القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذا تعريف مختصر لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القسم الأول أهل البيت قال تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . وقال تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال : وأهل بيتي اذكر كم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ... ) ( رواه مسلم 15 / 180 ) . الفصل الأول أهل البيت جاء لفظ أهل البيت في القرآن الكريم مرتين ، الأولى في الآية 73 من سورة هود ، يقول تعالى : ( رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) ، ويراد بها أهل بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام والثانية في الآية 33 من سورة الأحزاب ، يقول تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) والمراد بها أهل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتبعا للقرآن الكريم استعمل المسلمون لفظ ( أهل البيت ) ( وآل البيت ) في أهل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، حتى صار اللفظ علما عليهم لا يفهم منه ، غيرهم الا بالقرينة ، ويقول صاحب ( مجمع البيان في تفسير آية الأحزاب 33 ، ان الأمة قد اتفقت على أن المراد بأهل البيت هنا إنما أهل بيت سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اختلفوا في المراد به على ثلاثة آراء ( 1 ) . ( 1 ) يرى ابن قيم الجوزية في كتابه جلاء الإفهام في الصلاة والسلام على خبر الأنام ان هناك أربعة أقوال في آل النبي الأول : هم الذين عليهم الصدقة وهم بنو هاشم خاصة ( رأى أبو حنيفة وأبو القاسم صاحب مالك ) أبو بنو هاشم وبنو المطلب ( رأي الشافعي وابن حنبل ) أبو بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ( رأي اشهب صاحب مالك ) والثاني هم ذرية النبي وأزواجه اعتمادا على حديث ( اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته والثالث هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة والرابع هم الأتقياء من أمته ، ويرى ابن القيم ان الرأس الأول هو الأصح ثم الثاني ، اما الثالث والرابع فضعيفان . ( * ) 1 - الرأي الأول روى السيوطي في الدر المنثور ان عكرمة كان يقول عن الآية الأحزاب 33 ، من شاء باهلته انه نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، غير ان هناك من يعترض على ذلك لأسباب منها ( أولا ) ان ابن كثير يقول في تفسيره : إذا كان المراد انهن سبب النزول فهذا صحيح ، وأما إن أريد أنهن المراد دون غيرهن فهذا غير صحيح ، فقد روى ابن حاتم عن العوام بن حوشب عن ابن عم له قال : دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها . فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنها : تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم ، فألقى علهيم ثوبا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) ، قالت : فدنوت منهم فقلت يا رسول الله : وأنا من أهل بيتك ، فقال صلى الله عليه وسلم : تنحى فإنك على خيره ( أخرجه الحافظ البزار والترمذي وابن كثير في تفسيره ) ومنها ( ثانيا ) ان أهل البيت في آية الأحزاب 33 يراد به أهل النبوة المنحصر في بيت واحد تسكنه فاطمة عليها السلام ابنة النبي صلى الله عليه وسلم . وزوجها على وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم ، اما بيت الزوجية فلم يكن بيتا واحدا ، وانما كان بيوتا متعددة تسكنها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) وفي هذه الآية الأخيرة الخطاب موجه لمن في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم جميعا . ومنها ( ثالثا ) أن القول بأن ما قيل ان الآية ( 33 من الأحزاب ) وما بعدها جاء في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فالرد ان هذا لا ينكر من عادة الفصحاء في كلامهم فإنهم يذهبون من خطاب إلى غيره ويعودون إليه ، والقرآن الكريم ، وكذا كلام العرب وشعرهم ، في ذلك مملوء ذلك لان الكلام العربي يدخله الاستطراد والاعتراض ، وهو تخلل الجملة الأجنبية بنى الكلام المنتظم المتناسب كقوله تعالى في سورة النمل : ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ ) فقوله : ( وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) جملة معترضة من جهة الله تعالى بين كلام ملكة سبا ( بلقيس ) وقوله تعالى في سورة الواقعة : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) أي فلا اقسم بمواقع النجوم ، إنه لقرآن كريم ، وما بينهما اعتراض وهو كثير في القرآن وفي كلام العرب ، ون ثم فلم لا يجوز أن يكون قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) جملة معترضة متخللة لخطاب نساء النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النهج ، وعلى أي حال فلا أهمية لقول من قال بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت ، فلا توجد فرقة من المسلمين تدين بالولاء لإحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتوجب الاقتداء بها . ومنها ( رابعا ) انه حتى الذين يجعلون أزواج النبي من أهل البيت ، وأن آية الأحزاب ( 33 ) نزلت فيهم ، إنما يذهبون إلى ان الإمام علي والسيدة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة ، الحسن والحسين ، أحق بأن يكونوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن تيمية في رسالته ( فضل أهل البيت وحقوقهم ) : روى الإمام احمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة : ( أن هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلى الله عليه وسلم كساءه على وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، رضي الله عنهم فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) ثم يقول ابن تيمية : وسنته صلى الله عليه وسلم تفسر كتاب الله وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه ، فلما قال ( هؤلاء أهل بيتي ) مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه ، علمنا أن أزواجه وإن كن من أهل بيته كما دل عليه القرآن ، فهؤلاء ( أي علي وفاطمة والحسن والحسين ) أحق بأن يكونوا أهل بيته ، لان صلة النسب أقوى من صلة الصهر والعرب تطلق على هذا البيان للاختصاص بالكمال لا للاختصاص بأصل الحكم ، أضف إلى ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عائشة ان فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سارني النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني انه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فاخبرني إني أول أهل بيته اتبعه فضحك ( صحيح البخاري 5 / 26 ) . ومنها ( خامسا ) ما أجاب به ( زيد بن أرقم ) في الحديث المشهور حين سئل : من أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ، فقال أهل بيته من حرام الصدقة بعده ، فقد روى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم : قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد : الا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ( 1 ) أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ، قال : نعم . وفي رواية أخرى : عن زيد بن أرقم انه ذكر الحديث بنحو ما تقدم وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه قال : لا وايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصليه وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : والمعروف في معظم الروايات ، من غير مسلم ، ( أي في غير صحيح مسلم ) أنه قال : نساؤه لسن من أهله بيته ) . ومنها ( سادسا ) ان قوله تعالى : ( لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ . . . ) بالميم يدل على ان الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ولو كان الخطاب خاصا بنساء النبي صلى الله عليه وسلم لقال ( عنكن ويطهركن ) . ومنها ( سابعا ) ان تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليس بطريق الأصالة كبني هاشم ، وإنما هو تبع لتحريمها على النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فالصدقة عليهن حلال قبل اتصالهن به فهن فرع من هذا التحريم ، والتحريم على المولى فرع التحريم على سيده ولما كان التحريم على بني هاشم أصلا استتبع ذلك مواليهم ، ولما كان ( 1 ) يقول الإمام النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : وإنا تارك فيكم ثقلين ، فذكر كتاب الله وأهل بيته ، قال بيته ، قال العلماء سميا ثقلين لعظمهما وكبير شانهما ، وقيل لثقل العلم بهما ، وانظر الروايات المختلفة للحديث الشريف في صحيح مسلم 15 / 179 - 181 التحريم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبعا ، لم يقو ذلك على استتباع مواليهم لأنه فرع عن فرع . ومنها ( ثامنا ) ما ذهب إلى صاحب مجمع البيان من أن ثبوت عصمة المعنيين بالآية 33 من الأحزاب ، يدل على انها مختصة بهؤلاء الخمسة النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، لان من عداهم غير مقطوع بعصمته . |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() - الرأي الثالث ويرى أهل البيت انما هم الخمسة الكرام البررة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام . قال بذلك أبو سعيد الخدري وانس بن مالك وواثلة بن الاسقع وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة وابن آبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم وسعد وغيرهم وقال به الكثيرون من أهل التفسير والحديث ، قال به الفخر الرازي في التفسير الكبير ، وقاله الزمخشري في الكشاف والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن والشوكاني في فتح القدير ، والطبري في جامع البيان عن تأويل أي القرآن والسيوطي في الدار المنثور ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ، والحاكم في المستدرك ، والذهبي في تلخيصه والإمام احمد بن حنبل في المسند ، ولعل هذا الرأي اقرب إلى الصواب ، فيما نرى ونرجح لأسباب كثيرة منها ( أولا ) الأحاديث النبوية الشريفة التي رويت في ذلك والتي منها : 1 - اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة في وفي على وحسين وحسين وفاطمة : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 2 - واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خريرة ، فقال رسول الله صلى عليه عليه وسلم : ادع لي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضله ازارة فغشاهم إياه ثم اخرج يده من الكساء واوما بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات ، قالت أم سلمة رضي الله عنه عنها فأدخلت راسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم ، فقال : أنت إلى خير مرتين . 3 - اخرج الطبراني عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : ابن ابن عمك ، قالت هو في البيت ، قال اذهبي فادعيه وابنيك فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد ، وعلي رضي الله عنه يمشي في إثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره ، وجلس علي رضي الله عنه على يمينه ، وجلست فاطمة رضي الله عنه على يساره قالت أم سلمة رضي الله عنها فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت . 4 - واخرج الطبراني عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل محمد ( وفي لفظ آل محمد ) فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد ، الكساء لأدخل معهم فجذبه من - يدي ، وقال : انك على خير - واخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( رضي الله عنهم ) وأنا على باب البيت قلت يا رسول الله : ألست من أهل البيت : قال إنك إلى خير ، انك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . 6 - واخرج ابن مردوية والخطيب عن ابي سعيد الخدري قال : كان يوم أم سلمة رضي الله عنها أم المؤمنين فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية . ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي ، فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم المؤمنين أم سلمة مضروب ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة رضي الله عنها فانا منهم يا بني الله قالت : أنت على مكانك وأنت على خير . 7 - واخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي من طرق ، عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت على وفاطمة والحسن والحسين فجللهم رسول الله بكساء كان عليه ، ثم قال : ( هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) . 8 - واخرج ابن أبي شيبة واحمد ومسلم وان جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر اسود ، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فادخلهما معه ثم جاء على فادخله معه ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ). وفي رواية مسلم في الصحيح ( 15 / 194 ) عن عائشة انها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرجل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم قال جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء على فادخله ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . ويروى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : نزلت في خمسة ، في النبي صلى الله عليه وسلم وعلي فاطمة والحسن والحسين ، عليهم السلام 9 - واخرج ابن جرير والحاكم وابن مروديه عن عامر بن سعد عن سعد قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي ، فاخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب هؤلاء أهلي أهلي بيتي , 10 - واخرج ابن أبي شيبة واحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم ولبيهقي عن واثلة ، بن الاسقع قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين على حتى دخل فادني عليا وفاطمة فأجلسهما ما بين يديه ، واجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ، وأنا مستدبرهم ثم تلا الآية إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 11 - واخرج الترمذي عن علي بن زيد بن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام سنة أشهر ، كلما خرج إلى الصلاة يقول : الصلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 12 - واخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل على رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول : ( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمته . 13 - واخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء قال : حفظت رسول الله ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرة يخرج إلى الصلاة الغداة ، أتى إلى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبي الباب ثم قال : الصلاة الصلاة ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات 14 - واخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر يقول : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 15 - وروي ابن جرير عن أبي عمار قال : إني لجالس عند واثلة بن الاسقع إذ ذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه فلما قاموا ، اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه ، إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي وفاطمة وخمس وحسين فالقي عليهم كساء له ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قلت يا رسول الله وأنا ، قال وأنت ، قال فوالله إنها لمن أوثق عمل عندي . 16 - وروى في المسند والفضائل وابن جرير والترمذي بطرق مختلفة عن شداد ابن عمار قال دخلت على واثلة بن الاسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت هذا الرجل ، قلت رأيت القوم شتموه فشتمته معهم ، فقال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلي : فقال أتيت فاطمة اسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست انتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين ، آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، واجلس حسنا وحسينا كل منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق . 17 - واخرج الترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلى خلف ظهره ، فجلله بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) . 18 - روى ابن أبي شيبة عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها ، فجاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدة ، فقال : تنحى لي عن أهل بيتي ، فتنحيت من ناحية البيت ، فدخل علي وفاطمة وحسن وحسين فوضعها إليه واخذ عليا بإحدى يديه فضمه إليه واخذ فاطمة باليد الأخرى ، فضمها إليه وقبلها وأغدق خميصة سوداء ثم قال : اللهم إليك ، لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، فناديه فقلت : وأنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : اقتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء كان تحتي خيبيريا أصبناه من خيبر ثم رفع يديه فقال : اللهم ان هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما جعلتها على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي ، وقال : على خير ) . 20 - وروى الحاكم في المستدرك عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة قال : ادعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله قال : أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساء ثم قال : اللهم هؤلاء إلى ، فصل على محمد وعلى آل محمد وانزل الله عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . 21 - وروى احمد في الفضائل والمحب الطبري في الذخائر : أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم قضاء قضي به علي بن أبي طالب فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ) . وهكذا كان الإجماع على ان لفظ أهل البيت إذ أطلق إنما ينصرف إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وذريتهم وان لم يكن له إلا شهرته فيهم لكفى روى الحاكم في المستدرك عن سعد قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فادخل عليا وفاطمة وابنيهما ( أي الحسن والحسين ) تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي . ومنها ( ثانيا ) : آية المباهلة 1 - اخرج مسلم 15 / 176 في صحيحه انه لما نزل قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) ( آل عمران آية 61 ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) . 2 - وروي القاضي عياض في الشفا عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت آية المباهلة ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وحسنا وحسينا وفاطمة وقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) . 3 - وذكر ابن كثير في تفسيره قال أبو بكر بن مردويه عن جابر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب ( وفد نصارى نجران ) فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعده على أن بلا عناه الغداة ، قال فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بيد على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق لو قالا لامط عليهم الوادي نارا ) قال - جابرة وفيهم نزلت : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) . ( رواه ابن مردويه والحاكم في المستدرك ورواه الطيالسي عن الشعبي مرسلا ) 4 - انه ليس هناك من دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسن والحسين لان الآية لما نزلت دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضن الحسين واخذ بيد الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفهما فعلم إنهم المراد بالآية ، وأن أولاد فاطمة وأبناءهم يسمون أبناء النبي وينسبون إليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة . 5 - وقال الرازي في تفسيره الكبير ان هذه الآية ( آية المباهلة آل عمران 61 ) دالة على ان الحسين والحسين كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين فوجب ان يكونا ابنيه ) . ويذهب محمد جواد مغنية في كتابه فضائل الإمام علي أن إلى السنة والشيعة قد اتفق على أن المراد بأنفسنا في الآية : النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ، وبنسائنا فاطمة وبأبنائنا الحسن والحسين . ومنها ( ثالثا ) أن الحسن بن علي رضي الله عنه خطب في أهل العراق بعد أن استخلف فقال : يا أهل العراق : اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ، قال ( فما زال يقولها حتى ما بقى احد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاءه وقال الإمام الحسن أيضا نحن حزب الله المفلحون وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون ، وأهل بيته الطاهرين الطيبون واحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والمعون عينه في كل شئ لا يخطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله والرسول وأولي الأمر مقرونة ) ومنها ( رابعا ) وروي عن السدي عن أبي الديلم قال ( قال علي بن الحسين ( الإمام علي زين العابدين ) لرجل من أهل الشام ، أما قرأت في الأحزاب ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم ) . وفي رواية أخرى : انه لما جئ بعلي بن الحسين أسيرا ، وأقيم علي درج دمشق ، قام رجل من أهل البيت فقال : ( الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة قال له علي : اقرات القرآن قال نعم ، قال قرأت آل جم قال قرأت القرآن ولم اقرأ ( آل حم ) قال ما قرأت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قال : فإنكم لاياهم ؟ قال : نعم ) . ومنها ( خامسا ) ما جاء في تفسير البيضاوي في تفسيره لقوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ، قال صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة وابناهما ) . ومنها ( سادسا ) ما ذهب إليه ابن القيم الجوزية من ان أولاد فاطمة رضي الله عنه إنما يدخلون في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة ، لان أحدا من بناته لم يعقب غيرها ، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته انما هم من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته ان ابني هذا سيد ) فسماه ابنه . ولما نزلت آية المباهلة ، دعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا ( رضي الله عنهم ) وخرج للمبأهلة ، كما قال الله تعالى في حق إبراهيم ومن ذريته داود وسليمان . . . إلى آخر آيتي الإنعام 84 ، 85 وجاء في تفسير ابن كثير : وفي ذكر عيسى في ذرية إبراهيم عليهما السلام ، دلالة على دخول ولد البنات في ذرية الرجل ، لان عيسى عليه السلام انما ينسب إلى إبراهيم عليه السلام بأمه مريم عليها السلام فإنه لا أب له ، وروى ابن أبي حاتم ان الحجاج أرسل إلى يحيى بن يعمر فقال : بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله ، وقد قرأته ن أوله إلى آخره ، فلم أجده ، قال : النبي تقرا سورة الإنعام ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) حتى بلغ ( وَيَحْيَى وَعِيسَى ) قال : بلى أليس عيسى من ذرية إبراهيم ، وليس له آب قال : صدقت . هذا وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي : ان ابني هذا سيد ) واما من قال بعدم دخولهم فحجته ان ولد البنات انما ينتسبون إلى إبائهم حقيقة غير أن دخول أولاد فاطمة رضي الله عنهم في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فلشرف هذا الأصل العظيم والوالد الكريم الذي لا يدانيه احد من العالمين سرى ونفد إلى البنات لقوته وجلالته وعظم قدره ، وقال السيوطي في الخصائص الكبرى ( واختص صلى الله عليه وسلم بان الأود بناته ينسبون إليه ، وأولاد بنات غيره لا ينسبون إليهم ، في الكفاءة ولا في غيرها ، وقد اخرج الحاكم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة ان وليهما وعصبتهما واخرج أبو يعلي والطبراني انه صلى الله عليه وسلم قال كل بني أم ينتمون إلى عصبة إلا أولاد فاطمة فانا وليهم وعصبتهم ) .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وهكذا اثبت بالنص والاجماع ان أهل البيت إنما هم سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، اما النص فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بقي بعد نزول الآية 33 من الأحزاب ستة أشهر يمر وقت صلاة الفجر على بيت فاطمة رضي الله عنها ، فينادي : الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وهو تفسير منه لأهل البيت بفاطمة ومن في بيتها وهو نص ، وأنص منه حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم أرسل خلف علي وفاطمة وولديهما رضي الله عنهم ، فجاءوا فأدخلهم تحت الكساء ثم جعل يقول اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، وفي رواية وحامتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم مسلمة ، فقلت يا رسول الله : ( ألست من أهلك قال أنت أي خير ) وهو نص في أهل البيت رواه الإمام احمد وظاهر ان نساءه لسن منهم ، لقوله لأم سلمة أنت إلى خير ) ولم يقل بلى أنت منهم ، وأما الإجماع فلان الأمة اتفقت على ان لفظ أهل البيت ) إذا أطلق انما ينصرف إلى من ذكرناه ( علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهما ) دون النساء ولو لم يكن فيه الا شهرته فيهم كفى . بقيت الإشارة إلى عدة أمور : منها ( أولا ) أن هناك من قسم أهل بيت النبي إلى ثلاث دوائر : الدائرة الخاصة : وهم ذرية فاطمة وعلي إلى يوم القيامة من الحسن والحسين وهم أهل المباهلة والكساء أو الرداء ويسمون كذلك خاصة الخاصة والدائرة الثانية هم بنو هاشم والمطلب ومن الحق بهم نصا ، وهم الذين تحرم عليهم الزكاة والدائرة الثالثة وهم الزوجات الطاهرات أمهات المؤمنين ، رضي الله عنهم . ومنها ( ثانيا ) انه مهما اختلف المسلمون في فرقهم ، فإن كلمتهم واحدة في ان شجرة النسب النبوي الشريف إنما تنحصر في أبناء فاطمة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعقب إلا من ولدها ، وأما بنو علي من غير السيدة فاطمة وبنو عقيل وجعفر والعباس فإنهم من آل هاشم ، جدهم وجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وليسوا من آل الرسول صلى الله عليه وسلم لان نسبهم لا ينتهي إليه صلى الله عليه وسلم . ومنها ( ثالثا ) كثرت الأقاويل من أهل الزيغ والجهل في أهل البيت ، رغم آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تبين فضلهم وتحض على مودتهم وموالاتهم وتنفر من بغضهم وكرههم ، واستمر ذلك منذ العصر الإسلامي الأول ، ثم ازداد طغيانا بمرور الأيام ، والانحراف عن الإيمان فاستفحل الداء وقل الدواء حتى أصبح الحديث عن ذلك في السر والعلن مثار الخذلان من طرق كل مفتون في دينه وإيمانه ، فصار الإيقاع في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم شهوة لكل مخذول ، سهلا من غير حياء ولا إيمان حتى أصبحت المواجهة بين سفهاء الأحلام من العامة وبين ذريته صلى الله عليه وسلم فأول ما ينكرون عليهم انتسابهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يخلف ذكرا حتى تكونوا انتم من أبنائه ، وهي كلمة حق أريد بها باطل ، أو يحقدون عليهم ان انعم الله عليهم ، فشرفهم بالانتساب إلى اشرف ولد آدم . وسيد الأنبياء والمرسلين ، فجعلهم من ذرية نبيه الكريم وأكرمهم بالانتساب إلى رسوله العظيم فكانوا بضعة منه ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وليذكر هؤلاء وأولئك ان بعض أهل البيت آفة في الدين ، فليتب إلى الله من يجد في نفسه شيئا عليهم ، وليحذر على دينه الذي هو عصمة أمره ، حتى فيمن تظهر عليه الخطيئة منهم ، وإنه فلما يطول أمره منحرفا عن الصواب لان ذلك إنما هو حظ البشرية من كل مؤمن ، فإذا كانت النطفة الطاهرة محفوظة غير مشوبة عما سواها فلا بد من ان ترجع إلى أصلها الطيب الطاهر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا ببغضنا أهل البيت احد إلا ادخله الله النار وروى عن الحسن عليه السلام انه قال لمعاوية بن خديج : يا معاوية إياك وبغضنا فإن الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يبغضنا احد ولا يحسدنا احد إلا زيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من نار . ومنها ( رابعا ) ان الشريف أو السيد هو من ينتسب من جهة أبيه إلى ذرية الإمام الحسن أو الإمام الحسين ، وقد أخطا البعض حين نسبوا هذا اللقب الكريم إلى كل من ينتسب إلى بني هاشم الكرام ، سواء أكان حسنيا أو حسينيا أو علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أبناء الإمام علي بن أبي طالب أو جعفريا أو عباسيا ، ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا في التراجم بذلك ، كان يقول : الشريف العباسي أو الشريف العقيلي أو الجعفري نسبه إلى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أو عقيل أو جعفر ولدي أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، صحيح ان بني هاشم هم في الذروة من قريش بنص الحديث الشريف . فقد روى القاضي عياض في الشفا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : أتاني جبريل عليه السلام فقال : قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أو رجلا أفضل من محمد ، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم ولكنه صحيح كذلك ان شرف الحسن والحسين مستمد من فاطمة بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم فهما بالتالي بضعة من بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد روى ابن شهر أشوب في مناقبه : جاء الإمام أبو حنيفة ليسمع من الإمام جعفر الصادق فجزع إليه جعفر يتوكا على عصا فقال له أبو حنيفة : يا ابن رسول الله لم تبلغ من السن ما تحتاج معه إلى العصا قال هو كذلك ولكنها عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت التبرك بها ، فوثب أبو حنيفة إليه وقال : اقبلها يا ابن رسول الله ، فحسر أبو عبد الله ( جعفر الصادق ) عن ذراعيه وقال له : والله لقد علمت ان هذا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وان هذا من شعره فما تقبله وتقبل العصا وهذا يعنى ان ذرية الحسن والحسين انما هو من بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم على الإطلاق وليس بني هاشم فحسب كما جاء في الأحاديثالنبوية الشريفة . وعلى أي حال ، فلقد استمر لقب ( الشريف ) والسيد يحمله كل من ينتسب إلى بني هاشم فلما ولي الفاطميون الحكم في مصر قصروه على أبناء الحسن والحسين ولدي الإمام على من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستمر الأمر كذلك بمصر حتى الآن ، عرفا مطردا في مصر وفي غيرها من أنحاء العالم . |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() فضائل ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 - في القرآن الكريم يرى العلماء ان هناك كثيرا من آيات القرآن الكريم إنما تشير إلى فضائل أهل البيت و ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ومن هذه الآيات : ( أولا ) آية الأحزاب 33 ، يقول تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وهذا الآية ، فيما يرى جمهور العلماء ، إنها منبع فضائل أهل البيت لاشتمالها على غرر مآثرهم واعتناء الباري عزوجل بهم حيث انزلها في حقهم ويقول العارف بالله ( محيي الدين بن عربي في الباب 29 من الفتوحات : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهره الله وأهل بيته تطهيرا ، واذهب عنهم الرجس فلا يضاف إليهم إلا مطهر ، فأهل البيت الشريف هم المطهرون بل هم عين الطاهرة ، وهكذا يدخل أبناء فاطمة ، رضي الله عنها ، كلهم إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران ، فهم المطهرون اختصاصا من الله وعناية بهم ، لشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعناية الله به ، ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت ، إلا في الدار الآخرة ، فإنهم يحشرون مغفورا لهم ، وأما في الدنيا فمن أتى منهم حدا أقيم عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها قد أعاذها الله تعالى من ذلك . ومنها ( ثانيا ) آية الشورى 23 ، يقول تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) وروى الإمام احمد في المناقب والطبراني في الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم من الشافعي والواحدي في الوسيط عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت هذه الآية قالوا ( يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ، قال : علي وفاطمة وابناهما ) ، ويشهد له ما أخرجه الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال : ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) قال المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم واخرج البزار والطبراني عن الحسن ابن علي عليه السلام في حديث طويل ، ذكر فيه قوله : وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عزوجل موالاتهم فقال فيما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) وفي رواية ( وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم وانزل فيهم ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت . واخرج الإمام احمد ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ، قال الحسنة مودة آل محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) . من المميزات التي اختص الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد قالت الرسل لأممهم ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) ( سبأ آية 47 ) ، فتعين على أمته - كما يقول الأستاذ الملطاوي - أداء ما أوجبه الله عليهم من اجر التبليغ ، فوجب عليهم حب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الطاهرين ، وجعله باسم ( المودة ) وهو الثبات على المحبة . ومنها ( ثالثا ) آية الأحزاب 56 ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) روى البخاري في صحيحه عند تفسير هذه الآية عن كعب بن عجرة قال ، قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ قال ، قولوا : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد ) . وعن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هذا التسليم ، فكيف نصلى عليك ، قال قولوا : اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما -- باركت على إبراهيم ، قال أبو صالح عن الليث : على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم وعن يزيد ، وقال : ( كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ) . وروى ابن أبي حاتم عن كعب بن عجرة قال : ( لما نزلت ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ، قال ، قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك قال ، قولوا : اللهم صلى على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد ) . وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي مسعود الأنصاري قال : ( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد أمرنا الله ان نصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي عليك ، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا انه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) . وفي هذا دليل على ان الأمر بالصلاة على آل محمد ، مراد من الآية ، وإلا لما سألوا عن الصلاة على أهل البيت عقب نزولها ، ولم يجابوا بما ذكر على انه صلى الله عليه وسلم أقام أهل البيت مقام نفسه في ذلك ، ذلك لان القصد من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ان ينيله مولاه عزوجل من الرحمة المقرونة بتعظيمه بما يليق به ، ومن ذلك ما يفيضه عزوجل منه على أهل بيته ، فانه من جملة تعظيمه وتكريمه صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد ذلك ما جاء من طرق أحاديث الكساء من قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ) . وقد روى الإمام احمد والترمذي والطبراني وأبو يعلي عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : إثتني بزوجك وأبينك فجاءت بهم ، فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء كان تحتي خيبريا - اصبناه من خيبر - ثم قال ( اللهم هؤلاء آل محمد عليه السلام ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما جعلتها على آل إبراهيم ، انك حميد مجيد وروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ( اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك عليهم ) . ومنها ( رابعا ) آية ( 103 ) آل عمران ، قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ) قال ابن حجر الهيثمي في صواعقه ، اخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق انه قال : نحن حبل الله الذي قال الله فيه ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) ومنها ( خامسا ) آية النساء ( 59 ) ، قال تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، قال ابن شهر اشوب في المناقب : دخل الحسن بن صالح بن حي على الإمام جعفر الصادق فقال : يا ابن رسول الله ما تقول في قوله تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، من أولي الأمر الذين أمر لله بطاعتهم ، قال العلماء فلما خرجوا قال الحسن : ما صنعنا شيئا ، إلا سألناه : من هؤلاء العلماء فرجعوا إليه فسألوه فقال : الأئمة منا أهل البيت . ومنها ( سادسا ) آية الصافات ( 130 ) قال تعالى : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) نقل جمع من المفسرين عن ابن عباس ان المراد آل محمد صلى الله عليه وسلم ، وأكثر المفسرين على ان المراد الياس عليه السلام . ومنها ( سابعا ) آية الصافات ( 24 ) قال تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال الواحدي مسئولون عن ولاية أهل البيت ، ويعضده ما أخرجه الديلمي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) قال مسئولون عن ولاية على وأهل البيت . ومنها ( ثامنا ) آية النساء ( 54 ) قال تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) اخرج أبو الحسن المغازلي عن الإمام محمد الباقر انه قال في هذه الآية ة ( نحن الناس ) . ومنها ( تاسعا ) آية ( 82 ) طه : قال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) قال ثابت البناني : اهتدي إلى ولاية أهل البيت ، كما روى ذلك عن الإمام الباقر أيضا . ومنها ( عاشرا ) آية الضحى ( 5 ) ، قال تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) اخرج ان جرير في تفسيره وغيره من ابن عباس قال رضي محمد صلى الله عليه وسلم ( ان لا يدخل احد من أهل بيته النار ) . واخرج ابن كثير في تفسيره عن السدي عن ابن عباس من رضا محمد صلى الله عليه وسلم ان لا يدخل احد من أهل بيته النار ) ، قال الحسن : يعني بذلك الشفاعة وهكذا قال الإمام أبو جعفر الباقر ، وروي أبو بكر عن ابي شيبة عن عبد الله ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، فلسوف يعطيك ربك فترضى ) . وروى الإمام القرطبي في ( الجامع لأحكام القرآن ) عن الإمام علي ، رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة ، لأهل العراق : إنكم تقولون إن ارجى آية في كتاب الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر : آية 53 ) ، ولكنا أهل البيت نقول : ان ارجى آية في كتاب الله قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) وفي الحديث : لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا لا أرضى وواحد من أمتي في النار ) . ومنها ( حادي عشر ) آية الأنفال ( 41 ) ، قال تعالى : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) وقد اتفقت المذاهب الإسلامية على أن المراد بالقربى انما هم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لهم سهما في الغنيمة ) . ومنها ( ثاني عشر ) آية 36 من النور قال تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) ، قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، فقام إليه رجل وقال : أي بيوت هذه يا رسول الله فقال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر وقال يا رسول الله : هذا البيت منها ، وأشار إلى بيت على وفاطمة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( نعم من أفضلها ) .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() فصل:. فى وجوب محبتهم واتباعهم ورد الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبين فضل أهل البيت وتحض المسلمين على مودتهم وموالاتهم ، وتنفر من بغضهم وكراهيتهم ، بل وتعلن بوضوح وجلاء أن حب آل النبي صلى الله عليه وسلم من حبه ، وأن بغضهم من بغضه ، وأنه لا أملن لمن يكره آل النبي صلى الله عليه وسلم في رضاه في الدنيا وشفاعته في الآخرة ، وان مصيره جهنم وبئس المصير ، والعياذ بالله ، ومن هذه الأحاديث النبوية الشريفة : ( أولا ) قال الفخر الرازي ، نقل الزمخشري في الكشاف ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، الا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا - ومن مات على حب آل محمد مؤمنا مستكمل الإيمان ، الا من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد ، فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد ومات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ألا ومن مات على بغض آل محمد فلا نصيب له في شفاعتي ) . ومنها ( ثانيا ) روى الديلمي والطبراني في المعجم الكبير ، وأبو الشيخ ، وابن حبان في صحيحه ، والبيهقي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحب إليه من عترته ، وأهلي أحب إليه من أهله ، وذاتي أحب إليه من ذاته ) . ومنها ( ثالثا ) ان عصمته صفية شكت إليه أن رجلا قال لها : إن قرابة محمد لن تغني عنك من الله شيئا ، فبكت ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتها فخرج وقال صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع إن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة . وروى الديلمي عن عمار وأبي هريرة قالوا : قدمت درة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة ، فنزلت في دار رافع بن المعلى ، فقال لها نسوة جلسن إليها من بني زريق : ابنة أبي لهب الذي انزل الله فيه ( تبت يدا أبي لهب ) فما يغني هجرتك ، فاتت درة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وذكرت ما قلن ها ، فسكنها وقال : اجلسي ثم صلى بالناس الظهر ، ثم جلس على المنبر ساعة ، ثم قال : ( يا أيها الناس ، مالي أوذي في أهلي ، فوالله ان شفاعتي تنال قرابتي ، حتى ان صداء وحكم وحاء وسلهب ، لتناها يوم القيامة ) . وروى الحاكم عن علي بن الحسين ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم وقال انكحنيها فقال على إني ارصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر ، فقال عمر أنكحينها ما من الناس احد يرصد من أمرها ما أرصده ، فانكحه علي ، فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنئوني ، فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ، فقال بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سبي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين رسول لله صلى الله عليه وسلم نسب وسبب ) . ومنها ( رابعا ) روى البخاري والا ما احمد عن أبي بكر الصديق انه قال : ( أيها الناس ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته واحفظوه فيهم ) وروى البخاري في صحيحه من حديث عائشة قالت ، قال أبو بكر ( والذي نفسي يده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي ان أصل من قرابتي ) . ومنها ( خامسا ) اخرج أبو يعلي عن سلمة بن الاكواع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف وفي رواية لابن أبي شيبة ومسدد والحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن سلمة بن الاكواع : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ) . وفي رواية للإمام احمد : فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ، وفي رواية : ( فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ) . ويرى ابن أبي بكر الشلمي ربما كان المراد العلماء منهم الذين نهتدي بهم كما يهتدي بنجوم السماء ثم ربط بين الآية الكريمة ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) وان سياق الأحاديث يشير إلى وجود الخير في أهل البيت ، وإنهم أمان لأهل الأرض . ومنها ( سادسا ) اخرج الحاكم عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وعدني ربي في أهل بيتي ، من اقر منهم لله تعالى بالتوحيد ، ولي بالبلاغ ، ان لا يعذبهم . ومنها ( سابعا ) اخرج ابن عدي والديلمي عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي . ومنها ( ثامنا ) اخرج الترمذي وابن ماجة والحاكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : انا حرب لمن حاربهم ، سلم لم سالمهم ) ( يعني علي وفاطمة والحسن والحسين ) . ومنها ( تاسعا ) اخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : غضب الله على من آذاني في عترتي . - ومنها ( عاشرا ) واخرج ابن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( استوصوا بأهلي خيرا ، فإني أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه أخصمه ، دخل النار ، ومن حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا ) . ومنها ( حادي عشر ) اخرج ابن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أنا وأهل بيتي شجرة من الجنة ، وأغصانها في الدنيا ، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا . ومنها ( ثاني عشر ) اخرج الديلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ، حب نبيكم وحب أهل بيته ، وعلى قراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله ، يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ). ومنها ( ثالث عشر ) اخرج ابن عساكر عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من صنع إلى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة . وروى الديلمي عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمور دينهم عندما اضطروا إليه ، والمكرم لهم بقلبه ولسانه ) . ومنها ( رابع عشر ) أخرج الإمام أحمد والحاكم عن المسور بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها ، ويبسطني ما يبسطها ، وأن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وصهري ) . ومنها ( خامس عشر ) أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار ) . ومنها ( سادس عشر ) روي الإمام احمد والطبراني والهيثمي والمحب الطبري عن قرة قال : سمعت أبا رجاء يقول لا تسبوا عليا ولا أهل البيت إن جارا لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة ، فقال : ( ألم تروا هذا الفاسق بن الفاسق إن الله قتله ، يعني الحسين عليه السلام قال فرماه الله بكوكبين في عينه فطمس الله بصره ) . ومنها ( سابع عشر ) روى الإمام أحمد في المسند والفضائل عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قد تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، واحد منهما اكبر من الأخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض قال : ( انظروا كيف تخلفوني فيهما ) وفي رواية الترمذي في السنن عن زيد بن أرقم قال قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : ( إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، احدهما اكبر من الأخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) . وفي رواية للقاضي عياض عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ( إني تارك فيكم ما ان أخذتم به لم تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) وفي رواية للترمذي عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي . وفي رواية صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله تعالى ، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله عزوجل ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، اذكر كم الله في أهل بيتي ( ثلاث مرات ) ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وأهل بيته ثقلين ، والثقل كل نفيس خطير مصون ، وهما كذلك ، إذ أن كلا منهما معدن العلوم اللدنية والحكم العلمية والأحكام الشرعية . ومنها ( سابع عشر ) اخرج الإمام احمد وابن أبي عاصم والبيهقي والطبراني والحاكم وابن عساكر والسيوطي والمحب الطبري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال لي جبريل يا محمد : قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد ولد أب خير من بني هاشم ) . وفي رواية للقاضي عياض في الشفاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام ، فقال : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد ، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم ) . ومنها ( ثامن عشر ) روى الإمام احمد والمحب الطبري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ابغضنا أهل البيت فهو منافق ) . ومنها ( تاسع عشر ) روى الإمام احمد والهيثمي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والسيوطي والطبراني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، قالوا يا رسول الله : من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ، قال علي وفاطمة وابناها عليهم السلام ) . ومنها ( عشرون ) روى احمد والطبراني عن أبي هريرة قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فقال : ( أنا لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) . وفي رواية لأحمد والترمذي عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم ) . ومنها ( واحد وعشرون ) روى الإمام احمد في المسند والفضائل والترمذي عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيد الحسن والحسين فقال : ( من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) . ومنها ( اثنان وعشرون ) اخرج ابن عساكر عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( لا يقومن احد من مجلسه إلا للحسن أو للحسين أو ذريتهما . ومنها ( ثلاثة وعشرون ) اخرج الطبراني عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقوم الرجل لأخيه من مجلسه إلا بني هاشم لا يقومون لأحد ) , ومنها ( أربع وعشرون ) اخرج الترمذي في السنن عن جميع بن عمير التيمي قال : ( دخلت ومعي عمتي على عائشة فسئلت : أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فاطمة فقيل من الرجال ، قالت زوجها ، أن كان علمت صواما قواما . ومنها ( خمس وعشرون ) روى الطبراني في الكبير عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا وعلي فاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش ) . ومنها ( ست وعشرون ) روى الديلمي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول من يرد على الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ) . ومنها ( سبع وعشرون ) روي الطبراني في الكبير عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إليك ، لا إلى النار أنا وأهل بيتي ) . ومنها ( ثمان وعشرون ) روى ابن عساكر عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أهل بيتي وانا مستودعهم كل مؤمن ) . ومنها ( تسع وعشرون ) روى الخطيب وابن عساكر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير رجالكم علي ، وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة ) . ومنها ( ثلاثون ) روى ابن عساكر عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا علي ، ان الإسلام عريان ، لباسه التقوى ، ورياشه الهدى ، وزينته الحياء وعماده الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي ) . ومنها ( واحد وثلاثون ) روى ابن مردويه عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في الجنة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة ، قالوا : يا رسول الله من يسكن معك فيها ، قال : ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) . ومنها ( اثنان وثلاثون ) أخرج الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا بني عبد المطلب إني سألت الله ، أن يثبت قائلكم ويهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم وأن يجعلكم جوداء رحماء ، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ، ثم لقى الله مبغضا لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار ) . وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا ، أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جأهلكم ، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار ) . ومنها ( ثلاث وثلاثون ) أخرج الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن علي ، قال : اصطرع الحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هي حسن ، فقالت فاطمة يا رسول الله : تعين الحسن ، كأنه أحب إليك من الحسين ، قال : إن جبريل يعين الحسين ، وأنا أحب أن أعين الحسين ( رواه السيوطي في الخصائص الكبرى ) . ومنها ( أربع وثلاثون ) روى احمد والبزار والطيالسي والطبراني وأبو يعلي بطرق مختلفة عن علي أنه قال : ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن والحسين ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكئ فحلبها فدرت ، فجاء الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة يا رسول الله : كأنه أحبهما إليك ، قال لا ، ولكنه استسقى قبله ، ثم قال ، إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة ). ومنها ( خمس وثلاثون ) روى الإمام احمد في الفضائل والمحب الطبري في الذخائر ، قال حدثنا احمد بن إسرائيل ، قال : ( رأيت في كتاب أحمد بن محمد ابن حنبل رحمه الله بخط يده . . . قال كان الحسين بن علي يقول : من دمعتا عيناه فينا دمعة أو قطرت عيناه قطرة ، أثواه الله عزوجل الجنة ) . ومنها ( ست وثلاثون ) روى الطبراني والمروياني وابن عساكر عن العباس ابن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام يتحدثون ، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم ، والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم الله ولقرابتهم مني ) . وفي رواية عن العباس قال : كنا نلقي النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم ، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي وفي لفظ : ولقرابتكم مني ) رواه ابن عساكر وابن النجار ) . ومنها ( سبع وثلاثون ) ما رواه الترمذي والحاكم والبيهقي من شعب الإيمان عن عائشة ، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ستة لعنهم الله ، وكل نبي مجاب ، الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ، فيعز بذلك من أذل الله ، ويذل من أعز الله والمتسحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي ) . ومنها ( ثمان وثلاثون ) روى الترمذي والحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي بحبي ) . ومنها ( تسع وثلاثون ) أخرج ابن سعد عن علي أنه قال : ( خبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول الله : فمحبونا ، قال من ورائكم ) . ومنها ( أربعون ) وروى الحاكم في التاريخ من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا : حرمة الإسلام ، وحرمتي وحرمة رحمي ) . ومنها ( واحد وأربعون ) أخرج الطبراني في معجمه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي ، فليوالي وليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) . ومنها ( اثنان وأربعون ) اخرج الطبراني في المعجم الكبير عن واثلة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي إبراهيم وآل إبراهيم اللهم إنهم وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ) ، قال : يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ) . ومنها ( ثلاث وأربعون ) روى الحاكم في المستدرك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجزة ، فقال : ألا اهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قلت بلى ، قال فأهدي إلى قال : ( سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ، قال : قولوا ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، انك حميد مجيد ) . ومنها ( أربع وأربعون ) روى الترمذي في السنن عن حذيفة قال : ( سألتني أمي متى عهدك ، تعني بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت مني لها فقلت : دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فاصلي معه المغرب ، وأساله أن يستغفر لي ولك ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ثم انفلت فتبعته فسمع صوتي فقال ، من هذا حذيفة قلت نعم ، قال ما حاجتك غفر الله لك ولامك ، ثم قال ، ( إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة ، استأذن ربه ان يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين شيدا شباب أهل الجنة . ومنها ( خمس وأربعون ) روى ابن جرير عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ) . وفي رواية عن أبي ذر : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، فمن قوم نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ) ( رواه الطبراني في الكبير ) . وفي رواية للحاكم عن حنش الكناني قال سمعت أبا ذر ، وهو آخذ بباب الكعبة يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ) . ومنها ( ست وأربعون ) أخرج الطبراني في الاوسط عن الحسن بن علي ، رضي الله عنهما أنه قال : ( إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله عزوجل وهو يودنا ، دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده ، لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة - حقنا ، وروى الحاكم في المستدرك تعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت احد ، إلا أدخله الله النار . وروى الطبراني عن السيد الحسن رضي الله عنه لا يبغضنا احد ، ولا يحسدنا احد ، إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من نار .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() فصل :. فى خصائص ال البيت رضى الله عنهم وانطلاقا من كل ما تقدم من شواهد من الكتاب والسنة فلقد اتفق علماء المسلمين على أن الله تعالى ، المنعم الكريم ، قد تفضل ، سبحانه وتعالى على أهل بيت نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بخصائص اختصهم بها ، وبنعم أنعمها عليهم ( 1 ) ، إكراما لنبيه وحبيبه سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، لعل من أهمها : 1 - الصلاة على أهل البيت كان من كرامة أهل البيت عند الله تعالى ، أن جعل الصلاة عليهم مقرونة بالصلاة على جدهم العظيم ، سيد الأولين والآخرين ، وأفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم في كل صلاة ، وفي كل تشهد ، وقد اشرفا من قبل إلى أن الصحابي ( 1 ) روى الطاهر بن عبد السلام أن الزمخشري قال : إن أهل البيت النبي يساوونه في سبعة أشياء : في السلام في قوله السلام عليك أيها النبي في التشهد وفي قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) وفي ختم التشهد بالصلاة عليه وعليهم وفي قوله تعالى : ( لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي المحبة في قوله تعالى : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) وفي قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) وفي تحريم الصدقة ، والتشريك في الخمس وفي قوله تعالى : ( وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) غير أن رواية ابن حجر الهيثمي عن الفخر الرازي أنهم يساوونه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء في الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي السلام وفي الطهارة وفي تحريم الصدقة وفي المحبة ( * ) - الجليل بشير بن سعد الأنصاري بعد نزول الآية الكريمة ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) سأل قائلا : يا رسول الله أمرنا أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك ، فقال صلى الله عليه وسلم قولوا : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) . وروى البخاري عند تفسير آية الأحزاب ( 56 ) ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) عن كعب ابن عجرة قال : قيل يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة قال : قولوا : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) . وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قلنا : يا رسول الله هذا السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ، قال : قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ) . وروى مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد ، أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) ( أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ) . ومن هنا ذهب الإمام الشافعي ، كما يقول ابن كثير في تفسيره ، إلى أنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير ، فإن تركه لم تصح صلاته . وهكذا بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر الله تعالى إلى الأمة بالصلاة عليه ، إنما يشمل الأمر كذلك بالصلاة على أهل بيته في كل تشهد ، وفي كل صلاة ، وكفى بهذا تعظيما وتشريفا ، وتوفيرا ذلك لان هذا يعني أن الله قد قضي بأن مقام أهل البيت إنما هو من مقام جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وان شرفهم من شرفه ، ومن ثم فقد اقامهم النبي صلى الله عليه وسلم مقام نفسه في التعظيم والتكريم والتشريف ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراده بالصلاة عليه ، دون أهل بيته . فقد روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه أنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تصلوا علي الصلاة ، البتراء ، قالوا : وما الصلاة البتراء قال : تقولون : ( اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ). وروى الشافعي في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، انك حميد مجيد ) هذا وتأكيدا لمقام أهل البيت عند الله رسوله فلقد بين النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد بيته ، اللهم صل على محمد وآله ) وفي هذا المعنى يقول أبو سليمان الداراني رضي الله عنه ، كما جاء في صواعق ابن حجر ، من أراد أن يسأل الله حاجة ، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما ) . ويرى ابن قيم الجوزية : أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حق له ولا له دون سائر الأمة ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره ، ومن لا يوجبها فلا ريب أنه يستحبها عليه وعلى آله ، ويكرهها لسائر المؤمنين ، أو لا يجوزها على غير النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأما من قال إن آل النبي في الصلاة هم كالأمة فقد أبعد غاية الأبعاد ( عن الصواب ) ، هذا إلى ان النبي صلى الله عليه وسلم شرع في التشهد السلام والصلاة فشرع السلام من المصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم أولا وعلى نفسه ثانيا ، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثا . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( فإذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في الأرض والسماء وأما الصلاة فلم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم إلا على نفسه وعلى آله فقط ، فدل ذلك على أن آله هم أهله وأقاربه ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه قال : قولوا ( اللهم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فالصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم هي من تمام الصلاة عليه وتوابعها لان ذلك مما تقربه عين النبي صلى الله عليه وسلم ويزيده الله به شرفا وعلوا صلى الله عليه وعلى آل وسلم تسليما . وروى ابن حجر الهيثمي عن الإمام الشافعي أنه قال : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له هذا وقد أجمع المسلمون على أن الحسن والحسين وذريتهما ( أولاد السيدة فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب ) هم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة والبركة ، لأن أحدا من بناته لم يعقب غير الزهراء ، عليها سلام ، فمن انتسب تالي النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته ( إن ابني هذا سيد ) فسماه ابنه . ولما نزل قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وخرج للمباهلة . وهكذا انحصرت ذرية النبي صلى الله عليه وسلم في أبناء الزهراء وحدهم ، وفي ذرية الحسن والحسين بوجه خاص ، ومن هذه الذرية تستمر ذرية النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) ، أي سببه ونسبه من الإمام الحسن والإمام الحسين ، علهما السلام وذريتهما الطاهرة المباركة هذا ونظرا لانحصار سببه ونسبه صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين وذرتيهما ، فقد جرى العرف بأن تعبير ( أهل البيت ) انما هو صفة لكل من يتصل نسبه بسيدنا الحسن وسيدنا الحسين ، وذريتهما إلى يوم القيامة .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() محبتهم رضى الله عنهم أمر الله سبحانه وتعالى وأوصى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بحب أهل البيت ، لأنهم غصون هذه الدوحة المباركة ، التي أصلها في الأرض ، وفرعها في السماء ، والتي اصطفاها الله تعالى من بين خلقه ، واصطنعها على عينه ، فبلغت أوج الكمال في الروح والجسد ، وفي السر والعلن ، وذلك لأنها بضعة اشرف الخلق ، وأكرم الأنبياء الذي يقول متحدثا بنعمة الله عليه ، وإحسانه إليه فيما رواه مسلم في صحيحه والترمذي في الجامع الصحيح عن واثلة بن الاسقع ، ( ان الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) . ثم لان مقام أهل البيت من مقام الرسول صلى الله عليه وسلم فهم في كل عصر وزمان خير الناس وخيرهم بيوتا ، لان الله اختار نبيه من خير البيوت وأشرفها ، هذا فضلا عن ان حكمة الله في خلقه ، ورحمته بعباده ، اقتضت ان تستمر بأهل البيت ذرية سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين ، تشع بضيائها على العالمين وترشد بهدايتها الضالين ، ومن ثم فان التاريخ لم يعرف أهل بيت أحبهم الناس من قوميات ومذاهب شتي كال البيت ، احبوهم إحياء وأموات. فألف العلماء الكتب في منزلتهم عند الله والناس ، ونظم الشعراء الدواوين والقصائد في مديحهم ، وردد الخطباء فضائلهم على المنابر وفي المحافل ، وما ومن مسلم في شرق الأرض أو غربها يصلي لله ، الا وبذكر رسول الله وآله بالصلاة والتسليم ناهيك بهذه الأسماء الشائعة بين الناس : محمد وعلى وفاطمة وحسن وحسين فإن الباعث على التسمية بها لم يكن إلا للتبرك والتيمن بأسماء آل البيت الكرام ، الذين أحبهم الناس من كل جنس ولون ، ومن كل الطبقات ، في كل زمان ومكان ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) . وقد روى الترمذي والحاكم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ) . وروى الإمام احمد والترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم احذ بيد الحسن والحسين وقال ( من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) . واخرج الديلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب آل بيته وعلى قراءة القرآن ) واخرج ابن عدي والديلمي عن علي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أثبتكم على الصراط ، أشدكم حبا لأهل بيتي وأصحابي ، وفي نفس الوقت فلقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من بغض أهل البيت فقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا ادخله الله النار ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ، لو ان رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لآل محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار ) . هذا وتمثلي وكتب السيرة الشريفة بالأمثلة التي لا تعد ولا تحصى على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البيت وبدهي ان نفس النبي الزكية التي وسعت الرحمة للقريب والبعيد ، إنما كانت أكثر رحمة وعطفا على أهل بيته واعز الناس عليه ، وخاصة فاطمة البتول ، البقية الباقية من أبنائه وبنائه . فلقد روى ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا ، فاخر بيت يخرج منه بيت فاطمة وإذا رجع من سفره فأول بيت يدخله بيتها يجلس فيه ويضع الحسن على فخذه الأيمن ، والحسين على فخذه الأيسر ، يقبل هذه مرة ، وذاك مرد ويجلس عليا وفاطمة بين يديه ، كما كان من عادته صلى الله عليه وسلم ان بيت عندهم حينا بعد حين ، ويتولى خدمة الأطفال بنفسه وأبواهما قاعدان . وقد روى ان الحسين قد ركب على ظهر جده النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في الصلاة فرفعه النبي صلى الله عليه وسلم رفعا خفيفا ، ولما فرغ من الصلاة وضعه في حجره ، فكان يدخل أصابعه في لحيته والنبي صلى الله عليه وسلم يضمه ويقبله ويقول : ( اللهم إني أحبه فأحبه ) ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم مرة وهو يحمل الحسين ، فقابله رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ونعم الراكب هو ) وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من بيت عائشة قمر ببيت فاطمة فسمع الحسين يبكي فمس بكاؤه شفاف قلبه صلى الله عليه وسلم فهرع إلى فاطمة وقال لها : الم تعلمني ان بكاءه يؤذيني وفي ذات يوم بينما كان البني صلى الله عليه وسلم يخطب ويعظ المسلمين في مسجده الشريف ، جاء الحسن والحسين إلى جدهما ، وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فلم يتمالك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، وترك الوعظ ونزل إليهما فأخذهما وعاد إلى المنبر ، وهو يضمهما ويشمهما ثم وضعهما في حجره ، وقال صدق الله العظيم : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ ) . وهكذا كان من البدهي ان يكون حب أهل البيت كما يقول الأستاذ حسين يوسف ، جزاء لا يتجزأ من الحب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الحب لله تعالى ولا يعقل ان يرغم زاعم انه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت لا يكن لأهل البيت الشريف الذين هم منه صلى الله عليه وسلم منهم نفس الحب ونفس الإجلال والتقدير والتعظيم ، ولهذا فقد كان حب أهل البيت دلالة على سلامة العقيدة وصدق الإيمان بالله ورسوله ، كما ان كراهية أهل البيت دلالة قاطعة على فساد العقيدة ومرض القلب ، والبعد عن الله ورسوله ويؤكد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني بقوله الشريف . فيما يروى ابن عساكر من حديث ابن عمر : لا يحب أهل البيت إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ) ، وليس من شك في ان من هذا الحديث الشريف بشرى من سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وشهادة منه صلى الله عليه وسلم بالإيمان لمحبي أهل البيت ، وفيه في نفس الوقت حكم قاطع بالنفاق على مبغضيهم ، فهم المحجوبون بظلمات بعضها فوق بعض ، المحرمون من هداية الله ونوره ( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) وقد كتب الله عليهم الشقاوة ، وجعلهم من أصحاب الجحيم . فلقد روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يبغضنا أهل البيت احد ، إلا ادخله الله النار ) . ويزيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياتا ووضوحا ، فقال ، محذرا من إيذاء أهل البيت أو ظلمهم أو الاستخفاف بحقهم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى احد من ولد عبد المطلب ، ولم يجازه عليها ، فانا أجازيه عليها غدا ، لقيني يوم القيامة ) . ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا قاطعا صلة الإيمان بحب أهل البيت الطاهرين المطهرين فيقول كما جاء في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ، ( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ) ، فضلا عن ان حب أهل البيت انما هو السبيل لرعاية الله تعالى لصاحبه ، والكفيل بحفظه في الدين والدنيا ، وثباته يوم الدين على الصراط ، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم . وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه ، ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا ، حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي وقال صلى الله عليه وسلم : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي ) . - وهكذا أكثر السلف الصالح من محبة أهل البيت وتوفيرهم ، ففي البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ، والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من قرابتي ) . وروي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر الصديق انه قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي ان أصل من قرابتي ) . وهكذا كان لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الخليفة الأول من التعظيم والإكبار ما لم يكن لأحد غيرهم ، فالصديق يقسم بالله ، وهو صادق ، ان قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من قرابته ، وان يحب ان يصلهم أكثر مما يصل قرابته . وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤثرهم على جميع المسلمين ، بل على أقربائه الاذنين ومن أقواله في قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة واخرج الدار قطني عن ابن الخطاب انه قال : تجبوا إلي الأشراف وتوددوا ، واتقوا على أعراضكم من السفلة ، واعملوا انه لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب ) . وفي رواية : ( أيها الناس ان الفضل والشرف والمنزلة ، الولاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل ) وروى الحاكم في المستدرك عن عمر رضي الله عنه انه دخل على فاطمة ، رضي الله عنها ، فقال : ( يا فاطمة ، والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، والله ما كان احد من الناس بعد أبيك صل الله عليه وسلم أحب إلي منك ) . وفي فتح مكة ، وقد أتي العباس - عم النبي صلى الله عليه وسلم - بابي سفيان بن حرب ، ليسلم قبل ان تدخل جيوش الإسلام مكة ، فما ان رآه الفاروق عمر حتى قال : أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم أسرع العباس بابي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحق بهما الفاروق فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعني اضرب عنقه ، فقال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته ، فلما أكثر عمر في شأنه ، قال العباس مهلا يا عمر ، فوالله ان لو كان من رجال بني عدي ( رهط عمر ) ما قلت هذا ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف ، فقال عمر : مهلا يا عباس ، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو اسلم وما بي إلا إني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب . وكان الفاروق يجل الإمام علي كل الإجلال ، ويستشيره في كثير من المشاكل والقضايا الفقيهة ومن كلماته المأثورة في الإمام علي قوله المشهور ( لولا علي لهلك عمر ) ( وأعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ) . ويقدم لنا الفاروق صورة جلية لحبه وتعظيمه وتوقيره لأهل البيت ، ورغبته الصادقة في ان يرتبط بهم بنسب ومصاهرة ، يروى الأئمة احمد وابن سعد والبيهقي والحاكم والطبراني والدار قطني وابن راهويه وابن حجر الهيثمي وأبو نعيم بسند من أكابر أهل البت وغيرهم ، ان عمر بن الخطاب تقدم إلى على كرم الله وجهه طالبا الزواج من ابنته أم كلثوم ، بنت فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أجابه علي بأنه حبس بناته لولد أخيه جعفر ، قال له عمر إنه والله ما على وجه الأرض من يرصد من حسن صحبتها ما ارصد فوافق علي ، بعد ان استثار الحسن والحسين ، وقد بلغ الفرح بعمر رضي الله عنه انه أتي المهاجرين والأنصار فقال : الا تهنئوني فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ، فقال بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة ، إلا ما كان من سببي ونسبي ) فأحببت ان يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب . وفي رواية أخرى للإمام احمد : ان عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاعتل علي بصغرها ، فقال : إني لم أرد الباه ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وعصبتهم ) ، وقد تم الزواج ورزق الفاروق من حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم بولد دعاه زيدا عاش حتى صار رجلا ومات . وقد اخرج الدارقطني عن أبي حنيفة انه قال : سمعت أبا جعفر محمد الباقر يذكر تزويج علي ابنته من عمر ويقول : ( لو لم يكن لها أهلا لما زوجه إياها ) ، هذا وقد روى انه قيل لعمر بن الخطاب : إنك تصنع بعلي شيئا ( يعني من التعظيم ) لا تصنعه لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : انه مولاي ( 1 ) . ( 1 ) لعل الفاروق يقصد حديث غدير خم وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) فلقيه عمر فقال : ( هنيا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ) . ( * ) . - هذا وكان الفاروق عمر ، لا يساوي أحدا بأهل البيت . روى البلاذري في فتوح البلدان عدة روايات عن العطاء في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، منها ما رواه ابن سعد عن الواقدي بسنده عن جيبر بن الحويرث بن نقيذ أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : استثار المسلمين في تدوين الديوان ، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه : تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ، ولا تمسك منه شيئا ، وقال عثمان رضي الله عنه : أرى مالا كثيرا يسع الناس وإن لم يحصوا حتى يعرف من اخذ ممن لم يأخذ حسبت ، ان بنشر الأمر ، فقال الوليد بن هشام بن المغيرة : قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا ، وجندوا جندا ، فدون ديوانا وجند جندا ، فاخذ بقوله فدعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم ، وكانوا من لسان قريش فقال : اكتبوا الناس على منازلهم ، فبدئوا ببني هاشم ( رهط النبي صلى الله عليه وسلم ) أتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على الخلافة ، فلما نظر إليه عمر قال : وودت والله انه هكذا ، ولكن ابدؤوا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى . . . . فجاءت بنو عدي ( رهط عمر ) فقالوا : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة أبي بكر ، وأبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم الذين كتبوا ، قال : بخ بخ بني عدي أردتم الأكل على ظهري ، وان أهب حسناتي لكم ، لا والله حتى تأتيكم الدعوة وان يطيق عليكم الدفتر ، يعني ولو تكتبوا آخر الناس ان لي صاحبين سلكا طريقا فان خالفتهما خولف أبي ، والله ما أدركنا الفضل في الدنيا وما نرجو الثواب على عملنا إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو شرفنا ، وقومه اشرف العرب ، ثم الأقرب فالأقرب . . . ) . ومنها ما روي عن الشعبي قال : لما هم عمر بن الخطاب في سنة عشرين بتدوين الدواوين ، دعا بمخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم ، فأمرهما ان يكتبا الناس على منازلهم ، فكتبوا بني هاشم ثم اتبعوهم أبا بكر وقومه ، ثم عمر وقومه ، فلما - نظر عمر في الكتاب قال : وددت اني في القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ابدؤوا بالأقرب فالأقرب ، ثم ضعوا عمر بحيث وضعه الله تعالى ، فشكره العباس بن عبد المطلب على ذلك ، وقال : وصلتك رحم ) . وروى عن محمد بن عجلان قال : لما دون عمر الدواوين ، قالوا : بمن نبدأ : بنفسك ، قال : ( لا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامنا ، فبرهطه نبدأ ، ثم بالأقرب والأقرب ) . وروي عن سفيان الثوري عن جعفر الصادق عن أبيه قال : لما وضع عمر الديوان استثار الناس بمن يبدأ ، فقالوا : ابدأ بنفسك ، قال : لا ، ولكن ابدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدا بهم ) . ومنها ما روي عن ابن سعد عن الواقدي بسنده عن الزهري عن سعيد عن قومن آخرين قالوا : لما اجمع عمر علي تدوين الديوان وذلك في المحرم سنة عشرين ، بدا يبني هاشم ، ثم الأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان القوم إذا استووا في القرابة قدم أهل السابقة ، ثم انتهى إلى الأنصار فقالوا : بمن نبدأ فقال : ابدؤوا برهط سعد بن معاذ من الأوس ثم الأقرب فالأقرب لسعد ، وفرض عمر لأهل الديوان ، فقدم أهل السوابق والمشاهد من الفرائض وكان أبو بكر قد سوى بين الناس في القسم فقيل لعمر في ذلك فقال : لا اجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ، فبدا بمن شهد بدرا من المهاجرين والأنصار ، وفرض لكل رجل منهم خمسة آلاف درهم في كل سنة حليفهم ومولاهم معهم بالسواء وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر ومن مهاجرة الحبشة ممن شهدوا احد أربعة آلاف درهم ، وفرض لأبناء البدريين ألفين ألفين إلا الحسن والحسين فإنه ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف وفرض للعباس خمسة آلاف لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يكن للخليفة الثالث ، عثمان بن عفان رضي لله عنه ، بأقل حبا لآل البيت من صاحبيه ، فهو من بني عبد مناف ، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه ومن ثم فقد سمى بذي النورين غير أن الأحداث سرعان ما باعدت بينه وبين علي ، بسبب وشايا بطانته من بني امة ، وإن ظل الحب والاحترام متبادلا - بين عثمان وآل البيت وآية ذلك ان الإمام علي أرسل ولديه الحسن والحسين ، للدفاع عن عثمان وقد اصب الحسن بسهم فخضبه الدم ، وشج قنبر مولى علي ، وعلي أي حال فحين انتقل الحكم من الخلفاء الراشدين إلى الأمويين ، أعداء آل النبي صلى الله عليه وسلم قلبوا لهم ظهر المجن ، وفعلوا بعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يقبله خلق أو دين ، وما لا يرضاه مسلم بل ما لا يرضاه إنسان ، أي إنسان ، من أية ملة كان ، والي أي جنس ينتمي وبأي مذهب سياسي يدين ، وكانت كارثة الكوارث مذبحة كربلاء ، الأمر الذي سنناقشه في كتابنا عن مولانا الإمام الحسينعليه السلام . ومع ذلك فقد كان من بني أمية هؤلاء الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ، الذي اشتهر بحب آل البيت ، والذي قال لعبد الله بن الحسن المثنى ، حفيد الإمام علي ، ( والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم ولأنتم أحب إلي من أهل بيتي ) ، وحين ذكر الزهاد عنده قال : ( أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب ) ، ثم سرعان ما أبطل تلك الفعلة الدنيئة التي جرى عليها الأمويون مند أيام معاوية ، من سب الإمام علي ، كرم الله وجهه ورضي الله عنه ، على منابر المسلمين ولعنه ، والعياذ بالله ، وجعل مكانها الآية 10 من الحشر ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) . وقيل بل جعل مكانها الآية 9 من النحل ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، وقيل بل جعلهما جميعا فاستعمل الناس ذلك في الخطبة إلى يومنا هذا ، هذا ويروى ان عبد الله ابن الحسن ذهب إلى عمر بن عبد العزيز في حاجة له ، فلما قضى حاجته قال له : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي احضر ، أو اكتب لي ورقة فاني استحي من الله ان يراك على بابي ) وروى أبو الفرج الاصبهاني الأموي عن سعيد بن أبان القرشي ان عبد الله بن الحسن دخل على عمر بن عبد العزيز ، وهو حديث السن له وفرة ، فرفع مجلسه واقبل عليه وقضى حوائجه ثم اخذ عكنة من عكنه فغمزها حتى أوجه ، وقال اذكره عندك للشفاعة ، فلما خرج لامه قومه وقالوا فعلت هذا بغلام حدث فقال ان الثقة حدثني حتى كأني اسمعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها ) ، وأنا اعلم ان فاطمة لو كانت حية لسرها ما فعلت بابنها قالوا : فما معنى غمزك بطنة ، وقولك ما قلت ، قال : ( إنه ليس احد من بني هاشم إلا وله شفاعة ، فرجوت ان أكون في شفاعة هذا ) . وقيل انه كتب بعد ذلك إلى عامله بالمدينة ان اقسم في ولد علي من فاطمة ، رضوان الله عليهم ، عشرة الاف دينار ، فطالما تخطتهم حقوقهم ) . وهناك غير عمر بن عبد العزيز ، نفر قليل جدا من الأمويين كانوا يحبون آل البيت فهناك أبو الفرج الاصفهاني صاحب كتاب ( مقاتل الطالبين ) وكان أمويا محبا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهناك الشاعر عبد الله أبو عدي المعروف بالعبلي ، وكان يكره ما يجري عليه بنو أمية من سبب الإمام علي ، ويظهر الإنكار فشرده الأمويون . وهناك معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وقد نقل عنه الدميري ( في حياة الحيوان ) انه لما بويع بالخلافة ، بعد أبيه يزيد ، صعد المنبر فخطب خطبة طويلة جاء فيها ( ان جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من كان أولى به منه ومن غيره ، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم فضله وسابقته ، أعظم المهاجرين قدرا ، وأشجعهم قلبا وأكثرهم علما ، وأولهم إيمانا ، وأشرفهم منزلة وأقدمهم صحبة ، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه ، وصهره وزوج ابنته ، وأبو سبطية الحسن والحسين ، سيدي شباب أهل الجنة ، وأفضل الأمة من الشجرة الطيبة الزكية ، فركب جدي معاوية معه ما تعلمون ، وركبتهم معه ما لا تجهلون ، ثم انتقلت الخلافة إلى أبي يزيد ، فتقلد أمركم لهوى أبيه ، وكان غير خليق بالخلاقة على امة محمد صلى الله عليه وسلم فركب هواه ، وتجرا على الله بما استحل من حرمة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت مدته وانقطع أثره ، وضاجع عمله ، وصار حليف حفرته رهين خطيئته ثم قال : فشانكم أمركم فخذوه ومن رضيتم فولوه ، فلقد خلعت بيعتي من أعناقكم ، والسلام ) ، ولما نزل من على المنبر وبخه أقار به ، وقالت له أمه : ليتك كنت حيضته ولم اسمع بخبرك ، فقال : وددت والله ذلك ) . وقال الأمويون لمعلمه ومودبه ( عمر المقصوص أنت علمته حب علي وأولاده ، وأخذوه فدفنوه حيا ، ثم دسوا السم لمعاوية فمات . وانتقل الحكم إلى العباسيين الذين فاقوا الأمويين تنكيلا بأهل البيت وشيعتهم ، وإن كان بعضهم أخف عليهم من بعض ، بينهما هناك من كان في جانب آل البيت ، وقليل ما هم ، غير أن المسلمين لم يكونوا على دين ملوكهم في بغض العترة الطاهرة ، وإنما كانوا ، والحمد لله ، على دين نبيهم في حب آل البيت وتقديسهم ، حتى الذين قاتلوا الإمام الحسين في كربلاء ، كانت قلوبهم معه وسيوفهم عليه ، بل حتى الولاة والموظفون عند الخليفة كانوا يؤمنون في قرارة أنفسهم بحق أبناء الزهراء البتول ويتشيعون لهم ، ومن أمثلة ذلك أن الطاهرين في خراسان كانوا يحكمون باسم الخليفة المأمون وقلوبهم مع آل البيت ومنها أن الخليفة المتوكل كان قد كلف ( ابن السكيت ) بتأديب ولده المعتز بالله وكان ابن السكيت يكتم تشيعه لان المتوكل معروف بإغراقه في العداوة للإمام على وأولاده ، وفي ذات يوم قال له المتوكل : أيهما أحب إليك ، ابناي هذان ( المعتز والمؤيد ) أم الحسن والحسين فلم يتمالك ابن السكيت نفسه ان قال له ( والله ابن قنبر خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك ، فأمر المتوكل ان يخرجوا لسانه من قفاه ، ففعلوا ومات . وكان أئمة المذاهب الأربعة من أكثر الناس حبا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقد اشتهر الإمام أبو حنيفة النعمان بحب آل البيت وبذل الأموال الطائلة لهم ، حتى نقل أنه بعث إلى بعض المستترين منه اثني عشر ألف درهم دفعة واحدة ، وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم واقتضاء آثارهم والاقتداء بأنوارهم وكان الإمام مالك من محبي آل البيت ، وقيل إنه أفتى بخلع المنصور لان القوم بايعوه كرها ولا بيعة لمكره ( 1 ) هذا وقد كان الإمامان أبو حنيفة ومالك من تلامذة الإمام جعفر الصادق ، فيما يرى الكثيرون من أمثال ابن حجر الهيثمي في الصواعق وأبو نعيم في حلية الأولياء ، وابن الصباغ في الفصول ، والشبلنجي في ( 1 ) يرى ابن مغنية في كتابه ( أهل البيت ) أن أبا حنيفة أفتى بنصرة زيد بن علي زين العابدين ، وحمل الأموال إليه كما أفتى بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله الحسن لحرب المنصور ، فضرب بالسياط وحبس وعذب وأخيرا سقاه المنصور السم فمات ويذهب إلى ان ضرب أبي حنيفة بسبب رفضه تولى منصب القضاء قول غير مقبول ، ذلك لان طلبهم إياه للقضاء يدل على التعظيم ، وضربه بالسياط يدل على التحقير ، فكيف يمكن التوفيق بينهما ، وربما عرض الخلفاء عليه القضاء ليسكت وينصرف عن حب آل البيت فلما ابي نكلوا به فالتنكيل إذن لغاية سياسية وهي صرفه عن حب آل البيت الذين كانوا يمثلون الحزب المعارض وليس من أجل امتناعه عن القضاء . نور الأبصار والشيخ سليمان في الينابيع وغيرهم ، وأما الإمام الشافعي فحبه لأهل البيت أشهر من أن يذكر ، وقد أغرق في هذا الحب حتى نسبه الخوارج إلى الرفض ، ومن شعره في آل البيت الطاهرين : 1 - قال : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن انزله كفاكم من عظيم القدر إنكم من لا يصلي عليكم لا صلاة له 2 - وقال : يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض ان كان رفضا حب آل محمد فلشهد الثقلان إني رافضي 3 - وقال : قالوا ترفضت قلت كلا ما الرفض ديني ولا اعتمادي لكن توليت غير شك حب إمام وخير هادي إذ كان حب الولي رفضا فانبي ارفض العباد 4 - وقال : إذ في مجلس ذكروا عليا وشبيله وفاطمة الزكية يقال تجاوزوا يا قوم هذا فهذا من حديث الرافضية هربت إلى المهيمن من أناس يرون الفرض حب الفاطمية على آل الرسول صلاة ربي ولعنته لتلك الجاهلية وسئل الشافعي عن الإمام علي فقال : ماذا أقوال في رجل ، اسر أولياؤه مناقبه خوفا ، وكتمها أعداؤه حنقا ، ومع ذلك شاع منها ما ملا الخافقين . وأما الإمام احمد بن حنبل ، فكتابه ( مسند احمد ) مشحون بفضائل علي ، أما كتابه ( فضائل الصحابة ) فلا شك ان فضائل أهل البيت تمثل الجزء الأكثر منه ، وخاصة فضائل الإمام التي تشغل مائتي صفحة ( 528 - 728 ) تنضمن 565 حديثا ( من رقم 878 إلى 1247 في طبعة جامعة أم القرى عام 1983 م ) إلى جانب ما يقرب من مائة وعشرين صفحة عن السيدة فاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين وجدتهما خديجة الكبرى والعباس وولده عبد الله رضي الله عنهم . ويقال انه ألف كتابا كبيرا في فضائل أهل البيت ، وان نسخة منه كانت في خزانة مشهد الإمام بالنجف ، ونقل انه تتلمذ على يد الإمام موسى الكاظم ، وقد ورد عن الإمام احمد انه قال : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي ) . هذا وقد ألف الإمام الحافظ النسائي كتابا سماه ( خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) . وخلاصه الأمر ان حب آل البيت عند المسلمين ومنزلتهم تأتي بعد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فاصل ، وقد يتغاضى المسلم عمن يشتم أباه وأمه ، أما إذا مس مقام الرسول أو احد أهل بيته ، فانه يثور ويضحي بالنفس والنفيس ، وإذا التمسنا تفسيرا لذلك لوجدنا ه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، شرف الانتساب إليه فحسب ، وإنما ورثوا علومه وشمائله ، وأحب الخلق عند المسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم من أحبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو حفظ شيئا من علومه أو عمل بأوامره أو اتصف ببعض صفاته ، فكيف بأقرب الناس إليه ، وأحبهم لديه ، بل بضعته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ووارثي علومه وأخلاقه ، وأمنائه على دينه وشريعته ومن ثم فقد قال القرطبي ، ان الأحاديث الشريفة انما تقضى بوجوب احترام آل النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفرائض التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ، وقد صرح الأئمة البيهقي والبغوي والشافعي ان محبة آل البيت من فرائض الدين . وهكذا كان من حق أهل البيت على المسلمين ان يحبوهم ، ولو كانوا على غير قدم الاستقامة ، لأنهم بيقين يحبون الله ورسوله ، ومن أحب الله ورسوله لا يجوز بغضه ، والى هذا المعنى ذهب العلامة الشعراني في ( المنن الكبرى ) ، واستدل عليه بان ( نعيما ) تكررت إقامة الحد عليه كلما شرب الخمر ، فصار بعض الناس يلعنه ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنوا نعيما ، فانه يحب الله ورسوله ) ، فعلم من ذلك انه لا يلزم من إقامة الحد على احد الأشرف ان نبغهم ، بل إقامة الحد عليه انما هو محبة وتطهير له ، وانطلاقا من كل هذا ، وعلى مر السنين ومر الأعوام ، نرى إجماعا من أهل الحق والإيمان على توقير أهل البيت واستشعار محبتهم وإعلان فضيلتهم ، لا يشذ عن ذلك إلا جاهل أو محروم ، ولا يجادل في ذلك إلا شقي أثيم . يقول العلامة الشعراني في ( المنن الكبرى ) : سمعت سيدي عليا رضي الله عنه يقول : من حق الشريف علينا ان نفديه بأرواحنا لسريان لحم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمه الكريمين فيه بضعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبعض في الإجلال والتعظيم والتوقير ما للكل ، وحرمة جزئه صلى الله عليه وسلم كحرمة جزئه حيا على حد سواء ) . ويقول الإمام ابن تيمية في ( العقيدة الواسطية ) : ومن أصول أهل السنة والجماعة إنهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم ( غدير خم ) : اذكر كم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ( رواه مسلم ) وقال صلى الله عليه وسلم للعباس عمه - وقد اشتكى إليه ان بعض قريش يجفو بني هاشم - ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( ان الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ) . وقال ابن تيمية في الفتاوى - وهم في الوصية الكبرى - ما نصه ( آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يحبب رعايتها ، فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفئ ، وأمر بالصلاة عليهم ، مع الصلاة على رسول الله فقال لنا : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد ) - وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة ، هكذا قال الشافعي واحمد بن حنبل وغيرها من العلماء رحمهم الله ، فان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) ، وقد قال الله في كتابه ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس . وفي المسانيد والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس - لما شكا إليه جفوة قوم لهم - ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من اجلي . وأورد ابن تيمية في ( درجات اليقين ) قوله صلى الله عليه وسلم ( احبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، واحبوني لحب الله ، واحبوا أهل بيتي لحبي ) . وقال في اقتضاء الصراط : ان الحجة قائمة بالحديث ، ثم قال : وانظرو إلى عمر ابن الخطاب حين وضع الديوان ، فبدا بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في رسالة ( رأس الحسين ) ، عقب حديث : ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ، فإذا كانوا أفضل الخلق ، فلا ريب ان أعمالهم أفضل الأعمال ، وقال في رسالة ( فضل أهل البيت وحقوقهم ) في الحث عن الأخذ عن العالم العادل الذي يقول الحق ، ولا يتبع إلا إياه : ( ولهذا من يتبع النقول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه ، وأئمة أهل بيته ، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، قرة عين الإسلام ، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، شيخ علماء الأمة ) ، إلي غير ذلك من أقوال حكيمة تدل بوضوح على حب الإمام ابن تيمية لأهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم وإجلالهم . ويقول ابن كثير في التفسير : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، من اشرف بيت وجد على وجه الأرض ، فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة ، كما كان عليهم سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذر يته ، رضي الله عنهم أجمعين ( وانظر : شرف بيت النبوة في جلاء الإفهام لابن قيم الجوزية ، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، للمحب الطبري ) . بقيت الإشارة إلى الجدل الذي يثيره بعض أهل العلم حول ( توقير أهل البيت ) ، وقد انقسموا إلى فرق ثلاث ففرقة : تحب أهل البيت بلا جدال ، وتعتقد ان هذا الحب حق لهم على غيرهم ، ولا يكمل إيمان المسلم إلا به ، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولقرابتكم مني ) ، وهذه الفرقة هي الفرقة الموفقة ، وقليل ما هم ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والأئمة المجتهدون ، وقد قال الإمام الشافعي في أهل البيت معربا ومعبرا عن حبه لهم ( انا من شيعة أهل البيت حتى قيل كيت وكيت ) . وأما الفرقة الثانية فهي التي ادعت لنفسها النسب الشريف ، ووضعت نفسها بين أهله ، وتخلصت من عبء الحب لأهله ، فهي لا ترى لأحدهم فضلا يزيد على فضلها ، وشرفا زائدا على شر فها . والفرقة الثالثة : هم المتنصلون المتأولون الذين أولوا الآيات والأحاديث الواردة في حق أهل البيت ، فمثلا آية ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، يرون انه لا شاهد فيها على حب أهل البيت ومودتهم ، ولو كان ذلك كذلك ، لكان من جنس الأجر على الرسالة ، وكان آخر الآية يناقض أولها ، فانتقت بذلك دلالتها على حبهم ومودتهم وموالا تهم ، كما أولوا الأحاديث الواردة في حب آل النبي بأحد أمرين : الواحد ، ان يتهم الحديث بأنه من خلفيات الشيعة ، وهذا النوع محكوم عليه بالوضع وبالتالي لا يدخل فيما يسمى بالحديث ، وفي معناه الحديث الضعيف عندهم ، ومن ثم لا تقوم به حجة ، وبالتالي فلا يلزمهم اعتباره والعمل بمقتضاه ، علما بان العلماء ذهبوا إلى ان الحديث الضعيف يعمل بمقتضاه في المناقب وفضائل الأعمال بشروط خمسة ، منها ان يعتقد صدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ان يكون له أصل يعضده بان يكون مندرجا تحت أصل عام ، ومنها الا يشتد ضعفه حتى يلحق بالموضوعات ومها لا يعارضه حديث خاص ، ومنها ان يعمل به في المناقب وفضائل الأعمال ، ولا ريب في ان حب أهل البيت منقبة عظيمة ، والحديث الضعيف صالح للدلالة عليها . وأما الأمر الثاني : إذا ورد عليهم حديث صحيح مسلم ، قالوا خبر الآحاد ولا يلزم العمل به ، والحديث الذي تقوم به الحجة هو المتواتر ، وهكذا يتنصلون بهذه التأويلات من موالاة أهل البيت ، وبالتالي يسلبون أنفسهم حلاوة الإيمان ، ويصبحون في تأويلاتهم أشبه بعلماء بني إسرائيل ) . هذا وقد ذهب العلماء المجتهدون إلى ان حب أهل البيت من فضائل الإيمان ، بل يتجاوزها إلى حدود الواجب كما يدل على ذلك صريح كثير من الأحاديث الشريفة ، التي سبقت الإشارة إليها ، وأما غلاة المتنصلين فيذهبون إلى انه ان كان حب أهل البيت أمرا مشروعا ، فهذه عبادة لهم ، أشبه بالعبادة الوثنية ، وقد حرم القرآن عبادة غير الله ، فلا يستحق احد منهم ، فيما يزعمون ، حقا على غيره ، ويجعلون الحي والميت من أهل البيت في ذلك سواء ، سيما وهم يشددون النكير على الأولياء الأموات من أهل البيت وغيرهم ، ويصورون ذلك للسذج من النعامة من ان زيارة القبور كعبادة الوثنية ، ملبسين عليهم وغير مفرقين في ذلك بين الزيارة الشرعية والبدعية ، وحجتهم في ذلك يقيمونها لهم من أنفسهم هي إنهم يقاطعون زيارة كل ولي ، مع التنفير من زيارته ، ومن عجب ان بعضهم اعتمد على ابن تيمية في رأيهم هذا . مع ان ابن تيمية يقول في كتابه ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) ما خلاصته : ان زيارة قبور المسلمين على وجهين شرعية وبدعية ، والشرعية ما قصد منها الدعاء للميت ، لما يقصد بالصلاة على جنازة الدعاء له ، فالقيام على قبره من جنس الصلاة عليه ، وكان النبي صل الله عليه وسلم يصلي على جنائز المسلمين ويقف على قبورهم ، ومن ثم كان الصلاة على الموتى والقيام على قبورهم في السنة المتواترة تشريعا منه صلى الله عليه وسلم لامته ، كما كان صلى الله عليه وسلم إذا دفن الرجل من أمته يقف على قبره ويقول : سلوا له التثبت فانه الان يسال ) . هذا فضلا عن زياراته لأهل البقيع بالمدينة وشهداء احد ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا ان شاء الله بكم لا حقوق ) . وهكذا يبدو واضحا ان كلام ابن تيمية لم يقل بمقاطعة زيارة أولياء الله من المسلمين والدعاء لهم ، وإنما أولئك الغلاة الذين يشدون النكير على من يزور أولياء الله من غير ان يبينوا لهم الوجه المشروع من غيره في زيارة أولياء الله وغيرهم من المسلمين ، بل لبسوا عليهم وكر هوا لهم كل من يتردد إلى زيارة قبور المسلمين وصوروهم لهم بأنهم عبدة أوثان وحرموهم من اجر سنة صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() خاتمة
الى هنا انتهى احبتى الكرام سردنا عن بعض مانقلنا عن هذا التعريف المتواضع لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تبصرة وتذكرة اللهم ارزقنا محبتهم وزدنا تعلقا بحضرتهم وامدنا بامداداتهم وانفعنا ببركاتهم ياكريم وصلى الله على سيدنا محمد النبى الامى وعلى اله وصحبه وسلم |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | حسن الخليفه احمد | مشاركات | 9 | المشاهدات | 11083 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|