مُنتديات الختمية - خولة بنت مالك بن ثعلبة

ذات فصاحة وبلاغة.......
كانت على صلة بالله ... لم تفقد إيمانها به فى أحلك اللحظات ! بل راحت تحتكم إلى الله ورسوله!
قصتها مع زوجها أضعها بين يدى الأزواج والزوجات حين يكون خلاف أوجدال ،ومراجعة وخصام .
قالت فىً - وفى أوس بن الصامت أنزل الله - عز وجل - صدر سورة المجادلة . قالت :-
كنت عنده ، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه ، وضجر ، قالت : فدخل علىً يوما ، فراجعته بشىء ، فغضب علىً ، وقال : أنت علىً كظهر أمى ثم خرج فجلس فى نادى قومه ساعة ثم دخل علىً فإذا هو يريدنى . قالت : فقلت كلا والذى نفسى بيده لا تخلص إلى ، وقد قلت ما قلت ، حتى يحكم الله ورسوله فينا .قالت : فواثبنى ، فامتنعت منه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف ، فألقيته عنى . ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه ، فذكرت له ما لقيت منه . فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه ، قالت : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يا خويلة ، ابن عمك شيخ كبير فاتقى الله .) قالت : فوالله ما برحت حتى نزل القرآن ، فغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ، ثم سرى عنه .
فقال : ( يا خويلة؟ قد أنزل الله فيك وفى صاحبك . ثم قرأ علىً ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ..) إلى قوله ..( وللكافرين عذاب أليم) .. المجادلة 1-4 .
قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مريه فليعتق رقبة ) . قالت فقلت : والله يا رسول الله ، ما عنده ما يعتق.
قال : ( فليصم شهرين متتابعين ).
قالت : فقلت : والله إنه لشيخ كبير ما به من طاقة .
قال : (فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر) .
قالت : فقلت : يا رسول الله ، ماذاك عنده .
قالت : فقال : رسول الله صلى الله عيه وسلم : ( فإنا سنعينك بعذق من تمر ).
قالت : فقلت : يا رسول الله وأنا سأعينه بعذق آخر .
فقال : ( قد أصيبت وأحسنت ، فاذهبى فتصدقى به عنه ، ثم استوصى بابن عمك خيرا ) .
قالت : ففعلت .
هذه هى خولة . فى قصتها دروس لالتئام الحياة الزوجية ، ولإسهام فى رأب الصدع ، ورعاية القرابة ، وكبر السن بين الأزواج والزوجات .

روى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر بها فى زمن خلافته على حمار ، والناس حوله ، فاستوقفته ، ووعظته فقيل له :
أتقف لهذه العجوز هذا الموقف ؟
فقال : أتدرون من هذه العجوز ؟
هى خولة بنت ثعلبة ، سمع الله قولها فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ، ولا يسمعه عمر ..؟
لم تلجأ إلى العنف، ولم تفكر فى الجريمة ، فإن ذلك ليس من خلق الإسلام . بل راحت تلتمس الحل عند الله ورسوله وتشكو أمرها إلى الله الذى خلقها فهو القادر على أن يفك كربها ، ويجعل من بعد عسرٍ يسرا.
وإن شئت أن تسمعها وهى تعرض شكواها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعالى إلى ما أخرجه ابن ماجه والحاكم وصححه، والبيهقى وغيرهم ، عن عائشة رضى الله عنها قالت:-
( تبارك الذى وسع سمعه كل شىء ، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى علىَ بعضه ، وهى تشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تقول :
يا رسول الله ، أكل شبابى ، ونثرت له بطنى ، حتى إذا كبر سنى ، وانقطع ولدى ، ظاهر منى ، ( اللهم إنى أشكو إليك ) .
قالت فما برحت حتى نزل جبريل - عليه السلام- بهولاء الأيات وقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا وكان المثل الأعلى فى معاملة زوجاته . يقول فى ذلك :-
( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها حفظته فى ماله وعرضه ) .
ويقول أيضا :
( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم )
ويقول صلى الله عليه وسلم فى آخر خطبة له :
( استوصوا بالنساء خيرا ) وللرسول الله أحاديث شتى فى الوصاية بالزوجات ، والحث على إحسان معاملتهن ، وقد أبطل الإسلام الظهار .

لله درك يا خولة ... لله درك يا خولة ... لله درك يا خولة

اللهم صلى على سيدنا محمد حمى الإسلام والمسلمين ، الصادق الصدوق الأمين ، الشاكر الشكور الظاهر فى النبيين ، المدثر المزمل طه يس ، صلى الله عليه وعلى آله إلى يوم الدين .