القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنبر الاتحادي
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنبر الاتحادي خاص بشأن الحزب الإتحادي الديمقراطي

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

إنتبهوا أيها السادة...

المنبر الاتحادي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-29-2010, 11:01 AM   #1
النحلان


الصورة الرمزية النحلان



النحلان is on a distinguished road

B1 إنتبهوا أيها السادة...


أنا : النحلان




انتبهوا أيها السادة

·عمر الترابي



قناعة الكثيرين أن الحكمة والعلم يُكتسبا من طريقواحدة، وهي الدرس و مطالعة الكتب و حضور حلقات العلم و الانتظام في ذلك و أشباهه،وهي قناعة غطت جانباً غير يسير من الحقيقة، ولكنها أهملت جوانب أخرى و تناست مدارسمهمة لاكتساب الحكمة والعلم، ومن هذه المدارس مدرسة بالغة الأهمية و هي مدرسةالحياة، فالكسب الذي يتراكم عند أولئك الطيبين من شيوخٍ و نساء في بيوتنا لا يُقارنبأيَّ كسب قد نأخذه عن أي كتاب، فهؤلاء الأشياخ والكبار يحملون عمراً من التجاربالحياتية المتراكمة وعلماً مجرباً ليس كالنظري الذي عرفناه ونريد تجربته، ولكنالسؤال : هل استفدنا منهم؟، دعك عنهم وتعال وانظر الى المسرح السياسي و التعليميوالثقافي و غيرهم، هل تمت الاستفادة من أهل الخبرات والتجارب فيها؟، أخشى أن تكونالاجابة:لا لم تتم الاستفادة. فللأسف بعضنا ينفق السنوات الطوال من «أعمارنا» فيالصراع لازاحة الأجيال القديمة واحلال الأجيال البديلة لكي تبدأ الأجيال التي بعدهاالصراع!، فلم نحظ بخبرات الكبار وأهل التجربة و أزهقنا شبابنا في مسعى ابدالهم وأرهقناهم وبدلاً من أن تكون طاقتنا في ترتيب شأن الوطن معاً أضحت في فانية حربالبقاء!.
قناعتي تقول اننا كأمة كُنا نستفيد من سابقينا ولكننا لم نعد نفعل!،كنا نستفيد من تلك المدارس ومن ذلك الجيل ولكننا لم نعد نفعل، لا أدري كيف أتوسلالوصول لهذه الحقيقة ولكني أدركها من شواهد ومعطيات بدت تبرز هنا وهنا أفان كنتمخطئاً فذاك خير وان كنت مصيبا فيجب الانتباه، اذ هي ظاهرة طارئة علينا، فتراكمالتراث السوداني يدلنا على أن دورة الأجيال كانت دائماً تمضي بسلاسة و أن ذلك كانيتم بمثالية، فالعادات تنتقل وتترقى بما يناسب الزمان وكنا نحس بأن ذلك يتم وفقاًلمعايير سودانية موجودة في جيناتنا في اللاوعي أو الوعي المُغَيَّب تُنَقي العاداتو تكسبها أبعاداً زمانية ملائمة، كان الانتقال من حالة الى حالة مهما كان حاداً الاأنه يحتفظ بكينونتنا الفريدة، و لكن لوهلة بت أظن أن السودان أصبح يعيش صراعاًداخلياً مضنياً، وأن سلاسة الانتقال بدأت تنتفي وأن تلك الكينونة المقصودة أُخفيتأو أُذيبت أو أبعدت بشكل أو بآخر، ربما يكون ذلك منطقيا الى حد ما، فقد تداخلتمُشَكِلات الوعي الجديد، واستَعَرت حروب الأيدلوجيات و صراع الأفكار وصراعاتالمبادئ الجديدة، تزامن ذلك مع تغيرات العالم، وتعدد هذا مع مصادر المعرفة الجديدة،أزعم بأن هذه الأمور بدأت أو كادت تنخر «سودانيتنا» التي نحب وتلك التي تميزنا،بدأت هذه الأمور تأكل من «أخلاق السودان»، فنحن لم نعد نصغِ لحكمائنا وكبارنا، لمنعد نحمل الصفات القديمة وأخشى أننا نحتاج لاعادة «سودنة» قيمنا، لاعادة انتاج شيوخالبركة والصلاح لاعادة انتاج مثقفين حقيقيين وعلماء، فهؤلاء لا يأتون من مدارسالكتاب و لا من الحلقات فقط، بل يأتون منها ومن مدارس الحياة ، من المجتمع المتصالحالذي كنا نحظى به، المجتمع الفاضل الذي صاغنا أخلاقاً وقيماً ..ذاك الذي نقله لناالتاريخ، و وجدنا أثره عند الأمم.
لم أعش الماضي ولكن أرى انعكاساته في الأجيالالتي استقت السودان من الأجيال السابقة، كان الصدق و النبل والوفاء، لم ينتف ذلكالآن ولكن جاءت مفاهيم جديدة، دخلت جرائم دخيلة، انتشرت المخدرات تكررت حوادثالاعتداءات، تفاقمت الجريمة، ازداد التفكك الأسري وهنت العلاقات الاجتماعية الشخصيةانمحت بعض الملامح السمحة ازداد التعنصر، ظهر الغلو والتطرف والارهاب وكل ذلك ليسبمعدلات طبيعية ولكنه بمعدلات تدق ناقوس الخطر وتحذر!.
ليس هذا فقط ما استفزهذا المقال، فكل هذه المشاكل تحتاج لدراسة مجتمعية وحتماً سنستطيع صدها متى ماخرجنا من مآزق السياسة وتفرَّغنا لبناء السودان والاهتمام بالمؤثرات الحقيقية، ولكنما هزني هو ما نفقده حينما نتخلى عن موروثاتنا وقيمنا، اننا لا نفقد المبادئ فحسبوحتى ان فعلنا فاننا نستطيع توليد مبادئ جديدة، لكن المصيبة أننا نفقد الأهداف نفقدالنهايات، فنصبح نسعى لاهثين بلا هدف، وهذا مرض آخر أصابنا واستشرى، فان جو الصراعومناخ التنافس جعل العالم اليوم يفعل الأشياء من أجل البقاء، فالحاكم يحكم من أجلالحكم و المعارض يعارض من أجل المعارضة، و الباحث يبحث من أجل أن يكون باحثاً أو منأجل الترقية فنتيجة بحثه ونهايته هي البحث، و التاجر يكسب من أجل الكسب، والكاتبيكتب من أجل الكتابة لا من أجل قيمتها واحداث التغيير المطلوب، اننا نفتقد لجواب لمنعد نسأله: ثم ماذا؟ ثم ماذا بعد أن تحكم ؟ ثم ماذا بعد أن تعارض؟ ثم ماذا بعد أنتبحث؟ ثم ماذا بعد أن تكتب؟ أين هي الأهداف، الى أين نريد أن نصل؟.
الظواهرالمرضية العرضية منها واللازمة موجودة في كل المجتمعات و هي طبيعية الى الحدالبعيد، فمن الطبيعي أن توجد في السودان، ولكن المصيبة أن ننتبه لها بعد فواتالأوان، والمصيبة ان يتوه توصيفها عنا، لسنا ضد التطور الطبيعي والنسق المطردللحياة ومتلاحقات الفكر والمعاش، ولكننا ضد الثورة على العادات والموروثات وعلىالقديم بكل نسقه والادبار عنه بكليّة والاقبال الى غيره، نحن ضد تغيير قيم المجتمعوانتزاع سودانيته والباسه عباءةً ليس له، ضد تغذية المجتمع بمضامين دخيلة وزرع بذورجديدة لا تشبه السودان أيّاً كان لونها أو أصلها.
أعيدوا لنا تصوفنا، أعيدوالنا حولياتنا و أعيادنا أعيدوا لنا ابتساماتنا، خذو عنا قرون التطرف و التشددوالمغالاة، أعيدوا لنا التسامح وخذوا عنا التعصب، ان التطرف والنزوع الى العنفوالايمان بهما كمبدأ أكبر خطراً بكثير من ممارستهما، وهذا ما بدأ ينتشر، وهذا مابدأ يستشري، وليس هو الا واحد من ظواهر تترى بدأت تظهر لأن البعض لا يزال يحاولاعادة صياغة المجتمع، بالرغم من أن اكتظاظ المحيط بالأيدلوجيات المتنافرة جعلها غيرذات جدوى و أحالها الى لافتات لا تحمل مضموناً وأفقدها الغايات، الا أن ذلك يجعلالأرض خصبةً للانحراف الفكري والعنف المؤدلج ونموه، فانتبهوا أيها السادة .
نشربصحيفة الصحافة التاريخ: 28-يوليو-2010 العدد:6122

النحلان غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع النحلان مشاركات 13 المشاهدات 3020  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه