المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متفرقات روحانية...


حسن الخليفه احمد
02-06-2013, 11:05 AM
فى زيارة للقرافة وأمام مسجد السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها مقام العالم العلامة مفسر القرآن الكريم سيدى جلال الدين السيوطى فمثل ما تقول الصور التى التقتها لهذ المقام فعليه قبتين ضخمتين
وعلى بابه لافتة من الرخام مكتوب عليها العارف بالله سيدى جلال الدين السيوطى 849 هـ - 911م
وهذه الزاوية عند باب القرافة جهة عرب اليسار وهى عامرة وشعائرها الاسلامية مقامة كما يقول المؤخ على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج6ص33 بها ضريح الشيخ جلال الدين السيوطى صاحب المناقب الشهيرة والتأليف الكثيرة قال الشعرانى فى ذيل الطبقات بعد أن ترجم له أنه توفى سحر ليلة الجمعة تاس عشر جمادى الاول 911م وقد أستكمل من العمر احدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما ودفن بحوش قوصون خارج باب القرافة وقبره ظاهر يزار وعلى باب القبة تاريخ عمارته ويعمل له مولد فى كل سنة من شهر شعبان وكما هو موضح بالصور التى إلتقتها لهذا المكان وهذه القبب والضريج وأشهر التأليف التى تنسب إليه ( تفسير الجلالين )

وكما يقول فى ترجمته الاتى

http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/GALAL%20EL%20-%20SAYADY/100_7554.jpg
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

أن التاريخ الإنساني بطوله وعرضه، لم يشهد من التوثيق والصدق وتحري الحقيقة ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام ورجاله السابقين، حيث توفر على دراستها ومتتبع أنبائها جهد بشري خارق، نهضت به أجيال متسابقة من علماء وأئمة أمجاد لم يدعوا من ذلك العصر الأول للإسلام همسة، ولا خلجة إلا وضعوها تحت مجاهر الفحص وأضواء الدارسة والنقد.
كان جنيناُ مباركا في بطن أمه، عندما قال الأب لزوجته أذهبي وأتي بكتاب من المكتبة، فجاءها المخاض هناك فولدت به بين الكتب فسمي """"""""ابن الكتب"""""""".
أنه البحر الخضم والإمام العلم جلال الدين السيوطي.
نسبه:
جده الأعلى، همام الدين، كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق الصوفية، أما باقي الأسرة، فقد كانوا من أهل الوجاهة والرياسة، فمنهم من ولي الحكم ببلده، ومنهم من ولي الحسبة بها، ومنهم من كان تاجراً في صحبة الأمير شيخون، وقد بنى جده مدرسة بأسيوط ووقف عليها أوقافاُ.
أما والده فهو الإمام العلامة أبوبكر محمد الخضيري السيوطي، ولد بمدينة أسيوط بعد سنة ثمانمائة تقريباً، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة، ثم قدمها فلازم العلامة القاياتي، واخذ عنه الكثير من الفقه، والأصول والكلام، والنحو، كما تلقى الكثير من العلوم والمعارف على شيوخ عصره، فبرع في كل الفنون، وحصل على أجازة التدريس سنة تسع وعشرين وثمانمائة. وتولى تدريس الفقه في الجامع الشيخوني، وأقر له كل من رآه بالبراعة في الإنشاء، وألف كتاباً في الخط المنسوب سماه """"""""نوع من الخطوط التي تكتب في ديوان الإنشاء""""""""
يخبر جلال الدين السيوطي عن والده فيقول:"""""""" اخبرني بعض القضاة، أن الوالد دار يوماً على الأكابر ليهنئهم بالشهر، فرجع آخر النهار عطشان، فقال له: قد درنا في هذا اليوم، ولم تحصل لنا شربة ماء، لو ضيعنا هذا الوقت في العبادة، لحصل لنا خير كثير، ولم يهنئ احداً بعد ذلك بشهر ولا بغيره، وكان على جانب عظيم من الدين، والتحري في الأحكام، وعزة النفس، والرصانة ، يغلب عليه حب الأنفراد، وعدم الاجتماع بالناس، صبوراً على كثرة أذاهم له، مواظباً على قراءة القرآن، يختم كل جمعة ختمة.


http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/GALAL%20EL%20-%20SAYADY/100_7553.jpg


http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/GALAL%20EL%20-%20SAYADY/100_7551.jpg

حسن الخليفه احمد
02-06-2013, 11:06 AM
http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/GALAL%20EL%20-%20SAYADY/100_7550.jpg


مولده:
ولد جلال الدين السيوطي في مستهل شهر رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، فحمله والده إلى الشيخ محمد المجذوب، وكان من كبار أولياء عصره، يسكن بجوار المشهد النفيسي، فبارك عليه، وسرعان ما توفى والده فنشأ يتيماً، وحفظ القرآن، وهو دون الثامنة من عمره، كما حفظ العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، والفية ابن مالك.
اشتغاله بالعلم:
ولما بلغ الخامسة عشر من عمره، شرع في الاشتغال بالعلم، وكان ذلك سنة864هـ. واجيز بتدريس العربية في مستهل سنة866هـ. وقد ألف في تلك السنة أول مؤلفاته في شرح الاستعاذة والبسملة، فلما أطلع عليها شيخ الإسلام علي الدين البلقيني، كتب عليه تقريضاً، وضم جلال الدين إلى مجلسه، فلازمه في دراسته الفقه حتى مات. فلازم ولده من بعده، الذي اجازه بالتدريس والافتاء من سنة 876هـ وحضر تصديره.
تنقلاته في طلب العلم:
لم يكتف عالمنا الجليل بما حصل عليه من علوم وثقافات من مصر، بل ارتحل إلى كثير من البلاد طلباً في المزيد، فسافر إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، والتكرور(غرب السودان). ويقول جلال الدين""""""""لما حججت شربت من ماء زمزم لأمور، منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر، ورزقت التبحر في سبعة علوم التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب البلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة"""""""". ويضيف الإمام جلال الدين فيقول:"""""""" والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه هذه العلوم السبعة، لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي، فضلاً عمن هو دونهم"""""""".
مؤلفاته:
تدارس العلماء كتبه في كل مكان، فعمرت بها المدارس والمعاهد، ودور الكتب، مما أثار عليه فريقاً من أقرانه ومعاصريه من العلماء فتحاملوا عليه، ورموه بما هو منه براء. وكان من أشد الناس خصومة عليه ، وأكثرهم تجريحا له، وتشهيراً به، المؤرخ شمس الدين السخاوي صاحب كتاب """"""""الضوء الامع"""""""" فقد ترجم له في هذا الكتاب، ونال من علمه وخلقه، مما يقع مثله بين النظراء والأنداد.. غير أن السيوطي انتصر لنفسه في مقامة اسماها """""""" الكاوي، على تاريخ السخاوي"""""""".
حياته الخاصة:
كان الإمام السيوطي على احسن ما يكون عليه العلماء ورجال الفضل والدين، عفيفاً كريماً، غني النفس، مبتعداً عن ذي الجاه والسلطان، لا يقف بباب أمير ووزير، قادماً برزقه من خانقاة شيخو، لا يطمع فيما سواه، وكان الوزراء والأمراء يأتون لزيارته ويعرضون عليه أعطياتهم فيردها، وقد حدث أن أرسل السلطان الغوري إليه مرة هدية من خصي وألف دينار، فرد شيخنا السيوطي الدنانير، وأخذ الخصي ثم اعتقه، وجعله حارساً في الحجرة التي كانت فيها المخلفات النبوية بقبة الغوري(في ذلك الوقت)، وقال لرسول السلطان:"""""""" لا تعد تأتينا قط بهدية، فأن الله أغنانا عن ذلك"""""""".

كان الإمام السيوطي كثيراً ما يردد شكر الله عزوجل على نعمة العلم والمعرفة، وقد سجل ذلك في ترجمته لنفسه فقال، :"""""""" وقد كمل عندي الآن الجهاد بحمد الله تعالى، وأقول ذلك تحدثاً بنعمة الله تعالى لا فخراً، وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها بالفخر. وقد أزف الرحيل، وبدا الشيب، وذهب أطيب العمر"""""""". وفي العام 911هـ مالت الشمس للمغيب ، ورفعت أحدى سفن الأبدية مراسيها، مبحرة إلى العالم الآخر والرفيق الأعلى، توفي الإمام السيوطي ودفن بجوار خانقاة قوصون خارج باب القرافة وتعرف المنطقة الآن باسم جبانة سيدي جلال، نسبة إليه.
وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين والحمد لله رب العالمين.
ترجمة سيدي جلال الدين السيوطي
نسبه
جده الأعلى، همام الدين، كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق الصوفية، أما باقي الأسرة، فقد كانوا من أهل الوجاهة والرياسة، فمنهم من ولي الحكم ببلده، ومنهم من ولي الحسبة بها، ومنهم من كان تاجراً في صحبة الأمير شيخون، وقد بنى جده مدرسة بأسيوط ووقف عليها أوقافاُ.
أما والده فهو الإمام العلامة أبوبكر محمد الخضيري السيوطي ، ولد بمدينة أسيوط ، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة، ثم قدمها فلازم العلامة القاياتي، واخذ عنه الكثير من الفقه، والأصول والكلام، والنحو، كما تلقى الكثير من العلوم والمعارف على شيوخ عصره، فبرع في كل الفنون، وحصل على أجازة التدريس سنة تسع وعشرين وثمانمائة. وتولى تدريس الفقه في الجامع الشيخوني، وأقر له كل من رآه بالبراعة في الإنشاء، وألف كتاباً في الخط

يخبر جلال الدين السيوطي عن والده فيقول :

اخبرني بعض القضاة، أن الوالد دار يوماً على الأكابر ليهنئهم بالشهر، فرجع آخر النهار عطشان، فقال له: قد درنا في هذا اليوم، ولم تحصل لنا شربة ماء، لو ضيعنا هذا الوقت في العبادة، لحصل لنا خير كثير، ولم يهنئ احداً بعد ذلك بشهر ولا بغيره، وكان على جانب عظيم من الدين، والتحري في الأحكام، وعزة النفس، والرصانة ، يغلب عليه حب الأنفراد، وعدم الاجتماع بالناس، صبوراً على كثرة أذاهم له، مواظباً على قراءة القرآن، يختم كل جمعة ختمة.
مولده:
ولد جلال الدين السيوطي في مستهل شهر رجب سنة 849هـ، فحمله والده إلى الشيخ محمد المجذوب، وكان من كبار أولياء عصره، يسكن بجوار المشهد النفيسي، فبارك عليه، وسرعان ما توفى والده فنشأ يتيماً، وحفظ القرآن، وهو دون الثامنة من عمره، كما حفظ العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، والفية ابن مالك.
اشتغاله بالعلم:
ولما بلغ الخامسة عشر من عمره، شرع في الاشتغال بالعلم، وكان ذلك سنة864هـ. واجيز بتدريس العربية في مستهل سنة866هـ. وقد ألف في تلك السنة أول مؤلفاته في شرح الاستعاذة والبسملة، فلما أطلع عليها شيخ الإسلام علي الدين البلقيني، كتب عليه تقريضاً، وضم جلال الدين إلى مجلسه، فلازمه في دراسته الفقه حتى مات. فلازم ولده من بعده، الذي اجازه بالتدريس والافتاء من سنة 876هـ
تنقلاته في طلب العلم:
لم يكتف عالمنا الجليل بما حصل عليه من علوم وثقافات من مصر، بل ارتحل إلى كثير من البلاد طلباً في المزيد، فسافر إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، والتكرور(غرب السودان). ويقول جلال الدينلما حججت شربت من ماء زمزم لأمور، منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر، ورزقت التبحر في سبعة علوم التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب البلغاء، لا على طريقة العجم وأهل
مؤلفاته:
تدارس العلماء كتبه في كل مكان، فعمرت بها المدارس والمعاهد، ودور الكتب، مما أثار عليه فريقاً من أقرانه ومعاصريه من العلماء فتحاملوا عليه، ورموه بما هو منه براء. وكان من أشد الناس خصومة عليه ، وأكثرهم تجريحا له، وتشهيراً به، المؤرخ شمس الدين السخاوي صاحب كتاب الضوء اللامع فقد ترجم له في هذا الكتاب، ونال من علمه وخلقه، مما يقع مثله بين النظراء والأنداد.. غير أن السيوطي انتصر لذاته في مقامة أسماها الكاوي، على تاريخ السخاوي.
حياته الخاصة:
كان الإمام السيوطي على أحسن ما يكون عليه العلماء ورجال الفضل والدين، عفيفاً كريماً، غني النفس، مبتعداً عن ذي الجاه والسلطان، لا يقف بباب أمير ووزير، قادماً برزقه من خانقاة شيخو، لا يطمع فيما سواه، وكان الوزراء والأمراء يأتون لزيارته ويعرضون عليه أعطياتهم فيردها، وقد حدث أن أرسل السلطان الغوري إليه مرة هدية من عبد وألف دينار، فرد شيخنا السيوطي الدنانير، وأخذ العبد ثم اعتقه، وجعله حارساً في الحجرة التي كانت فيها المخلفات النبوية بقبة الغوري(في ذلك الوقت)، وقال لرسول السلطان: لا تعد تأتينا قط بهدية، فإن الله أغنانا عن ذلك.
كان الإمام السيوطي كثيراً ما يردد شكر الله عزوجل على نعمة العلم والمعرفة، وقد سجل ذلك في ترجمته لنفسه فقال، : وقد كمل عندي الآن الجهاد بحمد الله تعالى، وأقول ذلك تحدثاً بنعمة الله تعالى لا فخراً، وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها بالفخر. وقد أزف الرحيل، وبدا الشيب، وذهب أطيب العمر. وفي العام 911هـ مالت الشمس للمغيب ، ورفعت أحدى سفن الأبدية مراسيها، مبحرة إلى العالم الآخر والرفيق الأعلى، توفي الإمام السيوطي ودفن بجوار خانقاة قوصون خارج باب القرافة وتعرف المنطقة الآن باسم جبانة سيدي جلال، نسبة إليه
.
إنّ ما أنجزه السيوطي – رحمه الله – من مؤلفات تعجز اليوم عن إنجازه مؤسسات ومراكز بحوث , رغم ما يتوافر لها عادة من مالٍ ورجال وعلماء ومصادر معلومات من الكتب والمراجع والحواسيب ونحوها . ولا شك أن توفيق الله سبحانه وتعالى , كان فوق الأسباب جمعيها التي هيأت للسيوطي تأليف هذه الكتب , " ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفى ذلك شاهداً لمن يؤمن بالقدرة "( 1 ) .

وأهم أسباب هذه العطاء العلمي النادر( 2 ) :

1- طموح السيوطي للمجد , ورغبته بالتفوق , والتصدّر في ساحة الحياة .
2- البعد عن الحياة العامة , والمجاملات الاجتماعية الفارغة التي لا تليق بأهل العلم أصلاً .
3- كثرة المصادر بين يديه , فقد ترك له أبوه مكتبة زاخرة بالمصنفات , وكان يتردد منذ صغره على المدرسة المحمودية , وبها مكتبة كبيرة من أنفس الكتب الموجودة في القاهرة .
4- أسلوبه في التأليف , فهو قد يختار مسألة من مسائل العلم , ولو صغيرة , فيفردها في رسالة مستقلة .
5- دخوله في مخاصمة بعض أهل العلم , حيث كانت تحفزه على التأليف انتصاراً لرأيه . وكان مما أعان السيوطي – رحمه الله – على التفرغ للكتابة , أنه ظلّ طويلاً متمتعاً بوظيفة المشيخة البيبرسية منذ تولاها أواخر عهد قايتباي( 3 ) .
وقد كتب الله جلّ وعلا لمؤلفاته الانتشار , " وسافَرَتْ إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور "( 4 ) , و " بلاد الروم وإسطنبول "( 5 ) , وأورد في كتابه " التحدث بنعمة الله " أخبار من حمل كتبه التي بدأت تسير إلى الآفاق( 6 ) منذ سنة 875 .

لقد تميز السيوطي بموسوعيته فيما يكتب , وجمعه للأقوال و النقول في المسألة بحيث يشبعها تحريراً وتنقيراً , سواء كان الموضوع مخترعاً أم مجموعاً .

وكلُّ تلك الأسباب السابقة كانت سبباً في تحدّثه بمؤلفاته والافختار بها , قال في فاتحة كتابه " الاقتراح في أًول النحو وجدله " : ( وهذا كتاب غريب الوضع , عجيب الصنع , لطيف المعنى , طريف المبنى , لم تسمح قريحة بمثاله , ولم ينسج على منواله , في علم لم أسبق إلى ترتيبه , ولم أتقدّم إلى تهذيبه , وهو أصول النحو الذي هو بالنسبة إلى النحو كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه ) .

وفي أول كتابه " الخصائص الكبرى " يقول : ( وهذا كتاب مرقوم يشهد بفصله المقربون , وسحاب مركوم , يحيا بوابله الأقصون والأقربون , كتاب نفيس جليس , محلّه محلّ الدرّة من ثمراته , وعبقت زهراته , وأشرقت أنواره ونيرانه , وصدقت أخباره آياته ... الخ ) .


*منهج السيوطي في مؤلفاته :

للسيوطي – رحمه الله – منهج في التأليف يمكن إيراده على الوجه التالي :

1- تلخيص كتب الآخرين والانتخاب منها , مثلب ما فعله في " تاريخ دمشق " لابن عساكر – رحمه الله - , و " الضوء اللامع " للسخاوي – رحمه الله – وغيرهما .
2- شرحه للكتب والمنظومات مثل شرحه على الألفية لابن مالك – رحمه الله - , وشواهد المغني لابن هشام – رحمه الله - .
3- أمانته في النقل , فهو يلتزم بعزو كل قولٍ إلى ما من قاله , كما يتبيّن من مؤلفاته العديدة .
4- اختلاف حجم كتبه ما بين الورقة الواحدة والمجلدات الكبيرة .
5- ضمّ مؤلفاته لعدد من عناوين كتبه مثل كتابه " الحاوي للفتاوى " الذي يضم نحو سبعين رسالة له .
6- تنوّع موضوعات كتبه في الفنون المختلفة .
7- نقلُه عن كتب دُثِرت الآن , مما ساعد على حفظ نصوصها لنا .

8- ذكره الأقوال المختلفة في الموضوع , مسندها إلى مَن قالها , ومناقشة الأدلّة , وبيان ترجيحه , أو توقفه عن الترجيح .
هذه أهم مظاهر منهجه في التصنيف , التي سار عليها في مؤلفاته .
قبر الكمال ابن البارزى بجبانة سيدى جلال بشارع بوابة الجبل [انظر الذيل ص 109] .


مسجد وضريح سيدى جلال الدين السيوطى بجبانة سيدى جلال- وقد حدد على بن جوهر السكرى موقع قبر جلال الدين السيوطى تحديدا واضحا فى كتابه الكوكب السّيّار إلى قبور الأبرار، وهو ينطبق على هذا المكان الذي يقع فى الشمال الشرق من «قبة على نور الدين القرافى» ، بالقرب من مدرسة المسبّح باشا.. وقد قام المرحوم أحمد تيمور باشا بتحقيق موضعه من خلال نصوص تاريخية، وأصدر بذلك كتابا عنوانه «قبر الإمام السيوطى وتحقيق موضعه» نشرته المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1346 هـ. وتوصل فيه إلى تحديد موضعه بالزاوية التى تنسب إليه هنا فى هذا الموضع. [الكوكب السيار، بتحقيق د. محمد عبد الستار ص 35 و 36 حاشية، وص 144
السيوطى


حسن المحاضرة فى أخبار مصر و القاهره من أهم كتب السيوطى.


مخطوطه بخط السيوطى.
جلال الدين عبد الرحمن السيوطى ( اتولد فى القاهرة 1445 - اتوفى فى القاهرة 9 اكتوبر 1505 ). كاتب و امام اسلامى و مؤرخ مصرى كبير من العصر المملوكى. السيوطى نسبه لسيوط اسم اسيوط فى العصور الوسطى.
بدا السيوطى فى التأليف و هو عنده 17 سنه. كتب حوالى 600 مصنف. من أهم كتبه فى التأريخ " حسن المحاضرة فى أخبار مصر و القاهرة " كان متبحر فى الثقافه الإسلاميه و اللغه وله أشعار و مقامات ، و بينتمى لمدرسة التأريخ المصريه فى العصور الوسطى. اعتبرته الناس ولى من أولياء الله الصالحين فى مصر.
اتعرف السيوطى بعزة النفس و بعده عن السلاطين و الامرا و كان بيرفض الهدايا من الامرا و الوزرا و بيتقال ان السلطان الغورى اهداه الف دينار و عبد فرجع الفلوس للسلطان و عتق العبد. عاش على فضل خانقاة شيخو و كان بيدرس اللغه و الفقه و الحديث. و فوق عزة نفسه اتعرف كمان بالنباهه و قوة الذاكره فحفظ القرآن و هو لسه ما كملش تمن سنين و حفظ ألفية ابن مالك فى النحو و عمدة الأحكام و شرحه لإبن دقيق العيد و غيرهم. و بيتقال انه اتلمذ على ايدين 600 شيخ.
مؤلفات السيوطى متنوعه جداً بين كتب كبيره و كتيبات ، و ما سابش فرع من فروع المعرفه اياميه من غير ما يكتب او يقول رأيه فيه ، و كتب عن حاجات كتيره فى الدين و الفقه و اللغه و الادب و التاريخ و حتى كمان عن الجنس و الاوضاع الجنسيه فى كتابه " نواضر الأيك فى معرفة النيك " ، و كان ليه منهج معروف هو انه كان بيكتب اسامى المصادر اللى اعتمد عليها فى كتاباته و بالذات فى كتبه الكبيره.ليه مصنفات مهمه زى " المزهر " فى اللغه ، و " بغية الوعاة فى طبقات اللغويين والنحاة " ، و " حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة " ، و ليه اشعار و مقامات.
انتقده السخاوى و اتهمه بالسطو على مؤلفات غيره فرد عليه بكتاب اسمه " الكاوى على تاريخ السخاوى ".
اتوفى السيوطى فى بيته فى جزيرة الروضه فى القاهره فى 9 اكتوبر سنة 1505 فى اواخر العصر المملوكى و اتدفن فى ضريح كبير فى حوش خانقاة قوصون بره باب القرافه و اشترت ناس حتت من هدومه للتبرك بيها و بقى ضريحه مزار للناس اللى اعتبروه ولى من أولياء الله الصالحين.
من مؤلفاته
• حسن المحاضرة فى أخبار مصر و القاهرة.
• لب اللباب فى تحديد الأنساب.
• تاريخ الخلفاء.
• الحبائك فى أخبار الملائك.
• نواضر الأيك فى معرفة النيك.
• الرسالة السلطانية.
• الأجوبة الزكية عن الألغاز السبكية.
• الكاوى على تاريخ السخاوى

وجلال الدين السيوطي للقران الكريم



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم




سُمِّي هذا التفسير بـ " الجلالين " نسبة إلى مؤلِّفيه الجليلين: جلال الدين المحلَّى ، و جلال الدين السيوطي ؛ وهو من التفاسير القيِّمة المفيدة، التي لاقت انتشاراً واسعاً بين المسلمين، وعمَّ النفع به ديار المسلمين كافة، لما امتاز به من عبارة وجيزة، وأسلوب واضح بيِّن، ليس فيه تعقيد ولا غموض .

وخبر هذا التفسير يفيد أن الإمام جلال الدين المحلَّي - رحمه الله - كان من العلماء المبرَّزين في القرن الثامن الهجري، بدأ بتأليف هذا التفسير من سورة الكهف وانتهى به إلى سورة الناس، وعندما شرع في تفسير سورة الفاتحة وما بعدها وافته المنيَّة قبل أن يُتمَّ كتابة تفسير النصف الأول من القرآن؛ ثم جاء الإمام السيوطي بعده - وهو من علماء القرن التاسع الهجري - فقطع العهد على نفسه بإتمام تفسير ما لم يتمكن الإمام المحلَّى من تفسيره؛ فشرع في تفسير سورة البقرة، وأتم التفسير إلى نهاية سورة الإسراء. وبعمل هذين الإمامين اكتمل هذا التفسير، الذي كان له من القبول الكثير، لأمور نلقي الضوء عليها في سطورنا التالية...

فالقارئ لهذا التفسير الجليل، لا يكاد يلمس فرقاً واضحاً بين طريقة الشيخين، فيما فسراه، بل لا يكاد يحس بمخالفة بينهما - لا شكلاً ولا مضموناً - في ناحية من نواحي التفسير المختلفة، اللهم إلا في مواضع قليلة لا تكاد تذكر .

ثم إن هذا التفسير قد جاء في غاية من الاختصار والإيجاز، ولعل هذا ما جعل له قبولاً وإقبالاً من الناس، ناهيك عن أسلوبه المميز، من سلامة في العبارة، وسلاسة في اختيار الألفاظ، وحسن تحرير للأقوال، وتقرير للمسائل، وتنقيح للإشكالات...

ومنهج المؤلِّفين في هذا التفسير كان يقوم على ذِكْرِ ما تدل عليه الآيات القرآنية، وما يُفهم منها، ومن ثَمَّ اختيار أرجح الأقوال وأصحها. ويقوم كذلك على إعراب ما يحتاج إلى إعراب، دون توسُّع أو تطويل يُخرج عن القصد، بل في حدود ما يفي بالغرض، ويوضح المقصود والمطلوب.

وكان من منهج المؤلِّفين - فوق ما تقدم - التنبيه على القراءات القرآنية المشهورة على وجه لطيف، وبتعبير وجيز، والإعراض عن القراءات الشاذة غير المرضيَّة .

ونظراً لأهمية هذا التفسير، وما امتاز به عن غيره من التفاسير، فقد اتجهت إليه هِمَمُ كثيرٍ من العلماء؛ فوضعوا عليه التعاليق المفيدة، وكتبوا عليه الحواشي الشارحة، وكان من أهم الحواشي التي كُتبت على هذا التفسير، حاشية الجمل، وحاشية الصاوي ، وهاتان الحاشيتان متداولتان بين أهل العلم .

حسن الخليفه احمد
02-06-2013, 11:08 AM
السيدة عاتكة بنت عبد المطلب رضى الله عنها
بمصر ؟

http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/DARUSH/100_1556_zps23c4c3b9.jpg

[align=center]فى إثناء زيارتى إلى السيدة رقية بنت الإمام على رضى الله تعالى عنهما وسبق أن تكلمت عنها وسوف يسوقنا الحديت إليها مرة أخرى إن شاء الله تعالى فوجد مقام مكتوب عليه السيدة ( عاتكة ) عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وكما هو موضح بالصور التالية

http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/EL%20-%20SAIDA%20-%20ROKIA/b3d6dbc4.jpg

http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/DARUSH/63506480631062906620665066306610_zps92706f64.jpg
http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/DARUSH/63506480631062906620665066206690_zps8eac2cbf.jpg

http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/DARUSH/63506480631062906620665066306600_zps3540f4dc.jpg

حسن الخليفه احمد
02-12-2013, 01:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من خطآبات السيد احمد ابن ادريس
للامام الختم
رضى الله عنهما

من خطابات سيدى احمد ابن ادريس للامام الختم رضى الله عنهما (بسم الله الرحمن الرحيم منا والينا ورحمة الله وبركاته تهمنا من الوالد الى الولد وقرة العين غاية الاولياء المحمدين بلاشك ولامين بشهادة رسول رب العالمين محمد عثمآن الاخذ باعلا غاية العروة الوثقى فى مقام الايمان والاحسان والسلام عليك ايها الولد الصفى ورحمة الله تعالى وبركاته وتحياته ورضوانه.
(امابعد) وصل الينا كتابك الاول والثانى اوصلك الله الى تجلى كماله ثم اعلم ان مخالطتك هذه مع الخوان جعلها الله لك تسليمة عن الفكرة فى الامر الذى انت تعلمه لانه يعلم منك استعجال الوقت ولابد من كونه عن قريب ان شاء الله تعالى(كأنهم يوم يرون مايوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار)
واعلم انى ذكرت لك الكلمات التى تقتضى المدح فى صدر الكتاب لتعلم فضل الله الاكبر ونعمته العظمى عليك فيتعين عليك حينئذ القيام بشكر المنعم جل وعلا واعلم ايها الصفى انه لو سال من عيون العالمين دموعا شوقا الى الله تعالى وخوفا منه لكان يحق لى ولك ان نبكى صديدا ولو سآل من عيون العالمين جدوال الدموع ينبغى لى ولك ان تسيل من عيوننا بحور دمآء لعظم النعمة علينا (اعملوا آل داؤد شكرا وقليل من عبادى الشكور)
كيف وقد قام سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه من طول القيام بين يدى الله لما نزل عليه قوله تعالى( انا فتحنا لك فتحا مبينا)
فقيل يارسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتاخر قال صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا .
وفى بطن هذا ان تاملت امورا عظاما تتحير فيها الافكار وتذهل فيها العقول وقد علمت السبب الذى يجب علينا فيه الشكر وفقنى الله وايك لشكره انه قريب مجيب)

حسن الخليفه احمد
02-12-2013, 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل الاحبة فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد افتقدنا بشدة اخينا الاستاذ علاء الدين محمد سعيد فقد ذكر بان له جرعة يتناولها ومنذ ذالك الحين لم نسمع عنه خبرا فبالله عليكم من يعرف له عنوان او تلفونا يدلنا عليه ويطمننا على حاله وصحته نسال الله ان يكون على اتم صحة وعافية

حسن الخليفه احمد
02-12-2013, 02:09 PM
نصائح أغلى من الذهب

1. ابتعد عن الافراط في تناول الأغذية البيضاء الثلاثة:
هي الملح والسكر والدقيق الأبيض تجنبها قدر الإمكان فالاكثار منها مضر بالتأكيد، قلل من الملح قدر الإمكان، واستعض عن السكر بالعسل، واستخدم الدقيق الأسمر بدل الأبيض.

2. مضغ الخضار جيدا :
إن مضغ الطعام جيدا يزيد من نسبة المواد الكيماوية التي تطلقها الخضراوات مثل البروكلي والملفوف والزهرة، هذه المواد الكيماوية مكافحة للسرطان.

3. المشي يوميــــا :
المشي اليومي لمدة نصف ساعة او ساعة يقلل من إمكانية الإصابة بمرض السرطان بنسبة 18 % ويساعد على التخلص من 3 كيلو غرامات تقريبا في السنة ويحافظ على قوام الجسم...

4. الإكثار من تناول اللوز :
يفضل تناول اللوز بين الوجبات اليومية وعند الشعور بالجوع فهو غني بالعناصر المغذية التي قد يفتقر الها النظام الغذائي اليومي ....

5. إضافة القرفة على القهوة :
ضع نصف ملعقة صغيرة من القرفة في فنجان القهوة اليومي حيث يسهم في خفض مستويات الكولسترول في الدم ويساعد الجسم على استخدام الانسولين بفاعلية أكثر وبالتالي فهو مفيد جدا لمرضى السكري إذا داوموا عليه....

6. لا داعي للعجلة والسرعة :
لا بد من اخذ الوقت عند القيام بالأعمال اليومية لتفادي التعرض لارتفاع ضغط الدم .

7. أضف نصف ملعقه صغيرة من الحبة السوداء إلى كوب لبن الزبادي خالي الدسم وتناول ذلك يوميا ان امكن ....

8. 3 حصص يومية من الخضار والفواكه :
احرص على تناول الخضار والفواكه بمعدل 3 حصص يومية فبالامكان ان تخفف من خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة 70 % ....

9. الثــــــوم صيدليه عجيبه يقي بإذن الله من كثير من الأمراض :
الثوم من اعجب الأدويه الطبيعيه لكثير من الأمراض ولكن بعد استعماله امضغ شيئ من الخضروات الخضراء مثل البقدونس حتى تزول رائحته ونظف فمك قبل الذهاب للمسجد.....

10. المر أفضل مضاد حيوي :
المضادات الحيوية الكيماويه مضره جدا إذا اكثرت من استعمالها ولكن المر مفيد كمضاد حيوي وله فوائد أخرى كثيره وليس له اي مضار فأستخدموه عند الحاجه كمضاد حيوي تجدوه عند العطارين ومحلات التداوي بالأعشاب ....

11. احرص على متابعة نوع الشامة على الجلد :
تشير الابحاث الى ان القدرة على ملاحظة التغيرات التي تطرأ على الشامات المختلفة على الجلد تزداد بنسبة 13% وان الحرص في ملاحظتها يجنب الاصابة بالسرطان .

12. نظافة الاسنان :
احرص على تفادي ترطيب فرشاة الاسنان بالماء قبل وضع المعجون عليها حيث ان الفرشاة الجافة تزيد من امكانية التخلص من البلاك بنسبة 67 % .

13. النوم بشكل افضل :
تناول التفاح لمكافحة الارق والنوم بشكل عميق فالنوم يساعد على مكافحة الشيخوخة المبكرة والاحتفاظ ببشرة شبابية ..

14. استخدم الخل دائما :
الخل وخاصة خل ""التفاح"" من افود المواد للجسم
وفوائده لاتحصى استخدموا ملعقه صغيره مع السلطه يوميا .

15. شرب الشاي الاخضر :
ينصح بتناول كوب من الشاي الاخضر يوميا والذي يمنع التاكسد في خلايا الجسم ، ويخفف من امكانية حدوث السرطان ولنتائج افضل اشربوه مركزا بدون سكر...

حسن الخليفه احمد
02-12-2013, 02:14 PM
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم




http://2.bp.blogspot.com/-JZ-b64C8DTg/UGqFP1I37iI/AAAAAAAAAiE/wj1avBSNa6c/s400/423395_478316238852727_1982115838_n.jpg (http://2.bp.blogspot.com/-JZ-b64C8DTg/UGqFP1I37iI/AAAAAAAAAiE/wj1avBSNa6c/s1600/423395_478316238852727_1982115838_n.jpg)

من تعليمه لنا عليه الصلاة والسلام

لعل مما يدل على أن الله هو من أرسل سيدنا ونبينا محمدا هو توآفق قول سيدنا مولانا محمد في الحديث التالي مع العلم الحديث في عدد المفاصل في الإنسان ..

روى الإمام مسلم عن عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل.........


لنتطرق لشرح تلك المفاصل ثم نأتي بالمصآدر العلمية :


المفاصل في جسم الإنسان

الأول: 147 المفاصل في العمود الفقري

25 المفاصل بين الفقرات.

72 المفاصل بين الفقرات والضلوع.

الثانية: 24 المفاصل في الصدر

2 المفاصل بين عظام القص والقفص الصدري.

18 المفاصل بين القص والضلوع.

2 المفاصل بين الترقوة والكتف (الكتف).

2 المفاصل بين الكتف والصدر و.

الثالثة: 86 المفاصل في الطرف العلوي

2 المفاصل بين عظام كتفي.

6 المفاصل بين المرفقين.

8 مفاصل بين المعصمين.

70 المفاصل بين عظام اليد.

الرابعة: 92 المفاصل في الأطراف السفلى

مفاصل الورك 2.

6 مفاصل بين عظام الركبة.

6 المفاصل بين الكعبين.

74 المفاصل بين عظام القدمين.

الخامسة: 11 المفاصل في الحوض

4 المفاصل بين فقرات العصعص.

6 المفاصل بين العظام acetabulm.

1 المشتركة للsumphysis العانة.

مجموع عدد من المفاصل: 360

..

والآن لنذهب للإثبآت العلمي بالمصادر العلمية :
وهـي عده روابط لمصآدر علمية أجنبية مختلفه مما لا يدعي مجالا للشك..


With some360 joints in the human body, there are a lot of opportunities for pain. This can range from minor soreness, to pain and stiffness that can seriously affect your quality of life.


1 - http://www.healthmd.com/joint-pain.htm (http://www.healthmd.com/joint-pain.htm)

2 - http://www.my-menopause-solutions.com/joint-pain.html (http://www.my-menopause-solutions.com/joint-pain.html)

3 - http://corawen.com/blog/?p=1836 (http://corawen.com/blog/?p=1836)

4 - http://www.livestrong.com/article/36-facts-insulin/ (http://www.livestrong.com/article/36-facts-insulin/)

5 - http://www.answerbag.com/q_view/1164556 (http://www.answerbag.com/q_view/1164556)

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حسن الخليفه احمد
02-13-2013, 07:02 PM
اللهم اشفيه وعآفيه وابدله صحة خيرا من صحته وعآفية خيرا من عافيته واجعل مالقى من شدة فى ميزأن حسناته بحق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 06:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
سئل الجنيد عن التصوف فقال : ( اسم جامع لعشرة معان ، الأول : التقلل من كل شىء من الدنيا عن التكاثر فيها ، والثاني : اعتماد القلب على الله عز وجل من السكون إلى الأسباب ، والثالث : الرغبة في الطاعات من التطوع في وجود العوافي ، والرابع : الصبر على فقد الدنيا عن الخروج الى المسالة والشكوى ، والخامس : التمييز في الأخذ عند وجود الشىء ، والسادس : الشغل بالله عز وجل عن سائر الأشياء ، والسابع : الذكر الخفي عن جميع الأذكار ، والثامن : تحقيق الإخلاص في دخول الوسوسة ، والتاسع : اليقين في دخول الشك ، والعاشر : السكون إلى الله عز وجل من الاضطراب والوحشة ، فإذا استجمع هذه الخصال استحق بها الاسم والا فهو كذاب ) .بالله عليك هل وجدت في هذه المعان خلقا يخالف أخلاق رسول الله (http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059) ؟أولا: التقليل من الدنيا التي نعتها خالقها بقوله (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت : 64] ، وقال سبحانه ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص : 77] ، لا افراط ولا تفريط ، ولا اسراف ولا تقتير ، وانما ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) [الأعراف : 31]، أكل ، وشرب ، وزينة من دون اسراف كما جاء في الاثر( انَّ لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ).ثانيا: اعتماد القلب على الله تعالى ( وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة : 23] ، ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3] ، توكل على ، مع الأخذ بالاسباب من تعلق القلب بالاسباب أو يعتمد عليها ، وانَّما اعتماده على خالقه الذي بيده الامر .ثالثا: الاكثار من الطاعات، أخرج البخاري في صحيحه( رقم 6137 ) من حديث أبي هريرة قال رسول الله http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059: (إنَّ الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)، هكذا يريد الصوفية الزيادة بالطاعات للوصول الى أعلى الدرجات (ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) .رابعا: الصبر على الدنيا دار البلاء والمحن ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة : 155ـ157] .خامسا: التمييز في الأخذ بين الحل والحرمة والشبهة ، عن النعمان بن بشير قال:سمعت رسول الله http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 يقول: (الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات: كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإنَّ لكل ملك حمى، ألا وإنَّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإنَّ في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)، حفظوا جوارحهم عن الحرام ، وشبهة الحرام ، فحفظ الله قلوبهم . قال العارف بالله الشيخ عبد القادر الكيلاني: ( لاتأكل الا ومعك شاهدان: كتاب الله، وسنة رسوله http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 ). سادسا: الشغل بالله عمن سواه ، من حيث أن غاية العبد رضى مولاه (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه : 84] ، وكل ما عدا الله وسائل . وأن يعيش العبد في حال المراقبة ،أو الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). سابعا: كثرة الذكر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )[الأحزاب : 41ـ42] ، وبالأخص الخفي منه ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف : 205] .ثامنا: تحقيق الاخلاص في العمل (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة : 5] ، والابتعاد عن الوسوسة ( مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ) [الناس :4ـ 6] تاسعا: اليقين ، جاء في البخاري في صحيحه(رقم 6970 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال النبي http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).وفي صحيح مسلم ( رقم2877) عن جابر. قال:سمعت النبي http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059، قبل وفاته بثلاث، يقول "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن".والظن هو اليقين قال تعالى : ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا) [يوسف : 110] ، وقال سبحانه: ( وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [يونس : 22] ،وقال سبحانه :( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )[التوبة : 118] .عاشرا: السكون إلى الله عز وجل من الاضطراب والوحشة ، قال تعالى على لسان رسول الله http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 : (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) [التوبة : 40] ،وقال سبحانه على لسان موسى عليه السلام: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء : 62] .فإذا استجمع العبد هذه الخصال استحق بها أن يقال عنه صوفي والا فهو كذاب .وأنت رأيت هذه الخصال لم تخرج قيد شبر عن الكتاب والسنة ، بل هي منهج رسول الله (http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059) قولا وفعلا وحالا .فكل منهج خالف منهج المصطفى، فظربه عرض الحائط ،ودونك منهج الذي زكى الله لسانه فقال: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم : 3ـ4]، وزكى بصره فقال : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم : 17] ، وزكى معه فقال: (وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) [التوبة : 61] ، وزكى فؤاده فقال : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )[النجم : 11] ، وزكى صدره فقال :( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح : 1]، وزكاه كله فقال: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4].وقد أبدع الحافظ ابونعيم عندما وصف حقيقة التصوف، فقالالتصوف أحوال قاهرة ، وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتأسرهم ، ويستعملون الأخلاق فتطهرهم ، تحلَّوا بخالص الخدمة ، فكفوا عن طوارق الحيرة ، وعصموا عن الانقطاع والفترة ، لا يأنسون إلا بالله ، ولا يستريحون إلا بحبه ، فهم أرباب القلوب المراقبون للمحبوب ، والتاركون للمسلوب ، سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين ، والمميزين بين الإخلاص والرياء ، والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية ، والمحاسبين للضمائر ، والمحافظين للسرائر ، المخالفين للنفوس ، والمحاذرين من الخنوس ـ التأخر ـ بدائم التفكر ، وقائم التذكر ، طلبا للتداني ، وهربا من التواني ، لا يستهين بحرمتهم إلا مارق ، ولا يدعى أحوالهم إلا مائق ، ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق ، ولا يحسن إلى موالاتهم إلا تائق ، فهم سرج الأفاق ، والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق ، بهم نقتدي ، وإياهم نوالي إلى يوم التلاق

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 06:53 PM
http://upload.traidnt.net/upfiles/5xU74186.gif
بسم الله الرحمن الرحيم. ﴿ ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا. إنك على كل شيء قدير﴾ . "اللهم اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين. سلما لأوليائك وعدوّاً لأعدائك. نحب بحبك من أحبك. ونعادي بعداوتك من خالفك."
الأدب لغة هو الدعوة والجمع والتعليم. فمن اجتمعت فيه خصال الدعوة إلى محامد الأفعال والأخلاق والنيات، وتحلى بمجامعها، وتعلمها ثم علَّمها فذاك الأديب.
والأدب في اصطلاح الصوفية وأهل السلوك عبارة عن حفظ آداب الحضرة الإلهية. وقد افتتح الأستاذ القشيري "باب الأدب" من رسالته بقول الله عز وجل عن نبيه وعبده محمد http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 في معراجه وقربه من ربه: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ [1] فعد ثبات رسول الله http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 في ذلك المقام الأقدس وطمأنينته أدبا. وعلق ابن القيم رحمه الله على صنيع الأستاذ فأحسن التعليق. قال: "لم يتجاوز البصر حده فيَطغَى، ولم يمِلْ عن المرئي فيزيغَ. بل اعتدلَ البصرُ نحو المرئي، ما جاوزه ولا مال عنه كما اعتدل القلبُ في الإقبال على الله، والإعراض عما سواه. فإنه أقبل على الله بكليته.(...) وهذا غاية الكمال في الأدب مع الله الذي لا يلحقه فيه سواه(...)"
وقال: "فلم يزل http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 في خفارة كمال أدبه مع الله سبحانه وتكميل مراتب عبوديته له حتى خرق حجب السماوات، وجاوز السبع الطباق، وجاوز سدرة المنتهى، ووصل إلى محل من القرب سبق به الأولين والآخرين. فانصبَّت إليه هناك أقسامُ القرب انصبابا، وانقشعت عنه سحائب الحُجْب ظاهرا وباطنا حجابا حجابا. وأقيمَ مقاما غَبَطه به الأولون والآخرون. واستقام هناك على صراط مستقيم من كمال أدبه مع الله، ما زاغ البصر وما طغى" [2] .
قلت: وفي هذا المقام الأسنى والدرجة العليا علمه ربه عز وجل وكلفه وشرفه، تتميما لتعليم الوحي لمَّا كان في الأرض وبعد أن رجع إليها. فاجتمع فيه http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 كمال العلم وكمال المحامد، وعلم أمته فأحسن التعليم كما علمه ربه وأدبه. روى ابن السمعاني عن ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صححه السيوطي أنه http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" .
فأدَبُ أتباعه http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059 يبتدئ وينتهي عند اتِّباعه صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن ربه عز وجل، مع محبته وطاعته. فالأدب بهذا المعنى هو الدين كله، يشمل آداب القول والفعل والتخلق والنية. يشمل آداب المسلمين والمومنين والمحسنين السالكين، كلٌّ على حسب مدرجته وحظه من الله ومن العلم بالله، يشمل الأدب مع الله عز وجل ومع رسوله الكريم ومع الخلق كافة.
يتعين على السالكين إلى مقامات الإحسان وفيها يقظة خاصة حتى يؤدوا مراسيم العبودية مما فرضهُ الله عز وجل وندب إليه ونهى عنه وكرهه بالدقة التي يحرسها الورع، ويُجَلِّلها في القلوب الحضور الدائم مع الله عز وجل، ويوفِّيها هضم حق النفس الزائغة الطاغية بطبعها وهواها ليُصان حقُّ الله وحق عباد الله.
الأدب إحسان يلُفُّ سلوك السائر إلى الله عز وجل، المتقرب إليه سبحانه بالفرض والنفل، وبالنية الصادقة الواثقة في أن يُوَفِّيَ له الله تبارك اسمه ما وعد. يكتنف الأدبُ أقوال المريد الصادق الواثق وأفعالَه وأخلاقَه وخلجات قلبه في علاقته بالمصحوب الذي يدله على الله، وعلاقته بالجماعة المرافقة له في الطريق، وعلاقته بالله عز وجل في الصلاة والذكرِ وسائر العبادات. منبع هذا الأدب القلب ورقيق معاملته وصادق تحبُّبِه ومجاملته. فإن كان في القلب بقايا من جفاء وجفوة، أو سطا عدوان النفس الهَلوعة المنوعة على فَيْضات القلب فكدَّر منها الصفو وأزعج منها الانبعاثَ، فيرد هذا السالك إلى سياسة نفسه في صفوف العوام لِسوء أدبه.
العبد السالك بين طاعة ونعمة توجبان الشكر، وبين قضاء وقدر يلزم معهما الصبر، وبين معصية وتقصير وغَفلة طارئة يفر منها إلى الله العزيز الغفور بالتوبة المجددة والاستغفار. فهو في كل حالاته متنقل لا يستقر من شعور لشعور، ومن حركة لحركة، ومن لفظ لسان إلى خَفْق جنان. كل هذا في عبادة لا تنقطع، يرجع دائما من الله إلى الله، شأن الذاكر الدائم على صلاته، المحافظ على دقائق أوقاته.
وقد تكلم المشايخ في الأدب كلاما يعود في جملته إلى قهر النفس والمعاملة القلبية مع الله عز وجل. قال سعيد بن المسيَّب التابعي الجليل: "من لم يعرف ما لله تعالى عليه في نفسه، ولم يتأدّبْ بأمره ونهيه، كان من الأدب في عزلة" . وقال عبد الله بن المبارك: "نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم" . وقال أيضا: "الأدب للعارف كالتوبة للمُستأنِف" .
وقال عالم الصوفية الشيخ سهل بن عبد الله التستُري: "من قهر نفسه بالأدب فهو يعبُد الله تعالى بالإخلاص" . وقال: "استعانوا بالله على أمر الله فصبروا على أدب الله تعالى" .
وقال ابن عطاء: "الأدب الوقوف معَ المستحسنات" . قيل له: وما معناه؟ قال: "أن تعامل الله تعالى بالأدب سرا وعلنا. فإذا كنت كذلك كنت أديبا وإن كنت أعجميّاً" .
وقال أبو علي الدقاق: "ترْكُ الأدب موجب يوجب الطرد، فمن أساء الأدب على البساط رُدَّ إلى الباب، ومن أساء الأدب على الباب رُد إلى سياسة الدواب" .
وذكر أبو نصر الطوسي السَّرّاج أدب الناس فقسمهم ثلاث طبقات: أهل الدنيا، وأهل الدين، وأهل الخصوصية. قال: "فأما أهل الدنيا فأكثر آدابهم في الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسمار الملوك. وأما أهل الدين فإن أكثر آدابهم في رياضة النفوس وتأديب الجوارح، وطهارة الأسرار وحفظ الحدود، وترك الشهوات، واجتناب الشبهات، وتجريد الطاعات، والمسارعة إلى الخيرات" .
قال: "وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم في طهارة القلوب، ومراعاة الأسرار، والوفاء بالعهود، وحفظ الوقت، وقلة الالتفات إلى الخواطر، وحسن الأدب في مواطن الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب" .
قلت: وكلما ارتقى العبد في سلم المعرفة بالله عز وجل كانت تكاليف الأدب وضبط النفس عليه أدقَّ وأرقَّ. وقد قال يحيى بن معاذ. "إذا ترك العارف أدبَه مع معروفه فقد هلك مع الهالكين" . ولخَّص الموقف النفسيَّ القلبيَّ للسالك خير تلخيص شيخ الإسلام ابن القيم فقال عن حالة الفتح وأخطار سوء الأدب فيه: "مواهب الرب تبارك وتعالى تنزل على القلب والروح، والنفس تسترق السمع. فإذا نزلت على القلب تلك المواهب، وَثَبَتْ لتأخذ قسطها منها، وتُصَيِّرَه من عُدَّتها وحواصلها. فالمسترسلُ معها، الجاهل بها، يَدَعُها تستوفي ذلك."
قال: "فبينا هو في موهبة القلب والروح وعُدة وقوة له، إذ صار ذلك كله من حاصل النفس وآلتها وعُدَدِها. فصالت به وطغت، لأنها رأت غناها به. والإنسان يطغى أن رآه استغنى بالمال، فكيف بما هو أعظمُ خطرا وأجـل قدراً من المال بما لا نسبة بينهما من علم أو حال أو معرفة أو كشف. فإذا صار ذلك من حاصلها انحرف العبـد به -ولا بد- إلى طرَفٍ مذموم من جُرْأة أو إِدْلاَلٍ ونحو ذلك" .
قال: "فوالله كم ههنا من قتيل وسليب وجريح يقول: من أين أُتيتُ؟ ومن أين دُهيتُ؟ ومن أين أصِبْتُ؟ وأقلّ ما يعاقب به من الحرمان بذلك أن يُغلق عنه باب المزيد."
قال: "ولهذا كان أرباب البصائر إذا نالوا شيئا من ذلك انحرفوا إلى طَرَفِ الذُّلِّ والانكسار ومطالعة عيوب النفس، واستدعوا حارسَ الخوف، وحافظوا على الرباط بملازمة الثغْر بين القلب وبين النفس، ونظروا إلى أقرب الخلق من الله عز وجل وأكرمِهم عليه وأدْناهم منه وسيلةً وأعظمهم عنده جاها، وقد دخل إلى مكة يوم الفتح وذقَنُه تمس قربُوسَ سَرْجه انخفاضاً وانكسارا، وتواضعا لربه تعالى في مثل تلك الحال التي عادة النفس البشرية فيها أن يملِكهَا سرورُها، وفرحها بالنصر والظفر والتأييد، ويرفعها إلى عنان السماء."
قال: "فالرجل من صان فتحه ونصيبه من الله، وواراه عن استراق نفسه، وبخل عليها به. والعاجز من جاد لها به. فياله من جود ما أقبحه، وسماحة ما أسفه صاحبها. والله المستعان" [3] .
قلت: لوجود علة النفس الميَّالة للفرح بزينة الدنيا وللطغيان إذا استغنت خاف المشايخ المربون على السالك أن توقفه عن السير وتزيغه عن القصد بوادر الفتح إن فاجأته قبل أن تزكُوَ نفسه وترتفع عن المطالب الدنيا. وكل ما سوى وجه الله عز وجل دون، ولو كان من علوم الغيب والكشف والكرامة. قال المشايخ رضي الله عنهم "من سبق فتحه جهاده لنفسه لا يأتي منه رجل" .
وقال الإمام عبد القادر رضي الله عنه: "يا قومُ. دعوا عنكم الهوسات والأمانيَّ الباطلة.(...) اِخرَسْ أنت. فإن أراد الله عز وجل منك النطق فهو ينطقك. إذا أرادك لأمر هيأك له. صحبتُه (سبحانه والأدب معه) خرسٌ كليٌّ. فإذا تم الخرس يجيء النطق منه إن شاء أو يديم ذلك إلى حينِ الاتصال بالآخرة. "وهذا معنى قول النبي http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059: " "من عرف الله كلَّ لسانُه" ". يَكِلّ لسان ظاهره وباطنه عن الاعتراض عليه في شيء من الأشياء. يصير موافَقَةً بلا منازعة. يُعْمِي عينيْ قلبه عن النظر إلى غيره. يتمزق سرُّه، ويتلاشى أمرُه، ويتفرق ماله، ويخرج من وجوده، ويخرج من دنياه وآخرته. يذهب اسمُه ورسمُه. ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ﴾ [4]."يوجِدُه بعد الفقد، يعيده خلقا آخر، يفنيه بيد الفناء، ثم يعيده بيد البقاء ليطلب اللقاء. ثم يعيده ليدعوَ الخلق من الفقر إلى الغنى. الغنى هو الغنى بالله عز وجل والاتصال به. والفقر هو البعد عن الله عز وجل والاستغناء بغيره. الغَنِيُّ من ظفر قلبه بقرب ربه عز وجل، والفقير من عدِمَ ذلك[5].

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 07:09 PM
قصة الإمام النابلسي مع المعز العبيدي

من أهم المهمات وأفضل القربات التناصح والتوجيه إلى الخير، والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عز وجل، ويباعد من رحمته، وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقدمه في بعض الآيات على الإيمان بالله تبارك وتعالى، قال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران:110].
وإن من أولى الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العلماء، وقد ذم الله تبارك وتعالى أحبار اليهود بسبب تقصيرهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال سبحانه: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [المائدة:62-63]، وقال تعالى: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة:79].
وهناك نماذج عبر التاريخ ممن ثبتوا على الحق وصدعوا به ووثقوا بما عند الله، ومن هؤلاء الأعلام الإمام أبو بكر النابلسي.
قال الإمام الذهبي رحمه الله معرفا به: "الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ النَّابُلسِيِّ... وَأَخْبَرَنِي الثِّقَةُ أَنَّهُ كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، صَائِمَ الدَّهْرِ، كَبِيْرَ الصَّوْلَةِ عِنْدَ العَامَّةِ وَالخَاصَّةِ... وَقِيْلَ: قَالَ شريفٌ مِمَّنْ يعَاندُهُ لَمَّا قَدِمَ مِصْرَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى سَلاَمَتِكَ، قَالَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى سلاَمَةِ دِينِي، وَسلاَمَةِ دُنْيَاكَ"(1).
أتى الإمام النابلسي من الشام إلى مصر أسيراً من قبل الفاطميين، وكان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر، وكان الإمام النابلسي رحمه الله ممن يأبى ذلك بل ويرى بوجوب قتال هؤلاء الشيعة العبيديون، فلما وصل إلى مصر، جاء جوهر الصقلي قائد الجند للمعز لدين الله الخليفة الفاطمي بالزاهد أبا بكر النابلسي.
وقد ذكر لنا هذه الحادثة غير واحد من المؤرخين، قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ترجمة المعز: "... كان يدعي إنصاف المظلوم من الظالم، ويفتخر بنسبه وأن الله رحم الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرًا وباطنًا، كما قال القاضي الباقلاني: إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه قبحهم الله وإياه.
وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبوبكر النابلسي، فقال له المعز بلغني عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين -أي الفاطميين- بسهم؟
فقال النابلسي: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله، فقال له كيف قلت؟ قال قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، ثم أمر بسلخه -وهو حي- وفي اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات. رحمه الله فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من نابلس إلى اليوم"(2).
وقال الإمامُ الذهبي في السير: "قَالَ أَبُو ذرٍ الحَافِظُ: "سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ، وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ، سَمِعْتُ الدَّارَ قُطْنِيَّ يذكُرُهُ، وَيَبْكِي، وَيَقُوْلُ: كَانَ يَقُوْلُ، وَهُوَ يُسْلَخُ: ﴿كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً﴾ [الإِسرَاء: 58]"(3).
وقال أيضاً: "قَالَ ابْنُ الأَكفَانِيِّ: "تُوُفِّيَ العَبْدُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّابُلسِيِّ، كَانَ يَرَى قِتَالَ المغَاربَةِ، هَرَبَ مِنَ الرَّملَةِ إِلَى دِمَشْقَ، فَأَخَذَهُ مُتَوَلِّيهَا أَبُو محمودٍ الكُتَامِيُّ، وَجعَلَهُ فِي قفصِ خشبٍ، وَأَرسَلَهُ إِلَى مِصْرَ، فَلَمَّا وَصلَ قَالُوا: أَنْتَ القَائِلُ، لَوْ أَنَّ مَعِيَ عَشْرَةَ أَسهُمٍ... وَذَكَرَ القِصَّةَ، فسُلِخَ وَحُشِيَ تِبْناً، وَصُلبَ"(4).
وذكر ابن العماد في شذرات الذهب عن سنة ثلاث ستين وثلاث مئة: "وفيها أبو بكر بن النابلسي محمد بن أحمد بن سهل الرملي الشهيد سلخه صاحب مصر المعز، وكان قد قال: لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم سهما ورميت بني عبيد تسعة فبلغ القائد جوهر فلما قرره اعترف وأغلظ لهم فقتلوه، وكان عابداً صالحاً زاهداً قوالاً بالحق"(5).
حكى ابن السعساع المصري، أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعدما صُلب وهو في أحسن هيئة، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:
حباني مالكي بدوام عز *** وواعدني بقرب الانتصارِ
و قربني و أدناني إليه *** وقال: انْعَمْ بعيشٍ في جواري(6)
ومن هذا الحدث العظيم الذي حصل للإمام النابلسي، نستفيد الكثير من الدروس والعبر، فمنها:
- الشجاعة في الاحتساب:
من خلال التأمل في قصة الإمام النابلسي نجد أنه لا يخاف في الله لومة لائم، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله، فعن عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل»(7).
وقد جاء الشرع المطهر بالتشجيع على الشجاعة في الاحتساب فقال تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج:41]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة:122].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «قل الحق، ولو كان مرًّا»(8).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»(9).
وجاء عند الإمام مسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فى العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»(10).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فكان فيما قال: «ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه» قال: فبكى أبو سعيد، وقال والله رأينا أشياء فهبنا(11).
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل الذي يعظ ولي الأمر وينصحه له أجر عظيم وجزاء وفير من رب العالمين، فعن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب و رجل قال إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله»(12).
- الثبات على الحق:
أهل الحق هم أعظم الناس صبراًَ على أقوالهم ومعتقداتهم، والثبات على الحق سيما أهل الحق منذ بزوغ فجر الإسلام، ألا ترى إلى أبي سفيان بن حرب حين سأله هرقل ملك الروم عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "هل يرتد أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه؟ فقال: لا، قال هرقل: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب"(13).
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "أما أهل السنة والحديث فما يعلم أحدٌ من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن".
وهذا حال الأنبياء وأتباعهم من المتقدمين كأهل الأخدود ونحوهم، وكسلف هذه الأمة والصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة، حتى كان مالك رحمه الله يقول:"لا تغبطوا أحداً لم يصبه في هذا الأمر بلاء".
يقول: "وإن الله لا بد أن يبتلي المؤمن، فإن صبر رفع درجته كما قال تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:1-3].
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة:24].
وقال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:3]"(14).
- كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُورا:ً
كلمة قالها الإمام النابلسي في اللحظات الأخيرة من حياته رحمه الله تعالى، تدل على مدى إيمانه بقضاء الله وقدره، وهو يعلم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»(15).

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 07:11 PM
من أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
في صحيح البخاري: «أن رجلاً أعرابياً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يطوف بالكعبة فجبذه بشدة مع ردائه أو بردائه، فأثر ذلك في رقبته، فالتفت إليه مبتسماً عليه الصلاة والسلام، فقال الأعرابي بشدة وغلظة، وبدون مقدمات: يا محمد أعطني من مال الله الذي ليس من مالك، ولا من مال أبيك, فقال الشفيق العطوف على أمته: أعطوه، فأعطاه الصحابة وادٍ من الغنم، فذهب الرجل إلى قومه، وقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة» وفي رواية: «لا يخشى الفقر»(1).
إنه فعل مشين، وأمرٌ منكر، أن يُصنع بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويفعل معه هذا الفعل، جذبٌ بقوة، وتأثير في رقبته الشريفة، ثم ماذا؟ نداء فيه سوء أدب مع معلم البشرية -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك كلّه قابله -صلى الله عليه وسلم- بابتسامة مشرقة، وفعل جميل، وكانت النتيجة والثمرة لتصرفه الحكيم -صلى الله عليه وسلم-، أن الرجل أصبح داعية إلى قومه يحثهم على الدخول في الإسلام؛ لذا قال أنس -رضي الله عنه-: «خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟، ولا لشيء تركته: لم تركته؟ وكان من أحسن الناس خُلُقاً، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً، ولا شيئاً كان ألين من كفّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا شممت مسكاً قط، ولا عطراً كان أطيب من عرق النبي -صلى الله عليه وسلم- »(2).
فأسلوب التعامل فيمن يقع في الخطأ مهم جداً، فأنت حينما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تذكّر أمرين:
الأول: النيّة، فاستحضر النية الصالحة, فأنت في عمل جليل ومبارك، وستؤجر وتثاب عليه.

الثاني: تخيّر في نفس الوقت الأسلوب الجميل، والتصرف الحكيم، والكلمة الطيبة والتي لها تأثير في إنكارك، وذلك حسب المقام والحال.
وانظر إلى موقف آخر، موقف رائع وجميل، يتجلى فيه مكارم الأخلاق، ويشرق فيه خُلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكيف يتعامل مع الخطأ!؟

يقول معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-: «صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمّتونني، فلما رأيتهم يسكتونني سكت، فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي وأمي ما ضربني ولا سبني». وفي رواية: «فما رأيت معلماً قط أرفق من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: "إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن»(3).
وقصة الصحابي الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد، فقام الصحابة لينهروه، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فترك حتى فرغ من حاجته، فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووجهه توجيهاً نبوياً رفيقاً بقوله: «إن هذه المساجد لا تصلح لهذا, إنما هي لذكر الله والصلاة، فقال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحد, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يضحك: لقد حجرت واسعاً»(4).
وأذكر موقفين رائعين في كيفية التعامل مع من ارتكب خطأً:
الأول: "أن زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله خرج من المسجد يوماً، فاعترضه رجل في طريقه فسبه، فقام الناس إليه يريدون ضربه، فقال: دعوه، ثم أقبل عليه، وقال: ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل، فألقى عليه خميصة، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل إذا رآه قال: إنك من أولاد الأنبياء".
الثاني: ومرة "كان يتوضأ فصب عليه مولاه ماءً حاراً ففزع، وغضب، فقال له: والكاظمين الغيظ، قال زين العابدين: كظمت غيظي، قال: والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك، قال: والله يحب المحسنين، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جرأة سيدنا عبد الله بن مسعود في قول الحق والثبات على الشدائد
حينما يكون الإيمان بالله قويا يقدم صاحبه على تجشم الصعاب واقتحام المخاطر من أجل نصرة هذا الدين الذي آمن به وخالطت محبته شغاف قلبه، فتبرز قوة الإيمان، و تتفوق -رغم قلة العدد وضعف الإمكانات المادية- على كثرة العدد ووفرة القوة المادية..
موقف عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الجرأة في قول الحق والثبات على الشدائد..
فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أحد علماء الصحابة الذي انتشر الإسلام على أيديهم و خرجوا أجيالا من العلماء بالدين، نجده يتحدى زعماء قريش، وهم في عزهم ودولتهم، وهو الضعيف من ناحية العشيرة، فيجهر بالقرآن أمامهم في المسجد الحرام، ولم يكن يستطيع الجهر به آنذاك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقلة عدد المسلمين وشدة الضغط عليهم من الكفار..
التعريف به:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن من أهل مكة. من أكابر الصحابة فضلاً وعقلا. ومن السابقين إلى الإسلام. وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين. شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلي الله علية وسلم وكان أقرب الناس إليه هدياً ودلاًوسمتاً. أخذ من فيه سبعين سورة لا ينازعه فيها أحد. بعثه عمر إلى أهل الكوفة ليعلمهم أمور دينهم. له في الصحيحين 848 حديثاً(1).
موقفه الاحتسابي في جهره بالقرآن -رضي الله عنه-:
قال محمد بن إسحاق رحمه الله في بيان ذلك: و حدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن(2)، -بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.. قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا، فقالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله سيمنعني..
قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) رافعا بها صوته، (الرحمن، علم القرآن) قال: ثم استقبلها يقرؤها.. قال: فتأملوا فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟-وكانت هذه كنيته- قال: ثم قالوا: إنه يتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ... ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا، حسبك أن قد أسمعتهم ما يكرهون(3).
وهكذا نجد أن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في أول الإسلام هو أول من جهر بالقرآن الكريم بمكة المكرمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالرغم من كونه لا عشيرة له تحميه من أذى المشركين، ونجد في هذه القصة إن إخوانه المؤمنين يذكرونه بذلك، ويبينون له خطورة الأمر بالنسبة له، ولكنه يصر على أن يجهر بالقرآن أمام زعماء قريش، ويقول لإخوانه: دعوني فإن الله سيمنعني، ونجد عبد الله بن مسعود بهذا الموقف يضرب مثلًا عاليًا يستفد منه المحتسب أهمية التوكل على الله تعالى.
فالمحتسب يجب عليه قبل احتسابه أن يتوكل على الله، ولا يتوكل على نفسه، ولا على حسن أسلوبه، ولا على ما معه من سلطه، مخولة إليه من الإنكار على غيره أو غير ذلك.
والتوكل كما عرفه بعض السلف:
فقال سهل: التوكل الاسترسال مع الله مع ما يريد.
وقال بشر الحافي: يقول أحدهم: توكلت على الله. يكذب على الله ولو توكل على الله رضي بما يفعل الله.
وقال ابن عطاء: التوكل أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها.
وقيل: التوكل قطع علائق القلب بغير الله ". فالتوكل: هو الاعتماد على الله سبحانه، وتعالى في جلب المطلوب، وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها(4).
ومن خلال هذا التعريف يتبين لنا انه لا بد من تحقق أمرين مهمين:
الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتمادا صادقا حقيقيا.
الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها.
فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب نقص توكله على الله ويكون قادحا في كفاية الله فكأنه جعل السبب، وحده هو العمدة فيما يصبو إليه من حصول المطلوب وزوال المكروه. وإذا عظم ذكر الله سبحانه في قلب المؤمن هان عنده كل شيء، فقد هان هؤلاء الكفار على ابن مسعود بالرغم من شراستهم و تحزبهم ضد دعوة الحق، فتحداهم بما يكرهون، وذلك لأن وجود الإيمان بالله عزوجل في قلبه كانت نسبته عالية جدا، بينما كانت وجود هيبة الكفار في قلبه ضئيلة جدا، فأقدم على مواجهتهم بذلك.
وبهذا نعلم أن الرهبة من أعداء الإسلام تتضخم في قلب المسلم بقدر تضاؤل وجود الإيمان بالله تعالى في قلبه، بينما تتضاءل رهبته منهم بقدر قوة إيمانه بالله تعالى وهيمنة هذا الإيمان على مشاعره وسلوكه.
وحيث إن ثقة ابن مسعود رضي الله عنه بالله كانت عالية، و توكله عليه كان عظيما، فإن الله تعالى منعه من الكفار فلم يقتلوه بالرغم من أنه لا عشيرة له تحميه، و إنما اكتفوا بتفريغ غضبهم منه بضربه على وجهه، ورجع منهم مظفرا منصورًا، قد نال بغيته بالجهر بينهم بتلاوة كتاب الله تعالى.
وقد تكون لديه رضي الله عنه من هذا الموقف الشجاع قدر عال من الإيمان بالله تعالى، إلى جانب ما تضاءل في نفسه من هيبتهم، فأصبح مستعدا لتحديهم مرة أخرى، حيث قال لأصحابه: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا.
وهكذا أخي المحتسب فالشجاعة في قول الحق تقوي الإيمان بالله تعالى، وتضعف من هيبة الأعداء ومكانتهم.. اللهم مكن لأهل الحسبة ومن يعينهم، وارزقهم الشجاعة في قول الحق. والله أعلى و أعلم.

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 07:15 PM
بلال بن رباح.. -رضي اللّه عنه- وصبره على التعذيب من أجل دينه
إن الناظر في مواقف الصحابة -رضي الله عنهم- يجد لهم مواقف احتسابية كثيرة جدًّا لا يستطيع أحد أن يحصرها؛ لأنهم -رضي اللّه عنهم- باعوا أنفسهم، وأموالهم وحياتهم للّه، ابتغاء مرضاته، وخوفًا من عقابه، ففازوا بسعادة الدنيا والآخرة.
ومن درس حياتهم، ونظر إلى تطبيقهم للإِسلام قولًا، وعملًا، واعتقادًا ازداد إيمانه، وأحبهم؛ فيحصل له بذلك محبة اللّه تعالى.
ومن هؤلاء الصحابة-رضوان الله تعالى عليهم- بلال بن رباح رضي الله عنه-
التعريف به:
هو الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشى أبو عبد الله، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنه على بيت ماله، وأحد السابقين للإسلام، من مولدي السراة، شهد المشاهد مع رسول الله، ولما توفى رسول الله أذن بلال، ولم يؤذن بعد ذلك، توفى بدمشق سنة 20 هجرية.
صبره واحتسابه على عذاب أمية بن خلف له من على توحيده وإيمانه بالله:
فهذا بلال بن رباح -رضي اللّه عنه- كان يعذبه أمية بن خلف على توحيده وإيمانه بالله -تعالى-
وقد عذبه أشد العذاب، ومن ذلك أن أمية كان يُخرجُ بلالًا إذا حميت الشمس في الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصّخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول وهو في ذلك البلاء: أَحدٌ أَحدٌ، فمر به أبو بكر فاشتراه.
وهذه الكلمة التي زعزعت كيان أمية بن خلف(1)
فهذا الموقف العظيم منه-رضي الله عنه- فيستفيد منه المحتسب عدة دروس مهمة تعينه على القيام بأمر الحسبة، ومن أهم هذه الدروس:
1- الصبر على الحسبة:
فالصبر خلق رفيع جليل به يأتي الفرج وينال المراد وهو خلق الأنبياء جميعا عليهم السلام والله عزوجل خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم مرات كثيرا موصياً إياه بالصبر..
فقال:﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النحل:127]
"واصبر -أيها الرسول- على ما أصابك مِن أذى في الله حتى يأتيك الفرج, وما صبرك إلا بالله, فهو الذي يعينك عليه ويثبتك, ولا تحزن على مَن خالفك ولم يستجب لدعوتك, ولا تغتم مِن مكرهم وكيدهم; فإن ذلك عائد عليهم بالشر والوبال"
وقال عز وجل: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [غافر:77]
فإن مما لاشك فيه أن أخلاق المحتسب المسلم الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر هي أخلاق الإسلام التي بينها الله تعالى في قرآنه وفصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته، وانصبغ بها صحابته الكرام في سلوكهم. وهي لازمة لكل مسلم.
فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فلا بد للمحتسب من صبر على الحسبة؛ ولهذا أمر الإسلام بالصبر قال الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200] وقال الله ﴿اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [هود:115]
وقال الله ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الروم:60] إلى غير ذلك من الآيات.
وإذا كان الصبر ضرورياً لأي إنسان، لا سيما للمسلم، فإن الصبر للمحتسب أشد ضرورة له من غيره؛ لأنه يعمل في ميدانين ميدان نفسه، يجاهدها ويحملها على الطاعة ويمنعها من المعصية، وميدان خارج نفسه، وهو ميدان الحسبة، ومخاطبة الناس في موضوعها، فيحتاج إلى قدر كبير من الصبر في المجالين. مجال النفس ومجال الحسبة، حتى يستطيع تجاوز العقبات وتحمل الأذى، فان فقد الصبر قعد أو انسحب من الميدان وحق عليه الحساب وفاته الثواب.
2- الثبات على الحق:
فالثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمنين الصادقين، قال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم:27] وقدوتنا في ذلك هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد لاقى ما لاقى ومع ذلك كان أشد ثباتًا حتى بلغ رسالة ربه على أتم وجه.
والمحتسب من أولى الناس أن يتصف بتلك الصفة العظيمة، فالثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمنين الصادقين، فعلى المحتسبين حين تعصف بهم المحن فعليهم بالثبات بما هم عليه عن طريق الصبر والثبات والجهاد والتضحية، حتى يأذن الله بالنصر، أو يفوزوا بالشهادة فينالوا المغنم في الدنيا ويحظون بالدرجات العليا في الآخرة.
فإن جاء الابتلاء وأوذوا في سبيل الله فما على المحتسبين إلا الصبر والثبات على الحق، وعدم المساومة في دين الله إلى أن يأتي نصر الله.
3- أن الأعداء تتربص بأهل الإيمان:
إن حرب الأعداء على حملة هذا الدين قائم، وإذا أسفر الباطل عن وجهه الكالح السواد، فكشر عن أنيابه، واستخدم كل أساليب البطش والتنكيل والتعذيب والقتل معتقداً أنه بهذا الأسلوب سيقتضي على الحق وحملته، وهذه هي سنة الله في دعاة الحق وحملته وأنصاره، فإن جاء الابتلاء وأوذوا في سبيل الله فما عليهم إلا الصبر والثبات على الحق، وعدم المساومة في دين الله إلى أن يفتح الله بينهم وبين الكافرين.

حسن الخليفه احمد
02-17-2013, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من اقوال الصوفيه فى التوبه :
سئل ذو النون المصرى عن التوبه فقال:توبة العوام من الذنوب,وتوبة الخواص من الغفله.
وكان محمد بن على التميمى يقول :شتان ما بين تائب يتوب من الزلات ,وتائب يتوب من الغفلا,وتائب يتوب من رؤية الحسنات.
وقال ذوالنون:حقيقة التوبه ان تضيق عليك الارض بما رحبت حتى لا يطيب لك قرار,ثم تضيق عليك نفسك,كما اخبر الله تعالى فى كتابه بقوله(وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا).
وقال ابن عطاء الله:التوبه توبتان توبة الانابه,وتوبة الاستجابه,فتوبة الانابه ان يتوب العبد خوفا من عقوبته,وتوبة الاستجابه ان يتوب حياء من كرم الله تعالى.
وقيل لابى حفص:لم يبغض التائب الدنيا؟ قال:لانها دار باشر فيها الذنوب,فقيل له ايضا:هى دار اكرم الله فيها التائب بالتوبه,فقال:انه من الذنب على يقين,ومن قبول توبته على وجل.
قال رجل لرابعه:انى قد اكثرت من الذنوب والمعاصى فلو تبت هل يتوب على,فقالت:لا بل لو تاب عليك لتبت.
قال يحى بن معاذ: زلة واحدة بعد التوبه اقبح من سبعين قبلها.
وعن ابى عمر الانماطى: ركب على بن عيسى الوزير فى موكب عظيم فجعل الغرباء يقولون: من هذا من هذا؟,فقالت امراة قائمة على الطريق:الى متى تقولون من هذا,من هذا.هذا عبد سقط من عين الله فابتلاه الله بما ترون,فسمع على بن عيسى ذلك فرجع الى منزله,واستعفى من الوزاره,وذهب الى مكه وجاور بها.
يقول الامام ابو العزائم: قال الله تعالى فى خطاب العموم(وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون)معناه: ارجعوا اليه من هوى نفوسكم, ومن ملازمة شهواتكم حتى تظفروا بمعية
ربكم عز وجل فى نعيم لا زوال له ولا نفاد,ولكى تسعدوا بجنة عاليه قطوفها دانيه وتنجوا من النار,فهذا هو الفلاح.

من اقوال الصوفيه فى التوبه :
سئل ذو النون المصرى عن التوبه فقال:توبة العوام من الذنوب,وتوبة الخواص من الغفله.
وكان محمد بن على التميمى يقول :شتان ما بين تائب يتوب من الزلات ,وتائب يتوب من الغفلا,وتائب يتوب من رؤية الحسنات.
وقال ذوالنون:حقيقة التوبه ان تضيق عليك الارض بما رحبت حتى لا يطيب لك قرار,ثم تضيق عليك نفسك,كما اخبر الله تعالى فى كتابه بقوله(وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا).
وقال ابن عطاء الله:التوبه توبتان توبة الانابه,وتوبة الاستجابه,فتوبة الانابه ان يتوب العبد خوفا من عقوبته,وتوبة الاستجابه ان يتوب حياء من كرم الله تعالى.
وقيل لابى حفص:لم يبغض التائب الدنيا؟ قال:لانها دار باشر فيها الذنوب,فقيل له ايضا:هى دار اكرم الله فيها التائب بالتوبه,فقال:انه من الذنب على يقين,ومن قبول توبته على وجل.
قال رجل لرابعه:انى قد اكثرت من الذنوب والمعاصى فلو تبت هل يتوب على,فقالت:لا بل لو تاب عليك لتبت.
قال يحى بن معاذ: زلة واحدة بعد التوبه اقبح من سبعين قبلها.
وعن ابى عمر الانماطى: ركب على بن عيسى الوزير فى موكب عظيم فجعل الغرباء يقولون: من هذا من هذا؟,فقالت امراة قائمة على الطريق:الى متى تقولون من هذا,من هذا.هذا عبد سقط من عين الله فابتلاه الله بما ترون,فسمع على بن عيسى ذلك فرجع الى منزله,واستعفى من الوزاره,وذهب الى مكه وجاور بها.
يقول الامام ابو العزائم: قال الله تعالى فى خطاب العموم(وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون)معناه: ارجعوا اليه من هوى نفوسكم, ومن ملازمة شهواتكم حتى تظفروا بمعية
ربكم عز وجل فى نعيم لا زوال له ولا نفاد,ولكى تسعدوا بجنة عاليه قطوفها دانيه وتنجوا من النار,فهذا هو الفلاح.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


حزب النصر لسيدي الإمام ابو الحسن الشاذلي (http://alshrefalm7sy.googoolz.com/t43-topic#50)

حزب النصر
لسيدي الإمام ابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه
( بسم الله الرحمن الرحيم)
اللهم بسطوة جبروت قهرك،وبسرعة إغاثة نصرك،وبغيرتك لانتهاك حرماتك،وبحمايتك لمن أحتمي بآياتك،نسألك ياالله ياقريب ياسميع يامجيب ياسريع ياجباريامنتقم ياقهارياشديد البطش يامن لايعجزه قهرالجبابرة ولايعظم عليه هلاك المتمردة من الملوك والأكاسرة أن تجعل كيد من كادني في نحره ومكرمن مكربي عائدا عليه وحفرة من حفر لي واقعا فيها و من نصب لي شبكة الخداع اجعله يا سيدي مساقا إليها ومصادا فيها وأسيرا لديها..................
اللهم بحق...كهيعص...أكفناهم العدا ولقهم الردي وأجعلهم لكل حبيب فدا وسلط عليهم عاجل النقمة في اليوم والغدا.............................
اللهم...بدد شملهم...اللهم...فرق جمعهم...اللهم...أقلل عددهم...اللهم...فل حدهم...اللهم...أجعل الدائرة عليهم...اللهم.....أرسل العذاب إليهم...اللهم...أخرجهم عن دائرة الحلم واسلبهم مدد الأمهال وغل أيديهم وأرجلهم واربط على قلوبهم ولاتبلغهم الآمال...اللهم...مزقهم كل ممزق مزقته لأعدائك انتصارا لأنبيائك ورسلك ولأوليائك و عبادك المؤمنين...اللهم...انتصر لنا انتصارك لأحبابك على أعدائك...اللهم...لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا..حم..حم..حم..حم..حم..حم..حم.. حم الأمر وجاء النصر فعلينا لا ينصرون.. حم...عسق...حمايتنا مما نخاف.....اللهم قنا شر الأسوأ ولا تجعلنا محلا للبلوا...اللهم...أعطنا أمل الرجاء وفوق الأمل،ياهو...ياهو...ياهو...يامن بفضله لفضله نسأل، نسألك ...العجل... العجل العجل...إلهى...الإجابة... الإجابة ... الإجابة... يامن أجاب نوحا في قومه،يامن نصرإبراهيم على أعدائه،يامن رد يوسف على يعقوب،يامن كشف الضرعن أيواب،يامن أجاب دعوة زكريا،يامن قبل تسبيح يونس بن متى..نسألك باسرارأصحاب هذه الدعوات المستجابات أن تقبل ما به دعوناك،وأن تعطينا ما سألناك،وأنجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين.....أَن لاإِلَهَ إِلاَّأَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ...

انقطعت آمالنا وعزتك إلا منك .وخاب رجاؤنا وحقك إلا فيك.....

إن أبطأت غارة الأرحام وإبتعدت...........................فأقرب الشيء منا غارةالله
يا غارة الله جدي السير مسرعة...........................في حل عقدتنا ياغارة الله
عدت العادون وجاروا............................................ ..ورجون الله مجيرا. وكفي بالله وليا.............................................. ..........وكفى بالله نصيرا.

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
استجب لنا آمين. آ مين. آمين......فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

وصلي الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة
لسيدى الحآج عمآر العزابى

السلام عليكم و رحمة الله ورحمة الله
سادتي اهدي اليكم هذه القصيدة لسيدي الحاج عمار العزابي التي هي ذات ذوق و معنى و فهم
جازاه الله عنا كل خير و زاد الله في عمره و انفاسه و نفع الله به الطريق و اخواننا

بَدأْتُ بإسم الله القدوس السلام و بصلاة الله و أزكى السلام
على أحمد محمد و الآل الكرام
من توزر سلامي إلى طيبة البتول و من شيخي و إمامي إلى طه الرسول
النبي التهامي و الآل الكرام
لعطرة هادينا و نور الوجود و عبير المدينة و المسك و العود
و النُسيمة الزينة و عطر الخُزام
و بذي الحُليفة ووادي العقيق معاني لطيفة و إحساس رقيق
و الروضة الشريفة عروس السلام
للروضة الهيفاء عروس المجالس لأصل الصفاء و بحر النفائس
طه المصطفى رسول السلام
ها هنا إلتقينا و لي منكم تُذكار بالكأس إرتوينا ما بينا الأخيار
و غنيت و غنينا وجدًا و هيامْ
قف هنا ذكرنا بليالي الجمال وبالقرب بشرنا و لطف الوصال
عشقكم حيرنا بدءًا و إختتام
قف هنا بالركب كي نسقى كؤوس ومن فيض القطب بكرة عروس
مع الآل و الصحب فُحول الغرام
كان لي خليلا أصيل الملاح قالولي عليلا نحيل الجناح
بالحمى نزيلا أفناه الغرام
و كان مشوّق كثير الوفاء حمام مطوّق جار المصطفى
قُليبه معلق بباب السلام
فبحثت عنه طويت الآفاق و سمعت منه على العهد باقْ
فكيف أخُنه إسماعيل الهُمام
قُتلو يا حبيبي جريح الحشى طبيبك طبيبي يفعل ما يشاء
و نصيبك نصيبي وجدًا و هُيامْ
علمتك بكايا و عشق الربوع و حفظ الوصايا ما بين الضلوع
و أمنتك ندايا يا طير الحمام
و منحتك ودادي و حفظ العهود للرسول الهادي و نور الوجود
و أوصيتك يا شادي و الطير نيام
و أصررتك غرامي و معاني الحنين ووجدي و هيامي بين الذاكرين
و حملتك سلامي يا طير الحمام
إحمل عناقيدي ومعاني العبر وشدوي وتغاريدي وكؤوس السحر
و آهاتي و تنهيدي مع أزكى السلام
و عندو داوينا أستاذي النحرير و بعطفه صحينا و لطف القدير
و بتوزر غنينا متى يا كرام

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث قدسي
.
قال الله تعالى في حديثه القدسي : "أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي" فإن
الله تعالى لا يكون عندك حتى تنكسر جملة هواك وإرادتك, فإذا انكسرت ولم
يثبت فيك شيء ولم يصلح فيك شيء, أنشأك الله فجعل فيك إرادة, فتريد بتلك
الإرادة, فإذا صرت في الإرادة المنشأة فيك، كسرها الربّ تعالى بوجودك
فيها, فتكون منكسر القلب أبداً, فهو لا يزال يجدد فيك إرادة ثم يزيلها عند
وجودك فيها هكذا إلى أن يبلغ الكتاب أجله, فيحصل اللقاء, فهذا هو معنى
"عند المنكسرة قلوبهم من أجلي" ومعنى قولنا عند وجودك فيها هو ركونك
وطمأنينتك إليها. قال الله تعالى في حديثه القدسي , الذي يرويه صلى الله
عليه وسلم : (لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته
كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله
التي يمشي بها) وفي لفظ آخر "فبي يسمع ، وبي يبطش وبي يعقل". وهذا إنما
يكون في حالة الفناء لا غير, فإذا فن...يت
عنك وعن الخلق, والخلق إنما هو خير وشر, فلم ترج خيرهم ولا تخاف شرهم بقي
الله وحده كما كان, ففي قدر الله خير وشر, فيؤمنك من شر القدر ويغرقك في
بحار خيره, فتكون وعاء كل خير, ومنبعاً لكل نعمة وسرور وحبور وضياء أمن
وسكون، فالفناء والمنى والمبتغى والمنتهى حد ومرد ينتهي إليه مسير
الأولياء, وهو الاستقامة التي طلبها من تقدم من الأولياء والأبدال أن
يفنوا عن إرادتهم وتبدل بإرادة الحق عزَّ وجلَّ, فيريدون بإرادة الحق
أبداً إلى الوفاة، فلهذا سموا أبدالاً رضي الله عنهم, فذنوب هؤلاء السادة
أن يشركوا إرادة الحق بإرادتهم على وجه السهو والنسيان وغلبة الحال
والدهشة, فيدركهم الله تعالى برحمته بالتذكرة واليقظة, فيرجعوا عن ذلك
ويستغفروا ربهم, إذ لا معصوم عن الإرادة إلا الملائكة, عصموا عن الإرادة،
والأنبياء عصموا عن الهوى, وبقية الخلق من الإنس والجن المكلفين لم يعصموا
منها غير أن الأولياء بعضهم يحفظون عن الهوى, والأبدال عن الإرادة, ولا
يعصمون منهما على معنى يجوز في حقهم الميل إليهما في الأحيان, ثم يتداركهم
الله عزَّ وجلَّ باليقظة برحمته.
اللهمّ أرجمنا برحمتك الواسعة يا أرحم الرّاحمين
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:21 AM
حزب التوسل للقطب الولي مولاي ابي الحسن الشاذلي قدس الله سره (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/showthread.php?t=6423)


حزب التوسل (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%CA%E6%D3%E1) للشاذلي قدس الله (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%E1%E5) سره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني أتوسل بك إليك . اللهم إني أقسم بك عليك .اللهم كما كنت دليلي عليك , فكن شفيعي إليك. اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك , فجد اللهم بما أعطيت عليَّ بما به قضيت ،حتى تمحو ذلك بذلك ، لا لمن أطاعك فيما أطاعك فيه له الشكر ، ولا لمن عصاك فيما عصاك فيه له العذر ، لأنك قلت وقولك الحق { لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون(23) }[ الأنبياء:23]
اللهم لولا عطاؤك لكنت من الهالكين , ولولا قضاؤك لكنت من الفائزين , وأنت أجل وأعظم وأعز وأكرم من أن تطاع إلا بإذنك ورضاك أو أن تعصي إلا بحكمك وقضاك . إلهي ما أطعتك حتى رضيت ولا عصيت حتى قضيت , أطعتك بإرادتك والمنة لك عليَّ وعصيتك بتقديرك والحجة لك علي المحجوب حجتك و انقطاع حجتي إلا ما رحمتني وبفقري إليك وغناك عني إلا ما كفيتني يا أرحم الراحمين .
اللهم إني لم آت الذنوب جرأة مني عليك ولا استخفافا بحقك ، ولكن جري بذلك قلمك , ونفذ به حكمك وأحاط به علمك ولا حول ولا قوة إلا بك والعذر إليك وأنت أرحم الراحمين .
اللهم إن سمعي وبصري ولساني وقلبي وعقلي بيدك لم تملِّكني من ذلك شيئا , فإذا قضيت بشيء فكن أنت ولييِّ واهدني إلي أقوم السبل , يا خير من سئُل ,ويا أكرم من أعطي , يا رحمن الدنيا والآخرة , ارحم عبدا لا يملك الدنيا ولا الآخرة , إنك علي كل شيء قدير .
وحسبنا الله ونعم الوكيل , نعم المولي ونعم النصير . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من روآئع الحلاج
رضى الله عنه


والله ما طلعت (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%D8%E1%DA%CA) شمسٌ (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%D4%E3%D3%F1) ولا غربت (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%DB%D1%C8%CA) إلا و حبّـك (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%CD%C8%F8%DC%DF) مقـرون (http://www.alanwar-alqadria.com/vb/tags.php?tag=%E3%DE%DC%D1%E6%E4) بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:32 AM
http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/rrr/100_2906.jpg



http://i1061.photobucket.com/albums/t464/alimahmoud177/rrr/100_2905.jpg

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 10:33 AM
هذا مقام سيدى عبد الله أبى جمرة الذى أخبرنا
سيدى بن عطاء السكندرى فى رؤيته لحضرة
رسول الله صل الله عليه واله وصحبه وسلم
سألنى رسول الله هل قابلت سلطان المشرق
والمغرب يابن عطاء الله , قال: من يارسول الله
قال: انه عبد الله بن ابى جمرة من نظر اليه نظرة
جبر...بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اللهم انى أنى أقدم بين يدى ذلك كله اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق وناصر الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم , وعلى اله ةاصحابه وانصاره وأزواجه وذريته والتابعين بقدر قدره ومقداره العظيم فى كل لمحة ونفس عدد ماوسعه علم الله

سيدى عبد الله بن أبى جمرة
أولا : زاوية سيدى عبد الله
==============
هذه الزاوية بخط جامع المقس المعروف بجامع أولاد عنان والمغروف حاليا بمسجد الفتح بشارع رمسيس
فال على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 6 ص 36
كانت هذه الزاوية للشيخ عبد الله بن أبى جمرة الاندلسى المرسى كما جاء فى الطبقات الكبرى للشعرانى قال كان قدوة ربانية ذا تمسك بآثار النبى صلى الله عليه وسلم وجميعية على العبادة وشهرة كبيرة بالاخلاص والاستعداد للموت والفرار من الناس توفى رضى الله عنه سنة خمس وسبعين وستمائة وابن أبى حمزة آخر أسمه أحمد ، حفظ مدونة الإمام مالك رضى الله عنه .
عبد الله بن أبى جمرة ( بسفح المقطم فى مواجهة مسجد ابن عطاء الله
====================================
هو أبو محمد عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الإمام القدوة الربانى ، قدم رضى الله عنه من الاندلس الى مصر وأستفر بها وأشتهر وكان ذا تمسك بآثار النبى صلى الله عليه وسلم ، ألف كتاب بهجة النفوس المسمى بحمع النهاية فى بدء الخير والغاية وهو شرح مختصر لصحيح البخارى وهذا الكتاب يحتوى على جمل من درر فرائض الشريعة وسننها ورغائبها وآدابها وأحكامها والإشارة الى الحقيقة بحقيقتها فى الناجية التى أشار ا والإشارة إلى كيفية الجمع بين الحقيقة والشريعة وتنيين الطرق الناجية التى أشار عليه السلام إليها والأشارة إلى بيان اضدادها والتحذير عنها وربما أستدل على بعض الوجوه التى ظهرت من الحديث بأى قرآنية وأحاديث تناسبها وتقويها فمنها باللفظ ومنها بالمعنى وأودع شيئا عاليا وذوقا راقيا من بيان طريقة الصحابة وآدابها وما يستنبط من حسن عباراتهم ، وتحرزهم فى نقلهم وحسن مخاطبتهم ، ومما يستنبط من ذلك من آداب الشريعة ، لأنهم هم الصفوة المقربون والخيرة المرفوعين ، ولأنهم هم الذين تلقوا مواجهة الخطاب بذواتهم السنية ، وشقوا بحسن السؤال عما وقع فى النفوس من بعض الإشكال فجاوبهم ضلى الله عليه وسلم بأحسن جواب وبين لهم بأتم تبيان فسمعوا وفهموا وعملوا واحسنوا وحفظوا وضبطوا ونقلوا وصدفوا فلهم الفضل العظيم علينا ، إذ بهم وصل حبلنا بحبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبحبل مولانا جل جلاله فلهم اليد العليا حقا وسبقا فجزاهم الله عنا أفضل ما جزى محسنا قد أحسن ، وإن ملحد تعرض إليهم وكفر نعمة قد أنعم الله بها عليهم فجهل منه وحرمان ، وسؤ فهم وقلة إيمان ، لأنه لو كان يلحقهم تنقيص ، لما بقى فى الدين سا قائمة لأنهم هم النقلة إلينا قإذا جرح النقلة الكرام ، دخل فى الأحاديث والاى ، الأمر المخوف الذى به ذهاب الأنام لأنه لا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عز وجل فى كتابه العزيز ( لأنذركم به ومن بلغ ) وعدالة المبل شرط فى صحة التبليغ وقد قال صلى الله عليه وسلم ( أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم ) وما كم نجم إلا وله نور وضياء ، وجعلنا الله ممن أحبهم ... واستنار بنورهم ..
وللشيخ عبد الله بن أبى جمرة رقية شافية بإذن الله من العين وأماض النفس والبدن وهى :
بسم الله الرحمن الرحيم ( 3 مرات ) لا ضر إلا ضرك ، ولا نفع إلا نفعك ، ولا إبتلاء إلا إبتلاؤك ، ولا معافاة إلا معافاتك ، أنت الحى القيوم الذى لا يجاوزك ظلم ظالم من إنس ولا جن ، أعوذ بكلماتك التامة التى لا يجاوزهن بار ولا فاجر من إنس ولا جن ، اسألك بصفاتك العليا التى لا يقدر أد على وصفها ، وبأسمائك الحسنى التى لا يقدر أحد أن يحصيها ، واسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم وبركات نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائك أن تشفينى وتعافينى وترد ما بى على أعدائك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين .

================================================== ====================
سيدى عبد الله بن أبى جمرة رضى الله عنه
نسبه: هو عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الأندلسى، يتصل نسبه العالى بالصحابى الجليل سعد بن عبادة الأنصارى رضى الله عنه، وكنيته (أبو محمد).
مولده: ولد رضى الله تعالى عنه بالأندلس ، وتربى تربية دينية ، وحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وله باع عظيم فى علم الحديث والاعتناء بآثار رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وكان كثيراً ما يردد قوله –صلى الله عليه وآله وسلم - : ( من أدى إلى أمتى حديثاً واحداً يقيم به سنة ، أو يرد به بدعة ، فله الجنة).
حياته: كان رضى الله تعالى عنه كثير التنقل والترحال حتى استقر به المقام بمصر المحروسة ، وهو صاحب دعوة مستجابة، وكان كثير الرؤيا لسيدنا محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- فى حال اليقظة، ولما أخبر الناس بذلك أنكروا عليه ذلك فاعتزلهم فى بيته حتى توفاه الله – تعالى – فى عام خمس وسبعين وستمائة هجرية .
من مؤلفاته: كان رحمه الله تعالى من كبار علماء المالكية ، وكان عالماً بالحديث والقراءات، أفتى ، ودرس ، وصنف المصنفات، ومن كتبه : مختصر الجامع الصحيح للبخارى، اختصر به صحيح البخارى، ويعرف بمختصر ابن أبى جمرة أو جمع النهاية، وله شرح بهجة النفوس، وله المرائى الحسان فى الحديث والرؤيا.
وانتفع به جماعة مثل الشيخ أبى عبد الله المعروف بابن الحاج وغيره، وكانت إقامته بخط باب البحر، وكانت له زاوية بين السورين، وكانت وفاته فى سنى السبعمائة.
وتشرف بجواره جماعة من العلماء، ومع فى التربة قبر المرأة الصالحة أم الخير بنت الشيخ عبد الله بن أبى جمرة، وبها قبر الشيخ على القروى ، والشيخ سعد الدين الميمون وصهره الشيخ عماد الدين القفطى ، ومعه الشيخ عمر السنباطى وولده القاضى شرف الدين بن الصاحب وابنه القاضى شمس الدين.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 06:55 PM
دعاء أسم الله الأعظم
(http://wahid75.arabblogs.com/archive/2007/8/306997.html)



دعاء أسم الله الأعظم


دعاء جميل ومريح للنفس يشعر من يقراه بالطمانينة والامان قراته واستشعرت بروحانية فاحببت ان تقراوه معى

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين


أولاً لا يغويك الشيطان بعدم قراءة الدعاء لطوله
وسيجزيك الله الثواب العظيم على قرائته إنشاءالله

(( دعاء أسم الله الأعظم ))

: الثواب والجزاء الذي ستناله من قرائتك الدعاء
روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة غفر الله له
ذنوبه كلها ما تقدم منها وما تأخر ولو كانت عليه ذنوب مثل عدد الرمل وعظم الجبال وعدد الأوراق
وقطر الأمطار و ماء البحار والجن والأنس و الملائكة والطيور والأسباع ألا غفرها الله كلها ظاهرها
وباطنها وأن كان مغموم أو مهموم أو مديون أو مريض أو به عاهة أو برص أو جنون أو جذل
ألا صرف الله عنه ذلك و من ضاق عليه رزقه وقرأ هذا الدعاء رزقه الله من حيث لا يحتسب
وسهل الله عليه كل عسير وقضى الله حوائجه كلها ومن كتبه على كفنه بتربة الحسين آمن من عذاب القبر
وسهل الله عليه سؤال منكر ونكير وجعل الله قبره مد البصر ووكل الله به سبعون ألف ملك يؤنسونه
ويقول الله عز وجل يا عبدي قد غفرت لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ثم يقول الله جلا وعلا ما أعددت
لك في الجنة من الكرامة والقصور والحور والولدان والغرف والموائد الحسنة هو ما أعددت لعبادي
الصالحين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيها الناس إن هذا الدعاء مكتوب على ساق العرش
قبل أن يخلق آدم وحواء والسماوات والأرضين والجن والأنس بعشرة آلاف عام وقد نزل به جبرائيل فقال
يا محمد ربك يقرئك ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك أنه أهدى إليك بهدية ما تهدى إلى أحد غيرك
لا قبلك ولا بعدك وهو هذا الدعاء فاحفظه وعلمه المؤمنين من أمتك وأنه أمان من الفقر في الدنيا .
يا محمد من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة بنية خالصة يطلب فيه رضاء الله عليه فسأله عن
حاجة ألا أعطاء الله سؤاله . و من قرأ هذا الدعاء في شهر رمضان المبارك في أوله أو في وسطه
أو في آخره وفقه الله لليلة القدر و أطال الله عمره و وسع الله في رزقه و وكل الله به سبعون ألف ملك
في السماء وسبعون ألف ملك في المغرب وسبعون ألف ملك في المشرق وسبعون ألف ملك في مكة
وسبعون ألف ملك في المقدس و سبعون ألف ملك عند روضة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وكل ملك له سبعون ألف رأس في كل رأس سبعون ألف وجه في كل وجه سبعون ألف فم وفي كل فم
سبعون ألف لسان وكل لسان يتكلم سبعون ألف لغة , وهم يستغفرون الله تعالى ويهللونه ويكبرونه وثوابهم
لقارئ هذا الدعاء وكاتبه وحامله إلى يوم القيامة , يا محمد ما من عبد يشرع يقرأ هذا الدعاء من رجل
أو أمرأة إلا صفقت الملائكة على رأسه يستغفرون الله تعالى له ولمن حضر عنده وتابعه في قراءة
هذا الدعاء وكاتبه أنه في حفظي وكنفي و رعايتي إلى يوم يلقاني , إذا أخرج من قبره تشيعه سبعون ألف
ملك في يد كل ملك علم من نور مكتوب عليه سطران , السطر الأول لا إلــــــه إلا الله والسطر الثاني
محمد رســــول الله , هذا أمان لقارئ هذا الدعاء و كل ملك راكب على نجيب من نجب الجنة على
كل نجيب صفة وهم حافيين به رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير و الصلاة على محمد و آل محمد
فيتعجبون منه أهل الموقف فيقولون هذا ملك مقرب أو نبي مرسل فيأتي النداء من الله تعالى ما هذا
ملك مقرب ولا نبي مرسل وإنما هو عبد قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة ثم يأتي ملك آخر بيده
قدح من نور فيه ماء من الكوثر فيقول له أشرب يا عبد الله فقد غفر الله ذنوبك كلها ثم يدخل الجنة
بلا حساب ولا عقاب , يــــا محمد من قرأ هذا الدعاء مرة واحد كُتب له بكل حرف ألف درجة في الجنة
ومن يعرفه ولا يقدر على قراءته فليجعله عهده إذا كان يـوم الجمعة يفتحه ويمر به على وجهـــــه
وعينيــه و يقول أللهم صلى على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبـــارك
عليه وعليهم السلام وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته , و وفقني لما تحب وترضــى
إنك على كل شيء قدير . فإذا فعل ذلك يكون عند الله بمنزلة من أكبر المنازل و أشرفها وأعظمها
ويحفظه الله من جميع الأفات والبلايا ومن الأعراض والأمراض و الأوجاع والأرياح ومن الألم
الأكبر و من شر آفات الدنيا والآخرة ومن شر كل دابة في الأرض والبر والبحر يـــا محمد من
قرأ هذا الدعاء فتح الله عليه أبواب الرحمة والبركة والمغفرة وأغلق عنه أبواب النيران ويكون في
أمان إلى رمضان المقبل قال جبرائيل : يــا محمد طوبى لمن قرأ هذا الدعاء ويداوم على قراءته
فإن الله عــز وجل يعطيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الأجر والثواب
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقد شوقتني يا أخي لهذا الدعاء الشريف وما فيه من
الفضل لقارئه وكاتبه والداعي به فقال : يـا محمد علمه المؤمنين من أمتك فإن قارئه يجوز على
السراط كالبرق الخاطف ويشفع في والديه و ولده ومن أحبه من المؤمنين ما عدا معصية الله تعالى ,
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) افحفظته وعلمته من أمتي ومن شيعتنا و موالينا
وهو هذا الدعاء المبارك الشريف وأولــــه .................


(( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله , لا إله إلا الله بعد ما هلله المهللون , الله اكبر , الله اكبر بعد ما كبره المكبرون ,
الحمدلله , الحمدلله بعد ما حمده الحامدون , سبحان الله , سبحان الله بعد ما سبحه المسبحون ,
استغفر الله , استغفر الله بعد ما أستغفره المستغفرون , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بعدد ما قالها القائلون وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى
ونعم النصير , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن و أشهد أن لله تعالى قد أحاط بكل شيء علما
وأحصى كل شيء عددا الحمد لله منشئ السحاب الثقال الحمد لله الفعال لم يريد , الله أني أعوذ
بك من شر جميع خلقك من يعبدك منهم ومن لم يعبدك ومن يحمدك منهم ومن لم يحمدك منهم
يا عزيز يا كريم يا عزيزاً لا يضام وبه ِ تواصلت الأرحام سبحانك لا إله إلا انت وحدك لاشريك
لك سبحانك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحان الغالب غير المغلوب سبحان من
هو غالب في ملكه سبحان من لا يصفه شيء سبحان من لا يصفه الواصفون سبحان من لا يشبهه
المشبهون سبحان من لا تنقص خزائنه سبحان من لا يضاده شيء سبحان الله الكريم سبحان الله
العظيم سبحان الله الودود سبحان الله الخالق البارئ المصور سبحان الله القائم سبحان الله الدائم
سبحان الله الكافي سبحان الله المعافي سبحان الله القادر المقتدر سبحان الله الغافر الذنب وقابل
التوبة شديد العقاب سبحان الله القابض سبحان الله الباسط سبحان الله الجامع سبحان الله العليم
سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب سبحان
من ينفرد بالعز والعظمة وتردى برداء الكبرياء سبحان من أتخذ بالوحدانية ودانت له العباد
بالربوبية سبحان ذي المُلك والملكوت سبحان ذي العز والجبروت سبحان ذي الكبرياء والعظمة
سبحان الله الملك الحي القدوس سبحان الله الملك الحق المبين المهيمن القدوس سبحان الله
الملك الحق المبين المهيمن القدوس سبحان الله الملك الحي القيوم سبحان الدائم سبحان الحي
القيوم سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة و الروح سبحان
الدائم غير الغافل سبحان العالم بغير تعليم سبحان خالق ما يُرى وما لم يُرى سبحان الذي يدرك
الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير سبحان من أنشأ الأشياء سبحان من خلق العرش
بقدرته سبحان من صور الخلق بمشيئته سبحان من أقام السماوات والأرضيين بقوته سبحان من
خلق النجوم الزاهرة وجعلها هادية لخلقه سبحان من خلق البحار وجعلها عبرة لعباده سبحان من
قدر النهار و أجرى هذا بهذا بمشيئته سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفواً أحد سبحان من لا صاحبة لهُ ولا ولد سبحان من عجن آدم من طين وعجنه بالقوة
وقوّاه بالكرامة سبحان من نوّره بالحكمة وزينّه بالحياء وحبّاه بالفضل وزكّاه بالورع وشرّفه
بالعفة وأكرّمه بالتقى ولقنه حجته وخلق الخلق منه و خلق الجان من نار السموم سبحان من لا
معين له على عجائب أمره سبحان من تسبح لهُ الخلق بإختلاف لغاتها سبحان من تسبح لهُ الجبال
في براريها سبحان من تسبح لهُ الحيتان في بحاره سبحان من تسبح لهُ الأفلاك في جريانها سبحان
من تسبح لهُ الأطيار في أوكارها سبحان من يسبح لهُ الليل والنهار سبحان من تسبح لهُ السهول
والجبال سبحان الله الجليل الجميل سبحانه جبار الجبابرة سبحان الله ملك الدنيا والآخرة سبحان
رب الأرباب سبحان الله ملك الرقاب سبحان الله علام الغيوب سبحان الله كاشف الكروب سبحان
من لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء وهو السميع العليم سبحان من هو كل يوم في
شأن سبحان من لا يحويه مكان ولا يأتيه أوان سبحان من لا يشغله شأن ولا يحيط به مكان
يا عزيز يا جبار يا خالق يا بارئ يا مصور يا قادر يا مقتدر يا حكيم يا حليم يا عظيم يا الله
يا نعم المولى ويا نعم النصير يا مفضل يا منعم يا متكرم يا متفضل سبحانك لا إله إلا أنت إني
كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين أن تصلي على محمد و آل
محمد وأن تغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين ويا خير
الغافرين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين والحمدلله رب العالمين.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:00 PM
قصيدة لأبي الطيب أحمد المقدسي في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ضمنها بيتي الأعرابي في قصة العتبي شيخ الإمام الشافعي المشهورة، يقول فيها:


أَقُـــولُ وَالـدَّمْــعُ مِـــنْ عَـيْـنَـيَّ مُنْـسَـجِـمٌ ""لَــمَّــا رَأَيْــــتُ جِــــدَارَ الـقَــبْــر يُـسْـتَـلَــمُ
وَالــنَّــاسُ يَـغْـشَـوْنَــهُ بَـــــاكٍ وَمُـنْـقَـطِــعٌ""مِـــــــنَ الــمَــهَــابَــةِ، أَوْ دَاعٍ فَــمُــلْــتَــزِمُ
فَـمَـا تَمَالَـكْـتُ أَنْ نَـادَيــتُ مِـــنْ حَـــرَقٍ "" فِي الصَّدْرِ كَادَتْ لَهَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِمُ
[يَــا خَـيْـر مَــنْ دُفِـنَـتْ بِالـقَـاعِ أَعْظُـمُـهُ"" فَـطَـابَ مِــنْ طِيبِـهِـنَّ الـقَــاعُ وَالأَكَـــمُ]
[نَـفْـسِـي الـفِــدَاءُ لِـقَـبْـرٍ أَنْــــتَ سَـاكِـنُــهُ"" فِـيـهِ العَـفَـافُ، وَفـيـهِ الـجُـودُ وَالـكَــرَمُ]
وَفِيـهِ شَمْـسُ التُّقَـى وَالـدِّيـنِ قَــدْ غَـرُبَـتْ"" مِنْ بَعْـدِ مَـا أَشْرَقَـتْ مِـنْ نُورِهَـا الظُّلَـمُ





حَـاشَ لِوَجْهِـكَ أَنْ يَبْلَـى وَقَــدْ هُـدِيَـتْ "" فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ مِنْ أَنْوَارِهَا الأُمَمُ
وَأَنْ تُمْـسِـكَ أَيْـــدِي الـتُّــرْبِ لاَمِـسَــةٌ "" وَأَنْــتَ بَـيـنَ السَّـمَـاوَاتِ العُـلَـى عَـلَــمُ
لَـقِـيــتَ رَبَّــــكَ وَالإِسْــــلاَمُ صَــارِمُــهُ"" مَـاضٍ، وَقَـدْ كَـانَ بَحْـرُ الكُفْـرُ يَلْتَطِـمُ
فَـقُـمْـتَ فِـيــهِ مَـقَــامَ المُرْسَـلِـيـنَ إِلَـــى "" أَنْ عَـزَّ، فَـهُـوَ عَـلَـى الأَدْيَــانِ يَحْتَـكِـمُ
لَــئِـــنْ رَأَيــنَـــاهُ قَــبْـــرًا إِنَّ لَـبَـاطِــنَــهُ"" لَرَوضَـةٌ مِــنْ رِيَــاضِ الخُـلْـدُ تَبْتَـسِـمُ
طَـافَــتْ بِـــهِ مِـــنْ نَـوَاحِـيـهِ مَـلاَئِـكَـةٌ "" تَغْـشَـاهُ فِــي كُــلِّ مَــا يَــوْمٍ وَتَـزْدَحِـمُ





لَوْ كُنْـتَ أَبْصَرْتَـهُ حَيًّـا لَقُلْـتَ لَـهُ"" لاَ تَمْشِ إِلاَ عَلَى خَدَيَّ لَكَ القَدَمُ
هَـدَى بِـهِ اللهُ قَـوْمًـا قَــالَ قَائِلُـهُـمْ"" بِبَطْنِ يَثْرِبَ لَمَّا ضَمَّـهُ الرَّجَـمُ
إِنْ مَـاتَ أَحْمَـدُ فَالرَّحْـمَـنُ خَالِـقُـهُ"" حَـيٌّ، وَنَعْبُـدُهُ مَــا أَوْرَقَ السَّـلَـمُ

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:02 PM
إتحاف الطائفة السنية
بشرح حكم ابن عطاء الله بالأدلة النقلية

الحمد لله صاحب كل منح وعطاء الذى وفق العالمين بعلمى الفناء والبقاء إلى إبراز نتائج ألبابهم فى صورة حكم تصلح الوعثاء وبها يشرق البهاء ويُسلم بها العبد لحُكم القضاء ويصبح بها فى جنة رب العالمين من النزلاء وفى دنياه من العارفين الأتقياء.
أما بعد ؛
فهذا شرح عجيب لطيف لحكم متكلم الصوفية على المذهبين سيدى ابن عطاء الله السكندرى قدس سره مستدل على تبيين عباراته بالسنة والكتاب ، على سبيل الإشارة والاختصار لا على سبيل الإطناب والإسهاب . إذ أن هذه الحكم درر وجواهر لا يستغنى عنها كل سالك غواص ، يصير بها من أهل الاختصاص ‘ ويتخلص من قيد الأقفاص . وقد جاء هذا الشرح متوسطا سهل العبارة دقيق الإشارة مهتما بالدليل من القرآن والحديث ، وهى ميزة لا تتأتى لكثير من شروح الحكم إذ أن كل حكمة فى هذا الشرح لا يخلو شرحها ولو من دليل واحد مع تبسيط عبارة الماتن ليسهل فهمها ويتضح غرضها وذلك بتلخيص شروح الحكم العطائية المطبوعة مع ما فتح الله به على العبد الفقير فى وقت قصير . فأقول مبتدئا باسم الله وبحمده :

* الحكمة الأولى : ]من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل [ . قلت : السالك لا يعتمد على عمله ولا على نفسه ولا على حوله وقوته وإنما يعتمد على رحمة الله تعالى ومغفرته وفضله وتوفيقه وهدايته وتسديده ، وهذا تصحيح مقام الفناء عن النفس . قال تعالى : (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) وقال تعالى : (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ، قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته ) . فالواجب على السالك ألا يقل رجاؤه فى الله عند وقوعه فى العصيان وفى المقابل لا يزيد رجاؤه إذا صدر منه إحسان .

* الحكمة الثانية : ]إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك فى الأسباب من الشهوة الخفية ، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك فى التجريد إنحطاط عن الهمة العلية [. قلت : قال تعالى : (( وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا )) فالمدخل الصدق أن تدخل فيه بربك لا بنفسك والمخرج الصدق أيضا كذلك فلا تدخل فى التجريد بنفسك وكذلك لا تخرج من الأسباب بنفسك بل أقم حيث أقامك مولاك ولا تختر شيئا غير ما به تولاك ؛ إذ ليس الشأن أن تترك السبب بل الشأن أن يتركك السبب . وإذا أقامك الله مقام الخواص فلا تنزل إلى منازل أهل الانتقاص .

* الحكمة الثالثة : ] سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار [ . قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) ، وفى الحديث القدسى : ( فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا ، وإنى سألنى لأعطينه ، ولإن استعاذنى لأعيذنه ) الحديث . ومع ذلك لا يكون إلا ما أحاط به قدر الله وقضاؤه ؛ فهمة العارف تتوجه للشئ سواء بمدد منه أو بنظرة فإن وجدت القضاء سبق به كان ذلك بإذن الله وإن وجدت سور القدر مضروبا عليه لا تخرقه بل ترجع إلى عبوديتها وتتأدب معه. وقد حصل هذا التأثير للهمة القوية ، وإن كان صاحبها ناقصا كما يقع للعائن عن خبثه وللساحر عن عُقَدِه ونَفْثِه وهذا كله أيضا لا يخرق أسوار الأقدار بل لا يكون إلا ما أراد الواحد القهار ؛ قال تعالى : (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) ، وقال تعالى : (( إنا كل شئ خلقناه بقدر )) ، وقال تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( كل شئ بقدر حتى العجز والكيس ) رواه مسلم وأحمد عن ابن عمر رضى الله عنهما .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:05 PM
الإمام السنوسي يشرح أبياتا للإمام الزاهد أبي إسحاق الإلبيري

قال رضي الله تعالى عنه في معنى الأبيات التي تنسب للإمام الزاهد أبي إسحاق إبراهيم الإلبيري رحمه تعالى( 2 )، و هي[ من مجزوء البسيط.]:
رَأَيْتُ رَبِّي بِعَيـْنِ قَــلْبِي**** فَقُلْتُ لاَ شَكَّ أَنْتَ أَنْتَ.
أنتَ الَّذِي حُزْتَ كُـلَّ أَيْن**** فَحَـيْثُ لاَ أَيْنَ ثَمَّ أَنْتَ.
وليـسَ لِلْأَيْنِ مِـنْكَ أَيْـنٌ**** فَيَـعْلَمُ الأَيْنُ أَيْنَ أَنْتَ.
و ليسَ لِلْـوَهْمِ فِيكَ وَ هْم **** فَيَعْلَمُ الوَهْمُ كَيْفَ أَنْتَ.
أَحَطْتَ عِلْمًا بِكُلِّ شَــيْءٍ**** وَكُـلَّ شَيْءٍ تَراه أنتَ.
فَمُـنَّ بِالعفـوِ يا إِلهِــي**** فليـس أَرجو سواك أنت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله .
قوله: « رَأَيْتُ رَبِّي بِعَيْنِ قَلْبِي.»
يعني: عرفته بوجوده و ما يَجِبُ له، و ما يَسْتَحِيلُ، و ما يَجُوزُ ببصيرة قَلْبِي التي هي عَيْنُ القَلْبِ و هو الجُزْءُ منه الذي يَقُومُ به العِلمُ و الفِكرَةُ المُضيئةُ الصَّحيحة.
و قوله: « فَقُلْتُ لاَ شَكَّ أَنْتَ أَنْتَ.»
يعني: فقلت بقلبي لمّا أن عَرفْتُه بالبرهان القاطع، و تميَّزَ لي عن كل ما سواه: لا شكَّ ولا رَيْبَ أنت يا مولاي هو الموصوفُ بهذه المحاسن التي أبْصَرَتْهَا بالبرهان عَيْنُ قَلبِي.
و إنما رَتَّبَ القَوْلَ على رؤية القلب ـ وهي معرفتُه بالله تعالى ـ تنبيهًا على أنّ حصول الإيمان هو عند حصول المعرفة؛ لأنّ الإيمانَ ـ على الأصح ـ هو حَدِيثُ النَّفْسِ التابِعِ للمعرفة، لا نَفْسُ المعرِفَة خلافًا للشيخ الأشعري.
و يحتمل أن يكون مرادُه برؤية عَيْنِ القَلْبِ المَعرِفَةُ الذوقِيَّةُ التي هي آخر مَقامَاتِ السالكين، فيكون حينئذ معنى قوله: « أَنْتَ أَنْتَ.» أي: أنتَ الآن بحَسَبِ المَعرِفة الذوقية هو أنْتَ أوَّلاً بحسب المَعرِفَة الرسمية التي أنتجتها البراهين العقلية؛ إذ علامةُ صِحَّةِ الذَّوْقِ أن يَجْرِيَ على وِفْقِ ما شَهِدَ به العِلْمُ الرَّسْمِي، ولهذا يستعيذُ المؤمنون في الآخرة من الصورة التي تظهر لهم في الموقف على صفة الحوادث فتقول: « أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنَا.»( 1 ) ، أو حتى يظهر لنا على الصفة التي عرفناه بها من التنزُّهِ عن سمات الحوادث كلها ، و لهذا لمّا رأوه على ما يَجِبُ له تعالى خَرُّوا سُجَّدًا، و تلك الفتنةُ في الآخرة هي آخر الفِتَنِ التي يَظْهَرُ بها المُؤمن العارِفُ بما يَجِبُ لمولانَا، و ما يَجُوزُ، و ما يَسْتَحِيلُ من غيره ، و لا يَسْلَمُ من ضَرَرِ تلك الفتنة إلا من أتْقَنَ عقائِدَهُ في هذه الدار قبل موته، و أُسْعِدَ بالممات على ذلك.
نسأل الله سبحانه السلامَةَ من شرِّ كل مِحنَةٍ دُنيَا و أُخرَى، بجاهِ سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه و سلم.
قوله: « أ َنْتَ الَّذِي حُزْتَ كُلَّ أَيْنٍ.» ، أي: أنت الذي أحطت بكل مكانٍ من العوالم عِلْمًا و مُلْكًا و تَدبِيرًا، أي: كُلُّ العوالِم، وكل جزءٍ منها لا يشارِكُك في مُلْكِهَا و لا تدبِيرِها أَحَدٌ عُمومًا؛ لأن كل جُزْءٍ من أجزاء العوالم يَصْلُحُ أن يكون مَكانًا لجُزءٍ آخر ليستَقِرَّ عليه، فالأَيْنُ إذًا صادِقٌ بكل جُزءٍ من أجزاء العوالِم فحَوْزُهُ لكلِّ أَيْنٍ بالمُلْكِ و التدبير و العِلْمِ و القَهْرِ، و هو معنى مُلْكِهِ لكل العوالم، و تدبيره لشؤونها، و الله تعالى أعلم.
قوله: « فَحَيْثُ لاَ أَيْنَ ثَمَّ أَنْتَ.» ، أشار بـ« ثَمَّ.» إلى المرتبة التي تُنَزَّهُ عن الأَيْنِ، و هي مَرتَبَةُ الإلَهِ الحَقِّ الذي يستحيل عليه الجِرْمِيَّةُ و العَرَضِيَّةُ الملزومين لقبول الأَيْنِ، و هي التي أراد أيضا بقوله: « حَيْثُ. » أي: أنت يا مولاي في المَرتبة التي تُنَزَّهُ عن الجِرْمِيَّة والعَرَضِيَّة و قَبُولِ الأَيْنِ الذي هو من خواصِّ العوالِم الحادِثة التي حُزْتَ جميعَها خَلْقًا و مُلْكًا و تَدبِيرًا، فكيف يمكن أن تكون يا مولاي في مرتبة تُشْبِهُ مُلكَك؟!
فأنت إذًا يا مولاي في مرتبة لا يَصِحُّ فيها أَيْن، و هي مَرتَبَةُ كونِكَ الواحِدُ الأحد الفَرْدُ الصَّمَد الذي لم يلد ولم يُولَد ولم يكن له كُفؤًا أحد، ولهذا أشار إلى هذه المنزلة العديمة المثال.
قوله: « وَلَيْسَ لِلْأَيْنِ مِنْكَ أَيْنٌ. » يعني: إنك يا مولاي لمّا تنزَّهْتَ عن التَّحَيُّزِ و صفات الأَجْرَامِ من قَبُول الأَيْن و الجِهَات، لم يَكُن للأَيْنِ منك أَيْن، أي: لم يَكُن للفظ الأين منك أينٌ و لا لمعناه، و السؤال به من جهة جلالك مُحال، و لا يُسَلَّمُ الكلامُ الذي يُقَالُ فيه: أين أنت ؟ بل يُعتَرَضُ ذلك الكلام و يُبْطَل، إلا أن يريد به صاحبُه غير معنى الأين الحقيقي، و ينصب قرينةً على مراده، كقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ للسوداء: « أين الله ؟»( 1 ) ، فإنه قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذلك اختبارًا لها هل هي من المشركات و المشركين الذين يعبدون الأصنام التي محلُّهَا في الأرض، و وُجِدَ تعظيمُها فيها فقط، فأجابت هي بأنّ معبودها ليس الذي يُعظَّمُ في الأرض فقط ـ و هي الأصنام ـ، و إنما معبودُها الله، في السماء لا يعظَّمُ فيها غيره بخلاف الأرض فإنه قد عُبِدَ فيها مولانا ـ جَلَّ وَ عَلاَ ـ و عُبِدَ فيها غَيرُه، و لهذا لم تُشِرْ إلى الأرض لِمَا في ذلك من اللَّبْسِ لاختلاط المعبود الحَقِّ فيها بالمعبودات الباطلة في العبادة، و لا كذلك السماء، فكأنها أجابت بأنَّ معبودَها اللهُ الذي تَعبُدُه الملائكةُ في السماء وَحدَه، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ.﴾( 2 ) أي: معبودٌ فيهما، و قدَّمَ السماءَ لشَرَفِها، و عَدَمِ الاشتراك فيها.
و يحتمل أن يكون مرادُه بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ « أين الله ؟.» أي: أَيْنَ منزِلَتُه في قلبك ؟ هل هو مثل منزلته في قلوب المشركين من تسويتهم له تعالى مع مخلوقاته في الألوهية، فأهانوا منصب الألوهية الأعلى، و تلاعبوا به حيث أثبتوه لمن لا يستحِقُّهُ عقلاً، ولا نَقْلاً من بعض الحيوانات و الجمادات، كما قال تعالى:﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ﴾( 3 )، فذَكَرَ ـ سُبْحَانَهُ ـ أفعالَه التي يَعجُزُ عنها كل ما سواه فلا يفعلها لا بالحقيقة، و لا بالمجاز، ثم الذين كفروا بأنعم المولى العظيم، و جَحَدُوا دلائِلَ وحدانيته، و تنزُّهِه تعالى عن الشريك في ذاته، و صفاته وأفعاله، يَعْدِلُون به غيرَه
أي: يُساوُونَ به غيرَه، وأتى بـ« ثُمّ.».لاستبعاد صُدور هذه الرذيلة من العقلاء، فأجابت تلك السوداءُ لتعذُّر النطق منها بأنّ منزلة الله تعالى عندها ليس كمثل منزلته في قلوب المشركين من عدم التعظيم، بل هو عندها في الرفعة والجلالة في السماء الأعلى لا يَصِلُ أحَدٌ إلى قَدْرِه ولا إلى التشبيه به لأنّ الناس إذا عظَّمُوا أحدا في غاية التعظيم قالوا في التعبير في ذلك: فُلانٌ أراه في السماء الأعلى ونجمًا في السماء وما أشبه ذلك.
قوله: « فيَعْلَمُ الأَيْنُ أَيْنَ أَنْتَ.» ، هذا كلام مُرتَّب على نَفْيٍ، ولهذا يُنصَبُ المضارِع، أي: لا أَيْنَ لَكَ لا بالقَبُولِ ولا بالحُصُولِ فيَعْلَمَ ذلك الأينُ بكُنْهِ ذاتِك، إذ الأَيْنُ يَعْلَمُ بأنَّ كل ما حَلَّ فيه فهو من الأجرام الكثيرة الأمثال، فلا خفاء إذًا لذاتٍ لها أين.
قوله: « وَلَيْسَ لِلْوَهْم مِنْكَ وَهْمٌ.» مرادُه بالوَهْمِ هنا إدراكٌ يُقدِّرُ أمورًا من الأجرام والأعراض منها ما كان ومنها ما لم يكن، وبالجملة فهو إدراكٌ لا يخوض إلا في جنس الأجرام وجنس أعراضها، ولمّا تنزَّهَ المولى العظيم أن يُماثِل شيئًا مما سواه من أجناس الأجرام وأجناس الأعراض عمومًا قُصَّتْ أجنحةُ الوَهْمِ ورَجَعَ خاسِئًا لا يَقْدِرُ أن يَلْمَحَ الذاتَ العَلِيَّة ولا صفاتها لأنّ ذلك الجلال العديم المثال خارج وبعيد غايةَ البُعد عن جنس عِشِّه الذي يتحرَّك فيه.
قوله: « فيَعْلَمُ الوَهْمُ كَيْفَ أَنْتَ. » هذا أيضا مُرتَّبٌ على النَّفْيِ الذي قبله، يعني أنه لمّا استحالَ ارتسامُ ذاتك العلية وصفاتك الجليلة المُرَفَّعَة في وَهْمٍ من الأوهام لم يكن للوَهْمِ عِلْمٌ بذلك الجلال، وإنما العَقْلُ وَحْدَهُ أدرَك من ذلك الجلال على الجملة ما شَهِدت به العوالِمُ، وغَضَّ الطَّرْفَ عَجْزًا عمَّا وراءَ ذلك.
قوله: « أَحَطْتَ عِلْمًا بِكُلِّ شَيْءٍ.»
يعني أنّ المولى العظيم أحاطَ عِلْمًا بكل ما سواه، لا يحيطون عِلْمًا بكُنْهِ ذاتِه، وإنما تفضَّلَ عليهم بنَزْرٍ يسير من العِلْم ينتفعون معه في أمر دنياهم وآخرتهم.
قوله: « وَكُلَّ شَيْءٍ تَرَاهُ أَنْتَ.» أي: كل موجود فأنت تراه، وسائر الموجودات حَجَبْتَهُم عن رؤية ذلك الجلال، إلا أن تَفْتَحَ لمن شئت فيما شئت من غير تكييفٍ ولا تحديدٍ، فهذا كله تحقيقٌ لعظيم مُلْكِه وقهره كل ما سواه، وعبودية كل ما سواه له.
قوله: « [color="Blue"]فَمُنَّ بالعَفْوِ يَا إِلَهِي، فَلَيْسَ أَرْجُو سِوَاكَ أَنْتَ[COLOR].» هذا مُرتَّبٌ على العلم والرؤية لكل موجود.
و من جملة الموجودات المعاصي التي تقع من العبيد، وقد علمت أن الجاني إذا لم يَرَ المَلِكُ جنايته بِبَصرِه وإنما شُهِد عليه بذلك ربما يحتال عليه بإنكارٍ وتجريح للشاهد ونحو ذلك.
أمّا إذا علم أن الملك قد رأى جنايته ببصره، والفَرْضُ أنه في قَبْضَةِ المَلِكِ، انقطعت عنه الحِيَلُ كلّها، ولم يُمْكِنْهُ إلا النداء بالويل و الثبور و التضرّع بين يدي الملك، و التشفع إليه بخواص عبيده، و بذاته المنزَّهة في طلب العفو، فهذا وجه ترتيب هذا الكلام بالفاء على ما قبله، و الله أعلم، و به التوفيق لا رب غيره، و لا معبود سواه.
اللهم اختم لنا بالأمن و الإيمان، و السلامة و الإسلام، و المغفرة لجميع الذنوب بلا محنة يا غفور بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:10 PM
ت

الضفيرة المحمدية من رأس المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://www.tnzih.com/attachment.php?attachmentid=2115&stc=1&d=1256149766

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:13 PM
إتحاف الأذكياء
بخلاصة آداب زيارة أضرحة السادة الأولياء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، أما بعد؛
فهذه عشرون أدبا من آداب زيارة أضرحة السادة الأولياء على الترتيب ، وهى :

1- النيّة الصالحة ، والقصد فيها القربة إلى الله جلّ وعلا ونوال مرضاته، وعقد القلب على محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار وأولياء الله الأبرار ، مقروناً ذلك بأمل وثيق في شفاعتهم.
2- الغسل والوضوء قبل الذهاب إلى المقام ، والدخول على طهارة وبثياب نظيفة .
3- الاستغفار مع حضور القلب قبل الدخول ( 11 مرة ) حتى يدخل بطهارة باطنية كما دخل بطهارة ظاهرية .
4- الوقوف على باب الضريح والاستئذان بالدخول مع قراءة الفواتح لمشايخنا فى الطريق .
5- خلع النعلين عند الدخول والدخول بالقدم اليمين فى أدب وسكينة وهدوء .
6- ثم تقول : لا إله إلا الله ( 11 مرة ) وآخرها : محمد رسول الله حتى تحضر روحانية الولى عند الذكر إذا كانت غائبة فى عوالم الملكوت .
7- ثم تسلم على الولى وتقول : السلام عليكم أيها الولى ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون وإنا بكم إن شاء الله لاحقون .
8- ثم تقرأ : سورة الإخلاص ( 11 مرة )
9- ثم تقرأ : سورة الفاتحة ( 11 مرة ) .
10- ثم تقرأ سورة يس .
11- إهداء ثواب القرآن، فتقول : الـلـهـمّ اجعل ثوابها فى صحيفة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وثواب مثل ذلك لأرواح أبينا آدم وأمنا السيدة حواء ومن ولدا من الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وثواب مثل ذلك لآل بيت النبي وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين رضي الله عنهم وعنا ونفعنا بهم دنيا وأخرى وألحقنا بهم فى الدارين آمين وثواب مثل ذلك فى صحيفة هذا الولي وإلى من تحب.
12- ثم تقول : يا سيدى فلان شئ لله المدد ( 11 مرة ) .
13- ثم الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( 11 مرة ) .
14- ثم تدعو الله بما يفتح عليك عند المقام حيث تبسط يدك إلى السماء طالباً من الله حاجتك الدنيوية والأخروية مستقبلا ضريح الولى فيُؤَمِّنْ الولي على دعائك ، وتختم دعاءك بقولك : ] يا إلهى بحق وليك هذا فرّج كربى وهمى فى الدنيا والآخرة وارحم اللهم صاحب هذا المقام وعمه باللطف والإكرام واستجب دعائىى اللهم بحق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبسر ثواب الفاتحة [ .
15- ثم تقول بخشوع ورقة وانكسار قلب :
لن أبرح الباب حتى تصلحوا عوجى
16- ثم تقول : أشهد يا سيدى فلان أننا نشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمد عبد الله ورسوله وهى لنا وديعة عندك .
17- ثم تقرأ : آية الكرسى ( مرة ) مع تكرار (( ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم )) ( 3 مرات ) حتى لا يسلب منك مجذوب ما مُنحته من الولى .
18- احترام السدنة وخدمة المقام والإحسان إليهم.
19- الفاتحة لصاحب المقام وتطلب الإذن بالانصراف وتقول : حضرتكم يا سيدى لا يُمل منها لكنى ذو حاجة وهمتى قصرت وضعفت ومرادى أن انصرف من عند مقامكم .

20- عند الانصراف تخرج القهقرى دون أن تعطى ظهرك للولى مع إعطاء الصدقة للمحتاجين في تلك البقعة .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد إنسان عين عين الكل فى حضرة الوحدانية، وفاء وفاء الرحمة اللاهوتية، وقاف قافى تجليات أنوار الأسرار الجبروتية، وراء رائى وراء حجب الجلال والكبرياء القيومية، وكاف كافى الأمة بالمنح الجليلة الإحسانية الرحموتية ، وعلى آله وأصحابه وأصهاره وأنصاره وحزبه وأزواجه وذريته وأحبابه.
أما بعد ؛
فقد كَثُر الخلاف فى زماننا هذا حول مسألة حياة أبى العباس الخضر عليه السلام حتى جعل بعض الوهابية إثبات حياة الخضر عليه السلام من خزعبلات الصوفية، ولم يقف الحد عند إلصاق الخزعبلات بالصوفية بل وصل الأمر إلى تبديع هؤلاء السادة وتكفيرهم . واعلم أن حياة سيدنا الخضر عليه السلام ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع الذى حكاه غير واحد من العلماء كما سترى إذ أن حياة الخضر عليه السلام متواترة كما أفاد ذلك الحافظ ابن حجر العسقلانى فى (الزهر النضر) وفى (الإصابة) وتابعه قوم .
إن الأخبار الورادة فى حياة الخضر كثيرة بحيث بلغت حد التواتر المعنوى وذلك لا محالة يقطع بصحة حياة الخضر ضرورة . قال الحافظ ابن حجر فى (الإصابة) : يستفاد من هذه الأخبار التواتر المعنوى لأن التواتر لا يشترط فيه ثقة رجاله ولا عدالتهم ، وإنما العمدة على ورود الخبر بعدد يستحيل فى العادة تواطؤهم على الكذب ، فإن اتفقت ألفاظه فكذلك ، وإن اختلفت فهو التواتر المعنوى . انتهى .
وأصح هذه الأخبار ما روى يعقوب بن سفيان فى (تاريخه) من طريق رياح ابن عبيدة قال : رأيت رجلا يماشى عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه ، فلما انصرف ، قلت له : من الرجل الذى كان معك معتمدا على يديك آنفا ؟ قال : وقد رأيته يا رياح ؟ قلت : نعم . قال : إنى لا أراك إلا رجلا صالحا . ذاك أخى الخضر بشرنى أن سألى فأعدل . قال الحافظ ابن حجر فى (الإصابة) : هذا أصلح إسناد وقفت عليه فى هذا الباب . واعلم أن هذا الأثر دل على أن عمر بن عبد العزيز كان يذهب إلى حياة الخضر عليه السلام، وكان يجتمع به ، وعمر بن عبد العزيز تابعى جليل أجمعوا على جلالته وفضله ووفور علمه وشفقته على المسلمين . وأخرج الذهبى هذا الأثر فى التذكرة (1/120) فى ترجمة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وقال : إسناده جيد. هذا الأثر جعل الحافظ ابن الجوزى يثبت حياة الخضر كما جاء فى جزءه المفيد (سيرة عمر بن عبدالعزيز) بعد أن نفاها فى جزء له. فهذا الأثر له حكم المرسل الجيد إذا أنضم مع كل حديث فى الموضوع فإنه يصححه. قال الشيخ عبد القادر بن محمد الحنفى فى كتابه المسمى بـ (العناية فى تخريج أحاديث الهداية) : اعلم أن أصحابنا أكثر اتباعا للسنة من غيرهم, وذلك أنهم اتبعوا السلف فى قبول المرسل ، فإن السلف لم يزالوا على قبوله . قال القرطبى : أجمع العلماء على قبول المرسل، ولم يأت عن أحد منهم إنكاره إلى رأس المائتين . وأشار إلى ذلك أبو عمر بن عبد البر فى (التمهيد) فقال : وأما المتقدمون من السلف فلم يردوا من ذلك شيئا ، ولا فرق عندهم بين المرسل والصحيح والحسن . انتهى .

إثبات حياة الخضر عليه السلام بالقرآن الكريم :
قوله تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفائن مت فهم الخالدون )) وعموم هذه الآية تعلق بها من نفى حياته عليه السلام لكن عارض عمومها خصوص قوله تعالى : (( قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم )) أى من الثقلين كما أجمع المفسرون ولا شك أن الخضر من المنظرين فصيغة العموم فى الخطاب القرآنى (المنظرين) تثبت أن الحكم يشمل إبليس وغيره، والدليل على أن عموم الآية يشمل الخضر وغيره الإجماع الذى نقله الحافظ ابن الصلاح وغيره من أكابر العلماء. وهكذا الشأن فى كل عام وخاص إذا اجتمعا أن يخصص العام بالخاص فيتفق الدليلان. وقال بعض المفسرين فى قوله تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد )) المراد بالخلد الدوام الأبدى.

إثبات حياة الخضر عليه السلام بالسنة الشريفة :

الأحاديث كثيرة تقوى بعضها بعضا حتى قال ابن حجر رحمه الله تعالى فى (الزهر النضر) : هب أن أسانيدها واهية إذ كل طريق منها لا يسلم من سبب يقتضى تضعيفها فماذا يصنع فى المجموع ؟ فإنه على هذه الصورة قد – بمعنى ربما للتكثير – يلحق بالتواتر المعنوى الذى مثلوا له بجود حاتم فمن هنا مع احتمال التأويل فى أدلة القائلين بعدم بقائه. ثم قال: وأقوى الأدلة على عدم بقائه عدم مجيئه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . والحافظ ابن حجر لا يميل إلى القول بعدم مجيئه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه قال فى بداية رسالته : ثم لما التزمت فى كتابى (الإصابة فى تمييز الصحابة) أن أذكر كل من جاء فى خبر من الأخبار أنه لقى النبى صلى الله عليه وسلم لزم ذكرى للخضر عليه السلام لأنه من شرط الإصابة وإن لم يرد فى خبر ثابت أنه من جملة الصحابة. ا.هـ. واعلم أن أكثر الأمور المعلومة من الدين ضرورة متواترة معنى. وقد نقل خبر وجوده عن أبى بكر وعمر وعلى وأنس وأبى سعيد الخدرى وجابر وابن عمر وعائشة أم المؤمنين وابن عباس وعن جمع لا يحصون من التابعين وأتباعهم. فحقا قد ثبت وجوده ثبوتا لا ينكره إلا جهول .

إثبات حياة الخضر عليه السلام بالإجماع :

قال العلامة العينى فى (عمدة القارى) : اختلفوا فى حياة الخضر فالجمهور على أنه باق إلى يوم القيامة. وقال االشيخ ابن فرشته فى (شرح المشارق) : والجمهور على أنه حى، وقال الشيخ أكمل الدين فى شرح الكتاب المذكور : أنه حى عند أكثر العلماء . وقال الفاضل الكرمانى فى (الكواكب الدرارى) : والجمهور على حياته وموجود بين أظهرنا . وقال الإمام اليافعى رضى الله تعالى عنه ونفعنا به فى (روض الرياحين) : الصحيح عند جمهور العلماء أن الخضر الآن حى، وبهذا قطع الأولياء ، ورجحه الفقهاء والأصوليون وأكثر المحدثين …….. وسأل جماعة من الفقهاء الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام قالوا له : ما تقول فى الخضر أحى هو ؟ قال : ما تقولون لو أخبركم ابن ابن دقيق العيد أنه رآه بعينه أكنتم تصدقونه أم تكذبونه ؟ فقالوا : بل نصدقه ، فقال : والله قد أخبر سبعون صديقاً أنهم رأوه بأعينهم كل واحد منهم أفضل من ابن دقيق العيد . قال الثعالبى : هو نبى على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار. ويكفى فى ثبوت حياته إجماع المشايخ العظام وجماهير العلماء الأعلام. قال الحافظ سراج الدين ابن الملقن فى (التلخيص) : حياته ثابتة عند الجمهور. والإجماع هو أحد الأدلة الشرعية فى قطعيته مع أن حياته ووجوده أثبتت بالكتاب والسنة المتواترة .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:16 PM
الدعاء المنسوب إلي سيدنا الخضر عليه السلام والذى ذكره الحافظ العجلوني في (كشف الخفاء) ، ولفظه : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يتبرم بإلحاح الملحين ،] وفي لفظ : يا من لا يبرمه إلحاح الملحين [، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك .روى أبو نعيم عن أبي الحسن بن مقسم عن أبي محمد الحريري سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول : رأيت الخضر فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده : اللهم إني أسألك الإقبال عليك والإصغاء إليك والفهم عنك والبصيرة في أمرك والنفاذ في طاعتك والمواظبة على إرادتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الأدب في معاملتك والتسليم والتفويض إليك.يا بر يا رحيم يا حي يا قيوم يا حنان يا منان (يا هيا شراً هيا) ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلانى فى (الزهر النضر في نبأ الخضر) بهذا اللفظ لكن الصحيح الذى عليه أكابر الأولياء أنها ( آهيا شراهيا ) فقد قال بعضهم أنها الاسم الأعظم وهى سريانية.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:16 PM
ونختم بصيغة صلاة سيدنا الخضر عليه السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوراد الأشراف المهدية للشيخ صلاح الدين القوصى رضى الله عنه ، وهى : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الرسول الأمين، وعلى آله وأصحابه، وأنصاره وأزواجه، وذرياته وأهل بيته، والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، أفضل وأجل صلواتك وصلوات خلقك أجمعين، من ابتداء الدنيا إلى ما لا نهاية، صلاة وسلاما تعافينا بها فى الدنيا والآخرة من كافة أنواع البلا، عفوا منك وإحسانا، فإنا لا نستحق ذلك، ولكن مغفرتك ورحمتك أوسع وأجل وأعلى، وتجعلنا بها لمجاورة الرسول فى مأوى العز أهلا، صلى الله عليه وعلى آله وعلى كل من آمن به وقال قولا فصلا.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه منظومة الإمام العلامة عبد الرحمن الأخضري -رحمه الله تعالى- في التصوف، قمت بصفها على الوورد وأحببت نشرها لكم وأرجو أن تحصل منها الفائدة بإذن الله..
مع رجاء الدعاء بالخير



الوصول إلى مرتبة الكمال



يـقـول راجــي رحـمــة المـقـتـدرالمذنب العبـد الذليـل الأخضـرى
بـحـمــد رب العـالـمـيـن أبــتــديثــــم صــلاتــه عــلـــى مـحــمــد
يــا طالـبـاً عـلـى كـمــال قـدســهوقـاصــداً إلـــى عـــلاج نـفـســه
إعـلـم بــأن الجـوهـر الانـسـانـيوهـو الـذي يدعـونـه الروحـانـي
مـنـشـؤه فـــي الـعـالــم الـعـلــويمستـودع فــي القـالـب الجسـمـي
لأنه في الأصل من جنس الملكفـصـار مـركـوزا بعـالـم الحـلـك
فـــهـــذه الــجــوهــرة الـنـفـسـيــةبـالأصـل فــي الـدائـرة القدسـيـة
دائـــــرة الـتـطـهـيـر والــكــمــالوعـاقـهـا عــــن ذاك الاتــصــال
شـيـآن منهـمـا حـجــاب ظـاهــروبـاطـن فــي النـفـس أي سـاتـر
فـالـظـاهـر الـعـوائــد الـجـسـمـيـةوالـبـاطــن الـعــوائــق الـنـفـسـيـة
مــن شـهــوة ريـاســة ودعـــوىونزعـة الشيطـان وهـي البـلـوى
فــأول يـدعـى الحـجـاب الحـسـيوالثاني يدعى بالحجـاب النفسـي
فــمــن يــكــن لـنـفـسـه مكـبـكـبـاعلـى هواهـا لــم يــزل متحجـبـا
إذ تـحـجـب الــمــرآة بـالـصــداءعــن انطـبـاع صــور الأشـيــاء
ومـن أجــاد الصـقـل بالمجـاهـدةرقـى مقـام الكـشـف والمشـاهـدة
وصـار فـي طـي النفـوس باديـاجمـيـع مــا كـــان لـهــا مـحـاذيـا
وظــهــرت خــــوارق الــعــاداتعـلـيــه مــــن صـقـالــة الــمــرآة
وعـــــادت الـحـقـيـقـة الـنـفـسـيــةلأصلهـا فـي الحـضـرة القدسـيـة
وطـهــر الـقـلـب مـــن الأدغـــالإذ حـــل فـــي درجــــة الـكـمــال
لـــكـــل أنــــــوع الـمــجــاهــداتبـحــســب الــمــقــام لــلــســادات
تــقـــواه واسـتـقـامــة وكــشـــفوذاك مــا بــه الـقـلـوب تـصـفـو
فــأي مــن اشــد للـحـزم عـــرىوضـل يرتضـي النفـوس مؤثـرا
حتـى إذا صحـت سمـاء الـقـدسبـطـرد مـركـوم سـحـاب الـحـس
حينـئـذ تـبــدو شـمــوس الـغـيـبمـشـرقــة بـعــرصــات الـقــلــب
وانطبـعـت فــي وســـط الـمــرآةصـــور الأمــــور الملـكـوتـيـات
وازخــرفــت حــدائــق الـقــلــوببـثـمــرات الـكـشــف والـغـيــوب
ووابـل الأسـرار بالقلـب انسـجـموانفـجـرت مـنـه ينابـيـع الـحـكـم
واعــلــم بــــأن رتــبــة الـكـمــالوخــارق الـعـادات فـــي الـمـثـال
مطوية في النفس طي الحب فيأكـمـامـه ظـهــوره مـنـهـا يــفــي
من بعـد إرعـاد الرعـود السائقـةثم انسكـاب المعصـرات الرائقـة
حــتــى إذا شــربــت الأشــجــاروزال عـــن أغصـانـهـا الـغـبـار
ولانـــت الاعــــراق بـارتـوائـهـاوسـريـان الـمـاء فــي أرجـائـهـا
واهـتـزت الأغـصــان بـالـريـاحتــهـــيـــأ الـــثـــمـــار لـــلـــقـــاح
والقـصـد عـنـد الـقـوم بـالـرعـودقــدح رعـــود الـوعــد والـوعـيـد
ثـم انسكـاب مطـر الـوعـد عـلـىبصـيـرة الـمــرء لـكــي يمـتـثـلا
حــتــى يـلـيــن قـلــبــه لـلـفـكــرةوينـتـفـي عـنــه غــبــار الـغـفـلـة
حتى إذا هبت ريـاح الحـال مـنخزانة الوعظ عـن القلـب الفطـن
واستخرجت ثمار غصـن القلـببزهـرهـا فبـعـد هـــذا الـخـصـب
يـبــدو لـقــاح الـعـلـم والأعـمــالبـقـدر مـــا للـقـلـب مـــن كـمــال
فـبـعــد مــــا تـحـصــل الـلــقــاحإذ هــب فــي أرجائـهـا الـريــاح
وظهـر الأزهـار فـي الأغصـانوكــان الاعـتـدال فـــي الـزمــان
وجـالـت الـريـاح فــي الأشـجـاروســقــط الــجــل مــــن الـثـمــار
حـيـنــئــذ تـنــعــقــد الأزهـــــــاروازخـرفــت بحـبـهـا الأشــجــار
كـذلـك مـــن بـعــد لـقــاح الـعـلـموالعـمـل الأزهــار عـنــد الـقــوم
وهــو ظـهــور الـعـلـم والـعـبـادةعـلــى الـجــوارح مـــع الـزيــادة
لأن مــن صــح لــع الإخــلاصصـح لـه التحصـيـل والـخـلاص
وحكـمـة تـجــري عـلــى لـسـانـهوطـاعـة تـجـري عـلـى أركـانــه
وربـمـا هـبــت عـلــى الأعـمــالريــح الـريـاء المـوبـق الـرجــال
فتحـبـط الـجــل مـــن الـطـاعـاتوهــــذه مــــن أعــظــم الآفــــات
فالعامـلـون فــي الـــورى كـثـيـروالـثـابــتــون عـــمـــلا يــســيــر
والعـقـد للأعـمـال فــي الطريـقـةثبوتـهـا فـــي الـحــال والحقـيـقـة
وربـمـا هـبــت ريـــاح الـعـجـبونـحـوه فــي عـرصـات الـقـلـب
فأسـقـطـت مـــن ذلـــك الكـثـيـراوتـركــت مـنــه زهــــا يـسـيــرا
إلا قــلــيــلا مــــــن عـــبـــاد اللهتـمـسـكــوا فــيــهــا بــحــبــل الله
الـذهـمـو أهـــل شــهــود الـمـنــةالـطـاعـنـو الـقــطــاع بـالأســنــة
وبــعــد أن ثــبــت ذا الـمــقــدارافـفـي الـصــلاح يـأخــذ الـثـمـارا
فـــإن جـنـاهـا ربـهــا بالـشـهـرةلـم يكمـل الطـيـب لتـلـك الثـمـرة
وحـيـث بالـخـمـول قـــد أخـفـاهـاتبـلـغـت فـــي الـطـيـب منتـهـاهـا
تـمـت مــن بـعـد كـمـال الطـيـبأن صانـهـا بالحـفـظ والتـرتـيـب
بــتــرك الاغــتـــرار والأمـــــانورفــع صــور مـحـكـم البـنـيـان
تـزخـرفــت وحـســنــت لــلـــزادونــــال مـنـهــا غــايــة الــمــراد
وإن يــكـــن أهـمـلـهــا فـتــقــربثـمـارهــا كــــل يــــد فـتــخــرب
وآل كــــــده إلــــــى الــضــيــاعإذ مـــا لـــه فـيــه مـــن انـتـفـاع
وهــــــذه طــريــقـــة الــقــطـــاعمــا جابـهـا غـيـر فـتـى شـجــاع
مــا حــل منـهـا بسـنـام الـطــورإلا امــــــرؤ مـــؤيـــد بــالــنــور
واعـلــم بـــأن طـــرق التطـهـيـركـثـيــرة عــنـــد ذوي الـتـنـويــر
أقـربـهـا نـفـعـا طـريــق الــذكــربـسـرعــة يــزيــل كــــل ســتــر
لكن بشـرط الخـوف والحضـورمـــع ادكـــار هـيـبــة الـمـذكــور
فــمــن تــــك الـغـفـلـة والأمــــانفـــي ذكـــره حـجـبـه الـشـيـطـان
وحــــال بـيـنــه وبــيـــن ربـــــهبـقـذفــه وســاوســا فــــي قـلـبــه
واحـــدقـــت بــقــلـــه غـــشــــاوةفلـم يـذق فـي القلـب مـن حـلاوة
كــم بــاذل قــواه فـــي الأذكـــارولــم يـجــد لـلـذكـر مـــن ثـمــار
وذاك مــن وســاوس الشـيـطـانيــهــيــج بـالـغـفـلــة والامـــــــان
فـعــالــج الــخــواطــر الـــرديـــةبـالـدفــع فــهــي حــجــب قــويــة
هيهـات أن بطمـع فـي الابصـارمـن قلـبـه فــي الهـذيـان جــاري
هـــل يـرتـقـي بـسـلــم الـمـعـالـيمــن قـلـبـه فـــي عـالــم الـخـيـال
لـــن يستـقـيـم الـقـلــب للـتـوجـيـهمـــا دام هــــذا لاهــذيــان فــيــه
كيـف يصبـح فتـح بـاب الـقـدسمـا دام فـي القلـب غبـار النـفـس
لــن يـصـل العـبـد إلـــى مـــولاهمــدة مــا لـيـل الـهــوى يـغـشـاه
حـــتـــى إذا نـــهـــاره تــجــلـــىبفـتـح بــاب المـلـكـوت الأعـلــى
فاجعـل أخـي همـك همـا واحــداتــكــن لــمــا تـطـلـبـه مـشــاهــدا

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:22 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله:
دبي - فراج اسماعيل

رغم الكثير من الوصف الذي ورد عنها في كتب المؤرخين القدماء فقد ظلت في نظر الكثير من الناس سرا من الأسرارالتي يستحيل معرفتها، ما ان تسمع رواية او وصفا حتى تكتشف أن هناك المزيد والمزيد وأنك مهما حاولت واجتهدت فلن تنال من المعرفة عنها سوى أقل القليل.


في هذا التقرير تلامس "العربية.نت" مشاعر فياضة لأناس سمح لهم بدخول الحجرة النبوية.. المكان الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجرة السيدة عائشة التي أسلم فيها الروح.
يقول الكاتب الصحفي عمر المضواحي المهتم بالكتابة عن الحرمين الشريفين والأماكن المغروسة في وجدان المسلمين: غمست وجهي محدقا من بين فتحات الحجرة.. كنت خائفاًً حتى الموت، لكن شيئا ما دفعني للنظر، علنى أرى ما نبأني عنه شيوخ التقيت بهم في مكة المكرمة.
شاهدت قناديل معلقة بسقف الحجرة النبوية، رأيت مثلها في جوف الكعبة المشرفة، هدايا قديمة مصاغة من الذهب والفضة، تعكس مراحل ضاربة في عمق التاريخ الإسلامي، واختلست نظرات لحجرة السيدة فاطمة الزهراء، ومتعت عيني في بقعة ضمت الشطر الأكبر من حياة الرسول الكريم• أنوار تتجلى في ذات المكان، وهديل حمائم جاورت، كما جاورت غار ثور يوم هجرة الرسول وصاحبه أبي بكر الصديق.



صناع كسوة الحجرة النبوية

يضيف: كنت أقوم بعمل تحقيق صحفي منذ عدة سنوات عن الكسوة الخضراء وهي كسوة الحجرة النبوية، فأتيح لي أن التقي من نالوا شرف المشاركة في نسج هذه الكسوة التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، حيث أورد المؤرخ السعودي حسين سلامة في كتابه (تاريخ الكعبة المعظمة) أنه جاء في كتاب الرحلة الحجازية للبتنوني نقلا عن كتاب الخطط للمقريزي، أن العباسيين كانوا يعملون كسوة الكعبة المشرفة بمدينة (تنيس) المصرية، وكانت لها شهرة عظيمة في المنسوجات الثمينة.
ويذكر البتنوني أنه لما استولت الدولة العلية على مصر اختصت بكسوة الحجرة الشريفة، وكسوة البيت الداخلية، وأختصت مصر بكسوة الكعبة الخارجية.
واستمرت الكسوة تصنع في عدد من الدول الإسلامية كمصر وتركيا والهند حتي صدر أمر مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإنشاء مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة، وبات المصنع يقوم بعمل الكسوتين لأول مرة في التاريخ في أرض الحرمين الشريفين.
وتوجد الحجرة النبوية في الجزء الجنوبي الشرقي من مسجد الرسول، وهي محاطة بمقصورة ، عبارة عن حجرة خاصة مفصولة عن الغرف المجاورة فوق الطبقة الأرضية، من النحاس الأصفر، ويبلغ طول المقصورة 16 مترا وعرضها 15 مترا، ويوجد بداخلها بناء ذو خمسة أضلاع يبلغ ارتفاعه نحو 6 أمتار بناه نور الدين زنكي ونزل بأساسه إلى منابع المياه، ثم سكب عليه الرصاص حتى لا يستطيع أحد حفره أو خرقه، وداخل البناء قبر الرسول، وقبرا أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب.
وفي شمال المقصورة النبوية وجدت مقصورة أخرى نحاسية ويصل بين المقصورتين بابان، ويحيط بالحجرة النبوية أربعة أعمدة أقيمت عليها القبة الخضراء التي تميز المسجد، أما الروضة الشريفة فهي بين المنبر وقبر الرسول ويبلغ طولها 22 مترا، وعرضها 15 مترا.
في المسجد النبوي تشتم طيب روائح الصحابة ، تكاد تسمع أحاديثهم ومسامراتهم، ترى حركاتهم وأثر خطواتهم العارية على صفحات هذه الأرض المباركة، لكن ما يحزنك حتى البكاء، أن يترك هذا التراث بدون تدوين وأن تموت أنفس قليلة بقيت تعرف وحدها كل هذه التفاصيل.



أحاديث الدموع والخشوع

ويؤكد أن هذه التفاصيل والأسرار ما هو مدون منها قليل، ومهمل، وضائع في الكتب القديمة ويفتقر الى التوثيق بالصور بجانب المعلومات، ولا أليق ولا أكمل من أن نوثق هذه المواقع ونعرفها، بطريقة أوبأخرى لنحافظ على روح المكان في جسده الجديد العملاق.
لماذا ظل مكتوما خبر هذه الكسوة قبل الآن، ولماذا نمر عليها لماما في حين، وبتجاهل في أحايين أخرى؟.. يقول المضواحي: لا زلت أذكر حديث الشيخين في مكة، وأنا أرى نسج عملهم. كنت في مكة، فذهبت صوب مصنع كسوة الكعبة، وهناك عرفت أن للمصنع شرفا آخر، فهو ينتج أيضا كسوة أخرى للحجرة النبوية.
التقيت في ذلك الوقت قبل عدة سنوات برجال شاركوا في الصنع والتركيب، لم أشأ حينها أن أفوت الفرصة حيث إن أصغرهم كان في الستينات من عمره، وخفت أن يودعوا الدنيا دون أن أتمكن من توثيق هذا العمل.
سجلت معهم أحاديث اختلطت بالدموع والخشوع، خانهم التعبير مرات وخنقتهم العبرات في أخرى، وهم يتحدثون عن تجربتهم الفريدة، كانت أطرافهم ترتعش من مجرد الذكرى كأنها حدثت بالأمس، وليس قبل ربع قرن من الزمان.
كان الشيخ محمد على مدني، رئيس قسم النسيج الآلي بالمصنع في ذلك الوقت، كريما معي، وعرفت منه أنه كان أحد الذين شاركوا في نسج كسوة الحجرة النبوية وتركيبها. قلت له حدثني عن كسوة الحجرة النبوية، صفهما لي: جال ببصره بعيدا، كأنه يستحضر تلك الذكريات الغالية، ثم أجابني: شعرت يومها بحالة ذهول كامل تملكتني. إنها بقعة عظيمة، غاية في العظمة، لا أعرف محيطها بالتحديد لكن بدا لي أن محيط الحجرة النبوية 48 مترا.
هيبة المكان غلبت على أن ألحظ فيها شيئا ملفتا للنظر أو للانتباه، كنت مبهورا ولم أر سوى قناديل معلقة بسقف الحجرة، وهي هدايا قديمة كانت تهدى للمسجد النبوي من قديم الزمان، وقيل لي إنه كانت هناك آثار نبوية وضعت في مكان آخر لا أعرف أين، وما أعرفه أن هناك بعض الأشياء التاريخية محفوظة في حجرة السيدة فاطمة الزهراء، وهو ذات المكان الذي كانت تسكن فيه.
أضاف: كسوة الحجرة نسيج من حرير خالص، أخضر اللون، مبطن بقماش قطني متين، ومتوجة بحزام مشابه لحزام كسوة الكعبة المشرفة، غير أن لونه أحمر قان، خط عليه بتطريز ظاهر آيات قرآنية كريمة من سورة الفتح تشغل ربع مساحته، بخيوط من القطن وأسلاك من الذهب والفضة وهو بارتفاع 95سم2.
وهناك قطع أخرى من ذات اللون الأحمر وبنفس النسج لكنها أصغر قليلا مكتوب عليها إشارات تدل على مواقع القبور الثلاثة، وهي من ذات العينة والطراز للكسوة الداخلية لجوف الكعبة، وباختلاف بسيط يتمثل في اختلاف الآيات القرآنية المنسوجة يدويا بطريقة "الجاكار" المعمول مثلها آلياعلى ظاهر كسوة الكعبة .
كسوة الحجرة النبوية لا تتبدل كل عام مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهي محفوظة في بناء الحجرة وبعيدة عن الأيادي وعوامل المناخ• ويتم تغييرها كلما دعت الحاجة الى ذلك.



مفاتيح الحجرة عند كبير الأغوات

ترتفع السترة بمقدار ستة أمتار، ويتم تركيبها عادة في السادس من شهر ذي الحجة، كلما صدر الأمر الملكي بذلك، وعند كبير الأغوات مفاتيح الحجرة، وهم من يقوم بخدمتها وتنظيفها والعناية بها كل ليلة اثنين وجمعة حتى الآن.
ويضيف عمر المضواحي متحدثا لـ"العربية.نت": كنت أرغب في المزيد، ووجدته عند الشيخ محمد جميل خياط مدير الإنتاج بالمصنع، وهو رجل بدا لي حينها في الستينات من عمره. قال له الشيخ جميل: تم الإبقاء على الصنع اليدوي في المصنع لعمل الكسوتين، الداخلية لجوف الكعبة المشرفة، والأخرى للحجرة النبوية، للحفاظ على هذا التراث الفني الراقي.
يستطرد المضواحي: ثم التقيت بالشيخ أحمد ساحرتي رئيس قسم التطريز بالمصنع، بدا لي في ذلك الوقت البعيد أيضا كبر سنه، وضعف نظره، بادرني: كيف أستطيع أن أحدثك عن مشاعري لحظة دخولي الى الحجرة النبوية.. لايمكنني ذلك، اعذرني.. هذا حديث فوق قدرتي على الكلام، ولم أظن في يوم من الأيام أن أسئل عن هذه التجربة.. وأؤكد لك أنني لن أستطيع خوضها ثانية.
اقترب مني أكثر وأضاف: أنظر الى عدسات نظارتي ــ وأشار الى غلظتها ــ ودقق النظر في شيبتي وثقل السنين التي أحملها، عمري لا أحصيه، لكنني سمعتهم يقولون إنني من مواليد 1333هـ، ومع كل هذه السنين لم أعرف لي هواية غير حب العطور والروائح الجميلة، وصرفت ردحا من أيامي التي عشتها طولا وعرضا لأشبع هذا النهم الذي لايزال يرافقني للآن، سافرت كثيرا وتعرفت على الكثير لكنني أستطيع أن أقول بثقة أن لي تركيبات عطرية خاصة، لا تكون عند غيري ولا يقدر عليها أحد سواي.



عندما فتحت الأبواب ودخلوا الحجرة

يواصل الساحرتي متحدثا للمضواحي: أقول ذلك لأنني عرفت عجزي وقلة معرفتي في تلك الليلة المباركة، عندما فتحت لنا الأبواب، ودخلنا الحجرة النبوية، لقد أستنشقت عطرا وروائح ما عرفتها من قبل، ولم أعرفها من بعد. لم أعرف سر تركيبتها أبدا، كان عطرا فوق العطر، وشذا فوق الشذا، وشيئا آخر لاقبل لنا به نحن أهل الصنعة والمعرفة.
يحكي عمر المضواحي قائلا: عندما سألته أن يصف لي الحجرة النبوية، سرت في جسده رعدة خفيفة أصابته، وقال بصوت خافت: أعتقد أن ارتفاع الحجرة أحد عشر مترا، وأسفل القبة الخضراء، قبة أخرى مكتوب عليها: قبر النبي وقبر أبوبكر الصديق وقبر عمر بن الخطاب، ورأيت أيضا أن هناك قبرا آخر لكنه خاو، وبجانب القبور الأربعة، حجرة السيدة فاطمة الزهراء، وهو البيت الذي كانت تسكنه.
من رهبتنا لم نكن نعرف كيف نرفع المقاسات الخاصة بالقبة، كانت أصابعنا ترتجف، وأنفاسنا تتسارع. وبقينا 14 ليلة كاملة نعمل فيها من بعد صلاة العشاء الى وقت أذان الفجر الأول، لننجز مهمتنا.
ظللنا نرفع المقاسات، ونحل أربطة السترة القديمة، نكنس وننظف ما علق بالمكان الطاهر من غبار وريش حمام، هذا الموقف يعود إلى عام 1971 ميلادية، وكانت الكسوة التي قمنا بتغييرها قديمة، كان عمرها 75عاما حسب التاريخ المنسوج عليها، ولم تستبدل طوال هذا الوقت.
ويمضي الشيخ الساحرتي في تفاصيل تلك الزيارة: كنت أول من دخل مع السيد حبيب من أعيان المدينة المنورة، وأسعد شيرة مدير الأوقاف في المدينة وقتها وحبيب مغربي من إدارة المصنع، وعبدالكريم فلمبان وناصر قاري، وعبدالرحيم بخاري وآخرين، كنا 13رجلا، لا أذكر معظمهم، فقد ذهبوا الى رحمة الله.
كان يرافقنا كبير الأغوات وعدد من خدام الحجرة النبوية.. الهمس حديثنا، هذا إذا لم تكن الإشارة تغني عن الكلام. كنت ومازلت أعاني من ضعف شديد في الإبصار، وهذه النظارة لم تفارق عيني منذ تلك الأيام، لكنني كنت في الحجرة شخصا آخر.. كنت أشعر بذلك، وألمس الفرق.



أشياء غريبة حدثت لي

ويقسم الشيخ الساحرتي قائلا: "كنت أدخل الخيط في ثقب الإبرة من غير نظارة، رغم الضوء الخافت الذي كنا نعمل فيه. كيف تفسر ذلك، وكيف تفسر أنني لم أشعر بحساسية في صدري كنت أعاني منها ومازلت، فأنا أسعل بشدة مع أدنى غبار، لكنني يومها لم أتأثر بغبار الحجرة، ولا بالأتربة المتطايرة، كأن التراب لم يعد ترابا، وكأن الغبار أصبح دواءً لعلتي، كنت أشعر طوال تلك الليالي أنني شاب، وأن فتوة الصبا قد ردت اليّ .
لقد حدث معي شيء غريب آخر لم أفهم سره حتى اليوم، فبعد تجديد كسوة الحجرة يومها، كان علينا أن نخرج الستارة القديمة، حمل من حمل الستارة، وبقي حزامها المطرز بطول 36مترا، قلت لهم لفوه ثم أتركوه، تقدمت إليه، وحملته على ضعفي فوق كتفي هذا، خرجت به من الحجرة النبوية، لم أشعر بثقله أبدا، لكنهم بعد ذلك جاءوا برجال خمسة ليحملوه فلم يستطيعوا، وانخرط الشيخ في بكاء صامت، وأكمل بتأوه: سأل بعضهم عن الذي حمله وجاء به الى هنا، قلت مجيبا: أنا، لم يصدقوا.. قلت لهم اسألوا عبدالرحيم بخاري خطاط الكسوة الشهير.



أجمل وصف للحجرة النبوية

يقول الناقد والباحث في تاريخ المدينة المنورة محمد الدبيسي لـ"العربية.نت": كثير من المؤرخين شغفوا بتاريخ المدينة المنورة والكتابة عنه، لقد أحصيت أكثر من 500 كتاب إضافة إلى الأبحاث العلمية التي نشرت في دوريات، فمثلا أول كتاب عن تاريخ المدينة كان لابن زبالة في القرن الثاني الهجري، بعد ذلك كتب مؤرخون آخرون مثل المراغي والسخاوي والسمهودي، الأخير له كتاب باسم (وفاء الوفاء في اخبار دار المصطفى) في القرن العاشر الهجري "عام 1325هـ" والذي يحتوي على مجلدين، ويعتبر مرجعا في هذا الباب، لكن أجمل وصف وقفت عليه بخصوص الحجرة النبوية وجدته في كتاب (مرآة الحرمين) للدكتور ابراهيم رفعت باشا الذي جاء من مصر وزار الحرمين ووصف الحجرة بأورع ما يمكن.
ويقول الدبيسي إن الحجرة تقع شرق المسجد النبوي الشريف، وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها روضة من رياض الجنة، وهي حجرة السيدة عائشة بنت الصديق التي قبضت فيها روحه فدفن بها، وكان قبره جنوب الحجرة، وكانت عائشة بعد وفاته تقيم في الجزء الشمالي منها، وكما يُذكر تاريخيا بأنه عليه السلام قد دفن ورأسه الشريف إلى الغرب ورجلاه إلى الشرق ووجهه الكريم إلى القبلة.
وعندما توفى الصديق دفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع، ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولما توفي عمر بن الخطاب أذنت له عائشة بعد أن استأذنها قبل وفاته بأن يدفن إلى جوار صاحبيه داخل هذه الحجرة.
وعن القبر الخالي في الحجرة النبوية يشير محمد الدبيسي إلى إن بعض العلماء يذكرون أن هذا القبر سيدفن فيه النبي عيسى عليه السلام. أما قصة تسمية الكوكب الدري الموجود في الحجر النبوية، فقد كان يوجد في الجدار القبلي من الحجرة تجاه الرأس الشريفة مسمار فضة، ويذكر رفعت ابراهيم باشا أنه ابدل بقطعة من الألماس كانت بحجم بيضة الحمام، وتحته قطعة أخرى أكبر منها، والقطعتان مشدودتان بالذهب والفضة، ومن ثم اطلق عليهما اسم "الكوكب الدري".
ويطلق على الحجرة في بعض الكتب – والكلام للدبيسي – المقصورة الشريفة، ولها ستة أبواب، الباب الجنوبي ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة مكتوب عليها تاريخ صنعه 1026 هـ، والباب الشمالي ويسمى باب التهجد، والبال الشرقي ويسمى باب فاطمة، والباب الغربي ويسمى باب النبي وبعض الناس يسمونه باب الوفود، وعلى يمين المثلث داخل المقصورة باب آخر، ثم باب سادس على يسار المثلث في داخل المقصورة أيضا.
ويضيف أن الملك عبدالعزيز آل سعود أعطى عناية كبيرة بالحجرة البنوية والقبة الخضراء، ووجه بالمحافظة على البناء العثماني لها، مع الترميم إذا احتاج الأمر لذلك، وكذلك بطلاء القبة كلما بهت لونها.
ويقول إن عمر بن عبدالعزيز بنى حول الحجرة سور من خمسة أضلاع خوفا من أن تشبه الكعبة فيصلى عليها. ويوضح أن كتاب مرآة الحرمين ذكر أن الخيزران أم هارون الرشيد هي أول من كسا الحجرة الشريفة بالدائر المخمس، ثم كساها ابن أبي الهجاء بالديباج الأبيض والحرير الأحمر وكتب عليه سورة يس، ثم كساها الخليفة الناصر بالديباج الأسود ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود المرقوع بالحرير الأبيض وعليها طراز منسوج بالذهب والفضة.
ويشير إلى أن تكاليف كسوة الحجرة النبوية عندما أصبحت تأتي من مصر، أوقفت على بيت مال المسلمين في مصر في عهد السلطان الصالح اسماعيل الناصر، وكانت تجدد كل خمس سنوات.
ويقول إن كتاب "مرآة الحرمين" يؤكد أن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي والحجرة الشريفة في عهده عام 1325هـ تقدر بسبعة ملايين من الجنيهات و620 قنديلا معلقة، ونجف من البلور، وأربع شجرات على أعمدة بلور مفرعات بأغصان مائلة عليها تنانير صافية وضعت بالروضة الشريفة.
وحول الحجرة الشريفة 106 من القناديل كلها بالذهب المرصع بالألماس والياقوت وحول الحجرة كذلك معاليق من الجواهر الثمينة ومن اللؤلؤ الفاخر.
وأهدى السلطان عبد المجيد الحجرة النبوية سنة 1274 هـ شمعدانين مصنوعين من الذهب الخالص المرصع بالألماس الفاخر، وتم وضعهما بمقصورة الحجرة الشريفة أحدهما باتجاه الرأس الشريف والآخر بمحاذاة رجليه الكريمتين، كما جاء في كتاب مرآة الحرمين.
ويؤكد الدبيسي أن الكتب التاريخية تشير إلى تعرض الحجرة النبوية للسلب والنهب عبر العصور المختلفة قبل الدولة السعودية، وأن بعض الأشياء التي تعرض في بعض المتاحف التركية، أخذت في عهد الدولة العثمانية من مقتنيات الحجرة، التي يقال إنها كانت تضم الذهب والفضة.
ويشير إلى أن ابراهيم رفعت باشا ذكر في كتابه أن الملك العادل نور الدين الشهيد أمر عام 557 هـ ببناء خندق صب فيه الرصاص حول الحجرة النبوية، عندما علم أن هناك من يحاول الوصول إلى جسد الرسول.
ويقول إن الحجرة مرت بمراحل في بنائها، فقد كانت إبان العهد الأول مبنية باللبن وجريد النخل على مساحة صغيرة ثم أبدل الجريد بالجدار في عهد عمر بن الخطاب ثم أعاد عمر بن عبد العزيز بناءها بأحجار سوداء.



قصة مزاد عن بيع غطاء لقبر النبي

الكاتبة حليمة مظفر كتبت تقريرا صحفيا نشرته في العام الماضي بجريدة (الشرق الاوسط) عن الحجرة النبوية. عن قصة هذا التقرير تقول لـ"العربية.نت": أحرص دوما على زيارة المدينة والمسجد النبوي بصفة خاصة، حيث أنظر هناك من بعيد إلى الحجرة النبوية، ولا استطيع أن أصف لك مشاعري حينئذ.
وتضيف: نشرت التقرير في 29 رمضان، وذلك بعد أن قرأت اعلانا عن مزاد في احدى الجمعيات الخيرية يتضمن بيع غطاء لقبر الرسول، لفت نظري هذا الاعلان وذهبت إلى هذه الجمعية وعرفت من مسؤوليها إنه سيعرض للبيع بسبعة عشر مليون ريال، فنشرت الخبر الذي صدر على اثره توضيح من رئاسة الحرمين بأن مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة محفوظة ومصانة في خزائن رئاسة الحرمين الشريفين منذ دخول الملك عبد العزيز آل سعود ولم يفقد منها شيء منذ دخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ذهبنا الى مقر الجمعية وصورنا ذلك الغطاء التي قالوا إنه لقبر الرسول، ولكنه اختفى بعد أن نشرت الخبر وأحدث ضجة كبيرة، ولما سألت مسؤول فيها فيما بعد أجاب أن ملكيته تعود لأتراك ولم يأت من تركيا، لكنني كما قلت كنت قد صورت ذلك الغطاء ولونه أخضر وهو نفسه الذي رأيت صورته في الكتيب الذي تسلمته حول المزاد، بالاضافة الى غطاء آخر لونه أحمر قالوا إنه لقبر أبي بكر الصديق.
وتقول حليمة المظفر إن الدكتور عبد الرحمن الأنصاري عالم التاريخ والآثار ذكر لها في ثنايا تقريرها إنه خلال الفترة التي عاصرها في عهد الدولة السعودية لم يكن مسموحا لأحد بدخول الحجرة النبوية، لكنه عرف عن طريق كبار السن أنه قبل ذلك كان هناك من يدخل الحجرة وان اقتصر ذلك على الأطفال والآغاوات. وتضيف أنها سمعت من الدكتور الأنصاري إنه لم تكن هناك أغطية لقبر الرسول وصحابته خلال العهد السعودي إلا أنه لا يستبعد وجودها قبل هذا العهد لأنه لا يوجد دليل يثبت عدم وجودها خاصة في العهد العثماني.
وأوضح لها أنه حينما كان طفلا في المدينة شاهدوا على جدار الحجرة الخارجية في فترة الخمسينات الهجرية ستائر مهلهلة وقديمة تم استبعادها وهذه الستائر خارج الحجرة أمر لا يستبعد معه وجود أغطية على القبور داخلها، وهناك صورة قديمة جدا تم تداولها مسبقا لقبر الرسول عليه السلام وعليه غطاء.



الحجرة تجدد بناؤها أكثر من مرة

وقد ذكر الأديب المصري الراحل محمد حسين هيكل في كتابه ( في منزل الوحي) عام 1947م عن رحلة الحج التي قصد بها الأراضي المقدسة، ان الحجرة النبوية ظلت كما هي حتى زمن بني أمية، حين أمر الوليد بن عبد الملك واليه علي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز أن يضم حجرات أزواج النبي رضي الله عنهن.
وبنى عمر بن عبد العزيز الحجرة سنة ثمان وثمانين وقيل سنة إحدى وتسعين للهجرة، وبالتالي فقد ظلت ثمانية وسبعين أو ثمانين سنة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم في مثل بساطتها حين وفاته.
ويقول محمد حسين هيكل إن الحجرة قد تجدد بناؤها بعد ذلك اكثر من مرة، فقد شب حريق في القرن السابع الهجري وامتد إلي الحجرة ولكنها لم تحرق، كما امتد إلي المسجد كله، و تعرضت لحريق آخر علي اثر الصاعقة التي نزلت في أواخر القرن التاسع الهجري.
وقد بنيت أول قبة في المسجد النبوي فوق الحجرة النبوية في القرن السابع الهجري، بأمر السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 678 هـ وهي التي عرفت مؤخراً بالقبة الخضراء، وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة الشريفة، مكسوة بألواح الرصاص، منعاً لتسرب مياه الأمطار.
وفي عام 881 هـ وبعد الانتهاء من بعض الترميمات في المسجد قرر السلطان قايتباي إبدال السقف الخشبي للحجرة بقبة لطيفة، فرفعوا السقف الخشبي، ثم عقدوا قبواً على نحو ثلث الحجرة مما يلي المشرق والأرجل الشريفة، ليتأتى لهم تربيع محل القبة المتخذة على بقية الحجرة من الغرب، ثم عقدوا القبة على جهة الرؤوس الشريفة بأحجار منحوتة من الحجر الأسود والأبيض، ونصبوا بأعلاها هلالاً من نحاس، وبيضوها من الخارج بالجص، فجاءت جميلة بديعة.
وقد سلمت هذه القبة من الحريق الذي شب بالمسجد سنة 886 هـ، بينما احترقت القبة التي فوقها، فأعاد السلطان قايتباي عام 892 هـ بناءها بالآجر، وأسس لها دعائم عظيمة بأرض المسجد، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها، فرممت وأصبحت في غاية الإحكام.
ثم عمل قبة على المحراب العثماني، وغطى السقف بين القبة الخضراء والحائط الجنوبي بقبة كبيرة حولها ثلاث قباب، كما أقام قبتين أمام باب السلام من الداخل، وقد كسيت هذه القباب بالرخام الأبيض والأسود، وزخرفت بزخارف بديعة.
وفي سنة 1119 هـ أضاف السلطان محمود الأول رواقاً في جهة القبلة، وسقّف ما يليه بعدد من القباب. وفي عام 1228هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني قبة الحجرة النبوية ، ثم دهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، وكانت قبل ذلك تعرف بالبيضاء والزرقاء، وكان بعضهم يطلق عليها: الفيحاء.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ترويج في المنتديات الخارج في عقيدتها عن منهج أهل السنة إلى حرمة تقبيل يد الصلحاء والعلماء وطلبة العلم
فما حكم تقبيل يد العلماء والصلحاء ؟ وهل في الانحناء لهم ما ينافي الشرع ؟
الرجاء دعم الاجوبة بالدليل لاجل الافادة والاستفادة؟راجع يا أخى رسالة ( إعلام النبيل بجواز التقبيل ) للحافظ السيد عبدالله بن محمد بن الصديق الغمارى المغربى الحسنى الإدريسى .

أما الانحناء فلا شئ فيه إذ أنت لا تنوى الركوع أو السجود له ويحكى موقف طريف عن سيدى الحبيب على بن عبدالرحمن الجفرى - بلغه الله مناه وجمعنى به - وهو أن أحدهم اعترض على انحناء طلبة العلم لتقبيل يد سيدى الحبيب على وجاء لينصرف هذا المعترض فانحنى ليأخذ حذاءه فقال له سيدى الحبيب على : يا أخى انتبه . لا تسجد لحذائك .

وإليك الدليل من السنة على جواز تقبيل أيدى العلماء والصالحين :
عن سيدنا جابر رضي الله عنه أن سيدنا عمر رضي الله عنه قبَّل يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم..وعن الشعبي : أن زيد بن ثابت رضي الله عنه صلى على جنازة فقربت إليه بغلته ليركبها فجاء سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابها فقال زيد ابن ثابت رضي الله عنه خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء فقبَّل زيد بن ثابت يد عبدالله وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وإليك بعض النقول من كتب فقه المذاهب الأربعة :
المذهب الشافعي: قال العلامة العسقلاني في كتابه (فتح الباري) قال الإمام النووي: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه وعلمه أو شرفه أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة.
المذهب الحنفي: قال العلامة ابن عابدين في حاشيته : ولا بأس بتقبيل يد الرجل العالم المتورع على سبيل التبرك وقيل : سنة قال الشرنبلاني: وعلمت أن مفاد الأحاديث سنيته أو ندبه كما أشار إليه العيني.
المذهب الحنبلي: قال العلامة الاسفاريني في كتابه (غذاء الألباب) قال المروزي: سألت أبا عبدالله – الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله عن قبلة اليد ، فقال: إن كان على طريق التدين فلا بأس وإن كان على طريق الدنيا فلا.
المذهب المالكي: قال العلامة العسقلاني في كتابه (فتح الباري) قال الإمام مالك: إن كانت على وجه التكبر والتعظيم فمكروهة وإن كانت على وجه القربة إلى الله لدينه أو لعلمه أو لشرفة فإن ذلك جائز.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إثبات كرامات الأولياء وتصرفهم بعد الانتقال


(فصـل) : إثبات كرامات الأولياء وتصرفهم بعد الانتقال اعلم أن الدليل على وقوع الكرامة بعد الموت أن ذلك أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع فالكرامة بعد الموت جائزة الوقوع إذ لو لم نقل بجواز الوقوع للزم ترجيح أحد طرفى الممكن بلا مرجح وهو محال ، وأيضا لو قلنا بعدم جواز الوقوع وهى مخلوقة لله تعالى ومقدورة له إذ هى من جملة الممكنات وقدرته تعالى متعلقة بجميع الممكنات بأسرها إيجادا وإعداما على وفق إرادته تعالى لزم تعجيز القدرة تنزهت قدرته تعالى عن ذلك . فإن قلت لا يلزم من جواز الوقوع الوقوع فهل ثم دليل على الوقوع قلنا : نعم ، وهو ما نقله الحافظ عبدالعظيم المنذرى فى كتاب (الترغيب والترهيب) حيث قال: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( ضرب بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباء على قبر وهو لا يعلم أنه قبر. فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ضربت خبائى على قبر ، وأنا لا أحسب أنه قبر ، فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : هي المانعة وهى المنجية من عذاب القبر ). رواه الترمذى وقال حديث غريب ورواه الحاكم وابن عدى والبيهقى . أقول : وهذا دليل على جواز وقوعها بتقريره صلى الله عليه وسلم لحديث الصحابى ، فصار سكوته تقريرا ودليلا شرعيا ، فتأمله !!
ومنها : ما ذكره الإمام أبو الفرج بن الجوزى فى كتابه (سلوة الأحزان) : قال بعض أصحاب ثابت البنانى : والله الذى لا إله إلا هو لقد أدخلت ثابتا لحده ومعه فلان ، فلما سوينا اللبن سقطت لبنة فأردنا رفعها فإذا هو يصلى فى قبره . وكان يقول فى حياته داعيا ربه : ( يا رب إن أعطيت أحدا أن يصلى فى قبره فأعطنى ذلك ) وقال الذين ينقلون الحصى : كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت سمعنا قراءة القرآن . قاله الإمام الثعالبى فى (العلوم الفاخرة) والشعرانى فى (طبقاته) وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن سنان القزاز .
ومنها : ما ذكره العلامة الكرماني في أول (شرح البخاري) في آخر ترجمته ما نصه: ولما دفن فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك وظهر سوار أبيض في السماء مستطيلة حذاء القبر، وكانوا يرفعون التراب منه للبركة حتى ظهرت الحفرة للناس فنصب على القبر خشب مشتكات فكانوا يأخدون ما حواليه من التراب والحصيات. ودام ريح الطيب أياما كثيرة حتى تواتر عند جميع أهل تلك البلاد .
ومنها : ما نقل عن المقريزي أنه قال : من أبدع ما حكي في مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه أن الوزير نظام الملك لما بنى المدرسة النظامية ببغداد سنة أربع وسبعين وسبعمائة أحب أن ينقل الإمام الشافعي من مقبرته بمصر إلى مدرسته. وكتب إلى أمير الجيوش بدر الدين وزير المنتصر بالله يسأل في ذلك وجهز له هدية جليلة . فركب أمير الجيوش في موكبه، ومعه أعيان الدولة ووجوه المصريين من العلماء وغيرهم وقد اجتمع الناس لرؤيته .فلما نبش القبر شق ذلك على الناس وماجوا وكثر اللغط وعلت الأصوات وهموا برجم أمير الجيوش والثورة به فسكتهم وبعث يعلم الخليفة أمير المؤمنين المستنصر بصورة الحال . فأجاب السؤال بإمضاء ما أراد نظام الملك. فقرأ كتابه بذلك على الناس عند القبر وطردت العامة والغوغاء من حوله ووقع الحفر حتى انتهوا إلى اللحد . فعندما أرادوا قلع ما عليه من اللبن خرج من اللحد رائحة عطرة وأسكرت من حضر فوق القبر حتى وقعوا صرعى. فما أفاقوا إلا بعد ساعة. فاستغفروا الله تعالى مما كان منهم وأعادوا ردم القبر كما كان وانصرفوا. انتهى. خطط المقريزى ، ج3/481 . قلت : وفيه كرامة ظاهرة للإمام بعد موته . فالأحياء أحياء وإن ماتوا ، وإنما ينتقلون من دار إلى دار .
قال الإمام أحمد الدردير فى منظومته (الخريدة البهية) :
والفعل فى التأثير ليس إلا للواحد القهار جل وعلا
وحينئذ لا فرق فى إظهارها على يد أحد منهم بين كونه حيا أو ميتا فقد صرح شيخ الإسلام محب الدين أبو الوليد ابن الشحنة الحلبى بأن منح الأولياء الإلهية لا تنقطع عنهم بعد الموت .
وقال البغوى فى تفسير قوله تعالى : (( فالمدبرات أمرا )) قال عبدالرحمن بن سابط: يدبر الأمر فى الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل عليهم الصلاة والسلام . فعليه تصرف العبد بمعنى إيجاد الله الأمر على يديه من غير أثر للعبد فيه .
وقال التاج السبكى بعد أن ذكر أن من أنواع الكرامة مقام التصريف حكى أن بعضهم كان يبيع المطر . وتصرف الأولياء فى حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته لا شريك له فى ذلك خلقا وإيجادا أكرمهم الله تعالى به وأجراه على أيديهم وألسنتهم خرقا للعادة تارة بإلهام وتارة بمنام وتارة بدعائهم وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم .
وقد أثبت السادة الصوفية عالما متوسطا بين الأجساد والأرواح وسموه عالم المثال وقالوا هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح وبنوا على ذلك تجسد الأرواح وظهورها فى صور مختلفة من عالم المثال ، وقد يستأنس لذلك من قوله تعالى: (( فتمثل لها بشرا سويا )) فتكون الروح كروح جبريل عليه السلام مثلا فى وقت واحد مدبرة لشبحه وعلى هذا فالذى يخرج من القبر الشبح المثالى .
تنبيه : يُوهم قول قاضى القضاة الأوشى فى منظومته (بدء الأمالى) :- ( كرامات الولى بدار دنيا ) من اختصاص الكرامات بحال الحياة ممنوع ؛ لأن البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا ويؤكد ذلك ما ورد بإسناد صحيح إلى عكرمة مولى ابن عباس أنه سئل عن يوم القيامة أهو من الدنيا أم من الآخرة ؟ فأجاب بأن نصفه الأول الذى يقع فيه الفصل والحساب من الدنيا، ونصفه الآخر الذى يقع فيه الانصراف إلى النار والجنة من الآخرة. انتهى كذا فى (المواهب اللدنية) ، ونقله المناوى فى أول (شرحه الكبير على الجامع الصغير) . فإذا كان هذا يوم القيامة نصفه الأول من الدنيا فبالأولى أن يحكم على البرزخ بأنه من الدنيا حقيقة . قال الجلال البخارى فى (شرحه) : قوله (بدار دنيا) التقييد (بدار دنيا)؛ لأن الاختلاف وقع فيها ؛ لأن دار العقبى محل كرامة جميع المؤمنين .اهـ. وقال الشيخ يحيى المغربى : (بدار دنيا) وإنما هو ظرف متعلق بالكون، أى : لها وجود بدار دنيا ، خلافا للمعتزلة . فافهم . فالمراد من قول الناظم بالدنيا فى كلامه ما قابل الآخرة وهى ما بعد البعث من القبور لا قبله . ومن ثم نقل ابن القيم عن أبى يعلى أن عذاب القبر من الدنيا لانقطاعه قبل البعث بالفناء ولا يعرف أمد ذلك وأيده الجلال فى (شرح الصدور) ويؤيده ما أخرجه هناد بن السرى فى الزهد عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر : (( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا )) . فيقول المؤمن إلى جنبه : (( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) . فعلى هذا يؤخذ جواز وقوع كرامات الأولياء بعد موتهم من قوله (بدار دنيا) . ومن ثم لم يتعرض أحد من شراح النظم مع كثرتهم إلى التصريح بانقطاع الكرامات بعد الموت . وقال شارحه السمهودى : ينبغى أن يكون ظهور الكرامات لهم بعد موتهم أولى من ظهورها حال حياتهم لأن النفس باقية صافية من الأكدار والمحن وغيرها وقد شوهد ذلك من كثير منهم بعد موته وقد يدخل ذلك فى كلام الناظم فإن قوله : ( بدار دنيا ) صادق بحياته وبعد موته . انتهى. وبهذا ظهر أن من احتج بهذا البيت على انقطاع الكرامات بالموت حتى نسب إلى الإمام أبى حنيفة القول بانقطاع الكرامات بالموت واهم وعن طريق أهل الهدى ضال إذ لم يثبت فى شئ من كتب أحد المذاهب الأربعة أصولا وفروعا القول بانقطاع الكرامات بالموت .
واعلم أن كلام الأموات لا يسمعه إلا من تحقق بكتمان الأسرار ، وورد أن البهائم تسمع صوت الميت فى قبره فقد ثبت فى صحيح الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حادت به بغلته وكادت تلقيه لما مر بمن يعذب فى قبره . كما نقل ابن القيم فى كتاب الروح ص : 66 .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:28 PM
(فصل) : تقرير مسألة قدرة الأولياء على الدعاء للأحياء
اعلم أن التّسبّب مقدور للميت وفي إمكانه أن يكتسبه كالحي بالدعاء لنا ، فإن الأرواح تدعو لأقاربهم ، كما في الحديث الشريف إذا بلغهم عنهم ما يسوؤهم ، فيقولون: ( اللهم راجع بهم أو لا تمتهم حتى تهديهم ) ففى مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:3 ص:164 : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ).
بل الأرواح يمكنها المعاونة بنفسها كالأحياء ، ويمكنها أن تلهمك وترشدك كالملائكة، إلى غير ذلك ، وكثيرًا ما انتفع الناس برؤيا الأرواح في المنام .
وقد اعترض البعض على ذلك وقال : إن الموتى مشغولون بأنفسهم لا يدعون للأحياء، واستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) ومن انقطع عمله انقطع دعاؤه؛ لأنه من جملة عمله. وهذا قول مناقض للأدلة؛ لأنه استدلال بالحديث في غير موضعه؛ لأن الانقطاع عام، والأدلة المثبتة للدعاء بعد الموت خاصة، فهي مقدمة على العام مخصصة له، عكس ما يريد هؤلاء.
فقد جاء في حديث المعراج قوله صلى الله عليه وسلم عند ذكر كل نبي ”فرحب بي ودعا لي بخير“ رواه مسلم وبحديث الشهداء حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ”إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا: ربنا بلغ عنا نبينا أنا لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا“ رواه مسلم ، فنزل قوله تعالى: (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ، فهم مهتمون بأمر من بعدهم ويدعون لهم بقولهم: ”ربنا بلغ عنا إخواننا…“ إلى آخر الحديث.
ولحديث انقطاع الأعمال وجه آخر: هو أن المراد انقطاع الأجر المبني على التكليف، فلما زال التكليف بقي الذكر والدعاء، الذي يراد به التنعم بعمل الخير.
وادعى المعارض أيضاً أن حديث عرض الأعمال عليه صلى الله عليه وسلم واستغفاره لأمته مردود بما هو أقوى منه، وهو حديث ”إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك… إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم“ رواه البخارى ، وهذا الادعاء ساقط؛ لأن الذين يستغفر لهم هم أمته، وهؤلاء هم المرتدون، كما صرحت الرواية، وليسوا من أمته، فلا تعارض بين الحديثين، بل التعارض متوهم.
وقد جاء في القرآن الكريم اهتمام الصالحين بأقوامهم بعد موتهم ودعاؤهم لهم في قوله تعالى: (( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )) . ودعاء الأموات داخل في دعاء الأخ لأخيه الّذي لا يمكن المعارض أن يمنعه ، وقد عرّفتنا السّنّة الصّحيحة أنّه لا فرق بين الحي والميّت في ذلك ، وأنَّ الميّت يدعو للحي على ما سبق ، فإنَّ الموت ليس فناءً أو عدمًا كما يظنّه الجاهلون .
وقد أحسن القائل حين قال :

لاَ تَظُنُّوا المَوتَ مَوتًا إِنَّهُ لَحَيَاةٌ وَهُوَ غَايَاتُ المُنَى
لاَ تُرِعْكُم هَجمَةُ المَوتِ فَمَا هُوَ إِلاَّ نَقْلَةٌ مِن هَاهنا
واعلم أنّه إذا لم يصح أن نتوسل إلى الله بالميّت ، ولا يمكنه هو أن يدعو لنا ، ولا تستطيع روحه أن تفعل شيئًا كما هو اعتقادكم ، فأي كرامة تكون له بعد ذلك ؟ ! وما معنى إثباتكم إياها وقد نفيتم عنه كل عمل وكل قدرة . فالوهابيون في إثبات كرامات الأولياء وغيرها متناقضون تارةً مع الهوى ، وتارة مع الحق ، ويرحم الله من قال : المبطل لا بد أن يتناقض شاء أم أبى .
ونقول : هل جاء في السّنّة أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم نهى النّاس عن أن يسألوا الصّالحين ويطلبوا منهم الدّعاء ؟ والجواب : اعلم إنّ جواز الأشياء لا يتوقّف على ورود الأمر بها ، بل على عدم النّهي عنها كما هو مقرّر في علم الأصول (( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ )) ، فكل ما لم يرد فيه نص بالحظر فهو مباح على ما تقتضيه الآية ، وعَلَّمَنا صلى الله عليه وسلم في السّنّة الصّحيحة : أنّ ما أمرنا به فعلناه ولم نتركه ، وما نهى عنه اجتنبناه ولم نفعله ، وما سكت عنه فهو عفو ، فهذه هي قواعد العلم الّذي يعرفه العلماء .
ونستخلص مما سبق أن النبى صلى الله عليه وسلم فى قبره يدعو ويستغفر لأمته والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه دعوا للنبى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ، والشهداء يدعون ربهم ، والصالحين يدعون لأقوامهم ، والأموات يدعون لأقاربهم. إذا فماذا يمنع أن يدعو الولى للمستغيث به وطالب المدد منه .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:30 PM
(فصل) : توجيه حديث الترمذى : ( إذا سألت فاسأل الله )

الحديث المشهور الذى رواه الترمذى وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما ليس المقصود به النهى عن السؤال والاستعانة بما سوى الله كما يفيد ظاهر لفظه ، وإنما المقصود به النهى عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله ، والأمر بالانتباه إلى أن ما كان من نعمة على يد المخلوقات فهو من الله وبالله ، فالمعنى : وإذا أردت الاستعانة بأحد من المخلوقين ، ولا بد لك منها فاجعل كل اعتمادك على الله وحده ، ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب جل جلاله.
وإنما الحديث كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام ؟! وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام ؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله: (( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )) .
وليس المعنى أنه لا يستعان بغير الله مطلق الاستعانة بدليل الحديث الذي يرويه الترمذي : " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "

(فصل) : تقرير مسألة جواز طلب الغوث والعون من غير الله على سبيل المجاز

عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنّ لله ملائكة في الأرض سِوى الحَفَظَة يكتبون ما يسقط من ورق الشَّجر فإذا أصاب أحدكم عَرْجَةٌ بأرضٍ فلاةٍ فليُنادِ أعينوا عباد الله( ، رواه الطّبرانيُّ، وقال الحافظ الهيثميُّ: رجالُهُ ثِقات. الشرح: هذا الحديث فيه دلالة واضحة على جواز الاستغاثة بغير الله لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول إذا أصاب أحدنا مشكلة في فلاة من الأرض أي برّيّة "يا عباد الله أعينوا" فإن هذا ينفعه.
وهذا الحديث حسنه الحافظ ابن حجر، ونصّ الحديث كما أخرجه الحافظ ابن حجر في (الأمالي) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله ملائكة سوى الحفظة سيّاحين في الفلاة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة في فلاة فلينادِ يا عباد الله أعينوا )، الله تعالى يُسمع هؤلاء الملائكة الذين وكلوا بأن يكتبوا ما يسقط من ورق الشجر في البرية نداء هذا الشخص لو كان على مسافة بعيدة منهم. فالملك الحيُّ الحاضر إذا استغيث به: يا ملكنا ظلمني فلان أنقذني، يا ملكنا أصابني مجاعة فأنقذني، هذا الملك لا يُغيث إلا بإذن الله، كذلك هؤلاء الملائكة لا يغيثون إلا بإذن الله، فإذاً هؤلاء سببٌ، وكلا الأمرين جائز .

الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله : اللهم صل على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم . } سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين {

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:30 PM
معروفة الحكمة العطائية:

"من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل"

ومن يتدبرها يخرج بفوائد عظيمة كثيرة.

ولكن يهمني منها في هذا الموضوع: الصبر

كيف نستفيد منها فيما يتعلق بـ "الصبر" ؟

الصبر من الأحوال المهمة في السلوك. بل هو ركن من أركان السلوك. بل هو نصف الإيمان كما جاء في الأثر. بل ورد عن سيدنا علي كرم الله وجهه أن: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له".

فالسالك إن رأى أن ما يقربه من ربه هو عمله المجرد، فإنه إن وقع في الزلل فسوف ينقص رجاؤه. والذي ينقص رجاؤه ينقص صبره.

وهذا مشاهد في أحوال السالكين وأحوال العوام كذلك.

فترى بعضهم إن وقع في زلل أو معصية، هبط عنده عداد الرجاء إلى قريب من الصفر!

( بل لدرجة أن بعضهم ينقص رجاؤة إذا عمل برخصة شرعية! كإفطار يوم من رمضان بسبب المرض أو العذر الشرعي! وهذا موغل في الانحجاب بنفسه وعمله. وما أبعده عن المعرفة بربه والفهم عنه. )

وترى الذي وقع في الزلل أو المعصية بعد ذلك أقل صبرا عن معصية أخرى، ويضعف صبره على الطاعات عامة.

وترى أن صبره يزداد وهناً يوما بعد يوم إن لم يتدارك الأمر بتصحيح الفكر.

لأن لسان حاله يصير - كما يقال بالعامية- : "خربانة خربانة"

وهذه كلمة خطيرة، بل هي سمّ قاتل، وهي خراب وتخريب.

ومثلها في الفصحى: "أنا الغريق فما خوفي من البلل".

وتصحيح الفكر يكون برؤية الأعمال والطاعات بعين الخضوع والامتثال والحب الصافي لله أولا لأنه إله الكون ومالك الملك وباريء النسم، ثم باعتبار ما يترتب عليها من ترق وحسنات.

ولذلك فليس غريبا أن عرّف العارف ذو النون المصري الصبر بقوله:

الصبر: "هو الاستعانة بالله تعالى"

ويا له من تعريف!

لأن الاستعانة بالله تتناقض مع الاعتماد على العمل

والاستعانة بالله والاعتماد على العمل شيئان قلبيّان.


لنقصان الصبر أكثر من سبب، ولكن رأيت من الجيد التذكير بأن من أهم أسبابه:

نقصان الرجاء

ومما يجدر ذكره أن نقصان الرجاء من الله قد يكون من أسرع الطرق إلى: نقصان الخوف من الله.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله . أما بعد ؛

[مستند رقص الصوفية من القرآن الكريم]:
ففي "جامع المعيار" في السفر الحادي عشر، من جواب لشيخ الشيوخ أبي سعيد ابن لب رحمه الله تعالى ورضي عنه ما نصه: "وأما التواجد في السماع؛ فهو في الأصل آثارٌ ورِقةٌ في النفس واضطراب ، فيتأثر الظاهر بتأثر الباطن. قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}، أي: اضطربت رغَبا ورهَبا، وعن اضطراب القلب يحصل اضطراب الجسم، قال الله تعالى: {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا}، وقال تعالى: {ففروا إلى الله} "."ذكر السُلمي في "رقائقه" عن بعض المشايخ أنه: كان يستدل بهذه الآية في حركة الواجد في وقت السماع والوجد: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا}. وكان يقول: إن القلوب مربوطة بالملكوت، تحركها أنوار الأذكار وما يَرِدُ عليها من فنون السماع. ووراء هذا: تواجد لا عن وُجد، فهو مناط الذم؛ لمخالفة ما ظهر لما بطن، وقد يقرب فيه الأمر إلى القصد لاستنهاض العزائم وإعمالِ الحركة في يقظة القلب النائم: يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا . لكن شتان ما بينهما!".اهـ .
ففي"الإحياء" في كتاب التواجد ما نصه: "إن من رقص وتباكى – أي: تكلف البكاء- فهو مباح إذا لم يقصد به الرياء، لأن التباكي استجلاب الحزن، والرقص سبب في تحريك السرور والنشاط، وكل سرور مباح يجوز تحريكه".اهـ. وفي كتاب السماع والوجد من "الإحياء"، وهو الكتاب الثامن من الجزء الرابع، ما نصه: "وما أنزلت الكتب الإلهية إلا ليطربوا بذكر الله تعالى، ويهيَّج به...رأيت مكتوبا في الإنجيل، وهي النسخة المشهورة بين أيدي الرهبان، ما نصه: غنَّيْنا لكم فلم تطرَبوا، وزمَّرنا لكم فلم ترقصوا". قال شارحه الشيخ مرتضى ما نصه: "كذا في "القوت". وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" مسندا إلى مالك بن دينار .
وقال الإمام الصوفي أبو سعيد الحسن بن علي الواعظ النيسابوري في كتابه "الحدائق لأهل الحقائق" ما نصه: "الأصل في الرقص من كتاب الله عز وجل قوله تعالى لأيوب عليه السلام: {اركض برجلك}. فأقل ما في هذه الآية: الدلالة على الإباحة".اهـ .
ونقل العارف أبو زيد الفاسي في "حواشيه" على "الجلالين" ما نصه: "وقال ابن لب: وقد اشتهر خلاف بين العلماء في القيام لذكر الله تعالى، وقد أباحه الصوفية، وعملتْ به وصاحت عليه، واستفادوه من كتاب الله تعالى من قوله في أصحاب الكهف: {إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض}، وإن كانت الآية لها محامل أخر ".اهـ.


[مستند رقص الصوفية من السنة الشريفة]
وأما مستند الرقص من السنة؛ فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم، والنسائي واللفظ للإمام البخاري، عن عائشة قالت: "لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على حُجرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله يسترني بردائه، أنظرُ إلى لعبهم بحِرابهم".
وأخرج الترمذي في "جامعه" في آخر الربع الرابع في مناقب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، فسمعنا لغَظًا وصوتَ صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا حبشية تزفِنُ والصبيان حولها. فقال: يا عائشة؛ تعالي فانظري. فجئت فوضعت لحيي على منكب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعت؟، أما شبعت؟. قالت: فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده". قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".اهـ.
قوله "يزفِنُون"، قال في "الصحاح" ما نصه: "الزفن الرقص".اهـ منه بلفظه. وفي "أساس البلاغة" للزمخشري ما نصه: "يزفنون: يرقصون".اهـ منه بلفظه.
وقد قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" في باب عمرة القضاء ما نصه: "وفي حديث علي عند أحمد: فقام جعفر فحجَل حول النبي صلى الله عليه وسلم - أي: وقف على رجل واحدة، وهو الرقص بهيئة مخصوصة- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟. قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم".
وفي حديث علي أن سيدَنا جعفرَ، وسيدَنا عليًا وسيدَنا زيدََا فعلوا ذلك.
وقال الإمام أبو سعد الحسن بن علي الواعظ النيسابوري في كتابه "الحدائق" ما نصه: "واختلفوا في معنى الحجل: فرُويَ عن سفيان بن عيينة : حجل: أي مشى على نعل واحدة، وذلك لا يتأتى إلا بالرقص، وقال أهل اللغة: إن الحجل مشية المقيَّد، وهو يكون على هيئة الرقص".
وفي "الحاوي في الفتاوي" لإمام الأئمة الحافظ جلال الدين الأسيوطي، لما سُئل عن مسألة الرقص هذه ما نصه: "وقد ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد بن حنبل – يعني: في "مسنده": رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: أشبهت خَلقي وخُلقي. فذلك من لذة هذا الخطاب، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم. فكان هذا أصلا في رقص الصوفية لما يدركونه من لذة المواجيد".
"وصح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من أكابر الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام".اهـ.
"وقد ذكر الأُبِّي(على حديث: ولهم – يعني: الصحابة - حنين: احتج به من أنكر على الصوفية وأصحاب الرِّقة ما يحصل منهم عند السماع، لأن الصحابة أرق قلوبا، ولم يحصل لهم زعق. ثم نقل كلامَ الغزالي أن حال الصحابة حالُ قوة، فلا يُقاس بهم الضعفاء حتى يكون الزعق والصياح بدعة من حيث إن الصحابة لم يفعلوا، فليسَ كلُّ ما يُحكم بإباحته منقولا عن الصحابة، وإنما المذموم: بدعةٌ جاء الشرع بالنهي عنها، ولم يرِد في هذا نهي".اهـ.
وفي جواب للعارف الفاسي، ونصه: "وقد وقع في وصف الصحابة من كلام مولانا عليِّ أنهم: كانوا إذا ذكروا الله؛ مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وهَمَلَتْ عيونهم بالدموع حتى تبل ثيابهم ".اهـ. ولاشك أن المثبت مقدمٌ على النافي، لأن من أثبت حجةٌٌ على من خفي.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:33 PM
السادة الأحناف على جواز رقص الصوفية وعلى رأسهم العلاَّمة ابن عابدين ففي رسالته "شفاء العليل"، فقد ندد بالدخلاء على الصوفية، واستعرض بدعهم ومنكراتهم في الذكر وحذر منهم، ومن الاجتماع بهم، ثم قال : ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من ساداتنا الصوفية المبرئين من كل خصلة ردية ، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواماً يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم، ومزق النصب فؤادهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم، ولو ذقتَ مذاقهم عذرتهم... ثم قال : وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلاَّمة النحرير ابن كمال باشا لمَّا استفتي عن ذلك .

لهذا فإن ابن عابدين رحمه الله تعالى يبيح التواجد والحركة في الذكر، وأن الفتوى عنده الجواز، وأن النصوص المانعة التي ساقها في حاشيته المشهورة في الجزء الثالث تُحمل على ما إذا كانت في حِلَق الذكر منكرات: من آلات اللهو والغناء، والضرب بالقضيب، والاجتماع مع المرد الحسان، وإنزال المعاني على أوصافهم، والتغزل بهم، وما إلى ذلك من المخالفات.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:35 PM
و في قصيدة الامام شرف الدين إسماعيلي المقري اليمني الشافعي:

قالوا: رقصنا كما الأحبوش قد رقصوا
بمسجد المصطفى، قلنا: بلا كذب
الحبش ما رقصوا، ولكنهم لعبوا
من آلة الحرب بالآلات واليلبإن هذا الأمر الذي ادُّعِى فيه أنه لعب غير صحيح، بل هو من الدين، لأن ذلك الفعل الذي كانوا يفعلونه ساداتنا الحبشة رضوان الله تعالى عليهم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي مسجده الكريم، وهو - وإن كان بحسب الظاهر لعبا - فهو عندهم عبادة كبيرة، وقربة عظيمة.
خصوصا وقد سبق عن "مسند" أحمدأنهم: كانوا يرقصون ويقولون: "محمد عبد صالح". فقال صلى الله عليه وسلم: "ما يقولون؟". فقالوا: "يقولون: محمد عبد صالح".
فإنه لا يعقل أن يكون ذلك محض لعب مع ذكرهم اسم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله أثناء اللعب. إذ ذكرُ اسمه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله ينبغي أن يكون وقت الجد والتقرب لا وقت اللعب والهزل،ولا يتصور منهم - رضي الله عنهم - اللعب مع جريان اسمه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله قطعا، وخصوصا في بيوت أذن الله أن تُرفع، وخصوصا في حضرته العظيمة.
وفي الحديث : "ما بال أقوام يتنزهون عن شيء أفعله؟، فوالله إني لأعرَفكم بالله، وأشدُّكم له خشية". وإقراره صلى الله عليه وسلم لشيء: فعلٌ منه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله لذلك الشيء؛ لأن ترك إنكاره صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله شيئا بحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله فعلٌ منه صلى الله عليه وسلم. لأن التُّروك من الأفعال كما تقرر عند أهل الأصول.
وذلك اللعب مندوب تعلمه
في الشرع للحرب تدريبا لكل غبي

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله . أما بعد ؛

أولا : التبرك بالنظر إلى الصالحين :
1- قالوا : من لا ينفعك لحظه لا ينفعك لفظه .
2- وفى سير أعلام النبلاء : أن ابن الماجشون قال : إن رؤية محمد بن المنكدر تنفعنى فى دينى .
3- وفى شذرات الذهب : قال مالك : كنت إذا وجدت من قلبى قسوة آتى ابن المنكدر فأنظر إليه فأبغض نفسى أياما .
4- وفى تذكرة القرطبى : أن الإمام سفيان الثورى كان يتبرك بالنظر إلى عمرو بن قيس .


ثانيا : التبرك بذكر الصالحين :

1- قال الحافظ السخاوى فى ترجمة الإمام النووى : قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله : عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة .
2- وقال محمد بن يونس : ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين .
3- وقال الحافظ ابن عساكر فى تاريخ دمشق : قال بشر بن الحارث الحافى : إن أقواما موتى تحيا القلوب بذكرهم وإن أقواما أحياء تقسو القلوب برؤيتهم .
4- وفى صفة الصفوة للحافظ ابن الجوزى : أنه ذكر للإمام أحمد بن حنبل صفوان بن سليم وقلة حديثه ، فقال أحمد : هذا رجل إنما كان يستسقى بحديثه ويستنزل القطر بذكره .
5- وفى حاشية الزرقانى على المواهب اللدنية : أن الإمام عبدالله بن المبارك تستنزل الرحمة بذكره .
6- وفى تفسير الطبرى : إذا كتب أسماء أهل الكهف فى شئ وألقى فى النار أُطفئت .
7- وذكروا أن لأسماء أهل بدر رضى الله عنهم فوائد كثيرة وخواصا عجيبة ، ولأسماء فقهاء المدينة السبعة المشهورين خاصيات .
8- وفى أواخر بستان العارفين للإمام النووى :
كرّر علىّ حديثهم يا حادى فحديثهم يُجلى الفؤاد الصادى
يعنى كرّر علىّ حديث الصالحين وذكرهم .

( وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:39 PM
رؤيا أبي المواهب الشاذلي وحكم من كذَّب رؤيا النبي (عليه الصلاة والسلام) :

ذكر الشعراني في الطبقات الكبرى (384 - 388) عن أبي المواهب وهو أحد مشايخه ـ أنه كان كثير الرؤيا لرسول (عليه الصلاة والسلام) وكان يقول: قلت: لرسول الله (عليه الصلاة والسلام) إن الناس يكذبونني في صحة رؤيتي لك.
فقال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذَّبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً.
قلت : بقيت متحيراً في هذا الحكم على من أنكر الرؤيا وهل يصل هذا الامر الى هذا الحد حتى وجدت كلاماً للتقي الحصني في دفع شبه من شبه وتمرد حيث قالhttp://www.tnzih.com/images/smilies/frown.gif ومن الأمور المنتقدة عليه وهو من أقبح القبائح وأشد الأقوال وأخبثها مسألة التفرقة التي أحدثها غلاة المنافقين من اليهود (يقصد التفرقة بين حياة الأنبياء ومماتهم).
وقال محقق الكتاب الشيخ عبد الواحد مصطفى في حاشتيه عليه: (وذلك أن نصوص التوراة والإنجيل لا تذكر حياة للموتى قبل يوم القيامة ولا تثبت لهم عذاباً في القبر للأشقياء أو نعيماً سواه للشهداء أو لغيرهم كما أثبت القرآن، وقد ذهب بعضهم إلى فناء الأرواح بالموت.
ونقل عن د. أحمد حجازي السقا في كتابه (حياة القبور) قوله: (ولا تصرح التوراة ولا يصرح الأنجيل بحياة للشهداء في القبور، وذلك واضح من مرموز: 6، 30، 88، 115: (إذ وجودهم في القبور سبات وهم لن يسبحوا الله فيها)مزمور 13 ودانيال 12.
وفيها ما في مزمور 104: (تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود)أهـ.
ومعلوم بإجماع العلماء أنَّ الروح لا تموت ومن قال بذلك فقد وافق اليهود والنصارى كما قاله الرسول (ص) في المنام السابق. ولذلك
ونقل الشعراني عنه كذلك في الكبرى ص 388: قال: رأيت رسول (عليه الصلاة والسلام) فقال لي عن نفسه: لست بميت وإنما موتي عبارة عن تستري عمن لا يفقه عن الله، وأما من يفقه عن الله فها أنا أراه ويراني). لذلك أكثرت من ذكرهذه المنامات للتدليل على وجوده.
أما المجوس فأن القدرية هم مجوس هذه الأمة فقد نقل أبن حجر في الفتح عن ابن العربي المالكي أن القدرية قد غالوا فأنكروا رؤية النبي (عليه الصلاة والسلام) مطلقاً يقظة ومناماً.
**لذلك فان إنكار رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام في المنام متفرع عن اعتقاد انعدام الارواح بعد الموت -وهو قول الفلاسفة- ولذلك قام العلماء كالرازي في المطالب العالية برد هذه الشبهة قال سيدنا الإمام أحمد بن حنبل :"والرؤيا من الله عز وجل، وهي حق إذا رأى صاحبها شيئاً في منامه ما ليس هو ضغث فقصها على عالم وصدق فيها وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف ،فالرؤيا حينئذ حق وقد كانت الرؤيا من الأنبياء عليهم السلام وحي فأي جاهل أجهل ممن يطعن في الرؤيا ويزعم أنها ليست بشيء وبلغني أن من قال هذا القول لا يرى الاغتسال من الاحتلام وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن كلام يكلم الرب عبده وقال إن الرؤيا من الله عز وجل وبالله التوفيق".
وقال ابن القيم في الروح :هذا الباب طويل جداً ،فان لم تسمح نفسك بتصديقه أو قلت :هذه منامات هي غير معصومة فتأمل من رأى صاحباً له أو قريباً أو غيره فأخبره بأمر لايعلمه إلا صاحب الرؤيا أو أخبره بمال دفنه أو حذره من أمر يقع أوبشره بأمر يوجد فوقع كما قال ،أو أخبره بأنه يموت هو أو بعض أهله الى كذا وكذا فيقع كما أخبر أو أخبره بخصب أو جدب او عدو او نازلة او مرض او بغرض له فوقع كما أخبره.والواقع من ذلك لا يحصيه إلا الله والناس مشتركون فيه وقد رأينا نحن وغيرنا من ذلك عجائب .
وقال الغزالي في الاحياء:
والرؤيا ومعرفة الغيب في النوم من عجائب صنع الله تعالى وبدائع فطرة الآدمي وهو من أوضح الأدلة على عالم الملكوت والخلق غافلون عنه كغفلتهم عن سائر عجائب القلب وعجائب العالم والقول في حقيقة الرؤيا من دقائق علوم المكاشفة.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:43 PM
رسالة ** آداب سلوك المريد ***

تأليف
الإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد
الحبيب عبدالله بن علوي الحداد
الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى
الناشر دار الحاوي للطباعة والنشرو التوزيع
الطبعة الأولى سنة 1414هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمدُ لله الذي يَقِذفُ إذا شاء في قلوب المُريدين لَوْعَة الإرادة، فيُزعِجُهُم إلى سُلوك سَبيل السّعادة، التي هي الإيمانُ والعِبادة، وَمَحْوُ كلّ رَسمٍ وعَادة، و صلَّى الله و سلَّم على سيِّدنا مُحمَّدٍ سَيِّد أهلِ السِّيادة، وعلى آله و صحبهِ السَّادة القَادة، أمّا بعدُ:
فَقد قال الله تعالى وهُو أصدقُ القائلين: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَة عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُريدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهنَّمَ يَصْلاها مَذمُوماً مَدْحوراً وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمنٌ فَأولئكَ كانَ سَعْيُهُم مَشْكوراً).
والعاجِلة هي الدنيا، فإذا كانَ المُريدُ لها
(1/3)

فضلاً عن السّاعي لِطلبها مَصيرُهُ إلى النار مَعَ الَّلوم و الصّغار، فما أجدَرَ العاقِلَ بالإعراضِ عنها، والاِحتراسِ مِنها، و الآخرةُ هي الجنة. ولا يَكفي في حُصُولِ الفوزِ بها الإرادَة فقط بَل هي معَ الإيمان والعَملِ الصّالح المُشار إليه بِقوله تعالى: (وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ)، والسَّعي المَشكور هو العملُ المَقبول المُستوجِبُ صاحبُه المدحَ و الثناء و الثّواب العظيم الذي لا ينقَضي ولا يفنى بِفضل الله ورَحمته، و الخاسِرُ مِن كلِّ وجهٍ مِن المُريدين للدنيا الذي يتحقَّقُ في حقِّه الوعيدُ المَذكور في الآية هو الذّي يُريد الدنيا إرادةً ينسى في جَنبِها الآخرة فلا يُؤمن بها، أو يُؤمن و لا يعملُ لها. فالأوَّل كافرٌ خالدٌ في النار، و الثاني فاسقٌ موسومٌ بِالخَسار.
وقال رسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم "إنّما الأعمالُ بِالنِّياتِ وإنِّما لِكُلِّ اِمرِئٍ ما نَوى فَمَن كانَت هِجرَتُهُ
(1/4)

إلى الله ورَسُولِه فَهجرتُه إلى الله ورَسولِه وَمَن كانت هِجرَتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يَنكِحُها فَهجرتَه إلى ما هاجَرَ إليه".
أَخبَر صلّى الله عليه و سلَّم أنَّه لا عملَ إلا عن نيّة، وأنَّ الإنسان بحسبِ ما نوى يُثاب ويُجزى إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر، فمن حسنت نيّتهُ حسن عمله لا محالة، ومن خَبُثت نِيّته خَبُثَ عمله لا محالة، وإن كان في الصورة طيّباً كالذي يعمل الصّالحات تصنّعاً للمخلوقين.
وأخبرَ عليه الصَّلاة والسلام أنّ من عمل لله على وِفقِ المُتابعة لِرسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم كان ثوابُه على الله وكان مُنقلبه إِلى رِضوانِ الله وَجنّته، في جِوارِ الله وخيرته، وأنَّ مَن قَصدَ غير الله وعمل لِغيرِ الله كان ثوابُه وجزاؤُه عند من تصنَّعَ له و راءى له مِمَّن لا يملك له ولا لِنفسه ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً.
(1/5)

وخَصَّ الهِجرةَ عليه الصّلاةُ والسَّلام مِن بينِ سَائِرِ الأَعمال تَنبِيهاً على الكُلِّ بِالبعضِ لأنَّ مِن المعلومِ عند أُولي الأَفهام أنَّ الإِخبارَ ليسَ خاصّاً بالهجرَةِ بل هو عامٌّ في جميعِ شرائِعِ الإِسلام.
ثمّ أًقولُ : اِعلَم أَيُّها المُريدُ الطالِبُ، والمتوجه الرَّاغبُ أنَّك حين سأَلتَني أَن أَبْعثَ إِليكَ بِشيءٍ مِنَ الكلامِ المنسوبِ إليَّ لم يَحضُرني منه ما أَراهُ مُناسباً لما أنتَ بِسبيلهِ. وَقَد رأيْتُ أَنْ أُقَيِّدَ فُصُولاً وَجِيزةً تَشتملُ على شيءٍ مِن آدابِ الإِرادةِ بِعبارةٍ سَلِسةٍ، والله أسألُ أن ينفعني و إيَّاك وسائِر الإِخوانِ بما يُوردُهُ عليَّ مِنْ ذَلِك ويُوصِلُهُ إِليَّ مِمَّا هُنالِك، فهو حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ.
* * * * *
(1/6)
فصلٌ
… اِعلم أنّ أوّل الطريق باعثٌ قويّ يُقذف في قلب العبد يُزعجه ويُقْلقه ويَحثُّه على الإقبال على الله والدّارِ الآخرة، وعلى الإعراض عن الدُّنيا وعمّا الخَلْقُ مشغولون به مِن عَمارَتِها وجَمعِها والتَّمَتُّع بشهواتِها والاغتِرارِ بِزخَارِفها.
…وهذا الباعِثُ مِن جنود الله الباطِنة، وهو مِن نَفحاتِ العِناية وأعلامِ الهِدايَة، وكثيراً ما يُفتَح بهِ على العبْدِ عِند التَخْويف والتّرغيب والتّشويق، وعِند النّظَرِ إلى أهل الله تعالى والنّظَرِ منهم، وقد يقعُ بِدون سببٍ.
…والتّعرُّضُ للنَّفحات مأمورٌ به ومُرغَّبٌ فيه والانتِظار والاِرتِقاب بدون التَّعرُّض ولزوم الباب حُمقٌ وغَباوةٌ.
(1/7)
كيف و قد قالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: " إنَّ لِرَبّكم في أيّام دهركُم نفحاتٍ ألاَ فتَعرّضوا لها".
…ومَن أكرَمه الله بهذا الباعِث الشَّريف فَليَعرِف قَدرَهُ المُنيف، وَلْيَعلَم أنّهُ مِن أعظَم نِعَم الله تعَالى عليه التي لا يُقدّرُ قَدرُها ولا يُبْلَغُ شُكرُها فَلْيُبالِغ في شُكر الله تعالى على ما منَحه وأوْلاهُ، وخصّه به مِن بين أشكالِه وأقرانِه فَكم مِن مُسلمٍ بلَغَ عُمرُه ثمانين سنَةً وأكثر لم يجد هذا الباعِث ولم يطْرُقْهُ يوماً مِن الدّهر.
…وعلى المُريد أن يجتهد في تَقْويَته وحِفظِه وإجابَته-أعني هذا الباعِث-فَتقوِيَته بالذّكر لله، والفِكر فيما عِند الله، والمُجالسة لأهل الله، وحِفظِه بالبُعد عَن مُجالسة المحجوبين والإعراضِ عَن وَسوَسة الشياطين، وإجابَتهِ بأن يُبادر بالإنابة إلى الله تعالى، ويَصْدُقَ في الإقبالِ على الله،
(1/8)
________________________________________
ولا يَتَوَانى ولا يُسوِّف ولا يَتَباطَأ ولا يُؤَخِّر وقد أمكنَتْه الفُرصةُ فلْيَنتهِزها، وفُتِح له الباب فلْيَدخُل، ودَعاه الدّاعي فليُسرع وَلْيحذَر مِن غدٍ بعد غدٍ فإنّ ذلك مِن عمَل الشّيطان، ولْيُقبل ولا يَتَثبّط ولا يتَعلَّل بِعَدم الفَراغ وعدم الصّلاحِيّة.
…قال أبو الرّبيع رحِمه الله: سِيروا إلى الله عُرْجاً وَمَكَاسِير ولا تَنتَظروا الصِّحة فإنّ انتظار الصِّحة بَطالَةٌ.
وقال ابنُ عطاءِ الله في الحِكم: إحالَتُك العَمَل على وُجود الفراغِ مِن رُعوناتِ النّفوس.
* * * * *
(1/9)

فصلٌ
…وَأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأ به المُريدُ في طريق الله تصحيحُ التَّوبة إلى الله تعالى مِن جميع الذنوب وإنْ كان عَليه شيءٌ مِن المَظالِم لأحدٍ مِن الخَلق فَليُبادر بِأدائها إلى أربابها إن أمكن وإلا فيَطلُب الإحلال منهم، فإنّ الذي تكون ذمّته مُرتَهنة بِحقوق الخَلق لا يُمكنه السّيرُ إلى الحقّ.
…وشَرط صِحّة التّوبة صِدق النّدم على الذنوب معَ صِحّة العَزم على تَرْك العَوْد إليها مُدّة العُمر، ومَن تابَ عَن شيءٍ مِن الذنوب وهو مُصرٌّ عليه أو عازمٌ على العَوْد إليه فلا توبة له.
…وَليكُن المُريد على الدوام في غايةٍ مِن الاِعتراف بالتَقصير عن القيامِ بما يجبُ عليه مِن حقِّ ربِّه، ومتى حزِنَ على تقْصيره وانكَسر قَلبه مِن أجله فليَعلم أنَّ الله عندَهُ إذ يقول سُبحانه: أنا عِندَ المُنكَسِرةِ قُلُوبهم مِن أجلي.
(1/10)

…وعلى المُريد أن يَحتَرِز مِن أصغَر الذنوب فضلاً عن أكبرها أشدّ مِن اِحترازِهِ مِن تَناولِ السُّم القاتِل، ويكون خوفُه لو ارْتكبَ شيئاً منها أعظم من خَوفه لو أكلَ السُّم، وذلكَ لأنّ المعاصي تعمل في القلوب عمَل السُّم في الأجسام، والقلبُ أعزُّ على المُؤمن مِن جِسمه بل رأس مالِ المُريد حِفظُ قلبه وعمارَتهُ. والجِسمُ غرضٌ للآفاتِ وعمّا قريبٍ يُتلَفُ بِالموتِ، وليس في ذهابِه إلا مُفارقةُ الدُّنيا النَّكِدة النَّغِصة وأمّا القلبُ إن تلِف فقد تلِفت الآخِرة فإنه لا ينجو مِن سخطِ الله ويفوزُ بِرِضوانه وثَوابه إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليمٍ.
(1/11)

فصلٌ
وعلى المُريد أن يَجتهِد في حفظِ قَلبه مِن الوَساوِس والآفات والخواطِر الرَّدِيَّة، وليُقِم على بابِ قَلبه حاجِباً مِن المُراقبة يمنعُها مِن الدخولِ إليه فإنها إن دَخَلته أفسَدتهُ، ويَعسُر بعد ذلك إخراجها مِنه.
وَليُبالِغ في تَنقِية قَلبه الذي هو مَوضِعُ نَظَر ربِّه مِن المَيل إلى شَهوات الدنيا، ومِن الحِقد والغِلِّ والغِشِّ لأحدٍ مِن المسلمين، ومِن الظّنّ السوء بأحدٍ منهم، وليكُن ناصحاً لهم رحيماً بهم مُشفقاً عليهم، مُعتقداً الخيرَ فيهم، يُحبُّ لهم ما يُحبُّ لنفسه مِن الخير، ويكرهُ لهم ما يكرهُ لِنفسه من الشر.
وَلتَعْلم أيُّها المُريد أنّ لِلقلبِ مَعاصي هِيَ أفحشُ وأقبحُ وأخبثُ مِن معَاصي الجوارِح ولا يَصلُح القلب لِنزول معرفَة الله ومحبَّته تعالى إلا بعد التّخلي عنها و التّخلُّص منها.
(1/12)

فمِن أفحشِها الكِبر و الرّياء والحسد.
فالكِبر يدُلُّ مِن صاحِبِه على غايةِ الحماقَة، ونهاية الجهالة والغباوةِ، وكيف يليقُ التكَبُّر مِمّن يعلم أنّه مخلوقٌ مِن نُطفةٍ مَذِرةٍ وعلى القُرب يصِير جِيفةً قذِرةً. وإن كان عِنده شيءٌ مِن الفضَائِل والمحاسِن فذلك مِن فَضل الله وصُنعه، ليس له فيه قُدرةٌ ولا في تحصيله حَولٌ ولا قوةٌ، أوَلا يخشى إذا تكبّر على عبادِ الله بما آتاه الله مِن فَضله أن يَسلُبَه ما أعطاهُ بِسوء أدبِه ومُنازعتِه لِربِّه في وَصفِه؟ لأن الكِبر مِن صِفات الله الجبّار المُتَكبّر.
وأمّا الرِّياء فيَدُل على خُلُوِّ قلبِ المُرائي مِن عظمةِ الله وإجلاله لأنّه يتصَنَّع و يتزيَّن للمخلوقين ولا يقنع بِعلمِ الله ربِّ العالمين.
(1/13)

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:44 PM
ومَن عمِل الصَّالِحات وأحبَّ أن يعرِفه النّاس بذلك لِيُعظِّموه ويصطنِعوا إليه المعروف فهو مُراءٍ جاهِلٌ راغِبٌ في الدنيا، لأن الزّاهد مَن لو أقبَل النّاس عليه بِالتعظيم وبَذْلِ الأموالِ لكان يُعرض عن ذلك ويَكرهُه، وهذا يطلُبَ الدُّنيا بِعملِ الآخِرة فمن أجهلُ مِنهُ ؟ وإذا لم يَقدِرْ على الزُّهدِ في الدُّنيا فَيَنبغي لَهُ أَن يَطلُبَ الدُّنيا مِن المالِك لها، وهُوَ الله فإنَّ قُلوبَ الخَلائِق بِيَدهِ يُقبِلُ بها على مَن أقبلَ عليهِ، و يُسخِّرها لهُ فِيما يشاءُ.
و أَمَّا الحَسَدُ فَهُوَ مُعاداةٌ للهِ ظاهِرةٌ، ومُنازعَةٌ له في مُلكِهِ بيِّنةٌ لأنَّهُ سُبحانهُ إذا أَنعمَ على بعضِ عِبادِهِ بِنِعمةٍ فلا شكَّ أنَّهُ مُريدٌ لِذلكَ ومُختارٌ لهُ إذْ لا مُكرِهَ لهُ تعالى، فإذا أرادَ العبْدُ خِلافَ ما أرادَ مَوْلاهُ فقد أساءَ الأدَبَ، واسْتَوجبَ العَطبَ.
(1/14)

ثُمَّ إنَّ الحسَدَ قد يَكونُ على أمُورِ الدُّنيا كالجاهِ والمالِ، وهيَ أصغَرُ مِن أن يُحسدَ عليها بَل ينبغي لكَ أن تَرحمَ مَن اِبتُلِيَ بِها وتَحمَدَ اللهَ الذي عافاكَ مِنها، وقَد يكونُ على أمورِ الآخرةِ كالعِلمِ والصَّلاحِ.
وقَبيحٌ بِالمُريدِ أن يَحسدَ مَن وافَقَهُ على طَريقِهِ، وعَاونَهُ على أمرِهِ، بل ينبَغي لهُ أن يَفرحَ بهِ لأنَّهُ صارَ عَوْناً له وجِنساً يتقَوَّى بِهِ، والمؤمِنُ كثيرٌ بِأخيهِ، بل الذي يَنبغي لِلمُريدِ أن يُحِبَّ بِباطِنهِ ويَجتهِدَ بِظاهِرهِ في جَمْعِ النَّاسِ على طريقِ الله والاِشتِغالِ بِطاعتِه ولا يُبالي أَفضلوهُ أم فَضَلهُم فإنَّ ذلِكَ رِزقٌ مِنَ الله ؛ وهُو سُبحانَهُ وتَعالى يَختصُّ بِرحمتِهِ مَن يَشاءُ.
(1/15)

وفي القَلبِ أخلاقٌ كثيرةٌ مذمومةٌ، لم نذكُرها حِرصاً على الإيجازِ، وقد نبَّهنا على أمّهاتِها، وأمُّ الجميعِ وأصلها ومَغرِسُها حُبُّ الدُّنيا فَحُبُّها رأسُ كُلِّ خطيئةٍ كما وَرَد، وإذا سَلِم القلبُ مِنهُ فقد صَلحَ وصفا، وتَنوَّر وطابَ، وتأهَّلَ لِوارِداتِ الأنوارِ وصَلُح لِلمُكاشفةِ بِالأسرارِ.

* * * * *
(1/16)

فصل
وعلى المُريد أن يَجتهِد في كَفِّ جَوارِحِهِ عنِ المَعاصي والآثامِ، ولا يُحرِّكَ شيئاً مِنها إلاّ في طاعةٍ، ولا يَعملُ بِها إلا شَيئاً يعودُ عليهِ نَفعُهُ في الآخِرةِ.
وَلْيُبالِغ في حِفظِ اللّسانِ فإنّ جِرمَهُ صَغيرٌ وَجُرمُهُ كبيرٌ، فَلْيكُفَّهُ عنِ الكذبِ والغيبةِ وسائرِ الكلامِ المحظورِ، وَلْيحتَرِز مِن الكلامِ الفاحِشِ، ومِنَ الخَوضِ فيما لا يعنيهِ، وإن لم يَكُن مُحَرَّماً فإنّه يُقسِّي القلبَ، ويكونُ فيهِ ضياعُ الوقتِ، بل يَنبغي لِلمُريدِ أن لا يُحرّكَ لِسانهُ إلاّ بِتلاوةٍ أو ذِكرٍ أو نُصحٍ لِمُسلمٍ أو أمرٍ بِمعروفٍ أو نهيٍ عن مُنكرٍ أو شيءٍ مِن حَاجاتِ دُنياهُ التي يَستعينُ بها على أُخراهُ،
(1/17)

وقَد قالَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: "كُلّ كلامِ ابنِ آدَمَ عليهِ لا لهُ إلاّ ذِكرُ الله أوْ أمرٌ بمعروفٍ أو نهيٌ عن مُنكرٍ"
واعلم أنّ السّمع والبصَرَ بابانِ مَفتوحانِ إلى القلبِ يَصيرُ إليهِ كُلُّ ما يدخُلُ مِنهُما، وكم مِن شيءٍ يسمَعُهُ الإنسانُ أو يَراهُ مِمّا لا يَنبغي يَصِلُ مِنهُ أثرٌ إلى القلبِ تَعْسُرُ إزالتُهُ عنهُ فإنّ القلبَ سَريعُ التأثُّرِ بِكُلِّ ما يَرِدُ عليهِ، وإذا تأثّرَ بشيءٍ يَعسُرُ مَحوُهُ عنهُ، فَلْيكُنِ المُريدُ حريصاً على حِفظِ سمعِهِ وبصَرِهِ مُجتهداً في كفِّ جَميعِ جَوارِحِهِ عن الآثامِ والفَضولِ، وليحذَرْ من النَّظرِ بِعَينِ الاِستحسانِ إلى زَهرةِ الدُّنيا وزينَتها فإنّ ظاهِرَها فِتنةٌ، وباطِنَها عِبرَةٌ.
والعَينُ تَنظُرُ إلى ظاهِرِ فِتنَتِها والقلبُ يَنظُرُ إلى باطِنِ عِبرَتِها، وكم مِن مُريدٍ
(1/18)

نَظرَ إلى شيءٍ مِن زَخارِفِ الدُّنيا فمَالَ بِقلبِهِ إلى مَحبَّتِها والسّعيِ في جَمعِها وعَمارَتِها، فيَنبغي لكَ أيُّها المُريدُ أن تَغُضَّ بَصرَكِ عَن جَميعِ الكائِناتِ ولا تنظُرَ إلى شيءٍ مِنها إلا على قصدِ الاِعتبارِ، ومعناهُ أن تذكُرَ عِندَ النّظَرِ إليها أنَّها تَفنى وتَذهبُ وأنها قد كانَت مِن قَبلُ مَعدومةً، وأنَّهُ كَم نَظَر إليها أحدٌ مِنَ الآدميِّينَ فذهَبَ وبَقِيَت هِيَ، وكَم تَوارَثها خَلفٌ عن سَلفٍ.
وإذا نظَرْتَ إلى الموجوداتِ فانظُر إليها نَظَر المُستدِلِّ بِها على كَمالِ قُدرةِ مُوجِدِها وبارِئِها سُبحانَهُ، فإنّ جميعَ الموجوداتِ تُنادِي بِلسانِ حالِها نِداءً يَسمعُهُ أهلُ القُلوبِ المُنَوَّرةِ، النّاظِرونَ بِنورِ اللهِ- أن لاَ إِله إلاّ اللهُ العزيزُ الحكيمُ.

* * * *
(1/19)

فصلٌ
ويَنبغي لِلمُريد أَن لاَ يزَالَ على طهَارةٍ، وكُلَّما أحدثَ تَوضَّأ وصلَّى ركعَتين، وإن كانَ مُتَأهِّلاً وأتى أهلَهُ فليُبادِر بِالاِغتِسالِ مِنَ الجَنابةِ في الوَقتِ، ولاَ يمكُث جُنُباً، وَيستَعينُ عَلى دَوامِ الطَّهارَةِ بِقِلَّةِ الأكلِ، فإنَّ الّذي يُكثِرُ الأكلَ يقَعُ لهُ الحَدثُ كثيراً فَتشُقُّ عليهِ المُداوَمةِ على الطَّهارةِ، وفي قِلَّةِ الأكلِ أيضاً مَعونَةٌ على السّهَرِ وهُو مِن آكَدِ وظائِف الإِرادةِ.
والّذي يَنبغي لِلمُريدِ أن لا يأكُلَ إلا عن فاقةٍ، ولاَ ينامَ إلا عن غَلبَةٍ، ولاَ يَتكلَّمَ إلا في حاجَةٍ، ولاَ يُخالِطَ أحداً مِنَ الخَلقِ إلا إن كانِت لهُ في مُخالَطتِهِ فائدةٌ، ومَن أكثَرَ الأكلَ قَسا قَلبُه، وثَقُلَتْ جَوارِحُهُ عَنِ العِبادةِ،
(1/20)
________________________________________
وكَثْرةُ الأكلِ تَدعو إلى كَثرةِ النَومِ والكلامِ، والمُريدُ إذا كُثُرَ نَومُهُ وكَلامُهُ صارَت إرادَتهُ صورةً لاَ حَقيقةَ لها، وفي الحديثِ:
"ما مَلأَ ابنُ آدمَ وِعاءً شرّاً مِن بَطنِهِ، حَسبُ ابنِ آدمَ لُقيماتٌ يُقِمنَ صُلبَهُ فإن كانَ لاَ مَحالةَ فَثُلثٌ لِطعامِه وثُلثٌ لِشَرابِه وثُلثٌ لِنَفَسِه".

* * * * *
(1/21)

ويَنبغي لِلمُريد أَن يكونَ أَبعدَ النَّاسِ عنِ المَعاصي والمَحظوراتِ، وأَحفَظهُم لِلفَرائِضِ والمَأموراتِ، وأحرَصَهُم على القُرُباتِ، وأسرَعَهُم إلى الخَيراتِ، فإنّ المُريدَ لَم يَتَميَّزَ عن غَيرِهِ مِن النّاسِ إلا بالإقبالِ على الله وعلى طاعَتهِ، والتَّفرُّغِ عن كُلِّ ما يُشغِلُهُ عن عِبادَتِهِ.
ولِيكُن شَحيحاً على أنفاسِهِ، بَخيلاً بِأوقاتِهِ، لاَ يَصرِفُ مِنها قليلاً ولا كَثيراً، إلا فِيما يُقَرِّبهُ مِن ربّهِ، ويَعودَ عَليهِ بِالنَّفعِ في معَادِهِ.
ويَنبغي أن يكونَ لهُ وِرْدٌ مِن كُلِّ نوعٍ مِن العِباداتِ يُواظِبُ عليها، ولا يسمَح بِتَركِ شيءٍ مِنها في عُسرٍ ولاَ يُسرٍ،
(1/22)

فَلْيُكثِر مِن تِلاوةِ القُرآنِ العظيمِ مَع التَدبُّرِ لِمعانيهِ، والتَّرتيلِ لألفاظِه، وليكُن مُمتلِئاً بِعَظمةِ المُتكَلِّم عِند تِلاوةِ كَلامِه، ولاَ يَقرأُ كَما يَقرأُ الغافِلون الذينَ يَقرؤونَ القرآنَ بِألسِنةٍ فصيحةٍ وأصواتٍ عالِيَةٍ وقلوبٍ مِنَ الخُشوعِ والتَعظيمِ لله خاليةٍ، يَقرَؤونهُ كما أُنزِلَ مِن فاتِحتِه إلى خاتِمَتِه ولاَ يدرونَ مَعناهُ، ولاَ يعلَمونَ لأيِّ شيءٍ أُنزِلَ، ولَو عَلِموا لَعمَلوا، فإنّ العِلمَ ما نَفعَ، ومَن عَلِمَ وما عَمِلَ فَلَيسَ بينهُ وبَينَ الجاهِلِ فَرقٌ إلا مِن حيثُ إنّ حُجَّةَ الله عليهِ آكَدُ، فَعَلى هذا يَكونُ الجاهِلُ أَحسنُ حالاً منه، ولِذلِك قيلَ: كُلُّ عِلمٍ لاَ يَعودُ عَليكَ نَفعُهُ فَالجَهلُ أَعوَدُ عَليكَ مِنهُ.
(1/23)

ولِيكُن لكَ - أيّها المُريدُ- حَظٌّ مِن التَّهجُّدِ فإنّ اللَّيلَ وَقتُ خَلوةِ العَبدِ معَ مَولاهُ فأكثِر فيهِ مِن التَّضرُّعِ والاِستِغفارِ، وناجِ ربَّكَ بِلِسانِ الذِّلّةِ والاِضطِرارِ، عَن قلبٍ مُتحقّقٍ بِنِهايةِ العَجزِ وغايَةِ الاِنكِسارِ، واحذَر أن تَدعَ قِيامَ الليلِ فلا يأتي علَيك وقتُ السَّحرِ إلا وأنتَ مُستيقِظٌ ذاكِرٌ لله سُبحانَهُ وتعالى .

* * * * *
(1/24)

فصلٌ
وكُن-أيُّها المُريدُ- في غايَةِ الاِعتِناءِ بِإِقامةِ الصّلواتِ الخَمسِ بإتمامِ قِيامِهِنَّ وقِراءَتِهنّ وخُشوعِهنّ ورُكوعِهنّ وسُجودِهنّ وسائِرِ أركانِهِنّ وسُنَنِهنّ وأشعِر قَلبكَ قَبلَ الدُّخولِ في الصّلاةِ عَظمةَ مَن تُريدُ الوُقوفَ بَينَ يَديهِ جلَّ وعلا، واحذَر أن تُناجِيَ مَلِكَ المُلوكِ وجبّارِ الجبابِرةِ بِقلبٍ لاهٍ مُستَرسِلٍ في أوديةِ الغَفلةِ والوَساوِسِ جائِلٍ في مَيادينِ الخَواطِرِ والأفكارِ الدُّنيَويّةِ، فَتَستوجِبَ المَقتَ مِن الله، والطَّردَ عن بابِ الله.
وقد قالَ عَليهِ الصّلاةُ والسّلامُ "إذا قامَ العَبدُ إلى الصّلاةِ أَقبلَ الله عَليهِ بِوَجههِ فإذا التَفتَ إلى ورائِهِ يَقولُ الله تعالى:" ابنُ آدمَ التَفَتَ إلى مَن هُو خيرٌ لهُ مِنّي" ،
(1/25)

فإن التَفَتَ الثّانيةَ قالَ مِثلَ ذلِكَ فإن التَفَتَ الثّالِثةَ أعرَضَ الله عَنهُ" فإذا كانَ المُلتفِتُ بِوَجهِهِ الظّاهِرِ يُعرِضُ الله عَنهُ فكيفَ يَكونُ حالُ مَن يَلتفِتُ بِقَلبِهِ في صلاتهِ إلى حُظوظِ الدُّنيا وزخارِفِها، والله سُبحانهُ وتعالى لاَ ينظُرُ إلى الأجسامِ والظّواهِرِ وإنّما ينظُرُ إلى القُلوبِ والسّرائِرِ.
واعلَم أنّ رُوحَ جَميعِ العِباداتِ ومَعناها إنّما هُو الحضُورُ معَ الله فيها، فَمن خَلت عِبادَتُهُ عنِ الحُضورُ، فعِبادتُهُ هباءٌ منثورٌ.
ومثَلُ الّذي لاَ يَحضُرُ مَع الله في عِبادتهِ مَثلُ الذي يُهدي إلى ملِكٍ عظيمٍ وَصيفةٍ ميّتَةً أو صٌندوقاً فارغاً، فما أجدرُهُ بِالعقوبةِ وحِرمانِ المثوبةِ.
(1/26)

فصلٌ
واحذَر أيُّها المُريدُ كلَّ الحذَرِ مِن تَركِ الجمُعةِ والجَماعاتِ، فإِنَّ ذلكَ مِن عاداتِ أَهلِ البَطالاتِ وسِماتِ أَربابِ الجهالاتِ.
وحَافِظ على الرَّواتبِ المشروعاتِ قَبلَ الصَّلاةِ وبَعدها، ووَاظِب على صَلاةِ الوَترِ والضُّحى وإِحياءِ ما بينَ العِشاءين، وكُن شَديدَ الحِرصِ على عِمَارةِ ما بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ إلى الطُّلوعِ، وما بعد صلاةِ العصرِ إلى الغروبِ فهذانِ وقتانِ شريفانِ تَفيضُ فيهما من الله تعالى الأمدادُ، على المتوجهين إليه من العبادِ.
وفي عمارةِ ما بعدَ صلاةِ الصبحِ خاصيةٌ قويةٌ في جلبِ الأرزاقِ الجسمانيةِ،
(1/27)

وفي عمارةِ ما بعد العصرِ خاصيةٌ قويةٌ لجلبِ الأرزاقِ القلبيةِ، كذلك جرَّبَه
أربابُ البصائرِ من العارفين الأكابرِ.
وفي الحديثِ: (( إن الذي يقعدُ في مُصلاهُ يذكرُ اللهَ بعد صلاةِ الصبحِ أسرعُ في تحصيلِ الرزقِ من الذي يضربُ في الآفاقِ)) أعني يسافرُ فيها لطلبِ الأرزاقِ.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:45 PM
فصْلٌ
والذي عليه المُعوَّلُ في طريقِ اللهِ تعالى بعد فعلِ الأوامرِ واجتنابِ المحارمِ
ملازمةُ الذكرِ لله فعليك به أيها المريدُ في كلِّ حالٍ وفي كلِّ وقتِ وفي كلِّ مكانٍ بالقلبِ واللسانِ.
الذكرُ الذي يجمعُ جميعَ معاني الأذكارِ وثمراتِها الباطنةِ والظاهرةِ هو قولُ
"لا إلهَ إلا اللهُ" وهو الذكرُ الذي يؤمرُ بملازمتِه أهلُ البدايةِ ويرجِعُ إليه أهلُ النهايةِ.
ومن سرَّه أن يذوقَ شيئاً من أسرارِ الطريقةِ، ويُكاشفُ بشيء من أنواعِ
الحقيقةِ؛ فليعكف على الذكرِ للهِ تعالى بقلبٍ حاضرٍ، وأدبٍ وافرٍ، وإقبالٍ صادقٍ، وتوجيهٍ خارقٍ.
(1/29)

فما اجتمعت هذه المعاني لأحدٍ إلا كُوشِفَ بالملكوت الأعلى ، و طالعت روحُهُ حقائقَ العالمِ الأصفى، وشاهدت عينُ سرِّهِ الجمالَ الأقدسَ الأسمى .
ولتكن أيها المريدُ مُكثراً من التفكُّرِ، وهو على ثلاثةِ أقسامٍ:
تفكرُ في عجائبِ القدرةِ، وبدائعِ المملكةِ السماويةِ والأرضيةِ، وثمرتُه المعرفةُ باللهِ.
وتفكرٌ في الآلاءِ والنِّعمِ، ونتيجتُه المحبَّةُ للهِ.
وتفكرٌ في الدنيا والآخرةِ وأحوالِ الخلقِ فيهما، وفائدتُه الإعراضُ عن الدنيا والإقبالُ على الأخرى.
وقد شرحنا شيئاً من مجاري و ثمرته في رسالة المعاونة؛ فليطلبه من أراده .
(1/30)

فصْلٌ
وإذا آنست من نفسِك أيها المريدُ تكاسلاً عن الطاعاتِ، وتثاقلاً عن الخيراتِ ؛ فقُدها إليها بزِمامِ الرَّجاءِ، وهو أن تذكرَ لها ما وعد اللهُ به العاملينَ بطاعتِه من الفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والرحمةِ والرِضوانِ، والخلودِ في فسيحِ الجِنانِ، والعزِّ والرفعةِ والشرفِ والمكانةِ عندَه سبحانَه، وعند عبادِه.
وإذا أحسَسْتَ من نفسك ميلاً إلى المخالَفاتِ، أو التفاتاً إلى السيئاتِ؛ فرُدها عنها بسوطِ الخوفِ، وهو أن تُذَكِّرَها وتَعظَها بما تَوعَّدَ اللهُ به من عصاهُ من الهَوانِ والوبالِ، والخزي والنَّكالِ، والطَّردِ والحرمانِ والصَّغارِ والخسرانِ.
(1/31)

وإياك والوقوعَ فيما وقعَ فيه بعضُ الشاطحين -المُغالين- من الاستهانة بشأنِ الجنةِ والنارِ، وعَظِّم ما عظَّمَ اللهُ ورسولُه.
واعمل للهِ لأنه ربُّكَ وأنت عبدُه، واسأله أن يدخلَك جنتَه، وأن يُعيذَك من نارِه بفضلِه ورحمتِه.
وإن قال لك الشيطان لعنَهُ اللهُ: إنَّ الله سبحانه وتعالى غنيٌ عنك وعن عملِك، ولا تنفعُه طاعتُك، ولا تضرُّه معصيتُك؛ فقل له صدقت، ولكن أنا فقيرٌ إلى فضلِ اللهِ وإلى العملِ الصالحِ، والطاعةُ تنفعُني والمعصيةُ تضرني، بذلك أخبرني ربي في كتابِه العزيزِ وعلى لسانِ رسولِه صلى اللهُ عليه وسلَّم.
فإن قال لك: إن كنتَ سعيداً عند اللهِ؛ فإنك لا محالةَ تصيرُ إلى الجنةِ سواءً
(1/32)

كنتَ طائعاً أو عاصياً، وإن كنتَ شقياً عنده فسوف تصير إلى النارِ وإن أنت مطيعاً ؛ فلا تلتفت إلى قولِه، وذلك لأن أمر السابقةِ غَيبٌ لا يطلعُ عليه إلا اللهُ وليس لأحدٍ من الخلقِ فيه شيءٌ، والطاعةُ أدَلُّ دليلٍ على سابقةِ السعادةِ، وما بين المطيعِ وبين الجنةِ إلا أن يموت على طاعتِه، والمعصيةُ أدَلُّ دليلٍ على سابقةِ الشقاءِ، وما بين العاصي وبين النَّارِ إلا أن يموتَ على معصيتِه.
* * * * *
(1/33)

فصْلٌ
واعلم -أيها المريدُ- أنَّ أوَّلَ الطريقِ صَبرٌ وآخرَها شكرٌ، وأوَّلَها عناءٌ
وآخرَها هناءٌ، وأوَّلَها تعبٌ ونصَبٌ وآخرَها فتحٌ وكشفٌ ووصولٌ إلى نهايةِ الأرَبِ، وذلك معرفةُ اللهِ والوصولُ إليه والأنسُ به، و الوقوف في كريم حضرته مع ملائكته بين يديه، ومن أسَّس جميع أمورِه على الصبرِ الجميلِ؛ حصل على كلِّ خيرٍ، و وصلَ إلى كلِّ مأمولٍ وظفِرَ بكلِ مطلوبٍ.
واعلم أن النفس تكون في أولِ الأمر أمَّارةً تأمرُ بالشرِّ وتنهى عن الخيرِ، فإن جاهدها الإنسان، وصَبرَ على مخالفةِ هواها؛ صارت لوَّامةً متلونةً لها وجهٌ إلى المطمئنةِ ووجهٌ إلى الأمارةِ فهي مرَّةً هكذا ومرَّةً هكذا،
(1/34)

فإن رفَقَ بها وسار بها يقودُها بأزَمَّةِ الرَّغبةِ فيما عند اللهِ؛ صارت مطمئنةً تأمرُ بالخيرِ وتستلِذُّه وتأنسُ به، وتنهى عن الشرِّ وتنفِرُ عنه وتفِرُّ منه.
وصاحبُ النفسِ المطمئنةِ يعظُمُ تعَجُّبُه من الناسِ في إعراضِهِم عن الطاعاتِ
مع ما فيها من الرَوْحِ والأنسِ واللَّذَّةِ، وفي إقبالِهم على المعاصي والشهواتِ مع ما فيها من الغمِ والوحشةِ والمرارةِ، ويحسبُ أنهم يجدون ويذوقون في الأمرينِ مثلَ ما يجدُ ويذوقُ، ثم يرجِعُ إلى نفسِه، ويذكرُ ما كان يجدُ من قبل في تناولِ الشهواتِ من اللذاتِ، وفي فعلِ الطاعاتِ من المراراتِ؛ فيعلمُ أنه لم يصل إلى ما هو فيه؛ إلا بمجاهدةٍ طويلةٍ ، وعنايةٍ من اللهِ عظيمةٍ.
(1/35)

فقد علمت أن الصبرَ عن المعاصي والشهواتِ، وعلى ملازمةِ الطاعاتِ هو الموَصِّل إلى كلِ خيرٍ، والمبلِغُ إلى كلِ مقامٍ شريفٍ، وحالٍ مُنيفٍ، وكيف لا وقد قال سبحانه وتعالى:" يا أيها الذينَ آمنوا اصبروا وصابِروا ورابِطوا واتقوا اللهِ لعلكُم تُفلِحون ".
وقال تعالى:" وتمَت كلمةُ ربِكَ الحسنى على بني إسرائيلَ بما صبِروا ".
وقال جلَّ شأنه :" وجَعلناهُم أئِمةً يهدونَ بأمرِنا لمّا صبَروا وكانوا بآياتِنا يُوقِنُون ".
و في الحديث : (( إنَّ أقلَّ ما أُوتيتم اليقينُ وعزيمةُ الصبر ، و من أُوتِيَ حظَّه منهما؛ فلا يبالي بما فاته من قيام الليل و صيام النهار )) .

* * * * *
(1/36)

فصْلٌ
وقد يُبتَلى المريدُ بالفقرِ والفاقةِ وضيقِ المعيشةِ؛ فينبغي له أن يشكرَ اللهَ على ذلك ، ويعدَّه من أعظمِ النعمِ؛ لأن الدنيا عدوةُ الله يُقبلُ بها على أعدائه، ويصرفُها عن أوليائِه؛ فليحمدِ الله الذي شبَّهَه بأنبيائِه وأوليائِه وعباده الصالحين.
فلقد كان سيدُ المرسلين وخيرُ الخلقِ أجمعين محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يربِطُ حجراً على بطنِه من الجوعِ، وقد يمرُ شهران أو أكثرُ ما توقد في بيتِه نارٌ لطعامٍ ولا غيرِه، إنما يكون على التمرِ والماءِ، ونزل به ضيفٌ فأرسل إلى أبياتِه التسعِ فلم يوجد فيها ما يطعمُه الضيفَ.
(1/37)

ومات يومَ مات ودرعُه مرهونةٌ عند يهوديٍ في أَصوُعٍ من شعيرٍ وليس في بيتِه ما يأكلُه ذو كبِدٍ غير كفٍّ من شعيرٍ.
فليكن قصدُك -أيها المريدُ- وهمتُك من الدنيا خِرقةً تسترُ بها عورتَك، ولقمةً تسدُ بها جَوعتَك من الحلالِ فقط.
وإياك والسمَّ القاتلَ، وهو أن تشتاقَ إلى التنَعُّمِ بالدنيا، وترغب في التَّمَتُّعِ
بشهواتِها ، وتغبِط المتنَعِّمِين بها من الناسِ، فسوف يُسألون عن نعيمها
ويُحاسبون على ما أصابوه وتمتعوا به من شهواتِها.
ولو أنك عرفت المشاقَ التي يُقاسونَها، والغُصَصَ التي يتجرعونَها، والغمومَ والهمومَ التي في قلوبِهم، وصدورِهم في طلبِ الدنيا، وفي الحرص على تنميتها، والاعتناءِ بحفظِها؛ لكنت ترى ذلك يزيدُ بأضعافٍ كثيرةٍ على ما هم فيه من لذةِ التنعمِ بالدنيا؛ إن كانت ثَمَّ لذةٌ.
(1/38)

ويكفيك زاجراً عن محبةِ الدنيا، ومزهِّداً فيها قولُه تعالى:" ولولا أن يكون الناسُ أمةً واحدةً لجعلنا لمن يكفرُ بالرحمنِ لبيوتهِم سُقُفاً من فضةٍ ومعارجَ عليها يظهرونَ * ولبيوتِهِم أبواباً وسُرُراً عليها يتكِؤن* وزخرُفاً وإن كلُّ ذلك لمَّا متاعُ الحياةِ الدنيا والآخرةُ عند ربِكَ للمتقينَ" .
وقولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:" الدنيا سجنُ المؤمنِ وجنةُ الكافرِ، ولو كانت تزِنُ عند الله جَناحَ بعوضةٍ ما سقى كافراً منها شَربةَ ماءٍ ".
و أنه سبحانه منذُ خلقها ما نظر إليها .
واعلم أن الرزقَ مقدَّرٌ ومقسومٌ فمن العبادِ من بُسِطَ له ووُسِّع عليه، ومنهم من ضُيِّق عليه وقُتِّر، حكمةً من الله.
(1/39)

فإن كنت - أيها المريدُ- من المُقَتَّرِ عليهم؛ فعليك بالصبرِ والرضا والقناعةِ بما قسمَ لك ربُّك، وإن كنت من المُوسَّعِ عليهم ؛ فأَصِبْ كِفَايَتَكَ وَخُذ حاجَتَكَ مِمَّا في يَدِكَ، وَاصرِف مَا بَقِيَ في وُجُوهِ الخَيرِ وسُبُلِ البِّرِّ.
وَاعلَم أَنَّهُ لا يَتَعَيَّنُ على الإِنسانِ إِذا أَرادَ الدُّخولَ في طَريقِ الله أَن يَخرُجَ مِن مَالِهِ إِن كانَ لَهُ مَالٌ أَو يَترُكَ حِرفَتهُ وَتِجارَتَهُ إِن كانَ مُحترِفاً أَو مُتَّجِراً بَل الذَّي يَتعيَّنُ عليهِ تَقوى الله فِيما هُوَ فِيهِ وَالإِجمالُ في الطَّلبِ بِحيثُ لا يَترُكُ فَريضَةً وَلا نَافِلةً، وَلا يَقعُ في مُحرَّمٍ وَلا فَضُولٍ لا تَصلُحُ الاِستِعانَةُ بِهِ في طَريقِ الله.
فإِن عَلِمَ المُريدُ أنَّهُ لا يَستقيمُ قَلبُهُ، وَلا يَسلَمُ دِينَهُ إِلاَّ بِالتَّجَرُّدِ عَنِ المَالِ ، وَعنِ الأَسبابِ البتَّةَ لَزِمهُ ذَلكَ، فإِن كانَ لَهُ أَزواجٌ أَو أَولادٌ تَجِبُ نَفقَتُهُم وَكِسوَتُهُم؛ لَزِمَهُ القِيامُ بِذلكَ وَالسَّعيَ لَهُ، فإِن عَجِزَ عَن ذلكَ عَجزاً يَعذُرُهُ الشَّرعُ ؛ فَقَد خَرَجَ مِنَ الحَرَجِ وَسَلِمَ مِنَ الإِثمِ.
(1/40)

وَاعلَم أَيُّها المُريدُ أَنَّكَ لا تَقدِرُ عَلى مُلازَمةِ الطَّاعاتِ وَمُجانَبةِ الشَّهواتِ والإِعراضِ عَنِ الدُّنيا إِلاَّ بِأَن تَستَشعِرَ في نَفسِكَ أَنَّ مُدَّةَ بَقائِكَ في الدُّنيا أَيَّامٌ قَلِيلةٌ، وأَنَّكَ عَمَّا قَرِيبٍ تَموتُ، فَتَنصِبَ أَجَلكَ بَينَ عَينَيكَ، وَتَستَعِدَّ لِلمَوتِ وَتُقَدِّرَ نُزولَهُ بِكَ في كُلِّ وَقتٍ.
وَإِيَّاكَ وَطُولَ الأَمَلِ فإِنَّهُ يَميلُ بِكَ إِلى مَحَبَّةِ الدُّنيا، وَيُثَقِّلُ عَليكَ مُلازَمةِ الطَّاعاتِ والإِقبالَ علَى العِبادَةِ، والتَّجَرُّدَ لِطرَيقِ الآخِرةِ، وَفي تَقديرِ قُربِ الَموتِ وقِصَرِ المُدَّةِ الخَيرُ كُلَّهُ، فَعليكَ بِهِ، وَفَّقنَا الله وَإِيَّاكَ.

* * * * *

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:48 PM
فصلٌ
وَرُبَّمَا تَسلَّطَ الخَلقُ عَلى بَعضِ المُرِيدينَ بِالإِيذاءِ وَالجَفاءِ وَالذَّمِّ، فإِن بُليتَ بِشيءٍ مِن ذَلكَ فَعلَيكَ بِالصَّبرِ وَتَركِ المُكاَفَأةِ مَعَ نَظافَةِ القَلبِ مِنَ الحِقدِ وَإِضمارِ الشَّرِّ، وَاحذَر الدُّعاءَ عَلى مَن آذاكَ وَلاَ تَقُل إِذا أَصابَتهُ مُصيبَةٌ هَذا بِسبَبِ أذَاهُ لِي.
وَأفضَلُ مِنَ الصَّبرِ عَلى الأَذى العَفوُ عَنِ المُؤذِي، وَالدُّعاءُ لَهُ، وَذَلِكَ مِن أَخلاقِ الصِّدِّيقينَ.
وَعُدَّ إِعراضَ الخَلقِ عَنكَ نِعمَةً عَليكَ مِن رَبِّكَ ؛ فإِنَّهم لَو أَقبَلوا عَليكَ رُبَّما شَغلُوكَ عَن طَاعتِهِ، فإِن ابْتُليتَ بِإِقبالِهِم وَتَعظِيمهِم، وَثَنائِهِم ،وتَرَدُّدِهِم عَليكَ، فَاحذَر مِن فِتنَتهِم وَاشكُرِ اللهَ الذَّي سَترَ مَساوِيكَ عَنهُم.
(1/42)

ثُمَّ إِن خَشِيتَ عَلى نَفسِكَ مِنَ التَّصَنُّعِ وَالتَّزَيُّنِ لَهم وَالاِشتِغالِ عَنِ الله بِمُخالَطَتهِم فَاعتَزِلهُم وَأَغلِق بَابَكَ عَنهُم، وَإِلاَّ فارِق المَوضِعَ الذَّي عُرِفتَ بِهِ إِلى مَوضِعٍ لاَ تُعرَفُ فِيهِ.
وَكُن مُؤثِراً لِلخُمولِ، فَارّاً مِنَ الشُّهرةِ والظُّهُورِ، فإِنَّ فِيهِ الفِتنَةُ وَالِمحنَةُ. قالَ بَعضُ السَّلفِ: وَالله مَا صَدَقَ اللهَ عَبدٌ إِلاَّ أَحَبَّ أَن لاَ يُشعَرَ بِمَكانِهِ.
وَقالَ آخرُ: مَا أَعرِفُ رَجُلاً أَحَبَّ أَن يَعرِفَهُ النَّاسُ إِلاَّ ذَهَبَ دِينُهُ وَافتَضَحَ.

* * * * *
(1/43)

فصلٌ
وَاجتَهِد أيُّها المُريدُ في تَنزِيهِ قَلبِكَ مِن خَوفِ الخَلقِ وَمِنَ الطَّمَعِ فِيهم فِإِنَّ ذَلكَ يَحمِلُ عَلى السُّكوتِ عَلى البَّاطِلِ وَعَلى المُداهَنةِ في الدِّينِ، وَعلَى تَركِ الأَمرِ بِالَمعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَكفَى بِهِ ذُلاًّ لِصاحِبِهِ لأِنَّ المُؤمِنَ عَزيزٌ بِرَبِّهِ لاَ يَخافُ وَلا يَرجُو أَحداً سِواهُ.
وإِن وَصَلكَ أَحدٌ مِن إِخوانِكَ المُسلمينَ بِمَعروفٍ مِن وَجهٍ طَيِّبٍ؛ فَخُذهُ إِن كُنتَ محُتاجاً إِليهِ، وَاشكُرِ الله فإِنَّهُ المُعطِي حَقيقَةً، وَاشكُر مَن أَوصَلَهُ إِليكَ عَلى يَدهِ مِن عِبادِهِ، وإِن لَم تَكُن لكَ حَاجةٌ إِليهِ؛ فَانظُر فإِن وَجَدتَ الأَصلَحَ لِقَلبِك أَخذَهُ فَخُذهُ، أَو رَدَّهُ فَرُدَّهُ بِرفقٍ بِحيثُ لاَ يَنكَسِرُ قَلبُ المُعطِي؛ فَإِنَّ حُرمَةَ المُسلِمِ عِندَ الله عَظيمةٌ.
(1/44)

وَإِيَّاكَ وَالرَّدَّ لِلشُهرَةِ وَالأَخذَ بِالشَّهوَةِ، وَلأَن تَأخُذَهُ بِالشَّهوَةِ خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَرُدَّهُ لِلشُّهرَةِ بِالزُّهدِ وَالإِعراضِ عَنِ الدُّنيا، وَالصَّادِقُ لاَ يَلتَبِسُ عَليهِ أَمرٌ، وَلا بُدَّ أَن يَجعَلَ لَهُ رَبُّهُ نُوراً في قَلبِهِ يَعرِفُ بِهِ ما يُرادُ مِنهُ.

* * * * *
(1/45)

فصلٌ
وَمِن أَضَرِّ شَيءٍ عَلى المُريدِ طَلبُهُ لِلمُكاشَفاتِ، وَاشتِياقُهُ إِلى الكَراماتِ، وخَوارِقِ العَاداتِ، وَهِيَ لاَ تَظهَرُ لَهُ مَا دَامَ مُشتهياً لِظُهُورِها؛ لأَنَّها لا تَظهَرُ إِلاَّ عَلى يَدِ مَن يَكرَهُها وَلا يُريدُها غَالباً.
وَقَد تَقَعُ لِطَوائِفَ مِنَ المَغرورينَ ؛ اِستِدراجاً لَهُم، وَاِبتِلاءً لِضَعَفةِ المُؤمنينَ مِنهُم، وَهِيَ في حَقِّهم إِهاناتٌ وَليست كرَاماتٍ، إِنَّما تَكونُ كرَاماتٍ إِذا ظَهرَت عَلى أَهلِ الاِستِقامَةِ، فإِن أَكرَمَك الله-أَيُّها المُريدُ- بِشيءٍ مِنها فَاحمُدهُ سُبحانَه علَيه.
وَلا تَقِف مَعَ مَا ظَهرَ لَكَ وَلا تَسكُن إِليهِ، وَاكتُمهُ وَلاَ تُحَدِّث بِهِ النَّاسَ،
(1/46)

وَإِن لَم يَظهَر لَكَ مِنها شَيءٌ فَلا تَتَمَنَّاهُ وَلا تَأسَف عَلى فَقدِهِ.
وَاعلَم أَنَّ الكَرامةَ الجَامِعَةَ لِجَميعِ أَنواعِ الكَراماتِ الحَقيقيَّاتِ والصُّورِيَّاتِ هِي الاِستِقامَةُ المُعَبَّرُ عَنها بِامتِثالِ الأَوامِرِ، وَاجتِنابِ المَناهِي ظاهِراً وَبَاطِناً، فَعَليكَ بِتَصحِيحِها وَإِحكَامِها؛ تخَدُمكَ الأَكوانُ العُلوِيَّةُ وَالسُّفلِيَّةُ، خِدمَةً لا تَحجُبُكَ عَن رَبِّكَ ، وَلاَ تَشغَلُكَ عَن مُرادِهِ مِنكَ.

* * * * *
(1/47)

فصلٌ
وَلتَكُن أيُّها المُريدُ حَسنَ الظَّنِّ بِرَبِّكَ أَنَّهُ يُعينُكَ، وَيَكفِيكَ، وَيَحفَظُكَ وَيَقِيكُ، وَلاَ يَكِلُكَ إِلى نَفسِكَ ،وَلاَ إِلىَ أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ، فَإِنَّهُ سُبحَانًهُ قَد أَخبَرَ عَن نَفسِهِ أَنَّهُ عِندَ ظَنِّ عَبدِهِ بِهِ، وَأَخرِجْ مِن قَلبِكَ خَوفَ الفَقرِ وَتَوَقُّعِ الحاجَةِ إِلى النَّاسِ.
وَاحذَر كُلَّ الحَذَرِ مِنَ الاِهتِمامِ بِأَمرِ الرِّزقِ، وَكُن وَاثِقاً بِوَعدِ رَبِّكَ وَتَكَفُّلِهِ بِكَ، حَيثُ يَقولُ تَعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ إِلاَّ عَلى اللهِ رِزْقُهَا) وَأَنتَ مِن جُملَةِ الدَّوَابِّ، فَاشتَغِل بِمَا طَلبَ مِنكَ مِنَ العَمَلِ لَهُ، عَمَّا ضَمَنَ لَكَ مِنَ الرِّزقِ؛ فَإِنَّ مَولاكَ لاَ يَنسَاكَ، وَقَد أَخبَرَكَ أَنَّ رِزقَكَ عِندَهُ، وَأَمَركَ بِطَلَبِهِ مِنهُ بِالعِبادَةِ.
(1/48)

فَقالَ تعَالَى: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ).
أَمَا تَراهُ سُبحانَهُ يَرزُقُ الكافِرينَ بِهِ الذَّينَ يَعبُدونَ غَيرَهُ ؟ أَفَتَراهُ لاَ يَرزُقُ المؤمِنينَ الذَّينَ لاَ يَعبُدُونَ سِوَاهُ، وَيَرزُقُ العَاصِينَ لَهُ وَالمُخالِفينَ لأمرِهِ؛ أَوَلاَ يَرزُقُ المُطيعينَ لَهُ، المُكثِرينَ مِن ذِكرِهِ وَشُكرِهِ ؟
وَاعلَم أَنَّهُ لا حَرجَ عَليكَ في طَلبِ الرِّزقِ بِالحَركاتِ الظَّاهرَةِ علَى الوَجهِ المَأذونِ لَكَ فيهِ شَرعاً وإِنَّما البَأسُ والحَرجُ في عَدَمِ سُكونِ القَلبِ واهتِمامِهِ وَاضطِرابِهِ وَمُتابَعتِهِ لأوهامِهِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلى خَرابِ القَلبِ اِهتِمامِ الإِنسانِ بِما يَحتاجُ إِليهِ في وَقتٍ لَم يَخرُج مِنَ العَدَمِ كاَليَومِ المُقبِلِ وَالشَّهرِ الآتي، وَقَولُهُ: إِذا نَفِذَ هَذا فَمِن أَين يَجيءُ غَيرُهُ، وإِذا لمَ يَجيء الرِّزقُ مِن هذَا الوَجهِ فَمِن أَيِّ وَجهٍ يَأتي؟
(1/49)

وَأمَّا التَّجَرُّدُ عَنِ الأَسبابِ والدُّخولُ فِيها؛ فَهُمَا مَقامانِ يُقيمُ الله فيِهما مِن عِبادِهِ مَن يَشاءُ.
فَمَن أقِيمَ في التَّجرُّدِ؛ فَعَليهِ بِقُوِّةِ اليَقينَ ، وَسِعَةِ الصَّدرِ، وَمُلازَمَةِ العِبادَةِ. وَمَن أقِيمَ في الأَسبابِ؛ فَعليهِ بِتَقوى الله في سَبَبِهِ، وَبِالاِعتِمادِ علَى الله دونَهُ، وَلِيَحذَر مِنَ الاشتِغالِ بِهِ عَن طَاعةِ رَبِّهِ.
وَقَد تَرِدُ علَى المُريدِ خَواطِرُ في أَمرِ الرِّزقِ، وفي مُراءاةِ الخلَقِ، وفي غَيرِ ذَلكَ ، وَلَيسَ مَلُوماً ، وَلا مَأثُوماً عَليها؛ إِذا كاَنَ كَارِهاً لَها ، وَمجُتَهِداً في نَفيِهَا مِن قَلبِهِ .

* * * *
(1/50)

فصلٌ
وَلتَكُن لَكَ -أيُّها المُريدُ- عِنايَةٌ تَامَّةٌ بِصُحبةِ الأَخيارِ وَمُجالَسَةِ الصَّالِحينَ الأَبرارِ. وَكُن شَديدَ الحِرصِ علَى طَلبِ شَيخٍ صَالِحٍ مُرشِدٍ نَاصِحٍ، عَارِفٍ بِالشَّريعَةِ، سَالِكٍ لِلطَرِيقَةِ، ذَائِقٍ لِلحَقِيقَةِ، كَامِلِ العَقلِ وَاسِعِ الصَّدرِ، حَسَنِ السِّيَاسَةِ عاَرِفٍ بِطبَقاتِ النَّاسِ مُمَيِّزٍ بَينَ غَرائِزِهِم وَفِطَرِهِم وَأَحوَالِهِم..
فَإِن ظَفِرتَ بِهِ فَألقِ نَفسَكَ عَليهِ وَحَكِّمهُ في جمَيعِ أُمورِكَ وَارجِع إِلى رَأيِهِ وَمَشُورَتِهِ في كُلِّ شَأنِكَ وَاقتَدِ بِهِ في جَميعِ أَفعَالِهِ وَأَقوَالِهِ إِلاَّ فِيمَا يَكونُ خَاصّاً مِنها بِمَرتَبةِ المَشيَخَةِ، كَمُخالَطَةِ النَّاسِ وَمُداَرَاتِهم وَدَعوَةِ القَريبِ والبَعيدِ إَلى الله وَمَا أَشبَهَ ذَلكَ فَتُسَلِّمُهُ لَهُ،
(1/51)

وَلا تَعتَرِض عَليهِ في شَيءٍ مِن أَحوَالِهِ لا ظَاهِراً ولا بَاطِناً وَإِن وَقَعَ في قَلبِكَ شيءٌ مِنَ الخَواطِرِ في جِهَتِهِ فاجتَهِد في نَفْيِهِ عَنكَ فَإِن لَم يَنتَفِ فَحَدِّث بِه الشَّيخَ لِيُعَرِّفَكَ وَجهَ الخَلاصِ مِنهُ، وَكَذلِكَ تُخبِرَهُ بِكُلِّ ما يَقَعُ لَكَ خُصوصاً فِيما يَتعَلَّقُ بِالطَّريقِ.
وَاحذَر أَن تُطيعَهُ في العَلانِيَةِ وَحَيثُ تَعلَمُ أَنَّهُ يَطَّلِعُ عَليكَ وَتَعصِيهِ في السِّرِّ وَحَيثُ لا يَعلَمُ فَتَقعُ في الهَلاكِ.
وَلا تَجتَمِعَ بِأَحدٍ مِنَ المَشايِخِ المُتَظاهِرينَ بِالتَّسلِيكِ إِلاَّ عَن إِذنِهِ، فَإِن أَذِنَ لَكَ فاحفَظ قَلبَكَ وَاجتَمِع بَمَن أَرَدتَ وَإِن لمَ يَأذَن لَكَ فَاعلَم أَنَّهُ قَد آثَرَ مَصَلَحَتَكَ فَلا تَتَّهِمَهُ وَتَظُنَّ بِهِ الحَسدَ وَالغَيرَةَ، مَعَاذَ الله أَن يَصدُرَ عَن أَهلِ الله وَخاصَّتِهِ مِثلُ ذَلِكَ.
(1/52)

وَاحذَر مِن مُطالَبَةِ الشَّيخِ بِالكَرَامَاتِ وَالمُكَاشَفَةِ بِخَوَاطِرِكَ فَإِنَّ الغَيبَ لا يَعلَمُهُ إِلاَّ الله، وَغَايَةُ الوَلِيِّ أَن يُطلِعَهُ اللهُ علَى بَعضِ الغيُوبِ في بَعضِ الأَحيان، وَرُبَّما دَخَلَ المُريدُ علَى شَيخِهِ يَطلُبُ مِنهُ أَن يُكاشِفَهُ بِخاطِرِهِ فَلا يُكاشِفَهُ وَهُوَ مُطَّلِعٌ عَليهِ وَمُكاشَفٌ بِهِ صِيَانَةً لِلسِرِّ وَسَتراً لِلحالِ فَإِنَّهُم رَضِيَ الله عَنهُم أَحرَصُ النَّاسِ علَى كِتمانِ الأَسرارِ وَأَبعَدُهُم عَنِ التَّظاهُرِ بِالكرَاماتِ والخَوارِقِ وَإِن مُكِّنُوا مِنها وَصُرِّفُوا فِيها.
وَأكثَرُ الكرَاماتِ الوَاقِعَةِ مِنَ الأَولِيَاءِ وَقعَت بِدونَ اِختِيَارِهِم، وَكاَنوا إِذا ظَهرَ عَليهُم شَيءٌ مِن ذَلِكَ يُوصونَ مَن ظَهرَ لَهُ أَن لا يُحَدِّثَ بِهِ حَتَّى يَخرُجُوا مِنَ الدُّنيا، وَرُبَّما أَظهَرُوا مِنها شَيئاً اختِيَاراً لِمَصلحَةٍ تَزيدُ علَى مَصلَحةِ السِّترِ .
(1/53)

وَاعلَم أَنَّ الشَيخَ الكَامِلَ هُوَ الذِّي يُفِيدُهُ بِهِمَّتِهِ وَفِعلهِ وَقَولِهِ وَيحَفَظُهُ في حُضورِهِ وَغَيبَتِهِ وَإِن كانَ المُريدُ بَعيداً عَن شَيخِهِ مِن حَيثُ المَكانُ، فَليَطلُب مِنهُ إِشارَةً كُلِّيَةً فِيما يَأتي مِن أَمرِهِ وَيترُكُ. وَأَضرُّ شَيءٌ عَلى المُريدِ تَغَيُّرِ قَلبَ شَيخِهِ عَليهِ وَلَو اجتَمعَ علَى إصلاحِهِ بَعدَ ذَلِكَ مَشايخُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لمَ يَستَطيعُوهُ إِلاَّ أَن يَرضَى عَنهُ شَيخُهُ.
وَاعلَم أَنَّهُ يَنبَغي لِلمُريدِ الذَّي يَطُلبُ شَيخاً أَن لا يُحَكِّمَ في نَفسِهِ كُلَّ مَن يُذكَرُ بِالمَشيَخَةِ وَتَسلِيكِ المُريدينَ حَتَّى يَعرِفَ أَهلِيَّتَهُ وَيَجتمِعَ عَليهِ قَلبُهُ، وَكذَلِكَ لا يَنبَغي للِشَيخِ إِذا جاءَ المُريدُ يَطلُبُ الطَّرِيقَ أَن يَسمَحَ لَهُ بِها مِن قَبلِ أَن يَختَبِر صِدقَهُ في طَلَبِهِ، وَشِدَّةِ تَعَطُّشِهِ إِلى مَن يَدُلُّهُ علَى رَبِّهِ.
(1/54)

وَهذَا كُلُّهُ في شَيخِ التَّحكِيمِ، وَقَد شَرَطُوا عَلى المُريدِ أَن يَكونَ مَعهُ كَالَمِّيتِ بَينَ يَدَيِّ الغَاسِلِ وَكالطِّفلِ مَعَ أُمَّهِ، وَلا يَجرِي هَذا في شَيخِ التَّبَرُّكِ، وَمَهمَا كَانَ قَصدُ المُريدِ التَّبَرُّكَ دُونَ التَّحكِيمِ فَكُلَّما أَكثَرَ مِن لِقاءِ المَشايِخِ وَزِيارَتِهم وَالتَّبرُّكَ بِهم كَان أَحسَنَ.
وَإذا لَم يَجِدِ المُريدُ شَيخاً فَعَليهِ بِمُلازَمَةِ الجِدِّ وَالاجتِهادِ مَعَ كَمالِ الصِّدقِ في الاِلتِجاءِ إِلى الله وَالاِفتِقارِ إِليهِ في أَن يُقَيِّضَ لَهُ مَنْ يُرشِدُهُ، فَسَوفَ يُجِيبُهُ مَن يُجِيبُ المُضطَرَّ، وَيَسُوقُ إِليهِ مَن يَأخُذُ بِيَدِهِ مِن عِبادِهِ.
وَقَد يَحسِبُ بَعضُ المُريدينَ أَنَّهُ لا شَيخَ لَهُ فَتَجِدَهُ يَطلُبُ الشَّيخَ وَلَهُ شَيخٌ لَم يَرَهُ، يُرَبِّيهِ بِنَظَرِهِ وَيُرَاعيهِ بِعَينِ عِنايَتِهِ وَهُوَ لا يَشعُرُ، وَعِندَ التَناصُفِ مَا ذَهبَ إِلاَّ الصِّدقُ، وَإِلاَّ فَالمَشايِخُ المُحَقِّقُونَ مَوجُودونَ،
(1/55)

وَلكِن سُبحانَ مَن لَم يَجعلِ الدَّلِيلَ عَلى أَولِيَائِه إِلاَّ مِن حَيثُ الدَّليِلُ عَليهِ وَلمَ يُوصِل إِليهِم إِلاَّ مَن أَرادَ أَن يُوصِلَهُ إِليهِ.

* * * * *
(1/56)






تَتِمَّةٌ
وَإِذا أَردتَ -أيُّها المُريدُ-مِن شَيخِكَ أَمراً أَو بَدا لَكَ أَن تَسأَلَهُ عَن شَيءٍ فَلا يَمنَعُكَ إِجلالِهِ وَالتَّأدُّبُ مَعَهُ عَن طَلَبِهِ مِنهُ وَسُؤَالِهِ عَنهُ، وَتَسأَلُهُ المَرَّةَ وَالمرَّتينِ وَالثَّلاثَ، فَلَيسَ السُّكوتُ عَنِ السُّؤاَلِ وَالطَّلبِ مِن حُسنِ الأَدَبِ، اللَّهُمَّ إِلاَّ أَن يُشيرَ عَليكَ الشَّيخُ بِالسِّكوتِ وَيَأمُرَكَ بِتَركِ السُّؤالِ، فَعِندَ ذَلكَ يَجِبُ عَليكَ اِمتِثالُهُ.
وَإِذا مَنعَكَ الشَّيخُ عَن أَمرٍ أَو قَدَّمَ عَليكَ أَحداً فَإِيَّاكَ أَن تَتَّهِمَهُ، وَلْتَكُن مُعتَقِداً أَنَّهُ قَد فَعَلَ مَا هُوَ الأَنفَعُ وَالأَحسنُ لَكَ، وَإذا وَقَع مِنكَ ذَنبٌ وَوَجدَ عَليكَ الشَّيخُ بِسَبَبِهِ فَبادِر بِالاِعتِذارِ إِليهِ مِن ذَنبِكَ حَتَّى يَرضَى عَنكَ.
(1/57)

وَإِذا أَنكَرتَ قَلبَ الشَّيخِ عَليكَ كَأَن فَقَدتَ مِنهُ بِشراً كُنتَ تَأَلَفُهُ أَو نَحوَ ذَلكَ، فَحَدِّثهُ بِما وَقعَ لَكَ مِن تَخَوُّفِكَ تَغَيُّرَ قَلبِهِ عَليكَ فَلَعلَّهُ تَغَيَّرَ عَليكَ لِشيءٍ أَحدَثتَهُ فَتَتُوبَ عَنهُ، أَو لَعَلَّ الذِّي تَوَهَّمتَهُ لَم يَكُن عِندَ الشَّيخِ وَأَلقاهُ الشَّيطانُ إِليكَ لِيَسُوءَكَ بِهِ، فَإِذا عَرَفتَ أَنَّ الشَّيخَ رَاضٍ عَنكَ سَكَنَ قَلبُكَ بِخلافِ مَا إِذا لَم تُحَدِّثهُ وَسَكَتَّ بِمَعرِفةٍ منِكَ بِسلامةِ جِهَتِكَ.
وَإِذا رَأيتَ المُريدَ ممُتَلِئاً بِتَعظِيمِ شَيخِهِ، وَإِجلالِهِ ، مُجتَمِعاً بِظاهِرِهِ وَبَاطِنهِ عَلى اِعتِقادِهِ، وَامتِثالِهِ ، وَالتَّأَدُّبِ بِآدابِهِ؛ فَلا بُدَّ أَن يَرِثَ سِرَّهُ ، أَو شَيئاً مِنهُ إِن بَقِيَ بَعدَهُ.

* * * * *
(1/58)

خاتمة
نذكر فيها شيئاً من أوصاف المريد الصادق:
قَالَ بَعضُ العَارِفينَ رَضِيَ الله عَنهُم وَنَفَعنا بِهم أَجمَعين:
... لاَ يَكُونُ المُريدُ مُرِيداً حَتَّى يَجِدَ في القُرآنِ كُلَّ مَا يُريدُ، وَيَعرِفَ النُّقصَانَ مِنَ المَزيدِ، وَيَستَغنِي بِالمَولى عَنِ العَبِيدِ، وَيَستَوِي عِندَهُ الذَّهبُ وَالصَّعيدُ.
... المُرِيدُ مَن حَفِظَ الحُدودَ، وَوَفَّى بِالعُهُودِ، وَرَضِيَ بِالمَوجُودِ، وَصَبَرَ عَنِ الَمفقُودِ.
... المُريدُ مَن شَكَرَ عَلى النَّعماءِ، وَصَبرَ علَى البَّلاءِ، وَرَضِيَ بِمُرِّ القَضاءِ، وَحَمَدَ رَبَّهُ في السَّراءِ والضَّراءِ، وَأَخلَصَ لَهُ في السِّرِّ وَالنَّجوَى.
(1/59)

... المُريدُ مَن لاَ تَستَرِقُّهُ الأَغيَارُ، وَ لا تَستَعبِدُهُ الآثارُ، وَ لا تَغلِبُهُ الشَّهوَاتُ، وَلا تَحكُمُ عَليهِ العَاداتُ.
كَلامُهُ ذِكرٌ وَحِكمةٌ، وَصَمتُهُ فِكرَةٌ وَعِبرَةٌ، يَسبِقُ فِعلَهُ قَولَهُ وَيُصَدِّقُ عِلمَهُ عَمَلُهُ، شِعارُهُ الخُشوعُ وَالوَقاَرُ، وَدِثاَرُهُ التَّواضُعُ وَالاِنكِسارُ، يَتَّبِعُ الحَقَّ وَيُؤثِرُهُ، وَيَرفُضُ الباطِلَ وَيُنكِرُهُ، يُحِبُّ الأَخيارَ وَيُوالِيهِم، وَيَبْغَضُ الأَشرارَ وَيُعادِيهِم، خُبْرُهُ أَحسنُ مِن خَبَرِهِ، وَمُعَاشَرَتُهُ أَطيَبُ مِن ذِكرِهِ، كَثِيُر المَعُونَةِ، خَفِيفُ المَؤُونَةِ، بَعيدٌ عَنِ الرُّعُونةِ. أَمينٌ مَأمُونٌ، لا يَكذِبُ وَلا يَخونُ، لاَ بَخيلاً وَلا جَباناً، وَلا سَبَّاباً ولا لَعَّاناً، وَلا يَشتَغِلُ عَن بُدِّهِ، وَلا يَشِحُّ بِما في يَدِهِ، طَيِّبُ الطَّوِيَّةِ، حَسَنُ النِّيِّةِ، سَاحَتُهُ مِن كُلِّ شَرٍّ نَقِيَّةٌ، وَهِمَّتهُ فيما يُقَرِّبهُ مِن رَبِّهِ عَلِيَّةٌ، وَنَفسُهُ عَلى الدُّنيا أَبِيَّةٌ،
(1/60)

لا يُصِرُّ علَى الهَفوَةِ، وَلا يُقدِمُ وَلا يُحجِمُ بِمُقتَضى الشَّهوَةِ، قَرِينُ الوَفَاءِ وَالفُتُوَّةِ، حَلِيفُ الحَياءِ وَالمرُوَّةِ، يُنصِفُ كُلَّ أَحدٍ مِن نَفسِهِ وَلا يَنتَصِفُ لَها مِن أَحَدٍ. إِن أُعطِيَ شَكَرَ، وَإِن مُنِعَ صَبَرَ، وَإِن ظَلَمَ تَابَ وَاستَغفَرَ، وَإِن ظُلِمَ عَفا وَ غَفَرَ، يُحِبُّ الخُمُولَ وَالاِسِتتَارَ، وَيَكرَهُ الظُّهورَ وَالاِشتِهارَ، لِسَانَهُ عَن كُلِّ مَا لا يَعنيِهِ مَخزونٌ، وَقَلبَهُ علَى تَقصِيرهِ في طاعةِ رَبِّهِ مَحزُونٌ، لاَ يُداهِنُ في الدِّينِ وَلا يُرضي المَخلوقِيَنَ بِسَخطِ رَبِّ العَالمِينَ، يَأنَسُ بِالوِحدَةِ وَالاِنفِرادِ، وَيَستَوحِشُ مِن مُخالَطَةِ العِبادِ، وَلا تَلقَاهُ إِلاَّ عَلى خَيرٍ يَعمَلُهُ، أَو عِلمٍ يُعَلِّمهُ، يُرجَي خَيرُهُ، وَلا يُخشَى شَرُّهُ، وَلا يُؤذِي مَن آذاهُ، وَلا يَجفُو مَن جَفَاهُ، كَالنَّخلةِ تُرمَى بِالحَجَرِ فَتَرمِي بِالرُّطَبِ، وَكَالأَرضِ يُطرَحُ عَليهَا كُلُّ قَبيحٍ وَلا يَخرُجُ مِنها إِلاَّ كُلُّ مَليحٍ،
(1/61)

تَلوحُ أَنوارُ صِدقِهِ علَى ظَاهِرِهِ، وَيَكادُ يُفصِحُ مَا يُرَى علَى وَجهِهِ عَمَّا يُضمِرُ في سَرائِرهِِ، سَعيُهُ وَهِمَّتُهُ في رِضَا مَولاهُ، وَحِرصَهُ ونَهمَتُهُ في مُتابَعَةِ رَسُولِهِ وَحَبِيبِهِ وَمُصطَفاهُ، يَتَأَسَّى بِهِ في جَميعِ أَحوَالِهِ، وَيَقتدِي بِهِ في أَخلاقِهِ وَأَفعَالِهِ وَأَقوالِهِ، مُمتَثِلاً لأمرِ رَبِّهِ العَظِيمِ في كِتابِهِ الكَرِيم حَيثُ يَقولُ: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنهُ فَانْتَهُوا)، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثيراً) ، ( وَمَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله) ، (إِنَّ الذَّينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله) ، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، (فَلْيَحْذَرِ الذَّينَ يُخالِفونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبُهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
(1/62)

فَتَرَاهُ في غَايَةِ الحِرصِ عَلى مُتابَعَةِ نَبِيِّهِ مُمْتَثلاً لأَمرِ رَبِّهِ وَرَاغِباً في الوَعدِ الكَريمِ وَهارِباً مِنَ الوَعِيدِ الأَلِيمِ الوَارِدَينِ في الآياتِ الَّتي أَورَدناها وَفِيما لَم نُورِدُهُ مِمَّا هُو في مَعناها المُشتَمِلَةِ عَلى البِشارَةِ بِغَايَةِ الفَوزِ وَالفَلاحِ للِمُتَّبِعينَ لِلرَّسولِ، وَعَلى النَّذارَةِ بِغايَةِ الخِزيِ وَالهَوانِ لِلمُخالِفِينَ لَهُ.
... (اللَّهُمَّ) إِنَّا نَسأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنتَ الله الذّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنتَ الحَنَّانُ الَمنَّانُ بَديعُ السَّمواتِ وَالأَرضِ يَا ذا الجَلالِ وَالإِكرَامِ أَن تَرزُقنا كَمالَ المُتابَعةِ لِعبدِكَ وَرَسولِكِ سَيِّدنا مُحمَّدٍ صلّى الله عَليهِ وَسَلَّم في أَخلاقِهِ وَأعمَالِهِ وأَقوالِهِ ظَاهِراً وَباطِناً وَتُحيينا وَتُميتَنا عَلى ذَلكَ بِرحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمين.
... (اللَّهُمَّ) رَبَّنا لَكَ الحَمدُ حمداً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ كمَا يَنبَغي لِجَلالِ وَجهِكَ وَعَظيمِ سُلطانِك (سُبحانَكَ لاَ عِلمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ).
... (لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
* * * * *
(1/63)

…تمت هذهِ الرِّسالةُ لِلمُريدِ المَخصوصِ مِن رَبِّهِ المَجيدِ بِالتثبيتِ وَالَتأيِيدِ وَالتَسديدِ.
وَكانَ بِحَمدِ اللهِ إِملاؤُها في سَبعِ لَيالٍ أَو ثَمانٍ مِن شَهرِ رَمضانَ سَنةَ إِحدى وَسَبعينَ وَأَلفٍ مِن هِجرَتِهِ صَلَّى الله عَليهِ وَسَلَّم تسليماً كثيراً ، والحَمدُ لله رَبِّ العَالَمينَ .

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:50 PM
لحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الخلق أجمعين.
وبعد؛ فهذه نفحات ـ حسب التيسير ـ من كتاب غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصلاة على النبي الحبيب للشيخ الفقيه العالم العلامة النحوي اللغوي الأديب الأصولي المتفنن الزاهد الورع الولي الكامل الناصح محمد بن ناصر الدرعي:
بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تَكُونُ لَنَا مَعَاذًا مِنَ الشَّيْطَانِ وَمَكْلَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تَغْفِرُ لَنَا بِهَا مَا جَنَيْنَاهُ عَمْدًا وَخَطَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُشَجِّعُ بِهَا مِنَّا عَلَى طَاعَتِكَ مَنْ كَانَ جُبَّأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُبِيدُ بِهَا أَعْدَاءَنَا وَأَعْدَائَكَ الكُفَّارَ مَلَأً مَلَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُجِيرُنَا بِهَا مِنَ المَهَالِكِ، وَتَتُوبُ عَلَيْنَا بِهَا تَوْبَةً تُبَدِّلُ حَسَنَاتٍ مَا كَانَ مِنْ أَعْمَالِنَا سَيِّأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُلْهِجُنَا بِهَا بِكِتَابِكَ العَزِيزِ تَدَبُّرًا وَمَقْرَأً حَتَّى نَتَأَدَّبَ بِآدَابِهِ وَنَهْتَدِي بِهَدْيِهِ وَنَتَّخِذَهُ سِرًّا وَعَلَنًا مَلاَذًا وَمَلْجَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تَجْعَلُهَا لَنَا بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ وَعِنَايَتِكَ نَافِيَةً لِلْمَعَاصِي وَمَدْرَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُعِدُّهَا لَنَا لِيَوْمِ العَرْضِ ذَخِيرَةً وَمَخْبَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تَجْعَلُ بِهَا سِرِّي مَنْبَعًا لِأَنْوَارِ عِرْفَانِكَ وَمَنْشَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُقَيِّضُ بِهَا لِنَفْيِ الوَسْوَاسِ عَنِّي مَلَكًا يَكُونُ لَهُ بَيْتُ قَلْبِي مَرْصَدًا وَمَرْبَأً.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تَكُونُ لَنَا بِهَا بِمَا يُرْشِدُنَا مِنَ العُلُومِ اللَّدُنِّيَّةِ مُنْبِئًا.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلاَةً تُسَدِّدُنَا بِهَا فِي أُمُورِنَا كُلِّهَا مَعَادًا وَمَبْدَأً.

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:54 PM
عن ابن المبارك رحمه الله عن رجل وهو خالد بن معدان انه قال لمعاذ حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظته وذكرته في كل يوم من شدته ودقته قال نعم ثم بكى بكاء طويلا * ثم قال وا شوقاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى لقائه ثم قال (( بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم * إذ ركب وأر دفني خلفه ثم سرنا فرفع بصره إلى السماء ثم قال : الحمد لله الذي يقضي في خلقه ما يشاء * يامعاذ * قلت لبيك ياسيد المرسلين : قال أحدثك بحديث إن حفظته نفعك وإن ضيعته انقطعت حجتك عند الله عز وجل * يا معاذ إن الله تبارك وتعالى خلق سبعه أملاك قبل أن يخلق السماوات والأرض لكل سماء ملكا بوابا خازنا وجعل على كل باب من أبواب السماوات مَلكاً بواباً على قدر الباب وجلالته فتصعد الحفظة بعمل العبد وله نورٌ وشعاعٌ كالشمس حتى إذا بلغ السماء الدنيا والحفظة تستكثر عمله وتزكيه فإذا انتهى إلى الباب قال الملك للحفظة اضربوا بهذا العمل وجهَ صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا ادعُ عمل من يغتاب الناس يتجاوزني إلى غيري * ثم تصعد الحفظة من الغد معهم عمل صالح له نور تستكثره الحفظة وتزكيه حتى إذا انتهوا به إلى السماء الثانية قال الملك قفوا واضربوا بهذا العمل وجهَ صاحبه فإنه أراد به عَرضَ الدنيا أمرني ربي أن لا ادع عمله يتجاوزني إلى غيري فتلعنه الملائكة حتى يمسي * وتصعد الحفظة بعمل العبد مُبتَهجاً به فيه صدقةٌ وصيامٌ وكثير من البر فتستكثره الحفظة وتزكيه فإذا انتهوا به إلى السماء الثالثة قال الملك البواب قفوا واضربوا بهذا العمل وجهَ صاحبه أنا ملك صاحب الكبْر أمرني ربي أن لا ادعُ عمله يتجاوزني إلى غيري إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم * وتصعد الحفظة بعمل العبد وهو يزهو كما تزهو النجوم والكوكب الدرّي له دويٌّ وتسبيحٌ بصوم وصلاة وحج وعمرة فإذا انتهوا الى السماء الرابعة قال الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجهَ صاحبه أنا ملكُ صاحب الإعجاب أمرني ربي أن لا ادع عمله يتجاوزني الى غيري وإنه كان إذا عمل عملاً أدخل العُجْبَ فيه * وتصعد الحفظة بعمل العبد يُزفُ كما تُزَف العروس الى أهلها حتى إذا انتهوا الى السماء الخامسة بذلك العمل الحَسن من جهاد وحج وعمره له ضوءٌ كضوء الشمس فيقول الملك أنا صاحب الحسد إنه كان يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد سًخط ما ارض الله أمرني ربي أن لا ادع عمله يتجاوزني الى غيري *وتصعد الحفظة بعمل العبد بضوء تام وصلاة كثيرة وصيام وحج وعمرة حتى يتجاوزوا به الى السماء السادسة فيقول الملك الموكل بالباب أنا صاحب الرحمة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لم يرحم قطُّ إنسانا وإن أصيب عبدٌ شَمت به أمرني ربي إن لا ادع عمله يتجاوزني الى غيري * وتصعد الحفظة بعمل العبد بنفقة كثيرة وصوم وصلاة وجهاد وورع له صوتٌ كصوت الرعد وضوء كضوء البرق فإذا انتهوا به الى السماء السابعة فيقول الملك الموكل بالسماء أنا صاحب الذكر (( يعني السمعة والصيت في الناس )) أن صاحب هذا العمل أراد به الذكر في المجالس والرفعة عند القُرناء والجاه عند الكبراء أماني ربي أن لا ادع عمله يتجاوزني الى غيري وكل عمل لم يكن لله خالصاً فهو رياء ولا يقبل الله عز وجل عمل المرائي * وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخُلق حسن وصمت وذكر الله تعالى وتُشَيّعُهُ ملائكة السماوات السبع حتى تقطع الحُجُب كلها الى الله سبحانه فيقفون بين يدي الرب جلَّ جلالهُ ويشهدون له بالعمل الصالح لله تعالى المُخلص لله تعالى فيقول الله تعالى أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيبُ على ما في نفسه إنهُ لم يُردني بهذا العمل وأراد به غيري ولا أخلَصَهُ لي أنا اعلمُ بما أراد من عمله عليه لعنتي غَرَّ الآدميين وغَرَّكم ولم يغرني وأنا علام الغيوب على ما في القلوب لا تخفى عليَّ خافيةٌ ولا تعزُبُ عني عازبةٌ علمي بما كان كعلمي بما يكون وعلمي بما مضى كعلمي بما بقى وعلمي بالأوليين كعلمي بالأخريين أعلمُ السرَّ وما أخفى فكيف يغُرني عبدي بعمله إنما يغرُّ المخلوقين الذين لا يعلمون وأنا علام الغيوب عليه لعنتي وتقول الملائكة السبع والثلاثةُ الآلاف المشيّعون يا ربنا عليه لعنتك ولعنتنا فيقول أهل السماوات عله لعنة الله ولعنة اللاعنين ** ثم بكى معاذ رحمه الله وانتحب انتحاباً شديداً وقال يا رسول الله كيف النجاة مما ذكرت ؟؟ قال يا معاذ أقتد بنبيّك في اليقين . قلت أنت رسول الله وأنا معاذ بن جبل كيف لي النجاة والخلاص ؟؟ قال نعم يامعاذ إن ْ كان في عملك تقصير ٌ فاقطع لسانك عن الوقيعة في الناس وعن أخوانك من حملة القرآن خاصة وليردك عن الوقيعة في الناس ما تعلمه من عيب نفسك ولا تزك نفسك بذم إخوانك ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك ولا تراء بعملك كي تعرف في الناس ولا تدخل في الدنيا دخولاً ينسيك أمرَ الآخرة ولا تناجي رجلاً وعندك آخر ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا ولا تفحش في مجلسك حتى يحذروك من سوء خُلقك ولا تمُنَّ على الناس ولا تمزق الناس بلسانك فتمزقك كلاب جهنم . وهو قوله تعالى ((وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً )) يقول تنزع اللحم عن العظام . قلتُ يا رسول الله ومن يطيقُ هذه الخصال ؟؟ قال يا معاذ إن الذي وصفت لك ليسيرٌ على من يسّرهُ الله تعالى عليه . إنما يكفيك من ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك فإذن أنت قد سلمتَ ونجوتَ )) . صدق رسول الله

قال خال بن معدان : وكان معاذ لا يُكثر من تلاوة القرآن كما يُكثر من تلاوة هذا الحديث وذكرهُ في مجلسه فلما سمعتْ أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل بهذا الحديث العظيم نبؤهُ الكبير خطره الأليم أثره الذي تطير له القلوب وتحير له العقول وتضيق عن حماه الصدور وتجزع لهوله النفوس فأعتصم لمولاك إله العالمين وألزم الباب بالتضرع والابتهال والبكاء آناء الليل وأطراف النهار مع المتضرعين والمبتهلين فإنه لا نجاه من هذا الأمر إلا برحمته . ولا سلامة من هذا البحر إلا بنظره وتوفيقه وعنايته . فتنبه من غفلة الغافلين . وأعطي الأمر حقه وجاهد نفسك في هذه العقبة المخوفة لعلك لا تهلك مع الهالكين والمستعان بالله على كل حال فإنه خير معين . وهو تعالى ارحم الراحمين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

حسن الخليفه احمد
02-18-2013, 07:56 PM
استغفر الله العظيم من كل ذنب اذنــبــــتـــه ... استغفر الله العظيم من كل فرض تركـــــتــه

استغفر الله العظيم من كل انسان ظلـمـتــــه ... استغفر الله العظيم من كل صالح جـفــوتــــه

استغفر الله العظيم من كل ظالم صاحـــبتــه ... استغفر الله العظيم من كل بـــر أجـــــلتـــــه

استغفر الله العظيم من كل ناصح أهنــتـــــه ... استغفر الله العظيم من كل محمود سئـمــتـــه

استغفر الله العظيم من كل زور نطقت بــــه ... استغفر الله العظيم من كل حق أضــعــتـــــه

استغفر الله العظيم من كل باطل إتبعــتـــــه ... استغفر الله العظيم من كل وقت أهــــدرتــــه

استغفر الله العظيم من كل ضمير قـــتلــــته ... استغفر الله العظيم من كل سر أفشـــيـــــتـــه

استغفر الله العظيم من كل أمين خدعــتـــــه ... استغفر الله العظيم من كل وعد أخلــفـــــتـــه

استغفر الله العظيم من كل عهد خــــــنتــــه ... استغفر الله العظيم من كل امرئ خذلــــــتـــه

استغفر الله العظيم من كل صواب كتمــــته ... استغفر الله العظيم من كل خطأ تفوهــت بـــه

استغفر الله العظيم من كل عرض هتكتــــه ... استغفر الله العظيم من كل ستر فضــــحـــتــه

استغفر الله العظيم من كل لغو سمعــــتــــه ... استغفر الله العظيم من كل حرام نظرت إليـــه

استغفر الله العظيم من كل كلام لهوت بـــه ... استغفر الله العظيم من كل إثــم فـعـــــلتــــــــه

استغفر الله العظيم من كل نصح خالفتـــــه ... استغفر الله العظيم من كل علم نـســيــتـــــــــه

استغفر الله العظيم من كل شك أطعـــــتـــه ... استغفر الله العظيم من كل ظن لازمــــتــــــــه

استغفر الله العظيم من كل ضلال عرفتـــه ... استغفر الله العظيم من كل ديــن أهمــلــتـــــــه

استغفر الله العظيم من كل ذنب تبت لك به ... استغفر الله العظيم من كل ما وعــدتـــك بـــــه

ثم عدت فيه من نفسى ولم أوفى به

استغفر الله العظيم من كل عمل أردت به وجهك فخالطنى به غيرك

استغفر الله العظيم من كل نعمة أنعمت على بها فاستعنت بها على معصيتك

استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته فى ضياء النهار أو سواد الليل او فى ملأ أو خلا أو سراً أو علانية

استغفر الله العظيم من كل مال إكتسبته بغير حق

استغفر الله العظيم من كل علم سُـئـلـت عنه فكتمته

استغفر الله العظيم من كل قول لم أعمل به و خالفته

استغفر الله العظيم من جميع الذنوب كبائرها وصغائرها

استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

استغفر الله العظيم على النعم التي انعم علي بها ولم اشكره

استغفر الله العظيم من الرياء والمجاهره بالذنب وعقوق الوالدين وقطع الرحم

استغفر الله العظيم لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

وصلي اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه الى يوم الدين __________________
ســــلام ســـــــلام كمســك الختام........ عليكـــــم أحيبابنا ياكرام

ومن ذكرهم أنســـنا في الظــــلام........ ونور لنا بين هذا الأنام

حسن الخليفه احمد
02-19-2013, 02:32 PM
ما ورد في من تكلم بالمهد

كلام الإنسان في المهد , وقبل بلوغه مبلغا يتكلم فيه فهو أمر من المعجزات، ولكنه لا يتنافى مع العقل، ولاسيما عقل المؤمن بالله عز وجل القادر على أن ينطق الحجر، وهذا الأمر الخارق للعادة يكون معجزة للأنبياء، أي دليلا وبرهانا على صدق دعواهم النبوة، وتأييدا من الله تعالى فيما يدعون إليه الخلق من المكلفين، كما يكون كرامة لغير الأنبياء، لإقامة الحجة على من عصى الله تعالى، وإعانة لمن صدق مع الله عز وجل، وإظهار للحق على الباطل.

وأُختلف في عدد من تكلم بالمهد : فقيل :

أولاً- لم يتكلمُ في المهدِ إلا ثلاثةٌ : عيسي بن مريم وطفل جريِج والطفل الرضيع
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png قال: {لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلّا ثَلاثَةٌ عِيسَى، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلامَ فَقَالَ للغلام: يا بابوس مَنْ أَبُوكَ ؟ قَالَ: الرَّاعِي! قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَال:َ لا إِلاّ مِنْ طِينٍ. وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ , فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ! ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا! فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَل.} رواه البخاري(برقم3436) ومسلم (برقم2550)في صحيحيهما.

ثانياً- سبعة الذين تكلموا في المهد :
1- عيسى ابن مريم عليهما السلام
- في قوله تعالي : {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً(31)وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً(32)وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً(33) ـ سورة مريم }.
- قال رسول الله: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ...... إلخ . (رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء في بابين رقم (3436) ، ومسلم في كتاب / البر والصلة - باب : تقديم بر الوالدين على التطوع ، وأحمد (2/395 ، 385 ، 433 ، 434) .
- اختلف العلماء في بداية تكلم عيسى (عليه السلام) في المهد , هل كان عندما كان في شرقي المسجد الأقصى ؟ أو كان عندما رجعت مريم ومعها ولدها ودخلت على قومها ؟
- ولكن بعض الاختلافات في القراءات في الآية :{ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً(24)مريم} , مثل : (فناداها "مَن" تحتها بفتح الميم ، وقُرِأَ بكسر الميم "مِن" نافع وحمزة والكسائي وحفص (تفسير الرازي (10/434) ، والقرطبي (11/93) ، وابن كثير (3/117) .
جعلت في المنادى ثلاثة أوجه :
- أنه عيسى(عليه السلام)وهو قول الحسن وسعيد بن جبير .
- أنه جبريل(عليه السلام)وأنه كان كالقابلة للولد ، وهو الأظهر وبه قال الأكثر .
- أنّ المُنادى على القراءة بالكسر هو المَلَك وعلى القراءة بالفتح هو عيسى وهو مروي عن ابن عُيينة وعاصم .
- والقول بأن عيسى هو المُنادى هو الأقرب لوجوه :
الأول : أن قوله (فناداها مَن تحتها) بفتح الميم إنما يُستعمل إذا كان قد علم قبل ذلك أن تحتها أحدا ، والذي عُلم كونه حاصلا تحتها هو عيسى - عليه السلام - فوجب حمل اللفظ عليه ، أما القراءة بكسر الميم فهي لا تقتضي كون المنادي جبريل - عليه السلام - فقد صحّ قولنا .
والثاني : أنَّ ذلك الموضع موضع اللوث والنظر إلى العورة وذلك لا يليق بالملائكة .
والثالث : أنَّ قوله : (فناداها) فعل ولا بد أن يكون فاعله قد تقدَّم ذكره ، ولقد تقدم قبل هذه الآية ذكر جبريل وذكر عيسى - عليهما السلام - إلا أن ذكر عيسى أقرب لقوله تعالى : (فحملته فانتبذت به) والضمير عائد إلى المسيح فكان حمله عليه أولى .
والرابع : وهو دليل الحسن بن علي - عليه السلام - أن عيسى لو لم يكن كلمها لما علمت أنه ينطق ، فما كانت تُشير إلى عيسى بالكلام (تفسير الرازي) .

2- صاحب جُريج :
وقصته جاءت في الحديث النبوي المذكور في أولاً .

3- الصبي الرضيع :
المذكور بالحديث النبوي المذكور في أولاً.

4- ابن امرأة الأخدود :
وفي صحيح مسلم من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود : {أن امرأة جيء بها لتلقى في النار أو لتكفر ومعها صبي يرضع فتقاعست، فقال لها يا أماه: اصبري فإنك على الحق!.} رواه مسلم في الزهد باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ، وأحمد (6/17 ، 18) والنسائي في الكبرى كما في التحفة (4/198)، والطبراني في الكبير (7319 ، 732)وعبد الرزاق في المصنف(9751)وابن حبان(873)والترمذي (3340) .

5- ابن ماشطة بنت فرعون
‏‏- ‏وأخرج أحمد في صحيحه (مسند أحمد:4/295) عَنِ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ {‏لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي ‏ ‏أُسْرِيَ ‏ ‏بِي فِيهَا أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ يَا ‏‏جِبْرِيلُ ‏‏مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ َقَالَ هَذِهِ رَائِحَةُ ‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ‏‏وَأَوْلادِهَا قَالَ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا قَالَ بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ ‏فِرْعَوْنَ ‏‏ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتْ ‏‏الْمِدْرَى ‏‏مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ ‏‏فِرْعَوْنَ ‏‏أَبِي قَالَتْ لا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ قَالَتْ أُخْبِرُهُ ‏‏بِذَلِكَ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا فَقَالَ يَا فُلانَةُ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي قَالَتْ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ ‏ ‏تُلْقَى هِيَ وَأَوْلَادُهَا فِيهَا قَالَتْ لَهُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ وَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا قَالَ ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ قَالَ فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ قَالَ يَا ‏أُمَّهْ ‏‏اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ فَاقْتَحَمَتْ ‏, ‏قَالَ ‏ ‏ابْنُ عَبَّاسٍ ‏‏تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‏‏عَلَيْهِ السَّلام ‏ ‏وَصَاحِبُ ‏‏جُرَيْجٍ ‏‏وَشَاهِدُ ‏‏يُوسُفَ ‏وَابْنُ ‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ }.
‏- عن أبي بن كعب أن رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : {‏ ‏أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَالَ ‏ ‏يَا ‏‏جِبْرِيلُ ‏مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ قَالَ هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا قَالَ وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ‏ الْخَضِرَ ‏كَانَ مِنْ أَشْرَافِ ‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي ‏صَوْمَعَتِهِ ‏فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ فَيُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ فَلَمَّا بَلَغَ ‏الْخَضِرُ ‏زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً فَعَلَّمَهَا ‏الْخَضِرُ ‏‏وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا وَكَانَ لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ فَطَلَّقَهَا ثُمَّ زَوَّجَهُ أَبُوهُ أُخْرَى فَعَلَّمَهَا وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا فَكَتَمَتْ إِحْدَاهُمَا وَأَفْشَتْ عَلَيْهِ الْأُخْرَى فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى أَتَى جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَحْتَطِبَانِ فَرَأَيَاهُ فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا وَأَفْشَى الْآخَرُ وَقَالَ قَدْ رَأَيْتُ ‏ ‏الْخَضِرَ ‏‏فَقِيلَ وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ قَالَ فُلَانٌ فَسُئِلَ فَكَتَمَ وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذَبَ قُتِلَ قَالَ فَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشُطُ ابْنَةَ ‏‏فِرْعَوْنَ ‏إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ فَقَالَتْ تَعِسَ ‏‏فِرْعَوْنُ ‏‏فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ ابْنَانِ وَزَوْجٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَرَاوَدَ الْمَرْأَةَ وَزَوْجَهَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِينِهِمَا فَأَبَيَا فَقَالَ إِنِّي قَاتِلُكُمَا فَقَالَا إِحْسَانًا مِنْكَ إِلَيْنَا إِنْ قَتَلْتَنَا أَنْ تَجْعَلَنَا فِي بَيْتٍ فَفَعَلَ فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَسَأَلَ ‏‏جِبْرِيلَ ‏فَأَخْبَرَهُ }, المحدث: الألباني, المصدر(ضعيف ابن ماجه)الصفحة الرقم: 804 .

‏6- شاهد يوسف (عليه السلام) :
قال تعالي : { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) ـ يوسف}, فالله - تعالى - قد سخر فى تلك اللحظة الحرجة ، من يدلى بشهادته لتثبت براءة يوسف أمام العزيز من تُهمة زُلَيْخَا. فألقى الله - تعالى - هذه الشهادة على لسان من هو من أقربائها(قيل أنه كان ابن خال لها أو ابن عم لها)، لتكون أوجب للحجة عليها ، وأوثق لبراءة يوسف ، وأنفى للتهمة عنه .
وأُختلف في هذا الشاهد : هل هو طفل رضيع صغير أو رجل كبير ، على قولين لعلماء السلف:
- قال عبد الرزاق : في رواية عن إبن عباس ( وشهد شاهد من أهلها ) قال : ذو لحية من خاصة الملك , و قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق : إنه كان رجلا . وذكر ابن إسحاق أن زليخا كانت بنت أخت الملك الريان بن الوليد .
- وقال صاحب المنار والعوفي : والرواية عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ، أنه كان صبيا فى المهد ، ويؤيدها ما رواه أحمد وابن جرير والبيهقى فى الدلائل عن ابن عباس عن النبى http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png قال : { تكلم فى المهد أربعة وهم : صفار ابن ماشطة ابنة فرعون . وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم } .
وروى ابن جرير عن أبى هريرة قال : {عيسى ابن مريم وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا فى المهد} وهذا موقوف ، والمرفوع ضعيف ، وقد اختاره ابن جرير ، وحكاه ابن كثير بدون تأييد ولا تضعيف . .

7 - ابن رجل اليمامة :
عنْ معيقيبٍ اليمانيِّ عن أبيه، عن جده ، قال :حججتُ حَجَّةَ الوداعِ فدَخلْتُ دارًا بِمكَّةَ فرأيتُ فيها رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ووجهُهُ مثلُ دارَةِ القَمرِ وسمِعتُ منهُ عَجَبًا جاءه رجُلٌ بِغلامٍ يومَ وُلِدَ فقال له رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ منْ أنا قال أنتَ رسولُ اللَّهِ قال صدقتَ بارَك اللَّهُ فيكَ ثمَّ قال إنَّ الغلامَ لم يتكَلَّمْ بعدَ ذَلكَ حتَّى شبَّ قال أبي فكُنَّا نسمِّيهِ مبارَكُ اليَمامَةِ ـ المحدث: ابن كثير- المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/166 خلاصة حكم المحدث: غريب جدا [وله] شاهد .

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:31 PM
توسل الشيخ حسن البرزنجي بأهل البيت الكرام

يا أهلَ البيتِ المُكرَّم ، ويا عِترةَ طه - صلى الله تعالى عليه وسلم - أنتمُ السّادةُ الكُبَراءُ المِقدار ، أنتمُ القادةُ الشّامخةُ المَنار ، أنتم حبلُ الاعتِصام ، أنتمُ السّببُ المَوصولُ بدارِ السّلام ، أنتم خَزائنُ الأسرار ، أنتم مَطالعُ الأنوار ، أنتم طَوالعُ اليُمْنِ والأمان ، أنتم طلائعُ الفَوز والرِّضوان ، أنتم ثَواني الثّقلَين ، أنتم ثَوالثُ النيِّرَين ، أنتم مَعادنُ جواهرِ المَعارفِ والعُلوم ، أنتم مَنابعُ عُيونِ المَنْطوقِ والمَفهوم ، أنتم تَوأمُ الكتابِ في التَّمسُّك ، أنتم أئمَّةُ التَطهُّرِ والتَّنسُّك ، أنتم أهلُ الخَفاءِ والظُّهورِ والسرِّ والجَّهْر ، أنتم أهلُ الحدِّ والمَطْلعِ والبَطْنِ والظَّهْر ، أنتم أسِرَّةُ الابتِهال ، أنتم وَرثَةُ الكَمال ، أنتم سُفُنُ النَّجاةِ والسَّلامة ، أنتمُ السُّقيا لكلِّ غَمامة ، أنتمُ المُجلَّلون بكِساءِ الرَّسول ، أنتمُ النّاشئونَ في حِجْر البَتول ، أنتمُ المُحابونَ برَقائقِ التَّنْزيل ، أنتمُ المُصافُونَ بدَقائقِ التّأويل ، أنتمُ المُحتَّمُ وُدِّكُمْ في مُحْكَمِ الذِّكرِ الحَكيم ، أنتمُ المَقْرونُ ذِكرُكمْ بذكرِ جَدِّكمُ الكَريم ، أنتم مُصاصةُ الزَّهراءِ وحَيدر ، أنتم خُلاصةُ المَبعوثِ إلى الأسودِ والأحمَر ، أنتم أهلُ الأخلاقِ والأعْراق ، أنتم أهلُ الدَّعوةِ الخارقةِ للسَّبْعِ الطِّباق ، أنتمُ الوسائلُ إلى الحبيبِ الأعْظم ، أنتمُ الوسائطُ للسَّبيلِ الأقْوَم ، أنتمُ الشُمُّ العَرانينُ الغُر ، أنتمُ الزُّهْرُ المَيامينُ الطُّهْر ، أنتمُ الرُّقى والتَّمائِم ، أنتمُ الكنوزُ والطَّلاسِم ، أنتمُ السُّراةُ الهُداة ، أنتمُ الوُلاةُ الدُّعاة ، أنتمُ النُّجومُ في الإهتدا ، أنتمُ الرُّجومُ على العِدى ، أنتمُ الدِّرْياقُ لكلِّ وليٍّ مُوالي ، أنتمُ السُمُّ على كُلِّ عَدوٍّ قالي ، أنتم شُموس الأكوان ، أنتم شَرفُ الزَّمان والمَكان ، أنتم مَصابيحُ الدَّياجي الحَوالك ، أنتمُ النّاشِلونَ لكل غَريقٍ وهالِك ، أنتمُ الأقطابُ المُتصرِّفون ، أنتمُ الأئمَّة المُجْتَهدون ، أنتمُ الخُلفاءُ الرّاشدون ، أنتمُ الأُمَراءُ العادِلون ، أنتمُ الشُّفَعاءُ في المَحْشر ، أنتمُ السُّقاةُ على حِياضِ الكَوثر ، أنتم أمانةُ الله لَدى كلِّ مُؤمنةٍ ومؤمن ، أنتم وصيَّةُ النبيِّ إلى كلِّ مُسيءٍ ومُحسن ، قد أنزلَكمُ الحبيبُ من نفسه منزلة السُّوَيْداء والسَّواد ، وأحَلَّكُم من صَميم قلبهِ بينَ الشِّغاف والفُؤاد ، وحَباكُم بالمَدد والإمداد ، وهيّأَ لكُمْ دَواعي الاستعداد ، وبذَلَ لكم خالصَ الدَّعواتِ المُجابة ، وسألَ اللهَ فيكُم أن يُحرِّمكم على النار فأجابَه ، وإنّي عَبدُكمُ الذَّليل ، وطَريحكُمُ العَليل ، قد ضاقتْ بيَ المَسالك ، وادْلَهمَّت عليَّ الحَوالِك ، فأسألكم كشْفَ غُمَّتي ، وإنارةَ دُجْنَتي ، وكما وصلَ اللهُ بكم نسَبي ، أنْ يُوصِلَ بحَبْلِكُم سبَبي .

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:33 PM
أدعية من قلوب طاهرة

اللهم اجعل العيون منا فوَات بالعبرات ، والصدور منا محشَوة بالعبر والحرقات ، واجعل قلوبنا غوَاصة في موْج قَرْع أبواب السماوات ، تائهة من خوْفك في البوادي والفلوات وافتح لأبصارنا بابا إلي معرفتك ، ولإفهامنا إفهاما إلي النظر في نور حكمتك ، يا حبيب قلوب الوالهين ، ومنتهي رغبة الراغبين .
اللهم أنت آنس المؤنسين لأوليائك ، إلهي سري إليك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، وإذا أوحشني الذئب آنسني ذكرك ، عالما بأن أزمٌة الأمور بيدك ، وأن مصدرها ممن قضائك إلهي ، مَن أوْلي بالذل والتقصير مني وقد خلقتني ضعيفا ؟ ومَن أولْي بالعفو منك وعلمك بي سابق وأمرك بي محيط ؟ أسألك بوجوب رحمتك وانقطاع حجتي وتفقٌري إليك وغناك عني أن تغفر لي خطيئتي الظاهرة والباطنة .
اللهم إنا نبات نعمك فلا تجعلنا حصائد نقمك ، اللهم أعطنا ما تريده منا ، يا من أعطانا الإيمان به غير سؤال ، ولا تمنعنا عفوك مع السؤال فإنا إليك آيبون ، ومن الإصرار علي معصيتك تائبون ، اللهم تقبٌل ما مَنَنْتَ به علينا من الإسلام والإيمان الذي به هديتنا ، واعف عنا ، إلهي ، نعمك محيطة بنا ، وأنت المذخور لشكرها ، وعزتك ما شكرك أحد إلا بك .
اللهم إني أسألك يا خير السامعين ، وبجودك ومجدك يا أكرم الأكرمين ، وبكرمك وفضلك يا أسمح السامحين ، وبإحسانك ورأفتك يا خير المعطين ، أسألك سؤال خاضع خاشع متذلل متواضع إلهي ، وسيدي ، ومولاي ضيٌَعتُ نفسي بالذنوب فردٌها عليٌ بالتوبة ، أنت تعلم أن الكريم من عبادك يعفو عمَن ظلمه وقد ظلمتُ نفسي وأنت أكرم الأكرمين فاعف عني ، إلهي ، أنت تعلم أن إبليس عدوٌ لك ولي ، وليس شيء أنْكَي لكمده وأقطع لكيده من غفرانك لي فاغفر لي يا أرحم الراحمين .
اللهم إني أسألك حسن الإقبال عليك ، والإصغاء إليك ، والفهم عنك ، والبصيرة في أمرك ، والنفاذ في طاعتك والمواظبة علي إرادتك ، والمبادرة في خدمتك ، وحسن الأدب في معاملتك ، وبرد التسليم إليك ، والنظر إلي وجهك .
إلهي ، وسيدي ، وسندي أنا بك عائذ مستغيث مستخير من تكاثف مخاوف علل سري ومن لزوم ذلك ضميري وقلبي ، حتى يكاد ذلك أن يملأ صدري ، ويوقف عليَ الانبساط إلي ذكرك عقلي ولساني ، ويمنع من الحركة في الخدمة جسمي ، فأنا في حبس ما يعارضني من ذلك من النقص والتقصير أسألك أن تخرج ذلك عن ذكري ، وتمنعه من قلبي ، واجعل أوقاتي بالليل وفي النهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك وعبادتك موصولة ، وارزقني من طعم ذلك اللذائذ السابغة يا أكرم الأكرمين .
اللهم إن نجَيتني نجيْتني بعفوك ، وإن عذبتني عذبتني بعدلك ، رضيت ما بي لأنك ربي وأنا عبدك ، إلهي ، أنت تعلم أني لا أقوى علي النار ، وأنا أعلم أني لا أصلح للجنة فما الحيلة إلا عفوك ، إلهي ، ما أظنك تحاسب غداً بعدلك مَن غشيته اليوم بفضلك ، وعفوك يستغرق الذنوب ، ورضوانك يستغرق الآمال ، ولولا أنك بالعفو تجود ما كان عبدك بالذنب يعود

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:35 PM
الدُّعَاءُ المُبارَكُ عن سيدي العارف بالله الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا اللهُ الملك الحق المبين، لا إله إلا اللهُ العدل اليقين لا إله إلا اللهُ ربُّنَا وربُّ آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين. لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وإليه المصير، وهو علي كل شئ قدير. لا إله إلا اللهُ إقرارًا بربوبيته، سبحان الله خضوعًا لعظمته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم نورَ السمواتِ والأرضِ، يا عمادَ السموات والأرض، يا جبارَ السموات والأرض، يا دَيَّانَ السموات والأرض، يا وارثَ السموات والأرض، يا عظيمَ السموات والأرض، يا عالمَ السموات والأرض، يا قيومَ السموات والأرض، يا رحمنَ الدنيا ورحيمَ الآخرة. اللهم إني أسألك أن لك الحمدَ، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله، وأنَّ الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَن في القبور الحمد لله الذي لا يُرجي إلا فضلُه ولا رازق غيرُه،
الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركةً تُطهرُ بها قلبي، وتَكشفُ بها كربي، وتَغفرُ بها ذنبي، وتُصلِح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهِبُ بها شري، وتَكشف بها همي وغمي، وتَشفي بها سِقمي، وتَقضي بها ديني، وتَجلو بها حزني، وتَجمع بها شملي، وتُبَيِّضُ بها وجهي يا أرحم الراحمين.
اللهم إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عَظُمت رغبتي، فتقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبا، وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم لا هاديَ لمن أضللتَ، ولا مُعطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسطَ لما قبضت، ولا مُقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.اللهم أنت الحليم فلا تَعْجل، وأنت الجَوَاد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تُذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام، وأنت علي كل شئ قدير.اللهم لا تحرمني سِعةَ رحمتِك، وسُبوغَ نعمتك، وشمولَ عافيتك، وجزيلَ عطائك، ولا تمنعْ عني مواهبَك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تَصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تُخَيِّبْنِي وأنا أرجوك.اللهم إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمة تُغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين. اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أنت الأول والآخر، والظاهر والباطن، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم. اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها يا رب العالمين. اللهم إني أسألك مسألةَ البائسِ الفقير، وأدعوك دعاءَ المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك رب شقيا، وكن بي رؤوفا رحيما، يا خير المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين.
اللهم ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وعزرائيلَ اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب وترضي، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تُضِلَّني بعد أن هديتني، وكن لي عونا ومعينا وحافظا وناصرا آمين يا رب العالمين.
اللهم استر عورتي وأَقِلْ عثرَتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين. اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر علي الأعداء، ومرافقة الأنبياء، والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين. اللهم إني أسألك يا رفيع الدرجات، يا مُنزل البركات، يا فاطر الأرضين والسموات، أسألك يا الله يا من ضجت إليك الأصواتُ بأصناف اللغاتِ يسألونك الحاجاتِ، حاجتي عليك لا تبخل عليَّ في دار البلاء إذا نسيني أهلُ الدنيا والأهل والغرباء، واعفُ عني ولا تُؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك بسيدنا محمدٍ نبيك، وسيدنا إبراهيمَ خليلك، وبسيدنا موسي كليمك، وبسيدنا عيسي نجيِّك وروحك، وبتوراة سيدنا موسي، وإنجيل سيدنا عيسي، وزبور سيدنا داوود وفرقانِ سيدِنا محمدٍ صلي الله عليه وسلم، وبكل وحيٍ أوحيته، أو قضاءٍ قضيته، أو سائلٍ أعطيته، أو غنيٍّ أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطُّهرِ الطاهرِ الأحدِ الصمدِ الوترِ القادرِ المقتدرِ أن ترزقَنِي حفظَ القرآنِ والعلمَ النافعَ، وتخلطَه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعملَ به جسدي وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين.
سبحان الذي تَقدَّسَ عن الأشباه ذاتُه، وتنزهت عن مشابهة الأمثال صفاتُه، واحدٌ لا من قِلة، وموجودٌ لا من عِلة، بالبر معروفٌ، وبالإحسان موصوفٌ، معروفٌ بلا غايةٍ، وموصوفٌ بلا نهاية، أولٌ بلا ابتداء وآخرٌ بلا انقضاء، ولا ينسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السُنون، كلُّ المخلوقات قهرُ عظمته وأمرُه بين الكاف والنون، بذكره أنَسَ المخلصون، وبرؤيته تقِرُّ العيون، وبتوحيده ابتهج المُوحدون، هدى أهلَ طاعته إلي صراطه المستقيم، وأباح أهل محبته جناتِ النعيم، وعَلِمَ عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم، ويري حركاتِ أرجل النمل في جنح الليل البهيم، يسبحه الطير في وكره، ويُمجده الوحش في قفره، محيط بعمل العبد سرِه وجهرِه، وكفيلٌ للمؤمنين بتأييده ونصره، وتطمئن القلوب الوجلة بذكره وكشف ضُره، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحاط بكل شئ علما، وغفر ذنوب المسلمين كرما وحلما، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير، يا نعم المولي ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك، جَلَّ وجهُك وعزَّ جاهُك، يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته، يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. لا إله إلا الله برحمتك نستغيث، يا غياثَ المستغيثين، أغثنا بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. لا إله إلا أنت بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أغثنا يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم. لا إله إلا أنت بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ارزقنا فإنك خير الرازقين. لا إله إلا أنت بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم استرنا يا خير الستارين.
لا إله إلا أنت بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين.
لا إله إلا أنت بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين. لا إله إلا أنت عدد ما رُدِّدَتْ، وسبحان الله عدد ما سبح به جميعُ خلقه، سبحان من هو محتجب عن كل عين، سبحان من هو عالم بما في جوف البحار، سبحان من هو مدبر الأمور، سبحان من هو باعث من في القبور، سبحان من ليس له شريك ولا نظير ولا وزير وهو علي كل شئ قدير. اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد واجعلنا علي الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدين، وبسنة نبيك سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم متمسكين، وعلي الصلاة محافظين، وللزكاة فاعلين، ولرضاك مُبتغين، وبقضائك راضين، وإليك راغبين، يا حي يا قيوم إنك جَوَاد كريم برحمتك يا أرحم الراحمين. لا إله إلا أنت راحمَ المساكين، ومعين الضعفاء، ومثيب الشاكرين، الحمد لله جبار السموات، عالم الخفيات، منزل البركات، قابل التوبات، مفرج الكربات كريم مجيد. اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري، والشياطين منهزمين عني، والصالحين قرنائي، والعلماء أصفيائي، والجنة مأواي، والفوز نجاتي برحمتك يا أرحم الراحمين. الهم إني أصبحت وأمسيت في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذك وأمنك وعافيتك ومعافاتك، علي فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وملة سيدنا إبراهيم عليه السلام، ودين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
الحمد لله حمدا يكون عليه تمام الشكر بما أنعمتَ علينا، الحمد لله الواحد القهار العزيز الجبار الرحيم الغفار، لا تخفي عليه الأسرار، ولا تدركه الأبصار، وكل شئ عنده بمقدار.
اللهم اجعل صباحنا خير صباح، ومساءنا خير مساء، وأَعِذْنا من كل ذنب، لا إله إلا الله، بجاه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم تب علينا،( لَآ إِلهَ إلَّآ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء 87-88 .
اللهم يا كبيرُ فوق كل كبير، يا سميعُ يا بصيرُ، يا من لا شريكَ له ولا وزيرَ، يا خالق السموات والأرضين والشمس والقمر المنير، يا عصمة البائس الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، ويا قاصم كل جبار عنيد، أسألك وأدعوك دعاء البائس الفقير، ودعاء المضطر الضرير، وأسألك بمقاعد العز من عرشك، ومفتاح الرحمة من كتابك الكريم، وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة، أن تغفرَ لي برحمتك، وترحمني وتسترني، وتكشف همي وغمي وحزني، وتغفر ذنوبي، وترزقني توبة خالصة، وعلما نافعا، ويقينا صادقا، وأن ترزقني حسن الخاتمة، وأن تكفيني شر الدنيا والآخرة، وأن تفرج عني كل ضيق وشدة، وأن تختم بالصالحات أعمالنا، وتقضي حوائجنا يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلي الله علي سيدنا محمدٍ نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلي آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:37 PM
دعاء كشف الكروب بالحروف لسيدي على البيومي رضي الله عنه


نسألك اللهم ونتوسل إليك ونتوجه إليك وندعوك بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبسائر الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والملائكة المقربين (يا الله (3) يا هو (3) يا رحمن (3) يا رحيم (3) يا حي ياقيوم ) لا إله إلا أنت يابديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام بـ (كهيعص) بـ (حم * عسق) نسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد واستجب جميع دعواتنا ، اللهم إنا نسألك (بالألف) الأزلية الأبدية الأحديه اولهيتك إلفة وأمناً وأماناً من عقوبات الدنيا والأخرة وبالباء بداية بديع بقاء بهائك بهاءاً وبهجة ويسراً بنا وبوالدينا ومن معنا برحمتك يأرحم الراحمين (وبالتاء) تمجيد تحميد تفريد توحيد توبة وتوحيداً دائماً أبدا (وبالثاء) ثناء بهاء ثبوت جلال وجهك (والجيم) جبروت جمال جلالك جوداً وجلالة وجلاء هم وغم عنا (وبالحاء) خيراً كثيراً في الدين والدنيا والآخرة (وبالدال) دوام بقاء ديموميتك دوام عزك ولطفك ونعمتك علينا وطاعتنا للك وحجبنا من المعاصي دائماً أبدا (وبالذال) ذكر ذخيرة قوة بطش جلال كرم وجهك ذكراً كثيراً في ألسنتنا وفي قلوبنا دائما أبدا (وبالراء) رأفة دقة روح رفعة رحمة ربوبيتك رأفة في قلوبنا منك فينا يا رب العالمين (وبالزاي) زهادة وزينة وزيادة في الخيرات (وبالسين) ستر سر أسرار سلام سبوحيتك ستراً وسلامة وسراً وسروراً وسياحة في محبتك (وبالشين) شؤنوناً طيبة وشكراً لك وشهادة في محبتك وشهوداً في ذاتك (وبالصاد) صدقاً وشكرأ لك وشهادة في محبتك وشهوداً في ذاتك (وبالصاد) صدقا في محبتك ووصيانة وصبرا على طاعتك عن معصيتك (وبالضاد) ضوء ضياء بهاء نور وجهك ضيائاً من نور وجهك في قلوبنا (وبالطاء) طيب طيبات طهارتك فطهرنا من كل دنس وطيبنا لك في كل الأمور وطيب معيشتنا في الدنيا والأخرة (وبالظاء) يقيني ظواهر ظهورك إلهي أظهر محبتنا لك ولحبيبك سيدنا محمد صلى الله علىيه وسلم ظاهراً وباطناً وأظهر في قلوبنا سلطان لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله (وبالعين) علم عناية عز عزيزي عزة عظمتك عزاً وعزماً وعلماً وعملاً صالحاً يرضيك ظاهراً وباطناً منا في الدين والدنيا والآخرة (وبالغين) غناء غيوب غيبوب غيبوبية شهادة غيبك (يعني) غناء عن كل ما سوى الله وغيبة في شهوده وحبته سبحانه (وبالفاء) فلاح فتوح فرادنية فضلك فتحاً مبينا ربانياً وتجلياً وفيضاً أحسانياً منك لنا يا فتاح يا عليم (وبالقاف) قدم قوة اقتدار قهر قدرة قيموميتك قدرة وقوة وطاعة وقرباً منك إلينا وقهراً لأعدائنا يا قيوم يا قهار يا رب العالمين (وبالكاف) كينونية كرم كفاية كنف كلامك كفاية وكرماً وكمالاً لنا في كل شئ (كهيص) كفايتنا (حم * عسق) حمايتنا فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (وبلام) جمال مكنون بهي سني علي خفي لطفك لطفاً خفياً مباركاً لنا في جميع الأمور ظاهراً وباطناً (وبالميم) مواهب مهيمنة محبة مودة مجد مالك ملك ملكوتك ، ملكاًعظيماً ومناً ومنحاً ومناجاة ومحبة ومودة ومبادرة في كل طاعة لك (وبالهاء) بهاء هيبة هيمنة هداية سر هدايتك وهيبة وهب لنا ما تقر به أعيننا في ديننا ودنيانا وآخرتنا وأنفسنا وذرياتنا وأهلينا ومن معنا برحمتك يا أرحم الراحمين (وبالواو) ولاية وداد وجود وحدانية وجودك ولاية لا قبلها ولا بعدها ووداً صادقاً ووجداً في محبتك إنك لا تخلف المعياد (وبالنون) نوراً مشرقاً في قلوبنا ونعمة علينا منك لنا (وبياء) اليقين قنا كل أمر نخافه في الدين والدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين (اللهم) إنا نسألك باسمك المخزون المكنون الطاهر المطهر الحي القيوم الرحمن الرحيم بديع السموات والرض ذي الجلال والإكرام (يا من) ألجم البحر بقدرته وقهر العباد بحكمته وأطفأ نار النمروذ بكلمته والقى على موسى محبته والف بين جميع خلقة بقدرته أن تجعل لنا طلعة في أعينهم ومحبة في قلوبهم وأن تؤلف بيننا وبينهم كما ألفت بين عبادك المؤمنين يا رب كل شئ إنك على كل شئ قدير (نحن) الذين سألناك يسيراً في مجدك غير عسير في رحمتك لا تردنا خائبين برحمتك يا أرحم الراحمين (اللهم) صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عبد ورسولك الذي جمعت به شتات النفوس ونبيك الذي جليت به ظلام القلوب وحبيبك الذي اخترته كل الحبيب إنك سميع قريب .


http://illiweb.com/fa/empty.gif (http://aldoaa.7olm.org/t142-topic#top)

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:40 PM
اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك...
ولا تخيبني وأنا أرجوك.اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم،
ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين،
يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.
اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكلتُ،
وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ،
وما أسررتُ وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر
. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن،
عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم.اللهمَّ آتِ نفسي تقواها،
وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين
.اللهمَّ إني أسألك مسألة البائس الفقير ـ
وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً،
وكن بي رؤفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين
، يا رب العالمين.اللهمَّ رب جبريل وميكائيل واسرافيل
وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب وترضى،
وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ
ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً،
وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي وَمنْ شَرّ بَصَرِي
، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:42 PM
اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك...
ولا تخيبني وأنا أرجوك.اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم،
ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين،
يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.
اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكلتُ،
وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ،
وما أسررتُ وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر
. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن،
عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم.اللهمَّ آتِ نفسي تقواها،
وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين
.اللهمَّ إني أسألك مسألة البائس الفقير ـ
وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً،
وكن بي رؤفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين
، يا رب العالمين.اللهمَّ رب جبريل وميكائيل واسرافيل
وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب وترضى،
وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ
ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً،
وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي وَمنْ شَرّ بَصَرِي
، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:43 PM
السـبع ايــات المنـجيــات

اذا مررت بضيق نتيجة مشكلة او كرب فعليك قرأة السبع ايات المنجيات وانت على يقين بان الفرج لا يأتى
إلا من عند الله سبحانه وتعالى

... ... ... بسم الله الرحمن الرحيم

{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }الأنعام17

بسم لله الرحمن الرحيم

{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }هود6

بسم لله الرحمن الرحيم

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }هود56

بسم لله الرحمن الرحيم

{وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }العنكبوت60

بسم لله الرحمن الرحيم

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2

بسم لله الرحمن الرحيم

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:46 PM
دعاء ومناجاة بأسماء الله الحسنى للإمام رائد العشيرة رحمه الله
من كتاب (في حضرة الله) مجموع أوراد الطريقة المحمدية الشاذلية
((مقدمة أسماء الله الحسنى ))
أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ.
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
الْحَمْدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ وَمَنْ وَالاَهُ، في مَبْدَأ كُلِّ أَمْرٍ وَمُنْتَهَاهُ، وَلاَ إلَهَ إلاَّ الله الْحَيُّ الْقَيومُ، وَسُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى الْوَهَّابُ.
((أسماء الله الحسنى المشهورة))
نَدْعُوكَ يا مَنْ هُوَ الله الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ :
الرَّحْمَنُ. الرَّحِيمُ. الْمَلِكُ. الْقُدُّوسُ. السَّلامُ. الْمُؤمِنُ. الْمُهَيمِنُ. الْعَزِيزُ. الْجَبَّارُ. الْمُتَكَبِّرُ. الْخَالِقُ. الْبَارِىءُ. الْمُصَوِّرُ. الْغَفَّارُ. الْقَهَّارُ. الْوَهَّابُ. الرَّزَّاقُ. الْفَتَّاحُ. الْعَلِيمُ. الْقَابِضُ الْبَاسِطُ. الْخَافِضُ الرَّافِعُ. الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ. السَّمِيعُ. الْبَصِيرُ. الْحَكَمُ. الْعَدْلُ. اللَّطِيفُ. الْخَبِيرُ. الْحَلِيمُ. الْعَظِيمُ. الْغَفُورُ. الشَّكُورُ. الْعَلِيُّ. الْكَبِيرُ. الْحَفِيظُ. الْمُقِيتُ. الْحَسِيبُ. الْجَلِيلُ. الْكَرِيمُ. الرَّقِيبُ. الْمُجِيبُ. الْوَاسِعُ. الْحَكِيمُ. الْوَدُودُ. الْمَجِيدُ. الْبَاعِثُ. الشَّهِيدُ. الْحَقُّ. الْوَكِيلُ. الْقَوِيُّ. الْمَتِينُ. الْوَلِيُّ. الْحَمِيدُ. الْمُحْصِي. الْمُبْدِىءُ. الْمُعِيدُ. الْمُحِيي الْمُمِيتُ. الْحَيُّ. الْقَيومُ. الْوَاجِدُ. الْمَاجِدُ. الْوَاحِدُ. الصَّمَدُ. الْقَادِرُ. الْمُقْتَدِرُ. الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ. الأَوْلُ. الآخِرُ. الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ. الوَالِي. الْمُتَعَالِي. الْبَرُّ. التَّوابُ. الْمُنتَقِمُ. الْعَفُوُ. الرَّءُوفُ. مَالِكُ الْمُلْكِ. ذُو الْجَلاَلِ والإكْرَامِ. الْمُقْسِطُ. الْجَامِعُ. الْغَنِيُّ. الْمُغْنِي. الْمَانِعُ. الضَّارُ النَّافِعُ. النُّورُ. الهَادِي. الْبَدِيعُ. الْبَاقِي. الْوَارِثُ. الرَّشِيدُ. الصَّبُورُ.
الَّذِي تَقَدَّسَتْ عَن الأَشْبَاهِ ذَاتُهُ، وَتَنَزَّهَتْ عَن مُشَابَهَةِ الأَمْثَالِ صِفَاتُهُ، وَاحِدٌ لاَ مِن قِلَّةٍ، وَمَوْجُودٌ لاَ مِنْ عِلَّةٍ، بِالبِّرِّ مَعْرُوفٌ، وَبِالإحْسَانِ مَوْصُوفٌ، مَعْرُوفٌ بِلاَ غَايةٍ، وَمَوْصُوفٌ بِلاَ نِهَايةٍ، أَوْلٌ بِلاَ ابْتِدَاءٍ، وآخِرٌ بِلاَ انتِهَاءٍ، لا ينْسَبُ إلَيهِ الْبَنُونُ، وَلاَ يفْنِيهِ تَدَاولُ الأوقَاتِ، ولا تُوهِنُهُ السُّنُونُ، كُلُّ الْمَخْلُوقَاتِ قَهْرُ عَظَمَتِهِ، وَأَمْرُهُ بِالْكَافِ وَالنُّونِ. بِذِكْرِهِ أَنِسَ الْمُخْلِصُونَ، وَبِرُؤيتِهِ تَقَرُّ الْعُيونُ، وَبِتَوْحِيدِهِ ابْتَهَجَ الْمُوَحِّدُونَ.هَدَىَ أَهْلَ طَاعَتِهِ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَأَبَاحَ أَهْلَ مَحَبَّتِهِ جَنّاتِ النَّعِيمِ، وَعَلِمَ عَدَدَ أَنْفَاسِ مَخْلُوقَاتِهِ بِعِلْمِهِ الْقَدِيمِ، وَيرَى حَرَكَاتِ أَرْجُلِ النَّمْلِ فِي جُنْحِ اللَّيلِ الْبَهِيمِ. يسَبِّحُهُ الطَائِرُ في وَكْرِهِ، وَيُمَجِّدُهُ الْوَحْشُ في قَفْرِهِ، مُحِيطٌ بعَمَلِ الْعَبْدِ سِرِّهِ وَجَهْرِهِ، وَكَفِيلٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بتَأْييدِهِ وَنَصْرِهِ، وتَطْمَئنُّ الْقُلُوبُ الْوَجِلَةُ بِذِكْرِهِ، وَكَشْفِ ضُرِّهِ. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)
أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْماً، وَغَفَرَ ذُنُوبَ الْمُسْلمِينَ كرَماً وحِلْماً.(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).اللَّهُمَّ اكْفِنَا السُّوءَ بمَا شِئْتَ وَكَيفَ شِئْتَ، إنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ، يا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيا نِعْمَ النَّصِيرُ، غُفْرَانَكَ ربَّنَا وَإلَيكَ الْمَصِيرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
سُبْحَانَكَ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أَنتَ كَمَا أَثْنَيتََ عَلَى نَفْسِكَ، جَلَّ وَجْهُكَ وَعَزَّ جَاهُكَ، يفْعَلُ الله مَا يشَاءُ بِقُدْرَتِهِ، وَيحْكُمُ مَا يرِيدُ بِعِزَّتِهِ.يا حَيُّ يا قَيومُ، يا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ، وَصَلَّى الله عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
((مع أسماء الله الحسنى))
أسماء الله الحسنى الـ (99) الجارية على الألسن، هي إحدى الروايات الكثيرة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي بعضها أسماء لا توجد في الروايات الأخرى ؛ ولهذا جمعنا منها ما شاء الله مما في القرآن وفي الروايات الحديثية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسميناها ( الأسماء المأثورة ) حتى يتهيأ للعابد بركة الذكر بأكثر أسماء الله التي تبعثرت في مختلف الروايات علماً بأن صفات الله وأسماءه من الكمال، والكمال لا يتناهى، فصفاته العلية لا تتناهى، ولا بأس من قراءة أسماء الله الحسنى منظومة، كما لا بأس بقراءتها منثورة، فالمهم الدعاء والتوجه إلى الله تعالى بها. وعلى الله قصد السبيل.
((المجموعة المأثورة من الأسماء الحسنى))
وتُوصَل في التلاوة بالمجموعة المشهورة التي أسلفنا ذكرها لمن شاء أن يجمع بين المشهور والمأثور، فيقول العابد بعد قوله هناك : ( يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ) :
تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيتَ:
يا رَبَّنَا. يا إلَهَنَا. يا مَوْلانَا. يا مَالِكُ. يا مُحِيطُ. يا قَدِيرُ. يا عَالِمُ. يا عَلاَّمُ. يا نَصِيرُ. يا شَاكِرُ. يا قَرِيبُ. يا سَرِيعُ. يا فَاطِرُ. يا قَاهِرُ. يا حَافِظُ. يا خَلاَّقُ. يا كافي. يا وَفِيّ. يا وَافِي. يا مَلِيكُ. يا وِتْرُ. يا أَكْرَمُ. يا أَحَدُ. يا فَرْدُ. يا بَادِىءُ. يا قَدِيمُ. يا دَائِمُ. يا قَائِمُ. يا أَبَرُّ. يا أَعَزُّ. يا أَعْلَى. يا حَنَّانُ. يا مَنَّانُ. يا دَيانُ. يا بُرْهَانُ. يا سُلْطَانُ. يا مُسْتَعَانُ. يا بَاهِرُ. يا غَالِبُ. يا سَيدُ. يا عَادِلُ. يا رَاشِدُ. يا جَمِيلُ. يا كَفِيلُ. يا مُبِينُ. يا مُنِيبُ. يا مُثِيبُ. يا مُنِيرُ. يا سَامِعُ. يا رَافِعُ. يا صَادِقُ. يا فَاتِحُ. يا قَاسِمُ. يا جَوَادُ. يا مُتَفَضِّلُ. يا مُحْسِنُ. يا مُعْطِي. يا مُغِيثُ. يا مُنْعِمُ. يا تَامُّ. يا مُدَبِّرُ. يا بَارُّ. يا أَبَرُّ. يا غَافِرَ الذَّنْبِ. يا قَابِلَ التَّوْبِ. يا شَدِيدَ الْعِقَابِ. يا ذَا الطَّوْلِ. يا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ. يا ذَا الْعَرْشِِ. يا ذَا الْفَضْلِ. يا ذَا الْمَعَارِجِ. يا ذَا الْقُوَّةِ. يا ذَا الرَّحْمَةِ. يا ذَا الْمَغْفِرَةِ. يا فَالِقَ الإصْبَاحِ. يا فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى. يا أَهْلَ التَّقْوَى. يا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ. يا رَبَّ الْمَشْرِقَينِ وَالْمَغْرِبَينِ. يا رَبَّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ. يا فَعَّالاً لِمَا يرِيدُ. يا رَبَّ الْعَالَمِينَ. يا مَالِكَ يوْمِ الدِّينِ. يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينََ. يا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ. يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ. يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ. يَا خَيْرَ الْحَاكِمِينَ. يا خَيرَ الْغَافِرِينَ. يا خَيرَ الرَّازِقِينَ. يا خَيرَ الْفَاتِحِينَ. يا خَيرَ الْفَاصِلِينَ. يا خَيرَ النَّاصِرِينَ. يا خَيرَ الْوَارِثِينَ. يا خَيرَ الْمُنْزِلِينَ. يا خَيرَ الْمَاكِرِينَ. يا خَيرَ الرَّاحِمِينَ. يا مَنْ: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). يا نِعْمَ الْمَوْلَى. وَيا نِعْمَ النَّصِيرُ.
((خواتيم الأسماء الحسنى))
وهي أدعية خفيفة من صحيح الوارد في السنة الثابتة : نختم بها وللمتعبد أن يدعو بعدها بما شاء مما يحسه ويهمه فيقول :
يا نِعْمَ الْمَوْلَى، وَيا نِعْمَ النَّصِيرُ:
يا مَنْ لَمْ يلِدْ، وَلَمْ يولَدْ، وَلَمْ يكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. يا مَنْ لاَ ينسَى مَن ذَكَرَهُ، وَلاَ يخَيبُ مَن رَجَاهُ، وَلاَ يكِلُ مَن تَوَكَّلَ عَلَيْهِ إلَى غَيرِهِ.يا مُؤنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، وَيا صَاحِبَ كُلِّ فَريد، وَيا قَرِيبًا غَيرَ بَعِيدٍ، يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ.
يا مَن لاَ يؤَاخِذُ بالْجَرِيرَةِ، وَلاَ يهْتِكُ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجَاوُزِ، يا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيدَينِ بالرَّحْمَةِ. يا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى، يا مُنتَهَى كُلِّ شَكْوَى، يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ الْمَنّ، يا مُبْتَدِىءَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا، يا رَبَّنَا، وَيا سَيدَنَا، وَيا مَوْلاَنَا، وَيا غَايةَ رَغْبَتِنَا.يا مَن لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.أَنتَ الأَوْلُ فَلَيسَ قبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنتَ الظَاهِرُ فَلَيسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنتَ البَاطِنُ فَلَيسَ دُونَكَ شيءٌ.أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أَنتَ كَمَا أثْنَيتَ عَلَى نَفْسِكَ.أسْألُكَ اللَّهُمَّ باسْمِكَ الأعْظَمِ، وأَدْعُوكَ بأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمُ، أَنْ تُصِلِّيَ عَلَى عَبْدِكَ ونَبِيكَ ورَسُولِكَ سَيدِنَا مُحَمَّدٍ، وَأَن تُعْطِيَهُ الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَالْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ، إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادُ.اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، وابنُ عَبْدِكَ، وابْنُ أَمَتِكَ، أنا فِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيتِي بِيدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيتََ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنزَلتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أو اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيبِ عِندَكَ، أن تَجْعَلَ الْقُرآنَ الْعَظِِيمَ رَبِيعََ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وذِهَابَ هَمِّي.يا نُورَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، يا زَينَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، يا جَبّارَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، يا عمَادَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، يا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يا قَيومَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ.يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يا مُنتَهَى رَغْبَةِ الْعَابِدِينَ، الْمُفَرِّجَ الْكَرْبِ عَن الْمَكْرُوبِينَ، الْمُرَوِّحَ الْغَمِّ عَن الْمَغْمُومِينَ، مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَّرِينَ، وَكَاشِفَ السُوءِ يا إلَهَ الْعَالَمِينَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
( اللَّهُمَّ اقْضِ حَاجَتِي وَأَنتَ بِهَا أَعْلَمُ ) ثلاثاً..
ثم يدعو بما شاء..
ثم يقول: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا بِبَرَكَةِ ( بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) الفاتحة.
وَصَلَّى الله عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:49 PM
الصلاة الإلهية الكبرى
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من علمك بحالي يغني عن سؤال ، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة تستجيب لي بها الدعاء ، يا من قلت وقولك الحق (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) يا من هو الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور الغفار القهار، الوهاب الرازق الفتاح العليم القابض الباسط، الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير ، الحكم العدل اللطيف الخبير، الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير، الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب، المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل، القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد، المحي المميت الحي القيوم الواجد الماجد ، الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر ، المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن ، الوالي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف ، مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي ، البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور جل جلاله.اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ في حكم ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، اللهم إنك تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ، وأنت علام الغيوب، اللهم لولا أمرك لي بالدعاء ما تجرأت بذلك، ليقيني بأنك تعلم ما أرجوه، ولكنَّ امتثالاً لأمرك الكريم يا مولاي ، أقول قول الراجي لفضلك والناظر إلى عظيم كرمك وعطائك ، الموقن بالإجابة ، فأقول] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ .
(يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي) صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تعوضني بها ما فاتني من عمل الليل والنهار، وتتقبل مني ما وفَّقتني له من الصلاة عليه ، ومن الفرائض والنوافل، والأوراد والأذكار.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة نسألك بها من خير ما سألك منه نبيك سيدنا ومولانا محمد e ، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك سيدنا ومولانا محمد e ، وأنت المستعان وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة لا تدع لنا بها ذنباً إلا غفرته ، ولا هماً إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تغفر لي بها الذنوب التي تحل بها النقم، والذنوب التي تغير النعم ، والذنوب التي تورث الندم ، والذنوب التي تحبس القسم ، والذنوب التي تهتك العصم ، والذنوب التي تُنزِل البلاء ، والذنوب التي تعجل الفناء والذنوب التي تقطع الرجاء ، والذنوب التي ترد الدعاء، والذنوب التي تمسك غيث السماء والذنوب التي تُظلِم الهواء والذنوب التي تكشف الغطاء ( يا نور يا قدوس يا حيُّ يا الله يا رحمن " ") .
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أقول داعياً بعظمتها طمعاً في كرمك: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك عليَّ أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قل لك بها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك بها صبري ، فيا من قلّّ عند نعمائه شكري فلم يحرمني ، ويا من قلَّ عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبتُ عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، هب لي ما لا ينقصك واغفر لي مالا يضرك ، يا إلهي أسألك فرجاً قريباً ، وأسألك العافية من كل بليةٍ ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تهب لي يا إلهي بها فرجاً بالقدرة التي بها تحيي ميت البلاد، وبها تنشر أرواح العباد ، ولا تهلكني وعرفني الإجابة يارب، وارفعني ولا تضعني ، وانصرني وارزقني وعافني من الآفات ، ولا تتبعني بالبلاء، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي ، يا من لا تخفى عليه أحوال المتظلمين ، ويا من لا يحتاج في قصصهم إلى شهادات الشاهدين ، خلصني من الحسد ، واحصرني عن الذنوب وورعني عن المحارم ، ولا تجرئني على المعاصي، واجعل هواي عندك ورضاي فيما يرد علي منك، وارزقني الرغبة في العمل لك لآخرتي ، حتى أعرف صدق ذلك من قلبي ، وحتى يكون الغالب عليَّ الزهد في الدنيا، وحتى أعمل الحسنات شوقاً ، وأتجنب السيئات فرقاً وخوفاً ، وهب لي نوراً أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات ، واستضيء به في الشك، والشبهات .
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تكشف بها عني ما نزل من كل هم وغم ، وأسألك بها يا من أقر له بالعبودية كل معبود ، ويا من يحمده كل محمود ، ويا من يفزع إليه كل ملهوف، يا من يطلب منه كل مقصود، يا من سائله من فضله غير مردود يا من بابه لسؤاله غير مسدود ، يا من هو غير محصور ولا محدود يا من عطاؤه غير ممنون ولا منكود ، يا من هو لمن دعاء دائماً مقصود ، يا من رجاء عباده بحبله مشدود ، يا من ليس له شبيه ولا مثيل موجود يا من ليس له والدٌ وليس بمولود يا من ليس يوصف بقيام ولا بقعود ، ولا حركة ولا جمود يا الله يا رحمن يا رحيم يا ودود ، يا راحم الشيخ الكبير يعقوب ، يا غافر ذنب داوود ، يا كاشف ضر أيوب ، يا منجي إبراهيم من نار نمرود ، يا من ليس له شريك ولا معه أحد مقصود، يا من لا يخلف الوعد ويعفو عن الموعود ، يا من بره ورزقه للعاصين ممدود ، يا من هو بر رحيم ونعم المقصود يا من هو ملجأ كل ملهوف ومطرودٍ ، يا من أذعن له جميع خلقه بالسجود ، يا من ليس عن باب جوده أحد مطرود ، يا من ليس عن كرمه سائل مفقود يا من لا يحيف في حكمه ويحلم عن الظالم والمقصود ارحم عبداً ظالماً مخطئاً لم يوفِ بالعهود، إنك فعال لما تريد وأنت المقصود، يا الله يا الله يا ألله ، يا رب يا رب يا رب ، يا رحيم يا رحيم يا رحيم ، يا ودود ياودود يا ودود ، وجهت وجهي إليك وتوكلت منيباً إليك ، خالصاً عليك ، لا أرفع حاجتي إلا إليك ، خاشعاً بين يديك ، اكشف عني ما نزل بي من همٍّ ، وادفع عني ما حلَّ بي من غمً ، والطف بي يا لطيف يا رحيم.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تحفظ بها أمة سيدنا محمد ، وترحم بها أمة سيدنا محمد ، وتصلح بها أمة سيدنا محمد ، وتفرِّج بها عن أمة سيدنا محمد ، يا مجلي العظام من الأمور ، ويا كاشف صعاب الهموم ويا مفرج الكرب العظيم ، ويا من إذا أراد شيئاً فحبسه أن يقول له كن فيكون ، اضرب عليَّ سرادقات حفظك وقني همَّ ما أكره، بحرمتك يا أرحم الراحمين.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة لا تجعلني بها ممن يرجو المخلوقين أو يعول عليهم ، وإذا أخذت بأزمَّة خاطري إلى أحدٍ من خلقك ، فليكن ممن أحببتهم ، حتى تكون همتي متوجهة إلى من أحببت ، فتندمج غايتها بصفة المحبة التي أفرغتها في ذلك العبد المجيب ، فإنك الولي لمن تحب، ولا تصرف همة خاطري ولو طرفة عين إلى خلق لم تزينه بمحبتك ، ولم تجعل له منك وداً.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تثبتني اللهم علي ما يرضيك ، وتقربني ممن يواليك ، واجعل غاية حبي فيك ، ولا تقربني ممن يعاديك، أدم علي نعمك وبرك ، ولا تُنسني ذكرك، وألهمني في كل حال شكرك ، وعرفني قدر النعم بدوامها، وقدر العافية باستمرارها.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أخرجني بها من حِلقِ الكرب والضيق ، إلى واسع الفرج ، وأبلج الطريق بك أدفع ما أطيق ومالا أطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أستغفرك بها وأتوب إليك ، وأتوكل في كل الأمور عليك، استغفرك من الذنب الذي أعلمُ ، ومن الذنب الذي لا أعلمُ ، إنك تعلمُ ولا أعلمُ وأنت علام الغيوب، وغفار الذنوب وستار العيوب ، وكاشف الكروب وإليك المصير.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تكون لي بها مجيراً من شرِّ خلقك كلهم ، أن يفرط عليَّ أحدٌ منهم أو أن يبغي ، عزَّ جارك وجلَّ ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تسهل لي بها الصعب الشديد ، وتلين لي بها قسوة الحديد، يا من كل يوم هو في شأن وأمرٍ جديدٍ ، اغنني عن الفقر واقض عني الدين وتوفني في عبادتك وجهادٍ في سبيلك ، أعوذ بك من الهمِّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أسألك بها أن تكشف ضري وهمي وتفرج عني، ( رب إني مغلوبٌ فانتصر ، واجبر قلبي المنكسر 3 ، 7 ، 21 ، 121) .
( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهَّمني ، أو إلى عدوٍ ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضبٌ علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك "3" "7" "21"
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تحفظني بها بالإسلام قاعداً ، وتحفظني بها بالإسلام راقداً ، ولا تطمع في عدواً ولا حاسداً .
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تجعلني بها عبداً ربَّانياً ذاكراً شاكراً مقرباً وارزقني حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربني لحبك.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تخرجني بها من ظلمات الوهم ، وتكرمني بها بنور الفهم، اللهم افتح لي أبواب فضلك ويسر لي خزائن رحمتك ، اللهم ارزقني فهم النبيين.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تجعلني بها في حصنك الحصين ودرعك المتين.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة ترحم بها غربتي ، وهون علي بها سكرات الموت عند الوفاة، وآنس بها وحشتي في القبر، ونجني بها من هول الوقوف بين يديك يوم الحساب.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أستودعك بها نفسي وأولادي وأهلي وأحبابي أمانة عندك ، يا من لا تضيع عنده الودائع.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تحييناً بها مسلمين واجعلنا بها من المقربين ، وألحقنا بها بالصالحين .
يا من علمك بحالي يُغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة اقذف بها في قلبي رجاك ، واقطع بها رجائي عمن سواك ، حتى لا أرجو أحداً غيرك، اللهم وما ضعفت عنه قوتي وقلت فيه حيلتي ، ولم تبلغه مسألتي ، ولم يجر على لساني ، مما أعطيت أحداً في الأولين والآخرين ، من اليقين فخُصَّني به يا أرحمن الراحمين.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة ارحمني بها بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أسألك بها يا الله أن تنور بها بصري ، وأن تُطلق بها لساني ، وأن تفرج بها عن قلبي ، وأن تشرح بها صدري ، وأن تستعمل بها بدني وأن تكشف بها حجبي ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، ولا يؤتينيه إلا أنت.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة أسألك بها يا الله أن لا تشوِّه خلقي ببلاء الدنيا ، ولا بعذاب الآخرة.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة لا تحرمني بها من مناجاتك ولا تحرمني بها من دعائك ولا تحرمني بها من قراءة كتابك آناء الليل وأطراف النهار.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة لا تنسي بها ذكرك ، ولا تؤمني بها مكرك ولا تكشف بها عني سترك، ولا تقنطني بها من رحمتك ولا تبعدني بها من كنفك وجوارك.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تنجينا بها من فتنة هذا الزمان ، ومن فتنة المسيح الدجال.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تثقل بها يارب موازين حسناتنا وتديم بركاتها علينا ، حتى نلقي نبينا وسيدنا محمد ، ونحن آمنون فرحون مستبشرون، ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله، وتؤوينا إلى جواره الكريم، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تمتعني بها بالنظر إلى وجهك الكريم ، وإلي ذات رسول الله الرؤوف الرحيم ، وأن تجمعني به يقظة ومناماً يا رؤوف يا رحيم ، واختم لنا بها بخواتم المتقين ، وأوليائك الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وألبسني من القوة والهيبة ما أستطيع النظر به إلى كل شيء.
يا من علمك بحالي يغني عن سؤالي، صلِّ على سيدنا ومولانا محمد، بقدر عظمة ] لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[ وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلاة تطهِّر بها قلوبنا من كل وصفٍ يباعدنا عن مشاهدتك ومحبتك ، والشوق إلى لقائك ياذا الجلال والإكرام ، اللهم إني أنزلت بك حاجاتي كلها، الظاهرة والباطنة، الدنيوية والأخروية، اللهم فأكرمني بالقبول ، يا من يقول للشيء كن فيكون، ولا تردني خائباً بحق.]لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ[.
اللهم ارحم قارئ هذه الصلاة واستره بسترك الحصين ، الذي تستر به أولياءك المتقين من أعدائك الكافرين ، اللهم يا رب من عاداه فعاده، ومن كاده فكده ومن نصب له شبكة فخذه ، وأذهب عنه كل همِّ وضيق ، ولا تحمله مالا يقوى ولا يطيق، سبحانك أنت الله الحي القيوم ، اللهم ارحم وفرِّج عن أمة سيدنا محمد ، بفضل ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
* وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين ) بسرِّ أسرار الفاتحة إلى حضرة النبي e وآل بيته بنية القبول.

حسن الخليفه احمد
02-27-2013, 12:51 PM
حزب السيف القاطع
هذا الحزب حزب جليل التأثير عظيم البركة . ويسمى بين الرجال الأحمدية بالسيف القاطع
هذا الحزب المبارك حصن حصين ودرع متين من توسل به الى الله نال بإذن الله مناه ما دعى به داع وخاب .
ولا توسل به متوسل الا وفتح له الله الباب
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ {1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7}‏ آمين
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور . ثم الذين كفروا بربهم يعدلون . فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين . ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين . كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين . فوقاه الله سيئات ما مكروا . ماهم ببالغيه . فقد أستمسك بالعورة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم .
وسنقول له من أمرنا يسرا .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال .
وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا . وذلك جزاء الظالمين . ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين . له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله .
وإنا له لحافظون إنه لذو حظ عظيم . وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال .
فصب عليهم ربك سوط عذاب . وتقطعت بهم الأسباب . جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب . وجعلنا له نورا يمشي به في الناس . فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم . قالوا تالله لقد آثرك الله علينا . إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء . شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم . وآتاه الله الملك . ورفعناه مكانا عليا وقربناه نجيا . وكان عند ربه مرضيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الأحوال .
وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم . هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله . وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله . سينالهم غضب من ربهم وذله في الحياة الدنيا . وإذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له . خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة . لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله . فلا تبتئس بما كانوا يعملون . ولا تك في ضيق مما يمكرون فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . إنا كفيناك المستهزئين . فسلام لك من أصحاب اليمين . لا تخف نجوت من القوم الظالمين لا تخاف دركا ولا تخشى . إني لا يخاف لدى المرسلون . لا تخف ولا تحزن . لا تخافا أنني معكما أسمع وأرى . لا تخف إنك أنت الأعلى . فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . إذا أخرج يده لم يكد يراها . وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة . ليذوق وبال أمره . ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وخشعت الأصوات للرحمن . فلن يضروك شيئا . انا سنلقى عليك قولا ثقيلا . فاصبر لحكم ربك . فاصبر صبرا جميلا . ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا . أليس الله بكاف عبده . ومن أصدق من الله قيلا . وينصرك الله نصرا عزيزا . أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا . والله أشد بأسا وأشد تنكيلا . وذلك جزاء الظالمين أنك اليوم لدينا مكين أمين . ورفعنا لك ذكرك . وألقيت عليك محبة مني . اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي . إني جاعلك للناس إماما . إنا فتحنا لك فتحا مبينا .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة . ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون . صم بكم عمي فهم لا يرجعون . كبتوا كما كبت الذي من قبلهم . فأغشيناهم فهم لا يبصرون انا جعلنا في اعناقهم أغلالا فهي إلى الاذقان فهم مقمحون . ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم . أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون . ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون . إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا . وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا . وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا . أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة . عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم . فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم . دمر الله عليهم . ثم عموا وصموا كثيرا منهم والله أركسهم بما كسبوا . وذلك جزاء الظالمين . ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه . فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق وأجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا . قل انني هداني ربي إلى صراط مستقيم . إن معي ربي سيهدين . عسى ربي أن يهديني سواء السبيل . ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين . رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين . أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس . وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية . قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين . ألذين قال لهم الناس ان الناس جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء . قل أغير الله اتخذ وليا فاطر السموات والارض . إنه كان بي حفيا . وجعلني نبيا . وجعلني مباركا أينما كنت . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإلية أنيب .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
صم بكم عمي فهم لا يعقلون . صم وبكم في الظلمات . يجعلون أصابعهم في آذانهم . من الصواعق حذر الموت . ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت . وذلك جزاء الظالمين . إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا . ومابكم من نعمة فمن الله . وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة . يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة . وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه . ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء . يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة . فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب . والله من ورائهم محيط بل هو قرأن مجيد . والله أعلم بأعدائكم . وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا . فلا تخشوهم . قلوب يومئذ واجفه أبصارهم خاشعة . تصيبهم بما صنعوا قارعة . وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة . كأنهم خشب مسندة . أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة . فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله . وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا . ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا . واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم . يا أيها الذين أمنوا أذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم . ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض . لا إله الا هو . عسى ربكم أن يهلك عدوكم . عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا . ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين . ومكر أولئك هو يبور . فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر . ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم . ذلك تخفيف من ربكم ورحمة . ألآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا . يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . قل ان هدى الله هو الهدى . يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به.
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
وما لهم من ناصرين . وذلك جزاء الظالمين . عليهم دائرة السوء . دمر الله عليهم . أولئك في الأذلين . فما أستطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين . إن الله لا يصلح عمل المفسدين . وأن الله لا يهدي كيد الخائنين . فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين . ان الله يدافع عن الذين أمنوا . يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم . الله حفيظ عليهم . طوبى لهم وحسن مآب . وهم من فزع يومئذ آمنون . أولئك لهم الأمن وهم مهتدون . أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده . فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين . إنا اخلصناهم بخالصة ذكري الدار . وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار . وجعلنا لهم لسان صدق عليا . ولقد اخترناهم على علم على العالمين واجتنيناهم وهديناهم الى صراط المستقيم واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين وان جندنا لهم الغالبون فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. إلا قيلا سلاما سلاما . وينقلب الى أهله مسرورا.
أعداؤنا لن يصلوا الينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على ايصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق . ومزقناهم كل ممزق . سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق . فاستمسك بالذي أوحي إليك أنك على صراط مستقيم . فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين . فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين . هو الذي أنزل عليكم الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب . تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون . لكن الله يشهد بما أنزل عليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون . وكفى بالله شهيد . وكفى بالله وكيلا . وكفى بالله نصيرا . وكان الله على كل شيء مقيتا . قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا.
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
ولا إلى قومنا فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا . فسيعملون من هو شر مكانا وأضعف جندا . وجعلنا لمهلكهم موعدا . ولن تفلحوا إذا أبدا . وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى . تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى . إن هؤلاء متبر ما هم فيه . وباطل ما كانوا يعملون . وخسر هناك المبطلون . أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون . إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا . أولئك هم الغافلون . كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون .
أعداؤنا لن يصلوا إلينا بالنفس ولا بالواسطة لا قدرة لهم على إيصال السوء إلينا بحال من الاحوال .
ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون . والله أركسهم بما كسبوا . هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين . قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين . إن ربي على صراط مستقيم . والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ . وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 03:53 PM
درر من أقوال الصالحين والعلماء في الصدق



قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:


من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ، وإذا



ائتمنوه لم يخنهم ، وإذا وعدهم وفى لهم ، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم ،


وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم ".



أنشد محمود الوراق:


اصدق حديثك إن في الصـ د ـق الخلاص من الدنس


ودع الكــذوب لشــأنه خير مـن الكـذب الخرس


وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال بلى. قيل: فما بلغ بك ما أرى؟


قال: تقوى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك مالا يعنيني.



وقال بعضهم :من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت.قيل: وما


الفرض الدائم؟ قال: الصدق.


فنسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.




مما لاشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان هي زينة الصدق،


فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما


يحارب الآخر.


الصدق في الظاهر والباطن :


الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة ، وبمعناه الأعم مطابقة الظاهر



للباطن ، فالصادق مع الله ومع الناس ظاهره كباطنه ، ولذلك ذُكر المنافق في الصورة



المقابلة للصادق ، قال تعالى : (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِين..َ)الآية

(الأحزاب/24) .


لا صدق إلا بإخلاص :

والصدق التزام بالعهد ، كقوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا


اللَّهَ عَلَيْهِ)(الأحزاب/23) ، والصدق نفسه بجميع معانيه يحتاج إلى إخلاص لله عز وجل ،


وعمل بميثاق الله في عنق كل مسلم ، قال تعالى : (وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً *


لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )(الأحزاب/7 ، 8) ، فإذا كان أهل الصدق سيُسألون ،



فيكف يكون السؤال والحساب لأهل الكذب والنفاق ؟


والصدق من الأخلاق الأساسية التي يتفرع عنها غيرها، يقول الحارث المحاسبي : " واعلم -



رحمك الله - أن الصدق والإخلاص : أصل كل حال ، فمن الصدق يتشعب الصبر ، والقناعة ،


والزهد ، والرضا ، والأنس ، وعن الإخلاص يتشعب اليقين ، والخوف ، والمحبة ، والإجلال


والحياء ، والتعظيم ، فالصدق في ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقـًا ،


وصدق النية في الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام " .

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 03:54 PM
الصدق مرتبط بالإيمان :

ولما للصدق من رابطة قوية بالإيمان ، فقد جوّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقع


من المؤمن ما لا يُحمد من الصفات ، غير أنه نفى أن يكون المؤمن مظنه الوقوع في الكذب ؛


لاستبعاد ذلك منه ، وقد سأل الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا ؟ قال : "


نعم " ، فقيل له : أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : نعم ، قيل له : أيكون المؤمن كذَّابـًا ؟


قال : " لا " ))(رواه الإمام مالك) .



قد يجانب الصدق من يحدث بكل ما سمع :

والأصل في اللسان الحفظ والصون ؛ لأن زلاته كثيرة ، وشرّه وبيل ، فالحذر منه والاحتياط



في استعماله أتقى وأورع ، فإذا وجدت الرجل لا يبالي ، ويكثر الكلام ، فاعلم أنه على


خطر عظيم ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((كفى بالمرء كذبـًا أن يحدث بكل


ما سمع))(رواه مسلم) ؛ لأن كثرة الكلام مظنة الوقوع في الكذب ، باختراع ما لم يحدث ، حين


لا يجد كلامـًا ، أو ينقل خبر كاذب - وهو يعلم - فيكون أحد الكذَّابين .



يُنالا لصدق بالتحري :


وكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه ، والحرص على التزامه ، وتحري العمل به ،



حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية ، يرتقي من واحدة إلى الأعلى منها بحسن خلقه ،


ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - : ((عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن


البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق ، حتى يُكتب عند الله صدِّيقا))


، وكذلك شأن الكاذب في السقوط إلى أن يختم له بالكذب : ((وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب


يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ، ويتحرى الكذب ،



حتى يُكتب عند الله كذَّابا))(رواه البخاري ومسلم) .



الصدق = الطمأنينة والثبات :


ومن آثار الصدق ثبات القدم ، وقوة القلب ، ووضوح البيان ، مما يوحي إلى السامع


بالاطمئنان ، ومن علامات الكذب الذبذبة ، واللجلجة ، والارتباك ، والتناقض ، مما


يوقع السامع بالشك وعدم الارتياح ، ولذلك : ((… فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة))(رواه


الترمذي) كما جاء في الحديث .


الصدق نجاة وخير:


وعاقبة الصدق خير - وإن توقع المتكلم شرًا - قال تعالى : (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)


(محمد/21) ، وفي قصة توبة كعب بن مالك يقول كعب بعد أن نزلت توبة الله على الثلاثة


الذين خلفوا : " يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق ، وإن من توبتي أن لا


أحدّث إلا صدقـًا ما بقيت " ، ويقول كذلك : " فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط ، بعد أن


هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته ،


فأهلك كما هلك الذين كذبوا … "(رواه البخاري) .


وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد أنه قيل له :



" كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟


فقال : لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ " .


ويوم القيامة يقال للناس : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم)(المائدة/119) .



الصادق جريء :


والصدق يدعو صاحبه للجرأة والشجاعة ؛ لأنه ثابت لا يتلون ، ولأنه واثق لا يتردد ،



ولذلك جاء في أحد تعريفات الصدق : القول بالحق في مواطن الهلكة ، وعبر عن ذلك



الجنيد بقوله : حقيقة الصدق : أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب .



لا تكثرمن المعاريض :


ولكي تكون حياتك كلها صدقـًا ، ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقـًا ، ومخرجك صدقـًا ،


وليكن لسانك لسان صدق ، لعل الله يرزقك قدم صدق ، ومقعد صدق ، ولا تترك فرصة للشيطان


ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض ، فالصدق صراحة ووضوح ، والميل عنه التواء وزيغ ،


وحال المؤمن الصدق ، و(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون)(النحل/105)

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:05 PM
خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في الآخرة


اختص الله تبارك وتعالى الأمة المحمدية في الآخرة بخصائص كثيرة ، لم تُعْطهَا غيرها من الأمم ، وفي ذلك تشريف

وتكريم لنبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين ، الذي أمضى عمره ، وضحى بكل ما لديه في سبيل هدايتها ،

والأخذ بيدها إلى ما فيه عزها ومجدها في الدنيا والآخرة ، حتى أصبحت بفضل الله خير أمة أخرجت للناس ، قال الله تعالى :

{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }(آل عمران: من الآية110) .

وأمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية ، فهي سابقة لها في الآخرة منزلة وفضلا ،

كما أنها شاهدة للأنبياء على أممهم ، وأول من يُحْشر ويحاسب ، وأول من يجتاز الصراط ويدخل الجنة ، إلى غير ذلك من

الخصائص العظيمة التي أكرمها الله بها ، والتي منها :

الغُر المحجلون :

تأتي الأمة المحمدية يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، وبهذه الصفة يعرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمته من غيرهم ،

حين ينتظرهم على حوضه .

قال الحافظ ابن حجر : " ثبت أن الغرة والتحجيل خاص بالأمة المحمدية ". والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إِن حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ من عدن ، لهو أَشد

بياضا من الثَّلْجِ وأَحلَى من الْعسلِ بِاللبنِ ، ولآنيته أَكثَر من عدد النُّجُومِ ، وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عنه ، كما يصد الرجل إِبِلَ الناسِ

عَنْ حَوْضِهِ ، قَالوا يا رسول الله : أَتَعرفنا يومئذ ؟ ، قَال : نعم ، لَكم سِيمَا (علامة) ليست لأَحد من الأمم ، تَرِدُونَ عَلَىَّ غُرًّا

مُحَجَّلِينَ من أثر الوضوء ) رواه مسلم .

والغر : جمع أغر وهو أبيض الوجه ، والمحجل: أبيض مواضع الوضوء من اليدين .

وعن نُعَيْم بن عبد الله المُجْمِر ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :

( إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) رواه البخاري .


أول من يجتاز الصراط ويدخل الجنة :

الصراط جسم ممدود على متن جهنم ، أحَدُّ من السيف وأدَقُّ من الشعر ، فمن استقام في هذه الدنيا على صراط الله ، نجا على

صراط الآخرة ، ومن انحرف عن الاستقامة في الدنيا ، وأثقل ظهره بالذنوب والمعاصي ، تعثَّر على الصراط وترَّدى ،

ومما أكرم الله به هذه الأمة ونبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعلهم أول من يجتاز ويعبر الصراط .


وروى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أيضا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ( نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ،

ونحن أول من يدخل الجنة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ) رواه البخاري .

شهداء على الأمم :

الأمة المحمدية خير الأمم وأفضلها ، خصها الله بأفضل الشرائع ، فهي وسط بين الأديان ، فلم تغل كغلو النصارى ،

ولم تقصر كتقصير اليهود ، ومن ثم جعلها الله شاهدة على الأمم يوم القيامة ، فما مِن نبي ولا رسول تنكر أمته أنه قد

بلَّغ ، إلا وتشهد له الأمة المحمدية بالبلاغ ، فيقبل الله شهادتها وقولها ، لما لها من الفضل والمنزلة ، قال الله تعالى :

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }(البقرة: من الآية143) .

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( يُدعى نوح يوم القيامة ،

فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيقال لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون :

ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته ، فيشهدون أنه قد بلغ : { وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } ،

فذلك قوله جل ذكره :{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }

(البقرة: من الآية143) ) رواه البخاري . والوسط العدل .

وهذه الشهادة من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تقتصر على قوم نوح ـ عليه السلام ـ فقط ، بل هي شاملة للأمم

كلها ،وذلك لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( يجيء النبي ومعه الرجلان ، ويجيء النبي ومعه الثلاثة ، وأكثر

من ذلك وأقل ، فيقال له : هل بلغت قومك ؟ ، فيقول : نعم ، فيُدعى قومه ، فيقال : هل بلغكم ؟ ، فيقولون : لا ،

فيقال : من شهد لك ؟ ، فيقول: محمد وأمته. فتُدعى أمة محمد ، فيقال : هل بلغ هذا ؟ ، فيقولون : نعم ، فيقول :

وما علمكم بذلك ؟ ، فيقولون : أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا ، فصدقناه ، قال : فذلكم قوله تعالى :

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا ً } ) رواه ابن ماجه .

قال العز بن عبد السلام في معرض حديثه عن خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ومنها أن الله تعالى نزَّل

أمته منزل العدول من الحكام ، فإن الله تعالى إذا حكم بين العباد ، فجحدت الأمم بتبليغ الرسالة ، أحضر أمة محمد

ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيشهدون على الناس بأن رسلهم أبلغتهم ، وهذه الخصيصة لم تثبت لأحد من الأنبياء " .

عمل قليل وأجر كثير :

أنعم الله ـ تبارك وتعالى ـ على هذه الأمة بنعم كثيرة ، وخصها بخصائص عظيمة ، من ذلك أنها أقل عملا ممن سبقها

من الأمم ، لكنها أكثر أجرا وثوابا ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .

ومما يبرهن على هذه الخصوصية من كلام المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما جاء عن ابن عمر

ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : ( إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ،

ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال :

من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ ، فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ،

ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ، فعملت النصارى من نصف

النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس

على قيراطين قيراطين ؟ ، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ،

ألا لكم الأجر مرتين ، فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ، قال الله : هل ظلمتكم

من حقكم شيئا ؟ ، قالوا : لا ، قال : فإنه فضلي أعطيه من شئت ) رواه البخاري.

قال ابن كثير في تعليقه على هذا الحديث : " والمراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم ، وأن ذلك ليس

منوطا بكثرة العمل وقلته ، بل بأمور معتبرة عند الله تعالى ، وكم من عمل قليل أجدى ما لا يجديه العمل الكثير ،

هذه ليلة القدر العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر سواها ، وهؤلاء أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنفقوا

في أوقات لو أنفق غيرهم من الذهب مثل أحد ، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه ، فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف

ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته ، كما قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ

يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ

عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (الحديد:29:28 ) ."

أكثر أهل الجنة :

مما اختص به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الآخرة : أنها أكثر أهل الجنة ، وهذا تكريم عظيم للنبي

ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمته ، ومما يؤيد هذه الخصوصية :

عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أما ترضون أَن تَكونوا ربع

أهلِ الْجنة ؟ ، قَال : فَكَبَّرْنَا ، ثم قَال : أَما تَرضون أَن تَكونوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا ، ثم قَال : إني لأرجو

أن تَكونوا شَطْرَ أَهْلِ الْجنة ، وسأخبِركم عن ذلك ، ما المسلمون في الكفار إِلا كشعرةٍ بَيْضَاءَ في ثَوْرٍ أَسود

أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ ) رواه مسلم .

وعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أهل الجنة عشرون ومائة صف ،

ثمانون منها من هذه الأمة ، وأربعون من سائر الأمم ) رواه الترمذي.

هذه جملة من الخصائص التي اختص الله بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الآخرة ، وهي ولا شك

تبين مكانة هذا الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الرسل ، وتبين كذلك مكانة أمته بين الأمم ، ومن

ثم فعلينا أن نستشعر ونعتز بهذه الخيرية ، وأن نتحقق بقول الله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }(آل عمران:من الآية110)

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:06 PM
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/c11.0.403.403/p403x403/563246_256538964480990_367627881_n.jpg

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:30 PM
ا اجمل التوبة للعاصي

أن تتأكدوا أن معصية عبد واحد قد تؤذى أمة بأكملها فاسمعوا معى قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل .

انقطع المطر لفترة حتى شكى بنو إسرائيل من العطش فرفع سيدنا موسى يديه إلى السماء طالبا من الله السقيا ... وتضرع سيدنا موسى ولكن الله لم يستجب .. فتعجب النبى الكريم قائلا يارب عودتنى الإجابة فقال تعالى : بينكم عبد يعصانى من 40سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء أخرجوه من بينكم حتى ينزل المطر .. فإلتفت سيدنا موسى إلى قومه مناديا أن بينكم رجلاً يعصى الله من 40 سنة ولن تمطر السماء حتى يخرج من بيننا ... والرجل بينهم يعرف نفسه وانتظر أن يخرج غيره فلم يحدث ... فجلس وحده يتضرع إلى الله .. يارب إننى لو خرجت افتضح وسط أهلى ولوبقيت بينهم ماتوا من العطش يارب استرنى وأنا سأتوب إليك من هذه اللحظة أنا تبت يا رب عن المعاصى فاسترنى يا رب .... فنزل المطر غزيرا ..غزيرا .. فرفع سيدنا موسى يده مرة أخرى قائلا يارب هذا المطر ولم يخرج أحد فقال تعالى نزل المطر بتوبة عبدى الذى كان يعصانى ... فقال سيدنا موسى : دلنى عليه يا رب ...فقال تعالى سترته وهو يعصانى أفأفضحه بعد أن تاب ..
أرأيتم معصية رجل كادت تهلك أمة .... إن الله يحب توبتنا .. يحب أنين المذنب وهو يطلب العفو والمغفرة ..


حين عصى آدم ظل يجرى فى الجنة فسأله الله تعالى أفرارا منى يا آدم قال بل حياء منك يا الله .. إن الله من صفاته الرحمة والمغفرة والجود والكرم فلو خُلِقْنا معصومين فكيف تتجلى صفاته هذه فى الخلق ..




أتدرون أي يوم هو أحلى يوم فى العمر كله ؟ يوم أن يتوب الله علينا ... حين تاب الله على كعب بن مالك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر يا كعب بخير يوم طلع عليك منذ ولدتك أمك ..

ننوى التوبة جميعا هذه الليلة وسيكرمنا الله بالنصر والمعونة إن شاء الله






وجزى الله عنا نبينا محمد ما هو اهله

وصلى الله على سيدنا محمدوآله وصحبه وسلم
وسبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السورة التي تمنى النبي صلى الله عليه وسلم انها في قلب كل انسان من امته

فضــــــــــل سورة المـــــلك



اخرج الطبراني في الاوسط عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة من القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنه)) .... (تبارك الذي بيده الملك....) .





اخرج ابن مردويه عن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة تبارك هي المانعه من عذاب القبر))
واخرج عبد بن حميد في مسنده واللفظ له والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنه: انه قال لرجل : الا اتحفك بحديث تفرح به ؟ قال : بلى, قال اقرأ (تبارك الذي بيده الملك ....) وعلمها اهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك , فإنها المنجيه والمجادلة يوم القيامه عند ربها لقارئها , وتطلب له ان تنجيه من عذاب النار , وينجو بها صاحبها من عذاب القبر , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي))
واخرج ابن الضريس والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (يؤتى الرجل في قبره فيؤتي من قبل رجليه : فتقول رجلاه : ليس لكم علي من قبلي سبيل , قد كان يقوم علينا بسورة الملك , ثم يؤتى من قبل صدره فيقول : ليس لكم علي من قبلي سبيل قد كان وعى في سورة الملك , ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول : ليس لكم من قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك , فهي المانعه تمنع من عذاب القبر , وهي في التوراة سورة الملك , من قرأها في ليلة فقد أكثر واطيب)).
واخرج الدليمي بسنده واه عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
إني لأجد في كتاب الله سورة هي ثلاثون ايه من قرأها عند نومه كتب له منها ثلاثون حسنه ومحي عنه ثلاثون سيئه ورفع له ثلاثون درجه وبعث الله إليه ملكاً من الملائكه ليبسط عليه جناحه ويحفظه من كل شيء حتى يستيقظ , وهي المجادله التي تجادل عن صاحبها في القبر)) وهي ..((تبارك الذي بيده الملك))
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيدهالملك " .


والمقصود بهذا :
1- أن يقرأها الإنسان كل ليلة ،
2- وأن يعمل بما فيها من أحكام ،
3- ويؤمن بما فيها من أخبار .\




عن عبد الله بن مسعود قال : من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر ، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقدأكثر وأطاب .

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الرسول صلى الله عليه وسلم


ثلاث أقسم عليهن : ـ
ما نقص مال قط من صدقة
فتصدقوا
ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزا
فاعفوا يزدكم الله عزا
ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس
إلا فتح الله عليه باب فقر

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:54 PM
الفصل الأول

كلام ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري
معنى الصلاة على النبي :
قال الحليمي المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله بامتثال أمره وقضاء حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا وتبعه بن عبد السلام فقال ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا الى الصلاة عليه
وقال بن العربي فائدة الصلاة عليه ترجع الى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوص العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم
حكم الصلاة على النبي :
وقد تمسك بالأحاديث المذكورة من أوجب الصلاة عليه كلما ذكر لان الدعاء بالرغم والابعاد والشقاء والوصف بالبخل والجفاء يقتضي الوعيد والوعيد على الترك من علامات الوجوب
ومن حيث المعنى ان فائدة الأمر بالصلاة عليه مكافأته على إحسانه واحسانه مستمر فيتأكد إذا ذكر وتمسكوا أيضا بقوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا فلو كان إذا ذكر لا يصلي عليه لكان كآحاد الناس ويتأكد ذلك إذا كان المعنى بقوله دعاء الرسول الدعاء المتعلق بالرسول
وأجاب من لم يوجب ذلك بأجوبه منها انه قول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين فهو قول مخترع ولو كان ذلك على عمومه للزم المؤذن إذا اذن وكذا سامعه وللزم القاريء إذا مر ذكره في القرآن وللزم الداخل في الإسلام إذا تلفظ بالشهادتين ولكان في ذلك من المشقة والحرج ما جاءت الشريعة السمحة بخلافه ولكان الثناء على الله كلما ذكر أحق بالوجوب ولم يقولوا به وقد اطلق القدوري وغيره من الحنفية ان القول بوجوب الصلاة عليه كلما ذكر مخالف للاجماع المنعقد قبل قائله لأنه لا يحفظ عن أحد من الصحابة انه خاطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صلى الله عليك ولأنه لو كان كذلك لم يتفرغ السامع لعبادة أخرى وأجابوا عن الأحاديث بأنها خرجت مخرج المبالغة في تأكيد ذلك وطلبه وفي حق من اعتاد ترك الصلاة عليه ديدنا وفي الجملة لا دلالة على وجوب تكرر ذلك بتكرر ذكره صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد
واحتج الطبري لعدم الوجوب أصلا مع ورود صيغة الأمر بذلك بالاتفاق من جميع المتقدمين والمتأخرين من علماء الأمة على ان ذلك غير لازم فرضا حتى يكون تاركه عاصيا قال فدل ذلك على ان الأمر فيه للندب ويحصل الامتثال لمن قاله ولو كان خارج الصلاة وما ادعاه من الإجماع معارض بدعوى غيره الإجماع على مشروعية ذلك في الصلاة اما بطريق الوجوب واما بطريق الندب
مواطن الصلاة على النبي :
ومن المواطن التي اختلف في وجوب الصلاة عليه فيها التشهد الأول وخطبة الجمعة وغيرها من الخطب وصلاة الجنازة
ومما يتأكد ووردت فيه أخبار خاصة أكثرها بأسانيد جيدة عقب إجابة المؤذن وأول الدعاء وأوسطه وآخره وفي أوله آكد وفي اخر القنوت وفي اثناء تكبيرات العيد وعند دخول المسجد والخروج منه وعند الاجتماع والتفرق وعند السفر والقدوم وعند القيام لصلاة الليل وعند ختم القرآن وعند الهم والكرب وعند التوبة من الذنب وعند قراءة الحديث وتبليغ العلم والذكر وعند نسيان الشيء
وورد ذلك أيضا في أحاديث ضعيفة وعند استلام الحجر وعند طنين الإذن وعند التلبية وعقب الوضوء وعند الذبح والعطاس وورد المنع منها عندهما أيضا وورد الأمر بالإكثار منها يوم الجمعة في حديث صحيح كما تقدم

وقد ورد في التصريح بفضلها أحاديث قوية لم يخرج البخاري منها شيئا
1- منها ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رفعه من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا
2-وله شاهد عن أنس عند أحمد والنسائي وصححه بن حبان
3- وعن أبي بردة بن نيار وأبي طلحة كلاهما عند النسائي ورواتهما ثقات ولفظ أبي بردة من صل علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ولفظ أبي طلحة عنده نحوه وصححه بن حبان
4- ومنها حديث بن مسعود رفعه ان أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة وحسنه الترمذي وصححه بن حبان
5- وله شاهد عند البيهقي عن أبي امامة بلفظ صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان اقربهم مني منزلة ولا بأس بسنده
6- وورد الأمر بإكثار الصلاة عليه يوم الجمعة من حديث أوس بن أوس وهو عند أحمد وأبي داود وصححه بن حبان والحاكم
7- ومنها حديث البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضي واطنب في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه من حديث علي ومن حديث ابنه الحسين ولا يقصر عن درجة الحسن
8- ومنها حديث من نسي الصلاة علي خطيء طريق الجنة أخرجه بن ماجة عن بن عباس والبيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة
وابن أبي حاتم من حديث جابر والطبراني من حديث حسين بن علي وهذه الطرق يشد بعضها بعضا
9- وحديث رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ من ذكرت عنده ولم يصل على فمات فدخل النار فأبعده الله وله شاهد عنده وصححه الحاكم
وله شاهد من حديث أبي ذر في الطبراني واخر عن أنس عند بن أبي شيبة واخر مرسل عن الحسن عند سعيد بن منصور وأخرجه بن حبان من حديث أبي هريرة ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث عبد الله بن عباس عند الطبراني ومن حديث عبد الله بن جعفر عند الفريابي وعند الحاكم من حديث كعب بن عجرة بلفظ بعد من ذكرت عنده فلم يصل علي وعند الطبراني من حديث جابر رفعه شقى عبد ذكرت عنده فلم يصل علي وعند عبد الرزاق من مرسل قتادة من الجفاء ان أذكر عند رجل فلا يصلي علي
10- ومنها حديث أبي بن كعب ان رجلا قال يا رسول الله اني أكثر الصلاة فما اجعل لك من صلاتي قال ما شئت قال الثلث قال ما شئت وان زدت فهو خير الى ان قال اجعل لك كل صلاتي قال إذا تكفي همك الحديث أخرجه أحمد وغيره بسند حسن
فهذا الجيد من الأحاديث الواردة في ذلك
وفي الباب أحاديث كثيرة ضعيفة وواهية واما ما وضعه القصاص في ذلك فلا يحصى كثرة وفي الأحاديث القوية غنية عن ذلك----------ان شاء الله يتبع بالفصل الثاني : كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:56 PM
من ذكرت عنده فلم يصل عليّ

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة ..
فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة
وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته ..
ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت :
ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال :
" من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:57 PM
الفصل الثاني :
كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
للإمام إسماعيل بن إسحاق الجهضي القاضي المالكي


199- 282 هجرية
تحقيق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني




عدد أحاديث الكتاب مائه وستة حديثا

< اختصرته إلى ستة وخمسين حديثا و حذفت المكرر وفصلت الصحيح من الضعيف .>

أولا : الأحاديث الصحيحة
--
1- عن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يوما والبشر يرى في وجهه فقالوا يا رسول الله إنا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال : أجل إنه أتاني ملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشرا
صحيح لغيره )

2- عن عبد الرحمن بن عوف قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود قال : أتاني جبريل قال من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا

إسناده صحيح لغيره
3- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر

صحيح .
4- بن عوف قال : كان لا يفارق فئ النبي صلى الله عليه وسلم بالليل والنهار خمسة نفر من أصحابه أو أربعة لما ينوبه من حوائجة قال فجئت فوجدته قد خرج فتبعته فدخل حائطا من حيطان الأسواف فصلى فسجد سجدة أطال فيها فحزنت وبكيت فقلت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض الله روحه قال فرفع رأسه وتراءيت له فدعاني فقال : مالك قلت يا رسول الله سجدت سجدة أطلت فيها فحزنت وبكيت وقلت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض الله روحه قال : ( هذه سجدة سجدتها شكرا لربي فيما آتاني في أمتي من صلى علي صلاة كتب الله له عشر حسنات.
صحيح لغيره .
5- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى علي مرة واحدة كتب الله له عشر حسنات
اسناده صحيح .
6- عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في ثلثي الليل فيقول : جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه وقال أبي يا رسول الله إني أصلي من الليل أفأجعل لك ثلث صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الشطر ) قال أفأجعل لك شطر صلاتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الثلثان أكثر ) قال أفأجعل لك صلاتي كلها قال : ( إذن يغفر لك ذنبك كله .
حسن صحيح .
7- حدثنا سلمة بن وردان قال سمعت أنس بن مالك يقول : ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال آمين ثم ارتقى الثانية فقال آمين ثم ارتقى الثالثة فقال آمين ثم استوى فجلس فقال أصحابه على ما أمنت قال : أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين
صحيح بشواهده .

8- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له
صحيح

9- فقال له علي بن حسين أخبرني أبي عن جديد أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا قبري عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم فسيبلغني سلامكم وصلاتكم
صحيح لغيره .
10- عن عبد الله هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام
صحيح.

11- عن أوس بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ يقولون قد بليت قال : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )
إسناده صحيح .

12- قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تأكل الأرض جسد من كلمه روح القدس
صحيح لما قبله .

13- عن أيوب قال : بلغني والله أعلم أن ملكا موكل بكل من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح

14- عن سهيل قال : جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن ابن حسين يتعشى في بيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فجئته فقال : ادن فتعش قال : قلت لا أريده قال مالي رأيتك وقفت قال وقفت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت المسجد فسلم عليه ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم
اسناده صحيح

15- عن علي بن حسين عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصل علي
صحيح

16- عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي


صحيح
17- سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بحسب امرئ في البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي
صحيح

18-عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد خطئ طريق الجنة
صحيح

19- عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة فإنها تعرض علي .
إسناده صحيح .

20- أن أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم : إن الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة على خلقه
صحيح

21- عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى علي أو سأل لي الوسيلة حقت عليه شفاعتي يوم القيامة
صحيح
22- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم
صحيح

23- عن أبي سعيد قال : ما من قوم يقعدون ثم يقومون ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم يوم القيامة حسرة وإن دخلوا الجنة للثواب
صحيح

24- عن كعب بن عجرة أنه قال : ألا اهدي لك هدية ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج علينا قال فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي ؟ قال : ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كم صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد
إسناده صحيح
25- عن عقبة بن عمرو قال أتى رسول الله رجل حتى جلس بين يديه فقال يا رسول الله : أما السلام عليك فقد عرفناه وأما الصلاة فأخبرنا بها كيف نصلي عليك ؟ قال فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله ثم قال : إذا صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
إسناده حسن
26- عن زيد بن عبد الله أنهم كانوا يستحبون أن يقولوا
اللهم صل على محمد النبي الأمي


صحيح

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 04:59 PM
- عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قولوا : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم )صحيح
28- عن أبي سعيد الخدري قال : قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة قال : تقولون : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
صحيح
29- عن زيد بن خارجة أخو بني الحارث ابن الخزرج قال
قلت يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال : صلوا علي وقولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
صحيح

30- عن أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
صحيح

31- عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود قال قيل يا رسول الله أمرتنا أن نسلم عليك وأن نصلي عليك وقد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي ؟ قال تقولون : اللهم صل على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم
صحيح

32- عن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت : يا رسول الله صل علي وعلى زوجي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( صلى الله عليك وعلى زوجك
صحيح

33- سمعت عمر بن الخطاب يقول : إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا وصلوا عند المقام ركعتين ثم أتوا الصفا فقوموا من حيث ترون البيت فكبروا سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد لله وثناء عليه وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة لنفسك وعلى المروة مثل ذلك
صحيح

34- ن أمه فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي مثل ذلك غير أن قولي وسهل لنا أبواب فضلك
صحيح لغيره

35- عن نافع : أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه
صحيح

36- أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب : ما من فجر يطلع إلا وينزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه
إسناده صحيح

38- سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له أو لغيره : ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء )
صحيح

39- عن قتادة عن عبد الله بن الحارث : أن أبا حليمة معاذ كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت
صحيح
--------------------------------------------

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 05:00 PM
ثانبا :الأحاديث الضعيفة


---


1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا فليكثر عدد ذلك أو ليقل .
إسناده ضعيف .

2- قال سمعت أنس بن مالك قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز فلم يجد أحدا يتبعه فهرع عمر فاتبعه بمطهرة يعني إداوة فوجده ساجدا في شربة الأرض المعشبة لا شجر بها فتنحى عمر فجلس وراءه حتى رفع رأسه قال : فقال ( أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفعه عشر درجات
إسناده ضعيف .

3- عن عمر بن الخطاب قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز فاتبعته بإداوة فوجدته قد فرغ ووجدته ساجدا لله في شربة فتنحيت عنه فلما فرغ رفع رأسه فقال : أحسنت يا عمر حين تنحيت عني إن جبريل أتاني فقال من صلى عليك صلاة صلى الله عليه عشرا ورفعه عشر درجات
إسناده ضعيف .

4- عن عاصم بن عبيد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقل من ذلك أو ليكثر .
إسناده ضعيف .

5- عن عبد الرحمن بن عمرو قال : من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات
إسناده ضعيف موقوف

6- عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني آت من ربي فقال ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرا )
فقام إليه رجل فقال يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك إن شئت قال ألا أجعل ثلثي دعائي لك قال إن شئت
: قال : ألا أجعل دعائي لك كله قال :
إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة
صحيح مرسل .




7- عن بكر بن عبد الله المزني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم .


إسناده ضعيف .


8- عن بكر بن عبد الله المزني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لك


إسناده ضعيف .


9- عن يزيد الرقاشي : أن ملكا موكل يوم الجمعة من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن فلانا من أمتك صلى عليك


إسناده ضعيف


10- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني


ضعيف


11- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم قال : وسلوا الله لي الوسيلة


قال فإما حدثنا وإما سألناه قال : ( الوسيلة أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل وأرجو أن أكون أنا ذلك الرجل


ضعيف


12- عن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم وسلوا الله لي الوسيلة


فإما أن يكونوا سألوه وإما أن يكون أخبرهم قال : ( إنها أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو )


ضعيف


13- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوا الله لي الوسيلة لا يسألها لي مسلم أو مؤمن إلا كنت له شهيدا أو شفيعا أو شفيعا أو شهيدا


ضعيف


14- عن عون بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة مجلسا لم يعطه أحد قبلي وأنا أرجو أن أعطاه فسلوا الله لي الوسيلة


ضعيف


15- قال رويفع الأنصاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال : اللهم صلي على محمد وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة وجبت له الشفاعة


ضعيف



16- عن عبد الله ( في رواية عبد الله بن عمرو أوابن عمر) أنه قال : إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قالوا فعلمنا قال قولوا :


اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
ضعيف

17- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم
ضعيف جدا

18- عن نافع : أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر صلى سجدتين في المسجد ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيضع يده اليمين على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويستدبر القبلة ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

حسن الخليفه احمد
03-04-2013, 05:04 PM
لسؤال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) ما ضابط ذلك البخل ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد يذكر في مجلس أكثر من 50 - 100 مرة فأكثر فهل تجب الصلاة عليه في كل واحدة وإلا صرت من البخلاء أم أنه تكفي واحدة؟


الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم وفقك الله أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأجل القربات، فلا ينبغي لمسلم أن يتهاون بها أو يفرط فيها، والصلاة عليه كلما ذكر مستحبة ولو تكرر ذكره في المجلس مائة مرة، بل قيل بوجوب الصلاة عليه صلوات الله وسلامه عليه كلما ذكر، وهو قول وإن كان القائل به قليلا من أهل العلم لكنه مما يدل على تأكد الصلاة عليه وأنها مما لا ينبغي التفريط فيه، وكلما أكثر العبد من الصلاة عليه كان ذلك أنفع له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وحسنه. وأما الحديث المذكور فرواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم. وقد ذكره ابن القيم رحمه الله ضمن سياق حجة الموجبين للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، وقرر احتجاجهم به بما عبارته: قَالُوا: فَإِذا ثَبت أَنه بخيل فَوجه الدّلَالَة بِهِ من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الْبُخْل اسْم ذمّ وتارك الْمُسْتَحبّ لَا يسْتَحق اسْم الذَّم قَالَ الله تَعَالَى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ويأمرون النَّاس بالبخل} الْحَدِيد 23 24 فقرن الْبُخْل بالاختيال وَالْفَخْر وَالْأَمر بالبخل وذم على الْمَجْمُوع، فَدلَّ على أَن الْبُخْل صفة ذمّ. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَأي دَاء أدوأ من الْبُخْل // إِسْنَاده صَحِيح // الثَّانِي: أَن الْبَخِيل هُوَ مَانع مَا وَجب عَلَيْهِ. فَمن أدّى الْوَاجِب عَلَيْهِ كُله لم يسم بَخِيلًا وَإِنَّمَا الْبَخِيل مَانع مَا يسْتَحق عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ وبذله. انتهى.
وأبى ذلك الجمهور، وأجابوا عن الحديث بما فيه من المقال، ثم على تسليم صحته فليس اسم البخل مختصا بتارك الواجب.
قال الشوكاني: وَهَذَا أَحْسَنُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الْمَطْلُوبِ، لَكِنْ بَعْدَ تَسْلِيمِ تَخْصِيصِ الْبُخْلِ بِتَرْكِ الْوَاجِبَاتِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ، فَإِنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ وَالْعُرْفِ يُطْلِقُونَ اسْمَ الْبَخِيلِ عَلَى مَنْ يَشِحُّ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ فَلَا يُسْتَفَادُ مِنْ الْحَدِيثِ الْوُجُوبُ. انتهى.
وقد استقصى ابن القيم أدلة الفريقين في جلاء الأفهام فانظره إن شئت. ومذهب الجمهور هو ما عرفت من أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة كلما ذكر غير واجبة فلا يأثم تاركها وإن كان يسمى بخيلا، وبخله إنما هو عن نفسه فإن تحريك اللسان بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أمر يسير مشتمل على ثواب كثير، فمن بخل على نفسه بهذا الثواب الذي لا يكلفه كبير جهد كان بحق بخيلا.
والله أعلم.

الأمين حسين بخيت
03-04-2013, 08:18 PM
نسأل الله العون والمدد على الالتزام بتلاوتها وتجويدها وفهما وكل سور القرآن العظيم وجزاك الله خيرا اخى حسن

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 05:55 PM
شكرا لك اخينا الامين حسن البخيت على تعليقك ومرورك الكريم بارك الله فيك

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مجاهدة النفس

باب من جاهد نفسه في طاعة الله

6135 حدثنا هدبة بن خالد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17233)حدثنا همام (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17258)حدثنا قتادة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16815)حدثنا أنس بن مالك (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=9)عن معاذ بن جبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=32)رضي الله عنه قال بينما أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال يا معاذ قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه قلت الله ورسوله أعلم قال حق العباد على الله أن لا يعذبهم



الحاشية رقم: 1قوله باب من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل يعني بيان فضل من جاهد والمراد بالمجاهدة كف النفس عن إرادتها من الشغل بغير العبادة وبهذا تظهر مناسبة الترجمة لحديث الباب وقال ابن بطال : جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل قال الله - تعالى - وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=11907#docu)الآية ويقع بمنع النفس عن المعاصي وبمنعها من الشبهات وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة . قلت ولئلا يعتاد الإكثار فيألفه فيجره إلى الشبهات فلا يأمن أن يقع في الحرام ونقل القشيري عن شيخه أبي علي الدقاق : من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذا الطريق شمة .

وعن أبي عمرو بن بجيد : من كرم عليه دينه هانت عليه نفسه قال القشيري : أصل مجاهدة النفس فطمها عن المألوفات وحملها على غير هواها وللنفس صفتان انهماك في الشهوات وامتناع عن الطاعات فالمجاهدة تقع بحسب ذلك قال بعض الأئمة جهاد النفس داخل في جهاد العدو فإن الأعداء ثلاثة رأسهم الشيطان ثم النفس لأنها تدعو إلى [ ص: 346 ] اللذات المفضية بصاحبها إلى الوقوع في الحرام الذي يسخط الرب والشيطان هو المعين لها على ذلك ويزينه لها فمن خالف هوى نفسه قمع شيطانه فمجاهدته نفسه حملها على اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه وإذا قوي العبد على ذلك سهل عليه جهاد أعداء الدين فالأول الجهاد الباطن والثاني الجهاد الظاهر وجهاد النفس أربع مراتب حملها على تعلم أمور الدين ثم حملها على العمل بذلك ثم حملها على تعليم من لا يعلم ثم الدعاء إلى توحيد الله وقتال من خالف دينه وجحد نعمه وأقوى المعين على جهاد النفس جهاد الشيطان بدفع ما يلقي إليه من الشبهة والشك ثم تحسين ما نهي عنه من المحرمات ثم ما يفضي الإكثار منه إلى الوقوع في الشبهات وتمام ذلك من المجاهدة أن يكون متيقظا لنفسه في جميع أحواله فإنه متى غفل عن ذلك استهواه شيطانه ونفسه إلى الوقوع في المنهيات وبالله التوفيق

قوله : همام (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17258)هو ابن يحيى .

قوله : ( أنس عن معاذ بن جبل ) هكذا رواه همام عن قتادة ومقتضاه التصريح بأنه من مسند معاذ وخالفه هشام الدستوائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17235)عن قتادة فقال " عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - ومعاذ رديفه على الرحل - يا معاذ " وقد تقدم في أواخر كتاب العلم ومقتضاه أنه من مسند أنس والمعتمد الأول ويؤيده أن المصنف أتبع رواية هشام رواية سليمان التيمي عن أنس قال " ذكر لي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ " فدل على أن أنسا لم يسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - واحتمل قوله : ذكر " على البناء للمجهول أن يكون أنس حمله عن معاذ بواسطة أو بغير واسطة وقد أشرت في شرحه في العلم إلى احتمال أن يكون أنس حمله عن عمرو بن ميمون الأودي عن معاذ أو من عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ وهذا كله بناء على أنه حديث واحد وقد رجح لي أنهما حديثان وإن اتحد مخرجهما عن قتادة عن أنس ومتنهما في كون معاذ ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - للاختلاف فيما وردا فيه وهو أن حديث الباب في حق الله على العباد وحق العباد على الله والماضي فيمن لقي الله لا يشرك به شيئا وكذا رواية أبي عثمان النهدي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12081)وأبي رزين وأبي العوام كلهم عن معاذ عند أحمد ورواية عمرو بن ميمون موافقة لرواية حديث الباب ونحوها رواية عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ عند النسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15397)والرواية الأخرى موافقة لرواية هشام التي في العلم وقد أشرت إلى شيء من ذلك في " باب اسم الفرس والحمار " من كتاب الجهاد . وقد جاء عن أنس عن معاذ نحو حديث الباب أخرجه أحمد من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال " أتينا معاذا فقلنا حدثنا من غرائب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر مثل حديث همام عن قتادة .

قوله بينا أنا رديف تقدم بيانه في أواخر كتاب اللباس قبل الأدب ببابين

قوله ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل بفتح الراء وسكون الحاء المهملة هو للبعير كالسرج للفرس وآخره بالمد وكسر المعجمة بعدها راء هي العود الذي يجعل خلف الراكب يستند إليه وفائدة ذكره المبالغة في شدة قربه ليكون أوقع في نفس سامعه أنه ضبط ما رواه ووقع في رواية مسلم عن هداب بن خالد وهو هدبة شيخ البخاري فيه بسنده هذا " مؤخرة " بدل " آخرة " وهي بضم الميم وسكون الهمزة وفتح الخاء ووقع في روايةعمرو بن ميمون عن معاذ : " كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عفير " وقد تقدم ضبطه في الجهاد ووقع عند أحمد من رواية عبد الرحمن بن غنم عن معاذ " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار [ ص: 347 ] يقال له يعفور رسنه من ليف " ويمكن الجمع بأن المراد بآخرة الرحل موضع آخرة الرحل للتصريح هنا بكونه كان على حمار وإلى ذلك أشار النووي ومشى ابن الصلاح على أنهما قضيتان وكأن مستنده أنه وقع في رواية أبي العوام عند أحمد " على جمل أحمر " ولكن سنده ضعيف

قوله فقال يا معاذ : قلت لبيك تقدم بيان ذلك في كتاب الحج

قوله رسول الله بالنصب على النداء وحرف النداء محذوف ووقع في العلم بإثباته

قوله ثم سار ساعة ) فيه بيان أن الذي وقع في العلم " قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ " لم يقع النداء الثاني على الفور بل بعد ساعة

قوله ( فقال ) في رواية الكشميهني " ثم قال "

قوله يا معاذ بن جبل ) تقدم ضبطه في العلم

قوله قال هل تدري وقع في رواية مسلم المشار إليها بعد قوله " وسعديك " الثانية " ثم سار ساعة ثم قال هل تدري " وفي رواية موسى بن إسماعيل عن همام الماضية في الاستئذان بعد المرة الأولى " ثم قال مثله ثلاثا " أي النداء والإجابة وقد تقدم نحوه في العلم وهو لتأكيد الاهتمام بما يخبره به ويبالغ في تفهمه وضبطه

قوله هل تدري ما حق الله على عباده ) الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة ويقال للكلام الصدق حق لأن وقوعه متحقق لا تردد فيه وكذا الحق المستحق على الغير إذا كان لا تردد فيه والمراد هنا ما يستحقه الله على عباده مما جعله محتما عليهم قاله ابن التيمي في التحرير وقال القرطبي : حق الله على العباد هو ما وعدهم به من الثواب وألزمهم إياه بخطابه

قوله أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) المراد بالعبادة عمل الطاعات واجتناب المعاصي وعطف عليها عدم الشرك لأنه تمام التوحيد والحكمة في عطفه على العبادة أن بعض الكفرة كانوا يدعون أنهم يعبدون الله ولكنهم كانوا يعبدون آلهة أخرى فاشترط نفي ذلك وتقدم أن الجملة حالية والتقدير يعبدونه في حال عدم الإشراك به قال ابن حبان (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13053)عبادة الله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح ولهذا قال في الجواب " فما حق العباد إذا فعلوا ذلك " فعبر بالفعل ولم يعبر بالقول

قوله هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه ؟ الضمير لما تقدم من قوله يعبدوه ولا يشركوا به شيئا في رواية مسلم " إذا فعلوا ذلك "

قوله حق العباد على الله أن لا يعذبهم في رواية ابن حبان (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13053)من طريق عمرو بن ميمون " أن يغفر لهم ولا يعذبهم " وفي رواية أبي عثمان " يدخلهم الجنة " وفي رواية أبي العوام مثله وزاد " ويغفر لهم " وفي رواية عبد الرحمن بن غنم " أن يدخلهم الجنة " قال القرطبي : حق العباد على الله ما وعدهم به من الثواب والجزاء فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق ، وقوله الحق الذي لا يجوز عليه الكذب في الخبر ولا الخلف في الوعد فالله سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء بحكم الأمر إذ لا آمر فوقه ولا حكم للعقل لأنه كاشف لا موجب انتهى وتمسك بعض المعتزلة بظاهره ولا متمسك لهم فيه مع قيام الاحتمال وقد تقدم في العلم عدة أجوبة غير [ ص: 348 ] هذه ومنها أن المراد بالحق هنا المتحقق الثابت أو الجدير لأن إحسان الرب لمن لم يتخذ ربا سواه جدير في الحكمة أن لا يعذبه أو المراد أنه كالواجب في تحققه وتأكده أو ذكر على سبيل المقابلة . قال وفي الحديث جواز ركوب اثنين على حمار وفيه تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفضل معاذ وحسن أدبه في القول وفي العلم برده لما لم يحط بحقيقته إلى علم الله ورسوله وقرب منزلته من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه تكرار الكلام لتأكيده وتفهيمه واستفسار الشيخ تلميذه عن الحكم ليختبر ما عنده ويبين له ما يشكل عليه منه .

وقال ابن رجب في شرحه لأوائل البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070) : قال العلماء يؤخذ من منع معاذ من تبشير الناس لئلا يتكلوا أن أحاديث الرخص لا تشاع في عموم الناس لئلا يقصر فهمهم عن المراد بها وقد سمعها معاذ فلم يزدد إلا اجتهادا في العمل وخشية لله عز وجل فأما من لم يبلغ منزلته فلا يؤمن أن يقصر اتكالا على ظاهر هذا الخبر .

وقد عارضه ما تواتر من نصوص الكتاب والسنة أن بعض عصاة الموحدين يدخلون النار فعلى هذا فيجب الجمع بين الأمرين وقد سلكوا في ذلك مسالك أحدها قول الزهري إن هذه الرخصة كانت قبل نزول الفرائض والحدود وسيأتي ذلك عنه في حديث عثمان في الوضوء واستبعده غيره من أن النسخ لا يدخل الخبر وبأن سماع معاذ لهذه كان متأخرا عن أكثر نزول الفرائض وقيل لا نسخ بل هو على عمومه ولكنه مقيد بشرائط كما ترتب الأحكام على أسبابها المقتضية المتوقفة على انتفاء الموانع فإذا تكامل ذلك عمل المقتضي عمله وإلى ذلك أشار وهب بن منبه (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17285)بقوله المتقدم في كتاب الجنائز في شرح أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة : ليس من مفتاح إلا وله أسنان وقيل المراد ترك دخول نار الشرك وقيل ترك تعذيب جميع بدن الموحدين لأن النار لا تحرق مواضع السجود وقيل ليس ذلك لكل من وحد وعبد بل يختص بمن أخلص والإخلاص يقتضي تحقيق القلب بمعناها ولا يتصور حصول التحقيق مع الإصرار على المعصية لامتلاء القلب بمحبة الله - تعالى - وخشيته فتنبعث الجوارح إلى الطاعة وتنكف عن المعصية انتهى ملخصا وفي آخر حديث أنس عن معاذ في نحو هذا الحديث فقلت ألا أخبر الناس ؟ قال لا لئلا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما وقد تقدم الكلام على ذلك في كتاب العلم

( تنبيه ) هذا من الأحاديث التي أخرجها البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)في ثلاثة مواضع عن شيخ واحد بسند واحد وهي قليلة في كتابه جدا ولكنه أضاف إليه في الاستئذان موسى بن إسماعيل وقد تتبع بعض من لقيناه ما أخرجه في موضعين بسند فبلغ عدتها زيادة على العشرين وفي بعضها يتصرف في المتن بالاختصار منه

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:20 PM
تعريف المجاهدة:

قال الراغب الأصفهاني في "مفردات غريب القرآن":

(الجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس، وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حقَّ جِهادِهِ} [الحج: 78] وقوله: {وجاهدوا بأموالِكُم وأنفُسِكم في سبيل الله} [التوبة: 41] وقال صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم") ["المفردات في غريب القرآن" مادة جهد ص101]. فمجاهدة النفس فطمها وحملها على خلاف هواها المذموم، وإلزامها تطبيق شرع الله تعالى أمراً ونهياً.


دليلها من الكتاب والسنة:

قال الله تعالى: {والذينَ جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69] [وهي آية مكية، ومن المعلوم أن جهاد الكافرين قد شرع في المدينة المنورة، وهذا يدل على أن المراد من الجهاد هنا جهاد النفس. وقال العلامة المفسر ابن جزي في تفسير هذه الآية: (يعني جهاد النفس). وقال العلامة المفسر القرطبي في تفسيره لهذه الآية: (قال السدي وغيره: إن هذه الآية نزلت قبل فرض القتال)].

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجاهدُ مَنْ جاهد نفسَهُ في الله" [أخرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد وقال: حديث حسن صحيح، وزاد البيهقي في "شعب الإيمان" برواية فضالة: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". "مشكاة المصابيح للتبريزي" كتاب الإيمان رقم 34]. وفي رواية: لله.

حكمها:

تزكية النفس فرض عين كما سبق أن بينا ذلك [انظر بحث أهمية التصوف ص28] ولا تتم إلا بالمجاهدة ومن هنا كانت المجاهدة فرض عين من باب: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).

قال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله: (المجاهدة في النفس عبادة ولا تحصل لأحد إلا بالعلم، وهي فرض عين على كل مكلف) ["شرح الطريقة المحمدية" للنابلسي ج1/ص323].

قابلية صفات النفس للتغيير:

لا شك أن النفس الإنسانية قابلة لتغيير صفاتها الناقصة وتبديل عاداتها المذمومة، وإلا لم يكن هناك فائدة من بعثة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ؛ ولا ضرورة لمن بعده من ورثته العلماء العاملين والمرشدين المصلحين.

وإذا كان كثير من سباع الطيور والبهائم قد أمكن ترويضها وتبديل كثير من صفاتها، فالإنسان الذي كرمه الله تعالى وخلقه في أحسن تقويم، من باب أولى.

وليس المراد من مجاهدة النفس استئصال صفاتها ؛ بل المراد تصعيدها من سيء إلى حسن، وتسييرها على مراد الله تعالى وابتغاء مرضاته.

فصفة الغضب مذمومة حين يغضب المرء لنفسه، أما إذا غضب لله تعالى فعندها يصبح الغضب ممدوحاً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتُهكت حرمات الله أو عُطِّل حد من حدوده، ولكنه حين أُوذي في الله وضُرب وأُدمي عقبه يوم الطائف لم يغضب لنفسه ؛ بل دعا لمن آذَوْه بالهداية والتمس لهم العذر فقال: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء].

وكذلك صفة الكبر فهي مذمومة حين يتكبر المسلم على إخوته المسلمين، أما حين يتكبر على المتكبرين الكافرين فتصبح هذه الصفة محمودة لأنها في سبيل الله وضمن حدود شرعه.

وهكذا معظم الصفات المذمومة تحوَّل بالمجاهدة وتُصَعَّد إلى صفات ممدوحة.


طريقة المجاهدة:

وأول مرحلة في المجاهدة عدم رضى المرء عن نفسه، وإيمانُه بوصفها الذي أخبر عنه خالقها ومبدعها: {إنَّ النفس لأمَّارةٌ بالسوء}

[يوسف: 53].

وعلمه أن النفس أكبر قاطع عن الله تعالى [والقواطع عن الله تعالى أربعة: النفس، والدنيا، والشيطان، والخلق. أما عداوة النفس والشيطان فظاهرة، وأما الخلق فملاحظة مدحهم وذمهم تعرقل سير السالك إلى ربه، وأما الدنيا فالاهتمام بها وانشغال القلب بتقلباتها قاطع كبير عن الله تعالى، ففي حالة الفقر تكثر هموم المرء فتشغله عن الله، وفي حال الغنى ينشغل بزينتها وزخرفها عن الله تعالى: {إنَّ الإنسانَ ليطغَى . أنْ رآهُ استغنَى} [العلق: 6ـ7]. أما إذا أخرج حبها من قلبه فإنها لا تضره، كما قال شيخ الصوفية سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله: (أخرج الدنيا من قلبك، وضعها في جيبك أو في يدك فإنها لا تضرك) وراجع بحث الزهد في هذا الكتاب]. كما أنها أعظم موصل إليه وذلك أن النفس حينما تكون أمَّارة بالسوء لا تتلذذ إلا بالمعاصي والمخالفات، ولكنها بعد مجاهدتها وتزكيتها تصبح راضية مرضية لا تُسَرُّ إلا بالطاعات والموافقات والاستئناس بالله تعالى.

وإذا اكتشف المسلم عيوب نفسه وصدق في طلب تهذيبها لم يعد عنده متسع من الوقت للانشغال بعيوب الناس وإضاعة العمر في تعداد أخطائهم، وإذا رأيت أحداً من الناس قد صرف وقته في إحصاء أخطاء الآخرين غافلاً عن عيوب نفسه فاعلم أنه أحمق جاهل. قال أبو مدين:

ولا تر العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بَيِّناً لكنه استترا

وقال بعضهم:

لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله

من ذم شيئاً أتى مثلَه فإنما دل على جهله

ولذا قالوا: (لا ترَ عَيْبَ غيرك ما دام فيك عيب، والعبد لا يخلو من عيب أبداً).

فإذا عرف المسلم ذلك أقبل على نفسه يفطمها عن شهواتها المنحرفة وعاداتها الناقصة، ويلزمها بتطبيق الطاعات والقربات.

ويتدرج في المجاهدة على حسب سيره، فهو في بادىء الأمر يتخلى عن المعاصي التي تتعلق بجوارحه السبعة، وهي:

اللسان والأذنان والعينان واليدان والرجلان والبطن والفرج [لكل جارحة من الجوارح السبعة معاصٍ تتعلق بها، فمن معاصي اللسان: الغيبةُ والنميمة والكذب والفحش. ومن معاصي الأذنين: سماعُ الغيبة والنميمة والأغاني الفاحشة وآلات اللهو. ومن معاصي العينين: النظرُ للنساء الأجنبيات وعورات الرجال. ومن معاصي اليدين: إيذاءُ المسلمين وقتلهم، وأخذ أموالهم بالباطل، ومصافحة النساء الأجنبيات. ومن معاصي الرجلين: المشيُ إلى محلات المنكرات والفجور. ومن معاصي البطن: أكل المال الحرام، وأكل لحم الخنزير، وشرب الخمور. ومن معاصي الفرج: الزنا واللواطة...]، ثم يحلي هذه الجوارح السبعة بالطاعات المناسبة لكل منها [فمن طاعات اللسان: قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومن طاعات الأذنين: سماع القرآن الكريم والأحاديث نبوية والنصائح والمواعظ. ومن طاعات العينين: النظر إلى وجوه العلماء والصالحين، والنظر إلى الكعبة المشرفة، والنظر التأملي لآيات الله في الكون. ومن طاعات اليدين: مصافحة المؤمنين، وإعطاء الصدقات. ومن طاعات الرجلين: المشي إلى المساجد وإلى مجالس العلم، وعيادة المريض، والإصلاح بين الناس. ومن طاعات البطن: تناول الطعام الحلال بنية التقوِّي على طاعة الله تعالى. ومن طاعات الفرج: النكاح المشروع بغية الإحصان وتكثير النسل..] فهذه الجوارح السبعة منافذ على القلب إما أن تصب عليه ظلمات المعاصي فتكدره وتمرضه، وإما أن تُدخل عليه أنوار الطاعات فتشفيه وتنوره.

ثم ينتقل في المجاهدة إلى الصفات الباطنة فيبدل صفاته الناقصة كالكبر والرياء والغضب... بصفات كاملة كالتواضع والإخلاص والحِلم.

وبما أن طريق المجاهدة وعر المسالك متشعب الجوانب، يصعب على السالك أن يَلِجَهُ منفرداً كان من المفيد عملياً صحبة مرشد خبير بعيوبها، عالم بطرق معالجتها ومجاهدتها، يستمد المريد من صحبته خبرة عملية بأساليب تزكية نفسه، كما يكتسب من روحانيته نفحات قدسية تدفع المريد إلى تكميل نفسه وشخصيته، وترفعه فوق مستوى النقائص والمنكرات. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المرشد الأول والمزكي الأعظم الذي ربَّى أصحابه الكرام وزكَّى نفوسهم بقاله وحاله، كما وصفه الله تعالى بقوله: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً مِنْهُم يتلو عليهم آياتِه ويُزكِّيهم ويُعلِّمُهم الكِتاب والحِكمَةَ وإن كانوا من قَبْلُ لَفي ضلالٍ مُبينٍ} [الجمعة: 2] [من هنا نجد أن التزكية شيء وتعليم الكتاب والحكمة شيء آخر، لذا قال الله تعالى: {ويزكيِّهمْ ويعلِّمهمُ الكتابَ والحكمةَ} ففرقٌ كبير بين علم التزكية وحالة التزكية، كما يلاحظ الفرق الواضح بين علم الصحة وحالة الصحة، إذ قد يكون الطبيب الماهر الذي عنده علم الصحة فاقداً حالة الصحة ومصاباً بالأمراض والعلل الكثيرة. وكذلك الفرق ظاهر بين علم الزهد وحالة الزهد، كالمسلم الذي عنده علم واسع بالآيات والأحاديث والشواهد المتعلقة بالزهد ولكنه يفقد حالة الزهد ويتصف بالطمع والشره والتكالب على الدنيا الفانية].

والذي يحقق النفع للمريد هو استقامته على صحبة مرشده واستسلامه له كاستسلام المريض للطبيب، فإذا ما أدخل الشيطان على قلب المريد داء الغرور والاكتفاء الذاتي فأُعجب بنفسه واستغنى عن ملازمة شيخه باء بالفشل ووقف وهو يظن أنه سائر، وقُطِعَ وهو يظن أنه موصول.

قال الشيخ إسماعيل حقي رحمه الله في تفسيره: (فإن كثيراً من متوسطي هذه الطائفة "الصوفية" تعتريهم الآفات في أثناء السلوك عند سآمة النفس من المجاهدات وملالتها من كثرة الرياضات، فيوسوس لهم الشيطان، وتسول لهم أنفسهم أنهم قد بلغوا في السلوك رتبة قد استغنوا بها عن صحبة الشيخ وتسليم تصرفاته، فيخرجون من عنده، ويشرعون في الطلب على وفق أنفسهم، فيقعون في ورطة الخذلان وسخرة الشيطان) ["تفسير روح البيان" للشيخ إسماعيل حقي ج2/ص149].



أقوال العارفين والمربين المرشدين في المجاهدة:

قال أبو عثمان المغربي رحمه الله: (من ظن أنه يُفتح له بهده الطريقة أو يكشف له عن شيء منها لا بلزوم المجاهدة فهو في غلط) ["الرسالة القشيرية" ص48 ـ 50].

وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (سمعت السري السقطي يقول: يا معشر الشباب جِدُّوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتُقصِّروا كما ضعفتُ وقَصَّرْتُ. وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب في العبادة) ["الرسالة القشيرية" ص48 ـ 50].

وقال أبو عثمان المغربي رحمه الله: (لا يرى أحد عيب نفسه وهو مستحسن من نفسه شيئاً، وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال) ["الرسالة القشيرية" ص48 ـ 50].

وقال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى: (من زين ظاهره بالمجاهدة حسَّنَ الله سرائره بالمشاهدة، قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69]. واعلم أنه من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة) ["الرسالة القشيرية" ص48ـ50].

وقال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (ما أسرع هلاك من لا يعرف عيبَه، فإن المعاصي بريد الكفر) ["الرسالة القشيرية" ص48ـ50].

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى: (إنَّ نجاة النفس أنْ يخالف العبدُ هواها، ويحملَها على ما طلب منها ربُّها) ["تعليقات على الرسالة القشيرية" للشيخ زكريا الأنصاري].

وقال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (المجاهدة: وهي فطم النفس وحملها على خلاف هواها في عموم الأوقات، فهي بضاعة العُبَّاد ورأس مال الزهاد، ومدار صلاح النفوس وتذليلها، وملاك تقوية الأرواح وتصفيتها ووصولها إلى حضرة ذي الجلال والإكرام. فعليك أيها السالك بالتشمير في منع النفس عن الهوى وحملها على المجاهدة إن شئـت من الله الهدى، قـال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69]. وقال أيضاً:

{ومَنْ جاهَدَ فإنَّما يُجاهد لنفسِهِ} [العنكبوت: 6])["الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية" ج1/ص455].

وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: (لا بد للمريد في أول دخوله الطريق من مجاهدة ومكابدة وصدق وتصديق، وهي مُظهِر ومجلاة للنهايات، فمن أشرقت بدايته أشرقت نهايته، فمن رأيناه جادَّاً في طلب الحق باذلاً نفسه وفلسه وروحه وعزه وجاهه ابتغاء الوصول إلى التحقق بالعبودية والقيام بوظائف الربوبية ؛ علمنا إشراق نهايته بالوصول إلى محبوبه، وإذا رأيناه مقصِّراً علمنا قصوره عما هنالك) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" ج2/ص370].

قال محي الدين بن عربي رحمه الله (من كتاب "الفتوحات المكية" الرياضات والخلوات والمجاهدات وأثرها):

"ولما رأت عقول أهل الإيمان بالله تعالى أن الله تعالى قد طلب منها أن تعرفه بعد أن عرفتْه بأدلتها النظرية، علمت أن ثَمَّ علماً آخر بالله لا تصل إليه من طريق الفكر، فاستعملت الرياضات والخلوات والمجاهدات وقطع العلائق، والانفراد والجلوس مع الله بتفريغ المحل، وتقديس القلب عن شوائب الأفكار ؛ إذ كان متعلَّق الأفكار الأكوان، واتخذت هذه الطريقة من الأنبياء والرسل، وسمعت أن الحق جل جلاله [حديث "ينزل الله إلى السماء الدنيا... الخ". رواه الدارمي في باب الصلاة] ينزل إلى عباده ويستعطفهم فعلمت أن الطريق إليه من جهته أقرب إليه من الطريق من فكرها.

ولا بد لأهل الإيمان وقد عرفوا قوله تعالى [حديث "إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً..." رواه البخاري عن أنس وأبي هريرة وأبي عوان والطبري عن سليمان] "مَنْ أتاني يسعى أتيته هرولة" وأن قلبه (أي قلب المؤمن) وسع جلاله وعظمته.

فتوجه العقل إليه تعالى بكله وانقطع من كل ما يأخذ عنه من هذه القوى، فعند هذا التوجه (أفاض الله عليه من نوره علماً إلهياً عرَّفه بأن الله تعالى من طريق المشاهدة والتجلي، لا يقبله كون ولا يردُّه كون) ولذلك قال الله تعالى: {إنَّ في ذلك} [ق: 37] يشير إلى العلم بالله من حيث المشاهدة {لذكرى لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37] ولم يقل غير ذلك القوة كقوة وراء طور العقل تصل العبد بالرب.

فإن القلب معلوم بالتقلب في الأحوال دائماً فهو لا يبقى على حالة واحدة فكذلك التجليات الإلهية، فمن لم يشهد التجليات بقلبه ينكرها بعقله، فإن العقل يقيِّد غيره من القوى إلا القلب فإنه لا يتقيد وهو سريع التقلب في كل حال ولذا قال الشارع: "إن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء".

فهو يتقلب بتقلب التجليات، والعقل ليس كذلك، فالقلب هو القوة التي وراء طور العقل، فلو أراد الحق في هذه الآية بالقلب أنه العقل ما قال {لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37]، فإن كل إنسان له عقل وما كلُّ إنسان يُعطى هذه القوى التي وراء طور العقل، المسماة قلباً في هذه الآية، فلذلك قال: {لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37] ["الفتوحات المكية" ص443].



رد الشبهات حول المجاهدة:

إن قال قائل: إن رجال التصوف يُحَرِّمون ما أحل الله من أنواع اللذائذ والمتع، وقد قال الله تعالى: {قٌلْ مَنْ حرَّمَ زينة الله التي أخرجَ لعبادِهِ والطيبات من الرزق...} [الأعراف: 32].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا ما أحلَّ الله لكم ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحب المعتدين} [المائدة: 87].

فنقول: إن رجال التصوف لم يجعلوا الحلالَ حراماً، إذْ أسمى مقاصدهم هو التقيد بشرع الله، ولكنهم حين عرفوا أن تزكية النفس فرضُ عين، وأن للنفس أخلاقاً سيئة وتعلقات شهوانية، توصِل صاحبها إلى الردى، وتعيقه عن الترقي في مدراج الكمال، وجدوا لزاماً عليهم أن يهذبوا نفوسهم ويحرروها من سجن الهوى.

وبهذا المعنى يقول الصوفي الكبير الحكيم الترمذي رحمه الله رداً على هذه الشبهة، وجواباً لمن احتج بالآية الكريمة: {قُلْ مَنْ حرَّمَ زينة الله....} [الأعراف: 32]: فهذا الاحتجاج تعنيف، ومن القول تحريف لأنَّا لم نُرِدْ بهذا، التحريمَ، ولكنا أردنا تأديب النفس حتى تأخذ الأدب وتعلم كيف ينبغي أن تعمل في ذلك، ألا ترى إلى قوله جل وعلا: {إنّما حرّم ربيَ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطنَ والإثمَ والبَغيَ بغيرِ الحقِّ} [الأعراف: 33]. فالبغيُ في الشيء الحلال حرامٌ، والفخرُ حرام، والمباهاةُ حرام، والرياء حرام، والسرف حرام، فإنما أُوتِيَتِ النفسُ هذا المنعَ من أجل أنها مالت إلى هذه الأشياء بقلبها، حتى فسد القلب. فلما رأيتُ النفس تتناول زينة الله والطيبات من الرزق تريد بذلك تغنياً أو مباهاة أو رياء علمتُ أنها خلطت حراماً بحلال فضيَّعَتِ الشكرَ، وإنما رُزِقَتْ لتشكُرَ لا لِتكْفرَ، فلما رأيتُ سوء أدبها منعتُها، حتى إذا ذلَّت وانقمعت، ورآني ربي مجاهداً في ذاته حق جهاده، هداني سبيله كما وعد الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المحسنين} [العنكبوت: 69] فصرتُ عنده بالمجاهدة محسناً فكان الله معي، ومن كان مع الله فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وقذفَ في القلب من النور نوراً عاجلاً في دار الدنيا حتى يوصله إلى ثواب الآجل. ألا ترى إلى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا قُذِفَ النورُ في قلب عبدٍ انفسح وانشرح". قيل: يا رسول الله فهل لذلك من علامة ؟ قال: "نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابةُ إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله" وإنما تجافى عن دار الغرور بما قُذفَ في قلبه من النور فأبصر به عيوب الدنيا ودواهيها وآفاتها وخداعها وخرابها، فغاب عن قلبه البغيُ والرياء والسمعة والمباهاة والفخر والخيلاء والحسد، لأن ذلك إنما كان أصله من تعظيم الدنيا وحلاوتها في قلبه، وحبه لها، وكان سببَ نجاته من هذه الآفات ـ برحمة الله ـ رياضتُه هذه النفس بمنع الشهوات منها) [كتاب "الرياضة وأدب النفس" للحكيم الترمذي ص124].

وقد تسرع بعض الناس فزعموا جهلاً أن التصوف في مجاهداته ينحدر من أصل بوذي أو بَراهيمي، ويلتقي مع الانحرافات الدينية في النصرانية وغيرها التي تعتبر تعذيب الجسد طريقاً إلى إشراق الروح وانطلاقها، ومنهم من جعل التصوف امتداداً لنزعة الرهبنة التي ظهرت في ثلاثة رهط سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا عنها كأنهم تقالُّوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أُفطر، وقال الثاني: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، وقال الثالث: أما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج. ولما عُرض أمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صحح لهم أفكارهم، وردهم إلى الصراط المستقيم والنهج القويم.

والجواب على ذلك: أن التصوف لم يكن في يوم من الأيام شرعة مستقلة ولا ديناً جديداً، ولكنه تطبيق عملي لدين الله تعالى، واقتداء كامل برسوله عليه الصلاة والسلام.

وإنما سرت الشبهة على هؤلاء المتسرعين لأنهم وجدوا في التصوف اهتماماً بتزكية النفس وتربيتها وتصعيدها، ومجاهدتها على أُسس شرعية وضمن نطاق الدين الحنيف، فقاسوا تلك الانحرافات الدينية على التصوف قياساً أعمى دون تمحيص أو تمييز.

ففرقٌ كبير إذاً بين المجاهدة المشروعة المقيدة بدين الله تعالى، وبين المغالاة والانحراف وتحريم الحلال وتعذيب الجسد كما عليه البوذيون الكافرون

ومن الظلم والبهتان أن يُحْكَمَ على كل من جاهد نفسه وزكاها أنه ينحدر من أصل بوذي أو بَراهيمي كما يزعم المستشرقون ومَنْ خُدِعَ بهم، أو أنه يقتدي بهؤلاء الرهط الذي تقالُّوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يقوله المتسرعون السطحيون، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحح لهم خطأهم فرجعوا إلى هديه وسُنَّتِهِ.

وإذا وُجد في تاريخ التصوف من حرَّم الحلال أو قام بتعذيب الجسد على غرار الانحرافات الدينية السابقة فهو مبتدع ومبتعد عن طريق التصوف لذا ينبغي التفريق بين التصوف والصوفي. فليس الصوفي بانحرافه ممثلاً للتصوف، كما أن المسلم بانحرافه لا يمثل الإسلام.

والمعترضون لم يفرقوا بين الصوفي والتصوف وبين المسلم والإسلام فجعلوا تلازماً بينهما فوقعوا في الكاملين قياساً على المنحرفين.

وبعد، فإن منتهى آمال السالكين ترقيةُ نفوسهم، فإن ظفروا بها وصلوا إلى مطلوبهم، والنفس تترقى بالمجاهدة والرياضة من كونها أمَّارة إلى كونها لوَّامة ومُلْهَمة وراضية ومَرْضيّة ومطمئنة... إلخ، فالمجاهدة ضرورية للسالك في جميع مراحل سيره إلى الله تعالى، ولا تنتهي إلا بالوصول إلى درجة العصمة ؛ وهذه لا تكون إلا للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

وبهذا ندرك خطأ بعض السالكين الذي لم يُحكموا شرط سيرهم ـ وهو مجاهدة النفس ـ ثم يَدَّعون لأنفسهم المحبة، ويترنمون بكلام المحبين، وينشدون قول ابن الفارض تأييداً لمذهبهم:

وعن مذهبي في الحب ما ليَ مذهب وإن مِلْتُ يوماً عنه فارقتُ مِلَّتي

وما علموا كيف كانت بداية ابن الفارض من حيث مجاهدته لنفسه، وإليك بعض كلامه يصف مجاهداته في سيره مما يدل على أهمية المجاهدة مع العلم أنه ابتدأ سيره إلى الله تعالى من نفس لوامة لا أمارة بالسوء، ويبين أن السالك الذي لا مجاهدة له لا سير له ولا محبة له:

فنفسيَ كانت قبلُ لوَّامةً متى أُطعها عصتْ، أو أعْصِ كانت مطيعتي

فأوردتها ما الموتُ أيسرُ بَعْضِهِ وأتعبتُها كيما تكون مريحتي

فعادت ومهما حُمِّلتْهُ تحملتــه مني وإنْ خفَّفتُ عنها تَأذَّتِ

وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذةٍ بإبعادها عن عادِها فاطمأنتِ

ولم يبقَ هولٌ دونها ما ركبتُه وأشهدُ نفسيَ فيه غيرَ زكيَّة


ولهذا كان ابن الفارض يعرِّض بمدَّعي المحبة الذين لم يتركوا حظوظهم ولم يجاهدوا نفوسهم فيقول:

تعرَّض قوم للغرام وأعرضوا بجانبهم عن صحَّتي فيه واعْتَلُّوا

رَضُوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظهم وخاضوا بحارَ الحُبِّ دعوى فما ابتَلُّوا

فهم في السُّرى لم يبرحوا من مكانهم وما ظعنوا في السيرِ عنه وقد كلُّوا

فالمجاهدة إذاً شرط أساسي لكل سالك في جميع مراحل سيره، ولكنها تتغير بحسب ترقي المريد في مدارج السمو، ومثاله في ذلك الطالب، يكون في مرحلة الابتدائي، ثم الإعدادي ثم الثانوي ثم الجامعي... وفي كل هذه المراحل يعتبر طالباً، ولكن هناك فرق كبير بين الطالب الابتدائي والطالب الجامعي. وكذلك الفرق شاسع بين كون نفسه أمارة بالسوء تميل إلى الفواحش، وبين كونها مطمئنةً راجعة إلى ربها راضية مرضية.

والخلاصة:

إن المجاهدة أصل من أُصول طريق الصوفية، وقد قالوا: من حقق الأصول نال الوصول، ومن ترك الأصول حُرم الوصول.

وقالوا أيضاً: مَنْ لم تكن له بداية محرقة "بالمجاهدات" لم تكن له نهاية مشرقة. والبدايات تدل على النهايات.

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:26 PM
الصوفية هم أهل الجهاد




أن ائمة التصوف من قديم الزمان كان همهم الأول والأخير الجهاد فى سبيل الله والإنشغال بأمور العامة والبلاد الإسلامية .
ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله :".... إنما التصوف والسير والمحبة، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله(1)".

أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.

ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه: الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً: "... وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..."(2).

وكيف يغيب عن بال الصوفيةالآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ماندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 ه): ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"(3).

وقريب من ذلك ماجاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:

"... إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص"(4) وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" (5).
أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء: "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."(6).


والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273ه): "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة"(7). ويذكر غيره: "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(8).

وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 ه)، وقال له: "أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 ه) في كشف المحجوب شارحاً: "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...."(9).

ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وزبدة القول:

إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة"(10). فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258ه) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:

ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل(11).

ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها.

يقول أحمد بن أبي الحواري(ت 230 ه): "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية"(12).

ولننتقل الآن إلى أرض الواقع، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 ه): "طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه".



فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 ه) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه."(13). وذكر الحفاظ: "لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب"(14).


وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(15)، وقال أيضاً: "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (16). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.

من مأثوراته: "ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل"(17).

ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه:

محمد بن واسع- رحمه الله-(ت 123ه)، ومالك بن دينار (ت 131 ه). وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(8). وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (19) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه(20).

وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(21).


وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(22).

ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160ه) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(23) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(24)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.

ومنهم عبد الواحد بن زيد -رحمه الله-(ت 177ه) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...."(25)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: "لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد"(26).

ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177ه) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(27).

من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.

ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-(ت 161ه) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(28)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"(29).


ومنهم شقيق البلخي -رحمه الله-(ت 194ه) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(30) فيما وراء النهر.

وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.

ومنهم علي بن بكّار -رحمه الله-(ت199ه)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية ب "المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة".

قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً"(31).


ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله-(ت 181ه) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر"> المصيصة، فصحبه الصوفية...(32). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.


وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو.(33).

ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله-ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:

أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى

تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا

لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(34).

ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله-(ت 183ه)، وقد أطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"(35)، وترجم له صاحب الحلية: "تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.


ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله-وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (36)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.

ويفرد لنا الجوزي فصلاًخاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (37). (ت 199ه) رحمهم الله جميعاً.

ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهارمن أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع"(38).

فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(39).

ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 ه) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(40)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(41).

ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245ه) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(42). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.

* ومنهم السري السقطي -رحمه الله-(ت 253 ه) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(43)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.

قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (44). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.

ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205ه) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (45). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(46). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.




السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني (470 – 561ه ) : ويذكر الدارسون أنه تاب على يديه أكثر من مائة ألف، يقول شكيب أرسلان : إن له أتباعاً لا يحصى عددهم، ووصلت طريقته إلى أسبانيا، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع بين البربر، يقول عنه الشيخ أبو الحسن الندوي ( وقد استطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن يستمر في دعوته وجهاده أكثر من نصف قرن، في بيئة اشتد فيها الاستبداد وأخفقت فيها الدعوات السياسية، واحتمل الأمراء والخلفاء نقده الشديد وإنكاره على تصرفاتهم، وقد كان لخلفائه وتلاميذه فضل كبير في المحافظة على روح الإسلام وحماسة الدعوة والجهاد ) وقد كان الشيخ عبد القادر الجيلاني ومريدوه يدعون للإسلام ويحاربون عدوه، ويفتحون قلوب الغلاظ الشداد للإسلام حتى صاروا يدخلون في دين الله أفواجاً .ومن جهاده الذي كان له الأثر الأكبر في الانتصار على الغزو الصليبي لبيت المقدس قيامه في إعداد أبناء النازحين من مناطق الاحتلال الصليبي، فقد كان يستقبلهم ويعدهم ثم يعيدهم إلى مناطق الثغور، ولقد أصبح منهم القادة والمجاهدون وكان على رأس الذاهبين الى دمشق الشيخ موسى بن الشيخ عبد القادر الذي عمل في تدريس الطلاب حتى وفاته عام 616ه، ومن مشايخ التصوف الكثير الذين اعتمد عليهم صلاح الدين في جهاده وتحريره لبيت المقدس من مختلف الطرق الصوفية الذين اجتمعوا تحت راية الجهاد وقيادة صلاح الدين.

والسلطان صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين ومحرر الأقصى : قد ورد عنه أنه خلال المعارك كان يصحب علماء الصوفية لأخذ الرأي والمشورة فضلاً على أن وجودهم يعتبر حافزاً قوياً للمريدين على القتال ببسالة وشجاعة نادرة .


" عمر المختار والشريف السنوسي"
البطل المجاهد عمر المختار الصوفي الزاهد التابع للطريقة الصوفية السنوسية (1858-1931م) الذي جعل من زاويته الكبرى في واحة الجغبوب مقراً ومركزاً للعمليات العسكرية حتى استشهاده .

الشيخ أحمد السنوسي : استطاع صد الاستعمار الفرنسي والإيطالي عن طريق إنشاء الزوايا الصوفية في ليبيا والجزائر والصحراء حتى وصل إلى بحيرة تشاد في وسط إفريقيا ، والتي كانت تقوم بالدعوة إلى الإسلام ، فدخل كثير من الناس إلى الإسلام في نيجيريا وغانا والسنغال والكونغو وتشاد وأوغندا ... وضايقوا البعثات التبشيرية المسيحية ، فخافت الدول الاستعمارية من خطر الدعوة السنوسية ، فحاربتها بكل الطرق ، وضاق بهم المندوب الانجليزي ( اللورد كتشنر ) فأرسل للسيد السنوسي يتضرع إليه أن يخفف دعوت


لشيخ الصوفي محمد بدر الدين الحسني (1851-1935م) : ويعتبر المفجر الحقيقي للثورة السورية الكبرى ( 1925-1927م) وأصله من المغرب من ذرية الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات ولد في دمشق من أب قادري الطريقة كان فقيهاً زاهداً عارفاً بالله يغوص على مكنونات علم التصوف بدقة ، وعليه قرأ شيوخ المتصوفة في دمشق . وصفه صاحب الأعلام أن كان "ورعاً صواماً بعيداً عن الدنيا ، ولما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سوريا كان الشيخ يطوف المدن السورية متنقلاً من بلدة إلى أخرى ، حاثاً على الجهاد وحاضاً عليه ، يقابل الثائرين وينصح لهم الخطط الحكيمة ، فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين"

ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله-(ت 261 ه) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(47).


ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي-رحمه الله-(ت 269ه) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(48).

قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(49). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.

ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: ".... كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج"(50).

ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243ه) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(51).

ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله(ت 298ه) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال.(52) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: "وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة"(53). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلى الثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية "وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(54).

منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله-(ت 225 ه تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟! قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(55).

ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(56).

ومنهم زهير المروزي -رحمه الله-(ت 258ه) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(57).

ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:

علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي(58) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 ه) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أي شيء فاتك يامحروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على مافاتني.(59).

وروى أبو القاسم القشيري(ت 465ه) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(60).

وفي الختام من المناسب أن نذكر مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937ه).

- أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو.

- أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلمأن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.

- أخذ علينا العهد العام من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(61).

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:36 PM
http://wadgraino.net/bsmla.gif


اللهم صل على النبي الاواب
*~*~*
يا واسع الكرم اسئنا بالاحلام
العفو والرضا قوينا فى الاسلام
واكفينا الخطوب فى الدنيا والآلام
بالكلمه التكون آخر كلامنا كلام
*~*~*
عمرى بالاسف فى الطاعه ما بدر
فى الطغى والملاهى والمفسدات ودر
انتحل الجسم من الذنوب جدر
والعيش الهنى بعد الصفا اتكدر
ارجوك يا كريم من للكيان قدر
النفس المسيئه الطامحة تتفدر
واعمالى التطيب من قبل ما اتحدر
اشرب من كؤوس اهل الفيوض واقدر
*~*~*
يا محى الرفاة يا دافع الافات
ادعوك بالقلاقل ثم و القافات
بالكرسى ويس ثم بالصافات
بعين الرضا انظرنى وامحو الفات
*~*~*
يا قوم الرسول جيد لى و جيد ليكم
من الله المغفرة سابقة الغضب ليكم
ذو الفضل العظيم داح النظر ليكم
كرماً للحبيب وهب الرضا ليكم
*~*~*
حباً فى الرسول ذاك اكرم الكرما
اب كفاً غنى الايتام والصرما
الخامد عقب نار ام جحيم ضرما
اب جاهاً فنى الجاني ومن جرما ***
*~*~*
يا قوم الرسول احمد مكفيكم
واهوال القيامة الطامة كافيكم
وانواع المتع بالراحه تاتيكم
كرماً للنبي العلى معاليكم
*~*~*
الليله الحجاز براقو لاسعني
والروح زعزعا في قلبي وجعني
واجرى مقلتي شال نومي ودعني
ذكرني الرسول والآل ومن يعني
*~*~*
الليلة الحجاز براقو جاي ختفن
قلبي ونوم عيوني الهاجعات نسفن
هاج ولع الغرام ازداد علي شغفاً
و ايام الشباب في الفارغة انتمسن ***
*~*~*
يا سامعين دعاي حا تضجوا بالتأمين ***
علي عن قريب ألفى اصل الحرمين
اطفى نار حشاي وامكث هناك عامين
وابلغ مأربي ونهاية الكرمين
*~*~*
صلاتي على الرسول صلاتي على النبي
*~*~*
يا نعم الصحابة الطيبه اعمالم
لله انفقوا نفوسم واموالم
الدين عززوا اسيادى النصر فالم
فى وسط المحاص معروفه هم حالم
*~*~*
عاجبنى الصحابة الصادقين وعدا
وفّوا مع نبيهم اي ما عهدا
لله جاهدوا حقاً على جهدا
سل عنهم حنين سل بدر سل احدا
*~*~*
مين متل الرسول كل المرام نايل
مين متل الرسول حمل الامم شايل
مين متل الرسول حسنو البديع هايل
مين متل الرسول فوقو الحياء خايل
*~*~*
يا قوم الرسول مغفورة ذلتكم
يا قوم الرسول دامت مسرتكم
يا قوم الرسول آمن مخافتكم
يا قوم الرسول ضامن كفايتكم
*~*~*
يا اهل الحجول يا من لكم غررا
ما خلق الاله مثل الرسول بشرا
انزل كم وكم في مدحو كم سورا
ما مخلوق بلغ غير الرسول وطرا
*~*~*
يا نعم الرسول اعلى الرسل شرفاً
اوصاف الرسول فى الرسل ما اتصفن
راحات الرسول كم باركاً وشفاً
حين شار للسما در سحبو ما وقفن
*~*~*
يا قوم الرسول يا نعم قوم انتم
يا بشراكم خير العباد كنتم
بي سبق الرضا يا الطيبين طبتم
فوتوا القبلكم والخير جميع حزتم
*~*~*
ما متل الرسول بشراً ولا ملكاً
اب خلقاً عظيم السرج الحلكن
والاسراء العروج فخر الذى سمكن
والشاكى الالم الشاكى روعو سكن
*~*~*
بي فخر الرسول الكائنات فخرن
لولاك ما السماء و الارض انفطرن
قطعاً فى الرمال ما بان له اثراً
حين شار للسماء اسبوع سكب مطراً
*~*~*
غيرو منو الذى جابتهو بت وهبا
غيرو منو الذى خامد ذاوت لهبا
غيرو منو الذى رد الجبال ذهبا
غيرو منو الذى كان للوجود سببا
*~*~*
حسن المصطفى ما وصفوا الواصفين
بحر المصطفى منو الرسل غارفين
طبع المصطفى زالت جفى الجافين ***
قول المصطفى ما احلى يا عارفين
*~*~*
الخدر العلوم حاويها والخيرين
اختار التعبد وايسر الامرين
الناس في بيوتهم تكتفي الشهرين ***
كفاي العشيرة وفاقد الجارين
*~*~*
من آي الرسول الصخر والصدري
واليد والرجل والشمس والبدري
والاسراء العروج في ليله القدري
والحسنه ام حنين عجبا لمن يدري ***
*~*~*
ان دمتم صلاة احمد حسيب الجار
اب قول مصدق لا اساء لا جار
اب وجها مضوي الحالك الديجار
اب قامةً تظلل هامة الاشجار
*~*~*
الصلوات تفوق للكائنات رجحن
عد علم الآله فوق العرش سبحن
منشيها حياتي الفي مدايحو لحن
تنجي المسلمين تكفينا كل محن
*~*~*

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:38 PM
http://www.sh22r.com/vb/bsmlh.gif


مادام الوجود يابر ويا توّاب
صل على نبيك الصادق الأواب
*~*~*

ياعبد المآثم أخشى كون أوّاب
ليلك والنهار لله كون توّاب
تغنم بي رضى مولاك اعلى ثواب
نفسك أنصحها وألبسها من أثواب
الخوف والخمول وأحرسها كالبواب
لا لك غير هذا النصح عندي جواب
لو أنك رأيت ما قلت ليك صواب
تشرب من لذيذ شرب السقاة أكواب
*~*~*

بالذل والخضوع والرغبة لازم باب
الكرم الوسيع يغنيك عن أسباب
ونفع الوالدين والأهل والأحباب
غير مولاك إياك تتخذ أرباب
وابتل كما كانت اولي الالباب
وأصبر تحت ظل الرحمة الصبّاب
وأنهل من لذيذ شرب الكرام عٌباب
أبصر يا بصير محال يدوم شباب
الطايع نجا وكيد العصاة في تباب
*~*~*

بعد الإنتهاء قول يا كريم توفيق
وصل على رسولك ليل نهار لا تفيق
كونو رؤوف رحيم أعظم علينا شفيق
وأصحِب حبّو دائم نعم ذاك رفيق
حسّن نيتك وأمدح ولو تلفيق
مراً بالدفوف مراً عصا وتصفيق
قلبك لا يكون ذو إضطراب وخفيق
في الدارين تجد خير أب علامة دفيق
والباغض الرسول دعه الغشوم وطفيق
*~*~*

يا راغب المفاز والأجر محتسباً
أمدح وأخلي بالك من جميع حِسباً
قول محمد بن عبدالله نسباً
عبدالمطلب هاشم كريم حسباً
عبد مناف سبي المكرمات سبن
قصي من حكيم أعز منتسباً
غالب نال بفهرٍ في الورى رتباً
مالك والنضر في حسنه عجباً
أعز كنانة في خزيمة أعلى نباً
مدركة أفاض سحب الندى أرباً
الياس قد تناول للعلا سبباً
مضر من نزار ومعدي منتخباَ
عدنان منتهى الأجداد.. فإجتنبن
نقصٍ أو تزيد يا ذا الفكر أدباً
النبي من يزيد عن هذا قال كذباً
*~*~*

نبياً في الكتب اوصافهو حمدن
قبل ادم له دهراً طويل امداً
يوم ميلادو نيران المجوس خمدن
وعيون نهر ساوة الجاريات جمدن
والايون سقوط شرافو معتمدا
جميع الاناءات التي عبدن
ناكسة الرؤوس مخذولة ابدا
عابدها اللعين مات كمدن
*~*~*

نبياً ربو كمل خلقو واخلاقو
مجتمع الكمال والفضل اطلاقو
لولاهو الوجود لم يفتح اغلاقو
ليلة اسرى قبل الصبح افلاقو
بالمقدس هناك الانبياء لاقو
غاب قوسين دناهو الباري خلاقو
بلغ ما امر في الارض ابلاغو
جاء باليسري زال العسر املاقو
ما علق لحد في الفخر معلاقو
*~*~*

هاكم من معاجزو الظاهرات بعضاً
بعضها في السماء وبعضها أرضاً
من خمسين أتى بخمسةٍ فرضن
الجنات والحوض والسبيل أيضاً
الجو صب سحابو بالماء دور ما ضن
بي مسو العليل طاب قام يتيضن
والإبل الأتاها أبو جهل معترضاً
في الجمع الغفير الحكم بيهو قضن
خاب أبو جهل.. قومو قلوبهم مرضن
شوف ياخي الجمال بالذبح كيف رضن
حباً في الرسول بالفرحة ينتفضن
طوعاً يزدلفن.. وللبقاء رفضن
طأطأن الرقاب.. رؤسهن خفضن
والعجب الجذع من فرقو ينتفضن
*~*~*

مرحبتين حباب صدّيق رفيق الغار
زاد في الله حباً صدقاً وزاد وقار
نحفظ لا نرى مولاي بي جاهو حقار
بالفاروق يصيب من رام وقارنا صغار
عثمان والصحابة.. الكل علينا فقار
كرار ذو الفقار.. قطّع به أفقار
والمابي الرسول.. يرميهو للصقّار
*~*~*

الصلاة والسلام ما هب نسيم فوّاح
ما سطّر قلم في الصحف والألواح
ما هام بالبشام البلبل الصداح
للنبي بالسرور تدخل غدو ورواح
وتعم بالمكارم كافة الاسواح
أهداها أب شريعة الهايم السواح
يا النبي جيرو من قصة غراب الواح

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:40 PM
http://wadgraino.net/bsmla.gif


على الرسـول يا قوم

كلمات / الشيخ أب شريعه ..


على الرسول ياقوم مادمتوا صلوا ..
يابشرى من حج فى أم سور وصلوا ..
*~*~*
مولاي عبدك خاف مما حصلو
أخرجهو من أحوالاً نقصلو
عشمان عساهو يكون عملو إتصلو
يدرج مع السابقين القبلو صلو
*~*~*
حليهو بالانوار كما إتحلو
مع وفدك المكرم بي الباب حلو
قيد الذنوب عنهو يا بارى حلو
ينشر مديح على خير الناس حلو
*~*~*
مولانا جل جلالهو أصطفالو
أشرف بطون وأصلاب وأظهر نفالو
حتى لعام الفيل تم إحتفالو
كفى جدو شر أبرهه والنصر فالو
*~*~*
كان فى جبين عبد الله نورا مغطى
وجميع نساء الحى غابطاهو غبطا
يوم حمل آمنه به سخطن سخطاَ
ولدن ذكور أسباط من غير إبطا
*~*~*
ميلادو فى مكه البرزنجي جايبو
ذاكر بعاد وصفو ذاكر عجايبو
خبر السرور فى الحال ركضن نجايبو
والخير يمين وشمال درت وجايبو
*~*~*
طافبو الامين جبريل شرقاً وغرباً
فى حلة من نور بعداً وقرباً
آسيا ومريم وسارة وحواء طربن
والحور فى أحسن زى كاس حبو شربن
*~*~*
نزلت طيور جنات الخلد صافة
كذلك الاملاك بالحجرة حافه
زهر النجوم خرت بالنور لافه
وبوادر الأعراف للعين كافه
*~*~*
ماودعو الرحمن وما غلاهو
ألبسهو من تيجان فخرو و حلاهو
به عن عبادو الهم والغم جلاهو
صلى عليه وقال صلوا علاهو
*~*~*
عنه الحديث أحمد نبيّ
فخر الاوائل حاز الافضليه
أنا جليس قال من صلى عليّ
عند الله ليهو مقاماتاً عليه
*~*~*
من معجزاتو نقول بعض الجلائل
ماجابهو التنزيل والفى الدلائل
من آيهو نذكر طرقاً قلايل
يكفينا قول عائشة وبعض الحلائل
*~*~*
ياربى عن أصحابو وآلو أرضى
الحبهم حتمتو علينا فرضا
وأجعل بهم لنا عندك حسن ضربا
وأعرض علينا من الرحمات عرضا
*~*~*
صلى ياقديم الذات حياً وباقى
على نبيك ملء سبع الطباقى
ذنب أب شريعه بها لايصير لو باقى
وأجعل مع السابقين لهو إستباقى

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:41 PM
http://wadgraino.net/bsmla.gif


يا كريم أنقلنا
لي زيارة الفيها البريدو عقلنا
طه مدح شغلنا
*~*~*
يامولاى عقلنا
فى المضي من فعل القطيعه أقلنا
طهر زكى عقلنا
ياعزيز لى أعز البلاد أنقلنا
*~*~*
فى السعاد أدخلنا
ربى من فضلك خلنا او ماخلنا
لو بى الطاعه بخلنا
أملا بالحسنات يا آله داخلنا
*~*~*
زاد كل جناحى
زادت يوم ميلادو البسيطه سماحى
بالسيوف ورماحى
إمحت آثار الضلال بالماحى
*~*~*
أضحى الكون متحلى
غاية بالأنوار فى الحرم والحلى
السرور قال حلي
أنتى يارحمه ويا كروب إنحلى
*~*~*
الكريم أختارو
لى النبوه ختام صار به ايثارو
بارك اصلو عتارو
يوم عروجو كشف بين وبينو ستارو
*~*~*
طبعو مرضى ويرضى
عشرة الفقرا وكان يعود المرضى
يولى حسن القرضا
لى اليتيم والجار من نفل أو فرضا
*~*~*
الغلام إلهامو
قالو أنت رسول ومن ثقال الهامو
البعير يافهامو
والعجيبه نبوع الماء من أبهامو
*~*~*
البريق خلايا
حرو أضر النار فى الفؤاد قلايا
راضى عن مولايا
لو يكون فى حب الرسول بلايا
*~*~*
الصلاة نوابا
لي الرسول أقبل يا آلهى ثوابا
يتلى عندو جوابا
أب شريعه رضاه رضاك يا مأبا
*~*~*

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:42 PM
http://wadgraino.net/bsmla.gif


مرادي الحجة وقبراً .. في المدينة ام سور
يا مولاي ديم صبراً
*~*~*
بحكي لي حبراً .. طبيب الحب ذو خِبراً
فقلت له الجروح كبرن .. فقال صبراً عسى يبرن
*~*~*
زادني هجرا .. كريم عظم لدي اجراً
فيا ازمات كما تجرن .. عسى تلقني عظيم زجرن
*~*~*
للبدور اخجل .. ازج وادعج كحيل وانجل
خشوع في قرايتو لم يعجل .. لصدرو ازيزاً كالمرجل
*~*~*
لانت الاحجار .. بوطأو الكان يفقد الجار
كذلك تسجد الاشجار .. كريم زين المكارم جار
*~*~*
يا أب شريعة احمد .. على النبي دائماً سرمد
لآلو وصحبو صل تحمد .. يمين فوق جاهو نور من مد

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:43 PM
http://wadgraino.net/bsmla.gif


برزن شموسو سرى بالناموسو
سيد روحي الناجا القدوسو
*~*~*
من لحد رموسو
يا محيي احييه ونور دموسو
عبدك راجيك تطلع شموسو
بحر الغفران سو فيه غموسو
*~*~*
من كلِ جِنوسو
يفرشْ فرشاتو يَوْقِد فَانوسو
بصلاة رسولو يفتح مانوسو
اسمح يا باري بي مسح دنوسو
*~*~*
رضوان الجنه
له زخرف يوم ما ولد المهنى
بي مناطق النور الحورنْ دَرجنّا
فُرج السعاده كلن الفرجنا
*~*~*
بي صريح برهانو
مُلئ السرور سائر الاكوانو
الباطل جمعا صار امتهانو
كسرى اصبح راجف بي سقوط ايوانو
*~*~*
اعجب من ذاك
قصه معراجو يا مؤمن هاك
جبريل قال ليه طالبك مولاك
بشراك يا محمد بي ما اولاك
*~*~*
اتى لي مولاهو
ساجد مشيرا خاضع لي علاهو
هيبه ووقار من ذاك حلاهو
وجلال الله والنور علاهو
*~*~*
فرد الجلاله
لله دل اعظم دلاله
فخر الاباء وطاهر السلاله
ما سئل شيئا قط قال لا لا
*~*~*
مشروح الصدر
مربوع القامه وسمي القدر
فاق وجهو الشمس كلا والبدر
في اضحيان البدر البدر
*~*~*
يا من لك شق القمر
ادركنا يوم المشقه
في الدنيا اقينا الشر
يا موقى في معية اصحابك ندرج نترقى
*~*~*
اشنب مفلج
الخد اسيلا بالنور تبلج
كان تحت اقدامو الاقدام تتفلج
تنبع مياها والرب لها تلج
*~*~*
برقا مجازي
اتحفني ليلا بي نسيم حجازي
احلل يا باري اسري الحجازي
بي عليم رضوانك لنا ربي يجازي
*~*~*
صل يا من هو
واحد في علاهو ملء المدحوه
على خير الخلق وافضل جنى حوا
قول يا اب شريعه وزرك ممحوا

حسن الخليفه احمد
03-07-2013, 06:44 PM
رادي القومة - كلمات http://wadgraino.net/bsmla.gif



مرادي القومة تم يا بر في سوح طيبة أقبر

الحمد لمن علي وأكبر حكيما للأمور دبّر
جعل في امته المبر من ساد الحي والمقبر
***
به عيسى الرفيع بشّر قدومه زال عنّا الشر
شفيع الأمه في المحشر اذا ما لواء الكرب ينشر
***
محمد صاحب المغفر بميلادو الضلال طفّر
أباد لملوك بني الأصفر وجوهم بالتراب عفّر
***
بناءات الضلال دمّر بناء الدين قد عمّر
شعاب الملة قد اثمر ملوك ساسان عين شُمّر
***
طريح الوجه ما اتغير يشور اصحابو ويتخير
لي صاحب عيب ما عيّر يحب الخير لم يطّير
***
ربيع القامة كان أبصر معاهو يرى الطويل أقصر
أشكل أنجل فلم تحصر وصوفو والفهوم قصّر
***
أكليل علم الهدى الأشهر كريم نسب عزيز أطهر
رحيم لليتم لم يقهر تبسم ضحكو لم ينهر
***
له رب العلا آثر بثوب الأصطفاء ودثّر
مزيتو على الجميع اكثر عطي الجنات والكوثر
***
من الآيات نتذكر يسير شيئا ونتفكر
بقدر الحال لا نتوكر عسى يصفو ما عكّر
***
كفانا بتفلو عين حيدر علياً ثم الضرع الدر
الماء من كفه اتحدر نعم النبي والكريم قدّر
***
بريق الأبرقين خبّر تروس المائقين حبّر
رهين الشوق اليتصبر هروب نحو م قزاز دبّر
***
لي صاحب الروضة والمنبر صلاة عرفها العنبر
ما قال ابن اب شريعة أخبر مرادي القومة تم يا بر

حسن الخليفه احمد
04-03-2013, 02:54 PM
الزهد


تعريف الزهد:

قال ابن الجلاّء: (الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها) ["الرسالة القشيرية" ص56].

وقيل: (الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف) ["الرسالة القشيرية" ص56].

وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (الزهد استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب) ["الرسالة القشيرية" ص56].

وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: (الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه) ["الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديث النووية" للشيخ إبراهيم الشبرخيتي].

فالزهد تفريغ القلب من حب الدنيا وشهواتها، وامتلاؤه بحب الله ومعرفته. وعلى قدر تخلص القلب من تعلقاته بزخارف الدنيا ومشاغلها يزداد لله تعالى حباً وله توجهاً ومراقبة ومعرفة، ولهذا اعتبر العارفون الزهد وسيلة للوصول إلى الله تعالى، وشرطاً لنيل حبه ورضاه، وليس غاية مقصودة لذاتها.


مشروعية الزهد:

نفى بعضهم وجود الزهد في الإسلام نفياً قاطعاً، واعتبر الزهد بدعة دخيلة على الدين، تسربت إليه عن طريق الرهبنة النصرانية أو النسك الأعجمي، ولا شك أن موقفهم هذا تسرُّعٌ في الحكم مع جهل بحقيقة الإسلام. فلو رجع هؤلاء المنكرون إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدوا أنه عليه الصلاة والسلام يدعو إلى الزهد صراحة، ويعتبر الزهد وسيلة لنيل محبة الله تعالى. فقد روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال له: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك" [رواه ابن ماجه في كتاب الزهد].

ثم إن كل مسلم حين يتصفح كتاب الله تعالى، يجد كثيراً من الآيات الكريمة تصغِّر من شأن الدنيا وتبين حقارتها وسرعة زوالها، وانقضاء نعيمها، وأنها دار الغرور، وفتنة الغافلين ؛ ومقصود الحق من ذلك أن يُزَهّد الناس فيها بإخراج حبها من قلوبهم حتى لا تشغلهم عما خلقوا له من معرفة الله تعالى وإقامة دينه. قال الله تعالى: {يا أيُّها الناسُ إنَّ وَعْدَ اللهِ حقٌّ فلا تغُرَّنَّكُم الحياةُ الدنيا ولا يَغُرَّنَّكُم بالله الغَرورُ} [الروم: 60].

وقال أيضاً: {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحيوانُ لو كانوا يعلمونَ} [العنكبوت: 64].

وقال تعالى: {المالُ والبنونَ زينَةُ الحياة الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّكَ ثواباً وخيرٌ أملاً} [الكهف: 46].

وهكذا سائر الآيات الكريمة التي تضرب على هذا الوَتَر وترمي إلى هذا الهدف العظيم.

وإذا استعرضنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده كثيراً ما يوجه أصحابه إلى العزوف عن الدنيا والزهد في زخارفها، وذلك بتصغير شأنها وتحقير مفاتنها. كل ذلك كي لا تشغلهم عن المهمة العظمى التي خُلقوا من أجلها، ولا تقطعهم عن الرسالة المقدسة التي يحملونها.

فتارة يبين أن الله تعالى جعل الدنيا زينة لنا ابتلاءً واختباراً لينظر هل نتصرف فيها على نحو ما يرضيه أم لا ؟ فيقول عليه الصلاة والسلام: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء" [أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وتمام الحديث "فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"]. وتارة ينبه الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه إلى أن الدنيا ظل زائل ومتعة عابرة، حتى لا يركنوا إليها فتقطعهم عن الله تعالى. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء. فقال: "ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب، استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها" [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، وقال: حديث صحيح]. وتارة يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حقارة شأنها في نظر الحق سبحانه فيقول: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء" [رواه الترمذي في كتاب الزهد عن سهل بن سعد الساعدي. وقال: حديث حسن صحيح].

وهكذا سار الرسول عليه الصلاة والسلام هو وخلفاؤه وأصحابه الكرام على هذا المنهج الكريم، فعزفتْ نفوسهم عن الدنيا، وزهدت قلوبهم فيها.

مرت بهم فترات من الفقر والشدائد والمحن فما ازدادوا إلا صبراً وتسليماً ورضاء بحكم الله تعالى، ثم جاءتهم الدنيا صاغرة، وألقت بين أيديهم خزائنها ومقاليدها فاتخذوها سُلَّماً للآخرة ووسيلة إلى رضوان الله تعالى، دون أن تشغل قلوبهم عن الله تعالى وطاعته، أو توقعهم في الترف والبطر، أو الكبر والغرور، أو الشح والبخل. فقد خرج أبو بكر رضي الله عنه عن ماله كله في سبيل الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تركتَ لأهلك ؟ قال: تركتُ الله ورسوله" [رواه أبو داود في كتاب الزكاة والترمذي في كتاب المناقب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال: حديث حسن صحيح].

وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو صاحب اليد الطولى في هذا المضمار، وببذله وزهده تُضرب الأمثال.

وأما عثمان رضي الله عنه فهو الذي جهز جيش العسرة، وأنفق عليه من ماله، غير مكترث بعظم هذه النفقات بجانب رضاء الله، ولبالغ تضحيته وإيثاره وعزوفه عن الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم" [رواه الترمذي في كتاب المناقب عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة].

وكتبُ السيرة طافحة بأخبار زهد الرسول صلى الله عليه وسلم وزهد أصحابه الكرام رضوان الله عليهم. ويضيق المجال عن التفصيل، ونكتفي بذكر النبذ اليسيرة التالية:

عن نافع قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: (والله ما شمل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ولا خارج بيته ثلاثة أثواب، ولا شمل أبا بكر في بيته ثلاثة أثواب، غير أني كنت أرى كساهم إذا أحرموا، كان لكل واحد منهم مئزر ومشمل لعلها كلها بثمن درع أحدكم، والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ورأيت أبا بكر تخلل بالعباءة، ورأيت عمر يرقع جبته برقاع من أدم وهو أمير المؤمنين، وإني لأعرف في وقتي هذا من يجيز المائة، ولو شئت لقلت ألفاً ["تاريخ عمر بن الخطاب" لابن الجوزي ص102].

وقالت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لعمر: (يا أمير المؤمنين لو لبسْتَ ثوباً هو ألين من ثوبك، وأكلت طعاماً هو ألين من طعامك، وقد وسَّع الله من الرزق وأكثر من الخير، فقال: إني سأخصمك إلى نفسك، ألا تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش ؟ فما زال يُذكِّرها حتى أبكاها، فقال لها: أما والله لئن استطعتُ لأشاركهما في مثل عيشهما الشديد لعلِّي أدرك معهما عيشهما الرخي) ["تاريخ عمر بن الخطاب" لابن الجوزي ص104].

وعن قتادة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبطأ عن الناس يوم الجمعة، قال: ثم خرج فاعتذر إليهم في احتباسه وقال: (إنما حبسني غسل ثوبي هذا، كان يُغسل ولم يكن لي ثوب غيره) ["تاريخ عمر بن الخطاب" ص102].

وما حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام إلا القدوة العملية الكاملة التي سار المؤمنون الصادقون على نهجها فكانوا مثالاً للزهد والعفة والطهر والاستقامة.

تصحيح مفهوم الزهد:

من تعريفات الزهد السالفة الذكر وبيان مشروعيته يتضح أن الزهد مرتبة قلبية ؛ إذ هو إخراج حب الدنيا من القلب، بحيث لا يلتفت الزاهد إليها بقلبه، ولا ينشغل بها عن الغاية التي خلقه الله من أجلها.

وليس معنى الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال، ويترك الكسب الحلال ويكون عالة على غيره.

وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود الحقيقي من الزهد حين قال: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أُصبت بها أرغبَ منك فيها لو أنها أُبقيتْ لك" [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي ذر رضي الله عنه، وقال: حديث غريب].

قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى معلقاً على هذا الحديث: (فليس الزهد تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه، وعدمُ تعلقه بالقلب إليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة الزاهدين، يأكل اللحم والحلوى والعسل، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة، فخذ من الطيبات بلا سرف ولا مخيلة، وإياك وزهد الرهبان) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص72].

وهكذا فهم السادة الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية. قال عمرو بن عثمان المكي: (اعلم أن رأس الزهد وأصله في القلوب هو احتقار الدنيا واستصغارها، والنظر إليها بعين القلة، وهذا هو الأصل الذي يكون منه حقيقة الزهد)[ "طبقات الصوفية" للسلمي ص203].

وقد عبر سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره عن مفهوم الزهد الحقيقي تعبيراً واضحاً جامعاً حين قال: (أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادر الجيلاني].

وفي هذا المعنى قال بعض العارفين: (ليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك، وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك).

ولهذا عرَّف ابن عجيبة الزهد بقوله: (هو خلو القلب من التعلق بغير الرب) ["معراج التشوف" لابن عجيبة ص7].

وقد بين الإمام الزهري رحمه الله تعالى أن من معاني الزهد الحقيقي أن تشكر الله تعالى على ما رزقك من الحلال، وأن تحبس نفسك عن طلب الحرام قانعاً بما قسم لك من الرزق، فقال حين سئل عن زهد المسلم: (هو أن لا يغلب الحلال شكره، ولا الحرام صبره) ["النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير مادة (زهد)].

وقد أوضح العلماء أن المقصود من ذم الدنيا الوارد في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ليس ذماً لذاتها، وإنما هو تحذير من الانشغال القلبي بها ؛ بأن يجعلها المؤمن غاية يسعى إليها بكل إمكانياته، ناسياً غايته الأساسية، وهي الفوز برضاء الله تعالى. فنعمت الدنيا مطية المؤمن ووسيلة إلى التقرب إلى الله تعالى، وبئست الدنيا إذا كانت معبوده. وفي هذا المعنى قال العلامة المناوي رحمه الله: (فالدنيا لا تُذَمّ لذاتها فإنها مزرعة الآخرة، فمن أخذ منها مراعياً للقوانين الشرعية أعانته على آخرته، ومن ثَمَّةَ قيل: لا تركن إلى الدنيا، فإنها لا تبقى على أحد، ولا تتركها فإن الآخرة لا تنال إلا بها) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" ج3/ص545].


طريق الوصول للزهد:

بما أن الزهد مقام قلبي رفيع المنزلة لأنه تفريغ القلب من التعلق بسوى الله تعالى، كان الوصول إليه أمراً هاماً يحتاج إلى جهود كبيرة ووسائل ناجعة، وأهمها صحبة المرشد الذي يأخذ بيد المريد، ويرسم له الطريق الصحيح، وينقله من مرحلة إلى مرحلة بحكمة ودراية، ويجنبه مزالق الأقدام.

فكم من أناس أخطؤوا الطريق فجعلوا الزهد غاية، ولبسوا المُرَقَّع من الثياب، وأكلوا الرديء من الطعام، وتركوا الكسب الحلال، وحسدوا أهل المال، وقلوبهم مفعمة بحب الدنيا، وهم يحسبون أنهم زاهدون. وما وقعوا في ذلك إلا لأنهم ساروا بأنفسهم بعيدين عن صحبة الدليل الخبير، وفي هؤلاء يقول المناوي رحمه الله تعالى: (فالزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد منها، وقد جهل قوم فظنوا أن الزهد تجنب الحلال، فاعتزلوا الناس، فضيعوا الحقوق، وقطعوا الأرحام، وجفوا الأنام، واكفهرُّوا في وجوه الأغنياء، وفي قلوبهم شهوة الغنى أمثال الجبال، ولم يعلموا أن الزهد إنما هو بالقلب، وأن أصله موت الشهوة القلبية، فلما اعتزلوها بالجوارح ظنوا أنهم استكملوا الزهد، فأداهم ذلك إلى الطعن في كثير من الأئمة) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" ج3/ص73].

وكم من أناس أقبلوا على الدنيا وملذاتها فشغلت قلوبهم بحبها، وعمرت أوقاتهم بجمع حطامها وهم يزعمون أنهم تحققوا بالزهد القلبي، وأنهم فهموا الزهد على حقيقته، ولو كان لهؤلاء طبيب قلبي ناصح، يكون لهم مرآة صادقة، لَكَشَفَ لهم حقيقة وصفهم، ولأرشدهم إلى سبيل الوصول إلى حقيقة الزهد.

وينبغي الإشارة إلى أن المرشدين قد يصفون لبعض تلامذتهم نوعاً من المجاهدات بغية تفريغ قلوبهم من التعلقات الدنيوية، من باب العلاج الضروري الموقت، فيطلبون منهم أكل اليسير من الطعام، أو لبس البسيط من الثياب لإخراج حبها من قلوبهم، أو يدْعونهم للبذل السخي والعطاء الكثير بغية اقتلاع صفة الشح والتعلق بالمال من قلوبهم، وهذه الأنواع من المعالجات ضرورية ونافعة ما دامت برأي المرشد وإشرافه، فهي ليست غايةً لذاتها ؛ بل هي وسيلة مشروعة للوصول إلى الزهد القلبي الحقيقي.

وما أكلُ الرسول صلى الله عليه وسلم للأطعمة البسيطة، وربطُ الحجر على بطنه الشريف من الجوع ـ رغم أن الجبال عرضت له أن تكون ذهباً ـ إلا لبيان مشروعية هذه الأعمال.

وفي هذا قال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى، وهو تربّى على يد أشياخه من العارفين: (ما أخذنا التصوف عن القيل والقال، لكن عن الجوع وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسَنات، لأن التصوف هو صفة المعاملة مع الله تعالى، وأصله التعزُّف عن الدنيا كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص158].

وقد كان المرشد الكبير سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى يوجه تلامذته في بادىء سيرهم أن يجاهدوا أنفسهم ويروضوها على الاخشيشان والصبر والتقشف، ثم بعدها ينقلهم إلى مراتب الزهد القلبي حين يستوي عندهم الأخذ والعطاء والفقر والغنى، وتفرغ قلوبهم من سوى الله تعالى.

وقد لَفَتَ السادة الصوفية الأذهانَ إلى أمور تساعد على التحقق بمقام الزهد منها:

1ـ العلم بأن الدنيا ظل زائل وخيال زائر، والرحيل منها إلى دار البقاء، إما إلى نعيم وإما إلى عذاب، فيرى الإنسان نتيجة أعماله، إنْ خيراً فخير، وإنْ شراً فشر.

عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: {ألهاكُمُ التكاثُرُ} [التكاثر:1] قال: "يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت، أو لبستَ فأبليت، أو تصدقْتَ فأمضيت" [رواه مسلم في كتاب الزهد].

وقال أبو المواهب الشاذلي رحمه الله تعالى: (عبادة المريد مع محبته للدنيا شغل قلب وتعب جوارح، فهي وإن كثرتْ قليلة عند الله تعالى).

2ـ العلم بأن وراءها داراً أعظم منها قدراً، وأجل خطراً، وهي دار البقاء، قال تعالى: {قلْ متاعُ الدنيا قليلٌ والآخرةُ خيرٌ لِمَنْ اتقى} [النساء: 77]. ولذا وجهوا أتباعهم للإعراض عن الدنيا، والتطلع إلى الحياة الآخرة، إلى الجنة ونعيمها والرغبة في الله تعالى، فساروا سيرة الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم في التضحية والإيثار ومجاهدة النفس ومغالبة الهوى دون أن تستهويهم زخارف الحياة الزائلة.

وكان شعارهم قول بعضهم:

لا تنظرنَّ إلى القصور العامرة واذكر عظامك حين تمسي ناخرة

وإذا ذكرتَ زخارف الدنيا فقل لبيكَ إنَّ العيش عيش الآخرة

3ـ العلم بأن زهد المؤمنين في الدنيا لا يمنعهم شيئاً كُتب لهم، وأن حرصهم عليها لا يجلب لهم ما لم يُقضَ لهم منها، فما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.

الخلاصة:

وصفوة القول: الزهد مقام رفيع لأنه سبب لمحبة الله تعالى، ولذا دعا إليه الكتاب والسنة، وأشاد بفضله أئمة الدين، قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" ج4/ص73].

ولذلك فإن السادة الصوفية قد تحققوا بالزهد وتدرجوا في مراتبه التي أشار إليها ابن عجيبة بقوله: (فزهد العامة: ترك ما فضل عن الحاجة في كل شيء، وزهد الخاصة: ترك ما يشغل عن التقرب إلى الله في كل حال، وزهد خاصة الخاصة ترك النظر إلى ما سوى الله في جميع الأوقات إلى أن قال: والزهد سبب السير والوصول ؛ إذ لا سير للقلب إذا تعلق بشيء سوى المحبوب) ["معراج التشوف" لابن عجيبة ص7 ـ 8].

وقد وصف الإمام النووي رحمه الله تعالى هذه الفئة الصالحة من الأمة فقال:

إنَّ لله عباداً فُطَنا طلَّقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا أنها ليس لحيٌّ سَكنا

جعلوها لُجَّةً واتخذوا صالح الأعمال فيها سُفنا

حسن الخليفه احمد
04-03-2013, 02:57 PM
- روي عن عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg: أنه حين فُتح عليه الفتوحات، قالت له ابنته حفصة رضي الله عنها: البس ألين الثياب إذا وفدت عليك الوفود من الآفاق، ومُرْ بصنعة الطعام تطعمه وتطعم من حضر. فقال عمر: يا حفصة، ألست تعلمين أن أعلم الناس بحال الرجل أهل بيته؟ فقالت: بلى.
قال: ناشدتك الله، هل تعلمين أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لبث في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع هو ولا أهل بيته غدوة إلا جاعوا عشية، ولا شبعوا عشية إلا جاعوا غدوة؟ وناشدتك الله، هل تعلمين أن النبي http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg لبث في النبوة كذا كذا سنة لم يشبع من التمر هو وأهله حتى فتح الله عليه خيبر؟ وناشدتك الله، هل تعلمين أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg قربتم إليه يومًا طعامًا على مائدة فيها ارتفاع فشقَّ ذلك عليه حتى تغير لونه، ثم أمر بالمائدة فرفعت، ووضع الطعام على دون ذلك، أو وضع على الأرض؟ وناشدتك الله، هل تعلمين أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان لا ينام على عباءة مثنية فثنيت له ليلة أربع طاقات فنام عليها، فلما استيقظ قال: "مَنَعْتُمُونِي قِيَامَ اللَّيْلَةِ بِهَذِهِ الْعَبَاءَةِ، اثْنُوهَا بِاثْنَتَيْنِ كَمَا كُنْتُمْ تَثْنُونَهَا"؟ وناشدتك الله، هل تعلمين أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg كان يضع ثيابه لتغسل فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فما يجد ثوبًا يخرج به إلى الصلاة حتى تجف ثيابه فيخرج بها إلى الصلاة؟ وناشدتك الله، هل تعلمين أن رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg صنعت له امرأة من بني ظفر كساءين إزارًا، وبعثت إليه بأحدهما قبل أن يبلغ الآخر، فخرج إلى الصلاة وهو مشتمل به ليس عليه غيره، وقد عقد طرفيه إلى عنقه، فصلى كذلك؟
فما زال يقول حتى أبكاها، وبكى عمر http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/t_20.jpg وانتحب، حتى ظننَّا أن نفسه ستخرج[1] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn1).
- روي أن بعض الخلفاء أرسل إلى الفقهاء بجوائز فقبلوها، وأرسل إلى الفضيل بن عياض بعشرة آلاف فلم يقبلها، فقال له بنوه: قد قبل الفقهاء، وأنت تردُّ على حالتك هذه. فبكى الفضيل وقال: أتدرون ما مثلي ومثلكم؟! كمثل قوم كانت لهم بقرة يحرثون عليها، فلما هرمت ذبحوها لأجل أن ينتفعوا بجلدها، كذلك أنتم أردتم ذبحي على كبر سني، موتوا يا أهلي جوعًا خير لكم من أن تذبحوا فُضَيلاً![2] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn2).
- قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم: هذا الشتاء قد هجم علينا، ولا بد لنا من الطعام والثياب والحطب. فقال لها أبو حازم: من هذا كله بد، ولكن لا بد لنا من الموت ثم البعث، ثم الوقوف بين يدي الله تعالى ثم الجنة أو النار[3] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn3).
- رؤي فضالة بن عبيد وهو والي مصر أشعث حافيًا فقيل له: أنت الأمير وتفعل هذا! فقال: نهانا رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg عن الإرفاه[4] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn4)، وأمرنا أن نحتفي أحيانًا[5] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn5).
- دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم وعليه جبة صوف، فقال له قتيبة: ما دعاك إلى مدرعة الصوف؟ فسكت، فقال: أكلمك ولا تجيبني!! فقال: أكره أن أقول زهدًا فأزكي نفسي، أو فقرًا فأشكو ربي[6] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn6).
- دخل رجل على أبي ذرٍّ فجعل يقلِّب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذرٍّ، ما أرى في بيتك متاعًا ولا غير ذلك من الأثاث. فقال: إن لنا بيتًا نوجِّه إليه مصالح متاعنا. فقال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت ههنا. فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه[7] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn7).
- قدم عمير بن سعيد أمير حمص على عمر رضي الله عنهما، قال له: ما معك من الدنيا؟ فقال: معي عصاي أتوكأ بها، وأقتل بها حية إن لقيتها، ومعي جرابي أحمل فيه طعامي، ومعي قصعتي آكل فيها وأغسل رأسي وثوبي، ومعي مطهرتي أحمل فيها شرابي وطهوري للصلاة، فما كان بعد هذا من الدنيا فهو تبع لما معي. فقال عمر: صدقت رحمك الله[8] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn8).
- مر أبو تراب النخشبي بمزين، فقال له: تحلق رأسي لله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg؟
فقال له: اجلس. فجلس، ففيما يحلق رأسه مرَّ به أمير من أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أليس هذا أبا تراب؟ قالوا: نعم.
فقال: أي شيء معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصَّته: معي خريطة فيها ألف دينار.
فقال: إذا قام فأعطه، واعتذر إليه، وقل له: لم يكن معنا غير هذه. فجاء الغلام إليه، فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام، وقال لك: ما حضر معنا غير هذه الدنانير.
فقال له: ادفعها إلى المزين. فقال المزين: أي شيء أعمل بها؟
فقال: خذها. فقال: لا والله ولو أنها ألفا دينار ما أخذتها.
فقال له أبو تراب: مر إليه، فقل له: إن المزين ما أخذها، فخذها أنت فاصرفها في مهماتك[9] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn9).

حسن الخليفه احمد
04-03-2013, 02:59 PM
- رفع رجل إلى الحسن بن علي -رضي الله عنهما- رقعة، فقال: حاجتك مقضية. فقيل له: يابن رسول الله، لو نظرتَ في رقعتِهِ ثم رَدَدْتَ الجواب على قَدْرِ ذلك. فقال: يسألني الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/u1_20.jpg عن ذُلِّ مقامه بين يدي حتى أقرأ رقعته[1] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn1).
- لقي رجل من أهل مَنْبِج[2] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn2) رجلاً من أهل المدينة، فقال: ممَّن الرجل؟ فقال: من أهل المدينة. فقال له: لقد أتانا رجل منكم يُقَالُ له: الحكم بن عبد المطلب. فأغنانا. فقال له المدني: وكيف؟ وما أتاكم إلاَّ في جُبَّة صوف؟! فقال: ما أغنانا بمال، ولكنه علَّمَنَا الكرم، فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا.
- قال عمر بن أبي سلمة: حدثني ظِئْرٌ[3] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn3) كان لنا قال: قدمت بأباعر[4] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn4) لي عشرين أو ثلاثين بعيرًا ذا المروة أريد المِيرَةَ[5] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn5) من التمر، فقيل لي: إن عمرو بن عثمان في ماله، والحسين بن علي في ماله. قال: فجئت عمرو بن عثمان، فأمر لي ببعيرين أن يحمل لي عليهما، فقال لي قائل: ويلك، ائت الحسين بن علي. فجئته، ولم أكن أعرفه، فإذا رجل جالس بالأرض حوله عبيده، بين يديه جفنة[6] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn6) عظيمة، فيها خبز غليظ ولحم، وهو يأكل، وهم يأكلون معه، فسلَّمتُ، فقلتُ: والله ما أرى أن يعطيني هذا شيئًا. فقال: هَلُمَّ، فكُلْ. فأكلتُ معه، ثم قام إلى ربيع الماء مجراه، فجعل يشرب بيديه، ثم غسلهما، وقال: ما حاجتُك؟ فقلتُ: أمتع الله بك، قدمت بأباعر أريد الميرة من هذه القرية، فذُكِرْتَ لي، فأتيتُكَ لتعطيني ممَّا أعطاك الله. قال: اذهب فأتني بأباعرك. فجئتُ بها، فقال: دونك هذا المِرْبَد[7] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn7) فأَوْقِرْهَا[8] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn8) من هذا التمر. فأوقرتُها والله ما حملتْ، ثم انطلقتُ، فقلتُ: بأبي وأمي، هذا والله الكرم[9] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn9).
- اجتمع قُرَّاء البصرة إلى ابن عباس وهو عامل بالبصرة، فقالوا: لنا جار صوَّام قوَّام يتمنَّى كلُّ واحد مِنَّا أن يكون مثله، وقد زوَّج بنته من ابن أخيه، وهو فقير وليس عنده ما يُجَهِّزُهَا به. فقام عبد الله بن عباس، فأخذ بأيديهم، وأدخلهم داره، وفتح صندوقًا، فأخرج منه سِتِّ بِدَر[10] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn10)، فقال: احملوا. فحملوا، فقال ابن عباس: ما أنصفناه، أعطيناه ما يَشْغَلُهُ عن قيامه وصيامه، ارجعوا بنا نكن أعوانه على تجهيزها؛ فليس للدُّنْيَا من القدر ما يشغل مؤمنًا عن عبادة ربِّه، وما بنا من الكِبَرِ ما لا نخدم أولياء الله تعالى. ففعل وفعلوا[11] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn11).
- حُكِيَ أنه لما أجدب الناس بمصر، وعبد الحميد بن سعد أميرهم، فقال: والله لأُعْلِمَنَّ الشيطانَ أنِّي عدوُّه. فَعَالَ محاويجَهم إلى أن رخصت الأسعار، ثم عزل عنهم، فرحل وللتُّجَّار عليه ألف ألف درهم، فرهنهم بها حلي نسائه وقيمتها خمسمائة ألف ألف، فلما تعذَّر عليه ارتجاعُها كتب إليهم ببيعها ودَفْعِ الفاضل منها عن حقوقهم إلى مَنْ لم تَنَلْهُ صِلاتُه[12] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn12).
- كان مَعْنُ بن زائدة عاملاً على العراقين بالبصرة، فحضر بابه شاعرٌ، فأقام مدَّة، وأراد الدخول على مَعْنٍ، فلم يتهيَّأ له، فقال يومًا لبعض خدَّام معن: إذا دخل الأمير البستان فعرِّفْنِي. فلمَّا دخل الأمير البستان أَعْلَمَهُ، فكتب الشاعر بيتًا على خشبة، وألقاها في الماء الذي يدخل البستان، وكان معن على رأس الماء، فلمَّا بصر بالخشبة، أخذها وقرأها، فإذا مكتوب عليها:
أَيَا جُودَ مَعْنٍ نَاجِ مَعْنًا بحاجتي *** فما لي إلى مَعْنٍ سواك شفيع[13] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn13)
فقال: مَنْ صاحب هذه؟ فدُعِيَ بالرجل، فقال له: كيف قُلْتَ؟ فقال له، فأمر له بعَشْرِ بِدَرٍ، فأخذها، ووضع الأمير الخشبة تحت بساطه، فلمَّا كان اليوم الثاني أخرجها من تحت البساط وقرأها، ودعا بالرجل فدفع إليه مائة ألف درهم، فلمَّا أخذها الرجل تفكَّر وخاف أن يأخذ منه ما أعطاه فخرج، فلمَّا كان في اليوم الثالث قرأ ما فيها، ودعا بالرجل، فطُلِبَ فلم يُوجَدْ، فقال معن: حقٌّ عليَّ أنْ أُعْطِيَهُ حتى لا يبقى في بيت مالي ولا دينار[14] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn14).
- قيل لقيس بن سعد بن عبادة: هل رأيتَ أحدًا أسخى منك؟ فقال له: نعم، نزلنا بالبادية على امرأة، فحضر زوجها، فقالت له: إنه نزل بك ضِيفَانٌ. فجاء بناقة ونحرها، وقال: شأنكم بها..
فلمَّا كان بالغد جاء بأخرى ونحرها، وقال: شأنكم بها. فقلنا: ما أكلنا من التي نحرتَ لنا البارحة إلاَّ اليسير. فقال: إنِّي لا أُطْعِمُ أضيافي الغاب. فبقِينَا عنده يومين أو ثلاثة، والسماء تمطر، وهو يفعل كذلك، فلمَّا أردنا الرحيل وضعنا له مائة دينار في بيته، وقلنا للمرأة: اعتذري لنا إليه. ومضينا، فلمَّا مَتَع النهار إذا نحن برجل يصيح خلفنا: قفوا أيُّها الركب اللئام، أعطيتموني ثمن قرايَ. ثم إنه لحقنا، وقال: لتأخُذُنَّه، وإلاَّ طعنتكم برمحي هذا. فأخذناه وانصرف، فأنشأ يقول:
وإذا أخذْتُ ثواب ما أعطَيْتُهُ *** فَكَفَى بذاك لنائلٍ تَكْدِيرا[15] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn15)
- قيل مَرِضَ قيس بن سعد بن عبادة، فاستبطأ إخوانَهُ، فسأل عنهم، فقيل له: إنهم يستحيُون ممَّا لك عليهم من الدَّيْنِ. فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة!! ثم أمر مَنْ يُنَادي مَنْ كان لقيس عليه دَيْنٌ فهو منه في حلٍّ. فكُسِرَتْ عتَبَتُه بالعَشِيِّ، لكثرة ما عاده[16] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn16).
- قال عمر بن شَبَّة: أُتِيَ مَعْنُ بن زائدة بثلاثمائة أسير، فأمر بضرب أعناقهم، فقُدِّم غلامٌ منهم ليُقتل، فقال: يا مَعْنُ، لا يُقْتَلُ أسراك وهم عطاشٌ. فقال: اسقوهم ماءً. فلمَّا شربوا قام الغلام، فقال: أيُّها الأمير، لا تَقتُل أضيافك. فأطلقهم كلُّهم[17] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn17).
- بَكَتْ عجوزٌ على ميتٍ، فقيل لها: بماذا استحقَّ هذا منكِ؟ فقالت: جاورنا وما فينا إلاَّ مَنْ تَحِلُّ له الصَّدَقة، ومات وما فينا إلاَّ مَنْ تجِبُ عليه الزكاة[18] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn18).
- عن أبي عبد الله الواقدي القاضي، قال: جاءتني جارتي يوم عرفة، فقالت لي: ما عندنا من آلة العيد شيء. فمضيتُ إلى صديق لي من التُّجَّار فعَرَّفْتُهُ حاجتي إلى القرض، فأخرج إليَّ كيسًا مختومًا فيه ألفٌ ومائتا درهم، فانصرفتُ به إلى المنزل، فما استقررت جالسًا حتى استأذن عليَّ رجل من بني هاشم، فذَكَرَ تخلُّفَ غَلَّتُه واختلالَ حاله، وحاجتَهُ إلى القرض، فدخلتُ إلى امرأتي فعجبتها من ذلك، فقالت: فما عزمك؟ قلتُ: أشاطره الكيس. فقالت: والله ما أنصفتَ، لقيتَ رجلاً سوقة فأعطاك شيئًا، وجاءك رجل له من رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg رَحِمٌ فتعطيه نصف ما أعطاك السوقة. فأخرجتُ الكيس بخاتمه فدفعتُه إليه، ومضى صديقي التاجر يلتمس منه القرض، فأخرج إليه الكيس بخاتمه، فلما رآه عَرَفَهُ فجاءني به، ثم وافاني رسولُ يحيى بن خالد يقول: إن الوزير شُغل عنك بحاجاتِ أمير المؤمنين وهو يطلُبُكَ. فرَكِبْتُ إليه، وحدَّثْتُه حديث الكيس وانتقاله، فقال: يا غلام، هات الدنانير. فجاء بعشرة آلاف دينار، فقال: خذ أنت ألفين، وأعطِ الهاشمي ألفين، وصديقك التاجر ألفين، وامرأتك أربعة آلاف دينار، فإنها أكرمكم[19] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn19).
- لما وَلَّى المنصورُ مَعْنَ بنَ زائدةَ أَذْرَبِيجَانَ قصده قوم من أهل الكوفة، فلمَّا صاروا ببابه استأذنوا عليه، فدخل الآذن، فقال: أصلح الله الأمير، بالباب وفدٌ من أهل العراق. قال: من أي العراق؟ قال: من الكوفة. قال: ائذن لهم. فدخلوا عليه فنظر إليهم معنٌ في هيئة زرية، فوثب على أريكته، وأنشأ يقول:
إذا نوبةٌ نابَتْ صديقَكَ فاغْتَنِمْ *** مرمتَهَا فالدهْرُ بالناس قُلَّبُ
فأحسنُ ثوبيكَ الذي هو لابسٌ *** وَأَفْرَهُ مُهْرَيْكَ الذي هو يركبُ
وبادِرْ بمعروفٍ إذا كنْتَ قادرًا *** زوال اقْتِدَارٍ أو غنًى عنك يُعقِبُ[20] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn20)
قال: فوثب إليه رجل من القوم، وقال: أصلح الله الأمير، ألا أُنْشِدُك أحسن من هذا؟ قال: لمن؟ قال: لابن عمك ابن هَرْمَة. قال: هات. فأنشأ يقول:
وللنَّفْسِ تاراتٌ تحلُّ بها العُرَى *** وتسخو عن المال النفوس الشحائحُ
إذا المرءُ لم ينفعك حيًّا فنفعه *** أقلُّ إذا ضُمَّتْ عليه الصفائحُ
لأيَّة حالٍ يمنعُ المرء ماله *** غدًا فغدًا والموت غادٍ ورائحُ[21] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn21)
قال معن: أَحْسَنَ والله، وإن كان الشعر لغيرك، يا غلامُ، أعطهم أربعة آلاف يستعينوا بها على أمورهم إلى أن يتهيَّأ لنا فيهم ما نريد. فقال الغلام: يا سيدي، أجعلها دنانير أم دراهم. فقال معن: والله لا تكون همَّتُك أرفع من همتي، صفِّرها لهم[22] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn22).
- قال الهيثم بن عدي: امترى ثلاثة في الأجواد، فقال رجل: أسخى الناس عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وقال آخر: أسخى الناس في عصرنا هذا قيس بن سعد بن عبادة. وقال الثالث: أسخى الناس عرابة الأوسي. فتلاحَوْا، وأفرطوا، وكثُر ضجيجهم في ذلك بفناء الكعبة، فقال لهم رجل: قد أكثرتم، فلا عليكم، يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ينظر ما يعطيه، ونحكم على العيان. فقام صاحب عبد الله بن جعفر فصادفه، وقد وضع رجله في غرز راحلته يريد ضيعة له، فقال له: يابن عمِّ رسول الله http://islamstory.com/sites/all/themes/islamstory/images/r_20.jpg. قال: قُلْ ما تشاء. قال: ابن سبيل ومنقَطِعٌ به. قال: فأخرج رجله من الغرز، وقال: ضع رجلك واستوِ على الناقة، وخذ ما في الحقيبة، ولا تحد عن السيف؛ فإنه من سيوف علي بن أبي طالب، وامض لشأنك. قال: فجاء بالناقة والحقيبة فيها مطارف خزٍّ، وفيها أربعة آلاف دينار، وأعظمُها وأجلُّها خطرًا السيف.
ومضى صاحب قيس بن سعد بن عبادة، فلم يصادفه، وعاد، فقالت له الجارية: هو نائم، فما حاجتك إليه. قال: ابن سبيل ومنقطع به. قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار، ما في دار قيس مال في هذا اليوم غيره، وامضِ إلى معاطن[23] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn23) الإبل إلى مولانا بغلامينا، فخذ راحلة مرحلة وما يصلحها وعبدًا، وامض لشأنك. فقيل إن قيسًا انتبه من رقدته، فخبرته المولاة بما صنعتْ، فأعتقها، وقال لها: ألا أنبهتني، فكنتُ أَزِيده من عُرُوض[24] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn24) ما في منزلنا، فلعلَّ ما أعطيتِه لم يقع بحيث ما أراد.
ومضى صاحب عَرَابَة الأوسي إليه، فألفاه وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو متوكئ على عبدين، وقد كُفَّ بصره، فقال: يا عرابة. قال: قُلْ ما تشاء. قال: ابن سبيل، ومنقطع به. قال: فخلَّى عن العبدين، ثم صفَّق بيده اليمنى على اليسرى، ثم قال: أوه أوه، والله ما أصبحت ولا أمسي وقد تَرَكَتِ الحقوقُ لعرابة من مال، ولكن خذهما. يعني العبدين، قال: ما كنت بالذي أفعل، أقصُّ جناحيك!! قال: إن لم تأخذهما فهما حُرَّان، وإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ. وأقبل يلتمس الحائط بيده، قال: فأخذهما وجاء بهما. قال: فحكم الناس على ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وإن ذلك ليس بمستنكر له، إلاَّ أن السيف أجلُّها، وأن قيسًا أحد الأجواد حكَّم مملوكة في ماله بغير علمه، واستحسانه ما فعلته، وعتقه لها، وما تكلم به، وأجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي؛ لأنه جهد من مقلٍّ[25] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn25).
- قال رجل لحاتم: هل في العرب أجود منك؟ قال: كل العرب أجود مني. ثم أنشأ يحدث، قال: نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، وكانت له مائة من الغنم، فذبح لي منها شاة، وأتاني بها، فلما قرب إلي دماغها، قلت: ما أطيب هذا الدماغ! قال: فذهب فلم يزل يأتيني منه، حتى قلت: قد اكتفيت. قال: فلما أصبحنا فإذا هو قد ذبح المائة شاة، وأبقى لا شيء له. قال الرجل: فقلت له: ما صنعتَ به؟ قال: ومتى أبلغ شكره، ولو صنعت به كل شيء؟ قال: على ذاك. قال: أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي[26] (http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5#_ftn26).