القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > مكتبة الميرغني الإليكترونية > السادة المراغنة وخُلفاء الطريقة الختمية

السادة المراغنة وخُلفاء الطريقة الختمية مساحة توثيقية للسادة المراغنة وخلفاء الطريقة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

الخليفة أحمد ادم ....صفحة اخري تنطوى من كتاب الزمن الجميل

السادة المراغنة وخُلفاء الطريقة الختمية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-26-2010, 10:46 PM   #1
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي الخليفة أحمد ادم ....صفحة اخري تنطوى من كتاب الزمن الجميل


أنا : محمد جمرة




أعتذر لكم أولا أخوتي عن تأخير هذا المقال الرائع الذي أرسله إلى بريدي الأستاذ وليد قاسم فقد حرمتكم مشاهدة محبة جيل الشباب لخلفاء الطريقة الختمية وأعتذر ثانيا لأخي وليد حيث لم أمتثل أمره بنشر المقال في حينه وكل ثقتي في إقالته عثرتي. إليكم المقال:

بسم الله الرحمن الرحيم
الخليفة أحمد ادم ....صفحة اخري تنطوى من كتاب الزمن الجميل

كان الخليفة أحمد ادم عبدالدافع بالنسبة لى جزء من تراث أمدرمان العزيز , أذكره عندما أذكر سوق أمدرمان والمسجد الكبير .. وسوق الجلود .. والعدنى و البوابة...و. والحوليات والمولد والاعلام البوارق .
أذكر جلسته على دكته العالية بقامته الفارعة وملامحه الصارمة وهو يقص الجلاليب البيضاء فى مهارة وسرعة. و رغم ملامحه الصارمة فقد كان رحمه الله ذو دعابة , يرسل القفشات هنا وهناك , وما ان ينتهى من قص الجلابية حتى يرميها لآدم .. تلميذه الاول ووارث صنعته , ليكمل مراحل خياطتها .
غاب عنا عم أحمد فى هدوء شديد كما عاش فى هدوء . نعاه الناعى منتصف الليل ولم يدر أنه ينعى قيما واخلاقا وفضائل جمة صارت فى حكم النادر فى هذا الزمان .
كان الخليفة احمد ادم أحد خلفاء الختمية المعروفين وكانت له رمزية خاصة , فهو الترزى حائك الجلابية ( أم لياقة ) علامة الختمية المميزة لملبسهم , وهو حائك البوارق والرايات ذات الالوان الاربعة _ الاحمر , الاسود الابيض والاخضر _ التى ترتفع فى كل المناسبات , وهو حائك الاكفان والاقمشة الخضراء المزخرفة بالتهليل التى يغطون بها موتاهم !
توفى الخليفة أحمد بعد حياة حافلة امتدت لما قد يجاوز التسعين عاما , امضاها كلها فى أعمال البر والخير . ثم مضى فى هدوء شديد .
والناظر لحياة الفقيد يتعجب اذا نظر اليها بمقاييس الحياة العصرية المادية . ومصدر العجب ان الرجل الذى كانت مهنته الخياطة _ وهى مهنة قد لا تساعد على سد الرمق فى هذا الزمان الا بشق الانفس _ كان يحرص حرصا شديدا على تنظيم احتفال بهيج بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم فى مثل هذه الايام , أواخر شهر ربيع الأول من كل عام , ينفق فيه كل ما يدخره من مهنته طوال العام فتمتد موائد الطعام الفاخرة وترتفع الاعلام بداره العامرة بامتداد ناصر ويجتمع الختمية شيبهم وشبابهم مع الجيران والمعارف والعشيرة والذرية فيمضون ذلك النهار فى قراءة المولد العثمانى وانشاد المدائح والسفائن.
وما ان ينتهى الاحتفال حتى يشرع فى الادخار لمثله فى العام القادم فى عزم وهمة . ولا زلت أذكر فى ايام صباي عندما كنت أزوره بعد هذا الاحتفال باسبوع او اسبوعين فما ان يراني حتى يقول لي مبتسما :بدينا نجمع .... دلوقت حق الفحم طلع !
لم يكن له هم في هذه الدنيا غير احتفاله في ربيع ولم أره مهتما او مغتما لمعيشة قط !
وكنت أتعجب كلما رايت غرفته التي عاش فيها زمنا طويلا , فسقفها الزنكي يجعلها ساخنة جدا وكان يمكن له ان يدخر من المال شيئا ليغيره ولكنى أعود فأذكر أنه لم يكن له همُ سوى اكمال احتياجات المولد السنوي الكبير!

تدخل عليه في المحل فلا تجده الا هاشا باشا – فأول ما يلقاك يلقاك بالبشر, ومجالسه دائما معمورة بالصلاة والسلام على النبي الكريم وسيرة الصالحين , واذا جاءه مادح فلا بد أن يخرج له كتاب ( مجموع الدواووين) التي يحتفظ بها حتى ينشده منها قصيدة او اثنتين .

والذي قد يخفي عن الكثيرين ممن عرفوه ان الخليفة احمد كان من أهل الليل _ قياما وصلاة وذكرا , بل كان ممن يعرف أسراره ومقاماته , سمعته يوما يسأل احد الختمية من الشباب : وصلت كَو.. كَو ولا لسه ؟
فقال الشاب : ماذا تقصد ب كَو .. كَو ؟
قال الخليفة : ياخي لما يكون عندك ورد بالليل وتتأخر منو – الجماعة ما بجوا يصحوك كَو..كَو ؟ .... ياخي الظاهر انت بدري عليك لسه ... ثم ضحك !
وكان مما يواظب عليه الاستماع لتلاوه شريفة من القرءان الكريم يوميا يتابعها في المصحف ، فاذا ما ختم الكتاب العزيز امر اهل الدار بتجهيز الكرامة له فيرسلها للمسجد .
وكان له افطار سنوي عامر في النصف الثاني من رمضان يدعو له مولانا الشيخ عبد العزيز وبعض الاخوان ، يلقي بعدها الشيخ عبد العزيز محاضرة في المسجد القريب من سكن الخليفة بامتداد ناصر ، لم يتوقف عن هذه الدعوة ولا كرامة المولد قط حتى توفاه الله .
وكانت له محبة لا متناهية لاهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم خصوصا السادة المراغنة , كنت ربما أدخل عليه فاجده مسرورا كما الطفل الصغير, ويكون السبب فى سروره انه قد اكمل جلبابا او عباءة وارسلها هدية للسيد محمد عثمان الميرغني .
ومن اللطائف أنه زار كسلا في نهاية السبعينات وصادف ذلك اليوم دخول السيد احمد الميرغني ( الدكتور) كلية الطب، فقال لهم عمه السيد الحسن : اليوم دخل ابننا احمد كلية الطب جامعة الخرطوم .... يعالجنا ويعالج الاخوان .... فمنذ ذلك اليوم صار السيد أحمد هو طبيبه الاوحد ومقصده الاول في أي نوع من الامراض يعتريه... حتى بعد ان تخصص السيد احمد في الجراحة فلابد له ان يشاوره اولا قبل الذهاب لاي طبيب اخر, لا يبالى ان كانت شكواه تدخل فى تخصص السيد أم لا

ولقد عاش الخليفة احمد مع اخوانه في الطريقة الختمية حياة صافية نقية وكان له مع جدنا الخليفة احمد البشير أخوة صادقة ومحبه خالصة قل ان توجد في هذا الزمان ، ولقد عجبت جدا يوم أن قال لي : من يوم توفي جدك ما نسيتو من الفاتحة يوم واحد بالليل ! وكان ذلك بعد خمسة عشر عاما من وفاة جدنا الخليفة احمد البشير .... فانظر لهذا الوفاء !
لقد كان في أم درمان مجموعة من افذاذ الرجال التفوا حول مولانا السيد على الميرغني ثم من بعده مولانا السيد محمد عثمان , يقومون باعباء الطريقة المختلفة , اجتمعوا على محبة الله ورسوله وأهل بيته , لم تجمعهم قبائل ولا انساب ولا اموال ولا مصالح , فكانوا فيما بينهم في منتهي الالفة والمحبة , منهم جدنا الخليفة احمد البشير و الخليفة عثمان ابراهيم والخليفة عثمان محمد احمد والخليفة حمد كمبال والخليفة بكري ابراهيم مرزوق والخليفة عمر ضيف الله والخليفة سعد عبد الرحمن وغيرهم.
ان الله تعالى قد بارك لهؤلاء الرجال في اعمارهم ففعلوا ما لم يستطعه الاخرون من صنوف الاعمال الصالحة , ولقد حفظوا جوارحهم في الصغر فحفظها الله عليهم في الكبر وخير الناس من طال عمره وحسن عمله كما جاء في الحديث الشريف , قال الخليفة عمر ضيف الله يوما : الحمد لله اليوم اكملت 65 عاما مع الاساس والراتب فانظر رحمك الله لهذا التوفيق !
رحمهم الله جميعا واطال عمر البقية من خلفاء الختمية كالخليفة تاج السر على الشيخ والخليفة احمد مكي عربي ومولانا الشيخ عبد العزيز والشيخ حسن أبوسبيب والخليفة ابو حوة والخليفة أحمد النصري و الخليفة مبارك بركات واخوانه .
والخلفاء الختمية في طول البلاد وعرضها قد ساهموا مساهمة فعالة في تماسك النسيج الاجتماعي في السودان وتزويب النعرات القبلية وكانوا القدوة لمن حولهم والمفزع والملجأ لاصحاب الحاجات والضرورات وكانو رموزا في المجتمع السوداني في ذلك الزمان الجميل حيث الاخاء والصفاء والتوادد والتراحم .
والاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإظهار الفرح به صلي الله عليه وسلم نعمة عظيمة تفتح للعبد المؤمن بابا واسعا من أبواب الفيض الإلهي ، فقد رئي أبي لهب بعد وفاته فقيل له ما فعل الله بك قال ما لقيت بعدكم خيرا غير انه يخفف عنى العذاب في كل يوم اثنين وأمص من أصبعي ماء جزاء فرحي بمحمد وإعتاقي ثويبة وأمري إياها أن ترضعه ، فلم يفرح أبو لهب بمولد النبي صلي الله عليه وسلم بوصفه منقذ البشرية وإنما فرح بمحمد بن أخيه عبد الله , ولما بعثه الله تعالى كفر به وعاداه , ولكن الله أثابه على تلك الفرحة الطبيعية بتخفيف العذاب , يقارن الحافظ الدمشقي بين هذا والمؤمن المحب لرسول الله صلي الله عليه وسلم المجتهد في إظهار الفرح والسرور به فيقول :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتي انه في يوم الاثنين دائما
يخفف عنه للسرور باحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
بأحمد مسرورا ومات موحداً

ويناسب فقيدنا ان يشطر البيت الأخير فيقال :
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
لغير الثياب البيض ما استخدم اليدا
ومن ريعها قوتا ومدخراً له
به يمدد السماط فرحا باحمداً
وقد كان هذا دأبه طول عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا
إن عزاءنا و رجاءنا أن لا جزاء للاحسان الا الاحسان , وانا لنرجو له عند الله ورسوله إكراما فوق ما كان يرجوه لنفسه فهو الذي ظل مسرورا بالله ورسوله طول عمره ومات موحدا خالص التوحيد .
اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا وغائبنا وحاضرنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
وليد قاسم

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع محمد جمرة مشاركات 25 المشاهدات 9515  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه