مُنتديات الختمية - في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ...

في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ...

أمدرمان : ميدان الخليفة : محمد عبد الله حسن البخيت

19 ديسمبر 2015م

http://up.khatmiya.com/images/14505122711.jpg

ونحن في رحاب شهر ربيع الأول شهر ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الأيام المباركات أيام النفحات والرحمات ( الا إن في أيامكم نفحات الا فتعرضوا لها ) ومن هذه الأيام أيام مولد النبي الهادي عليه صلوات ربي وسلامه عليه، حيث درجت الطرق الصوفية بالسودان في العاصمة والولايات وعلى مشارب مسمياتها المختلفة ومشايخها وخلفائها والقوم أجمعين، على إحياء هذه الأيام المباركات بالذكر والصلاة عليه والمدارسة وإقامة المحاضرات والدروس والحلقات وقراءة سيرته العطره وشمائله المحمدية فرحاً وسروراً بقدوم مولد النور، الطرق الصوفية التي تحتفل هذه الأيام بمولد خير البرية تحتفل به كل يوم وعلى طريقتهم الخاصة، في أورادهم وأذكارهم وموالدهم التي يقراؤنها في ليالي الجمعة والأثنين، فاحتفال الصوفية بالنبي صلى الله عليه وسلم إحتفال متواصل وإحتفال مستمر في كل يوم وفي كل ليلة وفي كل لحظة وهو معهم أين ما كانوا ، ويجئ هذا الإحتفال في هذا الشهر لارتباط الزمان بالزمان والمكان بالمكان وارتباط اليوم باليوم ، ولان النبي صلى الله عليه وسلم احتفلت به السموات واحتفل به الكون أجمعه، وعند مولده زينت السماء وتدلت النجوم وكادت أن تصل إلى الأرض فرحاً وسروراً بقدوم نبي الرحمة، وقيضت بحيرة ساوة بالفرس، وخمدت النيران التي كانت تعبد ألف عام منذ الجاهلية خمدت هذه النيران عن مولده ، ونكست الأصنام على رؤوسها، وأضاء النور ما بين المشرق والمغرب، وتصدع إيوان كسرى ذي البناءات القوية وسقطت منه أربعة عشر شرفة، كل هذه المعجزات حدثت عند مولده، فهذا احتفال به صلى الله عليه وسلم ، فالأمة المحمدية أولى أن تحتفل بنبيها عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .
وهذه السرداق التي ينصبونها الصوفية في الميادين وهذه الزينة والأنوار ما هي إلا إظهاراً للفرح والسرور وإظهاراً للمحبة وإظهاراً للتعظيم لجناب النبي صلى الله عليه وسلم ، فالنبي أولى للمؤمنين من أنفسهم ، كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنت أحب إلى من الناس أجمعين يارسول الله إلا نفسي التي بين جنبي، فقال لم يكمل إيمانك يا عمر، فلما قال عمر لأنت أحب إلى من الناس أجمعين ومن نفسي التي بين جنبي. فقال له رسول الله : الآن يا عمر ... اي كمل إيمانك يا عمر . فهذا هو الفاروق وهذه محبته للنبي أكملت إيمانه فأين نحن من هذه المحبة ، فلنجعل حيز من قلوبنا لمحبته وتعظيمه حتى نحشر مع المحبين، وفي حديث المحبة الإعرابي الذي يجئ به إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شارب الخمر ، فسبه الصحابة وقالوا إن أكثر ما يجأ به ، أي أنه يشرب الخمر ويجئ به ، فقال لهم رسول الله لا تسبوه فإنه يحب الله ورسوله و يحشر المرء مع من أحب . فهذا درس في محبة النبي ، نحن لا نقول للناس بأن يشربو الخمر ، لا فلكن محبة النبي هي الأصل وما دون ذلك هو الفرع ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم هي الحسنة التي لا تضر معها سئية، وعدم محبة النبي هي السئية التي لا تنفع معها حسنة .
فهذه أيام مباركات ، وأيام نفحات ، فلنجعلها في ذكر الله وطاعة الله والصلاة على رسول الله والتعظيم له والعمل بسنته الشريفة لنلقى الأجر العظيم والخير الوفير .