مُنتديات الختمية - السيدة أسماء بنت سيدنا أبى بكر الصديق(ذات النطاقين)

مهاجرة جليلة......
وسيدة كبيرة بعقلها ، وعزة نفسها ، وقوة إرادتها ، ولدت سنة 27 قبل الهجرة ، وهى أكبر سنا من أختها لأبيها (عائشة) أم المؤمنين ، وهى شقيقة عبد الله بن أبى بكر.
دعيت بذات النطاقين! لأنها أخذت نطاقها فشقته شطرين فجعلت واحدا لسفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عصاما لقربته ليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر الصديق إلى الغار .
لقد أسلمت قديما بمكة بعد إسلام سبعة عشر إنسانا ، وبايعت النبى صلى الله عليه وسلم وآمنت به إيمانا قويا .
فمن حسن إسلامها: (أن قتيلة بنت عبد العزى) قدمت على ابنتها أسماء بنت أبى بكر الصديق- وكان أبوبكر طلقها فى الجاهيلية- بهدايا زبيب وسمن وقرط ، فأبت أن تقبل هديتها أو تدخل بيتها !
فأرسلت إلى عائشة : سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال : لتدخل بيتها ، ولتقبل هديتها !
واحتمل أبوبكر رضى الله عنه - ماله كله لما خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا ، وقدره خمسة ألاف درهم فانطلق بما معه . ثم دخل جدها ( أبو قحافة) على أسماء_ وقد ذهب بصره- فقال : والله إنى لأراه قد فجعكم بماله كما فجعكم بنفسه ، فقالت له : كلا يا جدى! إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا ، فأخذت أحجارا فوضعتها فى كوة البيت الذى كان أبوها يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا ، أخذت بيده ، فقالت : ضع يدك على هذا المال .... فوضع يده عليه.... فقال ، لابأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، وهذا بلاغ لكم.
والحقيقة أن أبابكر لم يترك لعياله شيئا ولكنها أرادات أن تسكن روع ذلك الشيخ.
تزوجها الزبير بن العوام ، وما له فى الارض مال ولا مملوك ولا أى شىء غير فرسه ! فكانت تعلف فرسه ، وتكفيه مئونته ، وتدق النوى لناضحه وتسقيه الماء , وكان الزبير شديدا عليها ، فأتت أباها وشكت ذلك إليه !فقال لها ،: يا بنية ، اصبرى ، فإن المرأة إذا كان لها زرج صالح ثم مات عنها ، فلم تزوج بعده جمع بينهما فى الجنة .
وجاءت أسما النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله : ليس فى بيتى شىء إلا ما أدخل على الزبير، فهل على جناح فى أن أرضخ مما يدخل به؟ فقال : ( ارضخى ما استطعت ، ولا توكى فيوكى عليك ) فكانت امرأة سخية النفس...وعن عبدالله بن الزبير -رضى الله عنه قال :( ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء ، وجودهما مختلف : أما عائشة فكانت تجمع الشىء حتى إذا اجتمع عندها قسمت .. وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئا لغد .رضى الله عنهما .
و شهدت أسماء وقعة اليرموك مع زوجها الزبير وأبلت فيها بلاء حسنا واتخذت خنجرا زمن سعيد بن العاص فى الفتنة فوضعته تحت مرفقها . فقيل لها ما تصنعين بهذا . قالت إن دخل على لص بعجت بطنه .
وفى خلافة سيدنا عمر رضى الله عنه فرض لها ألف درهم.
وروت أسما عن النبى صلى الله عليه وسلم 58 حديثا وفى رواية 56 حديثا .
أسماء شاعرة ثائرة ذات منطق وبيان فقالت فى زوجها الزبير لما قتله عمرو ابن جرموز المجاشعى بوادى السباع وهو منصرف من واقعة الجمل :
غدر أبن جرموز بفارس بهمة ،،،،،،،،،،،، يوم الهياج وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته ،،،،،،،،،،،، لا طائشا و عن الجنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما ،،،،،،،،،،،، حلت عليك عقوبة المتعمد
وكانت أسماء ذات جود وكرم لا تدخر شيئا لغد ، فكانت تمرض المرضة فتعتق فيها كل مملوك لها .
تنبئا كلماتها كلها لابنها عن تلك المعانى النبيلة .... فلقد دخل عليها ابنها عبدالله ابن الزبير وهى عمياء قد بلغت مائة سنة وقال لها : يا أماه ، ما ترين ؟
قد خذلنى الناس وخذلنى أهل بيتى! فقالت : لا يلعبن بك صبيان بنى أمية ... عش كريما ومت كريما !
والله إنى لأرجو أن يكون عزائى فيك حسنا! فقاتل حتى قتل! وقيل أن الحجاج حلف ألا ينزله من تلك الخشبة حتى تشفع فيه أمه فبقى سنة ثم مرت تحته أمه فقالت : أما آن لهذا أن ينزل !
وذكروا أن الحجاج قال لأسماء بعد قتل عبد الله : كيف رأيتنى صنعت بابنك،
فقالت : أفسدت عليه دنياه ..... وأفسد عليك أخرتك!
وتوفبت أسماء بمكة ولها مائة سنة لم يسقط لها سن ، ولم ينكر لها عقل . رضى الله عنها .
ويسجل كاتبنا مصطفى لطفى المنفلوطى ما دار بين أسماء وعبدالله فى قصيدة تعد لوحة رائعة قائلا:-

إن أسماء فى الورى خير أنثى ......... صتعت فى الوداع خير صنيع
جاءها ابن الزبير يسحب درعا ........ تحت درع منسوجة من نجيع
قال : يا أم قد عييت بأمرى ......... بين أسر مر وبين قتل فظيع
خاننى الصحب والزمان فمالى ......... صاحب غير سيفى المطبوع
وأرى نجمى الذى لاح قبلا .......... غاب عنى ولم يعد لطلوع
بذل القوم لى الآمان فمالى............. غيره إن قبلته من شفيع
فأجابت والجفن قفر كأن لم............ يك من قبل موطنا للدموع
واستحالت تلك الدموع بخارا............ صلعدا من فؤادها المصدوع
لا تسلم إلا الحياة وإلا ... ........ هيكلا شأنه وشأن الجذوع
أن موتا فى ساحة الموت خيرا.. ....... لك من عيش ذلة وخضوع
إن يكن قد أضاعك الناس فأصبر,,,,,, وتثبت فالله غير مضيع
مت هماما كما حييت هماما .. ..... وأحى فى ذكرك المجيد الرفيع
ليس بين الحياة و الموت إلا........ كرة فى سواد تلك الجموع

وسوف تظل كلمات أسماء لابنها - حين قال لها ( يا أماه إنى أخاف إن قتلنى أهل الشام أن يمثلوا بى ويصلبونى - نورا عل طريق الحياة الكريمة،
لقد أجابته فى كلمة صامدة كالطود ، قوية كنفسها ،كبيرة كإيمانها، تلك الكلمة التى وضعت نهاية المعركة ( يا بنى إن الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها).
ويختم المنفلوطى على قصيدته بقوله :-
وأتى النعى أمه فجادت ....... بعد لأى بدمعها الممنوع
ونال عبدالله الشهادة وانتصرت القيم الشماء للأم المثالية.....
وسجلت القصة لهما أنصع الصفحات فى تاريخ الخالدين.

الله .....الله ...... عليك يا بنت خليفة رسول الله .......يا أخت الصديقة بنت الصديق ..... يا زوجة الزبير... يا أم عبدالله

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ّذاتك يا أحد