مشاهدة النسخة كاملة : رحيل فنان أفريقيا الأول الأستاذ محمد وردي ...
محمد عبده
02-19-2012, 11:40 AM
رحيل الهرم النوبي الشامخ محمد عثمان وردي
http://www.sudanradio.info/arabic/uploads/img4befb7e9edb07.jpg
الفنان الراحل محمد وردي ...
الخرطوم - مقابر فاروق - محمد عبد الله .
فجعت الأمة السودانية أمسية السبت 18/2/2012م برحيل واحد من أعمدة الغناء والموسيقى في السودان الهرم النوبي الشامخ الأستاذ محمد عثمان وردي بعد عمر ناهز 79 عاماً ، بعد حياة فنية حافلة أستمرت لأكثر من نصف قرن ، إثر عله لم تمهله طويلاً ، وقد كان طريح الفراش بمستشفى فضيل وبعده نقل الى السلاح الطبي حيث فاضت روحه هناك ، وتقاطرت الجماهير صباح الأحد لمقابر فاروق بالخرطوم وهي تواري ثرى الفنان محمد وردي ، وبفقدانه فقد الفن في السودان والوطن العربي وأفريقيا ركن من أركانه المتينة ، وبكاه الجميع رجالاً ونساءً وشباباً ، الا رحم الفنان محمد وردي بقدر ما قدم لهذا الوطن العزيز وبقدر ما أعطي ، حيث كان وطنياً خالصاً فقد نعاه الجميع ... نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجعل مثواه ومتقلبه الجنة ...
http://up.khatmiya.com/uploads/13296360381.jpg (http://up.khatmiya.com/)
http://up.khatmiya.com/uploads/13296360382.jpg (http://up.khatmiya.com/)
http://up.khatmiya.com/uploads/13296360383.jpg (http://up.khatmiya.com/)
ومن مقابر فاروق بالخرطوم كان المشهد ...
محمد عبده
02-19-2012, 11:41 AM
http://up.khatmiya.com/uploads/13296360385.jpg (http://up.khatmiya.com/)
http://up.khatmiya.com/uploads/13296360384.jpg (http://up.khatmiya.com/)
محمد عبده
02-19-2012, 11:46 AM
http://up.khatmiya.com/uploads/13296374511.jpg (http://up.khatmiya.com/)
جثمان الراحل وهو يحمل على الاعناق ...
http://up.khatmiya.com/uploads/13296374512.jpg (http://up.khatmiya.com/)
لحظة مواراته الى الثرى ...
http://up.khatmiya.com/uploads/13296374513.jpg (http://up.khatmiya.com/)
الكل أبكاه ...
محمد عبده
02-19-2012, 11:49 AM
http://up.khatmiya.com/uploads/13296374514.jpg (http://up.khatmiya.com/)
http://up.khatmiya.com/uploads/13296374515.jpg (http://up.khatmiya.com/)
لحظة دخول الجثمان إلى القبر ...
محمد عبده
02-19-2012, 11:55 AM
نسال الله أن يغفر له ويرحمه بقدر ما قدم لهذا الوطن العظيم ...
ABDEL GADIR SULIMAN
02-19-2012, 12:00 PM
رحم الله رحمة واسعة والهم اله والشعب السودانى الصبر الجميل وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
عبدالله محجوب افندي
02-19-2012, 12:01 PM
اللهم انك رؤوف رحيييييييم اكرم نزله يا الله اكراما لاسمه
واكرم نزله يا الله بقدر ما ابـدع واطـرب واشـجى واســعد
وعامله بما انت اهل ياالله فانك اهل التقوى واهل المغفرة
واحسن عزاء اهله وعاشقيه واجعل خير البركة في عقبه
(انا لله وانا اليه راجعون)
اسراء معتصم
02-19-2012, 12:37 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون
سراج الدين احمد الحاج
02-19-2012, 12:55 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة وألهم آله والشعب السودانى الصبر الجميل ..
محمد الحسن محمد محمدأحمد
02-19-2012, 01:13 PM
الارحم الله الفقيد الموسيقار الكبير الاستاذ محمد عثمان وردى...
اذكر فى القاهرة قبل سنوات وفى زفاف احدى كريمات السيد ابراهيم ابن السيد بكرى الميرغنى رحمه الله عندما حضر للغناء فى تلك المناسبة رفض ان يتقاضى مليما واحدا من السيد ابراهيم وقال لى انت لا تعرف العلاقة بينى وبين السيد ابراهيم الميرغنى ..وقال هم ساداتى المراغنة وكفى وفرحهم فرحى ........
كما كانت للراحل الكبير ايضا علاقة مميزة مع السيد عبدالله بن السيد بكرى الميرغنى رحمه ..وكان الاستاذ محمد وردى يزور السيد عبدالله كلما حضر للخرطوم وكان يناديه بابوهاشم ...
ايضا امتدت جذور هذه العلاقة الى شقيقتهم السيدة الشريفة اسيا السيد بكرى الميرغنى وكان اخر لقاء جمع الاستاذ الراحل المقيم محمد عثمان وردى مع السيدة الشريفة اسيا بالدوحة قبل عدة سنوات عندما حضر لمتابعة فحوصه الطبية وعندما علم بتواجدها اصر على مقابلتها وزيارتها ..
علما بان العلاقة الخاصة الرفيعة التى تربطه باسادة المراغنة الكرام عموما وال السيد بكرى الميرغنى خصوصا تعود الى الستينات من القرن الماضى عندما ذهب الاستاذ محمد وردى الى كرن بارتيريا وقد اكرم اكراما كبيرا من قبل ال السيد بكرى الميرغنى بل وتشرف بالاقامة فى منزل السيد بكرى الميرغنى بكرن و تسال الله ان يغفر له وبرحمه ويتقبله قبول حسن وان يجعل البركة فى ذريته..
هذا وقد توجهت السيدة الشريفة اسيا الميرغنى والتى تتواجد بالدوحة هذه الايام بالتعازى الصادقة الى اسرة وذوى الراحل المقيم الاستاذ محمد وردى سائلة الله الكريم ان يرحمه ويتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وانا لله وان اليه راجعون ولا حول ولاقوة الابالله العلى العظيم .....
شكرى للاستاذ محمد عبده على هذه الصور التى لم اشاهدها حتى الان الاعبر المنتدى ..
محمد حامد
02-19-2012, 01:20 PM
إنا لله وإنا اليه راجعون
له الرحمة والمغفرة ولاهله الصبر الجميل
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي
02-19-2012, 01:44 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته
الا رحم الله عملاق الاغنية الوطنية غنى لوطنه بحب وغيره ولاننسى حينما يشدوباغنيته الوطنية فى حضرة جنابك يطيب الجلوس فيجلس على الارض معبرا عن مدى حبه لوطنه كان وطنى غيور بجانب فنه ناضل بالداخل والخارح تغمد الله الفقيد الدكتور محمد وردى بواسع رحمته والهم اله وزويه حسن العزاء وانزله الله منازل الصدقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا .وأنا لله وانا اليه راجعون
محمد عبده
02-19-2012, 03:50 PM
الا رحم الله عملاق الاغنية الوطنية غنى لوطنه بحب وغيره ولاننسى حينما يشدوباغنيته الوطنية فى حضرة جنابك يطيب الجلوس فيجلس على الارض معبرا عن مدى حبه لوطنه كان وطنى غيور بجانب فنه ناضل بالداخل والخارح تغمد الله الفقيد الدكتور محمد وردى بواسع رحمته والهم اله وزويه حسن العزاء وانزله الله منازل الصدقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا .وأنا لله وانا اليه راجعون
http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s320x320/398656_235198019902857_100002379824681_509443_1769 85935_n.jpg
علي الشريف احمد
02-19-2012, 04:03 PM
http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/406994_2656951516034_1623244002_2065714_225879920_ n.jpg
محمد عبده
02-19-2012, 04:27 PM
ومن داخل مقابر فاروق بالخرطوم أثناء مراسم تشييع الراحل محمد وردي كان لمنتديات الختمية وصحيفة للإتحادي لقاءات مع بعض رموز الفن والثقافة والكتابة فماذا قالوا عن رحيل قيثارة الكلمة والفن الفنان محمد عثمان وردي .
http://www.sudanway.sd/characters/17.jpg
التجاني حاج موسى – شاعر
كل مفردات اللغة تعجز عن التعبير عن الحزن في هذه اللحظة ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، وتظل حقيقة الموت هي الحقيقة الكبرى ، وكلنا راحلين ، ولكن رحيل وردي ليس ككل رحيل فقد رحل ووضع بصمة واضحة على مر الأجيال ، حيث تجاوز صيته حدود الوطن ، وأعلم علم اليقين أن هناك ملايين الناس من الأفارقة ومن العرب يعيشون معنا هذه اللحظات، سيظل وردي خالداً فينا على مر الأزمان مثلما ظل فنه خالداً ، كخليل فرح .
http://up.khatmiya.com/uploads/13296544151.jpg (http://up.khatmiya.com/)
ضياء الدين بلال – رئيس تحرير حيفة السوداني
رحيل وردي حدث جلل ، وهذه الحشود التي امامنا توضح وبصورة كبيرة مدى مكانة وردي في قلوب السودانيين بمختلف انواعهم ، ومحمد وردي نقطة إجماع لكل السودانيين لانه غنى للوطن وغنى لتراب الوطن ، ومحمد وردي هو الثابت وهو المتفق عليه ، وبرحيله فقد السودان واحد من عمالقة الفن والموسيقى وصرحاً من صروح الغناء ، ويكفي فخراً بأن ذاع صيته وشهرته بلاد العالم باكملها ليصبح سفيراً دائماً للسودان بالمحافل الدولية
هشام يحى – أمدرمان .
وردي فنان لم يتكرر ، وردي أعطى لهذا الوطن ما لم يعطه أحد وما لم يعطه فنان آخر ، محمد وردي علمنا حب الوطن والتغني للوطن ، فهو جمال عبد الناصر السودان ، ومما علمنا له حب هذا الوطن لم نتعلمه من أحد ، وقد كانت حفل راس السنة هو آخر حفل له ، وردي كان عظيماً شامخاً ، الا رحم الله محمد وردي وجعل الجنة متقلبه ومثواه .
عادل سيد أحمد – رئيس تحرير صحيفة الوطن
فقد السودان اليوم واحداً من عمالقة الكلمة وصرحاً من صروح الغنى على نطاق الدنيا كلها ، وقد حقق للسودانيين بأن لهم سفيرا متجولاً ملأ الافاق وقدم أعظم رسالة نقلها لكل الإنسانية ، رحل عن دنيانا الفانية قيثارة الكلمة وإنشودة الخير الفنان القامة الإمبراطور الهرم محمد وردي .
http://www.akhirlahza.sd/akhir/images/stories/2011/09/bagir.jpg
الباقر أحمد عبد الله – رئيس تحرير صحيفة الخرطوم والقيادي الإتحادي السابق
اليوم يخيم الحزن على الشعب السوداني بفقده واحد من علامات الفن والإبداع المميزة في مسيرة الشعب السوداني ، وردي قدم فنه لهذا الشعب العظيم وغنى للوطن ، وردي بفنه عمل على تلاقي اهل السودان وتوحيد أهل السودان بفضل الكلمة وحب الوطن .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS4zY26OK68Xs6JLpytmXkxImu8zHESN 3TxZzFO2mzLJNpa7RMtSA&t=1
الفنان حمد الريح
رحيل الفنان الكبير محمد وردي هو فقد للسودان كله ، وذلك بقدر ما أعطى وبقدر ما أدى من غنا أستطاع به أن يغرس حب الوطن وتراب هذا الوطن الخالد للشعب السوداني قاطبة ، ولا نملك إلا ما نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، وهو فقد جلل وفقد كبير على أهل السودان ، نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يصبر الشعب السوداني على هذا الفقد .
علي الخليفة عمر
02-19-2012, 04:38 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ......رحمه الله رحمة واسعة
إبراهيم ميرغني
02-19-2012, 06:14 PM
الارحم الله الفقيد الموسيقار الكبير الاستاذ محمد عثمان وردى...
اذكر فى القاهرة قبل سنوات وفى زفاف احدى كريمات السيد ابراهيم ابن السيد بكرى الميرغنى رحمه الله عندما حضر للغناء فى تلك المناسبة رفض ان يتقاضى مليما واحدا من السيد ابراهيم وقال لى انت لا تعرف العلاقة بينى وبين السيد ابراهيم الميرغنى ..وقال هم ساداتى المراغنة وكفى وفرحهم فرحى ........
تسال الله ان يغفر له وبرحمه ويتقبله قبول حسن وان يجعل البركة فى ذريته
شكرى للاستاذ محمد عبده على هذه الصور التى لم اشاهدها حتى الان الاعبر المنتدى ..
رحمه الله رحمة واسعة والكلام القالوا دا:
(هم ساداتى المراغنة وكفى وفرحهم فرحى) ....... بيشفع ليهوينفعوا في قبره دا غير حب الناس له وشهادتهم بصفائه
عمر بن عبد العزيز السقادي
02-19-2012, 06:23 PM
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعل في قبره الضياء والنور والسعة والسرور من يومنا هذا الي يوم النشور .
لقد كان الفنان القامة الدكتور محمد وردي من القامات السامقة في هذا الوطن وكان من عشاق الديمقراطية وكان من عشاق الحرية ومن القلائل الذين رفضوا الركوع والخنوع لرياح الديكتاتورية العنيفة ولعله شرد وطورد من أجل ذلك سنين عددا فكان يمثل ذلك الجيل المناضل والمحارب من أجل الحرية ذلك النضال الذي إستطاع الدكتور محمد عثمان وردي أن يجسده في تلك اللوحة الفنية الرائعة والتي إستطاع بها أن يهز عرش الطغاة والجبابرة ولقد أعجبني جدا هذا الموضوع غير المستغرب من الأستاذ محمد عبده وقد استأنست أيما استئناس لدعوات وتعليقات الإخوة بالمنتدي خاصة ذلك الربط الذي أورده الأستاذ محمد الحسن ود شيخنا والذي أكد به محبته لساداتنا المراغنة تلك المحبة التي نسأل الله عزوجل أن يبلغه بها مرتبة ( سلمان منا أهل البيت ) ولي رأي أن ينقل هذا الموضوع إلي منتدي الحزب الإتحادي الديمقراطي لأن الدكتور محمد وردي كان سياسيا بمعني الكلمة وكان مناضلاً بمعني الكلمةولا يزال عشاق الحرية والإنعتاق يرددون تلك الأناشيد العالقة بذهن الشعب السوداني والتي سوف تبقي الدكتور محمد عثمان وردي مثالا حيا لإنسان عاش ومات من أجل الحرية والديمقراطية .
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ..
محمدمصطفى عيسى
02-19-2012, 07:41 PM
كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة
صدق الله العظيم
كل ابن انثى وان طالت سلامته ’’’’’ يوما على الة حدباء محمول
وان كانت الدنيا تدوم لاهلها ،،،، لكان رسول الله حيا وباقيا
هذا هو حال الدنيا فإنالله وانااليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة والهم اله وذويه الصبروالسلوان
محمد عبده
02-19-2012, 08:31 PM
الارحم الله الفقيد الموسيقار الكبير الاستاذ محمد عثمان وردى...
اذكر فى القاهرة قبل سنوات وفى زفاف احدى كريمات السيد ابراهيم ابن السيد بكرى الميرغنى رحمه الله عندما حضر للغناء فى تلك المناسبة رفض ان يتقاضى مليما واحدا من السيد ابراهيم وقال لى انت لا تعرف العلاقة بينى وبين السيد ابراهيم الميرغنى ..وقال هم ساداتى المراغنة وكفى وفرحهم فرحى ........
تسال الله ان يغفر له وبرحمه ويتقبله قبول حسن وان يجعل البركة فى ذريته
شكرى للاستاذ محمد عبده على هذه الصور التى لم اشاهدها حتى الان الاعبر المنتدى ..
الرحمة والمغفرة لروح فقيد الوطن الانسان الفنان الكبير محمد عثمان وردي بقدر ما قدم لهذا الوطن ولهذا الشعب .
نعم أخي محمد الحسن وقبل ان اذهب الى العمل توجهت صوب مقابر فاروق حتى نحضر تلك اللحظات التاريخية وننقلها لكم عبر هذا المنتدى لننال سبق المشاركة هذه اللحظات الحزينة التي مرت على الشعب السوداني ...
الهاشمي
02-19-2012, 08:56 PM
اللهم ارحمه و اغفر له الرجل كان وطنيا و مسالما
محمد عبده
02-19-2012, 09:09 PM
http://sudaneseonline.org/cs/cfs-file.ashx/__key/CommunityServer.Blogs.Components.WeblogFiles/articles/Mohamed_2D00_Wardi.PNG
رحمك الله فنان افريقيا الأول محمد وردي بقدر ما قدمت لهذا الوطن العظيم ....
محمد عبده
02-19-2012, 09:11 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2012/2/19/1_1113026_1_34.jpg
جثمان الراحل مغطى بعلم السودان ، الذي تغنى له وصدح بصوته الشجئ ....
محمد عبده
02-19-2012, 09:12 PM
http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s720x720/403199_280506458686761_100001822263142_741095_6943 78778_n.jpg
محمد عبده
02-19-2012, 09:21 PM
والقيود إنسدلت ... جدلة َ عـُرس ٍ في الأيادي
كتب صلاح الباشا
نعم .. عشنا منذ صبانا إنتشاءات عالية المقام ونحن نفجر أول ثورة الشعبية في التاريخ الإنساني في 21 أكتوبر 1964م بعد الثورة الشعبية الفرنسية التي حدثت في القرن الثامن عشر الميلادي ( 1789 – 1799 ) برغم أن أسباب الإنتفاضتين ( الفرنسية والسودانية ) مختلفتان ، فالثورة الفرنسية مثلا كانت أسباب إندلاعها حسب الوقائع التاريخية كالتالي : (كان مجتمع فرنسا على شكل هرم تراتبي يوجد في قمته طبقة النبلاء الذين لا تزيد نسبتهم عن 1.5% من السكان ثم تأتي طبقة الإكليروس المستفيدين من عدة امتيازات فهم يحتكرون حوالي 22% من الاراضي الزراعية المنتجة كما انهم معفوون من الضرائب، ثم الطبقة الثالثة العريضة والتي تتشكل من البروليتاريا الناشئة المحرومة من المشاركة السياسية ، وتمثل هذه الطبقة الكادحة أسفل الهرم ، وكانت تعاني من ثقل الضرائب وأعمال السخرة ، لكن كانت هناك ضرائب العشور التي تفرض على الفلاحين وهي مقاسمتهم النقود أو الارباح من جني المحاصيل مما جعلهم أول طبقة من الثوار الحاقدين على قيادة فرنسا وعلى لويس السادس عشر حاكم زمانه .) .. أما ثورة أكتوبر 1964م السودانية فكانت تنطلق من مفاهيم أخري ومطلوبات أخري ولأسباب تختلف كثيرا عن الفرنسية ، وينحصرها جلها في المطالبة بالحريات السياسية وبإيجاد الحل السلمي الديمقراطي لمشكلة الجنوب التي بدأت تتمدد وقتذاك ، وهذا وحده يوضح أن الطبقة الوسطي في السودان هي التي تشكل مركز الوعي السياسي وقيادة المجمتع ، وأن الراحل المقيم المسيقار محمد وردي يمثل أحد أهم أركان هذه الطيقة الوسطي التي تقود المجتمع السوداني وبإيمان مطلق منه بهذ الدور ، برغم ما سببه له من متاعب في مختلف الحقب السياسية التي مرت علي بلادنا.
كان إنشاد وردي للأكتوبريات هي التي كانت تعمل علي ترسيخ القيم الوطنية الرفيعة في أذهان الجماهير ، وبما أن وردي الذي إنطلق فنيا وبسرعة البرق خلال الأربع سنوات الأولي من قبوله مغنيا بإذاعة هنا أم درمان في العام ( 1957م ) فإن تمدد غنائه الذي شغل كل أهل السودان بصوته الجديد الذي يتفجر حنية وتطريب ، فضلا علي التأليف الموسيقي لأغنياته التي كانت تنافس بعضها البعض ، فإن كل ذلك قد مهد له الطريق كي تسكن أناشيده الأولي داخل وجدان أهل السودان .
إن الحديث عن إمبراطور الغناء الأفريقي يطول ويطول ، والتجربة الوردية الفنية تحتاج جهدا متواصلا في عملية التوثيق لكل أعماله الموسيقية ، حتي نضع للأجيال القادمة تراثا مكتوبا يعمل علي الحفاظ علي الهوية الفنية السودانية ، خاصة وأن الراحل المقيم الموسيقار محمد وردي قد إتصف بالجدية في تنفيذ الأعمال الفنية ، وظل يبحث عن الجديد في التأليف الموسيقي ، بمثل بحثه الدؤوب عن المفردة الشعرية الجديدة أيضا والتي وجدها بالكامل عند مجمل شعرائه الذين تغني لهم وفق قناعات محددة تجعله يهتم جدا بإبرازها للناس وتتميز بموسيقاها لتخاطب الأحاسيس تماماً .
وتبقي أعمال وردي سواء الوطنية منها أو العاطفية بحيرة كبري لا ينضب معينها مدي الدهر ، ذلك أن أي أغنية من أغنياته تنافس بعضها البعض ، وهذا ما جعل وردي يصرح من وقت لآخر بأنه ينافس نفسه فنياً ، وهذا لعمري تعبير فيه زخم كثيف من الصدق نحو الإهتمام بالمسؤولية الفنية في مضامين رسالته التي آمن بها حتي رحيله بالأمس ، حيث يؤمن وردي إيمانا ً تاماً بالدور الإجتماعي للفنان نحو مجتمعه ، فالفنون هي التي تقود المجتمع وليس العكس . وهكذا كان وردي يري أنه لابد للفنان أن يحس بآلام مجتمعه وبمعاناة شعبه ، وهو ما ظل ينادي به ويجاهر ، ولم يكن يهتم كثيرا بالنتائج التي كنت دائماً تعمل علي عرقلة مشواره الفني ، لكنه ظل يتخطي كل الحواجز التي توضع في طريق مسيرته الفنية ، فيخرج من المعتقلات المختفلة ليواصل إنشاده لشعبه دون تردد أو وجل .
هكذا كان هرم أفريقيا الفني وإمبراطور الغناء الأفريقي كله الذي تربع علي عرشه وعلي مدي أكثر من نصف قرن من الزمان .... وأبداً ما هنت يا سوداننا يوما علينا... وإلي اللقاء.... ونلتقيك اليوم ياوطني لقاء الأوفياء ، لنظل نعيش معك يا وردي حلو تطريبك في زمن ماشي وزمن جايي وزمن لسه
مأمون الشيخ
02-19-2012, 09:25 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا "إنا لله وإنا إليه راحعون".. والشكر للأخ محمد عبده على هذا العمل..
bet alkhalifa
02-19-2012, 11:09 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وأرحمه برحمتك الواسعة يا ذو الجلال والإكرم
واكرم نزله واسكنه عندك فى فسيح الجنان يا عزيز ويارحمن ....
لك الشكر الجزيل محمد عبده على النقل والمتابعة ....
عوض حسن خوجلي
02-20-2012, 12:15 AM
اللهمَّ زد في إحسانه وتجاوز عن سيئآته وأدخله الجنَّة برحمتك.
محمد عبده
02-20-2012, 09:35 AM
وداعاً يا أمير الحسن
أيمن مبارك أبو الحسن
الشعوب تحتفي برموزها لا تجهلهم، فهي تحفظ ذاكرة مشعة لا تنطفي. والشعوب وفيــة لكل من ترك أثراً لديها. وهذا الحال للرموز التي لا ترقى أن تكون أسطورة.. فكيف الأمر إذا تجاوزت هذه الرموز من مجرد الرمز إلى أسطورة حقيقية.
عندما رحل الزعيم جمال عبد الناصر خرجت مصر عن بكرة أبيها في جنازة مهيبة ما تزال الذاكرة المصرية تحفظها. وعندما رحلت أم كلثوم وعبد الحليم وقبلهم غاندي وتشرشل ظهرت مكانة هؤلاء لدى شعوبهم.
ومحمد وردي لا يقل أثراً وتأثيراً عن هؤلاء. هو أسطورة تكفي للإحتفاء، وأيقونة متوهجة سطع نورها في سماء الفن اكثر من خمسين عاماً دون أن يخفت بريقها، أو يضعف. محمد وردي الفنان الأسطورة ... ليس مجرد مغني، هو ذاكرة لعصر كامل ، كان شاهداً عليه ومشاركاً فيه ومتفاعلاً معه. محمد وردي مثل الوطن ظل شامخاً صامداً لم يبدل مواقفه أو يتزحزح عنها. حافظ على مبادئه وجاهد للمنافحة عنها، فأحترمه مناهضوه قبل مريديه. ومن ذاك غير محمد وردي... أيقونة الفن والتاريخ وذاكرة شعبه. عطاء غير محدود لأكثر من خمسين عاماً كانت كفيلة أن تشكل الوجدان السوداني وتصوغ خارطته الإبداعيـة.
محمد وردي جسد الصورة المثلى للفنان الحقيقي، وهي صورة بالضرورة ألا تنفصل عن الجانب الإنساني والأخلاقي، وارتباط الفنان بقضايا شعبه وهمومه، لا ينفصل عنها أو يبتعد منها حتى إن ناله من ذلك رزاز النقد ومحاولات التشويه لهذه المواقف الإنسانية التي لم يملك منها فكاكاً ... لأنه فنان إنسان.
عندما نقف على أي تجربة وتحديد عبقريتها ربما لن نجد معياراً للتقييم أكثر من معيار خلود التجربة. شكسبير كان عبقرياً ومعيار هذه العبقرية هو خلود أعماله التي تناقلتها الأجيال واحداً بعد الآخر ... لم تجد الأجيال اللاحقة صعوبة في استيعاب أعماله أو الاستمتاع بها... وذلك هو سر العبقرية.
ومحمد وردي تجلت عبقريته في خلود أعماله، فصارت صالحة لكل الأجيال. فنانون كثيرون عبروا على ساحة الفن فأخذوا زمنهم ثم مضوا لكنهم لم يفلحوا أن يخلدوا أعمالهم للأجيال الجديدة، فظلت أعمالهم حبيسة لجيلهم دون أن تخترق أجيالاً لاحقة. لكن عبقرية وردي تتجلى أن معجبيه هم الشباب والأطفال والشيوخ.
عبقرية وردي تتمظهر كذلك في تمكنه من إختراق الأذن السودانيـة في كل مكان بهذه الأرض... هو فنان السودانيين –كلهم- بتنوعهم الإجتماعي والعرقي والجهوي. وردي الصوت المتفرد والكلمة المتفردة، والقضايا الكبرى بعيداً عن المزايدة والهتافية. كان دائماً يقول أنه يغني للوطن، وينتمي لحزب الغلابة والمساكين والشعب، وهو سر آخر من أسرار العبقرية التي لن تتاتى إلا لوردي.
صحيح أن الشعوب تحتفي برموزها، لكنها لا تحزن لرحيل هذه الرموز إلا إن كانت فوق العادة تضعها في مصاف الأساطير مثل الراحل محمد وردي، فقد عم الحزن كل أرجاء السودان حاضره وبواديه ... ريفه ومدنه.. بل حتى النخيل قد مالت أعسافها حزناً على الفقد الجلد كما عبر عن ذلك بصدق أحد أصدقاء الراحل بقريته صوادرة.
برحيل وردي يفقد السودان هرماً من أهراماته، وأيقونة ساطعة كان شعاعها يضيء تاريخنا وحاضرنا. رحم الله محمد وردي وأبدله داراً خيراً من داره ... رحمه الله بقدر ما أسعد هذا الشعب وبقدر الفرح الذي تمدد لوجداننا وانداح لمسام مشاعرنا.
محمد الحسن محمد محمدأحمد
02-20-2012, 12:52 PM
http://www10.0zz0.com/2012/02/19/08/423586228.jpg
محمد الحسن محمد محمدأحمد
02-20-2012, 12:53 PM
http://www10.0zz0.com/2012/02/19/08/814393211.jpg
محمد الحسن محمد محمدأحمد
02-20-2012, 12:54 PM
http://www7.0zz0.com/2012/02/19/09/480498259.jpg
محمد الحسن محمد محمدأحمد
02-20-2012, 12:55 PM
http://www7.0zz0.com/2012/02/19/09/795250917.jpg
تروح بلاد تلقى فيها النيل بيلمع في الظلام
ذي سيف مجوهر من نجوم من غير نظام
اللهم ارحمه فإنا نحبه
محمد عبده
02-20-2012, 05:19 PM
من غير ميعاد.. السودان يشيع الامبراطور في موكب مهيب
الخرطوم: عبد الرحمن جبر
شيعت البلاد صباح أمس أمبراطور الأغنية السودانية و الافريقية الفنان محمد عثمان وردي في موكب مهيب تقدمه السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، وعدد من الوزراء، وقيادات القوات المسلحة والشرطة، وزملاء الراحل من أهل الإبداع، وجماهير غفيرة من أبناء الشعب السوداني، وتمت مواراة جثمانه الثرى بمقابر فاروق بالخرطوم.
ü ولد محمد وردي في العام 1932م في بلدة «صوارده» إحدى قرى شمال السودان، وهي من أكبر مناطق السكوت بمحافظة حلفا التابعة لولاية دنقلا.. بدأ حياته بالتعليم وتدريس الطلاب، واتجه بعد ذلك للغناء، وسطر الفرعون وردي اسمه بأحرف من ذهب في مسيرة الأغنية السودانية، عبر عطاء مدهش امتد لأكثر من خمسين عاماً، جسد خلالها معاني الوطنية عبر أعمال شكلت الوجدان السوداني، منها «يا شعباً لهبك ثوريتك- أكتوبر الأخضر- يا شعباً تسامى- بنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي- عرس السودان- وطنا بي اسمك كتبنا ورطنا- عرس الفداء» وغيرها من الأعمال التي دعمت ثورة أكتوبر، وثورة أبريل، وعبرت عن معاني الوطنية الحقيقية، كما أثرى الفرعون وألهب القلوب عبر أعماله العاطفية التي تعتبر مصدر فخر لكل أبناء السودان، ومازال صداها يتردد حتى الآن مثل «أعز الناس- الطير المهاجر- هجرة عصافير الخريف- أقابلك- يا بلدي يا حبوب» وغيرها من الدرر الغنائية، كما تغنى وردي باللغة العربية كان هناك نصيب في مسيرته الفنية للأغنية النوبية التي تعبر عن انتمائه النوبي بايقاعات أهله، بالإضافة إلى تفرده في التلحين، فهو موسيقار لا يشق له غبار، ولا ننسى جوانبه الإنسانية العظيمة، لذلك لم يكن غريباً أن تنهمر الدموع من بين عيون الرجال والنساء، تعبر عن حزن قومي وفاجعة وطنية عصيبة على السودان وأهله.
