المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته


ود محجوب
03-25-2018, 05:08 PM
هذا عنوان لكتاب العلامة الشريف الدكتور محمود صبيح حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية واطال الله عمره فى خدمة
الاسلام والمسلمين

ود محجوب
03-25-2018, 05:12 PM
مصدر هذا البوست ما ورد فى موقع الشريف الدكتور محمود صبيح من تلخيص واستعراض ما ورد كتابه المذكور

ود محجوب
03-25-2018, 05:14 PM
تمهــــيد
نبتدئ بحول الله وقوته فى هذا التمهيد بذكر أقوال بعض علماء الأمة فى ابن تيمية مع التركيز على الأمور التى حذر منها الأئمة حتى لا يقع فيها البسطاء والعوام وأنصاف المتعلمين .
فقد عُرف ابن تيمية فى بعض الأوساط بشيخ الإسلام ، ولم ينفرد بذلك الوصف فقد عرف كثير من علماء الأمة بشيخ الإسلام . ففى نزهة الألباب فى الألقاب للحافظ ابن حجر (1/410) فى تعريفه كلمة شيخ الإسلام قال : " شيخ الإسلام اشتهر بها قديما أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصارى صاحب منازل السائرين وذم الكلام ثم لقب بها جماعة بعده ". ا هـ
ونذكر فى هذا التمهيد :
1 – أقوال أتباع ابن تيمية الذين لم يخالفوه .
2 – أقوال لبعض من مدحه فى مواضع وذمه فى مواضع أخرى .
3 – أقوال من ذمه فى كثير إن لم يكن فى معظم أقواله .
1 - أقوال أتباع ابن تيمية الذين لم يخالفوه فى معظم ـ إن لم يكن كل ـ ما يقوله .
نذكر أقوالهم الآن مع تعليق بسيط :
(أ) وصف ابن تيمية بالقطب وصاحب النور المحمدى
قال ابن عبد الهادى المقدسى المتوفى سنة 744 هـ – وهو من تلامذة ابن تيمية المقاتلين على أقواله – فى كتابه العقود الدرية (1/325) على لسان أحد أتباع ابن تيمية
" كشف الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذى أنزله من السماء وارتضاه لعباده وبين لكم بهذا النور المحمدى ضلالات العباد وانحرافاتهم". ا هـ وقال أيضا على لسان آخر فى نفس الكتاب (1/328) " ما رأينا فى عصرنا هذا من تستجلى النبوة المحمدية وسنتها من أقواله ؟! وأفعاله ؟! إلا هذا الرجل ، فإن حصلت لكم محبته رجوت لكم بذلك خصوصية أكتمها ولا أذكرها وربما يفطن لها الأذكياء منكم وربما سمحت نفسى بذكرها كيلا أكتم عنكم نصحى وتلك الخصوصية هى أن ترزقوا قسطا من نصيبه الخاص المحمدى ". ا هـ
وفى العقود أيضا (1/329): " مع الله تعالى فإن ذلك إنما يسرى بواسطة محبة الشيخ للمريد واستجلاب المريد محبة الشيخ بتأدبه معه وحفظ قلبه وخاطره واستجلاب وده ومحبته فأرجو بذلك لكم قسطا مما بينه وبين الله تعالى فضلا عما تكسبونه من ظاهر علمه وفوائده وسياسته إن شاء الله تعالى ، وأرجو أنكم إذا فتحتم بينكم وبين ربكم تعالى بصحيح المعاملة بحفظ تلك الساعة فى الصلوات الخمس والتهجد أن ينفتح لكم معـرفة حقيقة هـذا الرجل ونبأه إن شاء الله تعالى" ؟؟ا هـ
وفى العقود أيضا (1/373): " وليس يقع من مثله أمر ينقم منه عليه إلا أنه يكون أمرا قد لبس عليه ونسب إلى ما لا ينسب مثله إليه والتطويل على الحضرة العالية لا يليق إن يكن فى الدنيا قطب فهو القطب على التحقيق ". ا هـ
وفى العقود (1/486):" كان تاج العارفين لوقتنا وشيخ الهدى قل بغير حمية هـو الحبر والقطب الذى شاع ذكره وفاح شذاه ، كالعبير المفتت إذا ما ذكرنا حاله وصفاته ". ا هـ
وفى العقود (1/387):" وشرب جماعة الماء الذى فضل من غسله واقتسم جماعة بقية السدر الذى غسل به . وقيل إن الطاقية التى كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهم وقيل إن الخيط الذى فيه الزئبق الذى كان فى عنقه بسبب القمل دفع فيه مائة وخمسون درهما وحصل فى الجنازة ضجيج وبكاء وتضرع وختمت له ختم كثيرة بالصالحية والبلد وتردد الناس إلى قــبره أياما كثيرة ليلا ونهارا ورؤيت له منامات كثيرة صـــالحة " . ا هـ
قلت: الظاهر أن أصحاب ابن تيمية لا يعلمون أن ابن تيمية هاجم التصوف والمتصوفة .
وأتباع ابن تيمية يجهلون مقالاته ويتبعونه دون أن يدرو ما يقوله فقد أنكر الأقطاب والأوتاد والأبدال وبدع وشرك من قال بمضمون مفهوم النور المحمدى كما سيأتي . وهم يجهلون ذلك ويتبعونه ويعظمونه دون أن يعلموا أقواله .

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:15 PM
(ب) تعظيم قبر ابن تيمية
وننقل للقارئ عدة مرثيات فى ابن تيمية من أتباعه .
قال صاحب العقود الدرية (1/471) على لسان أحدهم:
قد أودع القبر الشريف علومه عجباً .

لوسع القبر بحرا سائلا .

ومجاور قبرالإمام مؤملا يا رب وارحمنا .

وكل مشيع صلى عليه أو أتاه مقبلا .

وقال أيضا فى العقود (1/474):
عجبت لقبر ضم جسمك تربه .

أيحوى الثرى فى تربه الشمس والبحرا .

نقلت من الدنيا إلى ظل روضة .

وحزت الذى أملت بالمقلة السهرا .

وقال فى العقود (1/414):
إن مررت بقاسيون على ثرى .

فيــه ضريـــح العالـم .

واعجب لقبر ضم بحرا زاخرا .

المتفرد بالفضل يقذف بالعلا والسؤدد

وقال فى العقود (1/526):
يا قبره يهنيك ما قد حزتــه .

مـن زاهـد بر زكـى متقــى .

قد صرت روضة جنة بحلوله .

فلك الفخار بسيد وموفـق .

قلت : ستفاجأ بأقوال ابن تيمية فى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وذكره أن الصحابة استغنوا عن السلام عليه عند قبره ، وأنه ليس هناك فائدة فى زيارته صلى الله عليه وآله وسلّم .
والغريب أن لفظ " القبر الشريف " لم يرد إلا مرتين فى كتب ابن تيمية ( زيارة القبور 1 / 26 ، ومجموع الفتاوى 27 / 76 ) ولم يرد فى كتب ابن القيم أصلاً .
انظر أيضا كلامهم على قبر ابن تيمية بأنه " القبر الشريف " . ا هـ
واعلم أن ابن تيمية لم يذكر ولو مرة واحدة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الرفيق الأعلى !

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:16 PM
(ج) من كرامات ابن تيمية النظر فى اللوح المحفوظ
قال ابن القيم فى مدارج السالكين ( 2 / 489 ، 490 )
" أخبر ـ أى ابن تيمية ـ الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا ، فيقال له قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وسمعته يقول ذلك ، قال : فلما أكثروا على قلت لا تكثروا كتب الله تعالى فى اللوح المحفوظ أنهم مهزومون فى هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام ". ا هـ
وذكر أيضاً ابن القيم فى نفس الكتاب أن " ابن تيمية كان يقول : يدخل على أصحابى وغيرهم فأرى فى وجوههم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم فقلت له أو غيرى لو أخبرتهم فقال أتريدون أن أكون معــرفا كمعرف الولاة . وقلت له يوما لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح ، فقال : لا تصبرون معى على ذلك جمعة أو قال : شهرا .
وأخبرنى غير مرة بأمور باطنة تختص بى مما عزمت عليه ولم ينطق به لسانى وأخبرنى ببعض حوادث كبار تجرى فى المستقبل ولم يعين أوقاتها ، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته ". ا هـ
قلت : ابن تيمية يتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه ارتاب فى أمر السيدة عائشة . وأنه لا يعلم المنافقين فى المدينة بأعيانهم ، ثم انظر ماذا يقول واحكم بنفسك .

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:17 PM
د) أتباع ابن تيمية المدافعون عنه لا يعلمون ماذا يقول شيخهم
ففى مجموع الفتاوى ( 27 / 200 ) والعقود الدرية ( 1 / 364 ) قال أحد أتباعه دفاعا عنه " والمعترض له بالتشنيع إما جاهل لا يعلم ما يقول أو متجاهل يحمله حسده وحمية الجاهلية على رد ما هو عند العلماء مقبول ، أعاذنا الله تعالى من غوائل الحسد وعصمنا من مخائل النكد بمحمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين كتبه الفقير إلى عفو ربه ورضوانه عبد المؤمن بن عبد الحق الخطيب غفر الله له وللمسلمين أجمعين " . ا هـ
وقال أيضا ابن عبد الهادى فى العقود ( 1 / 286 )
" وعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء لم يثبت شيء منها لكنه قال إنه لا يستغاث إلا بالله حتى لا يستغاث بالنبى استغاثة بمعنى العبادة ولكنه يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس فى هذا شيء ورأى قاضى القضاة بدر الدين أن هذا فيه قلة أدب ". ا هـ
قلت: الظاهر أن الذين كانوا يدافعون عن ابن تيمية لا يعلمون أنه يتهم بالشرك كل من توسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، لذلك توسل المسمى بعبد المؤمن بقوله " بمحمد وآله ".

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:18 PM
د) أتباع ابن تيمية المدافعون عنه لا يعلمون ماذا يقول شيخهم
ففى مجموع الفتاوى ( 27 / 200 ) والعقود الدرية ( 1 / 364 ) قال أحد أتباعه دفاعا عنه " والمعترض له بالتشنيع إما جاهل لا يعلم ما يقول أو متجاهل يحمله حسده وحمية الجاهلية على رد ما هو عند العلماء مقبول ، أعاذنا الله تعالى من غوائل الحسد وعصمنا من مخائل النكد بمحمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين كتبه الفقير إلى عفو ربه ورضوانه عبد المؤمن بن عبد الحق الخطيب غفر الله له وللمسلمين أجمعين " . ا هـ
وقال أيضا ابن عبد الهادى فى العقود ( 1 / 286 )
" وعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء لم يثبت شيء منها لكنه قال إنه لا يستغاث إلا بالله حتى لا يستغاث بالنبى استغاثة بمعنى العبادة ولكنه يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس فى هذا شيء ورأى قاضى القضاة بدر الدين أن هذا فيه قلة أدب ". ا هـ
قلت: الظاهر أن الذين كانوا يدافعون عن ابن تيمية لا يعلمون أنه يتهم بالشرك كل من توسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، لذلك توسل المسمى بعبد المؤمن بقوله " بمحمد وآله ".

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:19 PM
د) أتباع ابن تيمية المدافعون عنه لا يعلمون ماذا يقول شيخهم
ففى مجموع الفتاوى ( 27 / 200 ) والعقود الدرية ( 1 / 364 ) قال أحد أتباعه دفاعا عنه " والمعترض له بالتشنيع إما جاهل لا يعلم ما يقول أو متجاهل يحمله حسده وحمية الجاهلية على رد ما هو عند العلماء مقبول ، أعاذنا الله تعالى من غوائل الحسد وعصمنا من مخائل النكد بمحمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين كتبه الفقير إلى عفو ربه ورضوانه عبد المؤمن بن عبد الحق الخطيب غفر الله له وللمسلمين أجمعين " . ا هـ
وقال أيضا ابن عبد الهادى فى العقود ( 1 / 286 )
" وعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء لم يثبت شيء منها لكنه قال إنه لا يستغاث إلا بالله حتى لا يستغاث بالنبى استغاثة بمعنى العبادة ولكنه يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس فى هذا شيء ورأى قاضى القضاة بدر الدين أن هذا فيه قلة أدب ". ا هـ
قلت: الظاهر أن الذين كانوا يدافعون عن ابن تيمية لا يعلمون أنه يتهم بالشرك كل من توسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، لذلك توسل المسمى بعبد المؤمن بقوله " بمحمد وآله ".

_________________

ود محجوب
03-25-2018, 05:20 PM
2 - أقوال بعض من مدح ابن تيمية فى مواضع وذمه فى مواضع أخرى
قال هؤلاء الأئمة أن ابن تيمية أحد شيوخ الإسلام ومدحوه أيضا بسعة العلم والزهد وغير ذلك ، ولكن نذكر هنا ما نبه عليه هؤلاء الأئمة من الأخطاء التى وقع فيها ابن تيمية حتى لا يقع المسلمون فيها ، وممن مدح ابن تيمية فى أمور وذمه فى أمور تلميذه الحافظ الذهبى والصلاح الصفدى وابن حجر العسقلانى والسخاوى وغيرهم .
ذكر الحافظ ابن حجر فى الدرر الكامنة ( 1 / 176 ) من قول الذهبى:
" بالحق لا يأخذه فى الله لومة لائم قال ومن خالطه وعرفه فقد ينسبنى إلى التقصير فيه ومن نابذه وخالفه قد ينسبنى إلى التغالى فيه ، وقد أوذيت من الفريقين من أصحابه وأضداده وأنا لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له فى مسائل أصلية وفرعية ، فإنه كان مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين بشرا من البشر تعتريه حدة فى البحث وغضب وشظف للخصم تزرع له عداوة فى النفوس ". ا هـ
وذكر أيضا من قوله فى الدرر ( 1 / 185 ): "واحتج له بأدلة وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها غيره حتى قام عليه خلـق مـن العلماء بالمصرين فبدعوه " . ا هـ
وقال الحافظ الذهبى فى كتابه زغل العلم (ص:18): " ولا تنازع فى مسألة لا تعتقدها واحذر التكبر والعجب بعملك ، فيا سعادتك إن نجوت منه كفافا لا عليك ولا لك . فوالله ما رمقت عينى أوسع علمًا ولا أقوى ذكاءً من رجل يقال له : ابن تيمية مع الزهد فى المأكل والملبس والنساء ، ومع القيام فى الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت فى وزنه وفتشه حتى مللت فى سنين متطاولة ، فما وجدت قد أخره بين أهل مصر والشام ، ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكفر والعجب ، وفرط الغرام فى رياسة المشيخة والازدراء بالكبار . فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور . نسأل الله تعالى المسامحة ، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه ، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفعه الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون فلا تكن فى ريب من ذلك ". ا هـ
وقال فى ( ص : 22 ): " فإن الأصولية بينهم السيف يكفر هذا هذا ، ويضلل هذا هذا ، فالأصولى الواقف مع الظواهر والآثار عند خصومه يجعلونه مجسمًا وحشويًا ومبتدعًا ، والأصولى الذى طرد التأويل عند الآخرين جهميًا ومعتزليًّا وضالاً ، والأصولى الذى أثبت بعض الصفات ونفى بعضها ، وتأول فى أماكن يقولون : متناقضًا ، والسلامة والعافية أولى بك ، فإن برعت فى الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة ، وآراء الأوائل ومجازات العقول ، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة بالأصول والسلف ، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك فى ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقربها، وقد رأيت ما آل أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل. فقد كان قبل أن يدخل فى هذه الصناعة منورًا مضيئًا على محياه سيما السلف، ثم صار مظلمًا مكسوفًا، عليه قتمة: عند خلائق من الناس، ودجـالاً أفاكًا كافرًا: عند أعدائه، ومبتدعًا فاضلاً محققًا بارعًا: عند طوائف مـن عقلاء الفضلاء حامـل راية الإسلام وحامى حوزة الدين، ومحيى السنة: عند عوام أصحابه هو ما أقول لك ". انتهى كلام تلميذه الحافظ الذهبى .

ود محجوب
03-25-2018, 05:22 PM
وقد ذكر الحافظ السخاوى فى كتابه الإعلان بالتوبيخ نص رسالة بعث بها الذهبى إلى ابن تيمية أثناء حياته تقترب فى معناها من النصائح السابقة .
وفى استعراضه بعض ممن مدح ابن تيمية قال النبهانى فى شواهد الحق (188،189) ومنهم الصلاح الصفدى الشافعى ، قال فى شرحه على لامية العجم عند قول الطغرائى: " ويقال إن الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى اجتمع هو وعبد الله بن المقفع ليلة فتحادثا إلى الغداة فلما تفرقا قيل للخليل كيف رأيته ؟ قال : رأيت رجلاً علمه أكثر من عقله ، وكذا كان ابن المقفع ، فإن قتله قلة عقله وكثرة كلامه شر قتلة ومات شر ميتة .

قال الصفدى بعد ما ذكر : قلت وكذا أيضاً كان الشيخ الإمام العالم العلامة تقى الدين أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى علمه متسع جداً إلى الغاية وعقله ناقص يورطه فى المهالك ويوقعه فى المضايق " انتهى كلام الصفدى .

قال الحافظ فى الدرر ( 1 / 179 – 182 ): " قال الطوفى سمعته يقول من سألنى مستفيدا حققت له ومن سألنى متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته وذكر تصانيفه… ومن ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قويهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر فخطأه فى شيء فبلغ الشيخ إبراهيم الرقى فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر وقال فى حق على أخطأ فى سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع فى الأشاعرة حتى أنه سب الغزالى فقام عليه قوم كادوا يقتلونه .....". اهـ
" فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال : ( كنزولى هذا ) فنسب إلى التجسيم ورده على من توسل بالنبى أو استغاث فأشخص من دمشق فى رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر ......" ، " وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر فى العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز فى ذات الله ، ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبى لا يستغاث به وأن فى ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبى وكان أشد الناس عليه فى ذلك النور البكرى فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر فقال البكرى لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر ، ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله فى على ما تقدم ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه ، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخا يدرى ما يقول وعلى أسلم صبيا والصبى لا يصح إسلامه على قول وبكلامه فى قصة خطبة بنت أبى جهل ومات ما نسيها من الثناء على...وقصة أبى العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع فى ذلك فألزموه بالنفاق لقوله ولا يبغضك إلا منافق ونسبه قوم إلى أنه يسعى فى الإمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه فكان ذلك مؤكدا لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان إذا حوقق وألزم يقـول لم أرد هذا إنما أردت كـذا فيذكر احتمالا بعيدا " . ا هـ كلام الحافظ بحروفه

ود محجوب
03-25-2018, 05:23 PM
وقال ابن حجر أيضا فى فتح البارى ( 13 / 410 ) : " كان الله ولم يكن شيء قبله تقدم فى بدء الخلق بلفظ ولم يكن شيء غيره وفى رواية أبى معاوية كان الله قبل كل شيء وهو بمعنى كان الله ولا شيء معه وهى أصرح فى الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهى من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية " . ا هـ

وقال الحافظ ابن حجر فى الفتح (3/66) : " والحاصل إنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأنكرنا صورة ذلك وفى شرح ذلك من الطرفين طول وهى من ابشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية ". ا هـ

قال ابن حجر فى الدرر الكامنة (2/312) فـى ترجمة أحد اتباع ابن تيمية: " قال الشهاب ابن حجى كان جيد الفهم مشهورا بالذكاء قال وكان فى أواخر أمره قد أحب مذهب الظاهر وسلك طريق الاجتهاد وصار يصرح بتخطئة جماعة من أكابر الفقهاء على طريقة ابن تيمية ". ا هـ

وقال ابن حجر فى اللسان ( 6 / 319 ): فى ترجمة ابن المطهر الحلى تعليقا على ابن تيمية فى رده على ابن المطهر " لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية فى رد الأحاديث التى يوردها ابن المطهر وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات، لكنه رد فى رده كثيرا من الأحاديث الجياد التى لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه فى الحفظ يتكل على ما فى صدره والإنسان عامد للنسيان . وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضى أدته أحيانا إلى تنقيص على رضى الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته ". ا هـ كلام الحافظ بحروفه

_________________

ود محجوب
03-26-2018, 03:41 PM
3 - أقوال بعض من ذم ابن تيمية فى كثير ، إن لم يكن فى معظم أقواله
وممن ذم ابن تيمية ابن الرفعة والباجى وابن الزملكانى وصفى الدين الهندى وابن المرحل وتقى الدين السبكى وتقى الدين الحصنى والعلاء البخارى وآخرون وللاختصار ننقل أقوال بعضهم .
قال زعيم الأشراف بالشام تقى الدين الحصنى مؤلف كتاب كفاية الأخيار وغيره قال فى كتابه - الذى ألفه فى الرد على ابن تيمية - دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد (1/45) ما نصه :" الشاميين كتبوا فتيا أيضا فى ابن تيمية لكونه أول من أحدث هذه المسألة التى لا تصدر إلا ممن فى قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين " . ا هـ
قال ابن بطوطة فى رحلته (1/109،110) : "وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقى الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم فى الفنون إلا أن فى عقله شيئا وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: ( إن الله ينزل من سماء الدنيا كنزولى هذا ) ونزل درجة من درج المنبر ". ا هـ
قال الحافظ ولى الدين العراقى أيضاً فى جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية ما نصه
" وأما الشيخ تقى الدين ابن تيمية ... لكنه كما قيل فيه
- علمه أكثر من عقله ،
- فأداه اجتهاده إلى خرق الإجماع فى مسائل كثيرة قيل إنها تبلغ ستين مسألة ،
- فأخذته الألسنة بسبب ذلك وتطرق إليه اللوم وامتحن بهذا السبب ،
- وأسرع علماء عصره فى الرد عليه وتخطئته وتبديعه ،
- ومات مسجوناً بسبب ذلك ،
والمنتصر له يجعله كغيره من الأئمة بأنه لا تضره المخالفة فى مسائل الفروع إذا كان ذلك عن اجتهاد ، لكن المخالف له يقول ليست مسائله كلها فى الفروع بل كثير منها فى الأصول ، وما كان من الفروع فما كان سوغ له المخالفة فيها بعد انعقد الإجماع عليها . ولم يقع للأئمة المتبوعين مخالفة فى مسائل انعقاد الإجماع عليها قبله ، بل ما يقع لأحد منه إلا وهو مسبوق به عن بعض السلف كما صرح به غير واحد من الأئمة ، وما أبشع مسألتى ابن تيمية فى الطلاق والزيارة ، وقد رد عليه فيهما معاً الشيخ الإمام تقى الدين السبكى وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن". انتهى كلام الحافظ ولى الدين العراقى.

ود محجوب
03-26-2018, 03:43 PM
ذكر عبد الحى الكتانى فى ترجمة ابن تيمية فى فهرس الفهارس (1/277،278) ما نصه " ومن أشنع ما نقل عن ابن تيمية أيضاً قوله فى حق (شفاء القاضى عياض) غلا هذا المغيربى " . ا هـ

وقد قال فى ذلك شيخ الإسلام بإفريقيا الإمام العالم أبو عبد الله بن عرفة التونسى :

شفاء عياض فى كمال نبينا .

كواصف ضوء الشمس ناظر قرصها

فلا غرو فى تبليغه كنه وصفه .

وفى عجزه عن وصفه كنه شخصها .

وإن شئت تـشبيهاً بذكر إمارة .

بأصل ببرهان مبين لنقـصها .

وهذا بقول قيل عن (زائغ) غلا .

عياض فتبت ذاته عن محيصها .

ذكرهم له تلميذه البسيلى فى تفسيره والمقرى فى ( أزهار الرياض ) وفى حواشى البخارى لشيخ الجماعة بفاس أبى السعود عبد القادر الفاسى " لم يقل بلزوم الذكر النبوى – يعنى الصلاة – دون غيره إلا ابن تيمية ، قال الشيخ زروق : وهو مطعون عليه فى العقائد ، وذكر غيره أنه ظاهرى يقـول بالتجسيم ". أ هـ انتهى كلام الكتانى

وفى الجوهر المنظم فى زيارة القبر الشريف النبوى المكرم للعلامة أحمد بن حجر الهيتمى ( صاحب كتاب الزواجر فى اقتراف الكبائر– الفتاوى الحديثية -وغيرها ) قال :
" قلت : من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول فى شئ من أمور الدين عليه ؟ وهل هو إلا ـ كما قال جماعة مـن الأئمـة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة ، وحججه الكاسدة ، حتى أظهروا عوار سقطاته ، وقباح أوهامه وغلطاته ، كالعز بن جماعة ـ عبد أضله الله تعالى وأغواه ، وألبسه رداء الخزى وأرداه ، وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان ، وأوجب له الحرمان هذا وما وقع من ابن تيمية مما ذكـر وان كان عثـرة لا تقال أبدا ، ومصيبة يستمر عليه شؤمها دوما سرمدا " . ا هـ

ذكر العلامة الزرقانى المالكى فى شرحه على المواهب اللدنية للقسطلانى (8/314،315) قول القسطلانى: " أفلا يستحى هذا الرجل من تكذيبه بما لم يحط بعلمه، صار كل من خالف ما ابتدعه بفاسد عقله عنده كالصائل لا يبالى بما يدفعه فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه انتقل إلى دعوى انه كذب على من نسب إليه مباهتة ومجازفة وقد انصف من قال فيه علمه اكبر من عقله". ا هـ

_________________

ود محجوب
03-26-2018, 03:45 PM
قال النبهانى فى شواهد الحق (ص:185) : " ومنهم ملا على القارئ الحنفى ، قال فى شرحه على الشفاء: وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما أفرط غيره ، حيث قال : كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة ، وجاحده محكوم عليه بالكفر ولعل الثانى أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه فى هذا الباب " . انتهت عبارته

ومنهم شهاب الدين الخفاجى الحنفى ، قال رحمه الله تعالى فى شرح الشفاء بعد قـول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " وأعلم أن هذا الحديث هو الذى دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيم إلى مقالته الشنيعة التى كفروه بها ، وصنف فيها السبكى مصنفاً مستقلاً ، وهى منعه من زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وشد الرحال إليه ، وهو كما قيل :
لمهبط الوحى حقا ترحل النجب .

وعند ذلك المرجى ينتهى الطلب .

فتوهم أنه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغى ذكرها ، فإنها لا تصدر عن عاقل فضلاً عن فاضل سامحه الله تعالى " . انتهت عبارة الشهاب الخفاجى

ومنهم الإمام عبد الرءوف المناوى الشافعى ( صاحب فيض القدير ) قال رحمه الله تعالى فى شرح الشمائل :

" وقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية : إن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم لما أرى ربه واضعا يديه بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة رده الشارح :

يعنى ابن حجر المكى بأنه من قبيح ضلالهما ، وهو مبنى على مذهبهما من إثبات الجهة والجسمية ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

قال المناوى بعد ما ذكر وأقول : أما كونهما من المبتدعة فمسلم . وأما كون هذا بخصوصه مبنيا على التجسيم فغير مستقيم " . أ هـ

انتهى التمهيد

ود محجوب
03-29-2018, 01:28 PM
1 - كيف لا نحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم

ابن تيمية يصرح بأن الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لا فائدة فيه، وأن حزن أبى بكر رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يجعله ضعيفا، وأنه لم يحزن عند وفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مثلما حزن عليه صلى الله عليه وآله وسلّم فى الغار؛ لأنه لا فائدة فى الحزن على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
عن أنس قال " لما كان اليوم الذى قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم المدينة أضاء منها كل شئ ، فلما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كل شيء. وقال : ما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الأيدى حتى أنكرنا قلوبنا "
ومالها لا تظلم وقد قال تعـالى:
( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)
(المائدة 15)
والنور هو النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما قال أئمة السلف والخلف.
وكيف لا يبكون ولا يحزنون على من قال ربه فيه:
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
(الأنفال 33)
وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابى فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون ، وأصحابى أمنة لأمتى فإذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما يوعدون ".
وقال عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر : ما ذكر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلا بكى ، وما مر على ربعهم إلا غمض عينيه.
وقد روى الإمام أحمد وغيره عن الزهرى قال أخبرنى رجل من الأنصار من أهل الثقة أنه سمع عثمان بن عفان رحمة الله عليه يحدث أن رجالاً من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حين توفى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس.
وقال عبد الله بن مسعود : ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء .
قلت :
فما بالكم بمن لم يحزن على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم ؟!

2- أخطأ ابن تيمية عدة أخطاء شنيعة
فى حق خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلّم
وفى حق السيدة فاطمة وفى حق أبى بكر الصديق رضى الله عنهما

وقد صرح ابن تيمية بالآتى :
1- أن أبا بكر يحصل له بالحزن على وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نوع ضعف .
2- أن عدم الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مأمور به .
3- أن مجرد الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لا فائدة فيه .
4- ذم الذى يحزن على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم لأنه يحـزن على أمـر فائت لا يعود.
5- لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لم يحزن عليه أبو بكر رضى الله عنه مثلما حزن عليه من قبل ؛ لأنه لا فائدة فى الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
6- حُزن أبى بكر بلا ريب أكمل من حزن فاطمة رضى الله عنهما ؛ لأن حُزنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أقل من حزن فاطمة رضى الله عنها .

ود محجوب
03-29-2018, 01:30 PM
قال ابن تيمية فى منهاجه (8/459-460) - عند استعراض حزن السيدة فاطمة رضى الله عنها على أبيها صلى الله عليه وآله وسلّم ، وحزن الصديق رضى الله عنه، ودساً للسم فى العسل- ما نصه وبحروفه: (وحزنه على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يدل على كمال موالاته ومحبته ونصحه له واحتراسه عليه وذبه عنه ودفع الأذى عنه، وهذا من أعظم الإيمان.
1- وإن كان مع ذلك يحصل له بالحزن نوع ضعف .
2- فهذا يدل على أن الاتصاف بهذه الصفات مع عدم الحزن هو المأمور به .
3- فإن مجـرد الحزن لا فائدة فيه ولا يدل ذلك على أن هذا ذنب يذم به ) . ثم قال ( ثم إن هؤلاء الشيعة وغيرهم يحكون عن فاطمة من حزنها على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ما لا يوصف، وأنها بَنَت بيت الأحزان ولا يجعلون ذلك ذماً لها.
4- مع أنه حُزن على أمر فائت لا يعود .
5- وأبو بكر إنما حزن عليه فى حياته خوف أن يقتل وهو حُزن يتضمن الاحتراس ، ولهذا لما مات لم يحزن هذا الحُزن لأنه لا فائدة فيه .
6- فحُزن أبى بكر بلا ريب أكمل من حُزن فاطمة ) (. انتهى بحروفه والترقيم من عندنا .

ونقول لأتباع ابن تيمية :
أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ضعيفا ، أو أصابه الضعف عندما حزن على وفاة ابنه إبراهيم عليه السلام ؟
عن أنس بن مالك قال : قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ".
مع أن ذلك أمر فائت لا يعود كما قال ابن تيمية .
ونقول لأتباع ابن تيمية :
أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ضعيفاً أو أصابه الضعف عندما حزن على استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة فى غزوة مؤتة ، لما جلس رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يُعرف فيه الحزن ؟! كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها فيما رواه البخارى ومسلم
مع أن ذلك أمر فائت لا يعود كما قال ابن تيمية .
ونقول لأتباع ابن تيمية :
أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ضعيفاً أو أصابه الضعف عندما حزن على القراء فى بئر معونة ؟
فقد روى البخارى عن أنس رضى الله عنه قال : قنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم شهراً حين قُتل القراء ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حزن حزنا قط أشد منه.
مع أن ذلك أمر فائت لا يعود كما قال ابن تيمية .


_________________

ود محجوب
04-01-2018, 01:23 PM
أما عن حزن السيدة فاطمة رضى الله عنها :
فقد أخرج البخارى فى صحيحه وغيره عن ثابت عن أنس قال : لما ثقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام : واكرب أباه ، فقال لها " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريـل ننعاه ، فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التراب.
وقال الحاكم فى المستدرك زاد سعيد بن منصور فى حديثه عن ابى أسامة قال سمعت حماد بن يزيد يقول : رأيت ثابت البنانى حين حدثنا بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تضطرب .
قال محمد بن علـى واصفاً حـال السيدة فاطمة : ما رؤيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلا أنهم قد امتروا فى طرف نابها.
عن عبد الله بن الحارث قال: مكثت فاطمة بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ستة أشهر وهى تذوب. .


وأما عن حزن الصديق رضى الله عنه :
فقد كان ينوح عليه ، فلما دخل على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد وفاته وضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال : وا نبياه وا خليلاه وا صفياه , وفـى روايـة أخرى : يا نبياه يا صفياه
وأما عن حزن عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
فقد حزن حتى قال: من قال أن محمداً قد مات قتلته
ولا أدرى كيف حكم ابن تيمية وأى شيطان أعلمه وأوحى إليه أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لم يحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بعد وفاته كما حزن عليه فى الغار ؟ وأن عدم الحزن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مأمور به ؟؟
فكون أبى بكر الصديق رضى الله عنه كان متماسكاً بعد وفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يعنى ذلك أنه لم يحزن حزناً شديداً فقد كان الموقف فى حاجة إلى رجـل من خاصة أهـل الله يقف موقفاً لا يستطيع غيره وقوفه حتى لا تضيع الأمة، وخاصة بعد الحالة التى كان عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه فوقف أبو بكر رضى الله عنه موقفاً أعانه الله عليه.فهل يعتبر ابن تيمية ثبات الصديق رضى الله عنه وأرضاه عدم حزن على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو أنه حزن حزناً أقل لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم انتقل إلى الرفيق الأعلى ؟
ولم يلتفت ابن تيمية إلى أمر وهو أنه كما أن السيدة فاطمة عليها السلام البضعة النبوية الشريفة كانت أسرع أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لحوقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، كذلك كان الصديق رضى الله عنه أسرع الصحابة الكبار لحوقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، إن شئت قلت من شدة الحزن ، وإن شئت قلت من شدة الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإن شئت قلت من كليهما

ود محجوب
04-01-2018, 01:25 PM
وكيف لا يحزنون ولا يبكون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو القائل:
" من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بى فإنها من أعظم المصائب ".

وقد كان سلمان وأبو الدرداء فى حالة حزن مستمرة. فقد قال كل واحد منهما: " ثلاثة أحزنتنى حتى أبكتنى: فراق محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وحزبه.
كان كل فرح عمار بن ياسر عندما قتل شهيداً قوله: " اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه.

وقد حزن جذع النخلة على اتخاذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم منبراً من خشب ، فما بالكم بعد انتقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للرفيق الأعلى .

ففى سنن الدارمى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع نخلة فى المسجد ، فجاء رومى فقال: ألا نصنع لك شيئاً تقعد - يعنى عليه - وكأنك قائم ، فصنع له منبراً له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد نبى الله صلى الله عليه وآله وسلّم على المنبر خار الجذع خوارالثور حتى ارتج المسجد بخواره حزناً على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من المنبر فالتزمه وهو يخور ، فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم سكت ثم قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " والذى نفسى بيده لو لم ألتزمه ما زال هكذا حتى تقوم الساعة حزناً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فدفن.

حَزِنَ عليه صلى الله عليه وآله وسلّم الإنس والجن والجماد والنبات إلا ابن تيمية وأصحابه .

ولولا الإطالة لذكرنا خلقاً لا يحصون من الصحابة والتابعين وغيرهم قد حزنوا على وفاة آبائهم أو أبنائهم أو عزيز لديهم

فما أنكر أحد ذلك عليهم .

ود محجوب
04-01-2018, 01:27 PM
3 - ابن تيمية لا يدرى ما يقول
ولو درى لكفره بعض العلماء بما يقول

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 8 / 468 ، 469 )
( حزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بما كانوا يقولون من الكفر كان طاعة لله قبل أن ينهاه الله ، كما كان حزن ابى بكر طاعة لله قبل أن ينهاه عنه ، وما حزن أبو بكر بعد ما نهاه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عن الحزن فكيف وقد يمكن أن أبا بكر لم يكن حزن يومئذ ، لكن نهاه صلى الله عليه وآله وسلّم عن أن يكون منه حزن
(وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا)
(الإنسان 24)
قلت :
1 - دائماً ماُ يوقع ابن تيمية نفسه فى متاهات ، فبمفهوم كلامه السابق فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد عصى الله كثيراً … لقوله : ( حزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بما كانوا يقولون من الكفر كان طاعة لله قبل أن ينهاه الله ) .
فنقول له :
فرضاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حزن مرة وكان طاعة لله، ثم نهاه الله بعد ذلك، فكيف يحدث إذا حزن وحزن وحزن أيكون آثماً والعياذ بالله ؟ وكل مرة ينهاه الله ولا يستجيب، ما هذا الفهم العقيم ؟..
قال تعالى (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)
(النحل 127)
و قال تعالى (فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ)
(يس76)
و قال تعالى (وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ۚ)
(لقمان 23)
قال تعالى (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
(الحجر 88)
قال تعالى (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)
(النمل 70)
قال تعالى (وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(يونس65)
و قال تعالى (وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(آل عمران 176)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)ۛ
(المائدة 41)
أفعصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ربه عدة مرات فنهاه عدة مرات ؟ أم أن المقصود بلا تحزن عليهم هو عزاء وتطييب لخاطر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وليس طاعة ومعصية كما يفهم ابن تيمية وإلا أصبحت مصيبة ولكن ذلك ليس بمصيبة عند ابن تيمية لأن الأنبياء عنده غير معصومين ويجوز عليهم الوقوع فى المعاصـى كما سنناقشه فى مسألة قوله تعالى:
(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)
(الشرح 2-3)
و قوله تعالى :
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)
(الفتح 1-2)
يظن ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قد فعل شيئاً من المعاصى حتى تاب فى السنة الثامنة بعد فتح مكة ..

فإنا لله وإنا إليه راجعون ،

وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الظنون .

_________________

ود محجوب
04-01-2018, 01:28 PM
2 - قول ابن تيمية ( فكيف وقد يمكن أن أبا بكر لم يكن حزن يومئذ ، لكن نهاه صلى الله عليه وآله وسلّم عن أن يكون منه حزن ) مصيبة أخرى ، فقد زعم قبل ذلك أن أبا بكر لم يحزن على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد وفاته كحزنه عليه وهو فى الغار ، وها هو الآن يقول : ( وقد يمكن أن أبا بكر لم يكن حزن يومئذ ) يعنى وهو فى الغار أى أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لم يحزن على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم لا فى الغار ولا بعد موته صلى الله عليه وآله وسلّم .
فانظر واحكم بنفسك. على كل حال فقد حكم عليه من سبق من أهل العلم. فوصفه ابن بطوطة فى رحلته (1/109) بقوله " يتكلم فى الفنون إلا أن فى عقله شيئا " . اه
وقال الحافظ ولى الدين العراقى فى جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية " ولكنه كما قيل فيه علمه أكثر من عقله".اه
وقال العلامة القسطلانى والعلامة الزرقانى فى شرح العلامة الزرقانى على المواهب اللدنية ( 8/305 ) " أنصف من قال فيه علمه أكثر من عقله " . اه
وقال الصلاح الصفدى " كان الشيخ الإمام العالم العلامة تقى الدين أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى علمه متسع جداً إلى الغاية ، وعقله ناقص يورطه فى المهالك ويوقعه فى المضايق " . اه . كذلك نقله عنه النبهانى فى (شواهد الحق 189) .

_________________

ود محجوب
04-01-2018, 01:32 PM
4 – فلسفة ابن تيمية

ومن ضمن فلسفة ابن تيمية حتى يثبت أنه لا فائدة من الحزن قال فى مجموع فتاويه (10/16-17) : ( وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه ، ومالا فائدة فيه لا يأمر الله به . نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم كما يحزن على المصائب ، كما قال النبى : " إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم " وأشار بيده الى لسانه. وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : " تدمع العين ويحزن القلب " ) . اهـ
قلت :
من الذى قال أن الحزن لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة ولا فائدة منه ؟ يكفى استشعار القهر الإلهى ونزول الرحمة فى القلب والخشوع والإخبات ، وإدراك العبد ذلته مع ربه ، وعدم الهم بالمعصية ، وترك فضول الدنيا والزهد فيها والإقبال على الآخرة ، وانكسار الشهوة وضعف المعاصى النارية – كالكبر والعجب والتجبر والرياء وحب الظهور - ، ودوام العبرة والفكرة ، والرحمة بالضعيف ، والتواضع حتى عد أحسن الناس قراءة للقرآن من قرأه تحزناً .
كان الإمام الشافعى يقول:" ليس منا من لم يتغن بالقرآن معناه يقرأه حزناً وتحزيناً".اهـ
وقال الحافظ فى فتح البارى (9/70) : " وقد روى ابن ابى داود بإسناد حسن عن أبى هريرة أنه قرأ سورة فحزنها شبه الرثاء " . اهـ
أفترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يحدث له ومنه شيئاً لا فائدة منه ؟. إنا لله وإنا إليه راجعون .
على كل حال فإن ابن تيمية ليس نبى الأمة إلا عند من شاء ، أما نبى الأمة صلى الله عليه وآله وسلّم فقد قال : " إن الله يحب كل قلب حزين ".
مغالطات كثيرة ناجمة من فلسفة لا معنى لها .. وقد قال صلى الله عليه وآله وسلّم : قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن أحبكم إلى الله وأقربكم منى أحاسنكم أخلاقاً . وإن أبغضكم إلى الله وأبعدكم منى الثرثارون المتفيهقون المتشدقون ".

_________________

أما أتباع ابن تيمية وتلامذته فلا أدرى أيعلمون ما يقول ابن تيمية ، أم يسيرون ورائه كالغوغاء ، أم أنهم اتبعوا ابن تيمية فى عدم حزنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم حزنوا على ابن تيمية أشد الحزن ؟..
اقرأ معى ما قالوه فى رثاء ابن تيمية واحكم .
جاء فى العقود الدرية (1/471) لابن عبد الهادى من مرثية يرثى فيها ابن تيمية:
ومجاور قبر الإمام مؤملاً يا رب وارحمنا

وكل مشيع صلى عليه أو أتاه مقبلاً

من كان مسروراً به وبعلمـه مــن

بعــده فالحـزن أضحـى عاجلاً

وفى مرثية أخرى لأحد أصحاب ابن تيمية كما نقلها ابن عبد الهادى فى العقود الدرية (1/444،445) :
إمام بكتـه أرضــه وسماؤه .

بكاء حزين حــزنـه متتابع .

وما لهما لا يبكيان لفقد مـن .

عن الله لم يقطعه فى الكون قاطع .

وفى قصيدة لرجل يدعى بدر الدين المغيثى فى نفس الكتاب (1/498):
وتزلزلت كل القلوب لفقـده .

وتواترت من بعده الآلام .

ولمؤمنين الجن حـزن شـامل .

ونياحه نطقت بها الأحلام .

ونقل ابن عبد الهادى فى العقود الدرية (1/518ـ521) عن رجل يدعى عبـد الله بن حامد قوله : ولا تخيلته قط فى نفسى ولا تمثلته فى قلبى إلا ويتجدد لى حزن قديمه كأنه محدثه .
قلت :
لا أدرى ، هل نحزن على الغوغاء ، أم نحزن على ابن تيمية ، أم نحزن على الشباب الذى يضيع كل يوم .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

_________________

ود محجوب
04-04-2018, 02:25 PM
5 - ابن تيمية يحدد
للسيدة فاطمة رضى الله عنها ما يليق وما لا يليق !!!

ومن مسلسل تهجم ابن تيمية على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخصوصيته وطعنه فى البضعة الشريفة المباركة ما خطه بيده فى منهاجه (4/243–244) بقوله رداً على ابن المطهر الشيعى ( وكذلك ما ذكره من حلفها أنها لا تكلمه ولا صاحبه حتى تلقى أباها وتشتكى إليه ، أمر لا يليق أن يذكر عن فاطمة رضى الله عنها ، فإن الشكوى إنما تكون إلى الله تعالى كما قال العبد الصالح :
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
(يوسف 86)
وفى دعاء موسى عليه السلام " اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان " وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لابن عباس " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " ولم يقل سلنى ولا استعن بى . وقد قال تعالى
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
(الشرح 7-8) ). اهـ

قلت :
جاوز ابن تيمية حدوده مع رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومع السيدة فاطمة رضى الله عنها ، ومن هو ابن تيمية حتى يقرر للسيدة فاطمة الكاملة ما يليق أن تقوله وتفعله وما لا يليق ، وكيف يتدخل بين السيدة فاطمة وبين أبيها خير خلق الله ، وكيف يتدخل أيضاً فى خلافها مع الصديق رضى الله عنه… هذا إن غضضنا النظر عن أن كلامـه كلـه تخليط ، وتقليب للأمور ، ومغالطات . ولن نغض النظر كما يفعل الآخرون ، وسوف نفرد إن شاء الله مسألة فى جواز أن يسأل الناس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنه كان يقول "سل" ،"سلونى" لبعض أحبابه ، وفى ذلك تكذيب لقول ابن تيمية فى فلسفته وتعديه على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقوله ( ولم يقل سَلْنى ) ، وقلبه للأمور المتعارف عليها ، وصبغها بصبغة عقائدية لتوسيع دائرة التجهيل والتبديع والتكفير لجمهور الأمة المحمدية .
وأما كون السيدة فاطمة رضى الله عنها هجرت أبا بكر الصديق فهى مسألة خاصة ، ونحن -المسلمين - غير مأمورين بالكلام فيها ، ويكفينا ترديد السلف لقول الله عز وجل :
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
(البقرة 141)
وهجران السيدة فاطمة لأبى بكر الصديق رضى الله عنه أمر ثابت ومعروف ، فقد روى البخارى (4/1549) ومسلم (3/1380) و ابن حبان (11/153) عن السيدة عائشة رضى الله عنها قولها فى مسألة الاختلاف على إرث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ما نصه " فوجدت فاطمة على أبى بكر فى ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنـها زوجها على ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها " . اهـ
والسيدة فاطمة رضى الله عنها هى بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومن النساء الأربع الكمل ، وسيدة نساء أهل الجنة . وأبو بكر هو الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . فالأولى والأحرى بك أيها المسلم أن تتجنب الكلام فيما شجر بين هؤلاء الكبار وإلا فسوف تخطأ فى حق أحدهما ، وهم قد يغفر بعضهم لبعض ولكن هل يُغفر لمن تطاول على مقامهما ؟ فانتبـه لنفسك عمن تتكلم ، وفيما تتكلم .
وانظر إلى قتال على رضى الله عنه – وهو الخليفة الرابع المأمور باتباعه ، المنصوص على إمامته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم – لأصحاب الجمل وفيهم اثنان من المبشرين بالجنة وهما طلحة والزبير – فهم جميعاً مغفور لهم. وأما من قتل طلحة والزبير فهو من أهـل النار كما وردت بذلك بعض الآثار .. فتأمل حتى لا تشقى..

_________________

ود محجوب
04-04-2018, 02:28 PM
وأسلوب ابن تيمية هذا يغرى العوام بالتجرؤ على مقام خـير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أمة الإسلام وهم الصحابة ، من حيث تقييمهم وتقييم أفعالهم وما صدر منهم . فانتبه ثم انتبه .
وأقول :
قول ابن تيمية ( لا تكلمه ولا صا حبه حتى تلقى أباها وتشتكى إليه أمر لا يليق أن يذكر عن فاطمة ) فهو من باب دس السم فى العسل ، فقد عطف الشكوى علـى عدم الكلام ، وقلنا من قبل أن هجران السيدة فاطمة للصديق رضى الله عنهما أمر منصوص عليه فى البخارى ومسلم وغيرهما .
أما الشكوى فقد تكون وردت فى روايات أخر ، فإن رددت عليه فى نقطة الشكوى قال لك المفتونون بابن تيمية : أين رواية الشكوى إلى أبيها ، فقد تكون ضعيفة ؟
فنقول لهم : فلم العطف فى قوله ( لا تكلمه ولا صاحبه حتى تلقـى أباها وتشتكى إليه ) . وإذا مرت عليك هذه الملاحظة وكأنها أمر مسلم به فيكون دس السم فى العسل هى النتيجة الحتمية من حيث تجريد السيدة فاطمة رضى الله عنها والأمة من الشكوى لرسولها صلى الله عليه وآله وسلّم بأن ذلك هو شرع الله كما قال نبى الله يعقوب.
وبذلك يفرح الشيطان بنجاحه فى خطة سلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أهميته وكونه ملجأ وملاذاً للأمة ، وتفريق الأمة وجدانياً عن رسولها صلى الله عليه وآله وسلّم ، فكيف ينظر إليها الله وهى لا تعرف قدر نبيها العظيم ؟!
وخطة الشيطان تشبه خطة بلعم بن باعوراء فى نصيحته لقومه .. ولبيان ذلك والتدليل على أن ابن تيمية يتكلم إما بغير علم - وهذا الاحتمال يرفضه التيميون حيث يصورونه على أنه الأعلم والأوحد على الإطلاق - وإما أنه يقع بعلم أو بجهل فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأن عنده ضغينة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته الأطهار - وهذا ما حوكم وسجن بسببه ، بل بدع وكفر بسببه من علماء عصره وممن جاء من بعدهم .


قول : إن الأمة - وخير الأمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - اشتكوا إليه صلى الله عليه وآله وسلّم العطش ، والجوع ، والفاقة ، وضيق المسكن ، وقلة المطر ، وغلاء الأسعار ، بل إنهم كانوا يشتكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ما كانت توسوس به نفوسهم أو يوسوس لهم الشيطان . كان بعضهم يشتكى إليه عدم الثبات على الخيل ، وبعضهم يشتكى مرضاً لا يفارقه ، وبعضهم يشتكى ذرب اللسان ، وكان يشتكى بعضهم بعضاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .. حتى كان الإمام على رضى الله عنه يشتكى الأمة إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه . فلماذا لم يقل لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : لا تشتكوا لى واشتكوا إلى الله ؟ وكيف يليق بابن تيمية أن يستدل بقول سيدنا يعقوب عليه السلام لأولاده العاقين:
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
(يوسف86) . ويقيس على ذلك شكوى السيدة فاطمة رضى الله عنها لأبيها حين تلقاه الذى هو رحمة مهداة للعالمين .

_________________

ود محجوب
04-04-2018, 02:30 PM
وكان الصحابة رضى الله عنهم والسلف الصالح يعلمون أن الشكوى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هى شكوى لله عز وجل كقوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)
(الفتح 10)
وقوله تعالى : (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ)
(الأنفال 17)
وتصديقاً لذلك فقد قال موسى بن عقبة وهو ثقة عن كريب مولى ابن عباس وهو ثقة أيضاً عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما بعدما نام ووجب عليه الصوم وقع على أهله ثم جاء إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال أشكو إلى الله وإليك الذى صنعت قال " وما صنعت " قال : إنى سولت لى نفسى فوقعت على أهلى بعد ما نمت وأنا أريد الصوم ، فزعموا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " ما كنت خليقاً أن تفعل " فنزل الكتاب قال تعالى
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ)
(البقرة 187). تفسير ابن كثير (1/221) .
وأخرج أبو داود (2/266) عن خولة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر منى زوجى أوس بن الصامت فجئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أشكو إليه ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يجادلنى فيه ويقول " اتقى الله فإنه ابن عمك " فما برحت حتى نزل القرآن .
قال تعالى
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)
(المجادلة1)
إلى آخر الحديث .. فكأن شكايتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم شكاية إلى الله عز وجل ، وأنزل الله عز وجل قوله تعالى :
(وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)
(المجادلة 1)
وليس معنى
(وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)
(المجادلة 1) أنها لا تشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ..
أم هل عندكم من نص أو دليل يدل على ذلك ؟ وأما الأثر الذى فيه أن جبريل عليه السلام قال: يا يعقوب إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك أما تستحى أن تشكونى إلى غيرى. فقد قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (7/40): رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن أحمد الباهلى البصرى وهو ضعيف جداً .

_________________




وأقول :
سبحان الله !! فإن الأنبياء أنفسهم سيشتكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم

فعن أنس قال حدثنى نبى الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنى لقائم أنتظر أمتى تعبر عن الصراط إذ جاءنى عيسى فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يشتكون أو قال يجتمعون إليك ويدعون الله عز وجل ". رواه أحمد (3/178) .

ونستعرض الآن بعض أنواع متعددة من شكايات الصحابة رضوان الله عليهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

ود محجوب
04-05-2018, 02:44 PM
1- شكوى السيدة فاطمة رضى الله عنها من الخدمة فى المنزل :

عن على رضى الله عنه أن السيدة فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن ، فبلغها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أتى بسبى فأتته تسأله خادماً فلم توافقه ، فذكرت لعائشة ، فجاء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فذكرت ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال : " على مكانكما " حتى وجدت برد قدميه على صدرى فقال : " ألا أدلكما على خير مما سألتماه ، إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وسـبحا ثلاثاً وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه" أخرجه أحمد (1/136) والبخارى (3/1133) ومسلم (4/2091) وابن ابى شيبة (6/44) وغيرهم .


2 - شكوى الصحابة من غلاء الأسعار : رواه ابن حبان فى صحيحه (11/340)
3 - شكوى أحد الصحابة من القحط :
فعن أنس بن مالك أن رجلاً شكا إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هلاك المال وجهد العيال (البخارى1/345)
4 - شكوى الصحابة من الفقر والضيق والحاجة :
قال ابن حوالة: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فشكونا إليه الفقر والعرى وقلة الشيء، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " ابشروا فوالله لأنا لكثرة الشيء أخوف منى عليكم من قلته". رواه الطبرانى، وقال الهيثمى فى المجمع (6/212) " رجاله رجال الصحيح".اهـ
وروى ابن ابى عاصم فى الآحاد والمثانى (4/274) الضياء فى المختارة (9/278, 279) وفى صحيح ابن حبان (16/374) عـن عدى بن حاتم قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء إليه رجلان يشكوان أحدهما العيلة ويشكو الآخر قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أما قطع السبيل فلا يأتى عليك إلا قليل حتى تخرج العير من الحيرة الى مكة بغير خفير ، وأما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل بصدقة ماله فلا يجد من يقبلها منه ".
وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (10/274) عن سعيد بن أبى سعيد أن أبا سعيد الخدرى شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حاجته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " اصبر أبا سعيد فإن الفقر إلى من يحبنى منكم أسرع من السيل من أعلى الوادى ، ومن أعلى الجبل إلى أسفله " .
5 - شكوى الصحابة من العطش فى إحدى الغزوات :
مروية فى صحيح البخارى (1/130 ،131) ومسند أحمد (4/434) وصحيح ابن حبان (4/121) وغيرهم ، وفى الحديبية أيضاً كما فى صحيح البخارى (2/974) ولم يقل لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم اشتكوا إلى الله أو قال لم :
(أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ)
(الواقعة 69)

6- شكاية عثمان بن عفان رضى الله عنه من الحديث الذى يلقيه الشيـطان فى النفوس ، وقـول أبى بكر رضى الله عنه له : فإنى والله قد اشتكيت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . رواه الضياء فى المختارة (1/80)
7- شكاية جرير رضى الله عنه بأنه لا يثبت على الخيل :
عن جرير قال : ما حجبنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم منذ أسلمت ، ولا رآنى إلا تبسم فى وجهى - زاد بن نمير فى حديثه عن ابن إدريس – ولقد شكوت إليه أنى لا أثبت على الخيل ، فضرب بيده فى صدرى وقال " اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً". أخرجه البخارى (3/1104) ومسلم (4/1925).
8- شكاية حذيفة رضى الله عنه :
قال حذيفة : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذرب لسانى فقال :" أين أنت من الاستغفار إنى لأستغفر الله كل يوم مائة مرة ". أخرجه أحمد (5/402) والنسائى (6/117) و ابن أبى شيبة ( 6 / 56 ).
9- شكاية عبد الرحمن بن عوف من خالد بن الوليد :
شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" يا خالد لم تؤذى رجلاً من أهل بدر ، لو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله " فقال: يا رسول الله يقعون فى فأرد عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار" .
أخرجه ابن حبان (15/565) وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/349) "رواه الطبرانى فى الصغير والكبير باختصار، والبزار بنحـوه ورجال الطبرانى ثقات".اهـ
10-شكوى أحد الصحابة قسوة قلبه :
عن أبى هريرة: أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قسوة قلبه فقال: " امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين " .
قال المنذرى فى الترغيب والترهيب (3/237) والهيثمى فى مجمع الزوائد (8/160) "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " . اهـ
وقال الحافظ فى الفتح (11/151) " سنده حسن " . اهـ

_________________

ود محجوب
04-05-2018, 02:45 PM
11-شكوى عثمان بن أبى العاص الوجع الذى كان يجده فى جسده :
عن عثمان بن أبى العاص الثقفى أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وجعاً يجده فى جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" ضع يدك على الذى تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ". أخرجه مسلم ( 4 / 1728 )
12-شكوى الصحابة من ظلم المشركين :
عن خباب بن الأرت قال : " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو متوسد بردة له فى ظل الكعبة قلنا له : ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ، قال :" كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له فى الأرض ، فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون "". رواه البخارى (3/1322) ومسلم (1/433).
13-شكوى أحد الصحابة من التخييل فى الصلاة :
أخرج البخارى (2/725) ومسلم (1/276) " عن سعيد وعباد بن تميم عن عمه شكى إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء فى الصلاة قال : " لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " ". اهـ
14-شكوى النساء من ضربهن .
روى أنه أطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " قد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم". رواه أبو داود (2/245) وابن ماجه (1/638) والدارمى (2/198) .
15- شكوى التابعين من الحجاج .
أخرج البخارى (6/2591) وأحمد (3/132) عن الزبير يعنى ابن عدى قال شكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج فقال " اصبروا فإنه لا يأتى عليكم عام أو يوم إلا الذى بعده شر منه حتى تلقوا ربكم عز وجل سمعته من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ

ود محجوب
04-05-2018, 02:47 PM
قلت :
والمتأمل فى أنواع هذه الشكاوى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يجدها متعددة ، فإن كانت السيدة فاطمة رضى الله عنها تريد أن تشتكى إلى أبيها من أبى بكر الصديق فقد اشتكى عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه - وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة - من خالد بن الوليد . وإن اشتكت من ضيق الدنيا فقد اشتكت أمام أبيها من قبل، ولم يقل لها أن الشكوى حرام أو لا تكون إلا لله ... وهكذا.
ونقول لأتباع ابن تيمية :
الشكوى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قديماً وحديثاً هى عادة المسلمين . وانظروا إلى أحد الخلفاء الأربعة الراشدين المأمورين باتباعه يشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه .
فعن أبى صالح الحنفى عن على قال: " رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامى فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود واللدد فبكيت فقال لى:" لا تبك يا على" .." اهـ حتى آخر الأثر. رواه أبو يعلى، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/138) " رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ". اهـ ، وانظر فيض القدير (3/99) .
والمخدوعون إذا وجدوا هذا الأثر إما أن يبذلوا قصارى جهدهم فى تضعيفه ، أو فى تأويله تأويلاً مريضاً ، أو يخطئوا الإمام على – والعياذ بالله – كما يفعل ذلك شيخهم ابن تيمية .


ونقول لهم أيضـاً :
حتى البهائم اشتكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فمتى تشتكون أنتم ،

أم أنكم فى غنى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟

فقد روى الإمام أحمد (4/173) بإسناد جيد كما قال المنذرى فى الترغيب والترهيب (3/144) : أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال لصاحب البعير:" ما لبعيرك يشكوك ، زعم أنك سانيه حتى كبر تريد أن تنحره " قال : صدقت والذى بعثك بالحق لا أفعل. وفى رواية أخرى على شرط الصحيح للحافظ الضياء المقدسى فى المختارة (9/158) فيها : قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " فإنه شكى إلى أنك تجيعه وتدئبه".
.

ونقول لأحباب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم :
انتبهوا لنقطة خطيرة وهى أن الأئمة الأعلام من المربين والمسلكين من أهل الله دائماً ما ينصحون المريد والسالك إلى الله بعدم الشكوى إلى الخلق ، ولا يكن مقصدهم أن المريد نفسه أو السالك يشتكى لهم ، بل المقصود أن يجمعوا حال المريد أو السـالك على ربه ، وإذا كان هناك أمر أو شكوى فإنه يجب على السالك إخبار من هو قائم على تربيته وتسليكه ، ولم يدر بخلدهم أصلاً ألا يشتكى أحد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . كيف وهم يقربون الناس ويدلونهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . فخطورة كلام ابن تيمية ومن شايعه هو اعتبار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كأى فرد عادى من أفراد الأمة ، يجب أن تحجب عنه - والعياذ بالله فى اعتقادهم - حاجتك وضعفك وشكواك .

كيف يستقيم ذلك وهو حضن الأمة وكهفها ، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ونقول :
هل وجد يعقوب عليه السلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولم يشكُ له ، أم وجد أبناء عاقين يتهمونه بالخرف.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على من يقول :
" أنا لها .. أنا لها "
حينما يستغيث به الناس يوم القيامة

ود محجوب
04-13-2018, 12:22 AM
6 - مسلسل رفض ابن تيمية
لمدد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حياً ومنتقلاً

ابن تيمية يرفض سؤال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم والاستعانة به فى حال حياته صلى الله عليه وآله وسلّم وهو قول لم يقله أحد من قبله .
كعادة ابن تيمية فى إظهار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وكأنه بشر عادى ، وكدأبه فى سلب خصوصيته والقدرة والقوة التى أودعها ربه فيه .
قال ابن تيمية فى منهاجه (4/243-244) : ( وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لابن عباس "إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله" .
(1) ولم يقل سلنى .
(2) ولا استعن بى .
(3) وقد قال تعالى
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
(الشرح 7-8).اهـ

قلت :
لنا سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وفعله وقوله، وليس قول ابن تيمية . فقد أخرج الإمام مسلم فى صحيحه وغيره عن ربيعة بن كعب الأسلمى قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لى " سل " - وفى لفظ أحمد وأبو داود والنسائى والطبرانى " سلنى " - فقلت: أسألك مرافقتك فى الجنة ، قال " ذلك " قلت : هو ذاك . قال : " فأعنى على نفسك بكثرة السجود " .
وأخرج الطبرانى عن مصعب الأسلمى قال : انطلق غلام منا فأتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال إنى سائلك سؤالاً قال: " وما هو " قال: أسألك أن تجعلنى ممن تشفع له يوم القيامة، قال:" من علمك هذا ، أو من دلك على هذا ؟" قال ما أمرنى به أحد إلا نفسى ، قال :" فإنك ممن أشفع له يوم القيامة "
أقول :
قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " سلنى ، أو سل" ، ومجرد قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم دليل على سقوط كلام ابن تيمية ، كما أن طلب الصحابى مرافقة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الجنة وسكوت النبى على هذا الطلب دليل على أن هذا لا يدل على الإشراك .
فلم يقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : لقد سألتنى ما لا يستطيعه إلا الله. ولم يقل له: لا تسألنى ولكن اسأل الله. ولم يقل له : أنت أشركت . ولم يقل له : هذا قادح فى توحيدك .
ومما يدلك على هذا حادثة عجوز بنى إسرائيل .


فعن أبى موسى قال: أتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أعرابياً فأكرمه فقال له " ائتنا " فأتاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " سل حاجتك " قال: ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بنى إسرائيل " قالوا: يا رسول الله وما عجوز بنى إسرائيـل ؟ قال: " إن موسى عليه السلام لما سار ببنى إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال ما هذا فقال علماؤهم إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقله قال فمن يعلم موضع قبره قال عجوز من بنى إسرائيل ، فبعث إليها فأتته فقال: دلينى على قبر يوسف قالت: حتى تعطينى حكمى، قال: وما حكمك ؟ قالت: أكون معك فى الجنة، فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها " .
وهذا يدل على أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عندما يقول لأحد " سلنى " فإنه يريد لأمته أن يسألوه المرافقة والمعية فى الجنة ، وفى هذا رد على من زعم أن من طلب أو استغاث أو استعان بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى أمر لا يستطيعه البشر العادى كفر وأشرك .
فها هو ذا الصحابى الجليل يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : المرافقة فى الجنة ولم يقل له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : لا يستطيعها إلا الله ، ولم يقل له أيضاً: وما أدراك أنك داخلها .
فافهم وتنبه وتأمل، وإياك من شقشقة ألفاظ ممن يرهبون الناس ويخوفونهم من جناب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والتوسل به والاستغاثة به ، بدعوى الشرك والكفر .
ولعل أحد الزنادقة أو المكفرين يقول : يا ليت رسول الله ما تكلم بهذا . فإن قال أحد المتفيهقين : أن مقصود ابن تيمية هو الدعاء والطلب . قلنا : لقد طلب الصحابى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الجنة وهو أمر واضح وليس هناك مجال للبس.

ءأنتم أعلم أم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!

ود محجوب
04-13-2018, 12:23 AM
ما قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لابن عباس " إذا سألت فاسأل الله " - ولن نتكلم فى صحة هذا الحديث لتكلم بعض العلماء فيه بدعوى الاضطراب ، ولو كان سند هذا الحديث هو نفس سند حديث فى استحباب زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لضعفه بعض اتباع ابن تيمية لما سبق- معناه واضـح ، وهو أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يريد أن يعلـم ابن عـباس رضى الله عنهما وهو صغير- ويسمى هذا الحديث حديث الغلام - شدة التعلق بالله حتى لا يتعلق بالسبب وينسى المسبب ،

وعندما يكبر يعلمه كيفية التأدب مع الأسباب وإعطائها القدر اللائق بها لأنها من عند الله .

وشتـان بين لحم كتف الضأن الذى كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحبه وبين فومها وعدسها وبصلها .

وقد أشار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى التأدب مع الأسباب بقوله " من لا يشكر الناس لا يشــكر الله " رواه الترمذى (4/339).

وفى رواية " أشكر الناس لله أشكرهم للخلق " .

ود محجوب
04-13-2018, 12:24 AM
7 - رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول لرجل " أعنى "
وقال لأصحابه " أعينوا أخاكم "
وقال الصحابة : إنا نستعين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
وابن تيمية وأتباعه يكفرون من استعان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم

أما قول ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لم يقل له " ولا استعن بى " فهذا نوع من أنواع تخليط وتقليب الأمور خاصة على العوام، كما قال التقى الحصنى فى كتابه دفع شبه من شبه وتمرد (1/112) " يلبس على العوام. وقال: احذروا تزويق مقالته المطوى تحتها أخبث الخبائث " . اهـ
فقول ابن تيمية ( لم يقل له " ولا استعن بى " ) مثل كلامه فى مجموع الفتاوى (18/319) : ( والله سبحانه وتعالى أرسل الرسل بأنه لا إله إلا هو ، فتخـلو القلوب عن محبة ما سواه بمحبته وبرجائه ، وعن سؤال ما سواه بسؤاله ، وعن العمل لما سواه بالعمل له ، وعن الاستعانة بما سواه بالاستعانة به ) . اهـ
قلت :
ونحن نقول خلت قلوبنا من محبة ما سوى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم كما أخرج البخارى ومسلم فى صحيحيهما " ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان " وأول الثلاث " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
وانظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " وانظر إلى قول ابن تيمية ( فتخلو القلوب عن محبة ما سواه بمحبته ). اهـ
فهل يريد إسقاط حب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من قلوب الأمة المحمدية ؟!


أما قول ابن القيم فى مدارج السالكين (1/66).
( الرابع من كونه مستعانا فإن الاستعانة بمن لا اختيار له ولا مشيئة ولا قدرة محال ) . اهـ فمن جنس كلام ابن تيمية .
وللرد على ابن تيمية – واستخدامه وأتباعه الكلام فى غير موضعه ، وقلبه الأمور المتعارف عليها إلى باطل لإضلال الأمة ، وصبغهم ما اختلقوه بصبغة عقائدية – نورد الآتى :
(1) قال الله عز وجل فى قصة ذى القرنين :
(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)
(الكهف 95) ، ولم يقل ذو القرنين أن الاستعانة بمن لا اختيـار له ولا مشيئة ولا قدرة محال ، ولم يقل أن الاستعانة لا تكن إلا بالله .
(2) أخرج الإمام أحمد عن أبى الخير أن رجلاً من الأنصار حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه أضجع أضحيته ليذبحها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم للرجل : " أعنى على ضحيتى " فأعانه.
فها هو ذا رسول الله استخدم كلمة " أعنى " ولم يقل : لا أستعين إلا بالله . وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد (5/373) وقال الهيثمى فى المجمع (4/25): "ورجاله رجال الصحيح " . اهـ ، وقال الحافظ فى الفتح (10/19)" رجاله ثقات ".اهـ
(3) وعن سلمان قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالعفير وبأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه " أعينوا أخاكم ".
أخرجه أحمد (5/443) والطبرانى فى المعجم الكبير (6/225) وقال الهيثمى فى المجمع (9/336) : " رواه أحمد كله ، والطبرانى فى الكبير بنحوه بأسانيد، وإسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبرانى رجالها رجال الصحيح . ومحمد بن إسحق قد صرح بالسماع ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح عمرو بن أبى قرة سنان وهو ثقة " . اهـ

ود محجوب
04-13-2018, 12:26 AM
(4) وعن ابن عباس– راوى حديث " إذا استعنت فاستعن بالله " - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " إن لله ملائكة فى الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله " ففى هذا الحديث جواز طلب العون .
رواه ابن أبى شيبة (6/91) والبيهقى فى الشعب (1/183) وقال الهيثمى فى المجمع (10/132) " رواه الطبرانى ورجاله ثقات " . اهـ
(5) وعن وحشى بن حرب أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " لعلكم تستفتحون بعدى مدائن عظاماً، وتتخذون فى أسواقها مجالس ، فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى وأعينوا المظلوم " .
قال الهيثمى فى المجمع (8/62)" رجاله كلهم ثقات وفى بعضهم ضعف ". اهـ
وقال المناوى فى الفيض (5/267) " رمز المصنف ( السيوطى ) لحسنه وهو كما قال أو أعلى فقد قال الهيثمى رجاله كلهم ثقات وفى بعضهم ضعف ". اهـ
وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مر بناس من الأنصار فقال:" إن كنتم لا بد فاعلين فأفشوا السلام، وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل" أخرجه أحـمد (4/282، 293) .
(6) وعن حبشى بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم " اللهم من كنت مولاه ، فعلى مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعن من أعانه " قال الهيثمى فى المجمع (9/106) " رواه الطبرانى ورجاله وثقوا " . اهـ
(7) عن خبيب بن يساف قال: قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " ارجع فإنا لا نستعين بمشرك" .
وبمفهوم المخالفة فلو كان خبيب مسلماً لاستعان به صلى الله عليه وآله وسلّم . أخرجه أحمد والطبرانى. وقال الهيثمى فى المجمع (5 / 303 )"ورجال أحمد ثقات".اهـ
وابن حبان (11/28) فى صحيحه عن عائشة. والحاكم (2/133) عن أبى حميد الساعدى بنحوه .

(8) أخرج النسائى فى المجتبى (6/262) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذ أتته وفد هوازن فقالوا يا محمد إنا أصل وعشيرة وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك، فقال " اختاروا من أموالكم أو من نسائكم وأبنائكم " فقالوا قد خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا بل نختار نساءنا وأبناءنا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم فإذا صـليت الظهر فقوموا فقولوا إنا نستعين برسول الله على المؤمنين أو المسلمين فى نسائنا وأموالنا " فلما صلوا الظهر قاموا فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " فما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم " فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقامت بنو سليم فقالوا: كذبت، ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله عز وجل علينا " وركب راحلته وركب الناس – وفيه: - قالوا: اقسم علينا فيأنا. فألجؤوه إلى شجرة فخطفت رداءه فقال" يا أيها الناس ردوا على ردائى فوالله لو أن لكم مثل شجر تهامة نعماً قسمْته عليكم ثم لم تلقونى بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً " ثم أتى بعيراً فأخذ من سنامه وبرة بين إصبعيه ثم قال " ها إنه ليس لى من الفىء شىء ولا هذه إلا الخمس والخمس " .. فقام إليه رجل بكبة من شعر فقال: يا رسول الله أخذت هذه لأصلح بها بردعة بعير لى فقال " أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لك فقال أو بلغت هذه فلا أرب لى فيها " فنبذها وقال " يا أيها الناس أدوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عاراً وشناراً يوم القيامة".
قلت : فهل ينقل ويروى النسائى شركا وكفرا ؟؟‍
(9) عن أبى موسى قال: أتانى ناس من الأشعريين فقالوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فإن لنا حاجة فذهبت معهم فقالوا يا رسول الله استعن بنا فى عملك، قال أبو موسى: فاعتذرت مما قالوا وأخبرت أنى لا أدرى ما حاجتهم فصدقنى وعذرنى فقال " إنا لا نستعين فى عملنا بمن سألنا " .
فأثبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه يستعين فى عمله لكن ليس بمن سأله. أخرجه أحمد (4/417) والنسائى (3/464) وأبو عوانة 1 (4/ 379 )

ود محجوب
04-13-2018, 12:29 AM
(8) أخرج النسائى فى المجتبى (6/262) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذ أتته وفد هوازن فقالوا يا محمد إنا أصل وعشيرة وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك، فقال " اختاروا من أموالكم أو من نسائكم وأبنائكم " فقالوا قد خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا بل نختار نساءنا وأبناءنا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم فإذا صـليت الظهر فقوموا فقولوا إنا نستعين برسول الله على المؤمنين أو المسلمين فى نسائنا وأموالنا " فلما صلوا الظهر قاموا فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " فما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم " فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقامت بنو سليم فقالوا: كذبت، ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله عز وجل علينا " وركب راحلته وركب الناس – وفيه: - قالوا: اقسم علينا فيأنا. فألجؤوه إلى شجرة فخطفت رداءه فقال" يا أيها الناس ردوا على ردائى فوالله لو أن لكم مثل شجر تهامة نعماً قسمْته عليكم ثم لم تلقونى بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً " ثم أتى بعيراً فأخذ من سنامه وبرة بين إصبعيه ثم قال " ها إنه ليس لى من الفىء شىء ولا هذه إلا الخمس والخمس " .. فقام إليه رجل بكبة من شعر فقال: يا رسول الله أخذت هذه لأصلح بها بردعة بعير لى فقال " أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لك فقال أو بلغت هذه فلا أرب لى فيها " فنبذها وقال " يا أيها الناس أدوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عاراً وشناراً يوم القيامة".
قلت : فهل ينقل ويروى النسائى شركا وكفرا ؟؟‍
(9) عن أبى موسى قال: أتانى ناس من الأشعريين فقالوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فإن لنا حاجة فذهبت معهم فقالوا يا رسول الله استعن بنا فى عملك، قال أبو موسى: فاعتذرت مما قالوا وأخبرت أنى لا أدرى ما حاجتهم فصدقنى وعذرنى فقال " إنا لا نستعين فى عملنا بمن سألنا " .
فأثبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه يستعين فى عمله لكن ليس بمن سأله. أخرجه أحمد (4/417) والنسائى (3/464) وأبو عوانة 1 (4/ 379 )


(13) عن أبى وائل قال" أتى علياً رضى الله عنه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنى عجزت عن مكاتبتى فأعنى، فقال على رضى الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك، قلت: بلى قال قل اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضـلك عمن سواك " . اهـ
قلت :
لم يقل على رضى الله عنه له: العون من الله، ولو قالها فالمقصود العون على الحقيقة من الله .
أخرجه أحمد (1/153) والترمذى (5/560) وقال حسن غريب، والاكم (1/721) وقال صحيح. ووافقه الذهبى. والضياء فى المختارة (2/118) انظر فيض القدير (3/111) .
وبعد هذا العرض يتضح لك معنى كلام ابن رجب الحنبلى فى كتابه جامع العلوم والحكم (1/193): ( " واستعن بالله ولا تعجز " ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به فصار مخذولاً. كتب الحسن إلى عمر بن العزيز: لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه).اهـ ، وهو واضح بجملة: ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به. أى المقصود بذلك هو من ترك الاستعانة بالله على الحقيقة واستعان بالمخلوق، وحتى يستقيم فهمك انظر إلى ما قاله الإمـام الشافعى فى كتابه الأم (4/261) " واستعان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى غزاة حنين سنة ثمان بصفوان بن أمية " . اهـ
وبوب البخارى فى صحيحه (1/172) باب الاستعانة بالنجار والصناع فى أعواد المنبر والمسجد. وقال أيضاً (3/1061) باب من استعان بالضعفاء والصالحين فى الحرب .
وقال النووى فى شرحه على صحيح مسلم (12/198-199): " قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " فارجع فلن أستعين بمشرك " وقد جاء فى الحديث الآخر أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه. فأخذ طائفة من العلماء بالحديث الأول على إطلاقه، وقال الشافعى وآخرون: إن كان الكافر حسن الرأى فى المسلمين ودعت الحاجة إلى الاستعانة به استعين به وإلا فيكره وحمل الحديثين على هذين الحالين " . اهـ
أما قـول ابن تيمية مستشهداً بالآية الكريمة تعقيباً على كلامـه ( ولم يقل سلنى، ولا استعن بى وقد قال تعالى:
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
(الشرح 7-8)). اهـ

فلا أدرى ما وجه استدلاله ، فإن كان يقصد أن الإنسان لا يرغب إلا فى الله تعالى ، فإنا نقول له: صدقت ، ولكن دون أن تكون كلمة حق أريد بها باطل ، فإن الاشتقاقات اللغوية والاستخدامات لكلمة ( رغب ) قد استخدمت فى سياقات عديدة وليسـت مختصة بالجناب الإلهى فقط كما يريد ابن تيمية أن يشـعر بذلك القارئ ، ويكفيك فى ذلك ما رواه الإمام البخارى (5/1967) عن ثابت البنانى قال: كنت عند أنس وعنده ابنة له فقال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تعرض عليه نفسها قالت : يا رسول الله ألك بى حاجة ، فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه ، قال : هى خير منك ، رغبت فى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فعرضت عليه نفسها.
وفى هذا القدر كفاية .

يتبع بمشيئة الله ..

ود محجوب
04-14-2018, 10:30 PM
8 - ابن تيمية يهوى
تجريح السيدة فاطمة رضى الله عنها
فيما لا يستطيع أن يفهمه من تصرفاتها ويصرح بذلك

فى معرض كلامه عن هجر السيدة فاطمة لأبى بكر الصديق رضى الله عنهما حتى ماتت - كما هو ثابت فى البخارى ومسلم - قال ابن تيمية فى منهاجه (4/243).
( لم يكن هذا - يعنى هجر السيدة فاطمة للصديق رضى الله عنهما - مما يحمد عليه ولا مما يذم به الحاكم بل هذا إلى أن يكون جرحا أقرب منه إلى أن يكون مدحا ) . اهـ
قلت :
لنا كلنا أن ندافع عن موقف أبى بكر الصديق رضى الله عنه دون أن نجرح السيدة فاطمة رضى الله عنها ، ولنا أن ندافع عن السيدة فاطمة رضى الله عنها دون أن نجرح أبا بكر الصديق رضى الله عنه .
ولنا أن نتوقف عما شجر بين الصحابة رضى الله عنهم أجمعين، فلماذا إذاً التجريح ولا سيما وأن الله تعالى لن يسألك يوم القيامة عما شجر بينهم، فإنك لست أنت الشهيد الذى يشهد على الأمة، ولكن الشهيد هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولكن قد تُسأل عن أدبك وتوقيرك لهم. وكثرة الكلام فيما شجر بين أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم سوف يوقعك لا محالة فى حق أحدهم كما وقع لابن تيمية - نسأل الله العفو والعافية - .
وأتحفك الآن ببعض أقوال أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذين حذَّروا الأمة مما وقع فيه ابن تيمية :
" قال ثابت بن عبد الله بن الزبير قال المهدى: ما تقول فيمن ينتقص الصحابة ؟ قلت: زنادقة، لأنهم ما استطاعوا أن يصرحوا بنقص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فتنقصوا أصحابه ، فكأنهم قالوا كان يصحب صحابة السوء " . اهـ
رواه الحسينى فى الإكمال ( 1 / 650 )
" وقال أبو عروة : كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقرأ مالك هذه الآية :
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ)
( حتى بلغ :
(يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ)
(الفتح 29) فقال مالك : من أصبح فى قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقد أصابته الآية " . اهـ
أخرجه أبو نعيم فى الحلية ( 6 / 327 )
" وقال رجل للإمام أحمد بن حنبل : لى خال ذكر أنه ينتقص معاوية ، فقال الإمام أحمد مبادراً : لا تأكل معه " . اهـ
أخرجه الخلال فى السنة ( 2 / 448 )
" وقال الإمام أحمد أيضاً : من تنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلا ينطوى إلا على بلية وله خبيئة سوء " . اهـ
أخرجه الخلال فى السنة ( 2 / 477 )
" وقيل للإمام أحمد : ما تقول فيمن زعم أنه مباح له أن يتكلم فى مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقال : هذا كلام سوء ردىء ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ويبين أمرهم للناس " . اهـ
أخرجه الخلال فى السنة ( 3 / 511 ، 512 ) .
" وقال تلميذه أبو زرعة يقول : – يعنى الإمام أحمد - إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فاعلم أنه زنديق " . اهـ
أخرجه الخطيب فى الكفاية ( 1 / 49 )
وقال الحافظ اللالكائى فى اعتقاد أهل السنة ( 1 / 162 )
" ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أو أبغضه لحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعاً، حتى يترحم عليهم جميعاً، ويكون قلبه لهم سليماً ". اهـ

وصلِّ اللهم على أبى الزهراء وسلم تسليماً كبيراً

ود محجوب
04-14-2018, 10:38 PM
9 - ابن تيمية ينكر
فضائل السيدة فاطمة رضى الله عنها
ومن مسلسل حجب واستكثار فضائل أهل البيت رضى الله عنهم ، ورفض ما ورد من إفضال الله عليهم يقول ابن تيمية - فى حديث على رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة: " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "- رداً على ابن المطهر فى منهاجه (4/248، 249) ما نصه: ( وأما قوله: ورووا جميعاً أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال:"يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك" فهذا كذب منه.
1 - ما رووا هذا عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
2 - ولا يعرف هذا فى شيء من كتب الحديث المعروفة .
3 - ولا له إسناد معروف عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا صحيح ولا حسن .
ثم قال بعد سبعة أسطر
4 - ومن رضى الله عنه ورسوله لا يضره غضب أحد من الخلق عليه كائناً من كان ) . اهـ

_________________قلت :
(1) ماذا يضير ابن تيمية فى أن الله يغضب لغضب فاطمة رضى الله عنها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . ويرضى لرضاها ، وما هذا الإصرار العجيب والغريب فى نفيه ؟؟
(2) هل اطلع ابن تيمية على كل ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
(3) ولبيان تخطئة ابن تيمية نقول :
نعم لم يرو هذا الحديث فى كل كتب الحديث ، وهل هناك حديث واحد روى فى جميع كتب الحديث ثم نقول :
هل الآحاد والمثانى لابن أبى عاصم، ومعجم أبى يعلى، ومستدرك الحاكم، ومعجم الطبرانى ليست من كتب الحديث المعروفة ذات المكانة المشـهورة المعتبرة؟ أم هى شهوة تجهيل ما يروى فى فضائل أهل البيت عامة والسيدة فاطمة وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما خاصة ؟!
ونقول لأتباع ابن تيمية – وتكذيباً له إن كان يعلم وروده ، وتخطئة له لمن ادعى فيه إحـاطته بالسنة – أن هذا الحديث أخرجه ابن أبى عاصم فى الآحاد والمثانى (5/363) وأبو يعلى (1/190) والحاكم فى المستدرك وصححه (3/167) والطبرانى فى الكبير (1/108،22/401) والدولابى فى الذرية الطاهرة (1/120) وابن عساكر فى تاريخ دمشق (3/156) وهو فى جزء ابن الغطريف (1/78) والرافعى فى التدوين فى أخبار قزوين (3/11) .
وقال المحب الطبرى فى ذخائر العقبى (1/39)
" خرجه أبو سعد فى شرف النبوة، والإمام على بن موسى الرضا فى مسنده ، وابن المثنى فى معجمه " . اهـ
وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ( 9 / 203 )
" رواه الطبرانى وإسناده حسن ". اهـ ، وهو حديث حسن كما قال الحافظ الهيثمى .
وقد ضعف الذهبى - أحد تلامذة ابن تيمية - رواية الحاكم فى المستدرك وقال: " حسين بن زيد منكر الحديث ، لا يحل أن يحتج به " . أهـ ، وهو تعليق غريب من الذهبى ، ولم يذكر الذهبى سبب هذا التجريح ولا سبب قوله " لا يحل أن يحتج به ". فحسين بن زيد أقصى أحواله أن يكون لا بأس به كما قال ابن عدى فى الكامل (2/351) " جملة حديثه عن أهل البيت ، وأرجو أنه لا بأس به إلا أنى وجدت فى بعض حديثه النكرة " . اهـ
وقال الحافظ فى تقريب التهذيب (1/166رقم1321)
" صدوق ربما أخطأ . وهذا على أقصى الأحوال " . اهـ
ويكفيك أن الحافظ الناقد البصير الدارقطنى قال فى سؤالات البرقانى له (1/22) عن الحسين بن زيد بن على بن الحسين عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن جده عن على فقال " كلهم ثقات " . اهـ ، وتوثيقه يكفى .
ويكفيك أيضاً توثيق الإمام الحاكم والضياء المقدسى حيث يروى له فى الأحاديث المختارة ، فالحديث على أقل أحواله حديث حسن كما حسنه الحافظ الهيثمى .
وقد اتهم الذهبى بالتشدد فى الأحاديث التى وردت فى فضائل أهل البيت ، وأحياناً يضعف رواة أبرياء .
قال الحافظ فى ترجمة على بن صالح الأنماطى من اللسان (4/235) - وقد اتهمه الذهبى بحديث هو برئ منه - ما نصه " ينبغى التثبت فى الذين يضعفهم الذهبى من قبله ". اهـ
وقد استشهد بهذا الحديث فى مناقب السيدة فاطمة رضى الله عنها الحافظ المزى فى تهذيب الكمال (35/250) – وهو شيخ الذهبى – والحافظ ابن حجر فى الإصابة (8/56) على سبيل الاحتجاج ولم يضعفاه .




_______

ود محجوب
04-14-2018, 10:39 PM
(4) ونقول رداً على ابن تيمية فى قوله ( ومن رضى الله عنه ورسوله لا يضره غضب أحد من الخلق عليه كائناً من كان ) كلمة ابن تيمية هذه كلمة حق أريد بـها باطـل ، فإن الشأن هنا ليس فى وقوع الضرر على أبى بكر الصديق من غضب السيدة فاطمة رضى الله عنهما .
وليس من لا يدرى مصيره إلى جنة أم إلى نار بمأمور أن يتكلم ويفتى فيما شجر بين المقطوع والمشهود لهم - بالجنة - وخاصة فيما شجر بين بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وبين الصديق صاحبه رضى الله عنهما - وإنما الشأن فى مقام الأدب مع آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وقد قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه بعد وفاة السيدة فاطمة رضى الله عنها فيما رواه البخارى (3/1360) ومسلم (3/1380) " والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أحب إلى أن أصل من قرابتى " . اهـ
وقال أيضاً فيما رواه البخارى (3/1361) "ارقبوا محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم فى أهل بيته".اهـ
وإذا كان الله عز وجل قال فى سورة البينة:
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ)
(8) ولم يقل الله فقط
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ)
بل قال (وَرَضُوا عَنْهُ ۚ)
أفتظن أن خليفة وحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لا يبحث عن رضا بضعة حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم الزهراء ابنته ، أو أنه لا يحزن لوجود هذا الخلاف حتى لو كان معه الحق ، فما فائدة ومغزى كلمة ابن تيمية ( كائناً من كان ) .

(5) ونقول لأتباع ابن تيمية أيضاً: ألم يرو البخارى (3/1361) عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " فاطمة بضعة منى، فمن أغضبها أغضبـنى".

وصل اللهم على أبى الزهراء- التى كان يقوم لها ويقبلها ويقول لها " يا أمى " - وسلم تسليماً كثيراً كبيراً ..

_________________

ود محجوب
04-16-2018, 04:00 PM
10 - سوء أدب ابن تيمية
فى تعليقه على افتراض صحة حَدَثَيْن
لم يحدثا من السيدة فاطمة رضى الله عنها
ابن تيمية يفترض كذب الصحابية الجليلة أم أيمن رضى الله عنها .

الفرض الأول :
لو قال قائل : إذا أخطأ ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عمداً فهو زنديق، قام أتباعه وهاجوا وماجوا تخطيئاً لمن خطأ ابن تيمية. وأما إذا خطأ ابن تيمية السيدة فاطمة رضى الله عنها وقدح فيها، فمن يهيج لها ؟
عند استعراض ابن تيمية فى منهاجه لبعض الأقوال - التى تقول أن السيدة فاطمة قالت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهبها فدك ، وشهدت لها السيدة الجليلة أم أيمن – قال ابن تيمية فى منهاجه (4/ 236 ، 237 ).
( الوجه الرابع قوله: فجاءت بأم أيمن فشهدت لها بذلك فقال امرأة لا يقبل قولها وقد رووا جميعا أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم قال أم أيمن امرأة من أهل الجنة ) قال ابن تيمية رداً على ذلك بعد صفحة أو صفحتين فى منهاجه ( 4/ 238) ما نصه : ( لو شهدت خديجة وفاطمة وعائشة ونحوهن ممن يعلم أنهن من أهل الجنة لكانت شهادة إحداهن نصف ميراث رجل وديتها نصف دية رجل، وهذا كله باتفاق المسلمين، فكون المرأة من أهل الجنة لا يوجب قبول شهادتها لجواز الغلط عليها، فكيف وقد يكون الإنسان ممن يكذب ويتوب من الكذب ثم يدخل الجنة) انتهى بحروفه.



قلت : هذا الكلام فيه مصيبتان كلتاهما أقبح من الأخرى ، وثانيتهما أشد ..
أما الأولى: فهى غمز واضح، وسوء أدب شديد من ابن تيمية لأم أيمن رضى الله عنها بقوله عنها وافتراضه ( فكون المرأة من أهل الجنة لا يوجب قبول شهادتها لجواز الغلط عليها فكيف وقد يكون الإنسان ممن يكذب ويتوب من الكذب ثم يدخل الجنة ) . اهـ
وأما الثـانية : إذا كانت أم أيمن شهدت كذباً للسيدة فاطمة رضى الله عنها فهذا معناه أحد احتمالين عند ابن تيمية .
الأول : أن السيدة فاطمة رضى الله عنها - والعياذ بالله - كذبت وشهدت لها أم أيمن كذباً وزوراً، وهذا – أعنى الكذب – عند ابن تيمية ليس مهماً لقوله ( فكيف وقد يكون الإنسان ممن يكذب ويتوب من الكذب ثم يدخل الجنة ) . ا هـ
الثانى : أن السيدة فاطمة رضى الله عنها لم تَدَّع كذباً، ولكن أم أيمن هى التى كذبت وصدقتها فاطمة، وأن السيدة فاطمة رضى الله عنها لا تدرى ماذا تفعل ولا كيف تتصرف، وتثير المشاكل بأدنى الشبه، ثم تموت وهى هاجرة لأبى بكر كما جاء فى صحيح البخارى والإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه يطاوعها، وفى هذا تنقيص أيضاً للسيدة فاطمة وللإمام على رضى الله عنهما.
ففى كلا الاحتمالين عند ابن تيمية فإن أم أيمن الصحابية - التى كانت حاضنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - كاذبة، وفى الاحتمال الأول فإن السيدة فاطمة رضى الله عنها - والعياذ بالله - كذبت ، والاحتمال الثانى تنقيص لها .
ولا بد أن نقول لمن يتبع ابن تيمية فى أخطائه : انظر إلى ما يقودك إليه ابن تيمية يا أعمى القلب والبصيرة .
ونقول للقارئ الكريم :
أم أيمن رضى الله عنها هى حاضنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهى التى تزوجها زيد بن حارثة رضى الله عنه ليالى بعث النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فولدت له أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأم أيمن هى التى لما هاجرت عطشت وليس معها ماء وهى صائمة وجهدت فدلى عليها من السـماء دلو من ماء برشاء أبيض فشربت، وكانت تقول: ما أصابنى بعد ذلك عطش، ولقـد تعرضت للعطش بالصوم فى الهواجر فما عطشت .
راجع عبد الرزاق فى مصنفه (4/309) والذهبى فى السير (2/224) والحافظ فى الإصابة (8/169) .
هل يروى ظمأ ابن تيمية تجريح البضعة النبوية الشريفة ؟
الفرض الثانى :
قال ابن تيمية فى منهاجه (4/264) ( أما قصة فاطمة رضى الله عنها فيما ذكروه من دعواها الهبة والشهادة المذكورة ونحو ذلك لو كان صحيحا لكان بالقدح فيمن يحتجون له أشبه منه بالمدح ) . اهـ
أقول :
ماذا يقول أصحاب ابن تيمية فى نقص أدب ابن تيمية مع البضعة النبوية الشريفة ؟ فبدلاً من أن يقول ابن تيمية : ما ورد فى دعوى الهبة والشهادة المذكورة لا أصل له ، أو ورد بإسناد باطل أو ضعيف جداً ، ولم تدع السيدة فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهبها فدك ، ولو كان الإسناد صـحيحاً فيجب علينا أن نتوقف عما شجر بين السيدة فاطمة والصديق.
كان الأولى والمفترض أن يكون هذا كلام ابن تيمية أدباً واحتراماً مع البضعة النبوية الشريفة ، ولكن ابن تيمية لم يستطع كبح جماحه ففضل تجريح السيدة فاطمة رضى الله عنها بقوله ( لو كان صحيحاً لكان بالقدح فيمن يحتجون له أشبـه منـه بالمدح ) . اهـ
ونحن نقول أيضاً - غيرة لمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته - إذا ثبت أن أى إنسان يحب إيذاء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وآل بيته وأصحابه فإن أقل أحـواله هـو الحكم عليه بالزندقة .
ونقول للقارئ الكريم :
اعلم أن الحديث الذى فيه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أعطى فدك للسيدة فاطمة هو حديث ضعيف جداً .
وصلِّ اللهم على من أنزل عليه قوله تعالى:
(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ)
(الإسراء 53) وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
وارض اللهم على أحبابه الذين قالوا : محبة وأدب وصول بلا تعب .

ود محجوب
04-16-2018, 04:02 PM
11 - ابن تيمية يورِّط الأمة فى المهالك

ومع علم ابن تيمية التام بما حدث وما كان من هجران السيدة فاطمة للصديق رضى الله عنهما و أنها لم تكلمه حتى ماتت - كما جاء فى البخارى ومسلم وغيرهما من رواية أم المؤمنين عائشة ابنة الصديق .
ومع علم ابن تيمية أيضاً بقول السيدة عائشة فى نفس الحديث كما ذكر ذلك فى منهاجه (8/333-334) " وكان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة، فلما ماتت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبى بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهة محضر عمر، فقال عمر لأبى بكر: والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر: وما عساهم أن يفعلوا بى؟، والله لآتينهم، فدخل عليهم أبو بكر فتشهد على ثم قال: إنا قد عرفنا فضيلتك يا أبا بكر وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك، استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى أن لنا فيه حقاً لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبى بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتى ...انتهى
قلت هذا الحديث رواه البخارى (4/1549) و مسلم (3/1380) وقد ورد عن الزهرى بإسناد صحيح رواه عبد الرزاق (5/472) عن معمر عن الزهرى من قوله - لما روى هذا الحديث عن السيدة عائشة حينما قال له رجل : فلم يبايعه ستة أشهر. قال الزهرى: " لا ولا أحد من بنى هاشم حتى بايعه على ". اهـ
أقول: مع علم ابن تيمية بما سبق، فقد غمز السيـدة فاطمـة والإمام على رضى الله عنهما فى منهاجه (4/257، 258) بقوله : ( فلو قدر أن أبا بكر وعمر رضى الله عنهما كانا ظالمين مستأثرين بالمال لأنفسهما، لكان الواجب مع ذلك طاعتهما والصبر على جورهما ) .
ثم لو أخذ هذا القائل يقدح فى علىّ وفاطمة رضى الله عنهما ونحوهم بأنهم لم يصبروا، ولم يلزموا الجماعة، بل جزعوا وفرقوا الجماعة ، وهذه معصية عظيمة، لكانت هذه الشناعة أوجه من تشنيع الرافضة على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما).

أقـول :
إنى أتساءل لماذا هذا الأسلوب ؟. فهو يعلم أن السيدة فاطمة رضى الله عنها هجرت ولم تكلم أبا بكر رضى الله عنه حتى ماتت ؟ ، وأن الإمام على لم يبايع ستة أشهر بنص قول السيدة عائشة والإمام الزهرى وغيرهما ، بدليل أنه استدل بنفس الحديث فى نفس الكتاب (8/333–334). وما الذى يدور حوله ؟. ما الذى يريد أن يقوله صراحة ولا يستطيع ؟.
وخطورة هذا الأسلوب الملتوى أنه يجعل الجاهل والعامى إذا قرأ لابن تيمية ما سبق يتجرأ ويقول: حقاً السيدة فاطمة والإمام على كما قال ابن تيمية ( لم يصبروا ولم يلزموا الجماعة بل جزعوا وفرقوا الجماعة ) . اهـ ، لأنها ماتت وهى هاجرة لأبى بكر ، ولم يبايع على ستة أشهر .. إذن فهى معصية عظيمة .
وابن تيمية قال ( ما يحكى عن فاطمة وغيرها من القوادح كثير، وإذا كان بعضها ذنباً فليس القوم معصومين، بل هم مع كونهم أولياء الله ومن أهل الجنة لهم ذنوب يغفرها الله لهم ). اهـ
فى لحظات يحدث لبس شديد وضياع للعامة واستخفاف بأهل البيت فيحدث من المفسدة ما أشار إليه القرطبى فى تفسيره (16/299) حيث قال :" وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم ، فيلزم البحث عن عدالتهم ، ومنهم من فرق بين حـالهم فى بداءة الأمر فقال إنهم كانوا على العدالة إذ ذاك ثم تغيرت بهم الأحوال ، فظهرت فيهم الحروب وسفك الدماء فلا بد من البحث " .ا هـ
وللأسف هذا ما وقع فيه كثير من العوام .. والمهم الآن . هل هذا الأسلوب يرضى الرحمن أم يرضى الشيطان .. تمعن وتأمل فى لف ودوران ابن تيمية .

_________________

ود محجوب
04-17-2018, 10:03 PM
12 - ابن تيمية يثلج صدر المنافقين والزنادقة
بإثبات ما لم يستطع منافق واحد أن يفكر فيه ، أو يتجرأ على قوله ،
وهو أن لبنت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قوادح كثيرة

ومن تكملة هذا المسلسل قول ابن تيمية – تعليقاً على هجر السيدة فاطمة للصديـق رضى الله عنهما وإقحاماً للعوام فيما لا يجوز الخوض فيه - فى منهاجه (4/243، 244) ما نصه :
( ونحن نعلم أن ما يحكى عن فاطمة وغيرها من الصحابة من القوادح كثير ،
1- منها كذب .
2- وبعضها كانوا فيه متأولين .
3- وإذا كان بعضها ذنباً فليس القوم معصـومين ، بل هم مع كونهم أولياء الله ومن أهل الجنة ، لهم ذنوب يغفرها الله لهم ) انتهى بحروفه

قلت :

(1) لا أدرى !! ما هى القوادح الكثيرة التى حكيت عن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، سواء الكذب ، أوالتى كانت متأولة، أو التى وقعت فيها بذنب.. وأى فاجر ذكر ذلك ؟!.

ألا يعتقد ابن تيمية أن الله يستر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى ابنته رضى الله عنها فلا تقع فى قادح أصلاً .

وهل يا ترى - على مذهب ابن تيمية - ماذا سيفعل الله تعالى فى هذه القوادح المنسوبة للسيدة فاطمة ؟؟

ستكتب شهادة ابن تيمية ، وسوف يسأله العزيز الجبار .



(2) ولا أعلم !! من يقصد ابن تيمية بكلمة (ونحن)..وهل يعلم القارئ ما معنى القادح ؟
قال ابن المنظور فى لسان العرب (2/555) : " و القدح و القادح أكال يقع فى الشجر والأسنان، والقـادح العفن وكلاهما صفة غالبة. والقادحة الدودة التى تأكل السن والشجر، تقول : قد أسرعت فى أسنانه القوادح " . ا هـ .
وقال صاحب المصباح المنير (2/491) : "وقدح فلان فى فلان قدحاً من باب نفع ، عابه وتنقصه، ومنه: قـدح فى نسبه وعدالته، إذا عيبه وذكر ما يؤثر فى انقطاع النسب ورد الشهادة ".اهـ
(3) وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قد قال لخالد بن الوليد – بعدما حدثت مشاجرة بينه وبين عمار بن ياسر - : " ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله " فما الظن بمن ينتقص بضعته الشريفة ؟
(4) وإذا كانت سيدة نساء أهل الجنة حكيت عنها قوادح، فما بالنا ببقية نساء الأمة .
(5) وإذا كان ابن تيمية يتكلم هكذا على سيدة نساء أهل الجنة ، فكيف يتكلم ويقيم ويحكم - كالحاكم بأمر الله - على بقية الأولياء والصالحين .
إذا قرأت أسلوبه وطريقته عرفت لماذا يحبه المتنطعون والمتشددون والمبتدعون.
(6) لعل أتباع ابن تيمية لم يصلهم قول الإمام أحمد بن حنبل - على ما رواه الخلال فى السنة (2/477) قال : قال الإمام أحمد : " من تنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلا ينطوى إلا على بلية ، وله خبيئة سوء ، إذا قصد إلى خير الناس وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حسبك ". وقال الإمام أحمد أيضاً – كما فى السنة للخلال (3/511، 512) - حينما سئل فيمن زعم أنه مباح له أن يتكلم فى مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال أبو عبد الله: " هذا كلام سوء- ردىء - يجانبون هؤلاء القوم - ولا يجالسون - ويبين أمرهم للناس " .
وقال أيضاً – فيما ذكره عنه الخلال فى السنة (2/448)-" لما سأله رجل: يا أبا عبد الله لى خال ذكر أنه ينتقص معاوية، فقال أبو عبد الله مبادراً: لا تأكل معه".
(7) فى ضوء ما عرضناه من أقوال الإمام أحمد بن حنبل نتساءل :
ما حكم من أثبت القوادح للسيدة فاطمة ، وأن السيدة فاطمة رضى الله عنهـا يحكى عنها قوادح كثيرة
أ - منها كذب .
ب - وبعضها كانت فيه متأولة .
ج - وبعضها ذنوب وليست بمعصومة .
وقوله: ليست بمعصومة: كلمة حق أريد بها باطل .
ما الحكم أفيدونا أفادكم الله ؟
(8) إذا أردت أن تعرف مقدار ضياع أتباع ابن تيمية قل لهم : قال ابن تيمية السيدة فاطمة يحكى عنها قوادح كثيرة .
أ ـ منها كذب .
ب ـ وبعضها كانت فيه متأولة .
ج ـ وبعضها ذنوب .
ثم انظر رد انفعالهم، وبعد فترة قل لهم: يحكى عن ابن تيمية قوادح كثيرة وبدع وبلاوى عديدة .
أ ـ منها كذب .
ب ـ وبعضها كان فيه متأولاً .
ج ـ وبعضها ذنوب وحقائق زل وضل بها وقد يغفر الله له .
ثم انظر رد انفعالهم وشدة غضبهم وحشد الآيات والأحاديث فى ضرورة احترام العلماء ، وان لحوم العلماء مسمومة كما قال الحافظ ابن عساكر ، وينسون تماما أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته وصحابته .
فاختر لنفسك طريقاً .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين

ود محجوب
04-17-2018, 10:05 PM
13 - خطأ جسيم لابن تيمية لا يغتفر إلا إذا تاب منه قبل رحيله
وهو تشبيهه غضب السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها
من الصديق رضى الله عنه بغضب المنافقين

وبعد القوادح التى أثبتها ابن تيمية للسيدة فاطمة رضى الله عنها ، وأثلج بها صدور المنافقين والضالين ، وكونها لم تصبر ، وفرقت جماعة المسلمين .
وفى تعليقه على غضب السيدة فاطمة من الصديق رضى الله عنه بسبب قضية الميراث ورداً على كلام الرافضى قال ابن تيمية فى منهاجـه (4/244-246) : " من المعلوم لكل عاقل أن المرأة } أقول لَكِ الله يا بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، انظر أدب ابن تيمية وألفاظه} ـ إذا طلبت مالاً من ولى أمر فلم يعطها إياه لكونها لا تستحقه عنده ، وهو لم يأخذه ولم يعطه لأحد من أهله ولا أصدقائه ، بل أعطاه لجميع المسلمين ، وقيل إن الطالب غضب على الحاكم ، كان غاية ذلك أنه غضب لكونه لم يعطه مالاً ، وقال الحاكم إنه لغيرك لا لك ، فأى مدح للطالب فى هذا الغضب لو كان مظلوماً محضاً لم يكن غضبه إلا للدنيا "

} نقول : لَكِ الله يا بضعة رسول الله أنت عند ابن تيمية فى حالة كونك ظلمت ظلماً محضاً فإن غضبك للدنيا ، فما بالك يا بضعة رسول الله وأنت عند ابن تيمية... }
وكيف والتهمة عن الحاكم الذى لا يأخذ لنفسه أبعد من التهمة عن الطالب الذى يأخذ لنفسه، فكيف تحال التهمة على من لا يطلب لنفسه مالاً ولا تحال على من يطلب لنفسه المال، وذلك الحاكم يقول إنما أمنع لله لأنى لا يحل لى أن آخذ المال من مستحقه فأدفعه إلى غير مستحقه والطالب يقول إنما أغضب لحظى القليل من المال } أقول: السيدة فاطمة غضبت على أبى بكر حتى ماتت، وابن تيمية مقر بحديث البخارى ومسلم، وسبب غضبها هو الخلاف على إرثها من أبيها صلى الله عليه وآله وسلّم { .
أليس من يذكر مثل هذا عن فاطمة ويجعله من مناقبها جاهلاً، أو ليس الله قد ذم المنافقين الذين قال فيهم:
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ(58)وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ)
(التوبة 58-59)
} أقول لَكِ الله يا بضعة رسول الله ، أهذه منزلتك عند ابن تيمية ، يشبهك فى غضبك من أبى بكر الصديق بمن ؟؟؟؟؟ {
فذكر الله قوماً رضوا إن أعطوا وغضبوا إن لم يعطوا ، فذمهم بذلك
} أقول : ابن تيمية يعلم أنها غضبت {
فمن مدح فاطمة بما فيه شبه من هؤلاء ألا يكون قادحاً فيها } أقول : لَكِ الله يا بضعة رسول الله ، ليس والله ابنك الحسين هو فقط المقتول }
وبعدها بخمسة أسطر قال:
" وفاطمة رضى الله عنها } أقول: والله لا أدرى لماذا يقول رضى الله عنها بعد كل ما قاله إلا أن يكون قال ذلك تَقِيَّةً } قد طلبت من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مالاً فلم يعطها إياه كما ثبت فى الصحيحين عن على رضى الله عنه فى حديث الخادم لما ذهبت فاطمة رضى الله عنها إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تسأله خادماً فلم يعطها خادماً وعلمها التسبيح" . اهـ بحروفه ،
وضعا خطا تحت كلام ابن تيمية , وما كان من جمل اعتراضيه فمن شجننا .
ولا تعليق ..وحسبنا الله ونعم الوكيل

وصل الله على سيدنا محمد وبضعته الشريفة وجميع أهل بيته وسلم تسليماً كبيراً
وأخزى الله من جرحهم ومن آذاهم وتطاول عليهم .

ود محجوب
04-17-2018, 10:11 PM
14 - هل يصح لمؤمن أن يتهم السيدة فاطمة أو الإمام على
رضى الله عنهما بالجهل ؟

أثبت ابن تيمية أن الإمام على رضى الله عنه دفن السيدة فاطمة رضى الله عنها ليلاً ولم يعلم أبا بكر وعمر بوفاتها ؛ بسبب ما كان من هجران السيدة فاطمة لأبى بكر الصديق ثم يقول : ( لا يحكيه ويحتج بذلك إلا رجل جاهل ) .
وما فعل ذلك إلا آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهم على وأخوه عقيل والعباس وبنوه عبد الله والفضل رضى الله عنهم أجمعين .
خطأ ابن تيمية - فيما سنستعرضه الآن - يعتبر خطأً مريعاً وهو لا يريد أن يتورط وحده فى معاداة وتخطئة أهل البيت، ولكن يريد أن يورط معه أكبر عدد ممكن من الجهلة والعوام فى الأمور الشائكة التى حدثت بين الصحابة، والتى حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من الخوض فيها، كما وضحه علماء السلف والخلف من أهل السنة والجماعة .
وبمنتهى الدهاء والمكر يوقع ابن تيمية تلامذته ومن يقرأ له فى تجهيل السيدة فاطمة أو الإمام على رضى الله عنهما أو كلاهما .
حوقل واقرأ معنا ما سطره فى منهاجه (4/247-248) حيث قال: ( وكذلك ما ذكره من إيصائها أن تدفن ليلاً ولا يصـلى عليها أحد منهم، لا يحكيه عن فاطمة ويحتج به إلا رجل جاهل يطرق على فاطمة ما لا يليق بها. وهذا لو صح لكان بالذنب المغفور أولى منه بالسعى المشكور ، فإن صلاة المسلم على غيره زيادة خير تصل إليه ولا يضر أفضل الخلق أن يصلى عليه شر الخلق ).

التعقبات :
(1) إذا كان من يحكى ما حدث - وهو حقيقة وثابت تاريخياً وبإقرار ابن تيمية حيث قال ( دفن السيدة فاطمة ليلاً حتى لا يعلم بها أبو بكر بسبب هجران السيدة فاطمة له حتى ماتت ) - كان جاهلاً عند ابن تيمية ، فما بالكم بمن فعل الفعل نفسه أو أوصى به ؟ وهذا هو بيت القصيد فإن السيدة فاطمة أو الإمام على أو كليهما أرادا ألا يصلى أبو بكر على فاطمة ولا يدرى بذلك أصلاً .

وابن تيمية يعلم علم اليقين أن البضعة النبوية الشريفة لما توفاها الله عز وجل دفنها الإمام على ليلاً وسراً ، لم يخبر أحداً بذلك إلا خاصة أهل البيت. ما يقرب من خمسة : العباس عم النبى. وابنيه عبد الله. والفضل . وعقيل .
قال على زين العابدين: سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة؟ فقال: دفناها بليل بعد هدأة وأنه أخفى قبرها. لذلك اجتهد أصحاب السير والتواريخ فى ذكر أين يقع قبر السيدة فاطمـة مع أن قبور أولاد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأزواجه رضى الله عنهم أجمعين معروفة، وكذلك قبور كبار الصحابة المدفونين فى البقيع. فلماذا إذا أسلوب الالتفاف .
فإن قلت: قد لا يعلم ابن تيمية أو نسى. قلت لك: ما نسى وما غفل ما رواه البخارى (4/1549) ومسلم (3/1380) وغيرهم عن السيدة عائشة قولها فى مسألة الاختلاف على إرث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ما نصه : " فوجدت فاطمة على أبى بكر فى ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها على ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علىّ ". اهـ
بدليل أنه نفسه استدل بنفس الحديث فى منهاجه (8/333-334) فى موطن آخر أورده بالنص
2) أسلوب ابن تيمية أنه ينفى، ثم يشتم - بالألفاظ السابقة - ويخطئ حتى لايحاسب، ثم يرجع ويثبت ما نفاه، فالذى نفاه كما سبق أثبته من حديث السيدة عائشة فى منهاجه (8/333-334) فهل هذا هو شيخ الإسلام ؟ اللهم إلا عند أصحابه، أو من لم يتبين حاله وظن به الخير لانتسابه لأسرة معروفة بالعلم .
(3) أما قوله : ( وهـذا لو صـح لكان بالذنب المغفور أولى منه بالسعى المشـكور ). اهـ فيعتبر أضحوكة ، فقد أصبـح ابن تيمية فجأة - فى القرن الثامن الهجرى - يحدد ويبشر :
أ- يحدد ذنوب على وفاطمة وعم النبى وعبد الله بن العباس والفضل وعقيل رضى الله عنهم أجمعين .
ب- يبشر سادة أهل الدنيا والآخرة بأن ذنبهم مغفور فليفرح أهل البيت ببشارة ابن تيمية ـ ما شاء الله !! .
ولا عجب فى أن أتباعه بعدما رأوا هذا الهذيان وغيره ظنوا أن ابن تيمية - مع ذلك - هو المبعوث من قبل الله تعالى .
انظر إلى تلميذه ابن عبد الهادى لما أورد مديح أتباع ابن تيمية له فى كتابه العقود الدرية .. أتى بأغرب مما يتخيله إنسان ، وكل ما كانوا ينفونه من فضائل وخصائص لأهل البيت وأهل الله ويستكثرونه عليهم فإنهم نسبوه إلى ابن تيمية .
قال أحدهم فيما نقله ابن عبد الهادى فى العقود (1/324، 325) : " فتح الله بـه - يتكلم عن ابن تيمية - أقفال القلوب، وكشف به عن البصائر عمى الشبهات، وحيرة الضلالات، حيث تاه العقل بين هذه الفرق، ولم يهتد إلى حقيقة ديـن الرسول - نقول: ومن العجب أن كلاً منهم يدعى أنه على دين الرسول حتى كشف الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذى أنزله من السماء وارتضـاه لعبـاده " ثم قال بعدها بقليل " وبيَّن لكم بهذا النور المحمدى - يعنى نور ابن تيمية - ضلالات العباد وانحرافاتهم ، فصرتم تعرفون الزائغ من المستقيم ، والصحيح من السقيم " . اهـ
ونقـل أيضاً ابن عبد الهادى فى العقـود الدريـة (1/328) عن أحدهم قوله: " ما رأينا فى عصرنا هذا من تستجلى النبوة المحمدية وسنتها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل" وبعدها بقليل يقول نفس الرجل " فاحفظوا قلبه فإن مثل هذا قد يدعى عظيماً فى ملكوت السماء " . اهـ
قلت : يا ترى هذه الجملة الأخيرة "يدعى عظيما فى ملكوت السماء" أسلوب من؟
قلت : يا ليت أتباع ابن تيمية يمدحون ويتأدبون ويتعلقون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته والصالحين كحالهم مع ابن تيمية ،ولكن مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والتأدب معه وأهل بيته فى نظرهم شرك ومدح ابن تيمية سنة ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

وصل اللهم على سيدنا محمد الذى قال لبضعته الشريفة فيما أسره لها
" أنت أسرع أهلى لحوقاً بى"
وسلم تسليماً كثيراً كبيراً

ود محجوب
04-20-2018, 06:45 PM
15 - ابن تيمية يقلل من جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ويدعى أن الأجر العظيم لزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ليس بسبب زواجهم منه ، ولكن بسبب تقواهم

تقليلاً وإنكاراً لأهمية عظيم نسب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقرابته ومصاهرته قال ابن تيمية فى منهاجه (8/216) ما نصه: ( ولهذا حصل لأزواج - يعنى التقوى - النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إذا قنتن لله ورسوله وعملن صالحا لا لمجرد المصاهرة بل لكمال الطاعة كما أنهن لو أتين بفاحشة مبينة لضوعف لهن العذاب ضعفين لقبح المعصية ) .انتهى بحروفه .
قلت: قول ابن تيمية لم يقله مسلم من قبله.. وما له وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفلا يعلم ابن تيمية أن زوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يصلى عليهن المسلمون فى صلاة الفرض خمس مرات فى تشهدهم، ذلك غير النوافل والسنن.. وإذا كان عدد المسلمين الآن مليار مسلم - ألف مليون أى ألف ألف ألف - ففى اليوم الواحد يصلهن خمسة مليارات صلاة.. فكم صلاة تصلى عليهن حتى يرث الله الأرض ومن عليها . فكيف نلن ذلك الشرف وهل من سبب إلا المصاهرة ..
وقد روى البخارى (3/1232) ومسلم (1/306) عن أبى حميد الساعدى رضى الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلى عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " وسواء عليك أصليت عليهم بهذه الصيغة أو بصيغة " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ..إلى آخره " فهن داخلات فى الصلاة.
وانظر إلى فعل الصحابة لما أطلقوا ما فى أيديهم من سبايا بنى المصطلق ، وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وذلك لما تزوج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم جويرية بنت الحارث , وقد افتخر عثمان بن عفان الخليفة الثالث رضى الله عنه بسبب مصاهرته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم واعتبرها من مناقبه ..
فقد روى البخارى فى صحيحه (3/1429) عن عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدى بن الخيار أخبره قال دخلت على عثمان فتشهد ثم قال " أما بعد، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم بالحق، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثم هاجرت هجرتين ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبايعته ، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله " . اهـ
وقد وردت بعض الآثار بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " سألت ربى أن لا أتزوج إلى أحد من أمتى ولا يتزوج إلى أحد من أمتى إلا كان معى فى الجنة فأعطانى ذلك "
فهلا اعتبر المبتدعون الذين يقللون من جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
عليهم من الله ما يستحقون.

ود محجوب
04-20-2018, 06:48 PM
16 - ابن تيمية يقلل من جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ويدعى أن قرابة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ونسبه
لا يفيد ولا ينفع

كان الناس فى الأزمنة التى شهد لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالخيرية يتشرفون ويتبركون بمعرفة الصالحين والعلماء، يقتربون منهم ، ويقبلون أيديهم، ويتمنون دعاءهم، وهذا عندهم أقل درجات الأدب. وكان الناس ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته نظرة إكبار وتعظيم، وكانوا يتشرفون ويتبركون بدعاء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لهم عندما يزورون أهل بيته، ويتمنون أن لو كانوا من أهل بيتـه، ودرج المسلمون على تعظيم قرابة ونسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حتى خرج ابن تيمية فى القرن الثامن الهجرى وكأن بينه وبين النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته ثأراً ، فما وجد من خصيصة من خصائصهم إلا نفاها ، أو قللها ، أو صرف معناها ، فضلاً عن سوء أدبه فى التعبير والكلام عليهم ، وما وجد من أمر قد يختلط على العامة إلا وتكلم فيه وزاده تخليطاً .
وفى سبيل ذلك نفى ابن تيمية كثيراً جداً من خصائص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وفضله وفضائل أهل بيته .
وفيما نحن فيه الآن يحاول ابن تيمية جاهداً نفى بركة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على أهل بيته ومن تزوج منه، وعلى ذريته وعلى أصهاره، متجاهلاً الآيات والأحاديث الواردة فى بركة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على أهل بيته وذريته الذين يصلى عليهم المسلمون فى تشهدهم فى الفروض والنوافل إلى يوم الدين .
قال ابن تيمية فى دقائق التفسير (2/48) : ( الذى ينفع الناس طاعة الله ورسوله وأما ما سوى ذلك فإنه لا ينفعهم لا قرابة ولامجاورة ولا غير ذلك، كما ثبت عنه فى الحديث الصحيح أنه قال " يا فاطمة بنت محمد لا أغنى عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله لا أغنى عنك من الله شيئاً، يا عباس عم رسول الله لا أغنى عنك من الله شيئاً ").اهـ
وقال فى منهاجه (7/78) ( و لهذا كان أفضل الخلق أولياؤه المتقون ، وأما أقاربه ففيهم المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فإن كان فاضلاً منهم كعلى رضى الله عنه وجعفر والحسن والحسين فتفضيلهم بما فيهم من الإيمان والتقوى وهم أولياؤه بهذا الاعتبار ، لابمجرد النسب ، فأولياؤه أعظم درجة من آله ) . اهـقلت :
انظر إلى مغالطات ابن تيمية وما فى نفسه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومن أهل بيته.. وللرد عليه نقول :
(1) قال ( فأولياؤه أعظم درجة من آله ) فهل آله صلى الله عليه وآله وسلّم ليسوا من الأولياء؟ فتلك هى السيدة خديجة سيدة نساء عالمها وأحد أربع أفضل نساء العالمين، والسيدة فاطمة بضعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم سيدة نساء أهل الجنة، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما، وكل ذلك ثابت فى الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة والجماعة .
كذلك السيدة عائشة رضى الله عنها فضلها على النساء كفضل الثريد على الطعام، وهى حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكل زوجاته معه فى الجنة، وذريته يصلى عليهم المسلمون فى صلاتهم .
كما ورد فى البخارى (3/1232) ومسلم (1/306) عن أبى حميد الساعدى رضى الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلى عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
أضف إلى ذلك فضل العباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأولاده، وجعفر بن أبى طالب وأولاده، وحمزة عم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أسد الله، فكل من ذكرناه هنا هم قرابته ونسبه فهل هناك ما لا يدل على أنهم ليسوا أولياء.

_________________

(2) إذا كان لا ينفع أهل البيت قرابتهم من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فمن أى شيء استفادوا صلاة المليارات من الخلق عليهم كل يوم إلا من قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

وكما قلنا من قبل فعدد المسلمين الآن ألف مليون (مليار) × خمس صلوات فرض فى اليوم × 365 أو 366 يوم فى السنة = 1825000000000 صلاة فرض فى سنة واحدة فقط، فما بالكم بالفروض والسنن فى قرون لا يعلم عددها إلا الله .

هذه الصلوات فى التشهد سواء بصيغة " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... " إلى آخر هذه الصيغة، أو بالصيغة السابقة .
فهل يا أولى الألباب قرابة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا تفيد ؟! اللهم لا تجعلنا من المحرومين ولا المحجوبين ولا المقطوعين ولا الممنوعين .

ود محجوب
04-20-2018, 06:50 PM
(3) يا ليت ابن تيمية الذى أساء إلى مذهب الإمام أحمد - والذى يزعم أصحابه أنه يعلم نقول وأقوال الإمام أحمد أكثر من أصحاب الإمام أحمد - يا ليته تأدب مع قول الإمام أحمد - فيما نقله الخلال فى السنة (2/432) - عندما سأله عبد الملك بن عبد الحميـد الميمـونى قال" قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " كل صهر ونسب ينقطع إلا صهرى ونسبى" قال: بلى، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب. قال وسمعت ابن حنبل يقول:" ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية ". اهـ
قلت :
فإذا كان معاوية له صهر، وقال فيه الإمام أحمد : ما لهم ولمعاوية وسأل الله العافية من قلة أدب من لم يتأدب مع صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فما بالكم بالسيدة فاطمة والسيدة خديجة والسيدة عائشة وبقية أزواج النبى والحسن والحسين وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وبقية أهل بيته رضى الله عنهم أجمعين .
(4) ماذا يفعل ابن تيمية واتباعه فيما ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببى ونسبى " .
عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " وأنه ينقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبى وسببى "
وهذا نص قطعى لا يحتمل التأويل تجاهله ابن تيمية تماماً، ولم يذكره فيما يقرب من أربعين ألف صفحة من كتبه .
(5) أطفال المدارس يعلمون ما رواه الإمام مسلم (1/195، 196) وغيره أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلى منهما دماغه - وقال - وجـدته فى غمرات من النار فأخـرجته إلى ضحضاح " وسبحان الله ! ، وكأن الإمام مسلما خاف أن يدعى أحد الزنادقة أن سبب التخفيف هو العمل، فأعقب الحديثين السابقين بقوله: باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل... ثم أورد عن عائشة قولها قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه، قال " لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين " وقد ورد ما يفيد التخفيف عن أبى لهب كل يوم اثنين بعتقه ثويبة فرحاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،
فقد أخرج البخارى (5/1961) من قول عروة، وكذلك أخرج عبد الرزاق (9/62) عن عروة عن زينب بنت أبى سلمة: أن ثويبة مولاة لأبى لهب كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له: ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق أنى سقيت فى هذه بعتاقتى ثويبة .
وانظر إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " فأخرجته إلى ضحضاح " وتأمله جيداً عسى الله أن يكشف عنك ما يعميك .
6) أخرج الإمام أحمد بإسناده عن العباس أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ودر عرق بين عينيه ثم قال " والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتى "
(7) عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " يا بنى عبد المطلب إنى سألت الله لكم ثلاثاً، أن يثبت قائمكم، وأن يهدى ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء، فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار" .
فهل قيل ذلك إلا فى أهل البيت ؟ وهل أفادت بركة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أم لم تفد ؟.
(8) عن عبد الرحمن بن أبى رافع أن أم هانئ بنت أبى طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها، فقال لها عمر بن الخطاب رضى الله عنه: اعملى فإن محمداً لا يغنى عنك شيئاً، فجاءت الى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتى لا تنال أهل بيتي، وأن شفاعتى تنال حا وحكم" حا وحكم قبيلتان .
وفى رواية أخرى عن ابن عمر وعن أبى هريرة وعن عمار بن ياسر قالوا قدمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقى، فقال لها نسوة جالسين إليها من بنى زريق: أنت بنت أبى لهب الذى قال الله تعالى:
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(2)
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)
(المسد 1-2) ما يغنى عنك مهاجرك، فأتت درة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فشكت إليه ما قلن لها، فسكنها رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقـال : " اجلسى" ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة وقال:" أيها الناس مالى أوذى فى أهلى، فوالله إن شفاعتى لتنال حى حا وحكم وصدا وسلهب يوم القيامة".

ود محجوب
04-20-2018, 06:51 PM
(9) انظر إلى فقه الصحابة وأدبهم وعلمهم حتى تعلم مقدار ما عند ابن تيمية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته من سوء أدب وضغينة كما قال التقى الحصنى.
فعن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن على فى منزله فقيل لى ذهب يأتى برسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه وقال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهلى " قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال " وأنت من أهلى " قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرتجى .
وهذا الحديث صححه ابن حبان (15/432) وحسنه الذهبى فى السير (3/385) وقال: " هذا حديث حسن غريب"، ورواه الطبرانى فى الكبير (22/66) .
(10) أما ما ورد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إذا كان يـوم القيامة أمر الله منادياً ينادى ألا إنى جعلت نسباً وجعلتم نسباً، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبى وأضع نسبكم أين المتقون " فهو حديث باطل. قال الهيثمى فى المجمع (8/84) " رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك ". اهـ
(11) أما حديث " يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلّم أنقذى نفسك من النار فإنى لا أملك لك ضراً ولا نفعا " فلا أدرى لماذا استدل ابن تيمية به فهذا الحديث له مناسبة وهى نزول آية قوله تعالى :
(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
(الشعراء 214) فقد كان هذا فى أول الدعوة ولم تكن الشفاعة إلا فى المدينة .
قال ابن حبان بعد أن روى هذا الحديث فى صحيحه (2/412) " هذا منسوخ، فيه أنه لا يشفع لأحد ، واختيار الشفاعة كانت بالمدينة بعده ". اهـ
وقال بعض الأئمة فى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " فإنى لا أملك لك ضرا ولا نفعا " يعنى إلا بإذن الله، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما نفعنى مال قط ما نفعنى مال أبى بكر " .

ود محجوب
04-22-2018, 03:33 PM
17 - خطورة أفكار ابن تيمية فى الفصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم
ابن تيمية ينفى أن يكون إيمان السيدة خديجة رضى الله عنها كاملاً

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 303-304 )
( وهؤلاء يقولون قوله لخديجة " ما أبدلنى الله بخير منها " إن صح معناه ما أبدلنى بخير لى منها ، لأن خديجة نفعته فى أول الإسلام نفعاً لم يقم غيرها فيه مقامها فكانت خيراً له من هذا الوجه لكونها نفعته وقت الحاجة ، لكن عائشة صحبته فى آخر النبوة وكمال الدين ،
(1) فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول زمن النبوة .
(2) فكانت أفضل بهذه الزيادة ، فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها ، وبلغت من العلم والسنة ما لم يبلغه غيرها .
(3) فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً ، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة .
(4) ولا كان الدين قد كمل حتى تعلمه ويحصل لها من كمال الإيمان به ما حصل لمن علمه وآمن به بعد كماله .
(5) ومعلوم أن من اجتمع همه على شيء واحد كان أبلغ فيه ممن تفرق همه فى أعمال متنوعة، فخديجة رضى الله تعالى عنها خير له من هذا الوجه، ولكن أنواع البر لم تنحصر فى ذلك، ألا ترى أن من كان من الصحابة أعظم إيماناً وأكثر جهاداً بنفسه وماله كحمزة وعلى وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وغيرهم، هم أفضل ممن كان يخدم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وينفعه فى نفسه أكثر منهم كأبى رافع وأنس بن مالك وغيرهما ) انتهى بحروفه .
قلت : بغض النظر عن أن موضوع خصائص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته أمسى وأصبح هم وشغل نفسية ابن تيمية وأتباعه فإنا لا نتناول الآن مسألة التفضيل بين أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فكلهن أزواجه وهن معه فى الجنة .
ولكن نتناول المسألة من منطلق تنقيص ابن تيمية للسيدة خديجة رضى الله عنها وللأسف تقليل قدر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى صدر ابن تيمية وبث ابن تيمية ذلك فى الأمة .
مشكلة ابن تيمية أنه لا يدرى من هو النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وما منزلته عند ربه ، أو لا يريد أن يعطيه قدره ، أو لا يدرى أن محبة النبى وتوقيره ليست شركاً .
وابن تيمية يعلم ما رواه الإمام مسلم (1/154) عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى ليلة الإسراء " فأتيت بإنائين فى أحدهما لبن وفى الآخر خمـر، فقيل لى خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقال: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " ففعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد أََثَّر فى هداية الأمة كلها.
وانظر أيضاً إلى حادثة تحديد عدد الصلوات بخمس من خمسين ففى آخرها لما قال له موسى " ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقلت: قد رجعت إلى ربى حتى استحييت منه "
فبفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصبحت خمس صلوات ، وكان من الممكن بفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن تكون أربعا أو ثلاثا.
المقصود أن فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أََثَّر ويؤثر فى الأمة كلها، وقد أشار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ذلك بقوله لعلى رضى الله عنه حينما أمره ومن قبله أبا بكر وعمر رضى الله عنهما بقتل أحد الخوارج " أقتلته " قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لو قتل ما اختلف رجلان من أمتى حتى يخرج الدجال " ففعل فرد قد يؤثر فى أمة
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(النحل 120)
ولا تنس قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى يوم بدر " اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض " فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .



إذا علمت هذا ووعيته تبينت فساد وبطلان منطق ومنطلق ابن تيمية بقوله (فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة) . اهـ، وكذلك منطقه فى تفضيل ليلة القدر على ليلة الإسراء، فليلة القدر عنده أهم للأمة، أما ليلة الإسراء فهى أهم عنده بالنسبة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبذلك فصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم .
ففى ليلة الإسراء كانت الأمة كلها ستغوى لو شرب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من الخمر ، والأمة كلها كانت ستفتن لو شرب الماء .
فأيهما أفيد للأمة ليلة الإسراء أم ليلة القدر؟ ثم أين شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من فضل ليلة القدر .. فإن الله خير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن يدخل نصف أمته الجنة أو الشفاعة فاختار الشفاعة .. فنحن تبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولسنا تبعا لأعمالنا، جعلنا الله ممن لا يشرك بأعماله .

ثم هل جعل ابن تيمية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى طريق، وأمته فى طريق آخر ؟
اعلم أنه ما كان فيه خيرية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ففيه خيرية لأمته تبعاً له.. فخير ليلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هى خير ليلة لأمته، ولا نعلم أنه حدث أو سيحدث استفتاء عن خير ليلة.. فمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وتابعاً له فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن فصل نفسه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وجعله فى جانب وأمته فى جانب، فقد خسر خسراناً مبيناً .

________________

ود محجوب
04-22-2018, 03:36 PM
وعوداً إلى مناقشة ما يبثه ابن تيمية فى الأمة وتفريقها وجدانياً عن رسولها العظيم صلى الله عليه وآله وسلّم ، نقول :
إن محور كلام ابن تيمية يدور حول نقطتين .

النقطة الأولى :
أن السيدة خديجة رضى الله عنها والتى كانت فى لحظة نصف الأمة أو ثلثها أو ربعها، وتحملت عبء دعوة لم يكن فى الأرض منذ زمن نبى الله عيسى صلى الله عليه وآله وسلّم من يحملها أصبح خيرها عند ابن تيمية مقصوراً على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقط وكأنها أخطأت، ولم تستفد الأمة منها على زعمه .

_________________


النقطة الثانية :
أن السيدة خديجة رضى الله عنها توفيت إلى رحمة الله، وعلمها وإيمانها غير كامل.. هكذا كلامه وظنه والعياذ بالله .
نرد عليه فى النقطة الأولى بما سبق أن بيناه وبأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو الأمة كلها ولولاه ما كانت أمة، فالسيدة خديجة أفادت الأمة كلها من خلال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . فقد أخرج الإمام أحمد (6/117) والطبرانى فى الكبير (23/13) - وقال الهيثمى فى المجمع (9/224): " رواه أحمد وإسناده حسن " - عن السيدة عائشة حينما قالت له: قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال " ما أبدلنى الله عز وجل خيراً منها، قد آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء ".
أما الرد على النقطة الثانية: فنقول لابن تيمية وأتباعه: العلم هو العلم بالله ، والفقيه من فقه عن ربه - كما قال السلف الصالح - وشتان بين العلم بالله وتوحيده ، وبين العلم بحد السرقة والقتل وغير ذلك من الأحكام .
والسيدة خديجة هى سيدة نساء عالمها كما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهذا نص قطعى لا خلاف فيه.
أخرج البخارى (3/1265) ومسلم (4/1886) عن على قال: سمعت رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ".
وأخرج الإمام أحمد وأبو يعلى والطبرانى - وقال الهيثمى (9/223) : " رجاله رجال الصحيح ". اهـ - عن ابن عباس قال " خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الأرض أربعة خطوط فقال " أتدرون ما هذا " فقالوا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومريم ابنة عمران ، وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون " ) . اهـ
فهل يا أتباع ابن تيمية كمال إيمان أفضل نساء أهل الجنة ناقص .. أرجو أن توضحوا لنا معنى الزندقة .


وهنا ملحوظة مهمة وهى :
أنه من كان يريد أن يفاضل بين السيدة خديجة والسيدة عائشة رضى الله عنهما كان ينبغى أن يذكر أفضل المحاسن للسيدتين الجليلتين، أما ابن تيمية فتعمد التنقيص كما قرأت بنفسك .
هناك نقطة أخرى نحب التنبيه عليها وهى :
إثبات أن كثيراً من علماء الأمة ممن ذموا ابن تيمية فى أشياء ومدحوه فى أشياء أخرى لم يطلعوا على كل ما كتبه ابن تيمية ولا حتى على عشره، ودليل ذلك قول ابن حجر فى فتح البارى (7/109): " وقال ابن تيمية : ( جهات الفضل بين خديجة وعائشة متقاربة ) ، وكأنه رأى التوقف " . اهـ
وهذا دليل على ما قلناه فهذا ابن حجر لم يطلع على ما أطلعنا عليه فى منهج ابن تيمية العجيب فى نفى خصائص السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد صاحبة أول بيت فى الإسلام، وذلك لفنائها فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهو ما لا يروق لابن تيمية .
والعجيب وبالرغم من تفضيل ابن تيمية للسيدة عائشة على السيدة خديجة رضى الله عنها إلا أنه - والعياذ بالله - قد اتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالشك فيها!!

ود محجوب
04-22-2018, 03:45 PM
18 - ابن تيمية يقدم خدمة جليلة للزنادقة
والمستشرقين وأعداء الدين
باتهامه للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم
بأنه ارتاب فى السيدة عائشة رضى الله عنها

ادعى ابن تيمية - والعياذ بالله - أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة رضى الله عنها ، مع علم ابن تيمية أنه لم يرتب ولن يرتاب فى السيدة عائشة رضى الله عنها أحد إلا الذين ذمهم الله عز وجل فى كتابه الحكيم وقال فيهم :
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(النور 14)
وقال تعالى
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
(النور 15-16)
و قال تعالى
(لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
(النور 12) .
قال ابن تيمية فى منهاجه (7/80، 81)
( و فى الصحيحين أنه قال لعائشة رضى الله عنها فى قصة الإفك قبل أن يعلم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم براءتها
وكان قد ارتــاب فى أمــرها
فقال : يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب.. تاب الله عليه ). أهـ بحروفه

قلت: جعل ابن تيمية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كأنه لا يدرى من أمر أهل بيته شيئا، وإذا كان ابن تيمية يقول إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة، فماذا يقول المستشرقون وأعداء الدين ؟!
ومن العجيب والغريب أن ابن تيمية نفسه كان يدعى فى بعض الأحايين أنه يكشف له ما فى اللوح المحفوظ فقد ذكر ذلك عنه تلميذه ابن القيم فى مدارج السالكين (2/489، 490) قال :
( أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً، فيقال له: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقاً. وسمعته يقول ذلك. قال: فلما أكثروا على قلت: لا تكثروا، كتب الله تعالى فى اللوح المحفوظ أنهم مهزومون فى هذه الكرة، وأن النصر لجيوش الإسلام ) . اهـ
وذكر أيضاً ابن القيم: أن ابن تيمية كان يقول ( يدخل على أصحابى وغيرهم فأرى فى وجوههم وأعينهم أموراً لا أذكرها لهم، فقلت له أو غيرى: لو أخبرتهم ، فقال: أتريدون أن أكون معرفاً كمعرف الولاة. وقلت له يوماً لو عاملتنا بذلك لكـان أدعـى إلى الاسـتقامة والصلاح، فقال: لا تصبرون معى على ذلك جمعة أو قال شـهراً، وأخبرنى غير مرة بأمور باطنة تختص بى مما عزمت عليه ولم ينطق به لسانى، وأخبرنى ببعض حوادث كبار تجرى فى المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها، وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته ) .اهـ
قلت :
سبحان الله العلى العظيم .. ابن تيمية ينسب إليه العلم بالمغيبات والكشـف، ويتكلم على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ و آله و سلم وكأنه شخص عادى مرة يقول إنه لا يعلم المنافقين إلا قليلاً - كما فى منهاجه (4/290) - . ومرة ينفى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يميز بين أهل الحق وأهل الباطل ويقول لايقدر على ذلك نبى ولا غيره. هكذا بمنتهى الجــرأة والعياذ بالله. ومرة يدعى أنه صلى الله عليه وآله وسلّم لا يدرى شيئاً فى تبرئة أو إثبات ما يقوله زعيم المنافقين عبد الله بن أبى بن سلول على السيدة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها .

_________________

ومن العجيب أن ابن تيمية وابن القيم ذكرا لفظ كلمة عائشة (2112 مرة) لم يقل ابن تيمية - فى كل كتبه - ولا مرة واحدة السيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قال ( السيدة مريم ) ثلاث مرات .
وسأله سائل - كما فى مجموع الفتاوى (27/490) - عن السيدة نفيسة - هكذا بلفظ ( السيدة نفيسة )- فقال فى الإجابة: ( من قال ميتاً من الموتى نفيسة أو غيرها ) إلى أخر كلامه وحذف كلمة السيدة .
فانتبه إلى طريقته فى تنقيص أهل البيت والأئمة والعلماء، وانتبه إلى تعظيم أصحابه له كما سبق وكما سيأتى إن شاء الله .
ولم يقل ابن تيمية ولا مرة واحدة كلمة (صديقة) أو (الصديقة) على السيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قالها فى السيدة مريم ( 34 ) مرة، سواء من كلامه أو مستشهدا بالقرآن الكريم .
وأيضاً لم يذكر ابن تيمية ولا مرة واحدة ( الطاهرة ) على السـيدة عائشة ولا السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة، بينما قال على السيدة مريم ( الطاهرة ) ( سبع مرات ) مع أن الله عز وجل كما برأ السيدة مريم عليها السلام فى القرآن الكريم برأ أيضاً السيدة عائشة رضى الله عنها فى القرآن الكريم، ويزيد فى حق السيدة عائشة رضى الله عنها دخولها فى قول الله عز وجل :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
(الأحزاب 33)
تحــذير هام
نعوذ بالله ممن يريد تبرئة ابن تيمية فيقع فـى عرض النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فإن جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أهم من جناب ابن تيمية إلا عند الزنادقة .

_________________

ود محجوب
04-22-2018, 03:53 PM
وعوداً على أصل المسألة نرد على ابن تيمية وأتباعه بالآتى :
1- من أين أتى ابن تيمية بجملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فالقارئ قد يظن أنها فى الصحيحين البخارى ومسلم، والجملة موضوعة كأنها فى الصحيحين وليس كذلك .
وللعلم فقد روى حادثة الإفك وأخرجها الإمام أحمد (6/196) والبخارى (4/1521، 1729، 1777) ومسلم (4/2135) والنسائى (5/298 ، 6/367) والطبرى فى تفسيره (18/92) وعبد الرزاق (5/417) وأبو يعلى (8/330،345) وإسحاق بن راهويه (2/522) وابن حبان (10/19) و (16/18) وابن حبان أيضاً فى الثقات (1/293) والطبرانى فى الكبير(23/ 54، 59، 64، 68 ،73، 77، 82، 86، 91، 100) والحاكم فى المستدرك (4/271) والبيهقى فى السنن الكبرى (10/153) و شعب الإيمان (5/384) ولا توجد جملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فى أى رواية من كتب الأحاديث الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم وغير ذلك من كتب الأحاديث، أو فى أى كتاب .
2- كيف يفهم من قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : " فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفرى الله وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه " أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد ارتاب فى أمرها .
ألم يعلم أنه صلى الله عليه وآله وسلّم نبى قبل أن يكن زوجاً وأنه مسؤول عن أمة، وأنه لابد من اتخاذ إجراءات وخطوات – كما يقول القضاة : إجراءات التحقيق الواجب اتخاذها الغير استثنائية – وذلك تعليماً للأمة، كما قال الله عز وجل :
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ)
(المائدة 116) وعيسى عليه السلام لم يقل ذلك .
كذلك قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " والسيدة فاطمة رضى الله عنها بضعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وسيدة نساء أهل الجنة، وإحدى الكمل الأربعة من النساء لا يمكن التخيل أنها تسرق، ولكن ضرب بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم المثل لعدم الشفاعة فى الحدود .
3-ألم يقرأ ابن تيمية فى نص هذا الحديث قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " من يعذرنى من رجل بلغنى أذاه فى أهلى، فوالله ما علمت على أهلى إلا خيراً " والغريب أنه ناقض نفسه وساق فى كتابه دقائق التفسير (2/457) الرواية التى فى البخارى ومسلم والتى فيها " والله ما علمت على أهل بيتى إلا خيراً " .
فكلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واضح وصريح، ونظر إليه ابن تيمية ونقله، فما الذى نخسه فقال ما قال .
وكذلك أورد ابن القيم – وهو التلميذ النجيب والمقرب لابن تيمية – هذه الرواية فى زاد المعاد (3/263) ( ولم يظن بها سوءاً قط وحاشاه ،وحاشاها، ولذلك لما استعذر من أهل الإفك قال " من يعذرنى فى رجل بلغنى أذاه فى أهلى، والله ما علمت على أهلى إلا خيراً " ) . اهـ

_________________
4-ألم يقرأ ابن تيمية فى كتب التفاسير التى كتبها علماء المسلمين أنه لم يذكر أحدهم قط أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة رضى الله عنها لا فى كتب التفاسير قبل ابن تيمية – فى المائة الثامنة من الهجرة – ولا بعد ابن تيمية؟!
وانظر – هدانا الله وإياكم – إلى أدب الإمام القرطبى حيث قال فى تفسيره (12/202) : " قوله تعالى:
(لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا)
(النور 12)
هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين فى ظنهم، حين قال أصحاب الإفك ما قالوا. قال ابن زيد: ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه. قال المهدوى : ولولا بمعنى هلا. وقيل المعنى: أنه كان ينبغى أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم فإن كان ذلك يبعد فيهم فذلك فى عائشة وصفوان أبعد. وروى أن هذا النظر السديد وقع من أبى أيوب الأنصارى وامرأته، وذلك أنه دخل عليها فقالت له: يا أبا أيوب أسمعت ما قيل، فقال: نعم، وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب تفعلين ذلك؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله أفضل منك، قالت أم أيوب: نعم.
فهذا الفعل ونحوه هو الذى عاتب الله تعالى عليه المؤمنين، إذ لم يفعله جميعهم
الثامنة : قوله تعالى :
( بِأَنفُسِهِمْ)
(النور 12) قال النحاس : معنى بأنفسهم بإخوانهم فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلاً يقذف أحداً ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويكذبوه، وتواعد من ترك ذلك ومن نقله ". اهـ
وقال الإمام القرطبى أيضاً (12/205–206) : "
قال تعالى
(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(النور 16-18)
عتاب لجميع المؤمنين أى كان ينبغى عليكم أن تنكروه ولا يتعاطاه بعضكم من بعض على جهة الحكاية والنقل، وأن تنزهوا الله تعالى عن أن يقع هذا من زوج نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان، وحقيقة البهتان أن يقال فى الإنسان ما ليس فيه والغيبة أن يقال فى الإنسان ما فيه، وهذا المعنى قد جاء فى صحيح الحديث عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم وعظهم الله تعالى فى العودة إلى مثل هذه الحالة، و أن مفعول من أجله بتقدير كراهية أن ونحوه ". اهـ
الخامسة عشرة : قوله تعالى :
( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17) توقيف وتوكيد كما تقول : ينبغى لك أن تفعل كذا وكذا إن كنت رجلاً .
السادسة عشرة : قوله تعالى :
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا)
(النور 17)
يعنى فى عائشة لأن مثله لا يكون له إلا نظير القول فى المقول بعينه أو فيمن كان فى مرتبة من أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لما كان فى ذلك من إذاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله .
السابعة عشرة : قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر أدب. ومن سب عائشة قتل؛ لأن الله تعالى يقول:
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17)
فمن سب عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل.
قال ابن العربى قال أصحاب الشافعى : " من سب عائشة رضى الله عنها أدب كما فى سائر المؤمنين وليس قوله تعالى :
( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17)
فى عائشة لأن ذلك كفر، وإنما هو كما قال عليه السلام " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " ولو كان سلب الإيمان فى سب من سب عائشة حقيقة لكان سلبه فى قوله " لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن " حقيقة. قلنا: ليس كما زعمتم فإن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله تعالى، فكل من سبها بما برأها الله منه مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك وهى سبيل لائحة لأهل البصائر، ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب " . اهـ كلام الإمام القرطبى


قلت :
فانظر - رحمك الله - كيف ذم الله عز وجل أقواماً بإساءتهم الظن بأم المؤمنين وقال فيهم :
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(النور14)..و قال تعالى
( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
(النور15،16).و قال تعالى
( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
(النور 12). فكيف يظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه وقع فيما وقع فيه من ذمهم الله وتوعدهم.
وإذا قرأت أى تفسير للقرآن الكريم فلن تجد فيه ما ادعاه ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وللاستزادة فى ذلك راجع :
تفسير الطبرى (18/99) وأحكام القرآن للجصاص (5/163) تفسير القرطبى (12/202–206) وزاد المسير لابن الجوزى (6/20) تفسير ابن كثير (3/274-275) الدر المنثور للسيوطى (6/153، 160، 161) والإتقان (1/102) فتح القدير للشوكانى (4/14) تفسير النسفى (3/137، 139) وغيرهم .
وللاستفادة أيضاً انظر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (8/475، 476) – حيث رد على بعض ضعيفى الإيمان والمتشككين والذين لا يفهمون المقصود من كلام السيدة عائشة رضى الله عنها حينما قالت لأبيها: أجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيما قال رضى الله عنها قال: والله ما أدرى ما أقول - قال ابن حجر فى ذلك: " قيل إنما قالت عائشة لأبيها ذلك مع أن السؤال إنما وقع عما فى باطن الأمر وهو لا اطلاع له على ذلك، لكن قالته إشارة إلى أنها لم يقع منها شيء فى الباطن يخالف الظاهر الذى هو يطلع عليه، فكأنها قالت له برئنى بما شئت، وأنت على ثقة من الصدق فيما تقول، وإنما أجابها أبو بكر بقوله: لا أدرى، لأنه كان كثير الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فأجاب بما يطابق السؤال فى المعنى، ولأنه وإن كان يتحقق براءتها لكنه كره أن يزكى ولده، وكذا الجواب عن قول أمها: لا أدرى
ووقع فى رواية هشام بن عروة الآتية فقال: ماذا أقول. وفى رواية أبى أويس: فقلت لأبى أجب، فقال: لا أفعل، هو رسول الله والوحى " . اهـ

_________________


5- ألم يعلم ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال فيما رواه الإمام البخارى (3/1415) ومسلم (4/1889) وغيرهما للسيدة عائشة " أريتك فى المنام ثلاث ليال جاءنى بك الملك فى سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هى ، فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه ".
وهذا الملك هو جبريل كما قال الحافظ ابن حجر فى مقدمة فتح البارى (1/322) وبالقطع هذه الرؤية كانت قبل زواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذكرها العلماء وأصحاب الحديث فى باب مناقب وفضائل السيدة عائشة .
تنبيــه :
ومن زلات و تلبيسات ابن القيم التلميذ النجيب لابن تيمية وتطاوله على جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى التوحيد - والله أعلم بتوحيده ، فإن التوحيد لا يقتضى انتقاص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما يفعل أكثر الخوارج والفئات الضالة الذين لا هم لهم إلا تنقيص جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى حفظ جناب التوحيد – .
أقول: ادعى ابن القيم أن عبودية الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لا تتم إلا بيأسها من نصرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو حصول الفرج بواسطته مع انقطاع رجائها منه صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإلا فلن يبرئها الله. فقال فيما ادعاه أنه المستفاد من حادثة الإفك فى كتابه زاد المعاد ( 3 / 262 )
( ولتتم العبودية المرادة من الصديقة وأبويها، وتتم نعمة الله عليهم ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها، والافتقار إلى الله والذل له، وحسن الظن به، والرجاء له ولينقطع رجاؤها من المخلوقين - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم انظر دليله بعد الجملة القادمة - وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . وانظر دليله فى الجملة القادمة - ولهذا وفت هذا المقام حقه لما قـال لها أبواها قومى إليه - صلى الله عليه وآله وسلّم - وقد أنزل الله عليه براءتها فقالت: والله لا أقوم إليه -صلى الله عليه وآله وسلّم ولا أحمد إلا الله، هو الذى أنزل براءتى ) .اهـ بحروفه .

ود محجوب
04-22-2018, 03:54 PM
قلت :
كانت السيدة عائشة رضى الله عنها تقسم بالله بقولها ورب محمد، فإذا غضبت قالت: لا ورب إبراهيم، فقولها: والله لا أقوم إليه -صلى الله عليه وآله وسلّم - ولا أحمد إلا الله هو الذى أنزل براءتى. من هذا الباب .
وليس الموضوع الكلام العريض الذى قاله ابن القيم، وإلا كانت السـيدة عائشة أكمل من الصديق رضى الله عنه .. وهذا لم يقله أحد .
ثم إن السيدة عائشة رضى الله عنها تعلم الآيات التى فيها كلمة " الله ورسوله" وقوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ)
(النساء 150) وتعلم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "من لم يشكر الناس لم يشكر الله"، قال أبو هريرة سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " لا يشكر الله من لا يشكر الناس"

عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أشكركم لله عز وجل أشكركم للناس ".
عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ فى الثناء "
فلماذا يدخل ابن القيم الأمور فى بعضها، ولماذا هذه التخيلات التى إن دلت فإنما تدل على أن ابن القيم قد تأثر كثيراً بأفكار ابن تيمية السـيئة تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

ود محجوب
04-23-2018, 03:54 PM
19 - ابن تيمية يطعن فى دين الإمام على رضى الله عنه ،
ويتهمه بأنه لم يهاجر إلى الله ورسوله
وإنما كانت هجرته لامرأة يتزوجها

فى سياق الكلام على إرادة الإمام على رضى الله عنه الزواج على السيدة فاطمة رضى الله عنها قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 255 ) : ( لكن المقصود أنه لو قٌدِّر أن أبا بكر آذاها ، فلم يؤذها لغرض نفسه بل ليطيع الله ورسوله ويوصل الحق إلى مستحقه ، وعلى رضى الله عنه كان قصده أن يتزوج عليها فله فى أذاها غرض بخلاف أبى بكر ، فعلم أن أبا بكر كان أبعد أن يذم بأذاها من على ، وأنه إنما قصد طاعة الله ورسوله بما لا حظ له فيه ، بخلاف على فإنه كان له حظ فيما رابها به ، وأبو بكر كان من جنس من هاجر إلى الله ورسوله ، وهذا لا يشبه من كان مقصوده امرأة يتزوجها ) . اهـ بحروفه
لت :
حسبنا الله ونعم الوكيل .
أخرج البخارى (1/3) ومسلم (3/1515) عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
عند ابن تيمية الإمام على رضى الله عنه فاقد أهم أصل من أصول الإسلام ، وهو أصل النية الذى لا يصح شئ بدونه .
قال الإمام الشافعى: " هذا الحديث ثلث العلم ويدخل فى سبعين بابا من الفقه". اهـ ، وعن الإمام أحمد قال : ( أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث : حديث عمر " إنما الأعمال بالنيات " وحديث عائشة " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وحديث النعمان بن بشير " الحلال بين والحرام بين ") . اهـ
قلت :
بجرة قلم أصبح رابع الخلفاء الراشدين المهديين كمهاجر أم قيس.

قال الحافظ فى فتح البارى (1/10) :
" وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود قال : " من هاجر يبتغى شيئاً فإنما له ذلك ، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس ، فكان يقال له مهاجر أم قيس " . اهـ
ورواه الطبرانى من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ
" كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجـر فتزوجهـا، فكنا نسميه مهاجر أم قيس. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين " . اهـ
على كل حال، فلا نقول فى هذه المسألة إلا كما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " من آذى علياً فقد آذانى "
وقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " ما تريدون من على، إن علياً منى وأنا من على، وهو ولى كل مؤمن بعدى "
عموماً أعتقد أن قول ابن تيمية هذا هو أحد أسباب حكم علماء زمانه عليه بالنفاق كما قال الحافظ ابن حجر فى الدرر الكامنة، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لا يبغضك إلا منافق " .

ود محجوب
04-23-2018, 03:56 PM
20 - افتراء ابن تيمية على الخليفة الراشد
على بن أبى طالب رضى الله عنه
وعلى الصحابة والتابعين

عند مقارنة ابن تيمية بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى منهاجه (7/137،138)
( و لم يكن كذلك علىّ، فإن كثيراً من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه ويسبونه و يقاتلونه ) . اهـ
قلت :
حب ابن تيمية لتنقيص الإمام على رضى الله عنه وتهوين قدره، هو الذى جعله يتخيل أن كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه .
وكيف لا يحبونه وهم يعلمون قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى رضى الله عنه " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .
وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعمرو بن شاس " والله لقد آذيتنى " قلت أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله، " قـال بلى من آذى علياً فقد آذانى " . وقال صلى الله عليه وآله وسلّم " من سـب علياً فقد سبنى " وقال صلى الله عليه وآله وسلّم " من أحب علياً فقد أحبنى، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى"
وكيف يبغضونه وقد روى الإمام البخارى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أنت منى وأنا منك"، وكيف يبغضونه وهم الذين رووا كما جاء فى الصحيحين عنه صلى الله عليه وآله وسلّم " أما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى" وهم الذين رووا " من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللهم وال من والاه "
وكيف يبغضونه ويسبونه وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – كما فى البخارى ومسلم وغيرهما - يوم خيبر " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسول " فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجونه . فقـال " أين على " فقيل يشتكى عينيه ، فبصق فى عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع زاد مسلم من قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ .
فمَن مِن الصحابة كان يبغض علياً ويسبه بعد قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيه ما قال ، وما حدث من شجار بين على بن أبى طالب وبعض الصحابة فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقد نهاهم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عن ذلك بأشد الألفاظ كما مر من قبل .
وأما قتال بعض الصحابة له، فأنت تعلم أن السيدة عائشة ندمت على ذلك عندما سمعت كلاب الحوأب تنبح عليها .. وهناك آثار كثيرة فى تذكير الإمام على لطلحة والزبير رضى الله عنهم بما قاله النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للزبير " أتحبه فإنك تقاتله وأنت له ظالم " .
وهناك العديد من الآثار تفيد أن الزبير وطلحة أرادا الرجوع من موقعة الجمل فقتلا أثناء رجوعهما .
ومع قتال الأئمة بعضهم لبعض فقد كان أدبهم مع بعضهم معروفاً ، فقد رباهم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وانظر إلى أقوال المفسرين لما ورد فى قول الله عز وجل:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)
(الحجر 47)
تجد ما يسرك .
وإذا كان ابن تيمية يذكر أنه من التابعين ـ أى الذين عاشوا زمان الصحابة ـ من أبغضوا علياً وسبوه، فليسم لنا طائفة منهم فالحق أنه لم يكن ذلك إلا من الخوارج .. فهل الخوارج هم سلف ابن تيمية ؟

_________________

ود محجوب
04-23-2018, 03:58 PM
21 - ابن تيمية وسلب خصائص الإمام على رضى الله عنه
مسلسل مغالطات ابن تيمية فى حق الإمام على
رضى الله عنه

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 7 / 359 - 361 )
( الثالث : إن أحاديث المؤاخاة لعلى كلها موضوعة والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم يؤاخ أحداً، ولا آخى بين مهاجرى ومهاجرى، ولا بين أبى بكر وعمر، ولا بين أنصارى وأنصارى، و لكن آخى بين المهاجرين والأنصار فى أول قدومه المدينة .
وقال فى مجموع الفتاوى ( 4 / 417 ، 418 )
وأما قوله " من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللهم وال من والاه ".... الخ
ثم قال التالى بعد 7 سطور
فهذا ليس فى شيء من الأمهات إلا فى الترمذى، وليس فيه إلا " من كنت مولاه فعلى مولاه ". وأما الزيادة فليست فى الحديث، وسئل عنها الإمام أحمد فقال: زيادة كوفية. ولا ريب أنها كذب – ثم قال – وكذلك قوله " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " مخالف لأصل الإسلام، فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغى بعضهم على بعض، وقوله " من كنت مولاه فعلى مولاه " فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخارى وغيره، ومنهم من حسنه ) .
وأكد ابن تيمية أيضاً فى منهاجه (7/55) على هذا المعنى بقوله :
( الوجه الخامس: أن هذا اللفظ وهو قوله " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله" كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث).اهـ
قلت :
(1) أما بالنسبة للمؤاخاة، فيكفى ما أخرجه البخارى (3/1359)، (4/1602) ومسلم (4/1870، 1871) فى صحيحيهما وغيرهما عن سعد بن أبى وقاص قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى" ) . والدلالة واضحة .
(2) أما حديث " من كنت مولاه فعلى مولاه " فقول ابن تيمية فيه : ( فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخارى وغيره ومنهم من حسنه ) . اهـ ، فيعتبر نوع من أنواع التدليس .
فالبخارى طعن فى رواية إسماعيل بن نشيط العامرى وسهم بن حصين الأسدى وعثمان بن عاصم أبو حصين الأسدى - راجع التاريخ الكبير(1/375)، (4/193) ، (6/240) - فأين بقية الروايات عن ثلاثين من الصحابة ؟ ، كما قال العجلونى فى كشف الخفاء (2/361) .
وقال العجلونى أيضاً " الحديث متواتر أو مشهور " . اهـ
وقال الحافظ ابن حجر فى الفتح (4/74 ) : " وأما حديث " من كنت مولاه فعلى مولاه " فقد أخرجه الترمذى والنسائى وهو كثير الطرق جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة فى كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان " . اهـ
وانظر إلى جملة ابن تيمية ( كالبخارى وغيره ) تعلم مدى الأسلوب النفسى الذى يتبعه ابن تيمية مع العوام والغوغاء .
(3) وقول ابن تيمية ( ومنهم من حسنه ) تدليس شديد وتمويه ، فهو يوحى إلى أن العلماء لم يصححوه، وأنه ينزل درجة عن الحسن إن اعترفوا به .
ولا أدرى لماذا لم يحترم ابن تيمية إمامه - المفروض - أحمد بن حنبل تجاه حكمه على هذه الأحاديث بدلاً من تكذيب أحاديث النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!
فقد ورد فى كتاب السنة للخلال (2/347 ، 348) أن أبا بكر المروذى سأل أحمد بن حنبل عن قول النبى لعلى " أنت منى بمنزلة هارون من موسى " أيش تفسيره ؟ قال : أسكت عن هذا ، لا تسأل عن ذا ، الخبر كما جاء وأن أبا طالب سأل أحمد بن حنبل عن قول النبى لعلى " من كنت مولاه فعلى مولاه " ما وجهه؟ قال " لا تكلم فى هذا ، دع الحديث كما جاء ". اهـ الخلال
(4) ومما يدلك على تدليس وتغرير ابن تيمية قوله ( ليس فى شيء من الأمهات إلا فى الترمذى ) . اهـ
فقد رأيت أن الحديث مروى عند أحمد والنسائى وابن ماجه وغيرهم عن عدة من الصحابة - راجع تخريج الحديث .
ثم إن المهم أن يكون الحديث حسناً أو صحيحاً ، سواء أكان موجوداً فى الأمهات أو فى الأجزاء الحديثية الغير مشتهرة ، وكم من أثر يستدل به ابن تيمية فى نفى ما ثبت فى البخارى ومسلم ، ويكون مستنده رواية فى أحد الكتب أو الأجزاء الحديثية الغير مشهورة ، مثل ادعائه أن عمر بن الخطاب قطع الشجرة التى بايع تحتها الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، على ما سيأتى فى قضية تبديع ابن تيمية للصحابى الجليل عبد الله بن عمر رضى الله عنهما .

ود محجوب
04-23-2018, 04:04 PM
5) قوله ( أن الزيادة كذب ) - يعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " - وقوله أن هذا اللفظ وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " ( كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ) . اهـ . أحد كذبات وتهويلات ابن تيمية !!
من أين نقل هذا الاتفاق ؟ وهل من صححه ممن أخرجه ورواه مثل ابن حبان والحاكم والضياء المقدسى وغيرهم ، ممن ولد ومات قبل ابن تيمية بعدة قرون ليسوا من أهل المعرفة بالحديث ، وابن تيمية وحده فقط هو أهل المعرفة بالحديث وللعلم ؟! أما لفظ » اللهم وال من والاه وعاد من عاداه « فقـد أخرجـه أحمد (1/ 118، 119، 152) والنسائى (5/132، 134، 136، 154) وابن أبى شيبة (6/366، 368) وابن حبان (15/376) والطبرانى فى الصغير (1/119) والبزار (2/133، 235)، (3/35) والضياء فى المختارة (2/105، 106) عن على بن أبى طالب وأحمد (4/ 281، 368 ،370 ، 372)، (5/370) والنسائى (5/45) والطبرانى فى الكبير(5/166) والحاكم (3/118) وابن أبى عاصم فى السنة (2/566) عن زيد بن أرقم . وأحمد (4 /218) وابن أبى شيبة (6/372) عن البراء. والطبرانى فى الكبير (3/180) عن حذيفة بن أسيد الغفارى. وأبو يعلى (11/ 307) والطبرانى فى الأوسط (2/24) عن أبى هريرة، والنسائى (5/135) وابن ماجه (1/45) والحاكم (3/126) عن سعد. والبزار (3/171) والحاكم (3/419) عن طلحة بن عبيد الله.
أكل هؤلاء رووا كذباً على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!
أما من أخرج زيادة " عاد من عاداه و انصر من نصره، واخذل من خذله " فالإمام أحمد (1/84 ، 119) والبزار (3/30) وصحح الضياء المقدسى هذه الرواية (2/274) والهيثمى كما سبق .
(6) قول ابن تيمية ( وكذلك قوله " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " مخالف لأصل الإسلام ).اهـ، يدل على مدى ما فى نفسية ابن تيمية للإمام على رضى الله عنه .
وما هو هذا الأصل من أصول الإسلام الذى خالفه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ؟ هل هو الصلاة أم الزكاة أم الحج؟ للأسف يفتح ابن تيمية الباب على مصراعيه للزنادقة، فكل من لا يروق له حديث ثابت عن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فإنه يقول: هذا الحديث مخالف لأصل الإسلام .

_________________

7) ننقل للقارئ كلام الحافظ ابن حجر فى فتح البارى (7/271) حيث قـال : ( وأنكر ابن تيمية فى كتاب الرد على ابن المطهر الرافضى المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى قال: لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضاً ولتأليف قلوب بعضهم على بعض ،فلا معنى لمؤاخاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لأحد منهم ولا لمؤاخاة مهاجرى لمهاجرى ،
وهذا ردُّ للنص بالقياس، وإغفال عن حكمة المؤاخاة ، لأن بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة والقوى ، فآخى بين الأعلى والأدنى ليرتفق الأدنى بالأعلى، ويستعين الأعلى بالأدنى ، وبهذا تظهر مؤاخاته صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى؛ لأنه هو الذى كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمر، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لأن زيداً مولاهم فقد ثبت أخوتهما وهما من المهاجرين، وسيأتى فى عمرة القضاء قول زيد بن حارثة: إن بنت حمزة بنت أخى .
وأخرج الحاكم وابن عبد البر بسند حسن عن أبى الشعثاء عن ابن عباس : آخى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين .
قلت :
وأخرجه الضياء فى المختارة من المعجم الكبير للطبرانى، وابن تيمية يصرح بأن أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك .
وقصة المؤاخاة الأولى أخرجها الحاكم من طريق جميع بن عمير عن ابن عمر آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بين أبى بكر وعمر وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان. وذكر جماعة قال فقال على: يا رسول الله إنك آخيت بين أصحابك فمن أخى ؟ " قال أنا أخوك " وإذا انضم هذا إلى ما تقدم تقوى به ، وقد تقــدم فى باب الكفالة قبيل كتاب الوكالة الكلام على حــديث " لا حلف فى الإسلام " بما يغنى عن الإعادة ) .اهـ كلام الحافظ ابن حجر بحروفه .
قلت :
فى كلام الحافظ ثلاث نقاط مهمة :
النقطة الأولى :
إثبات تأليف ابن تيمية لكتاب الرد على ابن المطهر الرافضى ، والمشهور كذباً وزوراً بمنهاج السنة النبوية .
ثانى هذه النقاط :
فهى إثبات ابن حجر رد ابن تيمية لأحاديث النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وثالث هذه النقاط :
أن الحافظ لم يقرأ كتاب رد ابن تيمية على ابن المطهر الرافضى جيداً ، وإلا وجد فيه إدعاء ابن تيمية بأن هذا الحديث الثابت الصحيح – أعنى حديث " من كنت مولاه فعلى مولاه " – غير صحيح .
وهذا يدلك على أن كثيراً من الأئمة لم يتتبعوا كلام ابن تيمية تتبعاً كافياً .
وكم من عالم يقول : لم يقل ابن تيمية كذا وكذا ، ويكون ما نفاه ثابتاً من كلام ابن تيمية فى أكثر من موضع فى كتبه منهم ابن كثير على ما سيأتى إن شاء الله .

_________________

ود محجوب
04-25-2018, 04:38 PM
22 - أيحزن ابن تيمية قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
لعلى رضى الله عنه
" لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " ؟!

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 7 / 149 ) ( من اعتقد فى بعض الصحابة اعتقاداً غير مطابق ، وظن فيه أنه كان كافراً أو فاسقاً فأبغضه لذلك كان جاهلا ظالما . و لم يكن منافقاً . وهذا مما يبين به كذب ما يروى عن بعض الصحابة كجابر أنه قال :
ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبى صلى الله عليه و سلم إلا ببغضهم على بن أبى طالب ، فإن هذا النفي من أظهر الأمور كذباً لا يخفى بطلان هذا النفي على آحاد الناس فضلاً عن أن يخفى مثل ذلك على جابرأو نحوه فإن الله قد ذكر فى سورة التوبة وغيرها من علامات المنافقين وصفاتهم أموراً متعددة ليس فى شيء منها بغض على كقوله:
(وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ)
(التوبة 49) اهـ بحروفه .

قلت :

(1) أخرج الإمام مسلم وغيره عن زر قال: قال على: والذى فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبى الأمى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى " أن لا يحبنى إلا مؤمـن ولا يبغضنى إلا منافق "

(2) أقول: هل ابن تيمية من القرآنيين الذين يكذبون بالسنة ولا يعترفون إلا بالقرآن ؟ أم يفتح الباب لهم ؟

وجرياً على كلامه طالما أن الله قد ذكر فى سورة التوبة و غيرها من علامات المنافقين و صفاتهم أموراً متعددة ليس فى شيء منها بغض على رضى الله عنه..هل ذكر الله تعالى فى كتابه الحكيم أن صلاة الظهر أربع ركعات ؟؟؟

_________________

ود محجوب
04-25-2018, 05:05 PM
23 - ذكر بعض أقوال ابن تيمية
التى انتقص بها الإمام على رضى الله عنه ،
والتى حكم عليه علماء عصره بالنفاق بسببها
قال ابن حجر فى اللسان (6/319) فى ترجمة ابن المطهر الحلى - تعليقاً على ابن تيمية فى رده على ابن المطهر - ( لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية فى رد الأحاديث التى يوردها ابن المطهر، وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات، لكنه رد فى رده كثيراً من الأحاديث الجياد التى لم يستحضر حالة التصنيف مظانها، لأنه كان لاتساعه فى الحفظ يتكل على ما فى صدره، والإنسان عامد للنسيان، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضى أدته أحياناً إلى تنقيص على رضى الله عنه وهذه الترجمة لا تحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته ) . اهـ
وقال الحافظ ابن حجر أيضاً فى الدرر الكامنة (1/181 - 182)
( ومنهم من ينسبه إلى النفاق - يعنى ابن تيمية - لقوله فى علىِّ ما تقدم ،
ولقــوله :
إنه كان مخذولاً حيث ما توجه .
وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها .
وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة .
ولقــوله :
إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال .
ولقــوله :
أبو بكر أسلم شيخاً يدرى ما يقول، وعلى أسلم صبياً والصبى لا يصح إسلامه على قول.
وبكلامــه فى قصة خطبة بنت أبى جهل ومات ما نسيها .
وقصة أبى العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهومها، فإنه شنـع فى ذلك فألزموه بالنفاق لقوله: " ولا يبغضك إلا منافق " ) . اهـ بحروفه .



1 - قال ابن تيمية فى منهاجه ( 6 / 43 )
( وعلى رضى الله عنه قد خفى عليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أضعاف ذلك ومنها ما مات ولم يعرفه ) اهـ . بحروفه .

قلت :
ما شاء الله !! الإمام على رضى الله عنه خفى عليه كثير من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعلمها ابن تيمية، واطلع على علم الله فعلم أن الإمام على رضى الله عنه مات ولم يعرف هذه السنن !! معذور من اتبعك يا ابن تيمية !

_________________

2- وقال فى منهاجه ( 7 / 530 )
( وأهل المدينة لا يكادون يأخذون بقـول على ، بل أخذوا فقههم عن الفقهـاء السبعة عن زيد و عمر و ابن عمر و نحوهم ) . اهـ
3- وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 279 )
( وأما عمر فقد استفاد على منه أكثر مما استفاد عمر منه ، وأما عثمان فقد كان أقل علماً من أبى بكر وعمر ، ومع هذا فما كان يحتاج إلى على ، حتى أن بعض الناس شكا إلى على بعض سعاة عمال عثمان فأرسل إليه بكتاب الصدقة فقال عثمان : لا حاجة لنا به . وصدق عثمان ) . اهـ
4- وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 241 )
( وفتاويه من جنس فتاوى عمر ، وعثمان ليس هو أولى بالصواب منهم ، ولا فى أقوالهم من الأقوال المرجوحة أكثر مما فى قوله ، ولا كان ثناء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ورضاه عنه بأعظم من ثنائه عليهم ) . اهـ
قلت :
نرد عليه بما قاله صاحبه الحافظ المزى فى تهذيب الكمال (20/480-489) وأخرجه أحمد (5/113) وابن أبى شيبة (6/138) والحاكم (3/345) عن عمر رضى الله عنه قال : علىٌّ أقضانا .
وقال يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كنا إذا أتانا الثبت عن على لم نعدل به. راجع أيضاً الإصابة (4/564-569) .
والمتتبع لأقوال الصحابة والسلف الصالح يعلم كذب ابن تيمية فى النقاط السابقة، وهو مطالب بسند ما قيل عن عثمان رضى الله عنه، والذين كانوا يوقعون بين عثمان وبقية الصحابة رضى الله عنهم أجمعين كانوا كثيراً ما يكذبون عليه .

_________________

5 ـ وقال أيضاً فى منهاجه ( 7 / 199 )
( أنه لم يكن لعلى فى الإسلام أثرحسن إلا و لغيـره من الصحابة مثله ، ولبعضهم آثار أعظم من آثاره ، و هذا معلوم لمن عرف السيرة الصحيحة الثابتة بالنقل ) . اهـ
6- وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 371 )
( كقوله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى رضى الله عنه " لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "، وقوله: إنه لعهد النبى الأمى إلى أنه " لا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق :، وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى " . فهذه الأمور ليست من خصائص على لكنها من فضائله ومناقبه التى تعرف بها فضيلته، واشتهر رواية أهل السنة لها ليدفعوا بها قدح من قدح فى على وجعلوه كافراً أو ظالماً من الخوارج وغيرهم ).اهـ
قلت :
للرد عليه ننقل ما قاله الحافظ ابن حجر فى الإصابة (4/564–569) - والترقيم من عندنا - قال :
ومن خصائص علىّ
( أ ) قوله صلى الله عليه وآله وسلّم - فى غزوة خيبر لما سأل عن سيدنا على رضى الله عنه: " أين على بن أبى طالب " فقالوا: هو يشتكى عينيه، فأتى به فبصق فى عينيه فدعا له فبرأ فأعطاه الراية. أخرجاه فى الصحيحين من حديث سهل بن سعد ، ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار وفيه " يفتح الله على يديه " وفى حديث أبى هريرة عند مسلم نحوه وفيه: فقال عمر ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم .
وفى حديث بريرة عند أحمد نحو حديث سهل وفيه زيادة فى أوله وفى آخره قصة مرحب وقتل على له فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه- وفيه - فما قام آخر الناس حتى فتح الله لهم .
وفى المسند لعبد الله بن أحمد بن حنبل من حديث جابر أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لما دفع الراية لعلى يوم خيبر أسرع، فجعلوا يقولون له ارفق، حتى انتهى إلى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الأرض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً حتى أعادوه، وفى سنده حرام بن عثمان متروك .
وجاءت قصة الباب من حديث أبى رافع لكن ذكر دون هذا العدد .
( ب ) وأخرج أحمد والنسائى من طريق عمرو بن ميمون: إنى لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط . فذكر قصة فيها :
قد جاء ينفض ثوبه، فقال: وقعوا فى رجل له عز، وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله، يحب الله ورسوله " فجاء وهو أرمد فبزق فى عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاه، فجاء بصفية بنت حيى، وبعثه يقرأ براءة على قريش .
( ج ) وقال " لا يذهب إلا رجل منى وأنا منه " :
( د ) وقال لبنى عمه " أيكم يوالينى فى الدنيا والآخـرة " فأبوا ، فقال علىٌّ: أنا ، فقـال " إنه وليى فى الدنيا والآخرة " .
( هـ ) وأخذ رداءه فوضعه على علىِّ وفاطمة وحسن وحسين وقال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " .
( و ) ولبس ثوبه ونام مكانه، وكان المشركون قصدوا قتل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فلما أصبحوا رأوه فقالوا: أين صاحبك.
( ز ) وقال له فى غزوة تبوك " أنت منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبى ". أى لا ينبغى أن أذهب إلا وأنت خليفتى .
وقال له " أنت ولى كل مؤمن من بعدى " .
( ح ) وسد الأبواب إلا باب على، فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره .
( ط ) وقال " من كنت مولاه فعلى مولاه " وأخبر الله أنه رضى عن أصحاب الشجرة، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد ؟!
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم " يا عمر ما يدريك أن الله يتحقق على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم " .
( ى ) عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
( ك ) وقال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقول إذا جاءنا الثبت عن على لم نعدل به .
وقال وهب بن عبد الله عن أبى الطفيل" كان على يقول: سلونى سلونى وسلونى عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار " . اهـ
وأخرج الترمذى بسند قوى عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية سعداً فقال له: ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال: ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلى من أن يكون لى حمر النعم فلن أسبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول وقد خالفه فى بعض المغازى فقال له على: يا رسول الله تخلفنى مع النساء والصبيان، فقال له " أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدى ".
وسمعته يقول يوم خيبر " لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فتطاولنا لها فقال " ادعوا لى عليا " فأتاه وبه رمد فبصق فى عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه .
وأنزلت هذه الآية
( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ)
(آل عمران 61)
فدعا رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم علياً وفاطمة وحسنا وحسيناً فقال " اللهم هؤلاء أهلى ".
وأخرج أيضاً – أى الترمذى وأصله فى مسلم – عن على قال: لقد عهد إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .
( ل ) وأخرج الترمذى بإسناد قوى عن عمران بن حصين فى قصة قال فيها قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما تريدون من على ، إن علياً منى وأنا من على، وهو ولى كل مؤمن بعدى " .
وفى مسند أحمد بسند جيد عن على قال: قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك قـال " إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً، زاهداً فى الدنيا راغباً فى الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوياً أميناً لا يخاف فى الله لومة لائم، وإن تؤمروا علياًّ وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم". انتهى كلام الحافظ ابن حجر بحروفه .

ود محجوب
04-25-2018, 05:08 PM
ونعود إلى أقوال بن تيمية ، فنقول :
7 - وقال فى منهاجه ( 8 / 76 )
( أما قوله إنه كان أشجع الناس فهذا كذب بل كان أشجع الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ) . اهـ

قلت :
سبحان الله.. هل كان قصده أن علياً رضى الله عنه أشجع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟! . أم قصده أن علياً أشجع الناس بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟! فانظر شهوة الرد والفلسفة .. وعلى من ؟


8 - وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 90 )
( وكثير من الوقائع التى ثبت بها الإسلام لم يكن لسيفه فيها تأثير ، كيوم بدر كان سيفاً من سيوف كثيرة ).
ثم قال بعد 5 اسطر:
( والحروب الكبار التى كان فيها هو الأمير ثلاثة يوم الجمل والصفين والنهروان. وفى الجمل والنهروان كان منصوراً ، فإن جيشه كان أضعاف المقاتلين له ومع هذا لم يستظهر على المقاتلين له بل ما زالوا مستظهرين عليه إلى أن استشهد إلى كرامه الله ورضوانه ، وأمره يضعف وأمر المقاتلين له يقوى ) . اهـ
قلت :
لا أدرى ماذا فى قلب ابن تيمية وصدره وما يحمله للإمام على رضى الله عنه .. فهو أحد الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة فى بدر وكان معه لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . ولما استشهد مصعب بن عمير دفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى الراية ، وسبق أن ذكرنا أنه حامل راية رسول الله فى خيبر .
المهم ، فإن شجاعة على رضى الله عنه ليست محلاً للتشكيك. وشتان بين قتال الإمام على للمشركين وقتاله للبغاه فإن قتاله للمشركين قهراً لهم أما قتاله للبغاه فتأديباً وإصلاحاً وليس للقتل بذاته فقتاله رضى الله عنه للبغاه برحمة وليس بقهـر فافهم وتأمل. والله إن الصدر ليضيق .. احكم أنت على ابن تيمية .

9 - وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 235 ) :
( وهكذا مصاهرة عثمان له لم يزل فيها حميداً، لم يقع منه ما يعتب عليه فيها حتى قال " لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان"، وهذا يدل على أن مصاهرته للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم أكمل من مصاهرة علىّ له ) . اهـ

قلت :
قد طلب أبو بكر الصديق من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن يزوجه السيدة فاطمة ، وكذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فرفض النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما روى ذلك ابن حبان فى صحيحه (15/393، 394-395) ـ وعزاه الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/204) إلى الطبرانى وقال " رجاله ثقات " ـ عن حجر بن عنبس - وكان قد أدرك الجاهلية وكان قد أكل الدم فى الجاهلية وشهد مع على رضى الله عنه الجمل وصفين قال: خطب أبو بكر وعمر رضى الله عنهما فاطمة رضى الله عنها، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " هى لك يا على ". اهـ
وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " إن الله أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ " قال الهيثمى فى المجمع (9/204) رواه الطبرانى ورجاله ثقات".اهـ

10 - وقال أيضاً فى منهاجه ( 6 / 116 )
( وأهل السنة ولله الحمد متفقون على أنهم مبتدعة ضالون - يعنى الخوارج - وأنه يجب قتالهم بالنصوص الصحيحة، وأن أمير المؤمنين علياً رضى الله عنه كان من أفضل أعماله قتاله الخوارج ) . اهـ

قلت :
أليس أفضل أعمال الإمام على رضى الله عنه ما كان منه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حين نام فى فراشه عند الهجرة، وقتاله معه فى بدر، وبقية المشاهد، وفتح خيبر .. إلى آخره ؟!
أتمنى أن ينتبه القارئ المخدر لأسلوب ابن تيمية حتى يسأل أتباعه: أين اتفاق أهل السنة الذى نقله ؟!

ود محجوب
04-27-2018, 10:16 PM
24 - طعن ابن تيمية فى خلافة على رضى الله عنه
واتهامه بالفساد
11- وقال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 105 )
( لم يتمكن أحد منهم من الإمامة إلا على بن أبى طالب ، مع أن الأمور استصعبت عليه ، ونصف الأمة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه ) . اهـ

قلت :
نرد عليه بما رد عليه الحافظ ابن عبد البر فيما نقله عنه المزى فى تهذيب الكمال (20/487-489) " قال أبو عمر: بويع لعلى رضى الله عنه بالخلافة يوم قتل عثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار وتخلف عن بيعته نفر منهم، فلم يهجهم ولم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطـل". اهـ فانظر يرحمك الله لجملة ( وتخلف عن بيعته نفر منهم ) وقارنها بكلام ابن تيمية.

12- وقال أيضاً فى منهاجه (6/156، 157)
( وأيضاً فإن ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات مالا يعلمها إلا الله، وما حصل فيها من الأمور التى كرهوها كتأمير بعض بنى أمية وإعطائهم بعض المال ونحو ذلك فقد حصل فى ولاية من بعده ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصلاح ما حصل فى إمارة عثمان ) . اهـ
13- وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 117 )
( فلم يظهر فى خلافته دين الإسلام ) . اهـ
14 - وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 161 ، 162)
( ومن المعلوم أن الخلفاء الثلاثة اتفقت عليهم المسلمون ، وكان السيف فى زمانهم مسلولا على الكفار مكفوفاً عن أهل الإسـلام، وأما علىُّ فلم يتفق المسلمون على مبايعته، بل وقعت الفتنة تلك المدة، وكان السـيف فى تلك المدة مكفوفاً عن الكفار مسلولاً على أهل الإسلام)
وبعد 5 سطور قال:
( وهو ترك لذكر أئمةالخلافة التامة الكاملة واقتصار على ذكر الخلافة التى لم تتم ولم يحصل مقصودها ) . اهـ
15- وقال أيضاً فى منهاجه (6/48)
( فإن قيل على كان مجتهداً فى ذلك معتقداً أنه بالقتال يحصل الطاعة، قيل : فإذا كان مثل هذا الاجتهاد مغفوراً مع أنه أفضى إلى قتل ألوف من المسلمين بحيث حصل الفساد ولم يحصل المطلوب من الصلاح، أفلا يكون الاجتهاد فى قتل واحد لو قتل لحصل به نوع المصلحة من الزجر عن الفواحش اجتهاداً مغفوراً مع أن ذلك لم يقتله بل هم به وتركه ) . اهـ
16- وقال أيضاً فى منهاجه ( 7 / 454 )
( و لم يحصل بالقتال لا مصلحة الدين ولا مصلحة الدنيا ، ولا قوتل فى خـلافته كافر ولا فرح مسلم ) . اهـ
17- وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 231 - 232 )
وعلى رضى الله عنه لم يخص أحداً من أقاربه بعطاء، لكن ابتدأ بالقتال لمن لم يكن مبتدئاً له بالقتال، حتى قتل بينهم ألوف مؤلفة من المسلمين، وإن كان ما فعله هو متأول فيه تأويلاً وافقه عليه طائفة من العلماء وقالوا إن هؤلاء بغاة، والله تعالى أمر بقتال البغاة بقوله
(فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)
(الحجرات 9) لكن نازعه أكثر العلماء)؟؟؟. اهـ
18- وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 241 - 243 )
( ومن ظن أن هؤلاء الاثنى عشر هم الذين تعتقد الرافضـة إمامتهم فهو فى غاية الجهل ، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا على بن أبى طالب ، ومع هذا فلم يتمكن فى خلافته من غزو الكفار ، ولا فتح مدينة ، ولا قتل كافرا). اهـ

قلت :
اتهامات ابن تيمية لحكم الإمام على رضى الله عنه وعلمه ومواقفه وخصائصه، ثم أخيراً اتهامه بالفساد واضحة جلية، وابن تيمية ينسب إلى العلم، ولو كان من العوام لعزر واستتيب، فما بالكم بمن ينسب إلى العلماء، وأقواله هى التى أدت إلى تفسيقه وتبديعـه واتهامـه بالزندقة كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر فـى الدرر الكامنه (1/181-182) والتقى الحصنى وقول من قال فيه: فى نفسه ضغينة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته .

أما الكلام على قتال الإمام على رضى الله عنه فيكفيك فيه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - فيما أخرجه الحاكم فى المستدرك (3/132) وصححه - عن أبى سعيد قال " كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها على يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال " إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله " فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال " لا ولكنه خاصف النعل " قال فجئنا نبشره قال فكأنه قد سمعه " . اهـ
ويكفيك ندم السيدة عائشة على خروجها فى واقعة الجمل وكذلك طلحة والزبير رضى الله عنهم .
ويكفيك ما أخرجه البخارى فى صحيحه (1/172،3/1035) عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " وتأمل قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ".
قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة ( 4 / 566 )
" وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع على واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان فى القديم ولله الحمد " . اهـ
وأخرج الطبرانى فى الكبير ( 24 / 9 ) عن جرى بن سمرة قال :
" لما كان من أهل البصرة الذى كان بينهم وبين على بن أبى طالب انطلقت حتى أتيت المدينة فأتيت ميمونة بنت الحارث - زوجة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهى من بنى هلال - فسلمت عليها فقالت : ممن الرجل ؟ قلت : من أهل العراق ، قالت : من أى أهل العراق ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قالت: من أى أهل الكوفة ، قلت: من بنى عامر، قالت: مرحباً قرباً على قرب، ورحباً على رحب فقالت: ما جاء بك ؟ قلت: كان بين على وطلحة الذى كان فأقبلت فبايعت علياً، قالت: فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به ، حتى قالتها ثلاثا" . اهـ
قال الهيثمى فى المجمع ( 9 / 135 )
" رجاله رجال الصحيح غير جرى بن سمرة وهو ثقة " . اهـ

ود محجوب
04-27-2018, 10:16 PM
24 - طعن ابن تيمية فى خلافة على رضى الله عنه
واتهامه بالفساد
11- وقال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 105 )
( لم يتمكن أحد منهم من الإمامة إلا على بن أبى طالب ، مع أن الأمور استصعبت عليه ، ونصف الأمة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه ) . اهـ

قلت :
نرد عليه بما رد عليه الحافظ ابن عبد البر فيما نقله عنه المزى فى تهذيب الكمال (20/487-489) " قال أبو عمر: بويع لعلى رضى الله عنه بالخلافة يوم قتل عثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار وتخلف عن بيعته نفر منهم، فلم يهجهم ولم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطـل". اهـ فانظر يرحمك الله لجملة ( وتخلف عن بيعته نفر منهم ) وقارنها بكلام ابن تيمية.

12- وقال أيضاً فى منهاجه (6/156، 157)
( وأيضاً فإن ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات مالا يعلمها إلا الله، وما حصل فيها من الأمور التى كرهوها كتأمير بعض بنى أمية وإعطائهم بعض المال ونحو ذلك فقد حصل فى ولاية من بعده ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصلاح ما حصل فى إمارة عثمان ) . اهـ
13- وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 117 )
( فلم يظهر فى خلافته دين الإسلام ) . اهـ
14 - وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 161 ، 162)
( ومن المعلوم أن الخلفاء الثلاثة اتفقت عليهم المسلمون ، وكان السيف فى زمانهم مسلولا على الكفار مكفوفاً عن أهل الإسـلام، وأما علىُّ فلم يتفق المسلمون على مبايعته، بل وقعت الفتنة تلك المدة، وكان السـيف فى تلك المدة مكفوفاً عن الكفار مسلولاً على أهل الإسلام)
وبعد 5 سطور قال:
( وهو ترك لذكر أئمةالخلافة التامة الكاملة واقتصار على ذكر الخلافة التى لم تتم ولم يحصل مقصودها ) . اهـ
15- وقال أيضاً فى منهاجه (6/48)
( فإن قيل على كان مجتهداً فى ذلك معتقداً أنه بالقتال يحصل الطاعة، قيل : فإذا كان مثل هذا الاجتهاد مغفوراً مع أنه أفضى إلى قتل ألوف من المسلمين بحيث حصل الفساد ولم يحصل المطلوب من الصلاح، أفلا يكون الاجتهاد فى قتل واحد لو قتل لحصل به نوع المصلحة من الزجر عن الفواحش اجتهاداً مغفوراً مع أن ذلك لم يقتله بل هم به وتركه ) . اهـ
16- وقال أيضاً فى منهاجه ( 7 / 454 )
( و لم يحصل بالقتال لا مصلحة الدين ولا مصلحة الدنيا ، ولا قوتل فى خـلافته كافر ولا فرح مسلم ) . اهـ
17- وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 231 - 232 )
وعلى رضى الله عنه لم يخص أحداً من أقاربه بعطاء، لكن ابتدأ بالقتال لمن لم يكن مبتدئاً له بالقتال، حتى قتل بينهم ألوف مؤلفة من المسلمين، وإن كان ما فعله هو متأول فيه تأويلاً وافقه عليه طائفة من العلماء وقالوا إن هؤلاء بغاة، والله تعالى أمر بقتال البغاة بقوله
(فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)
(الحجرات 9) لكن نازعه أكثر العلماء)؟؟؟. اهـ
18- وقال أيضاً فى منهاجه ( 8 / 241 - 243 )
( ومن ظن أن هؤلاء الاثنى عشر هم الذين تعتقد الرافضـة إمامتهم فهو فى غاية الجهل ، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا على بن أبى طالب ، ومع هذا فلم يتمكن فى خلافته من غزو الكفار ، ولا فتح مدينة ، ولا قتل كافرا). اهـ

قلت :
اتهامات ابن تيمية لحكم الإمام على رضى الله عنه وعلمه ومواقفه وخصائصه، ثم أخيراً اتهامه بالفساد واضحة جلية، وابن تيمية ينسب إلى العلم، ولو كان من العوام لعزر واستتيب، فما بالكم بمن ينسب إلى العلماء، وأقواله هى التى أدت إلى تفسيقه وتبديعـه واتهامـه بالزندقة كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر فـى الدرر الكامنه (1/181-182) والتقى الحصنى وقول من قال فيه: فى نفسه ضغينة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته .

أما الكلام على قتال الإمام على رضى الله عنه فيكفيك فيه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - فيما أخرجه الحاكم فى المستدرك (3/132) وصححه - عن أبى سعيد قال " كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها على يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال " إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله " فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال " لا ولكنه خاصف النعل " قال فجئنا نبشره قال فكأنه قد سمعه " . اهـ
ويكفيك ندم السيدة عائشة على خروجها فى واقعة الجمل وكذلك طلحة والزبير رضى الله عنهم .
ويكفيك ما أخرجه البخارى فى صحيحه (1/172،3/1035) عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " وتأمل قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ".
قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة ( 4 / 566 )
" وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع على واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان فى القديم ولله الحمد " . اهـ
وأخرج الطبرانى فى الكبير ( 24 / 9 ) عن جرى بن سمرة قال :
" لما كان من أهل البصرة الذى كان بينهم وبين على بن أبى طالب انطلقت حتى أتيت المدينة فأتيت ميمونة بنت الحارث - زوجة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهى من بنى هلال - فسلمت عليها فقالت : ممن الرجل ؟ قلت : من أهل العراق ، قالت : من أى أهل العراق ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قالت: من أى أهل الكوفة ، قلت: من بنى عامر، قالت: مرحباً قرباً على قرب، ورحباً على رحب فقالت: ما جاء بك ؟ قلت: كان بين على وطلحة الذى كان فأقبلت فبايعت علياً، قالت: فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به ، حتى قالتها ثلاثا" . اهـ
قال الهيثمى فى المجمع ( 9 / 135 )
" رجاله رجال الصحيح غير جرى بن سمرة وهو ثقة " . اهـ

ود محجوب
04-27-2018, 10:18 PM
وقال الحافظ ابن عبد البر المجمع على علمه وفضله فى الاستيعاب (1/77):
" عن على بن خشرم قال قلت لوكيع : من سلم من الفتنة ؟ قال : أما المعروفون من أصحاب النبى فأربعة سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد واختلط سائرهم .قال :ولم يشهدوا أمرهم من التابعـين أربعة :الربيع بن خثيم ومسـروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السـلمى -

قال أبو عمر ابن عبد البر - أما أبو عبد الرحمن السلمى فالصحيح عنه أنه كان مع على بن أبى طالب كرم الله وجهه ،
وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعى أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن على كرم الله وجهه،
وصح عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قال ما آسى على شىء كما آسى أنى لم أقاتل الفئة الباغية مع على رضى الله عنه ". اهـ


أما خلافة على بن أبى طالب رضى الله عنه ، فيكفيك فيها قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيما رواه الإمام أحمد (1/108) بسند جيد عن على قال قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ " قال إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً زاهداً فى الدنيا راغباً فى الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه قوياً أميناً لا يخـاف فى الله لومة لائم ، وإن تؤمروا علياًّ ، وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً ، يأخذ بكم الطريق المستقيم ".
قلت :
وصححه الحاكم (3/ 73) والضياء فى المختارة (2/86) وقال الهيثمى فى المجمع (5/ 176) رواه أحمد والبزار (3/ 33 ، 7 / 299) والطبرانى فى الأوسط (2 / 341) ورجال البزار ثقات. وجود الحافظ إسناده فى الإصابة ( 4/569 )
ولا كلام مع قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. ويكفى الإمام على رضى الله عنه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى " من أشقى الأولين " قال: عـاقر الناقة، قال: "فمن أشقى الآخرين " قال: الله ورسوله أعلم قال " قاتلك ".
ومن الآثـار السلبية لابن تيمية على ابن كثير قوله فى البداية والنهاية (6/232) بما لا يظن أن يقع فيه ابن كثير:

( وعلى بن أبى طالب ليس من أهل البيت ).

ولا أدرى ما الذى أسقط ابن كثير فى هذه السقطة،

وماذا يفعل ابن كثير فيما رواه الإمام مسلم وغيره عن عائشة قالت: خرج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن على فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء على فأدخله، ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ود محجوب
04-27-2018, 10:21 PM
25 - هوى ابن تيمية فى تقليل وتنقيص فضل وقدر
سيدىّ شباب أهل الجنة رضى الله عنهما
وبسرعته المعهودة فى تنقيص أهل البيت فى غفلة من القارئ ، قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 168 - 169 ) : ( وأما سائر الإثنى عشر فهم أصناف ، منهم من هو من الصحابة المشهود لهم بالجنة كالحسن والحسين ، وقد شركهم فى ذلك من الصحابة المشهود لهم بالجنة خـلق كثير ، وفى السابقين الأولين من هو أفضل منهما، مثل أهل بدر ، وهما رضى الله عنهما- وإن كانا سيدا شباب أهل الجنة - فأبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ، وهذا الصنف أكمل من ذلك الصنف . وإذا قال القائل هما ولد بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، قيل وعلى بن أبى طالب أفضل منهما باتفاق أهل السنة والشيعة ، وليس هو ولد بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أقرب إليه منهما وليس هو أفضل من السابقين الأولين ) . اهـ

قلت: سبحان الله !! ألا يستطيع ابن تيمية أن يكبح جماح مشاعره تجاه الحسن والحسين رضى الله عنهما، اللذين نزل ملك لتبشير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ولتوضيح ذلك نقول:

(1) ألا يتأدب ابن تيمية لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم ورضى به سائر المؤمنين، وهو قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". وابن تيمية مقر بصحة الحديث الذى وصل إلى حد التواتر, قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " إخبار وحُكْم .

(2) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، على كل خلق الله من أهل الجنة إلا من استثنى، وهم الأنبياء بلا شك وأيضاً أبو بكر وعمر فهما سيدا كهول أهل الجنة بنص قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وكذلك على بن أبى طالب لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ". فكل من لم يأت به نص من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه أفضل منهما فالحسن والحسين سيدان له ، شاء ابن تيمية أو أبى .

_________________
(3) تناسى وتجاهل ابن تيمية قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران " .

(4) قوله ( وفى السابقين الأولين من هو أفضل منهما مثل أهل بدر ) خطأ لا يقع فيه طالب علم ، لأن أهل بدر رضى الله عنهم قال فى حقهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - فيما رواه البخارى (4 / 1855) ومسلم ( 4 / 1941) عندما أراد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يقتل حاطب بن أبى بلتعة رضى الله عنه لما خاطب أهل مكة فقال عمر : دعنى يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله يتحقق على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".

فكون أهل بدر مغفوراً لهم لا يدل على أنهم أفضل من سيدى شباب أهل الجنة، وقد يغفر الله لملايين ومليارات من الخلق فهل يعقل أن يكونوا أفضل من سيدا شباب أهل الجنة ؟ .

(5) مِنْ أهل بدر من تكلّم فى حق السيدة عائشة رضى الله عنها فى حادثة الإفك وهو مسطح بن أثاثة الذى كان الصديق ينفق عليه ، قالت السيدة عائشة رضى الله عنها فى حادثة الإفك : فعثرت أم مسطح فى مرطها فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت أتسبين رجلاً قد شهد بدراً قالت : أى هنتاه أو لـم تسمعى ما قال ؟ قلت : وما ذاك ؟ قال قالت فأخبرتنى بقول أهل الإفك . الحديث . - انظر : البخارى ( 4 / 1775 ) ومسلم ( 4 / 2132) - ومنهم من قال عمر فيه : دعنى يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله يتحقق على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
فكيف يفضل ابن تيمية أحدا على سيدى شباب أهل الجنة ؟

_________________

ود محجوب
04-30-2018, 11:35 AM
26 - إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلّم الرضيع ابن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
لم يسلم من ميزان ابن تيمية
الذى يضعه لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
أما قول ابن تيمية فى المسألة السابقة
( وإبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أقرب إليه منهما ، وليس هو أفضل من السابقين الأولين ) . اهـ
فنقول :
ما دليل ابن تيمية وما المانع ؟ فإبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو فى حجر وحضن أبيه صلى الله عليه وآله وسلّم عند ربه لا يحتاج إلى إذن حـتى يكـون مـع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما قال تعالى
(أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)
(الطور 21) .
وكل درجة تزور الدرجة التى تحتها، فمن يكون فى درجة صاحب المقام المحمود؟! ولو عاش لكان نبياً كما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقد قتل الخضر الغلام واستحق القتل ولم يصل إلى سن التكليف ويكفر ، فبعلم الله وتقديره قتل وبعلم الله سيدنا إبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لو عاش لكان نبياً .
وصل اللهم على سيدنا محمد سيد ولد آدم ، وعلى السيدة فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وعلى الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، وجميع أهل البيت ، وإن كره الكارهون وسلم تسليماً كبيراً ..

ود محجوب
04-30-2018, 11:41 AM
27 - ابن تيمية يقول له أصحابه بلا دليل
" أنت أعلم الناس " فيسكت
وابن تيمية نفسه يقول على سيدى شباب أهل الجنة
(وأما كونهما أزهد الناس وأعلمهم فى زمانهم فهذا قول بلا دليل)
عجباً لأمر ابن تيمية فإن له عدة مكاييل تخرج ما يخبئه فى نفسه
قال فى كتابه الجواب الصحيح (6/53- 54) عند ذكر الصحابى الجليل أبى عبيدة بن الجراح ما نصه .
( وأميره الكبير أبو عبيدة أزهد الخلق فى الأموال، وأعبدهم للخالق، وأرحمهم للمخلوق ، وأبعدهم عن هوى النفس، ولهذا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيه " إن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " ) .
فها هو ذا أثبت لأبى عبيدة بن الجراح أنه أزهد الخلق وأعبدهم وأرحمهم وأبعدهم عن هوى النفس .
وها هو يقول عن الحسن والحسين فى منهاجه (4/41) ( وأما كونهما أزهد الناس وأعلمهم فى زمانهم فهذا قول بلا دليل ). اهـ

نقول لأتباع ابن تيمية :
(1) هل عند ابن تيمية دليل على خلاف ما استكثره على سيدى شباب أهل الجنة؟
(2) لماذا أثبت لأبى عبيدة بن الجراح أنه أزهد الخلق وأعبدهم وأرحمهم وأبعدهم عن هوى النفس ، ولم يثبت ذلك أيضاً للحسن والحسين رضى الله عنهما ؟
فإن قلت إن أبا عبيدة بن الجراح أحد العشرة المبشرين بالجنة ،وأنه أمين هذه الأمة، قلنا : نعم هو كذلك رضى الله عنه ، وكذلك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة بنص قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهى درجة أعلى .. فلماذا يحتاج ابن تيمية الدليل فى حالة الحسن والحسين فقط ؟
(3) ابن تيمية مقر بحديث " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " وطالما هما سيدا شباب أهل الجنة ،فلابد من وصولهما إلى هذه الدرجة بأحد سببين : كسبٍ أو وهبٍ - والكسب معناه باجتهادهما ، أما الوهب فبأنهما من البضعة النبوية الشريفة، فهم آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - فأكرمهما الله تعالى ووهبهما بسبب قرابتهما من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كرامة له وعند ابن تيمية فقرابة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا تنفع - وقوله هذا مخالف لأهل السنة والجماعة - ، فليس أمام ابن تيمية إلا التسليم بالكسب. وها هو ذا رفض سبب السيادة كسباً، كما رفضها من قبل وهباً.
(4) لو علم أحد أصحاب ابن تيمية أنه يقول على الحسن والحسين رضى الله عنهما (وأما كونهما أزهد الناس وأعلمهم فى زمانهم فهذا قول بلا دليل) أكان يقول صاحب كتاب الأعلام العلية فى مناقب ابن تيمية (1/46) ( بل لو سئل عامى من أهل بلد بعيد من الشيخ : من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم فى رفض فضول الدنيا أحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية) . اهـ
أوقال المزى كما جاء فى كتاب الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية شيخ الإسلام فهو كافر (1/129) "وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولا أتبع لهما منه ". اهـ ، يا ترى ماذا يكون الرد ؟
فكون ابن تيمية أزهد وأعلم أهل عصره لا يحتاج عندهم إلى دليل ( انظر باب من قدحه ومن مدحه ).
وكون الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة أزهد وأعلم أهل عصرهما فهو يحتاج إلى دليل.

ومن مسلسل تقييم ابن تيمية لسيدى شباب أهل الجنة قال ابن تيمية فى منهاجه (4/550) بطريقة العليم ببواطن الأمور ، وكأنه مقيماً لأسياده.
" فإنـه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة التى لا تنال إلا بنوع من البلاء ( أقول : من أخبره ومن حكم بذلك ، أعنده اللوح أم القلم أم الميزان ) ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيتهما ( أقول : افتراض أن الفضل لا يكـون إلا بالعمـل .. فأيـن ابن تيمية مـن قوله تعالى :
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ)
(البقرة 269)
فإنهما تربيا فى حجر الإسلام فى عز وأمان ، فمات هذا مسموماً وهذا مقتولاً (أقول: هل هذا أدب، هـل هذا أسلوب...وهل سيدات أهل الجنة قتلن حتى ينلن منازل السعداء وعيش الشهداء) لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء" اهـ
قلت :
أيشرك ابن تيمية بالعمل ، فقد ينال العبد من الله السعادة بلا عمل ، أو عمل قليل محض فضل - وليس معنى ذلك أنه لا يعمل - قال تعالى : (اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)
(الشورى13)
وفى صحيح البخارى ( 4 / 1917) عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " إنما أجلكم فى أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس،ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالاً فقال من يعمل لى إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ، فقال من يعمل لى من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ،ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا نحن أكثر عملاً وأقل عطاء ، قال هل ظلمتكم من حقكم قالوا لا ، قال فذاك فضلى أوتيه من شئت" .
ثم أين هو من حديث البخاري (5/2373) :"عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة « .

_________________




(5) هل تعلم أنه جاء فى كتاب لابن تيمية اسمه الزهد والورع والعبادة (1/85) أن رجلاً يدعى أبو القاسم المغربى بعث برسالة لابن تيمية قال فيها :
" يتفضل الشيخ الإمام بقية السلف وقدوة الخلف أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب تقى الدين أبو العباس أحمد بن تيمية بأن يوصينى بما يكون فيه صلاح دينى" إلى آخر الرسالة وختمها بقوله" والسلام الكريم عليه ورحمة الله وبركاته".اهـ

فأجاب ابن تيمية بكلام طويل ليس فيه ما دليلك على أننى أعلم من لقيته ببلاد المشرق والمغرب أو لا تمدحنى .

فها هو ابن تيمية يسمح للناس أن يقولوا له أنت أعلم من ببلاد المشرق والمغرب، ويستنكف ويستكبر على سيدى شباب أهل الجنة أن يكونا أزهد وأعلم أهل زمانهما .

وصل اللهم على سيدنا محمد الذى قال " لو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار "
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

ود محجوب
04-30-2018, 11:45 AM
28 - هان دم الحسين على ابن تيمية
لا مانع عند ابن تيمية من حرق دم الحسين رضى الله عنه الموجود على الشجرة التى سال عليه دمه ، ولا مانع من اتخاذ هذه الشجرة وقوداً وفحماً .
الإمام الحسين رضى الله عنه الذى قال فيه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " حسين منى وأنا منه ، أحب الله من أحبه "

سيد شباب أهل الجنة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم له, والذى أتى جبريل بتربة حمراء من كربلاء وهى الأرض التى قتل فيها ، فشمها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبكى، وأعطاها للسيدة أم سلمة فصرتها فى خمارها ، المهم أن بضعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما كان يقول له الصحابى الجليل عمر رضى الله عنهما ، استهتر به ابن تيمية وهان عليه دمه .. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 1 / 55 ) ما نصه
( ومن ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء ، ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ، ولو كان عليها من أى دم - يعنى دم الحسين - كان ، فكيف بسائر الشجر الذى لم يصبه الدم ) . اهـ

_________________قلت:
لا نقول ولا نرد إلا بما رد به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حيث قال لمن قال له يا رســول الله إنك لتحبهما قال " من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى"

وقد خرج من فم ابن تيمية ما يدل على حاله ، لا يجادل فى ذلك إلا منافق ، وقد يبحث أحدهم فى تضعيف الحديث السابق ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

قلت:
ومن العجيب أن ابن تيمية وابن القيم لم يذكرا فى كتبهما ولو حديثاً واحداً فى إخبـار الملائكة بمقتل الحسين رضى الله عنه بكربلاء، وهو حديث إتيان جبريل بالتربة الحمراء التى شمها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وصرتها السيدة أم سلمة فى خمارها.

وأحاديث الإخبار بمقتل الحسين بلغت حد التواتر عند بعض علماء علم الحديث.

ومن العجيب أيضاً أنهما لم يذكرا ولا مرة واحدة خصيصة الحسـين رضى الله عنه بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " حسين منى وأنا منه "

___


ولنا عدة تعليقات وملاحظات وتساؤلات :
(1) عن ابن عباس قال: رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئاً قال قلت: يا رسول الله ما هذا قال: " دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم " قال عمار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم.
أخرجه أحمد (1/242) وعبد بن حميد (1/235) والحاكم فى المستدرك (4/439) وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه والطبرانى فى المعجم الكبير (3/110) وصححه الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/193، 194) وقال: رواه أحمد والطبرانى ورجال أحمد رجال الصحيح .
وقال ابن كثير فى البداية والنهاية (8/200) إسناده قوى .
قلت : سبحان الله !! فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يلتقط دم الحسين رضى الله عنه ، وابن تيمية لا يستنكف من حرق الشجرة التى عليها دم الحسين.
(2) روى البخارى فى صحيحه (4 / 1494 ، 1495) أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال لوحشى - بعدما أسلم بعد قتله حمزة عم النبى بعدة سنين - " فهل تستطيع أن تغيب وجهك عنى " ، فخرج حتى انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى ، وساء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن ينظر فى وجه رجل مسلم ..
أتظن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يطيق أن يرى دم الحسين رضى الله عنه على شجرة ويقول لأمته حرقوها ؟ .
هل يظن عاقل أن الله يحرق دم الحسين بالنار ؟
إذا كنت تظن ذلك فإنا نقول لك : قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة رضى الله عنها " إن الله غير معذبك ولا ولدك "
رواه الطبرانى قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/ 202 ) " رجاله ثقات " . اهـ


(4) هل تظن أن الشجرة التى عليها دم الحسين رضى الله عنه يمكن أن توقد أصلا روى الطبرانى عن دويد الجعفى عن أبيه قال : لما قتل الحسين رضى الله عنه انتهبت جـزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم .
قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ( 9 / 196 ) " ورجاله ثقات ". اهـ
وأخرج الطبرانى عن الزهرى قال قال لى عبد الملك : أى واحد أنت إن أعلمتنى أى علامة كانت يوم قتل الحسين ، فقال قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد الملك : إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان .
قال الهيثمى ( 9 / 196 ) " ورجاله ثقات " .اهـ
وروى الطبرانى أيضاً عن الزهرى قال " ما رفـع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علىّ إلا عن دم " . اهـ
قال الهيثمى ( 9 / 196 ) " رجاله رجال الصحيح " . اهـ

(5) هل هذا أسلوب يصلح للكلام على سيد أهل الجنة ؟ هل يزيدك هذا الأسلوب أدبا أم تجرؤاً ؟!
(6) أفكار ابن تيمية .. هل تخرج أقواماً يوقرون أهل البيت ويحفظون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيهم ، أم تخرج أجيالاً قساة القلوب.. لا يهمهم حتى حرمة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى أهل بيته .
فماذا يفعلون فى خلق الله سوى ترويعهم وإرهابهم واستحلال أعراضهم ودمائهم وأموالهم .


(7) من أين أتى ابن تيمية بجملة ( ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ، ولو كان عليها من أى دم ) فى أى باب من أبواب الفقه علم ابن تيمية أن تلك الشجرة بعينها- بالذات - لا يكره وقودها، وإن كان عليها دم الحسين.. اتقوا الله يا أتباع ابن تيمية .

(8) وانظر إلى دس السم فإن القارئ العادى قد يخدع بأسلوب ابن تيمية وتهويله مثل قوله ( ومن المعلوم أن كذا – مثل موضوع الشجرة - ( باتفاق العلماء ) ... ( اتفقوا كلهم ) .. ( بإجماع الأئمة ) .. إلى آخر ألفاظه التى يؤثر بها على البسطاء والسذج والعوام ، بل على بعض المنتسبين إلى العلم أو إلى الذين يريدون ركوب الموجة وقهر الناس بهذه الادعاءات التى تزيدهم فى نظر أنفسهم قوة ، وهم لا يزدادون إلا كذباً ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً .

(9) هل لو كان عندك جزء من شجرة عليها دم الحسين رضى الله عنها أكنت تتخذ منها وقوداً تصنع عليه شاياً ، أو طعاماً ؟ أو فحماً للشيشة – والعياذ بالله – أم تصرها كما أخذت أم سلمة التراب فصرته فى خمارها ؟ .


(10) أتظن لو أنك تزندقت وأوقدت جزءاً من الشـجرة التى سال عليها دم الحسين رضى الله عنه – ولن توقد - ، تُرَى أيحبك جد الحسين صلى الله عليه وآله وسلّم ؟

(11) بعد علمك بمستبشع قول ابن تيمية فى هذه المسألة وغيرها ، فهل تتفهم الآن وجهة نظر وكلام التقى الحصنى والعلاء البخارى وغيرهما بتفسيق وزندقة ابن تيمية ، إن لم يكن تكفيره ، وقولهما إن ابن تيمية عنده ضغينة سوء للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته ؟

(12) هل يجوز لنا أن نقول : أحرق الله من يريد أن يحرق دم الحسين رضى الله عنه أم توافق على جواز حرق دم الحسين رضى الله عنه ؟

(13) أتحب الحسين ؟ وهل من يحب الحسين يقول بقول ابن تيمية ؟.

(14) أيهما أقرب لك وأعظم إجلالا فى نفسك : سيد شباب أهل الجنة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أم ابن تيمية الذى اختلفوا فى أمره ؟

(15) وهل يهمك عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته أم سمعة وعرض ابن تيمية؟

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آل بيته الأطهار

ود محجوب
05-02-2018, 11:10 AM
29 - تنقيص ابن تيمية لأهل البيت
هل يصلح أن يكون ابن تيمية مُقَيِّماً لأهل البيت ،
وللسيد الجليل على زين العابدين
ابن سيد شباب أهل الجنة ، وأولاده ، بل وصلاته
لما حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلى الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يمكنه ، وجاء على بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه ، قال : ونصب لهشام منبر فقعد عليه ، فقال له أهل الشام : من هذا يا أمير المؤمنين فقال : لا أعرفه ، فقال الفرزدق : لكنى أعرفه ، هذا على بن الحسين رضى الله تعالى عنهما:
هـذا ابن خير عبــاد الله كلهم .
هذا التقى النقى الطاهر العلـم .
هـذا الذى تعـرف البطحاء وطأته .
والبيت يعرفه والحل والحــرم .
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه .
ركن الحطيم إذا ما جاء يسـتلم .
إذا رأتـه قريش قـال قائلهـا .
إلى مكارم هـذا ينتهى الكـــرم .
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم .
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هـم
هذا ابـن فاطمة إن كنت جاهلـه .
بجده أنبياء الله قد ختمـوا . .
وليـس قولك مـن هذا بضائره .
العرب تعرف من أنكرت والعجـم .
يغضـى حياء ويغضى من مهابتـه .
فلا يكلم إلا حين يبتسم . .
أى الخلائق ليست فـى رقابهــم .
لأوليـة هـذا أو لـه نعــم. .
من يعـرف الله يعـرف أولية ذا .
فالدين من بيت هذا ناله الأمم .
هذا الإمام العظيم - الذى ما من أحد من ذرية الإمام الحسين إلا وقد خرج أو يخرج من صلبه إلى آخر شريف حسينى - يتجرأ عليه ابن تيمية ، وكأن ابن تيمية أحد جنود يزيد بن معاوية الذين استهتروا بفضيلة أهل البيت وانتقصوهم ، وقتلوا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة أمام عينيه .
وكم من مبغض لأهل البيت يريد قتل الحسين وأهل بيته حياً وبعد شهادته، لا يطيق سماع حتى أسمائهم فما بالكم بفضيلتهم.
قال ابن تيمية فى معرض كلامه على أهل البيت فى منهاجه (4/107 - 108)
( وظهور آثار غيرهم فى الأمة أعظم من ظهور آثارهم فى الأمة ) . اهـ
وقال أيضاً فى منهاجه (4/169 - 170) ما نصه
( وفى الاثنى عشر من هو مشهور بالعلم والدين كعلى بن الحسين وابنه أبى جعفر وابنه جعفر بن محمد وهؤلاء لهم حكم أمثالهم ، ففى الأمة خلق كثير مثل هؤلاء وأفضل منهم )
ثم قال بعد 5 سطور
(وقد انتفع المسلمون فى دينهم ودنياهم بخلق كثير أضعاف أضعاف ما انتفعوا بهؤلاء).اهـ
وقال أيضاً فى نفس الكتاب (6/387)
( وكان على بن الحسـين وابنه أبو جعفر وابنه جعفر بن محمد يعلمون الناس ما علمهم الله .. كما علمه علماء زمانهم وكان فى زمنهم من هــو أعلم منهــم وأنفع للأمة ، وهذا معــروف عند أهل العلم ) .اهـ
وقال أيضاً فى نفس الكتاب (4/116)
( وعلى بن الحسين وابنه وجعفر بن محمد وغيرهم هم أيضاً من أئمة أهل السنة والجماعة بهذا الاعتبار ، فلم تأتم الشيعة بإمام ذى علم وزهد إلا وأهل السنة يأتمون به أيضاً وبجماعات آخرين يشاركونهم فى العلم والزهد بل هم أعلم منه وأزهد).اهـ

قلت :
نستفتح أولاً بما قاله الإمام أبو المحاسن الحنفى فى كتابه معتصر المختصر (2/329 - 330) : " من أخرج عترته من المكان الذى جعلهم الله به على لسان نبيه ، فجعلهم كسواهم ممن ليس من أهل عترته ، كان ملعونا " . اهـ

ونقول لأتباع ابن تيمية :
من كان يتجرأ قبل ابن تيمية ويقول على الإمام زين العابدين وأهل بيته :
(1) أن ظهور آثار غيرهم فى الأمة أعظم من ظهور آثارهم فى الأمة ، ومن أعلمه ذلك. نبؤونا بعلم إن كنتم صادقين .
(2) ومن الذى قال : إن فى الأمة خلقا كثيرا مثل هؤلاء وأفضل منهم وقد انتفع المسلمون فى دينهم ودنياهم بخلق كثير أضعاف أضعاف ما انتفعوا بهؤلاء ؟
انظر أسلوبه بكلمة ( هؤلاء ) وليس بكلمة ( أهل البيت ) أو كلمة ( ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ).

ومن هم هؤلاء الخلق الكثير الذين هم أفضل من آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟

_________________

ود محجوب
05-02-2018, 11:13 AM
ونقول لأتباع ابن تيمية :
من هم أهل العلم الذين ذكرهم ابن تيمية بقوله (هذا معروف عند أهل العلم)؟
وفى أى كتبهم ذكروا أن فلاناً كان أفضل من ابن سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الإمام على زين العابدين ؟ ولماذا لم يذكر أسماءهم ، ولم ينقل كلامهم ؟
ونذكر القارئ أن على بن الحـسين بن على بن أبى طالب من أهـل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وذريته التى أمرنا الله أن نصلى عليهم ، وكفى بها نعمة وفخراً لذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
ولا تنسى ما رواه البخارى (3/1232) ومسلم (1/306) عن أبى حميد الساعدى رضى الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلى عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قولوا " اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .
فنحن مأمورون شرعاً أن نصلى عليهم ، ومن عظيم فخرهم أن الله هو الذى يصلى عليهم ، فاتقوا الله يا أولى الألباب .
وراجع مسألة خطأ ابن تيمية فى موضوع تنقيصه لأهل البيت بادعائه أن الصلاة عليهم لا ترفع مصافهم على غيرهم ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
يا أهــل بيت رسول الله حبكم .
فـرض من الله فى القرآن أنزلـه .
يكفيكم مـن عظيم الفخـر أنكم .
مـن لم يصل عليكم لا صلاة له .

ونقول :
كان إمامنا على زين العابدين ابن سيد الشهداء رضى الله عنهما كما قال الحافظ الذهبى " له جلالة عجيبة وحق له والله ذلك ، وقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله ، محلاً لاحترام الأمة وتقدير أكابر علمائها الذين نهلوا من فيضهم .
وها هو أحد سادات التابعين وهـو سعيد بن المسيب قال له رجل: ما رأيت أورع من فلان، قال: هل رأيت على بن الحسين ؟ قال: لا قال ما رأيت أورع منه.
وقال الزهرى : ما رأيت قرشياً أفضل من على بن الحسين وقال الزهرى أيضاً: ما كان أكثر مجالستى مع على بن الحسين وما رأيت أحدا كان أفقه منه ولكنه كان قليل الحديث .
قال أبو بكر بن البرقى : نسل الحسين كله من قبل ابنـه على الأصغر ، وكان أفضل أهل زمانه ." اهـ
وفى معرفة علوم الحديث للحاكم (1/53) وفتح البارى (3/11) وغيرهما : أن أبا بكـر بن أبى شيبة قـال : أصـح الأسانيد كلها الزهـرى عن على بن الحسين عن أبيه عن على .
ونقول أيضاً : رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لا يشار إليه بالأصابع تقى غنى خفى هو عند الله أفضل من أمة ، وقد يطلع الله على ما فى قلبه فيصرف البلاء عن الخلق ، فمن عباد الله من يكون وجوده أماناً لأهل الأرض .
وقد وردت الإشارة بذلك فى صحيح مسلم ( 4 / 1961 ) وغيره : عن أبى بردة عن أبيه قال : صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم قلنا لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء ، قال فجلسنا فخرج علينا فقال " ما زلتم هاهنا " قلنا يا رسول الله صلينا معك المغرب ، ثم قلنا نجلس حتى نصلى معك العشــاء قـال " أحسنتم أو أصبتم " قال فرفع رأسه إلى السماء - وكان كثيراً مما يرفع رأسه إلى السماء – فقال " النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحأبى فإذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون، وأصحابى أمنة لأمتى فإذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما يوعدون " .

من هذا الباب قال رجاء بن حيوة : كنا فى مجلس ابن محيريز إذ أتانا نعـى ابن عمر فلما خرج قال ابن محيريز : إنى لأعد بقاءه أماناً لأهل الأرض ،

قال رجاء: والله وأنا أيضاً كنت أعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض

وابن محيريز هو الذى قال الاوزاعى فيه : من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز فإن الله تعالى لم يكن ليضل أمة فيها مثل ابن محيريز .

فمن هذا الذى يحدد الأنفع للأمة ، والذى فى الأمة خلق كثير مثله ، إلى آخر ترهات ابن تيمية وتنقيصه لأهل البيت الذين يصلى عليهم الله عز وجل بنفسـه .

ونقول لأتباع ابن تيمية أأشهد الله ابن تيمية اختياره لمن يفيد وينفع أمة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأراهم له ، مما جعل ابن تيمية يحكم على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وذريته الذين كانوا فى جنات النعيم قبل ميلاد ابن تيمية بمئات السنين .

سبحانك هذا بهتان عظيم .

ود محجوب
05-02-2018, 11:17 AM
30- الأمة وصفت على بن الحسين رضى الله عنه
بزين العابدين
وابن تيمية يريد أن يسلب هذا الوصف عنه

ومن بقية وعاء ابن تيمية الذى يفوح بما لا يعلمه إلا الله من رغبة مكبوتة فى تنقيص أهل البيت ما قاله فى منهاجه (4/42) فى معرض كلامه عن الحسن قال ( وأما قوله عن الحسن إنه لبس الصوف تحت ثيابه الفاخرة فهذا من جنس قوله فى علىٍّ إنه كان يصلى ألف ركعة ، فإن هذا لا فضيلة فيه وهو كذب). اهـ

وأكد ذلك بقوله فى نفس الكتاب ( 4 / 50 )
( وأما ما ذكره من قيام ألف ركعة فقد تقدم أن هذا لا يمكن إلا على وجه يكره فى الشريعة ، أو لا يمكن بحال ، فلا يصلح ذكر مثل هذا فى المناقب ) . اهـ

_________________قلت :
إذا كان على بن الحسين رضى الله عنه وصف بزين العابدين لصلاته ألف ركعة فقول ابن تيمية ( فإن هذا لا فضيلة فيه وهو كذب ) معناه أن على بن الحسين عند ابن تيمية لا يستحق أن يطلق عليه ( زين العابدين ) .
ولا تتعجب ، فقد ذكر ابن تيمية اســم على بن الحسين رضى الله عنه سبعاً وعشرين مرة - فى هذا الكتاب الذى نقلنا عنه - بدون وصفه بزين العابدين ، وذكر كلمة ( زين العابدين ) من لفظ وقول الرافضى وذلك خمس مرات .
بل إن الأعجب من ذلك أن ابن تيمية لم يصف على بن الحسين رضى الله عنه بزين العابدين من تلقاء نفسه - وليس من كلام الشيعى المتشدد - فى معظم كتبه إن لم يكن كلها إلا مرتين .
وقد نقل ابن الجوزى فى صفوة الصفوة (2/100) والحافظ المزى فى تهذيب الكمال (20/390) والذهبى فى السير (4/392) والحافظ فى التهذيب (7/269) والحافظ السيوطى فى تذكرة الحفاظ (1/75) وغيرهم عن الإمام مالك بن أنس أحد الأئمة الأربعة قال عن علىّ بن الحسين رضى الله عنه " بلغنى أنه كان يصلى فى كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين لعبادته" . اهـ
وقد قال الحافظ المزى فى تهذيب الكمال (35/41) مترجماً له
" ذو الثفنات على بن الحسين بن على بن أبى طالب زين العابدين، سمى بذلك لأنه كان يصلى كل يوم ألف ركعة ، فصار فى ركبتيه مثل ثفنات البعير".اهـ
وأقول :
قول ابن تيمية (وأما ما ذكره من قيام ألف ركعة فقد تقدم أن هذا لا يمكن إلا على وجه يكره فى الشريعة ، أو لا يمكن بحال ، فلا يصلح ذكر مثل هذا فى المناقب) .اهـ ، يدل على عدم معرفة ابن تيمية بما يسمى ببركة الوقت - أحد أنواع طى الزمان - ، فقد أتى الذى عنده علم من الكتاب بعرش ملكة سبأ فى أقل من ارتداد بصر العين ، وكما يقولون البركة قد تقع فى الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير .
ثم إن ابن تيمية حسب زمن الألف ركعة بالتطويل وليس على التخفيف ، ولنا تساؤل : كم ركعة صلاها ابن تيمية فى يوم وليلة حتى يعلم - ولو ظاهرياً - الزمن الذى يلزم لصلاة ألف ركعة - قد تكون أربع ركعات فى الصلاة الواحدة أو اثنتين.

_________________
ثم أقول :
سبحان الله !! من الذى أفتى ابن تيمية بأن صلاة ألف ركعة أو أقل لا فضيلة فيه، فمن المعروف لأى مطلع فى كتب الزهد والرقائق أن خيار السلف الصالح كانت لهم صلوات تتراوح من مائة ركعة إلى ألف ولبعضهم تسبيحات من عشرة آلاف حتى مائة ألف، وكان يعد ذلك من مناقبهم ودليلاً على استدامة استقامتهم وطاعتهم .
ونقول لأتباع ابن تيمية :
أنتم تعلمون أنه قد ثبت أن الإمام أحمد - والمفترض أن ابن تيمية حنبلى - كان يصلى فى كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة - وكذلك ثابت البنانى والجنيد - فلما مرض بعد الفتنة فكان يصلى فى كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة ، وكان قرب الثمانين.
فهل الإمام أحمد مبتدع، وهل عمله لا فضيلة فيه ؟
ونقول لهم لقد ذكر علماء الأمة فى مناقب الصالحين طائفة - لا يقل عددهم عن سبعة من السلف الصالح - كانت صلاتهم ألف ركعة فى اليوم والليلة، فقد ذكروا ذلك عن على بن الحسين - زين العابدين -، وعلى بن عبد الله بن العباس، وعامر بن عبد الله، وكهمس، وبلال بن سعد، ومصعب بن ثابت، ومرة بن شراحيل الهمدانى . ونعود مرة أخرى إلى ما يخص الإمام على زين العابدين بن مولانا الحسين فنقول: روى مصعب بن عبد الله الزبيرى عن الإمام مالك بن أنس" أحرم على بن الحسين فلما أراد أن يلبى قالها فأغمى عليه وسقط من ناقته فهشم .
ولقد بلغنى أنه كان يصلى فى كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين لعبادته " . اهـ
رحم الله الإمام مالك ، فهل ابن تيمية أعلم من الإمام أحمد والإمام مالك والسلف الصالح ؟ - لا أظن أن أحداً من الناس يعتقد ذلك ، إلا المخبولين والمتنطعين وأصحاب البدع الذين وجدوا فى أفكار ابن تيمية مرتعاً خصباً لشذوذهم .

ود محجوب
05-05-2018, 10:40 PM
31 - تنقيص ابن تيمية
للإمام جعفر الصادق رضى الله عنه
كعادة ابن تيمية فى تنقيص أهل البيت ، وإن شئت قلت : تنقيص أى أحد تقدره وتحبه الأمة بفطرتها .

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 7 / 533 - 534 )
( وبالجملة فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه ، لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره ، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين حديث الزهرى وحديثه نسبة، لا فى القوة ولا فى الكثرة. وقد استراب البخارى فى بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له ، ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ). اهـ

_________________
قلت :
فى كلام ابن تيمية ثلاث نقاط انتقص بها الإمام جعفر الصادق :
النقطة الأولى:
قوله ( فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه ) فهذه مكابرة وتنقيص لجعفر الصادق ولأهل البيت، ولم يقل أحد قبل ابن تيمية إن الأئمة لم يأخذوا من بعض مثل أحمد من الشافعى والشافعى من مالك وهكذا، ولم يقل أحد أن الأئمة لم يأخذوا عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه.
فقد قال حسن بن زياد - فيما ذكره الذهبى فى السير (6/257) " سمعت أبا حنيفة وسُئِل من أفقه من رأيت ؟ قال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد".اهـ
وفى ترجمة بهلول بن عمر الصيرفى المعروف بالمجنون - عند الحافظ ابن حجـر فى التعجيل (1/56)
" قال حدث عنه أبو حنيفة أنه لقيه يأكل فى السوق فقال له تجالس مثل جعفر الصادق وتأكل وأنت تمشى ". اهـ
فانظر إلى نظرة الإمام أبى حنيفة إلى الإمام جعفر الصادق بقوله " تجالس مثل جعفر الصادق وتأكل وأنت تمشى "
وقال أبو حنيفة - فيما ذكره الذهبى فى السير (6/258)
" لما أقدمه المنصور الحيرة - يعنى جعفر الصادق - : بعث إلى فقال يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم أتيت أبا جعفر وجعفر ، جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلنى لجعفر من الهيبة ما لا يدخلنى لأبى جعفر - يعنى الخليفة المنصور - ثم قال أبو حنيفة : فابتدأت أسأله فكان يقول فى المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على أربعين مسألة . ما أخرم منها مسألة ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس " . اهـ
قلت :
فانظر هدانا الله وإياكم وصف أبى حنيفة للإمام جعفر الصادق بقوله " أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ". اهـ ، وانظر إلى أدب الإمام أبى حنيفة - فيما أورده صاحب طبقات الحنفية (1/463) عن أبى يوسف " أن الإمام كان يفتى فى المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر رضى الله عنهما وعن آبائهما الكرام ففطن الإمام فقام فقال يا ابن رسول الله لو علمت أول ما وقفت لما قعدت وأنت قائم ، فقال : اجلس وأفت الناس على هذا أدركت آبائى ".اهـ

وأما الإمام مالك – فأورد الحافظ فى تهذيب التهذيب (2/88)
" فقد قال اختلفت – أى ترددت - إليه زماناً فما وجدته إلا على ثلاث خصال ، إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث إلا على طهارة ".
قلت : فلماذا تردد عليه الإمام مالك هذا الزمان
أما الإمام الشافعى – فأورد أبو نعيم فى الحلية (9/152 – 153) عنه – أنه قد عابه بعض الناس لفرط ميله إلى أهل البيت وشدة محبته لهم ، إلى أن نسبه إلى الرفض فأنشأ الشافعى فى ذلك يقول :
قف بالمحصب من منى فاهتف بها .
واهتف بقاعد خيفها والناهـض .
إن كان رفضاً حـب آل محمــــد
فليشـــهد الثقلان أنـى رافضي

وقال الربيع بن سليمان – فيما نقله الذهبى فى السير (10/58) -
" قال حججنا مع الشافعى فما ارتقى شرفاً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكى وينشد
يا راكبـاً قف بالمحصب مـن منى .
واهتف بقاعد خيفهـا والناهض .
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى .
فيضاً كملتطم الفرات الفائض .
إن كان رفضاً حـب آل محمــــد
فليشهد الثقلان أنى رافضـى" .
ومن المعروف أن الإمام الشافعى كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فى أول الفاتحة ، بينما بقية الأئمة يرون قراءتها سراً . كذلك كان الإمام الشافعى يقنت فى صلاة الفجر خلافاً لبقية الأئمة أخذ ذلك - الجهر والقنوت وغير ذلك - من مذهب أهل البيت ، فلهذا السبب ولشدة ولعه فى حب أهل البيت ومدحه لهم اتهم بأنه من الشيعة لذا أنشد ما سبق .
وسؤالات الإمام سفيان الثورى للإمام جعفر الصادق مبثوثة فى كتب المسلمين ، انظر إلى قول سفيان الثورى فيما رواه أبو نعيم - كما ذكر الذهبى فى السير (6/261 - 262) - " قال سفيان : دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيدجانى ، فجعلت أنظر إليه تعجباً فقال : ما لك يا ثورى ؟ قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك ، فقال : كان ذاك زماناً مقتراً وكانوا يعملون على قدر إقتاره وإفقاره ، وهذا زمان قد أسبل كل شيء فيه ، عز إليه ، ثم حسر عن ردن جبته فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل ، وقال : لبسنا هذا لله وهذا لكم ، فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه " . اهـ
وأورد أيضا الذهبى فى السير (6/264 - 266)
" أن الخليل بن أحمد قال : سمعت سفيان الثورى ، يقول قدمت مكة فإذا أنا بأبى عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح فقلت : يا ابن رسول الله لم جعل الموقف من وراء ، ولم يصير فى المشعر الحرام الحرم ، فقال : الكعبة بيت الله والحرم حدابه والموقف بابه ، فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم فى الدخول أدناهم من الباب الثانى وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التى كانت حجاباً بينه وبينهم أمرهم بزيارة بيته على طهارة . قال: فلم كره الصوم أيام التشريق ؟ قال : لأنهم فى ضيافة الله ، ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه. قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهى خرق لا تنفع شيئا ؟ قال : ذاك مثل رجل بينه وبين رجل جرم، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم .
وأما الإمام أحمد فلم يكن فى زمنه رضى الله عنه ، فقد توفى الإمام جعفر الصادق سنة 148 هـ " . اهـ

ود محجوب
05-05-2018, 10:43 PM
النقطة الثانية :

أما قوله ( لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره ، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه وليس بين حديث الزهرى و حديثه نسبة لا فى القوة و لا فى الكثرة ) :
فنرد عليه بما نقله ابن عدى (2/131) والذهبى فى السير (6/256) وابن حجر فى اللسان (2/144) عن الدراوردى قال " لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمـر بنى العباس " . اهـ ، أى أن السبب واضح وهو وجود دولة الأمويين وكانوا ينكلون بأهل البيت، وكان قتل الحسين رضى الله عنه فى زمن خلافتهم .
كما أن المقارنة تكون بين الزهرى وبين الإمام على زين العابدين ، فإن من العلماء من قال إن سنهما واحد - كما قال أحمد بن صالح - ، ومنهم من قال إن على زين العابدين رضى الله عنه أكبر من الزهرى بثلاث عشرة سنة أى أكبر سنا بقدر بسيط - كذلك ذكر الحافظ فى تهذيب التهذيب (7/269) .
وقد قدمنا ماذا كان من أمر الزهرى مع الإمام على زين العابدين .

ونقول هل نسى ابن تيمية عدد الأحاديث التى رواها أبو بكر الصديق مقارنة بالآلاف التى رواها أبو هريرة ، فهل يصح أن يقال : ليس بين حديث أبى هريرة وحديث أبى بكر نسبة لا فى القوة ولا فى الكثرة ، فأين أبو هريرة من أبى بكر الصديق فتأمل .

النقطة الثالثة :
قوله ( وقد استراب البخارى فى بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخــرج له و لم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ) . اهـ
فنرد عليه بالآتى :
(1) بما أورده تلميذه الحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء (6/256،257) ما نصه: " عن يحيى بن سعيد قال: أملى على جعفر بن محمد الحديث الطويل - يعنى فى الحج - ثم قال: وفى نفسى منه شيء، مجالد أحب إلى منه. قلت - الذهبى - هذه من زلقات يحيى القطان، بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفراً أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى .
قال الشافعى ثقة، وقال يحيى بن معين: جعفر بن محمد ثقة مأمون، وقال ابن أبى حاتم: سمعت أبا زرعة - وسئل عن جعفر بن محمد عن أبيه وسهيل عن أبيه والعلاء عن أبيه أيها أصح - قال : لا يقرن جعفر إلى هؤلاء . وسمعت أبا حاتم يقول: جعفر لا يسأل عن مثله " . اهـ
قال ابن عدى فى الكامل ( 2 / 131- 134 )
" له حديث كثير عن أبيه عن جابر ، وعن آبائه ونسخ لأهل البيت وقد حدث عنه الأئمة وهو من ثقات الناس كما قال ابن معين " . اهـ
(2) فى هذه الجملة تخليط كبير لا معنى له إلا الإبهام والإيهام ( وقد استراب البخارى فى بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له و لم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ) ووجه إدخال الكلام فى بعضه ، هو أن كلام يحيى القطان كان على صدق الإمام جعفر الصادق نفسه، لذا نقلنا قول الحافظ الذهبى ( هذه من زلقات يحيى القطان ) .
هذا موضوع ، أما بقية الجملة المعطوفة على ما سبق فموضوع آخر ، فتتعلق بمن يكذب على الإمام ، جعفر الصادق فشتان بين المعنيين فى سياق واحد فانتبه .
(3) ما فائدة قول ابن تيمية ( ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ) ، وإذا كان هو مقتنع بذلك فلماذا يذكر زلقة يحيى القطان الذى نقل الذهبى إجماع الأئمة على خطئه ؟! .
(4) الإمام البخارى - وهو شافعى المذهب - لم يرو للإمام الشافعى فى صحيحه ، فهل معنى ذلك أن الشافعى ليس بثقة ، أو لم يأخذ منه الأئمة ؟! فانتبه .
(5) ماذا يقصد ابن تيمية بجملة ( ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ) أهذا تبرير لعدم رواية البخارى له ، أم يقصد التشكيك فيما يروى عن جعفر الصادق فيرتاب من يسمع شيئاً عن جعفر الصادق - وهذا والله أعلم قصده بدليل جملة ( وقد استراب البخارى فى بعض حديثه ) - ونقول لابن تيمية : كان الأحرى بك أن تقول : ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته كما كذب بعض الرواة على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
(6) لماذا نُعت الإمام جعفر بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالصادق، واتفقت الأمة على ذلك ؟. وتذكر أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم نُعت بالصادق الأمين ، وصـدق عمرو بن أبى المقدام حينمـا قال " كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين ".اهـ

ود محجوب
05-05-2018, 10:45 PM
32 - تنقيص ابن تيمية للإمام على الرضا بن موسى الكاظم
الذى كان ابن خزيمة وابن حبان يتبركون بقبره
الإمام على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيد أهل الجنة الحسين بن على ، وهو من قيل فيه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : هذا على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين
ستة آباء هم ما هم .
خير من يشرب صوب الغمام .
قال ابن تيمية بخصوصه فى منهاجه ( 4 / 60 )
( وأما قوله : إنه كان أزهد الناس وأعلمهم فدعوى مجردة بلا دليل ، فكل من غلا فى شخص أمكنه أن يدعى له هذه الدعوى ، كيف والناس يعلمون أنه كان فى زمانه من هو أعلم منه ومن هو أزهد منه كالشافعى وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأشهب بن عبد العزيز وأبى سليمان الدارانى ومعروف الكرخى وأمثال هؤلاء ، هذا ولم يأخــذ عنه أحد من أهل العلم بالحــديث شيئا ولا روى له حديث فى الكتب الستة ) . اهـ
وقال أيضاً فى منهاجه ( 4 / 61 ، 62 )
( وأما قوله : إنه أخذ عنه فقهاء الجمهور كثيرا فهذا من أظهر الكذب ، هؤلاء فقهاء الجمهور المشهورون لم يأخذوا عنه ما هو معروف ، وإن أخذ عنه بعض من لا يعرف من فقهاء الجمهور فهذا لا ينكر ، فإن طلبة الفقهاء قد يأخذون عن المتوسطين فى العلم ومن هم دون المتوسطين ، وما يذكره بعض الناس من أن معروفا الكرخى كان خادماً له وأنه أسلم على يديه ، أو أن الخرقة متصلة منه إليه فكله كذب باتفاق من يعرف هذا الشأن ) . اهـ بحروفه

_________________
قلت :
لنا تعقبات :
(1) هذه من إحدى مسلسلات ابن تيمية فى تنقيص أهل البيت، فبعد أن نفى ابن تيمية عن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة أنهما أزهد وأعلم عصرهما - وفى الوقت نفسه يسمح لمريديه أن يقولوا عنه أنه بقية السلف وقدوة الخلف أَعْلَمُ مَنْ لقيت ببلاد المشرق والمغرب.كما سبق فى كتابه الزهد والورع والعبادة (ص:85)- أقول: أخذ ينفى عن حفيد الحسين أنه أزهد وأعلم أهل عصره - ونسى أن الله أكرم سابع حفيد بصلاح آبائه كما قال تعالى :
(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
(الكهف 82) .
وكون الإمام على الرضا أزهد أهل عصره، فلكونه - كما هو معروف ومعلوم - عرض عليه المأمون الخلافة فرفض، ففيه شبه من الحسن رضى الله عنه .. الذى قال فيه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيما رواه البخارى وغيره " إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" .
(2) قول ابن تيمية ( كيف والناس يعلمون أنه كان فى زمانه من هو أعلم منه ومن هو أزهد منه ، كالشافعى وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأشهب بن عبد العزيز وأبى سليمان الدارانى ومعروف الكرخى ). اهـ
فيه مغالطات كثيرة منها :
من هم هؤلاء الناس .. هلا ذكرهم لنا، وما دليلهم ؟ وإذا كان ابن تيمية يقول على من نسب ذلك إلى على الرضا أنه قول بلا دليل فكذلك أين الدليل على خلافه ؟ ، وأيضاً قدمنا احترام الإمام الشافعى لأهـل البيـت حتى نسبوه إلى التشيع ، كما أن الدارانى من أئمة التصوف ، وحبهم لأهل البيت معروف ، وأيضاً معروف الكرخى قد كان خادماً لعلى الرضا كما أثبته غير واحد من الأئمة – حتى لو أنكر ابن تيمية ذلك، وهو كعادته بعد عدة قرون أول من ادعى أن معروفاً لم يكن خادماً لعلى الرضا، وسبب نفى ابن تيمية أن يكون معروفاً الكرخى خادماً لعلى بن موسى أن الإمام أحمد كان يبجل معروفاً الكرخى تبجيلاً كبيراً ونقول لابن تيمية: انظر إلى إسحاق بن راهويه - وقد ذكرت أنه أزهد من على الرضا - وأدبه مع على الرضا .
فقد قال العجلونى فى كشف الخفاء ( 1 / 22 )
( لما دخل على بن موسى الرضا نيسابور على بغلة شهباء فخرج علماء البلد فى طلبه منهم يحيى بن يحيى وإسحق بن راهويه وأحمد بن حرب ومحمد بن رافع فتعلقوا بلجام دابته ، فقال له إســحاق : بحق آبائك حدثنا فقال حدثنا العبد الصالح أبى موسى بن جعفر الى آخر سنده عن أهل البيت وذكر هذا - يعنى حديث " لا إله إلا الله حصنى " ). اهـ
فها هو إسحاق بن راهويه يتعلق بلجام دابة على الرضا ليس وحده ولكن معه يحيى بن يحيى - الذى كان أحمد بن حنبل يتبرك بقميصه - وأئمة السلف مثل أحمد بن حرب ، ومحمد بن رافع . وتعلق أئمة السلف بلجام دابة على الرضا معروف .
انظر تاريخ دمشق لابن عساكر حافظ الدنيا ( 5 / 463 )

ود محجوب
05-05-2018, 10:46 PM
(3) قول ابن تيمية ( ولم يأخذ عنه أحد من أهل العلم بالحديث شيئاً ، ولا روى له حديث فى الكتب الستة ) . اه

قال ابن حجر فى تهذيبه ( 7 / 339 )
" روى عنه من أئمة الحديث آدم بن أبى إياس ونصر بن على الجهضمى ومحمد بن رافع القشيرى وغيرهم ". اه
كما أن ابن ماجه – وهو أحد الستة – روى له حديث " الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان " ونقل قول أبى الصلت " لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرأ ". اه ، وابن تيمية يتناسى القهر والحصار والظروف الشديدة التى عاشها أهل البيت سواء فى العصر الأموى أو العباسى ، والإمام على الرضا نفسه مات مسموماً وضع له سم فى شراب الرمان كما هو معلوم .

(4) قول ابن تيمية ( وإن أخذ عنه بعض من لا يعرف من فقهاء الجمهور فهذا لا ينكر ، فإن طلبة الفقهاء قد يأخذون عن المتوسطين فى العلم ومن هم دون المتوسطين ) . اه ، علق عليه أنت بما شئت ، وافهم نفسية ابن تيمية تجاه أهل البيت بما شئت ، واختر مع من تكون ؟.

ود محجوب
05-05-2018, 10:49 PM
34 - تعظيم وإجلال علماء المسلمين وحكامهم
للإمام على الرضا بعد وفاته وتبركهم بقبره
(1) تعظيم الإمام ابن خزيمة والإمام أبى على الثقفى قبر على بن موسى الرضا بطوس. قال الحافظ ابن حجر فى ترجمة الإمام على الرضا ( تهذيب التهذيب 7/339 )
( وقال الحاكم فى تاريخ نيسابور : قال وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة وعديله أبى على الثقفى مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر على بن موسى الرضا بطوس ، قال : فرأيت من تعظيمه - يعنى بن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ) . اهـ
قلت:
فانظر إلى خمسة من أكابر علماء الأمة
أولهم : الإمام ابن خزيمة - الذى وصفه ابن تيمية بإمام الأئمة - ،
ثانيهم : الحافظ أبى على الثقفى ، وهو الإمام المحدث الفقيه العلامة شيخ خراسان وهو الذى قال فيه ابن سريج : حجة الله على خلقه – كما ذكر الذهبى فى السير ( 15 / 280 ) .
ثالثهم : شيخ الحاكم وهو محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس . قال فيه الذهبى - تلميذ ابن تيمية - فى السير ( 16 / 23 ، 24 ) " الإمام رئيس نيسابور بنى داراً للمحدثين وأدر عليهم الأرزاق كان أبو على الحافظ يقرأ عليه تاريخ أحمد بن حنبل " . اهـ
رابعهم : الإمام الحاكم صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين .
خامسهم : خاتمة حفاظ المسلمين ومحدثيهم ابن حجر العسقلاني .
وانظر إلى قول الماسرجسى : مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون : وانظر قوله : فرأيت من تعظيمه - يعنى ابن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا . ولا تتعجب من ذلك ، فليس علماء الحديث مثل ابن خزيمة ، وأبى على الثقفى ، والماسرجسى ، والمشايخ الذين كانوا معهم فقط هم الذين يحبون مشاهد أهل البيت ، بل الأمة كلها .
(2) الإمام الحافظ ابن حبان
قال ابن حبان عند ذكر على الرضا فى كتابه الثقات ( 8 / 457 ) ما نصه
" وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد ، قد زرته مراراً كثيرة وما حلت بى شدة فى وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لى وزالت عنى تلك الشدة ، وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك ، أماتنا الله على حب أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلّم الله عليه وعليهم أجمعين ".اهـ كلام ابن حبان بحروفه
ونقول :
لا تعليق على شدة حب علماء الأمة المحمديـة لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبغض من فى قلبه مرض لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

(3) الملك محمود بن سبكتكين
قال الحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 500 )
" ومن المعروف والمشهور أن الملك سبكتكين صاحب بلخ وغزنة وغير ذلك
( 387 هـ ) وكان من أعداء أهل البيت لما أخذ طوس أخرب مشهد على بن موسى الرضا وقتل من يزوره ، فلما تملك ابنه محمود رأى فى النوم علياً رضــى الله عنه وهو يقول : إلى كم هذا ؟ فبنى المشهد ورد أوقافه إليه ". اهـ
أما الملك محمود بن سبكتكين فهو من أظهر مذهب أهل السنة والجماعة بعد بدعة أبيه حـتى أن ابن تيمية نفسه مدحه عدة مرات وقال عنه فى مجموع الفتاوى ( 4 / 22 )
( ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بنى جنسه كان الإسلام والسنة فى مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ، ونشر من العدل ما لم ينشره مثله ، فكانت السنة فى أيامه ظاهرة والبدع فى أيامه مقموعة ) . اهـ
وقال فى درء التعارض ( 6 / 253 )
( وأظهر السلطان محمـود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر وأظهر السنة ). اهـ
وقال فى بيان تلبيس الجهمية ( 2 / 331 )
( السلطان محمود بن سبكتكين وكان من أحسن ملوك أهل المشرق إسلاماً وعقلاً وديناً وجهاداً وملكاً فى آخر المائة الرابعة ) . اهـ
وقال عنه فى منهاجه ( 3 / 429 )
( وكان من خيار الملوك ). اهـ
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آل بيته وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
_________________

ود محجوب
05-09-2018, 05:13 PM
35 - هل أطلع الله ابن تيمية على جهنم
حتى يجزم بأن ذرية فاطمة رضى الله عنها ليست كلها محرَّمة على النار ؟!
قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 63 ، 64 )
(وأيضا فليست ذرية فاطمة كلهم محرمين على النار بل فيهم البر والفاجر).اهـ
قلت :
ما لابن تيمية وآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ وما الذى يضيره من خصائصهم ؟
ونقول لأتباع ابن تيمية :
(1) أين دليل ابن تيمية على أن ذرية فاطمة عليها السلام ليسوا كلهم محرمين على النار ؟
(2) إن الأمة كلها مأمورة بالصلاة عليهم بنص حديث البخارى (3/1232) ومسلم ( 1 / 306 ) عن أبى حميد الساعدى رضى الله عنه الذى قال فيه : أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلى عليك ، قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
وابن تيمية يقر بأن ذرية فاطمة هم أهل بيته قال فى مجموع الفتاوى (24/245)
( فأزواجه وذريته من آله بلا شك أو هم آله ) . اهـ
وقال فى منهاجه ( 7 / 240 )
( فى الصحيحين عنه قوله " اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته " بل يدخل فيه سائر أهل بيته إلى يوم القيامة ) . اهـ
(3) آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هم أسياد الدنيا والآخرة ، ويكفيك قـول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة - وقال أيضاً - الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " .
وكما ذكرنا فقد أُمرنا بالصلاة على الذرية الذين هم - كما يقر ابن تيمية - من آله بلا شك أو هم آله .. فكيف يتكلم على أسياده بهذا الأسلوب ، وهم أسياده شاء أم أبى ، ويا ويل من أبغضهم أو عاداهم .

(4) لا تنس أن الطبرانى روى فى الكبير ( 11 / 263 ) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة رضى الله عنها " إن الله غير معذبك ولا ولدك "
قال الهيثمى فى المجمع ( 9 / 202 ) " رجاله ثقات " . اهـ
(5) إياك أن تتبع ابن تيمية فى تهويله ، إما بنفى أحاديث صحيحة فى فضائل أهل البيت ، أو تأويلها ، وما ورد بإسناد ضعيف يدعى إنه موضوع ، وشتان بين الضعيف الذى لا يجزم بصحة نسبته وبين الموضوع الذى يجزم بأنه كذب لا يحتمل الصدق وقد يؤخذ بالضعيف فى فضائل الأعمال والمناقب .
وللتدليل على تهويل - وإن شئت قلت كذب - ابن تيمية ، وعدم احتماله لسماع فضائل أهل البيت قوله تعليقاً على حديث " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار "
فقد قال فى منهاجه ( 4 / 62 )
( هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ) . اهـ ، ويا ليت أى متنطع يأتى لنا بالمصنف أو الموطن الذى اتفق فيه أهل المعرفة بالحديث أنه كذب ، إلا إذا كان ابن تيمية كان جالساً - بعد عدة قرون من رواية الحديث وتخريجه - هو وأصحابه واتفقوا على ذلك الحكم ، وفى تخريج الحديث ما يثبت لك تهور ابن تيمية .
(6) لا تنس أن أئمة التفسير مثل الطبرى (30/232) والقرطبى (20/ 95) وابن كثير (4 / 524 ) والسيوطى فى الدر المنثور ( 8 / 542 ) والشوكانى فى فتح القدير (5/ 459 ) والآلوسى فى روح المعانى ( 30 / 160 ) ذكروا تفسير عبد الله بن عباس فى قوله تعالى :
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
(الضحى 5)
بقوله : من رضا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ألا يدخل أحد من أهل بيته النار .
(7) لا تنس أن تراجع ما ذكرناه فى المصيبة التى وقع فيها ابن تيمية حينما صرح بأن نسب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقرابته لا تفيد، وأنه لا ميزة لزوجاته فى مصاهرتهن للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
ولا تنس ما صح من قوله صلى الله عليه وآله وسلم " كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا نسبى وسببى " وحديث أم هانئ بنت أبى طالب حينما خرجت متبرجة قد بدا قرطاها فقال لها عمر بن الخطاب : اعملى فإن محمداً لا يغنى عنك شيئاً فجاءت الى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته ، فقال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتى لا تنال أهل بيتى وأن شفاعتى تنال حا وحكم " حا وحكم قبيلتان . إلى آخر ما أوردناه فى مسألتى النسب والمصاهرة . وقد تقدم تخريجها هنالك .
وصل اللهم على من قال لابنته " إن الله غير معذبك ولا ولدك "
وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً

ود محجوب
05-09-2018, 05:15 PM
36 - من هو الذى ليس بطاهر من أهل البيت
يا ابن تيمية ؟!
قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 259 )
( إن الله تعالى لم يخبر أنه طهر جميع أهل البيت وأذهب عنهم الرجس ، فإن هذا كذب على الله ، كيف ونحن نعلم أن فى بنى هاشم من ليس بمطهر من الذنوب ولا أذهب عنهم الرجس لا سيما عند الرافضة ، فإن عندهم كل من كان من بنى هاشم يحب أبا بكر وعمر رضى الله عنهما فليس بمطهر ) . اهـ
قلت :
بنفس منطق ابن تيمية يمكن لأى زنديق أن يقول : إن الله تعالى لم يخبر أنه طهر جميع زوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
أو يقول زنديق آخر : اللهم صلى على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى من ثبت طهره من أهل البيت ؟!
ثم هل أخبر الله عز وجل أنه طهر بعضهم أو نصفهم ؟ ولم يطهر الباقين ؟ وترى مَنْ مِن علماء المسلمين ألف كتاباً فى بيان أسماء الطاهرين وأسماء غير الطاهرين من أهل البيت ، إلا إذا كان فى كتب الزنادقة ؟!
وترى مَنْ مِن علماء المسلمين ، قال بقول ابن تيمية فى القرون السابقة له ؟!
وترى هل خَطَّأَ ابن تيمية ، أم بدع أم جهل علماء الأمة الذين كانوا يفتتحون كتبهم ويختمونها بقولهم بعد صلاتهم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : وعلى أهل بيته الطاهرين – أو الأطهار – الذين طهرهم الله تطهيراً
وهذه الصيغة موجودة بكثرة فى كتب العلماء قديماً وحديثاً .
وترى هل هذا كلام يخرج من محب لأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أم من حاقد ؟!
ولا أدرى من نصدق .. سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسن والسيدة زينب رضى الله عنهما، أم نصدق ابن تيمية ؟!
فقد روى الطبرانى فى الكبير ( 3 / 93)
" عن أبى جميلة أن الحسن بن على حين قتل على استخلف ، فبينا هو يصلى بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر فى وركه فتمرض منها أشهراً ، ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
(الأحزاب 33) فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى فى المسجد إلا باكياً ". اهـ
قال الهيثمى فى المجمع ( 9/172 ) " ورجاله ثقات " . اهـ


وفى رواية أخرى عن أبى الطفيل فى حديث طويل قال " خطبنا الحسن بن على بن أبى طالب فحمد الله وأثنى عليه .. وفيه .. وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم ، فقال فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلّم (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ)
(الشورى23) .
وحسن الهيثمى فى المجمع (9/146) بعض طرقه. ورواه الحاكم (3/188) والدولابى فى الذرية الطاهرة ( 1 / 74 ) عن على زين العابدين .
وذكر الطبرانى فى تاريخه (3/336) وابن كثير فى البداية (8/193) " أنه لما دخلت السيدة زينب على عبيد الله بن زياد - بعد قتل سيدنا الحسين - قال : من هذه؟ فلم تكلمه فقال بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة . فقال الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم وكذب أحدوثتكم فقالت : بل الحمد لله الذى أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيراً ، لا كما تقول ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر. قال : كيف رأيت صنع الله بأهل بيتكم ، فقالت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فيحاجونك إلى الله " . اهـ
وفى الحديث الذى صححه ابن حبان ( 15 / 432 ) وحسنه الذهبى فى السير ( 3 / 85 ) وقال : هذا حديث حسن غريب " أجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فاطمة عن يمينه ، وعلياً عن يساره ، وحسناً وحسيناً بين يديه . وقال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهلى " قال واثلة بن الأسقع فقلت من ناحية البيت : وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال " وأنت من أهلى " قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرتجى ".اهـ
ثم قال فى منهاجه ( 7 / 79 )
( فإن قيل فهب أن القرآن لا يدل على وقوع ما أريد من التطهير و إذهاب الرجس، لكن دعاء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لهم بذلك يدل على وقوعه ، فإن دعاءه مستجاب ، قيل المقصود أن القرآن لا يدل على ما ادعاه من ثبوت الطهارة وذهاب الرجس ، فضلاً عن أن يدل على العصمة و الإمامة ، و أما الاستدلال بالحديث فذاك مقام آخر ) .اهـ
قلت :
ابن تيمية معترف بأن دعاءه صلى الله عليه وآله وسلّم مستجاب ، فما معنى كلامه السابق ( وأن ليس كل أهل البيت مطهرين )؟؟ وما معنى كلامه ( وأما الاستدلال بالحديث فذاك مقام آخر ) ؟؟ ولماذا لم يتكلم عن هذا الحديث فى كتبه ؟

ود محجوب
05-09-2018, 05:17 PM
37 - ابن تيمية يقلل من أهمية أهل البيت
رضى الله عنهم والصلاة عليهم
رداً على ابن المطهر فى جزئية تفضيل أهل بيت النبى على غيرهم بسبب دخولهم فى الصلاة قال ابن تيمية فى منهاجه ( 7 / 78 )
( وإن صلى على آله تبعاً له لم يقتض ذلك أن يكونوا أفضل من أوليائه الذين لم يصل عليهم ، فإن الأنبياء والمرسلين هم من أوليائه ، و هم أفضل من أهل بيته ، وإن لم يدخلوا فى الصلاة معه تبعاً فالمفضول قد يختص بأمر و لا يلزم أن يكون أفضل من الفاضل ، ودليل ذلك أن أزواجه هم ممن يصلى عليه كما ثبت ذلك فى الصحيحين ، فقد ثبت باتفاق الناس كلهم أن الأنبياء أفضل منهن كلهن ). اهـ
وقال أيضا فى منهاجه ( 7 / 240 )
( ومعلوم أن دخول كل هؤلاء فى الصلاة والتسليم لا يدل على أنه أفضل من كل من لم يدخل فى ذلك ) . اهـ
قلت :
ماذا يريد ابن تيمية من آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. وما هـذا التغرير والإيهام بقوله ( فإن الأنبياء والمرسلين هم من أوليائه وهم أفضل من أهل بيته ) وهل فى ذلك خلاف ؟!
المقصود أن أهل البيت أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والأنبياء والمرسلين ، ومن نص عليه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما قال" أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة " وقد ثبت أن السيدة فاطمة " سيدة نساء أهل الجنة " ، " والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهمـا خير منهما " هكذا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وزوجاته رضى الله عنهن معه بنص القرآن الكريم ، وكذلك ذريته ..
وكما قلنا: هل يريد ابن تيمية أن يهدر نسب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقرابته ومصاهرته ؟ وابن تيمية إذا أهدر- والعياذ بالله - ما سبق فماذا يفعل فى وصول ملايين ملايين الصلوات عليهم كل يوم فى صلوات المصلين.. فكل ابن آدم ينقطع عمله إلا من ثلاث، وآل بيت النبى لا ينقطع ما يصـل إليهم من الصـلوات عليهم والتى يتعبدنا الله بها .
ثم ما معنى قوله ( ومعلوم أن دخول هؤلاء فى الصلاة والتسليم لا يدل على أنه أفضل من كل من لم يدخل فى ذلك ). اهـ ، من أين أتى بهذا المعلوم ؟ وما دليله ؟ انتبه إلى أسلوب غسيل المخ .
ولو كان أهل البيت بغير هذه الأفضلية ما خلقهم الله من أهل البيت ، ولم يدخلهم فى بركة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثم صلاة المصلين عليهم بأمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وتعليمه أمته .

_________________

ود محجوب
05-09-2018, 05:19 PM
38 - ابن تيمية يفتح الباب على مصراعيه
لمن لا يريد
أن يصلى على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته
رداً على ابن المطهر فى جزئية تفضيل أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على غيرهم بسبب دخولهم فى الصلاة عليهم فى تشهد المسلمين فى الصلوات الخمس والنوافل والسنن قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 595 )
( والفقهاء متنازعون فى وجوب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الصلاة ، وجمهورهم لا يوجبها ، ومن أوجبها يوجب الصلاة عليه دون آله ) وأكد ذلك أيضاً بقوله فى منهاجه ( 4 / 598 ) ( بل منهم من لا يوجب إلا الصلاة عليه دون آله كما هو معروف فى مذهب الشافعى وأحمد ، فعلى هذا لا تجب الصلاة على آله ) . اهـ



قلت :
لكم الله ورسوله يا آل البيت، ففى سبيل نفى ابن تيمية خصائصكم فإنه يفتح الباب لضعاف الإيمان حتى لا يصلوا عليكم !! ويا ليته لفت النظر أن من لم يقل بالوجوب فقد قال بالاستحباب، وقد لبَّس ابن تيمية وكذب على الإمام أحمد، وسنسوق أقوال الحنابلة قبل ابن تيمية وبعده وأقوال بعض تلامذته بما يفيد تكذيبه، فقد ادعى أن قول الجمهور على عدم وجوب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الصلاة، مع أن مذهب الشافعى وأحمد وبعض المالكية الوجوب فكيف يكون قول الجمهور؟
(1) قال ابن قدامة المقدسى الحنبلى - توفى قبل موت ابن تيمية ب 108سنة- فى المغنى ( 1 / 318) " مسألة: قال: ويتشهد بالتشهد على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيقول اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ". اهـ ، وجملته أنه إذا جلس فى آخر صلاته فإنه يتشهد بالتشهد الذى ذكرناه ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما ذكر الخرقى وهى واجبة فى صحيح المذهب … وهو قول الشافعى وإسحاق وعن أحمد واجبة .. وظاهر مذهب أحمد وجوبه .. فإن أبا زرعة الدمشقى نقل عن أحمد أنه قال : كنت أتهيب ذلك ثم تبينت فإذا الصلاة واجبة . فظاهر هذا أنه رجع عن قوله الأول إلى هذا .
(2) قال ابن مفلح الحنبلى تلميذ ابن تيمية فى المبدع ( 1 / 497)
" والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى رواية اختارها الخرقى وفى المغنى وهى ظاهر المذهب وصححها فى الشرح وجزم بها فى الوجيز لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب 56) والأمر للوجوب . ولا موضع تجب فيه الصلاة أولى من الصلاة المفروضة ، وعنه : ركن . قدمها فى المحرر والفروع وصححها فـى المذهب والوسيلـة ، وذكـر ابن هبيرة أنها المشهورة وأنها اختيار الأكثر لحديث كعب . وعنه : سنة قال المروزى لأبى عبد الله : إن ابن راهويه يقول لو أن رجلاً ترك الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى التشهد بطلت صلاته فقال : ما اجترئ أن أقول مثل هذا . وفى روايـة : هذا شذوذ " . اهـ
(3) وفى الإنصاف للمرداوى الحنبلى – توفى بعد موت ابن تيمية بـ 157 سنة – ( 2 / 116) " قوله والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى موضعها – يعنى أنها واجبة فى التشهد الأخير – وهى إحدى الروايات عن الإمام أحمد . جزم به فى العمدة والهادى والوجيز ، واختارها الخرقى والمجد فى شرحه فى تذكرته ، وصححها فى النظم والحاوى الكبير . قال فى المغنى هذا ظاهر المذهب ، وقدمه فى الفائق . وعنه أنها ركن وهى المذهب وعليه أكثر الأصحاب ".اهـ

_________________
(4) قال ابن كثير - وهو شافعى المذهب - فى تفسيره ( 3 / 509) فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم فى الصلاة كما هو ظاهر الآية ، ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود وأبو مسعود البدرى وجابر بن عبد الله . ومن التابعين الشعبى وأبو جعفر الباقر ومقاتل بن حيان وإليه ذهب الشافعى لاخلاف عنه فى ذلك ولا بين أصحابه أيضاً وإليه ذهب الإمام أحمد أخيراً فيما حكاه عنه أبو زرعة الدمشقى . به قال إسحاق بن راهويه والفقيه الإمام محمد بن إبراهيم المعروف بابن المواز المالكى رحمهم الله ، حتى إن بعض أئمة الحنابلة أوجب أن يقال فى الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلّم كما علمهم أن يقولوا لما سألوه وحتى إن بعض أصحابنا أوجب الصلاة على آله فيما حكاه البندنيجى وسليم الرازى وصاحبه نصر بن إبراهيم المقدسى ، ونقله إمام الحرمين وصاحبه الغزالى قولاً عن الشافعى والصحيح أنه وجه ، على أن الجمهور على خلافه ، وحكوا الإجماع على خلافه والقول بوجوبه ظاهر الحديث والله أعلم ) .اهـ
(5) قال صاحب سبل السلام ( 1 / 193)
" والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلّم فى الصلاة ، لظاهر الأمر - أعنى قولوا - وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة والشافعى وإسحق ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة ، ويقتضى أيضاً وجوب الصلاة على الآل ، وهو قول الهادى والقاسم وأحمد بن حنبل ، ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع فى كتب الحديث ليس على ما ينبغى . وكنت سئلت عنه قديماً فأجبت أنه قد صح عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهم رواتها وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان فـى الدولة الأموية مـن يكره ذكرهم ". اهـ
قلت :
فهل يتبعهم ابن تيمية فى كراهية ذكرهم فى الصلاة ؟
قلت :
ولنا تساؤل لأصحاب ابن تيمية : هل الذين لم يقولوا بوجوب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تركوا الصلاة عليه فى التشهد فى الصلاة ، أو تركوا الصلاة على أهل بيته ؟؟ فما وجه استدلال ابن تيمية .

ود محجوب
05-13-2018, 04:53 PM
39 - هوان دم أهل البيت رضى الله عنهم
عند ابن تيمية
فى آخر المطاف وصل ابن تيمية إلى ما أراده بما أثاره فى النقاط السابقة حيث قال رداً على الرافضى فى منهاجه ( 4 / 586 )
( وكذلك قول " اشتد غضب الله وغضبى على من أراق دم أهلى وآذانى فى عترتى " كلام لا ينقله عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا ينسبه إليه إلا جاهل ، فإن العاصم لدم الحسن والحسين وغيرهما من الإيمان والتقوى أعظم من مجرد القرابة ، ولو كان الرجل من أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأتى بما يبيح قتله أو قطعه كان ذلك جائزاً بإجماع المسلمين ) . اهـ


قلت :
هل يريد ابن تيمية أن يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم توكلوا على الله واذبحوا أهل بيتى ؟!
ورداً على ما فى نفسه وخرج من كلامه ـ فالمـرء مخبـوء تحـت لسانه ـ نقول :
1- إذا كان العاصم لدم سيدى شباب أهل الجنة الإيمان والتقـوى - كمـا يقول ابن تيمية - فلماذا لم يأت جبريل بالتربة التى قتل فيها المئات والآلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذين قتلهم الحجاج وجنود يزيد بن معاوية ، كما جاء بالتربة الحمراء من كربلاء حيث استشهد الإمام الحسين ؟
(راجع موضوع شجرة الطرفاء التى سال عليها دم الحسين رضى الله عنه).
2- ابن تيمية لا يضعف حديثاً ولكنه ينفى معنى .. فانتبه ثم انتبه !!
3- أما بالنسبة لدم العترة فيكفى الحياء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والإحسان إلى أهل بيته، فإن احتاج المرء دليلاً لضعف دينه وقلة يقينه وعدم تعظيمه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فيكفيه ما ورد عن السيدة عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبى مجاب : المكذب بقدر الله ، والزائد فى كتاب الله ، والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز من أذل الله ، والمستحل لحرم الله ، والمستحل من عترتى ما حرم الله ، والتارك لسنتى".
4- وعند ابن تيمية كل من تكلم فى عدم إيذاء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وإراقة دم ذريته فهو جاهل . فمن العالم إذاً ؟
وقد روى ابن حبان والطبرانى والحاكم وابن أبى عاصم هذا الحديث - وهم من أئمة الحديث - فهل هؤلاء هم الجهلة ؟؟!
5- أخرج الحاكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم " أنى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً وأنى قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفا ".
فهل دم الحسين وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هينة عند الله ؟! وللعلم فلم يذكر ابن تيمية هذا الحديث لا بتصحيح ولا بتضعيف ، وتجاهله تماماً – بسبب ما ورد عن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس فى أمر عثمان " أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه ، فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفا منهم ، ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهـم حتى يهراق دماء أربعين ألفا منهم ". اهـ
وفى نفس الأثر : فلما قتل على قال عبد الله لابن معقل " هذه رأس الأربعين وسيكون على رأسها صلح ، ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفاً ، ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفاً " . اهـ
قال الهيثمى فى المجمع ( 7 / 246ـ 247)
"رواه الطبرانى من طريقين ورجال هذه رجال الصحيح ". اهـ
فمعنى الحديثين أن جزاء إراقة دم الحسين رضى الله عنه - كرامة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم - نفس جزاء من قتل نبياً ، ولا تنس قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعلى " من أشقى الأولين " قال: عاقر الناقة، قال " فمن أشقى الآخرين " قال: الله ورسوله أعلم قال " قاتلك " رواه البزار بسند جيد كما قال الحافظ فى الفتح وقد تقدم .

ود محجوب
05-13-2018, 04:54 PM
40- زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ،
وبعض الأحكام فى الاهتمام بقبور الصالحين
ادعى ابن تيمية أنه لا يجوز شد الرحال لك يا رسول الله ، وأن الأئمة اتفقوا على أن الدعاء عند قبرك غير مستجاب ، وأن من دعا بحضرتك يعطيك ظهره ، وأنه لا فائدة أصلاً
من الإتيان والسلام عليك، وأن الصحابة استغنوا عن السلام عليك، وأنهم تركوك هملاً يزورون آباءهم ولا يزوروك .. حتى أهل المدينة لا يزورونك وادعى أيضاً أن أهل الإسلام اتفقوا على ألا يزوروا قبرك ، ولأنك لا تسمع إلا فى حدود الحجرة النبوية عدة أمتار فما الذى يجعل من يزورك يسافر كل هذه المسافات البعيدة ؟ وغير ذلك من ادعاءات .
وكأن ابن تيمية يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : السفر لك أنت لا، أما المسجد حيطـان وأبواب وحصر وسجاجيد فنعم !!
أما لك فسأجعل أمتك تتشكك فى زيارتك، وسأحرمهم من بركتك - كما ذكر أن المدينة لا تحفظ ببركة النبـى صلى الله عليه وآله وسلّم - ، وسأجعل الناس يأتون لا بناه الصحابة بأيديهم أما أنت - يا من قال الله فيك ( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
(الطور 48) - وقال لموسى ( وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي)
(طه 39) فلن أمكنهم من زيارة من قيل له ( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
(الطور 48) .
وسأكسب كل يوم رجالاً ، وخاصة عند آخر الزمان ، عندما ينزع العلم بقبض العلماء ويخرج نشء صغير فى السن ليس عندهم توقير لكبير ولا رحمة بصغير، لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، يصححون الأحاديث بهواهم ، ويضعفونها بهواهم ، وإذا قيل لهـم : الإمام الفلانى قال كذ1 قالوا : لا نعرف سوى ابن تيمية .
شيوخهم ليس لهم هَمّ إلا التكفير ، حـتى من قال إن الأرض كـروية لا يسلم من تكفيرهم ، ومن قال إن الإنسان سافر إلى القمر كفروه ، حتى استخدام الميكروفونات فى المساجد كانت عندهم من أعظم البدع ..
ثم تخرج أجيال وأجيال أشد تطرفاً ، ويخرج منهم من يقتل الناس فى الحرم بالسلاح لادعائهم خروج المهدى منهم ( 1979 م ـ1400هـ ) .
ومنهم من يصحح حديث الإسرائيليات مثل الحديث المكذوب الذى فيه " أن الله تعالى لما فرغ من الخلق استلقى على قفاه ووضع رجلاً على رجل وقال إن هذا لا ينبغى لابن آدم " !!!
أقول والدمع مـن عينى منسجم .
لما رأيت جدار القبر يُستلـــم .
والناس يغشونه باك ومنقطع .
من المهابة أو داع فملتزم .
فما تمالكت أن ناديت من حرق .
فى الصدر كادت لها الأحشاء تضطرم
( يا خير من دفنت بال قاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم ) .
( نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكرم ) .
وفيه شمس التقى والدين قد غربت .
من بعد ما أشرقت من نورها الظلم .
حاش لوجهك أن يبلى وقد هديت .
فى الشرق والغرب من أنواره الأمم .
وأن تمسك أيدى الترب لامسة .
وأنت بين السـمـوات العلى علم .
لقيت ربك والإسـلام صارمــه .
ماضٍ، وقد كان بحر الكفر يلتطـم .
فقمت فيه مقام المرسـلين إلى .
أن عز فهو على الأديان يحتكـــم .
لئن رأينـاه قبراً إن بـاطنه .
لروضة من رياض الخلـد تبتســم
طافت به مـن نواحيــه ملائكة .
تغشاه فى كـل مــا يوم وتزدحم .
لو كنت أبصرتــه حياً لقلت له .
لا تمش إلا على خـدى لك القـدم .
هدى به الله قوماً قال قــائلهـم .
ببطن يثــرب لما ضمــه الرجم .
إن مات أحمد فالرحمـن خالقــه .
حى ونعبده مـا أورق الســـلم .
(من نظم أبو الطيب أحمد المقدسى رحمه الله )

_________________

ود محجوب
05-13-2018, 04:55 PM
مئات الصفحات إن لم يكن آلاف - بلا مبالغة - سودها ابن تيمية فى كتبه للتدليل على تحريمه زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى مرقده ،
وفى سبيل ذلك نفى الزيارة أولاً بشد رحل ،
ثم زاد الأمر عليه شدة فادعى أنه صلى الله عليه وآله وسلّم لا يزار كغيره ،
وأن زيارته ممتنعة حتى على أهل المدينة ،
وادعـى أن الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعة اتفقت الأئمة كلها على ذلك ،
ومن دعا فــلا بد أن يكون ظهره للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ولا يستقبل وجهه الشريف صلى الله عليه وآله وسلّم ،
ومن صلى عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهذا بدعة وشرك !!
ثم اشتد الحال عليه حتى قلل من أهمية رد سلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على من يسلم عليه!!
وفجأة ادعى أن الصحابة استغنوا عن السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند قبره ،
ويصرح بأنه لا فائدة من زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ،
ثم انتهى به الأمر بعد ما نفى كل ما سبق إلى أن قال فى مجموع فتاويه ( 27 / 416 ) :
( فلم يبق فى إتيان القبر فائدة لهم ولا له ) .

_________________
وكان منهج ابن تيمية فى أول الأمر - المرحلة الأولى - يتلخص فى الآتى :
1 - نفيه لصحة أى حديث فيه زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
2 - نفيه زيارة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
3 - استدلاله بحديث شد الرحال .
4 - استدلاله بحديث " لا تتخذوا قبرى عيداً " .
فلما قام عليه علماء عصره بدأ ابن تيمية المرحـلة الثانية -وهى أشد ضراوة - حيث نظر فى أدلتهم ورتب منهجه - بالإضافة إلى ما سبق - كالآتى :
1- فتح جبهات جديدة ومسائل مثل التوسل ، حيث كان - أولاً - يثبت التوسل وينفى الاستغاثة، حتى أن ابن كثير كان يظن أن ابن تيمية لا ينفى التوسل.
قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 14 / 45 )
" قال البرزالى: فردوا الأمر فى ذلك إلى القاضى الشافعى، فعقد له مجلسا وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شىء ، لكنه قال لا يستغاث إلا بالله، لا يستغاث بالنبى استغاثة بمعنى العبارة، ولكن يتوسـل به ويتشفع به إلى الله. فبعض الحاضرين قال: ليس عليه فى هذا شيء، ورأى القاضى بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب، فحضرت رسالة إلى القاضى أن يعمل معه ما تقتضيه الشريعة : فقال القاضى قد قلت له ما يقال لمثله " . اهـ
فها هو ذا ابن كثير نفسه - وهو من تلامذته - قد توسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما فى البداية والنهاية ( 13 / 192 ) بقوله فى النار التى ظهرت فى المدينة
" فالله يجعلها عبرة للمسلمين ورحمة للعالمين بمحمد وآله الطاهرين " . اهـ

ود محجوب
05-13-2018, 04:56 PM
2- القول بتحريم قصر الصلاة فى السفر لزائر قـبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، مع أنه قال فى مسألة قصر الصلاة وأنه يجـوز فى سفر المعصية قال فى مجموع الفتاوى (24/109)
( وهو قول ابن حزم وغيره وأبو حنيفة وابن حزم وغيرهما ، يوجبون القصر فى كل سفر وإن كان محرماً ، كما يوجب الجميع التيمم إذا عدم الماء فى السفر المحرم . وابن عقيل رجح فى بعض المواضع القصر والفطر فى السفر المحرم ، والحجة مع من جعل القصر والفطر مشروعاً فى جنس السفر ، ولم يخص سفراً من سفر وهذا القول هو الصحيح ، فإن الكتاب والسنة قد أطلقا السفر قال تعالى :
(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ)
(البقرة 184) كما قال فى آية التيمم ( وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ)
(المائدة 6) الآية . ا هـ

أى أن ابن تيمية كان يرجح جواز القصر فى السفر المحرم ، وهو ما نفاه عند الكلام على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، مما أثار حفيظة علماء الأمة ، وخاصة عندما ادعى أن هذا مذهب الجمهور ، وخاصة مالك والشافعى وأحمد ، فطالبوه بالإتيان بالمكان الذى فيه هذا الكلام ، ولم يأت ابن تيمية ولا أحد من أتباعه إلى الآن بقولٍ لأى إمام أنه قال : المسافر إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يقصر فى الصلاة ، واعتبروا كلامه من التلبيس .

3-نفيه استدلالات السابقين من علماء الأمـة ، أو تأويله لها حتى وإن كان ظاهرها ضده ، مع زيادة النقول والتى اتهم بسببها أنه غير أمين فى النقل وأنه مغرض - على ما سيأتى .
كان من المحتم أن يكون السجن هو نتيجـة آراء ابن تيمية - والتى ذكرناها آنفاً - ، وبدأت المرحلة الثالثة ، وكان أبرز ما فيها أمران :
الأول : أسباب وحيثيات حكم العلماء بطول حبسه بدلا من قتله .
والثانى : تطور أفكار ابن تيمية وأصحابه فى محاولة النجاة من قتلهم بسبب
اتهامهم بالزندقة وعداوة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم .
وكان التطور باتباع الأسلوب الآتى :
أ - اتخاذ ابن تيمية لعقيدة التقية ، ومثال ذلك كتابة ابن تيمية بخط يده أنه تاب، وأنه على مذهب الإمام الشافعى. وقد كتب بيده ثلاث مرات أنه تاب
ب - استخدام حرب الشائعات ، حيث كان أصحابـه يشيعون أنه غلب من ناظرهم ، وفى الوقت نفسه يكون هو أشهد على نفسه أنه رجع وتاب عن هذه الآراء .
ج - عمل ما يشبه بجهاز إعلامى لتحسين صورته ، وإدعاء أنه لا يقول بكذا وكذا ، وفى الوقت نفسه يثبت ابن تيمية أمام العوام أنه لم يرجع !!
د - حاول جهازه الإعلامى إظهاره بأنه الإمام المظلوم كأحمد بن حنبل ، وأن علماء عصره يحسدونه ليس إلا .
ومن الغريب والعجيب أن ابن تيمية لم يرجع عن تحريمه قصد زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، سواء لأهل المدينة أو لمن أراد مجرد الزيارة ، والطامة الكبرى أنه زعم الإجماع على ذلك .
ونحن هنا - فى ردنا على ابن تيمية - نسوق معظم مسائله مع الرد عليها تباعاً، وقد يختلف أسلوبنا عن أسلوب بقية من كتب فى الرد على ابن تيمية .. فنستميحكم عذراً لذلك .
وسوف نذكر أقوال بعض أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثم أقوال العلماء، ثم مناقشة المسائل المختلفة .

_________________

ود محجوب
05-15-2018, 02:41 PM
41 - أقوال من نور فى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم
أقوال من نور فى زيارة أهل الله فى القبور
- الطبرانى فى المعجم الصغير ( 2 / 32 )
" أن نعيم بن عبد الله المجمر أخبره أن أنس بن مالك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "قال ثلاث من كن فيه فقد وجد حلاوة الإيمان " .
وإنما سمى المجمر لأنه كان يجمر قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهو من موالى عمر بن الخطاب رضى الله عنه " . اهـ
- الطبرانى فى المعجم الأوسط ( 3 / 202 )
" حدثنا إبراهيم قال حدثنا مرار بن حمويه الهمذانى قال حدثنى يحيى بن سعيد أبو زكريا المدنى - حافظ قبر رسول الله - قال حدثنى محمد بن صالح ... الخ ". اهـ
- كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل ( ص: 369 )
" حدثنـا عبد الله بن أحمد أخبرت عن ابن المبــارك أن امرأة قالت لعائشة رحمها الله اكشفى لى عن قـبر رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فكشفت لها عنـه فبكت حتى ماتت " . اهـ
- سير أعلام النبلاء للذهبى ( 5 / 358 - 359 )
"وقال مصعب بن عبد الله حدثنى إسماعيل بن يعقوب التيمى قال : كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات ، فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم يرجع ، فعوتب فى ذلك فقال : إنه يصيبنى خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " . اهـ
"وكان يأتى موضعاً من المسجد يتمرغ فيه ويضطجـع فقيل له فى ذلك ، فقال: إنى رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى هذا الموضع – يعنى مناماً " . اهـ
- روى الدارمى عن كعب الأحبار ( 1 / 57 )
" ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفاً من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله و سلم ، حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك ، حتى إذا انشــقت عنه الأرض خرج فى سبعين ألفا من الملائكة يزفونه " . اهـ
- تاريخ دمشق لابن عساكر ( 36 / 178 )
عبد الـرزاق بن همام يقـول : " حججت فصرت إلى المدينة لزيارة قبر الرسول " . اهـ
- البيهقى فى شعب الإيمان ( 3 / 492 )
" قال ابن أبى فديك قال سمعت بعض من أدركت يقول: بلغنا أنه من وقف عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فتلا هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب 56) صلى الله عليك يا محمد حـتى يقولها سبعين مـرة، فأجابه ملك: صلى الله عليك يا فلان لم يسقط لك حاجة "اهـ وإسناده حسن .


- سير أعلام النبلاء للذهبى ( 11 / 212 )
" قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبى يأخذ شعرة من شعر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيضعها على كفيه يقبلها، وأحسب أنى رأيته يضعها على عينه ويغمسها فى الماء ويشربه يستشفى به ورأيته أخذ قصعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فغسلها فى حب الماء ثم شرب فيها، ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفى به ويمسح به يديه ووجهه " قلت – القائل الذهبى – :
" أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويمس الحجرة النبوية فقال: لا أرى بذلك بأساً، أعاذنا الله وإياكم من رأى الخوارج ومن البدع " . اهـ كلام الذهبي
- التمهيد لابن عبد البر ( 12 / 229 )
" لما تـوفى رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقى فضـل قبره ومسجده والمدينة لا ينكر فضلها ".اهـ
- التمهيد لابن عبد البر ( 22 / 226 )
"وأما قوله فى هذا الحديث " والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون " فقيل : فيه خير لهم من أجل أنها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، وقد قيل: إن الفتن فيها دونها فى غيرها، وقيل: من أجل فضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والصلاة فيه ومجاورة قبره".اهـ
- سير أعلام النبلاء للذهبى ( 6 / 273 )
" قال الخطيب أنبأنا أبو العلاء الواسطى حدثنا عمر بن شاهين حدثنا الحسين ابن القاسم حدثنى أحمد بن وهب أخبرنى عبد الرحمن بن صالح الأزدى قال: حج الرشيد فأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ومعه موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم - افتخاراً على من حوله - فدنا موسى: وقال السلام عليك يا أبة ، فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً " . اهـ

ود محجوب
05-15-2018, 02:43 PM
- التاريخ الكبير للإمام البخارى
" قال : صنفت التاريخ فى المدينة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكنت أكتبه فى الليالى المقمرة " . اهـ
- نوادر الأصول فى أحاديث الرسول للحكيم الترمذى ( 2 / 67 )
"الأصل الثانى عشر و المائة: فى أن زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هجرة المضطرين". اهـ
- حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى ( 9 / 262 )
" قال أبو سليمان الدارانى : لما حج أويس دخل المدينــة فلماوقف على باب المسجد قيل له هذا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال : فغشـى عليه فلما أفاق قال : أخرجونى فليس بلادى بلداً محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فيه مدفون " . اهـ
- الاستيعاب للحافظ ابن عبد البر ( 4 / 1518 )
"قال النابغة الجعدى
فيا قبر النبى وصاحبيه .
ألا يا غوثنا لو تسمعونا " . اهـ .
- موطأ مالك ( 2 / 462 برقم 988 ، 989 )
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما على الأرض بقعة هى أحب إلى أن يكون قبرى بها منها " ثلاث مرات يعنى المدينة .
- الإنصاف للمرداوى الحنبلى ( 8 / 43 )
"وذكر ابن عقيل أنه لم يكن له - أى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - فيئ فى شمس ولا قمر لأنه نورانى ، والظل نوع ظلمة . وكانت تجتذب الأرض أثقاله" اهـ .

_________________
- مصنف ابن أبى شيبة ( 3 / 450 )
"يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفراً من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعا فمسحوها ودعوا قال: ورأيت يزيد يفعل".اهـ
- طبقات الحنفية ( 1 / 282 )
" قال ابن المبارك وسمعت أبا حنيفة يقول: قدم أيوب بن أبى تميمة السختيانى وأنا بالمدينة فقلت: لأنظرن ما يصنع ، فجعـل ظهره مما يلى القبلة ووجهه مما يلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم متباكٍ فقام مقام رجل فقيه " . اهـ
- الإرشاد لأبى يعلى الخليلى ( 1 / 185 ، 186 )
"ويبتدئ بالمدينة لأنها بيت هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبها قبره " . اهـ
- السيرة النبوية لابن هشام ( 6 / 91 ، 92 )
وقال حسان بن ثابت أيضاً يبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
ما بال عينك لا تنام كأنما .
كحلت مآقيها بكحل الأرمد .
فظللت بعد وفاته متبلدا .
متلددا يا ليتنى لم أولد .
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم .
يا ليتنى صبحت سم الأسود .
والله لا أسمع بهالـك .
إلا بكيت على النبى محمد .
يا ويح أنصار النبى ورهطه .
بعد المغيب فى سواء الملحد .
ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحـوا .
سودا وجوههم كلون الإثمد .
ولقد ولدناه وفينا قبره .
وفضــول نعمته بنا لم يجحد .
والله أكرمنا به وهدى بــــه .
أنصاره فى كل ساعة مشهـــد .
صلى الإله ومن يحف بعرشـــه .
والطيبون على المبارك أحمـــد .


- نور الدين محمود قاهر الفرنجة بإذن الله - من كتاب الروضتين فى أخبار الدولتين (3/83)
" قال: وابن أخينا غائب فى أقصى بلاد الفرنج فى أول برية الحجاز، فإن طاغية منهم جمع خيله ورجله وحدثته نفسه الخبيثة بقصد تيماء وهى دهليز المدينة على ساكنها السلام، واغتنم كون البرية معشبة مخصبة فى هذا العام والعجب أنا نحامى عن قبر النبى صلوات الله عليه وسلامه مشتغلين بمهمه والمذكور - يعنى صاحب الموصل - ينازع فى ولاية هى لنا ليأخذها بيد ظلمه " . اهـ
قلت : يا ليت ابن تيمية كان فى زمانك يا نور الدين
- ابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 322 )
" قال : ثم سار السلطان نور الدين محمود إلى حطين فزار قبر شعيب ثم ارتفع منه إلى إقليم الأردن فتسلم تلك البلاد كلها " . اهـ
- البيهقى فى شعب الإيمان ( 3 / 484)
" قال : سمعت أبا سعيد الحسن بن أحمد الأصطخرى الشافعى يقول : سمعت يحيى بن معاذ الرازى يقول فى مواعظه : دعوة منى فيهـا المنى ، إتيان المدينة وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم والصلاة فى مسجده ، وفى مسجد قباء " . اهـ
- أخبار مكة للفاكهى 217 – 275 هـ ( 2 / 299 )
لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم .
من كان يجهله فلسنا نجهـل .
فى أرضكم قــبر النبى وبيتــه .
والمنبر العالى الرفيع الأطــــول .
وبها قبور السابقين بفضلهـــم .
عمر وصاحبه الرفيق الأفضل .
والعتــرة الميمونة اللاتى بهــا .
سبقت فضيــلة كل من يتفضـل .

ود محجوب
05-15-2018, 03:15 PM
- مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ( 1 / 3 )
" الصقع الأول : قال الإمام أبو حاتم ( ابن حبان ) رحمه الله : نبدأ من هذا الصقع بالمدينة لأنها مهبط الوحى ، ومعدن الرسالة وبها نصر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم كثيراً ، ومنها انتشر الإسلام وظهر أعلام الدين وبها قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وضجيعيه أبى بكر وعمر " . اهـ
- الإكتفاء بما تضمنه من مغازى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأبى ربيع سليمان بن موسى الكلاعى الأندلسى ( 2 / 468 )
" فمن ذلك ما وقفت عليه لأبى إسحاق إسماعيل بن القاسم الغزى الكوفى المعروف بأبى العتاهية من كلمة ..
ليبك رسول الله من كان باكيا .
ولا تنس قبرا بالمدينة ساويـا .
جزى الله عنا كل خير محمدا .
فقد كان مهديا دليلا هـاديــا .
لمن تبتغى الذكرى لما هو أهله .
إذا كنـت للـبر المطهر ناسـيـا .
أتنسى رسول الله أفضل من مشى .
وآثاره بالمسجدين كما هيا .

- الاكتفاء بما تضمنه من مغازى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم ( 2 / 473 )
" قال أبو عبد الله محمد بن أبــى الخصال الغافقى الأندلســى :
وأدعو إلى الرحمن دعوة تائـب .
إلى عفوه من طيبـــه يتزود .
وأسمو إلى البيت العتيق بفرضه .
فكل به من ذنبه يتجـــــرد .
ولست على قبر الرسول بمـؤثـر
يحشر من ذاك البقيع محمد .
وقال أيضا يعارض حسان فى كلمته الثانية التى أولها:
ما بال عينك لا تنام كأنما .
بهـذه الكلمة المرسومـة بعد .
هل يجمعن صبح يوم أوغد .
بينى وبين القبر قبر محمد .
حتى أروى ناظرى من عبرتى .
ويقر عينى طيب ذاك المشهد .
وأقبل الأرض التى حملت به .
نورا يجلى كل جنح أسود .
وأهش للأفق المبارك جوه .
متجددا من نوره المتجدد .
وأسح فى أبيات آل محمد .
دمعا كنظم اللؤلؤ المتبدد .
والله يعلم أن آل رسوله .
آل تمكن حبهم فى محتدي .
وبكربتى منهم أبوح وأنطوى .
وبحسرتى فيهم أروح وأغتدى .

- المجموع للإمام النووى ( 7 / 389 )
" مسلم إجماع المسلمين على أن موضع قبر رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل الأرض، وأن الخلاف فيما سواه ". اهـ

- ابن الجوزى فى صفوة الصفوة ( 2 / 205 )
عن امرأة ذكرها من صفوة العباد قولها " فلم يزل يوسوس لى حتى هممت والله بالتقصير ، قالت ثم دخلت مسجد رســول الله صلى الله عليه وآله وسلّم معتصمة بقبره وذلك بين المغرب والعشاء فحمدت الله وصليت على رسوله " . اهـ

- تفسير الطبرى ( 11 / 26 )
"واختلف أهل التأويل فى المسجد الذى عناه ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)
(التوبة 108) فقال بعضهم هو مسجد رسول الله الذى فيه منبره وقبره اليوم ". اهـ

- قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 22 / 139 - 140 )
" السلطان الكبير علاء الدين خوارزمشاه. قال عز الدين على بن الأثير: كان صبورا على التعب وإدمان السير غير متنعم ولا متلذذ، إنما نهمته الملك، وكان فاضلا عالما بالفقه والأصول مكرما للعلماء يحب مناظرتهم، ويتبرك بأهل الدين".اهـ
" قال لى خادم الحجرة النبوية: أتيته فاعتنقنى ومشى لى وقال أنت تخدم حجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ قلت: نعم، فأخذ يدى وأمرهـا على وجهه وأعطانى جملة ". اهـ

_________________

- فتح البارى لابن حجر ( 4 / 93 - 94 )
" الإيمان انتشر فى المدينة وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته فى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيشمل ذلك جميع الأزمنة، لأنه فى زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للتعلم منه، وفى زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم، ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم ، والصلاة فى مسجده، والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه " . اهـ
- الديباج للسيوطى ( 1 / 166 )
( " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة " قال القاضى : معناه أن الإيمان أولاً وآخراً بهذه الصفة ؛ لأنه فى أول الإسلام كان كل من خلص إيمانه وصح إسلامه فى المدينة أتى مهاجرا متوطنا ثم بعد ذلك فى كل وقت لزيارة قبره الشريف، والتبرك بآثاره ومشاهده ، وآثار الصحابة ، فلا يأتيها إلا مؤمن ) . اهـ
- الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 4 / 483 - 485 )
" فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً على نبيه فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة وأجمل فى التذلل والحب، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه فى أرضه أو فى صلاته ، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصـلاة عليه ، والمصلى عليه فى سائر البلاد له أجر الصلاة فقط ، فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشراً ، ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء وضوء الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فَعَلَ حسناً وسيئاً ، فيعلم برفق والله غفور رحيم ، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله ، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار . فزيارة قبره من أفضـل القرب ، وشد الرحــال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا ( يعنى بإفتراض ) أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه " لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " ، فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع ، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده ، فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين " . اهـ

ود محجوب
05-15-2018, 03:17 PM
- الثقات لابن حبان ( 2 / 271 - 272 )
" فجاءه أبو أيوب الأنصارى فقال له يا أمير المؤمنين : لو أقمت بهذه البلاد ؛ لأنها الدرع الحصينة ، ومهاجرة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبها قبره ومنبره ومادة الإسلام ".اهـ
- تاريخ دمشق لابن عساكر ( 11 / 104 )
" أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم إملاء حدثنى أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادى أنه رأى رجلاً بمدينة النبى أًذَّنَ الصبح عند قبر رسول الله وقال فيه الصلاة خير من النوم ، فجاءه خادم من خدام المسجد فلطمه حين سمع ذلك ، فبكى الرجل وقال : يا رسول الله فى حضرتك يفعل بى هذا الفعال، ففلج الخادم فى الحال، وحمل إلى داره فمكث ثلاثة أيام ومات " . اهـ
- الحافظ القضاعى فى كتاب الحلة السيراء ( 2 / 284 )
وشعر أبى على أعزه الله كثير وقد وقفت على ديوانه وسمعت منه غير قصيدة وقطعة بلفظه ، ومن ذلك كلمة بعث بها إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم صحبة الحاج أبى بكر بن العربى الإشبيلى أولها .
عسى قبول لديك يلحقــــنى .
بقبرك المستنيـــر والحـــرم .
وصاحبيك اللذين خصهمــا .
بنعمة القرب منك ذو النعم .
فقد توسلت بالذى لك عند .
الله من رفعة ومـن عظــــم .- الرياض النضرة ( 1 / 334 برقم 199 ، 200 )
" وعن مالك بن أنس وقد سأله الرشيد : كيف كانت منزلة أبى بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى حياته ؟ قال : لقرب قبريهما مـن قبره بعـد وفاته ، قال : شفيتنى يا مالك . خرجه البصرى والحافظ السلفى ". اهـ
- تاريخ دمشق لابن عساكر ( 55 / 361 ، 362 )
" أخبرنا أبو القاسم أيضاً أنبأنا عمر بن عبيد الله أنبأنا على بن محمد بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد ثنا حنبل بن إسحاق حدثنا الحميدى ثنا سفيان قال قيل للزهرى : لو أنك سكنت المدينة ورحت إلى مسجد الرسول وقبره تعلم الناس منك ، فقال ، إنه ليس ينبغى أن أفعل حتى أزهـد فى الدنيا وأرغب فى الآخرة ، قال وقال سفيان : ومن كان مثل الزهرى " . اهـ
- تاريخ جرجان للسهمى ( 1 / 236 )
" فى ترجمة الطيب بن محمد بن صول الجرجانى : قال السلامـى فى تاريخه فيما حدثنا بعض شيوخنا عنه قال وحدثنى أحمد بن محمد بن الطيب الجرجانى عن أبيه عن جده محمد بن صول قال قال صول ليـزيد بن المهلب حين افتتح جرجان : هل فى الإسلام من هو أجل منك لأسلم على يده ؟ قال : نعم سليمان بن عبد الملك قال فسرحنى إليه لأسلم على يده ففعل ، فلما قدم عليه قال : مثل ما قال ليزيد فقال سليمان : ليس اليوم فى المسلمين أحد أجل منى ولكن لقبر رسول الله الفضل ، قال : أسلم هناك ، فسرحه سليمان إلى المدينة فأسلم عند القبر ثم انصرف إلى عند يزيد بن المهلب فصحبه وتصرف مصاريفه إلى أن قتله مسلمة بن عبد الملك يوم العقر حيث قتـل يزيد بن المهلب " . اهـ

_________________

- ابن حبان فى الثقات (8/457) عند الحديث عن على بن موسى الرضا رضى الله عنه " وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة ، وما حلت بى شدة فى وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لى وزالت عنى تلك الشدة ، وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك ، أماتنا الله على محبته وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلّم وعليهم أجمعين " . اهـ

- قال الحافظ ابن أبى عاصم فى الآحاد والمثانى ( 1 / 163 )
" فاشتري له دار بسبعين ألف درهم وهي التي فيها قبره بحضرة الهجرتين وقد رأيت جماعة من أهل العلم وأهل الفضل إذا هم أخذهم أمر قصد إلى قبره فسلم عليه ودعا بحضرته وكان يعرف الإجابة وأخبرنا مشايخنا قديما أنهم رأوا من كان قبلهم يفعله ". اهـ

- ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 11 / 260 )
" وقال الحاكم سمعت أبا على النيسابورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام كأنه يقول لى صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتى " . اهـ


- سير أعلام النبلاء ( 10 / 107 )
قال فى حديثه عن السيدة نفيسة " وكان أخوها القاسم رجلاً صالحاً زاهداً خيراً، سكن نيسابور وله بها عقب منهم السيد العلوى الذى يروى عنه الحافظ البيهقى . وقيل كانت من الصالحات العوابد والدعاء مستجاب عند قبرها بل وعند قبور الانبياء والصالحين وفى المساجد وعرفة ومزدلفة وفى السفر المباح " . اهـ

- سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 ، 252 )
فى ترجمة الحجرى قال " الشيخ الإمام العلامة المعمر المقرئ المجود المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجرى الأندلسى المربى المالكى سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا فى الوحل " . اهـ

- الحافظ الخطيب البغدادى تاريخ بغداد ( 1 / 123 )
" قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن على بن عبد الله الصورى قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملى : يقول أعرف قبر معروف الكرخى منذ سبعين سنة ، ما قصده مهموم إلا فرج الله همه .
وقال : سمعت الشافعى يقول : إنى لأتبرك بأبى حنيفة وأجيء إلى قبره فى كل يوم - يعنى زائرا - فإذا عرضت لى حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره، وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عنى حتى تقضى " . اهـ

ود محجوب
05-15-2018, 03:19 PM
- تاريخ بغداد ( 1 / 120 )
" باب ما ذكر فى مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد بالجانب الغربى فى أعلا المدينة مقابر قريش. قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا على الخلال يقول: ما همنى أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل لى ما أحب " . اهـ

المنتظم لابن الجوزى (حتى 257هـ) ( 9 / 89 )
" ذكر بإسناده عن الحسن بن الحسين الأستراباذى قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعى قال الحسن بن إبراهيم الخلال يقول: ما أهمنى أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله لى ما أحب " .

- قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 7 / 339 )
" وقال الحاكم فى تاريخ نيسابور قال : وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة وعديله أبى على الثقفى مع جماعة من مشائخنا - وهم إذ ذاك متوافرون - إلى زيارة قبر على بن موسى الرضا بطوس قال : فرأيت من تعظيمه - يعنى بن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا " . اهـ

- تهذيب التهذيب ( 11 / 260 )
" وقال بشر بن الحكم النيسابورى : حزرنا فى جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف إنسان. وقال الحاكم : سمعت أبا على النيسابورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام كأنه يقول لى : صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتى " . اهـ

- سير أعلام النبلاء ( 16 / 162 )
" حدث أبو الحسن رحمه الله من أصول صحيحة سمعته يقول: رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنـام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من الصحابة وصلى عليه ثم التفت فقال هذا القبر أمان لأهل هذه المدينة " . اهـ

- تهذيب التهذيب لابن حجر ( 5 / 310 )
قال فى ترجمة عبد الله بن غالب الحدانى أبو قريش - الذى روى له البخارى فى الأدب، والترمذى ما نصه " قال نوح بن قيس عن عون بن أبى شداد أن عبد الله بن غالب كان يصلى الضحى مائة ركعة ويقول : لهذا خلقنا وبهذا أمرنا . قتل يوم التروية فكان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك " . اهـ
- معجم البلدان لياقوت الحموى ( 1 / 306 )
قال " قطيعة أم جعفر وبها قبر عبد الله بن أحمـد بن حنبل رضى الله عنه ، دفن هناك بوصية منه . وذاك أنه قال قد صح عندى أن بالقطيعة نبياً مدفوناً ، ولأن أكون فى جوار نبى أحب إلى من أن أكون فى جوار أبى " . اهـ
- سير أعلام النبلاء ( 18 / 279 )
" قال الحافظ ابن عساكر : سمعت الحسين بن محمد يحكى عن ابن خيرون أو غيره أن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات أن يُحدِّث بتاريخ بغداد بها وأن يملى الحديث بجامع المنصور وأن يدفن عند بشر الحافى فقضيت له الثلاث " . اهـ
- صحيح ابن حبان ( 11 / 308 )
قال ( أخبرنا ثابت بن إسماعيل بن إسحاق ببغداد عند قبر معروف الكرخى قال حدثنا محمد بن الوليد البسرى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمى عن سعيد بن المسيب عن معمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لا يحتكر إلا خاطئ " ) . اهـ

صيانة صحيح مسلم للحافظ ابن الصلاح ( 1 / 64 )
قال عن الإمام مسلم " قلت قد زرت قبره بنيسابور وسمعنا عنده خاتمة كتابه الصحيح وغير ذلك رضى الله عنه وعنا ونفعنا بكتابه وبسائر العلم آمين آمين".اهـ

- التقييد للحافظ ابن نقطة الحنبلى ( 1 / 238 ، 239 )
قال فى ترجمة الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن على بن حيوية أبو نصر اليونارتى " حضرت موته وخرج الناس إلى قبره أفواجا وأملى شيخنا الحافظ أبو موسى عند قبره مجلساً فى مناقبه ، وكان عامة فقهاء أصبهان تلاميذه حـتى شيخنا الحافظ أبو موسى عليه تفقه وروى عنه الحديث سألنى شيخنا السلفى بالإسكندرية عن شيوخ أصبهان فذكرت له الرستمى فقال أعرفه فقيها متنسكا " . اهـ

- الحافظ السلفى فى معجم السفر ( 1 / 81 )
" كان شيخا صالحا سريع الدمعة ، وقد حج وقال : ما لى حسرة سوى زيارة قبر النبى وصاحبيه فقد حججت ولم أزر "

- أبو القاسم بن بلبان فى تحفة الصديق ( 1 / 46 )
" قال قرأت على أبى القاسم عبد الرحمن بن مكى بن الحاسب بثغر الإسكندرية عند قبر أبى طاهر أحمد بن محمد السلفى بباب الأخضر " . اهـ

بعد هذا العرض لأقول وأحوال الأئمة نحو القبر الشريف وقبور الصالحين

نقول :
أما ابن تيمية فلم يذكر قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الرفيق الأعلى " ولا مرة .

وللعلم فإنه لم يذكر قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بلفظ " القــبر المكرم " إلا مرتين ، كما فى ( مجموع الفتاوى 27 / 323 – 324 )
ولم يقل القبر الشريف إلا مرتين ، كما فى زيارة القبور ( 1 / 26 ) ، مجموع الفتاوى ( 27 / 76 )

ثم انظر إلى أصحابه وهم يصفون قبره فى مراثيهم :

قال صاحب العقود الدرية ( 1 / 471 ) :

قد أودع القبر الشريــف علومه .
عجبا لوسع القبر بحرا سائلا .
قد كان لا يحتاج طالب علمـه .
كثر السؤال وليس يلقى سائلا .

قلت :
أصبح القبر الشريف هو قبر ابن تيمية ، وأما قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهو محرم زيارته.
فإنا لله وإنا إليه راجعون

ود محجوب
05-17-2018, 11:59 AM
42 - أدلة زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – وهو الحـى فى قــبره صلى الله عليه وآله وسلّم – لا تحتاج إلى دليل ، ولو قلت لأى متفلسف : ما دليلك على أنه يجب أن تثق بالله فلن يستطيع أن يأتى بنص فيه قول من قرآن أو سنة بلفظ : لا بد أن تثق بالله، ثقوا بالله ، وهكذا ..
ولكن لمن لم يصابوا بفيروس الحرمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو من أصيب ويسأل الله أن يبرأ، نقدم البراهين الدالة ( من القرآن والسنة والإجماع ) على زيارة قبر - من زار قبر نبى الله موسى عليه السلام فى الإسراء والمعراج وهو على البراق ( زيارة بشد رحل ، إن شئت قلت : الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو أمين الله جبريل ، أو كلاهما شد الرحال بأطهر دابة فى أشرف وقت ) .

أولاً : القرآن الكريم
أما الدليل من القرآن الكريم قوله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
(النساء 64)
وأما الاستدلال بهذه الآية ، فإنه لم يأت قبل ابن تيمية عالم مسلم قال أنها محدودة ومقيدة بحياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنها تسقط بعد وفاته ، بل إنه من الصحابة والتابعين وعلماء القرون الثلاثة الأولى حتى الآن من صرح تصريحاً واضحاً بأن إتيان المسلمين إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وطلب الاستغفار منه - استدلالاً بهذه الآية - أمر مشروع ، حتى جاء ابن تيمية وأتى بما لم يقله عـالم من قبله ، وبلا دليل ، وبلا نقل لقول صحابى أو تابعى أو سلفى - ولو قول عالم واحد من علماء المسلمين - فيه أن هذه الآية لا يصح العمل بها بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى .


وها نحن ننقل أقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمة :
1- الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود .
فقد أخرج سعيد بن منصور والحاكم والطبرانى وغيرهم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : إن فى سورة النساء لخمس آيات ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها -
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
(النساء 40)
وقوله تعالى:
(إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا)
(النساء 31) وقوله تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ)
(النساء 116) وقوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقوله تعالى :
( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
(النساء 110)
قال عبد الله : ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها
قلت :
ووجه الدلالة واضح وخاصة فى جملة - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها - وفى رواية من طريق آخر رواه البيهقى فى شعب الإيمان ( 2 / 376 ) عن ابن مسعود قال : إنى لأرجو أن لا يقرأ أحدهم الآيات
( ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
(النساء 110) إلا غفر الله له
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) و
(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ)
(النساء 110) و
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)
(آل عمران 135)
ونص كلامه يدل على أنه جعلها آية عامة للأمة ولم يقصرها على الصحابة وحدهم.
2- سعيد بن جبير رضى الله عنه أحد سادات التابعين .
عن سعيد بن جبير قال : الاستغفار على نحوين : أحدهما فى القول والآخر فى العمل .
فأما استغفار القول فإن الله يقول :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )
(النساء 64) وأما استغفار العمل فإن الله يقول:
( وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
( الأنفال 33) فعنى بذلك أن يعملوا عمل الغفران، ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بألسنتهم ممن يدعى بالإسلام ومن سائر الملل

قلت :
فها هو أحد سادات السلف سعيد بن جبير يستدل بالآية أنها أحد نوعى الاستغفار فاعقل ذلك .
وها نحن نورد المصادر التى ذكر فيها علماء الأمة الاحتجاج بالآية الكريمة - على سبيل الإجمال - ثم سنفصل ذلك قريباً إن شاء الله .

ود محجوب
05-17-2018, 12:01 PM
43- ذكر أقوال من استدل بالآية الشريفة على جواز
- إن لم يكن استحباب -
إتيان الزائر قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وطلبه استغفار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
فمن ذلك الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالساً عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكــرم .
ثم انصرف الأعرابى، فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى النوم فقال " يا عتبى إلحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له " .
قلت : العتبى يعتبر من شيوخ الإمام الشافعى، فهو من السلف الصالح
وقد استدل بهذه القصة جمهور الأمة قديماً وحديثاً ، ونذكر الآن طوائف أهل العلم ممن ذكر الآية على سبيل الإحتجاج.
المفسرون:
-القرطبى فى تفسيره ( 5 / 265 ، 266 )
-والثعالبى ( 1 / 386 )
-وابن كثير ( 1 / 520 - 521 )
-والنسفى ( 1 / 230 ، 231 )

الفقــهاء:
الحـنفية
-الكمال بن الهمام فى شرح فتح القدير ( 3 / 179 - 181 )
-والشرنبلالى فى نور الإيضاح ( 1 / 155)
المــالكية
-القاضى عياض فى الشفاء
-والشهاب القرافى فى الذخيرة ( 3 / 375 ، 376 )
-والزرقانى و القسطلانى فى المواهب اللدنية
الشـافعية
-شيخ الشافعية فى زمنه أبو منصور الصباغ فى كتابه الشامل
-والبيهقى فى شعب الإيمان (3 / 495 )
-والإمام النووى فى المجموع ( 8 / 202 ) - ونقله عن القاضى الماوردى والقاضى أبى الطيب
-والسبكى فى شفاء السقام
-وابن الملقن فى غاية السول فى خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ( ص 183 )
-والسيوطى فى الدر المنثور ( 1 / 570 ، 23 )
-وابن حجر الهيتمى فى الجوهر المنظم
-والحصنى فى دفع شبه من شبه وتمرد( ص 115 )
-والجاوى فى نهاية الزين ( 1 / 220 ، 221 )
الحنــابلة
-ابن عقيل الحنبلى فى تذكرته
-وعبد القادر الجيلانى ( 561 هـ ) فى كتاب الغنية
-وابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 93 )
-وابن قدامة المقدسى فى المغنى ( 3 / 297 – 299 )
-وأبو عبد الله محمد بن عبد الله السامرى فى المستوعب
-وابن مفلح فى المبدع ( 3 / 259 )
-والبهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 516 )
المـؤرخون
-ابن الأثير فى الكامل ( 8 / 506)
-وابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 136 )
-وابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 - 151 )

إذا وعيت ما قدمناه علمت خطأ ابن تيمية فى قوله فى مجموع فتاويه (1/159)
( ومنهم من يتأول قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) ويقولون إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين ، فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ، ولا سـأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم ) . اهـ
وقوله ( فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى ) . اهـ
وقوله أيضا فى الرد على البكرى ( 1 / 146 )
( المرتبة الثالثة : أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له ، وهذا بدعة باتفاق أئمة المسلمين ، وقد أخبر الله عن أخوة يوسف أنهم خروا له سجدا ، وكذلك سـجد له أبواه ، وهذا السجود ليس مشروعاً لنا ، فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد ). اهـ
وقوله فى مجموع فتاويه ( 24 / 327 )
( وأما الزيارة البدعية وهى زيارة أهل الشرك من جنس زيارة النصارى الذين يقصدون دعاء الميت والاستعانة به وطلب الحوائج عنده ، فيصلون عند قبره ويدعون به، فهذا ونحوه لم يفعله أحد من الصحابة ولا أمر به رسول الله ولا استحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ) . اهـ


قلت: هذه هى تهاويل ابن تيمية، وقدمنا الرد عليه، ونستكمل بقية الرد الآن، لكن نُذكِّر القارئ بالآثار التى تُكذِّب ابن تيمية فى تهويله ممن خاطب الأنبياء فى مغيبهم.
فعندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى قالت السيدة فاطمة: يا أبتـاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا، على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التراب.
وجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقبله وقال : بأبى أنت وأمى طبت حيا وميتا ، والذى نفسى بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا
وعن قيس بن أبى حازم : قال خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال فى خطبته : إن فى جنات عدن قصراً له خمسمائة باب ، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبى ، ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ، ثم قال : أو صديق ثم التفت إلى قبر أبى بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر ، ثم قال أو شهيد ثم أقبل على نفسه فقال وأنى لك الشهادة يا عمر ثم قال : إن الذى أخرجنى من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلى الشهادة . قال ابن مسعود: فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة
وفى هذا دليل واضح على مخاطبتهم بالغيب أو بعد الموت.
وسوف نذكر قول الأمة فى تشهدها " السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ". مسألة خاصة. ومما يدلك على ذلك أيضاً ما سنستكمله فى الأدلة من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
والآن بعد عرض نقول علماء الأمة واحتجاجهم بقصة العتبى ورؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم نورد لك رأى ابن تيمية فى هذه القصة التى خالف فيها جمهور الأمة.

ود محجوب
05-17-2018, 12:02 PM
44 - ابن تيمية يعتبر من رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
فى المنام ضعيفا فى دينه ، وبه نفاق ، ومن المؤلفة قلوبهم
تعليقا على الحكاية المشهورة عن العتبى التى قال فيها ( كنت جالسا عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعاً بك إلى ربى ، ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكــرم .
ثم انصرف الأعرابى فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى النوم " فقال يا عتبى إلحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له " ). اهـ
قال ابن تيمية فى كتابه قاعدة فى المحبة ( 1 / 191 ، 192 )
( وأما ما ذكره بعض الفقهاء من حكاية العتبى عن الأعرابى الذى أتى قبر النبى وقال يا خير البرية إن الله يقول
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ )
(النساء 64) وإنى قد جئت وأنه رأى النبى فى المنام وأمره أن يبشر الأعرابى، فهذه الحكاية ونحوها مما يذكر فى قبر النبى وقبر غيره من الصالحين، فيقع مثلها لمن فى إيمانه ضعف، وهو جاهل بقدر الرسول، وبما أمر به، فإن لم يعف عن مثل هذا لحاجته وإلا اضطرب إيمانه وعظم نفاقه، فيكون فى ذلك بمنزلة المؤلفة بالعطاء فى حياة النبى، كما قال" إنى لأتألف رجالاً بما فى قلوبهم من الهلع والجزع وأَكِلُ رجالاً إلى ما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير" مع أن أخذ ذلك المال مكروه لهم فهذه أيضا مثل هذه الحاجات).اهـ


قلت :
قد جاء ابن تيمية بمنكر من القول وزورا، حتى يحكم على من يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام بالنفاق .. فمن أخبره أن هذا الرجل كان فى إيمانـه ضعف، أو أنه جاهل بقدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ وهو أعلم منك، ومن قال أن هذا الرجل عنده نفاق ويعظم نفاقه .. كلها افتراضات فى منتهى السماجة من ابن تيمية ، وليس لها إلا معنى واحد ، وهو التقليل من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
أتعلم لماذا يقلل ابن تيمية من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ؟؟؟؟ ؛ لأنه لم يثبت فى كتبه ولا فى كلام أصحابه تعظيم رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم في المنام ، وكذلك حتى لو سأله أحد : ما رأيك فيمن يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كثيراً فستكون الإجابة بما سبق ، وإذا قال له أحد : إن فلاناً من العلماء أو من الصالحين يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام فأنا لذلك اتبعه ، فسيكون رد ابن تيمية جاهزا ..
وحتى الآن هذه سنة أتباع ابن تيمية ، وللأسف فى هذا العام ( 1423هجرياً ) 2002م رأى بعض الناس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى ليلة ( 25 ) من رمضان يخبرهم أنها ليلة القدر ، فعلق أحد الجهلة ممن لا علم له إلا بالقشور وكان يدرس بأحد المساجد قال ما معناه " كويس علشان تجتهدى فى العبادة ، ولكن ده مش دليل " .
وهذا الرجل بلا شك محجوب ، فلو كان هو الذى رأى الرؤيا لأخبر بها جميع أصحابه وأتباعه ، ولو سأل كثيراً من الصالحين لقالوا إنها ليلة خمس وعشرين ، كما أنه غفل عن حديث ابن عمر وفيه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها فى السبع الأواخر ".

ولو تصفحت كتب المسلمين من أهل السنة - أهل السنة فقط - لوجدت مدى فرحهم وتقديرهم لمن رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه ، واعتبار ذلك من مناقب الرائى ودليلاً على فضله ، فالذين يرون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام هم خيار الأمة وكان بعض العلماء يتعوذ من قلة رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام .
وقد قلت من قبل: لا أجد لأحد من المتنطعين ولا لأتباع ابن تيمية تعظيماً لرؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لأنهم محرومون منها أصلاً ، ولذا فمن النادر جداً جداً أن تجد أحدهم يقول رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا النادر جداً جداً إما يترك فكر ابن تيمية وأتباعـه ومن على شاكلتهم ، وإما أن تكون رؤيته من باب النذارة - والعياذ بالله - وليست البشارة ..
واسألهم ولن يجيبوك ، بل سيقللون من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
أما رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - سواء فى حال حياته أو وهو بالرفيق الأعلى - فهى ترياق العارفين وتذكر أنه :
(1) أخرج الإمام مسلم وغيره عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " من أشد أمتى لى حباً ناس يكونون بعدى، يود أحدهم لو رآنى بأهله وماله ".
(2) أخرج الطبرانى عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول لنا " إن أحدكم سيوشك أن يحب أن ينظر إلى نظرة بما له من أهل ومال ".
(3) كان أنس بن مالك رضى الله عنه يقول : قل ليلة تأتى على إلا وأنا أرى فيها خليلى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه.

ود محجوب
05-17-2018, 12:05 PM
انيا : السنة المطهرة

ننبه أولاً إلى أن الأحاديث التى وردت فى هذا الباب تقع تحت ثلاثة أقسام :

1 - زيارة القبور عامة

2 - زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم خاصة

3 - أحاديث زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لقبور الأنبياء ، وترغيبه فى معرفة قبورهم - ولم أجد من تنبه لهذه النقطة - .


1 - الترغيب فى زيارة القبور
والأحاديث الدالة على ذلك ليست محل مناقشة ، وابن تيمية مسلم بها ومسلم بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم رغب فى زيارة شهداء أحد والبقيع ، وأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم زار أمه
قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 233 ) . ( ومنها : ظنه أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من جنس الزيارة المعهودة فى قبر غيره حتى يحتج عليها بزيارة البقيع وشهداء أحد وزيارة قبر أمه ) . اهـ
قلت :
ابن تيمية هو المطالب بتقديم النص الذى يدل على ما نفاه فهذا أمر واضح ..
أقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم زوروا القبور ما عدا قبرى ؟
إذا احتج ابن تيمية بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لا تتخذوا قبرى عيدا " فمعناه – كما يعلمه الأطفال – هو : ما يحدث فى الأعياد من اللهو واللعب
أخرج الإمام مسلم فى صحيحه (2/800) عن نبيشة الهذلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أيام التشريق أيام أكل وشرب "
وفى صحيح مسلم أيضاً (2/607-609) : باب الرخصة فى اللعب الذى لا معصية فيه فى أيام العيد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: دخل على أبو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان فى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - وذلك فى يوم عيد - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا "
وأخرج أيضاً: عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان فى أيام منى تغنيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مسجى بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عنه وقال " دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد "
وأخرج أيضاً: قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يسترنى بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية . فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن
وأخرج أيضاً : عن عروة عن عائشة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرنى وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال " دعهما " فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإما قال " تشتهين تنظرين " فقلت نعم ، فأقامنى وراءه خدى على خده وهو يقول " دونكم يا بنى أرفدة " حتى إذا مللت قال " حسبك قلت نعم قال فاذهبى " .
وكلام سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم واضح ، هذا هو العيد، وما يفعل فيه من لهو ولعب وأكل وشرب .. فلا يصح أن يفعل ذلك بحضرة من كان فى الرفيق الأعلى، وصاحب المقام المحمود .
وقد قال بعض الصالحين فى قوله " لا تجعلوا قبرى عيداً " بمعنى أن العيد يأتى مرتين فى السنة .. فتعالوا أكثر من ذلك .
المهم قدمنا معنى العيد وما يحدث فيه .

_________________
فإن استدل أحد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " اللهم لا تجعـل قبرى وثنا يعبد "

قلنا له: هذا يدل على الغشاوة والعمى ، فإن دعاء الأنبياء مستجاب بإجماع الأمة ، وبنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وحتى ابن تيمية لا يجادل فى أن دعاءهم مستجاب ، فلا خوف من الزيارة بأى حال من الأحوال ..

وقد قال صلى الله عليه وآله وسلّم فيما رواه الإمام مسلم فى صحيحه(4/2166) عن جابر قال سمعت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول
" إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون فى جزيرة العرب، ولكن فى التحريش بينهم ".

المهم أن زيارة القبور مأمور بها كمظهر من مظاهر البر والود للأموات .. كذلك لتذكر أحوال الآخرة ، وأولى الناس بالبر هو النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الذى قال الله فيه :
(النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ)
(الأحزاب 6) صلى الله عليه وآله وسلّم .. إلا إذا كان اتباع ابن تيمية لا يريدون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أولى بهم من أنفسهم ، فليبحثوا على من هو أولى بهم من أنفسهم ، والذى أطاعوه فخسروا بركة الوقوف فى حضرة صاحب سعادات الدنيا والآخرة .

ود محجوب
05-17-2018, 12:07 PM
2 - الأحاديث التى وردت فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بصفة خاصة
أخرج الدارقطنى فى سننه (2/278) والبيهقى فى شعب الإيمان (3/490) وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " من زار قبرى وجبت له شفاعتى "
قال الحافظ ابن حجر فى تلخيص الحبير ( 2 / 267 ) " فائدة طرق هذا الحديث كلها ضعيفة لكن صححه من حديث بن عمر أبو علي بن السكن في إيراده إياه في أثناء السنن الصحاح له وعبد الحق في الأحكام في سكوته عنه والشيخ تقي الدين السبكي من المتأخرين باعتبار مجموع الطرق وأصح ما ورد في ذلك ما رواه أحمد وأبو داود من طريق أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة مرفوعا ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام وبهذا الحديث صدر البيهقي الباب. اهـ
وقال العجلونى فى كشف الخفاء ( 2 / 328 ، 329 )
" رواه أبو الشيخ وابن أبى الدنيا وغيرهما عن ابن عمر وهو فى صحيح ابن خزيمة ، وأشار الى تضعيفه ، وعند أبى الشيخ والطبرانى وابن عدى والدارقطنى والبيهقى ولفظهم " كان كمن زارنى فى حياتى " وضعفه البيهقى .
وقال الذهبى : تعليقاً على طرقه : كلها لينة لكن يتقوى بعضها ببعض لأن ما فى رواتها متهم بالكذب , قال ومن أجودها اسناد حديث حاطب الذي أخرجه ابن عساكر وغيره من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي وللطيالسي عن عمر مرفوعا من زار قبري كنت له شفيعا او شهيدا وللسبكي شفاء السقام في زيارة خير الأنام وذكر فيه أحاديث كثيرة في هذا المعنى وكذا ذكر ابن حجر المكي في كتابه الجوهر المنظم أحاديث من هذا النمط منها قوله عليه الصلاة والسلام من زارنى أو من زار قبري الى المدينة كنت له شفيعا وشهيدا وروى البيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه من زارني في المدينة محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة اهـ
المهم أن تصحيح أو تحسين أحاديث الزيارة برواياتها التى تقترب من عشرة طرق صححها - كما قال ابن حجر - ابن السكن فى إيراده إياه فى أثناء السنن الصحاح له ، وعبد الحق فى الأحكام فى سكوته ، وتقى الدين السبكى من المتأخرين باعتبار مجموع الطرق .
إذا كانت الأحاديث صحيحـة فيا سعد مـن زار ،

ويا خيبـة مـن حـرم وحجب ،

ولو كانت هذه الأحاديث ضعيفة فقد صح زيارة شهداء أحد والبقيع والترغيب فى ذلك ،

والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم أولى كما قدمنا .

فتارك الزيارة ظنا أن بعض العلماء ضعف أحاديث الزيارة ، ممكور به من الشيطان لثبوت الزيارة مما قدمناه ومما سنقدمه .

_________________

3 - أحاديث زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لقبور الأنبياء وترغيبه فى معرفة قبورهم ولم أجد من تنبه لذلك بدلالة الحديث الأول
(1) النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وجبريل شدا الرحال بالأمر الإلهى حتى يـزور النـبى صلى الله عليه وآله وسلّم قبر نبى الله موسى عليه السلام
ففى صحيح مسلم ( 4 / 1845) عن ثابت البنانى وسليمان التيمى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " أتيت - وفى رواية هداب مررت - على موسى ليلة أسرى بى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى فى قبره " .
قلت :
والدلالة واضحة فى أمرين .
الأول : حياة الأنبياء ، وذكرهم وصلاتهم وعباداتهم فى قبورهم
الثانى : زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لقـبر نبى الله موسى عليه السلام فوجده قائماً يصلى . وإلا فلماذا مر عليه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟
ومما يدلك على ذلك ما أخرجه الإمام البخارى (1/449) ومسلم (4/1842) وغيرهما عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال: أرسلتنى إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه وقال ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: أى رب ثم ماذا ؟ قال ثم الموت، قال فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " فلو كنت عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر " .
قلت :
ووجه الدلالة أنه لو كان معرفة قبر موسى عليه السلام ليس لها فائدة ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " فلو كنت عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمـر " . والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يدل أمته إلا على ما فيه الخير والصلاح والرشاد ..
كما أن قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لأريتكم قبره " فيه إشارة إلى أن سبب ذلك هو الزيارة .. ويكون المعنى المراد : لأريتكم قبره لتزوروه
وإلا ما هو سبب الإخبار .. فتأمل ..(2) أخرج أبو يعلى وابن عساكر - بإسناد صحيح - عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " والذى نفس أبى القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا ، وحكما عدلاً فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير ، وليصـلحن ذات البين وليذهبن الشحناء ، وليعرضـن المال فلا يقبله أحد ، ثم لئن قام على قـبرى فقال يا محمد لأجبته - وفى رواية - لأجيبنه " قلت :
لم يقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : لئن سلم على لرددت عليه السلام ، ومعنى ذلك أن نبى الله عيسى صلى الله عليه وآله وسلّم سيسأل النبى ، والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره ، وسيجيبه ويرد عليه .
قال ابن منظور فى لسان العرب ( 1 / 283 )
" والإجابة رجع الكلام تقول أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة وإجاباً و جواباً وجابة و استجوبه و استجابه و استجاب له " . اهـ
وفى مختار الصحاح ( 1/ 49 ) : ج و ب " أجابه و أجاب عن سؤاله والمصدر الإجابة والسم الجابة كالطاعة والطاقة يقال أساء سمعا فأساء إجابة و الإجابة و الاستجابة بمعنى ومنه استجاب الله دعاءه و المجاوبة و التجاوب التحاور"
وفى المصباح المنير ( 1 / 113 )
" ولا يسمى جوابا إلا بعد طلب وأجابه إجابة وأجاب قوله واستجاب له إذا دعاه إلى شىء فأطاع وأجاب الله دعاءه قبله واستجاب له كذلك " . اهـ
وفى التوقيف على مهمات التعاريف ( 1 / 34 )
" الإجابة موافقة الدعوة فيما طلب بها لوقوعها على تلك الصفة " . اهـ

ود محجوب
05-20-2018, 12:43 PM
قد قال بعض العلماء فى مسألة حكم المسيح عيسى بن مريم بالكتاب والسنة بعد نزوله آخر الزمان ، وتساؤلهم فى أنه سيعلم أحكام القرآن فماذا سيفعل فى الأحكام الخاصة بسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟

قالوا :

سيذهب إليه ويسأله ولا يأخذ بأقوال أحد من الأئمة الأربعة أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد .

قلت : وفى الحديث السابق ما يدل عليه .

إذا وعيت هذا علمت الرد على ما قاله ابن تيمية فى فتاويه الكبرى (2/6) قال: ( وأما إذا كان قصده بالسفر زيارة قبر النبى دون الصلاة فى مسجده فهذه المسألة فيها خلاف ، فالذى عليـه الأئمة وأكثر العلماء أن هذا غير مشروع ولا مأمور به ) .

قلت :
1- أتحدى أتباع ابن تيمية أن يأتوا بنص للأئمة أبى حنيفة أو مالك أو الشافعى أو أحمد بن حنبل فيه الجملة التى قالها ابن تيمية .
2 - زار سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم كليم الله موسى عليه السلام ولم يصل عنده.
3- هل تعتقد أن هناك مسألة فى الفقه تقول:لو أن أحداً زار رسول الله عليه وسلم ثم سمع الأذان فإنه لا يصلى ويقول أنا أتيت للزيارة فقط ؟. من هم هؤلاء الأئمة ، وأكثر العلماء الذين تكلم عنهم ابن تيمية ؟.

ثالثا : الإجمــاع
قال القاضى عياض فى الشفاء ( 2 / 68 ، 69 )
"وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها".اهـ
وقال ابن هبيرة الحنبلى ( 499 - 560 هـ ) فى كتابه : اتفاق الأئمة –

_________________وقال ابن هبيرة الحنبلى ( 499 - 560 هـ ) فى كتابه : اتفاق الأئمة –
وقد طبع حديثاً باسم : الفقه على مذاهب الأئمة الأربعة ، من منشورات دار الحرمين ، وهذا الكتاب جزء من كتاب : الإفصاح عن معانى الصحاح ، قد اشترط فيه ذكر أقوال الأئمة الأربعة : أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد وليس أقوال أصحابهم أو المنتسبين إليهم إلا إذا أشار إلى ذلك

قال فى ( 1 / 337 ، 338 ) " واختلفوا : أى الحرمين أفضل؟ فقال مالك وأحمد – فى إحدى روايتيه : المدينة أفضل . وقال أبو حنيفة والشافعى وأحمد – فى الرواية الأخرى – مكة أفضل . وأما موضع حوى جسد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهو أشـرف وأفضل بلا خلاف " . اهـ
ثم قال فى (1 / 339 )
" واتفقوا على استحباب زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم وصاحبيه المدفونين عنده : أبى بكر وعمر معه – رضى الله عنهما – ، وندبوا إليه " .اهـ بحروفه

قال الشوكانى فى نيل الأوطار ( 5 / 181 )
" وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم من السنن الواجبة . كذا قال عبد الحق ، واحتج أيضاً من قال بالمشروعية بأنه لم يزل دأب المسلمين القاصدين للحج فى جميع الأزمان على تباين الديار واختلاف المذاهب الوصول إلى المدينة المشرفة لقصد زيارته ، ويعدون ذلك من أفضل الأعمال ولم ينقل أن أحدا أنكر ذلك عليهم فكان إجماعا " .اهـ

نبذة من أقوال علماء الأمة فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم

وقد صح عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال لكعب:

ألا تتحول إلى المدينة، فيها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقبره.

قال كعب: إنى وجدت فى كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله من أرضه، وبها كنزه من خلقه

فمذهب عمر بن الخطاب وقتادة شد الرحال إلى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

وسوف نقدم أثناء مناقشة كلام ابن تيمية آثاراً فيها زيارة ما لا يقل عن ثمانية من الصحابة لقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

وها - نحن - ذا نقدم أقوال أهل العلم فى زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

ود محجوب
05-20-2018, 12:44 PM
قال شيخ الإسلام السبكى فى كتابه شفاء السقام فى زيارة خير الأنام ( 68 ، 69 , 70 ) ما نصه:
" نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبيان أن ذلك مجمع عليه بين المسلمين ".
قال القاضى عياض رحمه الله " وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم سنة بين المسلمين مجمع عليها ، وفضيلة مرغب فيها " .
وقال القاضى أبو الطيب " ويستحب أن يزور - يعنى الحاج – النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن يحج ويعتمر " .
وقال المحاملى فى (التجريد) " ويستحب للحاج إذا فرغ من مكة أن يزور النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " .
وقال أبو عبد الله الحليمى فى كتابه المسمى بالمنهاج فى شعب الإيمان فى تعظيم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فذكر جملة من ذلك ، ثم قال
" وهذا كان من الذين رزقوا مشاهدته وصحبته، فأما لليوم فمن تعظيمه زيارته ".
قلت : راجع شعب الإيمان للبيهقى ( 2 / 203 ) .
قال الماوردى فى الحاوى
" أما زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فمأمور بها ومندوب إليها " .
وذكر الماوردى فى الأحكام السلطانية باباً فى الولاية على الحجيج قال :
" ولاية الحج ضربان أحدهما على تسيير الحجيج ، والثانى على إقامة الحج ،
أما الأول :
فشرط المتولى أن يكون مطاعاً ذا رأى وشجاعة ، وعليه فى هذه الولاية عشرة أشياء - فذكرها - ثم قال : فإذا قضى الناس حجهم أمهلهم الأيام التى جرت عادتهم بها ، فإذا رجعوا سار بهم على طريق مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ليجمع لهم بين حج بيت الله وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم رعاية لحرمته وقياماً بحقوق طاعته ، وذلك - وإن لم يكن من فروض الحج - فهو من مندوبات الشرع المستحبة ، وعبادات الحجيج المستحسنة " .

وقال صاحب ( المهدب )
" ويستحسن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ".

وقال القاضى حسين : " إذا فرغ من الحج فالسنة أن يقف بالملتزم ، ويدعو ثم يشرب من ماء زمزم ، ثم يأتى المدينة ، ويزور قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ".

وقال الرويانى : " يستحب إذا فرغ من حجه أن يزور قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
ولا حاجة إلى تتبع كلام الأصحاب فى ذلك مع العلم بإجاعهم وإجماع سائر العلماء عليه ".

والحنفية قالوا :" إن زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من أفضل المندوبات والمستحبات ، بل تقرب من درجة الواجبات ، ممن صرح بذلك منهم أبو منصور محمد بن مكرم الكرمانى فى مناسكه ، وعبد الله بن محمود بن بلدحى فى شرح (المختار ) .

فى فتاوى أبى الليث السمرقندى فى باب أداء الحج ، روى الحسن بن زياد عن أبى حنيفة أنه قال " الأحسن للحاج أن يبدأ بمكة ، فإذا قضى نسكه مر بالمدينة ، وإن بدأ بها جاز ، فيأتى قريباً من قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فيقوم بين القبـر والقبلة ، فيستقبل القبلة ويصلى على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى أبى بكــر وعمر رضى الله عنهما ، ويترحم عليهما ".

_________________
وقال أبو العباس السروجى فى ( الغاية )
" إذا انصرف الحاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى "طيبة" مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "وزيارة قبره" فإنها من أنجح المساعى ".
وكذلك نص عليه الحنابلة أيضاً ، قال أبو الخطاب محفوظ بن أحمـد بن الحسن الكلوذانى الحنبلى فـى كتاب ( الهداية ) فى آخر باب صفة الحج
"وإذا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبر صاحبيه "

وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن إدريس السامرى فى كتاب ( المستوعب )
باب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

" وإذا قدم مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم استحـب له أن يغتسل لدخولها، ثم يأتى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقدم رجله اليمنى فى الدخول، ثم يأتى حائط القبر فيقف ناحية، ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره ..." ، ذكر كيفية السلام والدعاء إلى آخره. ومنه " اللهم إنك قلت فى كتابك لنبيك عليه السلام
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ)
(النساء 64) ، وإنى قد أتيت مستغفراً ، فأسألك أن توجب لى المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه فى حياته " .
" اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم ... " ، وذكر دعاء طويلا، ثم قال " وإذا أراد الخروج عاد إلى قبر رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم فودع " .
وانظر هذا المصنف من الحنابلة الألد الخصم – يقصد ابن تيمية – متمذهب بمذهبهم ، كيف نص على التوجه بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك أبو منصور الكرمانى من الحنفية قال " إن كان أحد أوصاك بتبليغ السلام تقول السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان ، يستشفع بك إلى ربك بالرحمة والمغفرة ، فاشفع له ".
وسنعقد لذلك باباً فى هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .

_________________

ود محجوب
05-20-2018, 12:47 PM
قال نجم الدين بن حمدان الحنبلى فى ( الرعاية الكبرى )
"ويسن لمن فرغ نسكه زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبر صاحبيه رضى الله عنهما ، وله ذلك بعد فراغ حجه ، وإن شاء قبل فراغه " .

ثم قال شيخ الإسلام السبكى ( ص : 78 )
"وقال ابن بطال فى شرح البخارى: قوله صلى الله عليه وآله وسلّم

" ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " بعد أن حكى القولين المشهورين قال:

واستدل الثانى بقوله " ارتعوا فى رياض الجنة " يعنى حلق الذكر والعلم ،

قال: ويكون معناه التحريض على زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم والصلاة فى مسجده ". اهـ.


_________________قلت :
وأضيف للقارئ أقوال بعض العلماء من أئمة المذاهب قبل ابن تيمية وبعده :

أولاً : الحنفية

الحافظ الطحاوى (321 هـ) فى مختصر اختلاف العلماء (2 / 141 ، 142) قال: ( ماذا يقال لطواف الحج ؟ كان أصحابنا وسفيان والأوزاعى يقولون طواف الزيارة وكان مالك يكره ويعظم أن يقول الرجل زرنا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقد روى سفيان الثورى حدثنى محمد بن طارق عن ابن طاووس وأبى الزبير عن ابن عباس وعائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أخر طواف الزيارة إلى الليل. فهذا أولى من غيره وأما ما كرهه مالك من قولهم زرنا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فلا معنى له لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " ) . اهـ

وفى الدر المختار ( 2 / 626 )
" مكة أفضل منها - أى المدينة - على الراجح إلا ما ضم أعضاءه عليه الصلاة والسلام فإنه أفضل مطلقا حتى من الكعبة والعرش والكرسى ، وزيارة قبره مندوبة بل قيل واجبة لمن له سعة " . اهـ

الكمال بن الهمام فى شرح فتح القدير ( 3 / 179 - 181 ) قال: " المقصد الثالث: فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . قال مشايخنا رحمهم الله تعالى: من أفضل المندوبات - وفى شرح المختار أنها تقرب من الوجوب - لمن له سعة .
روى الدارقطنى والبزار عنه عليه الصلاة والسلام : " من زار قبرى وجبـت له شفاعتى ". اهـ

ملا على القارئ الحنفى فى شرحه على الشفاء قال :

" وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما أفرط غيره، حيث قال: كون الزيارة قربة معلومة من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر. ولعل الثانى أقرب إلى الصواب، لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه فى هذا الباب"
انتهت عبارته .


شهاب الدين الخفاجى الحنفى
قال رحمه الله تعالى فى شرح الشفاء بعد قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" واعلم أن هذا الحديث هو الذى دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيم إلى مقالته الشنيعة التى كفروه بها، وصنف فيها السبكى مصنفاً مستقلاً، وهى منعه من زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وشد الرحال إليه، وهو كما قيل :
لمهبط الوحى حقا ترحل النجب
وعند ذلك المرجى ينتهى الطلب
فتوهم أنه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغى ذكرها ، فإنها لا تصدر عن عاقل فضلاً عن فاضل ، سامحه الله تعالى " ، انتهت عبارة الشهاب الخفاجى .
انتهى كلام ملا على القارى وكلام الشهاب الخفاجى نقلا من شـواهد الحق فى الاستغاثة بسيد الخلق للنبهانى ( ص 185 ) .
الطحطاوى فى حاشيته على مراقى الفلاح ( 1 / 486 ) قال :
" فصل فى زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : قالوا : إن كان الحج فرضا قدمه عليها وإلا تخير. والأولى فى الزيارة تجريد النية لزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم . وقيل ينوى زيارة المسجد أيضاً لأنه من المساجد الثلاث التى تشد إليها الرحال. قوله ( حرض ) أى حث عليها قال فى القاموس حرضه تحريضا حثه فعطف قوله وبالغ عطف مغاير قوله وبالغ فى الندب إليها أى فى طلبها والمبالغة بذكر الوعيد على الترك والوعد على الفعل ". اهـ
ابن عابدين فى حاشيته ( 2 / 627 ) قال :
" قوله : ولينو معه الخ ، قال ابن الهمام : والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام ، ثم يحصل له إذا قدم زيارة المسجد أو يستمنح فضل الله تعالى فى مرة أخرى ينويها فيها لأن فى ذلك زيادة تعظيمه وإجلاله، ويوافقه ظاهر ما ذكرناه من قوله " من جاءنى زائرا ". الحديث ". اهـ

ود محجوب
05-20-2018, 12:49 PM
ثانياً : المالكيــة
ابن المواز (180 - 269 هـ ) ذكر فى كتابه فى كتاب الحج فى باب ما جاء فى الوداع - نقلا عن شفاء السقام فى زيارة خير الأنام ( ص 81 ) -
" قال أشهب : وقال مالك فى وداع البيت: ما يعرف فى كتاب الله ولا سنة رسوله عليه السلام الوداع ، إنما هو الطواف بالبيت ، قلت لمالك: أفترى هذا الطواف الذى يودع به أهو الالتزام ، قال : بل الطواف ، وإنما قال فيه عمر آخر النسك الطواف بالبيت.قيل لمالك : فالذى يلتزم ، أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع ، قال: لا ، ولكن يقف ويدعو ، قيل له وكذلك عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال : نعم " . اهـ
القاضى عياض اليحصبى فى كتابه : الشفاء ( 2 / 68 – 69 ) قال
" وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم سنة من سنن المسلمين مجمع عليهـا وفضيلة مرغب فيها" .
" وكره مالك أن يقال: زرنا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقد اختلف فى معنى ذلك، فقيل كراهية الاسم لما ورد من قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " لعن الله زوارات القبور " وهذا يرده قوله " نهيتم عن زيارة القبور فزوروها " وقوله " من زار قبرى " فقد أطلق اسم الزيارة وقيل: لأن ذلك لما قيل إن الزائر أفضل من المزور، وهذا أيضاً ليس بشيء، إذ ليس كل زائر بهذه الصفة وليس هذا عموماً، وقد ورد فى حديث أهل الجنة زيارتهم لربهم، ولم يمنع هذا اللفظ فى حقه تعالى. وقال أبو عمران رحمه الله: إنما كره مالك أن يقال طواف الزيارة وزرنا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لاستعمال الناس ذلك بينهم بعضهم لبعض، وكره تسوية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مع الناس بهذا اللفظ وأحب أن يخص بأن يقال سلمنا على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأيضاً فإن الزيارة مباحة بين الناس. وواجب شد المطى إلى قبره صلى الله عليه وآله وسلّم واجب – يريـد بالوجـوب هنا وجـوب ندب وترغيـب وتأكيـد لا وجوب فـرض " . اهـ كلام القاضى عياض
لإمام القرطبى فى التفسير ( 10 / 198 ) قال:
فى قوله تعالى :
(وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ)
(النحل 122) " قيل الولد الطيب ، وقيل الثناء الحسن ، وقيل النبوة ، وقيل الصلاة ، مقرونة بالصلاة على محمد عليه السلام فى التشهد ، وقيل إنه ليس أهل دين إلا وهم يتولونه ، وقيل بقاء ضيافته وزيارة قبره ، وكل ذلك أعطاه الله وزاده صلى الله عليه وآله وسلّم " . اهـ
أبو الوليد محمد بن رشد المالكى فى شرح العينية المسمى بكتاب " البيان والتحصيل" فى كتاب الجامع - نقلا عن شفاء السقام فى زيارة خير الأنام ( ص : 72 ، 73 ) - قال فى سلام الذى يمر بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
" وسئل عن المار بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أترى أن يسلم كلما مر ؟ قال : نعم ، أرى ذلك عليه أن يسلم عليه إذا مر به ، وقد أكثر الناس من ذلك ، فأما إذا لم يمر به فلا أرى ذلك " . اهـ
ابن جزى الكلبى الغرناطى (693–741 هـ) فى القوانين الفقهية (1/ 95) قال : " الباب العاشر فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذكر الحـرم والمواضع المقدسة ينبغى لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيصلى فيه، ويسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى ضجيعيه أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ويتشفع به إلى الله ويصلى بين القبر والمنبر ، ويودع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إذا خرج من المدينة. والمدينة أفضل من مكة خلافاً للشافعى وكلاهما حرم " . اهـ

بو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المغربى ( 902 - 954 هـ ) فى مواهب الجليل ( 3 / 400 ) قال :
" خبر ابن أبى فديك عن بعض من أدركه قال : بلغنا أن من وقف عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب 56) صلى الله عليك يا محمد يقولها سبعين مرة، ناداه ملك صلى الله عليك يا فلان ، لم تسقط لك اليوم حاجة .
وقال أيضاً في نفس المصدر ( 3 / 344 ) فرع : قال الشيخ زروق فى شرح الإرشاد وتوقف
الشيخ عيسى الغبرينى فى ناذر زيارته صلى الله عليه وآله وسلّم لعدم النص ، واستظهر غيره اللزوم لتحقق القربة ، وأنكر ابن العربى زيارة قبر غيره عليه السلام للتبرك ، وعده الغــزالى فى المندوبات وأجــاز الرحــلة له فى آداب السـفر ، ونقل ابن الحاج كلامه بنصه وحروفه فانظره انتهى .

وقال السيد السمهودى فى تاريخ المدينة بعد أن ذكر كلام الشافعية فى نذر زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " وقال العبدى من المالكية فى شرح الرسالة : وأما النذر للمشى إلى المسجد الحرام والمشى إلى مكة فله أصل فى الشرع وهو الحج والعمرة إلى المدينة لزيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – وهو – أفضل من الكعبة ومن بيت المقدس وليس عنده حج ولا عمرة فإذا نذر المشى إلى هذه الثلاثة لزمه فالكعبة متفق عليها ويختلف أصحابنا فى المسجدين الآخرين " . اهـ
شرح العلامة الزرقانى على المواهب اللدنية للقسطلانى ( 8 / 314 - 315 )
قال " تعليقاً على قول القسطلانى - ورأيت مما نسب للشيخ تقى الدين بن تيمية فى منسكه : ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك - يريد زيارة القبر الشريف - يقال له فى أى كتاب نص على كراهيته فإنه نص فى رواية ابن وهب عنه وهو من أجل أصحابه على أن يقف للدعاء ، وأقل مراتب الطلب الاستحباب، وجزم به الحافظ أبو الحسن القابسى وأبو بكر بن عبد الرحمن وغيرهما من أئمة مذهب مالك وجزم به العلامة خليل بن إسحق فى مناسكه. أفلا يستحى هذا الرجل - يعنى ابن تيمية - من تكذيبه بما لم يحط بعلمه وليس فى قوله فى المبسوط (لا أرى أن يقف عند القبر للدعاء) تصريح بالكراهة لجواز أنه أراد خلاف الأولى، مع إنا إذا سلكنا الترجيح على طريقة أصحاب الحديث، فرواية ابن وهب مقدمة لاتصالها على رواية إسماعيل لأنه لم يدرك مالكاً فهى منقطعة
(والحكاية المروية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل القبر وقت الدعاء كذب على مالك كذا قال والله أعلم) تبرأ منه لأن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر فى كتابه فضائل مالك ومن طريقة الحافظ أبى الفضل عياض فى الشفاء بإسناد لا بأس به، بل قيل إنه صحيح، فمن أين أنها كذب وليس فى رواتها كذاب ولا وضاع ولكنه لما ابتدع له مذهبا - وهو عدم تعظيم القبور وإنها إنما تزار للاعتبار والترحم بشرط أن لا يشد إليها رحل - صار كل من خالف ما ابتدعه بفاسد عقله عنده كالصائل لا يبالى بما يدفعه فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه انتقل إلى دعوى أنه كذب على من نسب إليه، مباهتة ومجازفة، وقد أنصف من قال فيه: علمه أكبر من عقله ". اهـ بحروفه

_________________

ود محجوب
05-20-2018, 12:51 PM
ثالثاً : الشافعيــة
الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى المهذب ( 1 / 233 ) قال :
" فصل : ويستحب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "
النووى فى المجموع ( 8 / 199 - 200 ) قال :
" قال المصنف رحمه الله تعالى: ويستحب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لما روى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " من زار قبرى وجبت له شفاعتى " ويستحب أن يصلى فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " صلاة فى مسجدى هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد " اهـ
الشرح أما حديث صلاة في مسجدى فسبق بيانه قريبا وأنه في الصحيحين من رواية جماعة وينكر على المصنف لكون حذف منه الإستثناء وهو قوله صلى الله عليه وسلم إلا المسجد الحرام كما سبق بيانه وأما حديث ابن عمر فرواه البراء والدارقطني والبيهقي بإسنادين ضعيفين . اهـ
ثم بعد ذلك قال أيضاً فى الصفحة التى تليها ( 8 / 201 ) :
" واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أهم القربات وأنجح المساعي ، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحباباً متأكداً أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وآله وسلّم
وينوى الزائر من الزيارة التقرب وشـد الرحل إليه والصلاة فيه ، وأن الذى شرفت به صلى الله عليه وآله وسلّم خير الخلائق ، وليكن من أول قدومه إلى أن يرجع مستشعراً لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه " . اهـ
ثم قال فى نفس الكتاب أيضا ( 8 / 209 )
" فمن لم يعزم على العود زالت ولاية والى الحجيج عنه ، ومن كان على عزم العود فهو تحت ولايته ملتزم أحكام طاعته ، فإذا قضى الناس حجهم أمهلهم الأيام التى جرت العادة بها لإنجاز حوائجهم ولا يعجل عليهم فى الخروج ، فإذا رجعوا سار بهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم ، وذلك وإن لم يكن من فروض الحج ، فهو من مندوبات الشرع المستحبة ، وعادات الحجيج المستحسنة ".
ال النووى فى شرحه على صحيح مسلم ( 2 / 177)
" قال القاضى : وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " وهو يأرز الى المدينة " معناه أن الإيمان أولاً وأخراً بهذه الصفة لأنه فى أول الإسلام كان كل من خلص إيمانه وصح إسلامه أتى المدينة إما مهاجراً مستوطناً وإما متشوقاً إلى رؤية رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم ومتعلما منه ومتقرباً ثم بعده هكذا فى زمن الخلفاء كذلك ولأخذ سيرة العدل منهم والاقتداء بجمهور الصحابة رضوان الله عليهم فيها ، ثم من بعدهم من العلماء الذين كانوا سرج الوقت وأئمة الهدى لأخذ السنن المنتشرة بها عنهم فكان كل ثابت الإيمان منشرح الصدر به يرحل إليها ، ثم بعد ذلك فى كل وقت إلى زيارة قـبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، والتبرك بمشاهده وآثاره وآثار أصحابه الكرام فلا يأتها إلا مؤمن . هذا كلام القاضى " . اهـ . كلام الإمام النووى بحروفه .

سلطان العلماء العز بن عبد السلام فى قواعد الأحكام فى مصالح الأنام (1/39) قال: " ولا يجب قصد المدينة بل قصدها بعد موت الرسول عليه السلام بسبب زيارته سنة غير واجبة " . اهـ
الحافظ ابن حجر فى فتح البارى ( 3 / 66 ) قال :
" والحاصـل إنهم الزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأنكرنا صورة ذلك. وفى شرح ذلك من الطرفين طول وهى من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول: زرت قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدباً لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذى الجلال. وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادى إلى الصواب. وشد الرحال إلى زيارة أو طلب علم ليـس إلى المكان بل إلى من فى ذلك المكان والله أعلم " . اهـ

وقال الحافظ أيضا فى الفتح ( 3 / 207 )
" قوله: باب من أحب الدفن فى الأرض المقدسة أو نحوها . قال الزين بن المنير : المراد بقوله : أو نحوها . بقية ما تشد إليه الرحال من الحرمين وكذلك ما يمكن من مدافن الأنبياء وقبور الشهداء والأولياء تيمناً بالجوار وتعرضاً للرحمة النازلة عليهم اقتداء بموسى عليه السلام " . انتهى

شيخ الإسلام زكريا الأنصارى ( 823 – 926 هـ) فى فتح الوهاب (1/257 ) قال: " وأن يتضلع منه - يعنى ماء زمزم - وأن يستقبل القبلة عند شربه ، وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولو لغير حاج " .

_________________
المليبارى فى فتح المعين قال :" فائدة : يسن متأكداً زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولو لغير حاج ومعتمر ، لأحاديث وردت فى فضلها " . اهـ

الرملى الأنصارى فى شرح زبد ابن رسلان ( 1 / 118 ) قال :
" إنما يترخص المسافر فى السفر المباح أى : الجائز وإن عصا فيه واجباً كان كحجة الإسلام والجهاد أو مندوباً كزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم أو مباحاً كالتجارة أو مكروهاً كسفر من تلزمه الجمعة ليلتها " . اهـ

محمد الخطيب الشربينى فى مغنى المحتاج ( 1 / 512 ) قال :
" وتسن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " من زار قبرى وجبت له شفاعتى " رواه ابن خزيمة فى صحيحه فزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم من أفضل القربات ولو لغير حاج ومعتمر " . اهـ
وقال أيضاً ( 1 / 278 )
" هذا إن كان السفر مباحاً كسفر تجارة ويشمل المكروه كما قاله الإسنوى كسفر منفرد وإن كان طاعة واجباً كان كسفر حج أو مندوباً كزيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم جاز قطعا " . اهـ

ود محجوب
05-20-2018, 12:53 PM
رابعاً : الحنابلــة
ابن قدامة فى المغنى ( 3 / 297 - 299 ) قال :
" فصل ويستحب زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " من حج فزار قبرى بعد وفاتى فكأنما زارنى فى حياتى" وفى رواية " من زار قبرى وجبت له شفاعتى ". اهـ
ابن هبيرة الحنبلى ( 499 –560 هـ ) - وهو : يحيى بن محمد بن هبيرة - ، وفى كتابه اتفاق الأئمة ( طبع حديثاً باسم : الفقه على مذاهب الأئمة الأربعة من منشورات دار الحرمين ) وهذا الكتاب جزء من كتاب ( الإفصاح عن معانى الصحاح ) ، وقد اشترط فيه ذكر أقوال الأئمة الأربعة : أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد .. وليس أقوال أصحابهم أو المنتسبين إليهم إلا إذا أشار إلى ذلك
قال فى ( 1 / 337 – 338 )
" واختلفوا : أى الحرمين أفضل ؟ فقال مالك وأحمد فى إحدى روايتيه : المدينة أفضل . وقال أبو حنيفة والشافعى وأحمد فى الرواية الأخرى : مكة أفضل . وأما موضع حوى جسد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهو أشرف وأفضل بلا خلاف " . اهـ
ثم قال فى (1/339) " واتفقوا على استحباب زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه المدفونين عنده: أبى بكر وعمر معه رضى الله عنهما وندبوا إليه".اهـ بحروفه
ابن قدامة فى عمدة الفقه ( 1 / 45 ) قال: " ويستحب لمن حج زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبرى صاحبيه رضى الله عنهما ". اهـ

_________________
المقدسى فى الكافى فى فقه ابن حنبل ( 1 / 457 ) قال :
" ويستحب زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وصاحبيه رضى الله عنهما لما روى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال" مـن زارنى أو زار قبرى كنت له شفيعاً أو كلاهما "رواه أبو داود". اهـ

ابن مفلح فى المبدع ( 1 / 192 ، 193 ) قال :
" والغسل للإحرام ونص أحمد : ولزيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقيل : ولكل اجتماع مستحب " . اهـ

وقال فى المبدع ( 3 / 258 )
" إذا فرغ من الحـج استحب له زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وينصرف . رواه منصور عن مجاهد " . اهـ

مرعى الحنبلى فى دليل الطالب ( 1 / 94 ) - وهو من الذين ألفوا كتباً فى مدح ابن تيمية - قال :
"وسن زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبر صاحبيه رضوان الله عليهما ، وتستحب الصلاة فى مسجده صلى الله عليه وآله وسلّم وهى بألف صلاة " . اهـ

المرداوى فى الإنصاف ( 4 / 53 - 54 ) قال :
" قوله : فإذا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبر صاحبيه هذا المذهب وعليه الأصحاب قاطبة متقدمهم ومتأخرهم " . اهـ

ابن ضويان فى منار السبيل ( 1 / 256 ) قال :
" وتسن زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبرى صاحبيه رضوان الله وسلامه عليهما ، لما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " من زارنى أو زار قبرى كنت له شافعاً أو كلاهما " رواه أبو داود الطيالسى ، وعن ابن عمر مرفوعاً " من حج فزار قبرى بعد وفاتى فكأنما زارنى فى حياتى " وفى رواية " من زار قبرى وجبت له شفاعتى " رواه الدارقطنى بإسناد ضعيف " . اهـ

زاد المستقنع ( 1 / 94 ) قال :
" وتستحب زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبرى صاحبيه " . اهـ

ابن بلبان فى أخصر المختصرات ( 1 / 157 ) قال : " وسن زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبرى صاحبيه " . اهـ
قال البهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 515 )
" تنبيه : قال ابن نصر الله : لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم استحباب شد الرحال إليها ، لأن زيارته للحاج بعد حجه لا تمكن بدون شد الرحل ، فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحل لزيارته صلى الله عليه وآله وسلّم " . اهـ
قال البهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 515 )
" وإن كان الحج تطوعاً بدأ بالمدينة ، قال ابن نصر الله فى هذا : إن الزيارة أفضل من حج التطوع وإن حج الفرض أفضل منها انتهى . قلت : قد يتوقف فى ذلك وإنما أراد الإمام أن ينضم إلى قصد الحج قصد الزيارة فيثاب عليهما بخلاف حج الفرض فيمحض النية له ... ثم يأتى القبر الشـريف فيقف قبالة وجهه صلى الله عليه وآله وسلّم مسـتدبراً القبلة " . اهـ

قال البهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 515 )
" وإن كان الحج تطوعاً بدأ بالمدينة ، قال ابن نصر الله فى هذا : إن الزيارة أفضل من حج التطوع وإن حج الفرض أفضل منها انتهى . قلت : قد يتوقف فى ذلك وإنما أراد الإمام أن ينضم إلى قصد الحج قصد الزيارة فيثاب عليهما بخلاف حج الفرض فيمحض النية له ... ثم يأتى القبر الشـريف فيقف قبالة وجهه صلى الله عليه وآله وسلّم مسـتدبراً القبلة " . اهـ

ابن مفلح فى الفروع ( 3 / 385 ) قال :
" وتستحب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وزيارة قبره وقبر صاحبيه رضى الله عنهما ، فيسلم عليه مستقبلاً له لا للقبلة ، ثم يستقبلها ويجعل الحجرة عن يساره ويدعو . ذكره أحمد ، وظاهر كلامهم قرب من الحجرة أو بعد " . اهـ
وانظر إلى دعاء الحنابلة أيضاً بعد زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم :
قال الشيخ عبد القادر الجيلانى فى الغنية " اللهم لا تجعله آخر العهد منى بزيارة قبر نبيك " . اهـ
ونفس الدعاء ذكره ابن قدامة فى المغنى ( 3 / 299 ، 300 ) وابن مفلح فى المبدع ( 3 / 260 ) والبهوتى فى كشف القناع ( 2 / 517 )

_________________

ود محجوب
05-23-2018, 04:50 PM
خامساً : الظاهــرية
ابن حزم الظاهرى فى المحلى ( 8 / 2 ) قال :
" كتاب النذور : من نذر طاعة لله عز وجل لزمه الوفاء بها فرضاً إذا نذرها تقربا إلى الله عز وجل مجردا أو شكرا لنعمة من نعم الله تعالى أو إن أراه الله تعالى أملا لا ظلم فيه لمسلم ولا لمعصية مثل أن يقول لله على صدقة كذا وكذا أو يقول صوم كذا وكذا فأكثر أو حج أو جهاد أو ذكر لله تعالى أو رباط أو عيادة مريض أو شهود جنازة أو زيارة قبر نبى أو رجل صالح أو المشى أو الركوب أو النهوض إلى مشعر من مشاعر مكة أو المدينة أو إلى بيت المقدس أو عتق معين أو غير معين أو أى طاعة كانت فهذا هو التقرب المجرد " . اهـ
سادساً : الزيديــة
قال الشوكانى فى نيل الأوطار ( 5 / 178 ) :
" وقد اختلفت فيها أقوال أهل العلم فذهب الجمهور إلى أنها مندوبة، وذهب بعض المالكية وبعض الظـاهرية إلى أنها واجبة وقالت الحنفية إنها تقرب من الواجبات " . اهـ
ثم قال الشوكانى فى نفس الكتاب ( 5 / 180 ) :
" وقد رويت زيارته صلى الله عليه وآله وسلّم عن جماعة من الصحابة منهم بلال عند ابن عساكر بسند جيد وابن عمر عند مالك فى الموطأ وأبو أيوب عند أحمد وأنس ذكره عياض فى الشفاء وعمر عند البزار وعلى عليه السلام عند الدارقطنى وغير هؤلاء، ولكنه لم ينقل عن أحـد منهم أنه شـد الرحـل لذلك إلا عن بلال، لأنه روى عنه أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهو بداريا يقول له " ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورنى" روى ذلك ابن عساكر " . اهـ
تنبيه :
(1) قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 226 ) :
( ولم يعرف أحداً معروفاً من العلماء المسمين فى الكتب قال إنه يستحب السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين ولو علم أن فى المسألة قولا ثالثا لحكاه ) . اهـ

ونقول :
قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام فى قواعد الأحكام فى مصالح الأنام (1/39)
" ولا يجب قصد المدينة بل قصدها بعد موت الرسول عليه السلام بسبب زيارته سنة غير واجبة " . اهـ
وقدمنا قول عبد الحق الأشبيلى ..

قال الشوكانى فى نيل الأوطار ( 5 / 178 )
" وقد اختلفت فيها أقوال أهل العلم فذهب الجمهور إلى أنها مندوبة وذهب بعض المالكية وبعض الظاهرية إلى أنها واجبة وقالت الحنفية إنها تقرب من الواجبات" . اهـ

ود محجوب
05-23-2018, 04:54 PM
(2) قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 446 )
( حتى قال طائفة من العلماء منهم عبد العزيز الكنانى : كل هذه القبور المضافة إلى الأنبياء لا يصح شيء منها إلا قبر النبى ، وقد أثبت غيره أيضاً قبر الخليل عليه السلام).اهـ
هذا كلام ابن تيمية .. وها نحن نتحفك بما كان يفعله عبد العزيز الكتانى الذى أظهر ابن تيمية كلامه كأنه على مذهبه . ففى تاريخ دمشق لابن عساكر (2/418، 419) :
" أخبرنا أبو محمد بن الأكفانى نا عبد العزيز الكتانى أنا أبو محمد بن أبى نصر نا أبو الميمون بن راشد أن أبا زرعة الدمشقى قال : ورأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون أن بمقبرة دمشق من أصحاب رسول الله بلال مولى أبى بكر ، وسهل بن الحنظلية ، وأبو الدرداء .
قرأت بخط أبى محمد بن الأكفانى وأنبأنيه شفاها نا الشيخ الحافظ الثقة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتانى رضى الله عنه قال
" لم يتفق المصـران على معرفة عين قبر نبى وصـحابى غير قبر نبينا محمد وقبر صاحـبيه أبى بكر وعمر رضى الله عنهما " .
قال ابن الأكفانى" أرانى الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتانى قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق بباب الصغير أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، وسـهل بن الحنظلية، وأوس بن أوس - وهم داخل الحظـيرة مما يلى القبلة - وأبو الدرداء خارج الحظيرة، وأم الدرداء خلف الحظيرة وعبد الله بن أم حرام، ويعرف بابن امرأة عبادة بن الصامت محاذى طريق الجـادة، وجماعة يقولون أنه قبر أبى بن كعب وليس بصحيح، وأم حبيبة ابنة أبى سفيان أخت معاوية رضى الله عنهم زوجة رسول الله على قبرها بلاطة مكتوب عليها اسمها فى جنب حظيرة الصحابة ، وأختها على قبرها أيضا بلاطة مكتوب عليها وبلال بن رباح مؤذن رسول الله على قبره أيضا بلاطة مكتوب عليها اسمه
قال وأرانى أيضاً قبر الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين وأخيه مسلمة خلف الحظيرة التى فيها قبور الصحابة مقابل مقبرة أمير الجيوش على الجادة .
قال وأرانى أيضا قبر بريهة ابنة الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم فى قبة ، وقبر سكينة ابنة الحسين بن على بن أبى طالب فى قبة وقال أبوعلى وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أيما أهل مقبرة أقبر بين أظهرهم رجل من أصحابى جاء وافدهم يوم القيامة " . اهـ كلام الحافظ ابن عساكر انظر ولاحظ أن الكتانى قال "لم يتفق المصران على معرفة قبر نبى وصحابى غير قبر نبينا وانظر نقل ابن تيمية بقوله نقلاً عنه " لا يصح شىء منها وشتان بين النقلين فتأمل .
وأقول : كان الرجل من المحبين .. وانظر كم قبر من قبور آل البيت والصحابة والتابعين زاره .. هذا فعل الصالحين ، هذا ما عرفه الناس ، فما بالكم بما لم يعرفوه.
3)استدل ابن تيمية بأن على بن الحسين رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، فقال له على بن الحسين : ما يحملك على هذا ؟ قال أحب السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال له على بن الحسين : هل لك أن أحدثك حديثا عن أبى ؟ قال نعم ، فقال له على بن الحسين أخبرنى أبى عـن جدى أنـه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لا تجعلوا قبرى عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا على وسلموا حيثما كنتم فتبلغنى صلاتكم وسلامكم " .
قلت : قال ابن كثير فى تفسـيره ( 3 / 516 ) عن هذا الأثر :
" فى إسناده رجل مبهم لم يسم "
قلت : كما أن علياً زين العابدين رضى الله عنه رآه يفعل ما فيه إساءة الأدب مع مقام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهو أنه كان يدلى رأسه فى الفرجة التى كانت على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم

(4) وقد استدل أيضاً ابن تيمية بما روى مرسلاً عند عبد الرزاق فى مصنفه عن الثورى عن أبى عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن على قال: رأى قوماً عند القبر فنهاهم وقال : إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " لا تتخذوا قبرى عيدا ولا تتخذوا بيوتكم قبورا ، وصلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغنى " وقد روى أنه رأى رجلا ينتاب القبر فقال : يا هذا ما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء ، أى الجميع يبلغه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين
قال ابن كثير: " فلعله رآهم يسيئون الأدب برفع أصواتهم فوق الحاجة فنهاهم". اهـ ، وما لم ينبه عليه ابن كثير أن أثر الحسن بن الحسن أثر ضعيف ، وإن صح فمعناه كما بيناه من قبل.

والغريب أن ابن تيمية عندما ذكر الحسن بن الحسن لم يذكر ما ورد فى صحيـح البخارى ( 1 / 446 ) بقوله
" باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور . ولما مات الحسن بن الحسن بن على رضى الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ، ثم رفعت فسمعوا صائحاً يقول : ألا هل وجدوا ما فقدوا ، فأجابه الآخر : بل يئسوا فانقلبوا " . ا هـ

قلت : ذكر الإمام البخارى فى صحيحه للدلالة على
1– أن أهل البيت والتابعين والسلف الصالح فهموا أن الصلاة فى المساجد التى بها قبور أقصى أحوالها الكراهه
2– أنها ضربت فيه على قبره لمدة سنة ولم يقل لها أحد من أهل البيت أو من علماء عصرها أن هذا بدعة أو شركاً فأصبح ذلك إجماعاً
3-أن الإمام البخارى نفسه مقتنع بما فعلت هذه السيدة الجليلة
4-أن الإمام البخارى مقتنع ومقر بسماع صوت الهواتف وهذا يكذب ابن تيمية فى قوله – كما سيأتى – أن من سلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند قبره وسمع رد السلام من القبر فقد سمع قول الشيطان ؟
وإنا لله وإنا إليه راجعون

ود محجوب
05-23-2018, 04:57 PM
45 - ادعاء ابن تيمية
أن معرفة قبور الأنبياء ليس لها فائدة
ادعى ابن تيمية أن معرفة قبور الأنبياء ليس لها فائدة ، جرياً على قاعدته فى مخالفة الأمة ، والقول بما لم يقله أحد من قبله ..

قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ( 27 / 444 )
( ليس فى معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية ، وليس حفظ ذلك من الدين ، ولو كان من الدين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين ) . اهـ
فعن أبى موسى قال :
" أتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أعرابيـاً فأكرمه فقال لـه " ائتنا " فأتاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " سل حاجتك " قال : ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بنى إسرائيل " قالوا : يا رسول الله وما عجوز بنى إسرائيل ؟ قال " إن موسى عليه السلام لما سار ببنى إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال : ما هذا . فقال علماؤهم : إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا قال : فمن يعلم موضع قبره قال : عجوز من بنى إسرائيل ، فبعث إليها فأتته فقال دلينى على قبر يوسف ، قالت : حتى تعطينى حكمى قال وما حكمك قالت أكون معك فى الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها " اهـ
قلت :
ووجه الاستدلال أن الله عز وجل أكرم هذه المرأة بمنزلة عالية فى الجنة بسبب معرفة قبر نبى. فمعرفة قبر نبى أدخلت المرأة الجنة ، أليس فى ذلك فائدة ... ؟
بل إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ضرب بها المثل ، ولم يقل لا توجد فائدة من معرفة قبر نبى .. فسبحان الله !!
من اتبع السنة أفلح ، ومن جادل شط وبعد وضل وأضل .
قلت :
اتباع السنة أولى من اتباع أقوال ابن تيمية ، وفهم جمهور الأمة - إن لم يكن إجماعهم - أولى من فهم ابن تيمية ومن والاه .
وإليك الأدلة على نقض كلام ابن تيمية فيما نسوقه فى هذا المسألة والمسائل التى تليها .. كما نسوق الفهم الصحيح لبعض الأئمة والمخالف تماماً لادعاء ابن تيمية .

ود محجوب
05-23-2018, 04:59 PM
46 - النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يرغب فى زيارة قبور الأنبياء
قال الإمام البخارى: باب من أحب الدفن فى الأرض المقدسة أو نحوها عن أبى هريرة رضى الله عنه قال " أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال : أرسلتنى إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عليه عينه وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة ، قال : أى رب ثم ماذا ؟ قال ثم الموت، قال: فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " فلو كنت عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر " ". اهـ
قلت :
ووجه الدلالة أنه لو كان معرفة قبر موسى ليس له فائدة، ما قال رسول الله: "فلو كنت عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر" .
والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يدل أمته إلا على ما فيه الخير والصلاح والرشاد ..
كما أن قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لأريتكم قبره " مشعر بأن سبب ذلك هو الزيارة .. بمعنى لأريتكم قبره لتزوروه وإلا ما هو سبب الإخبار .. فتأمل ..
كما أن هناك أيضاً فائدة أخرى :
وهى استحباب الدفن فى الأرض المقدسة والأماكن الطاهرة ،كما قال معظم - إن لم يكن كل - شراح الأحاديث .

وفيه أيضاً : أن الأمـم السابقة كان يُخفى عليهم قبور أنبيائهم ، وسبب ذلك - والله أعلم - ضعف توحيدهم وعدم توقيرهم لأنبيائهم ..
وإذا كان اليهود قد قتلوا كثيراً من أنبيائهم ويفتخرون بذلك ، أَفَيُؤْتَمَنُون على قبور أنبيائهم ؟
فقد يخرجون أنبيائهم من قبورهم ويحرقونهم ويمثلون بهم أو يفعلون بهم الأفاعيل .. وقد قال الله عز وجل
(وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ)
(آل عمران 112) .
وليس نبى واحد بل جمع، أو يقول أحدهم نريد أن نرى الرحمات التى تنزل على قبورهم فينبشونها

ولو لاحظت ودققت لرأيت أن المسلمين أو العرب كانوا يوقرون ويحترمون حرمة القبور ، فتجد أن الأنبياء الذين بعثوا إلى العرب أربعة رسل :
نبى الله إسماعيل و قبره فى حجر إسماعيل بالكعبة – ويقر بذلك ابن تيمية نفسه -
وأما قبر سيدنا هود فهو معروف وقد شرح مكانه على بن أبى طالب رضى الله عنه كما رواه عنه البخارى فى التاريخ والطبرى وابن عساكر وورد ذلك عن عمر أيضاً وبعض الصحابة .

ورد أيضاً عن بعض الصحابة أن قبر شعيب قرب الحجر الأسود وهو قول ابن عباس رضى الله عنهما .
وقبر سيدنا صالح أيضاً هناك أقوال أنه فى فناء الكعبة
راجع : تفسير القرطبى (2/130)، تفسير الطبرى (1/199) ، الدر المنثور (3/487)

أما الأمة المحمدية فقد عصمها الله تعالى من الإشراك ، فعرفوا قبر نبيهم لا يختلف فى ذلك اثنان ، ونبه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن أمته ليس عليها الحظر الذى كان على الأمم السابقة ،
ولذا لو كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند الأرض المقدسة لأراهم قبر موسى وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين .

فائدة :
قال الحافظ فى الفتح (3/207): قوله ( باب من أحب الدفن فى الأرض المقدسة أو نحوها ) قال الزين بن المنير " المراد بقوله ( أو نحوها ) بقية ما تشد إليه الرحال من الحرمين، وكذلك ما يمكن من مدافن الأنبياء وقبور الشهداء والأولياء ، تيمناً بالجوار وتعرضا للرحمة النازلة عليهم ، اقتداء بموسى عليه السلام " . انتهى

_________________

ود محجوب
05-26-2018, 02:10 PM
47 – النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يرغب فى معرفة قبور الصالحين
روى أبو داود وابن ماجه والبيهقى عن المطلب قال: لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن، أمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم رجلاً أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وحسر عن ذراعيه-
قال كثير قال المطلب قال الذى يخبرنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال كأنى أنظر إلى بياض ذراعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حين حسر عنهما - ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال
" أتعلم بها قبر أخى وأدفن إليه من مات من أهلى "

قلت :
ووجه الدلالة إنه إذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد وضع صخرة ليعلم بها قبر صحابى حتى يزوره ،
وهذا الصحابى قطعاً من الصالحين ، أفتكون زيارة ومعرفة قبور الأنبياء ليس لها فائدة ؟
احكم أنت بنفسك على ما يقوله ابن تيمية .



48 - فعل المسلمين وتبركهم
ونقل الخطيب فى تاريخ بغداد ( 1 / 121 )
" عن أبى يعلى الفراء الحنبلى عن رجل كان يختلف إلى أبى بكر بن مالك أنه قيل له : أين تحب أن تدفن إذا مت ، فقال : بالقطيعة ، وإن عبد الله بن أحمد بن حنبل مدفون بالقطيعة - وقيل له ، يعنى لعبد الله - فى ذلك قال وأظنه كان أوصى بأن يدفن هناك ، وقال : قد صح عندى أن بالقطيعة نبياً مدفوناً ، ولأن أكون فى جوار نبى أحب إلى من أكون فى جوار أبى " . اه

راجع أيضاً : معجم البلدان للحموى ( 1 / 121 )
" ونقل أيضاً عن أحمد بن العباس قوله : خرجت من بغداد فاستقبلنى رجل عليه أثر العبادة فقال لى : من أين خرجت ؟ قلت : من بغداد هربت منها لما رأيت فيها من الفساد خفت أن يخسف بأهلها ، فقال ارجع ولا تخف فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا . قلت : من هم ؟ قال : الإمام أحمد بن حنبل ، ومعروف الكرخى ، وبشر الحافى ، ومنصور بن عمار ، فرجعت وزرت القبور ولم أخرج تلك السنة "
قال الشيخ أبو بكر : " أما قبر معروف فهو فى مقبرة باب الدير وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب " . اه


والحافظ الخطيب البغدادى نفسه شرب ماء زمزم لثلاثة أمور منها أن يدفن بجانب بشر الحافى
ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر وقال
" إن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات :
أن يحدث بتاريخ بغداد بها ، وأن يملى الحديث بجامع المنصور، وأن يدفن عند بشر الحافى فقضيت له الثلاث " . اهـ
انظر : سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبى ( 18 / 279 ) ، وتذكرة الحفاظ للحافظ السيوطى ( 3 / 1139 )

وكتب أئمة المسلمين من حفاظ الحديث والفقهاء والأصوليين عامرة بالتبرك بالأماكن الطاهرة بما فيها قبور الصالحين ، وسوف نفرد لذلك بحثاً مستقلاً من أقوال الأئمة الذين يحترمهم ابن تيمية جداً ، وفى هذا القدر كفاية .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ود محجوب
05-26-2018, 02:16 PM
49 - الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
الشيطان يعلم علم اليقين أن الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون - كما اجتمع بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الإسراء والمعراج - ويعلم أن دعاء الأنبياء مستجاب لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " وكل دعاء نبى مستجاب " ويخشى الشيطـان ن يدعو أحد من أمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم فيقول له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " آمين " فيستجيب الله له .
ومن المؤسف ومن المحزن أن بعض العلماء يجيز الصلاة والذكر والدعاء فى المقبرة والحمام - إذا تحققت طهارتها - كالإمام مالك ثم يأتى ابن تيمية فى القرن الثامن ويدعى أن الدعاء عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بدعة محرمة - لمصلحة من ؟ - ويبذل قصارى جهده فى نفى ما ثبت من الأمة المحمدية طوال القرون من دعاء الأمة بصدق وخشوع عند قبر نبيهم . هكذا وبكل بساطة يتكلم ابن تيمية عن خير خلق الله وكأنه يحزنه الرابطة بين المسلمين وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته حتى رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام قلل ابن تيمية من أهميتها وجعل من رآها من المؤلفة قلوبهم حتى يثبت إسلام الرائى وقد بينا ذلك فى مسألة رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مما حدا الكثير من علماء الأمة بتسفيهه وتبديعه كما ذكرنا ذلك فى ترجمته ..
حتى قال فيه القسطلانى وأقره الزرقانى لما وصلهم أن ابن تيمية ادعى تحريم الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أما يستحى هذا الرجل من تكذيبه بما لم يحط به " . اهـ ، وقال تقى الدين الحصنى نقيب الأشراف فى الشام وهو بعد ابن تيمية بزمن قليل - صاحب كتاب ( كفاية الأخيار ) والذى كان يدرسه أحد السلفيين المشهورين بمصر - قال التقى الحصنى فى وصفه لابن تيمية " ما رأيت أفجر منه " . اهـ
وفى سبيل شدة إصراره العجيب على نفى الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقع ابن تيمية فى 15 خطأ سنذكرهم بعد قليل .

والدليل على استحباب أو جواز دعاء المرء لنفسه عند القبور هو فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نفسه وما فهمه أصحابه وأمته من فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فدعوا عند قبره صلى الله عليه وآله وسلّم كما سنورده بعد قليل عن ما لا يقل عن ستة من الصحابة ، وكذلك دعاء السلف الصالح والأئمة عند قبور أهل البيت وبعض الصالحين كما سيأتى وبيننا وبينهم الدليل وفعل السلف الصالح .
أما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقد روى الإمام مسلم وغيره عن بريدة رضى الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذا خرجوا إلى المقابر يعلمهم أن يقولوا " السلام على أهل الدار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية " ".
وفى حديث السيدة عائشة الذى رواه الإمام مسلم وغيره أن السيدة عائشة رضى الله عنها سألت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عن زيارة أهل البقيع فقالت " قلت كيف أقول لهم يا رسـول الله قال قولى السلام على أهـل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون "
روى الترمذى وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال " السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر "
قلت :
فبان بذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قد دلنا على شيئين
الأول : أنه دعا لنفسه وقال : " نسأل الله لنا " و " يغفر الله لنا " وعلّم السيدة عائشة رضى الله عنها أن تدعو لها وللأمة فى جملة " والمستأخرين " وهذا أصل فى مسألة الدعاء عند القبور فلم يكتف النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بالدعاء لهم بل قدّم الدعاء لنفسه قبلهم فتأمل وتنبه .
والثانى : أنه لم يدع بالرحمة أو الاستغفار فقط بما يقتضيه حال الوجود فى المقابر أو وجود متوفى بل سأل الله العافية مما يدل على جواز الدعاء عامة سواء الرحمة أو الاستغفار أو دعاء عام كالعافية أو غيرها .

بل فى حديث أبى مويهبة رضى الله عنه ما يدل على الزيادة عن الدعاء وهو التكلم والخطاب سواء مع الأحياء أو الأموات . فقد أخرج الإمام أحمد عن أبى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال : بعثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من جوف الليل فقال " يا أبا مويهبة إنى قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معى " فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال " السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس لو تعلمون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ، الآخرة شر من الأولى ". قال ثم أقبل على فقال " يا أبا مويهبة إنى قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربى عز وجل والجنة " قال قلت بأبى وأمى فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة " قـال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربى والجنة " ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى وجعه الذى قبضه الله عز وجـل فيه حـين أصبح
قلت :
وهذا الحديث أيضاً يدل على أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قصد زيارة البقيع وقصد الدعاء لهم مما يكذب ابن تيمية فى ادعائه بمنع قصد القبور للدعاء للمتوفين أو دعاء المرء لنفسه .
والمتأمل فى الآثار التى وردت فى الدعاء بعد التكبيرة الرابعة فى صلاة الجنازة يجد دعاء المرء لنفسه وللمسلمين بدون أى تقييد من الأئمة المشهورين أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد وغيرهم ، ومن ضمن الدعاء : اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، وغيره. ومعلوم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم صلى على الجنازة فى المقابر كما رواه البخارى ومسلم وهو مذهب الجمهور مالك والشافعى وأحمد وغيرهم ، وكتب الفقه والأحكام طافحة بذلك .

ود محجوب
05-26-2018, 02:18 PM
50 - دعاء الصحابة رضى الله عنهم عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ورد عن ما لا يقل عن ستة من الصحابة
منهم أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعبد الله بن عمر رضى الله عنهما وأنس بن مالك رضى الله عنه وبلال بن الحارث المزنى وعقبة بن عامر رضى الله عنه بالإضافة إلى ما ورد فى البخارى ومسلم من صلاة ودعاء وتسبيح السيدة عائشة فى حجرتها والتى بها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة يدعو فجاء مروان فأسمعه كلاما فقال أسامة أما إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " إن الله تعالى يبغض الفاحش البذىء ". رواه الطبرانى ورجاله ثقات
عبد الله بن عمر رضى الله عنهما

عن عبد الله بن دينار أنه قال ثم رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم

ثم يسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويدعو

ثم يدعو لأبى بكر وعمر رضى الله عنهما.
أنس بن مالك رضى الله عنه
عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبى أمامة عن أبيه قال رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم انصرف.
بلال بن الحارث المزنى
ورد فى الأثر الصحيح الذى رواه ابن أبى شيبة والبيهقى وابن عساكر " عن مالك الدار - وكان خازن عمر على الطعام - قال أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الرجل فى المنام فقيل له ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك الكيس عليك الكيس فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه اهـ
وذكر الحافظ فى الفتح أن هذا الرجل هو بلال بن الحارث المزنى وحتى لو كان أحد غيره فعلى أقل الاحتمالات فهو أحد التابعين الكبار الذين لحقوا عمر بن الخطاب فى عصر الخير والسنة .
عقبة بن عامر رضى الله عنه
قال الإمام النووى فى ترجمة عقبة بن عامر الصحابى (تهذيب الأسماء 1/308–309) ما نصه
" عقبة بن عامـر الصحابى رضى الله عنه كان البريد إلى عمـر بن الخطاب رضى الله عنه بفتح دمشق ووصل المدينة فى سبعة أيام ورجع منها إلى الشام فى يومين ونصف بدعائه عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وتشفعه به فى تقريب طريقه ". اهـ

ود محجوب
05-29-2018, 12:38 AM
فعل السلف وأئمة الحديث
1 ـ ابن أبى فديك :
قال سمعت بعض من أدركت يقول:" بلغنا أنه من وقف عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فتلا هذه الآية
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب 56) صلى الله عليك يا محمد حتى يقولها سبعين مـرة فأجابه ملك صلى الله عليك يا فلان لم يسقط لك حاجة ." اهـ
2 ـ الحافظ ابن أبى عاصم ( 206 ـ287 هـ )
قال ابن أبى عاصم – وهو من أئمة الحديث – فى كتابه الآحاد والمثانى (1/163) " إن طلحة بن عبيد الله اشترى له دارا بسبعين ألف درهم وهى التى فيها قبره بحضرة الهجرتين وقد رأيت جماعة من أهل العلم وأهل الفضل إذا هم أحدهم أمر قصد إلى قبره فسلم عليه فدعا بحضرته وكان يعرف الإجابة ، وأخبرنا مشايخنا قديما أنهم رأوا من كان قبلهم يفعله " . اهـ
وقد أورده الحافظ أبو نعيم فى معجم الصحابة ( 1 / 334 ) عن ابن أبى عاصم .
3ـ إمام الأئمة ابن خزيمة ( 233 ـ 311 هـ )
وقال الحاكم فى تاريخ نيسابور " وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة وعديله أبى على الثقفى مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر على بن موسى الرضا بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعنى ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا " . اهـ
وابن تيمية نفسه وصف ابن خزيمة بإمام الأئمة ستة عشر مرة وكان يقول ( ابن خزيمة رضى الله عنه ) .
4ـ ابن حبان (354هـ )
4ـ ابن حبان (354هـ )
قال ابن حبان فى كتابه الثقات ( 8 / 457 ) بمناسبة ذكر قبر على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين رضى الله عنه " وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بى شدة فى وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لى وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على حب أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلّم الله عليه وعليهم أجمعين " . اهـ

ومن المعروف والمشهور أن الملك سبكتكين صاحـب بلخ وغزنة وغـير ذلك ( 387 هـ ) وكان من أعداء أهل البيت لما أخذ طوس أخرب مشهد على بن موسى الرضا وقتل من يزوره فلما تملك ابنه محمود رأى فى النوم عليا رضى الله عنه وهو يقول إلـى كم هـذا فبنـى المشهـد ورد أوقافه إليه كما حكى ذلك الحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 500 ) " أما الملك محمود بن سبكتكين فهو من أظهر مذهب أهل السنة والجماعة بعد بدعة أبيه حتى إن ابن تيمية نفسه مدحه عدة مرات " . اهـ
وقال عنه فى مجموع الفتاوى (4 / 22)
( ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بنى جنسه كان الإسلام والسنة فى مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله فكانت السنة فى أيامه ظاهرة والبدع فى أيامه مقموعة ) . اهـ
وقال فى درء التعارض ( 6 / 253 )
( وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابـر وأظهر السنة ). اهـ
وقال فى بيان تلبيس الجهمية ( 2 / 331 )
( السلطان محمود بن سبكتكين كان من أحسن ملوك أهل المشرق إسلاما وعقلا ودينا وجهادا وملكا فى آخر المائة الرابعة ) . اهـ
وقال عنه فى منهاجه ( 3 / 429 )
( كان من خيار الملوك ) . اه
قلت :
فهل كان محمود بن سبكتكين كافرا أو مشركا فها هو من وصفه ابن تيمية بأنه كان من أحسن ملوك أهل المشرق إسلاما وعقلا ودينا وجهادا وملكا قام ببناء وإعادة ضريح على بن موسى والمشاهد ووقف الأوقاف عليها فتأمل وانتبه .

ـ5- الإمام إبراهيم الحربى ( 198 – 285 هـ )
إبراهيم الحربى من أكابر الأئمة وكانوا يقولون عليه شيخ الإسلام وكان يقاس بأحمد بن حنبل وهو الذى عهد إليه الإمام أحمد بتربية ابنه عبد الله. قال إبراهيم الحربى " قبر معروف الترياق المجرب "
وقد اعترض ابن تيمية فى كتابه الفتاوى الكبرى ( 4/442 ) على قول الإمام إبراهيم الحربى بالطريقة المشهورة عنه حيث قال ( بدعة لا قربة باتفاق الأئمة ) .
لا أدرى مـن أين أتى بهـذا الاتفاق ، وقد بدّع ابن تيمية الصحابى الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فى مسألة شدة اتباعه آثار ومصليات النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – كما بيناه فى المسألة الخاصة به –
فاحذر أسلوب ابن تيمية من التهويل والادعاء فإن إبراهيم الحربى من كبار علماء الحديث ولم يختلف فيه أحد. حتى القاضى إسماعيل الذى يستدل ابن تيمية بكتابه المبسوط كان يشتهى أن يقابل الإمام إبراهيم الحربى وقال فى حقه " ما رأيت مثل إبراهيم الحربى " . اهـ ، أما ابن تيمية فقد سبق نقل كلام الأئمة وأصحابه وأعدائه فيه واختلافهم بين من الكفر والتبديع والمروق من الدين إلى القطبانية .

6-الحافظ المحاملى ( صاحب أمالى المحاملى 235 ـ330 هـ )
كان أبو عبد الله بن المحاملى يقول " اعرف قبر معروف الكرخى منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه "

ود محجوب
05-29-2018, 12:41 AM
51 - تحقيق مذهب الإمام مالك فى مسألة الدعاء
عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم استقبال القبر النبوى وقت الدعاء
المنقول عن الإمام مالك رحمه الله له روايتان غير متعارضتين:
الرواية الأولى :
رواية ابن وهب صاحب الإمام مالك قال:" وقال مالك إذا سلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده ". اهـ
فهذه الرواية واضحة فى نقطتين:
أولاهما : الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وثانيهما : استقبال القبر النبوى عند الدعاء وعدم استدبار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
والدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم معروف ومشهور عند الإمام مالك، ومذهب مالك جواز الدعاء بل واستحبابه والدليل على ذلك ما يلى:
أ - رواية ابن وهب السابق ذكرها ودعوى أن كلمة دعا بمعنى: صلى على النبى تحريف للكلم عن موضعه. وابن وهب من أجل أصحاب الإمام مالك.
ب - نص ابن المواز - الذى ولد قبل ميلاد ابن تيمية بـ 481 سنة أى ما يقرب من خمسة قرون على الآتى " قال أشهب قيل لمالك فالذى يلتزم، أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع، قال: لا، ولكن يقف ويدعو، قيل له: وكذلك عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال: نعم ". اهـ

ج – نقل الإمام النووى فى كتاب رؤوس المسائل عن الحافظ أبى موسى الأصبهانى أنه روى عن مالك بن أنس الإمام رحمه الله أنه قال: " إذا أراد الرجل أن يأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيستدبر القبلة ويستقبل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويصلى عليه ويدعو ". اهـ
د – كتب المالكية المعروفة كلها ومنها الموازية لابن المواز وهى من أشهر كتب المالكية القديمة وكتاب الشفا للقاضى عياض و المدخل لابن الحـاج والقوانين الفقهية لابن جزى (1/95) ومواهب الجليل لأبى عبد الله المغربى (3/400) وشرح الزرقانى، وما نقل عن عبد الحق الاشبيلى وأبى الحسن القابسى وأبى بكر بن عبد الرحمن والعلامة خليل فى منسكه وغيرهم.
ولنا تساؤل :
هل هناك كتاب واحد فى فقه المالكية ذكر أنه لا يستحب الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو المنع من ذلك أو تضعيف قصة مالك مع أبى جعفر المنصور قبل مولد ابن تيمية .. لا يوجد مطلقاً.
وتذكر كتب ومراجع المالكية حادثة المنصور مع الإمام مالك ونصها كما فى الشفاء للقاضى عياض (446 - 532 هـ):
" حدثنا محمد بن حميد قال: ناظر أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين مالكاً فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك فـى هـذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوماً فقال:
(لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)
(الحجرات 2)، ومدح قوما فقال:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ)
(الحجرات 3) .. وذم قوماً فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ)
(الحجرات 4) ، وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً فاستكان لها أبو جعفر ، وقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله ". اهـ
وهذه القصة تلقاها المالكية وجمهور الأمة بالقبول ولم يعلم أحد قبل ابن تيمية رفضها أو ضعفها أو قال أنها مخالفة للشريعة أو لمذهب مالك وأتحدى أى إنسان أن يأتى بمن لم يقبلها أو يضعفها قبل ابن تيمية كما أن إسناد هذه القصة فى أسوأ أحوالها ليس الوضع والكذب، فإن ابن تيمية اتهم رجلاً يسمى محمد بـن حميد الرازى بوضعها.

_________________
ومحمد بن حميد هذا قد ارتضاه وأثنى عليه طائفة من الأئمة والعلماء، وجرحه وضعفه آخرون

وروى له أحمد و الترمذى وأبو داود وغيرهما ..

ومحمد بن حميد هذا توفى سنة (248 هـ) أى توفى قبل وفاة ابن تيمية بـ (480) سنة ..

فهل يعقل أن يسكت المالكية وأصحاب مالك الكبار أحياء على ما حكاه محمد بن حميد،

ثم يأتى ابن تيمية بعده بعدة قرون ويكتشف ما لم يكتشفه المالكية.

الرواية الثانية:
قال الإمام مالك فى المبسوط - للقاضى إسماعيل ولم يقابـل مالكاً أصلاً - "وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر وإنما ذلك للغرباء ". اهـ وقال فيه أيضاً: " لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج إلى سفر أن يقف على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيصلى عليه ويدعو له ولأبى بكر وعمر فقيل له إن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك فى اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا فى الجمعة أو فى الأيام المرة أو المرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة فقال : لم يبلغنى هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغنى عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده ". اهـ
كلام الإمام مالك واضح .. فهو يجيب عن مسألة واضحة وهى ناس لا يقدمون من سفر ولا يريدون سفر يأتون فى اليوم مرة أو مرتين ويدعون ساعة فأجاب بالآتى:
1- أنه لم يبلغه عن أحد من أهل الفقه أنه دعا فترة طويلة كل يوم مرة أو مرتين أو أكثر.
2- أن ترك فعل ذلك واسع أى ممكن ، أى ليس هناك إلزام للدعاء بهذه الكيفية بطول هذا الوقت وأن من ترك ذلك فليس عليه تضييق فى الشريعة ولا يكون مجانبـاً للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ( الدعاء بالساعات ).
3- لم يبلغه عن صدر الأمة الدعاء بالساعة مرة أو مرتين يومياً لعدة أيام فى الأسبوع.

_________________

ود محجوب
05-29-2018, 12:47 AM
4- ويكره فقط - المكروه - ما لا يذم فاعله ويمدح تاركه - إلا لمن جاء من سفر أو أراد أن يسافر أى أن الدعاء نفسه يجوز عند قبر النبى لمن جاء من سفر أو أراد أن يسافر .. أى أنه يبيح:
- الدعاء عند القبر إذا كان فترة بسيطة وليس بالكيفية السابقة.
- كما يجيزه أيضاً للمسافرين والقادمين من السفر.

وبذلك يظهر أن الإمام مالك لم يحرم أو يبدع من دعا عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنه كره كثرة التردد فترات طويلة للدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلا للقادمين من سفر أو المسافرين فبان من ذلك عدم التعارض فى الروايات عن مالك.

ثم إن هناك نقطة هامة وهى: من الذين يدعون؟ الإجابة ناس. يعنى ليس واحدا ولا اثنين بل ناسا أى مجموعة فى العصرالذى شهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالخيرية، من أين؟ من أهل المدينة. فى أى زمن؟ فى زمن مالك بن أنس (93- 179هـ) فانتبه.
هذا وقد أخطأ ابن تيمية فى مسألة استقبال القبر والدعاء عنده خمسة عشر خطأ على الأقل:
الخطأ الأول: قال فى مجموع الفتاوى (26/145):
( ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه فإن هذا بدعة ). اهـ
الخطأ الثانى: قال فى مجموع الفتاوى (26/146):
( ولم يكن أحد من الصحابة يقف عنده يدعو لنفسه ). اهـ
وقال أيضا فى مجموع الفتاوى (27/110):
( وكذلك لم يكن أحد من أصحاب النبى يقصد الدعاء عند قبر أحد من الأنبياء لا قبر نبينا ولا قبر الخليل ولا غيرهما ولهذا ذكر الأئمة كمالك وغيره أن هذا بدعة ). اهـ
الــــرد:
أ- أسقطنا كلام وإدعاء ابن تيمية بذكرنا دعاء ستة من الصحابة وأثر ابن أبى فديك .. فإن كان ابن تيمية لا يدرى فتلك مصيبة وإن كان يدرى فالمصيبة أعظم، وقد انتقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى عن مائة ألف من الصحابة، فهل اطلع ابن تيمية على أفعالهم كلهم.
ب- قوله ( لم يكن أحد من أصحاب النبى يقصد الدعاء عند قبر أحد من الأنبياء لا قبر نبينا ولا قبر الخليل ولا غيرهما )
نوع من أنواع الادعاء البغيض:
أولا: لما سبق
ثانيا: لأن قبور الأنبياء لم تكن معروفة يقينا لمعظم الناس، حتى إن الإمام مالك قال: " من فضل المدينة على مكة إنى لا أعلم بقعة فيها قبر نبى معروف غيرها ". اهـ
نقل ذلك عنه الإمام الحافظ ابن عبد البر فى كتابه التمهيد (2/289).
ج - ابن تيمية مطالب بنص فيه قول مالك بأنه لم يكن أحد من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقصد الدعاء عند قبر أحد من الأنبياء لا قبر نبينا ولا قبر الخليل ولا غيرهما .. فأين هو هذا النص ؟ راجع التعليق على رواية المبسوط.
د- قال ابن تيمية: ( ولهذا ذكر الأئمة كمالك وغيره أن هذا بدعة )
أولا: من هم هؤلاء الأئمة هلا ذكر أسماءهم ؟
ثانيا: قدمنا ما قاله الإمام مالك فأين فى كلام مالك كلمة بدعة ثم أين ما قاله غيره فانظر إلى طريقة ابن تيمية، ولو كان أحد الأئمة قال كلمة تفيد فى فهم ابن تيمية خطأ أو صواباً لأقام الدنيا ولم يقعدها، فابن تيمية مطالب بذكر من تكلم بما يقصده بجملة ( ذكر الأئمة كمالك وغيره ) حتى لا يتهم ابن تيمية بالتمويه والتغرير بالقارئ.

_________________


الخطأ الثالث: قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (27/117):
( بل نص أئمة السلف على أنه لا يوقف عنده للدعاء مطلقا كما ذكر ذلك إسماعيل بن إسحاق فى كتاب المبسوط وذكره القاضى عياض).اهـ
الــــرد :
أ- قدمنا دعاء ما لا يقل عن ستة من الصحابة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. أو ليس الصحابة أفضل السلف .
ب- هذا ادعاء خطير، فكلمة ( أئمة السلف ) تعنى مجموعة على الأقل من هم ، وأين نصوص الإمام الشافعى وأحمد بن حنبل وأبى حنيفة والثورى والأوزاعى والزهرى وغيرهم .. أين هذه النصوص فليخرجها لنا المبتدعة ولن يستطيعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولن يستطيعوا سوى الشتائم والسباب والصوت العالى والجعجعة .. وبقية قاموس الإرهاب غير الفقهى الخ .
ج- عمدة كلامه على قول الإمام مالك فى رواية المبسوط مع أن الإمام مالك له روايتان كما قدمنا الأولى رواية ابن وهب - وعليها كل المالكية - ورواية القاضى إسماعيل فى المبسوط والقاضى إسماعيل لم يقابل الإمام مالكاً، فلماذا اختارها ابن تيمية كما أن رواية المبسوط تدل على شىء مخالف تماماً لما يفهمه ابن تيمية كما وضحناه من قبل.
لماذا يستدل بالقاضى عياض إمام المالكية فى زمانه وهو ممن يتوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو الذى نقل أمر الإمام مالك لأبى جعفر المنصور
استقبال قبر النبى عند الدعاء والتوسل به كما فعـل نبى الله آدم، وهو أيضا ممن نقل إجماع الأمة فى تفضيل قبر النبى على الكعبة، ونقل إجماع الأمة فى سنية زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . ونقل إجماع الأمة على أن الله كان ولا شيء معه. وكل هذه الإجماعات التى نقلها القاضى عياض وغيره لا يؤمن بها ابن تيمية ، فلماذا يستدل به ؟
هـ- نقلنا فعل إمام الأئمة ابن خزيمة، وابن حبان، والإمام إبراهيم الحربى، وابن أبى فديك أحد رجال البخارى ومسلم، والحافظ المحاملى فى الدعاء عند قبور أهل البيت وقبور الصالحين أفيكون الدعاء بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم محرما وبدعة.
ما لكم كيف تحكمون ؟


الخطأ الرابع : قال فى مجموع الفتاوى (27/324 ، 325):
( ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولاستفتائها وزيارتها من غير أن يكون إذا دخل أحد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ). اهـ
الــــرد :
أ - أهو رب العالمين حتى يعلم أن من دخل حجرة السيدة عائشة - قد يكونوا مئات أو ألوفاً ـ لم يدعو عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقد قدمنا سابقا دعاء ستة من الصحابة.
ب - سيأتى ما يكذب ابن تيمية من صلاة بعض الصحابة عند قبر النبى بالأسانيد الصحيحة وكذلك دعاء ستة من الصحابة وكذلك بكاء الصحابة عند قبر النبى بما يكذب قوله ( ولا غير ذلك ).
ج - هل روى إمام واحد مشهور بالصدق ما قاله ابن تيمية وادعاه من أن من دخل حجرة السيدة عائشة لا يدعو عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ..
وهل سبق ابن تيمية مسلم واحد ذكر ما ادعاه ابن تيمية وإذا دخلت أيها القارئ الكريم الحجرة التى بها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ترى ماذا يكون حالك وفعلك ؟ أهو الجلال يأخذك أم الحـيرة والدهشة ..
إنك فى هذه البقعة الطيبة المباركة وبحضرة من هو بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلّم .. وهل تستطيع النطق أم أنك ستسلم على حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تدرى ماذا تفعل من شدة الإحساس بالقرب منه صلى الله عليه وآله وسلّم .. وتراك إذا فتح الله لك الدعاء أتدعو أم تقول مثلما يقول ابن تيمية .. إذا كان هذا شعورك وإحساسك بعد خروجك من عند الحضرة الشريفة، أنك قد لففت فى أنوار وأنوار فبماذا تفكر فيمن يحرم الأمة الإسلامية من بركة الوقوف والدعاء عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .. وإذا لم تشعر بشيء ألن تتهم نفسك بضعف دينك..
ألن تقول فى نفسك من يحرم الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو المحروم حقاً وهو المقطوع والمحجوب .. اللهم لا تحرمنا ولا تحجبنا عنك طرفة عين.
وإذا كان هذا حالك أتظن أن الصحابة والتابعين والسلف الصالح أرق الخلق قلوباً بعد الأنبياء .. إذا دخلوا حجرة عائشة كأن لم يروا شيئاً وكأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم غير موجود … أتعتقد ذلك ؟
انتبه حتى لا تسرق الغفلة والجفاء والقسوة روحك وتصبح إنساناً أقرب ما يكون إلى قساة القلوب منزوعين الخير والبركة .. والله الهادى إلى سواء السبيل.


الخطأ الخامس : قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (27/324):
(وكان ابن عمر يسلم عليه ثم ينصرف لا يقف لا لدعاء له ولا لنفسه). اهـ
الخطأ السادس : قال أيضا
( ولهذا كـره مالك ما زاد علـى فعـل ابن عمر مـن الوقوف لـه أو لنفسه ). اهـ

الـــــرد:
أ - قدمنا دعاء ابن عمر فيما رواه البيهقى بإسناد حسن بما يكذب ابن تيمية.
ب - هل قال أحـد ما قاله ابن تيمية إن ابن عمر لم يدع عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهل اطلع ابن تيمية على الغيب؟ كان الأحرى أن يقول: لا أعلم فيما بلغنى. ولكنه أسلوب ابن تيمية فى غسيل المخ.
ج - قدمنا من قبل أن مذهب مالك عند المالكية أنفسهم هو جواز الدعاء عند القبر إن لم يكن استحبابه وهل قال مالك إن ابن عمر كان يسلم عليه ثم ينصرف لا يقف لا لدعاء له ولا لنفسه وأنه أكره ما زاد على فعل ابن عمر.
د - وهذا من ترتيب خطأ على خطأ وظن على ظن .. فهو من اجتهاد ابن تيمية وليس من رأى الإمام مالك وإلا فليأت المتشنجون بدليلهم. وهذا من الافتراء الواضح على الإمام مالك.

_________________

الخطأ السابع : قال فى اقتضاء الصراط (1/342):
( وقد ذكر المتأخرون المصنفون فى مناسك الحج إذا زار قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فإنه يدعو عنده ). اهـ

الـــــرد:
ابن وهب من أصحاب مالك فهو من المتقدمين .. وابن المواز (180-269 هـ ) ولد قبل ميلاد ابن تيمية ـ بـ 481 سنة ـ وابن وهب أقدم من ابن المواز وهو من أكابر أصحاب مالك وإذا كان ابن تيميـة يعتبـر فى كتاباتـه أن ابن عقيل المتوفى سنـة 515 هـ من المتقدمين ـ وذلك قطعا خطأ ـ فكيف يغـيب عنه أن مالكاً وأصحابـه من المتقدمين ؟ وقوله ( المتأخرون ) حتى لا يقال له: السلف فعلوا ذلك وتكلموا فى ذلك.
أفليس هذا من تمويه ابن تيمية.

غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 4:05 pm
مشاركات: 17573
الخطأ الثامن : قال فى اقتضاء الصراط (1/342):
( وذكر بعضهم أن من صلى عليه سبعين مرة عند قبره ودعا استجيب له ). اهـ

الـــــرد :
هذا أيضا من أسلوب ابن تيمية فى الغارة على ما يخالف رأيه وإن كان صوابا .. قائل هذه العبارة ابن أبى فديك المتوفى سنة 199 ـ هكذا قال ابن سعد، وقال البخارى توفى سنة مائتين فهو من التابعين وهو ممن روى له البخارى ومسلم ـ ووفاته سبقت الإمـام الشافعـى وأحمـد والبخارى.
فانظـر إلى طريقة ابن تيمية بقوله (ذكر بعضهم) وما تنطوى عليه من تنكير القائل اسما ومكانا وزمانا.


الخطأ التاسع : قال فى مجموع الفتاوى (27/116):
( ولم يكن فى الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقا ولا معينا ولا فيهم من قال إن دعاء الإنسان عند قبور الأنبياء والصالحين أفضل من دعائه فى غير تلك البقعة ). اهـ
وقال فى اقتضاء الصراط (1/343)
( قلنا الذى ذكرنا كراهته لم ينقل فى استحبابه فيما علمناه شيء ثابت عن القرون الثلاثـة التى أثنـى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم). اهـ
الخطأ العاشر : وقال أيضا
( لو كان حسنا لفعله المتقدمون ولم يفعلوه ). اهـ
الخطأ الحادى عشر: وقال أيضا
( ولم ينقل هذا عن إمام معروف ولا عالم متبع ). اهـ
الــــرد:
أ - الحمد لله قدمنا ما يكذب ابن تيمية من أئمة القرن الأول والثانى والثالث وهذا يسقط كلامه فى الخطأ السابع ، وأسأل الله ألا يكون أتباع ابن تيمية فى عصرنا هذا مثل اليهود فى قضية ابن سلام الصحابى لما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم اليهود عليه قالوا خيرنا وابن خيرنا فلما علموا إسلامه قالوا شرنا وابن شرنا وأعنى بذلك أن ابن تيمية ادعى عدم ورود ذلك عن القرون الثلاثة التى أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أتيناكم بما ثبت من فعل القرون الثلاثة الأولى وأتوقع أن يقول الذين فى قلوبهم مرض وهوى: هذا لا يعنى شيئا. وفى لحظة واحدة يسقطون فعل الصحابة والتابعين وكأن رؤوسهم برأس الصحابة والتابعين.
والغريب أنهم يبدّعون ويتهمون بالشرك من يدعو عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو قبور الصالحين .. فإذا قلت لهم ثبت دعاء عدة من الصحابة وأئمة كبار من أئمة السلف ـ الذين تعترفون بهم وتستشهدون بهم كثيرا ـ ثبت دعاؤهم عند قبر النبى وأهل البيت تجد هؤلاء المبتدعة الذين يسمون أنفسهم بأسماء كلها ادعاءات لا يرجعون عن تكفيرهم ولا تبديعهم للأمة، وفى نفس الوقت يستدلون بهؤلاء الأئمة المفترض كفرهم على مذهب هؤلاء المدعين فى مسائل أخرى، سبحانك هذا بهتان عظيم.

_________________
ب - هل الصحابة الستة، وابـن أبى فديك، والإمام مالك، وابـن خزيمة، وابن حبان والحاكم، وابن أبى عاصم، وإبراهيم الحربى، وابن قدامة، والماوردى، والقاضى أبو الطيب، والنووى، وفقهاء المذاهب الأربعة، وغيرهم كثير ..
وكلهم انتقلوا إلى رحمة الله قبل ميلاد ابن تيمية بزمان ..
هل كل هؤلاء ليسوا بأئمة.

ج - ثم من قال إن المتقدمين لم يفعلوه .. ومن سبق ابن تيمية فيما ادعاه ؟ لا أحد. والله أعلم.
انتبه أيضا إلى أسلوب ابن تيمية وأتباعه فإنهم يشعرون من يقرأ لهم بسعة حفظهم وعلمهم وأنه ليس هناك مخالفا لهم ، وأنهم أحاطوا بالسنن والعلوم كذبا وزورا.

ود محجوب
05-29-2018, 12:51 AM
الخطأ الثانى عشر : قـال فـى مسـألة الدعـاء عنـد قبـور الصالحـين فـى كتابه اقتضاء الصراط (1/343):
( بل المنقول فى ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه مثل ما حكى بعضهم عن الشافعى رحمه الله أنه قال إذا نزلت بى شدة أجيء فأدعو عند قبر أبى حنيفة رحمه الله فأجاب أو كلاما هذا معناه وهذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل ). اهـ

الــــرد:
أ- ما روى عن الشافعى رواه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد (1/123) فلماذا لم يذكر ابن تيمية سند هذه القصة، وإذا كانت ضعيفة فلماذا لم يذكر سندها وسبب ضعفها، وهل الحافظ الخطيب كفر أو أشرك بروايته هذه القصة أم أن هذا الأمر كان مشهورا عندهم.
ب- بفرض أن قصة توسل الشافعى بأبى حنيفة ضعيفة ـ وهى ليست كذلك ـ فلماذا لم يذكر ابن تيمية توسل ودعاء إمام الأئمة ابن خزيمة، أو ابن حبان عند قبر موسى الرضا وكذلك الإمام إبراهيم الحربى وهو من أجل أصحاب الإمام أحمد بقبر معروف .. وابن تيمية مقر بصحة ما نقل عن إبراهيم الحربى .. أفلا يسقط بذلك كلامه.

الخطأ الثالث عشر: ادعى ابن تيمية فى كتابه اقتضاء الصراط (1/337)
(أن قصد القبور للدعاء عندها أو لها محرم أو مكروه وأن الدعاء عند القبور وغيرها من الأماكن ينقسم إلى نوعين :
أولهما: أن يحصل الدعاء فى البقعة بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها كمن يدعو الله فى طريقه ويتفق أن يمر بالقبور أو من يزورها فيسلم عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فهذا ونحوه لا بأس به.
ثانيهما: أن يتحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه فى غيره فهذا النوع منهى عنه إما نهى تحريم أو تنزيه وهو إلى التحريم أقرب ).اهـ

الـــــرد:
أ- حديث أبى مويهبة يكذب ابن تيمية فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى أهل البقيع ليستغفر لهم وهو قاصد وليس بحكم الاتفاق، وقد قدمنا هذا الحديث، وفعل نبى الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم أبى بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم عمر فى زيارة شهداء أحد سنوياً والدعاء لهم معروف مشهور.

ب- من الذى قسم هذا التقسيم الذى قسمه ابن تيمية ؟ ومن الذى قال إن قصد زيارة القبور للدعاء لأهل القبور بالمغفرة أو دعاء الإنسان لنفسه غير شرعى فإن قلت نقل بعض متأخرى الحنابلة أن ابن الجوزى وابن عقيل قالوا يكره قصد القبر للدعاء، قلنا لهم أين هذه النقول ؟ وإذا صحت فإن المقصود أن تكون القبور قبلة فإن ابن الجوزى أورد كثيراً من الدعاء عند القبور وعدها من كرامات الصالحين ، وكتبه طافحة بذلك كما قدمناه فى باب مشروعية زيارة قبر النبى مثل قوله فى صفوة الصفوة فى ترجمة إحدى العابدات أنها كانت معتصمة بقبره صلى الله عليه وآله وسلّم ، كما أن ابن الجوزى نفسه كان يدرس بتربة معروف الكرخى كما هو معروف ..- انظر البداية والنهاية لابن كثير وغيره - ونقله لدعاء وتوسل أبى شجاع الوزير وطلبه الاستغفار مذكور فى كتابه المنتظم وأما ابن عقيل فتوسله ودعاؤه واستقبال قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أثناء الدعاء معروف وأمر مقرر فى كتبه.

ج- قول ابن تيمية إن هذا الدعاء منهى عنه نقول له أين هذا النهى .. أقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنهاكم عن الدعاء عند القبور للأموات أو لكم ؟ ثم أين هذا النهى ومن ذكره فى كتب المذاهب الأربعة قبل مولد ابن تيمية ؟


الخطأ الرابع عشر: شبه ابن تيمية قبور الأنبيـاء والصالحـين فـى كتابه اقتضاء الصراط (1/337) بالأماكن التى بها أصنام وأوثان وأن قصد القبور للدعاء عندها أشد من تحرى الدعاء عند صنم أو صليب أو كنيسة.

الــــرد:
هذا تشبيه قبيح من ابن تيمية فهل يسوى بين قبور الأنبياء وأهل البيت والصالحين، وبين الأماكن التى يعبد بها الأصنام والأوثان والكنائس .. هذا إذا كان تشبيهاً ، أما إذا كان ابن تيمية يقيس الأمور فالقياس إما أن يكون صحيحاً - وهو فى هذه الحالة ليس بصحيح - وإما أن يكون باطلاً أو قياساً مع الفارق ، كما أن هناك القياس الحمارى ، وهو نوع معروف من القياس الباطل ..
فمن يقيس الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو قبور أهل البيت دعاء عند الأصنام والأوثان والصلبان ..
فبماذا يعتبر قياسه ؟


الخطأ الخامس عشر: وهو خطأ غايـة فى الخطورة وهو قوله فى الفتاوى الكبرى (4/363 نسخة دار المعرفة - بيروت ، 4/308 نسخة دار القلم - بيروت) ومجموع الفتاوى (27/118).
(وقال مالك فى رواية ابن وهب إذا سلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقف وجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده).اهـ
الــــرد:
هذا تحريف واضح لنص الإمام مالك حيث حذف ابن تيمية كلمة: ودعـا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة. فلماذا حذف ابن تيمية كلمة: ودعـا. لأنها بالقطع تهدم مذهبه حتى قال النبهانى فى شواهد الحق فى الاستغاثة بسيد الخلق (ص: 191 ، 192).
" وممن طعن بصحة نقله من الحنفية الشهاب الخفاجى فى شرح الشفاء كما تقدم، ومن المالكية
الإمام الزرقانى فى شرح المواهب كما تقدم أيضا، ومن الشافعية الإمام السبكى كما هو مذكور فى كتابه ( شفاء السقام ) فقد أوضح فيه مع توضيح خطأ ابن تيمية فى رأيه عدم صحة نقله أحكاما شرعية استدل بها على تقوية بدعته ونسبها إلى علماء من أئمة المذاهب الأربعة لم يقولوا بها، وذكر مثل ذلك من عدم صحة نقله الإمام ابن حجر الهيتمى فى ردوده عليه، ولا يخفى أن ذلك من أقوى العيوب فى العالم وأشنع الأخلاق التى تضعف الثقة به وتسقط اعتبار نقله عن غيره وإن كان من أحفظ الحفاظ وأعلم العلماء ويقوى عدم اعتبار نقل ابن تيمية فى بعض ما ينقله ما قاله فى حقه الحافظ العراقى الكبير ( فـى طريقتـه ومنطقه فى نفيه لحديث التوسعة يوم عاشوراء ) ". اهـ

_________________

ود محجوب
05-31-2018, 12:47 AM
وفى عجالة سريعة نستعرض بعض من كانوا يدعون عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو قبور أهل البيت.
فمن الصحابة:
السيدة عائشة، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وبلال بن عامر المزنى، وعقبة بن عامر رضى الله عنهم أجمعين.
ومن السلف الصالح وأئمة الحديث:
ابن أبى فديك، والحافظ ابن أبى عاصم (206 - 287 هـ)، والإمام إبراهيم الحربى (198 - 285 هـ)، والحافظ أبو نعيم، وإمام الأئمة ابن خزيمة (233 -311 هـ)، والحافظ أبو على الثقفى، وابن حبان (354هـ)، والحافظ المحاملى (صاحب أمالى المحاملى 235 - 330 هـ)، والحاكم صاحب كتاب المستدرك والطبرانى والحافظ ابن المقرئ والحافظ أبو الشيخ (صاحب كتاب العظمة وغيره).
ومن المفســرين:
القرطبى فى تفسيره (5/265 ، 266)، والثعالبـى (1/386)، وابن كثير (1/520 ، 521)، والنسفى (1/230 ، 231).
ومن الحـنفية:
الكرمانى، والكمال ابن الهمام فى فتح القدير (3/179 - 181)، وملا على القارى، والشرنبلالى فى نور الإيضاح (1/155)، والتهانوى، وابن عابدين فى حاشيته، والطحطاوى.
ومن المـالكية:
ابن وهب، وابن المواز، والقاضى عياض فى الشفاء، وعبد الحق الاشبيلى، وأبو الحسن القابسى، وأبو بكر بن عبد الرحمن، والشهاب القـرافى فى الذخيرة (3/375 ، 376)، والعلامة خليل فى منسكه، والقسطلانى، وابن الحاج فى المدخل، والزرقانى، وابن جزى فى القوانين الفقهية (1/95).

ومن الشـافعية:
شيخ الشافعية فى زمنه أبو منصور الصباغ فى كتابه الشامل، والإمام النووى فى المجموع (8/202)، ونقله عن القاضى الماوردى والقاضى أبو الطيب والسبكى فى شفاء السقام، والحافظ الذهبى وابن الملقن فى غاية السول فى خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (ص 183) والسيوطى فى الدر المنثور (1/570 ، 23) وابن حجر الهيتمى فى الجوهر المنظم والحصنى فى دفع شبه من شبه وتمرد (ص 115) والجاوى فى نهايـة الزين (1/220، 221).
ومن الحنـابلة:
ابن عقيل الحنبلى فى تذكرته وعبد القادر الجيلانى (561 هـ ) فى كتاب الغنية ابن الجوزي في المنتظم (9/88) وابن قدامة المقدسى فى المغنى (3/297 ـ 299) وأبو عبد الله محمد بن عبد الله السامرى فى المستوعب وابن مفلح فى المبدع (3/259) والبهوتى فى كشاف القناع (2/516) والإنصـاف للمرداوى (4/53 ، 54).
ومن علماء التاريخ:
ابن الأثير فى الكامل (8/19 ، 506) وابن خلكان فى وفيات الأعيان (5/136) وابن كثير فى البداية والنهاية (12/150 ، 151)، وغيرهم كثير من الأئمة الأعلام من أمة سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلّم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

_________________

ود محجوب
05-31-2018, 12:50 AM
52 - استقبال وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره عند الدعاء

إذا كان الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعى وأحمد قد اختلفوا فى تكفير تارك الصلاة والتى هى عماد الدين وهى ثانى ركن بنى عليه الإسلام، أيتفقون هم وغيرهم على أن من سلم على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم - وهو تلقاء وجهه الشريف- وأراد أن يدعو فعليه أن يغير وقفته ويستقبل القبلة ولا يدعو مستقبل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

هكذا ادعى ابن تيمية، بل ادعى ثلاث ادعاءات:
أولها : - وهى أبشعها وأفظعها - هى أن الصحابة رووا أن الدعاء عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يكون باستقبال القبلة وأنهم كرهوا استقبال القبر حال الدعاء.

وثانيها: أن الأئمة كلهم اتفقوا على أنه لا يدعو أحد مستقبلاً القبر.

وثالثها: أن مالكا من أعظم الأئمة كراهية لذلك.

__________
ولا أدرى لم إصرار ابن تيمية على أن لا يحرص الناس على معاملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم معاملة الحى فى قبره ـ وهو حى فى قبره يقينا كما نص عليه أئمة أهل السنة والجماعة ـ ترى هل إذا أتيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى ثم أردت أن تدعو وهو موجود أمامك أكنت تعطيه ظهرك م تدعو ؟!

أعتقد أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان سيطيح برأسك متهما لك بالنفاق.

وما من أحد من الأئمة المربين إذا سألته: ما الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ؟ إلا وسيقول لك تأدب معه بعد موته كتأدبك معه فى حياته. وهو ما يحزن اتباع ابن تيمية.

ثم إن أتباع ابن تيمية عندما يحضرون دروسا فى المسجد الحرام ترى مدرسيهم وجوههم إلى الكعبة ويستدبر أتباع ابن تيمية الكعبة فإذا أرادوا الدعاء ظلوا على وضعهم هذا، ولو استقبلوا الكعبة واستدبروا أئمتهم لعنفوهم تعنيفا شديدا.

نقول لهم ما لكم كيف تحكمون ؟


الاستدلال من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وفعل أصحابه رضى الله عنهم على استحباب السلام والدعاء تجاه وجه المتوفى:

قلت:
أما الدعاء مستقبلا القبر فهو الظاهر من فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ما رواه الإمام مسلم وغيره عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذا خرجوا إلى المقابر يعلمهم أن يقولوا ( السلام على أهل الدار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم لعافية ". وما أخرجه الترمذى وحسنه والطبرانى والضياء وصححه عن ابن عباس قال: " مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال : " السلام عليكم يا أهـل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر " ).

ووجه الدلالة من الحديث الأول واضح وهو تعليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لهم أن يسلموا على الأموات ويدعوا لأنفسهم وللأموات بقوله " نسأل الله لنا ولكم العافية " أمام القبر نفسه لأن المسلم يسلم على من فى القبر وهو أمامه بغض النظر هل القبر باتجاه القبلة أم لا. ولم نر أحدا من عقلاء المسلمين يسلم على أبيه أو على أحد من أصحابه فى قبره وهو معطٍ له ظهره وإلا كان أضحوكة - إلا إذا كان كما قال أحد الظرفاء يسلم عليه ويدعو له بظهره لأنه مخاصمه..ولله فى خلقه شئون -.

ووجه الدلالة من الحديث الثانى هو قوله :

فأقبل عليهم بوجهه فقال " السلام عليكم يا أهـل القبور يغفر الله لنا ولكـم أنتم سلفنا ونحن بالأثر".

أى إقبال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على القبور والسلام عليهم والدعاء وهو مستقبل القبور بوجهه.

وفى هذين الحديثين نقض لكل كلام ابن تيمية، وأن السنة هى أن زائر القبر يسلم على صاحب القبر ويدعو لنفسه ولصاحب القبر وهو مقبل عليه بوجهه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
فبان أن للدعاء قبالة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أو عند أهل بيته وقبور المسلمين له أصل واضح.

وكيف غاب عن عقل وذهن ابن تيمية أن المصلين صلاة الجنازة يصلون على المتوفى ويدعون وهو أمامهم ، ولو كان الدعاء حالتئذٍ حراما أو مكروها لوضع الميت وراء المصلين ولصلوا هم صلاة كصلاة الجنازة على الغائب.

فتأمل ما سبق تشفى بإذن الله.

ود محجوب
05-31-2018, 12:53 AM
ولنا هنا تساؤل وهو:
هل ورد عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن يقول السلام على فلان أنه كان يستقبل القبلة ويعطى ظهره للمتوفى ثم يقول: أستغفرُ الله لنا ولكم ؟
أين هذا فى كتاب الله أو فى سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم أو فى فعل صحابته المرضيين ؟

وهل نَقل صحابته نصا صحيحا فيما ادعاه ابن تيمية، وإذا كان الصحابة نقلوا تغيير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لردائه أثناء الاستسقاء أفلا ينقلون أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يستقبل القبر للسلام ثم يستدبره للدعاء ؟!

أما دعاء الصحابة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما وأنس بن مالك رضى الله عنه.

فأما ما ورد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فقد روى البيهقى بإسناد حسن - سبق تخريجه من قبل فى الدعاء عند النبى -صلى الله عليه وآله وسلّم وعن عبد الله ن دينار أنه قال " رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم يسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويدعو ثم يدعو لأبى بكر وعمر رضى الله عنهما " . اهـ

كما أخرج الحافظ أبو نعيم فى حلية الأولياء ـ بإسناد جيد ـ (1/308،309) من رواية نافع مولى بن عمر قوله كان عبد الله إذا قدم المدينة أتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له ثم أقبل على أبى بكر فاستقبل وجهه فصلى عليه ودعا له ثم أقبل على عمر فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له ويقول يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه. رواه حماد بن زيد عن أيوب مثله.

وأما ما ورد عن أنس بن مالك رضى الله عنه فقد رواه البيهقى فى شعب الإيمان بإسناد حسن أيضاً - سبق تخريجه من قبل فى الدعاء عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبى أمامة عن أبيه قال " رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم انصرف ". اهـ ، فها هو الصحابى الجليل خادم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يدعو عند قبر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم ويرفع يده بالدعاء أمامه.

قال الإمام القرطبى فى تفسيره (20/171):
" وإذا وصل إلى قبر ميته الذى يعرفه سلم عليه أيضا وأتاه من تلقاء وجهه لأنه فى زيارته كمخاطبته حيا ولو خاطبه حيا لكان الأدب استقباله بوجهه فكذلك ها هنا " . اهـ
فانظر إلى أدب الإمام القرطبى رحمه الله وتعلم .
ونرد ـ وبالله التوفيق ـ الآن على ادعاءاته الثلاثة فنقول:
الادعاء الأول: بأن الصحابة كرهوا استقبال القبر عند الدعاء، فقد قال فى مجموع الفتاوى (27/166 - 167):
( أن يدعو الله مستقبل القبلة ولا يدعو مستقبل الحجرة والحكاية التى تروى فى خلاف ذلك عن مالك مع المنصور باطلة لا أصل لها ولم أعلم الأئمة تنازعوا فى أن السنة استقبال القبلة وقت الدعاء لا استقبال القبر النبوى فإذا كان الدعاء فى مسجد رسول الله أمر الأئمة فيه باستقبال القبلة كما روى عن الصحابة وكرهوا استقبال القبر فما الظن بقبر غيـره ) . اهـ

قلت :
هذه دعوى من أعظم الدعاوى للآتى:
1 - ورد ما يفيد دعاء ابن عمر وأنس بن مالك ووجههم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم على ما بيناه.
2- هلا سمى لنا ابن تيمية صحابياً واحداً فقط قال بذلك.
نقول لأتباع ابن تيمية : نتحداكم بفضل الله أن تأتوا بدليل أن الصحابة كانوا يكرهون استقبال القبر الشريف عند الدعاء.
ثم نقول لكم : أتظنون أن ابن تيمية يعلم أن أحدا من الصحابة روى عنه ذلك ثم لا يذكر اسمه ولا أين روى هذا الأثر عنه .. أتظنون ؟ ولماذا إذن لم يذكر اسمه ؟

_________________
3 - ( قوله فإذا كان الدعاء فى مسجد رسول الله أمر الأئمة فيه باستقبال القبلة ) إن كان يقصد به أن من كان فى المسجد النبوى وأراد أن يدعو فى أى بقعة من المسجد فيجب عليه استقبال القبلة بأمر الأئمة . نقول له هذا كلام كله تدليس وتمويه وخداع لسببين:
أولهما: أن الكلام أصلا على من دعا عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند زيارته وبعد السلام عليه وليس الكلام فى الدعاء سواء فى مسجد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو فى أى مسجد من مساجد المسلمين ، فلماذا يدخل ابن تيمية الكلام بعضه فى بعض.
ثانيهما: استقبال القبلة عند الدعاء مستحب فقط وليس هناك أمر بذلك كما هو معروف حتى عند أنصاف المتعلمين.

قال الإمام القرطبى فى تفسيره (7/225):
"والدعاء حسن كيفما تيسر وهو المطلوب من الإنسان لإظهاره موضع الفقر والحاجة إلى الله عز وجل والتذلل له والخضوع، فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن وإن شاء فلا ، فقد فعل ذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حسبما ورد فى الأحاديث وقد قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ)
(الأعراف 55)

ولم يرد صفة، من رفع يدين وغيرها، قال الذين يذكرون الله قياما وقعودا فمدحهم ولم يشترط حالة غير ما ذكر وقد دعا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى خطبته يوم الجمعـة وهو غيـر مستقبل القبلة ". اهـ

فأين إذن أمر الأئمة الذى ادعاه ابن تيمية الذى يجيد دائما التهويل والمبالغة والادعاء بغير حق.

_________________

ود محجوب
06-01-2018, 03:41 PM
الادعاء الثانى" قول ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (27/117):
( واتفقوا كلهم على أنه لا يدعو مستقبل القبر وتنازعوا فى السلام عليه فقال الأكثرون كمالك وأحمد وغيرهما يسلم عليه مستقبل القبر وهو الذى ذكره أصحاب الشافعى وأظنه منقولا عنه وقال أبوحنيفة وأصحابه بل يسلم عليه مستقبل القبلة ). اهـ
قلت:
عمن نقل ابن تيمية هذا الكلام ومن أين نقله ؟ والذين نقلوا اتفاقات الأئمة مثل ابن هبيرة الحنبلى (499 – 560 هـ) المتوفى قبل موت ابن تيمية بمائتين وثمانى وعشرين سنة (228 سنة) لم ينقل ما ادعاه ابن تيمية.
فيا ليت المفتونين بابن تيمية يذكرون لنا مَنْ هؤلاء الأئمة إلا إذا كانوا يقصدون أنفسهم ، أو أتباع ابن تيمية فى زمانه وليس الأئمة الأربعة.
أما بالنسبة لما نقل عن أبى حنيفة فلنا فيه توضيحان:
الأول : روى عن أبى حنيفة ما يخالف ذلك فقد نقل صاحب طبقات الحنفية (1/282) قال: " قال ابن المبارك: وسمعت أبا حنيفة يقول قدم أيوب السختيانى وأنا بالمدينة فقلت: لأنظرن ما يصنع، فجعل ظهره مما يلى القبلة ووجهه مما يلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم متباك فقام مقام رجل فقيه ". اهـ
وقال الكمال بن الهمام فى شرح فتح القدير (3/180، 181): " ثم يأتى القبر الشريف فيستقبل جداره ويستدبر القبلة ( وما ورد عن أبى الليث أنه يقف مستقبل القبلة مردود بما روى أبو حنيفة رضى الله عنه فى مسنده عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: من السنة أن تأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من قبل القبلة وتجعل ظهرك إلى القبلة وتستقبل القبر بوجهك ثم تقول السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته". اهـ

الثانى : إذا ثبت أن أبا حنيفة قال بذلك فليس معناه أنه يريد أن يعطى ظهره للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم لأن السلام لا يتخيل إلا وجها فـى وجه فأيـن إذن السلام ؟! كأنك أتيت أحداً وأعطيته ظهرك وتقول السلام عليك فليس هذا بسلام ولا هذا معروفاً عند المسلمين، ولا نظن أن أبا حنيفة ـ ونربأ به ـ يتجاوز حدود الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

والذى نعتقده فى أبى حنيفة أنه يقصد أن من ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يعلم أنه من الممكن أن يستقبل القبلة ويكون بينه وبين القبلة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كما يفعل من يصلى على المتوفى، فيجمع بين خيرين استقباله قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واستقباله القبلة ويكون كأنه نوع من أنواع التشفع والتوسل، كما فعل الصحابة فيما رواه الدارمى بفتح الكوة - وهى رواية لا يعرفها ابن تيمية أو تغافل عنها - ، وابن تيمية أصلاً لا يقول بذلك، فهذا القول عليه لا له فتأمله.

كما أن هناك نقطة أخرى هى أن فقهاء وأصحاب المذاهب الأربعة نقلوا الدعاء قبالة وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على ما سيأتى الآن توضيحه .. أفعميت عليهم النقول وعلمها ابن تيمية.

ود محجوب
06-01-2018, 03:42 PM
ومما يدلك على أن ابن تيمية يتجاهل تماما العلماء والفقهاء حتى أئمة الحنابلة والذين ينتسب هو إليهم ننقل لك نصوص ثلاثة من علماء الحنابلة الأفذاذ وكلهم قبل ابن تيمية بزمان تدل على أن الدعاء قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو الأمر الطبيعى والشائع، وهم ابن عقيل صاحب أكبر كتاب للحنابلة كتاب الفنون فى ثمانمائة مجلد. قال عنه الذهبى لم يؤلف فى الإسلام مثله وابن قدامة المقدسى صاحب كتاب المغنى وهو من أشهر كتب الحنابلة وأبو عبد الله السامرى صاحب كتاب المستوعب ولو حشدنا كل نصوص العلماء ما كان ليهتدى من فى قلبه ريب إلا أن يشاء الله.
قال ابن عقيل إمام الحنابلة فى زمنه - توفى قبل وفاة ابن تيمية ب 213 سنة- فى كتابه الفنون ( فى التذكرة المحفوظة بظاهرية دمشق تحت رقم 87 فى الفقه الحنبلى ).
" واجعل القبر تلقاء وجهك وقم مما يلى المنبر وقل السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر ما تقوله فى التشهد الأخير ثم تقول اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذى وعدته، اللهم صل على روحه فى الأرواح وجسده فى الأجساد كما بلغ رسالتك وتلا آياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين ، اللهم إنك قلت فى كتابك لنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) (النساء 64)
وإنى قد أتيت النبى تائبا مستغفرا فأسألك أن توجب لى المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه فى حياته، اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم نبى الرحمة يا رسول الله إنى أتوجه بك إلى ربى ليغفر لى ذنوبى، اللهم إنى أسألك بحقه أن تغفر لى ذنوبى، اللهم اجعل محمدا أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الأولين والآخرين،اللهم كما آمنا به ولم نره وصدقناه، ولم نلقه فأدخلنا مدخله واحشرنا فى زمرته وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشربا صافيا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا غير خزايا ولا ناكثين ولا مارقين ولا مغضوبا علينا ولا ضالين واجعلنا من أهل شفاعته. ثم تقدم عن يمينك فقل السلام عليك يا أبا بكر الصديق السلام عليك يا عمر الفاروق، اللهم اجزهما عن نبيهما وعن الإسلام خيرا ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)
(الحشر 10) ". اه

_________________وقال ابن قدامة فى المغنى (3/297 - 299) و السامرى فى المستوعب كلاماً قريباً يكاد يكون بحروفه مثل كلام ابن عقيل.
أما نصوص الشافعية فى استقبال قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند الدعاء فهى أكثر من أن تحصى ونكتفى بنقل الإمام النووى ، المجمع على إمامته والذى لم يرم لا بتبديع ولا بتفسيق ولا أنه تكلم بكلام لم يتكلمه أحد من قبله مما اتفقت عليه الأمة، ولا سجن لأفكار غريبة عن الدين ولم يتهم بتنقيص الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه ولم يتهم بمعاداة أهل البيت ولم يرمه أحد بأن عنده ضغينة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
قال الإمام النووى فى المجموع (8/201 ، 202) ما نصه:
" واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أهم القربات وأنجح
المساعى، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحبابا متأكدا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وآله وسلّم وينوى الزائر من الزيارة التقرب وشد الرحل إليه والصلاة فيه ...
وأن الذى شرفت به صلى الله عليه وآله وسلّم خير الخلائق وليكن من أول قدومه إلى أن يرجع مستشعرا لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه ... فإذا وصل باب مسجده صلى الله عليه وآله وسلّم يأتى القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويبعد من رأس القبر نحو أربع أذرع، ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردى والقاضى أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبى مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا من ذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
أما الحنفية فطائفة تقول باستقبال القبلة - والله أعلم بدون استدبار وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كما وضحناه - وطائفة أخرى وهى جمهورهم يستقبلون القبر الشريف مثل الكمال بن الهمام وملا على القارى والطحطاوى وابن عابدين والتهانوى وغيرهم كثير.
أما المالكية فسوف ننقل مذهبهم فى النقطة التالية.

الادعاء الثالث: بأن مالكا من أعظم الأئمة كراهية للدعاء قبالة وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى مجموع الفتاوى (26/145 - 147):
( ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة فإن هذا كله منهى عنه باتفاق الأئمة ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك والحكاية المروية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل الحجرة وقت الدعاء كذب على مالك ). اهـ
قلت:
قدمنا فى موضوع الدعـاء عنـد قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن المنقول عن الإمام مالك رحمه الله استقبال القبر النبوى وقت الدعاء - رواية ابن وهب صاحب الإمام مالك قال: " وقال مالك إذا سلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده ". اهـ
ونقلنا نص ابن المواز الذى ولد قبل ميلاد ابن تيمية بـ 481 سنة أى ما يقرب من خمسة قرون
" قال أشهب قيل لمالك فالذى يلتزم، أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع، قال: لا، ولكن يقف ويدعو، قيل له: وكذلك عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال: نعم ". اهـ
وكذلك نقل الإمام النووى فى كتاب رءوس المسائل عن الحافظ أبى موسى الأصبهانى أنه روى عن مالك بن أنس الإمام رحمه الله أنه قال:
" إذا أراد الرجل أن يأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيستدبر القبلة ويستقبل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويصلى عليه ويدعو ". اهـ
وما ورد فى كتب المالكية المعروفة كلها كفاية ، ومنها الموازية لابن المواز وهى من أشهر كتب المالكية القديمة وكتاب الشفا للقاضى عياض والمدخل لابن الحاج والقوانيـن الفقهيـة لابـن جـزى (1/95) ومـواهـب الجليـل لأبـى عبـد الله المغربى (3/400) وشرح الزرقانى وما نقل عن عبد الحق الإشبيلى وأبى الحسن القابسى وأبى بكر بن عبد الرحمن والعلامة خليل فى منسكه وغيرهم ، وكذلك نقلهم قصة المنصور مع الإمام مالك على ما قدمنا فى المسألة السابقة.
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل.

_________________

ود محجوب
06-01-2018, 03:47 PM
53 - ابن تيمية يدَّعى
أن الدعاء عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم غير مستجاب
" ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفاً من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج فى سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه ". اهـ
" هكذا قال كعب حينما زار السيدة عائشة وتذاكرا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تقل له ما دليلك، لأنها تعلم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتب أهل الكتاب".اهـ
ثم يأتى ابن تيمية فى القرن الثامن الهجرى ويقول فى مجموع فتاويه (27/117):
( ومع هذا لم يقل أحد منهم أن الدعاء مستجاب عند قبره، ولا أنه يستحب أن يتحرى الدعاء متوجهاً إلى قبره ، بل نصوا على نقيض ذلك ). اهـ
وقال فى الرد على البكرى (2/469):
( إذا كانت قبور الأنبياء عليهم السلام ليست ترياقاً مجربا فكيف تكون قبور الشيوخ ترياقاً مجرباً ). اهـ
قال أيضا فى الرد على البكرى (1/146):
المرتبة الثانية: ( أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب أو أنه أفضل من الدعاء فى المساجد والبيوت، فيقصد زيارته لذلك أو للصلاة عنده أو لأجل طلب حوائجه منه، فهذا أيضاً من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين، وهى محرمة وما علمت فى ذلك نزاعاً بين أئمة الدين ). اهـ
وقال أيضاً فى مجموع فتاويه (27/116):
( ولم يكن فى الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقا ولا معيناً ). اهـ
ونرد على ابن تيمية بالآتى :

(1) قوله ( بل نصوا على نقيض ذلك ) .. هذا الكلام يقتضى أحد أمرين :

الأول: (نصوا على نقيض ذلك) ويقصد النصف الثانى من الجملة وهى ( لا يستحب أن يتحرى الدعاء متوجهاً إلى قبره) وقد رددنا عليها فى مسألة استقبال وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره.

الثانى: ( نصوا على نقيض ذلك ) ويقصد الجملة كلها، وهى ( لم يقل أحد منهم أن الدعاء مستجاب عند قبره، ولا يستحب أن يتحرى الدعاء متوجهاً إلى قبره بل نصوا على نقيض ذلك ) .. فإذا كان يقصد الجملة كلها .. فهذا من البهتان والإفك العظيم .. أترى الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة السلف يقولون إن الدعاء عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم غير مستجاب. من أين أخذ ابن تيمية هذا الافتراء والكذب؟

وانتبه لأسلوب ابن تيمية، فإنه يجرئ الناس على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم دون أن يدروا، ويتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكأنه ـ والعياذ بالله ـ ليس بحى، ويقتل توقيره فى نفوسهم .. تأمل ثم تأمل.

_________________
_________________
(2) ومما يدلك على استجابة الدعاء عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ما رواه ابن أبى شيبة والبيهقى وابن عساكر عن مالك الدار - وكان خازن عمر على الطعام- قال : "أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل فى المنام فقيل له " ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك الكيس عليك الكيس" فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه ". اهـ

وما رواه الدارمى فى سننه (1/56 برقم 92) ما نصه: باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم بعد موته

حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكرى حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: " قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ". اهـ
ومسألة الاستسقاء بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفردنا لها مسألة مستقلة.

_________________

ود محجوب
06-01-2018, 03:49 PM
(3) نقلنا دعاء عدة من الصحابة وابن أبى فديك " بلغنا أنه من وقف عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فتلا هذه الآية ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب 56) صلى الله عليك يا محمد حتى يقولها سبعين مرة ، فأجابه ملك صلى الله عليك يا فلان لم يسقط لك حاجة ". اهـ وكذلك قصة العتبى.

(4) نقلنا دعاء ابن أبى عاصم، وإبراهيم الحربى، وابن خزية، والمحاملى، وابن حبان، وغيرهم وقولهم: بأن الدعاء عند أهل البيت، وعند معروف الكرخى مستجاب.

وقول إبراهيم الحربى: قبر معروف الترياق المجرب وكل من سبق ذكره من أئمة السلف .
وفى ذكر ذلك تكذيب أو تجهيل قول ابن تيمية فى مجموع فتاويه (27/116): (ولم يكن فى الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقاً ولا معيناً).اهـ
وتضعيف ابن تيمية لما رواه الحافظ الخطيب فى تاريخ بغداد (1/123) عن على بن ميمون قال: " سمعت الشافعى يقول: إنى لأتبرك بأبى حنيفة وأجيء إلى قبره فى كل يوم يعنى زائراً فإذا عرضت لى حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عنى حتى تقضى ". اهـ

_________________يحتاج ابن تيمية لذكر سبب تكذيبه بهذه الوقعة، أو على الأقل مَنْ مِنَ الأمة قبل ابن تيمية نفى هذه الحادثة، والشافعية كلهم قبل ابن تيمية وبعد ابن تيمية ينقلون هذه القصة.
وننقل قول تلميذ ابن تيمية الذى أوذى بسببه كثيراً وهو الحافظ الذهبى، قال فى السير (9/343 ، 344): "وعن إبراهيم الحربى قال: قبر معروف الترياق المجرب. يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء فى السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفى المساجد، بل دعاء المضطر مجاب فى أى مكان اتفق، اللهم إنى مضطر إلى العفو فاعف عنى ". اهـ

فهل يا أتباع ابن تيمية قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ليس من البقاع المباركة ؟! وخاصة مع قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة".

(5) قال ابن تيمية: ( لم يقل أحد أن الدعاء عند قبره مستجاب ) .. أقالوا الدعاء عنده غير مستجاب ؟؟؟؟؟

(6) إذا كان أصحاب المذاهب نقلوا صيغ السلام والدعاء والتوسل عند زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أيعقل أن أئمتهم قالوا: " لا يجوز الدعاء ولن يستجاب " ، ثم يخون علماء الأمة كلهم أئمتهم ولا ينقلون أقوالهم .. أيعقل ذلك ؟؟

_________________

(7) ننقل من كلام الحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء (16/162) ما يغيظ أتباع ابن تيمية من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم :
" قال الإمام الحاكم: حدث أبو الحسن النيسابورى رحمه الله من أصول صحيحة سمعته يقول: رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحيى بن يحيى، وتقدم وصف خلفه جماعة من الصحابة وصلى عليه ثم التفت فقال: هذا القبر أمان لأهل هذه البلدة ". اهـ

وقال الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب (11/260):
" قال الحاكم سمعت أبا على النيسابورى يقول: كنت فى غم شديد فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام كأنه يقـول لى " صِرْ إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل ، تقض حاجتك " فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتى " .اهـ
قلـت :

فهل الإمام أبو الحسن النيسابورى والإمام أبو على النيسابورى والإمام الحاكم صاحـب كتاب المستدرك والحافظ الذهبى والحافظ ابن حجر مشركون يا أتباع ابن تيمية ؟!.

_________________

ود محجوب
06-05-2018, 12:04 AM
54 - أحد أتباع ابن تيمية ممن قالوا إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ميت
وإن العصا التى فى يد القائل - والعياذ بالله - أفيد منه صلى الله عليه وآله وسلّم
مات ميتة بشعة فى دورة المياه ، ورأسه محشورة فى سلطانية الحمام
أخيراً نقول: الزيارة البدعية هى أن تزور النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وتظن أنه ميت لا يعلم شيئاً ولا يعلم من أنت ولا ماذا تقول ولا بم تدعو.
والزيارة الشرعية هى ما كانت بأدب ووقار ومعرفة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حى فى قبره صلى الله عليه وآله وسلّم ويعرفك واسمك وزمانك ودعائك ..
فإذا دعوت وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : آمين، فهنيئاً ثم هنيئاً لك .. وإن لم يكن ذلك اعتقادك، واعتقدت أن إبراهيم وموسى لهم إرادة وكلام ونصائح ورد سلام، وعلم بأن الأمة المحمدية لا تستطيع خمسين صلاة وخلافه، وأن رسول الله لا يعلم شيئا فأنت بلا ريب والعياذ بالله زنديق ..
وأذكر هنا قصة سمعتها من أحد الصالحين رحمه الله قال لى: سألت (فلاناً): هل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حى فى قبره؟ فقال لى: لا إنه لا يدرى شيئاً، والعصا-والعياذ بالله- التى فى يدى أفيد لك منه - نسأل الله العفو والعافية - المهم أن هذا الرجل الذى أول حرف من اسمه "ح" مات ميتة بشعة .. مات - والعياذ بالله - فى دورة المياه (فى الحمام) ووجدوا رأسه محشوراً فى سلطانية الحمام جزاءاً وفاقاً، نسأل الله العفو والعافية.

_________________إذا علمت وتيقنت أن نبيك صلى الله عليه وآله وسلّم يسمع سلامك ويرد عليك، وهنيئا لك لو قال: " وعليك السلام " - وقد ثبت أنه يرد السلام - ورد السلام دعاء أصلا، هو دعاء بأن الله يرزقك السلام فى نفسك وعافيتك ودينك وأهلك ومالك.
ودعاء الأنبياء مستجاب - وابن تيمية معترف بذلك - أفلا يؤمن على دعائك، وهنيئا لك لو قال " آمين " عندما يسمعه كما يؤمن بذلك السلف والخلف على حد سواء وتعلم أنه يسمع دعائك ويستغفر لك وله عند الله الحظوة والجاه العريض.
وأن قبره صلى الله عليه وآله وسلّم تنزل عليه من الرحمات والبركات والأنوار ما لا ينزل على مكان آخر فى الدنيا أتزداد مرتبتـه عندك أم لا ؟ ويزداد حبك وتوقيرك له أم لا ؟
وإذا ظننت - كما يقول الزنادقة والمنافقون - أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ليس بحى - وأن موسى عليه السلام علم أن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم لا تستطيع خمسين صلاة فى اليوم والليلة فى نص حديث المعراج - وظننت أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يعلم من أمر نفسه شيئاً ولا بمن يسلم عليه ولا يدعو لأحد ولا يستغفر لأحد، وأن الدعاء عنده بدعة ولا يستجاب الدعاء هناك، وليس هناك دليل على الزيارة أصلاً، وليس مهما معرفة قبر أى نبى إلى آخر الكلام الذى تقشعر منه الجلود ولا يخرج إلا من أقوام يودون انتقاص حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والغض من مرتبته ويعظمون أنفسهم .. وإن شئت قلت : لا يخرج هذا الكلام إلا ممن أضله الله وأخزاه، وأراد الله عز وجل ألا يمكنهم بنفاقهم من زيارة قبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا تلحقهم شفاعته ودعائه وحتى لا يتأذى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من رائحة نفاقهم ..

فسولت لهم أنفسهم القول بتحريم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم والدعاء عنده والمسائل السابقة، وذلك من المكر الإلهى
(سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)
(القلم 44)
وقال تعالى: (وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ)
(الأنعام 9)
فهم المحرومون المحجوبون المقطوعون الممنوعون .. نسأل الله العفو والعافية ونعوذ بالله من الخذلان.

ود محجوب
06-05-2018, 12:08 AM
55 - ثبوت صلاة ثلاثة من الصحابة والتابعين على الأقل مما
يدحض قول ابن تيمية بتبديع وتشريك من يصلى
عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
وجريا على قاعدة ابن تيمية فى تكذيبه ما لم يحط به علماً وفى اعتباره أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ـ والعياذ بالله ـ ميت من الأموات، واعتباره كل من خالف أفكاره من جنس النصارى والمشركين ..
قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (24/327):
( وأما الزيارة البدعية وهى زيارة أهل الشرك من جنس زيارة النصارى الذين يقصدون دعاء الميت والاستـعانة به وطلب الحوائج عنده فيصلون عند قبره ويدعون به فهذا ونحوه لم يفعله أحد من الصحابة ولا أمر به رسول الله ولا استحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ) . اهـ
وقال أيضاً فى مجموع الفتاوى (27/324):
( ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولاستفتائها وزيارتها من غير أن يكون إذا دخل أحـد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ) . اهـ
وقال فى اقتضاء الصراط (1/334):
( فأما إذا قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور الأنبياء أو بعض الصالحين متبركا بالصلاة فى تلك البقعة فهذا عين المحادة لله ورسوله والمخالفة لدينه وابتداع دين لم يأذن الله به فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَ آله و سلم من أن الصلاة عند القبر ـ أى قبر كان ـ لا فضل فيها لذلك ولا للصلاة فى تلك البقعة مزية خير أصلا بل مزية شر ). اهـ



قلت :

افتراضات ما أنزل الله بها من سلطان، وتكفير للأمة بلا سبب. فقد ثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يدعون ويستسقون ويتوسلون بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، كما أفردنا لذلك أحد المسائل ، ونقول كما قالت الصحابة رضوان الله عليهم فى معركة اليمامة ضـد مسيلمة الكذاب النجدى " يا محمداه .. وامحمداه ".اهـ

وقد قالتها السيدة زينب أيضاً، وروى ذلك الأئمة الأعلام قبل ميلاد ابن تيمية بقرون وذكره تلامذته أيضاً مثل ابن كثير.
وفى هذه المسألة نذكر تكذيبه فى تبديع وتكفير من يصلى عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تتعجب. فقد ثبت عن ثلاثة من الصحابة على الأقل أنهم كانوا يصلون عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بلا نكير.

وإليك ثلاثة أدلة فى ذلك:
الدليل الأول:
روى ابن حبان والطبرانى والضياء بإسناد صحيح:

قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رأيت أسامة قال ورأيته يصلى عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،

فخرج مروان بن الحكم فقال تصلى عند قبره؟

قال إنى أحبه

فقال له قولا قبيحا،

ثم أدبر فانصرف أسامة فقال لمروان: إنك آذيتنى

وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول:

" إن الله يبغض الفاحش المتفحش وإنك فاحش متفحش ") . اهـ

قلت :

ما رأيك الآن فى كلام ابن تيمية !! أأسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مشرك أم مبتدع فى رأى ابن تيمية ..

وما رأيك فى مروان بن الحكم الذى يقول عنه الصحابة: الملعون ابن الملعون. قاتل الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقارن بين منطقه ومنطق ابن تيمية.


الدليل الثانى :

" روى الإمام الحاكم والبيهقى عن أم علقمة أن امرأة دخلت بيت السيدة عائشة رضى الله عنها فصلت عند بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهى صحيحة فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت

فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها:
الحمد لله الذى يحيى ويميت إن فى هذه لعبرة لى فى عبد الرحمن بن أبى بكر رقد فى مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات فدخل نفس عائشة رضى الله عنها تهمة أن يكون صنع به شرا وعجل عليه فدفن وهو حى فرأت أنه عبرة لها وذهب ما كان فى نفسها من ذلك ". اهـ
الدليل الثالث:
أن السيدة عائشة رضى الله عنها كانت تصلى فى حجرتها التى فيها القبر النبوى الشريـف يقيناً كما ورد ذلك ، ففى صحيح مسلم أن أبا هريرة كان يحدث ويقول: " اسمعى يا ربة الحجرة اسمعى يا ربة الحجرة والسيدة عائشة تصلى، فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفاً، إنما كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحدث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه ". اهـ
وكتب الأحاديث طافحة بذكر من دخل على السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تصلى فى حجرتها التى فيها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولـو كانت الصلاة عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم شركا كما يقول ابن تيمية لاشترى لها الخلفاء الأربعة الراشدون مكاناً آخر لتصلى وتسكن فيه، فلما لم يحدث ذلك ولم يعترض أحد من الصحابة صار ذلك إجماعاً سكوتياً وسنة من سنن الخلفاء الراشدين المهديين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
ثم أمر آخر وهو أين كانت تصلى النساء اللاتى يزرنها فإنهن كن يصلين فى الحجرة التى فيها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما فى الحديث السابق الذى رواه الحاكم والبيهقى، وأيضاً لم ينقل إلينا اعتراض أحد من الصحابة على ذلك، وعلى أى متنطع يريد إثبات غير ذلك أن يأتى بدليل وهيهات.
نبيـــه:
تناول الصحابة رضوان الله عليهم لقضية الصلاة عند القبور يختلف تمامـاً عن طريقة تناول الموسوسين، وننقل بالذات مذهب الإمام مالك لشدة افتراء ابن تيمية عليه.

ففى المدونة الكبرى لابن سحنون (1/90):
" الصلاة فى المواضع التى تجوز فيها قلت لابن القاسم: هل كان مالك يوسع أن يصلى الرجل وبين يديه قبر يكون سترة له،

قال: كان مالك لا يرى بأساً بالصلاة فى المقابر، وهو إذا صلى فى المقبرة كانت القبور أمامه وخلفه وعن يمينه وعن يساره.

قال: وقال مالك لا بأس بالصلاة فى المقابر.

قال: وبلغنى أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كانوا يصلون فى المقبرة ". اهـ

_________________
_________________

ود محجوب
06-05-2018, 12:11 AM
56– الكعبة التى قال لها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ما معناه» حرمة دم المسلم أشد حرمة عند الله منك «
يظن ابن تيمية أنها أفضل من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
كعادته فى خلافه لجمهور العلماء أو لإجماعهم
ابن تيمية الذى ينفى ـ ما أمكنه ذلك ـ خصائص وفضائل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ويمنع الناس من زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ويقول ليس فيه فائدة. قال أحد أتباعه المقدِّسين له (العقود الدرية 1/474):
عجبت لقبر ضم جسمك تربه .
أيحوى الثرى فى تربه الشمس والبحرا .
نقلت من الدنيا إلى ظل روضة .
وحزت الذى أملت بالمقلة السهرا .

من الأشياء التى استكثرها ابن تيمية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أن يكون موضع قبره أفضل البقاع على ظهر الأرض، وكذب القاضى عياضاً المالكى فيما نقله بإجماع الأمة على أن موضع قبره هو أفضل بقاع الأرض.
قال: ( لا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضى عياض ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد عليه ). اهـ
فحرف كلام القاضى عياض من قوله "موضع القبر" إلى "تراب القبر".

وها نحن نسوق إليك من قال بقول القاضى عياض ممن يشيد بهم ابن تيمية، وممن سبقوا القاضى عياض، وما الأدلة أصلاً فى هذا الموضوع التى جعلت القاضى عياضاً وغيره ينقلون هذا الإجماع.
وإليك أولاً نقل نص كلام ابن تيمية قال فى الفتاوى الكبرى (4/463):
( ورمضان أفضل الشهور ويكفر من فضل رجباً عليه، ومكة أفضل بقاع الله وهو قول أبى حنيفة والشافعى ونص الروايتين عن أحمد. قال أبو العباس: ولا أعلم أحداً فضل تربة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على الكعبة إلا القاضى عياضاً ولم يسبقه إليه أحد ولا وافقه، والصلاة وغيرها من القرب بمكة أفضل والمجاورة بمكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل ). اهـ
وقال أيضاً فى مجموع الفتاوى (27/38):
( وسئل أيضاً عن رجلين تجادلا فقال أحدهما إن تربة محمد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل من السـموات والأرض، وقال الآخر: الكعبة أفضل، فمع من الصواب ؟ فأجاب: الحمد لله أما نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه، وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبـة أفضـل منه ولا يعـرف أحـد من العلمــاء فضل تراب القبر على الكعـــبة إلا القاضى عياض ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد عليه والله أعلم ). اهـ

وقال أيضا فى دقائق التفسير (2/47):
( والمسجد خص بالفضيلة فى حياته صلى الله عليه وآله وسلّم قبل وجود القبر فلم تكن فضيلة مسجده لذلك ). اهـ

_________________
ونقول – وبالله التوفيق – قول ابن تيمية ( لم يسبقه إليه أحد ) خطأ ..
فقد سبقه أبو الوليد الباجى، وابن بطال، وكذلك الإمام الحافظ هبة الله الطبرى المعروف باللالكائى صاحب كتاب ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة ) والمتوفى سـنة (418 هجرياًّ)، وكذلك ابن عقيل إمام الحنابلة فى زمنه والذى كثيراً ما يستدل به ابن تيمية، بل ذكر ابن عقيل ما يسوء ابن تيمية حيث قال: " الكعبة أفضل من الحجرة فأما من هو فيها فلا والله ولا العرش وحملته والجنة لأن بالحجرة جسدا لو وزن به لرجح صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ
وأتحفك الآن قبل أن أسوق الأدلة على ذلك بنقول بعض العلماء فى هذه المسألة:

قال الإمام النووى فى كتابه المجموع (7/389):
" مسلم إجماع المسلمين على أن موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل الأرض، وأن الخلاف فيما سواه ". اهـ بحروفه
ونقل أيضاً الإمام النووى عدم اعتراض الشافعية على هذا القول.

وقال ابن كثير - وهو من تلاميذ ابن تيمية - فى كتابه البداية والنهاية (3/205): " والمشهور عن الجمهور أن مكـة أفضل من المدينة إلا المكان الذى ضم جسد رسول الله ". اهـ

ود محجوب
06-05-2018, 12:13 AM
قلت :
وإذا سألت ابن كثير لماذا قلت الجمهور، ولم تحك إجماعاً ؟ ومن الذى قال بخلاف قول الجمهور ؟ فإنه لن يستطيع أن يرد عليك من الذى قال فى الجمهور؟ ومن الذى خرق الإجماع ؟ لأنه يعلم أنه لا أحد قبل ابن تيمية خـالف ما نقله الحافظ اللالكائى، والقاضى أبو الوليد الباجى، وابن بطال، وابن عقيل، وآخرهم قبل ابن تيمية القاضى عياض والنووى.

بل إن ابن كثير نفسه قال فى كتابه (الفصول فى اختصار سيرة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ) (1/260) تعليقاً على كلام القاضى عياض ما نصه: " ونقل الاتفاق على أن قبره الذى ضم جسده بعد موته أفضل بقاع الأرض وقد سبقه إلى حكاية هذا الإجماع القاضى أبو الوليد الباجى وابن بطال وغيرهما. وأصل ذلك ما روى أنه لما مات صلى الله عليه وآله وسلّم اختلفوا فى موضع دفنه فقيل بالبقيـع وقيل بمكة وقيل ببيت المقدس فقال أبو بكر رضى الله عنه إن الله لم يقبضـه إلا فى أحب البقاع إليه ذكره عبد الصمد بن عساكر فى كتاب تحـفة الزائر ولم أره بإسناد ". اهـ
فابن كثير نفسه نقل الإجماع على أن قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل بقاع الأرض على الإطلاق وذلك من قول ثلاثة من أئمة المسلمين على الأقل، وانظر إلى كلمة "وغيرهما " فإنها تدل على علماء آخرين لم يذكرهم ابن كثير قبل القاضى عياض. فثبت والحمد لله أن كلام ابن تيمية ( لم يسبقه إليه أحد ولا وافقه عليه أحد ) كلام ساقط مخالف للإجماع وتهور فيه تكذيب لذلك الإجماع.

تنبيــه :
قول ابن كثير إنه لم يره بإسناد قول أبى بكر الصديق: " إن الله لم يقبضه إلا فى أحب البقاع إليه ". اهـ ، وعزو ذلك إلى عبد الصمد بن عساكر فى كتاب تحفة الزائر أمر عجيب وقصور. مع أن ابن كثير معروف عنه سعة الحفظ.

أخرج البيهقى فى سننه الكبرى عن سالم بن عبيد الأشجعى قال :
" لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كان من أجزع الناس كلهم عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه - فذكر الحديث إلى أن قال - فقالوا - يعنى لأبى بكر رضى الله عنه -:
يا صاحب رسول الله أمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال: نعم مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،
فقالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من يغسله ؟ قال: رجال أهل بيته الأدنى فالأدنى.
قالوا: يا صاحب رسول الله فأين تدفنه ؟ قال: ادفنوه فى البقعة التى قبضه الله فيها، لم يقبضه إلا فى أحب البقاع إليه ".

وأخرج ابن أبى شيبة عن صدقة بن سعيد عن جميع بن عمير قال: "دخلت على عائشة رضى الله عنها أنا وأمى وخالتى فسألناها كيف كان على عنده فقالت تسألونى عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عَلَيْهِ و آله و سلم موضعاً لم يضعها أحد وسالت نفسه فى يده ومسح بها وجهه ومات فقيل أين يدفنوه ؟ فقال على ما فى الأرض بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها نبيه ، فدفناه ". اهـ
وأخرج أبو يعلى عن ابن أبى مليكة عن عائشة رضى الله عنها قالت:
" اختلفوا فى دفن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حين قبض فقال أبو بكر: سمعت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: " لا يقبض النبى إلا فى أحب الأمكنة إليه " فقال ادفنوه حيث قبض ". اهـ
وأتحفك الآن بتحفة تثلج قلب من يحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فأقول:
أتدرى أن مذهب الإمام مالك تفضيل المدينة على مكة، أتدرى لم ؟ لأن الإمام مالك قال " مـن فضل المدينة على مكة إنى لا أعلم بقعة فيها قبـر نبى معروف غيرها ". اهـ، نقل ذلك عنه الإمام الحافظ ابن عبد البر فى كتابه التمهيـد (2/289) ومن هو الحافظ ابن عبد البر ؟ وما كتابه التمهيد ؟ انظر ما قاله الإمام الذهبى وهو أحد تلامذة ابن تيمية الذين وافقوه فى أمور وخالفوه فى كثير من الأمور.
قال فى كتابه سير أعلام النبلاء (18/193) ما نصه:
" قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام وكان أحد المجتهدين ما رأيت فى كتب الإسلام فى العلم مثل المحلى لابن حزم وكتاب المغنى للشيخ موفق الدين قلت – والكلام للذهبى – : لقد صدق الشيخ عز الدين وثالثها السنن الكبير للبيهقى ، ورابعها التمهيد لابن عبد البر فمن حصل هذه الدواوين وكان من أذكياء المفتين وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقا ". اهـ كلام الذهبى بحروفه.

كما نقل أيضاً الحافظ السخاوى قوإذا وضح لك ذلك واستبان لك تهور ابن تيمية ونفيه الإجماع بلا دليل، أزيدك أمراً قد يكون خفى عليك.

وهو أن كلام القاضى عياض وبقية أئمة المسلمين كان على البقعة التى فيها جسد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم

وليس التراب الذى تحته.

فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصلاً كما هو بجسده كما أخبر بنفسه

" أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "

فإن النبى لم ولن يكون تراباً أبداً ،

فلماذا التمويه من ابن تيمية فانتبه.


ل الإمام مالك فى كتابه التحفة اللطيفة فى تاريخ المدينة الشريفة (1/20)
فأين يذهب الآن ابن تيمية من قول الإمام مالك وتفضيله المدينة على مكة كلها بسبب وجود قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .





- ذكر أسماء من قال أن البقعة التى فيها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل بقاع الأرض حتى على الكعبة نفسها:
1 ـ الإمام مالك ، كما نقله ابن عبد البر فى التمهيد كما سبق .
2 ـ الحافظ اللالكائى هبة الله الطبرى فى كتابه (توثيق عرى الإيمان).
3 ـ ابن بطال، توفى سنة (449 هجريّاً).
4 ـ أبو الوليد الباجى (403 – 474 هـجريًّا)
5 ـ ابن عقيل قال: "إن هذه البقعة أفضل من العرش، توفى سنة (672 هجريًّا)
6 ـ الإمام تقى الدين السبكى .
7 ـ ابن كثير، توفى سنة (774 هجريّاً).
8 ـ الحافظ السخاوى، توفى سنة (902 هجريّاً).
9 ـ تقى الدين الحصنى.
10ـ أبو الحسن المالكى فى كتاب كفاية الطالب (2/534).
11ـ الزرقانى (2/ 7).

12ـ الإمام القرافى فى الذخيرة (3/378 ، 381).
13ـ السمهودى فى تاريخ المدينة.
14ـ التاج الفاكهى.
15ـ الشيخ زروق.
16ـ أبو عبد الله المغربى فى مواهب الجليل (3/344 ، 345).
17ـ صاحب كتاب السيرة الحلبية (3/495).
18ـ الألوسى فى روح المعانى (25/112).
19ـ ابن عابدين ( الحاشية 2/626).
20ـ صاحب كتاب الدر المختار.
21ـ صاحب كتاب اللباب.
22ـ صاحب شارح كتاب اللباب.
23ـ ابن مفلح الحنبلى (816 – 884 هجريّاً) فى المبدع (3/70).
24ـ محمد الخطيب الشربينى فى مغنى المحتاج (1/482).
25ـ الحافظ ابن حجر فى فتح البارى (3/68)، حكى قول القاضى عياض ولم يعقب عليه.
26ـ الحافظ المناوى فى فيض القدير (6/264).
27ـ الحافظ السيوطى فى الخصائص الكبرى (2/351).
28ـ القسطلانى من شرح سنن ابن ماجه.
29ـ السندى شارح سنن ابن ماجه.
30ـ البيجرمى.
31ـ الشروانى.
32ـ الطحطاوى فى حاشيته على مراقى الفلاح (1/70).
33ـ الشيخ النفراوى المالكى فى الفواكه الدوانى (1/45).
34ـ صاحب كتاب كشف الأسرار.
35ـ شيخ الأزهر الشيخ العدوى.

ود محجوب
06-07-2018, 12:28 AM
57 - حتى الجوار فى حضن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
نفاه ابن تيمية واستكثره على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
وعلى الذائبين فى حبه
حين خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة التفت إليها فبكى ثم قال: " يا مزاحم أتخشى أن نكون ممن نفت المدينة ". اهـ (مالك فى الموطأ 2 /889)
" صنفت التاريخ فى المدينة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وكنت أكتبه فى الليالى المقمرة " …… هكذا قال الإمام البخارى.
أما أصحاب ابن تيمية فبدلا من أن يزوروا ويمدحوا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وجدوا ابن تيمية يحرم عليهم ذلك …… فمدحوا قبر ابن تيمية !!
قال أحدهم فى قبر ابن تيمية كما جاء فى أحد كتب الدفاع عن ابن تيمية وهو العقود الدرية (1/471):
قد أودع القبر الشريف علومه .
عجبا لوسع القبر بحرا سائلا .
ومجاور قبر الإمام مؤملا يا رب وارحمنا .
وكل مشيع صلى عليه أو أتاه مقبلا
من كان مسرورا به وبعلمـه .
من بعده فالحزن أضحى عاجـلا

_________________قلت :
لا حول ولا قوة إلا بالله أصبح قبر ابن تيمية هو القبر الشريف، وقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم محرمة زيارته، وبدلاً من مجاورة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يجاور الناس قبر ابن تيمية، ومن الذى ينقل هذا القول ؟ إنه ابن عبد الهادى الذى ألف كتاباً كله مغالطات فى الرد على
شيخ الإسلام السبكى لما رد على ابن تيمية !!

قال ابن تيمية فى دقائق التفسير (2/47):
( ولا استحبَّ هو صلى الله عليه وآله وسلّم ولا أحد من أصحابه ولا علماء أمته أن يجاور أحد عند قبر ، ولا يعكف عليه ، لا قبره المكرم ولا قبر غيره ولا أن يقصد السكنى قريبا من قبر أى قبر كان ). اهـ
ونرد عليه بعد أن ننبه إلى أسلوبه وألفاظه المغرضة .. فانظر إلى كلمة (ولا يعكف عليه) فإن العكوف قد يقصد به المسجد الحرام أو العكوف على الأصنام، ونقول بعون الله:



(1) فى حديث أبى موسى الأشعرى من مناقب عثمان بن عفان رضى الله عنه:
" وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه ". اهـ
قال سعيد بن المسيب فى شرح البلوى التى تصيبه: " فتأولت ذلك قبورهم، اجتمعت هاهنـا وانفـرد عثمـان ". اهـ، قـال النـووى فـى شرحـه علـى صحيح مسلم (15/173) قال سعيد بن المسيب: " فأولتها قبورهم يعنى أن الثلاثة دفنوا فى مكان واحد وعثمان فى مكان بائن عنهم، وهـذا من باب الفراسة الصادقة ". اهـ
(2) عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: " إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وأنا أعرض عليك خصالا ثلاثا فاختر إحداهن، إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذى هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى أمته بسفك الدماء، وأما أن أخـرج إلى مكة فإنهـم لن يستحلونى بها، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: " يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم " فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، فلن أفارق دار هجرتى ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ

_________________3) عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنى أشفع لمن مات بها " أليس ذلك كافيا.
(4) قيل لعلى: " ما شأنك يا أبا حسن جاورت المقبرة، قال: إنى أجدهم جيران صدق يكفون السيئة ويذكرون الآخرة ". اهـ
" وأخرج البيهقى فى شعب الإيمان من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه قال قيل لعلى بن أبى طالب: ما لك تركت مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وجاورت المقابر، قال: وجدتهم جيران صدق يكفون ألسنتهم ويذكرون الآخرة ". اهـ
(5) نقلنا قول البخارى آنفاً، وننقل قول الخطيب فى تاريخ بغداد (1/121):" عن أبى يعلى الفراء الحنبلى عن رجل كان، يختلف إلى أبى بكر بن مالك أنه قيل له: أين تحب أن تدفن إذا مت ؟ فقال: بالقطيعة ، وأن عبد الله بن أحمد بن حنبل مدفون بالقطيعة، وقيل له – يعنى لعبد الله فى ذلك – قـال وأظنه كان أوصى بأن يدفن هناك وقال: قد صح عندى أن بالقطيعة نبيّاً مدفوناً ولأن أكون فى جوار نبى أحـب إلـى من أن أكون فى جـوار أبـى " راجع أيضا معجم البلدان للحموى (1/ 121) وننقل قول الحافظ ابن عبد البر فى التمهيد (22/ 226) " وأما قوله فى هذا الحديث " والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون " فقيل فيه خير لهم من أجل أنها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وقد قيل إن الفتن فيها دونها فى غيرها ، وقيل من أجل فضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والصلاة فيه ومجاورة قبره " . اهـ
قلت :
اقرأ تراجم علماء الأمة طبقة طبقة تجد ما يسرك من أخبار مجاورتهم لخير خلق الله .

ود محجوب
06-07-2018, 12:32 AM
58 - هل يريد ابن تيمية أن يحجر على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟
ابن تيمية يتخيل حدوث تمنياته بالنهى عن تقبيل القبر والحجرة الشريفة وينسب ذلك إلى كل أئمة المسلمين
ومن ادعاءات ابن تيمية اتفاق الأئمة على منع مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تقبيله ، ولا تقبيل الحجرة النبوية ولا التمسح بها .

وقال فى الفتاوى الكبرى ( 4 / 373 ) :
( وكذلك حجرة نبينا صلى الله عليه وسلم وحجرة الخليل وغيرهما من المدافن التى فيها نبى أو رجل صالح، لا يستحب تقبيلها ولا التمسح بها باتفاق الأئمة بل منهى عن ذلك).اهـ

وقال أيضاً فى مجموع الفتاوى ( 27 / 223 ) :
( واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبى ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد ) . اهـ

وقال فى زيارة القبور ( 1 / 54 ) ما نصه :
(وأما التمسح بالقبر – أى قبر كان – وتقبيله وتمريغ الخد عليه ، فمنهى عنه باتفاق المسلمين ، ولو كان ذلك من قبور الأنبياء . ولم يفعل هذا أحد من سلف الأمة وأئمتها ، بل هذا من الشرك ) .اهـ

_________________
قلت :

هناك عدة احتمالات :

1- أن يكون ابن تيمية لا يعلم أن بعض الأئمة أفتوا بجواز تقبيل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، منهم الإمام أحمد بن حنبل - والمفترض أن ابن تيمية حنبلى - فإن كان ابن تيمية لا يعلم ، فتكون هذه المسألة واحدة من كثير من المسائل التى يطلق فيها سيل من الألفاظ كلها ادعاء - مثل قوله : بإجماع جميع الأئمة ، السلف كلهم، والعلماء قاطبة ، بإجماع الأمة ، لا يعلم فى ذلك خلافاً ، اتفق السلف كلهم ، لم يقله أحد أبداً ... إلى غير ذلك من الألفاظ التى يقصد بها إعطاء كلامه قوة -

وهذه النقطة بالذات - أعنى كثرة الإدعاء بالخطأ فى المسائل المشهورة - تخرجه عن دائرة المحققين ،

فكيف يكون شيخاً للإسلام أصلاً .

2- أن يكون قد وصله ولم يذكر ذلك .. ولو ثبت ذلك فهى كارثة .

3- أن يكون قد وصله ولكن لم يستطع ولم يمهله الوقت لتغيير آرائه.
ونقول وبالله التوفيق :
تقبيل أو مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ورد عن الصحابة والتابعين والسلف الصالح فى كل العصور ، وليس له دخل بالمحافظة على التوحيد .
وليأت أتباع ابن تيمية بدليل على صدقه سواء فى نقله عن الأئمة أو فيما يفهمه وحده .
وإليك الأدلة من فعل الأمة المحمدية
أولاً : حادثة أبى أيوب الأنصاري
روى الإمام أحمد والحاكم عن داود بن أبى صالح قال: (أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فقال: أتدرى ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول" لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ") . اهـ
قلت :
انـظر أدب وفقه الصحابى الجليل أبى أيوب الأنصارى بقولـه" نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ ، فهو يعامله معاملة الحى لأنه حى فعلاً .
فهل الصحابى الجليل أبو أيوب الأنصارى لا يعلم توحيد الله عز وجل ، أم أنه يحتاج لابن تيمية حتى يعلمه ؟!
أم أن الصحابى الجليل أبا أيوب الأنصارى لا يعتبره ابن تيمية من الأئمة ؟!
وسبحان الله !! ما اعترض على أبى أيوب الأنصارى إلا مروان بن الحكم وابن تيمية .


_________________

فأما مروان بن الحكم فهو الذى قتل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة الذى أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه شهيد يمشى على وجه الأرض
راجع روايات قتل مروان بن الحكم طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة بالأسانيد الصحيحة كما ذكرها ابن حجر فى الإصابة ( 3 / 532 ) والهيثمى فى مجمع الزوائد ( 9 / 150 ) وغيرهما .
وأما ابن تيمية فقد قدمنا فى ترجمته اختلاف الناس فى أمره .
ثانيا: كان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يضع يده اليمنى على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وما ورد عنه بأنه كان يكره مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وضحه عبيد الله الذى يعتبره الإمام أحمد بن حنبل أثبت من مالك فى روايته عن نافع عن ابن عمر .
فقد روى عبيد الله عن نافع " أن ابن عمر كان يكره أن يكثر مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ
فبان بذلك أنه رضى الله عنه لا يكره مس القبر مطلقاً - وقد كان يضع يده اليمنى كما سبق - ولكن يكره كثرة مس القبر .
ويدل على ذلك أيضاً أن تقبيل أو لمس القبر الشريف ليس له دخل إطلاقا فى أمور التوحيد كما يدعى الخوارج ، وأن أقصى الأحوال الكـراهة - والمكروه هو ما أثيب تاركه ولا يذم فاعله - وأن من يضع يده أو يقبل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فإن ذلك الفعل من باب التبرك وكثرة مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد تؤدى إلى تجاوز حدود الأدب، لذا كرهه ابن عمر الصحابى الجليل .

_________________

ود محجوب
06-07-2018, 12:35 AM
فأما مروان بن الحكم فهو الذى قتل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة الذى أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه شهيد يمشى على وجه الأرض
راجع روايات قتل مروان بن الحكم طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة بالأسانيد الصحيحة كما ذكرها ابن حجر فى الإصابة ( 3 / 532 ) والهيثمى فى مجمع الزوائد ( 9 / 150 ) وغيرهما .
وأما ابن تيمية فقد قدمنا فى ترجمته اختلاف الناس فى أمره .
ثانيا: كان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يضع يده اليمنى على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وما ورد عنه بأنه كان يكره مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وضحه عبيد الله الذى يعتبره الإمام أحمد بن حنبل أثبت من مالك فى روايته عن نافع عن ابن عمر .
فقد روى عبيد الله عن نافع " أن ابن عمر كان يكره أن يكثر مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ
فبان بذلك أنه رضى الله عنه لا يكره مس القبر مطلقاً - وقد كان يضع يده اليمنى كما سبق - ولكن يكره كثرة مس القبر .
ويدل على ذلك أيضاً أن تقبيل أو لمس القبر الشريف ليس له دخل إطلاقا فى أمور التوحيد كما يدعى الخوارج ، وأن أقصى الأحوال الكـراهة - والمكروه هو ما أثيب تاركه ولا يذم فاعله - وأن من يضع يده أو يقبل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فإن ذلك الفعل من باب التبرك وكثرة مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد تؤدى إلى تجاوز حدود الأدب، لذا كرهه ابن عمر الصحابى الجليل .

_________________رابعاً : محمد بن المنكدر أحد سادات التابعين .

فقد ذكر الحافظ ابن عساكر فى تاريخ دمشق ( 56 / 50 ، 51 ) والحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 5 / 358 ، 359 )

" أن محمد بن المنكدر كان يجلس مع أصحابه قـال :

فكان يصيبه صمات ، فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قـبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم يرجع ، فعوتب فى ذلك فقال :

إنه يصيبنى خطرة فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

وكان يأتى موضعاً من المسجد فى السحر يتمرغ فيه ويضطجع فقيل له فى ذلك فقال : إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى هذا الموضع ـ أراه قال فى النوم ـ " . اهـ

ومعلوم أن محمد بن المنكدر كان من سادات سادات التابعين ،
خامساً : الحسين بن عبد الله بن عبد الله بن الحسين .
ذكر الحافظ السخاوى فى التحفة اللطيفة فى تاريخ المدينة الشريفة (1 / 292) فى ترجمته :
" قال يحيى بن الحسن بن جعفر فى كتابه أخبار المدينة : ولم أر فينا رجلاً أفضل منه ، كان إذا اشتكى شيئا من جسده كشف الحصى عن الحجر الذى كان ببيت فاطمة الزهراء يلاصق جدار القبر الشريف فيمسح به ". اهـ
الإمام أحمد بن حنبل يضع يده على أحد القبور
سادساً : الإمام أحمد بن حنبل .
ففى طبقات الحنابلة ( 1 / 293 ، 294 )
أن محمد بن البزار قال : " كنت مع أبى عبد الله أحمد بن حنبل فى جنازة فأخذ بيدى وقمنا ناحية فلما فرغ الناس من دفنه وانقضى الدفن جاء إلى القبر وأخذ بيدى وجلس ووضع يده على القبر فقال : اللهم إنك قلت فى كتابك الحق( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ)
(الواقعة 88-94) إلى آخر السورة. اللهم وأنا أشهد أن هذا فلان بن فلان ما كذب بك، ولقد كان يؤمن بك وبرسولك عليه السلام اللهم فاقبل شهادتنا له ودعا له وانصرف ". اهـ فثبت ذلك من فعل الإمام أحمد .

والإمام أحمد أجاز تقبيل القبر النبوى الشريف

_________________
ولو كان هذا الأثر ضعيفاً أو يخالف شيئاً من الدين ما ذكره الذهبى فى مناقب محمد بن المنكدر.



والإمام أحمد أجاز تقبيل القبر النبوى الشريف
" قال الحافظ العراقى : أخبرنى الحافظ أبو سعيد العلائى قال : رأيت فى كلام ولد أحمد بن حنبل جزءا قديما عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ ، أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وتقبيل غيره فقال : لا بأس بذلك ، فأريناه ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول : عندى أحمد جليل يقول هذا ؟! قال وأى عجب فى ذلك . . " . اهـ
وفى كتاب العلل ومعرفة الرجال لعبد الله بن أحمد بن حنبل (2/492)
" سألته - يعنى أبيه أحمد بن حنبل - عن الرجل يمس منبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هـذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز ؟ فقال : لا بأس بذلك ". اهـ
وقد أكد ذلك الحافظ الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 11 / 212 )
حيث قال " قال عبد الله بن أحمد : رأيت أبى يأخذ شعرة من شعر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيضعها على فيه يقبلها ، وأحسب أنى رأيته يضعها على عينه ويغمسها فى الماء ويشربه يستشفى به .
ورأيته أخذ قصعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فغسلها فى حب الماء ثم شرب فيها ، ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفى به ويمسح به يديه ووجهه .
قلت – القائل هو الذهبى - أين المتنطع المنكر على أحمد ؟ وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويمس الحجرة النبوية ؟ فقال : لا أرى بذلك بأساً . أعاذنا الله وإياكم من رأى الخوارج ومن البدع " . انتهى كلام الحافظ الذهبى بحروفه



قلت :
فانظر هداك الله إلى قول الحافظ الذهبى : قلت : أين المتنطع المنكر على أحمد ؟
وقول ابن تيمية – فيما نقله العلائى - : عندى أحمـد جليل يقـول هذا ؟!

ومن العجائب أن ابن عبد الهادى المقدسى تلميذ ابن تيمية ذكر فى العقود الدرية ( 1 / 337 ، 338 )بعض اختيارات ابن تيمية التى خالف فيها المذاهب الأربعة ومنها :
( أن المتمتع يكفيه سعى واحد بين الصفا والمروة كما هو فى حق القارن والمفرد، وهى رواية عن الإمام بن حنبل ) . اهـ
قال ابن عبد الهادى
" رواها عنه ابنه عبد الله وكثير من أصحاب الإمام أحمد لا يعرفونها " . اهـ

قلت :
سبحان الله !! تخفى رواية لأحمـد عـن كبار أصحابه من الحنابلة عـدة قرون ثم يكتشفها ابن تيمية ؟ وما ثبت من قـول الإمام أحمـد وفعله يستعجبه ابن تيمية، ويدعى أن الأئمة كلهم اتفقوا على عدم مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فلا حول ولا قوة إلا بالله .

سابعاً : إبراهيم الحربى .

وهو من أكابر أصحاب أحمد ، والحنابلة ينقلون استحبابه تقبيل حجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ( كشف القناع 2 / 150 ، 151 ) .

ثامناً : الحافظ عبد الغنى المقدسى الحنبلى (وهو الذى يمدحه ابن تيمية كثيراً)

قال العلامة الكوثرى فى السيف الصقيل (ص 185)

" رأيت بخط الحافظ الضياء المقدسى الحنبلى فى كتابه - الحكايات المنثورة - (المحفوظ تحت رقم 98 من المجاميع بظاهرية دمشق) :

أنه سمع الحافظ عبد الغنى المقدسى الحنبلى يقول :

أنه خرج فى عضده شيء يشبه الدمل فأعيته مداواته ، ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبريء ولم يعد إليه ". اهـ

ود محجوب
06-07-2018, 12:39 AM
توضيح :

أفتى بعض علماء السنة بكراهة مس قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلا من غلبه شدة الحال ، وذلك من باب الأدب مع جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وليس من باب التهويل بأن ذلك مفضى إلى الشرك ، فكل العلماء قبل ابن تيمية كلامهم واضح فى اتباع الأدب أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وما قدمناه من أدلة يوضح جواز - إن لم يكن استحباب - تقبيل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإن كان اتباع الأدب مستحبا أيضاً .

أما الذين يريدون - والعياذ بالله - أن يحجروا على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعلى فعل وفهم الأمة ، حتى لا يفهم أحد إلا بفهمهم السقيم من تكفير وتشريك للأمة فهؤلاء يقع فيهم قول الله عز وجل

(وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)
(الأعراف 132) ويقع فيهم قول الله عز وجل
(وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ)
(التوبة 48)

وحسبنا الله ونعم الوكيل تنبيه :
تناول الصحابة لقضية مس وتقبيل القبور يختلف تماماً عن طريقة تناول الموسوسين
فقد روى البخارى فى صحيحه (1/457) ما نصه " وقال عثمان بن حكيم : أخذ بيدى خارجة فأجلسنى على قبر وأخبرنى عن عمه يزيد بن ثابت قال : إنما كره ذلك لمن أحدث عليه
وقال نافع : كان ابن عمر رضى الله عنهما يجلس على القبور ". اهـ
وروى الإمام مالك فى الموطأ ( 1 / 233 )
" أن على بن أبى طالب كان يتوسد القبور ويضطجع عليها " . اهـ

قال مالك :
وإنما نهى عن القعود على القبور فيما نرى للمذاهب - يعنى قضاء الحاجة - ولذلك فإن الإمام مالك والإمام أبا حنيفة أفتيا بأن الجلوس على القبور المنهى عنه هو الجلوس للتغوط أو التبول ، فأما الجلوس لغير ذلك فلم يدخل فى ذلك النهى .
واحتجوا بما رواه زيد بن ثابت مرفوعاً :
إنما نهى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بول ورجال إسناده ثقات .
انظر : فتح البارى لابن حجر ( 3 / 224 ) . شرح معانى الآثار للحافظ الطحاوى (1 / 516 ، 517 ) .


_________________

ماذا يمثل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى نفس ابن تيمية ؟
ما تقشعر به الجلود تفوه به ابن تيمية فى مجموع فتاويه (27/324، 325) قال :
( ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولإستفتائها وزيارتها ، من غير أن يكون إذا دخل أحد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ، ولا لدعاء ، ولا غير ذلك بل ربما طلب بعض الناس منها أن تريه القبور فتريه إياهن ) . اهـ
قلت :
إنا لله وإنا إليه راجعون .. الصحابة والتابعون الذين كانوا يطلبون من السيدة عائشة رضى الله عنها أن تريهم قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ليتمتعوا بنظرهم إلى مكان القبر الشريف ، مكان رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تبركاً، وحنيناً ، وحتى يصنعوا بقبورهم ما يماثل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، هؤلاء يتهمهم ابن تيمية ويصـورهم بأن دخولهم إلى حجرة السيدة عائشة رضى الله عنها التى فيها خير خلق الله مجرد - والعياذ بالله - زيارة ، استغفر الله وكأنها للآثار والسياحة .. ألا لعنة الله على الظالمين .

وانظر إلى قوله ( لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ) .
وقد قدمنا بكاء الصحابة والتابعين وتمريغ وجوههم بالقبر الشريف .
أخرج أبو نعيم فى الحلية ( 9 / 262 ) قال أبو سليمان الدارنى
"لما حج أويس دخل المدينة فلما وقف على باب المسجد قيل له : هذا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال : فغشى عليه ، فلما أفاق قال : أخرجونى فليس بلادى بلدا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فيه مدفون ". اهـ
فإنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

_________________

ود محجوب
06-09-2018, 12:08 AM
59- ابن تيمية يقلل من أهمية رد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للسلام على من سلم عليه

قال فى مجموع الفتاوى ( 27 / 395 ، 396 )
( وإذا سلم المسلم عليه فى صلاته فإنه وإن لم يرد عليه لكن الله يسلم عليه عشراً كما جاء فى الحديث من سلم على مرة سلم الله عليه عشراً ،

فالله يجزيه على هذا السلام أفضل مما يحصل بالرد

كما أنه من صلى عليه مرة ، صلى الله عليه بها عشراً

وكان ابن عمر يسلم عليه ثم ينصرف لا يقف لا لدعاء له ولا لنفسه). اهـ

قلت :
ما هذه الحرب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأقول :
(1) ما هذا التلبيس .. هل اشترط الله عز وجل ألا يرد السـلام فى حالة إذا ما سلم أحد على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فرد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عليه السلام , من الذى قال إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا رد السلام فإن الله لا يرد .

(2) كون الله يسلم عشراً على العبد فهذا أصلاً إكراماً لمن ؟ للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم أولاً ثم لمن تعلق بحبه صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثانياً ليزيد حباً فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
(3) كون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يرد على العبد فيه خصوصية أخـرى ، وأفضال لا يعلمها إلا الله ، من ضمنها أن يكون العبـد أمام نظر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وتوجه الهمة المحمدية للعبد :
(1) بالسلام
(2) بالرحمة
(3) ببركات الله عز وجل
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
فإن رد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " وعليك السلام " دعاء ما بعده دعاء للعبد المحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

(4) لا تخلط بين سلام الله على من يسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيسلم عليه عشراً وبين تسليم الملائكة وبين تسليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ..
فهل من الصحيح مثلاً أن يقول رجل يهمنى رضا الله فهو أفضل من رضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ ! فهذا ينطبق فيه قـول الله عز وجل ( وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ)
(النساء 150) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ)
(المنافقون 5) ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ)
(التحريم 4) يعنى ما يقصده ابن تيمية هو لا تتعب نفسك ، الدعاء هناك ليس هناك دليل على أنه مستجاب ، والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم إذا لم يرد عليك يسلم عليك الله وهو أحسن من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فلا يفيد ذهابك .. اجلس أحسن حتى يرد الله عليك السلام ثم رد السلام من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كرد السلام من قبـر أى مسلم أو مؤمن ليس فيه خصوصية ولا فضيلة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. ماذا يكون حكم من قال بهذا الكلام وهذه المعانى .. يدس السم فى العسل .

(5) بمنطق ابن تيمية إذاً لا يصلى الناس على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يذكرون ولا يسبحون ويقرأون القرآن فقط .. فأين : كم أجعل لك من صلاتى.... " إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك
6) الظاهر أن ابن تيمية يتغافل ويتناسى عن سبب الآية
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)
(الأنفال 24)
قد وردت فى صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ناداه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وكان يصلى فلم يخرج من صلاته فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لمَ لمْ تستجب " .. فنزلت هذه الآية .. أقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم صلاتك مع ربك أفضل أم أن الله كذب ما يغرض إليه ابن تيمية !!



(7) قوله : ( وإذا سلم المسلم عليه فى صلاته فإنه وإن لم يرد عليه ) ما دليلك على أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يرد على من سلم عليه ، قـال المعصوم صلى الله عليه وآله وسلّم : " ما من أحد يسلم علىّ إلا وقد رد الله علىّ روحى حتى أسلم عليه" .. وهو نص قطعى لا يحتمل التأويل ، ثم يأتى ابن تيمية ويقول ( وإن لم يرد عليه ، فإن الله يسلم عليه عشراً وتسليم الله له أفضل من تسليم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ) . اهـ

فهل قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم داخل الصلاة أم خارج الصلاة .. فإن الصحابة رضوان الله عليهم ومن معهم كانوا فى حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانوا بالمدينة أو اليمن أو ناحية الشام أو فى أى مكان وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وإلى الآن يقولون ونقول : السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته بصيغة فيها وبوضوح المخاطبة : السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته .




_________________

ود محجوب
06-09-2018, 12:11 AM
60 - ابن تيمية يحرف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ويريد أن يقلل من أهمية السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ورد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على السلام


عندما كنت أقرأ للتقى الحصنى فى كتابه دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك للإمام أحمد أقول :
ما الذى وقع تحت يده من كلام ابن تيمية حتى يقول عليه فى حق ابن تيمية ما نصه :
" عنده ضغينة للنبى ولصاحبيه وكذلك لأمته ليفوت عليهم هذا الخير الذى رتبه على زيارة قبره عليه أفضل الصلاة والسلام فاحذروه واحذروا تزويق مقالته المطوى تحتها أخبث الخبائث " . اهـ
وقال أيضاً :
" وهذا شأنه إن وجد شيئاً يوافق هواه وخبث طويته ذكره ووسع الكلام فيه وزخرفه ، وإن وجد شيئاً عليه أهمله أو حمله على محمل يعرف به أهل النقل جهله وتدليسه عند تأمله بل فى بعض المواضع يعرف من غير تأمل " . اهـ
حتى وقع تحت أيدينا الكثير من أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومنها افترائه فى مجموع الفتاوى ( 27 / 413 ) حيث قال بالحرف الواحد
( فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعرفون أن هذا السلام عليه عند قبره الذى قال فيه " ما من أحد يسلم على إلا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام" ليس من خصائصه ولا فيه فضيلة له على غيره ، بل هو مشروع فى حق كل مسلم حى وميت ...)
ثم قال التالى بعد 4 سطور
(ومن سلم يسلم الله عليه عشراً كما يصلى عليه إذا صلى عليه عشرا فهو المشروع المأمور به الأفضل الأنفع الأكمل الذى لا مفسدة فيه ، وذاك جهد لا يختص به ولا يؤمـر بقطـع المسافة لمجرده بل قصد نية الصـلاة والسـلام والدعـاء هو اتخاذ له عيدا ). اهـ

_________________قلت :
لا أدرى أى زنديق أخذ عنه ابن تيمية هذا الافتراء .
أولاً : يجرد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من فضائله وخصائصه ..
ثانياً : ينسب ويلصق فهمه الظلمانى بالصحابة ..
ثالثاً : يبدأ بذكر ( فالصحابة كانوا يعرفون ) حتى لا يتفطن السامع أو القارئ أن هذا كلامه فيرفضه ولذلك ينسبه للصحابة .. والعوام أيضاً تحسن الظن بمن يعتلى أى منبر وبمن ينسب للحديث والسنة .
ونرد عليه بحول الله وقدرته فنقول :
بعد أن نتلو قول الله تعالى : ( وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ) (طه61)
فأقول :
إن قوله ( إن الصحابة كانوا يعرفون أن هذا السلام ليس من خصائصه ، ولا فيه فضيلة على غيره ) . اهـ ، كارثتان :
الأولى : الافتراء على ما يقرب من مائة ألف صحـابى توفى عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أين فى نصوص البخارى ومسلم والترمذى وأبى داود والنسائى وابن ماجه ومالك وأحمد وابن أبى شيبة وابن حبان والحاكم والطبرانى وابن أبى عاصم والبيهقى وغيرهم .. قول صحابى واحد أن من سلم عليه فيرد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم السلام بعد أن يرد روحه من الرفيق الأعلى ليس فيه خصيصة له ولا فضيلة ؟

_________________الثانية : أدّب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أصحابه أدباً شديداً جماً شهد لهم الكفار بذلك ، ثم يأتى ابن تيمية ويجرح الصحابة كلهم ويحكم بأنهم يعرفون أن من سلم عليه فيرد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم السلام بعد أن يرد روحه من الرفيق الأعلى ( ليس من خصائصه ولا فيه فضيلة له على غيره )

كأنه يتكلم عن إنسان يقع تحت حصره وأسره ، وكأنه - والعياذ بالله - مبعوث ليحكم ويحدد خصائص وفضائل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

ونقول :

والله لم يكن الصحابة أبداً - ولا أحدهم - بهذه الظلمات وسوء الأدب ، ولو عرض هذا الكلام على القضاة فى زمن ابن تيمية لأطالوا حبسه - وإن كان مات فى حبسه - وما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقولون ذلك وهم الذين قالوا:" والله ما فرغنا من دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حتى وجدنا فى أنفسنا النقص،
وإخبارهم بأن كل شىء أنار فى المدينة عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلما توفى أظلم منها كل شىء".اهـ
أترى الصحابة رضوان الله عليهم يقارنون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بغيره ..
لا حول ولا قوة إلا بالله .

هؤلاء الصحـابة رضـوان الله عليهم الذين قال أحـدهم لعبد الله بن أبى لما قال للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " إليك عنى والله لقد آذانى نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أطيب ريحا منك ". اهـ

وهم الذين نقلوا قول هرقل لما بلغه خطاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :
" فإنه نبى ، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم ، ولو أنى أعلم أنى أخلص إليه لأحببت لقاءه

ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمى " . اهـ

وصدق عثمان بن عفان رضى الله عنه – كأنه يسمع ابن تيمية – قال :

" إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى السفر والحضر ،

وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويواسينا بالقليل والكثير

وإن ناسا يعلمونى به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط " . اهـ

_________________


ونقول أفليس فى قوله إن ( السلام عليه عند قبره الذى قال فيه ما من أحد يسلم على إلا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام ليس من خصائصه ولا فيه فضيلة له على غيره ) تجاوز حدود الأدب فى حق النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من رسالته ونبوته ، وفتح الأبواب أمام الزنادقة والأوباش والمنافقين للكلام فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وابن تيمية نفسه يعلم شدة كره الزنادقة والمنافقين والذين فى قلوبهم مرض لاسم محمد ، وأشد ما يكرهون الكلام على فضائله وخصائصه ويعلم ذلك المسلم والكافر والقاصى والدانى .

ولنا ثلاثة تعقبات :

الأولى : عندما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " ما من أحد يسلم على إلا رد الله علىّ روحى" أكان يتكلم بكلام لا ضرورة له ، أو بكلام زائد ، أم بكلام قال فيه من قبل " واختصر لى الكلام اختصارا " ، أم كان يقصد أنه كأحد من أمته .. وإذا كانت زوجاته قيل لهن ( لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ)
(الأحزاب 32) أفيكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كبقية أمته ممن لا يعلم مصيرهم إلى جنة أم إلى نار إلا الله .. أم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقصد كثرة سلامك عليه حتى تنعم بكثرة رده عليك ، وهو صلى الله عليه وآله وسلّم يعلم يقيناً أنه لن يصل أحد إلى مقامه أبداً فى الرفيق الأعلى ، فيعوضهم عن ذلك برد سلامهم وهو فى قبره وفى الرفيق الأعلى فى نفس الوقت بكيفية لا يعلمها إلا الله ، فالمسلم على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ و آله و سلم سيذكر فى الرفيق الأعلى. فانظر المحروم الذى حرم وسيحرم من زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

_________________

ود محجوب
06-09-2018, 12:14 AM
الثانية : ابن تيمية جعل انتقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى كموت الناس العاديين،
والميت من أمة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إذا مر أحد عليه فى قبره وكان يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام،
فمفهوم كلام ابن تيمية أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأمته سواء .
وهذا الفهم فيه سوء ظن شديد وانتقاص مقام النبوة ..
فإن حياة الأنبياء فى قبورهم ثابتة وهى أكمل من حياة الشهداء الذين هم عند ربهم يرزقون .


الثالثة : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما يرد على العبد يرد روحاً وجسداً بحقيقة فيها الحياة بطريقة يعلمها الله وحده ،
وهو حى يقيناً وهو ليس أقل من الشهيد أو من الأنبياء الذين رآهم فى الإسراء والمعراج سواء فى قبورهم يصلون ،
أو لما صلى بهم فى بيت المقدس أو فى السماوات العلى .
أما الميت فهو ميت قد بلى جسمه وأصبح تراباً فالذى يرد هو روحه فقط ،
فكيف يقارن بين رد سلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم روحا وجسدا ومن الفم النبوى الشريف وبين رد أى إنسان أصبح جسده رمة لا يستطيع أحد تحمل رائحة قبره - نسأل الله العفو والعافية -

جعلنا الله ممن حرمت على الأرض أن تأكل أجسادهم

فكيف لا تكون خصوصية أو فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،

ثم أين سلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والذى ينزل على قبره من الأنوار والرحمات ما لا يعلمه إلا الله من سلام أى إنسان فى قبره وهو فى أحوج ما يكون إلى رحمة ربه ؟!

فكيف يقارن أفضل خلق الله الحى فى قبره بأى إنسان حى ؟!

وهو فى هذه المسألة قد قارن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأى ميت من المسلمين ..
سبحانك هذا بهتان عظيم .

ونقول لابن تيمية وأتباعه :

أما كون سلام المسلم ورد روح النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عليه حتى يرد السلام خصوصية له وفضيلة فنعم ،

ووجه الخصوصية هى :

أ - رد الروح من الرفيق الأعلى إلى الجسد الحى فى قبره .. فهل ثبتت لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

ب - تكفل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بسماع كل من يسلم عليه ، فهـل ثبتت لأحـد إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

ج - الرد على كل من سلم عليه والدعاء لهم بالسلام والرحمة والبركات ، وإن كانوا آلافاً أو ملايين .


أما الفضيلة فهى له أيضاً صلى الله عليه وآله وسلّم ..

حيث يتكرم ويتنعم صلى الله عليه وآله وسلّم وهو بالرفيق الأعلى ويستأذن ربه - مع شدة تعلقه بالحضرة القدسية فى الرفيق الأعلى - حتى يرد عليه روحه فيسلم على من سلم عليه

كذلك من فضيلته صلى الله عليه وآله وسلّم وكماله حرصه على أمته حتى وهو مستغرق فى كمال عبوديته وهو بالرفيق الأعلى كما كان فى ليلة الإسراء " أمتى أمتى "

وكما سيحدث يوم القيامة بعد أن يسجد تحــت العرش، فبعد المحامد والثناء على الله عز وجـل يقـول " أمتى أمتى " .

ملحوظة هامة جدا :
نقل ابن تيمية لحديث " ما من أحد يسلم على إلا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام " نقل مغرض وراءه مغزى لا يدركه القارئ العادى بسهولة، وهو ما يأتى فى المسألة التالية .

يتبع بمشيئة الله .

ود محجوب
06-10-2018, 01:52 PM
61 - ابن تيمية يحرف حديثا واحداً أحد عشر مرة
مع سبق الإصرار والترصد
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام "
هذا الحديث عن ابن عباس لم يروه إلا الحافظ ابن عبد البر (368-463 هـ) فى الاستذكار وهذا لفظه :

( قال أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قراءة منى عليه سنة تسعين وثلاثمائة فى ربيع الأول قال أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملى فى دارها بمصر فى شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة ، قالت حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعى قال حدثنا بشر بن بكير عن الأوزاعى عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام " .

وفى الأحكام لعبد الحق الاشبيلى : قال وروى أبو عمر بن عبد البر فى الاستذكار - وذكر نفس السند - وقال عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام") . اهـ

أما ابن تيمية فنقله 11 مرة ( إحدى عشر مرة ) بتحريف واضح بنص من عنده وهو
"ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليـه روحـه "

ذكره ثمانية مرات مع نقل تصحيح الحافظ ابن عبد البر له وذلك فى كتبه الآتية ( الرد على البكرى 1/ 247، 454، واقتضاء الصراط 1/326 ، ومجموع فتاويه 1 / 351 ، 4 / 295 ، 24 / 173 ، 364 ، ومنهاجه 2/442)

أما الثلاثة الباقية ففى ( زيارة القبور 1/16 مجموع فتاويه 24/303 ، 27/71 )
وللأسف تبعه ابن كثير على ذلك فى تفسيره ( 3 / 439 ) ،
وكذلك ابن القيم فى حاشيته ( 11 / 93 ) ، وبدائع الفوائد ( 2 / 400 ) ، والروح ( 1 / 5 ) ،
وكلا من ابن كثير وابن القيم نقل تصحيح الحافظ ابن عبد البر أو عبد الحق الأشبيلى .

وهذا واضح وضوح الشمس أن جملة "إلا رد الله عليه روحه" ليست من نص حديث الحافظ ابن عبد البر والذى لم يروها غيره ..
فقد وضعها ابن تيمية وتلامذته كذبا وزورا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى حديث قدمنا نصه .


جملة " إلا رد الله عليه روحه " ليست من نص حديث الحافظ ابن عبد البر والذى لم يروها غيره ..

فقد وضعها ابن تيمية وتلامذته كذبا وزورا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى حديث قدمنا نصه .

فلماذا اختلقها ابن تيمية وتلامذته ؟

لسبب واحد هو إرادة ابن تيمية إثبات أن حديث " ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى حتى أرد عليه السلام " ليس فيه خصوصية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم بسبب أن الميت العادى كما أن الله يرد عليه روحه، فكذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يرد الله عليه روحه فلا خصيصة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى رد الروح إليه .

عرفت الآن سبب كذب ابن تيمية وأصحابه وأتباعه والتخطيط المنظم لأصحابه،

وسنذكر افتراءه على عمر رضى الله عنه بنسبه جملة فيها أن عـمر رضى الله عنه قال لكعب الأحبار : ( يا ابن اليهودية ) وذلك أثناء تبديع ابن تيمية لعبد الله بن عمر رضى الله عنهما .
وليأت اتباع ابن تيمية - أو أى أحد ممن يعظم جناب ابن تيمية حتى ولو على حساب جناب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - بتفسير خطأ ابن تيمية وأتباعه وتحريفه لهذا النص 11 مرة .
يا قومنا
هل كون ابن تيمية منتسباً إلى العلماء ( كما يراه البعض ) يعتبر مسوغا لمغفرة أخطائه الفاحشة فى حق النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته وصحابته ومسـوغا أيضاً لغض النظر عن تلك الأخطاء والتنبيه عليها بحجة أنه عالم أو كما يطلق عليه تلامذته أو… ؟
هل يعتبر ذلك مسوغاً لهذا الصمت الرهيب تجاه أخطائه فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته وصحابته ؟
يا قومنا
أنقذوا أنفسكم
وفوزوا برسولكم
وكفاكم خيبة
وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

_________________

ود محجوب
06-10-2018, 01:55 PM
62 - ابن تيمية الذى لم يذكر ولا مرة واحدة فى كتبه
قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ( بل الرفيق الأعلى )
يحدد مقدار سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 324 )
( وهذا السلام مشروع لمن كان يدخل الحجرة وهذا السـلام هو القريب الذى يرد النبى على صاحبه ، وأما السلام المطلق الذى يفعل خارج الحجرة وفى كل مكان ، فهو مثل السلام عليه فى الصلاة وذلك مثل الصلاة عليه ، والله هو الذى يصلى على من يصلى عليه مرة عشراًويسلم على من يسلم عليه مرة … )
ثم قال التالى بعد 6 سطور
(" ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " هذا لفظ الصحيحين … ولفظ قبرى ليس فى الصحيح فإنه حينئذ لم يكن قبر ) . اهـ
وأكد ابن تيمية على عدم سماع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم سلام من سلم عليه من خارج الحجرة فى مجموع فتاويه ( 27 / 383 ، 384 ) بقوله
(ويبقى الكلام المذكور فيه، هل هو السلام عند القبر، كما كان من دخل على عائشة رضى الله عنها يسلم عليه أو يتناول هذا، والسلام عليه من خارج الحجرة فالذين استدلوا به جعلوه متناولا لهذا وهذا، وهو غاية ما كان عندهم في هذا الباب عنه صلي الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم يسمع السلام من القريب وتبلغه الملائكة الصلاة والسلام عليه من البعيد كما فى النسائى عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : إن لله ملائكة سياحين يبلغونى عن أمتى السلام) . اهـ
قلت :
مسلسل بغيض حتى لا يزور الناس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. مشكلة ابن تيمية أنه لا يريد أن يصدق أن الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون .. ومشكلته أكثر أنه لا يؤمن بأن جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يجوز المساس به من قريب ولا من بعيد..

ونقول :
ليس هناك أى دليل على أن السلام المشروع على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو ما كان فى الحجرة الشريفة فقط وليس فى الحجرة وخارجها .
معنى قول ابن تيمية : (وهذا السلام هو القريب الذى يرد النبى على صاحبه) أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يسمع إلا ما كان داخل الحجرة لذلك يرد السلام لسماعه.. أما خارج الحجرة فلا يسمع وهذا منطق باطل وجرياً على كلام ابن تيمية نقول له :

لو أن أحداً خارج الحجرة ونادى وسلم بصوت عال بحيث يسمع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهو فى حجرته قبل انتقاله للرفيق الأعلى فهل يسمع صوته صلى الله عليه وآله وسلّم الآن .. ؟! ثم هب أن رجلاً أحضر مكبر صوت - ميكروفوناً - وبعد أكثر عن الحجرة فما هو القدر الذى يسمعه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الآن .. ؟! ونستغفر الله من هذه العبارات .

وإذا كانت الحجرة النبوية مثلا 3x 5 متر وتخيل نفسك فى حجرة هذه مساحتها .. لك أن تتخيل مقدار ما يريد ابن تيمية أن يحصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيه .

(3) ابن تيمية يتغافل تماما عن أن سمع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الدنيا يختلف عن أى سمع ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون " وكان يقول لأصحابه " هل تسمعون ما أسمع …هل تسمعون ما أسمع " . فهل فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يسمع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ما لا يسمعه الخلق ثم عندما يلحق بالرفيق الأعلى يقل ويضعف سمعه حتى يجعله ابن تيمية مقصوراً ومحصوراً فى عدة أمتار.. ؟!

ألم يعلم قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى حديث " كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به " .

ونتســاءل :
ماذا فى نفس ابن تيمية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - معنى ذلك على كلام ابن تيمية - أنه لا فائدة مـن الذهاب للسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وذلك لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم داخل الحجرة والحجرة منذ وفاة السيدة عائشة لم يدخلها أحد حتى دخلت فى التوسعة فى زمن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه .. فإذا كان ذلك كذلك ، فعلام يتعب المرء نفسه ويزور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذى هو عند ابن تيمية لا يرد ولكن يبلغ .

_________________



(4) حديث "إن لله ملائكة سياحين يبلغونى عن أمتى السلام" ليس فيه دليل على أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يسمع البعيد، أو ما هى حدود السمع؟ ولكن فيه تشريف بعض الملائكة بالمعاملة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، كما كان بعضهم يستأذن الله عز وجل حتى يزور النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. فكونهم يبلغوه السلام وهم عدة ليس ملك واحد ، بل ملائكة ، ليس فيه أى أسلوب حصر أو قصر لسماع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإنما تشرفهم بإبلاغه بحب أمته له وصلاتهم عليه .

لو احتج اتباع ابن تيمية بحديث " من صلى علىّ نائيا أبلغته " - لو صح فقد ضعفه جماعة وصححه آخرون - فله عدة توجهات منها : من صلى علىّ نائيا أى بعيدا عن سنتى أبلغته ، ومنها من صلى علىّ وهو غير منتبه بعيد الذهن أبلغته ، ومن صلى علىّ قريباً سمعته – فقد يكون معناه – من كان قريباً يعنى حاضراً حضور القلب أو الفهم أو المكان .
قال تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
(المعارج 6-7) معنى بعيدا : نراه أى يرونه لن يحدث ، ونراه قريباً أى سيحدث والله أعلم .

_________________

ود محجوب
06-10-2018, 01:58 PM
(5) قوله ( ولفظ قبرى ليس فى الصحيح فإنه حينئذ لم يكن قبراً ) إهدار لما رواه عشرة من الصحابة فعن أبى هريرة، وابن عمر، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن زيد، وأم سلمة، وعلى بن أبى طالب ، وعن أبى سعيد الخدرى ، والزبير بن العـوام، وعبد الله بن لبيد ، وجابر بن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة "
كما أن البخارى نفسه فيه هذه اللفظة ( قبرى ) برواية ابن عساكر.. وبوب البخارى ومسلم بكلمة ( قبرى ) .
ثم أين حديث معاذ بن جبل؟! فعن معاذ بن جبل قال:" لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يمشى تحت راحلتـه فلما فرغ قال " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقانى بعد عامى هذا ولعلك أن تمر بمسجدى هذا وقبرى " فبكى معاذ جزعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ
وهو نص لا يحتمل التأويل بكون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يعلم أنه سيدفن بجنب مسجده ، ولا تنس حديث أبى مويهبة الذى قدمناه وفى حديث معاذ دلالة أيضا على جواز زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وفى جزء نافع ( 1 / 51 ) :
عن طاوس عن عبد الله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال :
" المدينة مهاجرى وفيها قبرى وقال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فواحدة " .
قال ابن حزم فى المحلى ( 5 / 133 ) :
" قد أنذر عليه السلام بموضع قبره بقوله " ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة " واعلم أنه فى بيته بذلك ". اهـ


(6) قال ابن مفلح الحنبلى تلميذ ابن تيمية فى الفروع ( 3 / 385 ) :

" ويستحب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وزيارة قبره وقبر صاحبيه رضى الله عنهما

فيسلم عليه مستقبلا له لا للقبلة

ثم يستقبلها ويجعل الحجرة عن يساره ويدعو ،

ذكره أحمد

وظاهر كلامهم ، قرب من الحجرة أو بعد".اهـ

قلت : وكلامه واضح فى الرد على ابن تيمية .

ود محجوب
06-12-2018, 03:25 PM
63
- ابن كثير يعترف أن من حرم زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهو جاهل
ونحن أتينا بما يدين ابن تيمية فى تصريحه الواضح
فى تحريم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
حتى على أهل المدينة ولو بدون شد الرحال




قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 /243 )
( وهذا ظن أن السفر إلى زيارة نبينا كالسفر إلى غيره من الأنبياء والصالحين وهو غلط من وجوه:
أحدها: أن مسجده عند قبره والسفر إليه مشروع بالنص والإجماع بخلاف غيره
الثانـى: أن زيارته كما يزار غيره ممتنعة وإنما يصل الإنسان إلى مسجده وفيه يفعل ما شرع له .
الثالث : أنه لو كان قبر نبينا يزار كما تزار القبور لكان أهل مدينته أحق الناس بذلك كما أن أهل كل مدينة أحق بزيارة من عندهم من الصالحين ، فلما اتفق السلف وأئمة الدين على أن أهل مدينته لا يزورون قبره بل ولا يقفون عنده للسلام إذا دخلوا المسجد وخرجوا. وإن لم يسم هذا زيارة بل يكره لهم ذلك عند غير السفر كما ذكر ذلك مالك وبين أن ذلك من البدع التى لم يكن صدر هذه الأمة يفعلونه علم أن من جعل زيارة قبره مشروعة كزيارة قبر غيره فقد خالف إجماع المسلمين ). اهـ

_________________قلت :
قدمنا الرد قبل ذلك ولكن أتينا بنصه حتى تتبين ما كان يخبئه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وظن كثير من العلماء بعده أنه لا يحرم الزيارة إلا بشد الرحال . فقد أتيناكم بقوله تحريم الزيارة بشد رحال وبدون شد رحال حتى على أهل المدينة وها هو كذبه على أهل المدينة ويكفيك قوله وافتراؤه ( أن زيارته كما يزار غيره ممتنعة ) . اهـ
وقولـه :
( فلما اتفق السلف وأئمة الدين على أن أهل مدينته لا يزورون قبره بل ولا يقفون عنده للسلام إذا دخلوا المسجد ) ، وقوله ( من جعل زيارة قبره مشروعة كزيارة قبر غيره فقد خالف إجماع المسلمين ) . اهـ
وسوف نرد عليه بكلام ابن كثير أولاً .
قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 14 / 124 )
" وكان ابن الخطيرى الحاجب قد دخل على الشيخ تقى الدين قبل هذا اليوم فاجتمع به وسأله عن أشياء بأمر نائب السلطنة ثم يوم الخميس دخل القاضى جمال الدين بن جملة وناصر الدين مشد الأوقاف وسألاه عن مضمون قوله فى مسألة الزيارة فكتب ذلك فى درج وكتب تحته قاضى الشافعية بدمشق قابلت الجواب عن هذا السؤال المكتوب على خط ابن تيمية إلى أن قال وإنما المحزن جعله زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقبور الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصية بالإجماع مقطوعا بها

فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الإسلام فإن جوابه على هذه المسألة ليس فيه منع زيارة قبور الأنبياء والصالحين وإنما فيه ذكر قولين فى شد الرحل والسفر إلى مجرد زيارة القبور ،
وزيارة القبور من غير شد رحل إليها مسألة وشد الرحل لمجرد الزيارة مسألة أخرى

والشيخ لم يمنع الزيارة الخالية عن شد رحل بل يستحبها ويندب إليها وكتبه ومناسكه تشهد بذلك
ولم يتعرض إلى هذه الزيارة فى هذه الوجه فى الفتيا



ولا قال إنها معصية
ولا حكى الإجماع على المنع منها
ولا هو جاهل قول الرسول " زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة "
والله سبحانه لا يخفى عليه شىء ولا يخفى عليه خافية وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ". اهـ كلام ابن كثير بحروفه



اقرأ وتعجب ،

وبغض النظر عن الملاحظات التى وردت فى كـلام ابن كثير ، على الأقل عدم حسن ظنه بقاضى الشافعية الذى وافقه بعد ذلك قاضى الحنفية وقاضى المالكية وحتى قاضى الحنابلة ..

المهم كلام ابن كثير فى نفى التهمة عن ابن تيمية ليس له عندنا إلا أحد معنيين ..

الأول: أن ابن كثير لم يطلع على خبيئة ابن تيمية .

الثانى: أن ابن تيمية له جهاز إعلامى كبير جداً يحاول تحسين صورته .

ود محجوب
06-12-2018, 03:27 PM
قلت :
بعد التنبيه على كذب ابن تيمية بقوله ( أن من جعل زيارة قبره مشروعة كزيارة قبر غيره فقد خالف إجماع المسلمين ) اهـ .
وأتحدى جميع أتباعه بأن يأتوا بهذا الإجماع ولو قبل ولادة ابن تيمية بيوم ، فابن تيمية كاذب. وقد نقلنا إجماع المسلمين على مشروعية زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقول بعض العلماء بالوجوب .

وانظر أيضا إلى قول صاحب كتاب الشهادة الزكية ( 1 / 89 ، 90 )
" وأما ما قيل من أن الشيخ منع من زيارة القبور فحاشا لله ومعاذ الله هذه كتبه وفتاويه ومناسكه مصرحة باستحباب زيارة قبور المسلمين فضلا عن الأنبياء عليهم السلام ، بل صرح بجواز زيارة قبور الكفار ، نعم حكى خلافا للعلماء فيما إذا سافر لمجرد زيارة القبور ، فمنهم من قال بالجواز وهو مذهب الجمهور ، ومنهم من قال بالكراهة ، ومنهم من قال بالتحريم واختار هذا القول ابن بطة وابن عقيل إماما الحنبلية والإمام أبو محمد الجوينى إمام الشافعية وهو اختيار القاضى عياض فى إكماله وهو إمام المالكية ومال إلى هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية ". اهـ

قلت :
إذا قرأت كلام صاحب الشهادة الزكية هذا تعرف مغزى كلامى بالجهاز الإعلامى لابن تيمية وأتباعـه منذ ابن تيمية حتى الآن؛ والذى ألجـأهم إلى نفى ما صرح به ابن تيمية بنفسه هو إدراك الخاصة والعامة، العلماء والجهال قبح ما جاء به ابن تيمية فانصرفوا عنه وعنهم .
وبنفسك تبين كذب ابن تيمية وأتباعه، فابن عقيل من الذين قالوا إن قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أفضل من العرش ، ومن الذين يتوسلون بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومن الذين يدعون ووجوههم إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومن الذين يقولون له عند زيارته " استغفر لنا " ومن الذين يقولون وهم قبالة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " إنى أتوجه بك إلى ربى " فانظر إلى تلبيسهم وانظر هل أتوا بنص واضح عن ابن عقيل أنه قال لا يقصر المسافر صلاته إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ ولو وجدوه لطبعوه ووزعوه بالمجــان على البيوت .. فانتبه لدينك .
أما القاضى عياض فقد نقل إجماع المسلمين على تفضيل قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على الكعبة، وهو الذى نقل قول مالك للمنصور " لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم " ونقل الدعاء أمام قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وباتجاه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وغير ذلك...

قال القاضى عياض فى الشفاء ( 2 / 68 ، 69 )
" وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلّم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها ، وواجب شد المطى إلى قبره صلى الله عليه وآله وسلّم ، يريد بالوجوب هنا وجوب ندب وترغيب وتأكيد لا وجوب فرض " . اهـ
اقرأ بنفسك وافهم الخدعة الكبرى .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .

_________________
وقد نقلنا فى أحد المسائل ما أخرجه ابن أبى شيبة (6/102) بإسناد صحيح قال: " حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن سعيد قال لحقنى نافع بن جبير حين انصرفت من المغرب فقلت ما شأنك فقال إذا مررت على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقل السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ورحمة الله فإن الشـيطان يقول لا صحبة . فإذا دخلت على أهلك فقل السلام عليكم فإن الشيطان يقول لا مبيت فإذا أتيت بعشائك فقل بسم الله فإن الشيطان يولى خاسئاً يقول لأصحـابه لا مبيت ولا عشاء ". اهـ

وقد قدمنا فى المسائل السابقة مذهب الإمام مالك فلا حاجة للإعادة ،

ويحضرنى الآن قول الإمام مالك فى مسألة السلام من أحد علماء المالكية الأجلاء وهو أبو الوليد محمد بن رشد المالكى فى شرح العينية المسمى بكتاب ( البيان والتحصيل ) فى كتاب الجامع - فى سلام الذى يمر بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وسئل عن المار بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أترى أن يسلم كلما مر؟ قال: نعم ، أرى ذلك ، عليه أن يسلم عليه إذا مر به ، وقـد أكثر الناس من ذلك ، فأمـا إذا لم يمر به فلا أرى ذلك.

( راجع شفاء السقام فى زيارة خير الأنام 72 ، 73 ).

ود محجوب
06-12-2018, 03:29 PM
64
- أحباب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يستغنون عنه
ولا عن السلام عليه عند قبره ولا عن السلام عليه فى كل حال



قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ( 27 / 417 )
( وأما إتيان القبر للسلام عليه فقد استغنوا عنه بالسلام عليه فى الصلاة وعند دخول المسجد والخروج منه ، وفى إتيانه بعد الصلاة مرة بعد مرة ذريعة إلى أن يتخذ عيدا ووثنا ) . اهـ

قلت :
من هم الذين استغنوا عن زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!! أهم الزنادقة أم المبتدعة أم الخوارج ؟! وما أبشع كلمة ( استغنوا ) ، ولا عجب فقد خرجت ممن قال فيه التقى الحصنى ( 1 / 45 ) " عنده ضغينة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ". اهـ

قلت :
ونقول لابن تيمية وأتباعه.. نحن لا نستغنى أبداً عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولا عن السلام عليه عند قبره، ولا عن السلام عليه فى كل حال، ولن يقسو - إن شاء الله - قلبنا حتى يكون كالحجارة مهما زادت الوساوس .
ونقول :
لئن لم تنتبه أيها المسلم لأسلوب ابن تيمية وخطره لتقعن فيما وقع فيه أحد الزنادقة حيث أفتى بأن قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو آخر وثن فى جزيرة العرب . وقال معتوه آخر: فلنخرج القبر من المسجد ونفصله تماماً بسور عظيم ، أحد الهالكين بهدم قبة النبى الخضراء
فانتبهى يا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .

وأقول :

ما حكم من يتجرأ بهذا الأسلوب على مقام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ وهل هناك شيء يحزن ابن تيمية من علاقة الأمة المحـمدية بخير خلق الله، والله لا أدرى ماذا أقول غير: لك الله يا رسول الله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى من يحرم الأمة من نبيها ، ويستخف بمقام النبوة ، ويدمر أدب الشباب وحلاوة إيمانه .

فإنك إن نظرت إلى أحد المتدينين فى أول طريقه رأيت أنوار الهداية عليه ظاهرة، فإذا ما قرأ لابن تيمية واتبعـه تجـد هذه الأنوار قد سلبت ، وترى الأداب قد محقت ، ولا تسمع إلا اختلافاً ، ويا ليت أدب الخلاف عندهم معروف .

ونقول لأتباع ابن تيمية .. أتدرون من الذى يســتغنى عن الســلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره ؟ نقول لكم ما يروى غليلكم .
أخرج ابن أبى شيبة ( 6 / 102 ) – بإسناد صحيح – قال :
" حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن سعيد قال لحقنى نافع بن جبير حين انصرفت من المغرب فقلت ما شأنك فقال إذا مررت على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقل السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ورحمة الله، فإن الشيطان يقول لا صحبة . فإذا دخلت على أهلك فقل السلام عليكم فإن الشيطان يقول لا مبيت ، فإذا أتيت بعشائك فقل بسم الله فإن الشيطان يولى خاسئاً يقول لأصحابه: لا مبيت ولا عشاء ". اهـ
نافع بن جبير صاحب هذا القول هو أحد أئمة التابعين وهو ابن الصحابى جبير بن مطعم رضى الله عنه روى عن العباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وابنه عبد الله وعلى بن أبى طالب والسيدة عائشة والسيدة أم سلمة والزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود وأبى هريرة وآخرين من الصحابة رضوان الله عليهم توفى سنة ( 99هـ ) بالمدينة المنورة وقوله هذا لا يقال من قبل الرأى ، ولكن من قبل أنه شرع معروف عند التابعين ، وتلقوه ممن تعلموا منهم من الصحابة .
قلت :
أعرفتم من يستغنى عن السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره ؟ ومن يصاحب ... ملكاً أم شيطاناً ؟!
اتقوا الله فى أنفسكم وفى الأمة !
ونقول قال الله تعالى:( فكفرُوا وتولّوْا واسْتغْنى الله والله غنِيٌّ حمِيدٌ)
(التغابن 6)
تنبيه :
لو كان ابن تيمية يعرف رجلاً واحـداً نقل عنه استغناؤه عن السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره لذكره كثيراً جداً فى كتبه كعادته ، فهلا ذكر لنا وأتباعه من هم الذين استغنوا ؟

ود محجوب
06-12-2018, 03:31 PM
65 - ابن تيمية يكره أن يزور أحد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ويصرح بأنه لا فائدة من زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم



بعد أن نفى أهمية السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 27 / 416 )

( فلم يبق فى إتيان القبر فائدة لهم ولا له ، بخلاف إتيان مسجد قباء ،

فإنهم كانوا يأتونه كل سبت فيصلون فيه اتباعاً له صلى الله عليه وآله وسلّم فإن الصلاة فيه كعمرة ، ويجمعون بين هذا وبين الصلاة فى مسجده يوم الجمعة إذ كان أحد هذين لا يغنى عن الآخر بل يحصل بهذا أجر زائد ،

وكذلك إذا خرج الرجل إلى البقيع وأهل أحد كما كان يخرج إليهم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يدعو لهم كان حسناً ؛

لأن هذا مصلحة لا مفسدة فيها ، وهم لا يدعون لهم فى كل صلاة حتى يقال هذا يغنى عن هذا)

قلت :
إنا لله وإنا إليه راجعون .. إلى هذا الحد يكره ابن تيمية تقرب أى إنسان من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم !
وخوفاً من تلبيس ابن تيمية على العوام ننبه بالآتى :
1- معظم أحباب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ومعظم من يزوره .. يزوره محبة وشوقاً للوقوف أمام الحضرة المحمدية وليس للفائدة .
2- من قال من العلماء أنه ليس فى إتيان القبر فائدة ؟. فماذا يعد وقوع نظر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم على من زاره ووقف ببابه بهذا المكان الطيب المبارك .. والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .. ورد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليه السلام ؟
3- يتناسى ابن تيمية دائماً أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حى فى قبره .
4- قوله ( فلم يبق فى إتيان القبر فائدة لهم ولا له ) سوء أدب شديد جداً جداً .
5- إن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لا يحتاج لأحد ولا يستفيد من أحد ، فإن الله هو وكيله وحسيبه، والأمة هى التى تستفيد من خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأعتقد أن فكرة الاستفادة هى فكرة الماديين .
6- يا ليت ابن تيمية يقول : يجوز زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولو مرة واحدة فى العمر، ولكنه منعها تماماً , وهذا يدل على ما فى نفسه .
7- قول ابن تيمية فى زيارة قباء وشهداء أحد ( لأن هذا مصلحة لا مفسدة فيها ) فيه ما لا يخفى من اعتباره زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مفسدة .
احكم بنفسك وقرر أمرك إن كان لك إرادة ، وانظر هل أنت مع ابن تيمية فى سوء أدبه وحرمانه للأمة من زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أم أنت مع أحباب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

ود محجوب
06-14-2018, 03:55 PM
66 - ابن تيمية أراد تكذيب ما صح من استسقاء الصحابة بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبقبره ، فظن ما لم يظنه عاقل وهو أن سقف مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يمنع نزول الرحمات على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم !

قال ابن تيمية فى الرد على البكرى ( 2 / 469 )
(وكذلك إذا قيل إن الشيخ الميت يستسقى عند قبره ويقسم به على الله ويعرف عنده عشية عرفة ونحو ذلك، قيل له: إذا كان النبى صلى الله عليه وسلم سيـد الخـلق لم تستسق الصحابة رضوان الله عليهم عند قبره، ولا أقسموا به على الله ، ولا عرفوا عند قبره فكيف غيره ) . اهـ


قلت :

انظر إلى طريقة ابن تيمية فبدلاً من أن يقول ( لا أعلم دليلاً فى ذلك ) استخدم أسلوباً فى نفى شيئين مرة واحدة بقوله

( إذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم سيد الخلق لم تستسق الصحابة رضوان الله عليهم عند قبره ولا أقسموا به على الله ولا عرفوا عند قبره فكيف غيره )

فينظر العامى ومن لا علم له فيظن أن الصحابة لم تستسق بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا بقبره ولا عند قبره ،

وكأن ذلك أمر مسلم .

ونثبت الآن لأتباع ابن تيمية استسقاء الصحابة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واستسقائهم بقبره

ثم استسقاء الأمة بقبور بعض الصالحين ونقل ذلك عن الأئمة الأعلام .

_________________قلت :

انظر إلى طريقة ابن تيمية فبدلاً من أن يقول ( لا أعلم دليلاً فى ذلك ) استخدم أسلوباً فى نفى شيئين مرة واحدة بقوله

( إذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم سيد الخلق لم تستسق الصحابة رضوان الله عليهم عند قبره ولا أقسموا به على الله ولا عرفوا عند قبره فكيف غيره )

فينظر العامى ومن لا علم له فيظن أن الصحابة لم تستسق بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولا بقبره ولا عند قبره ،

وكأن ذلك أمر مسلم .

ونثبت الآن لأتباع ابن تيمية استسقاء الصحابة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واستسقائهم بقبره

ثم استسقاء الأمة بقبور بعض الصالحين ونقل ذلك عن الأئمة الأعلام .

_________________
الاستسقاء بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى مسند الإمام الدارمى - الذى مدحه ابن تيمية كثيراً جداً - ، ولا يعلم أنه أخرج هذا الأثر ، بل سَفَّه من ظن أنه رواه .

وأما الاستسقاء بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم نفسه :

فقد روى الدارمى فى سننه ( 1 / 56 برقم 92) ما نصه : باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم بعد موته .

" حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكرى حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال

قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت :

انظروا قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فاجعلوا منه كوىً إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ،

قال ففعلوا فمطرناً مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق " . اهـ

ود محجوب
06-14-2018, 03:58 PM
قلت :
استعرض ابن تيمية هذا الأثر فى كتابه الرد على البكرى (1/89 ، 90 ، 91) وقال:
( وأما ما ذكره من أن أهل المدينة شكوا إلى عائشة فأمرتهم أن يعملوا من قبره كوة إلى السقف حتى لا يكون بينه وبين السماء حائل ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل وتفتقت شحما فسمى عام الفتق .
فقد ذكر هذا فيما أظن محمد بن الحسن بن زبالة فيما صنفه فى أخبار المدينة ، وجوابه من وجهين :
أحدهما : أن هذا محمد بن زبالة ضعيف لا يحتج به ، والثابت عن الصحابة باتفاق أهل العلم أنهم كانوا إذا استسقوا دعوا الله إما فى المسجد وإما فى الصحراء، وهذا الاستسقاء المشروع باتفاق أهل العلم ، فإنهم اتفقوا على دعاء الله واستغفاره واختلفوا هل يصلى للاستسقاء على قولين وجمهورهم على أنه يصلى له وهو مذهب مالك والشافعى وأحمد وأما أبو حنيفة فلم يعرف الصلاة فى الاستسقاء والجمهور عرفوا ذلك بما ثبت فى الصحاح والسنن والمسانيد أن رسول الله صل الله عليه وسلم صلى فى الاستسقاء ركعتين والصحابة فى زمن عمر وغيره صلوا واستشفعوا بالعباس وغيره، ولم يكشفوا عن قبره ولو كان مشروعاً لما عدلوا عنه ، وهذا العلم العام المتفق عليه لا يعارض بما يرويه ابن زبالة وأمثاله ممن لا يجوز الاحتجاج به .
ولو قال عالم يستحب عند الاستسقاء أو غيره أن يكشف عن قبر النبى صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والصالحين لكان مبتدعاً بدعة مخالفة للسنة المشروعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن خلفائه ) .

قلت :
نسبة ابن تيمية لهذا الأثر لابن زبالة الذى تركه العلماء دليل على أحد أمرين :
الأمر الأول : أن ابن تيمية لم يكن عنده - مثلما يقول أصحابه عنه - من سعة الاطلاع كأن كتب الأحاديث بين عينيه، ولا يعلم أن هذا الحديث رواه الدارمى، فذكر ابن زبالة الضعيف المتروك إمعاناً فى تضعيف القصة .
الأمر الثانى : أن ابن تيمية يعلم أن الدارمى رواه ، ولم يرض أن يشير إليه حتى لا يلفت النظر إليه ، ولو كان ذلك صحيحاً لكان أحلى الأمور لا يقال باللسان .
إذا علمت ذلك واخترت أحد الأمرين قلنا لك : ماذا قال ابن تيمية فى الحافظ الدارمى ؟
قال فى مجموع الفتاوى ( 2 / 4 )
(كما ابتدأ البخارى صحيحه ببدء الوحى ونزوله فأخبر عن صفة نزول العلم والإيمان على الرسول أولاً ثم اتبعه بكتاب الإيمان، الذى هو الإقرار بما جاء به، ثم بكتاب العلم الذى هو معرفة ما جاء به فرتبه الترتيب الحقيقى، وكذلك الإمام أبو محمد الدارمى صاحب المسند، ابتدأ كتابه بدلائل النبوة وذكر فى ذلك طرفاً صالحاً.
وهذان الرجلان أفضل بكثير من مسلم والترمذى ونحوهما ، ولهذا كان أحمد بن حنبل يعظم هذين ونحوهما لأنهم فقهاء فى الحديث أصولاً وفروعاً ) . اهـ كلام ابن تيمية بحروفه .
فها هو الإمام الدارمى يروى هذا الأثر ، بل ويجعله باباً من أبواب مسند أحاديثه ويقول : ( باب ما أكرم الله نبيه بعد موته )
وهو حجة أيضاً فى التوسل رغم أنف الحاقدين على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
وها هو الإمام الدارمى من أكابر علماء السنة والسلف الصالح - فى العصور التى قال فيها ابن تيمية لم يكن فيها شرك ، والذى جعله ابن تيمية فى درجة البخارى ، وقال عليه إنه أفضل بكثير من الإمام مسلم والترمذى - يعد الاستسقاء بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول المطر كرامة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وآله وليست شركاً ولا بدعة كما قال ذلك ابن تيمية.

ونقول أيضاً :
لو كان أى حديث مروياً ـ صحيحاً كان أو ضعيفاً ـ فيه شبهة شرك أو ابتداع فى دين الله ما رواه الأئمة الأعلام ، خاصة فى القرون الثلاثة الأولى الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالخيرية
فماذا نقول للمتنطعين والمتزمتين ، والذين جعلوا ابن تيمية - الذى مات فى القرن الثامن الهجرى - هو شريعة الإسلام ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

ود محجوب
06-14-2018, 04:01 PM
67 - للعقلاء فقط
وجود سقف أو حائط لا يمنع من نزول الرحمة



قال ابن تيمية فى الرد على البكرى ( 1 / 164 ) ما نصه :

( وأما وجود الكوة فى حياة عائشة فكذب بين ،
ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ،
ولا يتوسلون فى دعائهم بميت ، ولا يسألون الله به ،
وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه فأين هذا من هذا ) . اهـ بحروفه
قلت :
أما سوء الأدب فى التعبير عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بجملة ( ولا يتوسلون فى دعائهم بميت ) فإن الله هو حسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهو الذى يتولى أمره صلى الله عليه وآله وسلّم ، هو الذى أنزل عليه قوله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)
(الأحزاب 57)

فالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم حى فى قبره كما قال " الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون " ، وليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بأقل من الشهيد فى سبيل الله ، وليس بأقل من نبى الله موسى عليه السلام الذى هو قائم فى قبره يصلى ، كما أخبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بذلك ، وأخبر أنه رآه .

وقد أوذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الله أكثر من ذلك ..

وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يدمر شباب المسلمين بالأفكار المتطرفة ، ويجرئهم على الكلام بطريقة سافلة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .


_________________


وقول ابن تيمية :
( وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه ). اهـ ، فهو كلام من لا يعقل .. فَمْن مِنَ العقلاء يظن أن وجود السقف يمنع من نزول الرحمة ؟
وهل كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد عدة سنين من سنوات انتقاله إلى الرفيق الأعلى منتظراً حتى يحدث جدب فيفتح الصحابة كوة فى السقف حتى تنزل الرحمة ؟

ويا ترى أيأثم الصحـابة لتأخـرهم عن عمل كوة عدة سنين لحرمانهم قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من الرحمة أم لا ؟ ما هذا الهراء ؟‍
ولما قرأت هذا الكلام تذكرت كلام الصلاح الصفدى - تلميذ ابن كثير - فى تعليقه على مقابلة بين الخليل بن أحمد وعبد الله بن المقفع
" قيل للخليل كيف رأيته ؟ قال : رأيت رجلاً علمه أكثر من عقله " . اهـ قلت :
وقد أوقعه عقله كثيراً فيما لا ينبغى لعالم أن يقوله فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . وبعد أن قرأت ما ذكرته سابقاً من كلام ابن تيمية وجدته يقول فى اقتضاء الصراط ( 1 / 338 ) ما نصه
( بل قد روى عـن عائشة رضى الله عنها أنها كشفت عن قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لينزل المطر فإنه رحمة تنزل على قبره ولم تستسق عنده ولا استغاثت هناك ) اهـ .
وهذا أيضاً مثير للعجب للآتى :
1- فليذكر لنا ابن تيمية نص ما روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها وفى أى كتاب من كتب الأحاديث ورد هذا الأثر الذى كذبه من قبل ، وليكن عند أتباعه من الشجاعة أن يظهروا هذا الأثر - وقد أشرنا إليه من قبل والذى رواه الدارمى - ولن يذكروه ، وإلا اضطروا إلى تبديع السيدة عائشة فيفضحهم الله فى الأمة .
2- من الذى أنبأ ابن تيمية أن السيدة عائشة رضى الله عنها كشفت عن قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لينزل المطر فإنه رحمة تنزل على قبره ، فى أى كتاب ، وفى أى نص ، فليأت أتباعه بما أورده ابن تيمية عن السيدة عائشة رضى الله عنها .
3- من الذى أفتى ابن تيمية وعلمه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحتاج إلى رحمة ، وأن هذه الرحمة تأتى من فتح السقف ، وعند فتح السقف ينزل المطر على القبر فيُرحم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .


قال الصفدى عن ابن تيمية تعليقاً على ما سبق :
" علمه متسع جداً إلى الغاية ، وعقله ناقص يورطه فى المهالك ويوقعه فى المضـايق " . اهـ ، نقلاً من شواهد الحق للنبهانى ( 188 ، 189 ) .

ود محجوب
06-14-2018, 04:03 PM
نقول لأتباعه :

أهذا الذى تريدون أن تعلموه للأمة ؟ وهل هذه أفكار أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم أم أفكار شبيهة بأفكار اليهود الماديين ؟!

4- من الذى أنبأ ابن تيمية أن السيدة عائشة رضى الله عنها لم تستسق عنده ولا استغاثت هناك ..؟!
وأتحدى أياً من أتباعه أن يأتوا بعالم محترم من أهل السنة والجماعة - قبل ابن تيمية - قال مثل ما ادعاه ابن تيمية ، أن السيدة عائشة رضـى الله عنها لم تستسق عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

5- يا ليت ابن تيمية يقول فى تعليقه :
لا أعلم فيما وصلنا ..والله أعلم ، بل يتكلم بكلام أكبر منه كلام من يظن فى نفسه أنه أحاط بكل الأحاديث والآثار ،
ويتكلم وكأنه حاكم مطلق على ما حدث قبل أن يولد بثمانية قرون .

فانتبه :
وأحذر طريقة ابن تيمية والتى تعطى أتباعه نوعاً من الثقة الكاذبة ، كما يتم بذلك التلبيس على العوام فإنه يبهرهم هذا الأسلوب ، ولا يظنون أن كلام ابن تيمية وإطلاقاته - مثل نص أئمة السلف ، باتفاق العلماء ، اتفقوا كلهم... إلى آخر هذه الألفاظ - غير حقيقى ، فهم لا يتصورون وقوع عالم فى تهويل وكذب.

ود محجوب
06-14-2018, 04:06 PM
68 - الاستسقاء بقبور الصالحين هو من فعل الأمة
قال الحافظ الذهبى - وهو أحد تلامذة ابن تيمية - فى ترجمة الحافظ الرعينى فى سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 - 253 ) ما نصه
" الحجرى الشيخ الإمام العلامة المعمر المقريء المجود المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجرى الأندلسى المالكى .
سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا فى الوحل .
قال : وهو رأس الصالحين ورئيس الأثبات الصادقين ". اهـ - كلام الحافظ الذهبى باختصار - .
وقد أورد هذه الحادثة أيضاً ابن الأبار فى التكملة لكتاب الصلة ( 2 / 281 ) والسيوطى فى تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
وقال القاضى ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 232 ) وابن العماد الحنبلى فى شذرات الذهب ( 1 / 360 ) فى ترجمة معروف الكرخى ما نصه
" كان مشهوراً بإجابة الدعوة ، وأهل بغداد يستسقون بقبره ويقولون : قبر معروف ترياق مجرب ". اهـ
وقال الذهبى أيضاً فى ترجمة الأستاذ ابن فورك فى سير أعلام النبلاء (17/215) " الحسن بن فورك الأصبهانى . حدث عنه أبو بكر البيهقى وأبو القاسم القشيرى وأبو بكر بن خلف وآخرون . وصنف التصانيف الكثيرة . قال عبد الغافر فى سياق التاريخ : الأستاذ أبو بكر قبره بالحيرة يستسقى به ". اهـ قال ياقوت الحموى فى معجم البلدان ( 2 / 139 )
" الفقيه محمد بن عبدويه تلميذ الشيخ أبى إسحاق الشيرازى وبها قبره يستسقى به " اهـ .

وقال أيضاً الحافظ الذهبى - تلميذ ابن تيمية - فى سير أعلام النبلاء (12/469)
" وقال أبو على الغسانى : أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السكتى السمرقندى قدم علينا بلنسية عام أربع وستين وأربعمائة قال :

قحط المطر عندنا بسمرقند فى بعض الأعوام فاستسقى الناس مراراً فلم يسقوا ،
فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضى سمرقند فقال له : إنى رأيت رأياً أعرضه عليك .
قال : وما هو؟ قال أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخارى ، وقبره بخرتنك ، ونستسقى عنده ، فعسى الله أن يسقينا ، قال : فقال القاضى : نعم ما رأيت ،
فخرج القاضى والناس معه واستسقى القاضى بالناس ، وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه ،
فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير ، أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته ، وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال ". اهـ

قلت :

فهل كل هؤلاء العلماء كفار أم مبتدعون ، أم أنهم لا يفهمون ، وابن تيمية هو وحده الذى يفهم ، وما الذى جعل الحافـظ الذهبى تلميذ ابن تيمية يذكر هذه الأمور إذا كانت شركاً عنده ، إلا إذا كان مشركاً هو الآخر .

بان مما سبق من أثر ابن أبى شيبة الصحيح ، وأثر الدارمى الذى ليس به بأس ، وعمل الأمة بلا نكير قبل ولادة ابن تيمية ومن كلام الذهبى وغيره أن ابن تيمية هو المخالف لجموع المسلمين من أهل السنة .

فانتبه لنفسك ، وكن مع الحق ، مع أهل السنة والجماعة .

وإيـاك والغرائب ، واحذر ممن يقول هلك الناس فهو أهلكهم - كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أو يقول ضل المسلمون .
واحذر من محترفى غسيل العقول .

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ود محجوب
06-18-2018, 03:41 PM
69 - الرد على ابن تيمية فى منعه طلب الاستغفار
من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عند زيارة القبر الشريف
والتوسل والاستغاثة وطلب المدد


دليلنا على طلب الاستغفار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عند زيارة القبر الشريف والتوسل والاستغاثة وطلب المدد القرآن والسنة وعمل الصحابة والسلف الصالح من حفاظ ومحدثين وفقهاء وعمل أمة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كلها فى مختلف العصور .
أدلة زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم -وهو الحى فى قبره صلى الله عليه وآله وسلّم - لا تحتاج إلى دليل ، ولو قلت لأى متفلسف : ما دليلك على أنه يجب أن تثق بالله فلن يستطيع أن يأتى بنص فيه قول من قرآن أو سنة بلفظ : لا بد أن تثق بالله ، ثقوا بالله ، وهكذا
ولكن لمن لم يصابوا بفيروس الحرمان من رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو من أصيب ويسأل الله أن يبرأ نقدم البراهين الدالة على زيارة قبر من زار قبر نبى الله موسى عليه السلام فى الإسراء والمعراج وهو على البراق - زيارة بشد رحل ، وإن شئت قلت : الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو أمين الله جبريل ، أو كلاهما شد الرحال بأطهر دابة فى أشرف وقت - .


أولاً : القرآن الكريم

أما الدليل من القرآن الكريم فهو قول الله عز وجل
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
(النساء 64)

وأما الاستدلال بهذه الآية ، فلم يأت قبل ابن تيمية عالم مسلم قال أنها محدودة ومقيدة بحياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنها تسقط بعد وفاته،
بل إنه من الصحابة والتابعين وعلماء القرون الثلاثة الأولى حتى الآن من صرح تصريحاً واضحاً بأن إتيان المسلمين إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وطلب الاستغفار منه - استدلالاً بهذه الآية - أمر مشروع ، حتى جاء ابن تيمية وأتى بما لم يقله عالم من قبله ، وبلا دليل ، وبلا نقل لقول صحابى أو تابعى أو سلفى - ولو قـول عالم واحـد من علماء المسلمين - فيه أن هذه الآية لا يصح العمل بها بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى .

وها نحن ننقل أقوال الصحابة والتابعين ممن احتج بالآية الكريمة :

1- الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود .
فقد أخرج سعيد بن منصور والحاكم والطبرانى وغيرهم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال
" إن فى سورة النساء لخمس آيات ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
(النساء 40)
و(إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا)
(النساء 31)
و( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ)
(النساء116)
و (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64)
و( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
(النساء 110) قال عبد الله : ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها ". اهـ وقد سبق تخريجه.
قلت :
ووجه الدلالة واضح وخاصة فى جملة - وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها - وفى رواية من طريق آخر رواه البيهقى فى شعب الإيمان ( 2 / 376 ) عن ابن مسعود قال : " إنى لأرجو أن لا يقرأ أحدهم الآيات (ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
(النساء 110) إلا غفر الله له
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ)
(النساء 64)
و ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ)
(النساء 110)
و ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)
(آل عمران 135) " . اهـ
ونص كلامه يدل على أنه جعلها آية عامة للأمة ولم يقصرها على الصحابة وحدهم .


2- سعيد بن جبير رضى الله عنه أحد سادات التابعين .

عن سعيد بن جبير قال :
" الاستغفار على نحوين : أحدهما فى القول والآخر فى العمل . فأما استغفار القول فإن الله يقول:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)
(النساء 64) وأما استغفار العمل فإن الله يقول ( وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
(الأنفال 33)
فعنى بذلك أن يعملوا عمل الغفران، ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بألسنتهم ممن يدعى بالإسلام ومن سائر الملل " . اهـ
وقد سبق تخريجه .

ود محجوب
06-18-2018, 03:43 PM
– ذكر أقوال من استدل بالآية الشريفة على جواز – إن لم يكن استحباب –
إتيان الزائر قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
وطلبه استغفار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
فمن ذلك الحكاية المشهورة عن العتبى قال: ( كنت جالساً عند قبرالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكــرم .
ثم انصرف الأعرابى ، فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى النوم فقال " يا عتبى الحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له") . اهـ
قلت :
العتبى يعتبر من شيوخ الإمام الشافعى ، فهو من السلف الصالح وقد استدل بها جمهور الأمة قديما وحديثا ، ونذكر الآن طائفة من علماء الأمة ممن استدل بها .
المفســرون
القرطبى فى تفسيره ( 5 / 265 ، 266 )
والثعالبى ( 1 / 386 )
وابن كثير ( 1 / 520 ، 521 )
والنسفى ( 1 / 230 ، 231 )

الفقــــهاء
الحـنفية
الكمال بن الهمام فى فتح القدير ( 3 / 179 - 181 )
والشرنبلالى فى نور الإيضاح ( 1 / 155 )
الحنابلــة
ابن عقيل الحنبلى فى تذكرته
وعبد القادر الجيلانى ( 561 هـ ) فى كتاب الغنية
وابن الجوزى فى المنتظم ( من 257 هـ ) ( 9 / 93 )
وابن قدامة المقدسى فى المغنى ( 3 / 297 – 299 )
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله السامرى فى المستوعب
وابن مفلح فى المبدع ( 3 / 259 )
والبهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 516 )
الشـافعية
شيخ الشافعية فى زمنه أبو منصور الصباغ فى كتابه الشامل
والبيهقى فى شعب الإيمان ( 3 / 495 )
والإمام النــووى فى المجمـــوع ( 8 / 202 ) - ونقله عن القاضى الماوردى والقاضى أبى الطيب –
والسبكى فى شفاء السقام
وابن الملقن فى غاية السول فى خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( ص 183 )
والسيوطى فى الدر المنثور ( 1 / 570 ، 23 )
وابن حجر الهيتمى فى الجوهر المنظم
والحصنى فى دفع شبه من شبه وتمرد ( ص 115 )
والجاوى فى نهاية الزين ( 1 / 220 ، 221 )
المــــالكية
القاضى عياض فى الشفاء
والشهاب القرافى فى الذخيرة ( 3 / 375 ، 376 )
والزرقانى و القسطلانى فى المواهب اللدنية
المــؤرخــون
ابن الأثير فى الكامل ( 8 / 506 )
وابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 136 )
وابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 - 151 )

_________________

إذا وعيت ما قدمناه علمت خطأ ابن تيمية فى قوله فى مجموع فتاويه (1 / 159 )
( ومنهم من يتأول قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) يقولون إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ، ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم ) . اهـ
وقوله ( فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى ) . اهـ
وقوله أيضا فى الرد على البكرى ( 1 / 146 )
( المرتبة الثالثة :
( أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له ، وهذا بدعة باتفاق أئمة المسلمين ، وقد أخبر الله عن إخوة يوسف أنهم خروا له سجدا ، وكذلك سجد له أبواه ، وهذا السجود ليس مشروعاً لنا ، فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد ) . اهـ
وقوله فى مجموع فتاويه ( 24 / 327 )
( وأما الزيارة البدعية وهى زيارة أهل الشرك من جنس زيارة النصارى الذين يقصدون دعاء الميت والاستعانة به وطلب الحوائج عنده ، فيصلون عند قبره ويدعون به فهذا ونحوه لم يفعله أحد من الصحابة ولا أمر به رسول الله ولا استحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ) . اهـ

_________________

ود محجوب
06-18-2018, 03:46 PM
قلت:
هذه هى تهاويل ابن تيمية ، وقدمنا الرد عليه ، ونستكمل بقية الرد الآن ، لكن نذكر القارئ بالآثار التى تكذب ابن تيمية فى تهويله ممن خاطب الأنبياء فى مغيبهم
عندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى قالت السيدة فاطمة " يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ". ( وقد سبق تخريجه ) فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: " يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التراب " . اهـ
وجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقبله وقال : "بأبى أنت وأمى طبت حيا وميتا ، والذى نفسى بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ". وقد سبق تخريجه .
وعن قيس بن أبى حازم " قال خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال فى خطبته: إن فى جنات عدن قصراً له خمسمائة باب ، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبى ، ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ، ثم قال : أو صديق ثم التفت إلى قبر أبى بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر ، ثم قال أو شهيد ثم أقبل على نفسه فقال وأنى لك الشهادة يا عمر ثم قال : إن الذى أخرجنى من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلى الشهادة . قال ابن مسعود : فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة " . اهـ وقد سبق تخريجه
وفى هذا دليل واضح على مخاطبتهم بالغيب أو بعد الموت وقد ذكرنا قول الأمة فى تشهدها " السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاتـه " .
ومما يدلك على ذلك أيضاً ما سنستكمله الآن فى الأدلة من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .


- ابن تيمية يعتبر من رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ضعيفا فى دينه ، وبه نفاق ، ومن المؤلفة قلوبهم.

تعليقا على الحكاية المشهورة عن العتبى التى قال فيها :
( كنت جالسا عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فجـاء أعرابى فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعاً بك إلى ربى ، ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكــرم .
ثم انصرف الأعرابى فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى النوم " فقال يا عتبى الحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له " ) . اهـ
قال ابن تيمية فى كتابه قاعدة فى المحبة ( 1 / 191 ، 192 )
( وأما ما ذكره بعض الفقهاء من حكاية العتبى عن الأعرابى الذى أتى قبر النبى وقال يا خير البرية إن الله يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ )
(النساء 64) وإنى قد جئت وأنه رأى النبى فى المنام وأمره أن يبشر الأعرابى فهذه الحكاية ونحوها مما يذكر فى قبر النبى وقبر غيره من الصالحين، فيقع مثلهما لمن فى إيمانه ضعف، وهو جاهل بقدر الرسول، وبما أمر به، فإن لم يعف عن مثل هذا لحاجته وإلا اضطرب إيمانه وعظم نفاقه، فيكون فى ذلك بمنزلة المؤلفة بالعطاء فى حياة النبى، كما قال" إنى لأتألف رجالاً بما فى قلوبهم من الهلع والجزع وأَكِلُ رجالاً إلى ما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير" مع أن أخذ ذلك المال مكروه لهم فهذه أيضا مثل هذه الحاجات).اهـ
قلت :

قد جاء ابن تيمية بمنكر من القول وزورا ، حتى يحكم على من يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام بالنفاق ..
فمن أخبره أن هذا الرجل كان فـى إيمانه ضعف ؟،
أو أنه جاهل بقدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وهو أعلم منك ،
ومن قال أن هذا الرجل عنده نفاق ويعظم نفاقه؟ ..
كلها افتراضات فى منتهى السـماجة من ابن تيمية ، وليس لها إلا معنى واحد ، وهو التقليل من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

أتعلم لماذا يقلل ابن تيمية مـن أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ؟؟؟؟ ؛
لأنه لم يثبت فى كتبه ولا فى كلام أصحابه تعظيم رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم في المنام ، وكذلك حتى لو سأله أحد : ما رأيك فيمن يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كثيراً فستكون الإجابة بما سبق ،
وإذا قال له أحد : إن فلاناً من العلماء أو من الصالحين يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام فأنا لذلك اتبعه ، فسيكون رد ابن تيمية جاهزا ..
وحتى الآن هذه سنة أتباع ابن تيمية ، وللأسف فى هذا العام (1423 هجرياً) رأى بعض الناس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى ليلة ( 25 ) من رمضان يخبرهم أنها ليلة القدر ، فعلق أحد الجهلة ممن لا علم له إلا بالقشور وكان يدرس بأحد المساجد قال ما معناه " كويس علشان تجتهدى فى العبادة ، ولكن ده مش دليل "
وهذا الرجل بلا شك محجوب ، فلو كان هو الذى رأى الرؤيا لأخبر بها جميع أصحابه وأتباعه ، ولو سأل كثيراً من الصالحين لقالوا إنها ليلة خمس وعشرون ، كما أنه غفل عن حديث ابن عمر وفيه قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها فى السبع الأواخر " وقد سبق تخريجه
ولو تصفحت كتب المسلمين من أهل السنة - أهل السنة فقط - لوجدت مدى فرحهم وتقديرهم لمن رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه ، واعتبار ذلك من مناقب الرائى ودليلاً على فضله ، فالذين يرون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام هم خيار الأمـة وكان بعض العلماء يتعوذ مـن قلة رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام .
وقد قلت من قبل لا أجد لأحد من المتنطعين ولا لأتباع ابن تيمية تعظيماً لرؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لأنهم محرومون منها أصلاً ، ولذا فمن النادر جداً جداً أن تجد أحدهم يقول رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا النادر جداً جداً إما يترك فكر ابن تيمية واتباعه ومن على شاكلتهم ، وإما أن تكون رؤيته من باب النذارة - والعياذ بالله - وليست البشارة ..
واسألهم ولن يجيبوك ، بل سيقللون من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .

_________________

ود محجوب
06-18-2018, 03:51 PM
أما رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - سواء فى حال حياته أو وهو بالرفيق الأعلى- فهى ترياق العارفين
وتذكر أنه :
(1) أخرج الإمام مسلم وغيره عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " من أشد أمتى لى حباً ناس يكونون بعدى ، يود أحدهم لو رآنى بأهله وماله ". اهـ وقد سبق تخريجه
(2) أخرج الطبرانى عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول لنا " إن أحدكم سيوشك أن يحب أن ينظر إلى نظرة بما له من أهل ومال" . اهـ وقد سبق تخريجه
(3) كان أنس بن مالك رضى الله عنه يقول : قل ليلة تأتى على إلا وأنا أرى فيها خليلى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه . اهـ وقد سبق تخريجه



ثانياً : السنة وأمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
1 - " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى "
أخرج أحمد والبخارى فى تاريخه والترمذى وغيرهم : " عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقال ادع الله أن يعافينى قال " إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير " فقال ادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء فيصلى ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه فتقضى لى اللهم شفعه فى".اهـ
وفى زيادة صحيحة صححها الطبرانى فى الدعاء وأخرجها فى الدعاء والمعجم الكبير والصغير - وأقر تصحيح الطبرانى الحافظ المنذرى فى الترغيب والترهيب والحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد وغيرهما - فى باب القول عند الدخول على السلطان :
" عن عثمان بن حنيف رضى الله عنه أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فى حاجته , فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر فى حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فأتنا ثم ان الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أفتصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ". اهـ

_________________
قلت : هذا نص قطعى فى :
1- جواز الاستعانة والنداء والاستغاثة ونداء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى مغيبه حيث علم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بنفسه الأعمى أن يقول (وهو فى مكان ليس أمام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ) " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى، ويدلك على ذلك جملة عثمان بن حنيف شاهد وراوى هذه القصة: والله ما تفرقنا حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ". اهـ
وعثمان بن حنيف كان مع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .. والرجل توضأ وصلى ركعتين ثم قال هذه الكلمات وليس ذلك ببعيد، فإن من كان فى اليمن أو الشام أو مكة أو المدينة أو أى مكان فى الأرض يقول فى تحياته : " السـلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته " – والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المدينة – بصيغة السلام عليك ولا يقول السلام على النبى ، وعلى هذا إجماع الأمة حتى الآن .. المهم أن الرجل علمه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن يقول "يا محمد" – نداء بالغيب – إنى أتوجه بك إلى ربى .
2- جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ولو كره الكارهون وهو نص لا يحتمل التأويل .
3- النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أرشد الأعمى أن يدعو بقوله : " أتوجه إليك بنبيك ". فلو كان المراد - كما يدعى من يريد سلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ما أكرمه الله به من جواز توسل الأمة به لعظيم حب الله ومقداره عند ربه - مجرد دعاء الأعمى لربه لدعا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم له ابتداءاً أو قال له قل يا حى يا قيوم اشفنى مثلاً ، ولكن علمه كلمة " أتوجه " ومناداته فى عدم وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أمام الناظرين " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " .

4- عثمان بن حنيف رضى الله عنه صحابى جليل والصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول ، وكلهم أفضل من ابن تيمية ملايين المرات .. وعثمان بن حنيف رضى الله عنه فهم أن هذا الحديث فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبعد مماته فعلمه للرجل الذى كانت له حاجة عند عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وفهم الصحابى والتابعى الذى حدثت له القصة أولى وأورع للمسلم فى دينه من فتنة ابن تيمية، والقصة صححها الطبرانى وكفى بتصحيحه ووافقه وأقره على تصحيحه المنذرى وهو قبل ابن تيمية ، والهيثمى وهو بعد ابن تيمية .
5- الأئمة الأعلام رواة الحديث فهموا أن هذا الحديث لا يخص مجرد الدعاء فى مرحلة زمنية معينة ( وهى فترة وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه جسدًا وروحاً )، ولكن التوسل ونداء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الغيب بلفظ "يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى" مستمر ما دامت هناك ضرورة أو حاجة للمسلم فى أى وقت ..
وانظر إلى الإمام النسائى فقد جعله فى كتاب عمل اليوم والليلة فى باب ما يقال عند الكرب إذا نزل به ( 1 / 440 ) أى بصيغة الاستمرار ولم يقل باب ما قيل عند الكرب فى حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأيضا رواه فى باب ما يقوله إذا راعه شيء ( 1 / 416 ، 417 ، 418 ) وهى صيغة استمرار أيضاً ، وكذلك الحافظ ابن السنى رواه فى عمل اليوم والليلة ( ص 296 باب ما يقول من ذهب بصره ) وهذه أيضا صيغة تفيد الاسـتمرار، ولم يقل باب ما قال من ذهب بصره .. فهل كفر النسائى وابن السنى ، وكذلك ابن ماجه والطبرانى والنووى والمنذرى والهيثمى وغيرهم حيث أوردوا هذا الحديث فى باب صلاة الحاجة ، وكذلك ابن خزيمة الذى وضع هذه الرواية تحت باب صلاة الحاجة أكل هؤلاء أخطأوا ، وأشركوا، وتوحيدهم مخدوش وابن تيمية هو المصيب وحده فى القرن الثامن الهجري.. ما لكم كيف تحكمون ؟ !
والعجيب أن الشيعة أهدروا فضل الصحابة إلا قليلاً منهم ، أما أتباع ابن تيمية فيهدرون سبعمائة سنة من تـاريخ المسلمين تعنتاً وتطرفاً لأقوال ابن تيمية .. فهل أتى عالم واحد قبل ابن تيمية بما أتى به ابن تيمية ؟ !

ود محجوب
06-18-2018, 03:54 PM
4- عثمان بن حنيف رضى الله عنه صحابى جليل والصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول ، وكلهم أفضل من ابن تيمية ملايين المرات .. وعثمان بن حنيف رضى الله عنه فهم أن هذا الحديث فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبعد مماته فعلمه للرجل الذى كانت له حاجة عند عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وفهم الصحابى والتابعى الذى حدثت له القصة أولى وأورع للمسلم فى دينه من فتنة ابن تيمية، والقصة صححها الطبرانى وكفى بتصحيحه ووافقه وأقره على تصحيحه المنذرى وهو قبل ابن تيمية ، والهيثمى وهو بعد ابن تيمية .
5- الأئمة الأعلام رواة الحديث فهموا أن هذا الحديث لا يخص مجرد الدعاء فى مرحلة زمنية معينة ( وهى فترة وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه جسدًا وروحاً )، ولكن التوسل ونداء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الغيب بلفظ "يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى" مستمر ما دامت هناك ضرورة أو حاجة للمسلم فى أى وقت ..
وانظر إلى الإمام النسائى فقد جعله فى كتاب عمل اليوم والليلة فى باب ما يقال عند الكرب إذا نزل به ( 1 / 440 ) أى بصيغة الاستمرار ولم يقل باب ما قيل عند الكرب فى حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأيضا رواه فى باب ما يقوله إذا راعه شيء ( 1 / 416 ، 417 ، 418 ) وهى صيغة استمرار أيضاً ، وكذلك الحافظ ابن السنى رواه فى عمل اليوم والليلة ( ص 296 باب ما يقول من ذهب بصره ) وهذه أيضا صيغة تفيد الاسـتمرار، ولم يقل باب ما قال من ذهب بصره .. فهل كفر النسائى وابن السنى ، وكذلك ابن ماجه والطبرانى والنووى والمنذرى والهيثمى وغيرهم حيث أوردوا هذا الحديث فى باب صلاة الحاجة ، وكذلك ابن خزيمة الذى وضع هذه الرواية تحت باب صلاة الحاجة أكل هؤلاء أخطأوا ، وأشركوا، وتوحيدهم مخدوش وابن تيمية هو المصيب وحده فى القرن الثامن الهجري.. ما لكم كيف تحكمون ؟ !
والعجيب أن الشيعة أهدروا فضل الصحابة إلا قليلاً منهم ، أما أتباع ابن تيمية فيهدرون سبعمائة سنة من تـاريخ المسلمين تعنتاً وتطرفاً لأقوال ابن تيمية .. فهل أتى عالم واحد قبل ابن تيمية بما أتى به ابن تيمية ؟ !

الثالث : أن الإمام أحمد - وبنقل ابن تيمية نفسه - أجاز التوسل بالنبى فى الدعاء .. فهل الإمام أحمد ليس على سنة ؟ والجميع يقول عنه أنه أحد الأئمة الكبار فهل إمامهم كافر مشرك ؟
الرابع : جملة ( ونهى عنه آخرون ) أحد غرائب ابن تيمية .. فهلا سمى لنا واحداً منهم ، أم أنه يقصد نفسه ؟
الخامس : قول ابن تيمية (فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع) نقول له أين الطائفتان أصلاً ؟ ومن الذى فصل هذا التفصيل؟ وأين النزاع وأين رأيته وقرأته ونقلت منه؟
ونقول أيضاً :
أقال ابن أبجر والسلف نتوسل إليك يا رب بالإيمان بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبمحبته أم أنه قال عدة أدعية وأذكار واضحة فى التوسل ، حيث قال :
" الله الله الله ربى لا أشرك به شيئاً "
" اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة "
" يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربك وربى يرحمنى مما بى "
فإذا فهم وصرف ابن تيمية تعنتاً وتشدداً جملة : " أتوجه إليك بنبيك محمد ". إلى " أتوجه إليك بحبى له " فكيف يصنع فى استغاثة ابن أبجر بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهو بالرفيق الأعلى بقوله : " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربك " . أى ما يعبر عنه ابن تيمية نداء الميت أو الغائب ؟؟؟
ولن يستطيع ابن تيمية أن يجد لذلك مخرجاً أبداً .


ونقول أيضاً لنا ظاهر النصوص، ونقول فى دعائنا " اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد إنى أتوجه بك الى ربك وربى يرحمنى مما بى". وعلى من أنكر ذلك أن يأتى بقول من الصحابة رضوان الله عليهم أو السلف أو الأئمة الأربعة بتحريم ذلك النص أو تحديده بحياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقط




7 - ومن المضحكات المبكيات أيضاً أن ابن تيمية تغافل عن أن أعلام المذهب الحنبلى يقولون بالتوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك بقية المذاهب كما أنهم يعلمون أن دعاء الأعمى وتوسله فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مستمر بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى عكس ما يريد أن يثبته ابن تيمية من أن دعاء الأعمى وتوسله كان فى حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقط .
ونذكر من أئمة الحنابلة الذين كانوا يخاطبون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند زيارته فى قبره ويطلبون منه ويتوسلون به بقولهم : " اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك ، يا رسول الله إنى أتوجه بك إلى ربى " .
الإمام ابن عقيل شيخ الحنابلة فى زمانه ( التذكرة المحفوظة بظاهرية دمشق تحت رقم 87 فى الفقه الحنبلى ) والذى استدل به ابن تيمية خطأً وتزويراً وتحريفاً فى تحريم شد الرحال إلى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وكذلك الإمام عبد القادر الجيلانى ( 561 هـ ) فى كتاب الغنية ، والشيخ عبد القادر الجيلانى كان ابن تيمية يقول عنه :
رضى الله عنه فى الفتاوى الكبرى ( 4 / 367 )
قدس الله روحه فى درء التعارض ( 5 / 5 )
ووصفه بالعارف فى مجموع الفتاوى ( 3 / 264 )
وبالإمامة فى مجموع الفتاوى ( 5 / 85 )
وبأنه من أعظم الناس لزوماً للأمر والنهى وتوصية باتباع ذلك فى مجموع الفتاوى ( 8 / 369 ) .
كما قال عنه ابن القيم تلميذ ابن تيمية :
فى الصواعق المرسلة ( 4 / 1279 ) " الشيخ عبد القادر الكيلانى المتفق على كراماته وآياته وولايته المقبول عند جميع الفرق " . اهـ
وقال عنه فى اجتماع الجيوش الإسلامية ( 1 / 175 ) : " الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلانى قدس الله روحه ". اهـ
ومن أئمة الحنابلة كذلك أبو عبد الله السامرى فى المستوعب ( نقلا عن شيخ الإسلام السبكى فى شفاء السقام ).
والثلاثة كانوا قبل ابن تيمية ، و كانوا يخاطبون النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بالغيب ويطلبون منه. وقدمنا فى تفسير آية (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) استدلال أكثر من خمسة وعشرين عالما من أكابر علماء المسلمين منهم سبعة من أئمة الحنابلة -فيهم هؤلاء الثلاثة - يستدلون بهذه الآية فى وقت حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وبعد انتقاله .
ونقول لأتباع ابن تيمية: نقلنا لكم فهم الحافظ ابن أبجر، والنسائى، وابن ماجه، وابن السنى، وابن خزيمة، والطبرانى، وابن عقيل، وعبد القادر الجيلانى، والنووى، والمنذرى، والسامرى، والهيثمى، وابن حجر فى أن حديث الأعمى ومناداة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بقول: " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى" . هو عمل الأمة قديماً وحديثاً فى أذكارها وصلاة حاجاتها، ولا غرو فكل من سبق ذكره عندنا له نصوص واضحة فى التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم بذاته وبجاهه كما سنبينه فى مسألة التوسل فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟

_________________


2 – قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا محمد لأجبته "
أخرج أبو يعلى وابن عساكر بإسناد صحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " والذى نفس أبى القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماماً مقسطاً وحكماً عدلاً فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد ثم لئن قام على قبرى فقال يا محمد لأجبته " وفى رواية " لأجيبنه "
قلت :
لم يقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " لئن سلم على لرددت عليه السلام " ومعنى ذلك أن نبى الله عيسى صلى الله عليه وآله وسلّم سيسأل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره ، سيجيبه ويرد عليه .
قال ابن منظور فى لسان العرب ( 1 / 283 )
" والإجابة : رجع الكلام ، تقول : أجابه عن سؤاله وقد أجابه إجابة وإجاباً وجواباً وجابة واستجوبه واستجابه واستجاب له " . اهـ
وفى مختار الصحاح ( 1 / 49 )
" ( ج . و . ب ) أجابه وأجاب عن سؤاله والمصدر الإجابة". وفى المصباح المنير (1/113) " ولا يسمى جوابا إلا بعد طلب وأجابه إجابة وأجاب قوله واستجاب له إذا دعاه إلى شيء فأطاع وأجاب الله دعاءه قبله واستجاب له كذلك ". اهـ
وفى التوقيف على مهمات التعاريف ( 1 / 34 )
" الإجابة موافقة الدعوة فيما طلب بها لوقوعها على تلك الصفة " . اهـ
وقد قال بعض العلماء فى مسألة حكم المسيح عيسى بن مريم بالكتاب والسنة بعد نزوله آخر الزمان ، وتساؤلهم فى أنه يعرف القرآن فماذا يفعل فى الأحكام الخاصة بسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟
قالوا : سيذهب إليه ويسأله ولا يأخذ بأقوال أحد من الأئمة الأربعة أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد .
قلت : وفى الحديث السابق ما يدل عليه .

_________________

ود محجوب
06-18-2018, 04:00 PM
ثالثاً : فعل الصحابة رضى الله عنهم

1- حديث " استسق لأمتك "
فأما الاستسقاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعند قبره ، وطلب استسقائه ، فقد ورد فى الأثر الصحيح الذى رواه ابن أبى شيبة والبيهقى ، وابن عساكر عن مالك الدار ـ وكان خازن عمر على الطعام ـ قال : أصاب الناس قحط فى زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : يا رسول الله استسق لأمتك ؛ فإنهم قد هلكوا فأتى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم الرجل فى المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقون وقل له : عليك الكيس عليك الكيس ، فأتى عمر فأخبره ، فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه " اهـ
وهذا أثر صحيح واضح يهدم ما يقوله ابن تيمية من أساسه، ولم يقل أحد من الأئمة قبل ابن تيمية إن هذا حديث ضعيف، أو إن هذا شرك أو إن فعل ذلك بدعة. فليأتوا بمن قال ذلك قبل ابن تيمية فى القرن الثامن ونتحداهم بفضل الله، ولو كان ذلك بدعة أو شرك أفكان يرويه ابن أبى شيبة وهو من أئمة الحديث – توفى قبل أحمد بن حنبل بست سنوات – ثم البيهقى وابن عساكر ؟!



2- عثمان بن حنيف كما سبق .
3- أخت السيدة عائشة ( أم كلثوم بنت أبى بكر ) رضى الله عنها
ففى الاستيعاب (4/1807 – 1808) وتاريخ دمشق لابن عساكر (25/96) وروى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبى خـالد قال: " خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبى بكر إلى عائشة فأطمعته، وقالت: أين المذهب بها عنك ؟ فلما ذهبت قالت الجارية: تزوجينى عمر وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولأصيحنّ به إنما أريد فتى من قريش يصب على الدنيا صبا ، قال : فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته الخبر فقال عمرو : وأنا أكفيك فقال : يا أمير المؤمنين لو جمعت إليك امرأة فقال: عسى أن يكون ذلك فى أيامك هذه ، قال : ومن ذكر أمير المؤمنين قال: أم كلثوم بنت أبى بكر ، قال ما لك ولجارية تنعى إليك أباها بكرة وعشياًّ، قال عمر: أعائشة أمرتك بذلك ؟ قال نعم ، فتركها، قال: فتزوجها طلحة بن عبيد الله ، وقال على : لقد تزوجها أفتى أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلّم " . اهـ
وقد استدل ابن قدامة الحنبلى فى المغنى (7/33) على صحة تزويج البنت قبل بلوغها بهذه الحادثة، وقال" خـطب عمر أم كلثوم ابنة أبى بكر بعد موته إلى عائشة فأجابته وهى دون عشر؛ لأنها إنما ولـدت بعد مـوت أبيها، وإنما كانت ولاية عمر عشراً فكرهته الجارية، فـتزوجها طلحة بن عبيد الله ولم ينكره منكر، فدل ذلك على اتفاقهم على صحـة تزويجهـا قبل بلوغها والله أعلم " اهـ . وانظر الرياض النضرة ( 2 / 258 )


4- السيدة زينب رضى الله عنها .
قال الطبرى فى تاريخه (3/336) وابن كثير فى البداية والنهاية (8/193): عن قرة بن قيس التميمى لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعاً وهى تقول: "يا محمداه يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مزمل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا " قال: " فأبكت والله كل عدو وصديق".اهـ
قلت وفى هذا جواز قول "مدد يا رسول الله "
5 - خالد بن الوليد
قال الطبرى فى تاريخه ( 2 / 281 ) وابن الأثـير فى الكامل ( 2 / 221 ) وابن كثير فى البداية والنهاية ( 6 / 324 ) : " ثم برز خـالد حتى إذا كان أمام الصف دعا إلى البراز وانتمى وقال :
أنا ابن الوليد العود .
أنا ابن عامر وزيد .
ونادى بشعارهم يومئـذ وكان شعارهم يومئذ " يا محمداه " فجعل لا يبرز له أحـد إلا قتله " . اهـ
قلت :وفى هذا جواز قول " مدد يا رسول الله " ويعتبر إجماع صحابة ، سواء الذين حضروا أو الذين لم يحضروا وذلك لاستحالة أن لا يعلم الصحابة شعار المؤمنين فى حروب الردة .
6- فهم عبد الله بن مسعود كما سبق تبيينه فى سورة النساء



رابعاً : فعل القرون الثلاثة الأولى
(1) ابن أبى أبجر - وهو من التابعين - ذكرناه من قبل فى شرح حديث " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى" .

(2) المسلمون فى فتنة ابن الأشعث سنة 82 هـ قال الطبرى فى تاريخه (3/647 ، 648) وابن الأثير فى الكامل (4/200 )
" وانظر أيضاً إلى أهل البصرة من عصر التابعين ممن خالط الصحابة وتعلم منهم وهم ألوف، لما كانت فتنة ابن الأشعث، كتب عمال الحجاج إليه: إن الخراج قد انكسر وإن أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار، فكتب إلى البصرة وغيرها: أن من كان له أصل فى قرية فليخرج إليه، فخرج الناس فعسكروا فجعلوا يبكون وينادون: يا محمداه يا محمداه، وكان دخول عبد الرحمن البصرة فى آخر ذى الحجة ( سنة 82هـ ) ". ا هـ

(3) المسلمات فى الحرب مع المجوس سنة 137 هـ
قال ابن الأثير فى الكامل ( 5 / 114 ) فى حوادث 137 هـ
" وفى حرب المسلمين مع المجوس بقيادة سنباذ كانت السبايا من النساء المسلمات ينادين : وامحمداه ، فوقعت الريح ونفرت الإبل وتفرق عسكر المجوس " . اهـ



(4) الفرسان الشجعان من الأمة المحمدية سنة 170 هـ
ذكر ابن الجوزى فى المنتظم ( 8 / 329 ، 330 ، 331 ) فى حوادث سنة 170هـ :
ذكر بإسناده عن على بن البربرى " قال أبى – وكان أول من سكن طرسوس حين بناها أبو سليم – وكان شيخا قديما قال: كان من الشام ثلاثة إخوة فرسان شجعان، وكانوا لا يخالطون العسكر، وكانوا يسيرون وينزلون كذلك، فإذا رأوا العدو لم يقاتلوا ما كفوا، فغزوا مرة فلقيهم الطاغية جمعاً كثيراً فقاتلوا المسلمين فقتلوا، وأسروا فقال بعضهم لبعض: قد ترون ما نزل، وقد وجب علينا أن نبذل أنفسنا ونقاتل، فتقدموا وقالوا لمن بقى: كونوا وراء ظهورنا وخلوا بيننا وبين القتال نكفيكم إن شاء الله تعالى ، فقهروا الروم فقال ملك الروم لمن معه من البطارقة: من جاءنى برجل من هؤلاء وبطارقته فألقت الروم أنفسها عليهم، فأخذوهم أسرى لم يصب رجل منهم، فقال الروم: لا غنيمة ولا فتح أعظم من أخذ هؤلاء، فرحل بهم حتى نزل بهم القسطنطينية وعرض عليهم النصرانية وقال: إنى أجعل فيكم الملك وأزوجكم بناتى، فأبوا عليه
ونادوا: يا محمداه
فقال الملك: ما يقولون ؟ قالوا: يدعون نبيهم
فقال لهم: إن أنتم أجبتمونى، وإلا أغليت قدوراً ثلاثة فيها الزيت حتى إذا بلغت أناها ألقيت كل واحد فى قدر فأبوا فأمر بثلاث قدور، فنصبت ثم صب فيها الزيت، ثم أمر أن يوقد تحتها ثلاثة أيام يعرضون فى كل يوم على تلك القدور، ويدعوهم إلى النصرانية، وإلى أن يزوجهم بناته، ويجعل الملك فيأبون أن يجيبوه، وأقاموا على الإسلام فنادى الأكبر ودعاه إلى دينه فأبى، وقال: إنى ملقيك فى هذه القدر، فأبى فألقاه فى قدر منها فما هو إلا أن سقط فيها فارتفعت عظامـه تلوح، ثم فعل بالثانى مثل ذلك فلما رأى صبرهم على ما فعل وحفظهم لدينهم ندم الملك وقال: فعلت هذا بقوم لم أر أشجع منهم، فأمر بالصغير فأدنى منه فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر فيأبى فقام إليه علج من أعلاجه فقال: أيها الملك ما تجعل لى إن فتنته قال: أبطرقك، قال قد رضيت، قال فبماذا تفتنه؟ قال: قد علم الملك إن العرب أسرع شيء إلى النساء وقد علمت الروم أنه ليس فيهم امرأة أجمل من ابنتى فلانة فادفعه إلى حتى أخليه معها فإنها ستفتنه، قال : فضرب الملك بينه وبينه بين العلج أجلاً أربعين يوماً، ودفعه إليه فجاء به فأدخله مع ابنته، وأخبرها بالذى ضمن للملك وبالأجل الذى ضربه بينه وبينه، فقالت له: دعه فقد كفيتك أمره، فأقام معها نهاره صائما وليله قائماً لا يفتر من العمل حتى مضى أكبر الأجل فسأل الملك العلج: ما حال الرجل؟ فرجع إلى ابنته فقال لها ما صنعت قالت: ما صنعت شيئا هذا رجل فقد إخوته فى هذه البلدة فأخاف أن يكون امتناعه من أجل أخويه كلما رأى آثارهما، ولكن استزد الملك فى الأجل وانقلنى وإياه إلى بلد غير هذا البلد الذى قتل فيه أخواه، فسأل العلج الملك فزاده فى الأجل أياماً وأذن له فى خروجهما، فأخرجهما إلى قرية أخرى فمكث على ذلك أياماً صائم النهار قائم بالليل، حتى إذا بقى من الأجل أيام قالت له الجارية ليلة من الليالى: يا هذا إنى أراك تقدس رباً عظيماً، وإنى قد دخلت معك فى دينـك وتركت دين آبائى فلم يثـق بذلك منها حتى أعادت عليه مراراً، فقال لها: فكيف الحيلة فى الهرب والنجاة مما نحن فيه فقالت له: أنا أحتال لك وجاءته بدواب وقالت له: قم بنا نهــرب إلى بلادك فركبا فكانا يسيران الليل ويكمنان النهار، وطلبا فخفيا فبينما هما يسيران ذات ليلة سمع وقع حوافر خيل فقالت له الجارية: أيها الرجل ادع ربك الذى صدقته وآمنت به يخلصنا أن يخلصنا من عدونا فإذا هو بأخويه ومعهما ملائكة رسل إليه، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما فقالا له: ما كانت إلا الغطسة التى رأيت حتى خرجنا فى الفردوس، وإن الله أرسلنا إليك لنشهد تزويجك بهذه الفتاة فزوجوه إياها ورجعوا، وخرج إلى بلاد الشام فأقام معها وكانا مشهورين بذلك معروفين بالشام فى الزمن الأول ". اهـ
(5) حادثة العتبي
وقد ذكرناها من قبل وتقدم الكلام عليها

ود محجوب
06-18-2018, 04:04 PM
خامساً : فعل أمة الإسلام خلال القرون المتتابعة
1- فعـل ثلاثة من حفاظ الحديث وعلمائه وهم : أبو القاسم الطبرانى والحافظ أبو عبد الله ابن المقرئ والحافظ أبو الشيخ الأصبهانى - صاحب كتاب العظمة وغيره - فقد أورد القيسرانى فى تذكرة الحفاظ (3 / 973، 974) والذهبى فى السير (16/400 ،401) ما نصه :
" كان ابن المقرئ (285 - 381هـ ) يقول : كنت أنا والطبرانى وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لى الطبرانى اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوى ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير ، وقال : شكوتمونى إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم رأيته فى النوم فأمرنى بحمل شىء إليكم " . اهـ
قلت :
والأمر واضح بقول هذا الحافظ " يا رسول الله الجوع " .. وانظر هداك الله إلى سرعة أمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للعلوى بإغاثة الحفاظ الثلاثة ، وكيف أورد القيسرانى والذهبى ذلك فى كراماتهم .


2- أبو جعفر الكتانى
قد أورد الحافظ أبو نعيم فى حلية الأولياء (10/343) فى ترجمة أبى جعفر الكتانى - الذى رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ما يقرب من ثمانمائة مرة - قال (كسرت رجله ومنعته علته عن زيارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فى تلك السنة، فخرج بعض أصحابه زائراً فدفع إليه رقعة وأمره أن يلقيها فى القبر، فافتقد صاحبه الرقعة من جيبه، فرأى من ليلته النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى نومه فقال " يا أبا جعفر وصلت الرقعة وقد عذرناك " ) . اهـ
3- أبو الخير التيناتى
ففى تاريخ دمشق لابن عساكر ( 66 / 161 )
وصفوة الصفوة لابن الجوزى (4 / 282 ، 283 ) أن أبا الخير التيناتى قال: "دخلت مدينة الرسول وأنا بفاقة ، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقاً ، فقدمت إلى القبر وسلمت على النبى وعلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وقلت : أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر ، فرأيت فى المنام النبى وأبو بكر عن يمينه وعمرعن يساره وعلى بن أبى طالب بين يديه ، فحركنى على وقال لى : قم قد جاء رسول الله قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه ، فدفع إلى رغيفاً فأكلت نصفه فانتبهت فإذا فى يدى نصف رغيف " . اهـ
قلت : يا ليت المحجوبين ينتبهون .


4- قال ابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 74 ، 75 )
" وكان هبة الله بن عبد الوارث - وكان حافظاً متقناً ثقة صالحاً خيراً ورعاً حسن السيرة كثير العبادة مشتغلا بنفسه وخرج التخاريج وصنف وانتفع جماعة من طلاب الحديث بصحبته - يحكى عن والدته فاطمة بنت على قالت : سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبى زرعة الطبرى قال : سافرت مع أبى إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة ، فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وبتنا طاويين ، وكنت دون البالغ فكنت أجيء إلى أبى وأقول : أنا جائع فأتى بى أبى إلى الحضرة وقال: يا رسول الله أنا ضيفك الليلة وجلس ، فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكى ساعة ويضحك ساعة ، فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فوضع فى يدى دراهم ، ففتح يده فغدا فيها دراهم وبارك فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها .
توفى هبة الله فى هذه السنة بمرو وكانت علته البطن فقام فى ليلة وفاته سبعين مرة أو نحوها فى كل مرة يغتسل فى النهر إلى أن توفى على طهارة سنة 485 هـ".اهـ
قلت :
فهل كفر ابن الجوزى صاحب كتاب المنتظم وراوى هذه القصة ، وهل كفر الحافظ هبة الله بن عبد الوارث ، وأبو زرعة الطبرى .



5- فعل السلطان نور الدين محمود بالبرنس الذى استهزأ بمن يتوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ومما هو معلوم أن أحد البرنسات - الأمراء - ويسمى البرنس أرناط، غدر بالمسلمين وقال لهم: قولوا لمحمدكم يخلصكم، وبلـغ ذلك السلطان نور الدين محمود فحمله الديـن والحمية على أنه نذر إن ظفر به قتله، فلما فتح الله عليه بالنصر والظفر جلس فى دهليز الخيمة واستحضر البرنس أرناط وأوقفه على ما قال، وقال له: ها أنا أنتصر لمحمد، ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل فقتله، وقال: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، وأما هذا فإنه جاوز حده، وبات الناس تلك الليلة على أتم سرور، ترتفع أصواتهم بالحمد لله والشكر له، والتكبير والتهليل"اهـ .( من كتاب الروضتين فى أخبار الدولتين (3/296 ، 297)
قلت : ها هو أحد قادة المسلمين العظام لم يقل : الله هو الذى يخلص ، بل أنه بعدما قتل البرنس أرناط قال : ها أنا انتصر لمحمد . ونور الدين محمود - كما هو معروف - من أشد ملوك المسلمين فى حروبهم ضد الصليبيين ، وكان شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لذا كان كثير الرؤية له .
وله قصة عجيبة خلاصتها : أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحذره من أمر ما يحـدث فى مسجده ، فبعث نور الدين سراً من يتحقق فى الأمر ، فوجد رجلين من اليهود المغاربة يدعيان الإسلام ، وقد اشتريا داراً قرب قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فحفرا سرداباً تحت الأرض حتى يصلا إلى جسد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره فيأخذاه فقبض عليهما .. ( راجع التحفة اللطيفة للحافظ السخاوى )

_________________


6- أبو شجاع الوزير – وقد عدوا من مناقبـه ذهابه إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم -
قال ابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 93) وابن الأثير فى الكامل ( 8 / 506 ) وابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 136 ) وابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 ، 151 ) :
" وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل فى المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال : يا رسول الله ، قال الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبى وأرجو شفاعتك يوم القيامة ، ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن فى البقيع ." اهـ
- وذكره الحافظ ابن السمعانى فى الذيل -
وانظر ما قاله ابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 ، 151 ) فى ترجمته :
" كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء، وسمع الحديث من الشيخ أبى إسحاق الشيرازى وغيره، وصنف كتبا منها كتابه الذى ذيله على تجارب الأمم، ووزر للخليفة المقتدى، وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها فى سبيل الخيرات والصدقات، ووقف الوقوف الحسنة، وبنى المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام. قال له رجـل: إلى جانبنا أرملة لها أربعة أولاد وهم عراة وجياع، فبعث إليهم مع رجل من خاصته نفقة وكسوة وطعاما، ونزع عنه ثيابه فى البرد الشديد ، وقال والله لا ألبسها حتى ترجع إلى بخبرهم " . اهـ


7- قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 13 / 188 – 192 )
" قال أبو شامة : فظهر فى أول جمعة من جمادى الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ووقع فى شرقى المدينة المشرفة نار عظيمة - وفيها - ثم ظهرت عندنا بالحرة وراء قريظة على طريق السوارقية بالمقاعد مسيرة من الصبح إلى الظهر نار عظيمة تنفجر من الأرض فارتاع لها الناس روعة عظيمة ،
ثم ظهر لها دخان عظيم فى السماء ينعقد حتى يبقى كالسحاب الأبيض فيصل إلى قبل مغيب الشمس من يوم الجمعة ،
ثم ظهرت النار لها ألسن تصعد فى الهواء إلى السماء حمراء كأنها القلعة وعظمت

وفزع الناس إلى المسجد النبوى وإلى الحجرة الشريفة
واستجار الناس بها ،
وأحاطوا بالحجرة وكشفوا رؤوسهم ،
وأقروا بذنوبهم ،
وابتهلوا إلى الله تعالى ،
واستجاروا بنبيه عليه الصلاة والسلام " . اهـ

والكلام لا يحتاج إلى تعليق ، فالأمة كلها – قبل ابن تيمية – على التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وفى هذا القدر كفاية .

ود محجوب
06-21-2018, 12:07 AM
70- مسألة التوسل

نظرا للمهاترات التى تخرج من منكرى التوسل ، ونظرا لإثباتنا طلب التوسل والمدد فى الباب السابق ، فقد رأينا عمل كتاب مستقل عن التوسل - يصدر لاحقا إن شاء الله - ولكن الآن لنا بعض تساؤلات وتعليقات .

1 - إذا افترضنا أن أكثر - أو كثير من - أحاديث التوسل ضعيفة،
فهل يروى الأئمة كفرا وشركا ، وخاصة القرون الثلاثة الأولى . ومعنى ذلك أن الأحاديث الواردة فى التوسل حتى لو كانت ضعيفة ( وبعضها صحيح وباعتراف ابن تيمية ) مستحيل أن يكون فيها شرك أو كفر فإن الأمة وعلمائها لا يروون شركاً أو كفراً
2 - وهل يسكت علماء الأمة حتى القرن الثامن على شرك .
3 - وإذا كانت الشيعة - وخاصة الغلاة منهم - أخطأوا خطأ شديدا حيث ظنوا أن الصحابة الذين كانوا على جادة الطريق لا يتجاوز عددهم ستة من الصحابة أو ما يقرب من ذلك . وفى هذا الاعتقاد خطر عظيم على الأمة لسبب بسيط وهو – ونستغفر الله من هذا اللفظ – أن هذا الاعتقاد مؤداه فى النهاية أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم … فى تربية أصحابه .
نفس الغلطة وقع فيها ابن تيمية واتباعه .. اعتقدوا أنهم هم الأمة وأنهم علماء الأمة ثم جاء الرعاع والسوقة وظنوا أن ابن تيمية هو الحق المبين بالرغم من تفسيقه وتبديعه من جمهور علماء الأمة فى زمانه .
4 - هل هناك أحاديث أو آيات فيها نص صريح بتحريم التوسل ؟
5 – ترى كم عالمًا قبل ابن تيمية أنكر التوسل ؟ وأين كتبهم ؟ وكم عالما كفر الإمام أحمد بن حنبل ؟


6- ثم نقول للذين يحاولون التوفيق فى الآراء :
قولوا لنا بربكم هل سبق ابن تيمية أحد قال بمنع التوسل أو اعترض على الأئمة فى ذلك ؟ وهل من الأمانة العلمية أن تقولوا المسألة فيها قولان – ويكون القول الأول هو المعروف وهو القول الوحيد مئات السنين ثم يأتى القول الثانى فى القرن الثامن الهجرى - وإذا كانت الأمة سكتت حتى القرن الثامن الهجرى أفلا تعدون القول الثانى من الأقوال الشاذة المارقة ؟
ثم هلا ذكرتم – لو كنتم تحت ضغط أتباع ابن تيمية – أن القول الأول قال به كل الأمة ، والقول الثانى لم يخرج إلا من ابن تيمية ؟ أم تخافون من أتباعه ؟
هل هذه هى الأمانة التى ائتمنكم عليها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن ذكركم بقول الله عز وجل ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)
(آل عمران 187)
أم انطلى عليكم كلام أتباع ابن تيمية بعدم تمزيق الأمة وهم كاذبون .. إذ لو كانوا يخافون على الأمة ما خرجوا وشذوا عن إجماع العلماء .
وقد قال لى أحد الناس بعفوية شديدة " أين علماء المسلمين " وقال آخر بلغة عامية شديدة " هل أصبح ابن تيمية طرزان و ( كلمة عامية جدا , هى كلمة "دكر") وبقية علماء الأمة قبل ابن تيمية وبعده طراطير"

7 – ضعف ابن تيمية حديث توسل آدم بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذلك لأنه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم … ونقول أنظر ماذا قال فيه ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 15 / 67) قال :
( عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد كان إماما وأخذ التفسير عن أبيه زيد وكان زيد إماما فيه ومالك وغيره أخذوا عنه التفسير وأخذه عنه عبد الله)اه
قلت :
وفى إنجيل برنابة الفصل الحادى والأربعون ( 26 - 34 )
" حينئذ قال الله : انصرف أيها اللعين من حضرتى فانصرف الشيطان ثم قال الله لآدم وحواء اللذين كانا ينتحبان : اخرجا من الجنة وجاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما لأنى أرسل ابنكما على كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشرى لأنى سأعطى رسولى الذى سيأتى كل شئ فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : لا إله إلا الله محمد رسول الله فبكى عند ذلك وقال : أيها الابن عسى الله أن يريد أن يأتى سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء "
وقال فى الفصل الثانى والأربعون ( 12 - 17 )
" قالوا : إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا ؟ أجاب يسوع : إن الآيات التى يفعلها الله على يدى تظهر إنى أتكلم بما يريد الله ولست أحسب نفسى نظير الذى تقولون عنه لأنى لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذى تسمونه مسيا الذى خُلق قبلى وسيأتى بعدى وسيأتى بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية "
8- وحتى نثبت للأمة أنها تغيب الآن بأفكار ابن تيمية وأتباعه الذين يرعبون الخلق ( وخاصة النشء ) من التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نسرد للأمة أسماء من توسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من العلماء والفقهاء والمحدثين وغيرهم مع ذكر صيغ توسلهم سواء بقولهم " أسألك بمحمد " أو " بجاه " أو " بحق " أو غير ذلك .

ود محجوب
06-21-2018, 12:10 AM
هل كل هؤلاء الحفاظ والمحدثين كفار ومشركون يا أتباع ابن تيمية ؟!

بيان بأسماء بعض الحفاظ والمحدثين ممن لهم نص صريح فى التوسل على سبيل الإجمال
فمنهم :

الإمام أحمد ومحمد بن المنكدر والدارمى وابن أبجر والمروزى وإبراهيم الحربى والمحاملى وأبو زرعة الرازى والكلاباذى وابن أسلم الطوسى وأبو على الخلال وابن حبان والطبرانى وابن المقرئ الأصبهانى وأبو الشيخ الأصبهانى واللالكائى وأبو عبـد الله الصفار الإسفرائينى وابن أبى الدنيا والحاكم والخطيب البغدادى والبيهقى وابن القيسرانى وابن عساكر وابن الجوزى والنووى وأبوزرعة العراقى والسلفى وابن الأبار وأبو الربيع بن سالم وعبد الحق الأشبيلى والمنذرى وعبد الغنى المقدسى والقضاعى والكلاعى ومحمد بن موسىالتلمسانى وابن كثير وأبو المحاسن بن حمزة الحسينى الدمشقى والعلائى وأبو الطيب المكى الفاسى وولى الدين العراقى والهيثمى وابن حجر العسقلانى والسخاوى وابن الجزرى والسيوطى وابن فهد وابن طولون والمناوى والعجلونى وعابد السندى ومحمد مرتضى الزبيدى واللكنوى أبو الحسنات

_________________ذكر أسماء بعض الحفاظ والمحدثين المتوسلين بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم والصالحين
على الترتيب الأبجدى
1 - الحافظ إبراهيم الحربى : توسل بقوله " قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب" – تاريخ بغـداد ( 1 / 122 ) .
2 – الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجرى ـ التكملة لكتاب الصلة ( 2 /281 )– الذهبى فى سير أعلام النبلاء (21 / 251 -253)
3 - الحافظ أبو الشيخ الأصبهانى : توسل بشكواه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من الجوع " – سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) .
4 - الحافظ أبو الطيب المكى الفاسى : توسل بقوله " بمحمد سيد المرسلين " ذيل التقييد ( 1 / 69 ) .
5 - الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسينى الدمشقى : توسل بقوله " بجاه المصطفى " ذيل تذكرة الحفاظ ( 1 / 315 ) .
6 - الحافظ أبو زرعة الرازى : كان يقـول لعلى الرضا " حدثنا بحق آبائك " وقد تقدم ذكره فى ثنايا الكتاب .
7 - الحافظ أبو عبد الله الصفار الإسفرائينى : أخـذ عنه الحاكم توسل كثير من الصالحين - تقدم ذكره فى ثنايا الكتاب .
8 - المحدث أبو على الخلال: قـال "فقصدت قـبر موسىبن جعفر فتوسلت به"
تاريخ بغداد ( 1 / 120 ) .
9 - الحافظ أبو زرعة العراقى : أتى النبى أمام قـبره وقال " أنا جائـع "
المنتظم لابن الجوزى ( 9 / 74 ، 75 )
10 - الحافظ ابن أبى الدنيا : توسل بقوله " بحق النبى " قرى الضيف (5/225).


11 - الحافظ ابن أسلم الطوسى: كان يقول لعلى الرضا " حدثنـا بحق آبائك " وقد ذكرناه من قبل فى الكتاب .
12 - الحافظ ابن الأبار : توسل بقوله " يا شافع البرية أن تشفع فيها لبارئ النسم " الحلة السيراء ( 2 / 284 ) .
13 - الحافظ ابن الجزرى : قال بالتوسل فى كتابه ( عدة الحصن الحصين – باب فضل آداب الدعاء ) .
14 - الحافظ ابن الجوزى : توسل بقوله " بحق محمد صلى الله عليه وآله وسلّم "
زاد المسير ( 4 / 253 ) .
15 - الحافظ ابن القيسرانى : توسل بقوله " توسلوا به إلى الله "
تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
16 - الحافظ ابن المقرئ الأصبهانى : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من
الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) .
17 - الحافظ ابن حبان : كان إذا أهمه أمر قصد قبر الإمام على الرضا فينكشف همه ، قال : " وقد جربته مرارا " وقد تم الإشارة إليه من قبل " الثقات (8/457).
18 - الحافظ ابن حجر العسقلانى : وله كلام كثير فى فتح البارى وغيره .
19 - الحافظ ابن طولون : استشهد بكلام الحافظ العلائى شيخ الحافظ العراقى فى
المسائل التى شذ بها ابن تيمية فى الأصول والفروع ومنها التوسل ( ذخائر القصر – مخطوط بالخزانة التيمورية بالقاهرة ) .

_________________

ود محجوب
06-21-2018, 12:12 AM
20 - الحافظ ابن عساكر : كتب فى أربعينياته " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى "
وكتبه عامرة بالتوسل ، وذكره مناقب جعفر الصادق بقوله فيه " وبالنبى
متوسلا " وذكر عن أحد الصالحين أن قبره يتبرك به . تاريخ دمشق (6/443).
21 - الحافظ ابن فهد : سأل الحافظ العراقى ما شذ به ابن تيمية فى التوسل والزيارة . كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية .
22 - الحافظ ابن كثير : توسل بقوله " بمحمد وآله " - البداية والنهاية (13/192) .
23 - الحافظ الإمام أحمد : قال فى منسكه الذى كتبه للمروذى : إنه يتوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى دعائه – حتى ابن تيمية نقله .
24 – الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) من مناقب أحمد بن حرب " استجابة الدعاء إذا توسل الداعى بقبره " .
25 - الحافظ الحاكم : من روى تعظيم ابن خزيمة لقبر على الرضا وتوسل شيوخه بقبر يحيى بن يحيى وقد سبق ذكره وغير ذلك كثير.
26 - الحافظ الخطيب البغدادى : توسل بقوله " بحق محمد " . الجامع لأخلاق الراوى والسامع ( 2 / 261 ) .
27 - الحافظ الدارمى : باب ما أكرم الله به نبيه – سنن الدارمى .
28 - الحافظ السخاوى : توسل بقوله " ووسيلتنا وسندنا "فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقى (3/401).
29 - الحافظ السلفى : له توسل فى معجم السفر .
30 - الحافظ السيوطى : توسل بقوله " بمحمد وآله " الإتقان ( 2 / 502 ) وكتبه طافحة بالتوسل .

[]
31 - الحافظ الطبرانى : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
32 - الحافظ العجلونى : توسل بقوله " وبخير خلقك لم أزل متوسلاً " كشــف الخفاء ( 2 / 55 ) .
33 - الحافظ العلائى : ألف كتاب فى الرد على ابن تيمية فى موضوع التوسل والزيارة
34 - الحافظ القضاعى : توسل بقوله " توسلوا به إلى الله " التكملة لكتاب الصلة ( 2 / 281 ).
35 - المحدث الكلاباذى : توسل بقوله " وعلى نبيه أصلى وبه أتوسل "التعرف لمذهب أهل التصوف ( ص: 21 ) .
36 - الحافظ الكلاعى : صاحب كتاب مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام فى اليقظة والمنام – كشف الظنون ( 2 / 1706 ) .
37 - الحافظ اللكنوى أبو الحسنات : توسل بقوله " متوسلاً بنبيه " الرفع والتكميل فى الجرح والتعديل (ص : 27 ) .
38 - الحافظ اللالكائى : ذكر قول حمزة الهاشمى " أنا من ذلك الذى استسقـى بشيبته عمر"
وما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة .
39 - الحافظ المحاملى : يأتى قبر معروف الكرخى ويتوسل به مروية فى تاريخ بغداد ( 1 / 123 ) .[/b]

_________________

40 - الحافظ المروذى : وهو صاحب أحمد الذى سبق ذكره فى التوسل بالنبى فى منسك أحمد بن حنبل .
41 - الحافظ المناوى : ذكر أن ابن تيمية أصبح بين أهل الإسلام مثلة لإنكاره التوسل والاستغاثة .
42 - الحافظ المنذرى: له رسالة تسمى"زوال الظمأ فى ذكـر مـن استغاث برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من الشدة والعمى ذكرها صاحب هدية العارفين (5/586).
43 - الحافظ الهيثمى : توسل بقوله " بمحمد وآله " . مجمع الزوائد (9/420) .
44 - المحدث عابد السندى : له رسالة فى الرد على ابن تيمية فى التوسل .
45 - الحافظ عبد الحق الأشبيلى : فى كتابه العاقبة فى علم التذكير " ويسكن فى جوارهم – قبور الصالحين – تبركاً وتوسلاً " . فيض القديرللمناوى (1/230) .
46 - الحافظ عبد الغنى المقدسى : وقد ذكرنا ذكر الضياء المقدسى له حينما كان يتمسح بقبر الإمام أحمد لما خرج دمل فى جسده لم يجد له دواء ، وله توسل آخر .
47 - الحافظ محمد بن المنكدر : كان يضـع خـده على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، " قال استعين بقبر النبى " – وسبق ذكره فى الكتاب من رواية ابن عساكر ، وعده الذهبى فى السير من مناقبه .
48 - الحافظ محمد بن موسى التلمسانى : صاحب كتاب مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام – كشف الظنون ( 2 / 1706 ) .
49 - المحدث محمد مرتضى الزبيدى : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد وآله "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( ص : 9 )

50 - الحافظ ابن ماكولا : قال على قبر أحد الصالحين " قبره يتبرك به قد زرته "
– الإكمال ( 1 / 367).
51 - الحافظ ابن نقطة : ذكر أحد الصالحين وقال : " قبره بالقرافة يتبرك به ".
– التقييد ( 1 / 370 ) .
52 - الحافظ الذهبى : ذكر أحد الصالحين وقال : " وكان ورعاً تقياً محتشماً يتبرك بقبره " – سير أعلام النبلاء ( 18 / 101 ).

ود محجوب
06-21-2018, 12:14 AM
هل كل هؤلاء الفقهاء كفار ومشركون يا أتباع ابن تيمية ؟!
الأئمة الأربعة الأعلام
1- أحمد بن حنبل
ورد بما لا مطعن فيه - وابن تيمية مقر بصحته - أن الإمام أحمد بن حنبل قال فى منسكه الذى كتبه للمروذى " أن فى الاستسقاء يتوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم " . وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام أحمد بن حنبل فى باب الاستسقاء .
2- الإمام أبو حنيفة :
لا أحفظ عنه نصا فى التوسل ، ولكن له كلام فى كراهة أن يقول الرجل " وأسألك بمعاقد العز من عرشك " لكنه قال فى نصيحة لأبى يوسف " وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المساجد والمقابر " - الطبقات السنية فى تراجم الحنفية .
3- الإمام مالك بن أنس :
قال فى قصة المناظرة بينه وبين أبى جعفر المنصور : " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيـك آدم عليـه السلام إلى الله تعالى" – كتاب الشفـا بتعريف حقـوق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ( 2 / 41 ) .
وقد ناقشنا ابن تيمية فى ادعائه أن هذه القصة باطلة ، وأبسط دليل على خطأ كلام ابن تيمية أنه لم يخرج أحد من أصــحاب الإمام مالك وقال هذه القصة ضعيفة حتى ميلاد ابن تيمية .
كما أن من اتهمه ابن تيمية بأنه كذب على الإمام مالك ، كان الإمام أحمد يثنى عليه لصلابته فى السنة .. ويا ليتك يا ابن تيمية رجعت إلى أقوال الإمام أحمد فى هذا الرجل .. المهم أن هذا الرجل بين وفاته ووفاة ابن تيمية ما يقرب من خمسمائة سنة ( 500 سنة ) ولا يعقل أبدا أن المالكية بهذا الغباء والجهل حتى يذكروا هذه القصة ويسكتوا كلهم وينتظروا ابن تيمية فى القرن الثامن الهجرى كأنه المهدى المنتظر فيقول لهم هذه القصة كذب . وعلى المتشنجين أن يأتوا بأحد العلماء قبل ابن تيمية ضعف هذه القصة .. ولن يستطيعوا . وقد فضل الإمام مالك المدينة على مكة بسبب وجود قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيها .
4- الإمام الشافعى :
قال " إنى لأتبرك بأبى حنيفة وإذا عرضت لى حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عنى حتى تقضى " – تاريخ بغداد (1/123) .
وقد طعن ابن تيمية فى هذه القصة. ولكن لم يذكر سبب الطعن، ومن الممكن لأى إنسان أن يدعى أى إدعاء، فأين دليل ابن تيمية؟ ثم إن الشافعية والحنفية قبل ابن تيمية بمئات السنين يروون هذه التوسلات بلا نكير ويعدونها من مناقب الإمام الشافعى والإمام أبى حنيفة الذى للأسـف يسميه بعض المبتدعة " أبو جيفة " والعياذ بالله .

أسماء بعض المتوسلين من مشهورى الفقهاء ممن لهم نص صريح فى التوسل
نذكره على الإجمال
من الشافعية :
القاضى الماوردى والقاضى أبو الطيب وأبو حامد الغزالى والعز بن عبد السلام وتقى الدين بن دقيق العيد والمحب الطبرى وابن الرفعة والرافعى والقزوينى والقونوى وابن الزملكانى وتقى الدين السبكى والبارزى وابن الملقن وابن قاضى شهبه والعز بن جماعة والجلال القزوينى وتقى الدين الحصنى والتفتازانى والشريف الجرجانى وزكريا الأنصارى وابن حجر الهيتمى .
ومن المالكية :
القاضى عياض وابن أبى جمرة وابن عطاء الله السكندرى وابن الحاج والعلامة خليل وابن الخطيب وأبو الحسن المالكى وابن جزى وابن عاشر المالكى وابن ميارة المالكى .
ومن الحنفية :
أبو إسحاق الخجندى الكازرونى و أبو منصور الكرمانى الحنفى والكمال بن الهمام وابن أبى الوفاء القرشى الحنفى والخــرشى وابن عابدين وأبو الإخلاص الشرنبلالى وملا على القارى وعبد الغنى الدهلوى والطحطاوى ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .
ومن الحنابلة :
ابن عقيل وعبد القادر الجيلانى وابن قدامة المقدسى الحنبلى وأبو عبد الله السامرى الحنبلى وابن مفلح الحنبلى والبهوتى والشوكانى وصديق حسن خان .

ود محجوب
06-21-2018, 12:17 AM
بيان أسماء بعض الفقهاء المتوسلين بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم على الترتيب الأبجدى
1- أبو إسحاق الخجندى الكازرونى ( حنفى ) : كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " – التحفة اللطيفة ( 1 / 83 ) .
2- أبو الإخلاص الشرنبلالى ( حنفى ) : توسل بقوله " جئناكما نتوسل بكما إلى سيدنا رسول الله " – نور الإيضاح ( 1 / 156 ) .
3- أبو الحسن المالكى : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " – كفاية الطالب
( 2 / 678 ) .
4- أبو حامد الغزالى ( شافعى ) : توسل بقوله " وقصدنا نبيـك مستشفعـين به وحقه عليك " - إحياء علوم الدين ( 1 / 260 ) .
5- أبو عبد الله السامرى (الحنبلى) : ذُكر فيمن يقول بأن الزائر يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " ( شفاء السقام …).
6- أبو منصور الكرمانى (الحنفى) : قال فى أدب الزيارة : " أن يخاطب الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إن فلان وفلان يستشفع بك يا رسول الله ".
7- ابن أبى الوفاء القرشى (الحنفى): توسل بقوله " بجاه رسول الله ". طبقات الحنفية ( 1 / 353 ) .
8- ابن أبى جمرة ( مالكى ): ذكر زيارة الأنبياء … ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه – مختصر البخارى .

_________________


9- ابن الحاج ( مالكى ) : ونصوصه فى كتابه المدخل كثيرة جدا.
10- ابن الخطيب ( مالكى ): توسل بقوله "ومن توسل إليه بمحمد نجاه ونفعه". وسيلة الإسلام ( 1 / 31 ) .
11- ابن الرفعة ( شافعى ) : له رد على ابن تيمية وكان هو الذى يناظره فى التوسل والزيارة وكان أحد أسباب سجنه .
12- ابن الزملكانى ( شافعى ) : توسل بقوله " يا صاحب الجــاه " وهذا أيضاً أحد علماء الأمة من ناظره ابن تيمية – شواهد الحق ( صفحة 383 ) .
13- ابن الملقن ( شافعى ): توسل بقوله " بمحمد وآله " . خلاصة البدر المنير (1/5) .
14- ابن جزى ( مالكى ): بلفظ " يتشفع به " – القوانين الفقهية ( 1 / 95 ) .
15- ابن حجر الهيتمى ( شافعى ) : قال بالتوسل - فى حاشيته على الإيضاح وفى كتابه الجوهر المنظم فى زيارة القبر الشريف النبوى المكرم .
16- ابن عابدين ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيد الأنبياء والمرسلين " . حاشية ابن عابدين ( 8 / 511 ) .
17- ابن عاشر ( مالكى ): توسل بقوله " بجاه سيد الأنام " المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين ( 2 / 300 ) .
18- ابن عجيبة الحسنى : توسل بقوله " بجاه نبينا المصطفى ". إيقاظ الهمم فى شرح الحكم ( صفحة 4 ) .
19- ابن عطاء الله السكندرى( مالكى ): توسل بقوله " بجاه محمد ". لطائف المنن ( صفحة 11 ، 12 ) .


20- ابن عقيل( حنبلى ) : وكان يقول فى زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " - (التذكرة 87 ) المكتبة الظاهرية بدمشق .
21- ابن علان : توسل بقوله " بجاه نبيك سيد المرسلين " .شرح الأذكار (2/29).
22- ابن قاضى شهبه ( شافعى ) : فى ترجمة أحمد بن على الهمدانى قال " والدعاء عند قبره مستجاب " – طبقات الشافعية ( 2 / 155 ) .
23- ابن قدامة المقدسى (الحنبلى) : قال " ويستحب زيارة قبر الرسول " ثم ذكر قصة العتبى – وما فيها من توسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم - المغنى ( 3 / 298).
24- ابن مفلح (الحنبلى): ذكر قصة العتبى وأقرها – المبدع ( 3 / 259 ) .
25- ابن ميارة (المالكى) : توسل بقوله " نتوسل إليك بجاه أحب الخلق " .الدر الثمين والمورد المعين ( 2 / 302 ) .
26- الإمام القشيرى فى رسالته .
27- البارزى : له كتاب توثيق عرى الإيمان (الباب الثالث إغاثته صلى الله عليه وآله وسلّم لمن استغاث به) .
28- البجيرمى ( شافعى ):" مع أنه أعظم وسيلة حياً وميتاً " – حاشية البجيرمى .
29- البهوتى ( حنبلى ): ذكر قصة العتبى وأقرها – كشاف القناع (2/ 516) .


30- الجاوى : توسل بقوله " بجاه النبى المختار " – نهاية الزين ( 1 / 77 ) .
31- الجرجانى : قال بالتوسل - فى أوائل حاشيته على المطالع .
32- الرافعى القزوينى ( شافعى ) : توسل بقوله "متوسلاً بشفاعـة من عنده يوم الجزاء " – التدوين فى أخبار قزوين ( 2 / 76 ) .
33- الحطاب : قال وأمرنا بسؤال الوسيلة – مواهب الجليل ( 2 / 545 ) .
34- الخرشى : أجاز التوسل وخص الإقسام على الله بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم – الشرح الكبير على متن خليل ( الجزء الثالث ) .
35- الرملى ( شافعى ) : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " شرح زبد بن رسلان .
36- الزرقانى : توسل بقوله " بجاه أفضل الأنام " – شرح الزرقانى (3 / 322) شرح الزرقانى ( 2/297).
37- الزينى المراغى : رد على ابن تيمية وبدعه .
38- السمهودى : التوسل والتشفع به صلى الله عليه وآله وسلّم وبجاهه وببركته .خلاصة الوفـا (2/419) .
39- السيد البكرى ( شافعى ) : توسل بقوله " بجـاه سيدنا محمد " .إعانـة الطالبين ( 4 / 344 ) .


40- الشربينى( شافعى ) : ويتوسل به فى حق نفسه – الإقناع للشربينى (1/258)
41- الشروانى ( شافعى ) : توسل بقوله " بجاه محمد سيد الأنام ". حواشى الشروانى ( 6 / 381 ) .
42- الشهاب الخفاجى : باب الزيارة وفضل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – نسيم الرياض شرح شفا القاضى عياض .
43- الشوكانى : توسل بقوله " بجاه المصطفى " – البدر الطالع ( 1 / 422 ) .
44- الطحطاوى ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد " – حاشية الطحطاوى على مراقى الفلاح ( 1 / 357 ) .
45- العز بن جماعة ( شافعى ) وقد رد على ابن تيمية .
46- العز بن عبد السلام : أجاز الإقسام بالنبى – إن صح الحديث والحديث صحيح باعتراف ابن تيمية – تحفة الأحوذى ( 10 / 25 ) .
47- العلامة خليل ( مالكى ) : توسل بقوله " وليتوسل به صلى الله عليه وآله وسلّم " – ذكره الزرقانى فى شرحه على المواهب اللدنية .
48- الغزى : توسل بقوله " بجاه سيد المرسلين " – فتح القريب المجيب فى شرح ألفاظ التقريب ( صفحة 71 ) .
49- القاضى أبو الطيب ( شافعى ) : ذكر قصة العتبى وأقرها – المجموع شرح المهذب ( 8 / 202 ) .


50- القاضى تاج الدين بن بنت الأعز ( شافعى ) : ممن ردوا على ابن تيمية .
51- القاضى عياض ( مالكى ) : ذكر قصة مالك مع أبى جعفر المنصور وأقرها – الشفا فى تعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم .
52- القسطلانى : ويسأل الله تعالى بجاهه – المواهب اللدنية ( 8 / 308 ) .
53- القونوى : كان من أسباب استمرار سجن ابن تيمية لما قاله فى التوسل – الدرر الكامنة .
54- الكمال بن الهمام ( حنفى ) : توسل بقوله " بحضرة نبيك " – شرح فتح القدير ( 3 / 181 ) .
55- الماوردى ( شافعى ) : ذكر قصة العتبى وأقرها كما أقرها أبو الطيب – المجموع شرح المهذب ( 8 / 202 ) .
56- المحب الطبرى : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " – ذخائر العقبى فى مناقب ذوى القربى ( 1 / 261 ) .
57- اليافعى : توسل بقوله " وبرسوله " – مرآة الجنان ( 4 / 362 ) .
58- تقى الدين أبو الفتح : توسل بقوله " وأرغب إليه بالنبى المصطفى " – طبقات الشافعية الكبرى ( 9 / 181 ) .
59- تقى الدين الحصنى ( شافعى ) : له كتاب الرد على من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى …. فى تبديع ابن تيمية فى موضوع التوسل والزيارة

ود محجوب
06-21-2018, 12:19 AM
60- تقى الدين السبكى ( شافعى ) : له كتاب مشهور فى الرد على ابن تيمية فى مسألة التوسل بعنوان ( شفاء السقام فى زيارة خير الأنام ) .
61- تقى الدين بن دقيق العيد ( شافعى ) : توسل بقوله " أعـد لها جـاه الشفيع المشفع " – طبقات الشافعيـة الكــبرى ( 9 / 221 ) .
62- زكريا الأنصارى ( شافعى ) : قال " ويتوسـل به فى حق نفسه ويستشفع به إلى ربه " – فتح الوهاب ( 1 / 257 ) .
63- سعد الدين التفتازانى : قال " ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات " – شرح المقاصد ( 2 / 43) .
64- صديق حسن خان (حنبلى) : توسل بقوله " بجاه خير البرية " – أبجد العلوم ( 3 / 280 ) .
65- صفى الدين بن أبى منصور .
66- عبد الغنى الدهلوى : له رد على ابن تيمية فى التوسل .
67- عبد القادر الجيلانى ( حنبلى ): فى كتابه الغنية يتوسل بقوله " يا رسول الله إنى أتوجه بك إلى ربى ليغفر لى " مروية فى شواهد الحق للنبهانى (ص : 98) .
68- عبد الوهاب السبكى ( شافعى ) : له رسائل فى الرد على ابن تيمية فى مسألة التوسل .
69- عماد الدين بن العطار - تلميذ النووى رحمهما الله - ( شافعى ) : قال " وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه " – مواهب الجليل ( 2 / 544 ، 545 ) .


70- محمد عميم الإحسان المجددى البركتى(حنبلى): توسل بقول " بحرمة سيدنا محمد " قواعد الفقه ( 1 / 256 ) .
71- ملا على القارى (حنفى): قال" كان مستشفعا يستشفع به صلى الله عليه وآله وسلّم عند الجدب" – مرقاة المفاتيح (3/1676) وبدع ابن تيمية بسبب موضوع التوسل .
72- أبو منصور الصباغ : قال بالتوسل واستشهد بقصة العتبى - فى كتابه الشامل .
73- القرافى : قال بالتوسل وأقر قصة العتبى – فى الذخيرة (3/ 375 ، 376) .
74- السهيلى : قـال " وقال عبد الله بن جعفر كنت إذا سألت عليا حاجة فمنعنى أقسم بحق جعفر فيعطينى" – الروض الآنف ( 4 / 127 ) .
75- ابن نجيم (الحنفى) : رخص فى زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك – البحر الرائق شرح كنز الحقائق .
76- البيضاوى : رخص باتخاذ مسجد فى جوار قبور الصالحين بقصد التبرك – فتح البارى ( 1 / 525 ) .
77- ابن العماد (الحنبلى):: قال فى ترجمة السيد أحمد البخارى الشريف " وقبره يزار ويتبرك به " – شذرات الذهب ( 8/106 – 107 ) ونقل جمل كثيرة فى التوسل .
78- الفخر التبريزى : كان إذا أشكلت عليه المسائل ذهب إلى قبر شيخه التاج التبريزى ويفكر فيها فتنجلى سريعاً – فيض القدير للمناوى ( 5 / 487 ) .
79- أحمد الدردير (مالكى): قال بالتوسل وفى خاتمة الكتاب أيضاً - أقرب المسالك (6 / 559 ).
80- إبراهيم اللقانى ( صاحب جوهرة التوحيد ) : قال " ليس للشدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وآله وسلّم " – خلاصة الأثر للمحبى ( 1 / 8 ) .
81- أحمد زروق ( المالكى ) : له رد على ابن تيمية فيما أنكر من مسائل التوسل والاستغاثة ومذكور فى مقدمة شرحه على حزب البحر – شواهد الحق (صفحة 452) .
هل كل هؤلاء المفسرين كفار ومشركون يا أتباع ابن تيمية ؟!
(1) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : روى حديث توسل آدم عليه السلام بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم عندما ارتكب الخطيئة ، وقد سبق ذكره فى الكتاب .
(2) الثعالبى : توسل بقوله" بجاه عين الرحمة " – تفسير الثعالبى ( 4 / 458 ) .
(3) القرطبى : توسل بقوله " بحق محمد وآله " – تفسير القرطبى ( 8 /240 ) .
(4) النسفى : أثبت التوسل بقصة العتبى – فى تفسير الآية .
(5) الألوسى : توسل بقوله " بحرمة سيد الثقلين " – روح المعانى ( 1 / 82 ) .
(6) الرازى : أقر زيارة القبور وفسر فائدتها فقال فى المطالب العالية عن سر زيارة القبور " وكلما حصل فى نفس الميت من العلوم المشرقة ينعكس منها نور إلى روح ذلك الزائر الحى " – فيض القدير للمناوى ( 5 / 487 ) .

_________________

ود محجوب
06-21-2018, 12:25 AM
هل كل علماء لغة القرآن المتوسلين كفار ومشركون
يا أتباع ابن تيمية ؟!
أما من أصحاب المعاجم وعلماء اللغة فمنهم :
(1) ابن منظور : صاحب كتاب لسان العرب ( 11 / 78 ) - توسل بقوله " بمحمد وآله ".
(2) الفيروزابادى : صاحب كتاب القاموس المحيط .. قال بالتوسل – فى كتابه الصلات والبشر فى الصلاة على خير البشر .
(3) الفيومى: صاحب كتاب المصباح المنير (ص:712) - توسل بقوله " بمحمد وآله".
(4) الهورينى : صاحب كتاب اصطلاحات القاموس على كتاب ترتيب القاموس المحيط ( ص : 27 ) - توسل بقوله " بجاه النبى ".
(5) الأصفهانى : صاحب كتاب الأغانى ( 10 / 375 ) - توسل بقوله " نسألك بحق الله وحق رسوله ".
(6) الأبشيهى : صاحب كتاب المستطرف فى كل فن مستظرف ( 2 / 508 ) - توسل بقوله " سألتك بحق محمد ".
(7) ابن حجة الحموى: صاحب كتاب خزانة الأدب (1/277) - توسل بقوله" بمحمد وآله ".
(8) القلقشندى : صاحب كتاب صبح الأعشى فى صناعة الإنشا ( 11/ 302 ) -توسل بقوله " بمحمد وآله ".
(9) النابغة الجعدى : روى عنه ابن عبد البر شعرا بالاستغاثة بقبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
(10) المقرى التلمسانى: صاحب كتاب نفح الطيب (1/32) - توسل بقوله " بجاه نبينا ".
(11) البوصيرى شرف الدين صاحب البردة الشريفة .
(12) الصرصرى: له أبيات شعر فى التوسل والاستغاثة مذكورة فى كتاب شواهد الحق للنبهانى ( ص : 360 ) .. مثل :
وسل الله عنده وتوسل .
فبذاك الضريح تمحى الذنوب .

هل كل علماء تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم المتوسلين كفار ومشركون
يا أتباع ابن تيمية ؟!
(1) ابن خلكان : توسل بقوله " بمحمد النبى وصحبه وذويه " – وفيات الأعيان (6/132) .
(2) ابن الأثير : توسل بقوله " بمحمد وآله " – الكامل ( 10 / 433 ) .
(3) طاشكبرى زاده : توسل بقوله " بحرمة نبيك " – الشقائق النعمانية (1/233)
(4) ياقوت الحموى: توسل بقوله " بحق محمد وآله " - معجم البلدان (5/87).
(5) ابن تغربردى: توسل بقوله " بمحمد وآله " – النجوم الزاهرة (11/103) .
(6) العيدروس: توسل بقوله " إننى متوسل بالمصطفى " – النور السافر (1/15)
(7) ابن العديم : توسل بقوله " ببركة سيد المرسلين وأهل بيته " – بغية الطلب فى تاريخ حلب ( 7 / 3242 ) .
(8) البصروى : توسل بقوله " بمحمد وصحبه " – تاريخ البصروى (1/157).
(9) ابن جبير: توسل بقوله " بحرمة الكريم وبلده الكريم – رحلة ابن جبير (1/98) .


(10) ناصر خسرو : توسل بقوله " بحق محمد وآله الطاهرين ".سفر نامه (1/60).
(11) نظام الملك الطوسى: توسل بقوله " بحق محمد وآله " – سيات نامه (1/44)
(12) البريهى : توسل بقوله " بمحمد وآله آمين " – طبقات صلحاء اليمن (1/248) .
(13) الجبرتى : توسل بقوله " ويتوسل إليه فى ذلك بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم " . عجائب الآثار ( 1 / 344 ) .
(14) الواقدى: توسل بقوله " فادع الله وتوسل إليه بمحمد " – فتوح الشام (2/91).
(15) أبو العباس الناصرى : توسل بقوله " بجاه جده الرسول " – كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ( 3 / 29) .
(16) عبد الرحمن بن خلدون : صاحب التاريخ المشهور ، قال فى شعره " فبفضل جاهك " .
(17) الصالحى الشامى : جمع أبواب التوسل به صلى الله عليه وآله وسلّم - فى كتابه سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد .
(18) حاجى خليفة : توسل بقوله " بحرمة أمين وحيه " . كشف الظنون (2/2055).
(19) المرادى: توسل بقوله " فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وآله وسلّم إذ هو الوسيلة العظمى " – سلك الدرر فى أعيان القرن الثانى عشر (1 / 2 ) .

ونختم هذا الباب بما قاله الأبشيهى فى المستطرف فى كل فن مستظرف (1/491 ، 493)
قال " ولما حججت وزرته تطفلت على جنابه المعظم وامتدحته بأبيات مطولة وأنشدتها بين يديه بالحجرة الشريفة تجاه الصندوق الشريف وأنا مكشوف الرأس وأبكى من جملتها :
يا سيد السادات جئتك قاصدا .
أرجو رضاك وأحتمى بحماكا .
والله يا خير الخلائق إن لى قلبا .
مشوقا لا يروم سواكا .
ووحق جاهك إننى بك مغرم .
والله يعلم إننى أهواك .
أنت الذى لولاك ما خلق امرؤ .
كلا ولا خلق الورى لولاكا .
أنت الذى من نورك البدر اكتسى .
والشمس مشرقة بنور بهاكا .
أنت الذى لما رفعت إلى السما .
بك قد سمت وتزينت لسراكا .
أنت الذى ناداك ربك مرحبا .
ولقد دعاك لقربه وحباكا .
أنت الذى فينا سألت شفاعة .
ناداك ربك لم تكن لسواكا .


أنت الذى لما توسل آدم من .
ذنبه بك فاز وهو أباك .
وبك الخليل دعا فعادت ناره .
بردا وقد خمدت بنور سناكا .
ودعاك أيوب لضر مسه .
فأزيل عنه الضر حين دعاكا .
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا .
بصفات حسنك مادحا لعلاكا .
وكذاك موسى لم يزل متوسلا .
بك فى القيامة مرتج لنداكا .
والأنبياء وكل خلق فى الورى .
والرسل والأملاك تحت لواكا .
لك معجزات أعجزت كل الورى .
وفضائل جلت فليس تحاكى .

نطق الذراع بسمة لك معلنا .
والضب قد لباك حين أتاك .
والذئب جاءك والغزالة قد أتت .
بك تستجير وتحتمى بحماكا .
وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت .
وشكا البعير إليك حين رآكا .
ودعوت أشجارا أتتك مطيعة .
وسعت إليك مجيبة لنداكا .
والماء فاض براحتيك وسبحت .
صم الحصى بالفضل فى يمناكا .
وعليك ظللت الغمامة فى الورى .
والجذع حن إلى كريم لقاكا .


وكذاك لا أثر لمشيك فى الثرى .
والصخر قد غاصت به قدماكا .
وشفيت ذا العاهات من أمراضه .
وملأت كل الأرض من جدواكا .
ورددت عين قتادة بعد العمى .
وابن الحصين شفيته بشفاكا
وكذا حبيب وابن عفرا عندما .
جرحا شفيتهما بلمس يداكا .
وعلى من رمد به داويته فى .
خيبر فشفى بطيب لماكا .
وسألت ربك فى ابن جابر بعدما .
قد مات أحياه وقد أرضاكا .
ومسست شاة لأم معبد بعدما .
نشفت فدرت من شفا رقياكا .


ودعوت عام المحل ربك معلنا .
فانهل قطر السحب عند دعاكا .
ودعوت كل الخلق فانقادوا إلى .
دعواك طوعا سامعين نداكا .
وخفضت دين الكفر يا علم الهدى .
ورفعت دينك فاستقام هناكا .
أعداك عادوا فى القليب بجهلهم .
صرعى وقد حرموا الرضا بجفاكا .
فى يوم بدر قد أتتك ملائك من .
عند ربك قاتلت أعداكا .
والفتح جاءك يوم فتحك مكة .
والنصر فى الأحزاب قد وافاكا .
هود ويونس من بهاك تجملا .
وجمال يوسف من ضياء سناكا .
قد فقت يا طه جميع الأنبياء .
نورا فسبحان الذى سواكا .

_________________

والله يا ياسين مثلك لم يكن .
فى العالمين وحق من نباكا .
عن وصفك الشعراء يا مدثر عجزوا .
وكلوا عن صفات علاكا .
إنجيل عيسى قد أتى بك مخبرا .
وأتى الكتاب لنا بمدح حلاكا .
ماذا يقول المادحون وما عسى .
أن يجمع الكتاب من معناكا .
والله لو إن البحار مدادهم .
والعشب أقلام جعلن لذاكا .
لم تقدر الثقلان تجمع ذره .
أبدا وما استطاعوا له إدراكا .


لى فيك قلب مغرم يا سيدى .
وحشاشة محشوة بهواكا .
فإذا سكت ففيك صمتى كله .
وإذا نطقت فمادح علياكا .
وإذا سمعت فعنك قولا طيبا .
وإذا نظرت فلا أرى إلاكا .
يا مالكى كن شافعى من فاقتى .
إنى فقير فى الورى لغناكا .
يا أكرم الثقلين يا كنز الورى .
جد لى بجودك وارضنى برضاكا .
أنا طامع فى الجود منك ولم يكن .
لابن الخطيب من الأنام سواكا .

أنا طامع فى الجود منك ولم يكن .
لابن الخطيب من الأنام سواكا .
فعساك تشفع فيه عند حسابه .
فلقد غدا مستمسكا بعراكا .
ولأنت أكرم شافع ومشفع .
ومن التجا لحماك نال وفاكا .
فاجعل قراى شفاعة لى فى غد .
فعسى أرى فى الحشر تحت لواكا .
صلى عليك الله يا خير الورى .
ما حن مشتاق إلى مثواكا .
وعلى صحابتك الكرام جميعهم .
والتابعــين وكـل من والاك

ود محجوب
06-22-2018, 10:54 PM
71 - الصحابة قالوا ألفاظا أشد من ألفاظ التوسل فكانوا يستعيذون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
وقالت السيدة عائشة " أتوب إلى الله وإلى رسوله "
وقالت " أعوذ برسول الله "
فهل أشركت أم المؤمنين والصحابة ؟!
وإذا كان ابن تيمية تأول ألفاظ التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم فماذا يفعل باستعاذة الصحابة ، وتوبتهم إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ؟! ونسوُق إليك بعض الألفاظ :
1 - الاستعاذة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
(1) - أخرج الإمام مسلم عن أبى مسعود أنه كان يضرب غلامه فجعل يقول : "أعوذ بالله قال : فجعل يضربه فقال : أعوذ برسول الله . فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " والله ، لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه" اه
(2) - وعن عائشة رضى الله عنها قالت :
" بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بطعام ، قد صنعته له وهو عندى فلما رأيت الجارية أخذتنى رعدة حتى استقبلتنى فضربت القصعة فرميت بها قالت: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فعرفت الغضب فى وجهه فقلت : أعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أن يلعننى اليوم "


(3) - وفى كتاب الآثار لأبى يوسف صاحب أبى حنيفة ( 1 / 26 )
" عن حماد عن إبراهيم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه كانوا يردون السلام على من سلم عليهم وهم فى الصلاة، فجاء رجل على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهو يصلى فلم يرد عليه فوجد الرجل فى نفسه، فلما انصرف النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أتاه فقال: أعوذ بالله ورسول الله من سخطه، كنت ترد على من سلم عليك فسلمت عليك فلم ترد على، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" إن فى الصلاة لشغلا عن رد السلام" فترك الرد".اه
(4) - " وفى حديث الحرث بن يزيد البكرى فى حديث طويل فيه قوله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد قال " هيه وما وافد عاد " وهو أعلم بالحديث منه ولكن يستطعمه إلى آخر الحديث اه
قلت :
فماذا نقول لمن لا يعظمون جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، انظر ما قاله الخلال وهو من كبار الحنابلة فى كتابه السنة ( 1 / 237 ) : وقال أبو العباس هارون بن العباس الهاشمى : من رد حديث مجاهد فهو عندى جهمى ، ومن رد فضل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فهو عندى زنديق لا يستتاب ويقتل ؛ لأن الله عز وجل قد فضله صلى الله عليه وآله وسلّم على الأنبياء عليهم السلام ، وقد روى عن الله عز وجل قال " لا أذكر إلا ذكرت معى " ويروى فى قوله (لَعَمْرُكَ)
(الحجر 72)
قال بحياتك . ويروى أنه قال : يا محمد لولاك ما خلقت آدم .
قلت :
فتح الله عليك أيها الشريف الهاشمى وعلى الخلال .

2- التقرب إلى الله والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم

عن أبى هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء فى المسجد فوقف عليهن فقال
" يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقول قط ودين أذهب بقلوب ذوى الألباب منكن، وإنى قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقربن إلى الله بما استطعتن "
وكان فى النساء امرأة عبد الله بن مسعود فانقلبت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأخذت حليها، قال ابن مسعود: أين تذهبين بهذا الحلى؟
قالت: أتقرب به إلى الله ورسوله،
قال: ويحك هلمى تصدقى به على وعلى ولدى فإنا له موضع،
فقالت : لا حتى أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ،
قال: فذهبت تستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقالوا: يا رسول الله هذه زينب تستأذن
قال: " أى الزيانب هى "
قالوا: امرأة ابن مسعود قال " إيذنوا لها " فدخلت على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فقالت: يا رسول الله إنى سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته وأخذت حليًا لى أتقرب به إلى الله وإليك ، رجاء أن لا يجعلنى الله من أهل النار، فقال لى ابن مسعود : تصدقى به على وعلى ابنى فإنا له موضع ، فقلت : حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " تصدقى به عليه وعلى بنيه فإنهم له موضع " اه

3 - التوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
عن السيدة عائشة رضى الله عنها:
" أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قام على الباب فلم يدخل فعرفت أو فعرفت فى وجهه الكراهية
فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم "ما بال هذه النمرقة ؟ "
فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم أحيوا ما خلقتم – ثم قال – إن البيت الذى فيه الصور لا تدخله الملائكة " اه



4 - الصحابة كانوا يقولون " الأمر إلى الله وإلى رسوله "
عن عكرمة قال : " لما ودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أهل مكة ، وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الجاهلية ، وكانت بنو بكر حلفاء قريش ، فدخلت خزاعة فى صلح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ودخلت بنو بكر فى صلح قريش ، فكان بين خزاعة وبين بنى بكر قتال ، فأمدتهم قريش بسلاح عليهم ، فظهرت بنو بكر على خزاعة وقتلوا منهم ، فخافت قريش أن يكونوا نقضوا ، فقالوا لأبى سفيان: اذهب إلى محمد فأجر الحلف وأصلح بين الناس، فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " قد جاءكم أبو سفيان وسيرجع راضيا بغير حاجته " فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر أجر الحلف وأصلح بين الناس ، أو قال بين قومك قال : ليس الأمر لى الأمر إلى الله وإلى ورسوله ، قال : وقد قال له فيما قال ليس من قوم ظللوا على بسلاح وطعام أن يكونوا نقضوا ، فقال أبو بكر : الأمر إلى الله وإلى رسوله ، ثم أتى عمر بن الخطاب فقال له نحوا مما قال لأبى بكر، فقال له عمر : أنقضتم فما كان منه جديدا فأبلاه الله وما كان منه شديدا أو متينا فقطعه الله، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة، ثم أتى فاطمة فقال: يا فاطمة هل لك فى أمر تسودين فيه نساء قومك، ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبى بكر فقالت: ليس الأمر لى الأمر إلى الله وإلى رسوله ثم أتى عليا فقال له نحوا مما قال لأبى بكر... آخر الحديث " اه

ود محجوب
06-22-2018, 10:58 PM
5 - المفزع إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم
عن عمرو بن العاص قال: " كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبى حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه ، فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله - ثم قال - ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان " اهـ


6 - الصحابة تتعوذ بالله عز وجل من غضب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم
عن نصر بن عاصم الليثى عن أبيه قال : " دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه يقولون:
نعوذ بالله عز وجل من غضب الله ورسوله ،
قلت : ما شأنكم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لعن الله القائد والمقود به " اهـ
عن أبى القموص زيد بن على – فى قصة تحريم الخمر فى الرجل الذى هم أن يضربه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم –
قال : " أعوذ بالله من غضب الله ورسوله ، والله لا أطعمها أبدا فأنزل الله تحريمها ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ)
( - إلى قوله - ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
(المائدة 90-91 )
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه :" انتهينا انتهينا" اهـ


7 - ليس كل تعظيم شركا يا أتباع ابن تيمية
1- عن هشام بن عروة قال : " أخبرنى أبى أن عائشة قالت له : يا ابن أختى لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عمه أمراً عجيباً " . اهـ
2- فى حديث ما كان بين السيدة فاطمة رضى الله عنها والصديق رضى الله عنه... فقال على لأبى بكر : " موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر رقى علـى المنبر فتشهد وذكر شأن على وتخلفه عن البيعة وعذره بالذى اعتذر إليه ، ثم استغفر ، وتشهد على بن أبى طالب فعظم حق أبى بكر وأنه لم يحمله على الذى صنع نفاسة على أبى بكر ولا إنكارا للذى فضله الله به ، ولكنا كنا نرى لنا فى الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا فى أنفسنا، فسر بذلك المسلمون، وقالوا أصبت ، فكان المسلمون إلى على قريبا حين راجع الأمر المعروف " اهـ

_________________
8 - آية من آيات الله
المستند الوحيد للمبتدعة فى تحريم الاستغاثة بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم حديث منكر ضعيف مضطرب فقد من معجم الطبرانى (وهو الوحيد الذى أخرجه)
أخرج الإمام أحمد عن زيد بن الحباب حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد الحضرمى عن على بن رباح اللخمى حدثنى من شهد عبادة بن الصامت يقول:(كنا فى المسجد ومعنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه يقرأ بعض القرآن، فجاء عبد الله بن أبى بن سلول ومعه نمرقة وزربية فوضع واتكأ وكان صبيحا فصيحا جدلا فقال يا أبا بكر: قل لمحمد يأتينا بآية كما جاء الأولون، جاء موسى بالألواح، وجاء داود بالزبور، وجاء صالح بالناقة وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة، فبكى أبو بكر رضى الله عنه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال أبو بكر: قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نستغيث به من هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنه لا يقام لى إنما يقام لله عز وجل "). اهـ
وهذا الحديث ضعيف منكر أخرجه أحمد (5/317) وابن سعد فى الطبقات (1/387) وفيه ثلاث علل:
الأولى : أن فيه راو لم يسم .
الثانية : ابن لهيعة وقد تفرد به .
قال ابن كثير فى تفسيره (3/174): ( وهذا الحديث غريب جدا وفيه علة
الثالثة : - تدل على أن هذا الحديث فيه اضطراب فى ألفاظه - وهو: ما ورد بلفظ آخر يدل على خلط ابن لهيعة، وهو ما عزاه الهيثمى فى المجمع (10/159) إلى الطـبرانى، عن عبادة بن الصامت قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إنه لا يستغاث بى إنما يستغاث بالله عز وجل " ). اهـ

_________________

قلت :
وهذا الحديث غير موجود الآن فى نسخ الطبرانى وكأنها آية من آيات الله عز وجل .
قلت :
والمعنى مختلف تماما ، فرواية أحمد فيها إقرار النبى بقول أبى بكر " قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نستغيث به " فقال له " إنه لا يقام لى إنما يقام لله عز وجل "
والرواية الثانية " لا يستغاث بى إنما يستغاث بالله " .
ولو نظرت للروايتين تجد كلمة مكان كلمة .
وأقول :
لو أن بعض أهل العلم قالوا معنى الحديث لو صح أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول لهم إذا استغثتم بى أو قمتم لى فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة كقول الله عز وجل( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ)
(الأنفال 17) وقول الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ)
(الفتح 10) وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم " ما أنا قلته وإنما الله قاله".
قلت :
وهو توجيه حسن ، لكن الحديث أصلا منكر ، مضطرب وضعيف جدا لا يصلح للاستدلال .. وهل يصلح للاستدلال فى قضية كفر وإيمان وشرك وتوحيد بحديث ضعيف منكر مفقود ؟ انتبه لتقدير الله .

ود محجوب
06-22-2018, 11:05 PM
وللتدليل على أن هذا الحديث باطل سندا ومعنى ، ننقل كلام الأئمة فى ابن لهيعة راوى الحديث مع طلبنا من القارئ التركيز فى ما قاله يحيى بن حسان .
قال الحافظ فى تهذيب التهذيب ( 5 / 377 )
" و قال البخارى : تركه يحيى بن سعيد ، و قال ابن مهدى : لا أحمل عنه شيئا، وقال ابن خزيمة فى صحيحه : وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه فى هذا الكتاب إذا انفرد ، و إنما أخرجته لأن معه جابر بن إسماعيل " . اهـ
وقال عبد الغنى بن سعيد الأزدى
" إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ابن المبارك ، و ابن وهب ، والمقرىء " . اهـ وذكر الساجى وغيره مثله .
وقال يحيى بن حسان
" رأيت مع قوم جزءا سمعوه من ابن لهيعة ، فنظرت فإذا ليس هو من حديثه فجئت إليه ، فقال : مـا أصنع ؟ يجيئونى بكتـاب فيقولون : هذا من حديثك ، فأحدثهم " . اهـ
وقال ابن قتيبة
" كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه " . اهـ ـ يعنى فضعف بسبب ذلك ـ
وقال ابن المدينى
" قال لى بشر بن السرى : لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه " . اهـ
وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائى ، عن أبيه
" ليس بثقة " . اهـ
وقال ابن معين
" كان ضعيفا لا يحتج بحديثه ، كان من شاء يقول له حدثنا " . اهـ
وقال ابن خراش
" كان يكتب حديثه ، احترقت كتبه ، فكان من جاء بشيء قرأه عليه ، حتى لو وضع أحد حديثا وجاء به إليه قرأه عليه " . اهـ


قال الخطيب
" فمن ثم كثرت المناكير فى روايته لتساهله " . اهـ
وقال ابن شاهين
" قال أحمد بن صالح : ابن لهيعة ثقة ، و ما روى عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط ". اهـ
وقال مسعود ، عن الحاكم
" لم يقصد الكذب، و إنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ ".اهـ
وقال الجوزجانى
" لا يوقف على حديثه ، و لا ينبغى أن يحتج به ، و لا يغتر بروايته ". اهـ
وقال ابن أبى حاتم
" سألت أبى ، وأبا زرعة ، عن الإفريقى ، وابن لهيعة أيهما أحب إليـك ؟ فقالا: جميعا ضعيفان ، وابن لهيعة أمره مضطرب ، يكتب حديثه على الاعتبار ، قال عبد الرحمن : قلت لأبى : إذا كان من يروى عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك ، فابن لهيعة يحتج به ؟ قال : لا . قـال أبو زرعة : كان لا يضبط . وقال ابن عدى : حديثه كأنه نسيان ، وهو ممن يكتب حديثه ". اهـ
وقال محمد بن سعد
" كان ضعيفا ، ومن سمع منه فى أول أمره أحسن حالا فى روايته ممن سمع منه بآخره ". اهـ
وقال مسلم فى ( الكنى )
" تركه ابن مهدى ، و يحيى بن سعيد ، ووكيع ". اهـ
وقال الحاكم " ذاهب الحديث ". اهـ
وقال ابن حبان
" سيرت أخباره فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء ، على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالى، ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين ، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه ". اهـ
وقال أبو جعفر الطبرى فى ( تهذيب الآثار )
" اختلط عقله فى آخر عمره " . اهـ
ومن أشنع ما رواه ابن لهيعة ما أخرجه الحاكم فى ( المستدرك ) من طريقه
" عن أبى الأسود ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من ذات الجنب ". اهـ
"وهذا مما يقطع بطلانه لما ثبت فى الصـحيح أنـه قال لما لدوه" لما فعلتم هذا؟" قالوا : خشينا أن يكـون بـك ذات الجنب، فقال " ما كان الله ليسلطها على". وإسناد الحاكم إلى ابن لهيعة صحيح، والآفة فيه من ابن لهيعة، فكأنه دخل عليه حديث فى حديث ". اهـ كلام الحافظ .
قال ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل ( 5 / 146 )
" عن الحميدى ، قال : كان يحيى بن سعيد لا يرى بن لهيعة شيئا . ثنا عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا على يعنى بن المدينى قال : سمعت عبد الرحمن بن مهـدى وقيل له تحمل عن أبى لهيعة قال: لا ، لا تحمل عنه قليلا ولا كثيرا – ثم قال – حدثنا عبد الرحمن سمعت أبى يقول : سمعت ابن أبى مريم يقول : حضرت عمى ابن لهيعة فى آخر عمره وقوم من أهل بربر يقرءون عليه من حديث منصور والأعمش والعراقيين ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ليس هذا من حديثك فقال: بلى هذه أحاديث قد مرت على فلم أكتب عنه بعد ذلك " . اهـ



قلت :
وهذا الحديث مداره على ابن لهيعة وحده .. فالحديث بذلك شديد النكارة والضعف والاضطراب
وهو مخالف لما جاء فى صحيح البخـارى ومسـلم وغيرهما، عن أبى هريرة قال: ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثـم قال " لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامـة على رقبته شاة لها ثغاء يقـول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجىء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثنى، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ") اهـ



قلت :
وهو واضح الدلالة جدا ، فليس عند العرض والموقف العظيم شرك ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أقر ولم يعترض على من قال له " أغثنى " من جامعى الزكاة ( زكاة الإبل ، الشياة والخيل ) ولكنه يقول له " لا أملك لك شيئا " بسبب أنه سرق من إبل الزكاة التى كان يجمعها لبيت المال أو خيل أو غنم الزكاة .
قلت :
فظهر بذلك أن ما روى بأنه لا يستغاث بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم باطل ومخالف لما فى البخارى ومسلم وغيرهما .
وأخيرا .. أختم هذه المسألة بحديث البخارى ومسلم عن أنس " قال رسول الله " ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان ، من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان أن يلقى فى النار أحب إليه من أن يرجع فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه " اهـ

_________________

ود محجوب
06-25-2018, 12:41 PM
72 - أصحاب ابن تيمية يدعون أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره لا يدرى
من أمره شيئاً وأنه لا يسمع وقد انقطع عمله

قد ابتلى الله الأمة فى هذه الآونة بمن لا يزور خير خلق الله ويأمر الناس بعدم الزيارة متجرئاً بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – ونستغفر الله من هذا القول – لا يدرى من أمره شيئاً فكيف يدرى لأمته ؟!

وأقول:

والله إن هذا القول لا يخرج إلا من زنديق، أو منافق يبطن العداء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ويتمنى أن يراه فى صورة الضعيف العاجز، وهذا القول لا يخرج إلا ممن يُكذِّب بحديث الإسراء والمعراج فى باطنه، ولا يسـتطيع التفوه به وتجد من يقـول هذا القول ينقب فى كتب المسلمين حتى يبحث عن دليل وإن كان واهياً.
وأخيراً ظفر مبتدعة هذا الزمان بما يظنونه دليلاً وهو الحـديث الذى يقول فيه النبـى صلى الله عليه وآله وسلّم : " أصحابى أصحابى ، فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك " ولم نرَ من علماء الأمة من استدل بهذا الحديث فى نفى علم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره إلا فى هذا العصر الحديث.
هذا الحديث لا نشكك فيه من حيث السند، ولكنه حديث مشكل كما نص عليه غير واحد من الأئمة والحفاظ، كما أنه معارض بأدلة هى أقوى وأكثر منه. وإليك بعض هذه الأدلة:
1- الآيات التى وردت فى أن الصحابة كلهم عدول:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)
(الفتح 29)
وقوله تعالى: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
(التوبة 100) والآيات المماثلة لذلك. وقد أجمعت الأمة على أن الصحابة كلهم عدول بنص القرآن الكريم.
2- أخرج البزار بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتى السلام " قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" حياتى خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتى خير لكم تُعرض على أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم "
3- ومما يدلك على صحة هذا الحديث ويدخل تحت هذا الباب ما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائى ، وابن ماجه وغيرهم من طرق: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على " قالوا وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمت فقال: " إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " ).اهـ

_________________


4- وعرض الأعمال قضية مشهورة عند الصحابة ، والتابعين رضى الله عنهم ، حتى إن الصحابة كانوا يعلمون الناس أن أعمالهم تُعـرض على موتاهم وأقاربهم ، ولا تعجب من ذلك فقد قال ابن كثير فى تفسيره (3/440) فى تعليقه على عرض أعمال الأحياء على الأموات ما نصه :
" وهذا باب فيه آثار كـثيرة عن الصحابة وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إنى أعوذ بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة " . اهـ .
حتى إن ابن تيمية نفسه يقول بعرض أعمال الأحياء على الأموات .
ففى مجموع الفتاوى ( 24 / 368 ) قال:
( ولما كانت أعمال الأحياء تعرض على الموتى كان أبو الدرداء يقول: اللهم إنى أعوذ بك أن أعمل عملاً أخزى به عند عبد الله بن رواحة ) . اهـ
قلت :
سبحان الله ! يثبت التيميون ومن على شاكلتهم عرض أعمال الأحياء على الأموات وينكرون عرض الأعمال على نبى هذه الأمة .
واعلم أنه قد وردت أحاديث وآثار فى عرض أعمال الأحياء على الأموات من عدة طرق منها :
- حديث قيلة بنت مخرمة :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه فى الدنيا معروفا وإذا مات استرجع ، فوالذى نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكى فيستعبر إليه صويحبه ، فيا عـباد الله تعـذبوا موتاكم ".
- حديث النعمان بن بشير:
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: " ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور فى جوها فالله الله فى إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم".
- حديث أبى أيوب الأنصارى :
وعن أبى أيوب الأنصارى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه وتقربه إليك "

5- أخرج الطـبرانى وغيره عن محمد بن فضالة الظفرى - وكان ممن صحب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أتاهم فى مسجد بنى ظفر - والحاصل على الصخرة التى فى مسجد بنى ظفر اليوم - ومعه عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأناس مـن أصحابه وأمـر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قارئاً فقـرأ حتى أتى على هذه ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41) فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حتى اضطرب لحياه فقال " أى رب شهدت على من أنا بين ظهرانيه ، فكيف بمن لم أر"
قلت :
وهو واضح من طلب الإعانة حتى يشهد على من لم يره .ويدلك على ذلك أيضاً ما قاله الإمام البغوى فى تفسيره (1/429) "( وَجِئْنَا بِكَ)
(النساء 41) يا محمد ( عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41) شاهداً يشهد على جميع الأمة على من رآه ومن لم يره ". أهـ وقال بنفس المعنى الطبرى فى تفسيره (5/92) والنسفى (1/223) وقال ابن الجوزى فى زاد المسير( 2 / 85 ، 86 )" (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41)
وبماذا يشهد؟ فيه أربعة أقوال: أحدها بأنه قد بلغ أمته قاله ابن مسعود وابن جريج والسدى ومقاتل، والثانى بإيمانهم قاله أبو العالية، والثالث بأعمالهم قاله مجاهد وقتادة، والرابع يشهد لهم وعليهم قاله الزجاج.قوله تعالى: (وَجِئْنَا بِكَ)
(النساء 41)
يعنى نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم وفي(هَٰؤُلَاءِ)
(النساء 41) ثلاثة أقوال :
أحدها : أنهم جميع أمته ثم فيه قولان أحدهما أنه يشهد عليهم ، والثانى يشهد لهم فتكون على بمعنى اللام
والثانى : أنهم الكفار يشهد عليهم بتبليغ الرسالة قاله مقاتل
والثالث: اليهود والنصارى ذكره الماوردى ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)
(النساء 42) " . اهـ

ود محجوب
06-25-2018, 12:44 PM
قال الحافظ فى فتح البارى (8/149) " قال الخطابى: زعم بعض من لا يعد فى أهل العلم أن المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: " لا كرب على أبيك بعد اليوم " أن كربه كان شفقة على أمته لما علم من وقوع الفتن والاختلاف وهذا ليس بشيء؛ لأنه كان يلزم أن تنقطع شفقته على أمته بموته والواقع أنها باقية إلى يوم القيامة لأنه مبعوث إلى من جاء بعده وأعمالهم تعرض عليه " . اهـ
وفى أحكام القرآن للجصاص 305 – 370 هـ (1/110) " قال الله تعالى ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)
(الأحـزاب 45-46) وقال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
(الأنبياء 107)
وما أحسب مسلما يستجيز إطلاق القول بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم يكن مبعوثاً إلى جميع الأمة أولها وآخرها وأنه لم يكن حجة عليها وشاهداً وأنه لم يكن رحمة لكافتها".اهـ
قلت :
ويكون الرسول عليكم شهيداً فمن لم يعتقد بعرض الأعمال عليه فى قبره فمن يشهد لهذا المعترض .
وقد ورد عن ابن عباس والحسن بن على وعكرمة والضحاك وعبد العزيز بن يحيى فى قول الله تعالى: ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)
(البروج 3) قالوا الشاهد هو محمد صلى الله عليه وآله وسلّم


6- روى الإمام مسلم (1/390) عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال " عرضت على أعمال أمتى حسنها وسيئها فوجدت فى محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ووجدت فى مساوى أعمالها النخاعة تكون فى المسجد لا تدفن ".
فإن قلت هذا الحديث متقدم عن حديث " أصحابى، أصحابى فيقال لا تدرى ما أحدثوا بعدك " قلنا حجة عليك لا لك وإن قلت حديث " ما أحدثوا بعدك " هو المتقدم، قلنا هو أيضاً حجة عليك لا لك، وذلك لسبب بسيط وهو قوله " لا تدرى ما أحدثوا بعدك " وفيه إثبات لنفى العلم حتى يوم القيامة ، وبالتالى فيها نفى لهـذا الحديث " عرضت على أعمال أمتى حسنها وسيئها ".

7- روى الطبرانى بسند حسن عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لألفين ما نوزعت أحدا منكم عند الحوض فأقول هذا من أصحابى فيقول إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك " قال أبو الدرداء يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلنى منهم قال "لست منهم"
وعن أبى الدرداء قال قلت يا رسول الله بلغنى أنك تقول إن ناساً من أمتى سيكفرون بعد إيمانهم قال " أجل يا أبا الدرداء ولست منهم " قلت: وفيه دلالة حيث أعلمه الله بمن لا يزاد عن الحوض من أصحابه فكيف يستقيم مع " لا تدرى ما أحدثوا بعدك "
8 - عن أبى بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " ليردن على الحوض رجال ممن صحبنى ورآنى حتى إذا رفعوا إلى ورأيتهم اختلجوا دونى فلأقولن رب أصحابى أصحابى فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك " وفيه إثبات الصحبة والرؤية ونفى من صرف الحديث إلى أناس من الأمة .

_________________
9- اعتراض الإمام الشافعى على إخراج الإمام مالك لحديث الحوض، وندم الإمام مالك قال العلامة الزرقانى فى شرحه ( 1 / 98 )
" روى ابن شاكر فى كتاب مناقب الشافعى عن يونس بن عبد الأعلى قال ذكر الشافعى فى الموطأ فقال ما علمنا أن أحداً من المتقدمين ألف كتاباً أحسن من موطأ مالك وما ذكر فيه من الأخبار ولم يذكر مرغوباً عنه الرواية كما ذكره غيره فى كتبه وما علمته ذكر حديثاً فيه ذكر أحد من الصحابة إلا ما فى حديث " ليذادن رجال عن حوضى" فلقد أخبرنى من سمع مالكاً ذكر هذا الحديث وأنه ود أنه لم يخرجه فى الموطأ " اهـ .
وفى النهاية نقول : إن هؤلاء المبتدعة يبحثون - علموا أو لم يعلموا - عن أى شىء فيه تقليل جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وإظهاره بمظهر الرجل العادى المتوفى المحتاج لمن يدعو له، وأن من زاره هو الذى يفيده .. كما قال أحد الزنادقة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ميت لا يتكلم ولا يسـتغفر، وقد انقطع عمله بموته انقطع سمعه بالوفاة فالذى يناديه ( أى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ) لا يسمع نداءه حتى يجيبه . وهذا الزنديق لا أريد أصلاً أن اذكر اسمه فإن محل هذا الزنديق معروف .
والعجيب أنى قرأت لأحد الأحباب المشتغلين بعلم الحديث ممن ألفوا فى الرد على ابن تيمية ذكر قائل هذه الكلمات دون أن يسفهه دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم لا يتورعون عن تبديعه وتشريكه، ولعله لم يصله ما كتبه هذا المنتقص لمقام النبوة .
ونذكر الأحباب بحديث الإسراء والمعراج نوصيهم بأن يضعوه نصب أعينهم ففيه من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله ، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حياة الأنبياء وتحركاتهم فى قبورهم وفى المسجد الأقصى وفى السموات العلى ، يسلمون عليه ويتكلمون ويدعون له - كما فى رواية مسلم فى صحيحه - وينصحون لأمته ، وإذا كان أبو بكر الصديق أنفذ وصية ثابت بعد موته برؤية منامية ، وإذا كان عثمـان بن عفان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها فى جاهلية ولا إسلام وقال " إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم البارحة فى المنام وأبا بكر وعمر فقالوا لى اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة "، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه .
قال الهيثمى " رواه عبد الله وأبو يعلى ورجالهما ثقات " .
ولا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن هم أسباب نكسة المسلمين.

_________________

ود محجوب
06-25-2018, 12:46 PM
73 - شذوذ واقع فى صيغة تشهد كثير من أنصار ابن تيمية فى هذا الزمان

ومن شدة بغض المبتدعة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وتنقيبهم عن أى أدلة تدل على عدم مخاطبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره ، غيروا فى صيغة التشهد حتى لا يقولوا السلام عليك أيها النبى، وذلك استدلالاً ببعض الروايات الشاذة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه وأنه بعدما انتقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى كان الصحابة يقولون "السلام على النبى"، وهذا بالقطع خطأ؛ لأن التعبد بلفظ السلام عليك أيها النبى، علمه الخليفة الثانى عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس على المنبر فى حضرة معظم الصحابة فصار إجماعاً .

وقد روى الإمام مالك فى الموطأ ( 1 / 90 ، 91 ) باب التشهد فى الصلاة :
" عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارى، أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول: ثم قولوا التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ". اهـ

_________________


وقد ورد السلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى التشهد بلفظ "السلام عليك " عن عدة من الصحابة رضى الله عنهم أبى بكر الصديق ، عمر بن الخطاب ،السيدة عائشة ، أبى موسى الأشعرى ، ابن عمر ، أبى سعيد الخدرى وكان الصحابة والتابعون يقولون إذا دخلوا المسجد " السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته صلى الله وملائكته على محمد كما هو مروى عن كثير منهم " .
وقد أجمعت الأمة والمذاهب الأربعة على صيغة " السلام عليك أيها النبى " فى التشهد فى الصلاة وسننقل أقوال الأئمة الأربعة . ونقول أولاً :
قال أبو المحاسن الحنفى فى معتصر المختصر ( 1 / 53 ، 54 )
" وروى عن ابن مسعود قال علمنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التشهد وكفى بين كفيه ، كما يعلمنى السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام على النبى - من قوله بين ظهرانينا إلى على النبى - منكر لا يصح ، لأنه يوجب أن يكون التشهد بعد موته عليه الصلاة والسلام على خلاف ما كان فى حياته - وذلك مخالف لما عليه العامة ولما فى الآثار المروية الصحيحة وقد كان أبو بكر وعمر يعلمان الناس التشهد فى خلافتهما على ما كان فى حياته صلى الله عليه وآله وسلّم من قولهم - السلام عليك أيها النبى - وإنما جاء الغلط من مجاهد وأمثاله وقد قال أبو عبيد: إن مما أجـل الله به رسوله أن يسلم عليه بعد وفاته كما كان يسلم عليه فى حياته وهذا من جملة خصائصه صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقد استنبط جوازه مما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه كان يخرج إلى المقبرة ويقول " السلام عليكم دار قوم مؤمنين " فإنه إذا أجاز ذلك فى أهـل المقبرة كان فى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أجوز، وهذا حسن قال القاضى لكن قول أبى عبيد أحسن؛ لأنه عليه الصلاة والسلام سلم على أهل القبور بحضرتهم ، وقد جاء أن الأرواح قد تكون بأفنية القبور " . اهـ بحروفه

_________________
أقــوال الأئمـــة فــى التشهــد
الحنفيــــة
نقل الحنفية صيغة التشهد التى ينبغى للمسلم أن يقولها فى تشهده
فى المبسوط للشيبانى ( 1 / 9 ) ( المتوفى سنه 189 هـ )
" قلت أرأيت الرجل إذا قعد فى الصلاة فى الثانية والرابعة كيف يتشهد قال يقول: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " اهـ .
وفى المبسوط للسرخسى ( 1 / 27 ) ( المتوفى سنه 490 هـ )
" قال والتشهد أن يقول: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السـلام علينا وعلى عباد الله الصالحـين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وهو تشهد ابن مسعود رضى الله تعالى عنه، والمخـتار عند الشافعى رضـى الله تعالى عنه تشهد ابن عباس رضى الله تعالى عنه" اهـ .
قلت :
وانظر أيضا شرح معانى الآثار للحافظ الطحاوى (1/261) وبدائع الصنائع للكاسانى (1/211) فيها نفس صيغة التشهد عن أبى حنيفة وفيه " السلام عليك أيها النبى "

ود محجوب
06-25-2018, 12:47 PM
المالكيـــــة
أخرج الإمام مالك فى الموطأ ( 1 / 90 ، 91 ) باب التشهد فى الصلاة
" عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول : قولوا التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".اهـ
وحدثنى عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنها كانت تقـول إذا تشهدت " التحيات الطيبات ، الصلوات الزاكيات لله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم " . اهـ
عن القاسم بن محمد أنه أخبره أن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كانت تقول إذا تشهدت " التحيات الطيبات ، الصلوات الزاكيات لله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، السلام عليكم " .
وقال سحنون فى المدونة الكبرى ( 1 / 143 )
" ما جاء فى التشهد والسلام. قال: وقال مالك: لا أعرف فى التشهد بسم الله الرحمن الرحيم ولكن يبدأ بالتحيات لله، قال: وكان يستحب تشهد عمر بن الخطاب قلت لابن القاسم: بأيهما يبدأ إذا قعد بالتشهد أم بالدعاء فى قول مالك قال: بالتشهد قبل الدعاء، وتشهد عمر: التحيات لله، الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبى، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله " . اهـ
وقال القرطبى فى تفسيره ( 1 / 363 )
" واختار مالك تشهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو التحيات لله، الزكيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " . اهـ
واختار الشافعى وأصحابه والليث بن سعد تشهد ابن عباس قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول : التحيات المباركات ، الصلوات الطيبات " . اهـ
وفى الموافقات للشاطبى ( 2 / 256 )
" والخامس والعشرون جعل السلام عليهم مشروعًا فى الصلاة ، إذ يقال فى التشهد : السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " . اهـ

الشافعيـــــة
قال الإمام الشافعى فى الأم ( 1 / 118 )
" ولو لم يـزد رجل فى التشهد على أن يقول : التحيات لله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وصلى على رسول الله ، كرهت له ذلك ، ولم أر عليه إعادة ؛ لأنه قد جاء باسم التشهد والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعلى عباد الله " . اهـ
وقال فى الرسالة ( 1 / 268 )
" فقلت : أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : على المنبر وهو يعلم الناس التشهد يقول : قولوا التحيات لله ، الزاكيات لله ، الطيبات الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . قال الشافعى فكان هذا الذى علمنا من سبقنا بالعلم من فقهائنا صغارًا ثم سمعناه بإسناد وسمعنا ما خالفه فلم نسمع إسناداً فى التشهد يخالفه ولا يوافقه أثبت عندنا منه وإن كان غيره ثابتاً " . اهـ
وقال الشيرازى فى المهذب ( 1 / 78 )
" وأفضل التشهد أن يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " . اهـ

ود محجوب
06-25-2018, 12:50 PM
الحنابلـــة
نقل الحنابلة ما قاله الإمام أحمد فى صيغة التشهد ففى مختصر الخرقى (1/26)
" ويشير بالسبابة المسبحة ويتشهد فيقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليـك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وهو التشهد الذى علمه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعبد الله بن مسعود رضى الله عنه " . اهـ
وقال جد ابن تيمية فى المحرر فى الفقه ( 1 / 65 )
" ويتشهد فيقول التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ويشير بالسبابة فى تشهده مراراً " . اهـ
وقال ابن قدامة فى المغنى ( 1 / 314 )
" مسألة قال ويتشهد فيقول : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وهو التشهد الذى علمه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لعبد الله بن مسعود رضى الله عنه ، هذا التشهد هو المختار عن إمامنا وعليه أكثر أهل العلم من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ومن بعدهم " . اهـ
وفى المبدع لابن مفلح ( 1 / 463 )
" ثم يتشهد فيقول: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " . اهـ
وفى الفروع ( 1 / 384 )
" ويتشهد سرًّا وبخبر ابن مسعود التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " . اهـ
وقال ابن حزم فى المحلى ( 4 / 6 ، 7 )
" عن أبى سعيد بن المعلى قال كنت أصلى فرآنى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فدعانى فلم آته حتى صليت فقال ما منعك أن تأتينى قلت كنت أصلى قال: " ألم يقل الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)


(الأنفال 24) " ثم ذكر باقى الحديث ، فصح أن هذا بعد تحريم الكلام فى الصلاة لامتناع أبى سعيد من إجابة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حتى أتم الصلاة وصح أن الكلام مع النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مباح فى الصلاة هذا خاص له وفيه حمل اللفظ على العموم وإجماع أهل الإسلام المتيقن على أن المصلى يقول فى صلاته السلام عليك أيها النبى " . اهـ



قلت :
قد كان الصحابة يقولون وهم فى أسفارهم بعيدين بأجسامهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :
السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته.
ويعلمون ذلك لأصحابهم وهذا نداء بالغيب لبعد المكان، واستمروا على ذلك بعد انتقاله صلى الله عليه وآله وسلّم .
ولكن أكثر المبتدعة فى العصر الحديث يتمنون إثبات موت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وليس حياته فى قبره على الأقل - أتأسف على هذا اللفظ - كحياة الشهداء
قبح الله مـن كـره حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره .