مُنتديات الختمية - علي نايل .. الانتخابات والتحدي!!

تلقيت رسالة كريمة من الأستاذ علي نايل محمد، المشرف السياسي لمحلية كرري في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، تعقيباً على ما كتبناه على الصفحة الثالثة في (من آخر لحظة)، تحت عنوان
( الانتخابات... مَن يقبل النتيجة؟) يوم الثلاثاء الأول من أمس، وقد أكد الأستاذ علي نايل على ما ذهبنا إليه من ضرورة عدم تجاهل نتيجة الانتخابات.. ويسعدني ويشرفني كثيراً أن أنشر رسالته الكريمة وخشيته مما يمكن أن يحدث.. وهذا هو نص الرسالة:
****
الأستاذ مصطفى محمود أبو العزائم
رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة
بعد السلام وكثير الإحترام
لقد قرأت كلماتك (من آخر لحظة) بعنوان- الانتخابات من يقبل النتيجة؟ وأقول لك بصدق قد شدتني وكررت قراءتها ووقفت عندها، وتأملت كثيراً الخوف الذي ظهر من خلال سطورك، ووجدت نفسي أحياناً اختلف معك، ومرة أخرى التقي معك في الرأي، بأن السؤال (من يقبل النتيجة؟) حوله علامة استفهام كبيرة ويستحق أن نتحدث عنه- لأنه وربما كما ذكرت- بأن نتيجة الانتخابات لن تكون مقبولة عند الذين لن يحالفهم الحظ، والنتيجة سوف تقود البلاد إلى كارثة.. ولكن أحياناً أرفض ذلك الرأي وأقول.. إن طبيعة الشعب السوداني تختلف عن طبيعة الدول التي ذكرتها، وحدثت فيها مآسٍ بسبب نتيجة الانتخابات، لأننا ومها اختلفنا فبيننا وشائج قربى ويحكمنا الوازع الديني، الذي يمنعنا من ارتكاب أي أخطاء، يمكن أن تقود لإراقة الدماء لا قدر الله.
كما أنني لاحظت تخوفك من الأحزاب وثقتك في المؤتمر الوطني- ولكني أرى أن الأحزاب الموجودة في الساحة، ولديها اهتمام بالانتخابات، حسب سندها الجماهيري لها قيادات لا نستطيع أن نصفهم إلا بالعقل والإيمان الكامل، بأن قدرة الله هي الغالبة، إلا إذا حدث تزوير ظاهر، أو تلاعب بالنتيجة، وهناك الكثير من الأحاديث تدور حول أن الانتخابات لن تكون نزيهة، فإذا إجتهدت الحكومة وحافظت على نزاهة الانتخابات، فإن القبول بنتيجتها سيكون أمراً ملزماً لكافة الأحزاب، ولذلك فإن قيادة هذه الأحزاب لن ترضى أن تكون سبباً لتعريض جماهيرها للمخاطر بحثاً عن كسب سياسي؛ لأن حزب المؤتمر الوطني قد حكم البلاد عقدين من الزمان تحت مظلة عدم رضى وقبول، ورغم ذلك لم يجد المقاومة، بل إن الأحزاب كانت تحكم العقل حتى حدث في النهاية الوفاق والسلام- ولذلك فإني لا أوافق على التخوف من الأحزاب بأنها لن ترضى بنتيجة الانتخابات - ولكني بصراحة أخشى وأخاف من حزب المؤتمر الوطني، ألاَّ يرضى بنتيجة الانتخابات إذا شاء الله وحقق أحلام الأحزاب، وكتب لها الفوز على المؤتمر الوطني- وهي نتيجة قطعاً ستكون مفاجئة للمؤتمر الوطني، والذي ظل يكرر ويتحدى بأنه سوف يكتسح الانتخابات، وأرجو أن توجه النصيحة له ولقياداته، وخاصة الدكتور نافع والذي يرى الأحزاب صفراً على الشمال، فما قوله إذا حدثت معجزة هو لا يتوقعها، ولكننا ننتظر أمر الله في حكمه، وإذا أراد للشئ أن يقول له كن سيكون، أليس كذلك يا أستاذ أبو العزائم!!
وقبل أيام كان يناقشني أحد الأخوة وهو من جماعة المؤتمر الوطني، ولم يعجبه مني حتى الحلم بفوز حزبي الاتحادي الديمقراطي. فقال لي في انفعال وهل تحلموا بحكومة جبناها بالبندقية نديكم ليها بالساهل؟ المهم أني أوافق الأستاذ أبو العزائم وتخوفه من نتيجة الانتخابات، وأوافقه بجدية الحديث عن الكوارث قبل وقوعها، وربنا يحفظ بلادنا من الكوارث والمحن.