![]() |
الأضحية
شرع الله عز وجل الأضحية توسعة على الناس يوم العيد وقد أمر بها أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل فاستجاب لأمر الله ولم يتردد فأنزل الله فداء له من السماء "وفديناه بذبح عظيم" ومنذ ذلك الوقت والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالاً لأمر الله بإراقة الدماء لأنها من أفضل الطاعات
والأضحية سنة مؤكدة، ويُكره تركها مع القدرة عليها وفضلها عظيم. والأضحية اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى. الحكمة من تشريعها 1- التقرب إلى الله تعالى بها، إذ قال سبحانه وتعالى "فَصَلِّ لِرَبِّك َوَانْحَر" وقال عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" والنسك هنا هو الذبح تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى. 2- إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى "وفديناه بذبح عظيم" 3- التوسعة على العيال يوم العيد. 4- إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم منهم. 5- شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام. حكمها:جمهور أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرةعليها، والبعض قال: سنة واجبة على أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها، وذلك لقوله تعالى"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" وقول الرسول عليه الصلاة والسلام"من كان ذبح قبل الصلاة فليعد" متفق عليه فضلها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ماعمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها. وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقععلى الأرض فطيبوا بها نفساً" رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه وقوله صلى الله عليه وسلم وقد قالوا له: ما هذه الأضاحي؟ قال "سنة أبيكم إبراهيم قالوا ما لنا منها؟ قال بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف؟ قال بكل شعرة من الصوف حسنةرواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه الأحكام التي تتعلق بالأضحية 1- ما يتجنبه من عزم على الأضحية: من دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي،فلا يأخذ من شعره، وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية وذلك لما روى عن مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره" رواه مسلم وفي رواية "فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً" والحكمة في النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار،وقيل: التشبه بالمحرم. ذكره النووي قال ابن قدامة رحمه الله: ( فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر فإن فعل استغفرالله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً ) 2- سِنُّها: أخرج مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تذبحوا إلا مُسنّة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن" رواه مسلم والمسنة من الأنعام هي الثنية. 3- سلامتها: لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها، فلا يجزئ العوراء ولا العرجاء ولا العضباء ( وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن منأصلها ) ولا المريضة ولا العجفاء ( وهي الهزيلة التي لا مخ فيها ) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضةالبيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها، والكسيرة التي لا تُنقي يعني لا نَقي فيها أي لا مخ في عظامها وهي الهزيلة العجفاء" 4- أفضلها: أفضل الأضحية ما كانت كبشاً أملح أقرن، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحىبه كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ويسن استسمان الأضحية واستحسانها بل إنه كلما زاد الثمن وغلا صار أفضل 5- وقت ذبحها: المتفق عليه أنه صباح العيد بعد الصلاة، فلا تجزئ قبله أبداً،فيذبحها بعد صلاته مع الإمام، وحينئذ تجزية بالإجماع كما ذكر ذلك الإمام النووي. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين" مسلم 6- ما يستحب عند ذبحها: يستحب أن يوجهها إلى القبلة ويقول: ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للهرب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ). ثم إذا باشر الذبح أن يقول: ( باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك ). والتسمية واجبة بالكتاب الكريم قالتعالى"ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه" 7- الإحسان حتى في الذبح: قال ابن القيّم: ( وأمرالرسول صلى الله عليه وسلم الناس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبحوإذا قتلوا أن يحسنوا القتلة، كما أخرجه مسلم وكان صلى الله عليه وسلم يضع قدمه على صفاحهما يعني صفحة عنق الذبيحة عند ذبحها لئلا تضطرب وهذه رحمة منه صلى الله عليه وسلم 8- صحة الوكالة فيها: يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه كما فعل صلى الله عليه وسلم، وإن أناب غيره فيذبحها جاز ذلك بلا حرج ولا خلاف بين أهل العلم في هذا. 9- قسمتها المستحبة: يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثاً: يأكل أهل البيت ثلثاً،ويتصدقون بالثلث، ويهدون لأصدقائهم ثلثاً، لقوله صلى الله عليه وسلم "كلواوادخروا وتصدقوا" مسلم وإن لم يقسمها هذه القسمة جاز كأن يتصدق بها كلها أو يأكلها كلها أو يهديها كلها. 10- أجرة جازرها من غيرها: لا يعطى الجازر أجرة عمله من الأضحية لقول علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنة وأن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها، وأن لا أعطي الجازر منها شيئاً. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم ومن المسلمين في كل مكان وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة الاستهزاء بالأضاحي في الرسوم الكاريكاتورية وفي الحديث بين الناس لذلك يتوجب البعد عن الاستهزاء بذلك لأنها من شعائر الله لقول الله تعالى "ذلك ومن يعظم شعائرالله فإنها من تقوى القلوب" |
رد: الأضحية
شكرا لك استاذة سلوى بارك الله فيك
|
رد: الأضحية
شرع الله عز وجل الأضحية توسعة على الناس يوم العيد وقد أمر بها أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل فاستجاب لأمر الله ولم يتردد فأنزل الله فداء له من السماء "وفديناه بذبح عظيم" ومنذ ذلك الوقت والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالاً لأمر الله بإراقة الدماء لأنها من أفضل الطاعات
والأضحية سنة مؤكدة، ويُكره تركها مع القدرة عليها وفضلها عظيم. والأضحية اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى. الحكمة من تشريعها 1- التقرب إلى الله تعالى بها، إذ قال سبحانه وتعالى "فَصَلِّ لِرَبِّك َوَانْحَر" وقال عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" والنسك هنا هو الذبح تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى. 2- إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى "وفديناه بذبح عظيم" 3- التوسعة على العيال يوم العيد. 4- إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم منهم. 5- شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام. حكمها:جمهور أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرةعليها، والبعض قال: سنة واجبة على أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها، وذلك لقوله تعالى"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" وقول الرسول عليه الصلاة والسلام"من كان ذبح قبل الصلاة فليعد" متفق عليه فضلها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ماعمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها. وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقععلى الأرض فطيبوا بها نفساً" رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه وقوله صلى الله عليه وسلم وقد قالوا له: ما هذه الأضاحي؟ قال "سنة أبيكم إبراهيم قالوا ما لنا منها؟ قال بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف؟ قال بكل شعرة من الصوف حسنةرواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه الأحكام التي تتعلق بالأضحية 1- ما يتجنبه من عزم على الأضحية: من دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحي،فلا يأخذ من شعره، وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية وذلك لما روى عن مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره" رواه مسلم وفي رواية "فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً" والحكمة في النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار،وقيل: التشبه بالمحرم. ذكره النووي قال ابن قدامة رحمه الله: ( فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر فإن فعل استغفرالله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً ) 2- سِنُّها: أخرج مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تذبحوا إلا مُسنّة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن" رواه مسلم والمسنة من الأنعام هي الثنية. 3- سلامتها: لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في خلقتها، فلا يجزئ العوراء ولا العرجاء ولا العضباء ( وهي مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن منأصلها ) ولا المريضة ولا العجفاء ( وهي الهزيلة التي لا مخ فيها ) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضةالبيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها، والكسيرة التي لا تُنقي يعني لا نَقي فيها أي لا مخ في عظامها وهي الهزيلة العجفاء" 4- أفضلها: أفضل الأضحية ما كانت كبشاً أملح أقرن، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحىبه كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ويسن استسمان الأضحية واستحسانها بل إنه كلما زاد الثمن وغلا صار أفضل 5- وقت ذبحها: المتفق عليه أنه صباح العيد بعد الصلاة، فلا تجزئ قبله أبداً،فيذبحها بعد صلاته مع الإمام، وحينئذ تجزية بالإجماع كما ذكر ذلك الإمام النووي. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين" مسلم 6- ما يستحب عند ذبحها: يستحب أن يوجهها إلى القبلة ويقول: ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للهرب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ). ثم إذا باشر الذبح أن يقول: ( باسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك ). والتسمية واجبة بالكتاب الكريم قالتعالى"ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه" 7- الإحسان حتى في الذبح: قال ابن القيّم: ( وأمرالرسول صلى الله عليه وسلم الناس إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبحوإذا قتلوا أن يحسنوا القتلة، كما أخرجه مسلم وكان صلى الله عليه وسلم يضع قدمه على صفاحهما يعني صفحة عنق الذبيحة عند ذبحها لئلا تضطرب وهذه رحمة منه صلى الله عليه وسلم 8- صحة الوكالة فيها: يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه كما فعل صلى الله عليه وسلم، وإن أناب غيره فيذبحها جاز ذلك بلا حرج ولا خلاف بين أهل العلم في هذا. 9- قسمتها المستحبة: يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثاً: يأكل أهل البيت ثلثاً،ويتصدقون بالثلث، ويهدون لأصدقائهم ثلثاً، لقوله صلى الله عليه وسلم "كلواوادخروا وتصدقوا" مسلم وإن لم يقسمها هذه القسمة جاز كأن يتصدق بها كلها أو يأكلها كلها أو يهديها كلها. 10- أجرة جازرها من غيرها: لا يعطى الجازر أجرة عمله من الأضحية لقول علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنة وأن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها، وأن لا أعطي الجازر منها شيئاً. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم ومن المسلمين في كل مكان وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة الاستهزاء بالأضاحي في الرسوم الكاريكاتورية وفي الحديث بين الناس لذلك يتوجب البعد عن الاستهزاء بذلك لأنها من شعائر الله لقول الله تعالى "ذلك ومن يعظم شعائرالله فإنها من تقوى القلوب" | |
الساعة الآن 04:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا