مُنتديات الختمية - مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

مُنتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)

- مكتبة الميرغني الإليكترونية (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=6)

مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي
حفيد القطب النفيس سيدي احمد بن ادريس
أهداه لي

وأحببت بعد اخذ الأذن منه ان انشره على منتدانا العامر

عسى ان يستفيد الكل منه

اليكم محتواه


	جلال الدين الرومي نبذة عن حياته وآثاره بقلم السيدابراهيم الادريسي يعتبر جلال الدين الرومي (1207-1273م) أحد أبرز المتصوفة الذين عاشوا في القرن الثاني عشر الميلادي ، وله مدرسة صوفية وأتباع في دول عديدة ، وعلى الأخص آسيا الصغرى ، إيران ، ودول البلقان ، هذا بجانب أنَّه كان قاضياً وفقيهاً ، وشاعراً فذاً ، ترجمت أعماله الشعرية لأكثر لغات العالم ، كما واعتبر عمله الشعري ثنائية المعاني، أو (مثنوي معنوي)، كما يسمَّى بلغتة الأم الفارسية تراثاً إنسانياً خالداً . والرومي هو لقبه الذي اكتسبه جرَّاء مكوثه الطويل في بلاد الروم ، أمَّا هو فقد ظل فارسي النشأة والثقافة ، وظل وفيَّاً لهذا الانتماء ، فكتب معظم أعماله الشعرية والفكرية بلغته الأم الفارسية . إنَّ استدعاء الرومي هنا وإلقاء الضوء على حياته وآثاره ليس فقط لكونه عالماً وأديباً وشاعراً ملأت شهرته الآفاق شرقاً وغرباً ، وإنَّما أيضاً لجانب آخر في حياة الرومي تمثل في كونه قد امتاز بدرجة عالية من التسامح الديني والروحي وتقبله للآخر ، وقد ظهر هذا جليَّاً في تعاليم مدرسته الصوفية أمَّا نحن المسلمون فما أحوجنا لمثل هذا التسامح على الأخص في هذا الزمن الذي ضعف فيه حالنا جرَّاء عدم تقبلنا لبعضنا البعض والتباين الكبير في وجهات نظرنا الدينية الذي نعيشه اليوم .

رد: جلال الدين الرومي ... السيد ابراهيم الادريسي ,رضي الله عنه


	وُلد الرومي أو (مولانا) كما يُلقّب في بلخ من بلاد فارس الذي يمثل أفغانستان حالياً عام 1207م الموافق 6 ربيع الأول 604ه لأسرة دينية وصوفية كانت على صلة مصاهرة بالأسرة الحاكمة في تلك المنطقة ، فوالده بهاء الدين ولد كان على سعة في العِلم والتصوّف ، وأمّه كانت تنتمي للأسرة الحاكمة في خوارزم . أمَّا نسب الرومي الذي سطَّره بنفسه ، فينتهي إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أوَّل الخلفاء الراشدين . مما لا شكَّ فيه أنَّ الدارس لسيرة حياة الرومي سيلاحظ التنوّع الكبير في الثقافات التي احتك بها والتي كان لها بالغ الأثر في تكوين فكره الصوفي وفلسفته الإشراقية ، فالرومي جمع بين ثقافة الفرس من ناحية ، وثقافة العرب والروم من ناحية أخرى ، هذا التمازج الثقافي والإثني خَلَقَ نمطاً من التفكير المرن والمتسامح أهَّل الرومي ليكون موفقاً في استقطاب أشخاص وتلامذة من ديانات ومِلَل أخرى ، وطريقته الصوفية تشجع على هذا النوع من التسامح ، كما تدعو إلى حث واستجداء معاني الخير والإحسان في الإنسانية كافَّة ، وإلى فهم الأمور بروح الحب . تلقَّى جلال الدين الرومي تعليمه الأوَّل على يد والده بهاء الدين ولد الذي كان يُلقَّب بسلطان العارفين لتبحره في علوم الشريعة والحقيقة ، وفي أعقاب الغزو المغولي هجرت الأسرة بلخ بلا عودة لتبدأ سفراً طويلاً ، كانت نيسابور في خراسان أولى محطاته ، وقونية في تركية آخرها . في نيسابور كان أوَّل لقاءات الرومي برجال التصوّف الذي جمعه بفريد الدين العطَّار النيسابوري وهو في الثالثة عشر من عمره ، وعلى الرغم من أنَّ العطَّار كان يتبوَّأ المكانة الصوفية والعرفانية الرفيعة ، إلاّ أنَّه لا يبدو أنَّ الرومي قد تأثَّر كثيراً بالقطب الصوفي الكبير ، لا على النطاق الصوفي العرفاني ، ولا حتى الشعري . المستشرق الإنجليزي الشهير نيكلسون في كتابه : (الرومي - الشعر والأسطورة) لا يرى أنَّ الرومي قد تأثَّر شعراً بالعطَّار الذي أهداه ديوان شعره : رسالة الأسرار (أسرار نامه) ، لكن ربَّما يمكننا القول أنَّ الرومي قد استلهم فكرة الشعر الرمزي الصوفي من

رد: جلال الدين الرومي ... السيد ابراهيم الادريسي ,رضي الله عنه


	العطَّار الذي كان رائداً في هذا المجال . أسفر هذا اللقاء أيضاً عن بشرى ببلوغ الفتى شأناً في العلم ، بشَّر بها العطَّار والده ، بعدها توجَّهت الأسرة لمكة لأداء فريضة الحج ، ومِنْ ثَمَّ إلى الشام حيث أمضت زمناً في الشام ، وبعض مدن آسيا الصغرى (تركيا) . وبدعوة من السلطان السلجوقي اتجهت الأسرة إلى قونية (جنوب تركيا) حيث استقرَّ الوالد بهاء الدين ولد في تدريس العلوم بها إلى وفاته عام 1230ه . تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الرومي قد خلف والده في تدريس العلوم الشرعية إلاّ أنَّ التجربة العرفانية لم تكن قد اكتملت بعد ، وفي هذه الأثناء أدرك والد الرومي قبل وفاته أحد تلامذته ومريديه القدامى وهو برهان الدين محقق الترمذي الذي تعهَّد بالإرشاد الصوفي للرومي . وبإشارة من برهان الدين هذا سافر الرومي في رحلة المعرفة العرفانية لسنوات سبع أمضاها بين دمشق وحلب ، التقى خلالها برجال التصوّف ، وقد تزامنت هذه الفترة مع وجود الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي في دمشق ، ويبدو أنَّ معرفة الرومي بابن عربي تَمَّت باللقاء المباشر وأيضاً فيما بعد ، وعبر أحد أكبر تلامذته وشُرَّاح فكره وهو صدر الدين القونوي الذي كان صديقاً مقرباً للرومي . عاد الرومي إلى قونية ليمضي زمناً مع معلّمه برهان الدين محقق الذي ما أن شهد كمال التجربة الروحية لدى تلميذه حتى استأذنه للعودة لمسقط رأسه في بلخ . برحيل برهان الدين محقق بدأت مرحلة أخرى من عُمْر الرومي ، فقد استبدلت حياة التلميذ المتلقي بحياة المعلِّم الملهم والممد صاحب الأتباع والمريدين . استمر الرومي بالتدريس في قونية لسنوات حتى مجي العام 1245م وهو العام الذي شهد أكبر تحوّل في مسيرة الرومي الروحية ، فكل الذين عرفهم حتى الآن لم يحدثوا هذا التحوّل الكبير مثلما أحدثه لقاءه بالدرويش الصوفي شمس الدين التبريزي ، أو شمس تبريزي كما يُعرف ، هذا اللقاء فتَّح زهور المعرفة العرفانية في بستان الرومي الذاخر ، وفجَّر عيون الحكمة التي سالت منها ينابيع ذات معين لا ينضب ، فإن كان الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قد صاغ معاني التصوّف نثراً ، فإنَّ الرومي قد صاغها شعراً ، هذا اللقاء جعل الشيخ وتلامذته أتباعاً للدرويش الصوفي ،

رد: جلال الدين الرومي ... السيد ابراهيم الادريسي ,رضي الله عنه


	غير أنَّ هذا الأمر لم يرق لتلامذة الرومي الذي كان يرى في التبريزي تجسيداً لكل المعاني والمفاهيم السامية التي تلقَّاها ، فكادوا للتبريزي ، فهجرهم إلى دمشق . هنا لم يقوَ الرومي على الهجر وتحمّل لوعات الفراق فأرسل الأتباع والأبناء يستجديه للعودة إلى قونية ، فعاد بيد أنَّ يد الكيد والعداء كانت أطول هذه المرة ، فتركهم التبريزي بلا عودة ، فلم يُعرف له أثر بعدها ، ولم يحو التاريخ في ذاكرته كثيراً عن التبريزي سوى اللقاء الذي جمعه بالرومي الذي جاب البلاد شرقاً وغرباً بحثاً عنه ، لكن هيهات دون جدوى ، فنار الفراق اتَّقدت ولم تنطفئ وقودها : العشق والأمل ، ورحل التبريزي ، لكن بقي العشق والأمل الذي سطَّره له الرومي في أجمل غزليات صوفية فيما يُعرف بالديوان الكبير ، أو ديوان شمس تبريزي تيمناً وتخليداً لذكرى ملهمه . عاش الرومي بعد هذه الأحداث حياة حافلة اشتغل فيها بتدريس العلم والتصوّف ، وكتب ديوان شعره الشهير الذي وضعه في مصاف كبار شعراء التاريخ وهو (مثنوي معنوي) الذي صاغ فيه كل تجاربه العرفانية وفلسفته الروحية ، فعرَّف فيه الإنسان كما ينبغي أن يكون بمفهومه الكبير ، وأكثر فيه من ذكر الله ، والطبيعة والإنسان في صياغات وقصص رمزية تشير إلى العلاقة التي تربطهم مع بعضهم البعض . أسَّس الرومي ومِنْ بعده تلامذته طريقته الصوفية (المولوية) التي اشتهرت بالتسامح والمحبة أكثر مما اشتهرت به من استخدام للموسيقى التي يرون أنَّها وسيلة لبلوغ الصفاء الروحي ، فلا عجب إذاً أن عبر الرومي بتعاليمه وشعره حواجز اللغات والثقافات المختلفة ، فغايته هو الإنسان ، آخذا على عاتقه وشأنه في ذلك ككبار المتصوّفة أن يزيل عنه حجاب الماديات فتنجلي بذلك الحقيقة ويعم الخير .

رد: جلال الدين الرومي ... السيد ابراهيم الادريسي ,رضي الله عنه

سنكمل قريبا
بمقالات بقلم السيد ابراهيم الادريسي
بأذن الله تعالى
فترقبوا

رد: مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

لله دره سيدى السيد الدكتور ابراهيم بن السيد احمد ادريس الادريسى رضى الله عنهم وارضاهم واجعلنى اللهم فى الدارين فى حماهم ....................امين, والدكتور ابراهيم بن سيدى احمد الادريسى لمن لا يعرفه قد درس الطب فى ايران ويجيد اللغة الفارسية كما انه عالم بعلوم شتى منها الطب , وهذا العالم الصوفى الذى كتب عنه السيد لا يعرفه الا الخواص واهل العلوم الراسخة فى زمن سادت فيه العقائد الفاسدة وتجاهل الناس فيه العلماء وابتدعوا العقائد وكفروا اهل الاسلام, وعليكم اخوتى بالمنتدى بقراءة مقال السيد وتدبر معانيه لتجنوا الفوائد وتنالوا المنح :
بسيدى بن ادريس القطب الرئيس * بالحزب النفيس واعظم الصلوات
بالختم العلم والشيخ النفيس * بالحسن الرئيس واهل العنايات
بالختم الامام والحسن الهمام * برئاسة الديوان وعطايا باهرات
بسيدى الولى الميرغنى على * بعثمان الجلى وانوار هاديات
باسد الخرطوم والمراغنة النجوم * باشرافنا العموم ونائلة المقامات

رد: مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

بالختم العلم والشيخ النفيس * بالحسن الرئيس واهل العنايات

رد: مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

بالختم العلم والشيخ النفيس * بالحسن الرئيس واهل العنايات

إلهي عمنا بفيض منك *-*-*-*- يسري في كل ساعات

رد: مقال قيم بقلم السيد ابراهيم بن السيد احمد الادريسي

توثيق رائع ولغه اروع بارك الله فيك ياالشريف