثني بما يحضرك ، و تسلم على أبي بكر و عمر ، و تدعو لهما .
و أكثر من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالليل و النهار ، و لا ت دع أن تأتي مسجد قباء و قبور الشهداء .
و قال مالك [ 175 ] في كتاب محمد : و يسلم على النبي صلى الله عليه و سلم فادخل و خرج يعني في المدينة و فيما بين ذلك .
و قال محمد : و إذا خرج جعل آخر عهده الوقوف بالقبر ، و كذلك من خرج مسافراً .
و روى ابن وهب عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه و سلم ، و قل : اللهم اغفر لي ذنوبي ، و افتح لي أبواب رحمتك . و إذا خرجت فصل على النبي صلى الله عليه و سلم ، و قل : اللهم اغفر لي ذنوبي ، و افتح لي أبواب فضلك .
و في رواية أخرى : فليسلم مكان : فليصل فيه ، و يقول إذا خرج : اللهم إني أسألك من فضلك .
و في أخرى : اللهم احفظني من الشيطان الرجيم .
و عن محمد بن سيرين : كان الناس يقولون إذا دخلوا المسجد : صلى الله و ملائكته على محمد . السلام عليك أيها النبي و رحمة الله ، باسم الله دخلنا ، و باسم الله خرجنا ، و على الله توكلنا .
و كانوا يقولون إذا خرجوا مثل ذلك .
و عن فاطمة أيضاً : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل المسجد قال : ص لى الله على محمد و سلم . ثم ذكر مثل حديث فاطمة قبل هذا .
و في رواية : حمد الله و سمى ، و صلى على النبي صلى الله عليه و سلم ، و ذكر مثله .
و في رواية : باسم الله ،و السلام على رسول الله .
و عن غيرها : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، و يسر لي أبواب رزقك .
و عن أبي هريرة : إذا دخل أحدكم المسجد فليصل على النبي صلى الله عليه و سلم ، و ليقل : اللهم افتح لي .
و قال مالك في المسبوط :و ليس يلزم من دخل المسجد و خرج منه من أهل المدينة الوقو ف بالقبر ، و إنما ذلك للغرباء .
و قال فيه أيضاً : لا بأس لمن قدم من سفر أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، فيصلي عليه و يدعو له و لأبي بكر و عمر .
فقيل له : فإن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر و لايريدونه ، يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر ، ربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة أو الأيام المرة و المرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون و يدعون ساعة ! .
فقال : لم يبلغني هذا على أحد من أهل الفقه ببلدنا ، و تركه واسع ، و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، و لم يبلغني ع ن أول هذه الأمة و صدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ، و يكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده .
قال ابن القاسم : و رأيت أهل المدينة إذا خرجوا منها أو دخلوها أتوا القبر فسلموا ، قال : و ذلك رأيي .
قال الباجي : ففرق بين أهل المدينة و الغرباء ، لأن الغرباء قصدوا لذلك ، و أهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من أجل القبر و التسليم .
و قال صلى الله عليه و سلم : اللهم لا تجعل قبري و ثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
و قال : لا تجعلوا قبري عيداً .
و من كتاب أحمد بن سعيد[ 176 ] الهندي فيمن و قف بالقبر : لا يلصق به ، و لا يمسه ، و لا يقف عنده طويلاً .
و في العتبية : يبدأ بالركوع قبل السلام في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ، و أحب مواضع التنقل فيه مصلى النبي حيث العمود المخلق .
و أما في الفريضة فالتقدم إلى الصفوف و التنقل فيه للغرباء أحب إلي من التنقل في البيوت .



القسم الثالث : فيما يستحيل في حقه ، و ما يجوز عليه شرعاً ، و ما يمتنع و يصح من الأمور البشرية أن يضاف إليه .
فصل
عصمة النبي صلى الله عليه و سلم في أقواله و أفعاله
و أما أقواله صلى الله عليه و سلم فقامت الدلائل الواضحة بصحة المعجزة على صدقه ، و أجمعت الأمة فيما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء منها بخلاف ما هو به ، لا قصداً و عمداً ، و لا سهواً و غلطاً .
أما تعمد الخلف في ذلك فمنتف ، بدليل المعجزة القائمة مقام قول الله فيما قال اتفاقا ، و بإطباق أهل الملة إجماعاً .
و أما وقوعه على جهة الغلط في ذلك فبهذه السبيل عند الأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني و من قال بقوله ، و من جهة الإجماع فقط ، و ورود الشرع بانتقاء ذلك ، و عصمة النبي صلى الله عليه و سلم لا من مقتضى المعجزة نفسها عند القاضي أبي بكر الباقلاني و من وافقه لاختلاف بينهم في مقتضى دليل المعجزة لا تطول بذكره ، فنخرج عن غرض الكتاب ، فلنعتمد على ما وقع عليه إجماع المسلمين رسول أنه لا يجوز عليه خلف في القول في إبلاغ الشريعة ، و الإعلام بما أخبر به عن ربه ، و ما أوحاه إليه من وحيه ، لا على وجه العمد ، و لا على غير عمد ، ولا في حالي الرضا و السخط ، و الصحة و المرض .
و في حديث عبد الله بن عمرو : قلت يا رسول الله ، أكتب كل ما أسمع من ك ؟ قال : [ نعم ] . قلت : في الرضا و الغضب ؟ قال : [ نعم ، فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا ] .
و لنزد ما أشرنا إليه من دليل المعجزة عليه بياناً ، فنقول :
إذا قامت المعجزة على صدقه ، و أنه لا يقول إلا حقا ، و لا يبلغ عن الله إلا صدقاً ، و أن المعجزة قائمة مقام قول الله له : صدقت فيما تذكره عني ، وهو يقول : إني رسول الله إليكم لأبلغكم ما أرسلت به إليكم ، و أبين لكم ما نزل عليكم ، وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى [ سورة النجم / 53 ، الآية 3 ، 4 ] .
و قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم [ سورة النساء /4 ، الآية : 170 ] .
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، فلا يصح أن يوجد منه في هذا الباب خبر بخلاف مخبره على أي وجه كان .
و لو جوزنا عليه الغلط و السهو لما تميز لنا من غيره ، و لا اختلط الحق بالباطل ، فالمعجزة مشتملة على تصديقه جملة واحدة من غير خصوص ، فتنزيه النبي عن ذلك كله واجب برهاناً و إجماعاً كما قاله أبو إسحاق .
فصل
سؤالات لبعض الطاعنين
و قد توجهت هنا لبعض الطاعنين [195 ] سؤالات ، منها :
ما روي من أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ والنجم ، و قال : أفرأيتم اللاتوالعزى * ومناة الثالثة الأخرى -قال : تلك الغرانيق العلا ، و إن شفاعتها لترتجى ويروى : ترتضى . و في رواية : إن شفاعتها لترتجي ، و إنها لمع الغرانيق العلا .
و في أخرى : و الغرانقة العلا ، تلك للشفاعة ترتجى .
فلما ختم السورة سجد ، و سجد معه المسلمون و الكفار لما سمعوه أثنى على آلهتهم .
و ما وقع في بعض الروايات أن الشيطان ألقاها على لسانه ، و أن النبي صلى الله عليهو سلم كان تمنى أن لو نزل عليه شيء يقارب بينه و بين قومه .
و في رواية أخرى : ألا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه ، و ذكر هذه القصة ، و أن جبريلعليه السلام جاء فعرض عليه السورة ، فلما بلغ الكلمتين قال له : ما جئتك بهاتين . فحزن لذلك النبي صلى الله عليه و سلم ، فأنزل الله تعالى تسلية له : وما أرسلنا منقبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقيالشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم [ سورة الحج / 22 ، الآية : 52 ] .
و قوله : وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوكخليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا [ سورة الإسراء / 17 ،الآية : 73 ، 74 ] .
فاعلم أكرمك الله أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين :
أحدهما : في توهين أصله ، و الثاني على تسليمه .
أما المأخذ الأول فيكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، و لا رواه ثقةبسند سليم متصل ، و إنما أولع به و بمثله المفسرون و المؤرخون المولعون بكل غريب ،المتلقفون من الصحف كل صحيح و سقيم .
و صدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال : لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير ، و تعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته و اضطراب رواياته ، و انقطاع إسناده ،و اختلاف كلماته ، فقائل يقول : إنه في الصلاة ، و آخر يقول : قالها في نادي قومهحين أنزلت عليه السورة ، و آخر يقول : قالها و قد أصابته سنة ، و آخر يقول : بل حدثنفسه فسها ، و آخر يقول : إن الشيطان قالها على لسانه ، و إن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرضها على جبريل قال : ما هكذا أقرأتك ، و آخر يقول : بل أعلمهم الشيطان أنالنبي صلى الله ع ليه و سلم قرأها ، فلما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم ذلك قال : و الله ما هكذا نزلت إلى غير ذلك من اختلاف الرواة .
و من حكيت هذه الحكاية عنه من المفسرين و التابعين لم يسندها أحد منهم ، و لا رفعهاإلى صاحب ، و أكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية ، و المرفوع فيه حديث شعبة : عن أبيبشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال فيما أحسب الشك في الحديث أن النبيصلى الله عليه و سلم كان بمكة ... و ذكر القصة .
قال أبو بكر البزار : هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه و سلمبإسناد متصل يجوز ذكره إلا هذا ، و لم يسنده عن شعبة إلا أمية بن خالد ، و غيرهيرسله عن سعيد بن جبير ، و إنما يعرف عن الكلبي ، ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس فقدبين لك أبو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا .
و فيه من [ 196 ] الضعف ما نبه عليه مع و قوع الشك فيه ، كما ذكرناه ، الذي لا يوثقبه ، و لا حقيقة معه .
و أما حديث الكلبي فمما لا تجوز الراوية عنه و لا ذكره لقوة ضعفه و كذبه ، كما أشارإليه البراز : رحمه الله .
و الذي منه في الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ : والنجم و هو بمكة ،فسجد معه المسلمون و المشركون و الجن و الإنس .
هذا توهينه من طريق النقل فأما من جهة المعنى فقد قامت الحجة ، و أجمهت الأمة علىعصمته صلى الله عليه و سلم و نزاهته عن مثل هذه الرذيلة ، إما من تمنيه أن ينزلعليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله ، و هو كفر ، أو أن يتسور عليه الشيطان ، ويشبهعليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ، و يعتقد النبي صلى الله عليه و سلم أن منالقرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام ، و ذلك كله ممتنع في حقه صلى اللهعليه و سلم ، أو يقول ذلك النبي صلى الله عليه و سلم من قيل نفسه عمداً ، و ذلك كفر، أو سهواً ، و هو معصوم من هذا كله .
و قد قررنا بالبراهين و الإجماع عصمته صلى الله عليه و سلم من جريان الكفر على قلبهأو لسانه ، لا عمداً و لا سهواً ، أو أن يشبه عليه ما يلقيه الملك بما يلقي الشيطان، أو يكون للشيطان عليه سبيل ، أو أن يتقول على الله ، لا عمداً و لا سهواً ، ما لمينزل عليه ، و قد قال الله تعالى : ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منهباليمين * ثم لقطعنا منه الوتين [ سورة الحاقة / 69 ، الآية : [ 44 ، 46 ] .
قال تعالى : إذا لأذقنا ك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا [ سورةالإسراء /17 ، الآية 75 ] .
و وجه ثان ، و هو استحالة هذه القصة نظراً و عرفاً ، و ذلك أن هذا الكلام لو كان كما روي لكان بعيد الالتئام ، لكونه متناقص الأقسام ، ممتزج المدح بالذم ، متخاذلالتأليف و النظم . و لما كان النبي صلى الله عليه و سلم و لا من بحضرته من المسلمين، و صناديد المشركين ممن يخفى عليه ذلك ، و هذا لا يخفى على أدنى متأمل ، فكيف بمنرجع حلمه ، و اتسع في باب البيان و معرفة فصيح الكلام علمه .
و وجه ثالث أنه علم من عادة المنافقين ، و معاندي المشركين ، و ضعفة القلوب ، والجهلة من المسلمين نفوزهم لأول وهلة ، و تخليط العدو على النبي صلى الله عليه وسلم لأقل فتنة ، و تعييرهم المسلمين ، و الشمات بهم الفينة بعد الفينة ، و ارتدادمن في قلبه مرض ممن أظهر الإسلام لأدنى شبهة ، و لم يحك أحد في هذه القصة شيئاً سوىهذه الرواية الضعيفة الأصل ، و لو كان ذلك لوجدت قريش بها على المسلمين الصولة ، ولأقامت بها اليهود عليهم الحجة ، كما فعلوا مكابرة في قصة الإسراء حتى كانت في ذلكلبعض الضعفاء ردة ، و كذلك ما روى في قصة القضية ، و لا فتنة أعظم من هذه البينة لووجدت ، و لا تشغيب للمعادي حينئذ أشد من هذه الحادثة لو أمكنت ، فما روى عن معاندفيها كلمة ، و لا عن مسلم بسببها بنت شفة ، فدل على بطلها و اجتثاث أصلها .
و لا شك في إدخال بعض شياطين الإنس أو [ 197 ] الجن هذا الحديث على بعض مغفليالمحدثين ، ليلبس به على ضعفاء المسلمين .
و وجه رابع : ذكر الرواة لهذه القضية أن فيها نزلت : وإن كادوا ليفتنونك عن الذيأوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركنإليهم شيئا قليلا [ سورة الإسراء / 17 ، الآيتان : 73، 74 ] .
و هاتان الآيتان يردان الخبر الذي رووه ، لأن الله تعالى ذكر أنهم كادوا يفتنونهحتى يفتري ، و أنه ثبته لكاد يركن إليهم .
فمضمون هذا و مفهومه أن الله تعالى عصمه من أن يفتري ، و ثبته حتى لم يركن إليهمقليلاً ، فكيف كثيراً ! و هم يروون أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون و الإفتراءبمدح آلهتهم و أنه قال صلى الله عليه و سلم : افتريت على الله ، وقلت ما لم يقل ، وهذا ضد مفهوم الآية ، و هي تضعف الحديث لو صح ، فكيف و لا صحة له .
و هذا مثل قوله تعالى في الآية الأخرى : ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفةمنهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء [ سورة النساء / 4 ، الآية : 113 ] .
و قد روي عن ابن عباس : كل ما في القرآن كاد فهو ما لا يكون ، قال الله تعالى : يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ، و لم يذهب . و أكاد أخفيها ، و لم يفعل .
قال القشيري القاضي : و لقد طالبته قريش و ثقيف إذ مر بآلهتهم أن يقبل بوجهه إليهاو وعدوه الإيمان به إن فعل ، فما فعل ، و لا كان ليفعل .
قال ابن الأنباري : ما قارب الرسول و لا ركن .
و قد ذكرت في معنى هذه الآية تفاسير أخر ما ذكرناه من نص الله على عصمة رسوله يردسفسافها ، فلم يبق في الآية إلا أن الله تعالى امتن على رسوله بعصمته و تثبيته مماكاده به الكفار ، و راموا من فتنته ، و مرادنا من ذلك تنزيهه و عصمته صلى الله عليهو سلم ، و هو مفهوم الآية .
و أما المأخذ الثاني فهو مبني على تسليم الحديث لو صح ، و قد أعاذنا الله من صحته ،و لكن على كل حال فقد أجاب على ذلك أئمة المسلمين بأجوبة ، منها الغث و السمين ،فمنها ما روى قتادة و مقاتل أن النبي صلى الله عليه و سلم أصابته سنة عند قراءتههذه السورة فج رى هذا الكلام على لسانه بحكم النوم .
و هذا لا يصح ، إذ لا يجوز على النبي مثله في حالة من أحواله ، و لا يخلقه الله علىلسانه ، و لا يستولي الشيطان عليه في نوم و لا يقظة لعصمته في هذا الباب من جميعالعمد و السهو .
و في قول الكلبي : إن النبي صلى الله عليه و سلم حدث نفسه ، فقال ذلك الشيطان علىلسانه .
و في رواية ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، قال : وسها ، فلما أخبر بذلك قال : إنما ذلك من الشيطان .
و كل هذا لا يصح أن يقوله النبي صلى الله عليه و سلم لا سهواً و لا قصداً ، و لايتقوله الشيطان على لسانه .
و قيل : لعل النبي صلى الله عليه و سلم قال في أثناءتلاوته على تقدير التقرير والتوبيخ للكفار ، كقول إبراهيم عليه السلام : هذا ربي على أحد التأويلات .
و كقوله : بل فعله كبيرهم هذا بعد السكت و بيان الفصل بين الكلامين ، ثم رجع إلىتلاوته .
و هذا [ 198 ] ممكن مع بيان الفصل و قرينة تدل على المراد ، و أنه ليس من المتلو ،و هو أحد ما ذكره القاضي أبو بكر .
و لا يعترض على هذا بما روي أنه كان في الصلاة ، فقد كان الكلام قبل فيها غير ممنوع .
و الذي يظهر و يترجح في تأويله عنده و عند غيره من المحققين على تسليمه أن النبيصلى الله عليه و سلم كان كما أمره ربه يرتل القرآن ترتيلا ، و يفصل الآي تفصيلافي قراءته ، كما رواه الثقات عنه ، فيمكن ترصد الشيطان لتلك السكتات و دسه فيها مااختلقه من تلك الكلمات محاكياً نغمة النبي صلى الله عليه و سلم بحيث يسمعه من دناإليه من الكفار ، فظنوها من قول النبي صلى الله عليه و سلم ، و أشاعوها ، و لم يقدحذلك عند المسلمين بحفظ السورة قبل ذلك على ما أنزلها الله و تحققهم من حال النبيصلى الله عليه و سلم في ذم الأوثان و عيبها على ما عرف منه .
[ و قد حكى موسى بن عقبة في مغازيه نحو هذا ، و قال : إن المسلمين لم يسمعوها ، وإنما ألقى الشيطان ذلك في أسماع المشركين و قلوبهم ] ، و يكون ما روي من حزن النبيصلى الله عليه و سلم لهذه الإشاعة و الشبهة ، و سبب هذه الفتنة .
و قد قال الله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقىالشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم، فمعنى تمنى : تلا ، قال الله تعالى : لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، أي تلاوة .
و قوله : ف ينسخ الله ما يلقي الشيطان ، أي يذهبه ، و يزيل اللبس به ، و يحكم آياته .
و قيل : معنى الآية هو ما يقع للنبي صلى الله عليه و سلم من السهو إذا قرأ فينتبهلذلك و يرجع عنه .
و هذا نحو قول الكلبي في الآية : إنه حدث نفسه ، و قال : إذا تمنى ، أي حدث نفسه .
و في رواية أبي بكر بن عبد الرحمن نحوه .
و هذا السهو في القراءة إنما يصح فيما ليس طريقه تغيير المعاني ، و تبديل الألفاظ ،و زيادة ما ليس من القرآن ، بل السهو عن إسقاط آية منه أو كلمة ، و لكنه لا يقر علىهذا السهو ، بل ينبه عليه ، و يذكر به للحين على ما سنذكره في حكم ما يجوز عليه منالسهو و ما لا يجوز .
و مما يظهر في تأويله أيضاً أن مجاهداً روى هذه القصة : و الغرانقة العلا ، فإنسلمنا القصة قلنا : لا يبعد أن هذا كان قرآناً ، و المراد بالغرانقة العلا ، و أنشفاعتهن لترتجى : الملائكة على هذه الرواية .
و بهذا فسر الكلبي الغرانقة أنها الملائكة ، و ذلك أن الكفار كانوا يعتقدون الأوثانو الملائكة بنات الله ، كما حكى عنهم ورد عليهم في هذه السورة بقوله : ألكم الذكروله الأنثى ، فأنكر الله هذا من قولهم ، و رجاء الشفاعة من الملائكة صحيح ، فلماتأوله المشركون على أن المراد بهذا الذكر آلهتهم ، و لبس عليهم الشيطان ذلك ، وزينة في قلوبهم و ألقاه ، إليهم نسخ الله ما ألقى الشيطان ، و أحكم آياته ، و رفعتلاوة تلك اللفظتين اللتين وجد الشيطان بهما سبيلا للإلباس ، كما نسخ كثير منالقرآن و رفعت تلاوته ، و كان في إنزال الله تعالى لذلك حكمة ، و في نسخه حكمة ،ليضل به من يشاء و يهدي من يشاء ، و ما يضل به إلا الفاسقين ، و ليجعل ما يلقيالشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد * وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن اللهلهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم [ سورة الحج / 22 ، الآيتان : 53 ، 54 ] .
و قيل : إن النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ هذه السورة ، و بلغ ذكر اللات والعزى و مناة الثالثة الأخرى خاف الكفار أن يأتي بشيء من ذمها فسبقوا إلى مدحهابتلك الكلمتين ليخلطوا في تلاوة النبي صلى الله عليه و سلم ، و يشغبوا عليه علىعادتهم و قولهم : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون [ سورة فصلت ،الآية : 26 ] .
و نسب هذا الفعل إلى الشيطان لحمله لهم عليه ، و أشاعوا ذلك و أذاعوه ، و أنالنبي صلى الله عليه و سلم قاله ، فحزن لذلك من كذبهم و افترائهم عليه ،فسلاه الله

تعالى بقوله :
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، و بين للناس الحق من ذلك من الباطل ، و حفظ القرآن ، و أحكم آياته ، و دفع ما لبس به العدو ، كما ضمنه تعالى من قوله : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ سورة الحجر / 15 ، الآية : 9 ] .
و من ذلك ما روي من قصة يونس عليه السلام و أنه وعد قومه بالعذاب عن ربه ، فلما تابوا كشف عنهم العذاب ، فقال : لا أرجع كذاباً أبداً ، فذهب مغاضباً .
فاعلم أكرمك الله أن ليس في خبر من الأخبار الواردة في هذا الكتاب أن يونس عليه السلام قال لهم : إن الله مهلككم ، و إنما فيه أنه دعا عليهم بالهلاك ، و الدعاء ليس بخبر يطلب صدقة من كذبه ، لكنه قال لهم : إن العذاب مصبحكم وقت كذا ، فكان ذلك ، كما قال ، ثم رفع الله تعالى عنهم العذاب و تداركهم ، قال الله تعالى : فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين [ سورة يونس / 10 ، الآية : 98 ] .
و روي في الأخبار انهم رأوا دلائل العذاب و مخايله ، قاله ابن مسعود .
و قال سعيد بن جبير : غشاهم العذاب كما يغشى الثواب القبر .
فإن قلت : فما معنى ما روي من أن عبد الله بن أبي سرح كان يكتب لرسول صلى الله عليه و سلم ، ثم ارتد مشركاً ، و صار إلى قريش تعالى فقال لهم : إني كنت أصرف محمداً حيث أريد ، كان يملى على [ عزيزحكيم ] فأقول أو [ عليم حكيم ] ؟ فيقول : نعم ، كل صواب .
و في حديث أخر : فيقول له النبي صلى الله عليه و سلم : اكتب كذا فيقول : أكتب كذا ؟ فيقول : اكتب كيف شئت و يقول : اكتب عليماً حكيماً ، فيقول أكتب : سيمعاً بصيراً ، فيقول له : اكتب كيف شئت .
و في الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن نصرانياً كان يكتب للنبي صلى الله عليه و سلم بعد ما أسلم ثم ارتد ، و كان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 51 المشاهدات 17099  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه