مُنتديات الختمية - ورقة بعنوان ( أصالة المنهج وعصرية المواجهة ) ...

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي ...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

هذه ورقة بعنوان ( أصالة المنهج وعصرية المواجهة ) أردت أن انشرها ليدلوا كل بدلوه في هذا الموضوع المهم ...

أصالة المنهج وعصرية المواجهة

يعتبر القرآن الكريم – كتاب الله – هو المُشرع الأول والمصدر الأول التي تستنبط منه القوانين الكونية ، وأيضاً هو المنهج الذي نستمد منه معاملاتنا اليومية في حياتنا بحيث يحوي كل صغيرة وكبيرة ، وهو صالح لكل زمان ومكان لايتغير بتغير الزمان ولا المكان لذلك هو المصدر الأول في سن القوانين ، وقد اشتمل القرآن الكريم على كل النصوص والأحكام التي تحكم بها الأمة الإسلامية ، وجاء في قوله تعالى " وما فرطنا في الكتاب من شئ " دلالة على انه يحوى كل ما يخطر في ذهن الإنسان وأيضاً اخباره بما سيحدث في المستقبل كما في قوله تعالى " الم غلبت الروم " فهناك كثير من الايات الكريمة لم تفسر بعد ، لان زمانها لم يأتى بعد ; فمن هنا تاتي معجزة القرآن الكريم ، فأصالة المنهج قوامها كتاب الله في كل نصوصه القرآنية ، وتأتي السنة النبوية المطهرة المكملة لهذه الأصالة والمنهج القرآني مباشرة لانها هي من الوحى وهي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء فعلية أو قولية أو تقريرية أو صفة وهذا أيضاً المنهج الذي نرتكز عليه بعد القرآن وجاء في قوله تعالى " وما ينطق عن الهوى إن هو الإ وحي يوحى " فالسنة النبوية تحمل في طياتها العديد من النصوص والحاديث القدسية وهي مكملة للقرآن الكريم في التشريعات والإستنباطات التي نستدل بها .
ثم تأتي في أصالة المنهج سيرته النبوية الشريفة وهي سلوكه القويم وخلقه الرفيع الذي كان خلقه القرآن ، وكذلك الخلفاء الراشدين وصحابته أجمعين مضو على هذا الطريق القويم والنهج السليم الذي خطه لهم رسولهم الكريم ، فكانوا متمسكين بالسنة إيما تمسك لايتزحزحون عنها قيد أنملة ، " لقد لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
ومن ثم تأتي مرتبة الخلفاء والأئمة الأربعة مواصلة لمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية والخلفاء الراشدين والصحابة أجميعن ، فمواصلة الائمة في هذا النهج هو إمتداد ومحافظة على أصالة المنهج لتعليم الأجيال القادمة من الشعوب والتمسك بهذا المنهج وبالأصالة ، فينضوي ذلك في إجتهاد العلماء والقياس والإجماع .
وبالمقابل لهذه الأصالة ظهرت المعاصرة وكيفية مواجهتها ، وهي عندما نكون أمام الأمر الواقع والماثل أمامنا ، ولكي نحافظ على أصالتنا ومنهجنا المستمد من القرآن الكريم والسنة والخلفاء والائمة لابد أن نواجه هذه المعاصرة بتوازن بحيث لا نفقد الأصالة وننداح وننقاد وراء المعاصرة ، فالمحافظة على الأصالة من الأوليات وكذلك التعامل مع المعاصرة من المطالب التي يجب أن نضع لها حيز في معاملتنا ، فإذا استخدمنا وسائل هذه المعاصرة في قالب الأصالة بالطبع سنستفيد من هذه الوسائل في إيصال الرسالة المطلوبة ، بذلك يكون قد أستفدنا من هذه المعاصرة بتسخير هذه الوسائل وإستخدامها في مصلحة العالم الإسلامي بعد أن غذته تلك المعاصرة والعولمة ، من تكنلوجيا وأنترنت ووسائل إتصال مختلفة ، فإستعمال هذه الوسائل المختلفة التي وجهها الغرب لغزو الإسلام وتوجيهها التوجه الصحيح بالتمسك بالقيم والمبادئ يكون واجهنا تلك الغزو الغربي والمعاصرة وتقلبنا عليها بوسائلها ووجهناها في مصلحة المنهج الإسلامي .
اليوم أصبحت المعارك بين الأمم هي معركة الغزو الفكرى والاستلاب الحضاري ، بحيث يغزو الغرب جميع الأمة الإسلامية بهذه المعارك ، وإذا ما أنتبهت الأمة الإسلامية على هذه المخاطر سيكون هذا الغزو مستمراً الى أن يصلو مبتغاهم ، وهو زعزعة الإسلام وتشتيته .

محمد عبد الله حسن

دراسات عليا الجامعة الإسلامية