![]() |
رؤيا السيد الحسن رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم،
وبه الإعانة بدءاً وختماً، وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما. أما بعد فإنه لما كانت ليلة الخامس عشر من شوال سنة 1263 من هجرته صلى الله عليه وسلم رأى نادرة الزمان ومنبع الأنوار السيد محمد الحسن الميرغني رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا منامية في الساعة الثانية عشر من الليل أنه صلى الله عليه وسلم جالسٌ في حجرته على كرسيٍّ من الذهب الأحمر وعليه نورٌ أشدُّ من نورِ الشمس وهو نورٌ أحمر لا يكاد يطيق أحدٌ النظر إليه، وبجانبه كرسي ثانٍ دون كرسيه الأول فأمر أبي أن يجلس على ذلك الكرسي وكذلك أمر رجلاً آخر أن يجلس معه، ثم رأيت كرسياً ثالثاُ مثل الكرسي الثاني وهما أحمران فأمر ملكين يمسكاني من يدي ويجلساني على ذلك الكرسي، ثم أمر بإسورةٍ من الذهب أن يلبساني إياها، ثم أمر بعقدٍ من الجوهر أن يوضع في عنقي، وأن يوضع على رأسي تاجٌ من الدُرِّ وفي رجلي حجلان من الياقوت ثم أمر أن يلقيا علي خلعتين خلعة من ذاتية صف وخلعة فوقانية حمراء ثم أمر أن يزفُّوني كما تزفُّ العروس، ثم أمر إسرافيل أن يصيح في أول الجيش ويقول: إن فلاناً عريس الحضرة الإلهية وعروس الحضرة المحمدية وفي آخر الجيش ميكائيل ليصيح كذلك، والجيش فيه مائة ألف وأربع وعشرون ألف من الملائكة وأولياء الإنس وأولياء الجن. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بشرني ببشارة لا يمكن إبداؤها إلا في وقت وقوعها، ورأيت كثيراً من الرجال والنساء منهم في وقتنا هذا ومنهم من يسألني في المستقبل وهم ينوفون عن مائتي ألف فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبسوهم خلعاً من نورٍ أخضرٍ وأبيضٍ وأصفر وأبي رضي الله عنه جالس معي ونحن شركاء في البشارة والجماعة ومعنا الثالث وهو شريكنا في البشارة لا في الجماعة، وطريقته شاذلية، وشيخه الخضر عليه السلام، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتى بملائكة السماء الرابعة فأتوا وهم يقولون: يا حيُّ يا قيُّوم بصوتٍ واحد، ووقفوا صفاً، وملائكة كل سماءٍ كذلك، ثم أمر بثلاثة خيول أحدها من نورٍ أخضر والثاني من نورٍ أصفر والثالث من نورٍ أحمر فركبت أولاً على الجواد الذي من النورِ الأخضر والرجل الثالث على الجواد الثالث الذي من النورِ الأحمر والنبي صلى الله عليه وسلم راكبٌ على جوادٍ من النور الأبيض وأنا على يساره وأبي عن يمينه والثالث أمامه حتى وصلنا حضرة مالك الملك والأنبياء كلهم راكبون على خيول بأنواع الأنوار، والملائكة وأولياءُ الإنس وأولياء الجن يمشون حولنا فأتى من خلعة هذه الخلعة الإلهية نحو سبعون ألف خلعة فوضعت كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكتوب على الخلع كلها يا حيُّ يا قيُوم، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع منه تلك الخلع وتلقى علي، فخلعت على يدِ الرُّوحِ الأكبر وخلع على أبي كذلك من الحضرة الإلهية سبعون ألف خلعة ومكتوب عليها يا حيُّ يا قيُّوم وكذلك على الثالث خلع مثل القدر المعلوم، ثم أتى منادٍ من قبل الحق وقال أسكتوا يا أهل هذه الحضرة وأنصتوا، فسكتوا، ثم قال المنادي: إن فلاناً رئيسُ الحضرةِ الإلهية وعروسُ الحضرةِ المحمديَّة والإشارة لأبي رضي الله عنه، ثم قام أهل المجلس جميعاً وباركوا لنا ذلك، ثم أجلسني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على فخذهِ الأيسر وأبي على فخذهِ الأيمن ولقننا يا حيُّ يا قيُّوم ثلاث مرات وقال: إن مددي ومددكما بهذين الإسمين ومقدارهما كذا وكذا وتعمل ما بين النهار والليل سبعون ألفاً ثم ألتفت إلى أبي وقال: أكثر من هذا الذكر وإن كنتَ مُكثراً منه ثم ألتفت إليَّ وقال لي بعد الخلوة: أعمل كذا وكذا وروح إلى محل كذا وكذا ويكون لك فيه كذا وكذا. ثم مسك خالتي ست البنات من يدها وقال: هذه أمك في الدنيا والآخرة، ثم قال لي: يا إبن ست البنات فكأنها في تلك الحالة أقرب لي من أمي، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع عليها خلع من نورٍ وتجلس مع أمهات المؤمنين. ثم رأيت أربعين رجلاً من أصحابي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع عليهم خلعٌ من نور، ولكل واحد منهم سبعون ألف خلعة أتت من الحضرة الإلهية مكتوب على خلعهم كلها اسم: يا حيُّ يا قيُّوم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هؤلاء الرجال كلُّهم لينالون الغوثية بحياتك فمنهم من أخذ العهد على أبي ومنهم من أخذ العهد علي ورأيتهم في ذلك الوقت كلهم منسوبون إليَّ فمنهم من بلغ الرجولية ومنهم من هو صغيرٌ دون البلوغ، ثم صاح منادٍ من قبل الحضرة الإلهية وقال: إن فلاناً وفلاناً إلى تمام الأربعين هم رؤوس الحضرة الإلهية وعروس الحضرة المحمدية، ثم جعلوا كلهم على كراسٍ من نورٍ شَبَه الكرسي الذي أنا جالسٌ عليه، ثم لقَّنهُم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حيُّ يا قيُّوم ثلاث مرات وقال لهم ستنالون مقام شيخكم في حياتكم قبل مماتكم، ثم إني التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عني ثلاثاً وأنا أكرِّرُ عليه، ثم أشار إليَّ بالسكوت فسألهُ أبي مثل سؤالي له مرتين وفي الثالثة التفت إليه وقال: هذا الجمع هم أولادك وأشار إلى الأربعين رجلاً فسكتُّ أنا، وبشَّر أبي الأربعين رجلاً أنهم ينالون مقام السطوحية حتى يصلوا النبوة وأنهم يكونون معه في منزل في الجنة وأنهم ينالون مقاماً ما ناله أحدٌ من قبلهم غير الأنبياء ولا يناله أحد بعدهم وأنهم رؤوس هذه الأمة ويزيدون على رؤوس الأولياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.. |
رد: رؤيا السيد الحسن رضي الله عنه
الحمد لله رب العالمين
|
الساعة الآن 07:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا