06-14-2012, 06:20 PM
|
#1
|
مُشرف المكتبة الصوتية
|
الأزمة الاقتصادية بالسودان...وقفة تأمل ووجهة نظر أخرى للحل ... حاتم السر
الأستاذ حاتم السر كتب على صفحته على الفيسبوك :
الأزمة الاقتصادية بالسودان...وقفة تأمل ووجهة نظر أخرى للحل
عارضنا وما زلنا نعارض اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات وذلك ليس من باب حب المعارضة وانما من واقع معرفتنا لتداعيات هذا القرار الضارة وعواقبه الوخيمة وآثاره السلبية على حياة ومعيشة المواطن السودانى البسيط. بطبيعة الحال نحن نتفق هذه المرة مع المؤتمر الوطنى فى اعترافه بأن البلاد تواجه تحديات إقتصادية ضخمة، بيد أننا نختلف معه جملة وتفصيلا فى الأسباب التى برر بها وقوع الأزمة الاقتصادية، كما أننا نختلف معه فى طرق العلاج وأساليب الحل للأزمة، و أقول بكل ثقة أننا لا نرى فى محاولات المؤتمر الوطنى حصر العلاج فى روشتة قطاعه الاقتصادى الا مزيدا من صب الزيت على نار الأزمة ليزيدها اشتعالا بدلا عن الاسهام فى احتوائها بفتح الباب واسعا لأهل السودان ليشاركوا فى صياغة الحلول.
علينا الاعتراف بان الأزمة الاقتصادية بالبلاد وصلت الى درجة من السؤ والتدهور لا تجدى معها الحلول بالمسكنات، والحلول الانفعالية، والشعاراتية الفارغة، وان ما يقوم به القطاع الاقتصادى بالمؤتمر الوطنى لا يعدو كونه مضيعة للوقت ودفن للرؤس فى الرمال وتخدير للشعب فى إنتظار حلول غيبية تجود بها السماء، والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.
وعلينا الاعتراف أيضاً بان الاقتصاد السودانى قد أصيب بالاغماء بسبب سياسات المؤتمر الوطنى الاقتصادية الفاشلة التى ادت الى تدمير القطاعات الإنتاجية بالسودان خاصة القطاعين الزراعى والصناعى، بمنهج عدائى منظم بحجة ان هذه القطاعات يسيطر عليها غير المنتمين للمؤتمر الوطنى الذين تمت محاربتهم وبالتالى فقد الاقتصاد عائدات الصادر من إنتاج هذه القطاعات، وفي وقت سابق وظّف المؤتمر الوطنى كل ثروات البلاد من النفط لمصالح حزبية ضيقة ،فلا أحد يدر أين تبخرت أموال النفط، وأين ذهبت صادراته والاستثمارات الضخمة فيه.
المخرج الوحيد للبلاد من نفق الأزمة الاقتصادية المظلم، لا يحدده المؤتمر الوطني، وساسته الذين حشروا البلاد في هذا النفق، ولا اقتصاديوه، فأي أحد يرى الأزمة يستطيع أن يجزم، أن المؤتمر الوطني لا يخطط، فكيف لبلد نفطي مقبل على انفصال تعطيل الزراعة والصناعة، واختراع استثمارات بترولية، وكيف لبلد زراعي أن يهمل الزراعة والمرعى، وكيف لا تستثمر الأموال، وكيف تطغى السياسة والطيش ليمنع السودان من التعاون مع المجتمع الدولي.
الحل يكمن فى إستنفار نخبة مختارة من أبناء وبنات السودان أهل التخصص والعلم والخبرة فى الاقتصاد -وهم كثر والحمد لله فى هذا المجال-بعيداً عن أهل الثقة والولاء ويوكل إليهم الأمر ويوفر لهم المناخ الملائم لعقد مؤتمر اقتصادى قومى يشارك فيه كل اقتصادى سودانى قادر على المساهمة فى الخروج بالبلاد من أزمتها الاقتصادية الحالية. وتتاح لهم الفرصة لدراسة الأزمة والخروج بالوصفة العلمية للدواء بعد التشخيص الدقيق للداء ورسم خريطة طريق للخروج من هذه الحالة الرديئة.على ان تقوم بتنفيذ مخرجات هذا المؤتمر الاقتصادى القومى حكومة قومية جديدة بعيداً عن هذه العقلية الحاكمة، وبعيدًا عن الثقافة المترهلة والاسترضائية، والحلول التي لا تزيد الأزمات إلا اشتعالاً، فجيب المواطن ليس هو الحل، الحل في تشجيعه على الانتاج ودفعه للعمل وتوفير المناخ العادل والاستثمار المطمئن، في وطن مستقر، وذلك لا يتم إلا بإرادة أهل السودان، كلهم، وعلى العقلاء فى المؤتمر الوطنى إن كانت هناك بقية إقناع زملاءهم بأن هذا هو وقت الاستماع للآخرين، والاعتراف بالكارثة، فما يحكم فيه الآن هو مصير وطن، والأوطان أمانة.
ويبقى ان نؤكد ان المدخل الصحيح لخروج السودان من هذه الأزمة الاقتصادية ومن الأزمات السياسية المصاحبة هو العمل على ضرورة تنحى هذا النظام وترجله من السلطة وإفساح المجال لغيره بعد ان استنفذ كل فرصه وجرب جميع مناهجه الفاشلة ولم يتمكن من حل الأزمات المحيطة بالبلاد وهذا هو التحدى الحقيقى الذى يواجه أهل السودان.
حاتم السر
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|