مُنتديات الختمية

مُنتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   النّور البرّاق (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مناجاة ابن عطاء الله السكندري رحمه الله رحمة واسعة (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=1724)

علي الشريف احمد 06-10-2010 12:42 AM

مناجاة ابن عطاء الله السكندري رحمه الله رحمة واسعة
 
إلهي ! أنا الفقير في غناي فكيف لا اكون فقيرا في فقري ، وأنا الجهول في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي .
إلهي ! مني ما يليق بلؤمي ، ومنك ما يليق بكرمك . إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي ، وإن

أظهرت المساوىءُ مني فبعدلك ولك الحجة علي.

إلهي ! كيف تكلني وقد توكلت بي ! وكيف أُضامُ وأنت الناصر لي ، أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ؟!

ها أنا اتوسل إليك بفقري ، وكيف أتوسل بما هو محال أن يصل إليك ! أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك

، أم كيف أترجم بمقالي وهو منك و برز إليك ، أم كيف تخيب آمالي ، وهي وفدت عليك ، أم كيف لا تحسُنُ أحوالي

وبك قامت وإليك ؟!

إلهي ! ما ألطفك بي مع جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي ! وما أقربك مني وما أبعدني عنك ، وما أرأفك بي

فما الذي يحجبني عنك؟

إلهي ! كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك ، وكلما أيأسني أوصافي أطعمتني منتك .

إلهي ! من كانت محاسنه مساوىء فكيف لا تكون مساويه مساوىء؟ ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون

دعاويه دعاوي!

إلهي ! كيف أهزم وأنت القاهر ، وكيف لا أهزم وأنت الآمر .

تردُدي في الآثار يوجب بُعد المزار ، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك .

كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟ أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو المُظهر لك ؟!

متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟

إلهي ! عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل من حبك نصيبا .

إلهي ! هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفى عليك . منك أطلب الوصول وبك أستدل عليك ، فاهدني

بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين يديك.

إلهي ! علمني من علمك المخزون ، وصني بسر اسمك المصون ، وحققني بحقائق أهل القرب ، واسلك بي في

مسالك أهل الجذب ، وأغنني بتدبيرك عن تدبيري ، وبإختيارك عن اختياري ، وأوقفني على مراكز اضطراري ،

وأخرجني من ذل نفسي ، وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي

بك أستنصر فانصرني ، وعليك أتوكل فلا تكلني ، وإليك أسأل فلا تحرمني ، وفي فضلك أرغب فلا تخيبني ،

ولجنابك أنتسب فلا تُبعدني ، وببابك أقف فلا تطردني

إلهي ! إن القضاء والقدر غلبني ، وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني ، فكن أنت الناصر لي حتى تنصرني وتُبصرني

، وأغنني بفضلك حتى أستغني بفضلك عن طلبي .

أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك ، وأنت الذي أزلت الأغيار من أسرار أحبائك . أنت المؤنس لهم حيث

أوحشتهم العوالم ، وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم .

ماذا وجد من فقدك ومالذي فقد من وجدك؟

ولقد خاب من رضي دونك بدلا ، ولقد خسر من بغى دونك متحولا .

كيف يُرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان ، وكيف يُطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الإمتنان ؟!

يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين .

يا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين .

أنت الذاكر من قبل الذاكرين ، وأنت البادي بالإحسان من قبل توجه العابدين ، وأنت الجواد بالإعطاء من قبل طلب

الطالبين ، وأنت الوهاب لنا ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين ، فاطلبني برحمتك حتى أصل إليك ، واجذبني

بمنتك حتى أقبل عليك .

إلهي ! إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك ، كما ان خوفي لا يُزايلني وإن أطعتك . قد دفعتني العوالم إليك ،

وأوقفني علمي بكرمك علي، فكيف أخيب وأنت أملي ، أم كيف أهان وعليك مُتكلي ؟! كيف أستعز وفي الذلة

أركزتني ، أم كيف لا أستعز وإليك قد نسبتني ؟! كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني ، أم كيف أفتقر وأنت

الذي بجودك أغنيتني ؟!

أنت الذي لا إله غيرك . تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء ، وأنت تعرفت لي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل

شيء ، فأنت الظاهر لكل شيء .

يا من استوى برحمانيته على عرشه ، فصار العرش غيبا في رحمانيته كما صارت العوالم غيبا في عرشه . محقت

الآثار بالآثار ،ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار .

يا من احتجبت في سُرادقات عزة من ان تدركه الأبصار ، يا من تجلى بمكال بهائه فتحققت عظمته الأسرار ، كيف

تخفى وأنت الظاهر ، أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟!

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي ، وعلى آله صلاة تُحل بها العقد ، وتفرج بها الكُرب ،

ويزول بها الضرر ، وتهون بها الأمور الصعاب . صلاة تُرضيك وترضيه وترضى عنا يا رب العالمين

أميييييييييييييييييييين

علي الخليفة عمر 06-10-2010 08:20 AM

رد: مناجاة ابن عطاء الله السكندري رحمه الله رحمة واسعة
 
امين امين امين

علي الخليفة عمر 06-10-2010 08:20 AM

رد: مناجاة ابن عطاء الله السكندري رحمه الله رحمة واسعة
 
بارك الله فيك يا مولانا


الساعة الآن 07:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا