تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : راجمات أبو هاشم وتحرير الكرمك ...(عبدالواحد محمد_ كشاهد عصر)


علي الشريف احمد
04-12-2013, 12:35 AM
http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/559580_128466260676711_1947308728_n.jpg

راجمات أبو هاشم وتحرير الكرمك
الكرمك هي مدينة تقع في ولاية جنوب النيل الأزرق على الحدود مع الجارة إثيوبيا.
المكان : مدينة الدمازين . قيادة اللواء 14 مشاه – الزمان العام 1988

كانت الحياة تسير عادية إلا من نشاط متزايد داخل رئاسة اللواء حيث كان يتم التحضير لوداع العميد محمد العباس الأمين قائد اللواء السابق وتسليم القيادة للعميد عامر الذاكي ..
وفجأة ترد أشارة من قيادة حامية الكرمك من العقيد إبراهيم بخيت رزق بان الكرمك تتعرض لقصف مركز من داخل الأراضي الأثيوبية من منطقة بعيدة داخل العمق الإثيوبي ..
لم يكترث الجميع لهذا الأمر كثيرا لان الكرمك كانت من أحصن الحاميات وبها ترسانة كبيرة مقارنة ببقية حاميات الجيش انذاك ..واقتصر امر متابعة تطورات الموقف على شعبة عمليات اللواء دون سواها من الشعب ..
وفي اليوم التالي اتصلت قيادة الكرمك وافادت بان القصف يزداد ضراوة وانه تم ابعاد المواطنين إلى خارج المدينة لتامين سلامتهم خارج مدى المدفعيات..
ثم تطور الموقف ووردت المعلومات بان قوات الخوارج تستخدم راجمات الصواريخ لأول مرة وقد كانت عنصر مفاجأة لجنودنا فقد كانت قوتها التدميرية هائلة جدا مقارنة بالمدفعية التي ألفوها فقد كان اثقلها عيارا هو الهاوتزر 122 الذي يعرفونه وقد احدث هذا قوة صدمة كبيرة لقواتنا منعت الجميع من التحرك داخل نطاق القصف فقد كانت الراجمات تقصف بسرعة كبيرة وبمعدل عالي لان الراجمة الواحدة بها اربعين ماسورة ثم فقام الخوارج بهجومين بالمشاه صدتهما قواتنا وفي المرة الثالثة هجموا من جهة خور الشيمي فاخترقوا دفاعاتنا فصدرت الأوامر بالانسحاب في آخر لحظة بعد إن توغل الخوارج داخل الحامية ..
والناس في الدمازين والأحوال هادئة وشعبة العمليات تحاول الاتصال بالكرمك ولكن الكرمك خارج الشبكة !!وبدا القلق على شعبة عمليات اللواء. ثم أخيرا اتصل قائد الحامية في إشارة مقتضبة : انسحبنا في اتجاه ودكة ..
تم تجميع الضباط بقيادة الدمازين والقي عليهم النبأ كالصاعقة .. خيم الوجوم على الجميع ..
فكان التصرف الطبيعي في مثل هذه المواقع هو ضرب نوبة الكبسة ..
ضربت الكبسة في قيادة الحامية بنوبة متواصلة وداخل القشلاق ..
وبما أن نوبة الكبسة لا تضرب إلا في الحالات الحرجة فقد هب جميع الجنود بالقشلاق ومن داخل الأحياء – الكل يحمل متاعه الحربي بعد إن لبس لأمة الحرب ----العسكري يحمل مشمع الفرش والبطانية وزوجته تحمل الكفوف واللبس خمسة وما ينسونه من متاع الحرب يأتي به الصغير يحمله فترى طفلا يحمل طاقية الحديد والبوت والكل يهرول في اتجاه الحامية ثم إلى مخازن السلاح ..ما أعظمه من جيش وما أعظمهم من رجال يحترمون مهنتهم ويمارسونها باحتراف وخبرة تفوق الوصف ..انه لجيش يستحق إن ننحي له إجلالا وعظمة ..
صدرت تعليمات القيادة العامة للقوة المنسحبة بالارتكاز في منطقة دندرو جنوب الدمازين على بعد حوالى ثلاثون كيلو مترا ..
بدات قيادة الجيش الشعبي في بث الحرب النفسية وسط المواطنين بالدمازين حتى إن بعضهم قام بتربيط عفشه تمهيدا لمغادرة المدينة ..
القوة الكبيرة كانت قد انسحبت باتجاه ودكة ثم الكيلي ثم البركة ثم (سالي ) وليست( شاليه ) ثم دندرو
كانت هنالك قوة صغيرة بقيادة النقيب الطيب المصباح ( العميد حاليا ) دخلت الأراضي الأثيوبية ثم دخلت الأراضي السودانية وانسحبت إلى منطقة شاليه غرب الكرمك في اتجاه أعالي النيل وللحقيقة والتاريخ فقد كان النقيب الطيب المصباح ضابطا شجاعا ومحنكا تشهد له جنوب النيل الازرق بذلك ..
اتجه الخوارج بعدها إلى قيسان مستغلين قوة الدفع التي حصلوا عليها باحتلال الكرمك فاسقطوا قيسان ثم اتجهوا إلى شاليه بغية اسقاطها ..
كانت القوة المنسحبة قد انضمت إلى قوة شاليه . التي كانت تتواجد فيها قوة من المشميكا ( المشاه الميكانيكية ) بمدرعات ام 113 الأمريكية ..
وضع الخوارج مدافعهم وبداو في قصف شالي بالهاونات 120 ولكن قوة من شاليه بقيادة الملازم عماد حيدر والملازم كامل البكري– ضباط نمور - قامت بالهجوم على مدفعيات الخوارج وباغتتهم فولوا هاربين تاركين مدفعيتهم فاستحقوا أوسمة الشجاعة والآن كلهم بالمعاش ..
كان لصمود شاليه فعل السحر في تثبيت القلوب وإعادة الثقة والاطمئنان للكل في الدمازين ..
هذه باختصار عملية سقوط الكرمك وفي الجزء التالي سنورد حكاية استرداد الكرمك وهي ملحمة بطولية تضاف إلى سجل جيشنا وشعبنا وتحكى عن عظمة تاريخ يروى للأجيال على مر الدهور سيرة عطرة لا تدنسها شائبة
عملية وثبة الأسود لاسترداد الكرمك :
أعلنت القيادة العامة تشكيل قوة أسميت وثبة الأسود لاسترداد مدينة الكرمك من أيدي الخوارج ..
الموقف السياسي :
كانت الحكومة آنذاك مشكلة من ائتلاف حزبي الأمة والاتحادي ومعارضة من حزب الجبهة الإسلامية القومية وكان رئيس الحكومة آنذاك الصادق المهدي ورأس الدولة هو المرحوم السيد احمد الميرغني وزعيم المعارضة هوالاستاذ علي عثمان محمد طه ..
في صباح اليوم التالي لسقوط الكرمك حضر هو وفد حزب المعارضة برئاسة زعيم المعارضة آنذاك على عثمان محمد طه ..
..
تبرع بمبلغ كبير من المال وأعلن عن تبرع اثنين من نواب المعارضة بعرباتهم البرلمانية لصالح المجهود الحربي .
ثم قفل راجعا ..
في اليوم التالي وصل وفد الحكومة الرسمي بقيادة السيد احمد الميرغني رأس الدولة ومعه وفد كريم من الحكومة
سجل موقفا حكوميا رائعا وتبرع بمبلغ ضخم للجيش وتفقد القوات ثم قفل راجعا إلى الخرطوم مخلفا أثرا طيبا ..
وفي اليوم الثالث حضر وفد حزب الأمة برئاسة السيدة حفية مأمون شريف عقيلة السيد الصادق المهدي وقدموا دعما ماديا ومعنويا للقوات ومكثوا يومين ثم رجعوا إلى الخرطوم ..

علي الشريف احمد
04-12-2013, 12:37 AM
http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/559580_128466260676711_1947308728_n.jpg

إما زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني فقد طار إلى العراق في مهمة عاجلة لاستقطاب الدعم من صدام حسين ونجح في ذلك فقد جلب معه راجمات صواريخ وذخيرة وعتاد حربي من العراق وصلت إلى الدمازين في زمن قياسي ..
ثم حضر السيد محمد عثمان إلى الدمازين واستقبله الجنود والضباط بحرارة خاطب عندها القوات بالدمازين خطابا رائعا ثم قفل راجعا إلى الخرطوم ..
كان هذا هو الموقف السياسي ..

إما الموقف العسكري فقد كان التحضير يتم بهمة ونشاط
..
تم تكوين قيادة قوة وثبة الأسود لاستعادة الكرمك بقيادة العميد محمد العباس الأمين وحددت منطقة دندرو كمنطقة للحشد .. ثم بدأت القوات تتوالى على مدينة الدمازين ..
في البداية كتيبة مظلية نقلت بسرعة إلى المدينة كتامين لها وتثبيت المواطنين وبعث الطمأنينة في نفوسهم فقد كان الوضع حرجا وفعلا فان قوات المظلات بما لديها من مهارات استعراض القوة فقد أفلحت كثيرا في مهمتها ..
ثم توالت القوات –كتيبة مدفعية –سرية مدفعية ذاتية الحركة –كتيبة دبابات – سرية راجمات –كتيبة من الهجانة –كتيبة من الشمالية –سرية من الغربية – كتيبة من الشرقية – وكانت القوات تأتي بالقطار أو العربات ثم تشكل طابورا يجوب إنحاء المدينة بالموسيقى العسكرية ثم تندفع بعدها مباشرة إلى منطقة الحشد في دندرو ..
تحولت الدمازين بدلا من مظهر الكآبة والخوف ذاك إلى مدينة ملأى بالأهازيج والجلالات والمارشات العسكرية
.ونواصل ..
الوثبة الاولى _
تجمعت القوات في منطقة دندرو وعين قادة الكتائب والقوات الدعم –
كتيبة المدرعات العقيد عزت محمد – كتائب المدفعية وهي القوة الضاربة الاهم في المتحرك تحت قيادة العقيد مبارك يوسف – سرية الدفاع الجوي رائد سيف اليزل – كتيبه مشاه المقدم مهدي ابراهيم –كتيبة زائد العقيد كجام –ولوحة الشرف تتضم الكثير من الضباط في الرتب الصغيرة استشهد منهم من استشهد والبقية لا يزالون احياء-الشهيد العقيد خميس انجليز سبولي – الشهيد العقيد الطاهر محمد –العقيد علاء الدين – العميد عمار (حاليا)
وغيرهم وللحقيقة الشهداء هؤلاء لم يستشهدوا في المتحرك وانما في معارك اخرى فقد كانووقتها ضباطا اصاغر
قسمت القوة إلى متحركين بمحورين الاول محور مباشر بقيادة العقيد كجام من دندرو إلى الكيلي - سالى –البركة –الكرمك
المحور الثاني وهو القوة الرئيسة بقيادة العميد محمد العباس .دندرو- شاليه –الكرمك ..
ولكن الخوارج كانوا من المكر والدهاء بمكان فقد كمنوا لقوة العقيد كجام في البركة ولم ينشغلوا بالقوة الرئيسية بغرض تشتيت الجهد لجيشنا وفعلا قاموا بتدوين منطقة البركة وعندما وصلت قوات العقيد كجام قاموا بقصف مركز عليها بالمدفعية والراجمات من مناطق بعيدة فتراجعت القوة بعد إن تكبدت خسائر كبيرة ثم رجعت القوة الرئيسية بقيادة ود العباس وارتكزت القوتان في منطقة دندرو للمرة الثانية..
الوثبة الثانية :
ثم وثبت القوة الوثبة الثانية وهذه المرة بمحور واحد تحت تصميم(يا نحن يا هم) وتحركت بمحور دندرو الكيلي سالي البركة الكرمك ..
بدأت المعركة هذه المرة بقصف جوي من طائرات الميج 23 من قاعدتها بوادي سيدنا لتحقيق عنصر المفاجاة فقد كانت الدمازين نفسها لا يؤمن عليها من الجواسيس والعيون ..
ركز الخوارج كل دفاعاتهم بالمدينة وانتظروا وصول متحرك وثبة الاسود وعندما وصلت القوة على مشارف الكرمك قام الخوارج بممارسة لعبتهم بالقصف المدفعي الصاروخي المكثف ولكن مدفعية الوثبة كانت جاهزة تماما ومن جبل(ميك ) من مسافة ابعد من مدى مدفعيات الخوارج ردت مدفعية الجيش على الخوارج بالمدافع 130 بعيدة المدى والمدفعية ذاتية الحركة المحمولة على المجنزرات وقد كان قصفا وعزفا في أن واحد فقد تمكنت من اسكات مدفعية الخوارج تماما .
ولكن كان للخوارج ايضا مفاجأة أخرى فقد كانوا يودون إرجاع هذه القوة بأي ثمن وعندما ظهرت مباني مدينة الكرمك لقواتنا بدات قوات الخوارج استخدام مدافع الزو المضادة للطائرات من مسافة بعيدة وبكثافة نيران عالية جدا اوقفت تقدم قواتنا تماما..حاولت قواتنا الارتكاز لتفادي الخسائر وتقدير الموقف من جديد ..ولكن للرجال مواقف كما يقولون وقف بعض الجنود والضباط قائلين انهم لن يرجعوا ولاشبرا واحدا ولن يرتكزوا حتى لانه يرون المدينة بأعينهم وهذا الحديث بعث الحماس وسط الجنود في المتحرك باكمله وحينها عندما صدرت الاوامر تقدم هجووووووم..هجم المتحرك كله هجمة واحدة جريا وتقدمت المجنزرات يسبقها الكثيرون وعندما راى الخوارج هذا السيل الكاسح خرجوا من خنادقهم وتراجعوا إلى الخطوط الخلفية وتحت ضغط قواتنا التجاوا إلى آخر دفاعاتهم ثم انسحبوا إلى العمق الاثيوبي ..
وفي الدمازين وعند قيادة عمليات وثبة الاسود الكل ينتظر خبر القوة-- ثم تاتي اشارة من قائد المتحرك : نحتاج لكتيبة مظلية لدعم عاجل فاوجس الجميع خشية .. ولكن قائد المتحرك كان يمزح فاردفها باشارة اخرى: ذنب ذنب - لقدتم انجاز المهمة – قواتنا الآن تنظف اطراف مدينة الكرمك- انسحب العدو إلى داخل الاراضي الاثيوبة -النصر لنا والجنة والخلود لشهدائنا وعاجل الشفاء لجرحانا ..
انطلقت الذخيرة في الهواء داخل قيادة الدمازين من كل العساكر الموجودين وانطلقت صفافير واهازيج الفرح وعزف البروجي نوبة الاوبة والصحيان ..وتجمع في ذلك اليوم ود الشريف رايو كمل جيبو لي شالياتو من دار قمر—شلكاوي واحد وشلكاوي 2 __ --مندي بلوبلو كلو كوتابنت السلطان عجبنا الميراوية – ام قيردون الحاجة كل سنة داجة ..نحن جنود بنخوض الحرب نحن جنود رجال الجيش .. عزفت الموسيقى كل المارشات والجلالات --يومها كان اسماعيل عبدالمعين حاضرا هو وعائشة الفلاتية فقد كانت أرواحهم تحلق مرفرفة في المكان تهمس للكل باننا معكم نشد من ازركم وان شاء الله يجو عايدين بالمدرعة والمكسين واجيبو الاوطان داعيها ونسهر ليل نهار نتعب ونبذل كل مساعينا واجيبوا الاوطان -- .كان ذلك يوم لا ينسى احبتي فوالله لم ار في عمري الطويل فرحا بهذه الكثافة وهذا الجمال ..حتى في أكثر مناسباتنا الوطنية فرحا فقد كان يوما من أيام امتنا..
وفي لحظة انقلبت قيادة اللواء 14 إلى مولد فقد هرع المواطنون من مشارق المدينة ومغاربها وانفتحت ابواب مدارس الدمازين الثانوية والمدارس والابتدائية وخرج الطلاب والطالبات جريا نحو جيشهم ليشدو على ايادي جنودهم البسلاء واصبح الكل داخل القيادة يهتف ويغني لهذا الوطن القامة مثمنين جهود اولئك الجنود الذين حققوا نصرا غاليا على قوات التمرد .. لو راى اولئك الابطال البعيدون في الكرمك هولاء المواطنون لوصلوا إلى داخل اديس ابابا..

منقول للفائد

علي الشريف احمد
04-12-2013, 12:41 AM
ولا انسى تلك الأيام فقد كان الكل بالخرطوم يهتف
(( حررت الكرمك يا عثمان وكمان قيسان يا عثمان ))
...
الا من أبى

الأمين حسين بخيت
04-12-2013, 09:53 AM
هذا للتأريخ فقد كان من ضمن الوفد العسكرى الذى رافق سيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى العقيد ركن على سلمان وقد كان وقتها معلما فى كلية القادة والأركان فقد أخبرنى بأنه ذهل من استقبال الرئيس الشهيد صدام حسين للسيد محمد عثمان فقد كان استقبالا خرافيا والرجل يقسم بأنه لم ير ولم يسمع بمثل هذا الاستقبال ثم استدعى الرئيس صدام رحمه الله نائبه وكبار الضباط وأمرهم بفتح المخازن لوفد السيد محمد عثمان لياخذوا ما يحتاجونه من أسلحة وعتاد ويقسم الأخ على سلمان (وهو ابن عمتى) بأننا تصرفنا وكأننا فى مخازن الجيش السودانى .رحمة الله عليك الرئيس الشهيد صدام فقد كنت تعرف قدر الرجال وكنت تبجل وتعظم آل البيت ولك سيدى محمد عثمان اسمى آيات العرفان وانت لذلك أهل ولك بعد الله الفضل فى تحرير الكرمك وقيسان يا سيدى يا عثمان والتأريخ شهد بذلك وسيسجله رضى من رضى وابى من ابى