في رثاء فقيد الإسلام والعروبة والوطن

مولانا السيد احمد الميرغني طيب الله ثراه

يا موكب الحزن المهيب مشيعا * * ركن البلاد وسيد الزعماء

هذا المصاب رزية خطب على * * خطب البلاد يزيد في الأرزاء

قد جلل الأرض السواد كأنها * * بالحزن لم تخلع دجى الظلماء

غطت حشود السائرين بساطها * * طافوا بنعشك معظم الأرجاء

وكأنهم لم يسلموه أديمها * * لكنهم قد سلموا لقضاء

وتزاحم الباكون حولك خشعا * * والباكيات بمدمع الخنساء

حضنوك بين صفوفهم فلأنهم * * من قبل قد حملوك في الأحشاء

عجبا تجمع شملهم وهمو على * * إجماعهم متفرقو الأهواء

سبحانه جمع القلوب على هواك * * تالفا ميتا وفي الأحياء

قد كنت في زمن الحياة مؤلفا * * بين القلوب وجامع الآراء

للوحدة الكبرى دعوت مبشرا * * بالسلم بين غلائل الهيجاء

ما أجمل السلم الوضىء منورا * * يمحو ظلام الفتنة العمياء

كلت بلادي والحروب دوائر * * فالحرب شر بلية وبلاء

يا أيها الناعي شقيق محمد * * كانا معا في البأس والسراء

فتركته فردا يشاركه الأسى * * للنائبات وشدة الأعباء

من لي بتعزية الغريبة إنها * * بلغت مدى الحسرات والأشجاء

منها سرى نور الهدى مذ خصها * * الختم الكبير بنوره الوضاء

سار النقيب بنوره متلألأ * * عم البلاد وجملة الأنحاء

هي منبع الحب الأصيل وفيضه * * هي مركز العلماء والخلفاء

يا احمد الخيرات عشت مكرما * * في ظل بيت فاز بالعلياء

من دوحة البيت الكريم كريمة * * أنسابكم من عنصر الشرفاء

وسموت بالأدب الرفيع مكانة * * عزت على الرؤساء والكبراء

بالحلم بالطبع الرزين وبالتقى * * بطهارة في عفة وحياء

وهدوء نفس بالسكينة عامر * * متباعد عن ضجة الضوضاء

في صمتك المخبوء اصدق عبرة * * والقول منك سجية الحكماء

حكم الرئاسة لم يملك إلي الهوى * * إن مال بالحكام والرؤساء

فيه علوت تواضعا وبك ازدهى * * فلانت للسودان كنز وفاء

لو كان يرفع في السماء ممجد * * رفعوك في أعلى علا الجوزاء

قد أسلموك إلي الضريح وأيقنوا * * أن التراب نهاية الأحياء

هذي القبور مدى الزمان شواهد * * من عهد ادم عبرة للرائي

في ذمة الغفار وسدت الثرى * * في جنب جارك أكرم الآباء

حياكما الرحمن مادام السنا * * أو دارت الأفلاك في الأجواء

رحماك يا الله صل ذاك الضريح * * برحمة يا ارحم الرحماء

9 ذو القعدة 1429 ه 7 نوفمبر 2008م

شكراً ابو الحسين وابو جمره وهاشم علي التعليق المعبر ، فعلاً الاخ الدكتور علي محمود من المحبين لال البيت الميرغني الكرام ، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذا العمل الرائع في ميزان حسناته .