مُنتديات الختمية

مُنتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   قسم التصوُّف (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   علوم الصوفية وفائدة التسليم لله فى ظاهرهم وباطنهم ومنع الانكار عليهم (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=6704)

حسن الخليفه احمد 01-28-2013 12:13 PM

علوم الصوفية وفائدة التسليم لله فى ظاهرهم وباطنهم ومنع الانكار عليهم
 
<b>
لبسم الله
الحمد لله وليّ الحمد

وصلاة الله وسلامه على النبيّ الأميّ سيّدنا محمّد
وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيلهم الى يوم الدين



قال حجة الإسلام أبوحامد الغزالي - رضي الله عنه - في كتابه "المنقذ من الضلال"

"ودمتُ على ذلك مقدار عشر سنين ؛ وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمورٌ لا يُمكن إحصاؤها واستقصاؤها ، والقدْرُ الذي أذكره لينتفع به: أنّي علمتُ يقيناً أنّ الصّوفية همُ السالكون لطريق الله (تعالى) خاصة ، وأنّ سيرتهم أحسن السير ، وطريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء ، وحكمة الحكماء ، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ، ليغيّروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ، ويبدّلُوه بما هو خير منه ، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإنّ جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من (نور) مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به. "


http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif


وقال الشيخ الكامل عبد الكريم الجيلي قدّس الله سرّه في كتابه الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل : ( ثمّ ألتمسُ من الناظر في هذا الكتاب بعد أن أعلمهُ أنّني ما وضعتُ شيئا في هذا الكتاب إلاّ وهو مؤيّدٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، أنّه إذا لاحَ له شيء في كلامي بخلاف الكتاب والسنّة، فليعلم أنّ ذلك من حيث مفهومه لا من حيث مرادي الذي وضعتُ الكلام لأجله فليتوقّف عن العمل به مع التسليم إلى أن يفتح الله تعالى عليه بمعرفته، ويحصُل له ذلك من كتاب الله تعالى أو سنّة نبيّه، وفائدة التسليم هنا وترك الإنكار أن لا يُحرَمَ الوصول إلى معرفة ذلك، فإنّ من أنكر شيئا من علمنا هذا حرم الوصول إليه ما دام منكراً، ولا سبيلَ غير ذلك، بل يُخشى عليه حرمان الوصول إلى ذلك مطلقاً بالإنكار من أوّل وهلة، ولا طريق له إلّا الإيمان والتسليم).




وقال الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن العربي قدّس الله سرّه في كتابه ( التدبيرات الالهية في إصلاح المملكة الانسانية ) :
"وسقنا هذه المقدمة توطئة لعلم التصوف على الإطلاق. فإنّ الإنكار عليه شديد، والشيطان المخالف له مَريد. فرجونا في سياقها، أن يقف عليها السّالك ابتداءً، فتكون له عصمة من الانكار على كلام أهل هذه الطريقة، وما يقف عليه في داخل هذا الكتاب، فيقع منه التسليم. فربّما يفتح له قُفل السّر الذي وقف عنده. فلهذا أوردناها. جعلنا الله ممّن حسن إسلامه، و سلَّمَ بما لم يبلغه علمه بعزته، آمين."


الوقيعة في الاولياء

قال بعض العارفين بالله تعالى. (متى ألِفَ القلبُ الإعراضَ عن الله صَحِبَتْهُ الوقيعة في أولياء الله).



وقال الحكيم الترمذي رضي الله عنه :
(فسائر الموحدين بعقولهم يعقلون الأمور، وهو (الولي المقرّب)
بالله يعقل، فلو عقل هذا الذي الكِبْرُ في صدره، ما قال قوله: (كيف) يعقل بالله؟ ولعلم أنّ الذي ذهب إليه جهل كبير.
ولقد قصّر بأمور الأولياء وما أظنّ أنّه ينجو من هذا حتى يُردِيه مذهبُه. وهو يرى في نفسه أنّه يعظم أمرَ الله بتحقير أمر الأولياء ) - اه


وقال الحكيم الترمذي رضي الله عنه:

(فمالك يا مسكين، والتعرض لحرمة الأولياء؟ أنت رجل عبد نفسه لم تتخلص من غمة الهوى، فضلا عن الهوى. ولكن هواك راجع إليك فأنت في علائق النفس والوساوس مأسور.
فاحذر أن تدخل في منازل الأولياء وكلامهم، فأنت لست من علمهم في شيء.)




وقال بعض العارفين :

"الذي فهمته أنّك تريد إثبات أمر واحد : وهو: جانب الأخلاق في التصوّف التي عليها أدلّة من أمر أو نهي كالرقائق ... فاٌقول لك هذا يا سيدي تصوّف الفقهاء وليس هو تصوّف العارفين فأنت تبحث عن تصوّف العلماء وهذا في حدّ ذاته لا يعتبر تصوّفا, بل التصوّف موضوعه (علم ثمّ عمل, ثمّ ثمرة) فأنت تثبت العمل والعلم وتنفي الثمرة, التي هي ما تراه في كتب العارفين من معارف وحقائق ومواجيد في قصائدهم وأشعارهم, فأنت من حيث لا تشعر سيدي وسامحني: تجحد منن الله على عباده من ثمرات المعرفة التي لا تعلمها بل ولا تفهمها, وقد يكبر عليك قولي (لا تفهمها) ولكنّها مع كلّ إحترامي لك هي الحقيقة."

http://www.xzx.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif


علمُ الأولياء

قال القطب سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :

(العلم الحقيقي هو الذي لا تزاحمه الأضداد ولا الشواهد بنفي الأمثال والأنداد، كعلم الرسول والصّديق والوليّ.
فمن دخل في هذا الميدان كان كمن غرق في البحر، وتلاطمت عليه أمواجه، فأيّ ضد يزاحمه أو تلقاه أو تسمع به أو تراه.
ومن لم يدخل هذا الميدان احتاج الى قوله تعالى: "ليس كمثله شيء".)
اه





يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي قدّس الله سرّه في كتاب (النقطة):


"فهذا الذي شرحناه إجمالاً من تقسيم معرفة الوجود القديم هو ممّا لا يمكن شرحه بالتفصيل وألف ألف مجلد لو كان البحر مدادا والدهر أعمارا والموجودات كلها كتابا لما أمكن شرح تفصيل ذلك على تحقيق ما هو عليه ، ولكن الله يمنحه من يشاء من عباده ، فلأجل ذلك أوردتُه في كتابي رجاء أن يقف عليه ذو كشف قويّ فيثبته له فيكشف الله تعالى له عن ذلك فأكون السبب فيه والله الموفق فافهم وتأمّل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل".

http://www.xzx.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif

سئل الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوه ( العلاوي ) رضي الله عنه : عن قول من يقول : إنّ تعظيم المخلوق والخضوع بين يديه، والتذلّل على أعتابه، يعتبر عبادة، وعبادة غير الله تعتبر شركا كما هو نفس الأمر وإذا فما هو المخرج ؟

فأجاب قائلا : {
لو كان تعظيم المخلوق، والخضوع بين يديه يعتبر شركا بالله لسقطت حرمات النبيّين والمرسلين، وحرمات أتباعهم من أئمة الدين، وأصبح الناس فوضى، لا فرق بين رفيع و وضيع، و تابع و متبوع، في حال أنّ الشرع الشريف جاءنا بخلاف هذا المبدأ على خط مستقيم، ولا نطيل الكلام فيما يقوّي حجتنا في الموضوع، لأنّ الأمر واضح .

و بعبارة أخرى، إن ما رآه هذا الفريق، من أنّ التعظيم للمخلوق يعتبر مخلا بالتوحيد، لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، فسجدوا و هم المبرءون من المخالفة، فضلا عن الإشراك، و لا شكّ أنّ السجود هو أقصى غايات الخضوع و التذلّل و التعظيم، فحقّه أن لا يكون إلاّ لله، وهل يستطيع أحد أن يقول : إنّ الله شرع لهم عبادة غيره، بمقتضى أمره لهم بالسجود، حاشا لله أن يقول به مؤمن.

و أيضا لو كان شيء من ذلك مزاحما لمرتبة التوحيد الخالص، لما سجد يعقوب الصدّيق و زوجته و أبناؤه الأحد عشر ليوسف عليه السلام، حسبما أخبر الله عنهم في التنزيل، و أيضا فهل يعتقد المؤمن أنّهم أشركوا بسجودهم ليوسف، و أنّ الله أحبط أعمالهم بسبب ذلك، كلا، و ألف كلا.

و نحن لا نريد أن نثبت بهذا جواز السجود للمخلوق، بما إنّه لا علم لنا بكيفيّته، و غاية المرء، نعتقد أنّه لا تزاحم بين تعظيم المخلوق إذا صحّت إضافته لله، و بين تعظيم الله عزّ و جلّ، بل نعتقد تعظيم ذلك المخلوق، هو تعظيم لله،على حدّ قوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) النساء، الآية 80 ، بناء على أنّ في ضمن النص – و من يعظّم الرسول فقد عظّم الله – و لا نقصد بالتعظيم هنا إلاّ التعظيم الشرعيّ، و التعظيم الشرعيّ هو أن تسلم معه رتبة الخالقيّة لله عزّ و جلّ، و رتبة المخلوقيّة لما سواه، هذا بعبارة، وبعبارة أخرى أن لو كان الامتناع عن تعظيم المخلوق و عدم الإكتراث بمكانته يعد مكرمة، و محافظة على التوحيد الخالص لله عزّ و جلّ، لفاز إبليس بتلك الخلّة قبل كلّ أحد، لأنّه أول الزعماء يعتبر في هذا المبدأ، و في ظنّي أنّه لم يزل محافظا عليها.

و بالجملة فإنّ التعظيم الشرعيّ لأصفياء الله إذا ارتفع من القلوب - والعياذ بالله - لم تبق بعده إلاّ الإهانة، عصمنا الله و السلام .} اه


http://www.xzx.com/vb/Extras/Fwasel%20%2811%29.gif

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.
</b>


الساعة الآن 02:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا