القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

خصائص الامة المحمدية

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2013, 10:56 AM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




بسم الله الرحمن الرحيم
خصائص الامة المحمدية
الاخوة والاخوات الكرام
هذه مقتضفات لبعض ماذكر فى فضل هذه الامة المحمدية
جعلنا الله واياكم من احبها الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- خيرية هذه الأمة وفضلها على سائر الأمم. 2- بعض خصائص هذه الأمة. 3- بعض التشريعات الشاقة التي كانت عل الأمم السابقة. 4- واقع المسلمين اليوم. 5- شهادة هذه الأمة على الأمم يوم القيامة.



يا أمة يبس الزمان وعودها ريان من نبع النبوة أملدُ
تسري بأعماق السنين جذوره وتشد أذرعه النجوم فيصعد
يا أمة القرآن لم يذبل على شفتيك هذا اللؤلؤ المتوقد
إنها أمة القرآن، أمة الإسلام، أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه الأمة التي فضلها الله عزوجل على سائر الأمم واختصها بكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وإنما نالت من ذلك مانالته باتباعها لرسولها محمد صلى الله عليه وسلم.
إنها خير الأمم وأكرمها، وحسبنا شهادة الله في كتابه: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةكُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [آل عمران:110]. قال صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ((إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) [الترمذي:3001، وقال حديث حسن].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلت على الأنبياء بست لم يعطهن أحد كان قبلي))، وفيه: ((وجعلت أمتي خير الأمم)) [البزار بإسناد جيد].
وهذه الأمة المحمدية العظيمة التي حازت شهادة الخيرية جعل الله لها جملة من الخصائص امتازت بها على غيرها من الأمم.
فمن خصائصها: حل الغنائم.
فقد كانت الأمم قبلنا على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن له في الجهاد فكانوا يغزون ويجاهدون ويأخذون أموال أعدائهم ولكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها، وعلامة قبول غزوهم أن تنزل نار من السماء فتأكلها، وعلامة عدم القبول ألا تنزل.
وقد من الله على هذه الأمة ورحمها لشرف نبيها عنده فأحل لهم الغنائم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَٰلاً طَيّباًنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الأنفال:69]. وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي)) وذكر منها: ((وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي)) [البخاري ومسلم].
ومن خصائص الأمة المحمدية أن جعلت لها الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل أدركته الصلاة فلم يجد ماء ولا مسجدا فعنده طهوره ومسجده فيتيمم ويصلي بخلاف الأمم من قبلنا فإن الصلاة أبيحت لهم في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع.
وعن عبد الله بن عمر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام يصلي فاجتمع وراءه رجال يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم وقال: ((أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبلي))، وفيه: ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظِّمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم)) [أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله وضع عنها الأغلال والأثقال والآصار التي كانت على الأمم قبلها فأحل لها كثيراً مما حرم على غيرها، ولم يجعل عليها في أحكامها عنتاً وشدة كما قال الله: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةهُوَ ٱجْتَبَٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الحج:78]. فكانت شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم أكمل الشرائع وأيسرها وأسهلها، حتى قال عليه الصلاة والسلام: ((إني أرسلت بحنيفية سمحة)) [أحمد].
وفي الحديث الذي رواه أحمد عن حذيفة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وأحل لنا كثيراً مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا من حرج)).
وحسبك حتى تدرك رحمة الله بهذه الأمة وتيسيره عليها أن تعلم ما يلي:
1 كان بنوإسرائيل إذا أصاب أحدهم البول قرضه بالمقراض، فلا يطهر إلا بذلك، ونحن نكتفي بغسله. [أحمد].
2 كان اليهود إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيت. [أي لم يجلسوا وإياها تحت سقف واحد]. ونحن أحل لنا الاستمتاع بالحائض فيما دون الفرج. [مسلم:302].
3 كان في بني إسرائيل القصاص في القتلى ولم تكن فيهم الدية فخفف الله عنا بتشريع الدية فذلك قوله تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْء فَٱتِبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَٰنٍ ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مّن رَّبّكُمْ وَرَحْمَةٌنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [البقرة:178].
4 كانت بنوإسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنباً أصبح مكتوباً على بابه ذنبه وكفارة ذلك الذنب. [أثر عن ابن مسعود رواه ابن جرير].
5 كان صوم من قبلنا من الأمم إمساك عن الكلام مع الطعام والشراب فكانوا في حرج، ورخص الله لنا بحذف الإمساك عن الكلام. [قال ابن العربي وأورد ابن كثير أثراً عن مالك بمعناه].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله هداها ليوم الجمعة سيد الأيام وخير يوم طلعت فيه الشمس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوت والكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع، اليهود غداً والنصارى بعد غد)) [البخاري ومسلم:855].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله تجاوز عنها الخطأ والنسيان وحديث النفس ما لم تعمل أو تتكلم.
روىأبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم يتكلموا أ ويعملوا به)) [البخاري ومسلم:127].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أنها محفوظة من الهلاك والاستئصال فلا تهلك بالسنين ولا بجوع ولا بغرق ولا يسلط عليها عد ومن غيرها فيستبيح بيضتها ويستأصلها. فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض (أي كسرى وفارس)، وإني سألت ربي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم. وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة (أي قحط) وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ول واجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضا)) [مسلم:2889].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أنها لا تجتمع على ضلالة فهي معصومة من الخطأ عند اجتماعها على أمر، كما أنها لا تخل ومن وجود طائفة قائمة بالحق في كل زمان لا يضرها من خالفها.
عن كعب بن عاصم الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة)) [ابن أبي عاصم وقال الألباني: الحديث بمجموع طرقه حسن].
وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)) [البخاري ومسلم:1920].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله قبل شهادتها وجعل أهلها شهداءه في أرضه، فقد جاء في حديث أنس بن مالك أن جنازة مرت فأثني عليه خيراً فقال النبي: ((وجبت وجبت)) ثم مرت أخرى فأثني عليها شراً فقال النبي: ((وجبت وجبت)) فلما سأله عمر عن ذلك قال: ((من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض)) [البخاري:1367، ومسلم:949].
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أن صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة، ولم يكن هذا لأمة قبلها، فقد جاء في الحديث الذي رواه حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضلنا على الناس بثلاث))، وذكر منها: ((جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة)) [مسلم:522].


حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة حسن الخليفه احمد ; 01-07-2013 الساعة 11:18 AM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 10:58 AM   #2
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




ومن تمام شرف هذه الأمة أن الله اختصها بخصائص في الآخرة كما اختصها بخصائص في الدنيا.
فمن هذه الخصائص الأخروية أن الأمة المحمدية تأتي يوم القيامة غراء محجلة من آثار الوضوء وبهذه الصفة يعرف النبي صلى الله عليه وسلم أمته من غيرهم عندما يكون منتظرهم على الحوض، قال ابن حجر رحمه الله: ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية. [11/458].
وحين قال عليه الصلاة والسلام: ((وددت أنا قد رأينا إخواننا)) قال له أصحابه: ((أولسنا إخوانك يا رسول الله؟)) قال: ((أنتم أصحابي. وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)) فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: ((إنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء)) [مسلم:249].
ومن خصائص الأمة المحمدية الأخروية أنها تشهد لكل نبي أنكر قومه أنه قد بلغ، تشهد له بأداء الرسالة وتبليغها فيقبل الله شهادتها.
روى أبوسعيد عن النبي قال: ((يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال: هل بلغكم ؟ فيقولون: لا. فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتدعى أمة محمد فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه. قال: فذلك قوله تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَكَذٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة[البقرة:143])) [أحمد وابن ماجه وصححه الألباني].
ومن خصائصها أنها أول من يجتاز الصراط، وأول من يدخل الجنة وقد جاءت في ذلك أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((فأكون أنا وأمتي أول من يجيز)) يعني الصراط [البخاري:6573]. وفي الحديث الآخر عند البخاري [876] يقول عليه الصلاة والسلام: ((نحن أول من يدخل الجنة)).
ومن خصائصها أنها أقل عملا من الأمم قبلها وأكثر ثواباً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((…إنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالاً فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذي يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: نحن أكثر عملاً وأقل عطاء، قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئاً؟ قالوا: لا. قال: فإنه فضلي أعطيه من شئت)) [البخاري:3459]. قال ابن حجر رحمه الله: فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته.
ومن خصائص هذه الأمة المحمدية أنها أكثر أهل الجنة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟)) قال: فكبرنا. ثم قال: ((أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟)) قال: فكبرنا. ثم قال: ((إني لأرج وأن تكونوا شطر أهل الجنة)) [البخاري:6528].
بل جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وقال عنه حديث حسن وصححه الألباني: ((أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم)).
وهكذا تتألق هذه الأمة المباركة، ويترادف عليها فضل الله وكرمه، وتتقلب في إنعامه وإحسانه.
فيا فوزنا ويا سعدنا أن كنا من أمة هذا النبي الكريم العظيم.
ولكن مهلاً … هل شكرنا الله حق شكره أن جعلنا من هذه الأمة؟ هل كنا على مستوى هذا التكريم؟ هل أعطينا العالم صورة حسنة عن هذه الأمة المحمدية؟
يا شباب العالم المحمدي ينقص الكون شباب مهتدي
فأروه دينكم ليهتدي دين عزم وضمير ويد
أليس من المأساة أن يقول بعض من أسلم من الغربيين: أحمد الله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين وإلا لما أسلمت!!! يريد أنه قرأ عن الإسلام فسره ما فيه فاعتنقه، فلما رأى المسلمين هاله البون الشاسع بين المقروء والمشاهد، وظن أنه لورأى المسلمين وحالهم قبل أن يقرأ عن الإسلام لما فكر في اعتناقه!!!
لا بد أن نحقق في أرض الواقع هذه الخيرية ونحمل هذا الإسلام فنبشر به العالمين ونحيي به موات الدنيا فإن الأرض عطشى إلى مطر المسلمين، مشتاقة إلى وقع أقدامهم وهتاف تكبيرهم.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 10:59 AM   #3
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




ان الله تعالى أكرم هذه الأمة بخمس كرامات

1- انه خلقهم ضعفاء حتى لا يستكبروا.

2- خلقهم صغارا في أنفسهم حتى تكون مؤونة الطعام والشراب والثياب عليهم.

3- جعل عمرهم قصيرا حتى تكون ذنوبهم أقل.

4- جعلهم فقراء حتى يكون حسابهم في الآخرة أقل.

5- جعلهم آخر الأمم حتى يكون بقاؤكم في القبر أقل.


وذكر ان آدم-عليه السلام- قال: ان الله تعالى اعطى أمة محمد صلى الله عليه وسلم اربع كرامات :

1- ان قبول توبتي كان بمكة وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يتوبون في كل مكان فيتقبل الله توبتهم.

2- اني كنت لابسا فلما عصيت جعلني عريانا وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون عراة فيلبسهم الله.

3- اني لما عصيت فرق بيني وبين امرأتي وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون ولا يفرق بينهم وبين أزواجهم.

4- إني عصيت في الجنة فأخرجني منها وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون خارجا الجنة فيدخلونها بالتوبة.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وروى عن علي رضي الله عنه انه قال: بينما النبي(صلى الله عليه وسلم) جالس مع المهاجرين والأنصار اذ اقبل اليه جماعة من اليهود

فقالوا : يا محمد انا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى لموسى بن عمران لا يعطيها الا نبيا مرسلا او ملكا مقربا

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " سلوا... ؟ "

فقالوا : يا محمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس التي افترضها الله على أمتك

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أما صلاة الظهر اذا زالت الشمس يسبح كل شىء لربه
واما صلاة العصر فانها الساعة التي اكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة ، واما صلاة المغرب فانها الساعة التي تاب الله على آدم عليه السلام فيها فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا الا اعطاه اياه ، واما صلاة العتمة فانها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي ، واما صلاة الفجر فان الشمس اذا طلعت تطلع بين قرنى الشيطان ويسجد لها كل كافر من دون الله".

قالوا: صدقت يا محمد فما ثواب من صلى ؟

قال النبي(صلى الله عليه وسلم) : " أما صلاة الظهر فانها الساعة التي تسعر فيها جهنم فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة الا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة ، وأما صلاة العصر فانها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام فيها من الشجرة فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة الا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ثم تلا قوله تعالى:
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)
وأما صلاة المغرب فانها الساعة التي تاب الله فيها على آدم فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه ، وأما صلاة العتمة فان القبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى فى ظلمة الليل الى صلاة العتمة الا حرم الله تعالى عليه وقود النار ويعطيه نورا يجوزه على الصراط وأما صلاة الفجر فما من مؤمن يصلى الفجر اربعين يوما في الجماعة الا أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق".

قالوا: صدقت يا محمد ولم افترض الله على أمتك الصوم ثلاثين يوما.. ؟

قال:" ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقى في بطنه مقدار ثلاثين يوما فافترض الله على ذريته الجوع ثلاثين يوما ويأكلون بالليل تفضلا من الله تعالى على خلقه"..

قالوا: صدقت يا محمد فأخبرنا ثواب من صام من أمتك ... ؟

قال: " ما من عبد يصوم من شهر رمضان يوما محتسبا الا أعطاه الله تعالى سبع خصال:

يذوب اللحم الحرام من جسده ويقرب من رحمته ويعطيه خير الأعمال ويؤمنه من الجوع والعطش ويهون علي عذاب القبر ويعطيه الله نورا يوم القيامة حتى يجاوز به الصراط ويعطيه الكرامات في الجنة".

قالوا: صدقت يا محمد فأخبرنا ما فضلك على النبين... ؟
قال : " فما من نبي الا دعا على قومه وأنا ادخرت دعوتي لأمتي".
قالوا: صدقت يا محمد نشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله

وعن كعب الأحبار رضي الله عنه- قال قرأت في بعض ما أنزل على موسى عليه السلام :
يا موسى ركعتان يصليهما أحمد وأمته وهى صلاة الغداة من يصليهما غفرت له ما أصاب من الذنوب من ليله ويومه ويكون فى ذمتى ياموسى أربع ركعات يصليها احمد وأمته وهى صلاة الظهر أعطيهم بأول ركعة فيها المغفرة وبالثانية أثقل ميزانهم وبالثالثة اوكل عليهم الملائكة يسبحون ويستغفرون لهم وبالرابعة أفتح لهم ابواب السماء ويشرف عليه الحور العين

يا موسى أربع ركعات يصليها أحمد وأمته وهى صلاة العصر فلا يبقى مسلم في السماوات والأرض الا استغفر لهم ومن استغفر لهم الملائكة لم أعذبه.

يا موسى ثلاث ركعات يصليها أحمد وأمته حين تغرب الشمس أفتح لهم أبواب السماء لا يسألون من حاجة الا قضيتها لهم.

يا موسى أربع ركعات يصليها أحمد وأمته حين يغيب الشفق وهى خير لهم من الدنيا وما فيها ويخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

يا موسى يتوضأ أحمد وأمته كما أمرتهم أعطيهم بكل قطرة تقطر من الماء جنة عرضها كعرض السماء والأرض.

يا موسى يصوم أحمد وأمته شهرا في كل سنة وهو شهر رمضان أعطيهم بصيام كل يوم مدينة فى الجنة وأعطيهم بكل خير يعملون فيه من التطوع أجر فريضة وأجعل فيه ليلة القدر من استغفر منهم فيها مرة واحدة نادما صادقا من قلبه فأن مات من ليله أو شهره أعطيته أجر ثلاثين شهيدا.

يا موسى ان في أمة محمد رجالا يقومون على كل شرف يشهدون ان لا اله الا الله فجزاؤهم بذلك جزاء الأنبياء عليهم السلام و رحمتى عليهم واجبة وغضبى بعيد منهم ولا أحجب باب التوبة عن واحد منهم ما داموا يشهدون ان لا اله الا الله

وعن أبي هريرة - رضي الله تعالي عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" إن أول من يدعي يوم القيامة نوح عليه السلام وأمته ، ثم يقال له: هل بلغت ما أرسلت به .. ؟

فيقول : نعم يا رب ، ثم يقال لقومه : هل بلغكم نوح رسالة الله ... ؟

فيقولون : لا والله ، ولإن كنت أرسلت إلينا رسولا لنتبع آياتك ، ونكون من المؤمنين ، فما بلغنا ما أمرته به .

فقال لنوح عليه السلام : إن هؤلاء يزعمون أنك لم تبلغهم ، فهل لك عليهم من شهيد .. ؟

فيقول نعم ، فيقال : من هم ؟ فيقال: هم أمة محمد عليه السلام ،فيدعون ويسألون

فيقولون : نعم نشهد أن نوحا عليه السلام قد بلغ قومه ،

فيقول قوم نوح : كيف تشهدون علينا ، ونحن أول الأمم ، وأنتم آخر الأمم ؟

فيقولون : نشهد أن الله تعالي بعث إلينا رسولا ، وأنزل عليه الكتاب ، وكان فيما أنزل عليه خبركم (رواه البخاري و الترمزي وابن ماجه )

قال أبو هريرة - رضي الله عنه: نحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فذلك قوله تعالي :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )
البقرة 143

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كل هذه الكرامات التي فضلنا الله تعالى بها على سائر الأمم ومع ذلك نعصاه ولو استغفرناه لغفر لنا ولكن ننسى أنفسنا وتنسينا الدنيا ما خلقنا من أجله فسبحانه كم هو كريما صبورا علينا و لما كل هذا الحب يا الله؟ الله سبحانه وصف نفسه في اياته بانه الرحمن الرحيم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:01 AM   #4
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إنّ مما شرّف الله وميز به الأمة المحمدية عن غيرها من الأمم أن جعل قبر نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم معلوم عندنا بيقين وبإجماع الأمة وتواتر لا شك في ذلك ولا ريب
وكذا حجراته المعروفة ومساكن زوجاته أمهات المؤمنين الطاهرات وروضته الشريفة
لذا تشاهد المسلمين تيمم نحو هذا القبر الشريف ومن شتى بقاع الدنيا في كل وقت وحين وما تتكبده من مشاق وعذاب السفر وقلوبهم مليئة علما تاما ويقينا كاملا على أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هذا المكان المشهود وأنّ هذه حجراته المعروفة ومساكن زوجاته الطاهرات وأنّ هذه روضته المطهرة وكذا محرابه ومنبره صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأعلم أيها المحب أنّ هذا الشرف والفضل لم يثبت لنبيّ غيره صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولا لأمة غيرالأمة المحمدية
وفي هذا يقول ابن حجر :
ولم تعلم مقابرهم بأرض *** يقينا غير ما سكن الرسول
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
ومما قاله الأمام مالك رضي الله عنه للمهدي يا أمير المؤمنين إنك تدخل الأن المدينة فتمر بقوم عن يمينك ويسارك وهم أولاد المهاجرين والأنصار فسلم عليهم فإنه ما على وجه الأرض قوم خير من أهل المدينة ولا خير من المدينة فقال له ومن أين قلت ذلك يا أبا عبد الله قال لأنه لا يعرف قبر نبي اليوم على وجه الأرض غير قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عندهم فينبغي أن يعلم فضلهم على غيرهم
وأعلم أيها المحب أنّ القبر الشريف موضع تنزل الرحمات الإلهية والفيوضات الربانية كما في الحديث الشريف ( ما من فجر يطلع إلا وينزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبيّ حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم فيصلون على النبيّ سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار )
فهنيئا لهذه الأمة المحمدية التي شرفها الله وميزها من بين الأمم بهذا الفضل العميم والخير الوفير فا يسعد من شرفه الله بالمثول بين سيد الأنام وفخر الوجود صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مصليا ومسلما على أشرف مخلوق وأفضل نبيّ ورسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
والشرح يطول والمقام لا يتسع وما سردته نقطة من بحور لعلّى وعسى أن نحظى بقطرة تغسل الروح وتداوي القلب السقيم
وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:04 AM   #5
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد rالصادق الأمين .. المبعوث رحمة وهداية من رب العالمين .. للناس كافة الأولين منهم والآخرين .. وبعد :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ملكنا هذه الدنيا قرونا ×× و أخضعها جدودٌ خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء ×× فما نسي الزمان ولا نسين

قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله :" كنتم خير أمه أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "]آل عمران:110[
إننا أمة رسالة ولا يجب أن نتخلى عن تلك الرسالة فلقد أخرج الله تعالى أمه الإسلام لتكون بمثابة المشعل الذي يضيء الطريق لكل الأمم كي تسير على النهج الذي اختاره الله للبشرية جميعاً .

ففي الوقت الذي كلف الله فيه الأمم السابقة بأن تستقيم في ذاتها لله عز وجل امتثالاً لقوله تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ".]البينة: 5[

.. كلف الله أمة الإسلام بتكليفين عظيمين :
1). كلفها بعبوديتها لله عز وجل :" و أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا "]النساء 36[.
2). ثم كلفها بأن تكون أمة هادية لكل البشرية وشاهدة على كل البشرية فقال تعالى : } وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا {]البقرة: 143[ وهذا هو السر في خيرية الأمة المسلمة :" كنتم خير أمه أخرجت للناس "]آل عمران: 110[.


وعن أبي سعيد الخدري أن الحبيب rقال :" يدعى نوح يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب فيقول : هل بلغت ؟؟-أي الرسالة- فيقول : نعم , فيقال لأمته : هل بلَّغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير , فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته , فيشهدون أنه قد بلَّغ , ويكون الرسول عليكم شهيداً , فذلك قوله جل ذكره :" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " ]البقرة: 143[.
وقال r: " أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء " .رواه الطبراني وصححه الألباني .
واليكم أخواتي الحبيبات/ إخواني الفضلاء هذه الباقة العطرة من فضائل أمة الحبيب r ..
قالr :" إنكم تُتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله "رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني .
وقال r:" مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره". رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقالr:" أمتي هذه أُمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا ".رواه أبو داود والطبراني .
وقال r:" أن الله تعالى إذا أراد رحمة أمه من عبادة قبض نبيها قبلها, فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها , وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حيٌ فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره " .أخرجه مسلم.


بل اجتمعت من رحمات الله لهذه الأمة ما لم تجتمع لغيرها .. إذا لننظر وإياكم لهذه الفضائل يا أهل هذه الأمة ..
قالr:" إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به أو استُكرهوا عليه ".رواه ابن ماجه والبيهقي .
وقال r :" إن الله تعالى قد أجار على أمتي أن تجتمع على ضلالة ". رواه ابن أبي عاصم وحسنه الألباني .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقال r: " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة منم يجدد لها دينها " . رواه أبو داود والبيهقي .
وقال r:" فضلنا على الناس بثلاث :جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة , وجُعلت لنا الأرض كلها مسجداً , وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء , وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنزٍ تحت العرش لم يعطها نبي قبلي ".أخرجه مسلم وأحمد والنسائي عن حذيفة .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ولأن أعمار هذه الأمة المباركة قصيرة فلقد أكرمها الخالق جل وعلا بمضاعفة الأجر على سائر الأمم من قبلها ..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فقد قال r:" إنما أجلكم فيما خلا من الأمم , كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس , وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى , كمثل رجل استأجر أُجراء فقال : من يعمل من غُدوه إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود , ثم قال : من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ فعملت النصارى ثم قال : من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ فأنتم هم , فغضبت اليهود والنصارى وقالوا : ما لنا أكثر عملاً وأقل عطاءً؟ قال : هل ظلمتكم من حقكم شيئاً ؟ قالوا : لا , قال : فذلك فضلي أوتيه من أشاء ".أخرجه البخاري وأحمد و مالك والترمذي عن ابن عمر .
وقالr :" منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ". رواه أبو نعيم عن أبي سعيد .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وقالr:" أُعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر , قلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي –عز وجل- فزادني مع كل سبعين كل واحد سبعين ألفاً ". رواه أحمد عن أبي بكر وصححه الألباني .
قالr: " إن أمتي يدعون يوم القيامة غُراً مُحجّلين من آثار الوضوء ". متفق عليه .
وقال r:" ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فإنها كلها في الجنة ".رواه الخطيب البغدادي عن ابن عمر , وصححه الألباني .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهنا في هذا الحديث يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من مات على التوحيد ولو كان من أهل الكبائر فإن مصيره في النهاية إلى الجنة إن شاء الله .. والمعلوم أن المشرك والمرتد عن الدين الإسلامي ليس من أمته r .
وقال r:" أهل الجنة عشرون ومائة صف , ثمانون منها من هذه الأمة و أربعون من سائر الأمم ".. رواه أحمد و الترمذي وابن ماجه عن بريدة وصححه الألباني في صحيح الجامع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الموضوع طويل لكنني لا أود الإطالة عليكم .. قرأت هذا الموضوع من كتاب أصحاب الرسول r وأحببت أن أبلغكم به لتفرحوا مثلما فرحت بهذا الفضائل التي منحت للأمة المحمدية ..

أشكركم على حسن متابعتكم هذا الموضوع الجلي .. أسأل الله بمنه وكرمه أن يثيبكم وأن يغفر لكم ذنبكم و يقول لكم رب العباد : قوموا مغفوراً لكم .. فهنيئاً لكم .. وصل اللهم على سيدنا محمدr وعلى آله وصحبه وسلم ..

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:05 AM   #6
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته وانتهج نهجه إلى يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين... أما بعد: فقد وصف الله المؤمنين بأنهم خير أمة أُخرجت للناس، فقال عز وجل: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {آل عمران: 110}. فرفع الله قدر هذه الأمة وشرفها واصطفاها على غيرها من الأمم، وجعلها خير أُمة أُخرجت للناس، ولِمَ لا وهي أمة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، فهي لم تدرك هذا الفضل إلا بإيمانها بالله، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ذكر الله عز وجل، ولا ينال هذا إلا من استجاب لله وللرسول كما قال تعاللى في وصف الصحابة الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أُحد، فكان الرجل يتهادى بين الرجلين لما به من الجراح والآلام: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم {آل عمران: 172- 174}. فبقدر الإيمان والاستجابة لله وللرسول تكون الخيرية لهذه الأمة، ولا يمكن أن تكون هذه الخيرية إلا لأمة الاستجابة. أما أمة الدعوة ففيها المؤمن والكافر والمنافق واليهودي والنصاري وكل من بلغته دغوة النبي الخاتم منذ بعثته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يكون لهؤلاء فضل ولا شرف ولا خيرية إلا بالإيمان والاستجابة، وقد قال تعالى في آية الخيرية: ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون {آل عمران: 110}، وقال تعالى: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (113) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (114) وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين {آل عمران: 113- 115}، وقال سبحانه: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب {آل عمران: 199}. وهؤلاء هم الذين آمنوا بالله ورسوله من أهل الكتاب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يؤتَون أجرهم مرتين لأنهم آمنوا مرتين واستجابوا مرتين كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين"، فذكر منهم رجلاً من أهل الكتاب آمن وصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم . هذه هي أمة الإسلام، أعظم الأمم في الدنيا والآخرة، مثلها في عداد الأمم كالشعرة السوداء في جلدة الثور الأبيض، ومع هذا فهي في الذروة العالية: "إنكم توفون- تتمون- سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله". رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد والحاكم. إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، يعطيهم ربهم حلمًا وعلمًا من عنده سبحانه كما في الأثر الذي رواه أحمد والبزار والطبراني، وهم أكثر الأمم استجابة وتلبية، فلم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، فمن ثم قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس.ولهذه الأمة خصائص اختصها الله بها من بين الأمم، من هذه الخصائص ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فمن هذه الخصائص في الدنيا: 1- أنها الأمة المجاهدة، شرع الله لها جهاد الكفار والمنافقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحل لها الغنائم، ولم تكن تحل لمن سبقها من الأمم، قال تعالى: فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم {الأنفال: 69}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي". فذكر منها: "وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي". [متفق عليه}.أما من قبلهم من الأمم فمن جاهد منهم في سبيل الله، لم يكن تحل لهم الغنائم، بل كانت تنزل عليهم نار فتحرقها كما في الصحيح. 2- أنها الأمة المحفوظة من الهلاك والاستئصال، لا تهلك بسَنة عامة، ولا يسلط الله عليها عدوًا من غيرها، يستأصل شأفتها، ولو اجتمع عليها كل أهل الأرض كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يسبيتح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، حتى يكون بعضهم يُهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا". رواه مسلم. 3- أنها لا تجتمع على ضلالة: فهذه الأمة تتقلب بين حالين: حال غزوٍ وتمكين تجتمع فيه الأمة على الحق دون تفرق ولا تشرذم، تعتصم بالله وبدينه وشرعه وتجتمع على إمام واحد، تسمع له وتطيع وتجاهد في سبيل الله تحت لوائه فيبلغ ملكها مشارق الأرض ومغاربها ممتثلة قول الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وقد وقع هذا للأمة في صدر الإسلام في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، وصدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش". رواه مسلم.وحال ضعف وفرقة وهوان بعدما أصاب الأمة ما أصاب الأمم قبلها من اختلاف وتفرق وتشرذم وبُعْدٍ عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي سلف الأمة، فتسلط عليها أعداؤها، وذلت بعد عز، ولكنها مع هذا كله لم تترك الحق بالكلية، فهي أمة التوحيد، لا تجتمع على باطل، بل يبقى فيها طائفة على الحق ظاهرين به لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وسوف ترجع الأمة إلى حال عزها تجاهد في سبيل الله وتجتمع على الحق حتى تقتل المسيح الدجال، وتقاتل اليهود، ويبارك الله في خراج الأرض، ثم يرسل الله ريحًا طيبة تقبض أرواح المؤمنين، فلا يبقى على الأرض إلا شرار الخلق، عليهم تقوم الساعة. 4- ومن خصائص هذه الأمة أن الله تعالى رفع عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، فأحل لها كثيرًا مما حُرم على غيرها، ولم يجعل عليها من حرج ولا عنت ولا شدة، بل يُسر وفرج، قال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر {البقرة: 185}، وقال: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت {البقرة: 286}. قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم {المائدة: 6}، وقال: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج: 78}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني أرسلت بحنيفية سمحة". [رواه أحمد}. وقال: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ". وقال لرسله وسفرائه ودعاته: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفر". قالها لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما إلى اليمن. [رواه البخاري}. 5 ومن هذا التيسير أن جعل الله لهذه الأمة الأرض مسجدًا وطهورًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطيت خمسًا لم يعطهن نبي قبلي". ذكر منها: "وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ". 6- وتجاوز الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وعما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به". [متفق عليه}.ولما نزل قول الله تعالى: لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير {البقرة: 284.اشتد ذلك على أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فجاءوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين قبلكم سمعنا وعصينا؟ ولكن قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". فلما قالوا وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله التخفيف في قوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فنسختها. رواه أحمد ومسلم. 7- واختص الله هذه الأمة بأن جعل الله صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ألا تصفون كصفوف الملائكة عند ربها". قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف ويتراصون في الصف. [رواه مسلم}. 8 ومن خصائص هذه الأمة: يوم الجمعة، خير يوم طلعت فيه الشمس اختلفت فيه الأمم قبلنا، فهدانا الله إليه. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد". [متفق عليه}. 9 وفضّل الله هذه الأمة فجعلها من الشهداء في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا؛ فلقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنتم شهداء الله في الأرض". ففي الصحيحين عن أنس قال: مرت جنازة فأُثني عليها خيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت". ومُر بجنازة فأثني عليها شرًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "وجبت". فسأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال: "من اثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض". وأما في الآخرة فلقول الله عز وجل: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا {البقرة: 143}. وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "يُدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلَّغكم؟ فيقولون: لا. فيقول الله: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ، وهذا قول الله عز وجل: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". ومن هذه الخصائص ما اختص الله به هذه الأمة في الآخرة فضلاً عن أنهم الشهداء على الناس يوم القيامة، فهم الآخرون السابقون والغر المحجلون، أول من يجيز الصراط وأول من يدخل الجنة وهم أكثر أهل الجنة. ففي الصحيح أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة". فكبر الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة". وقد حقق الله رجاء نبيه صلى الله عليه وسلم وأعطاه فوق ما يرجو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة". [رواه الترمذي}. ولا ينال هذا الخير إلا مَن حقق التوحيد وتابع النبي صلى الله عليه وسلم ، أما أهل البدع والضلال فلا نصيب لهم في هذا الخير إلا بقدر قربهم من الحق ومتابعتهم للسنة، بل يُزادون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخلو زمان من متبع للحق ناصر للسنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". فأهل الحق والطائفة الناجية هم المتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، ففي العقيدة يتمسكون بما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من التوحيد الخالص في ألوهية الله عز وجل وربوبيته وأسمائه وصفاته، وما كان عليه سلف الأمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الراشدين ومن تابعهم بإحسان، ويهجرون مسالك أهل البدع ومناهجهم التي فرقوا بها أهل الدين وجعلوهم شيعًا. وفي العبادة يتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات في أجناسها وصفتها وقدرها وزمنها ومكانها دون أدنى ابتداع في الدين. وفي الأخلاق يتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من رفق ولين وخلق عظيم. وفي المعاملات يتمسكون بالحلال البين ويتعاملون بالصدق والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم. والحمد لله رب العالمين

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:06 AM   #7
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




فضل المؤمنين والمسلمين
النوع الأول
6741 - (خ) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا، وما عملنا باطل، فقال: لا تفعلوا، أكلوا بقية عملكم، وخذوا أجركم كاملا، فأبوا وتركوا، واستأجر آخرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم، ولكم الذي شرطت لهم من الأجر،، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك الأجر الذي جعلت لنا، فقال: أكملوا بقية عملكم، فإنّ ما بقي من النهار شيء يسير، فأبوا، فاستأجر قوما أن يعملوا بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم، حتى غابت الشمس، فاستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النّور» أخرجه البخاري.

6742 - (خ ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر فعجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن، فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربّنا، أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنّا أكثر عملا؟ ! قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء».وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء، فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هل، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثر عملا، وأقلّ عطاء؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء».وفي أخرى قال: «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى، كرجل استعمل عمّالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط... فذكر نحوه، وفي آخره: ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى... وذكر نحو ما قبله».
وفي أخرى «إنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمّالا... وذكر نحوه».
أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة.

النوع الثاني
6743 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «مرّ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: وجبت، ثم مرّ بأخرى فأثنوا عليها شرا - أو قال غير ذلك - فقال: وجبت، فقيل: يا رسول الله، قلت لهذا: وجبت؟ ولهذا: وجبت؟ قال: شهادة القوم، المؤمنون شهداء الله في الأرض».
وفي رواية قال: «مرّوا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا... وذكر نحوه، فقال عمر: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرّا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
أخرجه البخاري.
وعند مسلم: قال: مرّ بجنازة، فأثني عليها خير، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: وجبت، وجبت، وجبت، ومرّ بجنازة، فأثني عليها شرّ، فقال نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم-: وجبت، وجبت، وجبت، فقال عمر: فدى لك أبي وأمّي، مرّ بجنازة فأثني عليها خير، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّ، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة،ومن أثنيتم عليه شرّا وجبت له النار،أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض».
ولمسلم في أخرى نحوه بمعناه، غير أن هذه أتمّ.
واختصره الترمذي قال: مرّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وجبت ثم قال: أنتم شهداء الله في الأرض».
وأخرجه النسائي نحو الرواية الثانية.

6744 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - مثل رواية النسائي التي أخرجها عن أنس، وفيه «قالوا: يا رسول الله، قولك الأولى والأخرى: وجبت؟ فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض» أخرجه النسائي.
6745 - (خ ت س) أبو الأسود - رحمه الله -: قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، والناس يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرّوا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال عمر: وجبت، قال: ومرّوا بأخرى، فأثنوا عليها خيرا، فقال: وجبت، ثم مرّوا بثالثة فأثني على صاحبها شرّ، فقال: وجبت، قال أبو الأسود: فقلت: يا أمير المؤمنين، ما وجبت؟ قال: كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة، قال: فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ثم لم نسأله عن الواحد» أخرجه البخاري.
وأخرجه النسائي، ولم يذكر المرض والموت، والباقي نحوه، وأخرجه الترمذي ولم يذكر الموت، ولا ذكر الجنازة الثانية، وقال: «كما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة... وذكره».

[شرح الغريب]
ذريعا: ساروا سيرا ذريعا، وماتوا موتا ذريعا، أي: سريعا.

النوع الثالث
6746 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه،فهدانا الله [له] فغدا لليهود، وبعد غد للنصارى، فسكت، ثم قال: حقّ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما، يغسل فيه رأسه وجسده» ليس فيه عند مسلم ذكر الغسل.
وفي رواية نحوه، وفيه ذكر الغسل.
وفي رواية للبخاري «نحن الآخرون السابقون... لم يزد».
وفي أخرى لمسلم «نحن الآخرون الأوّلون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة...» وذكر نحوه.
وفي أخرى له قال: «أضلّ الله عز وجل عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيّ [لهم] قبل الخلائق».
وفي رواية للبخاري ومسلم والنسائي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «نحن الآخرون السابقون، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله له».
زاد النسائي: يعني يوم الجمعة، ثم اتفقوا، فالناس لنا تبع، اليهود غدا، والنصارى بعد غد».

[شرح الغريب]
بيد أنهم: البيد بمعنى غير، تقول: هو كثير المال، بيد أنه بخيل،أي: غير أنه بخيل.

6747 - (م س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أضلّ الله عن الجمعة من [كان] قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أّهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيّ لهم يوم القيامة قبل الخلائق» أخرجه مسلم والنسائي.
النوع الرابع
6748 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لما نزلت {يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم، إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم} - إلى قوله -: {ولكنّ عذاب الله شديد} [الحج: 1و2] قال: أنزلت عليه هذه الآية وهو في سفر، فقال: أتدرون أيّ يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لآدم: ابعث بعث النار، قال: يا ربّ، وما بعث النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فأنشأ المسلمون يبكون، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: قاربوا وسدّدوا، فإنّه لم تكن نبوّة قطّ إلا كان بين يديها جاهليّة، فتؤخذ العدّة من الجاهلية، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم ومثل الأمم إلا كمثل الرّقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبّروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، فكبّروا، قال: ولا أدري: أقال الثّلثين، أم لا؟».
وفي رواية قال: «كنا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فتفاوت أصحابه في السير، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صوته بهاتين الآيتين يا أيّها النّاس، اتّقوا ربّكم، إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم - إلى قوله - عذاب الله شديد فلما سمع ذلك أصحابه حثّوا المطيّ، وعرفوا أنّه عند قول يقوله، فقال: أتدرون أيّ يوم ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يوم ينادي الله فيه آدم، فيناديه ربه، فيقول: يا آدم، ابعث بعث النار، فيقول: أي ربّ وما بعث النار؟ فيقول: من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فيئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بأصحابه، قال: اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده، إنكم لمع خليقتين، ما كانتا مع شيء إلا كثّرتاه - يأجوج ومأجوج، ومن مات من بني آدم، ومن بني إبليس - فسرّي عن القوم بعض الذي يجدون، قال: اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشّامة في جنب البعير، أو كالرّقّمة في ذراع الدابة» أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
قاربوا وسددوا: المقاربة في الفعل: القصد والعدل، والسداد: الصواب من القول والفعل، أي: اطلبوا القصد والصواب، واتركوا الغلو والإفراط.
الرقمة: الهنة التي تكون في باطن عضدي الحمار، وهما رقمتان في عضديه.
حثوا: حث الدابة: الإسراع بها في السير، وحملها عليه.
المطي: جمع مطية، وهي الإبل.
أبدوا بضاحكة: يقال: ما أبدى القوم بضاحكة، أي: ما تبسموا حتى تبدو منها السن الضاحكة، فإن من تبسم أدنى تبسم بدت أسنانه. ويقال في المبالغة: ضحك حتى بدت نواجذه، وهي أواخر الأضراس.
كثرتاه: تقول: كاثرته فكثرته: إذا غلبته بالكثرة، وكنت أكثر منه.
فسري: سري عن الحزين والمغموم ونحوهما: إذا كشف عنه ما به وزال.

6749 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كنّا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في قبّة نحوا من أربعين، فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك: أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشّعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي مثله، إلا أنه قال: «أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة.... وذكره».

6750 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبّيك وسعديك» - زاد في رواية: والخير في يديك - فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذرّيّتك بعثا إلى النار، قال: يا رب، وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد {وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى، ولكنّ عذاب الله شديد} [الحج: 2] فشقّ ذلك على الناس حتى تغيّرت وجوههم.
زاد بعض الرواة: قالوا: يا رسول الله، أيّنا ذلك الرجل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد - ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود».
وفي رواية: «أو كالرّقمة في ذراع الحمار - وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبّرنا، ثم قال: ثلث أهل الجنة، فكبّرنا، ثم قال: شطر أهل الجنة، فكبّرنا» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
وفي رواية ذكرها رزين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، أني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فحمدنا وكبّرنا، فقال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أوكالرّقمة في ذراع الحمار، وإنه ليدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم، وقال بعضهم - شك - أو سبعمائة ألف».

6751 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليدخلنّ الجنة من أمتي سبعون ألفا - أو سبعمائة ألف -سماطين آخذ بعضهم ببعض، حتى يدخل أوّلهم وآخرهم الجنة ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
سماطين: السماطان من النخل ومن الناس: الجانبان، يقال: مشي بين السماطين: إذا مشي بين صفين من الناس.

6752 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «وعدني ربي أن يدخل الجنّة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب،ومع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
حثيات: الحثيات جمع حثية، وهي الغرفة بالكف، يقال: حثا يحثو ويحثي.

6753 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة - هم سبعون ألفا - تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر»، قال أبو هريرة: فقام عكّاشة بن محصن الأسديّ فرفع نمرة عليه، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله - عز وجل - أن يجعلني منهم فقال: سبقك [بها] عكّاشة» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب، فقال رجل: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم قام آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة».وفي أخرى قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، زمرة واحدة منهم على صورة القمر».

[شرح الغريب]
زمرة: الزمرة: الطائفة من الناس والجماعة منهم.
نمرة: النمرة: جمعها: أنمار، وقد ذكرت.

6754 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «باب أمتي - الذي يدخلون منه الجنة - عرضه مسيرة الراكب المسرع المجوّد ثلاثا، ثم إنهم يتضاغطون عليه، حتى تكاد مناكبهم تزول».
وزاد رزين «وهم شركاء الناس في سائر الأبواب» أخرجه الترمذي.
وقال: سألت محمدا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه، وقال: لخالد ابن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله.

[شرح الغريب]
يتضاغطون: يزدحمون، ضغطه: إذا زحمه إلى حائط أو في باب أو نحو ذلك.

6755 - (ت) بريدة -رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أهل الجنة عشرون ومائة صفّ، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم». أخرجه الترمذي
النوع الخامس
6756 - (خ م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي وحده، ليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: من هذا؟ فقلت: أبو ذر، جعلني الله فداك، قال: يا أبا ذر، تعاله، قال: فمشيت معه ساعة، فقال: إن المكثرين هم المقلّون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح فيه عن يمينه، وشماله، وبين يديه، ووراءه، وعمل فيه خيرا، قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: اجلس ها هنا، حتى أرجع إليك، قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس ها هنا، حتى أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرّة، حتى لا أراه، فلبث عني، فأطال اللّبث ثم إني سمعته يقول وهو مقبل: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: فلما جاء لم أصبر، فقلت: يا نبيّ الله جعلني الله فداك، من تكلّم في جانب الحرّة، ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا؟ قال: ذاك جبريل، عرض لي في جانب الحرة، فقال: بشّر أمّتك أنّه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، فقلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: يا رسول الله وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر» أخرجه البخاري ومسلم.
قال الحميديّ: ليس عندنا في كتاب مسلم «يا رسول الله» وصح في رواية البخاري، وبإسقاطه يحتمل أن يكون من مخاطبة جبريل عليه السلام.

[شرح الغريب]
تعاله: تعال، أي: ادن، والهاء لبيان حركة اللام، وتسمى هاء السكت.
فنفح: نفح بيده: إذا أشار بها إلى جهة، ونفحت الدابة: إذا رمحت والمراد به هاهنا: أنه فرق المال بيديه يمينا وشمالا.
قاع: القاع: الأرض المستوية.

6757 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كلّ أمّتي يدخلون الجنة إلا من أبى، فقالوا: [يا رسول الله] من يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» أخرجه البخاري.
النوع السادس
6758 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا، أو نصرانيا، قال: فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة بالذي لا إله إلا هو ثلاث مرات: أن أباه حدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فحلف له، فلم يحدّثني سعيد - هو ابن أبي بردة - أنه استخلفه، ولم ينكر على عون - هو ابن عتبة - قوله».وفي رواية «إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار».
وفي أخرى قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى - فيما أحسب [أنا] - قال أبو روح: لا أدري ممن الشك؟ قال أبو بردة: فحدّثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: أبوك حدّثك بهذا عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: نعم» أخرجه مسلم.

6759 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلا قوله تعالى: {وإنّ جهنّم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم} [الحجر: 43 و44] وقال: باب منها لمن سلّ السيف على أمتي، أو قال: على أمة محمد» أخرجه الترمذي.
لنوع السابع
6760 - (د) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد أجاركم الله من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيّكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحقّ،وأن لا تجتمعوا على ضلالة»أخرجه أبو داود.

6761 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله لا يجمع أمّتي - أو قال: أمة محمد - على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ إلى النار» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
يد الله على الجماعة: أراد بيد الله: سكينته وأمنه ورحمته، أي: إن الجماعة بعيدة من الأذى والخوف واضطراب الحال، ومثله قوله يد الله على الفسطاط يعني المصر، فإن الأذى مع الفرقة، والفساد مع الاختلاف، والخوف مع الانفراد.
شذ: الشذوذ: الانفراد والتوحد.

6762 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل» أخرجه أبو داود.
6763 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين: سيفا منها، وسيفا من عدوّها» أخرجه أبو داود.
6764 - (ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله أنزل عليّ أمانين لأمتي {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 32] فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة» أخرجه الترمذي.
6765 - (م) عامر بن سعد بن أبي وقاص - رحمه الله -: عن أبيه «أنه أقبل مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم من العالية، حتى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربّه طويلا، ثم انصرف إلينا، فقال: سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة،سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسّنة؟ فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق؟ فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
بالسنة: السنة: الجدب والقحط.

6766 - (ط) عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك - رحمه الله - قال: «جاءنا عبد الله ابن عمر في بني معاوية - وهي قرية من قرى الأنصار - فقال: هل تدرون أين صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم - وأشرت إلى ناحية منه - فقال لي: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهنّ فيه؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني بهنّ، فقلت: دعا بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيره هم، ولا يهلكهم بالسنين، فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها، قال: صدقت، قال ابن عمر: فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة» أخرجه «الموطأ».
[شرح الغريب]
الهرج: قد جاء في الحديث: أنه القتل، وهو الاختلاط والاختلاف، وذلك سبب القتل.

6767 - (ت س) خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «صلّى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة فأطالها، فقالوا: يا رسول الله، صلّيت صلاة لم تكن تصلّيها؟ قال: أجل؛ إنها صلاة رغبة ورهبة، إني سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألته أنه لا يهلك أمتي بسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلّط عليهم عدوا من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها» أخرجه الترمذي.
وفي رواية النسائي: «أن خبّابا رقب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة صلاّها، فلما فرغ من صلاته جاءه خبّاب، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، لقد صلّيت الليلة صلاة ما رأيتك صلّيت نحوها؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أجل؛ إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي: أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم، فأعطانيها، وسألت ربي: أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعا، فمنعنيها».

[شرح الغريب]
رغبة: الرغب: الرغبة، وهو حب الشيء وإيثاره.
والرهب: الرهبة، وهو الخوف.
يلبسنا: أي يختلط أمرنا خلط اضطراب واختلاف أهواء.
شيعا: الشيع: الفرق: جمع شيعة.

النوع الثامن
6768 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أمتي من يشفع في الفئام من الناس، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم يشفع للواحد، حتى يدخلوا الجنة» أخرجه الترمذي.
وزاد رزين «وإنما شفاعتي في أهل الكبائر، وإنه ليؤمر برجل إلى النار، فيمرّ برجل كان قد سقاه شربة ماء على ظمأ، فيقول: ألا تشفع لي؟ فيقول: ومن أنت؟ فيقول: ألست أنا سقيتك الماء يوم كذا وكذا؟ فيعرفه، فيشفع فيه، فيردّ من النار إلى الجنة».

6769 - (ت) عبد الله بن شقيق - رحمه الله -: كنت مع رهط بإيلياء، فقال عبد الله ابن أبي الجدعاء: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي: أكثر من بني تميم، قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: نعم سواي».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الفئام: الجماعة من الناس.

النوع التاسع
6770 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل أمتي مثل المطر: لا يدرى آخره خير، أم أوّله؟».
أخرجه الترمذي.
زاد رزين «وإنه لا مهديّ إلا عيسى ابن مريم، وأنا أولى الناس به، ليس بيني وبينه نبيّ، قال: وسمعته يقول: لن تهلك أمة أنا أوّلها، ومهديّها أوسطها، والمسيح آخرها».

6771 - (س) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم» أخرجه النسائي.
6772 - جعفر [بن محمد] عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبشروا وأبشروا، إنما مثل أمتي مثل الغيث: لا يدرى آخره خير أم أوّله؟ أو كحديقة أطعم منها فوج عاما، ثم أطعم منها فوج عاما، لعل آخرها فوجا أن يكون أعرضها عرضا، وأعمقها عمقا، وأحسنها حسنا، كيف تهلك أمة أنا أوّلها، والمهديّ وسطها، والمسيح آخرها، ولكن بين ذلك فيج أعوج، ليسوا مني، ولا أنا منهم» أخرجه...
[شرح الغريب]
فيج: الفيج والفوج: الجماعة من الناس، فأما الفيج: فإنه مخفف من الفيج، تقول: فاج يفوج فهو فيج، كما تقول: هان يهون فهو هين، ثم تخففه فتقول: هين، هكذا قال الأزهري، وأما الفوج، فهو على أصله من الواو بغير تخفيف، وإنما احتاج إلى التقدير المذكور في الفيج لأجل الياء.

6773 - أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «بشّرهذه الأمة - وروي: بشر الأئمة - بالسّناء والنّصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب» أخرجه...
النوع العاشر
6774 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».
قال أبو عبد الله: هم أهل العلم. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين... وذكره».
وفي أخرى «لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس... وذكره».

6775 - (م) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» أخرجه مسلم.
6776 - (م ت د) ثوبان: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرّهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود في جملة حديث، وهو مذكور في «المعجزات» من «كتاب النبوة». وأخرجه الترمذي في جملة حديث، وهو مذكور في «كتاب الفتن».

6777 - (خ م) معاوية [بن أبي سفيان - رضي الله عنه -] قال - وهو يخطب - سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تزال من أمتي أمّة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك».
قال ابن يخامر: سمعت معاذا يقول: هم أهل الشام - أو بالشام - فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم بالشام.
وفي رواية قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق: ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
ناوأهم: المناوأة: المعاداة.

6778 - (ت) معاوية بن قرة: عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فسد أهل الشام فلا خير لكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة».
قال [ابن] المديني: هم أصحاب الحديث. أخرجه الترمذي.

6779 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدّجال» أخرجه أبو داود.
النوع الحادي عشر
6780 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أشدّ أمّتي لي حبّا ناس يكونون بعدي يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله» أخرجه مسلم.

6781 - أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: «تغدّينا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، أحد خير منّا؟ آمنّا بك، وجاهدنا معك؟ قال: نعم، قوم يؤمنون بي ولم يروني» أخرجه...
6782 - (خ م ط س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غرّ محجّلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرّا محجّلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، فليذادنّ رجال عن حوضي، كما يذاد البعير الضالّ، أناديهم: ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك؟ فأقول: سحقا، سحقا. هذه رواية مسلم.
وقد أخرج هو والبخاري روايات تتضمّن ذكر الوضوء وإسباغه، وذكر الحوض، وذكر بعضها في «كتاب الوضوء» من «كتاب الطهارة» وبعضها يرد في ذكر الحوض من «كتاب القيامة» من حرف القاف.
وفي رواية «الموطأ» بعد قوله: «الذين لم يأتوا بعد»: «وأنا فرطهم على الحوض» وفيه «أناديهم: ألا هلمّ، ألا هلمّ [ألا هلمّ]» وفيه «سحقا» مرة ثالثة، وأخرجه النسائي إلى قوله: «على الحوض».

[شرح الغريب]
بهم: البهم: جمع بهيم،وهو اللون الواحد الذي لايشاركه فيه لون آخر،أسود كان أوغيره.
ليذادن: ذدت فلانا عن كذا.: إذا دفعته عنه، أذوده ذودا.
سحقا: تقول، أي: بعدا له. والسحق: البعد.

6783 - (ت) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أمّتي يوم القيامة غرّ محجّلون من الوضوء» أخرجه الترمذي.
6784 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 11] قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. أخرجه البخاري.
6785 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيّها قبلها فجعله فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلاك أمة عذّبها، ونبيّها حيّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقرّ عينه، بهلكتها حين كذبوه [وعصوا أمره]» أخرجه مسلم.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:09 AM   #8
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




يقول ربنا تبارك وتعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}التوبة:128-129.

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ سيدنا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ قَالَ :"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"رواه الإمام أبو داود والبيهقي -رحمها الله-



إهداء

إلى خليفة الله وبقيته في أرضه.. شمس المغرب، إمام الأئمة ومنقذ الأمة..وكاشف الغمة الإمام المهدي الحسني الفاطمي عليه السلام...








تنبيه هام:

اعلم أخي الكريم وفقني الله وإياك للخيرات وجعلنا من أهل المحبة والصفاء أنه قد جاء في هذا الكتاب جملة كبيرة من الأحاديث الشريفة منها الصحيح والحسن، وقد تكون بعض الأحاديث الواردة في هذا الكتاب ضعيفة. وقد ذكرت ذلك جريا على قاعدة العلماء في العمل بالحديث الضعيف بشروطه المذكورة في كتب الأصول. حيث لا يعمل بالضعيف في الأحكام والعقائد، ويجوز العمل به في الفضائل والترغيب والترهيب وذكر المناقب، وهذا هو الرأي المعتمد عند الأئمة والعلماء، والحديث الضعيف أفضل من أقوال الرجال إذا لم نجد في الباب غيره.

هذا، وقد جوز قبول الحديث الضعيف في الفضائل الإمام النووي -رحمه الله- في "التقريب"، والشيخ العراقي –رحمه الله- في شرحه على "ألفيته"، والإمام ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- في "شرح النُّخبة"، والشيخ زكريا الأنصاري -رحمه الله- في "شرح ألفية العراقي"، والإمام الحافظ السيوطي –رحمه الله- في "التدريب"، والشيخ ابن حجر المكي –رحمه الله- في "شرحه على الأربعين"، والعلامة اللكنوي –رحمه الله- في رسالته المشهورة المسماة ب"الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة"، له فيها محور هام تناول فيه آراء العلماء حول العمل بالحديث الضعيف وذلك بالشرح والتفصيل. وللشيخ السيد علوي بن عباس المالكي الحسني –رحمه الله- رسالة خاصة في أحكام الحديث الضعيف، وكذلك لابنه الشيخ السيد محمد بن علوي –رحمه الله- كتاب "المنهل اللطيف" في العمل بالحديث الضعيف. إلى غير ذلك من الكتب والدراسات القديمة والحديثة تُجَوِّزُ العمل بالضعيف وفق شروط وضوابط.




مقدمة:

الحمد لله رب العالمين الملك الوهاب، رب الأرباب، ومجري السحاب، وخالق الإنسان من تراب، والى أهل الاصطفاء من عباده فأورثهم الكتاب، ورفع عن قلوبهم الحجاب، ومنَّ عليهم بفضله وكرمه وأتحفهم بالخطاب.

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على ملاذ الورى وشفيع الأنام في يوم الحساب، حبيبنا محمد سيد الأحباب رفيع الجناب، وعلى آله وذريته نجوم الهداية ومصابيح الظُّلمة، الطاهرين الأطياب، وعلى أصحابه المحبوبين المكرمين أولي النهى والألباب، ومن سار على نهجهم واهتدى بهديهم إلى يوم المآب.

أما بعد؛

فإن الحديث عن فضائل الأمة المحمدية لا تكفي فيه صفحات قصار على عجل، بل هو موضوع العمر، كيف لا؟ وهي أمة الخيرية والبركة والنصر، الشاهدة على الأمم السابقة، المؤيدة بوراثة الأرض، المرحومة ببركة نبيها سيدنا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

لكن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ؛ لهذا جاء هذا الكتاب كتمهيدات ومقدمات لهذه الفضائل التي لا تعد ولا تحصى، وما خفي أعظم.

وقسمته إلى خمسة محاور، وهي كالآتي :

الأول : تحفة الأريب ونزهة اللبيب في فضائل الحبيبe.

الثاني: الجواهر المضيئة في فضائل الأمة المحمدية.

الثالث: الصديقالأكبر t.

الرابع: في رحاب العترة الشريفة رضي الله عنهم.

الخامس: ذخيرة المحتاج في فضائل صحابة صاحب اللواء والتاج.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا من أهل المحبة ويحشرنا في معية المحبوبين, ويظلنا في ظل المحبة يوم الدين آمين.

اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.

وكتبه رشيد كهوس. المعروف بياسر.

صبيحة يوم الأربعاء14 ربيع النبوي1427هجرية/ الموافق ل12نيسان 2006 من تاريخ النصارى.

المغرب الأقصى.


حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:10 AM   #9
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




تحفة الأريب ونزهة اللبيب في فضائل الحبيبe:



يقول ربنا تبارك وتعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}([1">).

صلاتك رب والسلام على النبي *** صلاة لها ريح من المسك أطيب

بأحمد كل الأرض نارت وأشرقت *** ففي نوره كلّ يجيء ويذهب

بداه جلال الحق للخلق رحمة *** فكل الورى في برّه يتقلب

بدا مجده من قبل نشأة آدما *** وأسماؤه من قبل في العرش تُكتب

بمبعثه كل النبيين بشرت *** ولا مرسل إلا به كان يخطب

بتوراة موسى نعته وصفاته *** وإنجيل عيسى في المدائح يُطْنِبُ

بشير نذير مشفق متعطف *** رؤوف رحيم محسن لا يُثَرِّبُ


- نبينا أعلى نبي وأرفع:

عن الصديقة بنت الصديق السيدة الطاهرة العفيفة النقية مولاتنا عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل قال : "قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد أفضل من محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم"([2">).

وعن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إن ربك يقول : " إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا"([3">).

هذا الحديث جامع وشامل، يبين لنا مكانة المحبة ومقامها، فلولاها ما وجد شيء في هذا الكون، إنها أعلى مقامات الولاية، ومفتاح لكل خير ومغلاق لكل شر، من أوتيها فقد أوتي خير الدنيا والآخرة, ومن حرمها فقد حرم كل فضل وخير.

صلى الله وسلم وبارك على حضرة الحبيب الذي زكى الله عقله فقال : "ما ضل صاحبكم وما غوى"([4">). وزكى لسانه فقال : "وما ينطق عن الهوى"([5">). وزكى فؤاده فقال : "ما كذب الفؤاد ما رأى"([6">). وزكى بصره فقال : "ما زاغ البصر وما طغى"([7">). وزكاه كله فقال : "وإنك لعلى خلق عظيم"([8">).

فسبحان من أعطاك عزا أعلى الورى***بدنيا وفي يوم المَعاد يضعف

فتشفع في كل الخلائق للذي***تكون لديه بالشفاعة تتحف

فهناك وأعطاك ما أنت آمل***ويرضيك فينا حين في الحشر توقف

فذلك وعد الله في سورة الضحى*** وما هو وعد الله ما هو يخلف

يقول الشيخ الإمام يوسف بن إسماعيل النبهاني رحمه الله : "اعلم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم هو سيد المتواضعين على الإطلاق، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام في ذلك أحاديث كثيرة ونحوها في بيان فضائله صلى الله عليه وسلم، فإنما ذلك من جملة الدين الذي يجب عليه صلى الله عليه وسلم تبليغه ولا يجوز كتمه ليُعرف أمته رفعة منزلته فيزدادوا في توقيره ومحبته، وذلك من أهم أمور الدين مع أنها وحي من الله, كما قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)([9">)"([10">).





-أول شافع وأول مشفع:

عن سيدنا بريدة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة إلى عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة"([11">).

وعن سيدنا سعد رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "إني سألت ربي شفاعتي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجدا شكرا لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجدا شكرا، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر، فخررت ساجدا شكرا لربي"([12">).

وقال الإمام الشعراني رضي الله عنه:"...وإنما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول شافع وأول مشفع شفقة علينا لنستريح من التعب الحاصل بالذهاب من نبي بعد نبي في ذلك اليوم العظيم, وكل منهم يقول نفسي نفسي، فأراد إعلامنا بمقامه يوم القيامة لنصبر في مكاننا مستريحين حتى تأتي نوبته صلى الله عليه وسلم ويقول : أنا لها, أنا لها، فكل من لم يبلغه هذا الحديث أو بلغه ونسيه لابد من ذهابه إلى نبي بعد نبي بخلاف من بلغه ودام معه إلى يوم القيامة"([13">).

شفيق علينا موثر لصلاحنا***يود لنا أن نترك البغي والغِشَّا

شمائله الإحسان والجود والوفا***لقد طاب منه الأصل والفرع والمنشا

شبيه به وبْل السحاب وإنه***ليعطي ولا فقر يخاف ولا يخشى

شفاعته يرجو المسيء الذي جنى***نهارا وليلا يكسب الإثم والفحشا

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:10 AM   #10
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




- للمحبين إمام، وللناس كافة بشيرا ونذيرا:

يقول ربنا تبارك وتعالى في حق نبيه وحبيبه وصفيه ومجتباه :"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال جل في علاه:"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا"([14">).

فهو قدوتنا وبشيرنا ونذيرنا, ومخرجنا من ظلمات الجهل والطيش إلى نور السماحة والرحمة، ومن كهوف الظلمة إلى ضوء المحبة، يقول ربنا تبارك وتعالى:"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"([15">).

عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد: أين محمد وأمته؟ فأقوم وتتبعني أمتي غرا محجلين من أثر الطهور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فنحن الآخرون والأولون وأول من يحاسب، وتفرج لنا الأمم عن طريقنا وتقول الأمم:كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها"([16">).

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"يضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم"([17">).

وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "آتي بباب الجنة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك"([18">). وفي رواية الإمام الطبراني رحمه الله:"فيقوم الخازن فيقول:"أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ولا أقوم لأحد بعدك".

زنوا فضل كل الرسل مع فضل أحمدا *** تروا فضله عن فضلهم يتميز

زكا قدره من ذا يجاريه في العلا ***يبارز من أمسى له العرش يبرز

عن سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك"([19">).

وعن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: يقول: إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي"([20">). قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:"معنى قول الله تعالى:ْ(ورفعنا لك ذكرك)، لا أُذكر إلا ذُكرت معي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله".

ومن فضائله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".

وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"([21">).

وروى ابن السمعاني رحمه الله عن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أدبني ربي فأحسن تأديبي".

منزه عن شريك في محاسنه *** فجوهر الحسن فيه غير منقسم

وعن سيدنا جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال"([22">).

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما أنا رحمة مهداة"([23">). وهو كقوله تعالى:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"([24">).

إن كل الأحاديث التي ذكرتها تبين لنا بعض فضائله صلى الله عليه وآله وسلم وثمرة محبته, فهي ذرة من مجرة من فضائله الشريفة، فلا نستطيع أن نحصي فضائله وخصائصه، فهو أول شافع ومشفع, وحامل لواء الحمد, وأكرم السابقين واللاحقين, وإمام الغر المحجلين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، سيد ولد آدم ولا فخر، أول من تنشق عنه الأرض، صاحب الحوض المورود واللواء المعقود والمقام المحمود.

هو الذي تهتز لاسمه مقاليد السماوات والأرض، ومنعت أبواب الجنان أن تفتح حتى تسمع اسمه.

فمن فضائله النبوة والرسالة، والخلة والمحبة، والاصطفاء والإسراء, والقرب والدنو, والوحي والشفاعة, والوسيلة والفضيلة, والدرجة الرفيعة والمعراج، وبعث إلى العرب والعجم والأبيض والأسود، وصلى بالأنبياء جميعا إماما، المرسل إلى الناس جميعا، أعطي ما يرضيه"ولسوف يعطيك ربك فترضى"، والسؤل والكوثر, وسماع القول وإتمام النعمة, والعفو عما تقدم وتأخر، وشرح الصدر ووضع الإصر، ورفع الذكر، ونزول السكينة والتأييد بالملائكة، وصلاة الله عليه دوما"إن الله وملائكته يصلون على النبي" يصلون: بالفعل المضارع الذي يفيد الاستمرار.

والنصر بالرعب، وتكليم الجمادات، وتسبيح الحصى بيده، و...

إلى ما لا يعد ولا يحصى من الفضائل والخصائص والدلائل التي لا يحيط بعلمها إلا الله جل وعلا الذي فضله على الخلق أجمعين ورفع قدره في عليين، وجعله شفيعا في يوم الدين. فاللهم صل عليه في الأولين والآخرين.

وكل ما أعطي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم بالنسبة إلى ما أعده الله له في الآخرة لشيء قليل.

كيف لا وقد أخذ ربنا تبارك وتعالى الميثاق من الأنبياء لنصرة حبيبه واتباعه، قال الله تعالى:{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتينكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه}([25">).

قال السُّبكي رحمه الله في هذه الآية:"أنه صلى الله عليه وسلم على تقدير مجيئهم في زمانه يكون مرسلا إليهم, فتكون نبوءته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة, وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته, ويكون قوله صلى الله عليه وسلم: وبعثت إلى الناس كافة لا يختص به الناس في زمانه إلى يوم القيامة, بل يتناول من قبلهم أيضا, إنما أخذ المواثيق على الأنبياء ليعلموا أنه المقدم عليهم وأنه نبيهم ورسولهم ؛ فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأنبياء, ولهذا أظهر ذلك في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه وفي الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم..."([26">).

جزى الله عنا أحمدا خير ما جزى *** فقد جاءنا بالحق فالحق أبلج

جمال بدا بين الحطيم وزمزم *** فظلت له الآفاق بالنور تبهج

جرى أوَّلا في وجه آدم نوره *** فأضحى به يوم السجود يتوج

جليل عليه تاج عز من العلا*** وثوب وقار بالمهابة ينسج

جميل عظيم الخُلق بالعفو آخذ *** حيي بهي طيب مُتَأَرِجُ

جمالا وأنوارا كسا الله وجهه***فأضحى الضحى من وجهه يتبلج

جميع الورى والرسل تحت لوائه *** ومن ذا له عن جاه أحمد مخرج.


حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:11 AM   #11
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




الجواهر المضيئة في فضائل الأمة المحمدية:



- الآيات الواردة في فضل هذه الأمة على سائر الأمم السابقة:

قال ربنا الكريم:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"([27">).

ويأتي الحديث النبوي يشرح ويبين المقصود من هذه الآية الكريمة، روى الإمام الطبراني عن سيدنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال:"أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء"([28">).

وقال سبحانه وتعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"([29">).

ويأتي الحديث النبوي الشريف يزيد الآية تأكيدا، روى الإمام أحمد رحمه الله والترمذي وابن ماجه رحمهم الله عن سيدنا معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال:"إنكم تُتِمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله"([30">).

فكفى هذه الأمة فخرا وكفاها عزا أن جعلها ربها تبارك وتعالى خير الأمم وشاهدة عليها إلى يوم القيامة! هي آخر الأمم لكنها أولها، وأول من يعبر على الصراط، ولا يوزن لأمة حتى يوزن لأمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.

-الأحاديث الواردة في فضل الأمة المحمدية:

عن سيدنا ثوبان رضي الله عنه قال: قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ مُلكها ما زوى لي منها"([31">).

وعَنِ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ : "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, فَأَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَشَدِّ ضَوْءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ, ثُمَّ هُمْ مَنَازِلُ بَعْدَ ذَلِكَ"([32">).

وعَنْ سيدنا أَبِي نَضْرَةَ رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ قَالَ: قَالَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا, وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ, وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ, وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ, آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي. قَالَ: وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ أُخْرِجْتُ مِنْ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ كَذَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ ثَلَاثَ كِذْبَاتٍ, وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلَّا عَنْ دِينِ اللَّهِ. قَوْلُهُ: إِنِّي سَقِيمٌ, وَقَوْلُهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا, وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ إِنَّهَا أُخْتِي. وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَامِهِ, فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! قَدْ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, ثُمَّ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ, فَيَقُولُونَ لَا ! فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَأَقُولُ: نَعَمْ أَنَا لَهَا ! حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى, فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ, فَنَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتُفْرجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ, وَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا. قَالَ: ثُمَّ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ, فَيُقَالُ مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ! فَيُفْتَحُ لِي فَأَرَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ, فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي, وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي, فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تُسْمَعْ, وَسَلْ تُعْطَهْ, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ! فَيُقَالُ لِي: أَخْرِجْ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا, فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَعُودُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي, فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ, وَسَلْ تُعْطَهْ, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ! فَيُقَالُ أَخْرِجْ مَنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا, فَأُخْرِجُهُمْ. قَالَ: وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَ هَذَا أَيْضًا. حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ الْإِيمَانِ, وَالثَّانِيَةِ بُرَّةٍ, وَالثَّالِثَةِ ذَرَّةٍ"([33">).

وعَنْ سيدنا عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ:" خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ, فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَا نَزَلَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ طَوِيلًا, ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ طَوِيلًا, ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ ثَلَاثًا. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي, فَخَرَرْتُ سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّي ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي, فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي شُكْرًا, ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الْآخِرَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي"([34">).

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أبو دواد والطبراني في الكبير والحاكم رحمهم الله عن أبي موسى رضي الله عنه:"أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة, إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا".

الرحمة التي أكرمت بها هذه الأمة لم يسبق لها مثيل، وهذا تكريما للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث جعل أمته مرحومة وخير الأمم، كيف لا يكرمها وهي أمة حبيبه وأحب خلقه إليه.

وقال صلى الله عليه وآله سلم في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا أبي موسى رضي الله عنه :"إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر, فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوه أمره".

وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة ؛ رفعا لمكانتها وقدرها.

وقال صلى الله عليه وآله سلم في الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجه والبيهقي رحمهما الله عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني –رحمه الله- في صحيح الجامع:"إن الله تعالى قد تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به, وما استكرهوا عليه".

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة"([35">).

عن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"فُضّلنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجُعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجُعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء، وأعطيتُ هذه الآية من آخر سورة البقرة كنز تحت العرش لم يُعطها نبي قبلي"([36">).

وقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: "منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه"([37">).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "وعدني ربي أن يدخل من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي"([38">).

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه رحمهم الله عن سيدنا أبي بريدة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم".

وعن سيدنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء"([39">).

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه سيدنا معاوية بن حيدة رضي الله عنه: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" ([40">).

وفي حديث آخر: "إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر أجراء فقال: من يعمل من غُدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء"([41">).

حديث عظيم ! يبين لنا مكانة هذه الأمة بين الأمم، وما انفردت به عن سائر الأمم السابقة.

تميزت بالكمال والتمام، والأفضلية في الأولى والآخرة. قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فإنها كلها في الجنة"([42">). كفى بهذا الحديث عزا وفخرا لهذه الأمة.

ولا يزال ربنا تبارك وتعالى يفيض على هذه الأمة بفضله وكرمه، حيث يبعث لها على رأس كل مائة سنة من يجدد أمر دينها. عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ سيدنا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ :"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"([43">).

والمجددون هم الدعاة إلى الله من العلماء العاملين الربانيين، والأولياء الكمل أهل المحبة والصفاء، الذين يؤلفون بين القلوب ويدلون الناس بحالهم ومقالهم، ويصلحون ذات بينهم، فهم ليسوا صالحين وفقط، بل مصلحين، والكريم لا يأكل وحده، عرفوا طريق الحق فنادوا في الناس هلموا إلى حاجاتكم، هلموا إلى السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، هلموا إلى النعيم الخالد، والمنزلة العظمى،...

فأين أمتنا اليوم من هذه الفضائل؟!... ولله در القائل :

ما بالنا نبتغيه مسلكا عوجا ** حدنا عن السنة الغراء إلى الشبه

منهاج خير البرايا نوره ألق ** ما زلّ عبد مشاه في تقربه

محجة المصطفى الهادي الرؤوف بنا ** أكرم بأصحابه أكرم بموكبه.

لكن هذه الأمة المكرمة بالخيرية "منومة بالتخدير الكلي الذي ما ترك مجالا من مجالات الحياة إلا أنسى فيها تعاليم الإسلام وأهداف الإسلام ومعنى الإسلام. غزو شامل، وقبضة باطشة، وتهديد ووعيد لزجر كل نَأْمة إسلامية تحررية وتمييعها وقتلها"([44">).

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:12 AM   #12
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




- أعظم نعمة أكرمت بها الأمة المحمدية هي نعمة المحبة والصحبة:



يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"([45">).

يقول العارفون بالله رضي الله عنهم:"لولا المحبة ما صح طلب شيء ولا وجود شيء".

ويقول الإمام أبو مدين الغوث رضي الله عنه :

-إذا أردت أن تسمو أخلاقك, وتصفو أذواقك, وتهيج أشواقك, فعليك بذكر الله وصحبة الصالحين المحبين والتأدب معهم.

-إذا وجدت من عمر بنور الله قلبه, وأينعت بمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جنانه ؛ سقاك من سائغ المحبة ما أنار قلبك, ونشط جوارحك لأفعال الخير وملازمة التقوى والاجتهاد في مقامات اليقين.

- الذاكر إذا تجوهرت أنواره بذكر الله هاجت في قلبه لواعج المحبة، فلا يقر له قرار, ولا يمسه نصب, ولا يعتريه ملل، ولا يقهره عطش، ولا يصده نوم، ولا يعبأ بقيل وقال، ولا تفطرّ همته الدنيا ولا مال...ولا راحة له ولا ما قيل إلا في رحاب حضرة حبيبه الجليل، ومن استدام على الحضور مع الله استدام من أنوار العظمة الإلهية ما يقيم في نفسه وازع الحياء, ويوقظ في قلبه أشواق البهاء، فيجد حلاوة الأدب مع الحق، ويتذوق طعم حسن الخلق مع الخلق.

- الصحبة أساس كل فلاح وصلاح, والمحبة وقودها وإدامها...

- المحبة تقتضي المؤانسة، والمؤانسة تقتضي المجالسة، والمجالسة بداية الصحبة، والصحبة سنة عند العموم، فريضة عند الخصوص.

-المحبة كالحليب، أي شيء يسقط فيه يظهر فيه، فيفسد منظره، ويغير لونه، وإذا تغير لونه لم يعد حليبا، وإذا سقط فيه نجس من وسوسة الشيطان, أو حديث نفس فلا مجال من تطهيره، فلابد أن يلقى جانبا"اه.

يقول السيد محمد بن علوي المالكي المكي الحسني رحمه الله:"ومن شرف المحبة الصادقة أنها تجبر الكسر، وتأخذ بيد الضعيف فتلحقه بالأقوياء، وتقدم المتأخر إلى الصف الأول، فيلبس ثوبا يتأهل به لينقلب من حال إلى أحسن حال، ببركة تشبهه بأهل الكمال من أفاضل الرجال"([46">).

يقول الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله :"قد أوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام: هل عملت لي عملا ؟ فقال: نعم يا رب!صليت وصمت وتصدقت، وذكر أشياء،فقال الله تعالى:هذا لك، ولكن هل واليت لأجلي وليا أو عاديت لأجلي عدوا؟ فعلم عند ذلك موسى أن الحب في الله والبغض في الله من أفضل الأعمال"([47">).

يقول الشيخ الدكتور سعيد رمضان البوطي -حفظه الله ورعاه- في أحد خطبه:" إن الحب حالة قلبية، بل وقود يشتعل في طوايا القلب، فيدفع صاحبه إلى الاتباع، يدفع صاحبه إلى البذل، يدفع صاحبه إلى التعالي فوق الذات، فوق حظوظ النفس، فوق العصبية. الحب كما قال العلماء: هو ذاك الشعور القدسي الغريب العجيب، الذي إذا هيمن على القلب قرب البعيد، ولين الحديد، وجعل من العسير يسيراً"([48">).

ولن تتحقق لنا محبة الله تعالى ومحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تتحقق لنا محبة ورَّاث الحبيب صلى الله عليه وآله سلم, لقوله تعالى :"وأتوا البيوت من أبوابها " فالباب هم الكُمَّلُ من أولياء الله تعالى, هم من يعلموننا محبة الله تعالى ومحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، فالطريق خطرة ومليئة بالعقبات تحتاج إلى مرشد في الطريق وصاحب في السفر...

وحسبنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم:"أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب"([49">). ومن أراد الباب فليأت المفاتيح، والمفاتيح هم وراث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الكمل من أولياء الله تعالى أطباء القلوب العارفون بالله –جل وعلا- أهل المحبة والصفاء، الذين ورثوا العلم – علم القلوب والمحبة- كابرا عن كابر، سلسلة متصلة الحلقات إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا ينمحي لها أثر ولا ينقطع لها خبر.. مستمرة إلى يوم القيامة.

وأي طبيب للقلوب من العمى *** أطب من المحبة لولي مصلح

وأي سلوك كامل دون محبة *** وأي اهتداء شامل دون مفتح

بهذه المحبة يرفع العبد إلى أعلى درجات المحبوبية والقرب من الله جل وعلا، وتدفعه إلى علو الهمة وصدق العزيمة، وتطرد عنه غبار الفتور والعجز والخمول، وتستنهضه ليبذل قصارى جهده في سبيلها ؛ لتعود للأمة عزتها ومكانتها ومجدها وكرامتها.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "أما بعد، فإن الله سبحانه غرس شجرة محبته ومعرفته وتوحيده في قلوب من اختارهم لربوبيته، واختصّهم بنعمته، وفضّلهم على سائر خليقته. فهي شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها"([50">).

يقول الإمام عبد السلام ياسين -حفظه الله ورعاه- :"ومن رُزق في الدنيا من المؤمنين تحابا خاصا عميقا كان له في الآخرة مكانة خاصة. يقول الله تعالى يوم القيامة: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظِلُّهم تحت ظلِّي يوم لا ظل إلا ظلِّي"([51">). ومن أحب قوما حشر معهم. فانظر يا غافل من يسكن في فؤادك حبّه. روى الشيخان –رحمهما الله- وغيرهما عن سيدنا أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: "متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟" قال: لاشيء، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فأنا أحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم"(..)

اهرُب من قرناء الغفلة، وارْتَمِ في أحضان قوم صالحين، وابك على ربك ليرزقك محبتهم، عسى أن تنجوَ من وَرطة الانحشار في زمرة الهالكين. فإن حب الصالحين يُثمر حب الله، وحب الله يثمر حب الصالحين"([52">).

ولذلك اعتبرت هذه المحبة من أفضل وأحب ما يتقرب به العباد إلى الله جل وعلا: محبة الله تعالى ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته و الصالحين المصلحين من عباد الله - أولياء الله تعالى- ؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي الصحيح الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذَنته بالحرب. وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعِلُه تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مَساءَتَه"، فالله جل وعلا قدم فضيلة المحبة على سائر الأعمال.

"من عادى لي وليا":فمنطوق الحديث :أن من حارب وليا من أولياء الله تعالى بأي وسيلة من الوسائل كالكلام في عرضه والتنقيص من قدره, أو قدر محبيه والافتراء عليه و... فإن هذا المحارب قد دخل في زمرة الهالكين المغضوب عليهم الذين جاء الوعيد الشديد -في الحديث القدسي المذكور- بتحذيرهم من مغبة معاداة أولياء الله تعالى الذين قال في حقهم الباري جل وعلا:"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة".

هذا عن منطوق الحديث، أما مفهوم الحديث –حسب تعبير علماء الأصول في المفهوم والمنطوق- :"من عادى لي وليا":أي من أحب لي وليا أحببته، فالقلوب عليها أقفالها، لا تفتح هذه الأقفال إلا بهذه المحبة الدالة على الله تعالى والمرشدة الناس إلى طريق الرشاد, العارجة بهم إلى مقامات الإحسان. فمن تحققت له المحبة انحلت عقد قلبه لأنه ظفر بالكنز الذي لا ينفذ, والسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.

ثم يأتي الحديث -حديث الولي - يرغب ويحث ويحض على القيام بما افترضه الله علينا، وأدائه على الوجه الذي يحبه ويرضاه، بدءا بإقامة الفرائض وإتمامها، وبخاصة الصلاة التي هي عمود الدين الإسلامي الحنيف وروحه وآكد أركانه بعد الشهادتين ..

ولمزيد بيان لهذا الأساس أورد أحاديث أخرى توضحه أكثر: رواه الإمام الطبراني رحمه الله عن الإمام علي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيت نبيكم، وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبياء الله وأصفيائه".

انظروا معي إلى هذا الحديث الشريف، وتأملوا في معانيه الجليلة، وابحثوا في السر الذي جعل الحبيب صلى الله عليه وسلم يقدم محبته ومحبة آل بيته على تلاوة القرآن، فصلى الله على الحبيب ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أوتي جوامع الكلم, كلامه نور وبرهان...

فالقرآن الكريم نور نزل به النور (سيدنا جبريل عليه السلام) من النور(الله جل وعلا) على النور ( الحبيب صلى الله عليه وسلم)، فإذا أحببت هذا النور صلى الله عليه وسلم سرى نور القرآن في قلبك بفضل هذه المحبة الصادقة العميقة، وسهل عليك حفظه وفهم معانيه ؛ لأنك أحببت القلب الذي أنزل عليه القرآن ويسر بلسانه وتخلق بأخلاقه "كان خلقه القرآن" كما روت السيدة الطاهرة العفيفة النقية الفقيهة الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها.

فالصحابة رضي الله عنهم أوتوا الإيمان قبل القرآن، شربت قلوبهم الإيمان من القلب الذي أنزل عليه القرآن، أخذت منه الإيمان وأخذت منه القرآن.

أحب الصحابة رضي الله عنهم حبيبنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة شديدة فأفاض الله عليهم من بركة محبته ما صيرهم إلى أن يفتدوه بالمهج، فكانت أخلاقهم قرآنية, وتربيتهم قرآنية, ومعاملتهم للناس قرآنية, ومعاشرتهم لأهاليهم قرآنية, وتربيتهم لأولادهم قرآنية, ومواقفهم قرآنية, فرضي الله عنهم جميعا، فما بلغوا ما بلغوا إليه إلا بالمحبة وبها سموا صحابة، ولله در القائل:"لولا المحبة ما صح طلب شيء ولا وجود شيء".

فالمحبة هي قرة العيون، وسرور القلوب، وغذاء الأرواح، ونعيم النفوس المطمئنة ؛ فاللذة والسعادة التي يشعر بها المحب لا ينالها الوصف ؛ إذ كيف يقدر البشر أن يصفها وهي من خالق البشر!!.. ولا يدرك هذه السعادة من ليس له نصيب منها – من المحبة-، وكلما كانت قدم المحب راسخة في هذه المحبة كلما كانت سعادته وفرحه وسروره أعظم "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"([53">).

وعلى ذلك فإنك إذا آويت إلى هذه المحبة فقد آويت إلى ركن شديد، هنالك تحصل لك الآخرة ؛ إذ هي الحبل المتين والطاقة التي لا تغلب التي تسلكنا جميعا في سلك الذين أنعم الله عليهم, فأعطاهم منابر النور والمقام المغبوط عليه يوم القيامة. فمحبته صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الكمل من أوليائه تجمع من شتات، وهي دواء لما في القلب من درن وكدر...فمن أراد السعادة الأبدية فليزم عتبة هذه المحبة.

فإن المحبة مفتاح لكل خير, مغلاق لكل شر، هي سبيل النجاة وراحة الأرواح، وسبب الأفراح والانشراح، من حرم خيرها فقد حرم كل خير وبركة وفضل، ومن أوتيها فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، هي عماد السلوك وأساسه, وذروة سنامه، هي السلاح الأقوى من فقده أصبح كالماضي إلى ساحة الحرب بغير سلاح.

فبها نرى فضل الله علينا، وبها نصل إلى ربنا، وبها ترفع درجاتنا، بها كل شيء وبدونها لا شيء...

فيا معرضا عن حياته الدائمة ونعيمه الخالد، ويا بائعا سعادته الكبرى بالعذاب الشديد، ويا مسخطا من حياته وراحته... السعادة العظمى في هذه المحبة، والفوز الأكبر في القرب منها، والنعيم الخالد في لزوم بابها...فالكيس الفطن من يخاف أن يغلق الباب دونه قبل أن يكون من الغارقين فيها... فيا أخي اقصد بابا واحدا تفتح لك جميع الأبواب، واخضع لرقبة واحدة تخضع لك جميع الرقاب....

فإذا خفت الطريق، وقل الرفيق، وابتعد الصديق، فلا تقف ؛ فإن المحبة لأغلى مما يعيق.

إذاً فلا تضق ذرعا -أخي الحبيب- بما تسمعه هنا وهناك، من الذين لم يشموا رائحة الحقيقة المحمدية فراحوا يبدعون الناس ويكفرونهم، ويسيئون الأدب مع الجناب الشريف صلى الله عليه وسلم، فلا تحزن أخي الحبيب: فلابد في كل عصر من أبي بكر الصديق الأكبر رضي الله عنه يناصر الحق ويفديه بمهجته، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل المحبة.

ولابد في كل عصر من أبي جهل يعادي الحق والمحبة ويشن حربا ضروسا عليها وعلى أهلها...ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا...

فالفلاح والنجاة والفوز العظيم لمن صبر على الابتلاء وعلى الأذى, وبذل من نفسه ووقته في سبيل هذه المحبة...فلا شك أنه يعيش السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.

الروح كالريح إن مر على عطر *** طابت وتخبث إن مرت على الجيف

فنحمد الله جل وعلا الذي أكرم هذه الأمة بالرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير، والحمد لله الذي أكرمنا بِوُرَّاثِه من بعده الذين يبعثهم على رأس كل مائة سنة ليجددوا الإيمان في القلوب..

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"يا أيها الناس؛ اسمعوا واعقلوا إن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله. فَجَثى رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله !انعتهم لنا، حلهم لنا -يعني صفهم لنا شكلهم لنا-، فََسُرَّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"([54">).

كرر عليَّ حديثهم يا حادي *** فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي.

- من فضائل الأمة المحمدية أنها بشرت بخلافة ثانية على منهاج النبوة المتمثلة في الإمام المهدي عليه السلام :

يقول ربنا تبارك وتعالى:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا"(النور،55).

قوموا بني الإسلام! موعدنا *** مع الخلافة مطلع الشمس

إن ربنا تبارك وتعالى أكرم الأمة المحمدية، وبشرها بخلافة ثانية بعد عض وجبر جثما على صدر الأمة قرونا طويلة، روى الإمام أحمد رحمه الله بسند صحيح عن حبيب بن سالم رحمه الله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : "كنا قعودا في المسجد مع([55">) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بشير رجلا يكف حديثه. فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن سعد ! أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظُ خطبته. فجلس أبو ثعلبة, فقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون ملكا عاضا([56">) فيكون ما شاء الله أن يكون, ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون ملكا جبرية([57">) فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثم سكت. قال حبيب : فلما قام([58">) عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه. فقلت له إني أرجو أن يكون أمير المومنين، يعني عمر، بعد الملك العاض والجبرية. فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز، فسُرَّ به وأعجبه".

نقل الإمام الشاطبي عن الحافظ البزار رحمهما الله رواية لهذا الحديث الشريف تشتمل على زيادة هامة. جاء في كتاب الموافقات في أصول الشريعة أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال : "إن أول دينكم نبوة ورحمة. وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله, ثم يكون ملكا عاضا فيكون فيكم ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله, ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويُلْقِي الإسلام بِجِرَانِهِ([59">) في الأرض، يَرْضَى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطر إلا صبته مِدْراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته".

يقول الإمام عبد السلام ياسين –حفظه الله ورعاه-:" بشارة عظمى تنير لحاضر الأمة ومستقبلها طريق الظهور والنصر، وتسدد خطانا على المحجة البيضاء نعود إليها إن شاء الله بعدما عَمَّاهَا عنا دخن الفتن. بشرى نضعها نُصب أعيننا برنامجا لإعداد القوة وأملا مشرقا، بل يقينا ثابتا بأن مواطئ أقدامنا على رُقعة الواقع تطابق قدر الله، وتستجيب لنداء الله، وتقتفي أثر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتماثل مسيرة الخلفاء الراشدين بهداية الله. لا إله إلا الله والحمد لله"([60">).

أرجع إلى الحديثين السابقين وأحاول أن أسلط عليهما بعض الأضواء لنستضيء بنورهما الشريف.

لقد حدّد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدة الخلافة الأولى على منهاج النبوة بثلاثين عاماً، فكانت كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم.

عن سيدنا سفينة مولى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك ". وفي رواية " خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يُؤتي الله تعالى الملك -أو ملكه- من يشاء ".

قال سفينة: امسك، خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين، وعمر رضي الله عنه عشراً، وعثمان رضي الله عنه اثنتي عشر، وعلي ستّاً"([61">).

وعن سيدنا أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الرؤيا والميزان قال: "خلافة نبوة ثلاثون عاماً، ثم يؤتي الله تبارك وتعالى الملك من يشاء"([62">).

فالحديثان اللذان ذكرتهما في مستهل هذا المحور يبينان المراحل التاريخية التي مرت بها الأمة الإسلامية، بدءا من رحلة النبوة التي انتهت بوفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مرورا بمرحلة الخلافة الراشدة التي انتهت باستشهاد الإمام علي كرم الله وجهه، ثم مرحلة الملك العاض التي بدأت مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وانتهت بانهيار الدولة العثمانية على يد "الرجل الأبيض" عام 1924 من تاريخ النصارى. وبدأ الملك الجبري مع عدو الله الذئب الأغبر الطاغية الفتاك مصطفى كمال أتاتورك، الذي بلغ الأوج في علوه وفساده وطغيانه، اتبع الغرب الصليبي الحاقد في كل صغيرة وكبيرة، حتى دخل معهم جحر الضب.

وحول الآذان من العربية إلى التركية، وغيَّر الزي الإسلامي بالزي الأوروبي، وحلق الرؤوس ومعها اللحى، بل اقترح عليه أحد شياطينه الذين يعيثون في الأرض الفساد أن يدخل على الصلاة الموسيقى، ويحذف منها الركوع والسجود، محاولة منه مسخ فطرة الأمة المسلمة لتنسلخ من دينها وتقطع صلتها بربها -تبارك وتعالى-... هكذا يلعبون بالمقدسات ويتجرؤون على الحرمات فتبا لهم وسحقا لهم([63">).

هذه هي المرحلة ما قبل الأخيرة، ثم بعد هذا الملك الجبري خلافة ثانية على منهاج النبوة متمثلة في الإمام المهدي الحسني الفاطمي فهو صاحبها، وستطلع شمسها من المغرب الأقصى بإذن الله تعالى، وهذه بشارة للأمة المحمدية، فالله جل وعلا ينقذها مرة ثانية بمنهاج النبوة ، ويستخلفها بإذنه بعد عض وجبر تسلطا على الأمة منذ انتهاء الخلافة الراشدة، كما استخلف الذين من قبلها من الجاهلية والتمزق بنبوة وخلافة أولى راشدة.

أخرج الإمام أحمد رحمه الله عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَرٍ ولا وَبَر([64">) إلا أدخله الله كلمة الإسلام، بعِزِّ عزيزٍ أو ذُلِّ ذليلٍ. إما يعزهم عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها"([65">).

يقول الإمام عبد السلام ياسين -حفظه الله ورعاه-:"هذا الحديث يبشر بظهور الإسلام وعزته وانتشاره في الأرض انتشارا يعم ظهرها. وهذا ما لم يحدث بعدُ. ولعل الله عز وجل يذخر للآخرين رجال الخلافة الثانية مِثلَ ما يسر على يد الأولين"([66">).

يقول العلامة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي-حفظه الله ورعاه-: " إن فتح رومية وانتشار الإسلام حتى يبلغ ما بلغ الليل والنهار، واتساع دولة الإسلام حتى تشمل المشرق والمغرب إنما هو ثمرة لغرس، ونتيجة لمقدمة، هي عودة الخلافة الراشدة، أو الخلافة المؤسسة على منهاج النبوة بعد بقاء الملك الجبري، والملك العاض، أو العضوض ما شاء الله أن يبقيا من القرون. إن بعد الليل فجرًا، وإن مع العسر يسرًا، وإن المستقبل للإسلام، وقد بدت بشائر الفجر، والحمد لله. ومن هذه البشائر" وخلاصة المرام في تحقيق المقام:

إن الله جل وعلا " يبعث وهو المحيي المميت أملا جديدا في القلوب، وعزما أكيدا في الهمم. يلتئم علماء الدين وصالحو المسلمين وكل ذي غيرة على دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وملة سيدنا إبراهيم الخليل في رابطة تجمع الشمل وتنادي بالحق وتتعاقد على الوفاء لله ولرسوله بعهد التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف وفعله, والنهي عن المنكر وطرده"([67">).

فالصبح آت، ووعد الله يتحقق، رُغم أنف المعتدين.

يقول الباري جلت عظمته: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون" (الأنفال: 36).

ويقول ربنا الكريم: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون". (الصف: 8).

ويقول عز من قائل: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويابى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" (التوبة: 32). والآيات الكريمة تسخر من أولئك الطغاة الجبابرة الذين يفسدون ولا يصلحون، حين تشبه محاولاتهم في إطفاء نور الإسلام والمحبة والوئام

كالذي يحاول أن يطفئ نور الشمس بنفخة من فيه، كأنما يحسبها شمعة ضئيلة من شموع البشر.

ولله در القائل:

"سماؤك صفو ونورك شمس *** وخطوك نحو الخلافة وعد

يريد الإله يمن علينا *** وقصد إلهك ما له رد

يريد ليجعلنا خلفاء *** وبعد التجبر يخلف رشد

ويجعلنا للأنام إماما *** فتورث أرض ويشرق عهد

نمكن في الأرض في عزة *** فيُنصف خلق ويكسر قيد

أخا العدل قم وتقدم صفوفا *** وأبشر فما مثل مجدك مجد

فصل إلهي على خير هاد *** صلاةً تؤيد ما لها حد"([68">).

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:12 AM   #13
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




الصديق الأكبرt


يقول ربنا تبارك وتعالى: "من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"(الأحزاب23).

أبو بكر حبا في الله مالاً *** وأعتَق في محبته بلالاً

وقد واسى النبي بكل فضل *** وأسرع في إجابته بلا:لا

لو أن البحر يقصده ببعض *** لما ترك الإله به بلالا.

كثر الحديث في بعض المواقع على شبكة الإنترنيت وفي بعض القنوات الفضائية عن الصحابة رضوان الله عليهم, وخصوصا الصديق الأكبر رضي الله عنه الذي اتهموه بتهم ما أنزل الله بها من سلطان, فسحقا سحقا لمن سب أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاب, والله من كانت هذه بضاعته وذاك سعيه!!

نسمع لبعض الغوغاء هنا وهناك ينقصون من قدر الصحابة رضي الله عنهم ويبحثون عن مثالبهم, ويخوضون في أعراضهم لأغراض دنيوية عاجلة أو لحاجة في نفوسهم، ناسين أو متناسين الحديث الذي رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تسبوا أصحابي! لا تسبوا أصحابي! فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه !"([69">).

قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "([70">).

وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص, فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه, بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه, وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "([71">).


فالصحابة رضي الله عنهم " أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا, اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وإقامة دينه ". كما قاله ابن مسعود _رضي الله عنه_ ([72">) .

فحبهم سنة, والدعاء لهم قربة, والاقتداء بهم وسيلة, والأخذ بآثارهم فضيلة, كما قال أهل العلم رحمهم الله.

إن سيرة الصديق رضي الله عنه مليئة بالدروس والعبر، وهي مبثوثة في ثنايا المصادر والمراجع، تاريخية كانت أو حديثية أو غيرها من الكتب، ونحن في أمس حاجة لجمعها وتحليلها والاستفادة منها ؛ فسيرة أول الخلفاء وأعظم رجل بعد الأنبياء تهذب النفوس, وترفع الهمم لطلب المعالي، وتغذي الأرواح، وتنور العقول، وتقدم العبر والدروس البليغة، وتنضج الأفكار.

فهي عبرة للسياسي والمربي والمثقف والمجاهد والعالم والتاجر وغيرهم...بل عبرة لهذه الأمة بأجمعها...تستفيد منها لإعداد أجيال المستقبل وحماة المجتمع.

فالصديق رضي الله عنه أول من آمن بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال، وجاهد معه وفداه بكل ما يملك، فعصره خير العصور بعد عصر النبوة، وسيرته كنز حفظ مدخرات الأمة في البذل والعطاء والغيرة على دين الله، والصدق والمحبة الشديدة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وهي السر الأكبر الذي حرك هذه الشخصية لتفدي الحق بنفسها ومالها وأهلها ووطنها ومهجتها.

وعلى ذلك فإن البحث في سيرة هذا الرجل العظيم, وهذه الشخصية العجيبة, وهذا الخليفة الراشد أصبح ضرورة ملحة لأبناء هذه الأمة لرد كل الشبهات والأباطيل التي أثارها بعض ضعاف النفوس هنا وهناك، فضلا عن الاستفادة منها في مسيرة الأمة الحضارية.

إن الصديق رضي الله عنه سيد الخلفاء الراشين، وقد حثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على اتباع سننهم والاهتداء بهديهم، فهو سيد الصديقين وخير الصالحين بعد الأنبياء والمرسلين، وهو أفضل أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم وأشرفهم، وهو أصدق الناس وأثبتهم إيمانا، وصاحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثاني اثنين، وأول خطيب في الإسلام، وهو الصاحب الوحيد الذي شهد المشاهد كلها مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه ثباتا لا نظير له، السبَّاق إلى الخير، أحب رجل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرحم الناس بهذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، فهو أشجع الناس : ثبت يوم بدر ويوم الحديبية ويوم وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول من يرد الحوض عل حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة كما أخبر الحبيب صلوات الله عليه وسلامه...ففضائله وخصائصه كثيرة وكثيرة.

والمتتبع لحياته يجد أثر محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء شخصيته، فأصبحت حياته وتاريخه منارة ساطعة تشع بأنوارها على صفحات التاريخ الإسلامي.

إن الصديق رضي الله عنه يحمل قلبا شديد الحب والاعتزاز والفخر بهذا الدين، فهان عليه أمر الدنيا بجوار دينه، فلا يهمه الأهل أو المال أو الولد ؛ إن كان واحد من هؤلاء عقبة في سبيل دينه.

ويكفيه فخرا أن أنزل الله فيه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، نزلت فيه سورة الليل، كما قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن([73">)، لقوله تعالى:"وسيجنبها الأتقى الذي يوتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى"([74">).

وعلى ذلك فإن دراسة سيرة الصحابة رضي الله عنهم عموما -وسيرة الصديق رضي الله عنه خصوصا-والاقتداء بهم نهج غفل عنه بعض الباحثين، وطواه النسيان عندآخرين. ومعرفة سيرتهم وفضائلهم وما خصهم الله به من خصائص سببٌ لمحبتهم والتقرب إلى الله جل وعلا بذلك ؛ "إذ المرء مع من أحب" كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله.

قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله :"وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم، والمعارف،والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله،فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلّغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمنآمن بالله، فللصحابة رضي الله عنهم الفضل إلى يوم القيامة، وخير الصحابة تبع لخيرالخلفاء الراشدين، فهم كانوا أقوم بكل خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانواوالله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهمالله لصحبة نبيه وإقامة دينه ؛ فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بمااستطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".

كيف لا يكونون كذلك وقد أثنى عليهم ربنا تبارك وتعالى بقوله: [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RACHID/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَاللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَمَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَشَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَلِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RACHID/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]([75">).

*-ولادته ونسبه وإسلامه:

أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي. أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. يلتقي نسبه مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السادس "مرة بن كعب"، ولد بعد عام الفيل بسنتين (573م)، أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين.

أسلم وعمره 38 سنة، خليفة سيدنا رسول الله، أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال. صحابي ممن رافقوا سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية الدعوة، وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد السيدة الطاهرة العفيفة النقية الصدِّيقة بنت الصِّدِّيق عائشة زوج سيدنا رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأم المؤمنين. وهو كذلك أول الخلفاء الراشدين، وإليه عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالناس حين اشتد به المرض. بويع بالخلافة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة 11 للهجرة وعمره 61 سنة, قضى فيها سنتين وعدة أشهر، توفي يوم الاثنين وعمر63 سنة.

من صفاته الشهيرة قبل الإسلام:

-لم يسجد لصنم قط.

-لم يشرب خمرا قط، ولما سئل عن ذلك قال:"أصون عرضي وأحفظ مروءتي".

- كان سيدا من سادات قريش، وثريا من كبار موسريهم، وأعلمهم بالأنساب.

-كان له مع النبي صلى الله عليه وسلم مودة ومحبة..رافقه في بعض رحلاته قبل الإسلام.

قال ابن هشام في سيرته:"وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه، محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته "([76">).

أسلم على يديه كبار الصحابة رضي الله عنهم وستة من المبشرين بالجنة: سعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف. كما أسلم على يديه:الأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون، وخلق كثير...

أما أمه فقد أسلمت في بداية الدعوة وهاجرت وصبرت...وأبوه أسلم متأخرا، مات بعد وفاة ابنه بستة أشهر.







*-شكله:

كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه نحيف الجسم، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة، غائر العينين، قليل لحم الوجه، ذا لحية كان يخضبها بالحناء يقترب لونها إلى السمرة، شديد بروز الجبين، أنفه رفيعة مدببة، ما يميزه: نحافته الشديدة.

çمحبته الشديدة لسيدنا رسول اللهe:

إن السر الكبير الذي حرك هذه الشخصية العظيمة هو المحبة الشديدة للحبيب e، فالمحبة تصنع العجائب ؛ من أوتيها فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، ومن حرمها فقد حرم كل خير وفضل...

واعلم أن الله جل وعلا جعل نجاة العباد في محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وآل بيته والصالحين من عباد الله..فالمحبة قبل كل شيء، وأصل كل شيء، فهي مفتاح النعم وأفضلها كلها وأولها..وما الضعف والهزال الذي أصاب أمتنا اليوم إلا بسبب ذبول زهرة المحبة في قلوب أبنائها.

فالمحبة هي سفينة النجاة، وبرهان القبول وعنوان التوفيق، هي العروة الوثقى والمنزلة العظمى... انظر معي إلى الصحابة رضي الله عنهم كيف حولتهم هذه المحبة من ضعفاء إلى عظماء صنعوا التاريخ.

حسدوا الفتى إن لم ينالوا سعيه *** والكل أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسدا وبغضا إنه لدميم.

فالمحبة إذن شجرة تضرب بجذورها في أعماق الأرض، وتحلق بفروعها في جو السماء وتؤتي أكلها في كل وقت وحين بإذن ربها.

فكفى بالمحبة نعمة وكفى بها منة، فالعجب العجب لأمر هذه المحبة التي إذا باشرت القلوب تجعل المستحيل ممكنا, والملح الأجاج عذبا فراتا سلسبيلا، فإذا منَّ الله على عبده بهذه المحبة أثمرت ثمرة طيبة أولها هداية القلب, وأعظمها أن المرء مع من أحب، وعند ذاك يدرك المرء حقائق سرها العظيم بعدما يرتقي في مراتب الأنوار على منابر من نور يوم القيامة، فهي أعلى مقامات الولاية...وطريقها مليئة بالعقبات الكؤودة، لكن بعد ذلك السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة...كما عاشها الصحابة رضي الله عنهم.

فبهذه المحبة ترتفع إلى أعلى درجات المحبوبية والقرب من الله جل وعلا، وتدفعك هذه المحبة إلى علو الهمة وصدق العزيمة، وتطرد عنك غبار الفتور والعجز والخمول، وتستنهضك لتبذل قصارى جهدك في سبيلها لتعود للأمة عزتها ومكانتها ومجدها وكرامتها، كما دفعت الصديق الأكبر رضي الله عنه ليبذل مهجته في سبيلها.

يقول الإمام جلال الدين الرومي رحمه الله:"إن الحب الخالد يحول بإذن الله تعالى المر حلوا، والتراب تبرا، والكدر صفاء، والألم شفاء، والسجن روضة، والسقم نعمة، والقهر رحمة، والليل نهارا، والظلام نورا، والقسوة لينا، وهو: الذي يلين الحديد، ويذيب الحجر، ويبعث الميت، وينفخ فيه الحياة من جديد"([77">).

فطوبى لمن أقبل على المحبة بكليته، فإن من تحققت له استنارت حياة روحه،وأشرقت ساحة قلبه، وتنورت ظلمات فؤاده, وحسن وجهه ... يا لها من سعادة عظمى ومنة كبرى، ونعمة إلهية وحياة أبدية، وفرحة خالدة...محبة صافية سائغة للشاربين.

فالصديق رضي الله عنه نال شرف الصحبة والخيرية والمكانة الرفيعة بمحبته الشديدة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم، فهذا بلال حولته من عبد حبشي إلى سيد الصحابة، وهذا زيد بن حارثة كان من الموالي فأصبح في العوالي، وهذا سلمان حولته من فارسي عجمي إلى رجل من بيت النبوة ..وعَدِّد ما شئت من الصحابة تجد أثر هذه المحبة في صناعة وبناء شخصيتهم.

فبالمحبة تحلو الحياة وهي مرة، فالصحابة رضي الله عنهم حوصروا في الشِّعب، وضيِّق عليهم في الرزق، وابتلوا في السمعة، وحوربوا من القرابة، وأوذوا وطردوا وأخرجوا من ديارهم، وسلبت أموالهم، وهدمت بيوتهم، وزلزلوا زلزالا شديدا، منهم من تفنن الكفار في تعذيبه ؛ فهذا بلال عذّب عذابا شديدا، وآل ياسر عذّبوا وقتلوا تقتيلا... لم ينقص هذا الابتلاء من صدقهم وعزمهم وقوتهم, بل زادهم ثباتا وقوة... ترى ما السر الذي جعلهم يصبرون إلى هذه الدرجة؟

إنها محبتهم الشديدة لحبيبنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، اعتبروا هذا الابتلاء والاختبار والتمحيص برهان المحبة ؛ ولذلك هانت كل الصعاب في وجههم.

وها نحن نقطف ثمار صبرهم ومحبتهم، لم تبق أرض إلا وصلها هذا الدين ببركة تلك المحبة والصبر..أما ما أعده الله لهم في الآخرة فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر...وما خفي أعظم.



*-مواقف الصديق y برهان محبته:

لقد كان لسيدنا أبي بكر الصديقt مواقف ثبات في الإسلام تنشق منها الأرض وتخر لها الجبال, وتشرئب إليها الأعناق، ويتعجب منها العظماء...وهي أكبر دليل على حبه الشديد للحبيبe.

يحبهم كل من صفت سريرته *** ويكرههم العميان والعور

ذكر ابن سعد في طبقاته وابن الجوزي في صفة الصفوة أن الصديق الأكبر رضي الله عنه شهد مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميع المشاهد، ولم يفته منها مشهد واحد، وثبت معه يوم أحد حين انهزم الناس, ودفع إليه النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم رايته يوم تبوك وكانت سوداء.

قال الزمخشري رحمه الله: "إنه -أي الصديق الأكبر-كان مضافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأبد، فإنه صحبه صغيرا, وأنفق ماله كبيرا، وحمله إلى المدينة براحلته وزاده، ولم يزل ينفق عليه ماله في حياته، وزوجه ابنته، ولم يزل ملازما له سفرا وحضرا, فلما توفي صلى الله عليه وسلم دفنه في حجرة السيدة عائشة أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"([78">).

قال ابن كثير رحمه الله:"ولم يختلف أهل السير في أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من المشاهد كلها"([79">).

فمع المشاهد التي شهدها الصديق الأكبر رضي الله عنه، أذكرها باختصار لنضعها في ميزان المحبة الصادقة للجناب الشريف صلى الله عليه وآله وسلم.



1- الإسراء والمعراج:

وكان للصديقy موقف مشهور من حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدق به دون نقاش, فأنزل الله تعالى فيه مدحاً في القرآن: ( والذي جاء بالصدق وصدّق به).

لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراء والمعراج حدث قومه بذلك فكذبوه، وذهب الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا له: "هل لك في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة "([80">).

قال لهم: أوقد قال، إن كان قال فقد صدق وأصدقه في أبعد من ذلك "فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه, فهذا أبعد مما تعجبون منه.

ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: نعم! قال: يا نبي الله فصفه لي...فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر, ويقول أبو بكر: صدقت أشهد أنك رسول الله كلما وصف له منه شيئا قال: صدقت أشهد أنك رسول الله حتى إذا انتهى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: وأنت يا أبا بكر الصديق، فيومئذ سماه الصديق"([81">).

هذا البرهان الأول لمحبته الشديدة للحبيب صلى الله عليه وسلم.



2-يوم الهجرة:

لما أذن الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم بالهجرة أخبر أبا بكر الصديق بذلك, ففرح أبو بكر رضي الله عنه, وقال وهو يبكي من شدة الفرح:"الصحبة يا رسول الله".

ثم أعلن سيدنا أبو بكر yحالة الاستنفار في بيته, فأصبح بيته في حال طوارئ شاملة للتجهيز للرحلة ولِمراقبة حركة قريش ورد فعلهم, ولحماية سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه نفسه وأهله في سبيله.

"وفي هذه الرحلة المباركة كان أبو بكر الصديق نعم الصديق ونعم الرفيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا به يمشي ساعة أمام سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم ثم يمشي ساعة خلفه، ويلحظ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القلق على صديقه ورفيقه، فسأله عن ذلك فقال: يا رسول الله أذكر الطلب لك من قريش فأمشي خلفك, ثم أذكر الرصد فأمشي أمامك"([82">).

قال الحسن البصري رضي الله عنه:"انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه"([83">).

فلما دخل الصديق رضي الله عنه الغار بدأ يقطع من ثوبه ويسد الثقوب، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أقطعت ثيابك يا أبا بكر؟ قال:أخاف من شيء يؤذيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا الموقف العظيم يتبين لنا أن الصديقy "أحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا ملك عليه لُبَّهُ وفؤاده وجوارحه، حتى إنه يتمنى أن يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وولده وماله والناس أجمعين"([84">).



3-أول خطيب في الإسلام:

تقول الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها: "لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا ألح أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: "يا أبا بكر إنا قليل".

فلم يزل يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل وعشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا، ووطئ أبو بكر، وضرب ضربا شديدا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويحرفها لوجهه، ونزَّ –أي:وثب- على بطن أبي بكر، ما يعرفُ وجهه من أنفه..."([85">).

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:13 AM   #14
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




-إنفاقه في سبيل الله:
عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مني مالاً، فقلت:اليوم أسبق أبا بكر -إن سبقته يوما- فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟"قلت: مثله.

قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ "قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقك إلى شيء أبدا"([86">).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معلقا على هذه الحادثة:" كان فعل الفاروق رضي الله عنه فيما فعله من المنافسة والغبطة مباحا، ولكن حال الصديق رضي الله عنه أفضل منه، لأنه خال من المنافسة مطلقا ولا ينظر إلى غيره"([87">).

الصديق الأكبر رضي الله عنه لا يرى أمامه إلا محبوبه، لا يلتفت إلى غيره... همه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشي والإصباح, وفي العسر واليسر, وفي الفرح والقرح, وفي النوم واليقظة, وفي الجهاد والسلم, وفي كل شيء.







5- في غزوة بدر الكبرى:

كانت غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة، وكان للصديق الأكبر رضي الله عنه مواقف رجولية مشهورة، منها استشارة النبي صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله عنه في الحرب وقضية الأسرى وغيرها.. فأشار عليه برأي شجاع يدل على حبه الشديد للمصحوب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.



6-في غزوة أحد:

حيث زلزل المسلمون زلزالا شديدا وابتلوا ابتلاء صعبا، فما ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل من أصحابه رضي الله عنهم.

وكان الصديق الأكبر رضي الله عنه ذا حنكة ورأي سديد، وكان رضي الله عنه من جملة الذين نزل فيهم قوله تبارك وتعالى:"الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم"([88">).



8- في غزوة بني النضير، وبني المصطلق وفي الخندق، وفي بني قريظة:

كان الصديق الأكبر رضي الله عنه حاضرا في هذه الغزوات حريصا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومدافعا عنه.



9- في الحديبية:

كان له موقف شجاع لما أرادت قريش أن تصد المسلمين عن الكعبة قال رضي الله عنه:"يا رسول الله خرجت عامدا لذا البيت لا تريد حربا أو قتل أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه"([89">).

كما شارك رضي الله عنه في الحوار الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش, كما وافق النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح، رُغم أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرون في هذا الصلح إجحافا للمسلمين، لكن الصديق الأكبر رضي الله عنه وافق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ينطق عن الهوى "إن هو إلا وحي يوحى" (النجم4).

وفي سيرة ابن هشام أن الفاروق رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم معلنا معارضته لهذا الصلح وهذه الاتفاقية, وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه، وفي رواية: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني.

قلت:أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه هذا العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به.

قال عمر: فأتيت أبا بكر فقلت له: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ فقال أبو بكر للفاروق: الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله وأن الحق ما أمر به، ولن يخالف أمر الله ولن يضيعه الله"([90">).

هكذا كان جواب الصديق الأكبر رضي الله عنه موافقا لجواب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكن قد سمع جواب الحبيب عليه الصلاة والسلام، فكان رضي الله عنه قلبا وقالبا مع الحبيب صلى الله عليه وسلم، نال هذه الموافقة بحبه الشديد للجناب الشريف صلى الله عليه وسلم ؛ إذ المحبة تقتضي موافقة المحبوب في كل شيء في السر والجهر, والمنشط والمكره, وهكذا كان الصديق الكبير رضي الله عنه، وبهذه المحبة نال الصديقية والدرجات العلى في مقعد الصدق عند مليك مقتر.

ومضت أيام، وجاء الفتح، فقال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه متحدثا عن الفتح العظيم الذي تم في الحديبية بعد تلك الاتفاقية التي أمضاها سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم:"ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية، ولكن الناس يومئذ قَصُرَ رأيهم عما كان بين محمد وربه، والعباد يَعْجَلون، والله لا يعجل كعجلة العباد حتى يبلغ الأمور ما أراد"([91">).

وعلى ذلك فقد كان"الصديق رضي الله عنه أسَدّ الصحابة رأيا وأكملهم عقلا"([92">).



10- في غزوة خيبر وفي نجد وبني فزارة:

كانت للصديق رضي الله عنه في هذه المشاهد مواقف سديدة موافقة لرأي الحبيب صلى الله عليه وسلم، سواء في المشورة او الاجتهاد أو غير ذلك.



11- في عمرة القضاء:

كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه من جملة من ذهب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليعتمروا عمرة القضاء مكان عمرتهم التي صدهم المشركون عنها.



12- -في سرية ذات السلاسل:

في هذه السرية ظهر أن الصديق رضي الله عنه كان ذا مواقف متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم، وفي الحفاظ على أعمدة الدين وأسسه كالصلاة والزكاة والصوم...



13-يوم الفتح:

حيث جهز الصديق رضي الله عنه نفسه ليكون مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المَهَمة الكبرى، وثبت معه ثباتا لا نظير له، ودافع عن حوزة الإسلام أمام أبي سفيان لم يخف في الله لومة لائم.





14- يوم حنين:

كان رضي الله عنه من الصحابة الذين ثبتوا يوم حنين الذي لحقت فيه بالمسلمين هزيمة أول معركة جعلتهم يفرون من هول الفاجعة، إلا بعض الصحابة يتقدمهم الصديق الأكبر رضي الله عنه صبروا رُغم هول المفاجأة، فاستحقوا بذلك النصر ؛ فنصرهم الله نصرا عزيزا مؤزرا.

فقد كان الصديق الأكبر ثاني اثنين وأول الخلفاء لخاتم الأنبياء محبا حقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المحبة تعني نصرة الحبيب والثبات معه وتقديم الروح دونه، وهكذا كان ابن أبي قحافة رضي الله عنه في جميع المواقف والمشاهد، نعم المحب لنعم الحبيب.



15- في الطائف:

في حصار الطائف "وقعت جراحات في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهادة، ورفع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف الحصار ورجع إلى المدينة، وممن استشهد من المسلمين في هذه الغزوة عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه رمي بسهم فتوفي منه بالمدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"([93">).

وعندما "قدم وفد ثقيف للمدينة ليعلنوا إسلامهم فما إن ظهر الوفد قرب المدينة حتى تنافس كل من أبي بكر والمغيرة على أن يكون هو البشير بقدوم الوفد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفاز الصديق رضي الله عنه بتلك البشارة"([94">).

فالمحب دائما يبحث عن كل وسيلة تبشر محبوبه وتفرحه وتدخل السرور على قلبه، وهكذا تسابق الصديق الأكبر رضي الله عنه مع المغيرة ليبشر محبوبه بطلائع جديدة أتت لتبيع نفسها لله تعالى.







16- تبوك:

"أعطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لواءه الأعظم إلى أبي بكر رضي الله عنه"([95">).وفي هذه الغزوة أنفق الصديق الأكبر رضي الله عنه كل ماله في سبيل الله... وقد مرت معنا تلك القصة التي أراد الفاروق رضي الله عنه أن يسبق الصديق رضي الله عنه بإنفاق نصف ماله.

وها هو الصديق رضي الله عنه يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على الحج سنة تسع هجرية يعلم الناس مناسكهم، وفي وقوفهم وإفاضتهم، ونحرهم ونفرهم، ورميهم للجمرات وسعيهم ...ليمهد الطريق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، "لأن المشركين كانوا يطوفون بالبيت عراة، والحبيب كره حالة المشركين هذه، وأمر الصديق رضي الله عنه يمهد له الطريق حتى لا يرى تلك المناظر، وفي هذه الحادثة نزلت سورة التوبة، وكانت حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه توطئة للحجة الكبرى وهي حجة الوداع"([96">).

وقد نادى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في الناس أن عهد الأصنام قد ولى وانقضى، وأن شمس الإسلام قد أشرقت فما على الناس إلا أن يستجيبوا لشرع الله تعالى، هكذا انتشر بين قبائل العرب يدعوهم إلى دين العدل والرحمة والمحبة والكرامة، فبعد هذه الجولة الدعوية بدأت القبائل ترسل وفودها معلنة إسلامها([97">).



17-يوم وفاة الحبيبصلى الله عليه وسلم:

لقد لازم سيدنا أبو بكرt سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وحضر جميع غزواته، وكان حارسه الشخصي في بدر الكبرى رضي الله عنه. وبلغ من العلم والفضل والتقوى ما رجح به على الأمة جمعاء- رضي الله عنه وأرضاه- فقد كان تالياً لكتاب الله عز وجل، عارفاً بمعانيه, مدركاً لدلالته وأسراره وكنهه، ومن ذلك أنه كان يفتي في زمن سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم وفي مجلسه. ولما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بكى سيدنا أبو بكرt، ولما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده )([98">) بكى سيدنا أبو بكر t لمعرفته أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بقرب أجله.

وأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالمسلمين عند مرضه، وكان الصحابة يعرفون فضله وقدره ومكانته وقربه من سيدنا رسول r لا ينازعه أحد بين يدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد توفي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطربت المدينة وزلزلت بأهلها, وأظلم عليهم نهارها, وهاج الناس وماجوا وافتقدوا أنفسهم, وأصبحوا في أمر مريج حتى إنهم لينكرون موته صلى الله عليه وسلم ويستبعدون وقوعه، لكن سيدنا الصديق كان رضي الله عنه أعلمهم بالله وأفهمهم لدينه, وأثبتهم في المحن والشدائد فقد توجه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقبّله وحزن عليه حزناً شديداً, وقال:"واصفياه واحبيباه واخليلاه وانبياه ...طبت حيا وميتا يا رسول الله"، ثم توجه إلى المنبر يعلن للمسلمين حقيقة الوفاة بتلاوته لقوله تعالى:( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )(آل عمران144) ويفسر لهم هذا المفهوم بخطبة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)([99">). بهذه الروح العالية والفهم الثاقب والثبات المتناهي يعيد للصحابة y عقولهم, وللتائهين صوابهم, وللحائرين رشدهم.

ولما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لمناقشة أمر الخلافة توجه أبو بكر إليهم وأجرى عليهم من علمه وفقهه وحواره الجاد ما زاح به خطراً يهدد كيان الأمة ووحدتها ؛ دعوة لله وحفظاً لدينه وأمته وعباده وبيضة الجماعة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ y قَالَ لَمَّا قُبِضَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ, فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ, فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ"([100">).

وبعد ذلك قام في الناس خطيبا ليعلن منهجه في الحكم أمام الناس، فوقف فيهم خطيبا وقال لهم:"أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولست بخيركم..فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم..فالقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له..أيها الناس: ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا".

وهكذا أعلى الصديق الأكبر رضي الله عنه راية الشورى والعدل والجهاد من بداية عهده، وكأنه يشعر بخطر المرتدين الذين انتشروا في المجتمع الإسلامي انتشار النار في الهشيم بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبهذا الدستور اجتمع المسلمون حوله باذلين أموالهم وأنفسهم فداء للدين ولمحبة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم .

رضي الله عن الصديق الأكبر؛ فقد بذل الغالي والنفيس في سبيل الدعوة إلى دين الإسلام ومحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

*وخلاصة المرام في تحقيق المقام:

إن المحبة تصنع العجائب، وترفع العبد مقاما عليا. عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان"، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: وهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر"([101">).

وفي رواية ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجل وأنت هو يا أبا بكر".

ما السر الذي جعل الصديق الأكبر رضي الله عنه يدخل من أبواب الجنان كلها ؟ إنها محبته الشديدة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، دخل من باب المحبة ففتحت له جميع الأبواب، استكمل إيمانه لأنه محب صادق صِدِّيق.

ولله در الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله القائل:

وسوف يدعى المرء من أبوابها *** جمعا إذا وفى حلى الإيمان

منهم أبو بكر هو الصديق ذا *** ك خليفة المبعوث بالقرآن.



çفضائل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

لقد شهد سيدنا أبو بكر رضي الله عنه مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها, وثبت معه ثباتا لا نظير له، وبذلك اختص بمجوعة من الخصائص والفضائل كانت ثمرة لمحبته الشديدة للحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقام أذكر بعض فضائله، وهي كثيرة لا يكفي لحصرها مقال أو ثلاثة أو... لكن نورد بعضها ؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

●- إشارة إلى خلافته:عَنْ حُذَيْفَةَ y قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ "([102">).

- عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِy أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. قَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ. قَالَ : مُرُوهُ فَيُصَلِّي، فَعَاوَدَتْهُ. قَالَ : مُرُوهُ فَيُصَلِّي إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"([103">).

-عنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍy عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" أَتَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ. قَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ-كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ- قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ"([104">).

-عن عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" قَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ, وَسَارَ بِسِيرَتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ, ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا, وَسَارَ بِسِيرَتِهِمَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ"([105">).

-عَنْ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ"([106">).

●-إشارة إلى ترتيب الخلفاء:عَنْ الإمام عَلِيٍّy قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ! زَوَّجَنِيَ ابْنَتَهُ وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ وَأَعْتَقَ بِلَالًا مِنْ مَالِهِ. رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ! يَقُولُ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا تَرَكَهُ الْحَقُّ وَمَا لَهُ صَدِيقٌ. رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ ! تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ. رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا! اللَّهُمَّ أَدِرْ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَار"([107">).

●-أرحم الناس بالأمة:عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍy قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ, وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ, وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ, وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ, وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ, وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ, وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ, وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "([108">).

●-ذكر أفضليته عن باقي الصحابة رضي الله عنهم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ y قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا أَوْ قَالَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ أُرَاهُ قَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ هَلُمَّ إِلَيْهِ, فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا رَجُلٌ لَا تُودَى عَلَيْهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ, قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللَّهُ إِلَّا بِكَ! وَهَلْ نَفَعَنِي اللَّهُ إِلَّا بِكَ! وَهَلْ نَفَعَنِي اللَّهُ إِلَّا بِكَ!"([109">).

- عن أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ yقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ yيَقُولُ:" كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ, فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا, فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ, فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَنَحْنُ عِنْدَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ. قَالَ: وَنَدِمَ عُمَرُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَصَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي! هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي! إِنِّي قُلْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: غَامَرَ: سَبَقَ بِالْخَيْرِ"([110">).

●- اختصاصه بالصحبة والأخوة والخلة:عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍy يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:" لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا, وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا"([111">).

-عن أبي أمامة y قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإنه لم يكن نبي إلا له في أمته خليل, ألا وإن خليلي أبو بكر"([112">).

●-أحب الناس إلى سيدنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم:عن عمرو بن العاص رضي الله عنه:" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت من الرجال؟فقال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال:عمر بن الخطاب.فعد رجالا"([113">).

●- اختصاصه بأنه لم يكذب النبي صلى الله عليه وسلم:يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:"ما منكم من أحد إلا وقد كذبني غير أبي بكر، وما منكم من أحد يصبح إلا على بابه ظلمة إلا باب أبي بكر"([114">).

●- اختصاصهبمؤانسته للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار: وبما كان من شفقته عليه في طريقه وإيثاره إياه التنزيل،ثاني اثنين السبَّاق إلى الخير.



-اختصاصه بمكافأة الله تعالى له عن نبيه صلى الله عليه وسلم:عن أبي هريرة y قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها, خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة"([115">).

-اختصاصه بالأفضلية والخيرية:عن أبي الدرداء y قال:"رآني النبي صلى الله عليه وسلم أمشي أمام أبي بكر، فقال:يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة؟ ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر"([116">).

●-اختصاصه بسيادة كهول العرب:عن إسماعيل بن أبي خالد قال:بلغني أن عائشةy نظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:يا سيد العرب! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم, وأبوك سيد كهول العرب, وعلي سيد شباب العرب"([117">).

●-اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورته:عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أتاني جبريل عليه السلام فقال:يا محمد إن الله تعالى أمرك أن تستشير أبا بكر"([118">).

●-اختصاصه بأنه أول من يدخل الجنة من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:عن أبي هريرةy عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أتاني جبريل عليه السلام فطاف بي أبواب الجنة فأراني الباب الذي أدخل أنا وأمتي منه. فقال أبو بكر الصديق: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ليتني كنت معك. قال:أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي"([119">).

●-اختصاصه بأنه أول من يرد الحوض:عن أبي الدرداء y قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أول من يرد عليَّ يوم القيامة أبو بكر الصديق"([120">).

●-اختصاصه بمرافقته للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة:عن ابن عمرy أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة أبو بكر"([121">).

●-اختصاصه برضاه عن الله وسلام الله عليه:عن ابن عمرy قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك السلام, ويقول لك: أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال:أسخط على ربي؟ أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض"([122">).

●-اختصاصه بتجلي الله تعالى له يوم القيامة خاصة:عن أنس بن مالكy قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق:"يا أبا بكر إن الله تعالى يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك خاصة"([123">).

●-اختصاصه بكتبه اسمه خلف اسم النبي صلى الله عليه وسلم في كل سماء:عن أبي هريرةy قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عُرج بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمي, مكتوب محمد رسول الله أبو بكر الصديق من خلفي"([124">).

●-اختصاصه بكتبه اسمه مع اسم النبيe في علم من نور:عن أبي هريرةy قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله علما من نور مكتوبا عليه لا إله إلا الله محمد رسول أبو بكر الصديق"([125">).

●-اختصاصه بترغيب النبيr في محبته:عن أنسy قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حبّ أبي بكر واجب على أمتي"([126">).

عن قيس بن أبي حازم قال:التقى أبو بكر الصديق علي بن أبي طالب فتبسم أبو بكر في وجه علي, فقال له علي:ما لك تبسمت؟ فقال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يجوز أحد على الصراط إلا من كَتَب له علي بن أبي طالب الجواز" فضحك علي وقال ألا أبشرك يا أبا بكر؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يُكتب الجواز إلا لمن أحب أبا بكر"([127">).

هذه بعض فضائل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أما ما أعده الله له في الآخرة فعظيم عظيم... وفي هذا المقام نتساءل:ما هو السر الذي جعل سيدنا أبا بكر رضي الله عنه يحظى بهذا الحظ العظيم وهذه الفضائل والخصائص؟ السر هو:المحبة. محبته الشديدة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلته من أعظم الرجال وأحبهم إلى قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف لا يكون كذلك وقد أثنى عليه رب العزة بقوله:"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم"([128">).

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:14 AM   #15
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




*وصية سيدنا أبي بكر رضي الله عنه لسيدنا عمر رضي الله عنه:

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن ساباط قال: لما حضر أبا بكر الوفاة دعا عمر فقال: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا, وحق لميزان لا يكون له إلا الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل, وحق لميزان لا يكون فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا.

وإن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف أن لا ألحق بهم، وأن الله ذكر أهل النار وذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنها، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمته. فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت ولست تعجزه"([129">).

توفي رضي الله عنه لثمان خلين من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف.

لقد كان الصديق الأكبر رضي الله عنه مقتفيا لأثر النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة حتى في مماته، لما قرب أجله بدأ رضي الله عنه يسأل الناس ما اليوم؟ فقالوا: الاثنين. فقال: وأي يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: الاثنين، فقال: اللهم اجعلني أموت في ليلتي هذه. ثم قال: في أي شيء كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: في ثلاثة أكفان. فقال: أعدوا لي ثلاثة أكفان واجعلوا من يغسلني أسماء بنت عميس زوجتي، -وهذا تكريم للمرأة في الإسلام، فهي أول امرأة غسلت زوجها- فإن لم تستطع فليعنها أولادي. فغسلته كما أمرها رضي الله عنها، فكانت وفاته سنة 13 هجرية يوم الإثنين بعد عامين من وفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله سلم. وفي نفس العمر الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم (63 عاما)، ودفن في غرفة بنته الصديقة العفيفة النقية الطاهرة السيدة عائشة رضي الله عنها مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

هذه هي المحبة وإلا فلا. اتباع في كل شيء في الحياة والممات، لم ينس محبوبه حتى بعد وفاته، كان مقتفيا لنهجه في الحل والترحال، والمنشط والمكره فرضي الله عنه وأرضاه.

هذا هو الصديق الأكبر.

هذا هو المحب الأكبر، خليل سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، الخائف من الله، الذي طلق الدنيا طلاقا بائنا.

هذا الذي جاء بالصدق وصدق به.

هذا الراضي عن ربه.

هذا المبشر بالجنة.

هذا أفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين.

هذا أول من آمن من الرجال.

هذا أحب الرجال إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا أول من يدخل الجنة بعد الأنبياء .

هذا شيخ المهاجرين والأنصار.

هذا الرفيق والحبيب والشفيق والعتيق.

هذا خليفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا إمام المسلمين بعد رسول رب العالمين.

هذا الذي فدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجته.

هذا الذي استجاب لمنادي الحق لما ناداه.

هذا أرحم الأمة بالأمة.

هذا...

ذاكم هو الصديق الأكبر رضي الله عنه وأرضاه الذي عشنا مع لمحات من حياته وبعض فضائله في هذا الموضوع.



خلاصة المرام في تحقيق المقام: -

إن دراسة سيرة الصديق الأكبر رضي الله عنه ومطالعة أحداث ووقائع خلافته نافعة ومؤثرة، وتقدم للأمة الإسلامية فوائد جمة ودروسا عديدة، وقد أمرنا الباري جل وعلا بالنظر في ما جرى للسابقين وأخذ العبرة من تاريخهم.

وعلى ذلك فإن تاريخ الإسلام حافل بالعبر والفوائد والدروس، أقول تاريخ الإسلام وليس تاريخ المسلمين ؛ لأن هناك فرقا شاسعا وبونا واسعا بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين ؛ إذ ليس تاريخ المسلمين حكما على الإسلام.

فتاريخ المسلمين فيه الخير والشر لأنه يتناول حياتهم المعاشية والوقائع التي صنعوها، أما تاريخ الإسلام فهو الصفحات الناصعة البياض التي سطرها المسلمون بأحرف من نور، كعهد النبوة الذي عاش فيه المسلمون أسعد فتراتهم التاريخية, ثم عهد خلافة الصديق الأكبر رضي الله عنه وعهد الخلافة الراشدة عموما, رغم بعض الفتن التي أخرجت رؤوسها في عهد الخلافة الراشدة، لكن الخلفاء الراشدين أدوا الأمانة إلى أهلها وحكموا بين الناس بالعدل، وجاهدوا وبذلوا المهج في سبيل الدعوة الإسلامية والحفاظ على بيضة الجماعة المسلمة.

وخير ما أختم به وأجعله مسك الختام الهدف من دراسة سيرة الصحابة عموما وتاريخ الصديق الأكبر خصوصا، إن الهدف : هو الاقتداء بهم"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"(الأنعام91)، والاتباع لهم، والاهتداء بهديهم، لنكون معهم غدا يوم القيامة ؛ إذ المر ء مع من أحب كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ولله در القائل:

تشبهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام رباح

{ ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:15 AM   #16
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




في رحاب العترة الشريفةu


يا آل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له.

إن لآل بيت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة المحمدية لا يشركهم فيه غيرهم, ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه غيرهم, وقد وردت النصوص الدالة على ذلك, كيف لا؟ وهم بابنا للدخول على حضرته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم. عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي"([130">).

كما بين صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر أن بغض آل بيته الأطهار رضي الله عنهم سبب لدخول النار. عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار"([131">).

آل النبي ذريعتي *** وهمو إليه وسيلتي

أرجو بهم أن أعطى غدا *** بيدي اليمين صحيفتي.

وعلى ذلك فقد فهم وصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بأهل بيته حق الفهم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه الصديق الأكبر, فأحبهم وأكرمهم ورفع قدرهم وعظمهم, ودعا الناس إلى اكرامهم ومحبتهم وتقديرهم.

وقد أكد سيدنا الصديق الأكبر رضي الله عنه مكانة آل البيت الطاهرة والعترة الشريفة بما قاله للإمام علي رضي الله عنه، فقد روى الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمهما الله- بإسناديهما إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لسيدنا علي كرم الله وجهه :"والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي"().

وروى الإمام البخاري رحمه الله بإسناده إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".

هم العروة الوثقى لمعتصم بها *** مناقبهم جاءت بوحي وإنزال

مناقب في الشورى وفي هل أتى أتت *** وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي

وهم آل بيت المصطفى فودادهم *** على الناس مفروض بحكم وإسجال.

يقول الإمام عبد السلام ياسين -حفظه الله ورعاه-:"إن حبل المودة والمحبة يريده الله ورسوله رباطا ممتدا بين أجيال المومنين، موصولا من قلب لقلب إلى منبع النور. الآصرة النبوية تضم إليها الأمة من قنوات الحب في الله، تخُصُّ بالوصية قنوات آل البيت وقنوات الصحابة، وتنعَتُهما نَعْتا. قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة له بغدير خُم بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ: "أما بعد، ألا أيها الناس! إنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسولُ ربي فأُجيبَ. وإني تارك فيكم ثَقَلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به". قال الراوي: فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهلُ بيتي! أذكركم الله في أهل بيتي! أذكركم الله في أهل بيتي! أذكركم الله في أهل بيتي!"( [132">).

سأل حصين -وهو ممن حضر حديث زيد بن أرقم- ومَن أهله يا زيد؟ أليس نِساؤه من أهل بيته؟ قال زيد: نساؤه من أهل بيته. ولكنَّ أهل بيته مَن حُرِم الصدقَة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.

هل في تمسكنا بالكتاب والسنة ما يناقض محبة آل البيت عليهم السلام؟

فعلت الفتنةُ فِعلها فشقت الأمة شقين: شيعة ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته فتذكروا، وأجّج حبَّهم لآل البيت مذابحُ آل البيت في كربلاء. وسنة سَلَوْا مقتلَ حسين رضي الله عنه, ونسوا مخازي يزيد بن معاوية حين سيق إليه رأس حسين والطاهرات من آل البيت سبايا.

جُرح مؤلم عميق في جسم الأمة. ليس هنا مكان الإفاضة في التذكير به.

الواجب هنا أَنْ نعبر عن كراهيتنا لمن لا يقيم وزنا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كراهية يتساوى فيها الروافض الذين يعميهم الحب المتعصب الجاهل الحاقد لآل البيت فيسبون الصحابة، والنواصب الذين أعمتهم الدنيا عن فضيلة آل البيت.

لم يسلَمْ من ثَلْب الصحابة وتنقيصهم والحَطِّ عَليهم إلا أربعة أو ستة. أسقط الروافض شهادة الله وشهادة رسوله صلى الله عليه وسلم للصحابة. فهو خزي وبوار. والعياذ بالله.

وأمر ملوك بني أمية بسب علي كرم الله وجهه على المنابر، فسُبّ خمسين سنة. بوار وخزي, والعياذ بالله.

هل يضمِّد الزمَن ذلك الجرح العميق في جسم الأمة، أم يزيده الزمن تفاقما؟ متى يجلس علماء المسلمين سنة وشيعة ليجتمعوا على الحق، وهو حب الآل والصحب معا، حبا إن انفصم بعضه عن بعض، أو أعمى بعضه عن بعض، فقد انفصمت عُرى دين من فرق بين ما جمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته: الآل والصّحب. الثقلان الكتاب والعترة الطاهرة. الكتاب والسنة الطاهرة التي قاتل عنها وبلغها الصحب الكرام.

بيس ما خلَفْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إن أصْرَرْنا على مضغ المآسي التاريخية فكرهنا الصحابة، وثلبنا الصحابة، ونقصنا الصحابة، وطَعَنَّا في شهادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للصحابة.

وبيس ما خلَفناه صلى الله عليه وسلم إن تركنا رواسب النّصْبِ الأموي، وآثار الدعاية الرسمية الأموية التي قتلت حُرْمَة آل البيت بعد أن ذبحت في كربلاء آل البيت.

أخرج الإمام الترمذي -رحمه الله- عن سيدنا زيد بن أرقم رضي الله عنه حديثا حسنا غريبا قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي. أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض, وعِترتي أهل بيتي, لن يفترقا حتى يَردا علي الحوض. فانْظروا كيف تخلُفوني فيهما".

أرأيتُم معاشرَ المومنين المومنات لو كان من أهل البيت عُصاة وظالمون شذّوا عن القاعدة فانحرفوا عن الطريق، وافترقوا عن حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض؟

الشاذون والشاذات على رؤوسهم ورؤوسهن تهديد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مثّل بأعز الأحباب فاطمة ابنته ليؤكد أن شرع الله لا يحابي أحدا, فقال: "إن بني إسرائيل كان إِذا سرق فيهم الشريف تركوه،(). لو كانت فاطمة لقطعت يدها"([133">).

فاطمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا عليا وحسنا وحسينا فقال: "اللهم هؤلاء أهلي"([134">). فاطمة التي أدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مِرْطٍ مُرَحَّل([135">) كان عليه، أدخلها هي والحسن والحسين وعليا ثم قَرأ: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"الأحزاب 33([136">).

حب فاطمة وعلي وحسن وحسين وآل البيت من صميم الدين.

وحب الصحابة أيضا. جاء جبريل عليه السلام فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تَعُدونَ أهل بدرٍ فيكم؟ قال صلى الله عليه وسلم: "من أفضل المسلمين -أو كلمة نحوَها-. قال جبريل: وكذلك من حضر بدرا من الملائكة"([137">).

أين ذهب باقي الصحابة من أهل بدر وهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا. لم يَسْلَم من الثلب إلا أربعة أو ستة. شهد لهم الله ورسوله وجبريل والملائكة. وطعن فيهم الروافض. مرفوض والله مخزِيٌّ مطعون في دينه من يثلب الصحابة"([138">).

ومن المعلوم في عقيدتنا أن إيمان الرجل لا يتم إلا بحبه للعترة الشريفة رضي الله عنهم... وهذا ما أكدته كتب العقيدة عندما... وأكده أئمتنا، أمثال ابن تيمية والقاضي عياض وابن كثير وغيرهم رحمهم الله.

أحب النبي المصطفى وابن عمه *** عليا وسبطيه وفاطمة الزهرا

همو أهل بيت أذهب الرجس عنهمو *** وأطلعهم أفق الهدى أنجما زهرا

موالاتهم فرض على كل مسلم *** وحبهمو أسنى الذخائر للأخرى

وما أنا للصحب الكرام بمبغض *** فإني أرى البغضاء في حقهم كفرا

همو جاهدوا في الله حق جهاده *** وهم نصروا دين الهدى بالظبا نصرا

عليهم سلام الله ما دام ذكرهم *** لدى الملإ الأعلى وأكرم به ذكرا.

فمن علامات محبة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبة من يحبهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والعترة الشريفة والصحابة البررة ممن يحبهم الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه، فمن أحب شيئا أحب من يحبه.

يا راكبا قف بالمحصب من منى *** واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى *** فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد *** ليشهد الثقلان أني رافضي.

وأهل بيته –رضي الله عنهم- هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ. وقد اختلف العلماء في تحديد من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه آله وسلم، فقيل نساؤه رضيه الله عنهن، وقيل هم: الإمام علي والسيدة للا فاطمة الزهراء والسبطين الحسن والحسين رضي الله عنهم. وقيد هم من تحرم عليهم الصدقة بعده آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.

وقد استدل بعض العلماء بقوله تعالى:"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين" (آل عمران60). قالوا لما نزلت الآية جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم السيدة فاطمة والإمام علي والحسن والحسين رضي الله عنهم حين أراد المباهلة هو ووفد نجران.

فالرأي الأول لسيدنا سعيد بن جبير عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما, وهو قول عكرمة ومقاتل.

والرأي الثاني لسيدنا أبي سعيد الخدري وجماعة من التابعين, منهم مجاهد وقتادة رضي الله عنهم.

والرأي الثالث: لسيدنا زيد بن أرقم رضي الله عنه.

والأولى أن أهل بيته رضي الله عنهم هم: أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبد المطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف؛ قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "وُلِد لهاشم بن عبد مناف: شيبةُ، وهو عبد المطلب، وفيه العمود والشَّرف، ولَم يبْقَ لهاشم عَقِبٌ إلاَّ مِن عبد المطلب فقط"([139">).

وقد ألْحَق بعضُ أهل العلم, منهم الإمام الشافعي رضي الله عنه والإمام أحمد رضي الله عنه بنِي المطلب بن عبد مَناف ببَنِي هاشم في تحريم الصَّدقة عليهم؛ لمشاركتِهم إيَّاهم في إعطائهم من خمس الخُمس ([140">).

فأمَّا دخول أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ في آلِه الطاهرين، فيدلُّ على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آيَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا"(سورة الأحزاب:33-34).

وسياق الآيات الكريمة جاء في سياق مخاطبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خصوصا إذا ربطنا هذه الآيات بالآيات السابقة من سورة الأحزاب. ولا ينافي هذا ما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن السيدة النقية العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: "خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}"؛ لأنَّ الآيةَ الكريمة دالَّةٌ على دخولِهنَّ في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لكون الخطابِ في الآيات من سورة الأحزاب لهنَّ، ودخولُ الإمام عليٍّ والسيدة للا فاطمة الزهراء وسيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهم عليهم السلام في الآيةِ دلَّت عليه السُّنَّةُ في هذا الحديث الشريف، وتخصيصُ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهؤلاء الأربعة عليهم السلام في هذا الحديث الشريف لا يدلُّ على قَصْرِ أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنَّما يدلُّ على أنَّهم مِن أخصِّ أقاربه صلى الله عليه وآله وسلم.

وحسبنا ما رواه الإمام ابن أبي شيبة -رحمه الله- في مصنّفه بإسنادٍ صحيح عن سيدنا ابن أبي مُلَيكة رضي الله عنه: "أنَّ خالد بنَ سعيد بعث إلى عائشةَ ببقرةٍ من الصَّدقةِ فردَّتْها، وقالت: إنَّا آلَ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله سلم لا تَحلُّ لنا الصَّدقة"([141">).

يقول الإمام ابن القيِّم الجوزية –رحمه الله- في بيانه أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آل بيته الطاهرين: "قال هؤلاء: وإنَّما دخل الأزواجُ في الآل وخصوصاً أزواجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم تشبيهاً لذلك بالنَّسَب؛ لأنَّ اتِّصالَهُنَّ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم غيرُ مرتفع، وهنَّ محرَّماتٌ على غيرِه في حياتِه وبعد مَمَاتِه، وهنَّ زوجاتُه في الدنيا والآخرة، فالسَّببُ الذي لهنَّ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ مقامَ النَّسَب، وقد نصَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على الصلاةِ عليهنَّ، ولهذا كان القولُ الصحيح([142">) أنَّ الصَّدقةَ تحرُمُ عليهنَّ؛ لأنَّها أوساخُ الناسِ، وقد صان اللهُ سبحانه ذلك الجَنَابَ الرَّفيع، وآلَه مِن كلِّ أوساخِ بَنِي آدَم.

ويا لله العجب! كيف يدخلُ أزواجُه في قوله: (اللَّهمَّ اجعل رزقَ آل محمَّد قوتاً)، وقوله في الأضحية: (اللَّهمَّ هذا عن محمد وآل محمد)، وفي قول السيدة عائشة رضي الله عنه: (ما شبع آلُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خُبز بُرٍّ)، وفي قول المصلِّي: (اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد)، ولا يَدخُلْنَ في قوله: (إنَّ الصَّدقة لا تَحلُّ لمحمَّد ولا لآل محمَّد)([143">)، مع كونِها من أوساخِ الناس، فأزواجُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصِّيانةِ عنها والبُعدِ منها؟!

فإن قيل: لو كانت الصَّدقةُ حراماً عليهنَّ لَحَرُمت على مواليهنَّ، كما أنَّها لَمَّا حرُمت على بَنِي هاشِم حرُمَت على موالِيهم، وقد ثبت في الصحيح أنَّ بريرةَ تُصُدِّق عليها بلَحمٍ فأكلته، ولَم يُحرِّمه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهي مولاةٌ للسيدة عائشة رضي الله عنها.

قيل: هذا هو شبهةُ مَن أباحَها لأزواج النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- .

وجوابُ هذه الشُّبهةِ أنَّ تحريمَ الصَّدقةِ على أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس بطريق الأصالةِ، وإنَّما هو تَبَعٌ لتَحريمها عليه ، وإلاَّ فالصَّدقةُ حلالٌ لهنَّ قبل اتِّصالِهنَّ به، فهنَّ فرعٌ في هذا التحريمِ، والتحريمُ على المولَى فرعُ التَّحريمِ على سيِّدِه، فلمَّا كان التَّحريمُ على بَنِي هاشِم أصلاً استتبَع ذلك مواليهم، ولَمَّا كان التَّحريمُ على أزواجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَبَعاً لَم يَقْوَ ذلك على استِتْبَاعِ مواليهنَّ؛ لأنَّه فرعٌ عن فرعٍ.

قالوا: وقد قال الله تعالى: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ" إلى قوله تعالى: "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن آيَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ"، ثم قال: فدخَلْنَ في أهل البيت؛ لأنَّ هذا الخطابَ كلَّه في سياق ذِكرهنَّ، فلا يجوز إخراجُهنَّ مِن شيءٍ منه، والله أعلم"([144">).

"أئمة آل البيت خير من اعتلى *** منابر علم، فقّهوا الوارد الظامي

وما انفك آل البيت حرزا ومأمنا *** لأمة خير الخلق أمة إسلام"([145">).


حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:16 AM   #17
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




خلاصة المرام في تحقيق المقام:
إن من فضل الله على الأمة المحمدية أن أكرمها بأهل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبحبهم وتقديرهم وتعظيمهم يرفع المرء درجات عند مليك مقتدر، وهم موجودون في كل وقت وحين، حتى في عصرنا هم الصالحون المصلحون أهل المحبة والكمال الذين يجددون الإيمان في قلوب الناس، يأخذون بأيدي الناس إلى السعادة الكبرى والنعمة العظمى، هم قنطرة الخلق إلى الخالق جل وعلا، يصبرون على آذاهم، ويبينون لهم شروط التجارة الرابحة ورأس مالها... فجزاهم الله على ما قدموا خيرا الجزاء, ونفعنا الله ببركتهم ومحبتهم وصحبتهم آمين.

فيا ليتني طير أطير إليكم *** لأسعد وأحظى بقربكمو

فما لي من صبر ولا لي حيلة *** ولكن شوق طويل إليكمو.
ذخيرة المحتاج في فضائل صحابة صاحب اللواء والتاج:





أثنى ربنا تبارك وتعالى على أصحاب نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من فوق سبع سماوات، وهذا يرد كيد الكائدين إلى نحورهم ويفسد عليهم رأيهم، ويرد إليهم بضاعتهم الفاسدة، الذين يبحثون عن الثغرات ليتخذوها منفذا ينشرون من خلاله سمومهم القاتلة وآراءهم المغرضة... لكن ربنا الحكيم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سد عليهم الأبواب ولم يترك لهم ثغرة يتخذونها مطية لادعاءاتهم الباطلة ... فالحمد لله في الأولى والآخرة.

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RACHID/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]

وفي هذا المقام أذكر الآيات التي نزلت في حق الصحابة رضي الله عنهم تثني عليهم وترفع من همتهم وعزمهم, وتبين جزاء صدقهم ومحبتهم لحبيب الحق وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز يصف حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي رضي الله عنهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29).

وقال عز من قائل: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَعَدَكُمْ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)) [الفتح:18-20">.

وقال جل شأنه وتقدست كلماتهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:88-89">.

وقال الباري جل وعلا مبينا فضلهم على باقي الناس: ((وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [الحديد:10">.

وقال سبحانه وتعالى في حقهم: ((الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)) [آل عمران:172-174">.

وقال تعالى: ((إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)) [الأنفال:11">.

وقال جل وعلا: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (سورة التوبة: 101).

وقال ربنا الحكيم: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} (سورة التوبة: 118).

وقال ربنا جل جلاله: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)) [البقرة:214">.

وقال الله عز وجل: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:8-10">.

فهم المخاطبون بقول الله تعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيد" (البقرة143).

وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه معهم بقوله:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" (الكهف28) .

ففي هذه الآيات الكريمة بيان من ربنا تبارك وتعالى أن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضي عنهم ومن أهل الجنة، والآيات المذكورة نزلت في بيان فضلهم ومكانتهم, وما أعده الله لهم في مقعد الصدق عنده، سواء كانوا من الأولين السابقين من المهاجرين والأنصار ممن صلى القبلتين وشهد بدرا والعقبة وبيعة الرضوان، أو ممن جاء بعدهم ممن دخل الإسلام بعد الفتح فأنفق وقاتل. فهذه تزكية من الله تعالى لهذا النموذج الخالد رضي الله عنهم، فكلهم بفضل الله تعالى من أهل اليمين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فيستحيل ممن أثنى عليهم رب العزة أن ينقلبوا مغضوبا عليهم من أهل النار.

نالوا هذه الدرجات العلا والسابقة الجهادية بمحبتهم الشديدة ونصرتهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودفاعهم عنه وتقديم المهج فداء له، فكيف يتطاول بعض ضعاف النفوس أحداث الأسنان على الجبال الشامخات..!!يسبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينقصون من قدرهم ومكانتهم، فتبا لمن نقص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وسحقا لمن كان همه وبضاعته التشكيك في هؤلاء الرجال رضي الله عنهم.



[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RACHID/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image004.gif[/IMG]

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيه رضي الله عنهماِ قَالَ : صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ. قَالَ : فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا! قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ. قَالَ:" أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ. قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ, فَقَالَ : النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ, فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ, وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ, وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ"([146">).

و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ! تَابَعَهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَاضِرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ"([147">).

و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ, ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ"([148">).

إن الأفضلية التي نالها قرن الصحابة رضي الله عنهم بهجرتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرتهم له، حيث آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه، وآووه، وواسوه بأموالهم ومهجهم، وقاتلوا غيرهم على كفرهم وإذايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أدخلوهم في الإسلام. .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَأْتِي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ : فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيُقَالُ نَعَمْ ! فَيُفْتَحُ عَلَيْهِ. ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيُقَالُ نَعَمْ! فَيُفْتَحُ. ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيُقَالُ نَعَمْ ! فَيُفْتَحُ"([149">).

فالفتح والخيرية والمكانة الرفيعة والمقامات والدرجات ببركة صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث المذكورة. قال الإمام النووي رحمه الله :"وفضيلة الصحبة - ولو لحظة - لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بالقياس ؛ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"([150">) .

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا ، وإذا ذكر القدر فأمسكوا"([151">).

عَنْ سيدنا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّا نُسَبُّ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلا "([152">).

عَنْ سيدنا عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَالِدُ، مَا لَكَ وَمَا لِرَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ؟! لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ "([153">).

وعن سيدنا عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويمر بن ساعدة عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"إن الله اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراء وأصهاراً وأنصاراً, فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً"([154">).

وعن سيدنا جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة"([155">).





عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أكرموا أصحابي؛ فإنهم خياركم"([156">).

عن سيدنا واثلة رضي الله عنه يرفعه: "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني"([157">).

عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"([158">).

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحسن القول في أصحابي فقد برئ من النفاق، ومن أساء القول في أصحابي كان مخالفاً لسنتي, ومأواه النار وبئس المصير"([159">).

وعن الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها قالت:" أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم"([160">).

وعن عبد الرحيم بن زيد العمي قال: أخبرني أبي قال: أدركت أربعين شيخاً من التابعين كلهم حدثونا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب جميع أصحابي وتولاهم واستغفر لهم جعله الله يوم القيامة معهم في الجنة"([161">).

وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب أصحابي وأزواجي وأهل بيتي ولم يطعن في أحد منهم وخرج من الدنيا على محبتهم كان معي في درجتي يوم القيامة"([162">).

وعن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تكون لأصحابي من بعدي زلة يغفرها الله عز وجل لهم بسابقتهم معي، يعمل بها قوم ممن بعدهم يكبهم الله عز وجل في النار على مناخرهم"([163">).

وعن الإمام علي رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سب نبياً من الأنبياء فاقتلوه، ومن سب أحداً من أصحابي فاجلدوه"([164">).

وعن سيدنا زيد بن أبي أوفي رضي الله عنه قال: دخلت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجده فقال:" أين فلان بن فلان ؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:إني محدثكم حديثاً فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم : إن الله عز وجل اصطفى من خلقه خلقاً، ثم تلا "الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس" خلقاً يدخلهم الجنة، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه، ومؤاخ بينكم كما آخى الله عز وجل بين ملائكته. فقم يا أبا بكر فاجث بين يدي فإن لك عندي يداً الله يجزيك بها، فلو كنت متخذاً خليلاً لاتخذتك خليلاً, فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي. ثم تنحى أبو بكر، ثم قال: ادن يا عمر، فدنا منه، فقال: لقد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص، فدعوت الله أن يعز الإسلام بك أو بأبي جهل ابن هشام ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبهما إلى الله، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة، ثم تنحى عمر ثم آخى بينه وبين أبي بكر، ثم دعا عثمان فقال: ادن يا أبا عمرو، ادن يا أبا عمرو، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء، قال: سبحان الله العظيم ثلاث مرات، ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزررها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: اجمع عطفي ردائك إلى نحرك، ثم قال: إن لك لساناً في أهل السماء، أنت ممن يرد على حوضي وأوداجك تشخب دماً، فأقول من فعل بك هذا ؟ فتقول: فلان وفلان، وذلك كلام جبريل إذا هاتف يهتف من السماء، فقال: ألا إن عثمان أمير على كل مخذول، ثم تنحى عثمان، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: ادن يا أمين الله! أنت أمين الله, وتسمى في السماء الأمين، يسلطك الله على مالك بالحق. إن لك عندي دعوة وعدتكها وقد أخرتها. قال: خر لي يا رسول الله! قال: حملتني يا عبد الرحمن أمانة, ثم قال: إن لك شأناً يا عبد الرحمن ! أما إنه أكثر الله مالك, وجعل يقول بيده هكذا وهكذا, ووصفه لنا حسين بن محمد جعل يحثو بيده. ثم تنحى عبد الرحمن ثم آخى بينه وبين عثمان, ثم دعا طلحة والزبير ثم قال لهما: أدنوا مني فدنوا منه فقال لهما: أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم، ثم آخى بينهما، ثم دعا عمار بن ياسر وسعداً وقال: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، ثم دعا عويمر بن زين أبا الدرداء وسلمان الفارسي وقال: يا سلمان أنت من أهل البيت وقد آتاك الله العلم الأول والآخر، والكتاب الأول والكتاب الآخر، ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قال: إن تفتقدهم يفتقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك، فأقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينه وبين سلمان، ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: أبشروا وقروا عيناً, أنتم أول من يرد علي الحوض, وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال: الحمد لله يهدي من الضلالة من يحب، فقال علي: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال: وما أرث منك يا نبي الله؟ قال ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال كتاب ربهم وسنة نبيهم, وأنت في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إخواناً على سرر متقابلين" المتحابون في الله عز وجل ينظر بعضهم إلى بعض "([165">).

وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال:" مالي أراكم تختلفون في أصحابي أما علمتم أن حبي وحب أهل بيتي وحب أصحابي فرضه الله تعالى على أمتي إلى يوم القيامة ثم قال: أين أبو بكر قال: ها أنا ذا يا رسول الله قال: ادن مني فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ورأينا دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري على خده ثم أخذ بيده وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين هذا أبو بكر الصديق هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا صاحبي صدقني حين كذبني الناس وآواني حين طردوني واشترى لي بلالاً من ماله فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من أبي بكر الصديق وليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم قال له اجلس يا أبا بكر فقد عرف الله ذلك لك.

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين عمر بن الخطاب فوثب إليه عمر فقال: ها أنا ذا يا رسول الله فقال: ادن مني فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ورأينا دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري على خده ثم أخذ بيده وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين هذا عمر بن الخطاب هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا الذي أمرني الله أن أتخذه ظهيراً ومشيراً هذا الذي أنزل الله الحق على قلبه ولسانه ويده هذا الذي تركه الحق وماله من صديق هذا الذي يقول الحق وإن كان مراً هو الذي لا يخاف في الله لومة لائم هو الذي يفرق الشيطان من شخصه هو سراج أهل الجنة فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء وأنا منه بريء.

ثم قال: أين عثمان بن عفان فوثب عثمان وقال ها أنا ذا يا رسول الله فقال: ادن مني فدنا منه فضمنه إلى صدره وقبل بين عينيه ورأينا دموعه تجري على خده ثم أخذ بيده وقال: يا معاشر المسلمين هذا عثمان بن عفان هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا الذي أمرني الله أن أتخذه سنداً وختناً على ابنتي ولو كان عندي ثالثة لزوجتها إياه هذا الذي استحيت منه ملائكة السماء فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين.

ثم قال: أين علي بن أبي طالب فوثب إليه وقال: ها أنا ذا يا رسول الله قال ادن مني فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ودموعه تجري على خده وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين هذا شيخ المهاجرين والأنصار هذا أخي وابن عمي وختني هذا لحمي ودمي وشعري هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة هذا مفرج الكرب عني هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء وأنا منه بريء فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من علي بن أبي طالب وليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم قال:اجلس يا أبا الحسن فقد عرف الله لك ذلك."([166">).

ففي الحديث ذكر لفضائل خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانتهم وأفضليتهم عن باقي الصحابة، والحديث يحذر من مغبة سب الصحابة رضي الله عنهم، ويتوعدهم بالعذاب واللعنة…نسأل الله السلامة والعافية آمين… كما أن في الحديث إشارة إلى ترتيب الخلفاء، وهي إشارة قد يجهلها من يبحثون عن الثغرات وينقصون من قدر الرجال الكرام الذين سبقونا بالإيمان، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، أوتي جوامع الكلم، لا يتكلم عبثا، بل صدقا وعدلا وإخبارا بمستقبل أمته من بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال سيدنا ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه "([167">).

وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم:

"فجاء بفرقان من الله منزل مبينة آياته لذوي العقل

فآمن أقوام كرام وأيقنو وأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل

وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم فزادهم الرحمن خبلاً على خبل

وأمكن منهم يوم بدر رسوله وقوماً غضاباً فعلهم أحسن الفعل

بأيديهم بيض خفاف قواطع وقد حادثوها بالجلاء وبالصقل"([168">).



حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2013, 11:16 AM   #18
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


أنا : حسن الخليفه احمد




-التحذير من مغبة سب الصحابة رضي الله عنهم:

إن الصحابة رضي الله عنهم هم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين، "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "([169">).

وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- " مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"([170">).

فعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنه قال: " لا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً"([171">).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه، ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم، ومحاسنهم من الإيمان بالله، ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله "([172">).

عن سيدنا عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وأله وسلم- :"الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه"([173">).

قال الإمام المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم، ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي"([174">).

وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "([175">).

وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "([176">).

وقال العلامة الفقيه المالكي ابن أبي زيد القيرواني -رحمه الله- في مقدمة رسالته المشهورة: "وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب".

وقال العلامة هشام بن عمار :" سمعت مالكا يقول : من سب أبا بكر وعمر، قتل، ومن سب عائشة رضي الله عنها، قتل، لأن الله تعالى يقول فيها : { يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين } فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل "([177">) .

وقال العلامة الخرشي رحمه الله :" من رمى عائشة بما برأها الله منه . . . أو أنكر صحبة أبي بكر، أو إسلام العشرة، أو إسلام جميع الصحابة، أو كفر الأربعة، أو واحدا منهم، كفر" ([178">).

وقال العلامة بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين "([179">).

وقال العلامة أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة "([180">).

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله :" قال إبراهيم النخعي: كان يقال: شتم أبي بكر وعمر من الكبائر، وكذلك قال أبو إسحاق السبيعي: شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال الله تعالى فيها: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه }. وإذا كان شتمهم بهذه المثابة، فأقل ما فيه التعزير، لأنه مشروع في كل معصية ليس فيها حد أو كفارة. وهذا مما لا نعلم فيه خلافا بين أهل الفقه والعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بإحسان، وسائر أهل السنة والجماعة، فإنهم مجمعون على أن الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم . . . وعقوبة من أساء فيهم القول "-([181">) .

وقال الفقيه الأصولي السرخسي _رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب "([182">).

قال الشيخ الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم، وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان "([183">).

قال الفقيه العلامة ابن قدامة –رحمه الله- في لمعة الاعتقاد:"ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم".

وقال الفقيه الإمام ابن حزم رحمه الله: "وكلهم عدول فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم وأن نستغفر لهم ونحبهم وتمرة تصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا بما يملك، الجلسة الواحدة منهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عبادة أحدنا دهره كله"([184">).

قال العلامة القاضي عياض رحمه الله في الشفا:"ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير أصحابه وبرهم ومعرفة حقهم والاقتداء بهم والثناء عليهم والاستغفار لهم والإمساك عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين والقادحة في أحد منهم".



-النموذج الخالد رضي الله عنهم:

سئل الإمام الحسن البصري رحمه الله عن صفة أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى وقال: "ظهرت منهم علامات الخير في السيما والسمت والهدى والصدق، وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، وظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم، واستخفوا المخلوقين رضا للخالق، لم يُفرّطوا في غضب، ولم يحيفوا في جور، ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، وبذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم"([185">).

هكذا استكمل الصحابة رضي الله عنهم إيمانهم لأنهم أحبوا لله وأبغضوا لله، وأعطوا لله ومنعوا لله، طهروا قلوبهم وأخلصوا وجهتهم لله تعالى نية وعملا، ذبحوا كبرياء أنفسهم وأنانيتهم فأصبحوا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، أوذوا وأخرجوا من ديارهم، وأنفقوا كل ما يملكون من أجل هذا الدين وفي سبيل محبتهم الشديدة لرسول الحق صفوته ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فدوه بآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

ابتلي الصحابة رضي الله عنهم وزلزلوا زلزالا شديدا، بلغت منهم القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، ومع ذلك لن يثني ذلك من عزمهم وصدقهم ومحبتهم صبروا على كل ذك، لأن المحبة لأغلى مما يعيق، فصدقوا حقا في محبتهم، أذكر من هذه المنارات الساطعة بأنوارها على تاريخ الأمة المحمدية سيدنا أبو بكر الصديق الأكبر رضي الله عنه والإمام علي كرم الله وجهه والأرقم بن الأرقم وزيد بن حارثة وبلال بن رباح وعمران بن حصين وحذيفة بن اليمان وحنظلة وخباب وآل ياسر وغيرهم كثير... أوذوا وقتلوا فما نقص ذلك منهم شيئا بل كانوا كالجبال الشامخات لا تزلزلها العواصف ..

فالسعادة التي ملئت قلوبهم بحب الله تعالى وحب حبيبه صلى الله عليه وسلم وشوقهم إلى اللقاء أنستهم كل ألم ومشقة ومعاناة وابتلاء، وجدوا السعادة الكبرى والمنة العظمى في هذه المحبة، إنها السر الأعظم الذي جعلهم يفوزون بخير الدنيا والآخرة، هذه المحبة التي طهرت قلوبهم من كل وصف يبعدهم هن الله تعالى، وجمعت أرواحهم على الله تعالى، فقربت البعيد ولينت الحديد وجعلت المستحيل ممكنا وماء البحر عذبا زللا.

وبالمثال يتضح المقال، أذكر بعض النماذج الخالدة التي جمعتها المحبة رغم اختلاف ألوانها وألسنتها وقبائلها: منهم أبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وأبو موشى الأشعري وصهيب الرومي وأيوب الأنصاري وغيرهم كثير جمعتهم المحبة فأنستهم كل جرح وكدر وتعصب... أصبحوا إخوانا وعلى دين الله أعوانا...

فما كنوا صحابة إلا لأنهم أحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتفانوا في حبه وقدموا مهجهم في سبيله، فرضي الله عنهم وأرضهم وجعلنا من السائرين على نهجهم آمين.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

وما الضعف والهزال الذي أصاب أمتنا اليوم، إلا بسبب ذبول زهرة هذه المحبة في قلوب أبنائها الذين أقبلت عليهم الفتن من كل حدب وصوب فأصبحوا في أمر مريج. وصدق ربنا تبارك وتعالى القائل:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". فلن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا، أن يتحول البغض والحقد الذي ملأ قلوب الناس إلى المحبة والشقاق إلى الأخوة والتشكيك على التصديق وحب الدنيا إلى حب رب الدنيا والآخرة...هكذا نغير ما بأنفسنا بهذه المحبة حتى نستحق النصر كما استحقه من سبقنا بالإيمان، فإذا أخللنا في هذا فلا ننتظر نصرا من الله، فلن تجد لسنة الله تحويلا ولا تبديلا.

إذًا فلا بد لمريدي النجاة والعزة والكرامة أن يركبوا سفينة المحبة لينجوا من الغرق في بحر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

فاز وأفلح من صحب وأحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن من صحب ومن أحب من أحب ومن رأى من رأى الحبيب صلى الله عليه وسلم سلسلة لا ينمحي لها أثر ولا ينقطع لها خبر متصلة الحلقات إلى يوم القامة.

وفي الختام لا نقول في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا كما قال ربنا تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )([186">).











مسك الختام:

إن أمر المحبة عظيم، وبحرها طويل عميق، وطريقها شاق عسير، وعقباتها كئودة، لا تنال إلا بذبح النفوس، وترك الفلوس، ولله در القائل:

إن تُردْ وصلنا فموتك شرطٌ *** لا ينال الوصالَ من فيه فُضله.

إن المحبة هي أعلى مقامات الولاية، وهي الغاية من الطاعات، وذروة سنام الدرجات، فما بعد إدراكها مقام...

تم الكتاب تكاملت *** أيدي السرور لصاحبه

وعفا الإله بفضله *** عن قارئيه وكاتبه.

اللهم اجعل لأمة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم فَرَجًا ومَخْرَجًا من كل أمورها، وافتح قلوب أبنائها لِلْمَحَبَةِ والصَّفَاءِ يا رب العالمين آمين.

ختم الله لنا بالسعادة التي ختم بها لأوليائه وأحبابه وأصفيائه، نفع الله تعالى بهذا الكتاب الأمة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وجعله خالصا لوجهه الكريم.

اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 17 المشاهدات 20147  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه