القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من جاء منه بالحق المبين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه وسآر على نهجه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد الاخوة والاخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه مساحة اردت من خلالها سرد ماورد فى تعريف ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استذكارا لى ولكم اخوتى الكرام والحث على ماورد فى فضل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنشر افضالهم ووجوب محبتهم واتباعهم فى كل اقوالهم وافعالهم ولندعو اخوتنا فى الله جميعا لركب سفينتهم فهم قارب السلامة بعد ان تحزب الناس فرقا وتشتتوا اشتاتا كل على هواه فى قوله ورأيه اذ لانجاة الا بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه المساحة نود المشاركة فيها بكل ماورد فى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرانا وحديثا وشعرا ومأثرا وقصصا والتحذير من بغضهم رضوان الله عليهم لنسعد بذلك ونلقى افضل ماعند الله من الجزاء والكرامة والاجر والثواب العظيم وتزداد محبتنا بهم عليهم رضوان الله تعالى ونلقى بذلك شفاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم آل البيتالباب الاول:. من هم آل البيت آل البيت اختلف أهل العلم فى أهل البيت من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته صلى الله عليه وسلم خاصة ، لا رجل معهن ، وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبى صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {واذكرن ما يتلى فى بيوتكن} الأحزاب34. وذهبت فرقة منهم أبو سعيد الخدرى وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة والزمخشرى والكلبى أنهم: علىُّ وفاطمة والحسن والحسين خاصة. وذهب فريق منهم الفخر الرازى والقسطلانى وآخرون إلى أنهم آولاده وأزواجه صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين ، وعلىُّ منهم ؛ لمعاشرته فاطمة وملازمته النبى صلى الله عليه وسلم. وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم من تحرم عليهم الصدقة، وهم آل علىٍّ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس ، وهو الراجح. قال السيوطى: هؤلاء هم الأشراف حقيقة فى سائر الأعصار وهو ما عليه الجمهور، وهو معنى رواية مسلم عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما بعد..أيها الناس إنما اًنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك بينكم ثقلين: أولهما: كتاب الله ، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال: (وأهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى) قالها ثلاثا، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال: ومن هم؟ قال: آل علىّ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل العباس رضى الله عنهم......... |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() - قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراًً ) (سورة الاحزاب آية 33) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه قال ( إرقبوا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته ) (صحيح البخاري) ومعنى إرقبوا أي راعوه وإحترموه وأكرموه والله أعلم . وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه : يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له من هم أهل البيت ؟؟ ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : - خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة فقال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي قيل لزيد بن أرقم ومن أهل بيته ؟؟ قال :- الذين حرموا الصدقة ، آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل عباس . قيل لزيد : أكل هؤلاء أهل بيته .؟؟ قال نعم ( أخرجه مسلم في الصحيح والإمام أحمد في المسند والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وهو حديث صحيح ) 1- قال تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ( سورة الشورى آية 23 ) قال ابن عباس : لم يكن بطن من قريش إلا وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينهم قرابه فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوا . قال : يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فأحفظوا قرابتي منكم ، لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم . ( كتاب الحسن والحسين د / محمد رضا ) 2- وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي لما شكى اليه العباس أن بعض قريش يجفون بني هاشم ( أخرجه مسلم والترمزي والإمام أحمد في مسنده وقيل حديث حسن صحيح ) والقصة هي حدثنا قتيبة أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغضباً وأنا عنده قال ما أغضبك ؟ فقال يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مبعثرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحمر وجهه ثم قال : ( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله) (سنن الترمذي) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله إصطفى قريشاً من بني كنانة وإصطفى بني هاشم من قريش وإصطفاني من بني هاشم ) (أخرجه مسلم والترمزي والإمام أحمد في مسنده وقيل حديث حسن صحيح) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامه إلا سببي ونسبي وأن رحمي موصوله في الدنيا والآخرة ( كتاب الشجرة الزكية في الأنساب / الأستاذ / يوسف بن عبدالله جمل الليل ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فتزوجت أم كلثوم بنت على بن أبي طالب لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ وأحببت أن يكون بيني وبينه سبب ونسب وروي أن أبو بكر رضي الله عنه قال : ( والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ) ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني ) وفي الحديث الصحيح : ( إني تارك فيكم الثقلين في كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حى يردا على الحوض . ) وزاد الإمام أحمد والنسائي والترمذي ( فإنظروا كيف تخلفوني فيهما ) ( أخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود في سننه والنسائي والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ومالك في الموطأ . ) وفي الحديث الصحيح : ( اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته ) وفي الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أصطنع لأحد من ولد عبدالمطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غداً يوم القيامه إذا لقاني ) أخرجه الطبراني مرفوعا . وفي الحديث الذي أخرجه الدليمي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي وأصحابي ) هل تحل صدقة الفرض على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن ابنه الحسن لما تناول تمرة من تمر الصدقة قال له : ( كخ كخ أما علمت أنا آل بيت لا تحل لنا الصدقة ! ) ( أخرجه البخاري في صحيحه والدرامي في المسند والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ومالك في الموطأ . ) كما قال صلى الله عليه وسلم ( أن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) ( أخرجه الدرامي في المسند والنسائي ومالك في الموطأ . ) وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقاها " ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني ) يعني يرمي بها من يده . وصدقة الفرض تحرم عليه صلى الله عليه وآله وسلم كما تحرم على آل بيته . وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس " ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني ) وفي هذا تنزيه لآل البيت وإعلاء لمكانتهم والتنويه بطهارتهم . 1- وكانوا يأخذون نصيبهم الخمس من الغنائم حيث قال تعالى : " وأعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " ( سورة الانفال آية 41 ) وقد منع عليه الصلاة والسلام الفضل بن عباس عندما سأله أن يستعمله على الصدقات فقال صلى الله عليه وآله وسلم " معاذ الله أن أستعملك على غسالة ذنوب الناس " وفي رواية أوساخ الناس وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه محباً لعلي وولديه الحسن والحسين رضي الله عنهما لقرابتهم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد فرض لكل منهما خمسة آلاف وولده عبدالله ألف ، فلما راجعه ولده قال له : ويحك يا عبد الله ، هل لك جد كجدهما أو جدة كجدتهما أو أم كأمهما أو أب كأبيهما .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() نسبُ آلِ بيتِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم: الأَهْل "الآل" لغة: أَهل الرجل وأَهْلُ الدار، قال ابن سيده: أَهْل الرجل عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه والجمع أَهْلون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات. وأَهل الرجل أَخَصُّ الناس به. وآلُ الرجل: أَهْلُه، وآل الله وآل رسوله: أَولياؤه؛ أَصلها أَهل ثم أُبدلت الهاء همزة، فصارت في التقدير: "أَأْل"، فلما توالت الهمزتان أَبدلوا الثانية أَلفًا، كما قالوا: آدم وآخر، وفي الفعل آمَنَ وآزَرَ، ولا تستخدم "آل" مكان أهل على الإطلاق؛ بل كانوا يخصون بالآل الأشرف الأَخصَّ دون الشائع الأَعم حتى لا يقال إِلا في نحو قولهم: القُرَّاء آلُ الله، وقولهم: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، و: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ} [غافر: 28]. من هم آل البيت؟ اختلف أهل العلم في تحديد من هم آل البيت؟: قال عطاء، وعكرمة، وابن عباس: هم زوجاته صَلَّى الله عليه وسلم خاصة، لا رجل معهن، وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صَلَّى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 34]. وذهبت فرقة منهم أبو سعيد الخدري، وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة والزمخشري والكلبي أنهم: علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة. وذهب فريق منهم الفخر الرازي والقسطلاني وآخرون إلى أنهم: أولاده، وأزواجه صَلَّى الله عليه وسلم، والحسن والحسين، وعلي منهم؛ لمعاشرته فاطمة وملازمته النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم. وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم: مَن تَحْرُمُ عليهم الصدقة، وهم: آل عليٍّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس، وهو الراجح. قال السيوطي: هؤلاء هم الأشراف حقيقة في سائر الأعصار وهو ما عليه الجمهور، وهو معنى رواية مسلم، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أما بعد... أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك بينكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به"، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" قالها ثلاثًا، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس رضي الله عنهم. والشيعة يخصون آل بيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم بعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين رضي الله عنهم، لكن رواية زيد السابقة تدل على أن آله من حُرِم الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله. وآل بيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يجب حبهم أخرج ابن سعد: "قال رسول صَلَّى الله عليه وسلم: "استوصوا بأهل بيتي خيرًا، فإني أخاصمكم عنهم غدًا، ومن أكن خصمه: خصمه الله"، ونقل القرطبي، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]. قال: رضا محمدٍ صَلَّى الله عليه وسلم ألاّ يدخل أحد من أهل بيته النار. وأخرج البخاري، عن ابن عمر قال آبو بكر: خطب النبي فقال: "أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاثًا. وروى الإمام أحمد أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إن الله سائلكم كيف خلفتموني في كتاب الله وأهل بيتي؟". وروى الحاكم والترمذي، وصححه على شرط الشيخين، قال صَلَّى الله عليه وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي بحبي"، وهناك آثار كثيرة تدل على وجوب حب آل بيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وكثير من الآثار أيضًا تدل على تحريم بغض آل البيت منها: ما أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله". وروى أحمد مرفوعًا: "من أبغض أهل البيت فهو منافق". وروى أبو الشيخ: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي". وروى الحاكم وصحته على شرط الشيخين، قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار". وقد بلغ من عظيم أدب السلف الصالح أنهم كانوا لا يقرءون في الصلاة بسورة "المسد" حفاظًا على قلب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ونفسه، مع أنها قرآن منزل. والله أعلم. ولهذا، كان الدافع إلى معرفة نسب آل بيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم عظيمًا؛ لوجوب حبهم وموالاتهم، فأتت من ذلك أهمية معرفتهم. آل بيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم: كان لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الولد: القاسم، وبه كان يكنى، وقد وُلِدَ له قبل أن يُبْعَثَ صَلَّى الله عليه وسلم. وعبدُ الله، وهو الطيّب وهو الطّاهر؛ سُمّي بذلك لأنّهُ ولد في الإسلام. وَزَيْنَبُ. وأُمّ كلثوم. ورُقَيّةُ. وفاطمةُ. وأُمّهم كلهم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ، وهي أوّل امرأة تَزَوّجها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. وإبراهيم ابن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ وأمّه ماريةُ القبطيّة، بَعَثَ بها إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المقوقسُ صاحب الإسكندريّة. وروى أبو صالح، عن ابن عبّاس أنه قال: كان أكبرُ ولد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، القاسمَ، ثمّ زينب، ثمّ عبد الله، ثمّ أُمّ كلثوم، ثمّ فاطمة، ثمّ رُقيّة. أما القاسم فمات وهو أوّل ميّت من ولده صَلَّى الله عليه وسلم بمكّة، ثمّ مات عبد الله فقال العاص بن وائل: لقد انقطع نسلهُ فهو أبْتَرُ، فأنزل الله تبارك وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]، ثمّ ولدت له ماريةُ بالمدينة إبراهيمَ في ذي الحجّة سنةَ ثمانٍ من الهجرة، فمات وهو ابن ثمَانيةَ عشر شهرًا. أما بناته صَلَّى الله عليه وسلم؛ فليس لزينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولا لرُقَيَّة، ولا لأم كلثوم عقب رحمة الله وبركاته عليهن، وإنما العقب لفاطمةَ عليها السلام؛ فقد انقطع نسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلا منها، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارًا، وأما البنات؛ فإن رقية رضي الله عنها ولدت عبد الله بن عثمان فَتُوفي صغيرًا، وأما أم كلثوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت عليًا ومات صبيًا، وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل، وقال الزبير: انقرض عقب زينب. وهاك خبرهن على التفصيل: أولًا: السيدة زينب رضي الله عنها: قال الزُّبَيْرّ في كتاب "النَّسَبِ": كانت زينب تحت أبي العاص، فولدت له أمامة، وعليًا. أما علي فقد روى الزُّبَيْرُ، عن عمر بن أبي بكر الموصلي قال: توفي علي بن أبي العاص وقد ناهز الحلم، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم أردفه على راحلته يوم الفَتْح"، وقال ابْنُ مَنْدَه: توفي وهو غلام في حياةِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقال ابن عساكر: ذكر بَعْضُ أهل العلم بالنسب أنه قُتِل يوم اليرموك. وأما أمامة فلما كبرت تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد موت فاطمة عليها السلام وكانت فاطمة أوْصّت عليًا أن يتزوجها، فزوجها له الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير، فلما قتل عليّ فآمَتْ منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية: أَشَابَ ذَوَائِبي وَأَذَلَّ رُكْنِي أُمَامَةُ حِينَ فَارَقتِ القَرِينَا تُطِيفُ بِهِ لِحَاجَتِهَا إِلَيهِ فَلَمَّا اسْتَيْأَسَتْ رَفَعَتْ رَنِينَا وكان عليّ قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنى، وهلكت عند المغيرة، وقد قيل: إنها لم تلد لعليّ ولا للمغيرة كذلك. ثانيًا: السيدة رقية رضي الله عنها: قال مصعب وغيره من أهل النّسب: كانت رُقَيَّة تحت عُتْبَة بن أبي لَهَب، وكانت أُختها أمّ كلثوم تحت عُتَيْبَة بن أبي لهب، فلما نزلت: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] قال لهما أبوهما أبو لهب، وأُمهما حَمّالة الحطب: فارقَا ابنتي محمد، وقال أبو لهب: رأسي مِنْ رأسيكما حرام إنْ لم تفارِقَا ابنتي محمد، ففارَقاهُما، قال ابن شهاب: فتزوّجَ عثمان بن عفان رُقَيَّة بمكّة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا، وكانت في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطًا، ثمّ ولدت له بعد ذلك ابنًا فسمّاه عبد الله، فكان يُكْنَى به، وقال مُصعب: كان عثمان يُكْنَى في الجاهليّة أبا عبد الله، فلما كان الإسلام ووُلد له من رُقَيَّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم غلامٌ سَمَّاه عبد الله، واكتنى به، فبلغ الغلام ستّ سنين، وقيل: سنتين، فنقر عينه ديك فتوَرَّم وَجْهُه، ومرض ومات، وقال غيره: تُوفّي عبد الله بن عثمان من رُقَية بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وهو ابْنُ ستّ سنين، وصلَّى عليه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونزل في حُفْرَته أبوه عثمان رضي الله عنهما، ولم تلد له شيئًا بعد ذلك، وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال ابن عبد البر: وقال قتادة: تزوَّجَ عثمان رُقَيَّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَتُوفّيت عنده ولم تَلِدْ منه؛ وهذا غَلَطٌ من قتادة ولَم يَقُلْه غيره. ثالثًا: السيدة أم كلثوم رضي الله عنها: سبق قولنا: إن رُقَيَّة كانت تحت عُتْبَة بن أبي لَهَب، وإن أُختها أمّ كلثوم كانت تحت عُتَيْبَة بن أبي لهب فطلقاهما، فزوَّج رسول الله رقية لعثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فلما توفيت رقية زوَّجه أم كلثوم رضي الله عنهم(*)، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة، ولم تلد منه ولدًا، ثم توفيت سنة تسع. رابعًا: السيدة فاطمة رضي الله عنها: ونسوق عقبها في عقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأن عقبها منه وحده، وعقبه منها ومن غيرها رضي الله عن الجميع. نسب آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: المعقبون من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهم خمسة: الحسن، والحسين؛ وأمهما فاطمة بنت رسول الله، ومحمد؛ وأمه خولة بنت قيس الحنفية، والعباس المشهور بالسقاء؛ وأمه أم البنين بنت حزام العامرية، وعمر الأطرف؛ وأمه الصهباء التغلبية. أولًا: عقب الحسن بن علي رضي الله عنه: وُلد للحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: زيد من أم ولد، والحسن بن الحسن من أم ولد، والقاسم، وأبو بكر، وعبد الله، لا عقب لهم، قتلوا مع عمهم الإمام الحسين بن علي عليه السلام بالطف، وعمرو بن الحسن، وعبد الرحمن بن الحسن، والحسين، ومحمد، ويعقوب، وإسماعيل بنو الحسن. فهؤلاء هم الذكور من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. ولم يعقب من ولد الحسن بن علي سوى رجلين هما: الحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن، وسائر ولد الحسن بن علي لا عقب لهم. فولد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: محمدًا، وبه كان يكنى، وعبد الله أعقب، وحسنًا، وإبراهيم، وجعفر، وداود وهذه الخمسة قد أعقبوا، ولم يعقب محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ولدا ذكرا. فولد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: محمدًا؛ وهو الذي قُتل بمدينة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وإبراهيم المقتول بالبصرة، قتلا في الحرب أيام الخليفة أبي جعفر المنصور سنة خمس وأربعين ومائة. وموسى بن عبد الله. ويحيى بن عبد الله؛ وهو الذي كان بالديلم، ونزل بالأمان على يد الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك، ثم حبسه الخليفة هارون الرشيد، ومات في حبسه، ويقال إنه قتل عند سندى بن شاهك. وسليمان الذي قتل في وقعة فخ. وإدريس الأصغر الذي صار إلى بلاد المغرب، وبه عقبه وعقب أخيه سليمان. فولد محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المقتول بالمدينة: عبد الله الأشتر؛ وهو المعقب من ولده، قتل بكابل. وعليًا أخذ بمصر، وحبس في سجن المهدي حتى مات. والحسين بن محمد قتل بفخ. وطاهر. وإبراهيم ابنا محمد، لا عقب لهما. وولد إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي وهو المقتول بالبصرة: |
![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة حسن الخليفه احمد ; 01-03-2013 الساعة 02:19 PM. ![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() مكانة أهل البيت عند الله تعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى فضل، وعظم أهل بيته، تعظيما وتكريما لرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأكد على وجوب مودتهم ومحبتهم، والإحسان إليهم، وتعظيمهم في قوله تعالى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. كما أن من تعظيم وتشريف آل البيت ذكرهم خمس مرات في اليوم والليلة، وذلك في التشهد الأخير من كل صلاة مكتوبة، وهذا الربط جاء في الصلاة الإبراهيمية التي هذا نصها: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
يقول القائل في طيبهم وفضلهم: * طِبْتَ بَيْتًا وَطَابَ أَهْلُكَ أَهْلاً ** أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ وَالإِسْلاَمِ * * رَحْمَةُ اللهِ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُم ** كُلَّمَا قَامَ قَائِمٌ بِسَلاَمِ * قال الشافعي رحمه الله في محبتهم والصلاة عليهم: * يَاآلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ ** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلَهُ * * يَكْفِيكُمُ مِنْ عَظِيمِ الْقَدْرِ أَنَّكُمُ ** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ * وقال آخر: * فَلاَ تَعْدِلْ بِأَهْلِ الْبَيْتِ خَلْقًا ** فَأَهْلُ الْبَيْتِ هُمْ أَهْلُ السِّيَادَهْ * * فَبُغْضُهُمُ مِنَ الإِنْسَانِ خُسْرٌ ** حَقِيقِيٌّ وَحُبُّهُمُ عِبَادَهْ والصادق في حب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو من تظهر عليه علامة ذلك من خلال حبه لآل بيته. وأهل البيت هم المختصون بالطهارة الحقة، فهم الذين اختصهم الله بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا ورثة علمه والداعين إليه، وأظهرهم ليظهر لك عجائب قدرته، وأكرمهم بمختلف الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من إطاعة هوى أنفسهم حتى صارت كل أفكارهم مستقلة به سبحانه وتعالى، وعلاقاتهم معه لا مع غيره. وهذا ما نستفيد منه عظمة مكانة من ينتسب للبيت النبوي الشريف، وما يلزمنا بالتعليق على هذه الآية الكريمة: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، وهذا الحديث النبوي الشريف بما قاله أئمة علماء التفسير، وعلماء الحديث عنهما: قال الإمام محمد بن جرير الطبري، والإمام إسماعيل بن كثير، بعد أن ذكر هذا الأخير عدة تفاسير لهذه المودة المطلوبة نكتفي منها بما يلي من قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تودوني في نفسي لقرابتي، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم". ولا يخفى علينا أن مودته وحفظ قرابته صلى الله عليه وسلم يتمثل في مودة هذه القرابة، وحفظ مكانتها منه عليه الصلاة والسلام. ما حكاه الإمام البخاري عن سعيد بن جبير أنه قال: "معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، وأن تحسنوا إليهم وتبروهم". وروى السدي تفسيرا ثالثا مثله عن الإمام زين العابدين (علي) بن الحسين السبط، لما جيء به أسيرا إلى دمشق. ورواه الطبراني، ومحمد بن جرير الطبري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وهذه الآية أخص من الآية: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). لأن آية الأحزاب أشركت مع ذوي القربى الزوجات، وألحق النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته سلمان الفارسي، ومواليه. وللعلماء في تفاصيل ذلك تفاسير، وكلام ليس هذا محل ذكره، إلا أننا نأخذ منها عظم مكانة المنتمين لريحانتيه صلى الله عليه وسلم، ومن يليهم في السلم النسبي، ممن حرموا الصدقة مما يفرض علينا شرعا العمل بمقتضى ذلك. فالله سبحانه وتعالى، فضل واصطفى وطهر وزكى، وأكرم آل بيته صلى الله عليه وسلم. وإليكم بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في عظمة شأن أهل البيت النبوي الشريف في الإسلام، وتعريفهم: روى الإمام مسلم في صحيحه، من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خُمًّا،بين مكة والمدينة،فحمد الله وأثنى عليه،ووعظ، وذكر،ثم قال:« أما بعد:ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي»، قال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة من بعده، قال ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم». ولهذا الحديث روايات أخرى، وطرق مختلفة، كلها صحيحة، ومن جملة الأئمة الذين رووه مع مسلم: أحمد بن حنبل، والنسائي، وغيرهم... وقد علق النووي عليه في شرحه لمسلم « المنهاج » بما حرفيته: « قوله صلى الله عليه وسلم: وأنا تارك فيكم ثقلين، فذكر كتاب الله وأهل بيته، قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما، وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما» الخ. قلت: هذا الحديث أصل رفيع، ومدرك قوي في التعريف بأهل البيت، وعظمة شأنهم، وحقهم في المحبة والإكرام، والمودة؛ وقد بين فضائلهم حيث لم يبق شك لدى من ينشد الحق، ويبحث عن الحقيقة في علو مكانتهم في الإسلام، الثابتة في الكتاب والسنة، وحقهم في التعظيم. وحسبنا أنه صلى الله عليه وسلم عطفهما في هذا الحديث على كتاب الله تعالى تعظيما لحقهم، وتبيانا لخطورة شأنهم عند الله تعالى، وعنده عليه الصلاة والسلام. ألا ترى أنهم اشتركوا معه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة. وهذا ما يدفعنا نحو التعرف على أقرب أهل بيته منه، من قرابته صلى الله عليه وسلم، فماذا عن ذلك؟ لا شك أن أقرب أهل بيته الشريف إليه هم: الزهراء، وعلي، وأسباطهما،: الحسن والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، فماذا عن الآثار التي وردت في أهل البيت عامة، وفي فضل علي وفاطمة، والحسنين خاصة؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أهل البيت عامة، وتخصيص بني فاطمة، وأبويهما رضي الله عنهم بذلك:
روى ابن مردويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، والترمذي وحسنه، والإمام أحمد، والطبراني، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء أربعين صباحا إلى باب فاطمة يقول: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله، (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). وذكر علماء التفسير، وأسباب النزول في سبب نزول آية الأحزاب: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) عدة أحاديث وردت كلها من طرق صحيحة جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ومعه علي، وفاطمة، والحسن والحسين، قد أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذ، ثم لف عليهم كساءه، ثم تلا هذه الآية، وقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا". وله روايات أخرى، أضربنا صفحا عن ذكرها خشية التطويل. وروى الطبراني وابن أبي حاتم، وابن مردويه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن آية: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، لما نزلت قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين نزلت فيهم الآية؟ قال: "علي وفاطمة وابناهما". وقد أكد صلى الله عليه وسلم على مراعاة حقوق أهل بيته الشريف في بعض روايات حديث غدير خم الذي مر بنا آنفا بعض رواياته التي رواها مسلم، والتي جاء في بعضها زيادة: "أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"، قالها ثلاثا، تأكيدا على الأمر!!، وروى هذه الزيادة الإمام أحمد بن حنبل. والحديث يحمل التصريح بالوجوب...الخ. وهذا الحديث رواه القاضي عياض في الشفاء باللفظ: « إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما»، وله روايات أخرى غير ما ذكرناه هنا. وفي مضمار وجوب محبة أهل البيت قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، المتفق عليه: «إن فاطمة بضعة مني ما ساءها ساءني وما سرها سرني». ومما قيل فيه وفي آل بيته صلى الله عليه وسلم قول الشاعر: * أُحِبُّ النَّبِيَّ الْمُصْطَفَى وَابْنَ عَمِّهِ ** عَلِيًّا وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَةَ الزَّهْرَا * * هُمُ أَهْلُ بَيْتٍ أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنْهُمُ ** وَأَطْلَعَهُمْ أُفْقَ الْهُدَى أَنْجُمًا زُهْرَا * * مُوَالاَتُهُمْ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ** وَحُبُّهُمُ أسنى الذَّخَائِرِ لِلأُخْرَى * * وَمَا أَنَا لِلصَّحْبِ الْكِرَامِ بِمُبْغِضٍ ** فَإِنِّي أَرَى الْبَغْضَاءَ فِي حَقِّهِمْ كُفْرَا * * هُمُ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ** وَهُمْ نَصَرُوا دِينَ الْهُدَى بِالظُّبَا نَصْرَا * * عَلَيْهِمْ سَلاَمُ اللهِ مَا دَامَ ذِكْرُهُمْ ** لَدَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَأَكْرِمْ بِهِ ذِكْرَا * وقول الآخر: * هُمُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى لِمُعْتَصِمٍ بِهَا ** مَنَاقِبُهُمْ جَاءَتْ بِوَحْيٍ وَإِنْزَالِ * * مَنَاقِبُ فيِ الشُّورَى وَفيِ هَلْ أَتَى أَتَتْ ** وَفِي سُورَةِ الأَحْزَابِ يَعْرِفُهَا التَّالِي * * وَهُمْ آلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى فَوِدَادُهُمْ ** عَلَى النَّاسِ مَفْرُوضٌ بِحُكْمٍ وَإِسْجَالِ * في صحيحه، والبيهقي مرفوعا انه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، وأهلي أحب إليه من أهله، وذاتي أحب إليه من ذاته". وكما أخرج البيهقي، وأبو الشيخ، وابن حبان في صحيحه عن علي كرم الله وجهه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى استوى على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي". ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه: ’’صلة قرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحب إلي من صلة قرابتي‘‘. "وأحبوا أهل بيتي لحبي". قال بعض العلماء: "أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم. وقد يكون أمرا بحبهم، لأن محبتهم لهم تصديق لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم". (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23). وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه ساووه – كما يقول الفخر الرازي في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد... وفي السلام يقال في التشهد: السلام عليك أيها النبي. وقال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ) الصافات (130). وفي الطهارة قال تعالى: (طه) سورة طه: (1) – أي يا طاهر. وقال تعالى (... فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران (31). وقال تعالى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. وحب آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وودهم والولاء لهم، وتعظيمهم واحترامهم وتكريمهم، ورد به الأمر الإلهي في القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة وإجماع السلف والخلف من الأمة. وعلى هذا فأدلة الشريعة الأربعة: من الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة وإجماع السلف والخلف من الأمة والقياس قاضية على المسلمين بود آل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يقول تعالى: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). أخرج الإمام أحمد في مسنده، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهما عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض". وقد حث رسول الله على حفظ أهل بيته، وفي ذلك يحدثنا أبو بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال فيما أخرجه البخاري في صحيحه. "يا أيها الناس... ارقبوا محمدا في أهل بيته" أي احفظوه. ويحدثنا الإمام علي كرم الله وجهه فيقول فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفاطمة الزهراء عليها السلام: "إني وإياك وهذين – يعني حسنا وحسينا – وهذا الراقد – يعني عليا – في مكان واحد يوم القيامة". وفيما أخرجه الطبراني عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أول من يرد على الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي". وروى الطبراني في الصغير عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "يا بني هاشم... إني قد سألت الله عزّوجلّ أن يجعلكم نجداء، رحماء، وسألته إن يهدي ضالكم، ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم". وروى الحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "وعدني ربي في أهل بيتي" (من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ألا يعذبهم). وروى أحمد والحاكم والبيهقي، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول على المنبر: "ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لا تنفع قومه يوم القيامة.بلى والله... إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض" – أي ذخراً لكم. |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() نبذة موجزة عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن:
1- خديجة بنت خويلد أول زواج لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان خديجة بنت خويلد. يقول ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا ; فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها، من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم; فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي . رجعت قافلة التجارة من الشام، وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل، وأخبر الغلام ميسرة خديجة عن أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدقة وأمانته، فأعجبها وحكت لصديقتها نفيسة بنت مُنْية، فطمأنتها نفيسة واعتزمت أن تخبر محمدا برغبة خديجة في الزواج منه. لم تمض إلا فترة قصيرة حتى تلقى محمد صلى الله عليه وسلم، دعوة خديجة للزواج منه فسارع إليها ملبيا. وفي صحبته عماه أبو طالب وحمزة، أبنا عبد المطلب. وقد أثنى عليه عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ، وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة. و تم الزواج وكان سنها آنذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين، فكانت بمثابة الأم الحنون والزوجة المخلصة. وهي أول امرأة تزوجها ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت وكل أولاده منها سوى إبراهيم. ومات البنون كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته . فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 2- عائشة بنت أبي بكر أسلمت في بداية دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام، وكان عمرها آن ذاك ست سنوات، وخطبها محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، وبنى بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنوات، وهو أصح الأقوال عن عمرها، فقد أسلمت وعندها ست سنوات في أول البعثة، فيكون عمرها حين هاجرت للمدينة تسع سنوات، ولم يتزوج محمد صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 3- سودة بنت زمعة تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، زوجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. قال ابن هشام ابن إسحاق يخالف هذا الحديث، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت، وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 4-زينب بنت جحش تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى الرسول، ويروى أن الآية القرآنية نزلت فيها(... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)الأحزاب (37). فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 5- أم سلمة تزوج محمد صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها، وأصدقها فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، ومجشة، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمه عبد الله، فولدت له سلمة، وزينب، ورقية. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 6- حفصة بنت عمر بن الخطاب
تزوج محمد صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، زوجه إياها أبوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأصدقها أربعمائة درهم، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 7- أم حبيبة تزوج محمد صلى الله عليه وسلم أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة، وأصدقها النجاشي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، وهو الذي كان خطبها على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 8- جويرية بنت الحارث هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي، وقد قُتلَ في يوم المريسيع، ثُم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي، ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه. وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وقع في السنة الخامسة للهجرة، وكان عَمرها إذ ذاك عشرين سنة، ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين لأسراهم من قومها. توفِيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها (65) سنة. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 9- صفية بنت حيي وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب، سباها من خيبر، فاصطفاها لنفسه، وأولم الرسول وليمة، ما فيها شحم ولا لحم، كان سَوِيقاً وتمراً، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 10- ميمونة بنت الحارث تزوج محمد صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال إنها التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها نزلت الآية القرآنية (...وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ...)الأحزاب (50). ويقال إن التي وهبت نفسها للنبي زينب بنت جحش، ويقال أم شريك، غزية بنت جابر بن وهب من بني منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، ويقال بل هي امرأة من بني سامة بن لؤي، فأرجأها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. 11- زينب بنت خزيمة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زينب بنت خزيمة يخطبها إلى نفسه، وما أن يصل الخبر إلى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد، امتلأت نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها، فهي ستكون إحدى زوجاته، عليه أفضل الصلاة والسلام، فما كان منها إلا أن أرسلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: (أني جعلت أمر نفسي إليك)، وتزوجها الرسول الكريم في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، ولم تمكث عنده إلا أشهراً وتوفيت رضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.. 12- مارية القبطية هي مارية بنت شمعون القبطية، أي المصرية، زوجة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اعتنقت الإسلام فور وصولها للمدينة المنورة و ذلك لما رأته من أخلاق المسلمين في طريقها إلى المدينة، وفي المدينة فعرفت أنه دين الحق، أنجبت للرسول ثالث أبنائه الذكور إبراهيم والذي توفي وهو طفل صغير. و هي من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أهداها للرسول صلى الله عليه وسلم الملك المقوقس الروماني حاكم مصر سنة 7 هجرية ومعها أختها سيرين بنت شمعون (التي أهداها لشاعره حسان بن ثابت والتي أنجبت له ولده عبد الرحمن بن حسان)، وألف مثقال ذهباً، وعشرين ثوباً، وبغلته دلدل، وشيخ كبير يسمى مابور. كان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثة لحامل رسالة الرسول إليه، ولكن كما يبدو من تاريخ قيرس، المعروف لدى العرب بالمقوقس، مع المصريين بأن أبوها، كان مناوئا للسلطة الدينية للمقوقس. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين. |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() لمحة عن فضائل عائلة الإمام علي العظمى: علي، وفاطمة، والحسنين رضوان الله عليهم:
1- الإمام علي كرم الله وجهه: روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي». كما روي أنه صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر قال: «لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه» وكان علي رضي الله أرمد، فبصق في عينه الرمداء فشفيت حينا، وسلمه الراية، وتم الفتح على يديه! وفي حديث الترمذي الحسن الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «أنت مني وأنا منك»، وأحاديث فضائل علي كرم الله وجهه لا تسمح الظروف بتقصيها، وقد ذكر البخاري سبعة أحاديث في فضائله، بسط ابن حجر الكلام عليها، وفصل شروحها تفصيلا، شافيا، كافيا، فليراجعها من شاء ذلك في فتح الباري، وغيره من كتب السنن الخ. وقال الإمام أحمد، والنسائي، وأبو يعلى النيسابوري، وإسماعيل القاضي: «لم يرد في حق الصحابة بالأسانيد الجيدة أكثر مما جاء في علي كرم الله وجهه». وحسبما ورد في ذلك أن الآية الكريمة: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران(61). لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، فقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي"، متفق عليه. وأخرج الإمام أحمد والطبراني في الكبير، عن علي عليه السلام يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن قلت: يا رسول الله... أتبعثني وأنا شاب وهم كهول، ولا علم لي بالقضاء؟ قال: "إنطلق فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك": قال علي: فوالله ما تعبت في شيء بعد... 2- فاطمة الزهراء رضي الله عنها: سبق أن ذكرنا طرفا من الحديث الطويل، المتفق عليه: "إن فاطمة بَضعة مني" الخ.كان سبب وروده أن عليا كرم الله وجهه خطب بنتا لأبي جهل، ولما استشير رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك،قال"لا آذن ثم لا آذن.." الخ. وروى الشيخان أيضا، والإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها:"... أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين"... الخ. وروى أحمد وابن حبان من حديث أبي هريرة، والترمذي من حديث أنس، من طرق صحيحة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة" رضي الله عنهن. وعند الإمام أحمد من طريق أخرى، والحاكم، والهيثمي في مجمع الزوائد، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون! " وأخرج الطبراني في الكبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام. "إن الله عزوجل غير معذبك ولا ولدك". |
![]() |
![]() |
![]() |
#11 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 3- الحسن والحسين:
ومما رواه مسلم والبخاري في صحيحهما، وأحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه في فضائل الحسن السبط رضي الله عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأَحِبَّ من يحبه". وما من شك يعترينا في أن من أحب شخصا سوف يحب ابنه، وحفيده، إلى ما لا نهاية، إذا كانت هذه المحبة لله، وفيه! وهذا ما يدفع المؤمنين نحو محبة المنتمين لأهل البيت النبوي الشريف، ابتغاء نيل هذه المحبة، التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أحب ريحانتيه، وما انحدر من أعقابهما، وهو مجاب الدعوة قطعا، فليفهم المسلمون ذلك، وليتسابقوا في محبة أهل بيته صلى الله عليه وسلم. وأخرج الحاكم وصححه عن يحيى العامري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسين مني وأنا من حسين اللهم أحب حسينا ومن أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط! " وروى ابن حبان، وابن سعد، وأبو يعلى الموصلي، وابن عساكر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة" وفي رواية "سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي". وفي الحسنين معا، مما رواه مسلم، والترمذي، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين". وأخرج الترمذي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين على وركيه فقال: "هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فَأَحِبَّ من يحبهما". وهكذا ذكر البخاري فيهما ثمانية أحاديث، وكأنه جمعهما في باب واحد، لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب؛ وقد اختلفت الروايات في ذكر اسم أحدهما دون الآخر؛ مما جعلني أعمد إلى غير البخاري، من أئمة أهل الحديث، لإثبات بعض الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحسين سعيا مني حول الشمولية الموجزة، وبالله التوفيق، وعليه قصد السبيل ه. وحدثنا نصر بن علي الجهضمي بسنده عن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه وعليه السلام- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ بيد حسن وحسين عليهم السلام وقال: "من أحبني، وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة". وأخرج سفيان بن وكيع وعبد بن حميد قالا: أخبرنا خالد بن مخلد بسنده عن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه يا رسول الله؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: "هذان إبناي وإبنا إبنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما". وأخرج الحسين بن حريث بسنده: سمعت أبا بريده يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: "صدق الله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة): "الأنفال: 28 – نظرت إلى هذين الصبيين... يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما". وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب إذ جاء الحسن – رضي الله عنه – قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إبني هذا سيد، ولعل الله يصلح به فئتين من المسلمين": قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال المهلب: الحديث دال على أن السيادة لا يستحقها إلا من ينتفع به الناس لكونه علق السيادة بالإصلاح. يقول الأديب المحب لهذه العترة الطاهرة: * وَمَهْمَا أُلاَمُ عَلَى حُبِّهِمْ ** فَإِنِّي أُحِبُّ بَنِي فَاطِمَهْ ** * بَنِي بِنْتِ مَنْ جَاءَ بِالْمُحْكَمَا ** تِ وَالدِّينِ وَالسُّنَّةِ الْقَائِمَهْ ** |
![]() |
![]() |
![]() |
#12 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 4- قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عموما:
لقد ورد في الذكر الحكيم الحديث عن محيط رسول الله صلى الله عليه وسلم العائلي، فنزلت في ذلك آية الأحزاب الآنفة الذكر: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). التي اشترك فيها نساؤه مع بعض قرابته صلى الله عليه وسلم، وقد خصص عليه الصلاة والسلام منها فاطمة والحسنين وعليا رضوان الله عليهم في الأحاديث التي مر بنا بعضها، وألحق بهم سلمان الفارسي في حديث آخر: "سلمان منا أهل البيت" كما ألحق بهم مواليه صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن ما ينطبق على فاطمة رضي الله عنها ينطبق على أخواتها رضوان الله عليهن، وما انطبق على علي كرم الله وجهه منطبق على حمزة، وجعفر، وعقيل، وعباس رضي الله عنهم؛ وقد ورد في ذلك حديث زيد بن أرقم الآنف الذكر، وقد رأينا أن آية الشورى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. كانت أخص في قرابته صلى الله عليه وسلم من آية سورة الأحزاب، التي كانت أعم في محيطه الاجتماعي، وكان حديث أنس، وأبي سعيد، وابن عباس أخص في أسرة الزهراء رضي الله عنها. ومما جعل العلماء يتحدثون عن الجميع في عنوانين منفصلين من جانب، ومتصلين من جانب آخر؛ وقد يدق الفرق بينهما بديهية قبل إعادة النظر في المسألة، وفي شمولية إشراكه صلى الله عليه وسلم لآله معه في الصلاة الإبراهيمية:"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... ". وتبيينا لعظمة قرابته صلى الله عليه وسلم، و مكانتهم عند الله تعالى، وعند رسوله العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام، وإطلاعا للمؤمنين على ذلك ليكونوا على علم من حقوقهم عليهم: أفرد الإمام البخاري بابا في صحيحه لمناقب أهل البيت النبوي الشريف، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني مبينا لما يقصده البخاري رحمه الله بقوله: باب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما نصه: يريد بذلك من ينتسب إلى جده الأقرب، وهو عبد المطلب، ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ومن آمن به، ورآه من ذكر، وأنثى، وهم: علي، وأولاده الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم. قلت: ويستدرك عليه إهماله لزينب الكبرى شقيقة الحسنين وزوجة عبد الله بن جعفر، أم الزينبيين، ويضاف إليهم رضوان الله عليهم: عباس وآله، وجعفر وآله، وعقيل وآله، وسائر من آمن من المطلبيين على أرجح الأقوال فيمن حرموا الصدقة، ففي الجميع نزلت الآية الكريمة، التي رأيناها آنفا، وورد فيهم حديث زيد بن أرقم الذي سبق المررو به، وورد فيهم كذلك ما رواه العلامة محمد حبيب الله بن ما يابا الجكني، الشنقيطي في كتابه: «زاد المسلم، فيما اتفق عليه البخاري ومسلم» وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله". ومنها ما أخرجه أصحاب الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، وغيرهم في هذا المضمار مما هو أكثر شمولا، في الحديث الآتي: "لا يؤمن أحدكم حتى تكون ذاتي أحب إليه من ذاته، ونفسي أحب إليه من نفسه، و عترتي أحب إليه من عترته". وقال في عموم قرابته صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي" . وروى البخاري من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ياأيها الناس أرقبوا محمدا في أهله"! ومن علماء الحديث من يوقف هذا الحديث على أبي بكر؛ إلا أن الأصح هو وصله من حديث الصديق رضي الله عنه، كما في الأمهات...الخ ولعل فيما رأيناه من آي الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الصحيحة، الصريحة كفاية من الدلالة، والبرهنة على عظمة مكانة أهل البيت النبوي الشريف، وقرابته جميعا ممن آمن به.إلخ وتأكيد الدين الإسلامي على وجوب محبة، ومودة، وإكرام المنتمين إليهم، وتعليق إيمان المؤمن بمحبته لهم. فآل البيت مكانتهم عالية والحمد لله، وفعلهم حميد، وقدرهم رفيع والحمد لله، ونسبهم طاهر شريف وأصلهم كريم والحمد لله. ومن الحديث عن فضائل أسلاف أهل البيت النبوي الشريف،وعن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانتهم عند الله تعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وعن فضائل خلف أهل البيت الشريف، نوجه حديثنا الآن نحو دعائم السلسلة النسبية السباعية مقتصرين على موجز عن حياة الحسن المثنى، ونجله شيخ الهاشميين في عهده عبد الله الكامل، وابنه إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة في المغرب الأقصى، وابنه إدريس الأزهر؛ ومنه إلى محمد ابنه وخليفته، ومن محمد إلى ابنه علي حيدره. وبما أن المصادر والمراجع الموجودة حالا في موريتانيا تهمل تراجم الرجال الذين أنحدروا من عقب محمد بن إدريس الثاني، والذين أعقبوا الولي عامر الهامل أبا السباع حفيدهم، وخليفتهم الروحي، فإنني سأسد هذه الثغرة بنظم للعلامة الكبير، والشاعر المفلق أحمدُ بن البشير الشنقيطي، الذي ذكر فيه سائر أجداد الولي أبي السباع بادئا بأبيه المباشر أحمد الملقب(احريز)، ومنتهيا عند الإمام على كرم الله وجهه، وقد لمح في نظمه عن بعض مآثرهم الحسنة، وفضائلهم الجمة. وسأتلو هذا النظم مباشرة بترجمة الولي عامر أبي السباع، وبعدها سوف أورد نظما آخر للعلامة الكبير والشاعر ابوه بن أحمدُ بن كاشف البوحبيني التندغي يعدد فيه آباء وأجداد العلامة عبد الودود بن عبد الوهاب، الذين يجمعونه بالولي عامر الهامل أبي السباع، جاعلا من الجميع أداة اتصال بين العلامة الصالح، والجواد المنفق الكريم الشريف محمد الأمين بن عبد الودود، بالإمام علي كرم الله وجهه، وربطا لآخر هذه السلسلة الذهبية النسبية بأولها، دون أن يقع بتر فني بسبب عدم شمولية التراجم، وبذلك اكون قد حاولت أن أعوض عن نقص الكيف بإكمال الكم، وراعيت في ذلك الترتيب التاريخي، ورمت أن يكون منطقيا، والكمال للعلي الأعلى جل جلاله. 5- موجز تراجم الحسن المثنى وأبنائه رضي الله عنه، إلى المولى محمد بن إدريس الثاني: أ- لمحة عن الحسن المثنى بن الحسن السبط، هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(شيبة). وأمه: خولة بنت منصور الفزارية |
![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ورمت أن يكون منطقيا، والكمال للعلي الأعلى جل جلاله.
5- موجز تراجم الحسن المثنى وأبنائه رضي الله عنه، إلى المولى محمد بن إدريس الثاني: فما هي الخطة التي وضعتها لإنجاز ذلك هي: أ- لمحة عن الحسن المثنى بن الحسن السبط. هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(شيبة). وأمه: خولة بنت منصور الفزارية وقد ولد حوالي سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية الشريفة، ولما ولد سماه والده الحسن السبط على نفسه، فعرف بالحسن المثنى. وتتضارب أقوال المؤرخين في تاريخ ميلاده، ووفاته، إلا أنه من المؤكد أنه ولد بعد ميلاد أخيه لأب زيد الأبلج الذي يذكرون أنه توفي سنة 120ه عن عمر يبلغ 90 سنة حسب قول الأبشيهي، صاحب نور الأبصار، وهو غير مصدر يعتمد عليه. وقال الصبان في إسعاف الراغبين: إنه عاش مائة سنة100، على أحد الأقوال، وأنه كان أسن من الحسن المثنى، وهذا في مجمله يجعلنا لا نتأكد من صحة تاريخ ميلاد هذين الإمامين، ولا تاريخ وفياتهما. والعلم عند الله تعالى. سجاياه واختصاصاته العلمية: كان رضي الله عنه عالما جليلا، ومحدثا كبيرا، ولغويا مقتدرا، وخطيبا مفوها، وفصيحا من أبرز فصحاء بني هاشم في عهده! وكان ورعا، وزاهدا، حسن الخلق، وجوادا كريما، وسيدا جليلا مهيبا، وفاضلا رئيسا من الطراز الأول، وشجاعا أبيا، ويعد من أكابر التابعين، وفضلائهم. كما كان موضع الثقة من جده الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،الذي يذكر بعض الكتب أنه ولاه على بعض الصدقات لأمانته وكفاءته، وحفظه وعلمه.... وخاض معركة كربلاء مع عمه الحسين السبط رضي الله عنهما؛ فأثخنته الجراح، فانتشله أسماء بن خارجة الفزاري، وكانت من أخواله، وحملته إلى الكوفة، وعالجته حتى شفي، وأنقذته من خطر الموت، إذ كانت مرتزقة الأمويين تريد أن تجهز عليه لما ألفوه في ميدان المعركة مثخنا بالجراح، وعاد إلى المدينة المنورة، ووقف من قضيته موقفا شجاعا، أبيا، مشرفا. عقبه الطيب المبارك: أعقب الحسن المثنى رضي الله عنه: خمسة رجال على الأرجح، هم: عبد الله المحض، وإبراهيم والحسن المثلث، وهؤلاء الثلاثة أمهم فاطمة بنت الحسين السبط ابن علي رضي الله عنهم. وداود، وجعفر، وأمهما أم ولد تدعى حبيبة. وزاد بعض المؤرخين: علي العابد، ومُحَمَّدٌ، ولم يذكر أمهما؛ إلا أنه من الأكيد أنها غير فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحسن السبط لا عقب له إلا من الحسن المثنى، وزيد الأبلج رضي الله عنهم، وعقب من سواهما درج. وفاته رضي الله عنه: لبى الحسن المثنى نداء ربه جل جلاله سنة سبع وتسعين(97) للهجرة النبوية الشريفة عن عمر يقدر بحوالي أربع وسبعين سنة(74) ب- نبذة عن حياة عبد الله الكامل: 1- ميلاده : يقدر تاريخ ميلاده رضي الله عنه بسنة سبعين(70) للهجرة النبوية الشريفة، وكانت طيبة الغراء مسقط رأسه. وقد لقب بالمحض لأنه ابن الحسن السبط، وابن الحسين السبط، فهو محض في سلالة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، وعلى كرم الله وجهه، وابن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما لقب بالكامل لأنه كامل خلقا، وخلقا، وعلما، وسخاءا وجودا، ومحتدا، وشهامة، وذكاءا، وشجاعة، وإباءا، فهو المحض، وهو الكامل مجازا. 2- سجاياه، ومكانته العلمية: كان رضي الله عنه عالما متبحرا جليلا، ومحدثا كبيرا حجة، ضابطا، وحافظا؛ له ذكر جميل في عالم المحدثين، وأثر جليل في كتب الصحاح، والسنن، وشيخ من شيوخ الحديث الثقات، الحافظين لحديث جده مرتين صلى الله عليه وسلم. فروى الحديث عن أمه فاطمة بنت الحسين السبط، رضي الله عنه، وروى عن الإمام أبي بكر بن حزم، وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة. وقال الرازي في الجرح والتعديل: إنه روى عن أبيه عن جده. وروى عنه: ليث بن أبي اسلم، وسفيان الثوري، وابن علية، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وعبد العزيز بن المطلب، وروح بن القاسم البصري، ويزيد بن أسامة بن الهادي، وجهم بن عثمان. وقال عنه يحيى بن معين، والمغيرة الرازي، وغيرهما: إنه كان إماما ثقة، وروايته صادقة. كما كان إلى جانب هذا فقيها مجتهدا، وورعا زاهدا، وأديبا ملتزما، وأريحيا شهما وجوادا سخيا كبيرا، وشجاعا أبيا.... وكان يعرف بشيخ الهاشميين في عهده؛ ولما بايع الهاشميون - الذين من بينهم المنصور - ابنه محمد النفس الزكية، وتخلى المنصور عن بيعته وأراد الخلافة لنفسه، وآلت الخلافة الإسلامية إلى بني العباس أودعوه في غياهب السجون، وتلقوا أبناءه بأقسى أنواع التنكيل، من قتل، وتعذيب، وسجن، وامتدت هذه المعاملات الوحشية إلى بعض الأئمة كمالك بن أنس، والنعمان بن ثابت(أبي حنيفة). وكان موسى الهادي، وأخوه هارون الرشيد من ألد أعدائهم، وأشدهم ذحولا، وحنقا عليهم، بسبب تلك البيعة، ومطالبة محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بحقه فيها؛ فحدث ما حدث فظن شرا، ولا تسأل عن الخبر !! 3-وفاته رضي الله عنه: لقي الله خلاصة ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيخ بني هاشم، وشيخ المحدثين الإمام عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بعد أن رماه المنصور ضمن جماعة من العلويين في نفق تحت الأرض بالكوفة، وطرحت عليهم أثقال الطين المبلل، كيلا يتمكنوا من حرية التحرك، و بعد أن تعرض هذا الإمام العظيم لما لا يروق ذكره للنفوس المسلمة الأبية من الامتهان، والتعذيب من طرف أبناء عمه العباس بن عبد المطلب؛ ولم يكن إصباح يومهم معهم بأفضل من ليل الأمويين مع أهل البيت النبوي العظيم. وقد وقع هذا الحادث الفظيع، الأليم في بحر سنة 145ه وقد عاش رضي الله عنه خمسا وسبعين75 سنة. ولله الأمر من قبل ومن بعد، والأيام أيامه جل شأنه، ويداولها بين الناس. |
![]() |
![]() |
![]() |
#14 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وفي هذا العراك العنيف المحتدم، والجو السياسي الرهيب برزت لنا شخصية البطل العملاق المولى إدريس الأكبر بن عبد الله المحض، فماذا عنه؟
ج- إدريس الأكبر : هو إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى. 1-ميلاده ونشأته: ولد رضي الله عنه في المدينة المنورة، وكانت أمه: عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومية. 2- جوانب حياته: العلمية: عاصر الإمام إدريس الأكبر الإمام مالك بن أنس، وكان إماما في العلوم الشرعية، ومجتهدا مطلقا، حُرِمَ العالم الإسلامي من الارتواء من معينه العلمي الغزير، وحالت الأحداث السياسية الدامية التي عاشها مع إخوته وبعض أبناء أعمامه في الصراع المسلح مع بني العباس، دون نشره للعلم، ودون أن يثبت في مكان ما لاستقبال طلبة العلم. 3- جانبه العلمي، وسجاياه الخلقية، ومظاهر بطولته: درس المولى إدريس الأكبر القرآن العظيم، وحفظه، ودرس علوم الحديث، والفقه، والتفسير، منذ صغره، وكانت أسرته أسرة ثرية، تحتل مركزا اجتماعيا في قمة المجد. وفي الجانب الأخلاقي كان تقيا، عابدا، ورعا، وزاهدا في الفاني، شديد التواضع، وتحليا بالحلم، والعفو. وكان شديد حدة الذكاء، والصبر، والشجاعة، والإقدام والجرأة، والإباء، والشدة في الحق، وقوة الشخصية، والقدرة على الإقناع، سديد الرأي، بعيد النظر وسديد البصر بالأمور السياسية، بعيد المرمى فيها، وقوي العزم، والإرادة. صفات وشمائل بهرت أمير أوربة، وزعيمها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربي، ومن ثم أذاع أسرار هذه الصفات، ونشرها بين قبيلته، وأذاعها بين الناس، وجعلته يسارع إلى التخلي له عن الحكم، ويصاهره. وما من شك في أن الأحداث السياسية، والعسكرية الدامية، التي عاشها في المشرق الإسلامي، خلال ثورتي العلويين ضد العباسيين، اللتين فشلتا، أكسبته تجارب، وحنكة جعلته رجلا فذا، وعملاقا سياسيا عظيما، وبطلا عسكريا مظفرا، وحيدا من نوعه، وطرازا متميزا عن غيره. ولئن أهمل المؤرخون دوره في تلك المعارك، ولم يذكروا عنه شيئا بالتحديد، سوى الضربة التي سددها لخالد البربري، أو البريدي، فإن الأحداث التاريخية التي صنعها فيما بعد دلت على أنه عملاق سياسي أنوف، ما كان ليرضى بالمقام أسيرا في قبضة العباسيين،ولم يقبل أن يسقط قتيلا مجندلا بسيوف البغي والعدوان، أو مقيما على الذل والهوان،أو قائما بدور المتفرج على العمليات الوحشية،وحرب الإبادة، التي يشنها العباسيون على بقية العلويين،لاستئصال شأفتهم! فنجا بذكائه،وشجاعته من مأساة الإسلام،والعروبة الثانية-بعد كربلاء- (فخ)، وسلك سبيل النجاة نحو المغرب الإسلامي،وكأنه كان يتمثل بقول المتنبي، الذي جاء من بعده: غَيْرَ أَنَّ الْفَتَى يُلاَقِي الْمَنَايَا كَالِحَاتٍ وَلاَ يلاَقِي الْهَوَانَا وتاليا قوله تعالى :{وَعَدَ اللهُ الذِينَ ءَا مَنُوا مِنكُمْ وعملوا الصلحت ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا..} ولم يباشر قيادة الأمور الحربية، والسياسية إلا في المغرب، حيث ظهرت عبقريته في إنشاء الدول، وتجلت عملقته السياسية، والعسكرية في إنشائه لدولة هو غريب في بلادها، وضيف على شعوبها، فكيف تم ذلك؟ نجا إدريس رضي الله عنه من معركة فخ التي وقعت يوم التروية سنة تسع وستين ومائة للهجرة، في موضع من ضواحي مكة المكرمة يعرف بفخ. وفي أعقاب هذه المعركة أم المولى إدريس الأكبر المغرب الإسلامي صحبة مولاه راشد بن منصة الأوربي، البربري، البطل العملاق الشهير بالوفاء لمواليه آل عبد الله المحض خاصة، وللعلويين عامة، ومعلوم لدى المؤرخين أن موطن أمه كان منطقة جبل زرهون بالمغرب . ومرا بمصر، وتونس، ونجيا بصورة غريبة، رغم شدة الطلب في إدراكهما، وحرص موسى الهادي، وأخيه هارون الرشيد على القبض عليهما، والتنكيل بهما، وبمن أعانهما .... ولكن الله تعالى الغالب على أمره، والمؤيد بنصره من يشاء حفظ المولى إدريس، ومولاه من الأعداء، وأبدلهما من بعد خوفهما، أمنا، وأستخلف المولى إدريس في الأرض، وآتاه الملك، والحكمة؛ مما تركه متوارثا في أعقابه الطاهرين الطيبين. ففي ربيع الأول سنة 172ه (أغسطس 787م) (1) نزل ضيفا على إسحاق بن عبد الحميد الأوربي صاحب مدينة وليلي قاعدة جبل زرهون، فأكرمه، وبالغ في الحفاوة به .. وبعد مضي ستة أشهر من مقامه بين ظهراني سكان زرهون، وتعرفهم على فضله، وكرم محتده، واطِّلاعهم على عظمة شأنه، وحصافة عقله، وأصالة رأيه، وعلو همته، أجمعوا على مبايعته سلطانا عليهم، وتمت بيعته يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172ه نشاطه العسكري والسياسي: شرع إدريس بن عبد الله في توطيد حكمه، وتوسيع دائرة نفوذه، وإرساء قواعد دولته، وتقوية وتعزيز سلطانه في وجه خطر الخلافة العباسية في المشرق، و ولاتها في المغرب الأوسط، ومن خطر حكام الأندلس، والمرتزقة المنتشرة في كل ناحية من نواحي الإمبراطورية الإسلامية، فغزا بلاد المغرب الأقصى، وأخضعها لسلطانه، وفتح مدينة تلمسان في المغرب الأوسط، وضمها لخريطة مملكته، ولم يزل رحمه الله يواصل جهاد القبائل المغربية، التي تعتنق اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، ويستنزلهم من حصونهم، ومعاقلهم حتى دخلوا في الإسلام طوعا، وكرها، ومن أبى اعتناق دين الإسلام أباده قتلا، وساقه سبيا. وعاد من غزوه لحصون مندلاوة، ومديونة، وبهلولة، وقلاع غياثة، وبلاد فازار إلى مدينة وليلي في منتصف جمادى الآخرة من سنة 172 ه وفي شهر صفر سنة 174ه دخل مدينة تلمسان وبنى مسجدها، ونصب منبرها، وكتب عليه: «بسم الله الرحمن الرحيم » "هذا ما أمر به الإمام إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم، وذلك في صفر سنة أربع وسبعين ومائة " . أهم القبائل المغربية التي ساندته في إنشاء دولته: أوربة، مطفرة، زراغة، سيدارة، قيامة، نفذة، مكناسة، عمارة؛ وجميع القبائل الأخرى، التي كانت تستوطن المغرب. ومن قبائل الجزائر: مغيلة، وبني يفرن، ومغراوة؛ أي مجموع الكتلة الزناتية من فاس إلى نهر الشليف في الجزائر. ولم يكن معه من العرب سوى مئات اخترق بهم تامسنة، إلى تادلة، إلى الأطلس الكبير. وفاته رضي الله عنه: بلغ هرون الرشيد الخليفة العباسي ببغداد أن الإمام إدريس استقام له أمر المغرب، وأن شأنه قد استفحل، وأنه بنى مسجد تلمسان، وأنه على نية غزو إفريقية (تونس) فخاف عاقبة خطره على عرشه، وقلق لذلك قلقا شديدا، فاستشار وزيره يحيى بن خالد البرمكي في شأنه، فأشار عليه بإرسال رجل محتال، داهية وماكر ليحتال للتوصل إلى إدريس، ليدس له السم في عطر؛ ووقع اختيارهما على رجل يدعى الشماخ من حاشية يحيى بن خالد، معروف بالدهاء والمكر، والخبث، ومسلح بالفصاحة، و اللسن، ومتفوق في التملق، فأغراه الرشيد بالأموال الطائلة، وزوده بكل ما يزيد على حاجته، وما يمكن أن يحتاج إليه، وكتب له الوصايا إلى عماله على الأقاليم الخاضعة لنفوذه، ووعده بولاية يختارها، وبما يود الحصول عليه إن قتل إدريس؛ فالتزم الشماخ للرشيد قتل الإمام إدريس. وهكذا قدم الشماخ على إدريس معلنا تشيعه للعلويين، ومظهرا براءته من الدعوة العباسية، ومشيدا بالنزوع إلى الإمام، فسحره ببيانه، وخطبه الطنانة التي كان يلقيها في الجوامع، والأندية، والمحافل ويصرح فيها بفضائل العلويين، ومآثرهم، وأحقيتهم في الخلافة، فأنس له المولى إدريس، وانخدع ببلاغته، وحسن تملقه؛ مما أتاح له فرصة تنفيذ مأموريته الخبيثة، وتحقيق مآربه الركيكة، وجعل يترقب فرصة غياب راشد، الذي كان لا يطمئن إليه، ويشدد الحراسة على مولاه إدريس خوفا عليه من أعدائه الكثيرين، ويعلم أن الحكام العباسيين لن يتوانوا في تدبير مكيدة للفتك بالإمام إدريس . ولكن الله تعالى غالب على أمره، ولا راد لقضائه {وكان أمر الله قدرا مقدورا} . فشاء تعالى أن يغيب راشد غير بعيد، ويمكث بعض الوقت خارج منزل إدريس، فيدخل عليه الشماخ، ويشرع في تملقه، ودهائه فيطمئن الإمام لحديثه، ولما لاحظ أن حيلته تمت، ونجاحه صار على قاب قوسين أو أدنى قدم له قنينة مسدودة، ظاهرها أنها طيب ممتاز، وباطنها سم ساعة قتال. فقال له يا سيدي الإمام هذا أجود عطر عرفته البلاد كنت قد اخترته لك لتتطيب به، فخذه إليك هدية! ولما فتحه الإمام وشمه سقط مغشيا عليه، فهرع الوغد إلى مصطب الخيل، فأمتطى أجود فرس فيه، وفر هاربا على وجهه يؤم المشرق ... وما مرت دقائق حتى التحق الإمام بالرفيق الأعلى؛ ووقع هذا الحادث الأليم، المؤسف في مستهل ربيع الثاني سنة 177ه. وقد دفن الإمام الشهيد إدريس بباب مدينة وليلي، ومزاره مشهور حتى الآن، ومعروف لدى المغاربة بمزار زرهون. وقام بأمر الدولة من بعده مولاه راشد ريثما تضع زوجته الحبلى حملها، وأملا في أن تلد غلاما ....إلخ |
![]() |
![]() |
![]() |
#15 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() د- إدريس الثاني الأزهر:
ترك الإمام إدريس بن عبد الله الكامل ابنه إدريس الثاني حملا في بطن أمه، وولد بعد وفاته بحوالي أربعة أشهر، فماذا عن حياته العامة؟ 1- ميلاده ونشأته : أ- ولد إدريس الأزهر يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب، سنة 177ه وحسب أقوال البكري، وابن الأثير، وأصحاب: روض القرطاس، وزهر الآس، والحلة السيرا، فإنه ولد في شهر ربيع الثاني سنة 175ه وهو الأقرب إلى الصواب. ولما ولد أخذ له مولاه راشد بيعة البربر يوم ميلاده، واليوم السابع منه؛ وكانوا قد بايعوه حملا قبل أن يبايعوه رضيعا، ثم بايعوه غلاما، ولما ناهز الحلم جددوا له البيعة بجامع وليلي، وهو في الحادية عشرة من عمره، وتمت هذه البيعة غرة ربيع الأول من سنة 188ه . ولدى معظم المؤرخين أنها تمت يوم الجمعة، مستهل ربيع الثاني، سنة186ه (10/3/802م). وهناك قول آخر يخالف هذين القولين. ب- لما ولد إدريس الأزهر كفله مولاه راشد، وقام بأمره أحسن قيام، فأقرأه القرآن حتى أجاد حفظه، وأتقن فنون تجويده ورسمه؛ وهو ابن ثمان سنين، وعلمه الحديث والسنة، والفقه، واللغة العربية، وعلومها، ورواه الشعر، وأمثال العرب، وحكمها، وأطلعه على سير الملوك، وعرفه أيام الناس، وعلمه الفروسة، ودربه على ركوب الخيل وعلمه الرماية، وسائر فنون الحرب ومكايده! ولم يبلغ هذا السن حتى استحق البيعة كإمام كفء، ورشحته معلوماته الغزيرة، وعبقريته الفذة، وذكاؤه المفرط لاعتلاء عرش المملكة بجدارة منقطعة النظير، ولارتقاء منصة الإمامة المغربية الكبرى. وفي هذه السنة بالذات دس الغاشم إبراهيم بن الأغلب والي إفريقية (تونس) من قبل هارون الرشيد- إلى آثم بربري أموالا طائلة لقتل البطل المغوار: راشد بن منصة مولى الإدريسيين، فقتله غيلة، ولكن ذلك لم يمس من نمو حكم إدريس، ولم يخضد من شوكته، بل وقع العكس؛ ووردت في ابن الأغلب الآية الكريمة:{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}. ويقول ابن الأغلب مخاطبا هارون الرشيد، وممتنا عليه فعلته الخبيثة، وخساسة ضميره الركيكة: * أَلَمْ تَرَنِي بِالْكَيْدِ أَرْدَيْتُ رَاشِدًا ** وَإِنِّي بِأُخْرَى لاِبْنِ إِدْرِيسَ رَاصِدُ * لكن الله جل جلاله عصم الإمام إدريس الثاني من كيد ابن الأغلب، وحفظه من شره، ولم ينل منه، ولا من الرشيد أي سوء، ورد كيد وزير الرشيد البرمكي في نحره، وألقى العداوة الفتاكة، والمبيدة بينه وبين الخليفة العباسي، الذي نكل بالبرامكة شر تنكيل. {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور} هذا وبعد مقتل راشد رحمه الله قام بكفالة المولى إدريس من بعده أبو خالد يزيد بن الياس العبدي. وللبكري وعبد الملك الوراق، وصاحب روض القرطاس وابن خلدون اختلاف في تاريخ بعض هذه الأحداث، فلينتبه لذلك. ولما استقام الأمر لإدريس الثاني، وتوطد ملكه في المغرب، وعظم سلطانه، وكثرت جيوشه، وأتباعه هرعت إليه الوفود من البلدان، فاستمر طيلة سنة 188ه يستقبلها، ويبذل الأموال الطائلة في الناس، ويستميل رؤساء القبائل، وزعماء العشائر! وفي سنة 189ه جاءته وفود العرب من إفريقية، والأندلس فاجتمع لديه خمسمائة (500) فارس من قيس، والأزد، ومذحج، ويحصب، وغيرهم؛ فاستوزر منهم عمير بن مصعب الأزدي، الفارس الصنديد المشهور؛ وهو أول وزير عرفه المغرب عبر التاريخ الإسلامي، العربي! واستقضى منهم عامر بن محمد بن سعيد القيسي، تلميذ مالك بن أنس، وسفيان الثوري. صفاته الخَلقية، والخُلقية: كان المولى إدريس الثاني أبيض اللون، مشربا بحمرة أدعج العينين، جعد الشعر، متباعد مابين المنكبين، شثن الكفين، والقدمين أبلج(1)، أفجل(2) ، أعج(3) . كما كان عالما بكتاب الله تعالى، قائما بحدوده، راويا للحديث، عارفا بالسنة، والفقه، وأصول الأحكام؛ وتقيا، ورعا، وجوادا كريما، وشجاعا مقداما، راجح العقل، واسع الحلم، ولا يحجم في مهام الأمور؛ وكان شاعرا مجيدا؛ ومما ينسب إليه من الشعر المقطوعة التي مطلعها: * لَوْ مَالَ صَبْرِي بِصَبْرِ النَّاسِ كُلِّهِمُ ** لَضَلَّ فِي رَوْعَتِي أَوْ ضَلَّ فيِ جَزَعِي * عبقريته في إنشاء مملكة واسعة الأرجاء، ومنجزاته الإدارية، والعمرانية، والعسكرية: استحدث إدريس الثاني نظام الوزارة، وبنى مدينة فاس، في سنتي 192-193ه وسار على نهج أبيه المؤسس الحقيقي لأول دولة كبيرة في المغرب، منذ الفتح الإسلامي، واستولى على المغربين: الأقصى، والأوسط، وجمع العرب، والبربر في صعيد سياسي موحد! واستطاع بحزمه، وحكمته أن يحبط مؤامرات الأغالبة، وقوة هارون الرشيد، وموارده الاقتصادية، والتي لا تنضب، والتي تدعمهم، وتشليهم عليه. وهكذا تمكن إدريس الثاني من تثبيت سلطانه في قبائل البربر العاتية، دون أن يكون له سند من العصبية بينها؛ كما تمكن في ظرف قصير من توسيع القاعدة الصغيرة التي وضعها أبوه، والتي تشكل أوربة دعامتها، ومد حدود مملكته عبر جبال الأطلس، جنوبي مراكش، حتى درعة، حيث مناجم الذهب، التي تمثل أكبر قيمة في الموارد الاقتصادية، مما يضمن إنجاح مشاريع التوسع، والتشييد. وضمن لدولته موانئ المحيط الأطلسي، والسيطرة على مضيق طارق، من طنجة، وسبتة، قاعدتي الوثبة على الأندلس. وهكذا استطاع أن ينشر الإسلام في الأراضي المتوحشة، وبين سكان الجبال الوعرة، والصحاري الشاسعة، والتي أحجم الرومان عن اقتحامها، وجعلها مركز الإشعاع الإسلامي، والثقافي العظيم، الذي قاعدة انطلاقه مدينة فاس، التي تمثل مجد، وعبقرية الأدارسة! وفاته رضي الله عنه: لبى الإمام إدريس رضي الله عنه نداء ربه جل جلاله في ثاني جمادى الآخرة سنة 213ه عن عمر يبلغ ستا وثلاثين سنة. وقد دفن بمسجده إلى جنب أبيه إدريس الأكبر بمدينة وليلي، حسب قول صاحب الإستقصا. وأعقب من الأولاد الذكور اثنى عشر ذكرا، أكبرهم محمد، وعبد الله، وعيسى ، وأحمد، وجعفر، ويحي، والقاسم، وعمر ، وعلي، وداود، وحمزة؛حسب رواية صاحب روض القرطاس، وغيره، وزاد ابن حزم ولدين هما: الحسن والحسين. وولي الأمر منهم من بعد إدريس مباشرة المولى محمد بعهد منه، فماذا عنه؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#16 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إبن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه. هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين. نعم، لم تعرف لإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي بن ابي طالب، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار. والحديث عن علي بن ابي طالب طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.ولادته : ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ولم يولد في البيت الحرام سواه قبله ولا بعده وهي فضيلة خصه الله بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لتكرمته. وقيل ولد لسنة ثمان وعشرين من عام الفيل، والأول عندنا أصح وكان عليه السلام هاشمياً من هاشميين، وأول من ولده هاشم مرتين (أي من قبل الأب والأم)، فمن جهة الأب فهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف. في مقتله عليه الصلاة والسلام: لما تواعد إبن ملجم - عليه لعنة الله وملائكته وخلقه - وصاحباه على قتل علي عليه السلام ومعاوية وعمرو بن العاص دخل إبن ملجم المسجد في بزوغ الفجر الأول فدخل الصلاة تطوعاً وافتتح القراءة فأقبل علي عليه السلام وبيده مخفقة وهو يوقظ الناس للصلاة فمر بابن ملجم لعنه الله ودخل الصلاة فتبعه ابن ملجم لعنه الله فضربه على قرنه ووقع ذبابة السيف في الجدار فأطار فدرة من آجره فابتدره الناس ووقع السيف منه فجعل يقول: أيها الناس احذروا السيف فإنه مسموم فمات روحي وروح العالمين له الفدا من تلك الضربة بعد ليلتين منها فأخذه (ابن ملجم) عبدالله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وروى الحافظ أبوبكر البيهقي: خرج علي عليه السلام لصلاة الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال: دعوهن فإنهن نوائح ولما ضرب عليه السلام قال: فزت ورب الكعبة.. وفي الحديث أن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام ألا أخبرك بأشد الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله. قال: فإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود، وخاضب لحيتك بدم رأسك وصاحباه (الذين كانا مع إبن ملجم).عمره الشريف سلام الله عليه : مضى أمير المؤمنين عليه السلام وهو إبن خمس وستين سنة ونزل الوحي وله إثنا عشر سنة وأقام بمكة مع النبي (ص) ثلاث عشر سنة ثم هاجر فأقام معه بالمدينة عشر سنين وأقام بعده ثلاثين سنة وقبض عليه السلام في ليلة الجمعة إحدى وعشرين من شهر رمضان المبارك سنة أربعين من الهجرة وقبره بالغري بمدينة النجف الأشرف في العراق. دفنه الحسن عليه السلام في الغري، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية، وهو اليوم ينافس السماء سمو ورفعة، على أعتابه يتكدس الذهب، ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع العالم الإسلامي. إمامته : واختلفت الأمة في إمامته بعد وفاة رسول الله (ص) وقالت شيعته وهم: بنوهاشم كافة وسلمان وعمار وأبوذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبوسعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار: أنه كان الخليفة بعد رسول الله (ص) لما إجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد و بلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، والولاية كانت ثابته له عليه السلام بنص القرآن وبقول النبي (ص) يوم الدار وقوله في غديرخم، فكانت إمامته عليه السلام بعد النبي ثلاثين سنة منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعاً من التصرف آخذاً بالتقية والمداراة محلاً عن مورد الخلافة قليل الأنصار كما قال ![]() ألقابه : وفي كناه وألقابه عليه السلام : أبا الحسنين وأبا الريحانتين أبا تراب أميرالمؤمنين ويعسوب الدين ومبيد الشرك والمشركين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ومولى المؤمنين وشبيه هارون والمرتضى ونفس الرسول وزوج البتول وسيف الله المسلول وأبوالسبطين وأمير البررة وقاتل الفجرة وقسيم الجنة والنار وصاحب اللواء وسيد العرب وخاصف النعل وكشاف الكرب والصديق الأكبر وذوالقرنين والهادي والفاروق الأعظم والداعي والشاهد وباب المدينة وغرة المهاجرين وصفوة الهاشميين والكرار غير الفرار صنو جعفر الطيار رجل الكتيبة والكتاب وراد المعضلات وأبو الأرامل والأيتام وهازم الأحزاب وقاصم الأصلاب قتال الألوف ومذل الأعداء ومعزالأولياء وأخطب الخطباء وقدوة أهل الكساء وإمام الأئمة الأتقياء والشهيد أبوالشهداء وأشهر أهل البطحاء ومثكل أمهات الكفرة ومفلق هامات الفجرة والحيدرة ومميت البدعة ومحيي السنة وسيد العرب وموضع العجب ووارث علم الرسالة والنبوة وليث الغابة والحصن الحصين والخليفة الأمين والعروة الوثقى وابن عم المصطفى وغيث الورى ومصباح الدجى والضرغام والوصي الولي والهاشمي المكي المدني الأبطحي الطالبي والرضي المرضي وهذا قليل من كثير. أصحابه : أصحابه وممن بايعه بغير ارتياب بالإجماع والإتفاق: من المهاجرين: عمار بن ياسر - الحصين بن حارث بن عبدالمطلب - الطفيل بن الحارث - مسطح بن اثاثة - جهجاه بن سعيد الغفاري - عبدالرحمن بن حنبل الجمحي - عبدالله و محمد إبنا بديل الخزاعي - الحارث بن عوف - البراء بن عازب - زيد بن صوحان - يزيد بن نويرة - هاشم بن عتبه المرقال - بريدة الأسلمي - عمرو بن الحمق الخزاعي - الحارث بن سراقة - أبوأسيد بن ربيعة - مسعود بن أبي عمر - عبدالله بن عقيل - عمرو بن محصن - عدي بن حاتم - عقبة بن عامر - حجر بن عدي الكندي - شداد بن اوس . ومن الأنصار: أبو أيوب خالد بن زيد - خزيمة بن ثابت - أبو الهيثم بن التيهان - أبوسعيد الخدري - عبادة بن الصامت - سهل وعثمان إبنا حنيف - أبو عياش الزرقي - سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة - زيد بن أرقم - جابر بن عبدالله بن حرام - مسعود بن أسلم - عامر بن أجبل - سهل بن سعيد - النعمان بن عجلان - سعد بن زياد - رفاعة بن سعد - مخلد وخالد إبنا أبي خالد - ضرار بن الصامت - مسعود بن قيس - عمرو بن بلال - عمارة بن أوس - مرة الساعدي - رفاعة بن رافع الزرقي - جبلة بن عمرو الساعدي - عمرو بن حزم - سهل بن سعد الساعدي . بنو هاشم : الحسن والحسين عليهما السلام - محمد بن الحنفية - عبدالله و محمد وعون أبناء جعفر - عبدالله بن عباس - الفضل وقثم وعبيدالله أبناء عباس بن عبدالمطلب - عتبة بن أبي لهب - عبدالله بن الزبير بن عبد المطلب - عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث . بني هاشم وسائر الشيعة: محمد بن أبي بكر - محمد بن أبي حذيفة - مالك بن الحارث الأشتر - ثابت بن قيس - كميل بن زياد - صعصعة بن صوحان العبدي - عمرو بن زرارة النخعي - عبد الله بن الأرقم - زيد بن الملفق - سليمان بن صرد الخزاعي - قبيصة بن جابر - أويس القرني - هند الجملي - جندب الأزدي - الأشعث بن سوار - حكيم بن جبلة - رشيد الهجري - معقل بن قيس بن حنظلة - سويد بن الحارث - سعد بن مبشر - عبدالله بن وال - مالك بن ضمرة - الحارث الهمداني - حبة بن جوين العرني رحمهم الله جميعاً. أبوه : أبوه هو أبي طالب عليه السلام واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسم عبدالمطلب شيبة الحمد وكنيته أبو الحارث وكان ولد أبي طالب طالباً ولاعقب له وعقيلاً وجعفراً وعلياً كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين. أمه : أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وكانت من رسول الله (ص) بمنزلة الأم، ربته في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، وكفنها النبي (ص) بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض، وتوسد في قبرها لتأمن بذلك ضغطة القبر ولقنها الإقرار بولاية إبنها كما اشتهرت الرواية. زوجاته : أما في ذكر زوجاته(عليهم السلام) فهي فاطمة بنت محمد الرسول الأكرم (ص) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ومن المناقب عن عبدالله بن مسعود عنه قال: قال رسول الله (ص) يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين أنه لما أراد الله عز وجل أن أملكك من علي أمر الله جبرائيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي (ع) ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة، ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده، ثم تزوج بعدها أم البنين بنت حزام بن الوحيد بن كعب بن عامر، وتزوج أيضا ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وتزوج أيضا أسماء بنت عميس الخثعمية، وتزوج أيضا الصهباء بنت زمعة بن ربيعة بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعيد، وأيضا تزوج عليه السلام من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، - وأمها زينب بنت رسول الله (ص) - وتزوج أيضا خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن يربوع، وأيضا تزوج من أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وتزوج أيضا محياة بنت امرئ القيس بن عدي وأفضلهن فاطمة البتول بنت محمد (ص). إخوته : طالب ، عقيل ، جعفر أولاده : أما أولاده عليه السلام، فالحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة أولاده من فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين وله أيضا منها محسن مات صغيراً حيث ورد في تاريخ الكامل: ج3 ص397 وروى ابن أبي دارم المحدث أن عمر بن الخطاب رفس فاطمة حتى أسقطت محسناً كما في ترجمة أحمد بن محمد بن السري برقم -255- من كتاب ميزان الإعتدال ج1 ص139 ومثله في كتاب لسان الميزان ج1 ص268 وذكره أيضا ابن قتيبة المتوفي سنة 276 في كتاب المعارف ص92 ط القاهرة تحقيق ثروت عكاشة قال: أن محسناً فسد من ضرب قنفذ العدوي لعنه الله مولى عمر بن الخطاب. أيضا له منها عليها السلام زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، وله عليه السلام أيضا العباس وجعفر وعبدالله وعثمان وهم من زوجته أم البنين أستشهدوا مع إبنه الحسين الشهيد في واقعة الطف بكربلاء. وله أيضا عليه السلام عبدالله وأبا بكر من زوجته ليلى بنت مسعود أستشهدوا أيضا مع الحسين عليه السلام في كربلاء، وله أيضا يحيى ومحمد الأصغر من أسماء بنت عميس ولا عقب لهما، وله أيضا عليه السلام عمر ورقية من الصهباء بنت زمعة، وله أيضا محمد الأوسط من أمامة بنت أبي العاص، وله أيضا محمد بن الحنفية من خولة بنت جعفر، وله أيضا عليه السلام أم الحسن ورملة الكبرى من أم سعيد بنت عروة بن مسعود وله ايضا عليه السلام بنات من أمهات شتى منهن أم هاني وميمونة وزينب الصغرى وأم كلثوم وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة وهؤلاء أمهاتهن أمهات أولاد. |
![]() |
![]() |
![]() |
#17 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() شكراً الأخ حسن الخليفة على هذا الإبداع والإثراء الرائع والتذكير الذي جاء في وقتهُ ونحنُ على مشارف ربيع الخير
زادَك الله بسطةً في العِلم وأعاَنَك على إبلاغَهُ للآخرين ، نسأل الله أن يُعِيننا جميعاً على مُوالاتهم وبرِهِم وأن يجعلنا بمعيتهِم دُنيا وأخرى ويُلزمنا الأدَب معهُم - إنهُ هُو السميع المجيب القادِر على ذلك ،،، أكرر شكري وإعجابي بما أوردت أخي حسن آملاً أن تُواصِل بلآ فواصِل ~~~~~~ عثمان أبونورة الإنقريابي |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#18 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني " إنه اسم عظيم ومقدس، ارتبطت به العظمة والقداسة منذ أن ارتبط هذا الإسم بشخصية هذه السيدة الطاهرة بنت رسول الله ورحمة للعالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقدسيتها عليها السلام ذاتية ، نابعة من أعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليها، وعجنها بها حتى تأهلت لذلك أن تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من أبينا آدم عليه السلام إلى قيام يوم الدين. فهي سلام الله عليها بهرت العقول والألباب، وخسأت الأنظار والأبصار عندما أرادت أن تتطلع على عظمتها، وترنو إلى جلالها، لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام، فإنه لا أحد يعلم من هي إلا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار عليهم السلام. يكفيها فخراً قوله تبارك وتعالى لوالدها: (يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك.. ولولا علي لما خلقتك.. ولولا فاطمة لما خلقتكما) زَهْرَاءُ يا اُنسَ الوجُودِ ورُوحِهِ غَنّتْكِ أسْرَابُ البَهاءِ تعلُّقا وتلمْلمَتْ زُمَرُ الحُروفِ لتَحْتفي في يَومِ ميلادِ البتولِ تنمُّقا لتُغرِّدَ اللحنَ الرّخيمِ بمحفلٍ جُمِعتْ بها الأنوارُ عندَ المُلتقى هي عنصرٌ تكويني من ألطافها نبتَ الوجودُ وأينعت فيه البقاء هي اُمُ كلُ الكائناتِ لفضلها سجدتْ طخومُ الشاهقاتِ ترققا هي فاطمُ زهراءُ حسبها أنها حوتْ النبوةَ والولاية مرفقا وهي الرضية ما باهل الهادي بها سادت نساء العالمين تسامقا هي الكوكبُ الدّري.. والكوثرُ الفيّاضُ... تزهرُ لأهل السماء كما تزهرُ النجومُ لأهل الأرض يغضب الله لغضبها... ويرضى لرضاها إنها سيدة نساء العالمين... إنها فاطمة الزهراء.... ![]() عن خديجة عليها السلام قالت: لما حملت بفاطمة حملت حملاً خفيفاً وكانت تحدثني في بطني فلما قربت ولادتها دخل علي أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت إحداهن أنا أمك حواء وقالت لي الأخرى أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى وقالت أخرى أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ماتلي النساء فولدت فاطمة فوقعت على الأرض ساجدة رافعة أصبعها وكان ذلك في جمادي الآخرة يوم العشرين منه سنة خمسة وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وسلم). وقال المحدث القمي (ره): ولدت فاطمة عليها السلام في جمادي الآخرة يوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان بعد مبعثه بخمس سنين وقال ابن الخشاب: ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت. وعن عائشة قالت: قال رسول الله لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقعت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض منها ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من أثمارها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة. وعن المفضل بن عمر قال: قالت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام كيف كانت ولادة فاطمة عليها السلام ؟ قال: نعم إن خديجة عليها السلام لما تزوج بها رسول الله (ص) هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن إمرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة من ذلك فلما حملت بفاطمة عليها السلام صارت تحدثها في بطنها وتصبرها وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله (ص)، فدخل يوماً وسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها: يا خديجة من يحدثك؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني فقال لها: هذا جبرئيل يبشرني أنها أنثى وأنها النسمة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة في الأمة يجعلهم خلفاؤه في أرضه بعد انقضاء وحيه. وفاتها عن أبي بصير: وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها ووجدت عليهم إلى أن توفيت. وفي رواية أخرى: أخذت فاطمة عليها السلام باب الدار ولزمتها عن ورائها فمنعتهم عن الدخول فضرب عمر برجله على الباب فقلعت فوقعت على بطنها فسقط جنينها المحسن فمرضت منها وماتت منها. وفي دلائل الإمامة للطبري: أن عمر بن الخطاب هجم مع 300 رجل على بيتها عليها السلام وقال المسعودي: لما قبضت عليها السلام جزع علي جزعاً شديداً واشتد بكاؤه وظهر أنينه وحنينه وبعد أن كفنها علي عليه السلام بسبعة أثواب وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا أم كلثوم يا زينب يا فضة يا حسن يا حسين هلموا و تزودوا من أمكم الزهراء فهذا الفراق واللقاء في الجنة فأقبل الحسنان عليهما السلام يقولان: واحسرتاه لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له: إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا فقال علي عليه السلام أشهد أنها حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها ملياً وإذا بهاتف من السماء ينادي: يا أبا الحسن إرفعهما فلقد أبكيا والله ملائكة السماء فرفعهما عنها وعقد الرداء عليها وصلى عليها ومعه الحسن والحسين عليهما السلام وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبوذر ودفنها في بيتها وكان لها من العمر آنذاك 18سنة. وأما بشأن قبرها فقد أخفاه علي عليه السلام بأمرها ثم أنه سوى في البقيع سبعة قبور أو أربعين قبراً، ولما عرف عمر بن الخطاب دفنها وفي البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي عليه السلام فخرج مغضبا عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة وبيده سيف ذوالفقار وهو يقسم بالله: لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم فتلقاه عمر بن الخطاب ومعه أصحابه فقال له: مالك والله يا أبالحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها!! فأخذ علي عليه السلام بمجامع ثوبه وضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم، وجاء أبوبكر وأقسم عليه برسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يتركه فخلى عنه وتفرق الناس. فاطمة تخاطب أباها رسول الله (ص) بهذه الأبيات نفسي على زفراتها محبوسة ياليتها خرجت مع الزفرات لا خير بعدك في الحياة وإنما أبكي مخافة أن تطول حياتي عمرها وكان عمرها عليها السلام مع أبيها (صلى الله عليه وسلم) بمكة ثمانية سنين وهاجرت إلى المدينة مع أبيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقامت معه عشر سنين، فكان عمرها ثمانية عشر سنة، فأقامت مع علي عليه السلام بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وفي رواية أخرى أربعين يوماً. إمامتها كانت عليها السلام بنت نبي، وزوجة إمام، وأم أئمة صلوات الله عليهم أجمعين. ألقابها أما ألقابها عليها السلام فهي: أنسية - حوراء - عذراء - نورية - حانية - كريمة - رحيمة - شهيدة - عفيفة - قانعة - رشيدة - شريفة - حبيبة - محترمة - صابرة - سليمة - مكرمة - صفية - عالمة - عليمة - معصومة - مغصوبة - مظلومة - ميمونة - منصورة - محتشمة - جميلة - جليلة - معظمة - حاملة البلوى - الشاكية - حليفة العبادة - التقية - حبيبة الله - بنت الصفوة - ركن الهدى - آية النبوة - شفيعة العصاة - أم الخيرة - تفاحة الجنة - المطهرة - سيدة النساء - بنت المصطفى - صفوة ربها - موطن الهدى - قرة عين المصطفى - حكيمة - فهيمة - عقيلة - محزونة - مكروبة - عليلة - عابدة - زاهدة - قوامة - باكية - صابرة - صوامة - عطوفة - رؤوفة - حنانة - البارة - الشفيقة - أم السبطين - دوحة النبي - نور سماوي - زوجة الوصي - بدر التمام - درة بيضاء - بحر الشرف - ولية الله - سر الله - أمينة الوحي - عين الله - مكسورة الضلع - رضيض الصدر - مغصوبة الحق - حفي القبر. ومن أسماؤها:الزهراء - البتول - الصديقة - الطاهرة - المحدثة - المباركة - الرضية - المرضية - أم أبيها، أم الحسنين، أم الأئمة. قبس من أسمائها ومعانيها فاطمة عليها السلام: لأن الله قد فطم من أحبها من النار. الزهراء عليها السلام: لأن نورها زهر لأهل السماء. الصديقة عليها السلام: لأنها لم تكذب قط. المباركة عليها السلام: لظهور بركتها. الزكية عليها السلام: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية. المرضية عليها السلام: لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة. المحدثة عليها السلام: لأن الملائكة كانت تحدثها. الحانية عليها السلام: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها وأولادها عليهم السلام والأيتام والمساكين.الكوثر عليها السلام: كما سماها الله جل وعلا في القرآن في سورة الكوثر. الحوراء عليها السلام: لأن النبي قال هي الحوراء الإنسية (ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة). البتول عليها السلام: لأنها تبتلت عن دماء النساء. أصحابها ومن اللواتي كن معها: أسماء بنت يزيد الأنصاري - أم سلمة - فضة - معاذة أم سعد بن معاذ - صفية بنت عبد المطلب أم أيمن ونساء المهاجرين والأنصار. أبوها فأبوها سيد العترة وسيد الخلق وسيد الأنبياء محمد بن عبدالله رسول الله الأكرم خاتم الأنبياء والمرسلين نور الهاشميين وسيدهم، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحبها كثيراً وكان يكنيها أم أبيها وكان يقبل رآسها ويقول: لها فداك أبوك كما كنت فكوني، وكان (صلى الله عليه وسلم) لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة وبين يديها وقال (صلى الله عليه وسلم): هي خير بناتي لأنها أصيبت في وهي مضغة مني وكانت عليها السلام تحب أبوها حباً لا مثيل له، فكانت تشم قميص أبيها بعد وفاته فيغشى عليها. أمها أمها خديجة عليها السلام، وهي أول إمرأة تزوج بها أبوها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولدت سنة ثمانية وستين قبل الهجرة وقال عنها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب وعن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: حسبك من العالمين مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم وكانت أول من آمنت برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، تزوجها وهو ابن 25 سنة وهي بنت 40سنة، وتوفيت في شهر رمضان سنة عشر من النبوة ولها من العمر 65 سنة. زوجها وفي زوجها وزواجها: عن جابر بن عبدالله قال: لما زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) فاطمة من علي عليه السلام كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه وكان جبرائيل الخاطب وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفاً من الملائكة شهوداً، وقال (صلى الله عليه وسلم): إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء وكان بين تزويج فاطمة في السماء وبين تزويجها في الأرض أربعون يوماً وكان مهرها من علي عليه السلام 480 درهماً وكان لها من العمر 9 سنوات سلام الله عليها، وزوجها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وقائد الغر المحجلين والعروة الوثقى وسيد قريش وضرغامها. أولادها أنها سلام الله عليها لم تتزوج غير أمير المؤمنين علي عليه السلام وأنجبت منه: سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وأم المصائب زينب عليهم السلام وأم كلثوم الصابرة ومحسن الصغير أسقطته بعد الهجوم على دارها ومحاولة إحراقها |
![]() |
![]() |
![]() |
#19 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الإمام الحسن ابن علي ابن أبى طالب عليه السلام إذا كانت الأمم الحية تعتني بحياة عظمائها وكبارها، تقيم لهم التماثيل، وتشيد لهم النصب التذكارية، تدرس حياتهم للأجيال، لأنها ترى في ذلك دعماً لحضارتها، وتشييداً لدعوتها ؛ فجدير بالأمة الإسلامية أن تدرس حياة أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وتبحث عن آثارهم، وتنقب عن أخبارهم، لتأخذ من علمهم وعملهم وسيرهم نموذجاً حياً يوصلها إلى الرقي والسعادة، ويحقق لها الخير المنشود، ليعود لواؤها يخفق على العالم من جديد.هو ثاني أئمة أهل البيت الطاهر وأول السبطين سيدي شباب أهل الجنة ريحانتي المصطفى وأحد الخمسة أصحاب الكساء. مولده أصح ما قيل في ولادته عليه السلام أنه ولد بالمدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وكان والده علي بن أبى طالب عليه السلام قد بني بفاطمة عليها السلام في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة وكان الحسن عليه السلام أول أولادهما وروى الدولابي في كتابه المسمى كتاب الذرية الطاهرة قال: تزوج علي فاطمة عليهما السلام فولدت له حسناً بعد أحد بسنتين وكان بين وقعة أحد وبين مقدم النبي (ص) المدينة سنتان وستة أشهر ونصف فولادته لأربع سنين وستة أشهر ونصف من التاريخ وبين أحد وبدر سنة ونصف، فجئ به الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اللّهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسماه حسنا، وعق عنه كبشاً. وفاته وفي وفاته عليه السلام أنه قبض بالمدينة لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة، وكان بذل معاوية لجعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي إبنه أم فروة أخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار واقطاع عشرة ضياع من سقي سوراء وسواد الكوفة على أن تسم الحسن عليه السلام، وتولى الحسين عليه السلام تغسيله وتكفينه ودفنه وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد عليها السلام بوصية منه، ولما مات الحسن عليه السلام ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت، وقيل أن زوجاته خرجن خلف جنازته حافيات. ![]() قال كمال الدين: مرض الحسن عليه السلام أربعين يوماً ثم مات، وقال المفيد رحمه الله لما أراد معاوية أخذ البيعة ليزيد اللعين دس إلى جعدة بنت الأشعث وكانت زوجة الحسن بن علي عليهما السلام من حملها على سمه وضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد فأرسل اليها مائة ألف درهم فسقته جعدة السم وبقي عليه السلام أربعين يوماً مريضاً، ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين للهجرة وتولى أخوه ووصيه الحسين بن علي عليهم السلام غسله وتكفينه ودفنه في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف عليها السلام. هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344ه، هدم الوهابيون قبره وقبور بقية الأئمة عليهم السلام. عمره عاش عليه السلام مع جده سبع سنين واشهراً، وقيل ثمان سنين ومع أبيه ثلاثين سنة وبعده تسع سنين وقالوا عشر سنين وظل مظلوماً ومات مسموماً وقبض بالمدينة وكان عمره الشريف سبعة وأربعون سنة وأشهر وقيل ثمان وأربعون. إمامته وكان مقامه مع جده سبع سنين ومع أبيه بعد جده ثلاثين سنة وبعد أبيه أيام إمامته عشر سنين وقال الحسن عليه السلام: لما حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب عليه السلام أخو محمد رسول الله (ص) وابن عمه وصاحبه وأول وصيتي أني أشهد أن لا إله الاّ الله وأن محمداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه وارتضاه بخيرته وأن الله باعث من في القبور وسائل الناس عن أعمالهم عالم بما في الصدور ثم إني أوصيك يا حسن وكفى بك وصياً بما وصاني به رسول الله (ص) فاذا كان يا بني فالزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا أكبرهمك...الخ، ولما قبض عليه السلام خطب الناس الحسن بن علي عليه السلام وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه عليه السلام وكانت خلافته عشر سنين. لازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام طيلة حياته، وشهد معه حروبه الثلاث: الجمل، صفين، النهروان. بويع بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 ه. صالح معاوية في النصف من جمادى الأولى سنة 41 ه، بعد أن تبين الوهن في أصحابه. بوابه: سفينة (مولى رسول الله صلى الله عليه وآله). كاتبه:عبد الله بن أبي رافع. صفته كان عليه السلام أبيض، مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، رقيق المشربة، كث اللحية، ذا وفرة، وكأن عنقه ابريق فضة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، ربعة، ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخصب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن. ألقابه ومن القابه السيد ، السبط ، الأمير، الحجة ، البر، التقي، الأثير، الزكي ، المجتبى ، الأول ، الزاهد ، وسماه الله تعالى الحسن وسماه في التوراة شبراً وكنيته أبو محمد وأبو القاسم. نقش خاتمه: العزة لله وحده. أصحابه وأصحابه عليه السلام هم نفس اصحاب أبيه علي عليه السلام، وبوابه قيس بن ورقاء المعروف بسفينة ورشيد الهجري ويقال ميثم التمار. أبوه أبوه هو أميرالمؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغرالمحجلين علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن أشعب بن أيمن بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهو سيد شباب الجنة. أمه أمه سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين والبتول المعصومة والمظلومة حقها أم أبيها أم الحسنين بضعة المصطفى فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة عليهم أفضل الصلاة والسلام الطاهرة المطهرة أم الأئمة الأطهار. زوجاته ففي موضوع زوجاته عليه السلام مواضيع شتى ومختلفة وقيل أنه تزوج سبعين حرة، وملك مائة وستين أمة في سائرعمره، وأما زوجاته أم أولاده - أم ولد خولة بنت منظور الفزارية، وأم بشير بنت ابي مسعود الأنصاري الخزرجية، جعدة بنت الأشعث، هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، وأم عبدالله وأم سلمة ورقية. أولاده في كشف الغمة قال كمال الدين: كان الحسن عليه السلام له من الأولاد عدداً لم يكن لكلهم عقب بل كان العقب لأثنين منهم فقيل كانوا خمسة عشر وهذه أسماؤهم - الحسن، زيد، عمرو، الحسين، طلحة، عبدالرحمن، عبدالله، إسماعيل ، محمد ، يعقوب ، جعفر، أبوبكر، والقاسم. وكان العقب منهم للحسن ولزيد وقيل كان له أولاد أقل من ذلك وقيل كان له بنت تسمى أم الحسن، وقال ابن الخشاب: ولد له أحد عشر ولداً وبنت والأولاد كما ذكر سابقاً بالإضافة إلى الحسين، عقيل، أم الحسن فاطمة وهي أم محمد الباقر عليه السلام. أما الشيخ المفيد (ق.س) في إرشاده قال: أولاد الحسن بن علي خمسة عشر ولداً ذكراً وأنثى وهم - زيد بن الحسن وأختاه أم الحسن وأم الحسين أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الحزرجية والحسن بن الحسن أمه خولة بنت منظورالفزارية وعمرو وأخواه القاسم وعبدالله بن الحسن أمهم أم ولد وعبد الرحمن بن الحسن أمه أم ولد والحسين بن الحسن الملقب بالأثرم وأخوه طلحة بن الحسن وأختهما فاطمة بنت الحسن أمهم أم إسحق بنت طلحة بن عبدالله التميمي وأم عبدالله وفاطمة وأم سلمة ورقية بنات الحسن عليه السلام لأمهات شتى وقتل مع الحسين عليه السلام من أولاده عبدالله والقاسم وأبوبكر. خاتمة المطاف وأحسب أن هذا العرض - على وجازته - دعوة للقارئ الكريم إلى تبني سيرة أهل البيت عليهم السلام والإقتداء بهم، والإستنارة بأنوارهم، { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }. |
![]() |
![]() |
![]() |
#20 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم سيرة الإمام الحسين عليه السلام مودله : في اليوم الثّالث من شعبان، من السّنة الرّابع للهجرة، ولد المولود الثّاني لعليّ وفاطمة:، في بيت الوحي والولاية. وحين بلغ نبأ ولادته للنّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)، جاء إلى بيت عليّ وفاطمة (عليه السلام)، وطلب من أسماء، أن تأتي بإبنه، فلفّته أسماء بملاءة بيضاء، وجاءت به للنّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)، فأذَّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى وفي الايّام الأولى من ولادته المباركة أو اليوم السّابع منها، هبط الأمين جبرئيل وقال: «إنّ الله عزّوجلّ ذكره يقرئك السّلام ويقول لك، إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه بإسم ابن هارون، قال: ما كان اسمه ؟ قال: شبيرقال: لساني عربيّ، قال: سمّه الحسين، فسمّاه الحسين وعقّت فاطمة (عليها السلام) عن ابنيها وحلقت رؤوسهما في اليوم السّابع، وتصدّقت بوزن الشعّر ورقا الحسين (عليه السلام) والنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): كان الرّسول(صلّى الله عليه وآله وسلم) يؤكّد على محبّته وحنانه للإمام الحسين(عليه السلام) في مناسبات عديدة، منذ ولادته في السّنة الرّابعة للهجرة، حتّى يوم وفاته(صلّى الله عليه وآله وسلم)، الّتي تمتد ستّة سنوات وعدّة أشهر، ويعرّف النّاس بمقام الإمام الثّالث وسموّه. يقول سلمان الفارسي: «كان الحسين على فخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو يقبّله ويقول: أنت السّيد وإبن السّيد أبو السّادة، أنت الامام وابن الإمام أبو الأئمّة، أنت الحجّة أبو الحجج، تسعة من صُلبك وتاسعهم قائمهم» عن أنس بن مالك، قال: سئل النّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) أيّ أهل بيتك أحبّ إليك قال: الحسن والحسين(عليهما السلام)، وكان يقول لفاطمة: أدعي لي إبنيَّ، فيشّمهما ويضمّهما إليه. عن أبي هريرة: قال خرج علينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرّة ، وهذا مرّة، حتى انتهى إلينا، فقال: من أحبّهما فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني وعن مدى العلاقة المعنويّة الملكوتيّة بين النبيّ والحسين، بما تملكه من سموّ وإنشداد وتعبير، يمكن التعرّف عليها بهذه الجملة الموجزة المعبّرة الّتي نطق بها الرّسول(صلّى الله عليه وآله وسلم): « حسين منّي وأنا من حسين » الحسين مع أبيه: أمضى الحسين (عليه السلام) ستّة أعوام من عمره مع النّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) وحين ودّع الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) هذه الحياة، عاش مع أبيه ثلاثين عاماً، ذلك الأب الّذي لم يحكم إلاّ بالعدل والأنصاف، ولم يعش إلاّ بالطّهارة والعبوديّة، ولم ير إلاّ الله، ولم يطلب، ولم يشهد إلاّ الله، ذلك الأب الّذي لم توفّر له الظّروف الصّعبة القاسية الّتي عاشها خلال خلافته الهدؤ والاستقرار، كما آذوه حين إغتصاب خلافته. والإمام الحسين (عليه السلام) خلال هذه المدّة الطّويلة الصّعبة، كان مطيعاً بقلبه وروحه، لأوامر أبيه وتوجيهاته، وفي السّنوات الّتي تولّى بها الإمام عليّ (عليه السلام) الخلافة الظاهريّة الصوريّة، كان الحسين (عليه السلام) جنديّاً مقاتلاً فدائيّاً كأخيه، وبذل أقصى جهوده في سبيل تحقيق الأهداف الإسلامية، وساهم في معارك الجمل وصفّين والنّهروان. وبذلك كان مدافعاً عن أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكان أحياناً، يندّد أمام الرّأي العام بمغتصبي الخلافة. وأبان خلافة عمر، دخل آلاما الحسين (عليه السلام) يوماً المسجد، فرأى الخليفة الثّاني على منبر الرّسول(صلّى الله عليه وآله وسلم) يخطب، وبلا تردّد، إرتقى الإمام الحسين (عليه السلام) المنبر، وهتف: «إنزل عن منبر أبي...» الإمام الحسين (عليه السلام) مع أخيه: بعد شهادة الإمام عليّ (عليه السلام) إنتقلت إمامة الشيعة للإمام الحسن (عليه السلام) ، إتّباعاً لأمر النّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) ووصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ووجب على جميع النّاس الاستجابة لتوجيهات الإمام الحسن (عليه السلام) وإرشاداته، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) الّذي نشأ في أحضان الوحي المحمّدي، والولاية العلويّة، مشاركاً لأخيه ومعيناً. وحين أرغم الإمام الحسن (عليه السلام) على الصّلح مع معاوية، حفاظاً على مصالح الإسلام العليا، والامّة الإسلامية، وتحمل كلّ المتاعب والتّحدّيات، في هذا السّبيل، كان الإمام الحسين (عليه السلام) شريكاً لاخيه في أوجاعه ومحنه، ولانّه كان يعلم بأنّ هذا الصّلح في صالح الاسلام والمسلمين، لذلك لم يعترض على أخيه، وحتى أنّه في يوم من الايّام، تحدّث معاوية بكلام بذي عن الإمام الحسن وأبيه (عليهما السلام)، وكان الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) حاضرين في المجلس فلما اندفع الإمام الحسين (عليه السلام) للردّ على معاوية، دعاه الإمام الحسن (عليه السلام) إلى الصّمت والهدوء، فاستجاب الإمام الحسين (عليه السلام) لطلب أخيه، وجلس، وبعد ذلك، تصدّى الإمام الحسن (عليه السلام) نفسه للرّدّ على معاوية، وأسكته ببيان بليغ قويّ الإمام الحسين(عليه السلام) في زمان معاوية: حينما فارق الإمام الحسن (عليه السلام) الحياة إنتقلت إمامة الشيعة، لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام)، إتّباعاً لنصّ النّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) ووصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعيّن من قبل الله، قائداً وإماماً للامّة. ورأى الإمام الحسين (عليه السلام) معاوية، مستولياً على زمام الخلافة الإسلامية، معتمداً في ذلك على القوّة الكامنة في الإسلام، وهو يبذل أقصى جهوده الجهنّميّة، وبشتّى الأساليب العدوانيّة، في هدم أُسس الامّة الإسلامية، والتّعاليم الإلهية، وكانت هذه الدّولة الهدّامة الجوفاء تغيض الإمام الحسين (عليه السلام)، وتؤلمه بشدّة، ولكن لم يتمكّن من مواجهتها بالقوّة، وتحشيد القوى، لضربها، وعزل معاوية عن مسند الخلافة الإسلامية، كما عاش أخوه الإمام الحسن (عليه السلام) ظروفاً مشابهة لما يعيشه. كان الإمام الحسين (عليه السلام) على علم، بأنّه لو أظهر نواياه وطموحاته ، وعمل على تجميع القوى وتحشيدها، والسّعي في خرب الدّولة الأموية، فإنّه سوف يقتل، قبل القيام بأيّة إنتفاضة أو تحرّك فاعل، لذلك إضطرّ للسّكوت والصّبر على مضيض، متألّماً من واقعه الموجع، وأنه لو تحرّك سوف يقتل ، دون أن يؤدّي قتله إلى أيّة نتيجة فاعلة، ومن هنا عاش كما عاش أخوه خلال حياة معاوية، ولم يرفع لواء المعارضة الواسعة الشديدة بوجه حكم معاوية، سوى بعض الاعتراضات التي كان يوجهها لبيئة معاوية الفاسدة، وأعماله وممارساته المنحرفة، ويبعث الامل بين الجماهير في مستقبل قريب، وأنّه سيقوم بعمل مثمر فاعل، وخلال المدّة الّتي كان معاوية يطالب فيها النّاس بالبيعة ليزيد، كان الإمام الحسين (عليه السلام) يقف موقف المعارضة الصّارمة، ولم يستسلم لبيعة يزيد أبداً، ورفض ولاية عهده، وأحياناً كان يوجّه لمعاوية خطاباً شديد اللّهجة ، أو يبعث إليه رسالة ثائرة. ولم يصرّ معاوية على مطالبته بالبيعة ليزيد، وبقي الإمام الحسين (عليه السلام) كذلك، إلى أن مات معاوية. ________________________________________ هناك أقوال أخرى حول السّنة أو الشّهر أو اليوم الّذي ولد فيه الإمام الحسين (عليه السلام)، ونحن قد ذكرنا القول المشهور بين الشّيعة، يراجع كتاب أعلام الورى للطّبرسي، ص 213. يحتمل المراد من أسماء هي إبنة يزيد بن سكن الانصاري، يراجع أعيان الشّيعة، ج11، ص167. أمالي الشّيخ الطّوسي، ج1، ص377. شبر على وزن حسن، وشبير كحسين، ومشبر كمحسن، أبناء هارون، وقد سمّى النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) بأسمائهم أولاده الحسن والحسين ومحسن، يراجع تاج العروس، ج3، ص389 ; وشبر وشبير ومشبر، هم أولاد هارون على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام، ومعناها بالعربيّة حسن وحسين ومحسناً، لسان العرب، ج6، ص60. معاني الأخبار، ص57. قد أكدَّ في النّصوص الإسلامية كثيراً على العقيقة، لسلامة الأبناء والحفاظ عليهم، وسائل الشّيعة، ج15، ص143. الكافي، ج6، ص33. مقتل الخوارزمي، ج1، ص146 وكمال الدين للصدوق، ص152. سنن الترمذي، ج5، ص323. ذخائر العقبى، ص122. الإصابة، ج1، ص330. سنن الترمذي، ج5، ص324 ; وقد نقلنا هنا بعض الروايات من كتب أهل السنة، لتكون معتبرة ونافذة عليهم. الاصابة، ج1، ص333. تذكرة الخواصّ لابن الجوزيّ، ص234 ; الاصابة، ج1، ص333، وكما ذكر المؤرّخون بأنّ هذه الواقعة حدثت، وكان عمر الإمام(عليه السلام) عشر سنوات. الإرشاد للشّيخ المفيد، ص173. رجال الكشي، ص50، كشف الغمة، ج2، ص206. الثّورة الحسينيّة: بعد أن تولّى يزيد الحكومة الإسلاميّة، ونصب نفسه أميراً للمؤمنين، ولأجل أن يثبّت دعائم سلطته الجائرة الباطلة، صمّم على أن يرسل بياناً للشّخصيّات الإسلاميّة المعروفة، يدعوهم فيه إلى مبايعته، ولأجل ذلك، كتب كتاباً إلى عامله في المدينة، أكّد فيه على أخذ البيعة من الحسين (عليه السلام)، وإذا رفض فعليه ان يقتله، وقد بلّغ العامل هذا النّداء الى الإمام الحسين (عليه السلام) وطالبه بالجواب، فقال الإمام الحسين (عليه السلام): « إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السّلام ، إذا بُليت الأمّة براع مثل يزيد »(1). فإذا ابتلت الأمّة بحاكم كيزيد، وهو شارب الخمر، ولاعب القمار، والمنحرف الفاجر، الّذي لم يلتزم بالإسلام حتى بالظّاهر، فعلى الإسلام السّلام، وذلك لانّ أمثال هؤلاء الحكّام، الّذين يحكمون بإسم الإسلام وبقوّة الإسلام سوف يبيدون كيان الإسلام. وحين رفض الإمام الحسين (عليه السلام) الاعتراف بشرعيّة حكومة يزيد علم بأنّ بقاءه في المدينة سيؤدّي إلى قتله، ولذلك خرج ليلاً بأمر من الله تعالى سرّاً إلى مكّة، وحين وصل مكّة شاع خبر وصوله ورفضه للبيعة، بين النّاس في مكّة والمدينة ، حتى وصلت أصداؤها للكوفة، وقد دعا الكوفيّون الإمام الحسين(عليه السلام) التّحرّك إليهم ليمسك بزمام أمورهم، ومن هنا بعث الإمام (عليه السلام) إبن عمّه مسلم بن عقيل (عليه السلام) إلى الكوفة ليطّلع عن كثب على التّحرك والوعي الاجتماعي في الكوفة ثمّ يكتب للإمام (عليه السلام) في ذلك. ووصل مسلم الكوفة، وإستقبل بحفاوه منقطعة النّظير وبايعه الالاف كنائب للإمام(عليه السلام)، وكتب مسلم للإمام الحسين(عليه السلام) في هذا الاستقبال الجماهيريّ، وألزمه بالتَّحرك السّريع. ومع أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان يعرف أهل الكوفة جيّداً، ويتذكّر خياناتهم وإنحرافاتهم خلال خلافة أبيه وأخيه، ويعلم بأنّه لا يمكنه الاعتماد على وعودهم وعهودهم، ومبايعتهم لمسلم، ولكنّه صمّم على التّحرك للكوفة، من أجل إلقاء الحجّة وتنفيذاً لأمر الله. ولذلك عزم على الذّهاب إلى الكوفة في الثّامن من ذي الحجّة ، أي في ذلك اليوم الّذي يعزم فيه الحجيج الذّهاب إلى منى(2)، وكل من لم يصل مكّة بعد، كان يسرع الخطى من أجل الوصول إليها، ولكن الإمام (عليه السلام) بقي في مكّة، وفي مثل ذلك اليوم خرج مع أهل بيته وأصحابه من مكّة متّجهاً إلى العراق، وبعمله هذا كما عمل بوظيفته الدينية، كذلك أراد أن يطّلع كلّ المسلمين في العالم بأنّه لم يعترف بشرعيّة يزيد ولم يبايعه، بل إنّه ثائر ضدّه. وحين بلغ يزيد نبأ مسلم(عليه السلام) ووصوله إلى الكوفة، ومبايعة الكوفيّين له بعث إبن زياد إلى الكوفة وهو من أقذر أتباع يزيد ، ومن أبشع أنصار الدّولة الأمويّة وأكثرهم إجراماً. وقد إستغلّ إبن زياد خوف الكوفيّين، وضعف إيمانهم ونفاقهم، واستفاد من هذه الطّبيعة المنهارة المنحرفة في تنفيذ مآربه ومخطّطاته، ففرّقهم عن مسلم بالإرهاب والرّعب ، وهكذا بقي مسلم وحده يقاتل جلاوزة بني زياد، واستشهد أخيراً، بعد قتال شجاع مثير، سلام الله عليه. وأخذ إبن زياد يحرّض مجتمع الكوفة الخائن المنافق المنحرف ضدّ الإمام الحسين (عليه السلام) حتّى وصل الأمر أن تعبّأ لقتال الإمام الحسين (عليه السلام) بعض الّذين كتبوا إليه يطالبونه بالمجيء إلى الكوفة، وهكذا ضلّوا منتظرين ليأتي الإمام الحسين(عليه السلام) ويقتلوه. والإمام الحسين (عليه السلام) من اللّيلة التي خرج فيها من المدينة وخلال مدة إقامته في مكّة ومسيره من مكّة إلى كربلاء حتّى يوم إستشهاده، كان يؤكّد على هذه الحقيقة بإيماء وصراحة: بأنّ هدفه من التّحرّك هو إسقاط القناع المزيف عن دولة يزيد المعادية للدّين، وليس له هدف إلاّ إقامة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومواجهة الظّلم والجور، وليس إلاّ الحفاظ على القرآن الكريم، وإحياء الدّين المحمّديّ. وهذه هي المهمّة الّتي وضعها الله تعالى على عاتقه، حتّى لو أدّى ذلك إلى قتله وقتل أصحابه وأبنائه وأسر أهل بيته. وقد أكّد الرّسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن بن عليّ(عليه السلام) مراراً على شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) ولهج النّبيّ باستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) حين ولادته(3)، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه يعلم بعلم الإمامة بأنّ الشّهادة هي مصير هذه الرّحلة، ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن من أولئك الّذين يبخلون بأنفسهم في سبيل الله وإطاعة أمر السّماء، أو كان يخشى في ذلك من أسر أهل بيته ، إنّه كان يرى البلاء كرامة والشّهادة سعادة، سلام الله الدّائم عليه. وشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء كانت من الأحاديث الشائعة في الأمّة الإسلامية، حيث كانوا يتداولونها فيما بينهم ، لذلك كان عامّة النّاس على علم بنهاية هذه الرّحلة، لأنّهم سمعوها من قريب أو بعيد من رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن(عليه السلام) وكبار صدر الإسلام. ومن هنا كان تحرّك الإمام الحسين(عليه السلام)، بالرّغم من تلك التّحدّيات والمصاعب، قد ضاعف من احتمال شهادته في أذهان الجماهير، وخاصّة أنّه كان يردّد دائماً خلال مسيره « مَنْ كانَ باذِلاً فينا مُهْجَتَهُ وَمُوَطِّناً على لِقاءِ اللهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْحلْ مَعَنا »(4). ولذلك خطر في أذهان البعض من محبيّه، أن يصرفه عن المسير والتّحرّك. وقد غفل هذا البعض، أنّ ابن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) إمام وخليفة النّبيّ، وهو عالم بوظيفته أكثر من غيره ولن يتوانى أبداً عن المهمّة الّتي عهد بها الله إليه. أجل... إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) واصل مسيره وتحرّكه، بالرّغم من كلّ هذه النّظريّات والآراء الّتي تدور حوله، ولم يضعف إصراره أبداً . وهكذا... ذهب واحتضن الشّهادة، ليس وحده بل مع أصحابه وأبنائه، وكلّ واحد منهم كان كوكباً لامعاً مضيئاً في سماء الإسلام ; ذهبوا كلّهم وقتلوا واستشهدوا وعانقوا بدمائهم الطّاهرة رمال كربلاء الملتهبه، لتعلم الامّة الإسلامية بأنّ يزيد (وريث العائلة الأمويّة القذرة) ليس خليفة لرسول الله، وأنّ الإسلام في أساسه ليس يزيد، ويزيد لا يمثّل الإسلام. حقّاً... هل فكّرتم، أنّه لو لم تحدث شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) المفجعة والمثيرة، والباعثة على الثّورة والتّحرّك، ويبقى النّاس معتقدين بأنّ يزيد خليفة النّبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم)، ولكن بين حين وآخر، كانت تطرق أسماعهم حكايات بلاط يزيد والأعمال العابثة المنحرفة، والشّائنة ليزيد وعمّاله، فإنّ مثل ذلك كان يدفعهم إلى النّفور والاستياء من الإسلام نفسه، فإنّ مثل هذا الإسلام الّذي يمثّل يزيد خليفه لنبيّه، ممّا يستوجب حقّاً مثل هذا النفّرة والاستياء منه. وأسر أيضاً أهل بيته الأطهار لتصل الرّسالة الاخيرة لهذه الشّهادة إلى أسماع النّاس، وقد سمعنا وقرأنا أنّ هؤلاء الأسرى في كلّ مكان في المدن والأسواق والمساجد وفي البلاط المتعفّن لابن زياد ويزيد كانوا يهتفون ويردّدون بأعلى صوت ويخطبون ليسقطوا القناع النّاعم المزيف، عن الوجه البغيض المجرم لجلاوزة بني أميّة ، وقد أثبت هؤلاء الأسرى للجميع بأنّ يزيد اللاّعب بالكلاب والشّارب للخمر لا يصلح أبداً للخلافة الإسلاميّة، وأنّ هذا المسند الّذي نصب نفسه عليه ليس مكانه، لقد أكملت خطاباتهم ونداءاتهم رسالة الشّهادة الحسينيّة، فجّروا زلزالاً في القلوب ، ليبقى إسم يزيد وإلى الأبد مثالاً لكلّ قذارة ورذيلة ودنائة، وبذلك تحطّمت كلّ أحلامه الذهبيّة ومطامعه الشّيطانيّة، أجل، لابدّ من رؤية عميقة ليمكن لنا التّوصل لكلّ جوانب هذه الشّهادة العظيمة الفاعلة وأبعادها. ومنذ بداية إستشهاده وحتّى يومنا هذا، يحيى هذه الذّكرى المقدّسة، كلّ محبيّه ومواليه وشيعته وكلّ أولئك الّذين يقدّرون كرامة الإنسان وعظمته وشموخه، ففي كلّ عام يحيون بإرتدائهم الثّياب السّوداء ذكراه السّنوية، ذكرى تخضّبه بالدّماء، ذكرى ثورته وشهادته، ويعبّرون عن إخلاصهم ببكائهم على المصائب والمآسي الاليمة الّتي تعرّض لها، وكان أئمّتنا المعصومون(عليهم السلام): بنظرهم البعيد ورؤيتهم الوسيعة يؤلون أهميّة خاصّة لواقعة كربلاء وإحيائها، بالإضافة إلى توجّههم وذهابهم لزيارة حرمه الشّريف، وإقامة مآتم العزاء، وهناك أحاديث كثيرة منقولة عنهم في فضيلة إقامة المآتم، والحزن على الإمام الحسين(عليه السلام). عن أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني للعبدي في الحسين(عليه السلام)، قال: فأنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتّى سمعت البكاء من الدّار، ثمّ ذكر له الإمام(عليه السلام) الثّواب والأجر لمن أنشد الشّعر في الحسين(عليه السلام) (5). وعن الإمام الصّادق(عليه السلام): « أنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، فإنّه فيه مأجور »(6). وقال الإمام الباقر(عليه السلام) لمحمّد بن مسلم: « مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين(عليه السلام) فإن إتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين(عليه السلام) بالإمامة من الله عزّوجلّ »(7). يقول الإمام الصّادق(عليه السلام): « إنّ زيارة الحسين(عليه السلام) أفضل ما يكون من الأعمال »(8). وذلك، لانّ هذه الزّيارة، في الواقع، مدرسة كبيرة، تعلّم البشريّة ، دروس الإيمان والعمل الصّالح، لتحلّق الرّوح إلى ملكوت الفضائل والتّضحيات. وإقامة المآتم، والبكاء على مصائب الإمام الحسين(عليه السلام)، والتّشرف لزيارة ضريحه الشّريف، وتمثّل تاريخ كربلاء الثّائر العظيم، وتجسيده وإستعراضه، وإن كان لهذه الممارسات، قيمها ومعاييرها السّامية، ولكن علينا أن نعلم، بأنّه يجب أن لا نكتفي بهذه الزّيارات والدّموع والأحزان، بل إنّ كلّ هذه المظاهر تستهدف أن تذكّرنا بفلسفة الالتزام بالدّين والتّضحية والدّفاع عن التعاليم السّماويّة، وليس لها هدف إلاّ هذا ; ونحن نحتاج وبإلحاح لتلك العطاءات الحسينيّة، أن تعلّمنا الإنسانيّة، وإفراغ القلب من كلّ شيء غير الله، وإلاّ فإنّنا لو اقتصرنا على المظاهر فحسب، فسوف ينسى الهدف الحسينيّ المقدّس. ------------------------------------------ (1) مقتل الخوارزمي، ج1، ص184، اللّهوف، ص24. (2) يستحبّ في اليوم الثّامن لذي الحجّة، أن يذهب الحجيج إلى منى، وكان المسلمون في ذلك الزّمان يعملون بهذا الحكم المستحبّ، ولكن المتعارف في زماننا أن يذهب الحجّاج في اليوم الثّامن إلى عرفات بصورة مباشرة. (3) كامل الزّيارات، ص468 ; مثير الاحزان، ص9. (4) اللّهوف، ص61. (5) كامل الزيارات، ص1050. (6) كامل الزيارات، ص100. (7) كامل الزيارات، ص121. (8) كامل الزيارات، ص147. خُلق الإمام الحسين(عليه السلام) وسلوكه: إذا القينا نظرة عابرة على (56) عاماً من الحياة المستسلمة لرّضا الله الدّاعية له تعالى، الّتي عاشها الإمام الحسين(عليه السلام)، لرأيناها حافلة بالنّزاهة والعبوديّة ونشر الرّسالة المحمّديّة والمفاهيم العميقة، الّتي يعجز الفكر عن التوصّل إلى كنهها. والان نمرّ بإيجاز على جوانب من حياته الكريمة: كان متعلّقاً بشدّة بالصّلاة، والمناجاة مع الله، وقراءة القرآن الكريم، والدّعاء والاستغفار، وربّما صلّى في اليوم الواحد مئات الرّكعات(1)، وحتّى في الليلة الاخيرة من حياته لم يترك الدّعاء والمناجاة، وقد ذكر، أنّه طلب من أعدائه أن يمهلوه ليمكنه أن يخلو مع ربّه، ويتضرّع إليه، وقال(عليه السلام): « لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه، ونستغفره فهو يعلم أنّي قد كنت أحبّ الصّلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدّعاء والاستغفار »(2). وقد حجّ عدّة مرّات ماشياً إلى بيت الله الحرام، وأدّى مناسك حجّه كذلك(3)، وروى بشر وبشير إبنا غالب، قالا: كنّا مع الحسين بن علي(عليه السلام) عشيّة عرفة، فخرج(عليه السلام) من فسطاطه، متذلّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه، كإستطعام المسكين ، ثمّ قال: « اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذي لَيْسَ لِقَضائِه دافِعٌ، وَلا لِعَطائِه مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِه صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ البَدائِع، وَأتقنَ بِحِكْمَتِه الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلائِعُ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ جازي كُلِّ صانِع ورَايشُ كُلِّ قانِع، وَراحِمُ كُلِّ ضارع ومُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّور السّاطِعِ وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ وَلِلْكُرْباتِ دافِعٌ وَللِدَّرَجاتِ رافِعٌ وَللْجَبابِرَةِ قامِعٌ فَلا إلهَ غَيْرُهُ وَلا شَيْء يَعْدِ لُهُ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ اللَّطيفُ(4) الْخَبيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ. أللّهُمَّ إنّي أَرْغَبُ إلَيْكَ، وَأَشْهَدُ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، مُقِّراً بأنَّكَ رَبّي وَإلَيْكَ مَرَدّي، إبْتَدَأتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، خَلَقْتَني مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الأَصْلابَ، امِناً لِرَيْبِ المنَونِ، وَاخْتِلاف الدّهور والسِّنينَ، . . . ثُمَّ أَخْرَجَتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الْهُدى اِلى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً وَحَفِظْتَنِي في الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذَاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنيِ الأَْمَّهاتِ الرَّواحِم، وَكَلأَتَنِي مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ، وَسَلَّمَتَني مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيِمُ يا رَحْمانُ، حَتّى إذَا اسْتَهْلَلتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، اَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الإِْنْعامِ، وَرَبَّيتَني زايدِاً في كُلِّ عام، حَتّى إذا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتي، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتي، أَوْجَبْتَ عَلَيّ حُجَّتَكَ، بِأَنْ أَلْهَمْتَني مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَني بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَأيقَظْتَني لِما ذَرَأْتَ في سَمائِكَ وَأَرضِكَ، مِن بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَني لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَأوْجَبْتَ عَلَيّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَني ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرتَ لي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنْنْتَ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ. ثُمّ إذْ خَلَقْتَني مِنْ خَيْرِ الثَّرى، لَمْ تَرْضَ لي يا إِلهي نِعْمَةً دُونَ اُخْرى، وَرَزَقْتَني مِن أنواعِ الْمَعاشِ وَصُنُوفِ الرِّياشِ. حَتّى إذا أتْمَمْتَ عَلَيّ جَميِعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنّي كُلَّ النِّقم، لَمْ يَمْنَعُكَ جَهْلي وَجُرأتي عَلَيْكَ، أنْ دَلَلْتَني إِلى ما يُقَرِّبُني إلَيْكَ، وَوَفقتَنِي لِما يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ.... فَأَيَّ نِعَمِكَ يا إلهي اُحْصي عَدَداً وذِكْراً، أَمْ أيَّ عَطاياكَ أقُومُ بِها شُكْراً، وَهيَ يا رَبِّ أكْثَرُ مِنْ أنْ يُحْصِيَهَا العادُّونَ، أو يَبْلُغَ عِلْماً بِها الحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأتَ عَنِيّ اللّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرّاءِ أكْثَرُ مِمّا ظَهَرَ لي مِنَ الْعافيَةِ وَالسَّرّاءِ. « وَأنّا أشهدُ يا إلهي بِحَقيقَةِ إيماني وَ... أن لوْ حاوَلتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدى الإعْصارِ وَالأَحْقابِ لَوْ عُمّرِتُها أنْ اُؤَدِّي شُكْرَ واحِدَة مِنْ أنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إلاّ بِمَنِّكَ الْمُوجِبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرُكَ أبَداً جَديداً وثناءً طارِفاً عَتيداً.... اَللّهُمَّ اجْعَلْني أَخْشاكَ كَأنّي أَراكَ، وَأَسْعِدْني بِتَقْواكَ، وَلا تُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ.... أللَّهُمَ إجْعَلُ غِنايَ في نَفْسي، وَاليَقِيْنَ في قَلْبي، وَالإخْلاصَ في عَمَلي ، وَالنُّورَ في بَصَري، وَالْبَصِيْرَةَ في دِيني، وَمَتِّعْني بِجَوارِحي... . وَإنْ أعُدَ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وكَرائِمَ مِنَحِكَ لا أُحْصيها يا مَولاي. أنْتَ الّذي مَنَنْتَ. أنْتَ الّذي أنْعَمْتَ. أنْتَ الّذي أحْسَنْتَ. أنْتَ الّذي أجْمَلْتَ. أنْتَ الّذي أفْضَلْتَ. أنْتَ الّذي أكْمَلْتَ. أنْتَ الّذي رَزَقْتَ. أنْتَ الّذي وَفّقْتَ. أنْتَ الّذي أعْطَيْتَ. أنْتَ الّذي أغْنَيْتَ. أنْتَ الّذي أقْنَيْتَ. أنْتَ الّذي آوَيْتَ. أنْتَ الّذي كَفَيْتَ. أنْتَ الّذي هَدَيْتَ. أنْتَ الّذي عَصَمْتَ. أنْتَ الّذي سَتَرْتَ. أنْتَ الّذي غَفَرْتَ. أنْتَ الّذي أقَلْتَ. أنْتَ الّذي مَكّنْتَ. أنْتَ الّذي أَعْزَزْتَ. أنْتَ الّذي أعَنْتَ. أنْتَ الّذي عَضَدْتَ. أنْتَ الّذي أيَّدْتَ. أنْتَ الّذي نَصَرْتَ. أنْتَ الّذي شَفَيْتَ. أنْتَ الّذي عافَيْتَ. أنْتَ الّذي أكْرَمْتَ. تَبارَكْتَ رَبّي وَتَعالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دائِماً ولكَ الشُّكرَ واصِباً، ثُمَّ أنا يا إلهي الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبي فَاغْفِرْها لي… [إلى آخر الدّعاء] »(5).. وقد أثّر دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) تأثيراً قويّاً بين النّاس في ذلك اليوم، وشدّهم بالله، بحيث ضجّوا بالبكاء والنّحيب، وأخذوا يردّدون الدّعاء مع إمامهم. وذكر إبن الأثير في كتابه أسد الغابة «كان الحسين رضي الله عنه، فاضلاً كثير الصّوم والصّلاة والحجّ والصّدقة وأفعال الخير جميعها »(6). ومما يدلّ على سموّ شخصيّة الإمام الحسين(عليه السلام) وإحترامه وإكباره أنّه حين كان يحجّ ماشياً مع أخيه الإمام الحسن(عليه السلام)، يترجّل كلّ الكبار، والشّخصيّات الإسلامية آنذاك إحتراماً لهم، ويسيرون معهم(7). إنّ تقدير الأمّة للإمام الحسين(عليه السلام) وإحترامها إنّما نشأ من أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان يعيش بين النّاس، ولم يعتزل النّاس، كان متلاحماً مع روح المجتمع، ويشعر كالاخرين، بآلامهم وآمالهم، والاسمى من ذلك، أنّ إيمانه القويّ بالله الّذي لم يضعف أبداً، كان يجعله دائماً مشاركاً لاوجاع النّاس وآلامهم. وإلاّ فإنّه(عليه السلام) لم يكن يمتلك القصور الشّاهقة الفخمة، ولا الجنود والعبيد المحافظين عليه، ولم يكن كالجبّارين يقطعون الطّرق على النّاس، ويفرغون لهم مسجد الرّسول(صلّى الله عليه وآله وسلم). والرّواية الثّالية تعبّر عن مثال لأخلاقه الإجتماعيّة « مَرّ الحسين بن عليّ(عليه السلام) بمساكين قد بسطوا كسائاً لهم فألقوا عليه كسراً، فقالوا: هلمّ يابن رسول الله، فثنى وركه فأكل معهم، ثم تلا (إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْتَكْبِرين)(8)، ثمّ قال: قد أجبتكم فأجيبوني ؟، قالوا: نعم يابن رسول الله، فقاموا معه حتّى أتوا منزله، فقال للجارية: أخرجي ما كنت تدّخرين(9). شعيب ابن عبد الرّحمن الخزاعي قال: وجد على ظهر الحسين بن عليّ(عليه السلام) يوم الطّف أثر، فسألوا زين العابدين (عليه السلام) عن ذلك، فقال: هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين(10). ويمكن أن نتعرّف على مدى إهتمام الإمام الحسين(عليه السلام) بالدّفاع عن المظلومين وحمايته للمحرومين، من خلال حكاية أرينب وزوجها عبد الله بن سلام، ونستعرضها هنا بإيجاز: إنّ كلّ وسائل وموائد الرفاة والتّرف والفجور، أمثال المال والمنصب والجواري والفتيات وغيرها، كلّها كانت متوفّرة ليزيد، ولكن بالرّغم من كلّ ذلك كانت عينه الوقحة الفاجرة تلاحق أعراض الآخرين، ويحاول التعدّي على زوجاتهم العفيفة. وبدلاً من أن يضرب أبوه معاوية على يد إبنه المجرمة، ويمنعه من تصرّفاته الشائنة الدّنيئة، فإنّه كان يمهّد له طرق ووسائل التّجاوز والتّعدي المشين، بمختلف أساليب المكر والكذب والخداع، ومن هنا فرّق بين إمرأة مسلمة عفيفة وزوجها وأخرجها من بيت الزّوجية ليلقيها في أحضان إبنه الموحّلة القذرة، ويربطها بهذا الشّاب النزق الفاجر، وقد إطّلع الإمام الحسين(عليه السلام) على الحادثة، وواجهه بشدّة هذه المحاولة الشّائنة، وأبطل المخطّط الجهنّمي، وأعاد الزّوجة إلى زوجها عبدالله بن سلام اعتماداً على بعض الأحكام الإسلاميّة، ومنع أيدي التّعدي والتّجاوز أن تمتد إلى البيوت المسلمة الطّاهرة، وقد أظهر بعمله المقدّس هذا أما الرّأي العامّ مدى غيرة الهاشمييّن، ومدى إهتمامهم الدّائب المشدّد بالحفاظ على نواميس الأمّة الإسلاميّة، وقد بقيت وستبقى هذه الحكاية، وموقف الإمام الحسين(عليه السلام) في سجلّ التاريخ، وإلى الأبد، من مفاخر آل عليّ، ومن جرائم ورذائل بني أميّة(11). يقول العلائلي في كتابه (سموّ المعنى في سموّ الذات): « فقد عرّفنا العظيم في ثوب الشّجاع، وعرّفنا العظيم في ثوب البطل، وعرّفنا العظيم في ثوب الضحيّة الشّهيد، وعرّفنا العظيم في ثوب الزّاهد، وعرّفنا العظيم في ثوب العالم، وأمّا العظمة في كلّ ثوب، والعظمة في كلّ مظهر، حتّى كأنّها تآزحت من أقطارها فكانت شخصاً مائلاً للنّاس يقرأونه ويعتبرون به، فهذا ما نجده في الحسين(عليه السلام) وحده، وهذا ما نلمسه فيه فقط، حيث هو من نفسه وحيث هو من نسبه، فلقد يكون أبوه مثله، ولكن لا يجد له أباً كمثل نفسه »(12). فرجل كيفما سموت به من أيّ جهاته إنتهى بك إلى عظيم، فهو ملتقى عظمات ومجمع أفذاذ، فإنّ من ينبثق من عظمة النّبوّة ( محمّد )، وعظمة الرّجولة (علي)، وعظمة الفضيلة (فاطمة)، يكون أمثولة عظمة الإنسان، وآية الآيات البيّنات، فلم تكن ذكراه ذكرى رجل، بل ذكرى الإنسانية الخالدة، ولم تكن أخباره أخبار بطل بل خبر البطولة الفذّة. فالحسين(عليه السلام) رجل، ولكن فيه آية الرّجال، وعظيم ولكن فيه حقيقة العظمة، فرعياً لذكراه ورعياً للعِظَة به. ومن ثمّ كان جديراً بنا أن نستوحيه على الدّوام كمصدر إلهاميّ إنبثق وهّاجاً قويّاً، وامتدّ بأنواره أجيالاً وأجيالاً، ولا يزال يسطع كذلك حتّى ينتظم اللاّنهايات، وينفذ إلى ما وراء الأرض والسّماوات، وهل لنور الله حدّ يقف عنده، أو مَعلَم ينتهي إليه. وكذلك يجد من تدبّر نهايته، أعظم بها نهاية، وأعظم بها تضحية وأعظم بها مثلاً، وذكرى نادرة، حتى كان يد الله خطّت بها على الأبدية سطراً أحمر قانياً. فلتسمع الأجيال ولتستيقظ الإنسانية، على الصّوت الرجّاف الّذي ينبعث من أعماق الرجم ومن وراء القبور، حياً جياشاً ينفذ إلى الأعماق فتستعرله الضمائر، وينثال إلى مواطن الشّعور فيحيى به الوجدان. وعلى نيّرات مثل هذا الصّوت فقط يتبانى للإنسانية أن تغسل آثامها وتخلص من أدرانها، وتتطهّر من أرجاسها. ولنستمع لبعض أحاديثه وأقواله الّتي تهزّ المشاعر وتجذب القلوب: « انّ النّاسَ عبيدُ الدُّنْيا، والدّينُ لَعْقٌ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَه ما دَرَّتْ مَعايِشُهُمْ، فَإذا مُحِّصُوا بِالبَلاء قَلَّ الدَّيّانُونَ »(13). ويخاطب الإمام الحسين(عليه السلام) ابنه زين العابدين(عليه السلام): « أَيْ بُنَيَّ إِيّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لا يَجِدُ عَلَيْكَ ناصِراً إِلاَّ الله جَلَّ وَعَزَّ »(14). وطلب رجل من الإمام الحسين(عليه السلام) أن يكتب له خير الدُّنيا والآخرة، فكتب له(عليه السلام): « بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ: أمّا بَعْدُ فَإنَّ مَنْ طَلَبَ رِضى اللهِ بِسَخَطِ النّاسِ كَفاهُ اللهُ أمورَ النّاسِ، وَمَنْ طَلَبَ رِضَى النّاسِ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ الىَ النّاسِ والسَّلامُ »(15). وروى أنّ الحسين بن عليّ(عليه السلام) جاءه رجل، وقال: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة. فَقالَ (عليه السلام):« إفْعَلْ خمْسَةَ أَشْياءَ وَاذْنِبْ ما شِئْتَ: فَأوَّلُ ذلِكَ، لا تَأْكُلْ رِزْقَ اللهِ وَاذْنِبْ ما شِئْتَ. وَالثّاني: أُخْرُجْ مِنْ وَلايَةِ اللهِ، وَأذْنِبْ ما شِئْتَ. والثّالِث: أطْلُبْ مَوْضِعاً لا يَراك اللهَ، وَأذْنبْ ما شِئْتَ. والرّابعُ: إذا جاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ، وَأذْنبْ ما شِئْتَ. وَالخامِسُ: إذَا أَدْخَلَكَ مالِكٌ في النّار، فَلا تَدْخُلْ فِي النّارِ، وَأذْنِبْ ما شِئْتَ »(16). ------------------------------------------ (1) العقد الفريد، ج3، ص143. (2) الإرشاد للمفيد، ص214. (3) المناقب لابن شهر آشوب، ج3، ص224 ; أسد الغابة، ج2، ص20. (4) يذكر الصدوق حول تفسير اللطيف: 1 انه لطيف في تدبيره وفعله وقد روي في الخبر أنّ معنى اللّطيف، هو أنّه الخالق للخلق اللّطيف كما أنّه سمّي العظيم لانّه الخالق للخلق العظيم. إنّه لطيف بعباده فهو لطيف بهم بارّ بهم منعم عليهم (التوحيد للصدوق، ص217). (5) ذكر هذا الدّعاء السيّد إبن طاووس في الإقبال، ص339 350، والكفعمي في البلد الأمين، ص251 258، والمجلسي في البحار، ج98، ص213 ; والقمّي في مفاتيح الجنان، وغيرها من الكتب، ويمكن للقاري أن يراجع مفاتيح الجنان، وهو في متناول أيدي الجميع. (6) أسد الغابة، ج2، ص20. (7) ذكرى الحسين (عليه السلام)، ج1، ص152، نقلاً عن رياض الجنان، ط بمبي، ص241 أنساب الاشراف. (8) سورة النّحل، آية 22. (9) بحار الأنوار، ج44، ص189. (10) المناقب، ج2، ص222. (11) يراجع الإمامة والسّياسة، ج1، ص253. (12) سموّ المعنى، ص90. (13) تحف العقول، ص250. (14) تحف العقول، ص251. (15) البحار، ج78، ص126. (16) البحار، ج78، ص126.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#21 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم سيرة على ابن الحسين عليهما السلام وكان يحمل الخبز في الليالي متخفيّا الى بؤساء المدينة وفقرائها، فلما مات عرفوا ان الذي كان يحمل اليهم الخبر هو الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام). مولده: اسمه المبارك (علي) أشهر القابه (السجاد و زين العابدين). أبصرت عيناه النور في المدينة في النصف من شهر جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة، أبوه سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، واُمه الجليلة (شهر بانو). خصائصه الخُلقية: لقيه أحد أرحامه في جمع من أصحابه فتهجّم عليه وقال فيه ما لا يُليق وانصرف، فقال الإمام (عليه السلام) لمن حوله: قد سمعتم ما قال، فاني أرغب أن تأتوا معي الساعة لتسمعوا حوابي عليه. قالوا: نأتي معك، ولو كنا رددنا عليه ما قال حينما قال لكان أفضل. فقام الإمام (عليه السلام) معهم الى بيت ذلك المتهجم، وفي الطريق راح الإمام يردد الآية الكريمة من سورة آل عمران والتي تصف حال بعض المؤمنين: [والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ]. فأدرك أصحابه انّه غير ذاهب ليجازيه على ما بدر منه كما هو ظنهم أول الامر. فلما بلغوا دار ذلك الرجل ناداه الإمام وقال: قولوا له علي بن الحسين (عليه السلام) جاء، فظن الرجل ان الإمام جاء ليجازيه على ما كان منه، فخرج متأهباً للعراك، فقال الإمام (عليه السلام): يا اخي ان كنت قلت ما فيَّ فاستغفر الله منه، وان كنت قلت ما ليس فيَّ يغفر الله لك. فخجل الرجل من لطف الإمام (عليه السلام)، وتقدّم نحوه وقبّل ما بين عينيه وقال: (بل قلتُ ما ليس فيك وأنا أحق به). كان في المدينة رجل مُهرج يُضحك النّاس بافعاله، وكان نفسه يقول: اني لم أستطع ان اُضحك علي بن الحسين (عليه السلام). وفي يوم كان الإمام (عليه السلام) ماراً اذا أخذ عبائته من على كتفيه وانصرف ! فلم يعبأ به الإمام (عليه السلام) ثم جاء بها أصحابه فسألهم الإمام (عليه السلام) من كان الرجل؟ قالوا: مُهرج يُضحك النّاس. قال: قولوا له [إنَّ للهِِ يَوْماً يَخْسَرُ فيهِ الْمُبْطِلُونَ ]. وزار الإمام السجاد (عليه السلام) زيد بن اُسامة وهو يحتضر على سرير الموت. فجلس عند رأسه وزيد يبكي ان عَلَيّ خمسة عشر ألف دينار، ولم أترك لها وفاءً. فقال الإمام (عليه السلام) لا تبك فهي عليَّ وانت منها بريء، فقضاها عنه كما وعده. وكان يحمل الخبز في الليالي متخفياً الى بؤساء المدينة وفقرائها ويساعدهم بالمال، فلما مات عرفوا ان الذي كان يحمل اليهم الخبز هو الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، وعُلم بعد وفاته انه كان يتكفّل معاش مئة من عوائل المدينة الفقيرة ولا يعلم به أحد. يقول ابن اخت له: ان اُمي كانت توصيني بان أصحب خالي علي بن الحسين (عليه السلام)،فما جلست إليه قط الاّ قمت من عنده بخير أفدته اما خشيه لله تحدث لله في قلبي لما أرى من خشيته، أو علم أستفدته منه(8). وكان الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: وكان قيامه (يريد أباه السجاد) في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، وكان أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزّ وجلّ، ويتبدل لونه وكان يصلّي صلاة مودِّع أن يرى أن لا يصلي بعدها أبدا. مكانته العظيمة: قدم هشام بن عبد الملك مكة حاجّاً فلمّا أراد أن يطوف منعه اشتغال النّاس به من استلام الحجر الأسود، فانتحى ناحية حتى يفرغ النّاس من طوافهم. فبينما هو جالس ينتظر اذ أقبل الإمام زين العابدين (عليه السلام) الى المسجد الحرام يطوف به، فلمّا رآه النّاس شقّوا له طريقاً فيهم، فمضى بهدوء حتى قارب الحجر فأخذه، فكبر ذلك على هشام، وكان الى جانبه رجل من أهل الشام فالتفت نحوه وقال: من الرجل الذي قام له النّاس … فخشي هشام ان يميل إليه أهل الشام وينصرفوا إليه ان هو أباح له باسمه، فقال: لست اعرفه. وكان الفرزدق الشاعر الحُر المعروف حاضر الموقف فقال: بل أنا أعرفه، وأنشد قصيدة طويلة في مدحه (عليه السلام). فكانت أبياته من الروعة والبيان بمكانة جعل هشاماً يخور كالحيوان الجريح، وأمر بالفرزدق ليحمل الى السجن. فلمّا علم الإمام (عليه السلام) بخبره بعث له بصلة فاعاد الفرزدق الدراهم باخلاص وأرسل له اني ما انشدت هذه الاشعار الا لله والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فصدّق الإمام (عليه السلام) اخلاصه وامانته واقسم عليه ليقبل وله أجره في الاخرة وبعث له بالمال ثانية وقال: قولوا له ان من سجيتنا الاحسان ولا نأخذ ما أعطينا... فقبل الفرزدق الصلة مسروراً. الإمام يوقظ المسلمين: ما من شك ان أخذ آل علي والحسين (عليهما السلام) سبايا الى الشام،كان له أبلغ الأثر في بلوغ ثورة الحسين (عليه السلام) أهدافها. فلو لم يرووا حوادث الفاجعة (فاجعة كربلاء) على النّاس في هذا السفر، ولم يشهد النّاس حالهم عن قرب، ما بلغ مقتل الإمام هذا المبلغ من الشهرة وذيوع الصيت، وما افتضح بنو اُمية ويزيد هذه الفضحية المنكرة. فقد دأب آل الحسين (عليه السلام) وأهل بيته على الحديث خلافاً لما يتوهمه أهل عصرهم ويظهره السبي من الخذلان والصغار عن انتصارهم وخذلان عدوهم يزيد واعوانه. وكان فيمن بقي حيّا بعد الفاجعة وترك أعظم الاثر في ايقاظ النّاس وتوعيتهم إمامنا العظيم (زين العابدين (عليه السلام) وعمته الجليلة زينب الكبرى (عليها السلام). فلم يكن المرض الذي نزل به أيام مقتل أبيه (عليه السلام) (وآثاره ما زالت في جسده الشريف قطعاً)، والاسى الذي حل به لمقتل أبيه ومقتل اخوته والانصار بالذي يحول دون ان ينجز الإمام مهامه وواجباته، فكان لا يدع فرصة سنحت له إلا استغلها لارائة النّاس حقائق الامور. فبينما كان أهل الكوفة يضجون بالبكاء والنحيب خجلاً من كلمات العقيلة زينب (عليها السلام) النارية وخطب اختها وفاطمة الصغرى بحقّهم أشار إليهم الإمام (عليه السلام) ليسكتوا فسكت النّاس، فقام فحمد الله وأثنى عليه وصلى عليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: أيها النّاس... أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن من نُهب ماله وسُبي عياله، أنا ابن من قُتلَ مظلوماً عند شط الفرات، بلا دم أراق، ولا حق أضاع. أيها الناس… بالله عليكم أما كتبتم الى أبي تدعونه ليجيء الكوفة فلما جاءكم قتلتموه؟ أيها النّاس: كيف بكم اذ رأيتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة يقول لكم قتلتم أهل بيتي ولم ترقبوا حرمتي فلستم من أمتي؟ فاضطرب أهل الكوفه لسماعهم كلمات الإمام (عليه السلام) وهاجوا وماجوا، يبكون ويتلاومون ان هلكتم وأنتم لا تعلمون. وهكذا نبّه الإمام (عليه السلام) الضمائر الغافية من رقدتها، وصوّر عظمة الفاجعة وأفهم أهل الكوفة ضخامة فعلهم. وحُملت حرم الإمام الحسين (عليه السلام) الى قصر ابن زياد وما أن رأى ابن زياد الإمام حتى قال: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين. قال: أو لم يقتل الله عليّا؟ فقال الإمام (عليه السلام): كان لي أخ اسمه عليّ قتله النّاس. قال ابن زياد: بل قتله الله. قال الإمام (عليه السلام): اللهُ يَتَوَفَّى الاَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِها. فقال ابن زياد: أما زالت فيك جرأة ترد بها عليَّ؟ وأمر بقتله مغروراً، فاعترضت طريقه زينب الكبرى (عليها السلام) وهي تقول: ما أبقيت لنا من أحد فان عزمت على قتله فاقتلني معه. فقال لها الإمام (عليه السلام): لا تقولي له شيئاً. أنا أكلمه. ثم التفت الى ابن زياد وقال: يا ابن زياد ! أبالموت تهددني وتخوفني؟ ألم تعلم ان الموت لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة؟ ________________________________________ مسار الشيعه للشيخ المفيد ص 34 سنة الطبع 1315 ه. ق. الاصول من الكافي ج 1 ص 467 طبعة الاخوندي. سورة آل عمران، آية 134. الاشراد للشيخ المفيد ص 240 طبعة الاخوندي. أمالي الشيخ الصدوق ص 133 الطبعة القديمة. الاشراد للشيخ المفيد ص 243 طبعة آخوندي. تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 184 طبعة فرهاد ميزرا. الارشاد للشيخ المفيد ص 238 طبعة آخوندي. الخصال للشيخ الصدوق ص 517. مطبعة غفّارى. عن امالي السيد المرتضى ج 1 ص 69 مطبوع سنه 1387. اذا اردت القصيدة فهي في آخر الكتاب فراجع. الاحتجاج ; الطبرسى ص 166 طبعه النجف عام 1350 ه. ق. سورة الزمر، الآية 42. اللهوف ; لابن طاووس ص 144 طبعة عام 1317 ه. ق. في بلاد الشام: وجيء ببعض السبايا الى يزيد بن معاوية بالشام فادخلوهم عليه وهم مقيدون بحبل واحد، فالتفت الإمام بجرأة وإباء الى يزيد وقال: » ما ظَنُّكَ بِرَسُولِ اللهِ لَوْرَآنا مُوَثَّقِينَ فِي الحِبال « . اثارت عبارته القاطعة على اختصارها شجون الحاضرين وجعلتهم يبكون. روى البعض: كنت في الشام حين جيء بسبايا آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان في سوق الشام مسجد تحفظ فيه الاسرى، فتقدم شيخ من أهل البلاد منهم وقال: الحمد لله الذي أهلككم وأطفأ الفتنة واكثر من الكلام البذيء. فلما فرغ من كلامه قال له الإمام زين العابدين (عليه السلام). سمعت مقالتك واَبنتَ لي عن العداء والضغن الذي في قلبك فاسمع مني كما سمعت منك. قال: قل. قال (عليه السلام): فهل قرأت القرآن؟ قال: قد قرأت. قال (عليه السلام): فهل قرأت [ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْه أجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى]. قال: قرأتها. قال (عليه السلام) فنحن القُربى يا شيخ. ثم قال (عليه السلام): فهل قرأت (آتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ). قال الشيخ بلى قرأتها. قال (عليه السلام): فنحن ذووالقربى، الذين أمر الله نبيه بايتائهم حقهم. فقال الرجل: أأنتم هم؟ قال الإمام (عليه السلام): بلى. فهل قرأت آية الخمس (وَاعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيء فَاَنَّ للهِِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى). قال: بلي قرأتها. قال (عليه السلام): فنحن هم. فهل قرأت آية التطهير (إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرَّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّركُمْ تَطْهيراً). فرفع الشيخ يديه نحو السماء وقال: رباه تبتُ اليك... قالها ثلاثاً، الهي تبت اليك من عِداء آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبرأ اليك من قتلتهم، قد قرأت القرآن من قبل فما علمت ذلك. الإمام (عليه السلام) في مسجد الشام: أمر يزيد يوماً أحد الخطباء ليرقى المنبر ويسبَّ علياً. وابنه الحسين (عليهما السلام) وينال منهما، فرقى الرجل المنبر، وأطلق لسانه فيهما يسبهما شر سباب وينعتهما باقبح النعوت ويثني على يزيد ومعاوية. وكان الإمام (عليه السلام) حاضراً فصاح: الويل لك أيها الرجل اشتريت رضى المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النّار. ثم التفت الى يزيد وقال: دعني أرتقي هذه الاعواد فأقول ما يرضي الله ويُنال به الأجر والثواب. فامتنع يزيد باديء الامر، وأصرّ عليه النّاس ليقبل فقال: انّه ان ارتقاه فلن ينزل منه الاّ بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان. فقالوا له: وما ذا بوسعه ان يقول؟ قال: انّه من أهل بيت زقوا العلم زقّا وارتضعوه ارتضاعاً. فأصر النّاس على يزيد أكثر فقبل، وارتقى الإمام (عليه السلام) المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: الحمدُ لله القديم الباقي، الأول الذي لا أول قبله، والاخر الذي لا آخر بعده، الباقي بعد فناء كل شيء. أيها النّاس... ان الله أعطانا العلم والحلم والصبر والسخاء والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين... منا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصدّيق هذه الأمة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ومنّا جعفر الطّيّار، ومنا حمزة سيّد الشهداء، ومنّا الحسن والحسين ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنا مهديُها ... أنا ابن مكة ومنى. أبا ابن زمزم والصفا. أنا ابن من حمل الحجر (الأسود) بأطراف الردا. أنا ابن خير من حرم وطاف وحجّ وسعى. أنا ابن من اُسري به ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى. أنا ابن من أوحى الله له ما أوحى. أنا ابن الحسين المقتول بكربلا. أنا ابن محمد المصطفى. أنا ابن فاطمة الزهراء. أنا ابن خديجة الكبرى. أنا ابن المضرج بالدما. وكان الإمام (عليه السلام) يتكلم والنّاس ينظرون اليه، وهو يظهر في كل جملة عظمة البيت الذي ينتسب إليه، وعمق شهادة أبيه الحسين (عليه السلام). واغرورقت العيون بالدموع واحتبست أصوات البكاء والنحيب في الحناجر، ثم سمعت أصوات بكاء محتبس من كل ناحية، فذعر يزيد ذعراً شديداً، وأمر المؤذن ليرفع صوته بالاذان فيهدأ النّاس ويقطع كلام الإمام. فقال المؤذن: الله اكبر. قال الإمام (عليه السلام): من على ظهر المنبر: الله اكبر وأعلى وأجل وأرفع مما أخافُ وأحذر. فقال المؤذن: أشهد أن لا اله إلاّ الله. فقال الإمام (عليه السلام): أجل أشهد بكل شهادة أن لا إله إلاّ هو. فقال المؤذن: أشهد أن محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (وكانت الرؤوس مطأطأة الى الأرض تنصت بتأمل الى صوت المؤذن وجواب الإمام، فلما ذكر اسم محمّد (صلى الله عليه وآله) صعّد الناس بأنظارهم نحو الإمام (عليه السلام) وفي أعينهم حجاب الدموع كأنّهم يرون فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فرفع الإمام العمامة من رأسه وصاح: عليك بمحمّد هذا اِلاّ ما تريثت... (فسكت المؤذن، وأنصت النّاس... وتحيّر يزيد، وتغيّر لونه، فحتى الاذان لم يسكت الإمام). والتفت الإمام (عليه السلام) الى يزيد وقال: ... يا يزيد ! أهذا جدي أم جدك؟ فان قلت جدك، كذبك النّاس، وان قلت جدّي فلم قتلت أبي ونهبت ماله وسبيت حرمه؟ ! … يا يزيد… ألا زلت تصدق أن محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتقف الى القبلة تصلي؟... الويل لك... سيكون جدِّي وأبي خصيميك يوم القيامة. فأمر يزيد المؤذن ليقيم، هذا والنّاس منزعجون، وغادر بعض المسجد ولم يحضر الجماعة. ويحدثنا التاريخ نفسه والتاريخ خير محدِّث عن مدى التأثير الذي تركته أقوال الإمام وخطاباته في سفره هذا، فقد أرجع يزيد الإمام السجاد (عليه السلام) ومعه جميع أهل البيت معززين مكرمين الى المدينة، وكان قد أضمر ليقتلنّه. ولم يمض وقت طويل حتّى ارتفعت رايات الثورة ضد النظام الاموي في العراق والحجاز، وثار الآلاف من النّاس يطالبون بالثأر لدماء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، ولا نزاع في ان سبي حرم الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الكرام، وخطاباتهم واحاديثهم مع النّاس، وبالأخص خطب الإمام السجاد (عليه السلام) الرنانة في الفرص المواتية خير متمم ومبلغ الأهداف المرجوة من ثورة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). ________________________________________ تذكرة الخواص، ص 149، طبعة فرهاد ميرزا. سورة الشورى، الآية 23. سورة الإسراء، الآية 26. سورة الأنفال، الآية 40. سورة الأحزاب، الآية 33. الاحتجاج للطبرسي ص 167، طبعة النجف عام 1350 ه. ق. الكامل للشيخ البهائي ج 2 ص 300. نفس المهموم للمحدّث القمي ص 284. المطبعة الإسلامية. اشارة الى قصة وضع الحجر الأسود بيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في العام الخامس والثلاثين بعد عام الفيل. إشارة الى قصه المعراج. الكامل للبهائي ج 2 ص 300. الكامل للبهائي ج 2 ص 300 302 باختصار. الإمام العليل: يطلق كثير من العامة على الإمام الرابع اسم (علي العليل)، وقد يظنون ان ذلك العظيم قضى عمره مريضاً متشكياً، ولذا كان البعض يتخيل الإمام (عليه السلام) باهت اللون خائر النفس. لكن الواقع خلاف ذلك وانه (عليه السلام) قضى عمره صحيحاً سليم الجسم،لم يزره المرض الا مدّة قصيرة بكربلاء أيام مصرع أبيه، وكان له وقاء من الموت، وقاه الله به ومنعه من أن تصل اليه أيدي أعوان يزيد فلا تنقطع بموته سلسلة الإمامة ويتعرض مستقبل الإسلام للخطر. وفيما يلي بعض الروايات الوارده في مرضه: روى الشيخ المفيد في الإرشاد: أقبل الشمر في جماعة من الجند الى الخيام، وفيها علي بن الحسين (عليه السلام) وهو مريض طريح الفراش. وكتب مؤلف تذكرة الخواص يقول: ولم يقتلوا علي بن الحسين (عليه السلام) لانّه كان مريضاً. وجاء في الطبقات: ان الشمر جاء علي بن الحسين (عليه السلام) بعد شهادة أبيه الحسين (عليه السلام) وكان مريضاً، فقال لمن حوله اقتلوه، فقال رجل من حوله، سبحان الله أنقتل الفتى وهو مريض ولم يسهم بقتال؟ !. فأقبل عمر بن سعد وقال لا تمسوا النساء وهذا المريض. وكتب البعض ان مرضه أو بقاياه لم يزل به حتى قدم الكوفة. ثم لم يرى الإمام بعدها مريضاً أبداً بل دلت القرائن التي في أيدينا انّه (عليه السلام) كان يتمتع بصحة تامة شأنه شأن سائر الأئمة لم يصب في حياته إلا في بعض الأوقات، وكان يؤدي واجبات الإمامة بصورة رتيبة. الإمام السجّاد (عليه السلام) وولاة عصره: ولي الحكم في عهد إمامة السّجّاد (عليه السلام) العديد من ولاة الجور والحكام الظلمة منهم يزيد بن معاويه، وعبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وقد حكم كل منهم المسلمين ردحاً من الزمن، ونذكر فيما يلي جوانب من جرائهم للتعرف على أحوال ذلك الزمان. في العام الثاني والستين من الهجرة وبعد مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، خرج جمع من أهل المدينة الى الشام فدخلوها وشاهدوا يزيد عن قرب يشرب الخمر ويلهو مع الكلاب ويقضي ليله في اللهو واللعب والفجور، فعادو وحدّثوا النّاس بالخبر وكان مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) قد أحزن أهالي المدينة فرفعوا لواء الثورة، فبعث يزيد جيشاً بقيادة شخص ساقط ومنحط يدعى مسلم بن عقبة لقمع الخارجين عليه فاغار الجيش على المدينة ثلاثة أيام ونهبوا الدور وأباحوا الدماء وقتلوا عشرة الآلاف رجل، ولم يتورعوا عن ارتكاب أقبح الجرائم وأشنعها وبعد موت يزيد في العام الرابع والستين من الهجرة، استوى على مقعد الحكم بعده ابنه معاوية، لكنّه بعد مدة قصيرة أربعين يوماً أو ثلاثة أشهر عاد فارتقى المنبر وأعلن استقالته وتنازله عن الحكم\. وكان عبد الله بن الزبير طامعاً في الخلافة منذ أمد غير قصير، فأعلن الثورة بموته، وبايعه عليها أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان، وتصدّى لمخالفته مروان بن الحكم الذي كان قد احتال للاستيلاء على الحكم، فتمكن بشتى الحيَلْ من إخضاع الشام ومصر لسلطانه وادخالهما تحت نفوذه، ولم يلبث حتى مات، فخلفه من بعده ابنه عبد الملك. تولى عبد الملك بن مروان الحكم في العام الخامس والستين من الهجرة، وبعد تثبيت أقدامه حاصر عبد الله بن الزبير في مكّة في العام الثالث والسبعين الهجري فاعتقله ثم أمر به فقتل. كان عبد الملك رجلاً قاسي القلب بخيلاً ظالماً، قال يوماً لسعيد بن المسيب صرتُ لا اُحب الخير ولا أبغض القبيح فقال له سعيد: فقد مات قلبك اذن. قال في خطبة خطبها بعد مقتل عبد الله بن الزبير: ما دعاني أحد الى التقوى اِلا ضربت عنقه. من عظيم جناياته انّه أسند الى الحجّاج بن يوسف ولاية البصرة والكوفة، والحجاج من أبطش رجال بني امية وأعظمهم سفكاً للدماء كان يعشق القتل والظلم فكان يعذّب النّاس وينكّل بهم ويقتلهم خصوصاً شيعة علي (عليه السلام) وقد قتل في فترة ولايته ما يقرب من مئة وعشرين ألف رجل. كان عبد الملك شديد المراقبة للإمام (عليه السلام) وجهد ليظفر منه ما يتمسك به ذريعة للنّيل منه. تزوج الإمام السجّاد (عليه السلام) جارية له كان قد اعتقها نفسه فعلم عبد الملك الخبر فكتب له كتابا يعرّض به فقال: » بلغني تزويجك مولاتك وقد علمت انّه كان كان في اكفائك من قريش من تمجّد به في الصهر وتستنجيه في الولد فلا لنفسك نظرت ولا على ولدك أبقيت والسلام « . فكتب اليه الإمام جواباً على ما جاء في كتابه: » أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفي بتزويجي مولاتي وتزعم انّه كان في نساء قريش من أتمجّد به في الصهر واستنجبه في الولد وانّه ليس فوق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتقى في مجد ولا مستزاد في كرم انّما كانت ملك يميني خرجت حتى أراد الله عزّ وجلّ مني بأمر التمس به ثوابه ثم ارتجعتها على سنة، ومن كان زكيّا في دين الله فليس يخل به شيء من أمره وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة وتمم به النقيصة « . أراد عبد الملك تحقير الإمام (عليه السلام) وإدخال الرعب في قلوب النّاس والحيلولة دون أي نشاط فبعث وراءه من يأتي به بعنف، فجيء به ثم أعاده الى المدينة وبعد موت عبد الملك في العام السادس والثمانين الهجري خلفه ابنه الوليد وكان رجلاً ظالماً جبّاراً، كتب جلال الدين السيوطي عنه يقول: كان الوليد جباراً ظالماً قال في أول خطبة خطبها في النّاس: » ايّما أحد تطاول قتلناه ومن يسكت قتله سكوته « . كان الوليد كغيره من الولاة الظلمة يخشى الإمام (عليه السلام) و ذيوع صيته في النّاس وينزعج لعظم مقامه وعلوّ منزلته، وكان يحذر ان يلتف النّاس حوله ويهدّوا سلطانه، فلم يطق تحمل وجوده في جماعة المسلمين فكاد له حتى دس له السم وقضى مسموماً. وبالتأمل في أوضاع الفترة التي قضاها الإمام السجّاد (عليه السلام) إماماً حيث الأزمات الاجتماعية، و التيارات المتضاربه، وولاة الجور الظلمة، والمراقبة الشديدة له، وفقدان الموالين المخلصين المضحين يتضح لنا انّه ما كان له سبيل سوى الصراع السلبي وتربية الموالين والتلامذة المخلصين ونشر مسائل العلم والأخلاق. رآه أحدهم في طريق مكة حاجاً فقال له: تركت سبيل الجهاد وعورته وأخذت طريف الحج؟ فقال (عليه السلام): لو وجدنا اتباعاً مضحين لكان الجهاد خيراً منه. يروي ابو عمر النهدي عن الإمام السجّاد انّه كان يقول: ليس لنا في مكة والمدينة عشرون رجلاً. الإمام (عليه السلام) وتربية المسلمين: من جملة نشاطاته (عليه السلام) بعد واقعة كربلاء، وعودته الى المدينة، نشر الأحاديث والعلوم الإسلامية بواسطة عدة من المسلمين وتربيتهم. فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله اثنين وسبعين رجلاً من أصحاب الإمام (عليه السلام) أو ممن يروي عنه بأسمائهم، نورد فيما يلي أسماء ثلاثة منهم: 1 سعيد بن المسيّب: قال عنه الإمام (عليه السلام) نفسه، سعيد بن المسيّب أعلم النّاس بما تقدمه من الاثار، وأفهمهم في زمانه). 2 ابو حمزة الثمالي: قال فيه الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، أبو حمزة سلمان زمانه. 3 سعيد بن جبير: كان كثير العلم حتى قيل عنه: « ليس على وجه الأرض من هو مستغن عن علم ابن جبير ». إعتقله رجال الحجاج يوماً، وجاءوا به عنده، فقال الحجاج: انت شقي بن كسير لا سعيد بن جبير. فقال سعيد: ان اُمي اعلم حينما سمتني سعيداً. فقال الحجاج: فما ترى في أبي بكر وعمر في الجنة هما أم في النّار؟ (يريد أن يقول سعيد شيئاً يقتله به). فقال سعيد: اذا دخلت الجنة ورأيت أهلها فسوف أعلم من هم أهلها، وان وردت النّار ورايت اهلها فسوف اعرفهم. فقال الحجاج: ما ترى في الخلفاء؟ قال سعيد: لستُ موكلا بهم. الحجاج: فأيهم تحبه اكثر من غيره. سعيد: من كان أرضاهم لله. الحجاج: فأيهم أرضاهم لله. سعيد: الله العالم بالخفايا والأسرار يعلم ذلك. الحجاج: لم لا تضحك؟ سعيد: كيف يضحك من خلق من تراب وقد تحرقه النّار. الحجاج: فلماذا نضحك نحن؟ سعيد: قلوب النّاس ليست سواء. فأمر الحجاج ليؤتى بالمجوهرات وتوضع إمام سعيد. فقال سعيد: ان إدخرت هذه لتنجوبها من عذاب القيامة فلا بأس عليك وإلا فاعلم انّها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، فلا خير في ادخار الثروة الاّ ما كان زكيّا خالصاً. فأمر الحجاج ليؤتى بالآت اللهو والطرب فبكى سعيد. قال الحجاج: كيف تريد ان تقُتَل؟ قال سعيد: كما تحب، والله ما قتلتني قتلة إلا قتلكَ الله مثلها يوم القيامة. قال الحجاج: أترغب أن أعفو عنك. قال سعيد: ان كان هناك عفو فهو من عند الله ولن اطلب صفحاً منك أبداً. فأمر الحجاج ليمد بساط القتل فقال سعيد، (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للَّذي فَطَرَ السَّمواتِ وَالاَرْضَ حَنيفاً وَما أنا مِنَ الْمُشْرِكينَ. فقال الحجاج: حوّلوا وجهه عن القبلة. قال سعيد: فَاَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ. فقال الحجاج: اجعلوا وجهه الى الأرض. قال سعيد: مِنْها خَلَقْناكُمُ وَفيها نُعِيدكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تارَةً اُخْرى. فقال الحجاج: افصلوا رأسه. قال سعيد: أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم دعا فقال: اللهم لا تسلّطهُ على أحد من بعدي. ولم تمض سوى لحظات قليلة حتى كان دم سعيد بن جبير الطاهر يجري بأمر من الحجّاج. كان سعيد بن جبير من صحابة الإمام (عليه السلام) وشيعته، وكان الإمام (عليه السلام) يجله كثيراً، ولم يكن له ذنب يؤاخذ عليه الاّ قربُه منه. ________________________________________ الارشاد للشيخ المفيد ص 226. تذكرة الخواص ص 183 مطبعة فرهاد ميرزا. الطبقات ج 5 ص 157 طبعة ليدن. اللهوف لابن طاووس ص 128 طبع سنه 1317 ه. ق. الكافي ج 7 ص 56. الكامل لابن الاثير ج 4 ص 103. البدآية والنهآية لابن كثير ج 8 ص 221 الطبعة الاولى. الكامل لابن الاثير ج 4 ص 130. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 212 طبعة عام 1383 ه. ق. الكامل لابن الاثير ج 4 ص 348 وما بعدها. الكامل لابن الاثير ج 4 ص 521 522. الكامل لابن الاثير ج 4 ص 587. الكافي ج 5 ص 344. تذكرة الخواص ص 183. تاريخ الخلفاء ص 224. تاريخ الطبري ج 8 ص 1178. المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 311. الاحتجاج للطبري ص 171 طبعة النجف سنة الطبع 1350 ه. ق. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 104 طبعة 20 جلد. رجال الشيخ الطوسي ص 81 وما بعدها. رجال الكشي ص 119 طبعة جامعة مشهد. رجال الكشي ص 119 طبعة جامعة مشهد. المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 311. يُيرد تحقيره. رجال الكشي ص 119. سورة الأنعام، الآية 79. سورة البقرة، الآية 115. سورة طه، الآية 55. روضات الجنّات الطبعة الثانية (قديمه) ص 310 باختصار. رجال الكشي ص 119. الصحيفة السجّادية: لا يخفى ان القصد الى الدعاء والاستعانة بالله ودعوته عند التعرض للمشكلات والصعوبات دافع فطري، فلذا نجد المرء إذا قصرت يده عن بلوغ الاسباب، واغلقت في وجهه جميع السبل، يمديد العون بلا إرادة وشعور الى قدرة الله العظيمة ورحمته الواسعة ليدعوه ويطلب منه، فيحصل له من ذلك اطمئنان وسكينة عند ما تعصف المشاكل به، ويقل اضطرابه ويموت قلقه ويقدم على معالجة الأمور بنفس مطمئنة راسخة. يعلم علماء النفس واصحاب الرياضات الروحية ان الدعاء خير علاج للروح العليلة ومنعش للنفوس التي استولى عليها الملل فهو يسكن الأوجاع الباطنة ويقلل من ضغط المصائب. وقد استثمر الإسلام هذا الإحساس الفطري لما فيه هداية البشر وتعليمهم وتربيتهم، فعلَّم الأئمة (عليهم السلام) بالأدعية المختلفة والتوسلات والمناجاة التي خلفّوها لاتباعهم وشيعتهم كثيراً من المعارف والعقائد الحقّة، ونبهوهم الى معالجة كثير من الأمراض والعُقد النفسية. كتب أحد العلماء بهذا الصدد يقول: إن من أعظم ذخائر الإسلام العلمية والتربوية الأدعية التي خلّفها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته أئمة الهدى (عليهم السلام)، فمسائل التوحيد والإلهيات، والنبوة والإمامة ونظام الحكومة والرئاسة والأخلاق والحقوق المدنية، والأحكام والآداب المختلفة جميعها وردت في أدعيتهم حتى أنّه ليمكن القول بان اورادهم وحدها تشكل مدرسة عظمية الأثر. في نمو الفكر ورقيّ المسلمين روحياً واجتماعياً، فما لم يتعرف المسلمون على معالم هذه المدرسة لن يتمكنوا من معرفة شخصيتهم الإسلامية بصورة دقيقة. وتبدوا الصحيفة السجادية من بين الأدعية المأثورة عن أئمتنا (عليهم السلام) ساطعة كالشمس. واطّلع عليها عالم كبير من علماء أهل السنة (صاحب تفيسر الجواهر) كان قد بعثت له الحوزة العلمية في قم المقدسة بنسخة من هذا الكتاب فكتب عنها ما يلي: » تسلمت كتابكم بيد التبجيل فوجدته فريداً من نوعه يشتمل على علوم ومعارف وحكم لا توجد في غيره، وانّه لمن سوء الحظ لم نعثر على هذا الأثر القيم الخالد الباقي من ميراث النبوة وأهل البيت (عليهم السلام) الى الان. وأني كلما طالعته وامعنت النظر فيه وجدته فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق وانّه لكتاب كريم حقا |
![]() |
![]() |
![]() |
#22 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم سيرة الإمام جعفر الصادق عليه السلام مولده وُلد الإمام جعفرُ بن محمد الصادق(عليه السلام) في 17 ربيع الأول سنة 80 هجرية في المدينة المنورة. أبوه: الإمام محمد الباقر(عليه السلام). وأمّه: " أمّ فروة " بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الخليفة الأول. قال الإمام الصادق(عليه السلام) عن والدته ![]() عاش مع جدّه السجّاد 15 سنة ومع أبيه الباقر(عليه السلام) 34 سنة. دعاه الناس بألقاب عديدة ؛ منها: الصابر، والفاضل، والطاهر ؛ وأشهرها الصادق، و كلّها تدلّ على شخصيته الأخلاقية وحسْن سيرته. كان استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، وما فعله الأمويون من ظلم بالمسلمين سبباً في زوال حكمهم وفتح الطريق أمام العباسيين الذين خدعوا الناس بدعوتهم إلى أهل البيت(عليهم السلام) ولكنهم وبعد أن أحكموا قبضتهم صاروا أشدّ أعداء أهل البيت. عاصر الإمام الصادق ظلم بني أميّة أكثر من أربعين سنة، وعاش في زمن بني العباس أكثر من عشرين سنة. وظل بعيداً عن السياسة منصرفاً إلى تثبيت دعائم الدين في نفوس الناس، ونشر أخلاق الإسلام وعقائده في زمن راجت فيه العقائدُ الإلحادية والمنحرفة. تصدّى الإمام الصادق إلى محاربة الإلحاد والزندقة. وفي عهده انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام). خصائصه الخلقية * قال زيد بن علي الثائر المعروف: في كل زمان رجلٌ منّا أهلَ البيت يحتجّ اللهُ به على خلْقه، وحجّة زماننا إبن أخي جعفرُ بن محمد.. لا يضلّ من تبعَه ولا يهتدي من خالفه. * وقال فيه مالك بن أنس إمام المذهب المالكي: والله ما رأت عيني أفضلَ من جعفر بن محمد زهداً وفضلاً وعبادةً و ورعاً، وكنت أقصده فيكرمني ويُقبل عليّ. * وتتلمذ على يديه أبو حنيفة إمام المذهب الحنفي مدّة عامين، وكان يقول: لولا السنتان لهلك النعمان. * وروى أحد أصحابه: كنت مع أبي عبد الله(عليه السلام) بالمدينة وهو راكب حماره، فلمّا وصلنا قريب السوق، نزل الإمام فسجد لله وأطال السجود وأنا أنتظره، ثم رفع رأسه، فقلت: جُعلتُ فداك رأيتك نزلت فسجدت؟ قال الإمام: إني ذكرت نعمة الله عليّ فسجدتُ شاكراً. * وقال آخر: رأيتُ أبا عبد الله(عليه السلام) وبيده مسحاة وعليه إزارٌ غليظ يعمل في بستان له، والعرق يتصبّب منه، فقلت: جُعلت فداك: أعطني المسحاة أكفِك العمل فقال لي: إني أحبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة. * وقد بعث الإمام ذات يوم غلامه في حاجة فأبطأ، فخرج الإمام الصادق(عليه السلام) على أثره يبحث عنه، فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروّح له الهواء حتى انتبه، فعاتبه الإمام برقة وقال له: تنام الليل والنهار؟! لك الليل، ولنا النهار. * استأجر الإمام عمالاً يعملون في بستانه، فلما فرغوا من عملهم، قال لغلامه معتب: أعطيهم أجرهم قبل أن يجفّ عرقهم. * كان الإمام الصادق(عليه السلام) إذا مضى جزء من الليل أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم، فحمله على عاتقه فوزّعه على ذوي الحاجة من أهل المدينة وهم لا يعرفونه. فلما توفّي الإمام الصادق(عليه السلام) افتقدوا ذلك الرجل فعلموا أنه الإمام. الإمام وسفيان الثوري: مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام، فرأى الإمام الصادق(عليه السلام) مرتدياً ثياباً قيّمة جميلة، فقال: والله لأوبّخنهُ، فاقترب من الإمام وقال له: يا بن رسول الله، والله ما هذا لباس رسول الله ولا لباس علي بن أبي طالب ولا أحد من آبائك. فقال الإمام: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في زمن فقر، ونحن في زمن غنى، و الأبرار أحقّ من غيرهم بنعم الله، ثم قرأ الإمام قوله تعالى ![]() فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله، ثم كشف الإمام ثوبه فإذا تحته ثوب غليظ خشن، وقال: يا ثوري هذا لبسته للناس، وهذا لي. الإمام والتجارة: دعا الإمام مولى له اسمه " مصادف " وأعطاه ألف دينار ليتاجر بها، وقال له: تجهّز حتى تخرج إلى مصر، فإنّ عيالي قد كثروا، فتجهَّز وخرج مع قافلة التجار إلى مصر، فصادفتْهم قافلة خرجتْ من مصر تريد العودة، فسألوهم عن البضاعة وحاجة الناس هناك، فأخبروهم أنّه ليس في مصر منه شيء، فاتّفق التجار ومعم (مصادف) على ربح فاحش على بضاعتهم، فلما وصلوا مصر عرضوا بضائعهم بربح 100% وباعوا على ذلك، ثم عادوا إلى المدينة. ودخل مصادف على الإمام الصادق وهو يحمل كيسين ؛ في كل واحد ألف دينار، وقال للإمام: يا سيدي هذا رأس المال وهذا ربحه، فقال الإمام: هذا ربح كثير، كيف ربحته؟ فحدثه مصادف بحاجة بلاد مصر إلى بضائعهم وكيف اتفق التجار على استغلال هذه الحاجة، وتحالفهم عن أن يكون ربح كل دينارٍ ديناراً، فتأثر الإمام وقال مستنكراً: سبحان الله ! تتحالفون على قوم مسلمين إلاّ تبيعوهم إلاّ ربح الدينار ديناراً. أخذ الإمام رأس المال فقط، وقال: هذا مالنا ولا حاجة لنا في ربحه، ثم قال: يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال. * سأل فقيرٌ الإمام الصادق(عليه السلام) فقال لغلامه: ما عندك؟ قال الغلام: أربعمائة درهم. فقال الإمام: أعطه إياها، فأخذها الفقير وانصرف شاكراً. فقال الإمام لغلامه: أرجعه. فقال الفقير متعجباً: سألتك فأعطيتني فماذا بعد ذلك! فقال الإمام: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الصدقة ما أبقت غنى و إنا لم نغنك، فخذ هذا الخاتم، فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة. برّ الأم: أسلم شاب نصراني ودخل على الإمام الصادق فدعا له وقال له: سلْ عما شئت يا بني. فقال الشاب: إن أبي وأمّي وأهل بيتي على النصرانية، وأمي مكفوفة البصر، أنا أعيش معهم وآكل في آنيتهم. فقال الإمام: أيأكلون لخم الخنزير؟ فقال الشاب: كلاّ. فقال الإمام: كل معهم، وأوصيك بأمّك فلا تقصر في برّها، وكن أنت الذي تقوم بشأنها. وعاد الشاب إلى الكوفة، فرأت أمّه منه أخلاقاً حسنة لم ترها من قبل، فقالت: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت ودخلت في الحنيفية؟ فقال الشاب: أمرني بهذا رجلٌ من ولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فقالت أمّه: أهو نبي؟ فقال الشاب: لا، ولكنه ابن نبي. فقالت الأم: دينك خير الأديان اعرضه عليّ. فعرض الابن على أمّه دين الإسلام فأسلمت، وعلّمها الصلاة. الإمام والاحتكار: قال الإمام الصادق(عليه السلام) الحكرة (الإحتكار) في الخصْب أربعون يوماً وفي الشدّة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد على الأربعين يوماً في الخصب فصاحبه ملعون، وما زاد على ثلاثة أيام في العسر فصاحبه ملعون. وكان يقول لخادمه في أوقات حاجة الناس: اشترِ لنا شعيراً واخلطْ به طعامنا فإنّي أكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس رديئاً. * ذات ليلة، وكان الظلام يغمر المدينة رأي المعلّى بن خنيس الإمامَ الصادق(عليه السلام) يشقّ طريقه في المطر والظلام وهو يحمل كيساً مليئاً بالخبز، فتبعه ليعرف أين يذهب، فسقطت بعض أرغفة الخبر فجمعها ومضى في طريقه حتى وصل إلى مساكين كانوا نائمين، فوضع عند رأس كل واحد منهم رغيفين فدنا منه المعلّى، وسلّم عليه وسأله: أهم من شيعتك؟ فقال الإمام: لا. * وكان الإمام يعول كثيراً من الاُسر.. يحمل إليهم الطعام في الليل وهم لا يعرفونه، حتى إذا توفّي انقطع ما يأيتهم في الليل، فعرفوا أنّه الإمام. * وأصاب المدينة قحط، واختفى القمح من أسواقه، فسأل الإمام غلامه " معتب " عنه، فقال معتب: عندنا ما يكفينا شهوراً، فأمره أن يبيعه ويعرضه في الأسواق. * روى بشار المكاري، قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) وكان بين يديه طبقٌ من رطب وهو يأكل، فقال: يا بشار، اُدنُ فكل. فقلت: هنّأك الله قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي... أوجع قلبي. رأيت جلوازاً "شرطياً" يضرب امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي: المستغاث بالله ورسوله. فسألتُ، فقال الناس: إنّها عثرت في طريقها، فقالت: لعَن اللهُ ظالميكِ يا فاطمة. فقطع الإمام الأكل وبكى حتى ابتلّ منديله، ثم نهض إلى المسجد ودعا لها، فلم تلبثْ في الحبس إلاّ قليلا، ثم بعث لها بصرّة فيها سبعة دنانير، وكانت امرأة فقيرة. * الجامعة الإسلامية: سعى الأمويون، ومن ورائهم العباسيون، في القضاء على أهل البيت(عليه السلام) وطاردوا شيعتهم في كل مكان، وكان الناس يتداولون الروايات عن أهل البيت سرّاً، خوفاً. وعندما أتيحت القرصة إلى الإمام الباقر ثم ابنه الإمام الصادق (عليهما السلام) انصرفا إلى نشر علوم الدين، وتحكيم اُسس الإيمان في قلوب الناس. وقد اتّسم العصر الذي عاشه الإمام بظهور الحركات الفكرية، ووفور الآراء الاعتقادية الغربية إلى المجتمع الإسلامي، وأهمهاعنده هي حركة الغلاة الهدّامة، الذين تطلّعت رؤوسهم في تلك العاصفة الهوجاءإلى بثْ روح التفرقة بين المسلمين، وترعرعت بنا ت أفكارهم في ذلك العصر ليقوموا بمهمّة الانتصار لمبادئهم التي قضى عليها الإسلام، فقد اغتنموا الفرصة في بثّ تلك الآراء الفاسدة في المجتمع الإسلامي، فكانوا يبثّون الأحاديث الكاذبة ويسندونها إلى حملة العلم من آل محمّد، ليغرّروا به العامّة، فكان المغيرة بن سعيد يدّعي الاتّصال بأبي جعفر الباقر، ويروي عنه الأحاديث المكذوبة, فأعلن الامام الصادق(عليه السلام) كذبه والبراءة منه، وأعطى لأصحابه قاعدة فيالأحاديث التي تروى عنه فقال: «لا تقبلوا عليناً حديثا إلا ما وافق القرآن والسنّة , أو تجدون معهشاهداً من أحاديثنا المتقدّمة». ثم إن الإمام قام بهداية الأمّة إلى النهج الصواب في عصر تضاربت فيه الاراء والأفكار, و اشتعلت فيه نار الحرب بين الأمويّين ومعارضيهم من العباسيّين , ففي تلك الظروف الصعبة و القاسية استغلّ الإمام الفرصة فنشر من أحاديث جدّه، وعلوم آبائه ما سارت به الركبان, وتربّى على يديه آلاف من المحدّثين والفقهاء ولقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة على اختلافآرائهم ومقالاتهم فكانوا أربعة آلاف رجل وهذه سمة امتاز بها الامام الصادق عن غيره من الأئمّة عليه و عليهم السلام. إن الإمام(عليه السلام) شرع بالرواية عن جدّه و آبائه عندما اندفع المسلمون إلى تدوين أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدالغفلةالتي استمرّت إلى عام 143ه حيث اختلط آنذاك الحديث الصحيح بالضعيف وتسرّبت إلى السنة , العديد من الروايات الإسرائيلية الموضوعة من قبل اعداء الإسلام منالصليبيّين والمجوس، بالإضافة إلى المختلقات والمجعولات على يد علماء السلطة ومرتزقة البلاط الأموي. ومن هنا فقد وجد الإمام(عليه السلام) أن أمر السنّة النبوية قد بدأ يأخذ اتّجاهات خطيرة وانحرافات واضحة، فعمد(عليه السلام) للتصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة , وتفنيد الآراء الدخيلة على الإسلام والتي تسرّب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم. إن تلك الفترة شكّلت تحدّيا خطيراً لوجود السنة النبوية، وخلطاً فاضحاً في كثير من المعتقدات , لذا فإن الإمام(عليه السلام) كان بحقّ سفينة النجاة من هذا المعترك العسر. إن علوم أهل البيت(عليهم السلام) متوارثة عن جدّهم المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الأمين جبرئيل(عليه السلام)، فلا غرو أن تجد الأمة ضالّتها فيهم(عليهم السلام)، وتجد مرفأ الأمان في هذه اللجج العظيمة، ففي ذلك الوقت، حيث أخذ كلّ يحدّث عن مجاهيل ونكرات ورموز ضعيفة ومطعونة، أو أسانيد مشوّشة، تجد أن الإمام الصادق(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث علي بن أبي طالب، وحديث عليّ حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عزّ وجلّ. فتأسّست بذلك على يديه(عليه السلام) جامعة إسلامية كبرى تضمّ أكثر من أربعة آلاف عالم تخرّجوا على يديه، في علوم الدين والرياضيات والكيمياء، وحتى الطب. وكان جابر بن حيّان الكيميائي المشهور يبدأ مقالاته في هذا العلم بقوله: حدّثني سيّدي " جعفرُ بن محمدٍ الصادق(عليه السلام) ". كان الإمام الصادق(عليه السلام) يحترم العلماء المؤمنين ويشجّعهم ويوضّح لهم الطريق الصحيح للبحث والحوار لخدمة الدين وتعميق أساس الإيمان، وكان يشعر بالحزن لدى رؤيته المنحرفين الضالّين الذين يسعون إلى بلبلة عقائد الناس ونشر الضلال. واجتمع أربعة من هؤلاء الضالّين في مكة وراحوا يسخرون من الحُجّاج وهم يطوفون بالكعبة، ثم اتّفقوا على نقض القرآن بتأليف كتابٍ مثله، فتعهّد كلّ واحد منهم بربع القرآن، وقالوا ميعادنا العام القادم. ومرّ العام، واجتمعوا مرّة أخرى. قال الأول: قضيت العام كلَّه أفكّر في هذه الآية: ((فلّما استيأسوا خلصوا نجيّاً)) وقد حيّرتني فصاحتها وبلاغتها. قال الثاني: فكّرت في هذه الآية: ((يا أيها الناس ضُرِب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له } فلم أقدر أن آتي بمثلها)). وقال الثالث: وأنا فكّرت في هذه الآية: ((لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا)) فلم أستطع أن آتي بمثلها. وقال الرابع: انه ليس من صنع البشر. لقد قضيت العام كلّه أفكّر في هذه الآية: ((وقيل يا أرض ابلعي ماءكِ ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقُضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)). ومرّ بهم الإمام الصادق(عليه السلام) فنظَر إليهم وتلا قوله تعالى: ((لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)).. لمذهب الجعفري: انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام) في زمن الإمام الصادق(عليه السلام) وأصبح له أتباع كثيرون، حتى أطلق الناس على مذهب التشيع اسم المذهب الجعفري نسبة إلى جعفرٍ الصادق(عليه السلام). وبالطبع لا يختلف المذهب الجعفري، فهو مذهب علي(عليه السلام) الذي اغتيل في المحراب على يد الخوارج، وهو المذهب الذي مات عليه الحسن(عليه السلام) مسموماً على يد معاوية، وهو المذهب الذي استشهد من أجله الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء. لقد أوصى رسول الله المسلمين بكتاب الله وعترته (أهل البيت) ولكن المسلمين ومع الأسف غفلوا عن وصية النبي(عليه السلام) فغصب المنحرفون حقّهم، وانتشر الفساد والظلم،وكان الحكام يطاردون آل النبي وشيعتهم، بل تجرّأوا على قتلهم وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم كما حصل في كربلاء. وأدرك الناس أنّهم قد خسروا خسارة كبرى بتضييع وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنهم كانوا يخافون سطوة الحاكمين، حتى كان بعضهم يخفي ولاءه لأهل البيت خوفاً على حياته. الإمام وولاة عصره: ضجّ الناس من حكم بني أمية وظلمهم، واستغلّ البعض عواطف الناس و ولاءهم لأهل النبي، فبدأوا معارضتهم لبني أمية باسم آل البيت، وقد نشط العباسيون وراحوا يدعون الناس إلى " الرضا من آل محمد ". وقد ساعد هذا الشعار في انتشار دعوتهم، وبدأوا ثورتهم في خراسان. وسرعان ما التفّ الناس حولهم، فانتصروا وانتهت حكومة بني أمية. وبدل أن يُسلّم العباسيون الخلافة إلى أصحابها، راحوا يطاردون العلويين في كل مكان، وأمعنوا في قتلهم و تشريدهم. أمسك المنصور بمقاليد الخلافة بقوّة وراح يخطّط للقضاء على معارضيه، فقتل محمداً وأخاه إبراهيم ؛ وهما من ولد الحسن(عليه السلام) وبثَّ الجواسيس في المدن، وأمر حاكم المدينة المنورة بمراقبة الإمام الصادق مراقبة دقيقة. استدعى المنصورُ الإمامَ مرّة وقال له: لماذا لا تزورنا كما يزورنا الناس؟ أجابه الإمام: ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوه منك، ولا أنت في نعمةٍ فنهنئك بها، ولا في نقمة فنعزيك. فقال المنصور بخبث: تصحبنا لتنصحنا. فأجابه الإمام: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك. كان المنصور يأمر وإليه على المدينة بالحطّ من مكانة علي(عليه السلام). وذات يوم صعد الوالي المنبر وراح يذكر أمير المؤمنين وأهل بيته بسوء، فنهض الإمام وقال: أما ما قلت من خير فنحن أهله، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك (أي المنصور) أولى به، والتفت الإمام إلى الناس وقال: ألا أنبئكم بأخفّ الناس ميزاناً وأبينهم خسرانا يوم القيامة وأسوأهم حالاً: من باع آخرته بدنيا غيره ؛ وهو هذا الفاسق. فنزل الوالي من المنبر وهو يشعر بالخزي. وفي مجلس " المنصور " كانت ذبابة لا تنفكّ تحطّ على أنف المنصور وهو يطردها فتعود، حتى آذته، فالتفت إلى الإمام وسأله بانزعاج: لِمَ خلق اللهُ الذباب؟ فأجابه الإمام: ليذلّ به أنوف الجبابرة. استشهاد الإمام : لم يكن المنصور يتحمّل وجود الإمام الصادق(عليه السلام) وكان يخطّط للقضاء عليه، وأخيراً دسّ إليه السم. واستشهد الإمام في 25 شوّال سنة 148 هجرية. حيث دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع. من كلماته(عليه السلام) إحذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمّام، لأنّ من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمّ إليك سينمّ عليك. ثلاثة لا يصيبون إلاّ خيرا: أولو الصمت وتاركو الشرّ، والمكثرون من ذكر الله، ورأس الحزم التواضع. فقيل للإمام: وما التواضع؟ فأجاب: أن ترضى من المجلس بدون شرفك، وأن تسلّم على من لقيت، وأن تترك المِراء (الجدل) وإن كنت محقاً. كان رجل يتردّد على الإمام فانقطع، ولمّا سأل الإمام عنه قال أحدهم منتقصاً شأنه: إنّه نبطي. فقال الإمام: أصل الرجل عقله، و حسَبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون. اتقوا المظلوم فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء. الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتهم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم في دينهم. ثلاثة تكدّر العيش: السلطان الجائر وجار السوء، المرأة البذيئة، وثلاثة لا يصلح العالم بدونها: الأمن والعدل والخصب. و من وصيته لسفيان الثوري: «الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه. إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه».
|
![]() |
![]() |
![]() |
#23 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() من روائع مايروى من مناظرات بين الامام الصادق عليه السلام وابو حنيفة
من روائع ما يروى من مناظرات : ( مناظرة ابي حنيفة مع الامام الصادق صلوات الله عليه ). بسم الله الرحمن الرحيم قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار / جزء 10 / صفحة[ 220 ] أقول: وجدت بخط بعض الافاضل نقلا من خط الشهيد رفع الله درجته قال: قال أبوحنيفة النعمان بن ثابت : جئت إلى حجام بمنى ليحلق رأسي، فقال: ادن ميامنك، واستقبل القبلة، وسم الله، فتعلمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي، فقلت له: مملوك أنت أم حر ؟ فقال: مملوك، قلت: لمن ؟ قال: لجعفر بن محمد العلوي (عليه السلام)، قلت: أشاهد هو أم غائب ؟ قال: شاهد، فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني، و جاء قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم، فدخلت معهم، فلما صرت عنده قلت له: يا ابن رسول الله لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) فإني تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم، فقال: لا يقبلون مني، فقلت: ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ فقال: أنت ممن لم تقبل مني، دخلت داري بغير إذني وجلست بغير أمري، وتكلمت بغير رأيي، وقد بلغني أنك تقول بالقياس . قلت: نعم به أقول . قال: ويحك يا نعمان أول من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (عليه السلام) وقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، أيما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟ قلت: القتل قال: فلم جعل الله في القتل شاهدين، وفي الزنا أربعة ؟ أينقاس لك هذا ؟ قلت: لا. قال: فأيما أكبر البول أو المني ؟ قلت: البول، قال: فلم أمر الله في البول بالوضوء، وفي المني بالغسل ؟ أينقاس لك هذا ؟ قلت: لا. قال: فأيما أكبر الصلاة أو الصيام ؟ قلت: الصلاة، قال: فلم وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ أينقاس لك هذا ؟ قلت: لا. قال: فأيما أضعف المرأة أم الرجل ؟ قلت: المرأة، قال: فلم جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين، وللمرأة سهما ؟ أينقاس لك هذا ؟ قلت: لا. قال: فلم حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع، وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟ أينقاس لك هذا ؟ قلت: لا. قال: وقد بلغني أنك تفسر آية في كتاب الله وهي (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف. قلت نعم، قال له: دعاكرجل وأطعمك طعاما طيبا، وأسقاك ماء باردا، ثم امتن عليك به ماكنت تنسبه إليه ؟ قلت:إلى البخل، قال: أفيبخل الله تعالى ؟ ! قلت: فما هو ؟ قال: حبنا أهل البيت.اه والحمد لله رب العالمين |
![]() |
![]() |
![]() |
#24 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() مسألة: التحليل الموضوعيباب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم 3786 حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم الحاشية رقم: 1 [ ص: 195 ] ( مناقب أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم - ) قال الشيخ عبد الحق في اللمعات : اعلم أنه قد جاء أهل البيت بمعنى من حرم الصدقة عليهم وهم بنو هاشم فيشمل آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث فإن كل هؤلاء يحرم عليهم الصدقة ، وقد جاء بمعنى أهله -صلى الله عليه وسلم- شاملا لأزواجه المطهرات ، وإخراج نسائه -صلى الله عليه وسلم- من أهل البيت في قوله : ويطهركم تطهيرا مع أن الخطاب معهن سباقا وسياقا فإخراجهن مما وقع في البين يخرج الكلام عن الاتساق والانتظام ، قال الإمام الرازي : إنها شاملة لنسائه -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن سياق الآية ينادي على ذلك فإخراجهن عن ذلك وتخصيصه بغيرهن غير صحيح ، والوجه في تذكير الخطاب في قوله : ( ليذهب عنكم ، ويطهركم ) باعتبار لفظ الأهل ، أو لتغليب الرجال على النساء ولو أنث الخطاب لكان مخصوصا بهن ولا بد من القول بالتغليب على أي تقدير كان وإلا لخرجت فاطمة رضي الله عنها وهي داخلة في أهل البيت بالاتفاق . انتهى . قوله : ( أخبرنا زيد بن الحسن ) القرشي الكوفي صاحب الأنماط ضعيف من الثامنة روى له الترمذي حديثا واحدا في الحج قال الحافظ ( عن جعفر بن محمد ) المعروف بالصادق ( عن أبيه ) أي : محمد بن علي بن حسين المعروف بالباقر . قوله : ( في حجته ) أي : في حجة الوداع ( على ناقته القصواء ) بفتح القاف ممدود لقب ناقته -صلى الله عليه وسلم- وما كانت مجدوعة الأذن " إني تركت فيكم من إن أخذتم [ ص: 196 ] به " أي : اقتديتم به واتبعتموه ، وفي بعض النسخ : " تركت فيكم ما إن أخذتم به " أي : إن تمسكتم به علما وعملا " كتاب الله وعترتي أهل بيتي " قال التوربشتي : عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله " أهل بيتي " ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه . انتهى ، قال القاري : والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم ، والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم ، وهو لا ينافي أخذ السنة من غيرهم لقوله -صلى الله عليه وسلم- : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ولقوله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، وقال ابن الملك : التمسك بالكتاب العمل بما فيه وهو الائتمار بأوامر الله والانتهاء عن نواهيه ، ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم ، زاد السيد جمال الدين إذا لم يكن مخالفا للدين . قوله : ( وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد ) أما حديث أبي ذر فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أبي سعيد وزيد بن أرقم فأخرجه الترمذي فيما بعد ، وأما حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه الطبراني وفيه زيد بن الحسن الأنماطي ، قال أبو حاتم : منكر الحديث ووثقه ابن حبان وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات قاله الهيثمي . قوله : ( وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان ) سعيد بن سليمان هذا هو الواسطي . |
![]() |
![]() |
![]() |
#25 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 3787 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير قال وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس قال وهذا حديث غريب من هذا الوجه الحاشية رقم: 1قوله : ( عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : نزلت هذه الآية إلخ ) تقدم هذا الحديث مع شرحه في تفسير سورة الأحزاب . |
![]() |
![]() |
![]() |
#26 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم حالي عجيبٌ بل غرامي أعجبُ فأنا المُصابُ ووبل دمعي صيّبُ
فيلوحُ لي طيفُ الأحبة يرتمي بين الحشا والقلبِ بل هو أقربُ ويقولُ لي يا عاشقا ألِفَ الضنى عذبٌ غرامُك بل حنانُك أعذبُ يا من سألتم ما ترومُ وتطلبُ يا من هواكم للنفوسِ مهذّبُ نطقَ الفؤادُ وبالغرامِ أجابكم أنا مذهبي عن حُبكم لا أذهبُ يا من سلبتم بالمحَاسن مُهجتي قلبي على جمرِ الغضى يتقلبُ حليتمُ جيدَ الفضائلِ بالتُقى فإليكمُ دُررُ المفاخرِ تُنسب والصبُّ فاضَ غرامُه مُتسعِرا فبمُنحنى الأضلاعِ ذا يتلهبُ بُعْد الأحبةِ عنه عذَّب روحهُ وعذابُه بهواكمُ مستعذَبُ أنتم صباحُ المكرُمات وجدّكم نورُ العيونِ وللقلوبِ مُطيِّبُ يا ءال طه يا بدُورَ المصطفى أنتم شموسٌ في العُلا لا تغرُب شمسُ المديحِ تألقت بمديحكم فمديحكم لرضا الإله يُقرِّبُ صدح الفؤادُ بمدحه متوسلا فغرامهُ بالمصطفى لا يكذبُ كَتَبَ الفؤاد حنينهُ متشوقا فالشوق يُملي والمدامع تكتُب وإذا تكرر ذكركم في مسمعي فالذكرُ يحلو والمسامعُ تَطرِب إني وقفتُ ببابكم مُتذللا ومحبكم عن بابكم لا يُحجب هلاّ رحمتم بالتعطفِ مُهجتي فأنا المتيمُ عطفَكم أترقبُ يا ءال بيت الهاشمي محمّدٍ يا من هواكُم مَنهل لا ينضبُ فلتسمع الدُنيا فقلبي قد شدا أنا مذهبي عن حُبكم لا أذهبُ فلتسمع الدُنيا فقلبي أنشدا أنا مذهبي عن حُبكم لا أذهبُ فلتسمع الدنيا فقلبي غردا أنا مذهبي عن حُبكم لا أذهبُ |
![]() |
![]() |
![]() |
#27 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أستخبر البدر عنكم كلما طلع واسأل البرق عنكم كلما لمعا أحباب قلبي وإن طال المدى فلكم قد قطع الشوق مني في الحشا قطعا فوالله ما مال الفؤاد لغيركم وأني على تصاريف الزمان صبور بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور وأني لمستغني عن الكون دونكم أما إليكم سادتي ففقير فجدوا بوصل فالزمان مفرق ً وأكثر عمر العاشقين قصير |
![]() |
![]() |
![]() |
#28 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الشوقُ حَرَّكني بغير تردُّدِ ** والشعرُ أبْحَرَ في غرام محمّدِ إنْ صمتُ عن نظم الكلام تكلفًا ** فالصمتُ أبلغُ في جلال المشهدِ وإذا الهوى سلبَ الفؤادَ فإنني ** أسقي البلاغةَ مِن مديحِ محمّدِ هِمْ يا زمانُ فذا أوانُ الموعدِ ** رَدِّدْ غرامي في مديح محمّدِ قلبي يطيبُ بقربِ ذاك الموردِ ** ويطيرُ يسمو فوق هامِ الفرقدِ قلبي يذوبُ بعشقِهِ، فغرامُهُ **وجهُ الحبيبِ الهاشميّ محمّدِ فإذا مدحتُ محمّدًا بقصيدتي ** فلقد مدحت قصيدتي بمحمّدِ هِمْ يا زمانُ فذا أوانُ الموعدِ ** وأرِحْ مَطِيَّكَ عند بابِ محمّدِ أسِبغْ على الأكوانِ أبهى حُلّةٍ ** وانشُرْ غرامي في مديح محمّدِ خَلَعَتْ لكَ الأيامُ تاجَ ولائِها ** إذْ أبصرتْ بعُلاك تاجَ السؤدُدِ يُمناك تُرْوي كلَّ جيشٍ ظامئٍ ** والريقُ منكَ شفاءُ عينِ الأرمدِ والجذعُ في فَنّ الحنينِ مُعَلِّمٌ ** والذكرُ يُسمَعُ مِن صميمِ الجَلْمَدِ والبدرُ مِن شغفٍ بنورك شُقَّ كي ** يُروى بكأس القربِ بل كي يفتدي وصِحَابُكَ الزُّهْرَ النجومَ فدَيتُهُمْ أقمارُ ** تِمٍّ في سماءِ المهتدي خِلْتُ الفراقدَ في السماءِ سوابحًا ** فإذا الفراقدُ في بقيعِ الغَرْقَدِ يا يُوسُفِيَّ اللفظِ قدْ وَاَفتْكَ أَبْكارُ المعاني إذ تروح وتغتدي تَيَّمْتَهُنَّ فَذُبْنَ إذْ قَطَّعَنْ مِنهُنَّ القلوبَ بلهفةٍ وتَنَهُّدِ سَفَرَتْ لمنطِقِكَ اللآلئُ حُسَّرًا ** فإذا نطقتَ تَخَضَّبَتْ بِتَوَرُّدِ فالدرُّ في أعتابِ لفظِك طامعٌ ** ليذوقَ شهدًا مِن حديثِ محمّدِ أنَّى يُزاحمُ منكَ ألفاظًا وكلْ لُ الدُّرِّ خُدَّامٌ لِلَفْظِ مُحمَّد فإذا مدحتُ محمّدًا بقصيدتي ** فلقد مدحت قصيدتي بمحمّدِ نالَ الأَمانَ معَ البشائِرِ ظافِرًا ** مَنْ حازَ نورًا مِنْ شريعةِ أحمدِ مِنْ عَذْبِ سيرتِهِ الأكابِرُ تستقي ** فإذا ظمِئتَ وَرَدْتَ أعذبَ موردِ فمحاسِنُ الأخلاقِ إنْ حُشِدَتْ فَلَيْسَتْ غَيْرَ سَطْرٍ في كتاب محمّدِ وعرائِسُ الأَزْهارِ إِنْ نَفَحَتْ فَلَيْسَتْ غيرَ عِطْرٍ مِنْ عَبيرِ محمّدِ ومناقِبُ الساداتِ إنْ سَطَعَتْ فَلَيْسَتْ غيرَ نجمٍ في سَمَاءِ محمّدِ وروائِعُ الأشعارِ إنْ وَصَفَتْ تَنَاهى الحُسْنُ فيها مِن جمالِ محمّدِ وبلابلُ الأطيارِ إنْ صَدَحَتْ ففي ** معنىً يفيض محبّةً لمحمّدِ ومدائحُ البُلَغاءِ إِنْ تُلِيَتْ فما هيَ ** كُفءُ حَرْفٍ من حروفِ محمّدِ فإذا مدحتُ محمّدًا بقصيدتي ** فلقد مدحت قصيدتي بمحمّدِ هل يبلغُ الولهانُ بَلَّ أُوَامِهِ **فالروحُ في ركْبِ الفَنا وكأنْ قَدِ عِللُ النفوسٍ شذا الوصالِ شفاؤها ** وشفاءُ نفسي في مديح محمّدِ قالوا: مدحتَ، فقلتُ: أكرمَ مرسلٍ ** قالوا: عشقتَ، نَعَمْ، ومَن كمحمّدِ قالوا:غرامُكَ، قلتُ: فيه مُحقّقٌ ** قالوا: مرامُكَ، قلتُ: مدحُ محمّدِ لَكَ في عُيُونِ الشِّعْرِ بَيْعَةُ مُغْرمٍ ** فإذا قَبِلْتَ فذاكَ بابُ المَقْصِدِ فاقرأْ مِنَ الأشواقِ أَسْطُرَ أَدْمُعٍ ** نَظَمَتْ تراجِمَ شوقِها بِتوَقُّدِ وإذا نظمتُ الشهبَ فيك قصائدًا ** حَقَّقْتُ أَنّيَ في مقامِ المُبْتَدِي فإذا وصفتُ فعاجِزٌ رامَ السُّهى ** وإذا صدحتُ فيا قوافي غَرّدي إن قلتَ: زِدْ، أَزْدَدْ لهيبًا في الحشا ** أو قلتَ: رِدْ، وِردي مديحُ محمّدِ فلتسمعِ الدنيا فقلبيَ قد شدا ** فخري بأنّيَ خادمٌ لمحمّدِ فإذا مدحتُ محمّدًا بقصيدتي ** فلقد مدحت قصيدتي بمحمّدِ |
![]() |
![]() |
![]() |
#29 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مناقب آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم من صحيح الإمام مسلم باب فضائل أهل البيت - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى بَكْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). من سنن الإمام الترمذي باب مناقب أهل النبي صلى الله عليه وسلم - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. قال: وفي الباب عن أبي ذر و أبي سعيد و زيد بن أرقم و حذيفة بن أسيد. قال: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال: و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم. - حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عيله وسلم قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و سلم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه و سلم فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال أنت على مكانك وأنت إلي خير. قال: وفي الباب عن أم سلمة و معقل بن يسار و أبي الحمراء و أنس. قال: وهذا حديث غريب من هذا الوجه. - حدثنا علي بن المنذر كوفي حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد و الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. قال وهذا حديث حسن غريب. - حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال أخبرنا يحيى بن معين قال حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي. قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. باب مناقب سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما من صحيح الإمام البخاري -حدثنا صدقة حدثنا ابن عيينة حدثنا أبو موسى عن الحسن سمع أبا بكرة : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول ( ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ). - حدثنا مسدد حدثنا المعتمر قال سمعت أبي قال حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يأخذه والحسن ويقول ( اللهم إني أحبهما فأحبهما ) - حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني حسين بن محمد حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام فجعل في طست فجعل ينكث وقال في حسنه شيئا فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه و سلم وكان مخضوبا بالوسمة. - حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي قال: سمعت البراء رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم والحسن بن علي على عاتقه يقول ( اللهم إني أحبه فأحبه ). - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي . وعليٌّ يضحك. - حدثنا يحيى بن معين وصدقة قالا أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر : ارقبوا محمدا صلى الله عليه و سلم في أهل بيته. - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن أنس . وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس قال : لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه و سلم من الحسن بن علي. - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر : وسأله عن المحرم - قال شعبة أحسبه - يقتل الذباب ؟ فقال أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هما ريحانتاي من الدنيا ). باب فضائل سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما من صحيح الإمام مسلم - حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى يَزِيدَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ لِحَسَنٍ « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ ». - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَزِيدَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ لاَ يُكَلِّمُنِى وَلاَ أُكَلِّمُهُ حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِى قَيْنُقَاعَ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ « أَثَمَّ لُكَعُ أَثَمَّ لُكَعُ ». يَعْنِى حَسَنًا فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ ». - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِىٍّ - وَهُوَ ابْنُ ثَابِتٍ - حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ عَلَى عَاتِقِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ». - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِىٍّ - وَهُوَ ابْنُ ثَابِتٍ - عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاضِعًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ». - حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِىِّ الْيَمَامِىُّ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ - وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ - حَدَّثَنَا إِيَاسٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَقَدْ قُدْتُ بِنَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُمْ حُجْرَةَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ. باب فضائل أهل البيت من صحيح الإمام مسلم - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى بَكْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). باب مناقب السيدة فاطمة عليها السلام من صحيح الإمام البخاري - قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) - حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ). باب فَضَائِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِىِّ عَلَيْهَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. من صحيح الإمام مسلم - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلاَهُمَا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ ابْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ الْقُرَشِىُّ التَّيْمِىُّ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ « إِنَّ بَنِى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِى أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ فَلاَ آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لاَ آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لاَ آذَنُ لَهُمْ إِلاَّ أَنْ يُحِبَّ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِى وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا ابْنَتِى بَضْعَةٌ مِنِّى يَرِيبُنِى مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا آذَاهَا ». - حَدَّثَنِى أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّى يُؤْذِينِى مَا آذَاهَا ». - حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِىُّ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ رضى الله عنهما لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ هَلْ لَكَ إِلَىَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِى بِهَا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ لاَ. قَالَ لَهُ هَلْ أَنْتَ مُعْطِىَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لاَ يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِى إِنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِى جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِى ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ « إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّى وَإِنِّى أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِى دِينِهَا ». قَالَ ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِى مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ قَالَ « حَدَّثَنِى فَصَدَقَنِى وَوَعَدَنِى فَأَوْفَى لِى وَإِنِّى لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلاَلاً وَلاَ أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا ». - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى عَلِىُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِى جَهْلٍ وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِىٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِى جَهْلٍ. قَالَ الْمِسْوَرُ فَقَامَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِى فَصَدَقَنِى وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ مُضْغَةٌ مِنِّى وَإِنَّمَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ». قَالَ فَتَرَكَ عَلِىٌّ الْخِطْبَةَ. - وَحَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ مَا هَذَا الَّذِى سَارَّكِ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَكَيْتِ ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكْتِ قَالَتْ سَارَّنِى فَأَخْبَرَنِى بِمَوْتِهِ فَبَكَيْتُ ثُمَّ سَارَّنِى فَأَخْبَرَنِى أَنِّى أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ فَضَحِكْتُ. - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَهُ لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِى مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا فَقَالَ « مَرْحَبًا بِابْنَتِى ». ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ. فَقُلْتُ لَهَا خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلْتُهَا مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ مَا كُنْتُ أُفْشِى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سِرَّهُ. قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِى عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَا حَدَّثْتِنِى مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ أَمَّا حِينَ سَارَّنِى فِى الْمَرَّةِ الأُولَى فَأَخْبَرَنِى « أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ وَإِنِّى لاَ أُرَى الأَجَلَ إِلاَّ قَدِ اقْتَرَبَ فَاتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِى فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ». قَالَتْ فَبَكَيْتُ بُكَائِى الَّذِى رَأَيْتِ فَلَمَّا رَأَى جَزَعِى سَارَّنِى الثَّانِيَةَ فَقَالَ « يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَىْ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ ». قَالَتْ فَضَحِكْتُ ضَحِكِى الَّذِى رَأَيْتِ. - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِى كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَرْحَبًا بِابْنَتِى ». فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا فَقُلْتُ لَهَا مَا يُبْكِيكِ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- . فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ. فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ أَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحَدِيثِهِ دُونَنَا ثُمَّ تَبْكِينَ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِى « أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِى الْعَامِ مَرَّتَيْنِ وَلاَ أُرَانِى إِلاَّ قَدْ حَضَرَ أَجَلِى وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِى لُحُوقًا بِى وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ». فَبَكَيْتُ لِذَلِكِ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِى فَقَالَ « أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ ». فَضَحِكْتُ لِذَلِكِ. |
![]() |
![]() |
![]() |
#30 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وجوب محبتهم واتباعهم حب أهل البيت عليهم السّلام وموالاتهم فرض على المسلمين إن أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله خرجوا من بطون أمهاتهم فسقطوا في حجر الرسول صلّى الله عليه وآله وترعرعوا بين أحضانه، فهم أبناء الرسول صلّى الله عليه وآله لحمهم من لحمه ودمهم من دمه. وهم حملة الكتاب وورثة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهم الذين ينطبق عليهم وصف التربية النبوية بمعناها الحقيقي، ولا شك أن تلك التربية كانت ترمي إلى جعلهم أئمّة للخلق، حيث أنهم الامتداد الأوحد للبيت النبوي، وقد انعكست عليهم شخصية مربيهم صلّى الله عليه وآله لا يشاركهم في هذا الامتياز أحد من الخلق، وقد نزلت الآيات المحكمات وتظاهرت الأحاديث المتواترة في بيان فضلهم وجليل قدرهم. مَن هم أهل البيت ؟ قال تعالى: إنما يريد اللهُ لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهّرَكم تطهيراً أجمع المفسرون كافة على نزول هذه الآية في أهل الكساء الخمسة، وقد أورد السيوطي في « الدر المنثور » عند تفسير هذه الآية عشرين رواية من طرق مختلفة في أن المراد من أهل البيت هنا إنما هم الخمسة لا غير. وقد ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره سبع عشرة رواية باسانيد مختلفة في قصر الآية عليهم، وحسبنا في ذلك قوله صلّى الله عليه وآله: « أُنزلت هذه الآية في خمسة، فيّ وفي علي والحسن والحسين وفاطمة ».( اخرجه ابن جرير والطبراني ). وقد نزلت هذه الآية الشريفة في بيت أم سلمة، فيما أخرجه عنها المحدّثون قالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة: « إئتيني بزوجكِ وابنَيك » فجاءت بهم، فألقى عليهم كساءاً فدكياً، ثم وضع يده عليهم ثم قال: « اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد، إنك حميد مجيد ». قالت: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم فجذبني من يدي وقال: « إنكِ على خير ». ( أخرجه أحمد 323:6 من مسنده ). وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله قد مكث ستة أشهر بعد نزول الآية كلّما خرج إلى صلاة الفجر يمر ببيت فاطمة فيقول: الصلاة يا أهل البيت.. ![]() ![]() مما تقدم يتبين لنا نزول الآية في أصحاب الكساء الخمسة لا يشاركهم فيها أحد. وقد بدأت بكلمة « إنّما » الدالة على الحصر والقصر، وتأكدت بالمفعول المطلق « تطهيراً »، وأثبتت أن أهل البيت عليهم السّلام مبرّأون من كل إثم، ومطهرون عن كل نقص وفقاً لإرادة الله عزّوجلّ. المباهلة قال تعالى: فمَن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالَوا ندعُ أبناءَنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ الله على الكاذبين ( آل عمران:61). أخرج الرازي في تفسيره الكبير أن رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج وعليه مُرْط (1) من شعرٍ أسود، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن، وفاطمةُ تمشي خلفه، وعلي خلفها وهو يقول: « إذا دعوتُ فأمّنوا ». فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني أرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تُباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. وقد ذكر الرازي عدة استدلالات في تعليقه على الآية منها: المسألة الرابعة: هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما السّلام كانا ابنَي رسول الله صلّى الله عليه وآله. وعن أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين فوجب أن يكونا ابنَيه، ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام: ومن ذريّته داوودَ وسليمان إلى قوله عزّوجلّ: وزكريّا ويحيى وعيسى . ومعلوم أن عيسى عليه السّلام إنما انتسب إلى إبراهيم عليه السّلام بالأم لا بالأب. المسألة الخامسة: أن عليّاً عليه السّلام قد وقع من رسول الله صلّى الله عليه وآله موقع النفس، إذ إن الرجل لا يدعو نفسه، وثبت أن النبيّ صلّى الله عليه وآله قد دعا عليّاً وهذا يعني أن تلك النفس تماثل تلك النفس، وأنها أشبه ما تكون بها وإن تفرّق كلّ منهما في جسدين. ومما سبق يظهر بجلاءٍ اختصاصُ النبيّ صلّى الله عليه وآله أهلَ البيت عليهم السّلام بمقام المباهلة حيث إنه لم يَدعُ مع الزهراء أحداً من النساء ولا مع سبطيه أحدا من الأبناء ولا مع نفسه ( علي ) أحداً من الأقرباء أو الأصحاب. وفي ذلك بيان للمنزلة الخاصة لأهل البيت عليهم السّلام عند الله عزّوجلّ ورسوله صلّى الله عليه وآله. وجوب محبة أهل البيت عليهم السّلام أما عن قوله عزّوجلّ: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودةَ في القربى ( الشورى:23 ). فقد أخرج الطبراني والحاكم وابن أبي حاتم عن ابن عباس: ( ما نصّ عليه ابن حجر في تفسير الآية 14 من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 في صواعقه ). قال: لمّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، مَن قَرابتُك هؤلاء الذين وجبت علينا مَودّتُهم ؟ قال صلّى الله عليه وآله: « علي وفاطمة وابناهما ». وكما نرى فإنّ مودّتهم فرض على جميع الأمة. ويؤيّد ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان بالإسناد إلى عليّ عليه السّلام أنه قال: « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لَعهدُ النبيّ الأميّ صلّى الله عليه وآله إليّ، أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق ». وكان الشافعي ينشد: يا أهل بيت رسول الله حبُّكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزلَهُ كفاكمُ من عظيم الفضل أنكمُ من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لَهُ وأخرج أحمد مرفوعاً: « من أبغض أهل البيت فهو منافق ». آيات في فضل أهل البيت عليهم السّلام • قوله تعالى في سورة الدهر: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً * يُوفون بالنَّذْر... ( الدهر:5 7 ) السورة التي نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، أخرج ذلك عن ابن عباس الواحديُّ في كتابه البسيط، وأبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير، وابن المؤيد موفق بن أحمد في كتابه الفضائل، وغيرهم. • أما قوله تعالى: ![]() ![]() • أما عن قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ( آل عمران:103 ) فأخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام أنه قال: « نحن حبل الله المتين الذي قال الله فيه واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ». والآيات القرآنية الواردة في أهل البيت عليهم السّلام كثيرة جداً لا يمكن استيعابها، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب ( شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ) للحافظ الحاكم الحسكاني الحذّاء الحنفي النيسابوري. أحاديث شريفة بعدما ذكرنا بعض ما نزل في أهل البيت من الآيات المحكمات نورد فيما يلي بعض الأحاديث التي تظهر فضل أهل البيت عليهم السّلام وتحثّ على التمسك بهم، فمن ذلك ما جاء عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ![]() ![]() • وعن حسن الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذٌ بباب الكعبة: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَثلُ أهل بيتي كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » ( أخرجه الحاكم في مستدركه 343:2 ). • وعن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف » ( أخرجه الحاكم في مستدركه 194:3 ). • وعن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربّي وهي جنة الخُلد، فَلْيتولَّ علياً وذريته من بعدي، فإنهم لن يُخرجوكم من باب الهدى ولن يُدخلوكم باب الضلالة » ( أخرجه مطير والبارودي وابن جرير وابن شاهين وابن مندة ). • وعن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فنزلنا بغدير خمّ فنودي الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله صلّى الله عليه وآله تحت شجرتين فصلّى الظهر، وقال: « ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي وقال صلّى الله عليه وآله: « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ». قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وهذا الحديث يُعرَف بحديث الغدير وله طرق كثيرة جداً قد جمعها الطبري في مصنّف خاص به. • وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا عليّ، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله، والويل لمن أبغضك من بعدي » ( أخرجه الحاكم 128:3 من مستدركه ). • وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاّ ما كان من مريم بنت عمران » ( أخرجه النسائي في خصائص العلوية ص 24 ). • وعن علي عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لفاطمة: « إن الله يغضب بغضبك ويرضى لرضاك » ( أخرجه الحاكم في المستدرك 154:3 ). • وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « الحسن والحسين ابناي، مَن أحبّهما أحبّني ومن أحبني أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله دخل النار ». ( أخرجه الحاكم في المستدرك 166:3 ). • وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « والذي نفسي بيده، لا يبغض أحدٌ أهل البيت إلاّ أدخله الله النار ». ( أخرجه الحاكم في المستدرك 150:3 ). والآيات والأحاديث في مناقب أهل البيت عليهم السّلام وفضائلهم لا تحصى، وفيما ذكرناه الكفاية لمن أراد الهداية، واردنا بذلك أن نثبت وجوب محبة أهل البيت عليهم السّلام وتعظيمهم، بل وموالاتهم على الأمّة الإسلامية كافة، ولله الحمد والمنة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#31 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أُحِبُّ الرَّسُوْلَ وَ آلَ الرَّسُوْل مَحَبَّةَ مُسْتَمْسِكٍ بِالهُدَى
لَهُمْ فِي فُؤَادِي هَوَىً مِنْ هَوَى ![]() وَأَرْجُو بِحُبِّي لَهُمْ زُلْفَةً ![]() وَلاَسِيَّمَا مَنْ تَبَاهَتْ بِهِمْ ![]() عَلِيٌّ وَ فَاطِمُ وَ الحَسَنَا ![]() هُمُ القَوْمُ مِثْلُ نُجُوْمِ الدُّجَى ![]() بَرِئْتُ إِلَى اللهِ مِنْ كُلِّ مَنْ ![]() أَسَاءَ الغُلاَةُ وَضَلَّ الجُفَاةُ ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#32 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أهلا ً .. |
![]() |
![]() |
![]() |
#33 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() قصيدة نادرة جدا جدا للشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي في مناقب أهل البيت (ع ) و فضائح أعدائهم الأرذلين الحق حقٌ و إن أخفاهُ مخفيهِ و البُطْلُ بُطلٌ و إن أبداهُ مُبديهِ و الناسُ صِنفانِ ناجٍ يومَ محشرهِ و هالكٌ خُيِّبتْ منهُ مساعيهِ يا حائِداً عن طريقِ الرُّشدِ مُختَبِطاً طُرْقَ الضَّلالِ الى ما ليسَ يُنجيهِ تابع بني المصطفى الهادين و ٱعدُ عن ال بائين من كلِ ذي شَكٍّ و تمويهِ هُمُ السفينةُ فازَ الراكبونَ بها و من تخلَّفَ عنها صار في تِيهِ ما أفتأوا الناسَ يوماً بالقياسِ و لا رآهم ٱبليس يوما من مَواليه و آيةُ الرِّجسِ والتطهيرِ شاهدةٌ بِصدقِهمْ ما تلا القرآنَ تاليهِ ما كذَّبوها و لا ردُّوا شهادتها البيتُ بيتٌ حيي بالوحي ناديهِ كم بينَ من خصَّهُ فيها الإلهُ و من بها غدا عالِمُ الأسرار ينفيهِ و لا تواطوا على دفع الدِّبابِ و لا دفنِ الكتابِ الذي بانت خَوافيهِ و لا تواصَوْا على قتلِ الحُسينِ فلمّ ا أمكن الأمرُ أبدى الغدرَ مخفيهِ هذا ولا نَسبوا الهادي النبيَّ الى اسْ تماعِ صوتِ الغِنا ممن يُغنّيهِ ما أحرقوا مصحفاً أحصى المثالبَ في أعدائه و أحلُّوا قَتلَ مُحصيهِ تالله ما جهلوا معنى الكَلالةَ و ال آيَ الذي ما درى مَعناهُ قاريهِ لمْ يَقتُلوا أبداً موءودةً سُئِلت لِأيِّ ذنبٍ بإجرامٍ توافيهِ لمْ يَدرؤوا الحدَّ عن زانٍ ولا أمَروا برجمِ حُبلى ولا احتاجوا لتنبيهِ لم يَعبُدوا صنماً من تمرِهمْ صَنعوا و لا سقاهمْ بكأسِ الخمرِ ساقيهِ و لمْ يَعُدُّوا عَدِيّاً في الفخارِ ولا تيماً و هل ثمَّ من فخرٍ يُؤديهِ لمْ يأخُذوا العِلمَ عن آراءِ أربعةٍ ضلوا سبيلَ الهُدى من بعدِ هاديهِ حديثُهم عن سَجاحٍ عن مسيلمة عن ابن بَيَّانَ والدُّوسِيُّ يمُليهِ و كلُّهم ينتهي إسنادُ باطلهِ الى عَزازيلَ مُحصيهِ ومُنهيهِ ما قالَ قطُّ اقيلوني خليفتهم والحقُ لم ينحرف عنهُ مؤديهِ و لا لهُ ماردٌ بالكفرِ يأمُرهُ و عن سَبيلِ الهُدى و الرُشدِ يَلويهِ ما قالَ لولا و لا ما عِشتُ مُعترفاً بالعجزِ عن مُشكِلٍ أعياهُ مخفيهِ ما عِيبَ بالعزلِ في فرض الصلاةِ ولا براءةٍ فانبرى والذل عاليهِ ما فرَّ في خيبرٍ كلا ولا أُحُدٍ ولا حنين ولا باقي مغازيهِ أنَّى يَفِرُّ و حاشاهُ أبا حسنٍ و الروحُ بالنصرِ لمْ يبرحْ يُباريهِ و لا تأخَّرَ عن جيشٍ يجهزهُ طه النبيّ الى أعدى أعاديهِ لمْ يُدعَ لابنِ صَهاكٍ حين تنسبهُ ولا الى تِِلَعِ الخطَّابِ تُعزيهِ ما فيهِ يا ليتني لمْ أتَّخذْ نزلتْ ولا بيومَ يعضُّ الذِكرُ يعنيهِ ما رُدَّ عن خِطبة الزهراء فاطمةٍ أو سُدَّ بابٌ له الجبَّارُ بانيهِ يا طالِبَ العِلمِ قُم فادخلْ مدينتَهُ مِن بابِهِ و التمِسهُ في أهاليهِ هُمُ الأئمةُ لا التجسيمُ دينُهمُ و لا التلوثُ في جَبرٍ و تشبيهِ لمْ يُسندوهُ الى كَعبِ اليهودِ ولا عليهِمُ قد غدى مكحولُ يمليهِ ولا أبي يوسفٍ مما يلفُِّقهُ روَّاهمُ علمهُ معْ من يُروِّيهِ كلا ولا صارَ في الأمصارِ حادِثُهمْ عن السَّروجي يرويهِ و يحكيهِ ولا اعتقادهمُ أنَّ الإله يُرى بالعينِ بل نزَّهوهُ أيَّ تَنزيهِ ولا يقولونَ إِنَّ الأنبياءَ عَصوا أمرَ الإله وخاضوا في نواهيهِ ولا يشُكُّونَ في كُفرِ الذينَ بَغوا على عليٍّ و عاثوا في ذراريهِ مثلِ ابنِ حَربٍ و ذاتِ الجيشِ عائشةٍ و من على حربهِ أضحى يُواتيهِ و شاهِدُ الكُفرِ فيهِم قولُ سيِّدِنا عليُّ حربُكَ حربي خصَّهُ فيهِ و آيةُ اللعنِ في القُرآنِ شاهدةٌ بكُفرِهِمْ إذ بها الجَبَّارُ يعنيهِ و لمْ يُسمُّوا يزيداً مُسلماً أبداً بل لمْ يُسمُّوا الذي أمسى يُسميهِ و إنْ يُنازِعْ على إسلامِهِ أحدٌ فآيةُ العَهدِ و التخليفِ تنفيهِ من مالِكٌ عندَهمْ و الشافِعيُّ و من أبو حنيفةَ والراوي مساويهِ ما جاءَ في شَرعِهمْ لبسُ الحريرِ و لا وطيُ الأجيرِ كما جاءت فتاويهِ و لا أحلَّ لنا الشُّطرنجَ مَذهبُهمْ و لا الغِناءَ كما يرويهِ راويهِ و حملَ عائشة من فوقِ عاتِقِهِ يوماً لِتُسمِِعَه النَّغْماتِ يحكيهِ كذاكَ ما كبَّروا في الفارِسيَّةِ في أداءِ فرضٍ بهِ ينجو مؤديهِ و قَدْ أجازَ لِمن سَنَّ الوُضوءَ بِمع صورِ النَّبيذِ و هذا ليسَ يُرضيهِ حتى أباح لدى الفرضِ الوقوفَ على إِهابِ كلبٍ و هذا ليسَ يكفيهِ حتى أجازَ على الخروِ السجودَ كذاال راوي بذاك تلقى الدرس من فيهِ و إن أتمَّ إمامُ القومِ فَرضَهُمُ فَضرطةٌ عِوضَ التسليمِ تُجزيهِ و جوَّزَ العدل في فرضِ السِّهام و لمْ تكن له آيُ ذي الأرحام تثنيهِ و أعظمُ الخطبِ فتوى المالكيِّ بأك ل الكلبِ من غيرِ ضرٍّ ثم يُلجيهِ و بالغُلامِ اكتفى عن وطيِ زوجتهِ إذ ليسَ غيرُ كنيفِ الدُّبْرِ يهنيهِ أغناهُ عن لثمها تقبيلُ فََقْحَتِهِ و ريحُها عن شميمِ الطِّيْبِ يُغنيهِ و الشافِعيُّ أباحَ الإغتسال بِما تُمني الرجالُ و ذا أدنى مخازيهِ أجابَ فيهِ جهولاً جاءَ يسألُهُ عن حُكمِه بجوابٍ ليسَ يَكفيهِ لو كانَ جاوزَ كُرَّاً لاغتسلتُ بهِ يا ويحَ لحيتهِ مما تُلاقيهِ و جائزٌ عندهم نكحُ المحارِمِ من وطي الزنا و عمومِ النَّصِ ينفيهِ و حملُ نطفةَ من قد غابَ مهَّدَ غَدْ رَ الزانياتِ فلا حدٌّ لآتيهِ مذاهِبٌ زيَّنَ الشيطانُ باطِلَها يا ويلَ من بالخَفا الشيطانُ يُغويهِ الرأيُ لا يتناهى والقياسُ بهِ كل الورى شَرعوا بُعداً لِرائيهِ فكيفَ خصَّصَ فيهِ اللهُ أربعةً من الرجال تعالى الله مُعطيهِ هيهاتَ بل كلُّ ذي عقلٍ و معرفةٍ قد حازَ رأياً بهِ يُرضي مُريديهِ إن كانَ هذا و هذا لم يكنْ أبداً ممن أطاعَ و ممن كانَ يعصيهِ فما أرى لنبيٍّ قَطُّ فائدةً فيها إليه الهُ العرشِ يوحيهِ بل كل من كان ذا رايٍ يُسدِّدُهُ يغدو نبياً بلا ربٍّ يُنَبِّيهِ إبليسُ اولُ من سنَّ القياسَ لهمْ بالاعتراضِ على ذي العرشِ باريهِ و نالَ بالرأيِ في يومِ السقيفةِ من جِبتَيْ قُريشٍ عظيماً من أمانيهِ كأنهُ قالَ أَنْظِرْني الى نظرٍ منه ليومِ أبي بكرٍ و تاليهِ وافى لبيعتهِ يسعى فَاردفها بنخرة سرَّها ذو العقل يدريهِ ابليسُ أغويتَ من يُدعى بشيخِهِمُ فَأيُّ فعلٍ قَبيحٍ بعدُ تبغيهِ كم منةٍ لابي بكرٍ عليكَ و قد لباكَ عِندَ النِدا فيما تُرجِّيهِ علَّمْتَهُ كيفَ يُغوي فاسترحتَ بهِ حتى القيامةِ من ضُرٍّ تعانيهِ لا بل دواهيكَ كانت قبلُ ناقصةً حتى تَعلمتَ شَطراً من دواهيهِ كم سُنَّةٍ لرسولِ اللهِ ضيَّعها و بدعةٍ سنَّها فالناسُ تدريهِ قد عذَّب الرجسُ نارَ الخلدِ حينَ هوى فيها و لم تَجنِ ما قد كانَ يجنيهِ يا ساعَدَ اللهُ ناراً حلَّها فلقد أُوذي بها حرُّ وادٍ كانَ يحويهِ لو كانَ أفلحَ عندَ الغصبِ يَسألهُ ردَّ الخلافة نالَ الأمرَ راجيهِ هو المفدَّى لديه حيث كانَ إذا ما هاجَ دا أُستِهُ يوماً يُداويهِ ما حرَّمَ الرجسُ تمتيعَ النساءِ و ما كان النبي ُّ اليهِ قبلُ يُلقيهِ بل كانَ ذا أُبْنةٍ عندَ الهياجِ لها حرشٌ شديد و ماءُ الصُلب يطفيهِ و مُذ رأى جملةَ العُزَّابِ عنه بها اس تغنوا بتحريمها نادى مُناديهِ أظن أمةَ لوطٍ عقَّبوه لكي يَحيى بهِ ذكرُهم قُبحاً لِمُحييهِ إبليسُ مكَّنَ منهُ اللائِطينَ لكي يقفوهُ يوماً أبو حفصٍ و يحكيهِ إن باتَ بالزاد يُقري الضيفَ ذو كرمٍ فإنهُ بٱستهِ الوجعاءِ يُقريهِ ما أبصرتهُ أُيورُ اللائطينَ بهِ إلَّا و قامت على ساقٍ تُحيّيهِ أقصى أمانيه في هذا القيامُ لدى ال تعظيمِ مادامَ حياً من مُريديهِ و قائلٍ كيفَ تهجو سيداً ورعاً فقلتُ قولكَ هذا قول ذي تيهِ قد كانَ يسجُدُ لكنْ للأُيورِ و لل أصنامِ لا لِإلهِ العرشِ باريهِ كأنما بٱسته غرسٌ أضرَّ بهِ فرطُ الظَّماءِ فهذا الماء يُحييهِ لولاهُ لمْ يَغوَ من هذا الورى أحدٌ فاشكرْ صنيعاً إليكَ الرجس مُسديهِ و اذكر يَداً لعتيقٍ عندَ بيعتهِ فكانَ أعصاكما لله عاصيهِ إنِّي لأعجبُ من دهري و ما برِحت تُبدي العجائبَ مذ كانت لياليهِ بما جنى أُمويُّ القومِ ثالثُهم على عليٍّ بغدرٍ كانَ يُخفيهِ عثمانُ جاد غزيرُ البولِ حفرتَهُ سُقياً يُروِّي عظامَ الرجسِ جاريهِ ولا تزالُ رياحُ البطنِ حاملةً نتنَ الفُساءِ الى مثواه تُهديهِ شيخُ القُرودِ التي المختارُ أبصرها من فوقِ مِنبرهِ تنزو فتؤذيهِ كيفَ اعتلى مِنبراً كانَ النبيُّ لهُ يعلو و قامَ خطيباً بينَ أهليهِ ولَّاهُ كلبُ عدي فاستقَلَّ ألا فاعجب لكلبٍ غدى للكلبِ يُوليهِ و قبلَهُ ربُّ تيمٍ بالخِلافةِ قدْ أَوصى اليه و وفَّى من يُمَنِّيهِ فابرأ الى الله من دينٍ ائمتُهُ دُبٌّ و كلبٌ و قردٌ حينَ تُعزيهِ هذا ولا سمِعت أُذني ولا نَظرت عينايَ مما زكى في قِدرِ آنيه خليفةً مثلَهُ يُرمى بِمزبلةٍ بغيرِ غسلٍ و لا قبرٍ يواريهِ أضرَّ بالناسِ طُراً نتنُ جيفتِهِ حتى تجافاه من قد كانَ يُدنيهِ إلَّا الكلاب دنت مِنهُ مُراعيةً عهدَ القرودِ فجاءتهُ تُحيِّيهِ ظلَّت ثلاثةَ أيامٍ تُمزِّقُهُ أظفارُها و بِحدِّ النابِ تفريهِ حتى إذا بلغت منه المنى صدرت عنهُ و قدْ شوَّهتهُ أيَّ تشويهِ يكفيكَ أنَّ بقايا شعرِ لحيتهِ في بطنها لم تزلْ بالخروِ تُبديهِ ما للكلابِ أبادَ الله كَثرتَها ما ألحقت ما بَقي منهُ بماضيهِ هناك هيَّا لهُ قبراً بمقبرةِ ال يهودِ ليلاً على خوفٍ مواليهِ بحُشِّ كوكبَ وارَوْهُ فزادَ بهِ عذاب موتاهُمُ مُذ صارَ يحويه و في المدينةِ أصحاب النبيِّ ومو لانا عليٌ وجمعٌ من محبيهِ أكان ذاك رضا منهم بذاك أم ال كلابُ تمنعُهم عنهُ و تحميهِ أم أهملوا ما به أوصى النبي من ال تعجيلِ بالدَّفنِ أم اكرامُه فيهِ و مُذ أبى كرماً ظهرُ البقيعِ بأن تغدو لهُ جدثاً يوماً نواحيهِ أضحى الكنيفُ له قبراً و غسَّله بالبولِ من كانَ يُقصيهِ و يُدنيهِ و أمرُ سلمانَ بالتغسيلِ مشتهرٌ بينَ الفريقينِ قاصيهِ و دانيهِ قد شابهت ليلةَ المعراجِ ليلتهُ و يومَ آصفَ حيثُ العرش آتيهِ و في المسير لتغسيل الزكي و إه مالِ الشقيِّ لَسِرٌّ بانَ خافيهِ إن أهملوه لَكَم أدنى لخائنةٍ يوماً و أبعد ذا قدرٍ و تنويهِ نفى التقيَّ أباذرٍّ وليَّ رسو ل الله ظُلماً و آوى من يُعاديهِ يا من غدى طالباً شخصاً أخا نبأٍ عن حالِ عُثمانَ يومَ الدار يُنبيهِ سلِ الكلابَ و سل عنهُ اليهودَ تجِد ما بينَ هذين ظلمَ الآل يلقيهِ كم ولولوت وزغٌ حزناً لهُ و عَرى ال أصنام َ ذُلٌّ و باتَ الكفرُ يبكيهِ و أعولَ العِلجُ مروانٌ ولا عجبٌ فالكلبُ يعوي إذا أُوذي مُربيهِ و ظلَّ ليلتَهُ يَعوي معاويةٌ من فقدِهِ و بنو حربٍ تُعاويهِ و كم بكى من يهوديٍّ لهُ جَزَعاً إذ كانَ نعثلُهم بالشَّكلِ يحكيهِ و أصبحَ الحقُّ مسروراً بمقتلِهِ و الكفرُ قد بانَ ينعاهُ و يبكيهِ و مالكٌ خازِنُ النيرانِ أججها و نالَ ما كان يرجو من تمنيهِ و باتَ فيها أبو بكرٍ و صاحبهُ هذا لذاكَ بِلُقياهُ يُهنيهِ و الرجسُ فرعون من فرطِ المحبةِ ما بين الخِصى و ٱستِهِ قد صار يُلقيهِ يا من يرى نشر هذا الخزي بينَ ذوي ال ولاءِ فرضاً بهِ ينجو مُؤديهِ ها قد رجعتُ الى ما كُنتُ أنشرُهُ من قُبح مَذهبِهِم طوراً و أطويهِ يا ليتَ شعري هل أبقى الكتابُ لنا ديناً و أحمدُ عنَّا كان يُخفيهِ اليومَ أكملتُ بالقُرآنِ أُكملَ أم بِرأيِ نعمان حيثُ الناس في تيهِ أم رأيِ أحمدَ ذي المسواك حيثُ غدا يجولُ في دُبْرهِ طوراً و في فيهِ فاسلَحْ على دينِهم ذي الخِزي و ٱفسُ وبُل واضرط بلحيةِ قاضيهِ و مفتيهِ و اهرب بدينكَ عنهم ما استطعت الى آلِ الرسولِ و خُذهُ من أهاليهِ هم آلُ أحمدَ أهلُ البيتِ ما وَضعوا في شرعِ جدِّهِمُ أمراً يُنافيهِ الجَدُّ جدُّهُمُ و البيتُ بيتهمُ و صاحبُ البيتِ أدرى بالذي فيهِ فيا أولي الأمر حيثُ الأمرُ مُمْتَثَلٌ و يا ذوي القَدْرِ حيثُ اللهُ مُعطيهِ و يا بني المصطفى و المرتضى و بني ال زهرا فهل بعد ذا فخرٌ فأُنهيهِ إِني بِهجوِ عِداكُمْ لم أزلْ لَهِجاً حتى تَقومَ على قبري نواعيهِ آتاكُمُ اللهُ ما لمْ يؤتِهِ أحداً منهمْ وذلكَ فضلُ الله يؤتيهِ صلى الإلهُ عليكُمْ ما استنار لذي شكٍ بنورِ الهُدى يجلو دياجيهِ ولا يزالُ سلامُ اللهِ يُتحِفكُمْ ما أومضَ البرقُ ساريهِ و غاديهِ و صلى الله على محمدٍ و آلهِ الطاهرين و أوليائِهمُ المُكرمين |
![]() |
![]() |
![]() |
#34 |
![]() ![]() |
![]() جزاك الله خيرا على جهدك المقدر وزادك محبه فى أل بيت رسول الله. |
![]() |
![]() |
![]() |
#35 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#36 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() فضائل آل البيت قال الشيخ : مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه تحفة المجيب عن أسئلة الحاضر والغريب في فصل " فضائل آل بيت النبوة " : الحمد لله، وسلام على عباده الّذين اصطفى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام الشرفاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله... أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحياة الدّنيا وزينتها فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحًا جميلاً * وإن كنتنّ تردن الله ورسوله والدّار الآخرة فإنّ الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجرًا عظيمًا * يا نساء النّبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرًا * ومن يقنت منكنّ لله ورسوله وتعمل صالحًا نؤتها أجرها مرّتين وأعتدنا لها رزقًا كريمًا * يانساء النّبيّ لستنّ كأحد من النّساء إن اتّقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الّذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفًا * وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى وأقمن الصّلاة وآتين الزّكاة وأطعن الله ورسوله إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا * واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفًا خبيرًا }. وروى الإمام مسلم في " صحيحه " عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وأنا تارك فيكم ثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ‑ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثمّ قال:‑ وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ). وروى البخاري في " صحيحه " عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفًا عليه: ارقبوا محمّدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أهل بيته. وقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لأن أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحبّ إليّ من أن أصل قرابتي . ففي هذا دليل على علو منْزلة أهل بيت النبوة، وروى الإمام مسلم في " صحيحه " عن عائشة رضي الله عنها: دعا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاطمة وحسنًا وحسينًا فجلّلهم بكساء وعليّ خلف ظهره فجلّله بكساء ثمّ قال: ( اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرًا ). وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وقد قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، لكن الحديث مروي عن سلمه بن الأكوع بهذا المعنى، وجاء أيضًا عن جماعه من الصحابة كما في "تفسير ابن كثير"، ومصعب بن شيبة وإن كان قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، فقد وثقه غيره، وزيادة على هذا أن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم أحاديث، ولم ينتقد هذا الحديث. وهذا الحديث من الأحاديث التي تدل على منْزلة أهل بيت النبوة الرفيعة وذلك الفضل في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعده إلى أن يأتي المهدي، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول في شأن المهدي وهو من ولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي ينتسب إلى فاطمة وعلي ( إنّه سيخرج ويملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا ). وفي هذا الحديث رد على من قال إن أهل بيت النبوة قد انقرضوا وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخلف أحدًا، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: {ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم } يقولون : فعلى هذا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخلف أحدًا ولا يجوز أن ينتسب إليه أحد. ولكن هذه للحسن والحسين ولمن انتسب إليهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ). وهذا الحديث يعتبر علمًا من أعلام النبوة، فقد حقن الله دماء المسلمين بسبب الحسن بن علي فقد وجد جيشان جيش مع الحسن وجيش مع معاوية، فرأى الحسن أنه سيفني المسلمون وتنازل لله عز وجل وترك الإمارة لمعاوية. فهذا دليل على أن الحسن والحسين ينتسبان إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وجاء في " مسند الإمام أحمد " عن ابن عبّاس قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام بنصف النّهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبّع فيها شيئًا، قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: ( دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبّعه منذ اليوم ). فهذا دليل على أن الحسنين تجوز نسبتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بخلاف بقية الناس فإن الشاعر يقول: بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد يعني: بنونا أولاد أبنائنا هم أولادنا، أما بناتنا إذا تزوّجن فأولادهن أولاد أزواجهن. لكن هذه خصوصية للحسنين. وجاء في " مسند الإمام أحمد " : كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثمّ قال: ( صدق الله ورسوله: { إنّما أموالكم وأولادكم فتنة } نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما ). وجاء في " صحيح البخاري" : أن رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض ‑ إذا قتله الشخص وهو محرم فأصابه الدم‑ فقال: ممّن أنت، فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسمعت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( هما ريحانتاي من الدّنيا ). وجاء في " صحيح البخاري" من حديث البراء رضي الله عنه قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم والحسن بن عليّ على عاتقه يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه ). وجاء في "جامع الترمذي" من حديث حذيفة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ). فمنْزلتهما رفيعة، وقد ذكر العلماء رحمهم الله الشيء الكثير من مناقب أهل بيت النبوة. فالحسن والحسين وذريتهم المستقيمين منْزلتهم رفيعة. أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( ألا ترضى أن تكون منّي بمنْزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي ). رواه البخاري. فهذا الحديث يدل على فضل علي، ولا يدل على أنه أحق بالخلافة، فإن هارون كان نبيًا. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعلي: ( أنت منّي وأنا منك ). ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( عليّ منّي وأنا منه وهو يقضي ديني ). ودعا بعض الأمويين سعد بن أبي وقاص ليسب عليًا، فما فعل، قالوا: ما منعك أن تسب عليًا؟ قال: أمّا ما ذكرت ثلاثًا قالهنّ له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن أسبّه؛ لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول له خلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: يا رسول الله خلّفتني مع النّساء والصّبيان!! فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ألا ترضى أن تكون منّي بمنْزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي ) ، وسمعته يقول يوم خيبر: ( لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله ) قال: فتطاولنا لها، فقال: ( ادعوا لي عليًّا ) فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الرّاية إليه، ففتح الله عليه ولمّا نزلت هذه الآية { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: ( اللّهمّ هؤلاء أهلي ) . أما الحديث الأول فهو في " الصحيحين " من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم خيبر: ( لأعطينّ الرّاية غدًا رجلاً يفتح على يديه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ) ، فبات النّاس ليلتهم أيّهم يعطى، فغدوا كلّهم يرجوه ، فقال: ( أين عليّ ) ؟ فقيل: يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه، فقال : أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا. فقال: ( انفذ على رسلك حتّى تنْزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النّعم ) . وهذا الحديث يعتبر علمًا من أعلام النبوة. وفي " مسند الإمام أحمد " قال : حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني الحسين بن واقد، حدّثني عبدالله بن بريدة، حدّثني أبي بريدة، قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللّواء أبوبكر فانصرف ولم يفتح له، ثمّ أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب النّاس يومئذ شدّة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنّي دافع اللّواء غدًا إلى رجل يحبّه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، لا يرجع حتّى يفتح له ) فبتنا طيّبة أنفسنا أنّ الفتح غدًا، فلمّا أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلّى الغداة ثمّ قام قائمًا فدعا باللّواء، والنّاس على مصافّهم، فدعا عليًّا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللّواء، وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها. وجاء في " مسند أبي يعلى " من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ الرّاية فقال: ( من يأخذها ) ؟ فقال الزّبير: أنا ، فقال: ( أمط ) ، ثمّ قال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من يأخذها ) ؟ فقال رجل : أنا. فقال له النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أمط ) ثمّ قال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من يأخذها ) ؟ فقال رجل آخر: أنا. فقال: ( أمط ) فأعطاها علي بن أبي طالب وفتح الله على يديه خيبر. وقد خرج مرحب وهو سيّد أهل خيبر يخطر بسيفه ويقول: قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكي السّلاح بطل مجرّب فخرج عليّ فقال: أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره كليث غابات كريه المنظره قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثمّ كان الفتح على يديه. وهكذا عمرو بن ود العامري فقد قتله علي بن أبي طالب وشارك في قتل ثلاثة من صناديد قريش وأنزل الله عز وجل: { هذان خصمان اختصموا في ربّهم }. فهذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي اجتمعت فيه الشجاعة والفقه في الدين والزهد في الدنيا، وارتفعت منْزلته حتى صار مستشارًا لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما بسبب ما أعطاه الله من الفقه. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علي بن أبي طالب: ( من كنت مولاه فعليّ مولاه ) . رواه الترمذي من حديث زيد بن أرقم. وجاء عن ستة من الصحابة: ( من كنت وليّه فعليّ وليّه ) . وليس في هذا الحديث أن عليًا أحق بالخلافة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يوص بالخلافة، وإنما أشار إشارات أنّها لأبي بكر الصديق وهو حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ادعي لي أباك وأخاك، حتّى أكتب كتابًا، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر ) . وهذا كما يقول الإمام الشافعي والطحاوي رحمهما الله: إن الحديث لا يدل على أن عليًا أحق بالخلافة، وإنما هو ولاء الإسلام كقوله تعالى: { إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون }، وكقوله تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } فإن قال قائل: فلم خصّ علي؟. فالجواب: أن خصوصية علي دليل على منْزلته الرفيعة. ففرق بين علو المنْزلة، وبين الاستحقاق للخلافة، فقد يكون رجلاً من أعلم الناس، ولكن ليس لديه بصيرة بالخلافة، فهل تسلم الخلافة إلى هذا الشخص الذي يعتبر من أعلم الناس، وقد يكون من أشجع الناس، ولكنه قد لا يكون لديه بصيرة لسياسة الرعية. فالسياسة شيء والعلم والزهد والشجاعة شيء آخر. فهذه بعض الأحاديث الواردة في فضل علي رضي الله عنه. وأما فاطمة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( فاطمة بضعة منّي يغضبني ما يغضبها، ويريبني ما أرابها ) . رواه البخاري من حديث مسور بن مخرمة. ويقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، رضي الله عنهنّ أجمعين ) . وجاء في " مسند الإمام أحمد " من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( مرحبًا بابنتي ) ثمّ أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فبكت، فقلت لها: استخصّك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثه ثمّ تبكين؟! ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن ، فسألتها عمّا قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. حتّى إذا قبض النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألتها فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: ( إنّ جبريل عليه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرّةً ، وإنّه عارضني به العام مرّتين ، ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي ، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقًا بي ، ونعم السّلف أنا لك ) فبكيت لذلك، ثمّ قال ( ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة ، أو نساء المؤمنين )؟ قالت: فضحكت لذلك. فهذه فاطمة التي كانت في غاية من الزهد واختار الله عز وجل لها علي ابن أبي طالب، فقد خطبها غير واحد، منهم: أبوبكر، وخطبها بعده عمر، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( إنّها صغيرة ) ثم خطبها علي بن أبي طالب فزوجه بها. وكان مهرها درع علي بن أبي طالب الحطمية. فهذه الأدلة المتكاثرة تدل على فضل أهل بيت النبوة. وبقي: من هم أهل بيت النبوة؟. إنّهم: آل علي، وآل عقيل، وآل عباس، ومن حرمت عليهم الصدقة، فإن قال قائل: فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ) وأشار إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فهذا يدل على منْزلتهم الرفيعة، ولكنه لا يدل على أن الآخرين ليسوا من أهل البيت، ونساؤه أيضًا داخلات في أهل البيت، لأنّهن في السياق، حتى كان عكرمة مولى ابن عباس يخرج في الأسواق ويصيح: من شاء باهلته أن أهل بيت النبوة هم نساؤه. فلا، ليس الأمر كما يقول عكرمة، بل نساؤه من أهل بيته. وقال بعضهم: لو كان نساؤه من أهل بيته لقال الله سبحانه وتعالى: ( إنّما يريد الله ليذهب عنكنّ الرّجس ) ، ولأتى بضمير المؤنث. فالجواب: أن أهل البيت ذكور وإناث، وغلّب الذكور كشأن كثير من الآيات كقوله تعالى: { وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة }، يشمل الرجال والنساء. وهذه الفضائل المتقدمة هل هي تشمل من لم يكن مستقيمًا؟ فإما أن يكون مبغضًا للسنة، وإما أن يكون هاشميًا وقد أصبح شيوعيًا، أو بعثيًا، أو مرتشيًا، أو مديرًا للضرائب والجمارك، أو موظفا في البنك الربوي، فهل يشمله هذا؟ فأقول: إننا لا نستطيع أن ننفي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن الفضيلة لا تشمله. بل الفضيلة للمتمسكين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل بيت النبوة، وأسعد الناس من كان من أهل بيت النبوة وهو من أهل السنة. فنحن ندعوهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أما إذا كان من أهل بيت النبوة وهو مقدام في الشر، فبنو هاشم هم أول من أدخل التلفزيون إلى منطقة (دماج)، وهم أول من أتى بنسائهم إلى الانتخابات في (دماج)، وأما القبائل فقد أصبحوا يستحيون من هذا الفعل. فإذا كان الأمر كذلك فهل نقول: إن هؤلاء لهم شرف أهل بيت النبوة؟ لا، لا، لا، قال الله سبحانه وتعالى في شأن نوح عند أن قال: { ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين * قال يانوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين}. وقال سبحانه وتعالى: { فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون }. وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { يانساء النّبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين}. وقال الله سبحانه وتعالى: { ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئًا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين }. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ، ويقول أيضًا لبني هاشم: ( لا يأتيني النّاس بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم ) . وفي " الصحيحين " من حديث عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنّ آل أبي فلان ليسوا بأوليائي ، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلّها ببلاها ) يعني أصلها بصلتها. وأما حديث: ( كلّ سبب ونسب ينقطع إلاّ سببي ونسبي ) ، وظاهره التعارض مع قول الله عز وجل: { فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون }، وهو حديث صحيح وقد كنت أقول بضعفه، لأنني لم أستوعب طرقه. وهذا الحديث يدل على أن من كان مستقيمًا في هذا الزمن، فإنه يشمله هذا الحديث، وليس مجرد زهد وهو يختلس أموال الناس بالحروز والعزائم. فنريد أن نسلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفاطمة الزاهدة التقية، وهكذا الحسن والحسين رضي الله عنهما. والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة ، يقول الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة: { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى }. فلا يشغلوك بمعاوية ولا بفلان وفلان بل اشتغل بنفسك فهل أنت راض عن نفسك؟ ولقد أحسن من قال: بنفسي عن ذنوب بني أميّة إليه علم ذلك لا إليّه إذا ما الله يغفر ما لديّه لعمرك إن في ذنبي لشغلاً لى ربي حسابهم جميعًا وليس بضائري ما قد أتوه أما مسألة سب الصحابة فإن الله عز وجل يقول: { والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّات تجري تحتها الأنْهار خالدين فيها أبدًا }. ويقول: { لقد تاب الله على النّبيّ والمهاجرين والأنصار الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تاب عليهم }. فالذي يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يدخل في هذه الفضيلة، وكذلك الذي يسب السنة ويتبرم من السنة ويؤذي أهل السنة. ومازال العلماء في اليمن منذ القدم وهم يعانون الأذى من الشيعة. وأول من أدخل التشيع والاعتزال إلى اليمن هو الهادي المقبور بصعدة ، وقد دخل في زمن عبدالرزاق قبل الهادي، لكنه دخل دخولاً خصوصيًا لعبدالرزاق نفسه، أما الذي نشره في اليمن فهو الهادي . أما بالنسبة للتشيع فيجب أن نكون كلنا من شيعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن التشيع بمعنى الإتباع، فنحن من أتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأما حديث: ( ياعليّ أنت وشيعتك في الجنة ) ، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات ". وأما الاعتزال فهو نسف للعقيدة ، فإن المعتزلة لا يؤمنون بأسماء الله وصفاته كما هي ، وهم قريبون من الخوارج يحكمون على صاحب الكبيرة بأنه مخلد في النار ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( يخرج من النّار من قال: لا إله إلاّ الله ، وفي قلبه وزن ذرّة من خير ) . فهذه الأدلة المتقدمة خير من الأكاذيب والترهات التي تلقى علينا من أمثال: ( أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى ) ، ومثل: ( عليّ خير البشر، من أبى فقد كفر ) . وعلى قولهم هذا فعليّ خير من الأنبياء والناس أجمعين. وهذا الذي تقدم من فضائل أهل بيت النبوة هو قطرة من مطرة، لأن محاضرة واحدة لن تستوعب فضائل أهل بيت النبوة، فقد ألف الدولابي كتابًا بعنوان " الذرية الطاهرة "، وألف الإمام أحمد كتابًا في فضائل الصحابة وذكر الشيء الكثير من فضائل أهل بيت النبوة، وألف المحب الطبري كتابًا بعنوان " ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى "، وهو كتاب جمع فيه الصحيح والضعيف والموضوع وما لا أصل له، لأن صاحبه ليس بمحدث، والشوكاني له كتاب بعنوان " در السحابة في فضائل الصحابة والقرابة "، ولم يتحر الأحاديث الصحيحة. من أجل هذا نتمنى أن الله يوفق طالب علم ويكتب في فضائل أهل بيت النبوة بعنوان " الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة " . فأهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حبًّا شرعيًا، فهم يحبون علي بن أبي طالب ويحبون الحسنين وفاطمة، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي، يحبونهم حبًا شرعيًا، ونعتبرهم من أئمتنا ، فلم يكن عندهم تشيع ولا اعتزال ، من أجل هذا فقد روى البخاري ومسلم لعلي بن الحسين، ومحمد الباقر وروى مسلم لجعفر الصادق، وروى أصحاب السنن لزيد بن علي رضي الله عنهم جميعًا، وقد ذكرنا شيئًا من فضائلهم وثناء أهل العلم عليهم في كتابنا " إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن ". أما كفانا أن أحمد بن سليمان من أئمة الزيدية له كتابان بعنوان " الحكمة الدرية " والثاني " حقائق المعرفة "، فيهما السب الصراح لأبي بكر وعمر، حتى نستورد من كتب أهل إيران، ولكن هذه الكتب التي تستورد من كتب أهل إيران تعتبر دعوة لأهل السنة لأن فيها الكفر والشرك ، ففيها: أن الشمس قالت لعلي بن أبي طالب: السلام عليك يا أول ياآخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم. وفيها أيضًا أن علي بن طالب قال: وحاشا عليًا أن يقول : أما تعلم أنني أعلم السر وأخفى ، وأنني أعلم ما في الأرحام. وإذا أردت أن تحصل على الكتاب الذي فيه هذا الكلام ، فكلم شخصًا حالق لحية، مغبّر يديه كأنه يشتغل في الأسمنت، فإنّهم لن يعطوك إذا كنت ذا لحية، ثم يذهب إلى المكتبات في صعدة ويقول لهم: أريد كتاب " عيون المعجزات "، وكذلك كتاب " سلوني قبل أن تفقدوني "، وهو كتاب في مجلدين، وهذا الكتاب الضال فيه، وهو يصف علي بن أبي طالب أهلك عادًا وثمود بدواهيه كلّم موسى فوق طور إذ يناجيه وفيه أن رجلين اختصما: هل علي أفضل أم أبوبكر؟ ورضيا بأول داخل يدخل من الباب أنه الحكم، فدخل داخل وقالا له: إننا قد اختصمنا أيهما أفضل أبوبكر أم علي؟ فقال: علي أفضل لأنه خلق أبا بكر! والكتاب يباع، في صنعاء ( مكتبة اليمن الكبرى )، عجل الله بإحراقها، فإنّها تريد أن تزعزع عقيدة اليمنيين. فيا أهل السنة تمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فأهل السنة أنعم الله عليهم والفضل في هذا لله وحده، ليس بحولنا ولا بقوّتنا. فأهل بيت النبوة نحبهم حبًا شرعيًا ونعترف بفضائلهم حتى من كان موجودًا الآن وهو مستقيم يجب أن نحترمه ونرعى حقه، ونعرف له منْزلته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أما الذي أصبح يسب الدعاة إلى الله ويقول: هؤلاء وهّابية جاءوا بدين جديد، وهو لا يعرف شيئًا عن الدين، وقلبه معلق بالمحكمة، ولصّ من اللصوص في اختلاس أموال الناس. فقد كان هناك حاكم ( بالصفراء) يأكل أموال القبائل، فقيل له: حرام عليك! فقال: لا، فالقبيلي يقول: هو يهودي ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول: امرأته طالق ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول كذا وكذا، فأموالهم حلال لنا. وأعظم من هذا أن المهدي صاحب " المواهب " يعتبر بلاد اليمن بلادًا خراجية بمعنى أنّها ملكهم لأنّهم طهروها من المطرفيّة. وهكذا علم الكلام، واقرءوا " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " إذ يقول عن القاسم العياني: إن القاسم العياني يقول: كلامي أنفع للناس من كلام الله، لأنّهم قد أجمعوا على أن علم الكلام أشرف العلوم، وأنا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأني أعلم منه بعلم الكلام. علم الكلام الذي يقول فيه الإمام الشافعي: حكمي أن يضرب أهل علم الكلام بالجريد ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة. ودخل البلاء حتى على المذهب، فهم يقولون: إنّهم الفرقة الناجية، وعلى مفهومهم هذا فالفرقة الناجية من منطقة (العمشية) إلى ( ضحيان)، وهي التي ستدخل الجنة. أما العلماء الأفاضل كمحمد بن إبراهيم الوزير ومحمد بن إسماعيل الأمير وهما من أهل بيت النبوة ولهم ردود على كتب الزيدية والمعتزلة، حتى أن محمد ابن إسماعيل الأمير كان يقول لأصحابه: لا ندري من نحن متبعون؟ فتارة يقولون للهادي، وأخرى لزيد بن علي . ويقول بعضهم: ائتني بزيديّ صغير أخرج لك منه رافضيًا كبير. فطغت علينا كتب الرافضة من العراق، فالقاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، لعله من علماء القرن السادس أو السابع ذهب يدرس في العراق، والذي أرسله هو أحمد بن سليمان وما رجع إلا بشر مستطير، أهل العراق الذين يعتبرون من عبدة قبر الحسين وقبر علي بن أبي طالب ومن الغلاة في جعفر، حتى إن هارون بن سعد العجلي يقول وقد كان شيعيًّا: فكلهم في جعفر قال منكرًا طوائف سمته النّبيّ المطهرابرئت إلى الرحمن ممن تجفّرابصير بعين الكفر بالدين أعوراعليها وأن يغدوا إلى الحق قصّرا ولو قيل زنجيّ تحوّل أحمرا إذا هو وجه للإقبال وجه أدبرا كما قال في عيسى الفرى من تنصّرا والمتأخرون غيّروا وبدّلوا وظلموا المتمسكين بالسنة ، وما انتشرت السنة إلا في هذه الأزمنة، وهذا من فضل الله تعالى، فأهل بيت النبوة يقول الله تعالى فيهم: { إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا }. والرجس: الإثم والعصيان، ولكن هل هذه إرادة كونية أم إرادة شرعية؟ والجواب: أنّها إرادة شرعية، ولو كانت إرادة كونية لوقعت كما أراد ربنا عز وجل. والذي أنصح به إخواننا الأفاضل من أهل بيت النبوة أن يحمدوا الله فإننا ندعوهم إلى التمسك بسنة جدهم، ولا نقول لهم: تمسكوا بسنة جدنا، فمن نحن ولا نستحق أن ندعو إلى التمسك بسنتنا، ولا بسنة أجدادنا، لكن نقول لهم: تعالوا حتى نتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي هو جدكم ويعتبر شرفًا لكم. كما ننصحهم أن يلتحقوا بمعاقل العلم ويدرسوا الكتاب والسنة، فما رفع الله شأن محمد بن إبراهيم الوزير ومحمد بن إسماعيل الأمير، وحسين بن مهدي النعمي، وهؤلاء الثلاثة من أهل بيت النبوة، ومحمد بن علي الشوكاني وهو قاض، ما رفع الله شأنهم إلا بالعلم وتمسكهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أما التحكم والكبر فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر ). فترى الرجل منهم له بنات ربما يعجّزن ولا يزوّج القبائل، ولقد قال محمد ابن إسماعيل الأمير، عند أن ذكر أن الكفاءة في الدين: اللهم إنا نبرأ إليك من شرط ربّاه الهوى، وولده الجهل والكبرياء، شرط ليس في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولقد حرمت الفاطميات في يمننا ما أحل الله لهن، ثم ذكر حديث فاطمة بنت قيس التي قال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنكحي أسامة ) وأسامة ليس بقرشي . ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه )، وكان أبا هند رجلاً حجّامًا. ولقد قرأت في كتاب اسمه " المحبّر "، وإذا جمْع من النساء الفاطميات قد تزوّجن بمن ليس بفاطمي، وهذا أمر يخالف حتى المذهب الزيدي، على أننا نقول: إن المذهب الزيدي مبنيّ على الهيام ولنا شريط في ذلك، ففي ما قرأناه في " متن الأزهار ": ( والكفاءة في الدين، قيل: إلا الفاطمية)، بصيغة التمريض: ( قيل: إلا الفاطمية)، وإلا فالكفاءة في الدين يقول الله تعالى: { يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم }، وعلي بن أبي طالب زوج ابنته بعمر بن الخطاب. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زوج ابنته بعثمان فلما توفيت زوّجه الأخرى، فلما توفيت الثانية قال: ( لو أنّ لنا غيرها لزوّجناك ياعثمان ). فهذا ظلم للفاطميات، وهم يسمونها عندنا ( شريفة )، لكن إذا جاءت الانتخابات خرجوا إليها وهم أول من سن هذه السنة السيئة. فإذا أراد إخواننا أهل بيت النبوة أن نحبهم وأن نعظمهم فليسلكوا مسلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. تنبيه: قد يسأل سائل عن معنى كلمة ناصبي، فنقول: هو من نصب العداوة لآل بيت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو الحرب سواء بيده أم بلسانه، فهذا معنى الناصبي . والمحدثون وأهل السنة يعدون الناصبي مبتدعًا، كما يعدون الشيعي مبتدعًا. تنبيه آخر: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما، كائنًا من كان )، وقد كان بويع لعلي بن أبي طالب، ثم خرج عليه من خرج رضوان الله عليهم أجمعين، ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية ). فمعاوية وأصحابه يعتبرون بغاة لأنّهم خرجوا على علي بن أبي طالب وهو أحق بالخلافة، لكن لا يخرجهم بغيهم عن الإسلام قال الله سبحانه وتعالى: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }، فسماهم مؤمنين. وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار ) فسماهم مسلمين. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الخوارج الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقول في آخر الحديث: ( تقتلهم أولى الطّائفتين بالحقّ )، فقتلهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. فعلي بن أبي طالب هو المصيب في جميع حروبه، ورحم الله عمر بن عبدالعزيز وقد سئل عن هذه الفتن فقال: تلك فتنة طهّر الله منها سيوفنا، فلا نقذّر بها ألسنتنا. |
![]() |
![]() |
![]() |
#37 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() يا أوّل نور قد صوّرْ * وبه كلّ نبيّ بشّرْ إنّا أعطيناك الزهرا * إنّا أعطيناك الكوثر أبناءُ الزهراء نجومٌ * إذ قيل لشانئك الابتر فهم أوّل مَن قد صلّى * أوّل من هلل أو كبّر الجنّة أكبر من وصف * وفواكهها حُسناً أكبر والزهرا فاكهة منها * ولذا فيها سحر يؤثر والشعر علا بمدائحها * لا يُذكر شيءٌ إن تُذكَر أنوار مدائحها تطغى * حتى في الصبح إذا أسفر وعبير مدائحها يذكو * حتى في المسك أو العنبر ورقيق مدائحها حرٌّ * لسواها بالملك فلا قر وجمال مدائحها يبدو * كجمال الروض إذا أزهر كالورد الأحمر إذ يبدو * يجلس في م |
![]() |
![]() |
![]() |
#38 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() يا أوّل نور قد صوّرْ * وبه كلّ نبيّ بشّرْ يوقَد من زيتونة خيرٍ * وله الله لهذا استأثر إنّا أعطيناك الزهرا * إنّا أعطيناك الكوثر أبناءُ الزهراء نجومٌ * إذ قيل لشانئك الابتر فهم أوّل مَن قد صلّى * أوّل من هلل أو كبّر الجنّة أكبر من وصف * وفواكهها حُسناً أكبر والزهرا فاكهة منها * ولذا فيها سحر يؤثر والشعر علا بمدائحها * لا يُذكر شيءٌ إن تُذكَر أنوار مدائحها تطغى * حتى في الصبح إذا أسفر وعبير مدائحها يذكو * حتى في المسك أو العنبر ورقيق مدائحها حرٌّ * لسواها بالملك فلا قر وجمال مدائحها يبدو * كجمال الروض إذا أزهر كالورد الأحمر إذ يبدو * يجلس في محراب أخضر وإذا ما شئتَ لها وصفاً * فالنور لها أقرب مصدر ولذا في المحشر لا تبدو * حتى بالغضّ لنا يؤمَر فسنا برق الزهرا سحرٌ * يخطَفُ ألباب ذوي المحشر ويكاد سنا برق الزهرا * يذهب بالأبصار إذا مر وربيع مدائحها فيضٌ * من جنبات العرش تحدّر وبه أرض الشعر ستنمو * وسماوات الشعر ستكبر وتكاد سماوات الشعراء * بمدح الزهرا تتفطَّر الزهرا مشكاة فيها * مصباح يا حُسن المنظر والمصباح إذا ما يبدو * في نور زجاجته مُغمَر دريٌّ كوكبها يعلو * وبه نور الله تكوّر ويكاد الزيت يضيءُ ولو * لم تمسسهُ النار فيؤمَر نور في نورِ يتجلّى * سبحان الله إذا صوَّر قد قال لها الهادي قولاً * حسبي هذا وبه أفخر الباري يرضى لرضاها * وبذا حتى الشانىء قد قر ويُكنّيها اُم أبيها * وتُخَصّ بآياتٍ أكثر ويُقبِّل حبّاً إكراماً * يدَها والأمر هنا أبهر فالهادي لا ينطق هجراً * لا يفعل إلاّ ما يؤمَر |
![]() |
![]() |
![]() |
#39 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() على زين العابدين بن الحسين بن علي عليهما السلام ![]() ![]() ![]() ![]() ليس في تاريخ هذا الشرق، الذي هو مهد النبوات من يضارع الإمام زين العابدين (عليه السلام) في ورعه وتقواه، وشدة إنابته إلى الله، اللهم إلا آباؤه الذين أضاءوا الحياة الفكرية بنور التوحيد، وواقع الإيمان. لقد حكت سيرة هذا الإمام العظيم سيرة الأنبياء والمرسلين، وشابههم بجميع ذاتياتهم، واتجاهاتهم، فهو كالمسيح في زهده وإنابته إلى الله، وكالنبي أيوب في بلواه وصبره، وكالرسول محمد (صلى الله عليه وآله) في صدق عزيمته وسمو أخلاقه، فهو زين العابدين ولم يُمنح لأحد هذا اللقب سواه. وبرز الإمام زين العابدين (عليه السلام) على مسرح الحياة الإسلامية كألمع سياسي إسلامي عرفه التاريخ، فقد استطاع بمهارة فائقة أن ينهض بمهام الإمامة وإدامة نهضة أبوه الإمام الحسين (عليه السلام)، برغم ما به من قيد المرض وأسر الأمويين. لقد حقق الإمام (عليه السلام) هذه الانتصارات الباهرة من خلال خطبتين ألقاها على الجماهير الحاشدة في الكوفة وفي الشام والتي كان لها الأثر البالغ في إيقاظ الأمة وتحريرها من عوامل الخوف والإرهاب. لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه، وذلك بمواقفه الرائعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في دنيا الشجاعة والبطولات، وظل يلقي الأضواء على معالم الثورة الحسينية، ويبث موجاتها على امتداد الزمن والتاريخ. وكان من مظاهر تخليده للثورة الحسينية كثرة بكائه على ما حل بأبيه وأهل بيته وأصحابه من أهوال يوم الطف، وكان لهذا الأسلوب الأثر الكبير في نفوس المسلمين وفي تحرير الإنسان من الظلم والعبودية والطغيان ورفضهما. وكان للإمام زين العابدين (عليه السلام) الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، وقد دعا ناشئة المسلمين إلى الإقبال على طلب العلم، وحثهم عليه، وقد نمت ببركته الشجرة العلمية المباركة التي غرسها جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأقبل الناس بلهفة على طلب العلم ودراسته فكان حقاً من ألمع المؤسسين للكيان العلمي والحضاري في دنيا الإسلام. أما الثروات الفكرية والعلمية التي أثرت عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) فإنها تمثل الإبداع والانطلاق والتطور، ولم تقتصر على علم خاص، وإنما شملت الكثير من العلوم كعلم الفقه والتفسير وعلم الكلام، والفلسفة وعلوم التربية والاجتماع، وعلم الأخلاق الذي اهتم به الإمام (عليه السلام) اهتماماً بالغاً، ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء الحكم الأموي الذي حمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية فانبرى عليه السلام إلى الإصلاح وتهذيب الأخلاق. إن المثل التي نشرها الإمام السجاد (عليه السلام) تبهر العقول وتدعو إلى الاعتزاز والفخر لكل مسلم بل لكل إنسان يدين للإنسانية ويخضع لمثلها وقيمها. ومن الحق أن يقال أن هذا الإمام الملهم العظيم ليس لطائفة خاصة من الناس، ولا لفرقة معينة من الفرق الإسلامية دون غيرها، وإنما هو للناس جميعاً على اختلاف عصورهم، بل وعلى اختلاف أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم، فإنه سلام الله عليه يمثل القيم الإنسانية والكرامة الإنسانية، ويمثل كل ما يعتزّ به هذا الإنسان من الكمال والآداب، وسمو الأخلاق وكان المسلمون يرون في سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) تجسيداً حياً لقيم الإسلام وامتداداً مشرقاً لجده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فهو يحكيه في منهجه وسيرته ومآثره وقد ملك القلوب والعواطف بأخلاقه الرفيعة، وكانوا لا يرون غيره أهلاً لقيادتهم الروحية والزمنية، ولهذا عمدوا إلى اغتياله كما اغتالوا غيره من أئمة المسلمين، وأعلام الإسلام من الذين يشكلون خطراً عليهم. ![]() ![]() مولده: هو أبو الحسن بن الحسين المعروف ( بزين العابدين ) ولد 15جمادى الأول سنة 38 ه بالمدينة المنورة. أمه شهر بانو بنت كسرى يزد جرد واسمها جهان شاه . نص عليه بالامامه أبان معارك كربلاء . حاول بعض ألاثمين الموتورين القضاء عليه بعد استشهاد أبيه في معركة كربلاء وهو يقاسى مرضا شديدا ولكن أين لهم ذلك بعد أن أصبح صاحب السر الخفي ( أيريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متمم نوره ولو كره الكافرون ) بعد انتهاء معركة كربلاء اقتيد أسير مغلولا بالحديد مع النساء والصبيان إلى الكوفة حيث عرضوا جميعا على ابن زياد . - سأله ابن زياد ما أسمك : قال أنا العلي ابن الحسين - قال ابن زياد : ألم يقتل الله علي ابن الحسين ؟ - قال علي : كان لي أخا يسمى عليا قتله الناس . - قال ابن زياد : الله قتله . - قال علي : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، ومكان لنفس أن تموت إلا بأذن الله . فأدهشت جرأته وشجاعته ابن زياد فأخذته عزة الاثم فصاح الخبيث اللعين بجنده وكأنه لم يكتفي بما فعل :أخرجوا به فأضربوا عنقه . - فقال علي : من يتوكل بهولاء النسوة إذا قتلتني ؟ فتعلقت به عمته زينب وهى تقول أقتلنا معه إذا كنت تريد قتله. ولأمر يريده الله أرتد الخبيث مشدوها من تلك البطولة النادرة والتضحية الفذة . وقال: دعوه لما به لعل العلة ستقضى عليه . وأمر فغل بغل إلى عنقه وأرسل مع النسوة إلى يزيد . ولم يكلم احد طوال الطريق حتى وصلوا دمشق ولما علم يزيد بوصولهم دعا أشراف الشام وأجلسهم حوله ثم ادخل العلي ابن الحسين مغلولا ففك الأغلال عن عنقه وقال له : يا علي ! أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما رأيت . فقال علي : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها . إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فآتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) سورة الحديد الايه ( 22 ، 23) فقال يزيد لابنه خالد ( وكان ابن يزيد اكبر من علي سنا ) أردد عليه يا بنى . فما عرف خالد ما يقول فسكت يزيد وأبنه . وليس هذا بغريب على الامام زين العابدين . فطلب أحد الحضور أن يهبه يزيد سيده من آل البيت وهى ( فاطمة بنت الحسين ) فقالت له زينب : كذبت ولؤمت ما ذاك لك وله . وألح ثانيه فقال له يزيد: أغرب وهب الله لك حتفاً قاضياً . وطلب يزيد من علي أن يصعد المنبر فيخطب معتذرا إلى الناس عما كان من أبيه .فصعد المنبر رابطا الجأش ،رافعا الرأس ،موفور الكرامة، فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي. أنا علي ابن الحسين ، أنا ابن البشير النذير أنا ابن الداعي إلى الله بأذنه ، أنا ابن السراج المنير ،...... إلى أخر الخطبة ) ويظهر أن يزيد قد ندم على ما جنته يداه وأحب أن يكفر عما فاته فطلب من النعمان بن بشير واليه على الكوفة سابقاً أن يصحب أهل الحسين إلى المدينة وأن يحسن حالهم . وعندما ودع يزيد الامام علي زين العابدين قال ( لعن الله ابن مرجانه أما والله لو أنى صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت يا بنى ، كاتبني من المدينة وأطلب كل حاجة تكون لك ). ولكن ماذا ينفع الندم بعد تلك الجريمة النكراء التى أقترفها ذلك الفاجر . وقيل بأن يزيد كساهم وأوصى بهم النعمان فخرج بهم ومعه ثلاثون فارس وساروا حتى دخلوا المدينة فاستقبلوا استقبالا تفتتت لهوله الأكباد بالبكاء والعويل وخرجت النساء من أهل المدينة وإحداهن ثائرة شعرها وهي تقول : ماذا تقولون إن قال النبي لكمماذا فعلتم وأنتم أخر الأمم بعترتى وأهلي بعد مفتقديمنهم أساري وقتلى ضرجوا بدم وقد عول الامام زين العابدين على الإقامة في مكة لينشر دعوته سراً فيها وأوفده دعاته المخلصين إلى الأقطار والأمصار وكانت أكثر شيعته تقطن العراق وفارس ، و لبث الامام زين العابدين طوال إقامته في مكة مراقباً من الولاة الأمويين حتى أعلن موت يزيد في العاشر من صفر سنة 64 هجرية ودفن في حوارين . وقد مر احد الشعراء على حوارين بعد موت يزيد فشاهد قبره فيها فقال : أيها القبر بحواريناضممت شر الناس اجمعينا ويكفى لذكر مكانة الامام علي زين العابدين أن نذكر القصة التاريخية الآتية : لما حج هشام بن عبدالملك في عهد أبيه وطاف بالبيت الحرام وحاول أن يلمس الحجر الأسود لم يستطع لكثرة الازدحام فبينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي زين العابدين فطاف بالبيت حتى إذا ما وصل للحجر الأسود انشقت له الصفوف ومكنته من لمس الحجر الأسود فقال رجل من أهل الشام لهشام من هذا الذي خافه الناس؟ فخاف هشام أن يذكر أسمه فقال : لا أعرفه ، وكان الشاعر الاسماعيلي الكبير الفرزدق حاضراً قال أنا أعرفه وأنشد قصيده المشهورة لما سمع هشام هذه القصيدة العصماء غضب غضباً شديداً وصغر في عيون الجمع وأن يحبس الشاعر بين مكة والمدينة . نساؤة وبنيه : تزوج فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب فولد حسن وحسيناً لا عقب لهما وأبا جعفر محمد الباقر ، عبدالله ومن أم أخرى ولد زيد وعمر وعلياً وخديجة ومحمد الأوسط وعبد الرحمن وسليمان والقاسم وحسين الأصغر وعددهم ثلاثة عشر أعقب منهم ستة والباقين لا عقب لهم . وفاته: وتوفي الامام زين العابدين بعد أن نص على إمامة ولده محمد الباقر ودفن في روضة البقيع في قبر عمه الحسن بن علي سنة 94 للهجرة وكان عمره 57 عاماً . واشتهر بالزهد والعبادة والورع والتقوى ولذلك لقب بزين العابدين |
![]() |
![]() |
![]() |
#40 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() الامام محمد البا قر عليه السلام ![]() ![]() ![]() ![]() فرعٌ من فروع الدوحة النبوية الشريفة، هو من النادرين في تاريخ الأرض وقد تميز تميزاً واضحاً يلفت النظر إلى الشكل والمضمون في العلوم التي بقرها، كأنه من نسيج الفضاء، لا تحده حدود، إنه محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام). لبس درع الرسالة الإسلامية فوجد في كل حلقة فيه نبضة قلب تتفجر عزيمة، والعزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون ولون. ثم نظر إلى موقع قدميه فلمح كوة تتفتح على الجنة فيها آباؤه وأجداده الأطهار، ورفع بصره إلى فوق فإذا بنسمة عريضة من الفم الملائكي وكأنها تقول له: سر في درب الحق وأسرع في العطاء النبيل الجليل فأنت محوط بالعناية الإلهية. نقف بإجلال وتقدير كبيرين عند إشراقة من حياة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عند أبي جعفر (عليه السلام) مجمع الفضائل، منتهى المكارم سبق الدنيا بعلمه وامتلأت الكتب بحديثه، وليس من نافلة القول في شيء إن قلنا أن الإمام أبا جعفر كان من أبرز رجال الفكر ومن ألمع أئمة المسلمين، ولا غرو من أن يكون كذلك بعد أن سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالباقر في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، لأنه بقر العلم بقراً، أي فجّره ونشره فلم يُروَ عن أحد من أئمة أهل البيت، بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام)، فها هي كتب الفقه والحديث والتفسير والأخلاق، مستفيضة بأحاديثه، مملوءة بآرائه فهو يغترف من معين واحد: كتاب الله وسنة رسوله، وما أودع الله من العلم اللّدُنيّ بصفته من أئمة الحق وساسة الخلق وورثة الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله). كان الإمام الباقر (عليه السلام) الرائد والقائد للحركة العلمية والثقافية التي عملت على تنمية الفكر الإسلامي، وأضاءت الجوانب الكثيرة من التشريعات الإسلامية الواعية التي تمثل الأصالة والإبداع والتطور في عالم التشريع. لقد ترك الإمام الباقر (عليه السلام) ثروة فكرية هائلة تعد من ذخائر الفكر الإسلامي، ومن مناجم الثروات العلمية في الأرض وفتق أبوابها، وسائر الحكم والآداب التي بقر أعماقها، فكانت مما يهتدي بها الحيران، ويأوي إليها الضمآن، ويسترشد بها كل من يفيء إلى كلمة الله. لقد كانت حكمه السائرة وآدابه الخالدة من أبرز ما أثر عن أئمة المسلمين في هذا المجال، فقد ملأت الفكر وعياً وأترعت القلب إيماناً ومكنت النفس ثقة وصقلت الروح جلالاً وصفاءً. وللإمام الباقر (عليه السلام) الدور العظيم في تفسير القرآن الكريم فقد استوعب اهتمامه فخصّص له وقتاً، ودوّن أكثر المفسرين ما ذهب إليه وما رواه عن آبائه في تفسير الآيات الكريمة. نعم إن الظروف التي مرّت على الإمام الباقر (عليه السلام) كانت مواتية، فاستغل (عليه السلام) هذه الفرصة الذهبية ونشر ما أمكنه نشره من العلوم والمعارف، فأتمّ ما كان والده قد أسّسه. وهكذا كانت هذه الكواكب من آهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) كواكب مشرقة على مفارق الطرق، كل واحد منهم قام بدوره على أكمل وجه وفي ظروفه وأوضاعه. وقد وقف الإمام الباقر (عليه السلام) حياته كلها لنشر العلوم الإسلامية ونشر المثل الإنسانية بين الناس، وعاش في يثرب كالينبوع الغزير يستقي منه رواد العلم من نمير علومه وفقهه ومعارفه، عاش لا لهذه الأمة فحسب، وإنما عاش للناس جميعاً. ![]() ![]() مولده: ولد أبو جعفر محمد بن علي زين العابدين المعروف ( بالباقر ) سنه 57 ه في المدينة المنورة وأمه أم عبدالله فاطمة بنت الحسين ابن الحسن ابن علي بن أبى طالب . كان عالما كبيراً و فقيهاً مرموقا وحجة يأتيه الناس أفواجا . حيث يحكى إن رجلا سأله يوما سؤالاً فيه شيئا من الطرافة : - هل ورث النبي جميع علم الأنبياء ؟ - قال الامام الباقر : نعم . - قال : هل ورثتها أنت !! - فقال الباقر : نعم . - قال : وهل تستطيع أن تحيي الميت وتبرئ الأعمى ؟ - قال : نعم بأذن الله تعالى. ومسح بيده على عين رجل فعمي ثم أعاد له بصره . وكان الامام الباقر يبحث شتى العلوم ويعرف الغيب وتنسب له أحدى وثلاثون معجزه منها : يحكى إن رجلا جاءه يوما وهو شديد الحاجة وأن أباه دفن مالا وأخفاه عنه ومات دون أن يعلم به احد.فكتب له الامام كتابا ً سلمه إياه وقال له : اذهب بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه ثم ناد ( يا درجان ) فيأتيك رجل فسأله عما بدا لك وقل له أنا رسول الامام الباقر ، ففعل الرجل ما أمر به وطلب أباه فجئ به وقد غيره اللهب ودخان الجحيم فأعترف الوالد بذنبه وأخبره بمكان الماء وأمر أن يدفع للإمام الباقر خمس ذلك المال وقدره خمسين ألف دينار . وروى إن الامام الباقر جاء وادي فيروز فأمر أن تنصب له خيمة وعمد إلى نخلة يابسة هناك فدعا الله ثم تمتم بكلمات لم يسمعها أحد وقال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك فأثمرت النخلة من ساعتها وسقط عليه الرطب فأكل وأكل معه أبو أمية الأنصاري ، فقال له الامام يا أبا أمية هذه معجزة مريم فقد هزت جذع النخلة فتساقط عليها رطباً جنياً ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) ( لماذا لقب بالباقر..؟؟) لتبقره بالعلم وتعمقه فيه. نساؤه وبنيه : تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد فكان منها جعفر الصادق ( أعقب ) وعبدالله وابراهيم وعبيدالله (لا عقب لهم ). وفاته: توفي في السابع من ذو الحجة سنة 114 ه وكان عمره خمسون عاما في الحميه ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة ودفن في روضة البقيع. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | حسن الخليفه احمد | مشاركات | 55 | المشاهدات | 15029 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|