«إنا لله وإنا إليه راجعون» لا نملك إلا أن نقول هذا.. بهذه الكلمات عبر الفنان حمد الريح رئيس اتحاد المهن الموسيقية، فوردي هو فقد غير عادي، وفقده كل السودان وخارجه، ونسأل له الله الرحمة.
وعجز لسان الفنان شرحبيل أحمد عن وصف للموقف، وقال هذه هي إرادة الله تعالى، وردي فنان سيكون خالداً في قلوبنا وقلوب كل السودانيين، وهو اخونا وصديقنا.
وعبر رفيق درب الراحل الشاعر إسحق الحلنقي عن حزنه، وقال إن فقد وردي هو فقد عظيم، فقد عاش سفيراً للجمال السوداني في أي مكان في الدنيا، والسودان فقد شمساً كانت تشرق غير الشمس التي نعرفها ونسأل الله له الرحمة.
وقال السفير اليمني الدكتور صلاح علي أحمد العنسي: محمد وردي لم يكن حكراً على السودان فقط، وانقل عبر صحيفة «آخر لحظة» تعازي الشعب اليمني للشعب السوداني في هذا الفقد الجلل، فوردي كان يحب اليمن، وفي آخر لقاء لي معه طلب مني أن ابلغ تحياته للشعب اليمني الذي أحبه جداً، فقد احسنوا استقبالي وكأني وسط أهلي.
ü وذكر الأستاذ محمد خير فتح الرحمن مدير قناة الشروق الفضائية أن البلاد فقدت وردي، وهذا التشييع الضخم له، يعكس جزءاً مما يشكله في الوجدان السوداني بكل اختلافاتهم، توحدوا اليوم عند مقبرة وردي وهو فقد جلل.
ü وبكى الفنان كمال ترباس وقال: فقدنا الموسيقار الفنان الدكتور وردي «ديناصور» الأغنية السودانية، وأعزي كل الشعب السوداني في وفاته.
ü وقال الموسيقار حافظ عبد الرحمن وردي رمز مميز أثرى الأغنية والفن السوداني، ورسم أشياء قوية يصعب تجاهلها بالجمال والقوة، وترك بصمات جميلة على الناس أن يهتدوا بها وأدى رسالته على أكمل وجه.
ü الفنان عثمان مصطفى قال: إن هذا يوم حزين فقد فجع الشعب السوداني برحيل هذا القامة والرقم الذي يصعب تجاوزه، لما قدمه لهذا الشعب وليس بمقدورنا الحديث عنه، لأن أعماله هي التي تتحدث عنه، ووردي لا نقيمه نحن فهو أستاذ الجميع رحمه الله.
ü دكتور راشد دياب قال: وردي فنان بمعنى الكلمة ونتألم لفراقه، لأنه فنان شامل ويدافع عن حقوق الناس وحرياتهم، وله أهداف بعيدة جداً من أجل الوطن، وأحس بأنه يمثل تاريخ الثقافة السودانية الغنائية والطرب الأصيل، فهو قبل كل ذلك إنسان يحب مهنة الفن وأعطاها قيمة بتعبيره عن وجدان الشعب السوداني بصدق، فقد دفع حياته خادماً لوطنه واعزي كل الشعب السوداني فيه.
ü وقال الشاعر محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية، فقدنا فناناً عظيماً وشاملاً ومطرباً كبيراً من الجيل العظيم، وهو فنان غني عن التعريف وترك إرثاً جميلاً، من الغناء السليم والمعافى، الوطني والعاطفي، وسوف يظل بيننا بابداعه سيكون مدرسة لمن بعده.
ü وذكر الأستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ أن وردي هو هرم من اهرامات السودان التي رفعت اسمه داخلياً وخارجياً، نسأل له الله الرحمة.
ü وأشار الأستاذ مكي سنادة إلى أن وردي له تأثير عظيم جداً على وجدان الأمة الافريقية كلها، تأثروا بأعمال وردي، نعم رحل عن دنيانا ولكنه باقٍ فينا.
ü وقال الدكتور الفنان عبد القادر سالم إن هذا يوم حزين في تاريخ الشعب السوداني، لأننا فقدنا فناناً عبقرياً وعملاقاً، تغنى للقيم والمثل، وظل يجدد ابداعه دوماً، وهو الفنان الأول في السودان وهو حالة استثنائية يحتاج لكتب للحديث عن ابداعاته رحمه الله.
ü وقال المخرج شكر الله خلف الله إن وردي هرم في الأغنية ترجل عنها، ولكن علينا المحافظة على ما تركه، فمن الصعب أن يسد فراغه الذي تركه.
ü ويعزي الفنان شكر الله عز الدين كل الشعب السوداني في رحيل محمد وردي، وقال وردي وطن وعلم ورقم، ونسأل له الله الرحمة والمغفرة.
ü وقال الفنان وليد زاكي الدين فقدنا المدرسة الفنية الراحل المقيم محمد وردي، فهو أحد أعمدة الفن السوداني، وكان حريصاً على حب الوطن، ويعكس وجه السودان المشرق عبر رسالته، ونعزي أنفسنا وكل الشعب السوداني في رحيله وننعي كل المشاعر الحزينة في وداعه.
ü وأكد الشاعر ابو شورة أن البلاد فقدت رمزاً من الرموز الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية، فهو فقد أمة بحالها، لأنه وثق للسودان في كل مراحله وطنياً وعاطفياً.
ü وترحم الشاعر التجاني حاج موسى على روح الفنان محمد وردي، وقال هذا يوم حزين بفقدان شخص بحجم أمة كاملة، وإن رحل بجسده لكنه باقٍ فينا بأعماله، ولن تنساه ذاكرة الأغنية السودانية، فهو فنان عظيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
http://www.akhirlahza.sd/akhir/images/stories/2012/02/tshii3.jpghttp://www.akhirlahza.sd/akhir/images/stories/2012/02/3raky.jpg
محمد عبده
02-20-2012, 05:24 PM
إضافة جديدة لآثار شعبنا..
بعد ومسافة - مصطفى أبو العزائم (http://www.akhirlahza.sd/akhir/index.php?option=com_content&view=category&id=46:2011-04-07-06-19-39&Itemid=86)
الاثنين, 20 فبراير 2012 09:28
مثل جبل البركل و إهرامات البجراوية.. مثل ذكرى بطولات كرري رجوعاً إلى حريق المك في قلب الدخيل.. مثل غناء مهيرة، وبطولات ترهاقا وبعانخي، مثل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، ومثل الإمام المهدي، أصبح الأستاذ الفنان الموسيقار والدكتور محمد عثمان حسن وردي، رمزاً وطنياً وذكرى تفخر بها الأجيال، بعد أن وُسِّد الثرى في مقابر فاروق بالخرطوم.
شهدتُ وأنا طفل لم أبلغ الحلم بعد، شهدتُ تشييع الزعيم إسماعيل الأزهري في مقابر البكري بأم درمان، والتي لم تكن بعيدة عن منزلنا في شارع كرري، وقد انشغل وقتها الكبار عنا بالحدث الجلل، رغم بطش النظام المايوي (الجديد) الذي كان يهدد (بضرب) كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن (بيد من حديد).. وما كنت أتصور أنني سأرى مشهداً مثل ذلك المشهد المهيب أو قريباً منه حتى، وقد كانت الشوارع محاطة برجال الشرطة والجيش، وعدد من الطائرات تحلق فوق رؤوس المشيعين، وقد وقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني متحدثاً بعد مواراة الجثمان الطاهر الثرى، ليخرج هو نفسه زعيماً جباراً مهاب الكلمة مرهوب الجانب له وزن يكافيء الاسم الكبير الذي يحمله.
شهدتُ تشييع الزعيم الأزهري - رحمه الله - وما حسبت أنني سأشهد يوماً تشييعاً يحتشد فيه عشرات الآلاف، لكن ذلك حدث بالأمس مع انتقال مسرح الحدث (الأليم) من مقابر البكري في أم درمان إلى مقابر فاروق بالخرطوم، حيث يمكنك أن تلتقي بكل شخص تعرفه مثلما يمكنك ألا تلتقي بأي ممن تعرف.
غاب موسيقار الأجيال عن دنيانا، لكنه باقٍ داخل وجدان شعبه وأمته، وباقٍ في آثاره الفنية الخالدة، مثلما غاب قبله عدد من الرموز وبقيت أعمالهم. ومن مصادفات القدر أن يوم رحيله صادف الذكرى الثلاثين لرحيل رفيق دربه الشاعر المرهف إسماعيل حسن (ود حد الزين)، والذكرى الثالثة لرحيل الروائي السوداني العالمي الأستاذ الطيب صالح، والذكرى الخامسة لوفاة أمير الحقيبة وكروانها المغرد بادي محمد الطيب، رحمهم الله جميعاً.
التقيت بالراحل كثيراً ومنذ أن سرت أغنياته في أثير أم درمان، ومنذ أن تفتحت أعيننا على الدنيا، أحببت ذلك الغناء الجيد، وأصبحت من معجبي فنه، أجريت معه حواراً تلفزيونياً غنى فيه الأغنيات الوطنية الصعبة، وامتد اللقاء إلى ما بعد منتصف الليل ونحن إلى جوار جسم سد مروي العملاق، ومعنا الدكتور عبد الطيف الحميد والأستاذ أسامة عبد الله والفرقة الموسيقية.. ثم استضافتنا - معاً - داخل منزله في العمورة ابنتنا الإذاعية الموهوبة شادية عطا المنان في برنامج بثته الإذاعة الرياضية على حلقات تحت عنوان (النيل والقمر)، وسألته الأستاذة شادية عن أمر ظل الكثيرون يسألونه عنه، وهو الغناء للأنظمة خاصة تلك التي تجيء في أعقاب المارشات العسكرية بدءاً من انقلاب (17) نوفمبر وانتهاء بانقلاب (25) مايو 1969م.. انفعل الفنان وردي، فهذا السؤال كان كثيراً ما يستفزه، ويسعى خصومه إلى إثارته ومحاولة ربطه بالأنظمة الديكتاتورية.. طلبت منه إلا يرد وقلت لمقدمة البرنامج دعيني أرد بالنيابة عنه.. وقد كانت إجابتي تتمثل في أن الفنان محمد وردي، رجل منحاز للشعب تبهره الشعارات البراقة التي تتبناها تلك الأنظمة في بداياتها، فينفعل بها انفعال الفنان.. ويغني، لكن الأنظمة تنكص عن كل شعار ترفعه، ولا يسكت وردي، بل ينقلب عليها، لذلك نجده الفنان الأكثر تعرضاً لحرب الأنظمة ومضايقتها.
تنفس الراحل وردي الصعداء، وتهللت أساريره، وتبنى تلك الإجابة منذ ذلك الوقت.. بل بعد أن قالها عدة مرات رداً على الأسئلة الاستفزازية.. لم يحاول أحد أن يطرح عليه ذلك السؤال مرة أخرى.
اللهم ارحم عبدك وابن عبدك وابن أمتك محمد عثمان حسن وردي، ونسألك اللهم أن تتقبله القبول الحسن وأن تغفر له ذنبه وأن ترحمه رحمة واسعة، وأن تقيه عذاب القبر وعذاب النار وأن تدخله جنتك مع الصديقين والنبيين وحسن أولئك رفيقاً.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
.. آمين..
محمد عبده
02-20-2012, 05:27 PM
نعزي السواقي .. وخيوط الطواقي !!
الهندي عز الدين
شهادتي لله
2012/02/19 -
ويغادرنا (هرم) فني آخر شاهق، جذوره تغوص في أعماق حضارة (النوبة) التليدة، وسادتها بناة (الأهرامات)، يغادرنا إلى الدار الآخرة وسط آهات وأنََّات الملايين من أبناء الشعب السوداني الحزين في موسم الأحزان المتوالية!!
{ «محمد وردي» أسطورة الفن في بلادنا، وفنان أفريقيا الأول، رحل ليلة أمس عن دنيانا، بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركاً وراءه تاريخاً طويلاً امتد من خمسينيات القرن المنصرم، حافلاَ بالإبداع، ذاخراً بالدهشة ودافقاً بالفرح النبيل.
{ رحل «وردي» ذاك الشامخ.. الباذخ.. العملاق الذي غنى للشعب في انتفاضاته وثوراته، وانقلاباته (يا شعباً لهبك ثوريتك.. تلقى مرادك والفي نيتك).
{ ولم يلق الشعب مراده.. ولا الفي نيتو!! وينتظر بشيء من الأمل أن يكون القادم أحلى، في زمن بلا أفراح، بلا بشريات!!
{ مضى كبير الغناء في بلادنا، محبوب الملايين في السودان، إثيوبيا، إريتريا، تشاد، نيجيريا ومصر وغيرها من بقاع المعمورة، مضى خاشعاً تائباًً إلى رحاب الله يرجو رحمته، ويطلب مغفرته، ويأمل في عطفه، إنه الرؤوف الغفار.
{ كان قيثارة استثنائية.. وانكسرت !! كان مدرسة في الموسيقى، وجامعة في الغناء!! قدم لمكتبة الفن السوداني رصيداً هائلاً من ألحان معجزة، مبهرة، نغمات تسري مع الدماء، تمنح الجسد العافية، وتهب القلب الحياة، فتغني العيون قبل الحناجر.. تغني الضمائر!! يا نور العين.. إنت وينك وين!!
{ نعزي فيك شعبنا.. ووطنا البإسمك كتبنا ورطنََّا.. نعزي السواقي.. وخيوط الطواقي.. ونسكب عليك دموع الفراق.
{ نعزي هذا البلد (الحبوب).. أبو جلابية وتوب، وسروال ومركوب، وعمة وصديري.. وسيف وسكين!!
{ نبكي.. ونحلم مع «وردي» أن يكون مكان السجن مستشفى.. مكان الأسرى ورديَّة.. مكان الحسرة أغنية.. مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة.. وتداعب (شفع) الروضة!!
{ رحل «وردي» وبينا وبينو والأيام.. قصة حب طويلة.. شيدناها بالآمال والعشرة النبيلة. لكنه هاجر أخيراً مودعاً الآلام وطعنات الكلى، ليرتاح هناك في الدار الآخرة.. عند رحمن.. رحيم.
{ إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد عبده
02-20-2012, 05:29 PM
وردي و المشروع
خارج الصورة - عبد العظيم صالح (http://www.akhirlahza.sd/akhir/index.php?option=com_content&view=category&id=47:2011-04-07-06-20-05&Itemid=87)
الاثنين, 20 فبراير 2012م
هل هناك من جديد تضيفه الكتابة عن وردي!!؟ لا أعتقد .. فقد كان كتاباً مفتوحاً لكل جماهير الشعب!!.. أكرر الشعب «ولا نقول المتلقين».. فالإطار الدلالي ليس بين «مطرب وجماهير».. إنه إطار بين قائد وشعب!!
تحت هذا المعنى كانت عبارات عبد الوهاب محمد عثمان وردي واضحة أمس أمام قبر وردي بمقابر فاروق بالخرطوم أمس.
قال للجموع التي رفضت مغادرة المكان ولسان الحال يقول «وسط الدائرة أجمل مشاعر نايرة».. قال عبد الوهاب وردي سيكون العزاء بمنزل الشعب السوداني.. منزل وردي بحي المعمورة!!. في هذه اللحظة لا يمكن «فصل» الملكية.
الزحام و التدافع في استمرار و زيادة .. ظللت مرابطاً بإرادة الصحفي لأعرف متى سيخف الزحام.. مضت دقائق.. ربع ساعة.. نصف ساعة.. «زهجت» وغادرت!!.. ثلاث نسوة كنّ ينتحبن.. يقفن أمام القبر والفارق بينهن ثلاثة أجيال!!.. قالت التي في الوسط: المرض ما بقتل اليوم هو اليوم!!.. في رحلته الأخيرة لصواردة أصر على الذهاب رغم المحاذير واعتلال الصحة!!.. هل كان يحس بدنو الأجل عندما أصر على الذهاب لأرض الميلاد والموعد الأول لبشارة مشروعه الثقافي!!؟
أمس شعرت بالفخر بوردي وبسودانيتي.. فهل هناك أجمل من «رجع الصدى» وأنت ترى كل هذا التدافع النبيل نحو الجثمان ولسان الحال يقول بشوف في شخصك أحلامي!!.. ومن الطرف الآخر يتردد صدى يقول «فهل أيامي تنساها وتسلاها.. إذا ما غبت عن عينيك.. هويتك صرت ولهانك وعشقت الدنيا دي علشانك.. كتير جددت ذكراها.. كتير غنيت من شوقي إليك»!!
الشعور بـ«الزهو» أمر غريب وسط الدموع والمآقي المتورمة!!.. نعم هناك «ألف فرصة » لجمع كل هذا الشتات السوداني المشتت.. في بوتقة واحدة كمثل البوتقة التي تجسدت أمس عقب رحيل وردي!!.. إنه ليس مجرد مطرب.. بل صاحب مشروع وطن يستلهم روح الجمال والمحبة والتوازن والخير.. وهي مفردات تسري في أوصال «هذا» الإنسان الذي يسكن «هذه» الأرض!!
في لحظة تحولت الساحة «لهايد بارك» لم يكن مألوفاً في مثل هذه الأماكن .. حواء الطقطاقة قالت «كلمات جديدة»!!.. وتحدث آخر عن الوطنية في أغانيه.. وقدم كثيرون إفادات لم تكن جديدة!!.. الجديد «تجديد» المشاعر و الأحاسيس و القناعات لهذه العبقرية ألم نقل إنه ظل كتاباً مفتوحاً وصاحب مشروع .. حاول من خلاله إعطاء دور« من نوع خاص» للكلمة واللحن والفنان.. حمله ردحاً من الزمن مضى به .. اختلف الناس حوله أو اتفقوا .. المهم نال صاحبه «نبل الفكرة» و«نقاؤها » وهذا ما أكدته له جموع الشعب السوداني عند رحيله وأعطته شهادة الوطنية الحقة وودعته بدعاء التوحيد «لا إله إلا الله».. وختامه مسك.
محمد عبده
02-20-2012, 05:31 PM
رحيل أسطورة الغناء السوداني «محمد وردي»
http://www.alahramsd.com/thumbnail.php?file=wardi_539607571.jpg&size=article_medium
الخرطوم - يعقوب - الخاتم
غيب الموت أمس (السبت) الموسيقار فنان أفريقيا الأول وأسطورة الأغنية السودانية "محمد عثمان وردي" الذي انتقل إلى رحمة مولاه بمستشفى فضيل، عن عمر يناهز ثمانين عاماًً.
وكان الراحل قد أدخل قسم العناية المكثفة قبل 9 أيام بتاريخ السبت 11 فبرايرالجاري، حيث كان يعاني من داء الكلى، ونقل جثمانه إلى السلاح الطبي.
وقال وزير الثقافة السموأل خلف الله القريش لـ (الأهرام اليوم ) إن جثمان الراحل سيشيع إلى مقابر فاروق بالخرطوم في الثامنة من صباح اليوم (الاحد)، ووصف الراحل بأنه ظاهرة لا تتكرر.
وهرع عدد من الفنانين والشعراء والسياسيين ومحبي الراحل إلى أداء العزاء بمنزل الراحل بالمعمورة.
ولد وردي بجزيرة صواردة منطقة السكوت المحس في يوليو 1932م ودرس مراحله الأولية بها وعمل معلماً بالمدارس الصغرى. بدأ حياته الفنية عندما كان معلماً في معهد التربية بشندي منتصف الخمسينات وانتقل للخرطوم في 1957م وعمل معلماً بمدرسة الديم شرق وأجيز صوته بالإذاعة السودانية.
توج الراحل بلقب إمبراطور الغناء الأفريقي حسب إحصاء أجري في أديس أبابا عام 1998م.. وصدح بأجمل الألحان العاطفية والوطنية الخالدة فصارت أغنياته أناشيد تردد في الاحتفالات القومية.
(الأهرام اليوم) تنعي للشعب السوداني، الراحل، وتسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يلهم أهله ومعجبيه الصبر الجميل.
محمد عبده
02-20-2012, 05:33 PM
غياب عن الميعاد!!
خارج النص - يوسف عبد المنان
الاثنين, 20 فبراير 2012 08:27
غسلت الخرطوم أحزانها ومواجعها وفواجعها بالدموع والأحزان وليل طويل هبت عواصفه الشتائية منذ النهار.. واتكأت الخرطوم على وسادات الأمل وعيونها في الدمعات وحيلة لتودع الهرم والإنسان والمعلم والفنان الأول بعد معاناة مع المرض.. فانطفأت الشمعة التي أضاءت سماء بلادنا عام 1957.. حيث ميلاد وردي الفنان بعد ميلاد وردي الإنسان بنحو 25 عاماً من الزمان..
من غير ميعاد قال وردي إنه سيرحل لبلاد أخرى إلى جوار إسماعيل حسن.. وغرب حارة عمر الدوش.. وجنوب صاحبه الذي باع العمر كله وباقي العمر عليه دين.. وإلى شمال عثمان حسين.
وفي رحيل وردي وغيابه بدون ميعاد وهو يبحث عن التاريخ وعن الظل الوقف ما زاد.. وبهمسة جروف النيل مع الموجة الصباحية.. وفي أكتوبر الأخضر يهمس وردي لعشاقه دي الإرادة وهو عاجز في صمته عن مجابهة المستحيل.. ومستلقٍ على ذراعه وأياديه فشلت في (مطاوعة) الليالي والدموع النازلة من أهل الطرب والفن والغلابة والصبابا في الحارات الحزينة.. وفي الأعياد وقد توقف الظل بالأمس وما زاد..
غنى وردي قبل أيام في رأس السنة ولوح بمناديل معطرة برائحة تراب الوطن.. في الليلة الأخيرة التي غنى فيها وردي تسلل قيادات الدولة والمجتمع.. دبلوماسيون وضباط في القوات النظامية.. أخفوا اللحي بالعمامات البيضاء.. ووزراء (تنكروا) في ملابس مزركشة ونظارات سوداء من أجل الإصغاء لغناء نظيف عفيف شريف يدغدغ الأحاسيس النبيلة ويغسل القلوب من الكدر والحزن وينقي القلوب مما علق بها من (أدران) وأحزان وعلل..
صمت في ليلة السبت مزمار محمدية عن اللحن الشجي.. وجفت ينابيع الحنان في أشعار إسحق ود (الحلنقة).. وماتت حروف اللقيا عند ود المكي وقطار غرب السودان.. ألف وردي بين شعراء الشرق والغرب وموسيقى الوسط والجنوب.. وأسس لحزب العاشقين ببطاقات مجانية لوطن محنك عميق الدروس.. مجيد المهابة.. مديد القوام.
(اتفقنا) والصادق الرزيقي والسفير إدريس محمد علي وضباط الجيش (....) والقاضي (....) والتاجر ورجل الأعمال آدم عبد الرحمن على قضاء ليلة رأس السنة في خيمة وردي.. والصادق الرزيقي (بحسه) إن شاء الله ما آخر غنا.. لكن طفلتي مودة أصدرت حكمها لصالح مطرب مغمور جداً لا أذكر اسمه حتى اللحظة.. ولكنه مشهور عند جيل مودة.. وحينما أصبح الصبح هاتفني الأصدقاء (غنى وردي لعصافير الخريف وغنى لكجراي ولمحجوب شريف وكأنه لم يغنِ من قبل).
وفي انتظار وردي.. أن يغني مرة أخرى ناح الأحباء و(المريدون) وأعضاء حزب الطرب الجميل برحيل الهرم وفنان أفريقيا الذي يتأبط فتى (الأمبررو) في الغابات (الراديو) للإصغاء لوردي.. و(أمبررو) حالة استثنائية.. إنهم قوم بلا جنسية أو وطن.. ولوردي يذوب قلب حامل السلاح في الغابات.. والنهاب في العماري.. وعامل البناء في مارنجان الكمبو.. وتقف لوردي في مهابة وخضوع حسناوات بورتسودان.. وشايقيات القدير.. و(أعاجم) صواردة.. وبقارة تلودي.. وزغاوة أميرو.. وللجعليين نصيب من النهر الإبداعي الذي لا ينضب.. والطبعة الفنية الأخيرة التي نفدت الآن من الأسواق وتركت دموعنا (هوامى) كالمزن في الهملان!!
محمد عبده
02-20-2012, 05:36 PM
أسفاي.. رحل المعلِّم وانهارت رافعة الفن الجميل!
إضاءات - طه النعمان (http://www.akhirlahza.sd/akhir/index.php?option=com_content&view=category&id=49:2011-04-07-06-20-54&Itemid=89)
الاثنين, 20 فبراير 2012 09:35
كانت ليلة كئيبة نشر عليها الحزن النبيل أجنحته.. وكان صباحاً أغبر تقاطرت فيه الجموع إلى حيث المرقد الأخير في مقابر فاروق.. كانت سحابات الدموع تعبئ العيون فتحجب الرؤية إلا قليلاً، ثم تنهمر تُبلل العبرات المختنقة، كل يعزي نفسه ويعزي من هم حوله، تساوى الناس في الإحساس بالمصيبة «مصيبة الموت» -كما وصفها الرحمن- التي حلّت بهم جميعاً بواحد من أعز ما يملكون وما يدخرون.. دُخري زمانهم محمد وردي.
لم يكن وردي واحداً من المغنين، بل كان هو الغناء يمشي على قدمين، كان رافعة الفن الجميل والأناشيد السماويات التي عبأت أفق الوطن، وعلمت الشعب عشق الوطن ومعنى التضحية والشهادة والاعتزاز بأرضه وتاريخه المجيد في مقاومة الاستعمار. غنى للحرية والاستقلال، غنى لأكتوبر وأبريل، وغنى للأسود الضارية في كرري، مثلما غنى لنور العين ولعصافير الخريف ولأحلام الشباب وللفرح الراقص «فرحي خلق الله واتني»، وللطير المهاجر في أصقاع الدنيا المحلق فوق نيل بلاده يهدي السلام للوطن وللحبيبة «البتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد».
غنى وردي لكل الشعراء العظام في وطنه، شعراء الحب والعاطفة الدفاقة وشعراء الكفاح الوطني وا لثورة المدافعين عن حق الشعب في الحرية والتقدم والكرامة والعدالة، غنى للفقير «المرمي تحت الشمس»، ولعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ.. غنى لصلاح أحمد إبراهيم ومحمد المكي إبراهيم ومحجوب شريف ولعمر الطيب الدوش وعلي عبد القيوم ومبارك بشير وكجراي، مثلما غنى لإسماعيل حسن وإسحق الحلنقي ومحمد علي أبوقطاطي، وغنى شعره الذي كان يكتبه باللغة النوبية «لغة المحس»، وكان في كل ذلك قمة لا تدانيها القمم، و عطاء غير مقطوع ولا ممنوع، يصدر عن روح مترعة بالمواهب والإبداع غنية بالتنوع، وبصوت شجي متفرد يصعد بك إلى عوالم الفرح والحماسة الطاغية، ويهبط بك إلى عوالم الحزن والجزع والبكائيات الموجعة.
كان محمد وردي الإنسان رجلاً نسيج وحده، شكلاً ومضموناً، كان مديد القامة متمدد الأطراف، ذا أصابع طويلة كأنما خلقها الله للضرب على الأوتار والآلات الموسيقية، وذا أذنين عريضتين ربما أراد الله أن يجعلهما أشبه بسماعتين كبيرتين «للساوند سيستم» تلتقطان حفيف الريح بين العشب والأشجار وزقزقة العصافير وهدير الرعود ليصبغه ويمزجه ويصنع من ذلك كله موسيقى تطرب السامعين وتخترق وجدانهم بلا مقومات.. إنه الفنان في أبدع صوره، أو هو صورة الفنان في أبهى وأرقى أحوال تشكلها.
عرفت محمد وردي، كما عرفه كثيرون غيري من معاصريه ومجايليه، فهو كان كما «ليلى» كل يدعي وصلاً بها، وكان قلبه الكبير وروحه المرحة يمنحان مساحة كافية لكل محب أو معجب أو طالب وصل، وكنا ثلاثة على علاقة وثيقة به، يمنحنا من وقته العزيز قدراً لا بأس به من الاهتمام، وكنا ثلاثتنا صحافيين نعمل في مؤسسة واحدة هي وكالة السودان للأنباء أوائل سبعينات القرن الماضي، الراحل محمود محمد مدني وصديق محيسي رد الله غربته وشخصي. كنا نستمتع بموانسته ولا نطلب منه الغناء، فأنس محمد وردي ليس أقل روعة من غنائه، فهو ذو صوت نحاسي مجلجل في الحديث، ومخارج ذات وقع نوبي على فصاحتها، وكانت الطرفة والنكتة والسخرية على طرف لسانه.. كان مزيجاً من الحدة والانفعال والتهور والرقة والإلفه واستيعاب الآخر في الوقت ذاته، فتحتار وأنت تخالطه وتعامله وتحاوره إلى أي الضفتين تركن أو ترسو مراكبك، الغضب أم الرضاء، حتى يعمك دفق حبه وكرم خصاله فيغسل ما علق بنفسك وتعود المياه إلى مجاريها.. حينها تتذكر أنه «الفنان».. وهكذا خلقه الله - نسيج وحده- فتلتمس له العذر.
هذا التفرد، الذي طبع شخصية محمد وردي، عاد على أهل الفن ومسيرة الفن في بلادنا بفائدة عظيمة، فلوردي يعود الفضل في الارتقاء بمكانة الفنان في عيون جمهور المتلقين والمستمعين السودانيين، كان الفنان قبل محمد وردي، وقد سبقه فنانون عظام، لا يحظى بالتقدير الواجب والمعاملة التي تؤكد هذا التقدير، خصوصاً في ما يتصل بحقوق الفنان، وكان محمد من أوائل، إن لم يكن الأول، الذي واجه مثل هذه المعاملة التي لا تليق بقدر الفنان بشجاعة وصرامة جلبت عليه بعض السخط ممن لا يقدرون الفنان حق قدره، ذلك لأنه كان يشترط على أصحاب الحفلات والمناسبات الخاصة دفع ما عليهم من التزامات مالية تجاه الفنان مقدماً إن لم يكن يعرفهم ويثق في التزامهم، وكان كثيرون غيره من زملائه يتساهلون في مثل هذه الالتزامات ويتركونها لتقدير أصحاب الحفل أو المناسبة، وقد ينتهي الأمر إلى إهدار حقوقهم و «مرمطتهم» وضياع هيبتهم، وهذا ما لم يكن يرضاه «المعلم» وردي. فهو يرى في «الفن» عملاً يستحق التقدير المادي، لما بذل فيه من وقت وجهد ومعاناة حتى صار لحناً وغناء يطرب السامعين، وعلى من يستمتع بهذا«المُنتج» المكلف التكفل بدفع الثمن. وعندما يصبح هذا العائد- عائد فنه وجهده بين يديه- تجد ذات الرجل، الذي كان يصر على انتزاع حقه، جواداً كريماً متلافاً للمال يبدده في لحظات على الأصحاب والأقارب، فتصيبك الدهشة ويأخذ بك العجب أي مأخذ!
وردي الآن بين يدي مليك مقتدر، ونسأل الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يلطف به وينزله مكاناً علياً في جنان الخلد بأكثر مما قدم لشعبه ولشعوب القارة، وأن يجعل كل زخة طرب ولحظة فرح نالها مستمعوه ومحبوه برداً وسلاماً على روحه وتميمة غفران على جيده ودعوة عتق من النار.. آمين
محمد عبده
02-20-2012, 05:38 PM
محمد وردي (يوليو 1932 – فبراير 2012)
حاطب ليل - د.عبد اللطيف البوني
الاثنين, 20 فبراير 2012 13:25
ماذا سوف تضيف إذا كتبت اليوم عن وردي؟ كل دنيا السودان ومنذ عاشرة مساء السبت الى لحظة الناس هذه ليس لها الا الحديث عن وردي؟ ولكن ماذا سوف تكتب اذا تجاوزت وردي؟ فوردي يملأ عليك أقطار نفسك منذ عاشرة السبت إياه. لم يبارح مخيلتك. ألحانه تمور في دواخلك, صوته يتمدد في حلقك. ألحانه تتراقص في أذنيك, هل تركوا لك ما تقوله عن وردي, الإذاعات الفضائيات مجالس الناس وعناوين الصحف كلها تجتر في سيرة وردي؟ إنه رجع الصدى الذي تفرضه قوانين الطبيعة لابد من أن يظهر فـ(الحكاية لا وعلى كيفك, تكتب تكتب).
محمد وردي وبحمد الله وتوفيقه ترك مشروعا فنيا متكاملا, محمد وردي محظوظ, لأنه شهد مشروعه الفني يمشي على رجليه متمطيا على مد بصره. غنى للوطن وغنى للحبيبة وغنى لهما معا في لحن واحد غنى على إيقاع الدلوكة وعلى إيقاع السمبا. رقص السامعون العرضة والرقبة والحلفاوي غنى للرمزية (بتمشي معاي وتروحي وتمشي معاي وسط روحي لا البلقاه بيعرفني ولابعرف معاك روحي) وغنى للمباشرين (وديت ليهو مرسال والمرسال مشى وما جاء).
محمد وردي تمدد افقيا ورأسيا. أما أفقيا فقد عرفت فنه كل بلاد السودان التي تحزم افريقيا من وسطها بين خطى عرض 10 و14 من نواكشوط الى جيبوتي مرورا باثيوبيا وارتيريا والسودان(القديم) وتشاد (19 سنة) وشمال الكميرون وشمال نيجيريا ومالي والنيجر. ثم خرج من بلاد السودان الى جنوب السودان القديم. قال أستاذ اللغة العربية إنه عندما شاهد الناس في أحد أندية جوبا يغنون ويشيلون مع وردي (يا بلدي ياحبوب) أيقن أن وردي قام بما لم تقم به وزارة التربية والتعليم.
أما رأسيا فوردي غنى للأميين وغنى للذين يفكون الخط (حرمت الحب والريدة) و(جربت هواهم وقليبي انكوى) وغنى للمثقفاتية (من ضواحي الدنيا جيت وعلي رحالي لمدائن في عيونك يامحالي) غنى للأغنياء (سمحة والله ومقدرة) وغنى للفقراء (انتي ما بدوك لزول مسكين الا واحدا نخله مقرون في البساتين صوت سواقيه يصحي الكانو نائمين ياحليك يام ضمير يابدر دورين) غنى للرجال غنى للنساء وغنى للاطفال غنى للربوع (ياسماري الليلة ياسمرة) وغنى حقيبة (قسم بي محيك البدري).
محظوظ وردي لأنه فتح عينيه على سودان مساحته مليون ميل مربع وغنى له بما لم يفعله مغنٍّ غيره وعندما انتقصت مساحة السودان غادره راضيا مرضيا في كل مساحة المليون ميل مربع. إن كان ثمة وقفة متعمقة يجب أن تكون في محاولة لمعرفة سر عبقرية وردي هل توجد في موسيقاه أم في صوته أم في اختياره للكلمات؟ أم الثلاثة معا. ماسر القبول الذي حبى الله به وردي؟ في هذا فليتنافس المتنافسون. فوردي قد رحل ولكن مشروعه الفني باقٍ ما بقيت الأرض.
محمد عبده
02-20-2012, 05:39 PM
في حضرة فنه يطيب الجلوس
- كلام الناس - نورالدين مدني (http://alsudani.sd/news/index.php?option=com_content&view=category&id=55:2011-10-18-18-23-26&Itemid=205)
الاثنين, 20 فبراير 2012 13:03
التقيت به لاول مرة وهو في طريقه للخرطوم مودعا عالم الطباشير لينتقل الى رحاب العود والنغم الجميل، استمعت اليه اول مرة ايضا عندما كان يغني على سلم القطار للناس البسطاء الذين كانوا يستقبلون القطارات في محطاتهم ليتفرجوا على ناس المدن وهم يعرضون عليهم بعض انتاجهم للبيع وكان في ذات القطار الموسيقار الكبير محمدية قادما من بورتسودان الى الخرطوم وكأنهما على موعد للقاء في دنيا الفن والابداع
*من اوائل الاغاني التي استمعنا لها في تلك الفترة(يا سلام منك انا اه) و(اسمري اللونا) التي كان يؤديها باللغة النوبية طربنا لها دون ان نشعر بانها من تراث مختلف فقد كنا نطرب لكل ماهو جميل بغض النظر عن هويته التراثية وظللنا نطرب لكل اغنياته سواء كانت للمحبوبة ام للوطن او الشعب
*طربنا ل(صدفه) و (نور العين) و(القمر بوبا) و(اشوف في شخصك احلامي) و(امير الحسن) و(الناس القيافة) و(وسط الدايرة) و(الطير المهاجر) و(الود) التي ابدع في اعادة توزيع موسيقاها الفنان العالمي اندريا رايدر ،كما طربنا لاغانيه الوطنية الخالدة (راية الاستقلال) و(اكتوبرالاخضر) و(يا شعبا لهبك ثوريتك)، وطربنا لاغانيه النوبية دون احساس بما اصبح يردد هذه الايام من كلام عن التهميش والهيمنة الثقافية فقد كان الراحل المقيم يغني لكل اهل السودان التليد، كنا نحبه بكل ما يمثل من ثقافة تجسد التنوع الثر دون ان نصنفه سياسيا او جهويا او قبليا، كان يطيب لنا الجلوس والاستماع لعظمة فنه كما كان يطيب له الجلوس للشعب وجمهوره تقديرا واحتراما وعرفانا
*عندما عاد من الغربة الاضطرارية استقبلناه بكل مشاعر الحب وحرصنا على حضور اللقاءات والليالي الغنائية التي مهدت لعودته النهائية الى اهله وشعبه سواء في منزل رجل الاعمال الكبير اسامة داوود ام في ارض المعارض ببري او في النادي العائلي، وكنا نحرص على التعبير عن مشاعرنا تجاه عطائه الفني الثر كما حدث في احدى حفلاته بارض المعارض
*كنا نتابع اخباره قبل اجراء عملية نقل الكلى له وبعدها وذهبنا اليه في منزله بصحبة صديقه الصحفي الكبير شيخ المراسلين السودانيين محمد الفاتح سيد احمد احد بناة وكالة السودان للانباء ان لم نقل احد مؤسسيها في عهدها الذهبي بقيادة ربانها الراحل المقيم الاعلامي الكبير مصطفى امين
*احببنا وردي لانه كان يعبر عن مشاعرنا ويغذي وجداننا بعظمة فنه، نعلم ان لكل بداية نهاية لان الموت حق وانه سبيل الاولين والاخرين، لذلك فاننا نودعه بذات الحب الذي خلده بيننا، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يتقبله قبولا حسنا وان يلهم اسرته و آله وذويه ومحبيه وعشاق فنه الصبر وحسن العزاء
*انا لله وانا اليه راجعون
محمد عبده
02-20-2012, 05:41 PM
وردي.. وداعاً يا أغلى الرجال..
شمس المشارق - مؤمن الغالى (http://www.akhirlahza.sd/akhir/index.php?option=com_content&view=category&id=51:2011-04-07-06-21-58&Itemid=91)
الاثنين, 20 فبراير 2012 09:40
يا حبيب الشعب.. هل أبكي أم أغني.. والشجن أكبر مني.. والأسى أعمق من صوتي ولحني.. كيف أبكي وأغني.. سأغني.. سأغني.. سأغني.. أغني رغم أن الكلمات مالحة في فمي.. حزين حد النواح والفجيعة.. وأنا أكتب بالدموع وداعاً حزيناً دامعاً لك يا أغلى الرجال.. يا مصباحاً انطفأ وكان ينير دياجير المسالك والمعابر والدروب.. يا قوساً انكسر وكان يبعث في أرواحنا النشوة والمتعة والدهشة.. يا حنجرة كم صدحت للوطن.. ثم للشعب.. ثم للأحبة رابحين وخاسرين..
سأغني.. لأن الموت.. لم يأخذ معه.. شجى الألحان.. وفاتن الغناء وبهيج النشيد.. ولكن ماذا أقول.. هل أكتب مثل حروفنا لكل الذين يغادروننا خلسة.. أو بعد وداع.. أو في مر فراق.. لأقول كنت فناناً صاخباً.. صادحاً صامداً.. صافياً كما فضة على الجدول يترقرق.. هل أقول كنت فارساً ومبدعاً.. ورصيناً.. وبديعاً.. أرفض فهذه بعض نوافلك يا وردي.. فقد كنت السهل والجبل.. كنت الولاء والوفاء.. كنت الأرض والعرض.. كنت الشمس والحقول والأطفال والمطر.. كنت الرائد والحادي.. كنت الهتاف الهادر الراعد.. كنت الهمس المنساب الصاخب..
وما أفقر الكلمات يا وردي.. وما أقل الحروف وهي تجهد نقاطها وأشكالها لترسم نذراً يسيراً من فيوض إبداعك وأمطار إعجازك.. وبحار إمتاعك.. كيف نستطيع أن نسطر ما سطرته أناملك الموهوبة.. وألحانك الشجية.. وحضورك الباهي الوسيم.. وقلبك الذي يمتليء ويفيض ويتدفق بحب وطن.. وشعب.. ظللت على الدوام تهبه من روحك العبقرية.. وهل نقف في محطة عرس السودان وفدى لعيني طفلة غازلت حديقة في الخيال.. أم نزور محطة هيام النهر.. ذاك الذي يستلهم حسناً.. أم صوتك المجلجل في فضاء الكون.. نحن في الشدة بأس يتجلى.. أم نستريح تحت ظلال شجرتك الوارفة وأنت ترسم للوطن الطريق.. ولنا تغزل من صفق الورود.. تعريشة الأمل.. وكيف هي أشواقك وأشواقنا شاهقة لوطن عاتي.. وطن خيّر ديمقراطي.. وبالله عليك يا وردي.. هل كانت أماني ريانة.. وأحلاماً بطول وعرض الوطن أكثر من تلك الأحلام والتي حتماً وصدقاً وحقاً وقسماً ستتحقق..
ومكان السجن مستشفى.. مكان الأسرى وردية.. مكان الحسرة أغنية.. ومكان الطلقة عصفورة تحلق فوق نافورة.. تمازح شفّع الروضة..
من أي جهة أخوض في محيط إبداعك.. أيها البهي الفخيم.. وهل احترامك لذاتك.. أم احترامك لفنك.. وأنت تنقل الفنان.. إلى لسان عالي التهذيب.. سامي المكان.. سامق الوفاء للوطن.. للشعب.. للأحبة.. لا لم تنقل الفنان فحسب.. بل نقلت حتى الفن ليتربع على قمة هرم الإنسان والأوطان.. وهل أقف عند مشرع ذاك الدلال.. بل «الدلع» الذي وهبته لنا.. وأنت تساهر الليالي.. وتنفق من عصبك وروحك.. وسهرك.. وعرقك.. لتقدم لنا روائع الأغاني وحلو الأطباق.. وهل ننسى أنك أبدعت في صياغة رائعة الدوش ألحاناً «الود».. ثم إمعاناً في تدليل جمهورك.. حملتها إلى القاهرة.. ليعيد توزيعها اندريه رايدر.. لتليق بشعب أحببته.. وقاسيت مرارة السجون.. وضيق الزنازين.. فداءً له.. وتكريماً له..
هل أتحدث عن ذلك.. أم غنائك السعيد.. للرابحين حبهم.. وأنت تزفهم إلى أكواخ السعادة.. تجتاز بهم المسالك الوعرة.. تعبر بهم الدروب الصعبة حتى يرسو زورق أحلامهم على الضفاف العشبية المزهرة.. ثم تهبهم أنشودة الفرح.. قالوا بتحبو قلت ليهم مالو.. إيدي على إيدو الهنا مشينالو وهل أتحدث عنك منديلاً رطيباً يجفف دموع الخاسرين عشقهم.. تسامرهم وهم يسامرون النجوم.. بل يساررون النجم في الظلم.. تهدهدهم يا وردي.. حتى تغمض عيونهم من رهق السهر.. ونسيت ضوء القمر في أجمل ليالي.. وشعاع النجوم يبهر كاللآليء..
أقول هذا.. أم أذهب إلى حدائق المناجاة الحالمة.. وخرير الجداول.. وإبهار ضياء القمر.. وحفيف صفق الشجر وعطر الورود.. ويا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك..
يا لروعتك وأنت حتى عندما تفزعنا.. نحسب أن الضوء قد انسحب من الكون.. عندما تشدو.. خوفي منك خوفي تنساني وتنساها الليالي.
أيها الحبيب.. لن أقول وداعاً.. أنت مركوز في آخر بوصة من أفئدتنا.. لن نذكرك لحظة واحدة.. لأننا لن ننساك لمحة عابرة.
محمد عبده
02-20-2012, 05:51 PM
آه يا أعز الناس
كل الحقيقة - عابد سيد أحمد (http://www.akhirlahza.sd/akhir/index.php?option=com_content&view=category&id=54:2011-04-07-06-23-17&Itemid=94)
الاثنين, 20 فبراير 2012
بكت الناس رحيل الموسيقار محمد وردي لانه لم يكن فناناً عادياً وانما كان هرماً شامخاً فى ساحة العطاء الفنى زان بالدرر جيد الفن ودخل قلوب الناس بلا استئذان ،،، فالفنان المؤسسة وردي مثله تلتقي عنده الاجيال،،، الشيء الذي جعله فناناً لكل الاجيال مما جعل شموخه وجماهيريته تتصل وتتزايد مع مرور الاعوام ولا تتناقص وهى حالة لا تتوفر إلا للقامات السامقه واصحاب سحر الاسطورة ,,,, ووردي للذين يعرفونه عن قرب فنان ملتزم فى فنه وفى سلوكه انطلاقاً من مهنته كمعلم فى بداياته والتى شكلت فيه وردي الفنان المثقف والعارف بدوره ورسالته وقد ظل يمارس هذا الالتزام فى فنه الذي قلما نجد من بين اغنياته اغنيه يمكن ان توصف بالهابطة كلمة ولحناً مما جعله فناناً قمة فى كل شيء واذكر عندما كنت اقدم برنامج (من بلدنا) بقناة النيل الازرق انه قد اعطانا درساً فى احترام المواعيد ,,, فقد حددنا له ان ناتيه للتسجيل معه فى الرابعة عصراً ولكننا بجرجره اغلب السودانيين اتينا له فى منزله فى الخامسة والنصف فاستقبلنا بحفاوة جعلتنا ننصب الكاميرات استعداداً للحوار معه لكنه سارع بتوجيه اسرته بالاسراع فى اعداد طعام الغداء لنا وظل طوال ساعات الطعام يحثنا على الاكل وكان يحكي لنا خلاله الطرف ويضحك معنا فى روح جعلتنا نظن ان الحلقة التى سنقوم بتسجيلها عقب وجبه الغداء الدسمه ستكون بروعة الوجبة ولكنا تفاجأنا بعد الشاي باعتذار لطيف من الموسيقار بان التسجيل لن يكون اليوم ولا بد من ميقات جديد ناتي فيه دون تاخر حتى لدقيقة واحدة ،،، فحاولنا ان نقنعه بان الطريق هو سبب التاخير ولكنه اصر على ان لا يتم شيء إلا فى الموعد المحدد المتفق عليه واردف بان فناناً مثله يجب الا يسمح بعدم احترام الوقت فلم نجد بدَاً من (لملمة) اجهزتنا والعودة والاتفاق معه على موعد جديد التزمنا فيه بالحضور فعلاً دون ان نتاخر اية دقيقة وفى ذلك اللقاء او تلك الحلقة جلس معنا وردي فى حديقته التى اقامها امام منزله والتى يستقبل فيها ضيوفه ليلاً بعد ان احضر الربابة الآلة التى قال انه قد جاء بها من قرية صوارده النوبية واصر يومها ان يغني بها فارتباط وردي بالريف البعيد وبيئته لم تغيره العاصمة او بريق الشهرة والنجوميه فقد كان يتحدث معنا بالعربية ثم يتجاذب الحديث مع بعض ضيوفه النوبيين بالنوبية وفى ذلك اللقاء سالته عن سر اصرار وردي على انتقاد الاخرين بصراحة شديدة تفتقد الدبلوماسية فقال لي نحن النوبيين لنا وجه واحد لا نقول كلاماً امام احد وناتي لنقول غيره من خلفه لذلك نقول عن الابيض ابيض والاسود اسود دون ان نحتاج لتلوين الاشياء وهكذا ظل وردي صادقاً مع نفسه ومع الاخرين وفى ذلك الحوار الذي بثته قناة النيل الازرق حدثني وردي عن البيئة التى شكلت شخصيته وعن اناس كانوا وراء سمات الشموخ التى تميز بها وعن تعلقه باهله وبالوطن الكبير فالفنان وردي اتسم بالصدق فهو عندما غني لمايو حارسنا وفارسنا واكتشف بعد حين خطأ تقييمه لما اختاره ليغني به عاد وغني لا حارسنا ولا فارسنا ودخل السجن حبيساً على موقفه الجديد وعندما جاءت الانقاذ اختلف معها فى الاول لكنه عاد فى الاخر ووقف مع وحدة الصف الوطنى وملأ مسارح الخرطوم بعطائه الجميل بعد سنوات طويله من البقاء فى المهاجر.
اخيراً
لا يختلف اثنان فى ان الحديث عن سمات ومزايا الراحل الفنان محمد وردي بحاجة الى مساحات ومساحات بل الى مجلدات،،، انه مؤسسة كاملة شاعر وملحن ومغنى واداري ونقابي ومثقف جميل فى كل شيء ،،، لك الرحمة اخي وردي بقدر عطائك الجزيل.
سمل ود الولياب
03-09-2012, 01:32 AM
الا رحم الله الموسيقار وردي ابن النوبة ابن السودان
بقدر ما اعطى لهذا الشعب والوطن
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025,