علي الشريف احمد
09-10-2011, 03:40 PM
1(الازدواج والتناقض(
إن مشكلة الازدواج والتناقض هي منشأ الصراع النفسي عند الشباب، فإن هذه الظاهرة لم توجد فجأة في إحساساتهم، إنما هي انعكاس لأمور خطيرة تعاني منها الناشئة في مجتمعاتنا وهي:
الازدواج في القدوة والتعليم، والازدواج في التربية، والازدواج في طرح الأفكار والقيم، بل الازدواج حتى في تكوين شخصية الشاب، ونسيجه الفكري...
- ففي المدرسة تتناقض آراء المعلمين وتتنافر في الفكر والمنهج والسلوك.. فتغدو عملية التربية والتعليم في حياة التلميذ عبارة عن صراع بين الهدم والبناء..
وكذا في الشارع والمكتبة وأمام التلفزيون تطوف به مظاهر أخرى من هذا التناقض؛ فهو يطوف بهذه الأماكن كلها سامعاً عن الأخلاق والفضيلة وضرورة التقيد بها، وعن الدين وحقائقه وضرورة قيام المجتمع على دعائمه، والاستعانة بمنهاجه وعلاجه لكل مشكلة..
ولكنه يسمع أيضاً عن الحرية والحياة العصرية وضرورة التجمل بها، وعن خطورة الكبت والقيد، وضرورة تحرير الفكر من أسر الإيمان بالغيبيات، والاستعانة بالكفر المادّي لحل كلّ مشكلة..
إنه يلمس هذا التناقض الخطير في الشارع، ويقرؤه في المجلات والكتب، ويسمع في المحاضرات، ويعانيه بين زملائه..
وكذا في البيت تتجمّع آثار ذلك من حوله في مظاهر أشد خطورة، إذ قلما تخلو أسرة من أعضاء متناقضين يجنح كل منهم إلى واحد من هذه الأفكار المتناقضة.. وإن لم تكن أفكارهم متناقضة كانت أساليبهم في تربية أولادهم هي المتناقضة؛ فأحد الوالدين مثلاً يوجه أولاده إلى الأحكام الإسلامية للمسير في الطريق والجلسات العائلية.. والثاني منهما – أو قد يكون هو نفسه – لا يهتم في مسيره بغض البصر، وفي مجالسه بعدم الاختلاط..
- فكيف سيكون حال هذا الشاب الذي يرى تناقض التوجيه مع التطبيق.. بل كيف سيكون حاله عندما يتلقى في المدرسة نظاماً سلوكياً يُحمل عليه، ويؤمر في الانسجام معه حتى إذا خرج منها إلى المجتمع أخذ يتلقى نظاماً آخر يُحبَّب هو الآخر إليه، ويُقدَّم له على أنه الأفضل، وينظر حوله فيجد على كل نافذة من نوافذ المجتمع نظاماً مختلفاً للحياة والسلوك يُفرَض عليه ويُؤمر باتخاذه وتطبيقه.. ويقبل بكلٍّ من نفسه وعقله على استعراض هذه النظم المتنافرة والمتضاربة فتقوم بين جوانحه حرب فكرية نفسية هو جاء، لا تدعه حتى يصبح ضجةً لمزق حضارةٍ متنافرة.
- ومن هذه الزاوية الخطيرة جداً يلعب الاستعمار في البلاد التي يطمع فيها؛ حيث يمسكون بمستشارية التربية والتعليم، ويجعلون مناهج التعليم مزيجاً من أفكار واتجاهات متنافرة، فيها الشكل الديني المحدود، وفيها الإغراء بالحضارة الغربية، والسلوك الأوربي، وفيها الطقوس الإسلامية الهيكلية، ولا شك أن أول ثمرة شهية كان الاستعمار البريطاني ينتظرها من هذه السياسة هو الصراع الفكري الذي يتعب بال المسلمين، ولا يوصلهم لنتيجة..
إن مشكلة الازدواج والتناقض هي منشأ الصراع النفسي عند الشباب، فإن هذه الظاهرة لم توجد فجأة في إحساساتهم، إنما هي انعكاس لأمور خطيرة تعاني منها الناشئة في مجتمعاتنا وهي:
الازدواج في القدوة والتعليم، والازدواج في التربية، والازدواج في طرح الأفكار والقيم، بل الازدواج حتى في تكوين شخصية الشاب، ونسيجه الفكري...
- ففي المدرسة تتناقض آراء المعلمين وتتنافر في الفكر والمنهج والسلوك.. فتغدو عملية التربية والتعليم في حياة التلميذ عبارة عن صراع بين الهدم والبناء..
وكذا في الشارع والمكتبة وأمام التلفزيون تطوف به مظاهر أخرى من هذا التناقض؛ فهو يطوف بهذه الأماكن كلها سامعاً عن الأخلاق والفضيلة وضرورة التقيد بها، وعن الدين وحقائقه وضرورة قيام المجتمع على دعائمه، والاستعانة بمنهاجه وعلاجه لكل مشكلة..
ولكنه يسمع أيضاً عن الحرية والحياة العصرية وضرورة التجمل بها، وعن خطورة الكبت والقيد، وضرورة تحرير الفكر من أسر الإيمان بالغيبيات، والاستعانة بالكفر المادّي لحل كلّ مشكلة..
إنه يلمس هذا التناقض الخطير في الشارع، ويقرؤه في المجلات والكتب، ويسمع في المحاضرات، ويعانيه بين زملائه..
وكذا في البيت تتجمّع آثار ذلك من حوله في مظاهر أشد خطورة، إذ قلما تخلو أسرة من أعضاء متناقضين يجنح كل منهم إلى واحد من هذه الأفكار المتناقضة.. وإن لم تكن أفكارهم متناقضة كانت أساليبهم في تربية أولادهم هي المتناقضة؛ فأحد الوالدين مثلاً يوجه أولاده إلى الأحكام الإسلامية للمسير في الطريق والجلسات العائلية.. والثاني منهما – أو قد يكون هو نفسه – لا يهتم في مسيره بغض البصر، وفي مجالسه بعدم الاختلاط..
- فكيف سيكون حال هذا الشاب الذي يرى تناقض التوجيه مع التطبيق.. بل كيف سيكون حاله عندما يتلقى في المدرسة نظاماً سلوكياً يُحمل عليه، ويؤمر في الانسجام معه حتى إذا خرج منها إلى المجتمع أخذ يتلقى نظاماً آخر يُحبَّب هو الآخر إليه، ويُقدَّم له على أنه الأفضل، وينظر حوله فيجد على كل نافذة من نوافذ المجتمع نظاماً مختلفاً للحياة والسلوك يُفرَض عليه ويُؤمر باتخاذه وتطبيقه.. ويقبل بكلٍّ من نفسه وعقله على استعراض هذه النظم المتنافرة والمتضاربة فتقوم بين جوانحه حرب فكرية نفسية هو جاء، لا تدعه حتى يصبح ضجةً لمزق حضارةٍ متنافرة.
- ومن هذه الزاوية الخطيرة جداً يلعب الاستعمار في البلاد التي يطمع فيها؛ حيث يمسكون بمستشارية التربية والتعليم، ويجعلون مناهج التعليم مزيجاً من أفكار واتجاهات متنافرة، فيها الشكل الديني المحدود، وفيها الإغراء بالحضارة الغربية، والسلوك الأوربي، وفيها الطقوس الإسلامية الهيكلية، ولا شك أن أول ثمرة شهية كان الاستعمار البريطاني ينتظرها من هذه السياسة هو الصراع الفكري الذي يتعب بال المسلمين، ولا يوصلهم لنتيجة..