09-20-2010, 07:40 PM
|
#1
|
شباب الميرغني بالرياض
|
تلقاها عند الغافل- الكاتب علي نايل محمد
في عدد أخبار اليوم بتاريخ الخامس عشر من سبتمبر الجاري وبالصفحة الأخيرة طالعت الكاركتير المعبر للفنان الكبير الأستاذ كاروري . وقد جاء متحدثاً عن الأنباء التي تقول بأن لجنة المبادرة الوطنية للوحدة سيترأسها الميرغني - وقد جاءت الصورة تحكي عن ذلك- وهي عبارة عن كرسي ناقص الأرجل وأن من يجلس عليه قطعاً سيسقط . وفي الصورة أيضاً رسم للرجل صاحب الملامح التي تقول بأنه مؤتمر وطني وهو يشير إلى مولانا بيده نحو الكرسي ناقص الأرجل ويقول له (تفضل يامولانا) وتأتي عبارة مولانا له (تلقاها عند الغافل) بصدق قد أعجبني هذا الكاركتير بريشة الفنان الرائع كاروري . ورغم قلة الرسومات ولكنها قد جاءت معبرة وتتحدث عن موضوع كبير يدور حوله الحديث هذه الأيام ورغم ان الخبر باختيار مولانا لرئاسة لجنة المصالحة يعتبر حتى الآن خبر جرائد كما يقولون لأنه لم يصدر به بيان رسمي وكذلك من جانب مولانا والمتحدثين باسمه لم يجد هذا الخبرالإهتمام رغم أنه وبين أهل القبيلة الإتحادية قد وجد حيزاً كبيراً من الإهتمام بين مكذب وساخر والأغلبية يستنكرونه لأن المجلس القيادي للمؤتمر الوطني لايملك حق تعيين مولانا الميرغني في أي منصب مهما كانت درجته او أهميته لأن مولانا لا يشرفه أكبر منصب لأن مكانته فوق كل المناصب- وموضوع كاركتير كاروري كبير ويستحق عددا من الصفحات لأنه موضوع يتعلق بمستقبل السودان والذي نراه تحدق به عدة مخاطر بسبب الخطأ الكبير الذي أوقعنا فيه جماعة حكومة المؤتمر الوطني بانفرادهم بتوقيع اتفاقية تعطي أهل الجنوب حق تقرير المصير بالإنفصال أي أن يتم تقسيم السودان إلى دولتين شمال وجنوب . والآن فقط وبكل أسف فقد أحس الذين وقعوا هذه الاتفاقية بخطورة ما وقعوه وما فعلوه - وإذا سألناهم لماذا لم تضعوا حساباً لكل ما يدور عنه من الحديث وما سيحدث من أضرار على السودان وشعبه وخاصة أهل الشمال . وأعتقد بأن الذين وقعوا هذه الاتفاقية لا يستطيعون الإجابة المقنعة.. ولكننا نستطيع أن نقول نيابة عنهم بأن الذي دفعهم لكل هذا والإنفراد بهذه الاتفاقية الكارثة نظرة ضيقة لابعد الحدود وليس فيها إلا الحرص على البقاء لأكبر فترة على كراسي الحكم حتى ولسنوات خمس لانه كان يهددهم استمرار الخلاف مع الحركة الشعبية وأرادوا أن يصلوا معها لاي اتفاق نحسبه الآن قد أصبح يهدد السودان والآن قد أحسوا بحجم الخطأ في توقيع هذه الاتفاقية وأصبح هناك استجداء للأحزاب باسم الحرص على الوطن للوقوف معهم والمشاركة في تحمل هذه الأخطاء . وقد وصل بهم الأمر بإصدار قرار باختيار مولانا الميرغني رئيساً للجنة المصالحة دون استشارته مستغلين صدق وطنيته وأرادوا أن يتحمل مسئولية اخطائهم باختياره رئيساً في لجنة لن يكون هناك ضمان ليتحقق على يديها قبول الجنوب بالوحدة . لأن الواضح الآن بان الإنفصال يتزعمه ويتبنى تحقيقه قادة الحركة الشعبية ونرى سلفاكير يناشد الجنوبيين ويقول لهم بلغة سافرة من يريد منكم ان يكون مواطنا من الدرجة الاولى فليؤيد لانفصال – وكذلك فان الانفصال تدعمه وتؤيده امريكا واسرائيل وكل دول الكنسية العالمية لان السودان متهم بالارهاب وقد جاء هذا الاتهام منذ مجئ الجبهة الاسلامية وظهورها في عالم السياسة السودانية – ونقول بان مولانا الميرغني ورغم استهدافه من المؤتمر الوطني ومحاولة اضعاف موقفه السياسي فقد ظل ينادي بوحدة الوطن وينسى جراحاته ويقول على الدوام لانصاره لا للعداء للمؤتمر الوطني – وهو يعني بكل هذه السماحة وهذا الصفح مصلحة الوطن لاغير وقد قالها وكررها كثيرا الوطن اولا والوطن ثانيا ثم يأتي الحزب – وهكذا كان مولانا الميرغني وماله من بعد نظر فهو يحس بالمخاطر التي تهدد الوطن وكلما يتحدث فهو يحذر وينبه منها – وهذه الصورة قد اصبحت واضحة عنه ويعرفها المؤتمر الوطني وكل اهل السودان يشيدون بصدق وطنية مولانا الميرغني ولكن كل هذا لايعطي المؤتمر الوطني حق اختياره رئيسا للجنة المصالحة وهذه هي مسؤوليتهم وحدهم ويجب ان يتحملوها كاملة لانهم اشد حرصا ان يحسبوا النجاح لانفسهم والفشل لغيرهم – واننا نرى بان مصير الاستفتاء هو فشل الوحدة . ولو كانوا يضمنون نجاحها لما اختاروا مولانا الميرغني رئيسا لها – والواجب عليهم ان يتركوا مولانا مع موقفه الصادق مع وحدة الوطن فان دعوته قطعا ستجد القبول عند الله وعامة اهل السودان وهذا وحده يكفي ونحن على ثقة بان مولانا الميرغني سيظل داعما لوحدة الوطن وساعيا لها دون ان يكون رئيسا الى للجنة ونكررالقول لمن فكروا في وضعه في هذا المنصب بان رئاسة مثل هذه اللجنة لاتشرف مولانا ولاتضيف له شيئا – كما نقول ايضا لعملاء المؤتمر الوطني داخل صفوف الحزب الاتحادي الديمقراطي وخاصة الذين اشادوا وهللوا لهذا الاختيار – نقول لهم كفاكم نفاقا وكفى تقربا للمؤتمر الوطني على حساب مشاعر الاتحاديين الذين يرفضون مثل هذا التقرب المذل والمسيئ لسمعتهم ولتاريخهم – والافضل لكم تحقيق قناعاتكم بانحيازكم التام لصفوف حزب المؤتمر الوطني وفيه سوف تتحقق مصالحكم ولايصح منكم مثل هذه المواقف (رجل في الطوف واخرى في المركب) كما يقول المثل – ومثل هذه المواقف تقلل من مكانة اصحابها . وآمل ان تصحوا من هذه الغفلة المسيئة . واعلموا بان اهل القبيلة الاتحادية يترصدون لكل ماتقومون به من محاولات التقرب للمؤتمر الوطني وهذا نحسبه عيب كبير ويجد منهم الرفض التام ونحن مع مولانا من اجل الولاء للوطن والوحدة من اجل المخاطر – ونعم ونحن نساند المؤتمر الوطني من اجل هذه الاهداف الوطنية وليس لغيرها ولكننا ضد استغلال مواقف مولانا الوطنية ليتحمل عنهم سوء وقبح اخطائهم – وان ارادوا هم ذلك . وارادوا الوقيعة به وجلوسه على كرسي رئاسة آيل للسقوط فهو وحده الذي سيقول لهم ماقاله عنه الفنان كاروري (تجدوها عند الغافل)
على نايل محمد
|
|
|