تحديات أمام الصوفية

07-02-2010, 11:36 PM

علي الشريف احمد

المُشرف العام

علي الشريف احمد is on a distinguished road

تحديات أمام الصوفية

أنا : علي الشريف احمد

سجل معنا لتتمتع بهذه الخاصية

إن الصوفية في كل أنحاء العالم الإسلامي تواجه هجومًا من جهتين:
1- الأولى هى المجموعات التحديثية (العلمانية): التي تنتقد، الصوفية، لأنهم يعدون التصوف سلبيًّا وضعيفًا أمام القوة وفي الصراع مع طريقة العيش المعاصر.
2- والجهة الثانية هي الوهابية: التي ترى أن التصوف مخالف للإسلام وفق المنظور الوهابى.
ويرى الصوفيون أن هذين الطرفين وجهان لعملة واحدة، لأن كلا المجموعتين (بعلم أو بغير علم) تشتركان في أدلجة الإسلام، مستخدمين الإسلام بصفته أيديولوجية، أى: عقيدة، سياسية للوصول إلى أهدافهم([12]).
ويرى الصوفيون فى آسيا أن الجهة الثانية (الوهابية) هى الأخطر بسبب الدعم اللا محدود من السعودية لها، وقد مر ذلك بعدة مراحل كما يلى:
دُفعت الصوفية إلى السرية (بسبب جهاد الإمام شامل شيخ النقشبندية فى آسيا الوسطى ضد الروس)، وحرمت من الاتصال بالعلوم الإسلامية. ونظرًا للحاجة إلى السرية فلم يكن ثمة بنايات خاصة يجتمع فيها المتصوفة أو يعيشون، وقد أصبحت الصوفية مؤسسة اجتماعية وجانبًا من الحياة الاجتماعية والأسرية للشيشان وبخاصة الداغستانيين في الشمال الغربي أكثر من أن تكون طريقة حقيقية يختارها الإنسان. ولا يختلف التلاميذ ولا المعلمين بوضوح في المظهر أو الممارسات من المجتمع المحيط بهم، وهذه هي نقطة البداية للوهابيين التي استولت على الأبعاد السياسية الإيديولوجية للإسلام.
وما جعل انتشار الوهابية أكثر درامية هو المال والكثير منه، يقول السعوديون أنهم أنفقوا ثمانين بليون دولار في مساعدة النشاطات الإسلامية حول العالم منذ منتصف السبعينيات والتي أنفق جزء مهم منها في شمال القوقاز، ولكن كم أنفق بدقة أمر غير معروف، ولكن كإطار مرجعي يمكننا أن ننظر إلى البوسنة فقد أنفق السعوديون ستمائة مليون دولار في التسعينيات، أي: حوالي ثلاثمائة دولار لكل مسلم، وهناك مائة وستون مسجدًا وهابيًا ومدارس لا يمكن إحصاؤها والعديد من المؤسسات الإسلامية المتطرفة، وفي قلب منطقة إسلامية هادئة. والشيء نفسه حدث في شمال القوقاز- على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة- فالمساجد الوهابية والمدارس موجودة في كل مكان. وكل الصحف الإسلامية والمنظمات الإسلامية هي من النوع المتطرف في هذه المنطقة، وبالفعل كل هذا النمو كان بتمويل سعودي.
وهكذا أسس الوهابيون مجتمعًا صغيرًا ولكنه قوي جدًا يتألف من خمسة في المائة من سكان شمال القوقاز. إن دخولهم المنطقة أدى إلى جعل المقاومة الشيشانية متطرفة إلى درجة أن أصبحت دعوة مسلحة للوهابية، وبالإضافة إلى الهجوم على الروس فإنها هاجمت الصوفيين فبدأوا يهدمون الأضرحة الصوفية، متهمين شيوخ الصوفية بالبدعة وإعلان أن الصوفية كفار([13]).
الوهابية والصوفية فى الصين :
يقول هشام قبانى: لقد كنت في إندونيسيا قريبًا وقابلت شخصًا من الصين، لقد أخبرني أن الحكومة الصينية تغلق كل المساجد الوهابية. وسألت من أي نوع من المسلمين أنت؟ فقال: أنا صوفي أوجري، وليس للحكومة أي اعتراض مادمنا لا نتدخل في السياسة.
إن المشكلة الوحيدة التي نواجهها في الصين سببها الحج. اعتدنا أن نذهب إلى السعودية بالآلاف وكان الحجاج يقابلون في جدة من قبل وهابيين يقدمون لنا بعض الكتيبات، وبعد قليل أعطي الجميع دورات سريعة في الوهابية، وعادوا ليهدموا أضرحتنا ويحرقوا مخطوطاتنا، وهكذا فإن الحضارة الصينية الإسلامية التي بلغ عمرها ألفًا وأربعمائة سنة تدمر من قبل الوهابيين([14]).
الوهابية والصوفية فى كشمير :
إن النقلة الحقيقية في الاعتراض على زيارات الأضرحة فى كشمير قد بدأت في نهاية القرن التاسع عشر على يديحيى شاه (الوهابى) الذي شن حملة على الأضرحة ومن يديرونها وزوَّارها.
وبينما أطلق يحيى شاه على القائمين على إدارة الأضرحة المبتدعين بل رماهم بالشرك اتهمه خصومه بالمتطرف الساعي إلى إيقاع الفتنة وتدمير أسس التعايش الآمن في الإقليم. ولقيت حركة يحيى شاه اعتراضًا شديدًا من قبل حكومة كشمير التي أصدرت أمرًا بمنعه من الدعوة والصلاة الجماعية بالناس في وادي كشمير.
ومنذ مطلع القرن العشرين أصبحت جماعة (أهل الحديث- الوهابية سابقًا) متزعمة للهجوم الفقهي على طقوس الزيارة والتقرب إلى الأضرحة. وكانت جماعة (أهل الحديث- السلفية حاليًا) قد شكلت تحالفات مع من يزعمون أنهم علماء الدين السنة في الوادي لمواجهة طقوس التعبد في الأضرحة، واستخدمت في ذلك سبل الدعوةالسلمية التي تفاوتت بين الخطب الجماعية وإصدار الكتب والنشرات؛ بل تطوع عدد من الشعراء المنتمين إلى نفس التيار بالهجوم بالأبيات الشعرية على الأضرحة.
ولم يسلم هؤلاء الشعراء من رد شعراء الطرق الصوفية الذين كتبوا قصائد تتحدث عن أن أهل الحديث ليسوا إلا " أهلهوى" ([15]).

كلمة أخيرة

للمحافظة على أمن واستقرار المسلمين فى آسيا فإننا نوصى بدعم التصوف والصوفية من خلال إعادة إعمار المزارات والأضرحة، ونشر الكتب الصوفية والتعريف برجالاتها وتاريخهم، وعودة المدارس الصوفية لإبراز الجوانب الإيجابية فى الإسلام، ونشر ثقافة التسامح مع الآخر.
نسأل الله تعالى أن يكشف لقلوبنا حقيقة الجمال الربَّانى, الذى به ننجذب بكليتنا إلى الرضوان الأكبر.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله أجمعين.

عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا

07-03-2010, 10:00 PM	#2
علي الخليفة عمر مُشرف الختمية أُون لاين	رد: تحديات أمام الصوفية أنا : علي الخليفة عمر سجل معنا لتتمتع بهذه الخاصية عليه الصلاه والسلام اللهم امين امين امين..... نسال الله ان يكفينا شرهم ويرد كيدهم في نحرهم