08-23-2011, 01:56 PM
|
#1
|
|
الأسس الموضوعية لتوحيد الفصائل الاتحادية
الأسس الموضوعية لتوحيد الفصائل الاتحادية
تسربت معلومات هنا وهناك ثم تأكدت عن قيام لقاءات واجتماعات بين بعض القيادات الاتحادية تتحدث عن وحد الحزب والصف الاتحادي ، ونحن كجماهير لهذا الحزب العظيم تظل أشواقنا أبدا تهفو لتحقيق هذه الأمنية الغالية ولكن ما هي الأسس التي يجب أن تنبني عليها هذه الوحدة ؟
أولا : الحزب الاتحادي الديمقراطي كآخر وعاء جمع الفصائل الاتحادية انقسم الآن إلي عدة أحزاب وفصائل هي : الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد والحزب الاتحادي الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي ، وقد أتضح من خلال الحراك السياسي ومعركة الانتخابات الأخيرة أن الفصيل الرئيسي هو الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الذي يترأسه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وأن الأحزاب الاتحادية الأخرى وان كانت أحزاب سياسية معتبرة من الناحية القانونية إلا أنها لا تتمتع بالسند الجماهيري .
ثانيا : تلوح في الأفق هذه الأيام مسالة قيام الحكومة ذات القاعدة العريضة كما يسميها المؤتمر الوطني ، وأخشى ما أخشاه وتخشاه جماهير الحزب أن تكون دعوة الوحدة هذه مرتبطة بالمشاركة في هذه الحكومة التي ترفضها القاعدة الاتحادية بناء علي الطرح الأحادي الذي يطرحه المؤتمر الوطني ، وإذا حدث هذا فان كلمة الوحدة الاتحادية المطروحة الآن تكون ولا شك كلمة حق أريد بها باطل .
ثالثا : وهو الأهم علي أي شيء يجب أن تقوم هذه الوحدة ؟ لقد اطلعت علي الإعلان السياسي الذي طرحته المجموعة التي تعمل في هذا الاتجاه كما اطلعت علي برنامج المرحلة المصاحب وهو في ظاهره العام حسن ولكن في تقديري اغفل محور أساسي يجب أن تقوم عليه الوحدة الاتحادية وهو الموقف من النظام الحالي ، هل هو نظام يؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية وبالتالي يمكن أن نضع يدنا في يده ونعمل سويا لحل القضايا الوطنية الماثلة كما تعتقد بعض الفصائل الاتحادية المشاركة الآن في الحوار حول الوحدة ، أم هو نظام شمولي قابض لا يؤمن بالديمقراطية والتعددية وبالتالي يجب أن نعمل علي إسقاطه وتحقيق الدولة التي تسع الجميع .
أخيرا : أقول للقيادات العاملة في هذا المجال وبكل صدق وتجرد أن الوحدة الحقيقية للحزب لا تبنيها القيادات الفوقية وإنما تبنيها الجماهير والقواعد ، وان تجاوز القيادة التاريخية المتمثلة في شخص مولانا السيد محمد عثمان الميرغني أمر غير مقبول البتة ، ولن يكتب لهذا العمل النجاح أبدا إذا حدث مثل هذا التجاوز ، إذا فالطريق الصحيح لانجاز هذا العمل المهم وتحقيق هذا الحلم الكبير هو مباركة مولانا أولاً لهذا المسعى حيث انه يعتبر الآن ولا شك كبير البيت الاتحادي والرقم الذي لا يمكن تجاوزه ، ولنلتقي من بعد ذلك ولنتفق جميعا لا نجاز مهمة واحدة هي قيام المؤتمر العام للحزب ابتداء من القاعدة وحتى القمة لتكون هذه الوحدة وحدة حقيقة .
احمد كرموش
( نشر بصحيفة اخبار اليوم في عمود الاستاذ / احمد سر الختم ( دفق الخواطر ) يوم الخميس 18/8/2011م )
|
|
|